الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا ما بعد الثورة

سوريا ما بعد الثورة

07.04.2013
محمد الطميحي

الرياض
الاحد 7/4/2013
    هناك العديد من المؤشرات التي تدل على قرب انتهاء الأزمة السورية وعلى رأسها اتساع رقعة الاشتباكات في أحياء العاصمة دمشق التي لم تكن القصور الرئاسية ولا المطارات التي تنقل الأسلحة والذخيرة للنظام بمعزل عنها ولا عن قذائف الهاون التي استهدفتها أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية.
أيضا الاعتراف الدولي المتزايد بالمعارضة السورية، ومنحها مقعد سوريا في الجامعة العربية، مما يمهد الطريق لإسقاط الشرعية عن نظام الأسد بالكامل ومنح المعارضة الحق في استلام السفارات والممثليات الدبلوماسية السورية انطلاقا من العواصم العربية.
مؤشر آخر يتعلق بالنزاع الذي نشأ ما بين أطراف المعارضة بشأن المناصب وطريقة إدارة الدولة قبيل وبعد سقوط الأسد، وهو الخلاف الذي خرج إلى العلن رغم الجهود التي بذلت لاحتوائه والتقليل من تأثيره السلبي على وحدة المعارضة، ذلك لم يكن ليحدث لولا وجود تطمينات ومؤشرات قوية على تداعي النظام في دمشق.
ولكن اللافت والمؤشر الأبرز على انتهاء الأزمة أو على الأحرى على (السقوط) هو تصاعد الدعوات التي تعالت في دمشق وفي عواصم حلفائها التى تنادي بالجلوس إلى طاولة المفاوضات للخروج بحل سلمي للأزمة.
وهذا بحد ذاته اعتراف بفشل الحل العسكري الخيار الأول الذي اعتمده النظام للتعامل مع الأزمة قبل أكثر من عامين، والذي ذهب ضحيته آلاف الأبرياء ما بين قتيل وجريح وملايين الهاربين من دوائر العنف على امتداد الوطن وعلى أراضي دول الجوار.
ولكن هل فات أوان الحل السلمي بالفعل؟ أم أن هناك بقية من أمل قد تؤدي إلى إنهاء فوري للأزمة التي لعبت الخلافات والمصالح الدولية وقبلها التعنت والغباء السياسي للنظام الدورَ الأبرز في إطالتها على عكس الثورات العربية الأخرى؟ السوريون وحدهم من يملك الحق في الاختيار.