الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. مجازر لا تنتهي

سوريا.. مجازر لا تنتهي

18.08.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاثنين 17/8/2015
لم تمضِ سوى بضعة أيام، حتى عاد النظام السوري القمعي، لارتكاب مجزرة وحشية جديدة بحق سكان الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، والتي ظلت موقعاً لمجازر متكررة لا تعد ولا تحصى، ليس أقلَّها الجريمةُ البشعة التي استخدم فيها النظام السلاح الكيماوي في مواجهة سكانها في جريمة ضد الانسانية، لم تماثلها جريمة أخرى في العصر الحديث.
في 16 يونيو، قتل 24 شخصا في دوما المحاصرة منذ نحو عامين، التي يعاني السكان فيها من نقص الغذاء والدواء، جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا في دمشق. وأمس تتكرر الجريمة نفسها بدرجة أقسى وأكثر وحشية وبشاعة، حيث قتل 82 شخصا على الاقل بينهم أطفال ،وهو رقم مرشح للازدياد، كما أصيب أكثر من 250 آخرين بجروح إثر غارات جوية شنتها طائرات بشار الأسد على سوق شعبية في مدينة دوما، وذلك بالتزامن مع زيارة ستيفن اوبراين مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة الى سوريا. ويوم الاربعاء الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات النظام السوري بارتكاب "جرائم حرب" ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان. كما حمّلت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الأمن إلى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع؛ المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سوريا.
غير أن النظام الذي يتمتع بحماية دولية من العقاب؛ توفرها له دول كبرى في مجلس الأمن، ظل يتمادى في ارتكاب جرائمه، ومذابحه الوحشية، بحق الشعب السوري، دون أدنى اكتراث، بوجود ممثلين للأمم المتحدة في دمشق، أو حتى إدانات المنظمات الحقوقية الدولية، ذلك أن من "أمن العقوبة أساء الأدب".
اكثر من 240 ألف شخص قتلوا في الأزمة السورية، واصبح 12.2 مليون شخص بحاجة الى مساعدة، بينهم اكثر من 5.6 ملايين طفل، وهي أرقام مخيفة الى حد أنها تكشف مدى الحاجة الى نظام دولي جديد، يكون أكثر جدية واستجابة فيما يتعلق بحماية الشعوب المضطهدة، والتصدي لأنظمة القهر في العالم.