الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا.. مرحلة جديد في الحل

سوريا.. مرحلة جديد في الحل

09.05.2013
رأي البيان

الخميس 9/5/2013
ظهرت بادرة أمل جديدة، بخصوص إمكانية إيقاف معاناة الشعب السوري الذي ينزف منذ أكثر من عامين، بعد توافق روسي أميركي نادر على حل الأزمة عبر حل سياسي.
الكلام عن الحل الدبلوماسي ليس جديداً، وكل من موسكو وواشنطن تكرران هذا التصور منذ اندلاع الثورة السورية، لكن كل منهما على حدة. حمل لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، نبرة جديدة، انعكست على الموفد الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي اعتبر أن التوافق «خطوة أولى هامة جداً» وأنها «تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جداً».
لا ينتمي التوافق الأخير بين موسكو وواشنطن إلى رزمة التفاهمات البطيئة التي تتلاشى مع الوقت، وهو ما طبع المرحلة السابقة من علاقات البلدين بخصوص سوريا منذ عامين. فهناك آمال أن يكون هذا التلاقي النادر بين الطرفين تأسيساً لمرحلة جديدة، تضع على الأقل تصوراً واضحاً للحل الذي سيكون سياسياً من دون شك. فالأزمة السورية تنبش في ملفات وقضايا تاريخية وطائفية في غاية الخطورة، واستمرار حالة اللا حل، يهدد المنطقة بإغراقها بقضايا دينية لم تكن في الحسبان.
كما أن حاجة سبعة ملايين سوري إلى مساعدات عاجلة في سوريا، يشكل كارثة إنسانية محققة، بدلاً من القول إنها كارثة تلوح في الأفق، فالرقم المذكور الذي صدر عن منظمات دولية، يشكل نحو ثلث سكان سوريا، بل ربما نصف عدد السوريين الباقين داخل البلاد، وسيصبح الرقم ضعف ذلك في حال عدم التوصل إلى حل يوقف القتال، ويعيد الحياة الطبيعية في حدها الأدنى إلى سوريا، لأن الحل الذي لا يسيطر على الوضع الميداني، بمعنى عدم حصوله على موافقة القوى الميدانية التي تقاتل في الخنادق، فإن حالة الانفلات ستبقى هي المسيطرة في المرحلة اللاحقة، ومن الأفضل أن يكون عقد المؤتمر الدولي المزمع حول سوريا نهاية الشهر الجاري، بحضور ممثلين عن الجيش الحر والقوى الأخرى المقاتلة وداعميها، لكي لا تكون هناك من حاجة إلى مؤتمر دولي آخر مستقبلاً.