سوريا: هل هي بطاقة اقتصادية مكلفة على إيران؟

(رئيس المجلس الأمريكي الدولي)
هوفنغتون بوست 14/4/2014
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
تظهر التصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسئولين إيرانيين رفيعي المستوى إحباط الجمهورية الإسلامية وعدم رضاها عن عجز أجهزة الأسد على القضاء على جماعات المتمردين المختلفة والجبهات المعارضة, وإعادة السيطر على جميع أنحاء الدولة.
حيث قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والأفريقية في مقابلة أجريت معه مؤخرا :" لا نسعى ليكون بشار الأسد رئيسا مدى الحياة.." وكان للجمهورية الإسلامية دور كبير في منع انهيار الاقتصاد السوري. حيث فتحت طهران ائتمانا بقيمة 3.6 مليار دولار لدمشق. وهذا الائتمان مكن دمشق من شراء مشتقات النفط من طهران والمساهمة في تقوية العملة السورية (الليرة), التي فقدت الكثير من قيمتها في السنوات الأخيرة.
حكومة الأسد خسرت عائداتها اليومية التي تقدر بسبعة ملايين دولار أمريكي من صادرات النفط بعد أن منعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تصدير النفط من دمشق. كما فقدت دمشق حوالي سبعة مليارات دولار أمريكي من عائدات السياحة السنوية. ووفقا لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية هذا الأسبوع, فإن إيران قدمت أيضا 30000 طن من الإمدادات الغذائية إلى سوريا يوم الثلاثاء من أجل مساعدة الحكومة السورية على التعامل مع نقص الغذاء الذي سببته الحرب الأهلية. قبل الصراع, كانت سوريا قادرة على إنتاج معظم احتياجياتها الضرورية من الغذاء, إضافة إلى تصدير كمية كبيرة من القمح. ومع ذلك, ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة, فإن سوريا سوف تسجل انخفاضا قياسيا هذا العام من خلال انتاج 1.7 إلى 2 مليون طن من القمح فقط.
ومع أن عبد اللهيان أصر على أن المساعدات الإيرانية لسوريا تقتصر على السلع الإنسانية, إلا أن هذا الكذب والخداع واضح للعيان من جميع الاتجاهات. إضافة إلى تقديم مليارات الدولارات على شكل ائتمان ومساعدات اقتصادية, فإن الجمهورية الإسلامية تلعب دورا حيويا من خلال وكيلها حزب الله إضافة إلى قوات القدس – وهي وحدة من القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني – وذلك من خلال تقديم الدعم العسكري والمخابراتي والاستشارات الجيوسياسية والاستراتيجية مما مكن حكومة الأسد من الحفاظ على سلطتها خلال السنوات الثلاث الماضية من الصراع.
المتناقضات: حزب الله وأجهزة الأسد وإيران:
التصريحات الأخيرة التي صدرت عن المسئولين الإيرانيين الذين يقولون بأن الجمهورية الإسلامية لا ترى أن الأسد سوف يبقى في السلطة إلى أجل غير مسمى وأنهم منفتحون على الخيارات الأخرى, جاءت في وقت أدرك فيه الزعماء الإيرانيون بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعات السورية المعارضة والثورية ومجموعات المتمردين لن تستسلم لقوات الأسد في أي وقت قريب.
الدولة مقسمة ما بين مناطق تقع تحت سيطرة المتمردين ومناطق أخرى تحت سيطرة الحكومة. عندما تتعرض الجماعات المتمردة للهزيمة في جزء ما, فإنهم يعيدون تجميع أنفسهم ويراجعون خطتهم, ويستعدون لقتال النظام في منطقة أخرى.
وبناء على ذلك, ومن وجهة نظر المسئولين الإيرانيين, فإن هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى إطالة عمر الصراع السوري لسنوات طويلة قادمة. وإذا وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب الأسد كليا, فإنها ستجد نفسها مضطرة لدفع ملايين ملايين الدولارات للحكومة السورية كل عام وتقديم المزيد من الدعم العسكري والمخابراتي والاستشاري, دون أن يكون هناك أي ضمان مستقبلي للسداد أو التعويض.
كلفة الدعم الاقتصادي ربما لا يمكن تعويضها مع الاقتناع بوجود سيناريوهين اثنين هما؛ إما أن حكومة الأسد سوف تنهار تماما أو أن الحرب سوف تتحول إلى صراع طويل الأمد مماثل للحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما من 1975 إلى 1990.
في حين تقدم الحكومة السورية وقادة حزب الله إشارات متباينة من الجمهورية الإسلامية, إلا أن الزعماء الإيرانيين ينظرون إلى الوضع من منشور مختلف.
على النقيض من إيران, أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله والزعماء السوريون أن حكومة الأسد لم تعد تواجه أي تهديد من المجموعات المعارضة. حيث قال نصرالله :"خطر سقوط النظام السوري انتهى".
اليأس الاقتصادي للجمهورية الإسلامية:
في حين يستمر الزعماء الإيرانيون في دعم حكومة الأسد اقتصاديا, فإن اقتصاد إيران المحلي يشهد مستويات تضخم عالية (حوالي 35%), ونسب عالية من البطالة, وخسائر في عائدات تصدير النفط وسوء الإدارة الاقتصادية من عدة إدارات ونمو اقتصادي سالب كما شهد سوق الأسهم الإيراني انخفاضا كبيرا.
ضعف حكومة الأسد وعدم قدرتها على القضاء كليا على المجموعات المعارضة واستعادة الاستقرار إلى البلاد شكل عبئا اقتصاديا هائلا على كاهل الحكومة الإيرانية, وذلك في حين لا يوجد أي ضمان ان الأسد سوف يحرز النصر في النهاية, أو أن الأمور سوف تسير لصالحه, وأنه سوف يسد ديونه في نهاية المطاف. الدعم الإيراني الاقتصادي والجيوسياسي والعسكري والمخابراتي والاستشاري المستمر للأسد أدى إلى تصعيد التوتر بين الجمهورية الإسلامية ودول عربية أخرى في المنطقة إضافة إلى القوى العالمية. هذا الدعم غير المشروط ساهم أيضا في تشويه شعبية إيران وشرعيتها بين الناس العاديين في المنطقة وداخليا أيضا.
ومع تحول سوريا إلى عبئ اقتصادي وبطاقة مكلفة على طهران, فإن الزعماء الإيرانيين يسعون بشدة لإيجاد خيارات بديلة يمكن أن تستمر في خدمة طموحاتهم الجيواستراتيجية والجيوسياسية والهيمنة على المنطقة.
في الشهور القليلة القادمة, التحول التكتيكي لزعماء إيران سوف يؤدي إلى تواصلهم مع القوى الأخرى والدول العربية في المنطقة. ومع ذلك, فإنه من المهم أن نفهم فكرة أنه وعلى الرغم من أن إيران ربما توافق على خطة قد لايكون الأسد رئيسا فيها على سوريا, إلا أن ذلك لا يعني أن الجمهورية الإسلامية سوف تقبل بتغير شامل في تشكيل الدولة السورية.
وكما قال عبد اللهيان, وفي حين لا ترى طهران أن الأسد باق في منصبه إلى ما لا نهاية, إلا أنهم لا يقبلون بخطة يتم فيها استبداله بالمتطرفين. كما أشار إلى أنهم " لا يوافقون على على فكرة استخدام القوات المتطرفة والإرهابيين للإطاحة بالأسد والحكومة السورية". الإبقاء على الوضع الراهن, من خلال السيطرة العلوية على مفاصل الدولة, سوف يكون أمرا أساسيا وغير قابل للتفاوض بالنسبة للجمهورية الإسلامية.

Syria: High-Priced Economic Card for Iran?
Posted: 04/14/2014 3:58 pm EDT Updated: 04/14/2014 3:59 pm EDT
Majid Rafizadeh : President of the International American Council

Recent statements by top Iranian officials appear to divulge the Islamic of Republic of Iran's frustration and dissatisfaction of the Assad apparatuses' incapability to thoroughly crack down on various rebel groups and oppositional fronts, and to regain full control of the state.
Hossein Amir Abdollahian, deputy foreign minister for Arab and African affairs, pointed out in a recent interview, "We aren't seeking to have Bashar al-Assad remain president for life..." The Islamic Republic has been instrumental in preventing the Syrian government's economy from collapsing. Tehran extended a $3.6 billion credit line to Damascus. The credit line enables Damascus to buy oil products from Tehran and assist in shoring up the Syrian currency (Pound), which has significantly devalued in the last two years.
The Assad government lost its daily revenue of approximately seven millions dollar from oil exports after the U.S. and European countries banned oil exports from Damascus. Moreover, Damascus lost an estimated seven billion dollars of revenue a year from tourism. According to Iranian state media this week, Tehran has also delivered 30,000 tons of food supplies to Syria on Tuesday in order to assist the Syrian government in dealing with food shortages created by the civil war. Before the conflict, Syria had the capability of producing most of its domestic food necessities, as well as exporting a considerable amount of wheat. Nevertheless, according to the U.N. World Food Program (WFP), Syria will hit a record low this year by producing 1.7 to two million tons of wheat.
Although, Abdollahian insists that Iran's aid to Syria is limited to humanitarian goods, this falsehood, duplicity and dishonesty is evident in every facet. In addition to the extension of billions of dollars in credit and economic assistance, the Islamic Republic has been playing a pivotal function through its proxy Hezbollah as well as the Quds Forces -- a special forces unit of Iran's Revolutionary Guards Corps -- to provide military, intelligence, geopolitical, strategic and advisory aid to ensure that Assad government retained its power for over the last three years of conflict.
Contradictions: Hezbollah, Assad's Apparatuses and Iran
The recent announcement by Iranian officials arguing that the Islamic Republic does not see President Bashar al-Assad to be staying in power indefinitely and that they are potentially open to other alternatives, comes at a time when Iranian leaders have evidently recognized that the Syrian oppositional groups, revolutionaries, and rebel groups will not surrender to Assad's forces any time soon.
The country is divided into insurgent-controlled areas and government-controlled cities. Whenever the rebel groups are defeated in one part, they regroup, revise their plan, and prepare to fight the regime in another region.
Consequently, from the Iranian leaders' perspectives, this platform conveys that the Syrian conflict can be an ongoing war for many years to come. If the Islamic Republic stands for Assad totally, it finds itself obliged to pay billions of dollars to the Syrian government every year and provide additional military, intelligence and advisory assistance, with no guarantee of reimbursement or compensation.
The costs of the economic support might not be paid back as the two scenarios are unveiled: Either Assad's government will ultimately collapse, or the war will be a protracted conflict similar to the Lebanese 15-year civil war from 1975 to 1990.
Although the Syrian government and leaders of Hezbollah are offering differing signals from the Islamic Republic, Iranian leaders view the situation from another prism.
On the contrary to Iran, the Secretary General of Hezbollah Hassan Nasrallah and Syrian leaders declared that the Assad government does not face any threat from oppositional groups anymore. Nasrallah said, "The danger of the Syrian regime's fall has ended."
While Hezbollah and the Syrian government attempt to project the picture that tranquility and peace has come back to Syria (in order to reclaim their lost popularity at home), Tehran's view and message appears to diverge from this because of its primary role in holding the economic burden.
Economic Desperation of the Islamic Republic
While Iranian leaders continue to support Assad's government economically, Iran's domestic economy has inflicted itself with high levels of inflation (approximately 35 percent), a high rate of unemployment, loss in oil export revenues, economic mismanagement of several administrations, negative economic growth and its stock market has been in decline.
The Assad government's weakness and incapability to wholly crack down on the oppositional groups and stabilize the country, has been a critical economic burden and heavy load for the Iranian government, while there is no final warranty that Assad might score the final victory, win over, and pay back the debt. Iranian leaders' ongoing economic, geopolitical, military, intelligence and advisory support for Assad has additionally ratcheted up the tension between the Islamic Republic and other Arab countries in the region as well as other world powers. This unconditional support has also worked to tarnish Iran's popularity and legitimacy among ordinary people in the region along with domestically.
As Syria has become an economic burden and costly card for Tehran, Iranian leaders are desperate to find alternative options that would still serve their geostrategic, geopolitical and hegemonic ambitions in the region.
In the next few months, Iranian leaders' tactical shift would entail their outreach to other powers and Arab countries in the region. Nevertheless, it is paramount to comprehend the notion that although Tehran might agree to a plan where President Bashar Al-Assad might not be the head of the state, this does not imply that the Islamic Republic would accept comprehensive change in the Syrian state formation.
As Abdollahian stated, although Tehran does not see Assad as staying in power indefinitely, they also do not accept a plan where extremists replace him. He pointed out, "We do not subscribe to the idea of using extremist forces and terrorism to topple Assad and the Syrian government." Retaining the current state configuration, through Alawite-dominated framework, would still be a fundamental and non-negotiable tenet for the Islamic Republic.
_____
Majid Rafizadeh, an American scholar and political scientist, is president of the International American Council on the Middle East. He is originally from Islamic Republic of Iran and Syria.
http://www.huffingtonpost.com/majid-rafizadeh/syria-highpriced-economic_b_5140869.html