الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا واختطاف إيران لشيعة العرب!!

سوريا واختطاف إيران لشيعة العرب!!

06.06.2013
ا.د.صالح عبدالعزيز الكريم

المدينة
الخميس 6-6-2013
* كتبتُ مقالاً بعنوان: حزب البعث وحزب الله، وضّحت فيه ثلاثة أمور، أولها أنه لا تلاقي بين الحزبين عقائديّاً، حيث أحدهما بعثي لا يؤمن بالله، ولا باليوم الآخر، والثاني ديني شيعي جمعت بينهما «أهداف» إيران، الأمر الثاني تورط حزب اللات الفاضح والموثق في قتل الشعب السوري، وترويع أهله، وهتك عورات نسائه، الأمر الثالث مناشدة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية بضرورة ملاحقة حسن نصر الله واعتباره مجرم حرب؛ لما قام به حزبه من تزهيق للأرواح، وهدم للبيوت على رؤوس الأطفال والنساء.
* إن حزب اللات ليس حزب مقاومة كما كان يروج لذلك، إنه سم تنفثه غدد الأفعى الإيرانية المتدثرة بالمعتقد الشيعي ظاهرًا، الضامرة للمشروع الفارسي المجوسي باطنًا، مختطفة أبناءً من العرب بحجة الدفاع عن تشيّعهم، ونفخت في أرواح بعضهم العظمة وأغرتهم بالزعامة وأحكمت القبضة عليهم، فأصبحوا دُمى (ضم الدال) طوع توجهاتها وتوجيهاتها، وسؤال كبير يُوجَّه لمثل هؤلاء الذين ينتمون للعروبة وقلوبهم مع إيران: أين دفنتم عروبتكم التي تنتمون إليها؟ بل أين إسلامكم؟ بل أين شيعيتكم التي اختطفتها إيران المجوسية؟!
* إن إيران منذ بداية الثورة السورية وهي تدعم النظام السوري البعثي بشكل فاضح على عدة محاور، المحور السياسي في تحركها اللوجستي عبر روسيا والصين، والمحور العسكري بإمداد الجيش النظامي السوري بمرتزقة من حزب اللات، وجند مقتضى الصدر في الفرات، والحرس الثوري الإيراني، وبذل السلاح والمال والعتاد.
* إن مقتضى الصدر من أرض الفرات هو الآخر بتوجيه من نوري المالكي الموالي لإيران يرسل جنودًا وعسكريين لدعم النظام السوري البعثي من باب المناصرة الطائفية البغيضة، وإن كان أبدى مقتضى الصدر شيئًا من التراجع عن سب الشيخين إلاّ أن المطلوب منه كعربي ومسلم أن يوقف أي دعم للبعث والنظام السوري والوجود الإيراني في العراق، وأن تعتقد في داخله الشهامة في منع إرسال أي دعم عسكري تفرضه إيران إلى سوريا لقتل الأقرباء والأبرياء هناك.
* يبقى سؤالان مهمان أحدهما يوجه إلى الدول العربية والإسلامية عمومًا، وبالأخص الجامعة العربية وتركيا: لماذا هذا التباطؤ في دعم الجيش الحر بالأسلحة وعدم التحرك السياسي الأقوى في مجلس الأمن، وعلى مستوى العالم؟ ولماذا لم تقم الحجة من خلالهما إلى الآن على إثبات أن بشار الأسد مجرم حرب؟ ألا تكفي الإحصائية لآلاف القتلى والجرحى دليلاً لتقديم مذكرة في ذلك؟ أمّا السؤال الثاني فهو الآلية الأمنية الدولية (مجلس الأمن)، فلماذا الصمت المطبق من جهته، حتى لو كانت هناك مصالح لإسرائيل فإن سوريا الجديدة ستكون دولة ديمقراطية ذات مصالح مشتركة مع جيرانها، وليس هناك ما يُخيف والانسياق خلف إيران وتصديقها فيما تذهب إليه في المنطقة سيقود إلى حرب طائفية وأهلية.
* إن عبئًا كبيرًا تتحمله أطياف المعارضة السورية بضرورة تلاحمها وتنسيق أمورها حتى تكتمل قدرتها بعون الله وقدرته لتزيح كابوس النظام الغاشم عن صدر الشعب السوري، وهذا لا يتم إلاّ بالوحدة والتنازل والتعاضد.. (..ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).
* إن أي تسوية للوضع في سوريا ليس من الإنصاف أن يكون بشار الأسد طرفًا فيه ولا غضاضة لقبول أي مشروع سلمي رفقًا بهذا الشعب، نساءه وأطفاله، من القتل والتشريد لكن على أساس من المشاركة الوطنية لكل القوى على تعدد مذاهبها وتوجهاتها وانتماءاتها الفكرية.
* إن إيران في المنطقة إذا لم تطوق ويفت عضدها وتكسر شوكة نظامها فستكون شوكة في حلق العالم العربي كله، وسيلحق خطرها ليس الدول العربية فقط، إنما سيُطال ضررها وشررها جميع من حولها، ومن هو قريب منها أو بعيد عنها، بما في ذلك المغرر بهم من شيعة العرب الذين اختطفتهم.