الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا والأدوار الإقليمية المتلاشية!

سوريا والأدوار الإقليمية المتلاشية!

05.11.2015
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الاربعاء 4/11/2015
 حتى بعد انتصار اردوغان الانتخابي، فإن دوره السوري المتعتع لن يتغير كثيراً. فطيلة السنوات الأربع الماضية كان الموقف التركي يتراوح بين فتح الحدود أمام داعش والنصرة، أو يعلن الحرب على داعش فتقصف طائراتها الأكراد في تركيا او في سوريا والعراق فقط.
وحتى بعد توقيع ايران اتفاقها مع دول 5الاربعاء 4/11/20151 في الموضوع النووي، فإنها حاولت ترويج خطاب خامينئي ان: لا تفاوض مع اميركا في اي موضوع آخر، لكنها عادت الى فيينا لتفاوض اميركا والسعودية وتتفق مع سبعة عشر دولة على نقاط الحل التسع لأزمة سوريا.
ويبدو ان تركيا وايران تشعران ان التدخل العسكري الروسي والأميركي في الأزمة، وعلى أرض الصراع يفقدهما الشعور بلعب الدور الرئيسي، والسيطرة على أطراف الصراع الإقليمي، والداخلي السوري سواء بسواء.
تركيا ستكون قواعد جوية اميركية فقط، وايران ستكون حزب الله اللبناني فقط، وسوريا ستكون القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية، محمية بدبابات ومقاتلين روس، وليس سوريين وسوريا ستكون قوات نخبة مقاتلة – استخبارية اميركية بين قوى حليفة كردية تمتد من اربيل الى جبل الاكراد، وليس جيش سوريا الحرّ.
اذا كان بشار الاسد هو الذي فتح الباب لروسيا ليخلص من الهيمنة الفجّة الإيرانية، فهو في هذه الحالة وارث بعض ذكاء ابيه.. والبعض هنا هو قليل القليل: فلا مخرج للنظام الا باحتواء التدخل الإيراني والخليجي من قبل قوة هائلة هي...الاتحاد الروسي وقد يقوده ذكاؤه القليل هذا، الى معرفة طبيعة العلاقات الاميركية – الروسية، والى استحضار قوتين مسيطرتين على الاقليم واجبارهما على التعامل معه.
ان ما يجري في سوريا، وحول سوريا هو أغزر وأهم مادة في اي جامعة تدرّس العلوم السياسية. فنحن امام مشهد مستعاد للمرحلة الأوروبية بعد انهاء امبراطورية نابليون في اوروبا القرن التاسع عشر. وسلام اوروبا لمئة عام كاملة.. نحن الآن في المرحلة الأوروبية التي سبقت واترلو وشارلوروا.. ويلزم ان يعود المهتم الى قراءة هنري كيسنجر الذي استحضر هذه المرحلة في تطبيقاته الاستراتيجية من البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية.