الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا" والأمن القومي الأميركي الأوروبي

سوريا" والأمن القومي الأميركي الأوروبي

11.02.2014
سميح المعايطة


الرأي الاردنية
الاثنين 10/2/2014
في زحمة الحديث عن الممرات الإنسانية في سوريا لتقديم العون للمدنيين جاء تصريح وزير الأمن الداخلي الأمريكي بأن "الأزمة السورية أصبحت تهدد الأمن القومي الأمريكي والأوروبي"، وهذا التصريح من أهم التقييمات الغربية التي صدرت مؤخراً لأنها تمثل الأولويات التي تتعامل من خلالها الدول الأوروبية والإدارة الأمريكية مع الملف السوري.
وقبل شهور كتبت في هذا المكان عن تحالف جديد على الأرض السورية يجمع أصدقاء وأعداء النظام السوري وبرنامجه محاولة القضاء على القاعدة ومقاتليها على الأرض السورية، وهو تحالف خرج من الإطار النظري إلى التعاون الميداني العملي وتعاون استخباراتي على الأرض ضد القاعدة وأسمائها الحركية المختلفة على الأرض السورية.
وقد سجل النظام السوري نجاحاً كبيراً في تحويل بوصلة أولويات أوروبا وأمريكا لتكون مواجهة القاعدة، وبخاصة أن دول أوروبا وأمريكا لديها مخاوف قائمة على المعلومات بأن أعداداً كبيرة من مقاتلي القاعدة من حملة الجنسيات الأوروبية سيعودون إلى هذه الدول يوماً ما وأنهم سيشكلون مصدر قلق وخطر على الأمن الأوروبي والأمريكي، لهذا عندما يُصرح الوزير الأمريكي بأن الملف السوري يمثل قضية أمن قومي أوروبي أمريكي فإنه يتحدث عن معركة يجب أن تخوضها أوروبا وأمريكا على الأرض السورية وربما بأيدي الجيش السوري، لكن مع تعاون أمني استخباراتي بين سوريا ومجموعة دول تضم حلفاء وأعداء نظام بشار الأسد.
ولعلنا الجميع تابع إصرار الوفد السوري في (جنيف 2) على أن الأولوية للمفاوضات هي الحرب على الإرهاب، لأنه يعلم أنها أولوية لمعظم الدول الحاضرة في المؤتمر بما فيها الدول الأكثر تشدداً تجاه النظام السوري.
قضية الحرب على القاعدة في الساحة السورية تفرض نفسها على إمكانية الوصول لحل سياسي وفق ما تتحدث عنه المعارضة، لأن ثمن التحالف ضد القاعدة  ولو إلى حين   بقاء النظام واستمراره لأنه الوحيد القادر في سوريا اليوم على القيام بهذه الحرب، كما أن بديله الميداني النظري هم المتشددون الذين يمثلون مصدر القلق على أمن أوروبا وأمريكا.
أولوية المرحلة الحالية لدى الجميع الحرب على الإرهاب، وكل الأولويات الأخرى مؤجلة، ولهذا فمصلحة أكثر من طرف أن تطول هذه الحرب، ومعها تتحول أحداث الأزمة السورية إلى روتين لا يثير الإهتمام.