الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا والثمانية الكبار في لوق إيرن

سوريا والثمانية الكبار في لوق إيرن

22.06.2013
فالح الطويل

الرأي الاردنية
السبت 22 /6/2013
تشير أخبار إيرلندا الشمالية-لوق إيرن-أن المؤتمرين الغربيين لم يستطيعوا إقناع بوتين بحل سلمي للصراع في سوريا يقوم، بالضرورة العملياتية، على استبعاد الأسد من أي نظام انتقالي يخلف نظامه يحافظ على وحدة سوريا- الدولة والشعب.
ثم تبين أن موقف بوتين، في دعم الأسد، موقف نهائي غير قابل للتفاوض شبيه بموقف إيران وحزب الله؛ وأن روسيا لم تراع، عند اتخاذه، غير مصالحها الوطنية المجردة من أي اعتبارات أخرى، مثل بقاء الدولة السورية وشعبها ودورها؛ أو حتى سلام المنطقة واستقرارها.
وهو موقف قد جعل من مسألة انعقاد مؤتمر جنيف الثاني مجرد محاولة لا أفق لها؛ وأن طاولة المفاوضات، في لوق إيرن، قد طويت، عمليا، لصالح حرب طويلة تستعر على الساحة السورية، تتحول إلى ما جرى علماء السياسة على تسميته «بحرب إقناع» بمعنى أن يترك لأحداثها بما تخلفه من دمار وقتل، عملية أقناع كلا الطرفين المتحاربين بعبث إصرارهما على مواقفهما، وأن الطريقة الفضلى لتحقيق بعض أهدافهما هي العودة لطاولة المفاوضات.
هذا الموقف الروسي النمطي، القديم الحديث، قد تصلبت روسيا حوله بعد ما حدث في القصير في محافظة حمص وقراها. ترى، ما ذا سيكون عليه الحال لو استطاعت المعارضة السورية إلحاق هزيمة بنظام دمشق وحلفائه في حلب أو إدلب، مثلا؟ أسيكون مثل هذا التطور كافيا لتليين الموقف الروسي؟
هذا هو ما يتحدث به قادة الغرب السبعة الذين لم ترضهم مواقف بوتين. فهم يتداولون، الان، في أمر تزويد المعارضة السورية بالأسلحة الفاعلة، ويميلون لهذا الخيار، لو كانوا متأكدين، ولهم الحق في ذلك، من أنها لن تقع بأيدي القاعدة أو الجهاديين. هم يقارنون بين ما يمكن أن يحدث في سوريا، لو سارعو لتسليح المعارضة، وبين ما يحدث في ليبيا، اليوم، من قتل بسلاح وصل لأيدي المقاتلين أثناء معاركهم مع القذافي التي ساعدتهم في الوصول بها إلى نتائجها الدول السبعة نفسها. لذلك هي تتردد، أو، ربما، لا تريد تكرار القصة في سوريا.
وبعض السبب في ترددها معرفتها أن المعارضة المدنية السورية، كالمعارضة الليبية، سابقا، ليست موحدة بما يكفي لضبط الأمور لو ظهرت شواهد في إمكان خروجها المتطرف نحو شكل آخر من اشكال الحرب الأهلية أبعد تدميرا، وأكثر مقاومة لأية محاولة للإصلاح؛ كما أن بعضه الآخر قائم في أنها لا تريد الدخول في مواجهة مع الجيش السوري، المؤسسة الوحيدة القادرة على الحفاظ على أمن البلاد، وقدرتها على العودة للبناء. في ذهنهم، وخاصة فرنسا وبريطانيا، ما حدث في العراق بعد سقوط النظام هناك.
أما نحن، فيرى البعض منا أننا عاجزون عن التدخل لإيقاف هذا التردد أو تغيير اتجاهه؛ وأنه خير لنا أن نفعل؛ لكننا بذلك سنتحول إلى مجرد مراقبين، على الهامش، نكتفي بمراقبة سوريا تدمر أمام أعيننا، وهو موقف ضيق الأفق لا يدرأ خطرا، ولا يطفئ نارا.
بل، نحن، نستطيع التدخل الآن. لماذا لا يجتمع قادة العرب، وليكن ذلك في عمان التي أصبحت محجا لكل باحث دولي عن حل سريع؟ لا بد من فعل شيء إيجابي مفيد قبل فوات الأوان.