الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا والحراك السياسي

سوريا والحراك السياسي

03.08.2013
رأي البيان

البيان
السبت 3/8/2013
يشهد الملف السوري في الآونة الأخيرة حراكاً سياسياً من وراء الكواليس، هدفه إعادة إحياء الأمل في بعث المسار التفاوضي المؤمل بين المعارضة والنظام، في وقتٍ لا تزال آلة القتل تعمل دماراً وتخريباً وقصفاً في أكثر من مكان في سوريا. والحال، أن خفوت الحديث عن عقد مؤتمر «جنيف 2» خلال الشهرين الماضيين، ما لبث أن تبعه تبدلات إقليمية ودولية، وحتى داخلية، انعكست على تطورات الشق السياسي تالياً. ومن هنا، بدأت الجولات المكوكية لهذا الطرف أو ذاك منذ أسبوعين أو أكثر بهدف بحث إمكانية جلوس الفرقاء على طاولة الحل.
وعلى الرغم مما يقال عن أن «جنيف 2» مات قبل أن يولد، والتسريبات التي ترافق ذلك الكلام عن أن الأطراف الدولية المعنية ستكتفي بجلسة على هامش اجتماعات الجمعية العمومية في النصف الثاني من سبتمبر المقبل، فإن المتفحص في مغازي الاتصالات والتنسيق الذي يطبخ على نار هادئة، قد يصل إلى نتيجة مفادها أن الحل السياسي بات أقرب مما هو متوقع، خاصة بالنظر إلى ما يصفه البعض «لين» المعارضة تجاهه.
وفي الواقع، فإن هناك حقيقة لا يمكن إخفاؤها تتمثل في أن أي تسوية يتوصل إليها طرفا النزاع في سوريا لا يمكن أن تكون ما لم يقتنع أولئك المتمسكون بالحل العسكري للأزمة أن مسارهم هذا وصل إلى طريق مسدود، وأن أوهام إعادة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق يجب ألا تتملكهم. ومن هنا، يأتي دور المجتمع الدولي، أو من يسمون بـ«اللاعبين الكبار» لإفهام دعاة الأرض المحروقة أن تحسين شروط التفاوض لا تكون سوى بالاستجابة لتطلعات الشعب السوري وليس بمحاولة كسب هذه البلدة أو تلك واستلامها أنقاضاً.
الثابت في سوريا أنها لن تعود كما كانت، لكن من الضروري ألا تبقى كما هي اليوم، مقسمة ومدمرة، شعبها إما نازح في الداخل أو لاجئ في دول الجوار، بما يشكله ذلك من عبء إضافي على تلك الدول.