الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا والضربات الأميركية

سوريا والضربات الأميركية

10.09.2013
صحيفة نيويورك تايمز الأميركية



البيان
الاثنين 9/9/2013
اتخذ الرئيس الأميركي باراك أوباما القرار الصائب، بطلب تفويض الكونغرس لخطته المعلنة من أجل توجيه ضربات عسكرية، أحادية الجانب، ضد سوريا بسبب استخدامها أسلحة كيماوية. وينبغي أن تكون هنالك مناقشة عامة قوية وصادقة، حول استخدام القوة العسكرية التي قد تسفر عن عواقب هائلة، حتى لو كانت محدودة النطاق والمدة.
وإذا ما أراد أوباما كسب دعم الكونغرس، فسيتعين عليه مع كبار مساعديه، أن يفسروا بمزيد من التفصيل، سبب ثقتهم العالية بأن هذا النوع من الضربات العسكرية، سيمنع الرئيس السوري بشار الأسد من إطلاق الغازات الكيماوية على شعبه مجددا، عوضاً عن استفزازه للقيام بفظائع أكبر.
وسيتعين عليهم كذلك إيضاح كيف سيكون بمقدورهم الحفاظ على أن لا تغرق أميركا في الحرب الأهلية السورية، وهو أمر لطالما قاومه الرئيس أوباما، وكيف سينهض العمل العسكري بقضية تسوية سياسية، وهي الحل المنطقي الوحيد للحرب..
ليس هنالك شك في أن الرئيس أوباما يرغب في القيام بعمل عسكري. وكما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن الرئيس فـ"إنه يعتقد بأنه يتوجب على الأميركيين التصرف، ولقد اتخذ قراره، ويعود الأمر الآن إلى الكونغرس للانضمام إليه في إقرار المعايير الدولية في ما يتعلق بفرض القوة ضد استخدام الأسلحة الكيماوية".
وقد استمعت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لأقوال كل من وزيري الخارجية الأميركي والدفاع ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة. وتلقى الرئيس أوباما دعماً مبدئياً من سيناتور ولاية أريزونا جون ماكين، الذي سعى لعمل عسكري أكبر ولتسليح المعارضة، وصرح بأن رفض الكونغرس سيكون "كارثياً"، وسيقوض مصداقية الرئيس الأميركي والبلد.
من المؤسف أن الرئيس أوباما، الذي قد كان عميق التفكير وحذرا بشأن إشراك أميركا في الصراع السوري، قد أوجد وضعا سياسياً يمكن أن يطعن في مصداقيته، من خلال التصريح علنا، بأن استخدام الأسلحة الكيماوية سيتجاوز خطاً أحمر قد يسفر عن ردة فعل أميركية.
وبصرف النظر عن ذلك، كان ينبغي عليه، منذ فترة طويلة، وضع خطة لإجراءٍ دولي، مع حلفاء أميركا وشركائها، إذا ما استخدم الرئيس بشار الأسد أسلحة كيماوية، وكونه لم يفعل ذلك يعد أمراً مقلقاً. وقد فشل مجلس الأمن الدولي، الذي يتحمل مسؤولية دعم المعاهدات التي تحرم استخدام الأسلحة الكيماوية، في التصرف بسبب معارضة روسيا والصين.
وتمثل جامعة الدول العربية بعض أكثر حكومات العالم عداء للرئيس الأسد، وقد شددت مؤخراً موقفها السابق، عندما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ "التدابير اللازمة" ضد حكومة سوريا. إلا أنها لم تحدد ماهية التدابير التي تدعمها، وقد قال أمينها العام إنه ينبغي أن لا يتم إجراء عمل عسكري من دون موافقة الأمم المتحدة.