الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا والهروب من المسؤولية

سوريا والهروب من المسؤولية

15.05.2014
رأي البيان


البيان
الاربعاء 14/5/2014   
يدخل الملف السوري شيئاً فشيئاً في غياهب النسيان الدولي، مع انحسار مقلق في الإرادة الدولية لوضع حل جدّي على الأجندة. تهربت القوى الدولية طويلاً من الحل الجدّي، بمقولة توافقت عليها كل الأطراف المتناقضة، وهي أن "الحل يقرره السوريون بأنفسهم".
ما يعرفه القاصي والداني أن السوريين منقسمون حول صيغة الحل بشكل عميق، وترك الأمر لهم يعني إدامة الصراع إلى ما لا نهاية. لا يمكن أن تكون هناك قراءة مغايرة لهذا الاستنتاج حول هذه المقولة. هذا المبدأ الذي لا يخفى فيه التواطؤ متعدد الأطراف، لإبقاء الصراع مفتوحاً على مصراعيه، وتعطيل كل صيغ الإلزام الدولية لوضع حد للمأساة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات. لم يسبق أن كان هناك حل يقرره أهل الصراع بكل حرية وتوافق، في حرب بحجم ما يحدث في سوريا بتداخلاته الإقليمية المعقدة.
هذا هروب من المسؤولية، إذ لو كان الخلاف في تفصيلات سياسية محددة، لأمكن القول، إن السوريين وحدهم يقررون الحل، لكن ما يجري نجم عنه تهجير ملايين السوريين، ومقتل أكثر من 200 ألف شخص، واعتقال واختفاء مئات الآلاف، ودمار مدن وبلدات بكاملها. هذه الدموية لا يمكن أن يترك القرار بوقفها للمتحاربين، ما لم يكن هناك إلزام دولي وتهديد بعقوبات جدية رادعة، فسوريا تشهد واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم بتجاهل غير مبرر من المجتمع الدولي.
الحرب دخلت طوراً معقداً بات عبئاً حتى على الإرادة الدولية، في حال توافرها، بنمط مواجهات أصبحت عصية على الحل، حيث باتت الحروب المثلثة عنوان المرحلة الحالية منذ شهور، والمرجح أن يستمر ذلك ويتفاقم، وقد لا يطول الزمن حتى نجد سوريا في حرب بأربعة أطراف، كل طرف يحارب الأطراف الثلاثة الأخرى.
بعد كل هذا، ما قيمة القول، إن "الحل يقرره السوريون بأنفسهم"؟