الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا واليمن بين الاستنزاف والحسم!

سوريا واليمن بين الاستنزاف والحسم!

27.08.2016
د. إبراهيم الشيخ


الشرق القطرية
الخميس 25/8/2016
في شهر فبراير من العام الجاري أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا والسعودية يمكن أن تطلقا عملية برية ضد داعش في سوريا، مؤكدًا إرسال السعودية طائرات حربية إلى قاعدة إنجيرلك التركية.
في نفس الشهر أشارت مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأمريكية إلى إمكانية حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين السعودية وإيران في سوريا، وذلك بعد إعلان المملكة عزمها إرسال قوات برية إلى سوريا.
وأضافت الصحيفة: أن طهران تشعر بالقلق والحيرة إزاء السياسات الإقليمية للملك سلمان بن عبدالعزيز في سوريا واليمن، ولا تعلم كيف تواجهها.
مجلة فورين بوليسي الأمريكية الشهيرة، ذكرت قبل فترة أن إيران ستعمل على استنزاف السعودية وحلفائها في اليمن، ومنعها من تحقيق أهدافها هناك خشية تكرار هذا السيناريو في سوريا.
أمام ذلك المشهد يخرج مستشار المرشد الأعلى الإيراني وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي بتصريحات قال فيها: "تغييرات كبيرة حصلت في المنطقة تمثلت في التعاون غير المسبوق بين روسيا وإيران، وأن هذا التعاون لا يشمل سوريا فقط، لكنه يمكن أن يشمل اليمن في المستقبل".
تصريحاته تلك تلت توقيع طهران صفقة لشراء صواريخ أي ٣٠٠ الروسية، وتصريحات عن صفقات أخرى لشراء طائرات سوخوي - 30 خلال هذا العام.
تمر الأشهر لنرى التوافقات الروسية الإيرانية تتجاوز سوريا إلى اليمن حقيقة على الأرض.
تلك التفاهمات تفعلت على الأرض بعد قرب انهيار المشروع الحوثي هناك، وقد شاهدنا تحرير غرب تعز بالأمس، حتى باتت ميليشيا الحوثي تحت نيران قوات المقاومة الشعبية المدعومة من قوات التحالف هناك، واسكتمال حلقاتها باغتيال قيادات القوات الشعبية من حزب الإصلاح اليمني المشارك في تحريرها.
أقول تفعلت على الأرض، وقد شاهد الجميع بالأمس البارجة الروسية وهي تصل إلى خليج عدن!
هزيمة معركة حلب كانت موجعة ومهينة، وبعد أن أحسوا باقتراب الهزيمة في سوريا، بدأ الاستنزاف في اليمن، ومن الواضح جدا أين تقف موسكو من هذه الحرب!!
روسيا وإيران يتحركان وفق خطة واضحة، ذات أهداف ثابتة، غير عابئين لا بالقانون الدولي ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن، لأن أمريكا كفتهم تلك المنظمات مجتمعة، كيف لا وهي متورطة في تلك الحرب القذرة.
السؤال الأخير، هل دولنا تتحرك في سوريا بصورة صحيحة، بما يعينها على الانتصار في اليمن؟!
برودكاست: الثوار حرروا حلب، وأطفال حلب أفشلوا خطط القصف الروسي، وتخيلوا لو أعطي الثوار مضادات الطائرات، كيف ستتحول مجريات المعركة على الأرض؟
على قوات التحالف أن تتخلى اليوم عن التردد، وأن تبادر بالدعم الفوري للقوات الشعبية في اليمن على أوسع نطاق، لأنها تعرف كيف تنتصر وتطهر اليمن من رجس الحوثيين وقوات عفاش، كما عليها أن تدعم ثوار سوريا بوضوح خاصة بعد توحد جبهتهم.
هم يديرون معركة كبرى بكافة فصولها ليس في سوريا واليمن فقط، ماذا عنا نحن؟!