الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا وتجاوز الخط الأحمر

سوريا وتجاوز الخط الأحمر

31.08.2013
كريستيان ساينس مونيتور



البيان
الخميس 29/8/2013
تستمر الأدلة في التصاعد لتؤكد شن هجوم فتاك بالأسلحة الكيماوية في سوريا، متسببا في قتل واصابة ألوف الضحايا. ويبدو أن نظام الرئيس بشار الأسد هو الذي أقدم على ارتكابه، رغم محاولاته تأكيد براءته، فمن غير المرجح حيازة الثوار السوريين لمثل هذه الأسلحة.
ودعا العديد من الحكومات، بما فيها الحكومة الروسية الراعية لسوريا، ليسمح الرئيس بشار للمحققين الدوليين في الأسلحة الكيميائية، الموجودين بالفعل في سوريا، بفحص المنطقة.
وقد يتمكن الثوار أنفسهم من تهريب أدلة دامغة، كعينات أنسجة من الضحايا أو صواريخ، إلا أنهم قد يجدون صعوبة في استخراج أدلةٍ من أجل تحليلها، لأن المنطقة المتضررة، الواقعة قرب دمشق، تعد ساحة للقتال الجاري.
إن إيجاد دليل قاطع سيلغي «الخط الأحمر» الذي وضعه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الصيف الماضي، وذلك في تحذير للحكومة السورية بعدم اللجوء لهجمات كيماوية.
أصبحت الأسلحة الكيميائية محظورة في ساحة القتال، وذلك بعد قتلها أو إصابتها للملايين من المقاتلين خلال الحرب العالمية الأولى. وانتهاك حظر يبلغ عمره تقريبا قرنا من الزمان سيتطلب رداّ قاسيا، كما قال مؤخرا كل من الرئيس الأميركي ووزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا. كذلك تبدو حمائم سلام الكونغرس مستعدةً، حاليا، لدعم ردٍ أميركي أقوى، يمكن أن يتضمن هجمات صاروخية أميركية على أهداف عسكرية سورية.
لماذا سيخاطر الرئيس الأسد بالتعرض لرد عسكري دولي؟ فقواته قد عكست الوضع في الحرب الأهلية تماما لصالحها، ويبدو أنها تستعيد الأرض، ومن شأن هجوم كيميائي بوجود محققين دوليين في سوريا، بالفعل، أن يبدو عملاً غير حكيم. الأرجح أن الرئيس الأسد كان يعتمد على هذه الأوضاع فحسب، لتكون بمثابة ستار من الدخان لخطوات جريئة.
إن خروج نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيكون النتيجة الأفضل بالنسبة إلى المنطقة، وتحديدا للسوريين، ومن غير المحتمل أن يستطيع سحق الثوار.
ومع وجود الرئيس الأسد بسيطرة جزئية فحسب، قد تتحول الأراضي التي يسيطر عليها الثوار في سوريا إلى إقطاعيات ينعدم فيها القانون. وستحتوي كلتا المنطقتين على قوى تعادي إسرائيل المجاورة، وهي الحليفة الأميركية الأقرب في المنطقة. وعلى الأرجح، سيستمر المعتدلون السوريون في الفرار للأردن، وأي مكان آخر، تاركين البلد أكثر تطرفا. لقد تعهدت أميركا بتسليح الثوار، إلا أنه لم يصل أيٌ من تلك الأسلحة، وفقا للناطق بلسان الثوار.
لذلك فمتابعة هذا الالتزام ستكون أول خطوة يتعين على أميركا اتخاذها. كما أن الوقت الراهن هو أوان عمل الإدارة الأميركية عن كثب مع حلفاء أميركا بغية إيجاد رد مدروس، إلا أنه رد متصاعد إلى حين إجبار الرئيس الأسد على الخروج.
إنها ليست استراتيجية من دون مخاطر، لكن المخاطر تعتبر أكثر ارتفاعاً بالنسبة للعالم، إذا تم تجاهل تجاوز الخط الأحمر.