الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا وثمن سياسة أوباما

سوريا وثمن سياسة أوباما

10.10.2015
حسن أحمد حسن فتيحي



المدينة
الخميس 8/10/2015
سوريا وثمن سياسة أوباما أرى في وجهة نظري أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أخطأت خطأً فادحًا عندما انسحبت من العراق، لا عندما غزته. وأرى إن عدم تدخلها في سوريا قد أدى إلى فاجعة إنسانية لا ترضي إنسانًا سويًا، كما أرى أن الاستمرار في سياسة أوباما التي تملي عدم التدخل سوف تزيد الأمر سوءًا، خاصة بعد تدخل الروس وضربهم الجيش السوري الحر الذي دربته أمريكا. ففي هذا اعتداء واضح على المصالح الأمريكية المعلنة سينقص من مهابة أمريكا بين الدول إذا ما مضى دون تدخل.
قد يكون الحل البيني (بين التدخل أوعدمه) أن تقسم سوريا تبعًا للوجود على الأرض، ويقتصر دور الروس وأمريكا على دحر داعش وأمثالها في سوريا بينما تقسم البلاد بين أطراف النزاع.
قد يرى البعض أن في وجهة نظري هذه استسلامًا لمؤامرة تريد تقسيم الوطن العربي؛ ولكنني أعلل أن البلدان العربية غير مستعدة للفيدرالية وستتطاحن أحدها مع الأخرى بسبب فوارق إثنية ودينية.. فمن الأفضل التقسيم. ولولا وجود عدو موحد واضح -هوإسرائيل- لما توحدت الكلمة كما كان يبدو في العقود الأخيرة حول ضرورة الوحدة، ولتفتت بعض الدول كالعراق وسوريا إلى أقسام ذات إثنيات مختلفة.
فتاريخ حلم الوحدة العربية يسبق حلم الوحدة الأوروبية ولكن الثانية مستعدة لحكم القانون وهذا ما سهل فيها وجود أنماط موحدة وقوانين تسري على الجميع.
أما بالنسبة إلى العرب فلم تدر بينهم حروب طاحنة كالتي عصفت بأوروبا وأقنعتها أن الوحدة الاقتصادية تحت أُطر قانونية تشمل الاحترام المتبادل خير طريق إلى السلام.
ولكن ليس علينا الانتظار حتى تقوم الحروب المتوقعة في الشرق الأوسط، من الأفضل الرضا بالتقسيم حتى تستقر دولة القانون ونستعد للوحدة الحقيقية. دول مقسمة ديموقراطية خير من دولة متسلطة أحادية لا تعرف حكم الشعب لذاته كما مرّ في العهود السابقة في الشرق الأوسط.
كما أرى أن على الولايات المتحدة الأمريكية التخفيف من العقوبات على روسيا على حساب التعاون في سوريا.
وأوردت مجلة Newsweek في مقال بعنوان Putin›s New Front (جبهة بيوتن الجديدة) أن وزير الخارجية الروسي لمح لنظيره الأمريكي في الدوحة أن روسيا ستتعاون في سوريا إذا ما رفعت العقوبات عن روسيا والتي وقعت عليها بعد احتلالها لأوكرانيا.
ولكنني أخشى تباطؤ أوباما وأخشى أن يكون ثمن سياسته في عدم التدخل ضياع جزء من الشرق الأوسط (العراق وسوريا) إلى الجانب الإيراني الروسي.