الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا وفرصة السلام الواهية

سوريا وفرصة السلام الواهية

10.06.2013
صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية


البيان
الاثنين 10/6/2013
بالنظر إلى فشل ما سبق من جهود لإيجاد حل دبلوماسي للحرب الأهلية في سوريا، فقد يبدو من السذاجة البالغة أن تنضم الولايات المتحدة إلى روسيا - حامية الرئيس السوري بشار الأسد ومزودته بالسلاح - في محاولة لتنظيم مؤتمر دولي للسلام. ولكن نظرا للبدائل، فإن إدارة الرئيس الأميركي أوباما محقة في سعيها وراء ذلك الاحتمال، وفي ضغطها على جماعات المعارضة السورية لتشارك في المؤتمر، حتى في غياب ضمان لتنحي الأسد.
واحتمالات المؤتمر المقترح في جنيف، غير المؤكدة بالفعل، ساءت مؤخراً عندما قال قادة المعارضة السورية إنهم لن يرسلوا أي ممثلين إلى أن يغادر مقاتلو "حزب الله" البلاد وتتوقف "المجازر". وكانت المعارضة قد أكدت على وجوب تنحي الأسد. وفي غضون ذلك، قال الرئيس السوري: إن روسيا ملتزمة بتزويد بلاده بالسلاح. والآن يتوقع للمؤتمر، الذي كان مقررا عقده في يونيو الجاري، أن يعقد في يوليو المقبل، إذا عقد على الإطلاق.
ومع ذلك، ورغم هذه العقبات، فقد يتبين أن عقد مؤتمر دولي له فائدته، إذ إن الصراع السوري يتضمن، على نحو متزايد، جهات فاعلة أخرى في المنطقة، ليس فقط "حزب الله" الذي يمسك بزمام السلطة السياسية في لبنان، ولكن أيضا إسرائيل التي أسقطت، منذ فترة وجيزة، قنابل على سوريا مستهدفة ما وصفته بأنه شحنات أسلحة في طريقها إلى "حزب الله".
وقد حذر الأسد من أنه سوف يرد على أي هجمات في المستقبل. ومن جهة أخرى، فإن اللاجئين السوريين الفارين من القتال، يستنزفون ضيافة كل من تركيا والأردن ولبنان. والبديل للعملية الدبلوماسية هو التدخل العسكري من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، غير أن إدارة أوباما التزمت الحذر، مقاومة مقترحات من قبل السيناتور جون ماكين وغيره، بإقامة منطقة حظر طيران وتقديم مساعدات غير فتاكة للثوار السوريين.
وقد نجحت بريطانيا وفرنسا في منع الاتحاد الأوروبي من توسيع حظره على الأسلحة ليشمل تقديم المساعدات العسكرية للثوار، ولكن أياً منهما لم تبادر إلى تسليح المعارضة، وقد بدا رفع الحظر مصمماً للضغط على الأسد ليتفاوض مع خصومه.
وأخيراً، قال الأسد إنه قرر "من حيث المبدأ" إرسال مفاوضين إلى جنيف، وإنه سيبقى في منصبه حتى العام المقبل على الأقل. ولكن من الممكن أن نتصور اتفاق السلام ينطوي على احتفاظ الأسد بلقبه، في ظل تسليمه لكامل سلطته أو لجزء كبير منها، وربما تعهده بعدم السعي لفترة رئاسية أخرى. وليس من الواضح ما إذا كانت روسيا ستدعم مثل هذا الحل الوسط، فمن الجلي أنها تحمي الرئيس السوري.
ولكنها أبدت في بعض الأحيان نفاد صبرها حياله. ليس هناك ما يضمن أن يسفر عقد مؤتمر دولي عن النتيجة التي أيدتها الولايات المتحدة طويلا؛ سوريا سلمية في مرحلة ما بعد الأسد، غير ممزقة على أسس طائفية.. غير أن الإدارة الأميركية مصيبة في ما تبذله من جهد.