الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا وغياب الخيارات الجيدة

سوريا وغياب الخيارات الجيدة

05.04.2013
صحيفة «غارديان» البريطانية

البيان
الجمعة 5/4/2013
مر عامان على ثورة الربيع العربي السورية، التي شهدت احتشاد مئات ألوف السوريين العُزّل في شوارع المدن الإقليمية، وحصل الرئيس السوري بشار الأسد على الصراع الذي رغب فيه. وعلى الرغم من أن نظامه ليس لديه رد على التظاهرات الحاشدة، فقد تأقلم جيدا لخوض حرب أهلية عنيفة.
وقواته المسلحة لم تمل، ولديها الكثير من القوة الاحتياطية، وذلك كما تُظهره هجمات صواريخ سكود الأخيرة ضد أهداف مدنية. ومن دون وجود نتائج سهلة تلوح في الأفق، قد تبدو حصيلة القتلى البالغة 70 ألف شخص، بسيطة في غضون عام من الآن.
ويقال إن الجيش السوري الحر، الذي أصيب مؤسسه رياض الأسعد بشكل بليغ جراء قنبلة مفخخة في سيارته مؤخرا، يجهز هجوما نهائيا في دمشق، ويحاول قطع منافذ الخروج للساحل. ويقول قادته إن الأمر سيستغرق حوالي شهر، إذا حصلوا على الأسلحة المناسبة، لكن اختلف معهم محللون مطلعون على الأمر.
حيث أشاروا إلى أنه لو فقد الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة، فسينقل أسلحته الثقيلة وصولا إلى أعالي الجبال المطلة على دمشق، حيث يكون حصينا، ويقذف بوابلٍ تلو الآخر، وتعود في هذا الأثناء مدينتا حمص وحماة إلى أيدي النظام. وحتى الآن، لا يتصرف بشار الأسد كرجل نفدت منه الخيارات. وبينما كانت روسيا صامدة في دعمها لبشار الأسد، فإن سياسة الداعمين المؤيدين للثوار أقل التزاما. وتتحمس الحكومتان البريطانية والفرنسية لتسليح الثوار، إلا أن الرأي العام الأميركي والبريطاني متشككان بشكل عميق.
وتزعم أميركا أنها تقوم بتقديم مساعدات غير قتالية فقط، لكن بحسب ما وثقه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن التقديرات المحافظة هي أنه قد تم شحن، على الأقل، 3,500 طن من المعدات العسكرية من البلقان، وكثيرٌ منها أسلحة كرواتية. وبصورة سرية، قد تكون وكالة الاستخبارات الأميركية تتصرف كأمين إمدادات للثوار.
ويقول الجيش السوري الحر إن الأسلحة والذخائر التي تصله غير كافية، ويجادل بأن هذا يرجع إلى تردد أميركا، بعد أن أصبحت جماعات مثل "جبهة النصرة"، التي أعلنت وازرة الخارجية الأميركية أنها منظمة إرهابية أجنبية، لاعبا أساسيا في الساحة. وفي هذه الأثناء، فإن المعارضة السياسية في وضع متأزم. فقد انقسم الائتلاف الذي تم تشكيله العام الماضي، باستقالة قائده أحمد معاذ الخطيب.
ويعود الأمر حاليا إلى نقطة البداية، في محاولة لتوحيد جماعاته المتباينة، بينما رفضت مصادر في المجلس الوطني السوري (الذي سبق الائتلاف وشكل الجانب الرئيسي منه)، فكرة أنه من الممكن أن تنقسم سوريا إذا استمرت الحرب.
وهي لا تستبعد احتمال أن تكون تسوية ما بعد الصراع على أساس طائفي. وبالنسبة للمعارضة السورية، فإن المحادثات المباشرة مع النظام غير واردة، من دون ضمان أولي بأن يرحل الرئيس السوري بشار الأسد. إلا أنه بينما يستمر سفك الدماء على هذا النحو، فقد يصل البعض إلى استنتاج أن محادثات السلام مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، هي الخيار الأقل سوءاً.
والحقيقة حاليا، هي أنه ليست هنالك خيارات جيدة في سوريا.