الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا وملامح التدخل الأميركي

سوريا وملامح التدخل الأميركي

19.06.2013
صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية

البيان
الاربعاء 19/6/2013
قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أخيرا، تقديم دعم عسكري لثوار سوريا، رغم أن كمية ونوعية أي من شحنات الأسلحة الأميركية لم تحدد بعد. وهي خطوة، لو تم إجراؤها قبل 18 شهرا، لأمالت بشكل حاسم ميزان الحرب الأهلية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومنعت ظهور القوى المتطرفة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" التي تنشط في مختلف أرجاء البلاد.
وإجبار الرئيس الأميركي على التحرك لاتخاذ موقف، يعود في جانب منه إلى دليل دامغ على أن نظام الأسد قد تجاوز "الخطوط الأميركية الحمراء"، عبر استخدام غاز السارين القاتل ضد الثوار والمدنيين في مناسبات عديدة.
وجاء إعلان "البيت الأبيض" أنه قد تم استخدام الأسلحة الكيميائية، بعد أشهر من توصل كل من بريطانيا وفرنسا إلى هذه النتيجة، إلا أن الرئيس أوباما كان يستجيب أيضا للنداءات اليائسة لسالم إدريس، قائد قوات الثوار التي تقول أميركا إنها تدعمها، حيث حذر إدريس، في اتصال هاتفي مع مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، وفي رسالة إلى واشنطن، من استعدادات يجريها نظام بشار الأسد لشن هجوم جديد في أكبر مدينة في سوريا، وهي حلب، بهدف طرد الثوار من المناطق التي يسيطرون عليها.
لكن منع تعرض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب للاجتياح فقط، لن يحقق أهداف أميركا في سوريا.
ويبدو أن مسؤولي إدارة الرئيس أوباما، يأملون أن تقنع المساعدات الأميركية المحدودة، إلى جانب أدلة على استخدام الأسلحة الكيميائية، روسيا في نهاية الأمر بدفع نظام الرئيس السوري إلى حل تفاوضي يتطلب رحيل بشار الأسد، لكنها لن تحقق ذلك.
وسيكون التوصل إلى تسوية سياسية مقبولة ممكنا فقط، إذا تحولت كفة ميزان الحرب بشكل حاسم لجانب الثوار. ومن شبه المؤكد أن هذا الأمر سيتطلب، بدوره، تدخلا أميركيا أكثر قوة.
وكما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ستكون نقطة الانطلاق بالنسبة للرئيس أوباما، هي التوقيع على خطة "البنتاغون" من أجل إقامة منطقة حظر طيران في جنوب سوريا، وهذه من شأنها أن توجد مساحة لتنظيم وتدريب الثوار وتسليم الأسلحة وإيواء المدنيين، ويمكن إنجاز ذلك باستخدام صواريخ "باتريوت".
وقال معاون "البيت الأبيض"، بن رودس، للصحافيين أخيرا إن منطقة حظر طيران في سوريا ستكون مكلفة، وستصبح التزاما مفتوحا، ولن تغير الموقف على الأرض.
وبالنسبة للنقطة الأخيرة، تشير تقارير استخباراتية أميركية اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" إلى غير ذلك، حيث تقول إنه كانت هنالك نحو 500 غارة ضد الثوار السوريين والمدنيين خلال مايو الماضي وحده.
أما عن التكلفة والتزام أميركا، فقد آن الأوان لكي يدرك الرئيس أوباما أن الحرب في سوريا تهدد المصالح الأميركية الحيوية، بدءاً من القتال ضد "جماعة القاعدة" ووصولا إلى أمن إسرائيل. وبالفعل أدى تأخير تسليح الثوار إلى ارتفاع حاد في كلفة تحقيق نتائج مقبولة، ومن شأن تدخل ضعيف للغاية الآن أن يفعل ذلك مجددا.