الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 1-6-2016

سوريا في الصحافة العالمية 1-6-2016

02.06.2016
Admin


إعداد : مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ديلي تلغراف:أشدون: يجب فرض الإسقاط الجوي للمساعدات بسوريا
  2. واشنطن بوست: مخاوف من تفعيل الخطة الدولية بتسليم المساعدات الانسانية للمحاصرين فى سوريا
  3. واشنطن بوست: انقسامات الأكراد السوريين تقضى على حلم “كردستان
  4. نيويورك تايمز: انتقادات داخلية لأوباما فى تعامله مع أزمة اللاجئين
  5. «التلغراف»: موت «إيلان» ذهب سدىً
  6. الإندبندنت: مرض استوائى يسبب تشوهات جلدية يجتاح منطقة الشرق الأوسط
  7. إندبندنت أون صاندي: لماذا يجب تدمير مدن السنة
  8. نيوزويك: فريدريك هوف يكتب: صفقة «بوتين» المرفوضة للعمل مع «الأسد
  9. كاتب تركي: أمريكا مسؤولة بالدرجة الأولى عن جميع مجازر النظام السوري وحلفائه
  10. إيرينا بوكوفا :ما نحن مدينون به للشعب السوري
  11. ديكان التركية : عمبرين زمان :ثمن العناد التركي مع أكراد سورية
  12. واشنطن بوست :قدَريّة أوباما القاتلة في الشرق الأوسط
  13. مركز بروكينغز: بوتين يحارب في سوريا دفاعاً عن الجبهة الروسية الداخلية
  14. حريات ديلي نيوز  :رحل داود أوغلو.. وبقي الأسد
  15. هل تستطيع تركيا وأمريكا الاستمرار بالعمل معًا في سوريا؟
  16. عرض كتاب " الحروب العربية الجديدة: الانتفاضات والفوضوية في الشرق الأوسط
  17. صحيفة يديعوت أحرونوت: إسرائيل تستعد لفترة اضطرابات طويلة على الحدود مع سوريا
 
ديلي تلغراف:أشدون: يجب فرض الإسقاط الجوي للمساعدات بسوريا
قال الزعيم السابق للحزب الديمقراطي الليبرالي البريطاني اللورد أشدون إنه يجب على بريطانيا أن تؤمن إسقاط المواد الغذائية والدوائية الطارئة جوا للمدنيين السوريين الجوعى في المناطق المحاصرة.
وألمحت ديلي تلغراف إلى أن تصريح أشدون جاء أمس وسط مؤشرات على تراجع الأمم المتحدة عن وعد ببدء تسليم المواد هذا الأسبوع.
وذكرت الصحيفة أن الخطة الدولية لإسقاط المعونات المطلوبة التي كانت مقررة الأربعاء أصبحت موضع شك، بعدما أعلن المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستفان دي ميستورا أن هذا الأمر قد يكون بالغ الخطورة دون موافقة نظام بشار الأسد.
وعلى خلفية عدم إبداء النظام استعداده للسماح بإسقاط جوي للمساعدات في المناطق المحاصرة، قال أشدون إنه يجب على بريطانيا المضي قدما في تسليم المساعدات وفق الخطة الموضوعة بموافقة أو دون موافقة الأسد.
 
من جانبه، وصف وزير الخارجية فيليب هاموند الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 17 مايو/أيار الجاري بأنه "خطوة مهمة للأمام يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح".
ومن الملفت أن الإسقاط الجوي ينظر إليه كملاذ أخير نظرا لما يحيط به من صعوبات فنية ولوجستية، لكن المؤيدين له يشيرون إلى فشل الخيارات البديلة.
 
======================
واشنطن بوست: مخاوف من تفعيل الخطة الدولية بتسليم المساعدات الانسانية للمحاصرين فى سوريا
الثلاثاء، 31 مايو 2016 - 11:53 ص الأوضاع فى سوريا - أرشيفية واشنطن /أ ش أ/ ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الثلاثاء، أنه مع اقتراب الموعد النهائى لتنفيذ الخطة الدولية لتسليم المساعدات الإنسانية لمئات ألالاف من الناس الذين يعيشون فى المناطق المحاصرة فى سوريا، تلوح فى الأفق مخاوف من إمكانية عرقلتها من جانب النظام السورى. وقالت الصحيفة – فى تقرير لها بثته على موقعها الألكترونى - إن الشكوك التى تحيط بهذه المبادرة، التى دعمتها الأمم المتحدة وتشمل تنفيذ عمليات إنزال جوى للمساعدات إلى المناطق التى تسيطر عليها الجماعات المسلحة فى سوريا، كانت تتزايد منذ أن تلقت ترحيبا محفوفا بالحذر فى بادئ الأمر. وكانت روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من القوى الخارجية المعنية بالحرب الأهلية الدائرة فى سوريا كانوا قد اتفقوا فى هذا الشهر على تنفيذ عمليات إنزال جوى للمساعدات مع بداية شهر يونيو حال استمر منع القوافل البرية من الوصول للمحاصرين. ونسبت الصحيفة إلى مسئولين بالأمم المتحدة قولهم:"إن مسألة تسليم المواد الغذائية والأدوية من خلال المظلات يعد أمرا معقدا للغاية ولا يمكن الاعتماد عليه".. فيما يقول دبلوماسيون ومحللون إنه من غير المرجح أن تسمح الحكومة السورية بعمليات الانزال الجوى لاسيما بعد أن أظهرت القليل من الليونة فيما يخص القوافل البرية. وأوضحت الصحيفة:" أن هذا الأمر قد يؤدى إلى احتدام القتال فى سماء سوريا، المزدحمة بالفعل، حيث تحلق طائرات تابعة لعشرة دول على الأقل – من بينها الولايات المتحدة وروسيا - داخل الأجواء السورية لأهداف متباينة".. ورأت أن هذه القضية تكشف فى حقيقة الأمر تعثر الجهود التى تبذلها واشنطن وموسكو لوقف الصراع الذى أودى بحياة أكثر من 250 ألف مواطن سورى وشرد الملايين. من جانبه، وصف محمد علوش كبير مفاوضى وفد المعارضة السورية إلى جنيف المحادثات الخاصة بالمساعدات بـ"السخيفة"، وأعرب عن شكوكه بما إذا كانت ستبدأ بالفعل فى وقتها المحدد.. كما انتقد الحكومة السورية لرفضها إطلاق سراح المحتجزين والسماح بإدخال المساعدات للمحاصرين الذى يتضورون جوعا وفى أشد الحاجة للمساعدات العلاجية التى تنقذ حياتهم. وقد أعرب مسئولون من الأمم المتحدة عن انزعاجهم من الظروف التى تحيط أكثر من 500 ألف سوريا يعيشون فى المناطق المحاصرة، وأغلبهم محاصرون من جانب قوات موالية للحكومة، التى تلقت دعما جويا من روسيا منذ نهاية العام الماضى.
======================
واشنطن بوست: انقسامات الأكراد السوريين تقضى على حلم “كردستان
نُشر في مايو 31, 2016
في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لعملية تحرير الرقة من داعش بمساعدة فصائل المعارضة السورية ومن بينها الأكراد، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا حول انقسامات حادة بين الفصائل الكردية وبعضها، وأرجعت الصحيفة أسباب الصراع الكردي – الكردي لتدخل أطراف خارجية تريد وكلاء لفرض نفوذها في سوريا.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن الأكراد الآن بين فريقين الأول هو “وحدات حماية الشعب الكردية” المدعوم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، والفريق الثاني هو “البشمركة من روج أفا” المدعوم من محور روسيا وإيران ولكن بشكل غير مباشر.
وتشير الصحيفة إلى أن الروج أفا لا يتجاوز عددهم 3 ألاف مقاتل ولكنها تحظى بدعم دولة أخرى بشكل سرى وهي تركيا التي تشن الهجمات على وحدات حماية الشعب الكردية بسبب صلة بينهم وبين حزب العمال الكردستاني رغم أن المعارضة الأمريكية لضرب وحدات حماية الشعب الكردية.
وترى الصحيفة أن هذه الانقسامات الكردية من شأنها احتواء أى طموح كردي لتأسيس دولة كردستان، فحتى الآن تعيق وحدات حماية الشعب الكردية دخول المقاتلين 3 ألاف من مقاتلى الروج أفا من معسكراتهم في العراق إلى داخل سوريا نظرا للتفوق العددي لأكراد “وحدات حماية الشعب” والذين يبلغ عددهم 25 ألف مقاتل.
وقالت الصحيفة إن تدخل الأطراف الدولية في الصراعات الداخلية بين الأكراد من شأنها إطالة الحرب في سوريا وهذه الأطراف الدولية لا تعبأ بإطالة الحرب في سوريا مقابل توسيع النفوذ في المنطقة
في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لعملية تحرير الرقة من داعش بمساعدة فصائل المعارضة السورية ومن بينها الأكراد، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا حول انقسامات حادة بين الفصائل الكردية وبعضها، وأرجعت الصحيفة أسباب الصراع الكردي – الكردي لتدخل أطراف خارجية تريد وكلاء لفرض نفوذها في سوريا.
وبحسب تقرير الصحيفة فإن الأكراد الآن بين فريقين الأول هو “وحدات حماية الشعب الكردية” المدعوم من الولايات المتحدة والتحالف الدولي، والفريق الثاني هو “البشمركة من روج أفا” المدعوم من محور روسيا وإيران ولكن بشكل غير مباشر.
وتشير الصحيفة إلى أن الروج أفا لا يتجاوز عددهم 3 ألاف مقاتل ولكنها تحظى بدعم دولة أخرى بشكل سرى وهي تركيا التي تشن الهجمات على وحدات حماية الشعب الكردية بسبب صلة بينهم وبين حزب العمال الكردستاني رغم أن المعارضة الأمريكية لضرب وحدات حماية الشعب الكردية.
وترى الصحيفة أن هذه الانقسامات الكردية من شأنها احتواء أى طموح كردي لتأسيس دولة كردستان، فحتى الآن تعيق وحدات حماية الشعب الكردية دخول المقاتلين 3 ألاف من مقاتلى الروج أفا من معسكراتهم في العراق إلى داخل سوريا نظرا للتفوق العددي لأكراد “وحدات حماية الشعب” والذين يبلغ عددهم 25 ألف مقاتل.
وقالت الصحيفة إن تدخل الأطراف الدولية في الصراعات الداخلية بين الأكراد من شأنها إطالة الحرب في سوريا وهذه الأطراف الدولية لا تعبأ بإطالة الحرب في سوريا مقابل توسيع النفوذ في المنطقة
 
مركز الشرق العربي
======================
نيويورك تايمز: انتقادات داخلية لأوباما فى تعامله مع أزمة اللاجئين
31 مايو، 2016
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن بعد مرور قرابة 8 أشهر على إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما، توطين 10 آلاف لاجئ سورى فى الولايات المتحدة، لم تقر الإدارة الأمريكية سوى 2500 لاجئ فقط. وبينما تستعد إدارة أوباما لجولة جديدة من ترحيل لاجئين، بينهم أطفال ونساء يحتاجون للحماية الإنسانية، فإن الرئيس باراك أوباما يواجه انتقادات كبيرة من حلفاء داخل الكونجرس، فضلا عن الجماعات الحقوقية حول تعامل إدارته مع المهاجرين. ويقول المنتقدون إن رسالة أوباما بشأن الحاجة للترحيب بأولئك القادمين الذين يسعون للحصول على الحماية من الولايات المتحدة لم تنعكس لفعل واقعى. وحذروا من أن الرئيس، الذى يستضيف لقاء قمة حول اللاجئين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر المقبل، يخاطر بفقد النفوذ على تلك القضية فى الوقت الذى تحتاج القيادة الأمريكية فيه لمواجهة ردود الفعل العنيفة ضد اللاجئين. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما وجه كبار مستشاريه لضرورة توطين العدد الذى تعهد به كاملا من اللاجئين بحلول الخريف المقبل، لكن هناك شبكة من التوازنات والإجراءات الأمنية المعقدة، التى تتشاركها الوكالات الحكومية، جعلت تحقيق الرقم المستهدف صعب.
 
======================
«التلغراف»: موت «إيلان» ذهب سدىً
الثلاثاء 31 أيار , 2016 11:31
نشرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية موضوعًا لمراسلها في روما نيك سكويرز بعنوان "والد الطفل السوري الغريق يقول إن موته ذهب سدى بينما تحذر الأمم المتحدة من استمرار موجه المهاجرين لأوروبا".
تقول الصحيفة إن والد الطفل السوري آلان كردي، والذي غرق في البحر المتوسط ولم يبلغ من العمر 3 سنوات قال إن موت نجله ذهب سدى بسبب أن المهاجرين لازالوا يتعرضون للغرق في البحر المتوسط.
وتضيف "التلغراف" أن كردي تحول إلى تميمة تعبر عن أزمة المهاجرين حيث كانت مشاهد جثمانه على شواطئ تركيا بعد غرقه صدمة كبيرة للجميع.
وتؤكد الصحيفة أن الطريق الذي غرق فيه كردي لازال كماهو حيث تنشط فيه مراكب المهاجرين سعيًا للوصول إلى اليونان ويخوض عشرات الآلاف من المهاجرين نفس التجربة شهريًا.
وتشير الصحيفة إلى أن عشرات الآلاف من المهاجرين أيضًا يحاولون الوصول إلى السواحل الإيطالية عبر دول شمال أفريقيا وهو ما تؤكده أعداد الضحايا الذين غرقوا في مياه المتوسط خلال الأيام القليلة الماضية والذي بلغ 700 غريقاً.
وفي الوقت نفسه، تنقل الصحيفة البريطانية عن الوكالة الدولية لغوث اللاجئين تأكيداتها أن أعداد المهاجرين غير القانونيين المتوجهين إلى اوروبا ستتزايد بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة.
======================
الإندبندنت: مرض استوائى يسبب تشوهات جلدية يجتاح منطقة الشرق الأوسط
الثلاثاء، 31 مايو 2016 - 12:48 م مرض الليشمانيات الجلدى يجتاج الشرق الأوسط كتبت ريم عبد الحميد قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن مرضا استوائيا يتسبب فى تشوهات يجتاح منطقة الشرق الأوسط، فى الوقت الذى جعلت فيه الصراعات الثقيلة وانهيار منشآت الرعاية الصحيفة فى المناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش، الكثير من الناس عرضة للإصابة بالمرض. وأوضحت الصحيفة أن داء "الليشمانيات الجلدى" يسببه طفيل فى مجرى الدم، وينتقل عبر لدغات ذباب الرمل، ويمكن أن يؤدى هذا المرض إلى تقرحات رهيبة بالإضافة إلى تشوهات جلدية كبرى. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المرض كان متوطنا فى سوريا على مدار عقود، وكان معروفا باسم "شر حلب"، لكن مع استمرار الحرب الأهلية السورية، فإن أزمة اللاجئين الناجمة قد أدى إلى انتشار كارثى للمرض. ووفقا لبحث منشور فى مجلة " بلوس" العلمية، فإن المرض يصيب حاليا مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون فى مخيمات اللاجئين أو فى مناطق الصراع، وهناك وضع مماثل فى شرقى ليبيا واليمن. وقالت الصحيفة عن بيتر هوتز، عميد الكلية الوطنية الأمريكية لطب المناطق الحارة، والذى قاد فريق الباحثين الذى عكف على الدراسة، إننا نشهد الكثير من الأمراض بما فى ذلك داء الليشمانيات، ونحن بحاجة إلى إقامة سياج لهم وإلا سنخاطر بانتشار المرض مثلما كان الحال بالنسبة للإيبولا فى المناطق الصراع فى غرب إفريقيا فى عام 2014. ولفتت الصحيفة إلى أن سنوات الصراع فى سوريا قد أدت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية فى البلاد، ففى عام 2015، كان هناك تقرير بأن أكثر من نصف المستشفيات العامة فى البلاد، والتى كانت من قبل رائدة فى الرعاية الصحية بالمنطقة، قد تم إغلاقها أو تعمل بشكل جزئى فقط، مما جعل بعض المرضى مضطرين للسفر لمسافة 100 ميل لأقرب مستشفى لهم. وفى سوريا، كان عدد حالات الإصابة بمرض الليشمانيات، وفقا لوزارة الصحة السورية، قد تضاعف من 23 ألف حالة قبل بدء الحرب الأهلية عام 2011، ليصل على 41 ألفا فى عام 2013. كما أن الدول المجاورة التى استقبلت اللاجئين السوريين قد سجت عددا من حالات الإصابة بالمرض، ففى لبنان ارتفعت الحالات على 1033 فى عام 2013، بعدما كانت ستة فقط خلال الأعوام الـ12 السابقة، وتم تسجيل مئات الحالات فى تركيا والأردن. ووفقا للعلماء، فإن شرق ليبيا سجلت عددا متزايدا من حالات الإصابة بالمرض، وفى اليمن يتم تسجيل ما يقر بحوالى 10 آلاف إصابة به كل عام، ومع هجرة اليمنيين إلى السعودية، فإن المخاوف زادت من احتمال انتشار المرض على نطاق أوسع.
======================
إندبندنت أون صاندي: لماذا يجب تدمير مدن السنة
كتب المعلق باتريك كوكبيرن في صحيفة "إندبندنت أون صاندي" تقريرا تحت عنوان الهجمات ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا تحول مدنهما إلى أنقاض.
ويبدأ الكاتب تقريره باقتباس ما قاله المؤرخ الروماني تاكتيوس عن الزعيم القبلي البريطاني غلاغوكس قبل 2000 عام: "يصنعون صحراء، ويقولون عنه سلاما"، حيث كان يتحدث عن الدمار الذي أحدثه الجيش الروماني ضد المتمردين البريطانيين، وتردد صدى الشجب عبر القرون، وتم تطبيقه على العديد من حملات التهدئة، مستدركا بأن هذا الكلام مناسب لما يجري في العراق اليوم.
ويشير التقرير إلى الحملة التي تقودها القوات العراقية والقوات الخاصة والشرطة الفدرالية والمليشيات الشيعية لاستعادة مدينة الفلوجة من تنظيم الدولة، الذي يسيطر عليها منذ عام 2014، حيث تحظى هذه القوات بدعم من قوة الطيران الأمريكي المدمرة، التي قامت بـ 8503 غارات جوية فوق العراق و3450 غارة فوق سوريا خلال العامين الماضيين، لافتا إلى أن القوات المعادية لتنظيم الدولة لم تكن قادرة دون هذا الدعم الجوي على تحقيق هذا النجاح الذي حققته في كل من العراق وسوريا.
وتنقل الصحيفة عن محافظ مدينة كركوك الكردي نجم الدين كريم، قوله، "أعتقد أنهم سيستعيدون الفلوجة، وسيتم تدمير المدينة أثناء العملية"، ويضيف: "لو لم يكن لديهم دعم جوي، فإنهم لن يكونوا قادرين أبدا على استعادة المدينة".
ويعلق كوكبيرن قائلا إن السوابق لهذا كله تنذر بالسوء، حيث استعادت القوات العراقية، مدعومة من طيران التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في كانون الأول/ ديسمبر 2015، مدينة الرمادي من تنظيم الدولة، وتم تدمير نسبة 70% من المدينة، ولا يزال غالبية سكانها الـ 400 ألف مشردين.
ويورد التقرير نقلا عن منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي، قولها: "الدمار الذي شاهده الفريق في الرمادي هو أسوأ من أي مكان آخر تمت مشاهدته في العراق".
وتذكر الصحيفة أنه بعد سيطرة قوات الحكومة على المدينة، قال مسؤول مجلس الرمادي إبراهيم الأوسي إن "البنية التحتية المائية والكهربائية ومجاري الصرف الصحي والبنى التحتية الأخرى، مثل الجسور ومؤسسات الحكومة والمستشفيات والمدارس، كلها تعرضت لدمار كبير"، حيث إن التدمير شمل حوالي 64 جسرا، مستدركة بأنه رغم أن بعض التدمير تم بسبب تلغيم تنظيم الدولة للمباني، إلا أن غالبه تم بسبب 600 غارة جوية قام بها طيران التحالف.
ويتساءل الكاتب قائلا إن "القادة الأمريكيين يهنئون بعضهم على دقة العمليات الجوية، لكن لماذا كان من الضروري تدمير الرمادي؟".
ويجد كوكبيرن أن الأمر ذاته ينطبق على سوريا، مشيرا إلى زيارته إلى بلدة عين العرب/ كوباني العام الماضي، التي حاول تنظيم الدولة السيطرة عليها، وحاصرها لعدة أشهر، لكنه طرد منها بعد تلقيه 700 غارة جوية قامت بها الطائرات الأمريكية، التي ساعدت المقاتلين الأكراد السوريين داخلها، ويقول: "في كل مكان نظرت إليه كانت هناك أنقاض من الإسمنت المهشم والحديد المقطع، ولم يبق سوى بنايات كانت تحت سيطرة الأكراد".
ويلفت التقرير إلى أن الفلوجة قد تواجه المصير ذاته، حيث إن هناك حوالي 900 مقاتل من تنظيم الدولة جهزوا أنفسهم للقتال، ممن لديهم خبرة في تكبيد أعدائهم خسائر فادحة، من خلال المتفجرات البدائية والمفخخات وقنابل الهاون والقنابل الانتحارية.
وتفيد الصحيفة بأن المفاتلين في مناطق مثل تكريت والرمادي وسنجار، قاموا بالتسلل منها في اللحظة الأخيرة، مستدركة بأنهم قد يقاتلون في الفلوجة للحظة الأخيرة؛ نظرا لقربها من بغداد، ولأنها رمز للمقاومة السنية ضد الاحتلال الأمريكي عام 2004.
ويرى الكاتب أنه "لا يوجد بديل عن استخدام القوة الجوية، إن أريد التخلص من الجهاديين المتعصبين، لكن القوة الجوية، كما هو الحال في سوريا، تم استخدامها بناء على الأولويات السياسية، حيث إنه في حالة الفلوجة وفي الرمادي كذلك، تريد الولايات المتحدة دعم القوات الحكومية والعشائر السنية، لا قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران".
ويعتقد كوكبيرن أن "المشكلة تكمن في محدودية القوات العراقية القادرة على حماية بغداد، وهي مكونة من فرقتين، كل منهما تعداد أفرادها خمسة آلاف جندي، ولهذا السبب يتم الاعتماد على عدد قليل من الجنود الذين دربوا لاستدعاء الطيران الأمريكي في أي لحظة، حيث إنه في الرمادي بلغ عدد القوات التي مشطت المدينة حوالي 790 جنديا".
ويلاحظ التقرير غياب الشجب الدولي في الوقت الذي يتم فيه تدمير المدن السنية، رغم أنه يمكن تطبيق العبارة سيئة السمعة التي أطلقها بن تري في فيتنام قبل 50 عاما، التي تقول: "من الضروري تدمير البلدة لإنقاذها"، على الرمادي.
وترى الصحيفة أن "الحملة الحالية ليست مبررة تحت الذريعة التي تقول إنها مصممة لتقليل الضحايا المدنيين، لكن هناك شعور بأن استخدام أي وسيلة يكون مبررا لقتال تنظيم بربري ووحشي مثل تنظيم الدولة، فالهجوم على الفلوجة جاء بعد سلسلة العمليات الانتحارية التي شنها في بغداد، وقتلت أكثر من 200 شخص، وما سيحدث في الأشهر المقبلة مهم؛ لأنه سيحدد أي عملية ستقوم بها الحكومة مع قوات البيشمركة لاستعادة مدينة الموصل، التي لا يزال فيها حوالي مليوني نسمة، ويرفض تنظيم الدولة السماح لأي شخص بالخروج منها، وسيقاتل دفاعا عنها؛ لأن السيطرة على الموصل ساعدته للإعلان عن (الخلافة)".
وترجح الصحيفة قيام الولايات المتحدة بمحاولة استعادة مدينة الموصل قبل نهاية العام، مشيرة إلى أن كريم يرى أن إدارة أوباما حريصة على "طرد تنظيم الدولة من الموصل قبل نهاية ولايته".
ويعلق التقرير بأن "هذا ليس غريبا؛ لأن صعود تنظيم الدولة كان أسوأ تقدير في ولاية أوباما، التي مضى عليها 8 سنوات، وحتى لو سقطت مدينة الموصل فإن ذلك لن ينهي الحرب؛ لأن الخمسة ملايين سني لم يقدم لهم بديل آخر عن تنظيم الدولة غير الخنوع للشيعة والأكراد".
وتختم "إندبندنت أون صاندي" تقريرها بالقول إنه "في الوقت الذي تؤكد فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها، مثل بريطانيا، ضرورة أن تستوعب حكومة بغداد الجميع، فإنه حتى لو تم استيعابهم، فإن هذا لن يغير من وضعهم؛ لأن الأماكن التي يعيشون فيها مدمرة، وأصبحت أنقاضا".
 
 
======================
نيوزويك: فريدريك هوف يكتب: صفقة «بوتين» المرفوضة للعمل مع «الأسد
 
نقلاً عن مجلة «نيوزويك» الأمريكية
فى ٢٠ مايو الجارى، تقدم وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، باقتراح يدعو إلى تنسيق أمريكى- روسى لشن ضربات جوية ضد مواقع جبهة النصرة فى شمال غرب سوريا. وقال «شويجو»، وبلباقة، إن هذا الاقتراح كان قد تم بالتنسيق مع نظام الأسد فى دمشق.
تمثل مبادرته الطلقة الأولى فى محاولة تبذلها روسيا من أجل عقد شراكة عسكرية بين واشنطن والنظام العميل لها فى دمشق، وهو عرض جيد يستحق رفضه.
فى الواقع، أدى وجود «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» فى سوريا وسط جماعات مسلحة تحارب (على خلاف داعش) نظام الأسد، إلى تعقيد الجهود التى تسعى لتحقيق وقف حقيقى للأعمال العدائية فى سوريا.
كـ«داعش»، لم يكن تنظيم جبهة النصرة جزءاً من اتفاق وقف العمليات العدائية، ولا هو مستفيد من بنود حمايتها المشبوهة حتى الآن. فقد استخدم كل من نظام الأسد والروس إدراج اسم جبهة النصرة على قوائم الإرهاب، كذريعة لقصف مناطق سكنية مدنية، ومواقع لجماعات مسلحة وطنية سورية أخرى.
ومن شأن جر سلاح الجو الأمريكى إلى مثل هذا التعهد أن يكون إنجازا مهما بالنسبة لموسكو.
الهدف الروسى الرئيسى يكمن فى تسهيل دخول واشنطن فى شراكة مع بشار الأسد لمحاربة الإرهاب: تجسيد (من وجهة نظر روسيا) «الدولة» التى تعهدت موسكو بإنقاذها، ليس فقط من «الإرهاب»، لكن كذلك من فكرة تغيير النظام المزعومة على جدول أعمال الولايات المتحدة
وركز الرئيس الروسى، فلاديمير بوتينن على هذا الموضوع فى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر٢٠١٥، قبل تدخله العسكرى فى سوريا لصالح الأسد.
ورغم أن السلوك الفعلى لإدارة أوباما تجاه الأسد يكذب أى مصلحة أمريكية رسمية فى تغيير النظام بالقوة، لكن بوتين يتظاهر بأن ذلك التهديد حقيقى. وسلبية الإدارة تجاه عمليات القتل الجماعى التى ترتكبها قوات الأسد بمساعدة روسيا، تساعد زعيم الكرملين فى الاعتقاد أنه يستطيع، باسم «إنقاذ الدولة»، تحقيق ما أصر الغرب مراراً على أنه أمر مستحيل، وهو الحل العسكرى فى سوريا.
ومع ذلك، يسعى وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، لإيجاد أرضية مشتركة مع روسيا بشأن الانتقال السياسى الذى لا ينطوى على الأسد، ويتم التفاوض عليه بإجماع سورى.
هل يمكن التوصل إلى أرضية مشتركة عندما ترى موسكو فى الأسد تجسيداً لدولة تحاول إنقاذها، فى حين تراه واشنطن «مجرم حرب»، وأكبر مصدر لتجنيد مقاتلى «داعش» فى المنطقة؟
نظرياً، يمكن للمرء أن يتصور التوصل إلى وضع مربح للجانبين من نوع ما. الرئيس أوباما يمكن أن يعطى نظيره الروسى ما يريد، اعترافاً منه بأن بشار الأسد هو الرئيس الشرعى للجمهورية العربية السورية (شىء تعترف به الولايات المتحدة على أى حال)، واستعداده للعمل مع الأسد وروسيا عسكرياً ضد الإرهابيين فى سوريا، ربما بداية بـ«داعش».
ويمكن أن يعطى «بوتين» نظيره الأمريكى ما يفترض أنه يريده، أى أن يضمن أن يترك الأسد السلطة مع قرابة ٥٠ من كبار مجرمى النظام بسوريا لمدة ٩٠ يوماً.
ربما يحصل «بوتين» على بعض حقوق التفاخر لأنه هزم، فى سوريا، نظام الجهاد الذى زعمت واشنطن تغييره. يمكن أن يزيح باراك أوباما النظام، ويقيم الحكم الانتقالى فى دمشق الذى ربما يستند فى جزء منه إلى الحكومة السورية الحالية (باعتبارها مختلفة عن النظام)
المشكلة الرئيسية مع مثل هذا الترتيب، أن تكون هناك احتمالات نسبية لـ«الإنجازات» التى يتم تحقيقها فى الواقع. الإعلان الأمريكى سيكون فى ظاهره امتياز مرض لموسكو.
فهل تستطيع موسكو إبعاد كل المسؤولين عن انهيار الدولة السورية، وبروز «داعش»، وهم «آل الأسد» وحاشيته، مع عدم وجود ما يثبت أن الأسد مستعد للتنحى؟
وهناك إيران التى ترفض خروج الأسد من السلطة، لما يمثل وجوده لها من تأكيد سيطرتها على دمشق، ومن ثم على بيروت، من خلال حزب الله
ويظن بعض السوريين أن مقتل مصطفى بدرالدين مؤخراً فى دمشق كان من تدبير روسيا، وأن اغتياله كان رسالة إلى النظام وإلى إيران، بأنه عندما يحين وقت فتح ملف الأسد، فإن موسكو هى المكلفة بالمهمة.
ووجهة النظر هنا هى أن موسكو ربما ليس لديها النية ولا القدرة على التحرك لإزاحة الأسد وفريقه الحاكم. وكما نوقش سابقا، فتركه داخل البلاد، حتى مع تقليص سلطاته القانونية، يجعله على الورق ما يعادل الملك دستورياً، وهذا من شأنه أن يغذى ويدعم استمرار الفوضى والكوارث. رغم أن الأسد هو وصمة عار على سمعة روسيا فى المنطقة وأوروبا، ويبدو أن «بوتين» استثمر تماماً فى فكرة أن السوريين- شعب كامل يعيش تحت رحمة المجرمين الجشعاء المدججين بالسلاح سواء كانوا من النظام، أو جبهة النصرة، أو «داعش»- هم من يجب أن «يقرروا». ولهذا السبب، رفض «بوتين» قرار الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن، الذى أمكن التوصل إليه فى جنيف عام ٢٠١٢، حول تطبيق حل سياسى فى سوريا. وقبول العرض الروسى من أجل شن عمليات أمريكية- روسية مشتركة ضد جبهة النصرة، لن يؤدى سوى إلى إفقاد أمريكا ما تبقى من مصداقية فى سوريا، وفى المنطقة وأوروبا والعالم.. إنه عرض مرفوض.
ترجمة- غادة غالب
======================
كاتب تركي: أمريكا مسؤولة بالدرجة الأولى عن جميع مجازر النظام السوري وحلفائه
31 مايو 2016
ترك برس
أفاد الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن الإدارة الأمريكية لم تسمح بوصول الأسلحة المتطورة والصواريخ المضادة للطائرات إلى فصائل الثورة، بحجة أنها قد تقع بيد المنظمات الإرهابية، كما رفضت إقامة مناطق آمنة وفرض حظر الطيران لحماية المدنيين، وأعطت روسيا ضوءا أخضر للتدخل في سوريا وقصف ما يحلو لها.
جاء ذلك في مقال له بعنوان "أمريكا راعية الإرهاب والفوضى" نشره موقع "أخبار تركيا"، حيث أشار إلى أن النظام السوري قتل منذ بداية الثورة مئات الآلاف من السوريين بدعم من حلفائه، إلا أن الدعم الأكبر الذي تلقاه وجعله يرتكب كل هذه المجازر الفظيعة ويصمد أمام ضربات الثوار، جاء من الولايات المتحدة التي تظاهرت بأنها من أصدقاء الشعب السوري، ولكنها منعت عنه ما يمكن أن يدافع عن نفسه أمام قصف الطيران والبراميل المتفجرة.
وقال ياشا إن "الولايات المتحدة أقامت الدنيا ولم تقعد حين كانت مدينة عين العرب التي يسميها الأكراد كوباني محاصرة، لدرجة أن العالم ظن أن سوريا بعرضها وطولها تابعة لهذه المدينة الصغيرة. وكان تحالفها مع مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ودعمها لخطة تقسيم سوريا واضحا منذ ذلك الوقت".
وأوضح أن إدارة أوباما تصر على أن حزب الاتحاد الديمقراطي يختلف عن حزب العمال الكردستاني وتؤكد أن دعمها السخي سيستمر للأول، إلا أن هذا القول كقول أحد إن الفرع السوري لتنظيم داعش لا علاقة له بالفرع العراقي. ويعرف الجميع أن هذا الكلام غير صحيح كما أن قول واشنطن إن حزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني لا علاقة له بالمنظمة الإرهابية لا يمت للحقيقة بصلة.
ولفت الكاتب التركي إلى أن "تركيا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي ومليشيات حماية الشعب الكردية التابعة له منظمة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني، إلا أن الولايات المتحدة والدول الغربية تنكر وجود ارتباط تنظيمي بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي لتبرر دعمها لهذا الأخير.
وشدّد على أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية تسليحا وتدريبا يعود إلى تركيا إرهابا. وألقت قوات الأمن التركية القبض على إرهابيين تسللوا إلى الأراضي التركية للقيام بعمليات إرهابية والقتال ضد قوات الأمن التركية بعد أن تلقوا تدريبات في معسكرات مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، كما ألقت القبض على أسلحة وذخائر تم إدخالها إلى تركيا من المناطق التي تسيطر عليها تلك المليشيات.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية لا تخفي دعمها لمليشيات وحدات حماية الشعب الكردية، بل يضع الجنود الأمريكيون شارات تلك المليشيات على ملابسهم العسكرية ويقاتلون مع عناصرها جنبا إلى جنب في سوريا. وهذا الدعم الصريح للمنظمة التي تعتبرها أنقرة إرهابية يثير غضب القيادة التركية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في تعليقه على تفسيرات البنتاغون لارتداء الجنود الأمريكيين ملابس عسكرية عليها شارات مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية: "استخدام جنود دولة تعد شريكتنا، وحازمة في محاربة الإرهاب، شارات منظمة إرهابية أمر لا يمكن قبوله"، وأضاف ساخرا وغاضبا: "إن كان الجنود الأمريكيون يرتدون هذه الشارات من باب الأمن والحماية، فإننا ننصحهم بارتداء شارات تنظيم داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة إذا انتشروا في سوريا، وأن يرتدوا شارات بوكو حرام إذا ذهبوا إلى أفريقيا".
وبيّن الكاتب التركي أن رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان هو الآخر أعرب عن استنكاره الشديد لوضع الجنود الأمريكيين شارات مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية على ملابسهم العسكرية وأكَّد في كلمته التي ألقاها خلال زيارته لمدينة ديار بكر، أنه يحب ممارسة العمل السياسي بصدق وشفافية، قائلا: "هذا ليس ما وعدونا به"، في إشارة إلى ما تعهد به المسؤولون الأمريكيون خلال مباحثاتهم مع المسؤولين الأتراك.
وختم مقاله بالقول إن الولايات المتحدة تكيل بمكيالين حين ترفض اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية، وهي راعية الإرهاب والفوضى في العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان. ولا يغير ارتداء جنودها أو عدم ارتدائهم ملابس عليها شارات المنظمات الإرهابية شيئا من هذه الحقيقة. والأخطر في الأمر أن تتظاهر واشنطن بأنها صديقة وحليفة لتطعن في الظهر، وأن تمارس سياسة "سلق الضفدع" والتسخين ببطء لامتصاص الغضب وردات الفعل لتفرض في نهاية المطاف واقعا يصعب تغييره إن لم يكن مستحيلا. والحل الامثل في مواجهة هذه المشكلة هو التمرد الشامل على المخططات الأمريكية، والقفز خارج القِدْر، لا الشجب والاستنكار والتذمر مع البقاء في الماء المغلي.
======================
إيرينا بوكوفا :ما نحن مدينون به للشعب السوري
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١ يونيو/ حزيران ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
لم يشهد التاريخ المعاصر إطلاقاً مثيلاً للدمار الذي يشهده التراث الإنساني في كل من العراق وسورية في يومنا هذا.
ويمثّل الدمار المتعمّد الذي يتعرّض له التراث جريمة حرب. حيث أصبح الدمار وسيلة من وسائل الحرب والدعاوى المغرضة.
ففي سورية، تم قصف وحرق ثلثي المدينة القديمة في تدمر. وقد تفشّت عمليّات الإتجار غير المشروع بالقطع الثقافيّة في مواقع «دورا أوربوس» و «أفاميا» لأهداف تجاريّة. وقد وقع بعض المواقع الأثريّة بين نارين: القوّات البريّة من جهة والقوّات الجويّة من جهة أخرى. كما يتم استخدام هذه المواقع كقواعد عسكريّة. وتدمر التي شهدت الفظاعات الهائلة خلال ما يزيد على السنة كانت تنقصها الحماية اللازمة لسنوات طويلة.
وكثيرون هم المسؤولون عن هذه الفوضى الثقافية والإنسانيّة. وتدين اليونسكو بدورها كل الدمار الحاصل بغض النظر عن الجهة التي تسببت به. فإن الضحيّة الأولى لهذا الدمار هي الشعب السوري. وعلى رغم كل ما يحدث، يبقى الشعب السوري القلب النابض بالحقيقة والكرامة والمعنى الذي تحمله القيم العالميّة المتجسّدة في مواقعه التراثيّة.
وأُعرب دائماً عن إيماني بمهمات المدير العام للآثار والمتاحف في سورية الذي نقل ملايين القطع التاريخيّة إلى مكان آمن وحرص على حماية مواقع التراث كحصن ضد التفكك.
كما أؤمن بأعمال المجتمع المدني السوري والمنظمات المختلفة، مثل رابطة العلوم السياسيّة الأميركيّة والمدارس الأميركيّة للبحوث الشرقية ومؤسسة شيرين ومشروع أرشفة التراث السوري والتراث من أجل السلام وغيرها من الهيئات التي تضع على رأس أولوياتها توثيق تاريخ ومستقبل البلاد وحمايتهما مهما كان الثمن.
واليونسكو تعبّر عن تقديرها اللامتناهي لهذه الهيئات بالإضافة إلى التزامها بمساعدتها. فإن جهود هذه الهيئات تنطوي على أهداف أعمق من مجرّد حماية الحجارة والمباني.
يذكّرنا الكثير من السوريين، مثل عالم الآثار خالد الأسعد، الذي قتل بين آثار مدينة تدمر، بأننا لسنا مجرد كائنات من لحم ودم وحسب بل نعيش أيضاً قيماً نتناقلها من جيل إلى آخر وقد ضحى كثيرون بحياتهم في سبيل حماية هذه الآثار.
ويجسّد التراث هذه القيم الحضاريّة الأساسيّة التي لا يمكن أي مجتمع إنساني أن ينشأ من دونها. وتجسّد سورية نقطة التقاء حيويّة لكل من التراث الآشوري واليوناني والروماني والفارسي والإسلامي، وتظهر كيف أن الثقافات يؤثر بعضها في بعض ويثري بعضها بعضاً. فإنّ هذا التراث ليس مجرّد مكسب للمتاحف بل هو دليل حي على حريّة وكرامة الشعوب.
وما هذه التعبئة العالمية إلا دليل على أن الثقافة هي قاسم مشترك من أجل الحوار والسلام بعيداً من الانقسامات السياسيّة. فقد كثّفت عشرات الدول، مثل الولايات المتحدة الأميركيّة وألمانيا وسويسرا والصين، إجراءات مراقبة القطع الأثريّة على الحدود. فإنّه يتم استخدام إيرادات الإتجار غير الشرعي بهذه القطع في تمويل الإرهاب. وقد ضبطت الجمارك البريطانية والسويديّة والتركيّة بعض القطع غير موثوقة المصدر. وتقدّم كل من فرنسا واليابان دعمها التقني وتدعم الباحثين الشباب في هذا المجال. أما الاتحاد الأوروبي والنمسا وبلجيكا وغيرها من الدول، فقد قدّمت الدعم المالي، وأنشأت إيطاليا مجموعة خاصة من الخبراء المعنيين بالآثار، أما روسيا التي تُعتبر جهودها حاسمة في مجال طرد الإرهابيّين من مدينة تدمر، فإنها تعرض مساعدتها لإنقاذ المتاحف المدمّرة. وقد تم اعتماد القرار الأخير للمجلس التنفيذي لليونسكو في شأن حماية التراث السوري بالإجماع.
وعلى رغم التأخر ونقص الموارد، يبعث هذا التنسيق الدولي أملاً جديداً سيتضاعف على أساس مبادئ واضحة.
ويعدّ الدمار الحاصل في مواقع التراث جزءاً من الأزمة الإنسانيّة ولا يمكن فصل مسألة حماية هذا التراث عن حماية الحياة البشريّة.
والتراث السوري غير قابل للتجزئة: فلا تمكننا محاولة حماية مدينة تدمر وترك مدينة حلب للدمار ولا يمكننا كذلك أن نهتم بقلعة الحصن (حمص) وننسى مملكة ماري.
فهذا التراث العالمي ملك لجميع السوريّين من دون أي استثناء ولا يستطيع أحد أن يتصرّف فيه كما يشاء.
ولهذا السبب، ترفض اليونسكو مشاريع الترميم المستعجلة أو أحادية الطرف، وتدعو إلى الحذر والجديّة والاحترام أثناء التعامل مع ممتلكات أي بلد يحتدم فيه الصراع.
وعلى رأس الأولويات يتربّع العمل من دون أي تأخير على توثيق كل ما أمكن من التراث وحمايته أينما وجد. وتشهد الأعمال القائمة منذ خمس سنوات على ذلك، بالإضافة إلى إجراءات الطوارئ والبرامج التدريبيّة والكم الهائل من المواد اللازمة التي ترسل إلى مواقع التراث لاستخدامها هناك ومهمّة تقييم الضرر الحاصل في تدمر والتي نظّمت في 25 نيسان (أبريل) الماضي.
لا يجوز لأحد أن يغالي، وبالدرجة الأولى اليونسكو، لأن المهم الآن هو الإرادة في العمل والتعاون مع الجميع والتركيز على التراث ورفض أي محاولة لاستغلاله. وضمن هذه الرؤية تجتمع اليونسكو، في الفترة بين 2 و4 حزيران (يونيو)، في برلين مع مجموعة من البعثات الأثريّة إلى سورية وخبراء سوريّين ومن جنسيّات أخرى.
يمثّل هذا الحوار البنّاء تحدياً في ذاته. ولكن لا بدّ منه لكي تتمكّن الثقافة السورية من النهوض من جديد، كما حدث في تمبكتو (مالي) ووادي باميان (أفغانستان) وموستار (البوسنة والهرسك) ووارسو (بولندا) في أعقاب عام 1945.
في كل مرة تولد الثقافة من جديد، يرفع الشعب رأسه من جديد.
 
 
======================
ديكان التركية : عمبرين زمان :ثمن العناد التركي مع أكراد سورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١ يونيو/ حزيران ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تؤكد واشنطن رغبتها الملحة في طرد «داعش» من خط جرابلس - أعزاز في شمال سورية، وقالت مراراً أن إقصاء «داعش» عن الحدود التركية حيوي لدحر «داعش» أو التغلب عليه. وهذه مسألة بارزة كذلك في حسابات تركيا. فهذه المنطقة هي منصة إلى قصف مدينة كيليس التركية بالقذائف، وهي جيب يتسلل «الداعشيون» منه إلى تركيا ويلتحقون به من أراضيها إليه. ففي جرابلس وأعزاز يتسلم «داعش» الدعم المالي، وينظم صفوفه، ويجند مزيداً من الشباب على أرض تركيا. وصار حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي يسيطر على نصف الحدود التركية مع سورية. وإلى اليوم، لم يبدر منه عمل ضد تركيا ولم يبد لها العداء. لكن أنقرة تتمسك بموقفها القائل أن «الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سورية هو امتداد لحزب «العمال الكردستاني» الإرهابي في تركيا، وتسعى للحؤول دون تعاون واشنطن مع أكراد سورية، على رغم الأخطار المترتبة على موقفها هذا.
والكابوس الأعظم الذي تعيشه تركيا اليوم هو الخوف من أن تتقدم قوات «الاتحاد الديموقراطي» الكردية وتسيطر على أراض هي اليوم في قبضة «داعش» في جرابلس. ويصل هذا التقدم بين كانتونات الأكراد من كوباني إلى عفرين التي يحاصرها «داعش»، فتستيقظ تركيا إذّاك على مقاطعة كردية كبيرة تسيطر على كامل حدودها مع سورية ويتحكم بها «الكردستاني». وحمل جنون الارتياب التركي من الأكراد أنقرة على ارتكاب الخطأ تلو الخطأ في سياساتها في سورية. وعدوى الميل إلى سلب الأكراد حقوقهم في تركيا انتقلت إلى سياسة تركيا في سورية، وعقدت الحل هناك، وجعلت التفاهم مع أميركا على شؤون سورية عسيراً.
ومع انطلاق الثورة السورية، سنحت أمام أنقرة فرصة ذهبية لحل مشكلتها الكردية، فبدأ الحوار المباشر مع عبدالله أوجلان، ودار الكلام على إمكان المصالحة مع أكراد سورية. لكن هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح، فالشروط التي فرضتها تركيا على أكراد سورية وتركيا من أجل السلام كانت مستحيلة: طلبت أنقرة من أكراد سورية الذين عانوا من نير الأسد طوال عقود أن يقاتلوا جيشه بإمرة الميليشيات الإسلامية الأخرى المدعومة إقليمياً، والتي تسمى معارضة معتدلة، وأن يقاتلوه من دون أي ضمانات لحقوقهم في الدستور الجديد. وطالب أردوغان أكراد تركيا بأن يدعموه في البرلمان لتطبيق نظام رئاسي واسع الصلاحيات، وأن ينسحب مسلحو حزب «العمال الكردستاني» من تركيا من غير ضمانات دستورية. فأضاعت تركيا فرصة مد يد العون الاقتصادي إلى أكراد سورية وأن تلعب على الأقل دور الحكم بينهم وبين إخوتهم العرب، عوض أن تنحاز إلى العرب وتعاديهم. ومنذ 2013 وتركيا تدفع بمقاتلي «النصرة» و «داعش» إلى قتال الأكراد في سورية وتؤمن لهم ممراً آمناً في أراضيها، على نحو ما حصل في كوباني وتل أبيض. فساهمت في توسع رقعة «داعش»، وهي، اليوم، حين تعرقل حركة الأكراد في شمال سورية تساعد التنظيم هذا على التمدد من جديد. وفي 2014، لاح ضوء في نهاية النفق، واستطاع مستشار وزارة الخارجية التركية، فريدون سينرلي أوغلو، دعوة صالح مسلم إلى تركيا. وظهر أمل جديد بالسلام، لكن الرئيس أردوغان أعلن توقعه «سقوط كوباني في يد داعش» وحرض على ذلك. وعلى رغم انزعاج الأكراد، ساعدت قوات صالح مسلم تركيا في نقل ضريح سليمان شاه من سورية إلى تركيا في 2015. وبعد انتخابات حزيران ( يونيو) 2015، قرر أردوغان استئناف الحرب على «الكردستاني» في تركيا، وعدنا إلى عهد انتهاك حقوق الإنسان ودخول الجيش المدن.
وفي نيسان (أبريل) الماضي، استمعت واشنطن، ولو على مضض، إلى خطة تركيا القاضية بتعاون تركي - عربي على طرد «داعش» من المنطقة من دون الاستعانة بالأكراد، وأبرم اتفاق مع شيوخ العشائر في مارع، وانتظرت واشنطن شهراً. لكن التقدم الذي حققته القوات المدعومة من تركيا كان هزيلاً. وما حررته في أسابيع استعاده «داعش» في أيام. بعدها اتفق أوباما مع أردوغان على السماح للأكراد بعملية الرقة، وهي تسمية للتمويه. فالهدف الحقيقي للعملية هو منبج وليس الرقة، وبدأت عجلتها تدور، لكن «داعش» حاصر مارع وبدأ يزحف على أعزاز. وهذا تطور خطير. ولا يسع التحالف قصف مارع المكتظة بآلاف المدنيين إذا وقعت في يد «داعش». واليوم، تقف تركيا على مفترق طرق، فإذا لم تكف عن عنادها ومعاداة الأكراد، ولم تعدل عن رفض تقدمهم إلى مارع وأعزاز، سقطت هذه المناطق بيد «داعش». ثمة فرصة تاريخية سانحة أمام تركيا: التعاون مع الأكراد لتلميع صورتها الدولية عبر محاربة «داعش» وتحسين علاقاتها مع واشنطن وربما فتح باب جديد للسلام مع أكراد سورية وتركيا.
* كاتبة، عن «ديكان» التركية المعارضة، 28/5/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
واشنطن بوست :قدَريّة أوباما القاتلة في الشرق الأوسط
فريد هيات – (الواشنطن بوست) 22/6/2016
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
لدى استعراض حطام الشرق الأوسط والتحلل الذي يعتري أوروبا، سوف يريدنا الرئيس أوباما –لأسباب مفهومة- أن نعتقد بأن أي سياسة أخرى لم تكن لتعمل بشكل أفضل.
لقد جربت الولايات المتحدة كل تلك السياسات الأخرى، كما تقول إدارته: الغزو الهائل في العراق؛ والتدخل الجراحي في ليبيا؛ والانطواء المدروس على الذات في سورية. وقد أسفرت هذه كلها عن نفس النتيجة: الفوضى والدمار.
وإذن، لماذا نتكلف العناء؟ ولماذا نسمح بأن يتم جذبنا إلى داخل عملية "تحول سيظل يتكشف على مدى جيل كامل"، كما وصفه أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد هذا العام، "والمتجذر في صراعات تعود إلى آلاف السنين"؟
حتى مع وضع الإساءة التي ينطوي عليها هذا الازدراء بالإمكانات العربية جانباً، فإن هذه الصيغة تظل خاطئة، لسببين، واحد تأسيسي والآخر تحليلي.
إن هذه الصيغة لا تعرض أي مسار معقول لخليفة أوباما –الذي لن يستطيع أن يتجاهل المنطقة، كما تُظهر إعادة تصعيد أوباما المترددة والمتقطعة للانخراط، وإنما ستستدعي بدلاً من ذلك نوع الوعود الغوغائية التي سمعناها خلال الحملة، بـ"القصف الشامل" للمتشددين الإسلاميين حتى نعرف ما إذا كانت "الرمال يمكن أن تتوهج في الظلام"، كما هدد السناتور تيد كروز (الجمهوري عن تكساس)، أو بكلمات دونالد ترامب: بسرعة، اضربوا الدولة الإسلامية بشدة، ثم "عودوا إلى هنا لإعادة بناء بلدنا".
لكن الأهم من ذلك هو أن قدَرية الادارة تتجاهل خياراً سياسياً رابعاً كان أوباما مصمماً على عدم محاولته منذ البداية: الانخراط الصبور ومفتوح النهاية، باستخدام كافة الأدوات الأميركية -الدبلوماسية والعسكرية- بحيث يكون تحقيق نتيجة إيجابية، وليس الوفاء بموعد نهائي ثابت، ليكون هو الهدف.
وهو نهج عمل من قبل. ففي كوريا، صنعت الولايات المتحدة تحالفاً حميماً منذ أكثر من نصف قرن، وما يزال جنود الولايات المتحدة ودبلوماسيوها موجودين هناك اليوم. وقد ردع دعم الولايات المتحدة عدواً خارجياً في حين ساعد باستمرار مجتمعاً مزقته الحرب الأهلية بينما يقوم شعبه ببناء الديمقراطية تدريجياً وهو ما ينساه الناس بالنظر إلى كوريا الجنوبية اليوم.
لكن أوباما جاء إلى السلطة مصمماً على تجنب تبني هذا النهج. ففي أفغانستان، وضع جدولاً زمنياً غير مقيد بشروط لانسحاب القوات. وفي ليبيا، قام بقصف نظام القذافي وإسقاطه من سدة السلطة، لكنه لم يبقَ هناك لمساعدة حكومة جديدة في الوقوف على قدميها. وفي العراق، تجاهل مشورة مستشاريه المدنيين والعسكريين ورفض إبقاء 15.000 أو 20.000 جندي في البلد، والذين ربما كانوا سيساعدون في الحفاظ على الاستقرار الذي ساعدت زيادة عديد القوات الأميركية في تحقيقه.
لم يدافع الرئيس عن ذلك الانسحاب بسبب الأحقاد الألفية القديمة التي جعلت من العراق حالة ميؤوساً منها. كان الأمر على العكس من ذلك تماماً في واقع الأمر: لقد جعل النجاح من الوجود الأميركي فائضاً لا لزوم له. وكان الرئيس قد قال في العام 2011: "هذه لحظة تاريخية. ثمة حرب تنتهي. ويوم جديد يطل علينا، سوف يرى الناس في جميع أنحاء المنطقة عراقاً جديداً يقرر مصيره –بلداً يمكن أن يحل فيه الناس من الطوائف والأعراق الدينية المختلفة خلافاتهم سلمياً من خلال العملية الديمقراطية".
لا يحتاج الأمر إلى كثير من الحسابات لتقدير تهور قراره. صحيح أن القليلين فقط هم الذين تنبأوا بكيف ستنهار تلك الأمة تماماً، مع قدوم خلافة شريرة تحتل قسماً كبيراً من البلاد وعودة التفجيرات المتكررة إلى بغداد. لكن صفحة المقالات الافتتاحية في "الواشنطن بوست" لم تكن الوحيدة التي تحذر في ذلك الوقت من أن "الانسحاب الكامل يزيد بشكل حاد مخاطر انهيار المكاسب الأمنية التي تم تحصيلها ببالغ الألم والمشقة في العراق".
أستطيع فهم السبب في أن أوباما والعديد من الأميركيين يرفضون الانخراط المستمر في الخارج، والذي يُدعى بسخرية "بناء الأمة" في كثير من الأحيان. فهو أمر صعب، وكثيراً ما تمارسه الولايات المتحدة بشكل سيئ ولا تنجح فيه في أحيان أخرى؛ ولا يستطيع الأميركيون فرض الديمقراطية؛ وكثيراً ما ينتهي بنا المطاف إلى القيام بالعمل الذي نتمنى أن يقوم به السكان المحليون وجيرانهم. كما أن أوباما محق، أيضاً، في أن مناطق أخرى، مثل منطقة المحيط الهادئ، هي أكثر أهمية بالنسبة للاقتصاد العالمي وأكثر مركزية لاستراتيجية الولايات المتحدة.
لكن هناك حقيقة عنيدة تقف في وجه كل هذه الحكمة، والتي أكدتها مرة أخرى إعادة التصعيد التي ينتهجها أوباما: إن الولايات المتحدة ليس لديها خيار. فالتفكك لا يثبت، وإنما ينتشر إلى سورية وباريس وبروكسل وسماء البحر الأبيض المتوسط، والولايات المتحدة في نهاية المطاف. وفي ظروف أكثر صعوبة بكثير مما كان، يجد الرئيس نفسه الآن وهو يطلق القاذفات فوق سورية ويرسل الجنود إلى العراق، ثم لا يستطيع أن يعترف، ربما حتى لنفسه، بأن فك الارتباط كان خطأ. وهو السبب في الإصرار -حتى مع أن الأميركيين يُقتلون مرة أخرى في العراق- على أنه لا يوجد أفراد من الجيش منخرطون في القتال.
لكنه سيكون صحياً للبلد، وللرئيس القادم، التحرك إلى ما وراء فكرة جعل الناس يصدقون. ليست هناك هزيمة "بسرعة، بسرعة" (بكلمات ترامب) للإرهاب الإسلامي –وليس هناك طريقة آمنة للتراجع عن مواجهة التحدي الذي تشكله محاربته على المدى البعيد.
 
======================
مركز بروكينغز: بوتين يحارب في سوريا دفاعاً عن الجبهة الروسية الداخلية
– POSTED ON 2016/06/01
POSTED IN: مقالات وتحليلات
فيونا هيل-مركز بروكينغز: ترجمة مرقاب
ركز المحللون على مثالب التدخل الروسي في المسرح السوري، فأشاروا إلى المشكلة الاقتصادية الروسية العميقة المتفاقمة بسبب تدني أسعار النفط، وهو ما يثير السؤال حول مدى قدرة روسيا على تحمل التكاليف العسكرية لهذا التدخل على المدى الطويل.
لكن الجانب الذي لم تعطه الدراسات حقه بشأن التدخل الروسي في الأزمة السورية هو التداعيات التي يمكن أن تواجهها الحكومة الروسية مع مسلمي بلادها، حيثُ تعتبر موسكو حالياً أكبر المدن في أوربا من حيث عدد السكان المسلمين فيها (حوالي 1.5 ــ 2 مليون مسلم من إجمالي عدد سكان موسكو البالغ 13 مليون). لذلك يتجنب الرئيس فلاديمير بوتين والقادة الروس الانحياز إلى أي طرف في الصراع السني ــ الشيعي، لأنهم يدركون بأن هذا الانحياز سيؤدي إلى إثارة ردات فعل عنيفة لدى المسلمين الروس.
بين الإسلام وروسيا تاريخ عريق
تعتبر روسيا من البلاد الإسلامية، فقد سبق الإسلام المسيحية غلى روسيا، والإسلام هو الديانة السائدة بين التتار في منطقة فولغا وبين عامة الناس في منطقة شمال القوقاز. كما أن لهذه الشعوب المحلية السنية تُراثاً عريقاً ولهم أيضاً تاريخ وتجارب دينية خاصة، فقد أطلقَ التتار حركة إصلاحية في القرن التاسع عشر تحولت فيما بعد لفكرة (الإسلام الأوروبي) وهي عقيدة تقدمية تنافس الأرثوذكسية الروسية وباقي الطوائف المسيحية.
وقبل سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي، كانت مناطق وسط أسيا وجنوب القوقاز جزءاً من هذا الاتحاد، وكانت ديموغرافية الاتحاد السوفيتي في تغير مستمر. وكانت المجموعات العرقية المسلمة في تزايد بسبب كثرة عدد الولادات في مناطق وسط أسيا، في حين أن السلاف “الأرثوذوكس” من سكان روسيا و روسيا البيضاء وأوكرانيا، كانوا يتناقصون بسبب ارتفاع معدلات الوفيات وانخفاض معدلات الولادات. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي تضخم عدد السكان المسلمين في روسيا بسبب هجرة العمال من مناطق وسط آسيا وأذربيجان، واعتناق البعض للدين الإسلامي بعد انتهاء حالة الإلحاد المفروضة من قبل النظام السوفييتي.
مشكلة المقاتلين الأجانب
تمثل الحروب الدينية في الشرق الأوسط وتعاطي روسيا معها مشكلة لا يستهان بها للكرملين، فقد انجذب آلاف المقاتلين الأجانب من روسيا ومن مناطق وسط آسيا وجنوب القوقاز لرسائل تنظيم الدولة الاسلامية وغيرها من الجماعات المتشددة. وقد أشارت رويترز في تقرير حديث لها إلى أن روسيا قد سمحت بل وشجعت المسلحين المتطرفين في شمال القوقاز للذهاب والقتال في سورية عام 2013، وذلك حتى تبعد خطرهم خارج روسيا في ظل احتمال تنفيذهم هجمات إرهابية في وقت الألعاب الأولمبية عام 2014 في مدينة سوشي. إلا أن الكرملين يخشى الآن من احتمال رجوع هؤلاء المقاتلين من سورية بتطرف أكبر وحماس أكبر إلى منطقة شمالي القوقاز وباقي مناطق روسيا.
لذلك يبدو أن بوتين ينوي التخلص من هؤلاء المقاتلين قبل أن تتاح لهم الفرصة للعودة، فبوتين من خلال تجاربه وعمله في مخابرات الاتحاد السوفيتي وفراءته للتاريخ الروسي لا يميز بين الإرهابيين، كل من يحمل أفكاراً تمثل أساساً لممارسة العنف ضد الدولة الشرعية (وزعيمها) إرهابي يجب محاربته. وتمثل سوريا جبهة حاسمة في التمسك بهذا المبدأ.
مهمة طويلة الأمد
يؤكد لنا ما سبق أن بوتين يرى في تدخل بلادهِ في الصراع السوري مهمة طويلة الأجل، ويعزز هذه القناعة أنباء إنشاء روسيا قاعدة حربية جديدة لها في مدينة تدمر وسط سوريا. إذ يبدو بأن بوتين، بعد مشاهدته للولايات المتحدة وهي تعود إلى ميادين معاكها القديمة في العراق وأفغانستان لمواجهة خطر المتطرفين، يريد التحضير لأي حالة طارئة، وإبقاء كل الخيارات مفتوحة.
وختاماً فإن حرب روسيا مع المتطرفين ما تزال في بدايتها في سورية التي أصبحت ميدان الحراك الدولي الرئيسي والتفاعل الدبلوماسي والعسكري مع الولايات المتحدة في المنطقة، لكنها تمثل أيضاً عنصراً حاسماً بالنسبة لبوتين في ضبط شؤون البيت الداخلي الروسي.
======================
حريات ديلي نيوز  :رحل داود أوغلو.. وبقي الأسد
نشر في : الأربعاء 01 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 31 مايو 2016 - 08:52 م
إيوان24
سوف تكون الكارثة السورية هي الإرث الأكبر الذي تركه أحمد داود أوغلو وراءه. ففي الأيام الأولى من الحرب الأهلية السورية، كان أوغلو قد تنبأ برحيل بشار الأسد في غضون عدة أشهر. لكنه هو الذي رحل الآن.
وفي الواقع، يعتبر داود أوغلو هو الأب الأيديولوجي لسياسة تركيا في سوريا. وفي حين كان أوغلو مشاركا أيضا في تنفيذ هذه السياسة باعتباره وزيرا للخارجية ورئيسا للوزراء فيما بعد، إلا أنه لم يكن بالإمكان تشكيل أو تنفيذ هذه السياسة دون موافقة الرئيس رجب طيب أردوغان. وربما يحاول أردوغان استدراك سياسة تركيا تجاه سوريا من خلال إلقاء اللوم على داود أوغلو، إلا أنني متأكدة من أن الأوروبيين يلقون باللوم على كليهما بسبب أزمة اللاجئين التي وجدوا أنفسهم يواجهونها. أو ربما يثنون عليهما في نهاية المطاف بسبب إبرام الصفقة التي صاغها داود أوغلو، ونفذها وأردوغان والتي قد توفر لهم الوقت اللازم للتعامل مع هذه القضية على المدى المتوسط والطويل.
الزعماء يأتون ويذهبون وكذلك الحكومات، ولكن قضية اللاجئين سوف تبقى معنا لبعض الوقت في المستقبل. وبالتالي فإن نتائج هذه الصفقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي ستكون حاسمة من حيث سياسات الاتحاد الأوروبي المتبعة في المستقبل تجاه اللاجئين.
ولسوء الحظ، لا يبدو أن هناك الكثير من المدافعين عن هذه الصفقة في العواصم الأوروبية. إذ يعتقد الكثيرون انها ليست مشكلتهم، وينسون أن الاتحاد الأوروبي لا يعني فقط تقاسم الرفاهية في أوقات الرخاء، ولكنه أيضا يعني تقاسم العبء في أوقات الشدة.
ويتحدث البعض عن وجود خطة بديلة في سوريا، ولكنني لست متأكدة من أن تلك الخطة البديلة سوف توفر بديلا أفضل. وبحسب جيرالد كناوس، مؤسس مبادرة الاستقرار الأوروبي، فإن إحكام العديد من الدول الأوروبية السيطرة الآن على حدودها وانهيار الاتفاق سوف يؤدي إلى حصار آلاف اللاجئين في اليونان.
ويعتبر كناوس من أشد المؤيدين للاتفاق. ويعتقد أنه اتفاق ناجح. ويقول كاتب تقرير “لماذا لا يحتاج الناس إلى الغرق في بحر إيجه” إن الاتفاق قد أنقذ حياة الكثيرين نظرا لعدم وقوع حوادث غرق في بحر إيجه في الآونة الأخيرة.
وفي حين نجحت تركيا بشكل أو بآخر في تنفيذ التزامها المنصوص عليه في الاتفاق، يطالب كناوس الأوروبيين بالالتزام بتنفيذ الاتفاق من جانبهم، من خلال الإسراع في تنفيذ عملية إعادة توطين اللاجئين السوريين ورفع الحظر عن الأموال التي وعدوا بتقديمها إلى تركيا.
وفي الواقع، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى العمل بشكل أسرع على تنفيذ هاتين المسألتين. ولكن لسوء الحظ، تتطلب المسألتين العمل الدقيق الذي يبطئ تنفيذ العملية. وقد أبدت منظمات المجتمع المدني في تركيا بشكل خاص قلقا من توافر الأموال التي تعهد الاتحاد الأوروبي بدفعها.
وتعتقد المنظمات غير الحكومية التركية أيضا أن الوضع في تركيا قد تجاوز منذ فترة طويلة مرحلة الإغاثة الإنسانية. والآن، يجب أن تركز المساعدة المالية على قضايا أخرى مثل التعليم، وهو من الأولويات.
ولكن التعليم يقع خارج خطط المساعدة الإنسانية للاتحاد الأوروبي. وقد يؤخر التركيز على القضايا الأخرى تسليم المساعدات المالية. وتخشى المنظمات غير الحكومية التركية من أن تذهب معظم أموال الاتحاد الأوروبي إلى المنظمات غير الحكومية ذات الدوافع الأيديولوجية والدينية التي تقدم حاليا خدمة التعليم لبعض اللاجئين السوريين.
وفي الوقت نفسه، مع أو بدون الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، تحتاج تركيا إلى تبني استراتيجيتها الخاصة من أجل اللاجئين السوريين. وقد بدأ العمل في هذا الاتجاه في عهد إدارة داود أوغلو، ولكن تغيير الحكومة يعني أن كل شيء سوف يبدأ الآن من جديد من نقطة الصفر. الوقت ليس في صالح تركيا، حيث لا تمتلك كثيرا من الوقت كي تضيعه.
واسمحوا لي أن أروي لكم طرفة: بعد عام من بدء توافد اللاجئين السوريين على تركيا، عرضت منظمة غير حكومية أجنبية على المسؤولين الأتراك مساعدة الأكاديميين السوريين في محنتهم عن طريق تقديم الدعم  وتغطية تكاليف إيجاد الأكاديميين بين اللاجئين السوريين وإلحاقهم بالجامعات التركية. ومع ذلك،  امتنع المسؤولون الأتراك عن الدخول في مثل هذه الشراكة، مجادلين بأن السوريين سوف يعودون قريبا إلى بلدهم.
وبحسب أحد الاستطلاعات التي أجريت مؤخرا،كان هناك ما يقرب من 700 أكاديمي سوري عبروا الحدود إلى تركيا، ولكن 85 % منهم من علماء الدين الإسلامي. بينما غادر الآخرون بالفعل تركيا.
فإذا لم تختر الحكومة التركية توفير ظروف عمل مناسبة للسوريين المتعلمين جيدا، فلا ينبغي عليها حينئذ أن تتهم الأوروبيين بمحاولة اختيار اللاجئين الأكثر تأهيلا.
======================
هل تستطيع تركيا وأمريكا الاستمرار بالعمل معًا في سوريا؟
نشر في : الأربعاء 01 يونيو 2016 - 12:11 ص | آخر تحديث : الأربعاء 01 يونيو 2016 - 12:11 ص
13
أعلنت جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عن مسؤوليتها عن التفجيرات الانتحارية التي وقعت في طرطوس وجبلة في سوريا يوم 23 مايو، والتي أودت بحياة أكثر من 150 مدنيًا وأصابت أكثر من 200 آخرين.
يشير مكسيم سوشكوف، خبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، إلى أن الهجوم الذي وقع في طرطوس استهدف عمق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، حيث تحتفظ روسيا بقاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية ومركز استطلاع في مطار حميميم في منطقة اللاذقية، والهجمات الانتحارية الأخيرة، كما يقول سوشكوف، يمكن أن تكون حافزًا لتنفذ روسيا أولى ضرباتها الإستراتيجية ضد الجماعات الإرهابية والمجموعات السلفية التي تتحالف معها.
كانت موسكو قد أشارت سابقًا إلى احتمالية تصعيدها بمواجهة جبهة النصرة والجماعات المتحالفة معها قبل هجمات 23 مايو، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية إيقاف حملتها الجوية لفترة مؤقتة للسماح للجماعات المسلحة المتحالفة مع النصرة بالنأي بأنفسهم عن المنظمة التابعة لتنظيم القاعدة، ولكن في 26 مايو، استولت جبهة النصرة، جماعة أحرار الشام، وجماعات أخرى متحالفة معهما، على بلدة دير خبية قرب دمشق، حيث نسق تنظيم أحرار الشام جهوده بشكل وثيق مع النصرة استجابة لتكثيف الولايات المتحدة وروسيا لهجماتهما التي تستهدف الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة خلال الأشهر القليلة الماضية.
اقترحت صحيفة ألمونيتور ضمن مقال لها في الأسبوع الماضي أن تقبل الولايات المتحدة بالعرض الروسي حول التنسيق الثنائي لممارسة هجمات ضد جبهة النصرة، التي اُستثنيت من اتفاق وقف الأعمال العدائية، علمًا بأن الصحيفة لا تتسامح أو تتعاطف مع الجماعات أو الأفراد الذين يقفون بصف تنظيم القاعدة، كما ونأمل أن تعبّر أمريكا عن ذات هذا الموقف على أقل تقدير في الرسائل التي تنقلها لشركائها الإقليميين الذين دعموا هذه المجموعات.
وفي ظل توقف محادثات جنيف لعدة أسابيع، يمكن لاحتمالية تنفيذ روسيا لضربات قوية وقاتلة تجاه جبهة النصرة وحلفائها، خاصة ضمن وحول حلب وإدلب، أن ترسم نقطة تحول أخرى ضمن الصراع السوري المستمر.
حرب الوكالة التركية الفاشلة
تكافح الولايات المتحدة وتركيا اليوم بغية الحفاظ على وجودهما المشترك ضمن المشهد السوري، وذلك رغم ظهور علامات جديدة على الانقسام وعدم التوافق بينهما.
في الأسبوع الماضي، التقى الجنرال جوزيف فوتل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، مع القوات الكردية السورية خلال زيارة “سرية” إلى شمال سوريا في إطار جولة دبلوماسية إقليمية شملت زياته لأنقرة أيضًا، حيث صرّح فوتل لمراسل واشنطن بوست، ديفيد إغناتيوس، بأنه يسعى إلى “موازنة” دور تركيا، باعتبارها شريكًا “رائعًا” في المعركة ضد داعش، تجاه وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، التي تعد العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل “شريكًا جيدًا للغاية على الأرض”، وفق تعبير فوتل.
على النقيض من قوات حماية الشعب الكردية، دخلت القوات التي تعمل بالوكالة عن تركيا في الأرض السورية، والتي كوّنت مزيجًا مثيرًا للقلق من السلفيين الذين أبدوا استعدادهم للتعاون مع جبهة النصرة، في حالة من التخبط والتزعزع؛ ففي الأسبوع الماضي، استولى تنظيم داعش على سبع قرى على الأقل من أيدي تلك القوات في مناطق حلب الشمالية.
يشير الكاتب التركي فهيم تاستكين بأنه تم تأخير العملية العسكرية التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية لتحرير جرابلس، وهي بوابة رئيسية للعبور من سوريا إلى العالم الخارجي عبر تركيا جنبًا إلى جنب مع مدينة الراعي، بسبب “خطوط تركيا الحمراء ضد الأكراد”، كما حصلت تأخيرات أيضًا في عملية تلك القوات ضمن محافظة الرقة، لأن القدرة العملياتية لقوات سوريا الديمقراطية ما زالت أدنى من اللازم، كما أشار تاستكين، موضحًا بأن القوات الكردية لا تمتلك أي فرصة للسيطرة على الرقة، تبعًا للمقاومة المحلية التي ستجابهها هناك، فضلًا عن شعور الأكراد بالقلق من أن تشتيت قواتهم ضمن المناطق العربية قد يُضعف من خطوطهم الدفاعية ضمن روجافا (كردستان سوريا)؛ لذا، فإن القوات العربية عليها أن تُعيد تشكيل نفسها للسيطرة على الوضع في حقبة ما بعد داعش، كما يقول تاستكين، ومن الجدير بالذكر هنا بأن تقارير الصحافية الأمريكية لورا روزن نقلت من واشنطن بأن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز أعداد القوى العربية السنية ضمن قوات سوريا الديمقراطية قبل بدء هجوم الرقة.
في الوقت ذاته، وجدت وزارة الدفاع الأمريكية نفسها في موقف لا تحسد عليه في علاقاتها العامة مع تركيا بعد أن احتجت الأخيرة من وضع القوات الخاصة الأميركية في سوريا لشارات تحمل شعار الـYPG، القوات التي تعتبرها تركيا الشريك السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مما أمعن في تعقيد مهمة فوتل الدبلوماسية الشاقة أساسًا.
في هذا السياق، أشار الكولونيل الأمريكي شون مكارثي لإغناتيوس بأن الغارات الجوية الأمريكية ضد داعش التي تخرج من قاعدة إنجرليك الجوية التركية كانت في معظمها “مستقلة” عن الجهود التركية، موضحًا ذلك بقوله: “نحن لا نناقشهم بوجهاتنا”.
إذا جمعنا كافة ما تقدم سويًا، يتوضح لنا بأن “شراكة” الولايات المتحدة وتركيا ضد داعش قد تكون أسطورة وخرافة أكثر من كونها رائعة ومتناسقة، والسر المعلن هو أن تركيا مشغولة بالمقام الأول بإحباط تقدم أكراد سوريا، ومن بعدها يأتي إغلاق شرايين الحياة المتبقية لداعش في شمال سوريا؛ فلا شك أن تركيا تحارب داعش، ولكن منع تقدم الأكراد يأتي في مقدمة الأولويات.
من هذا المنطلق، يخلص تاستكين، الذي نشر في وقت سابق قصة جهود حرب الوكالة المريرة التي تجشمتها تركيا لاستعادة بلدة الراعي من داعش في أبريل، إلى أنه “لا مكان للتفاؤل في أن تتراجع أنقرة عن خطوطها الحمراء التي تضعها في وجه الأكراد، بل بدلًا من ذلك، تحاول تركيا الآن تشكيل قوة أكثر فاعلية مع جبهة النصرة، وتحاول الابتعاد بالأخيرة عن تنظيم القاعدة”.
نقطة الفصل في هذا السياق هو أن العديد من الجماعات المسلحة السورية المدعومة من شركاء واشنطن الإقليميين هم مجرد وكلاء لأجندة طائفية، تهدف في معظمها لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، مهما بدا ذلك غير مرجح، وبالتبعية، للحفاظ على النصال موجهة تجاه إيران، ويبقى سؤال متى وأين سيتم نقل المعركة لمجابهة داعش أو جبهة النصرة متأرجحًا ما بين القابلية وعدم القابلية للتفاوض اعتمادًا على الصفقات الجارية على الأرض وعلى الضغوطات التي تتعرض لها قوى الداخل والقوى الإقليمية على حد سواء.
لن نشعر بأننا نورط أنفسنا إذا أشرنا إلى أن الجهود التي تبذلها أنقرة أو غيرها لفطم النصرة عن تنظيم القاعدة لن تسفر عن أي نتائج جيدة، حيث سبق لنا وأن أوضحنا مرارًا مدى السهولة التي يمكن فيها للجماعات السلفية السورية المدعومة من الخارج، كأحرار الشام وجيش الإسلام، أن تحوّل تحالفاتها التكتيكية للتعاون أو لفك التعاون مع جبهة النصرة، في حين تعمل جميعها على ممارسة النشاط الدعوي بأيديولوجية لا يمكن تمييزها تقريبًا عن أيديولوجية تنظيم القاعدة وداعش.
بطبيعة الحال، الخاسر الأكبر هنا هو الشعب السوري، بما في ذلك أولئك الذين يعانون تحت استبدادية داعش، والذين سيقضون وقتًا أطول ضمن معاناتهم تبعًا لمخاوف تركيا بشأن الأكراد، ولغوص صناع القرار والخبراء في واشنطن العميق في كيفية إعادة تشكيل خطوط الصدع العرقية والطائفية.
على الرغم من أننا نعترف بتعقيدات وتحديات السياسة العرقية والطائفية ضمن سوريا، فضلًا عن إمكانية الثأر والقتل الجماعي، ولكن من وجهة نظرنا لا بد من الاستعجال وإعطاء الأولوية للتركيز على تدمير داعش وتنظيم القاعدة قبل كل شيء.
تداعيات معركة دياربكر
شهدت منطقة سور التاريخية في ديار بكر بعضًا من أكثر المعارك ضراوة ما بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني خلال العام الماضي، ويشيرالتقرير الذي نقله محمود بوزارسلان من ديار بكر إلى أن “المعالم التاريخية في سور، والتي تم إدراجها في العام الماضي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لاقت نصيبها أيضًا من الدمار، حيث تدمرت جدران الكنيسة الكاثوليكية الأرمنية بشكل جزئي، في حين فقد مسجد حاجي حميد مئذنته، وفُرشت قبته المستديرة بآثار الرصاص، أما الكنيسة الأرمنية الأخرى، سورب جيراجوس، فنوافذها محطمة كما أصيبت مرافقها الداخلية بالتلف”.
يتابع بوزارسلان موضحًا: “ولكن مع ذلك، تعتبر تلك الآثار القديمة محظوظة مقارنة بالمباني الاعتيادية في المنطقة، حيث يستحيل عليك أن ترى بابًا لم يمسه الضرر ضمن المدينة، فالأطراف المتحاربة استخدمت بعض المباني كقواعد قتالية، والبعض الآخر كأماكن للاستراحة تتناثر على سلالمها العلب الفارغة، كما ويمكنك مشاهدة بقع الدم على أحد السلالم الأخرى، وفي إحدى المناطق الساخنة، تُركت قطعة من الورق كُتب عليها “الجثة رقم1، مما يشير إلى أن قوات الأمن كانت في المكان لتكتب تقريرها حول مسرح الجريمة، وفي بقعة أخرى، يعبّر زوجان عن ارتياحهما من قدرتهما على الهرب بأضرار طفيفة نسبيًا، ولكنهما يتذمران من أن شقتهما قد تم اقتحامها، حيث تم تفتيش حجراتها وغرف نومها على يد قوات الأمن كما يزعمان، في حين عرض علينا أحد جيرانهما مناظير عسكرية تم تركها في المكان”.
======================
عرض كتاب " الحروب العربية الجديدة: الانتفاضات والفوضوية في الشرق الأوسط
يونيو 01, 2016 نقلا عن  مارك لينش        طباعة البريد الإلكتروني
المؤلف: مارك لينش
الناشر: بابليك أفيرز
تاريخ الإصدار: 26 أبريل 2016
عدد الصفحات: 304
اللغة: الإنجليزية
ترجمة وعرض: علاء البشبيشي
"الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأت للتو، وآمال الأنظمة العربية وصناع السياسة الغربيين بالعودة إلى عادات الاستقرار الاستبدادي القديمة مآلها الفشل المحتوم".
(1)
بدأ مؤلف هذا الكتاب مبكرا في التعرف علي الوطن العربي، الذي عاش في جنباته ثلاث سنوات بداية التسعينات، متنقلا بين عمان والقاهرة، وهو متخصص في شؤون الشرق الأوسط، خاصة شؤون الإسلاميين والعراق وفلسطين، وله رؤية بضرورة دمج الإسلاميين في الحياة السياسية في المجتمعات العربية.
هو مارك لينش؛ أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة ويليامز، حصل على الدكتوراة من جامعة كورنيل، وألف كتاب "أصوات الشعب العربي الجديد" الصادر عن دار جامعة كولومبيا للنشر في ديسمبر 2005، إلى جانب نشر كتاباته في مجلة فورين بوليسي.
(2)
بعد مرور أقل من 24 شهرًا على الربيع العربي المفعم بالأمل، تحولت الحركة الشعبية إلى واقع مرير، حيث عاود الطغاة الظهور، وفشلت دول، واندلعت حروب أهلية.
انتهى التحول المصري إلى الديمقراطية بانقلاب عسكري عنيف، وانزلقت اليمن وليبيا إلى حروب أهلية، وابتليت البحرين بقمع طائفي، واستأثرت سوريا بنصيب الأسد من النكبة.
في خضم هذه الفوضى، أعلنت جماعة مسلحة عنيفة قيام دولة إسلامية، واستولت على مساحات شاسعة من الأراضي لتصبح مصدر إلهام للإرهاب في أنحاء العالم. فما الذي حدث؟ والأهم: كيف حدث؟
(3)
بعمقٍ، يشرح كتاب "الحروب العربية الجديدة" أسباب هذا الكابوس، ويفصِّل فاتورة القرارات السيئة التي اتخذتها الأطراف الإقليمية الفاعلة، ويقدم تحليلا قاسيًا لسوء قراءة الغرب لهذه الصراعات، ويدين التدخل الدولي الذي أدى إلى تفاقم العنف.
أكثر ما يقدمه كتاب "لينش أهميةً، هو: التأكيد على أن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدأت للتو؛ هذا هو الخبر السيء. لكن ثمة خبر جيد، مفاده أن آمال الأنظمة العربية وصناع السياسة الغربيين بالعودة إلى عادات الاستقرار الاستبدادي القديمة مآلها الفشل المحتوم.
ورغم هذه الجرعة المعقولة من التفاؤل، لا يقدم "لينش" إجابات سهلة، فضلا عن أن يوفر مهربًا، بل يطرح رؤيته بصراحةٍ صارمة: جذور انتفاضات الربيع العربي عميقة، وستكون عصية على القمع بأيدي المستبدين الجدد، سواء في مصر أو السعودية، ولن يكون بإمكان التدخل الأمريكي منع سوريا من التفتت، أما التطرف الإسلامي فسوف يتفاقم إلى الأسوأ.
(4)
من أجل ذلك يصف ديفيد إجناتيوس من صحيفة واشنطن بوست، هذا الكتاب بأنه "شديد الصراحة حدّ القسوة، يُغَرِّد خارج السرب. وحتى من لا يوافقون على بعض استنتاجات لينش، سيجدون أن كتابه "الحروب العربية الجديدة" جدير بالقراءة".
ويقول عنه وليام ج. بيرنز، رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، ونائب وزير الخارجية الأمريكي السابق: "هو كتاب هام، ملء بالرؤى الحادة، والتحليل المتزن. وأي شخص يسعى لفهم جذور ومسارات الانتفاضات العربية، وتأثيراتها على مستقبل منطقة حاسمة، سوف يستفيد من هذا الكتاب الرائع".
وكتب عنه رامي خوري، مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية- الجامعة الأمريكية، بيروت: "كتاب "الحروب العربية الجديدة" هو عرض مقنع ودقيق وشامل للحالة شديدة الاختلاط التي تمر بها منطقتنا المضطربة في هذه اللحظة الانتقالية التاريخية.
التقط فيه "لينش" كافة التفاصيل الدقيقة، ومواطن القمة والضعف، والفاعلين، والأخطار، والوعود؛ التي تتضافر لتشكل صورة الشرق الأوسط اليوم. وإني أوصي بشدة بهذا الكتاب لكل من يسعى إلى فهم ما يجري في منطقتنا، وكيف وصلنا إلى هذه الحالة، وكيف نقيم الأدوار المتغيرة التي يلعبها العديد من اللاعبين الإقليميين والدوليين".
======================
صحيفة يديعوت أحرونوت: إسرائيل تستعد لفترة اضطرابات طويلة على الحدود مع سوريا
قال أليكس فيشمان في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت: إن إسرائيل تستعد لفترة طويلة من القلاقل الناجمة عن الفراغ السياسي على الحدود مع سوريا في هضبة الجولان.
في هذا السياق، دشن الجيش الإسرائيلي وحدة اتصال عسكرية جديدة مع سكان الجولان السوري في قيادة الشمال، لتحل مكان وستحلّ مكان الجهات التي عملت في السنوات الأخيرة للحفاظ على التواصل مع سكان المنطقة.
======================