الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 1-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 1-8-2015

02.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. الإندبندنت: 67% من البريطانيين يؤيدون توسيع الضربات الجوية ضد داعش
2. نيويورك تايمز: الاختطافات تعرقل مساعى أمريكا لتدريب مليشيات معتدلة بسوريا
3. صحيفة نيويورك تايمز تنشر خارطة الشرق الأوسط الجديد:(5 دول تصبح 14)
4. الغارديان: ما هو شكل “المنطقة الخالية” على الحدود التركية مع سوريا؟
5. ديلي ميل: “أردوغان” في بكين وسط توتّرات العِرق والدين
6. دومينيك سوغيل – (كرستيان سينس مونيتور) 28/7/2015 :تركيا و"داعش": ما الذي يخاطران به مع تصاعد الصراع؟
7. دوف س. زاخيم – (حريات التركية) 27/7/2015 :الشرق الأوسط في صراع: الإمبراطوريات ترد
8. معهد واشنطن :الأثر الإقليمي لتزايد الأموال الإيرانية
9. فاينانشيال تايمز: الحرب في سوريا تضع أبناء الطبقة المتوسطة بين أنياب الجوع
10. "التلغراف": أوباما لا يريد القضاء على "داعش" بسرعة لأن المسألة بالنسبة له تحكمها توازنات,,,
11. التلغراف: كون كوغلين: قصْف الأكراد يُجرد الأتراك من ثقة الحلفاء الغربيين
12. لوس أنجلوس تايمز : من سيحمي المنطقة العازلة في سوريا ؟ !
13. كريستيان ساينس مونيتور :أسباب تمسك الأتراك والأكراد بعملية السلام
14. بزنس إنسايدر  :الاستخبارات الأمريكية تعترف: داعش ليست أضعف من العام الماضي
15. بزنس إنسايدر :التكتيكات التي استخدمها تنظيم داعش ليصبح أخطر جماعة متطرفة على تويتر
16. صحيفة نوفال أوبسرفاتور الفرنسية :تركيا ضد  تنظيم داعش.. 4 أسئلة حول الوضعية الحساسة للأكراد
17. بيزنس إنسايدر || نظام الأسد يستخدم مختبرات أسلحة متنقلة لإخفاء برنامج الأسلحة الكيميائي الذي وافق على تدميره
18. فورين أفيرز: حرب أردوغان ... المغامرة الكبرى للرئيس التركي
19. بلومبرغ فيو: في دليل جديد على التخبط.. الولايات المتحدة تسقط فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا
20. التليغراف :ماذا يعني تورط تركيا في غارات جوية للأكراد وداعش وسوريا وحلف الناتو؟
21. رونين برغمان: يديعوت احرنوت: تحقيق شامل حول وضع حزب الله وخسائره في الحرب السورية
 
الإندبندنت: 67% من البريطانيين يؤيدون توسيع الضربات الجوية ضد داعش 01 أب ,2015  01:13 صباحا
القسم : مقالات مترجمة
المصدر: عربي برس - ترجمة: ريم علي
أظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة الإندبندنت البريطانية أن غالبية الشعب البريطاني يؤيد توسيع المملكة لضرباته الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ووفقا للاستطلاع فقد أظهر أن 67% من البريطانيين يؤيدون توسيع الحملات الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق في حين أن 33% عارضوا الاقتراح.
وفي كان استطلاع آخر قد شمل 2000 شخص أظهر أن غالبية البريطانيين عارضو استخدام المملكة لقوات برية و دبابات لمحاربة التنظيم الإرهابي في كلا البلدين، وكانت نسبة المعارضون قد وصلت لـ  59%.
======================
نيويورك تايمز: الاختطافات تعرقل مساعى أمريكا لتدريب مليشيات معتدلة بسوريا
اليوم السابع
 الجمعة، 31 يوليو 2015 - 12:15 م عناصر من تنظيم داعش الإرهابى - أرشيفية كتب أنس حبيب قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن الولايات المتحدة تواجه صعوبة كبيرة فى تكوين مليشيات مسلحة معتدلة داخل الساحة السورية المضطربة منذ أربع سنوات، والتى يتحكم فى مفردات الصراع الدائر بها التنظيمات المسلحة الأصولية. وعانى برنامج وزارة الدفاع الأمريكية لتكوين قوة من المليشيات المعتدلة لمواجهة تنظيمى داعش وجبهة النصرة إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، فقد شهد البرنامج العديد من حالات هروب المتدربين، أو صعوبة فى تجنيد الأفراد، لينتهى بتكوين قوة قوامها 54 مقاتلا فقط، تحت قيادة عسكرى سابق منشق عن قوات بشار الأسد الحكومية. وقد شهدت تلك القوة انتكاسة محرجة بنهاية الأسبوع الماضى بقيام مليشيات جبهة النصرة باختطاف قائد القوة المنشق عن جيش بشار الأسد بالقرب من الحدود السورية- التركية، لتكلل جهود البنتاجون لتكوين مليشيات معتدلة مناهضة لداعش وجبهة النصرة بالفشل الذريع مرة أخرى. وجاء حادث الاختطاف فى الوقت الذى تدرس فيه أمريكا مع تركيا تكوين منطقة خالية من مليشيات التنظيم المسلح داعش فى شمال سوريا، باستخدام عمليات القصف الجوى بالتنسيق مع مقاتلين ضمن برنامج البنتاجون لتدريب مليشيات معتدلة، يقودهم العسكرى المختطف "ناديم حسن" لخوض القتال البرى ضد المليشيات المتطرفة. كان برنامج الولايات المتحدة لتدريب مليشيات معتدلة فى كل من الأردن وتركيا قد أسفر عن تخرج 60 مقاتل فقط، فقد تم استبعاد الكثيرين إما بسبب التوجس فى اعتناقهم أيديولوجية متطرفة بشكل خفى، أو بسبب لأنهم غير لائقين، أو بسبب عزوف البعض عن القتال وترك البرنامج. ودأبت جبهة النصرة على الهجوم على الحركات القريبة من الولايات المتحدة ومن دعمها، مثل جبهة الثوريين السوريين أو حركة حزم، حيث نجحت فى أكثر من مرة فى التفوق على تلك الحركات والاستحواذ على أسلحتهم الأمريكية المتطورة. وكان المختطف "حسن" قد أبدى شكواه فى مجموعة من المقابلات الصحفية قبل اختطافه، معترضا على قلة الموارد المالية والمقاتلين، وعدم توافر الأسلحة والدعم الكافى للسيطرة على حدود سوريا الشمالية.
======================
صحيفة نيويورك تايمز تنشر خارطة الشرق الأوسط الجديد:(5 دول تصبح 14)
أخبارنا المغربية - متابعات :
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية الواسعة الانتشار خريطة تقسيم جديدة للدول العربية في الشرق الاوسط ، تظهر تقسيم سوريا والعراق والسعودية واليمن وليبيا الى عدة دول .
ووفقاً للخريطة التي نشرتها "النيويورك تايمز" في عددها اليوم فقد أكدت أن اليمن هو البلد العربي الأكثر فقرا ويمكن فصله مرة أخرى إلى قسمين بعد اجراء الاستفتاء في جنوب اليمن بنتيجة واحدة هي الاستقلال، لتعود دولة جنوب اليمن من جديد
واما السعودية فقالت الصحيفة سيتم تقسيمها الى خمس دول، وفقا لاعتبارات قبلية وطائفية، ونتيجة خلافات الجيل الشاب من الامراء .
ووفق الخريطة ستقسم السعودية الى دول : شمال السعودية، غرب السعودية،جنوب السعودية،شرق السعودية ، وفي الوسط العربية السعودية " وهابي ستان
ووفقا لتوقعات نيويورك تايمز "فسوف تنشأ دولة شمال العراق على ان يضم اليها شمال سوريا " الاكراد ،كردستان"، كما تنشأ الدولة العلوية " علوي ستان"، وتدمج المناطق السنية في العراق وسوريا بدولة واحدة تدعى " سنة ستان"، وفي جنوب العراق تنشأ دولة " شيعة ستان" فيما تنشأ دولة جديدة غرب جنوب سوريا تسمى "جبل الدروز " .
أما ليبيا ، فيمكن تقسيم الأجزاء التاريخية – طرابلس وبرقة - وربما فزان دولة ثالثة في جنوب غرب البلاد .
======================
الغارديان: ما هو شكل “المنطقة الخالية” على الحدود التركية مع سوريا؟
31 يوليو 2015
خاص، ترجمة وتحرير – تركيا بوست
ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن أتفاقا تم هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وتركيا على إنشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة “داعش”، يهدف الاتفاق بحسب الصحيفة لأمور مختلفة، تسعى لها أمريكا وحلفاؤها، لكنه مخاطرة أيضا باتساع المهمة، وزيادة تورط الولايات المتحدة في الصراع السوري مع فرصة ضئيلة للنجاح.
تلفت الصحيفة إلى أنه وفقا لمسؤولين أمريكيين، يفترض أن تخلق منطقة خالية من تنظيم الدولة “داعش” بمساحة 68 ميلا داخل سوريا لتوفير مساحة حيث تقوم الغارات الجوية لقوات التحالف بالقضاء على مسلحي التنظيم وتحويل السيطرة لصالح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة التي تركّز على محاربة تنظيم الدولة “داعش”.
وتورد “الغارديان” بأنه لا يزال غير واضح بالضبط ما هو الشكل الذي ستأخذه هذه المنطقة، مع زيادة الالتباس إلى أعلى المستويات بين واشنطن وأنقرة. فعلى سبيل المثال، يصف المتحدثون الأتراك “المنطقة الخالية” بأنها منطقة آمنة للاجئين، وهو وصف يدحضه المسؤولون الأمريكيون.
وتشير الصحيفة إلى أن خلق منطقة حظر الطيران سوف تمنع الأسد من تنفيذ الغارات الجوية، وسيستفيد منها الثوار السوريون المناهضون للحكومة، لكن ذلك سيكون مكلفا للغاية وسيجعل الولايات المتحدة في صراع مباشر مع نظام الأسد. وهنا نرى لغزا اعتيادي: تقول الولايات المتحدة أنها تعمل فقط على قتال تنظيم الدولة “داعش”، لكن تهدف وحلفاؤها في الشرق الأوسط لإسقاط نظام الأسد.
وتذكر الصحيفة أن رفض الولايات المتحدة لفرض منطقة حظر الطيران هو سياسة حكيمة. وليس هناك شك في أن نظام بشار الأسد يُعَد نظاما وحشيا، ولكن الإطاحة به ستخلق فراغا في السلطة سيستفيد منه في المقام الأول تنظيم الدولة “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها من الجماعات المتطرفة العاملة في سورية، وبحسب الصحيفة فإن هذا هو المكان الذي تختفي فيه حكمة الولايات المتحدة، فحتى بدون منطقة حظر طيران رسمية، فإن إنشاء منطقة خالية من تنظيم الدولة “داعش” تدعمها الولايات المتحدة سيجعلها قريبة من المواجهة المباشرة مع نظام الأسد.
وتلفت الصحيفة إلى أن حملات عسكرية مفتوحة مثل هذا النوع، مع عدم وجود أهداف واضحة، هي عرضة بشكل خاص لاتساع المهمة. فإن إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا قد يبدو جيدا من حيث المبدأ، لكنه لن يؤدي إلى زيادة انخراط الولايات المتحدة في سورية مع أمل ضئيل للنجاح وارتفاع مخاطر نتائج غير مقصودة.
المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية
======================
ديلي ميل: “أردوغان” في بكين وسط توتّرات العِرق والدين
30 يوليو 2015
خاص، ترجمة وتحرير – تركيا بوست
أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” التقى كبار المسؤولين الصينيين الأربعاء وسط توترات بشأن معاملة الصين لأقلية الإيغور حول مواقف تتعلق بالدين والعِرق، والمفاوضات الحساسة المحيطة بصفقة محتملة لشراء منظومة صواريخ صينية.
وتذكر الصحيفة بأنه في الوقت الذي تتمتع العلاقات بين الجانبين التركي والصيني بالودية ظاهريا، فقد ألهبت مشاعر الرأي العام التركي تقارير تفيد بأن أفراد أقلية الإيغور  شمال غرب الصين قد تم تقييدهم في ممارسة عقيدتهم الإسلامية، خاصة خلال شهر رمضان المبارك الذي انتهى في منتصف يوليو. ويتبادل الأتراك والأويغور روابط لغوية وثقافية ودينية وثيقة.
وتورد “ديلي ميل” بأن مئات الأشخاص تظاهروا في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر، وحرقوا الأعلام الصينية خارج القنصلية، ودعوا إلى مقاطعة البضائع الصينية. وكانت المظاهرة سلمية، ولكن مجموعة من القوميين حاولوا مهاجمة مجموعة من السياح الكوريين اعتقدوا أنهم صينين إلا أن الشرطة تدخّلت وأنقذت السياح.
وتلفت الصحيفة إلى أنه قبل الاحتجاجات، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الصيني وأصدرت بيانا قالت فيه ن الشعب التركي “يشعر بالحزن” بسبب التقارير التي تتحدث عن القيود في شهر رمضان.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان قد التقى مع رئيس مجلس الدولة الصيني “لى كه تشيانغ” في قاعة الشعب الكبرى في بكين. وقال “لي” لأردوغان  “إن الصين ترى أن العلاقات بين الصين وتركيا في مرحلة عالية جدا، و تقوم على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والثقة السياسية والتعاون العملي، وأعتقد أن زيارتكم ستساعد على دفع تنمية العلاقات بين الصين وتركيا“.
وتشير الصحيفة إلى أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي وافقت من حيث المبدأ في عام 2013 على شراء منظومة HQ-9 للصواريخ الدفاع الجوي الصينية.  وتلفت الصحيفة الى إن الصين عرضت تقديم التكنولوجيا الخاصة بالنظام وبأفضل الأسعار. ومع ذلك، فإن الصفقة تعرّضت للجدل حول عدم انسجامها مع أنظمة أسلحة الناتو وإمكانية تسرّب الأسرار العسكرية لبكين.
وبحسب الصحيفة فإن العلاقات تعقّدت بين الطرفين بعد التقارب التركي الأمريكي والحرب الأهلية الدائرة في سوريا، فالصين تعارض أي تدخّل دولي في سوريا، في حين كان أردوغان من بين أشد منتقدي نظام بشار الأسد. وتأتي الاختلافات على الرغم من تزايد السياحة وارتفاع الصادرات الصينية إلى تركيا، التي تعاقدت مع شركة صينية لبناء خط سكك حديدية عالية السرعة.
المصدر: صحيفة ديلي ميل البريطانية
======================
دومينيك سوغيل – (كرستيان سينس مونيتور) 28/7/2015 :تركيا و"داعش": ما الذي يخاطران به مع تصاعد الصراع؟
دومينيك سوغيل – (كرستيان سينس مونيتور) 28/7/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
إسطنبول، تركيا - الصراع الذي يزداد كثافة باطراد بين تركيا و"داعش" –والمواجهة التي تجنبها كلا الجانبين بينما يسعيان إلى تحقيق أهداف ذات أولوية أعلى في الحرب الأهلية في سورية- بدأ يكشف سريعاً عن نقاط ضعف كل منهما على حد سواء.
بالنسبة لأنقرة، فإن المشاركة في التحالف المناهض لتنظيم "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة، والسماح للطائرات الحربية الأميركية باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، وشن تركيا ضرباتها الجوية الخاصة ضد أهداف "داعش"، لم يكن علامة على تحول في السياسة فقط، وإنما ينطوي أيضاً على مخاطر فريدة من نوعها، نظراً لطبيعة الحدود التركية النفاذة التي يسهل اختراقها مع كل من العراق وسورية.
وبالنسبة لتنظيم "داعش"، الذي غير في شهر تموز (يوليو) بشكل كبير لهجته بشأن تركيا، ليذهب إلى توجيه تهديدات مبطنة، يهدد تصاعد الصراع بشكل كبير ممراً حيوياً لتدفق مقاتليه الأجانب، وأرضاً خصبة للتجنيد في المنطقة.
يقول سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "من الواضح تماماً الآن أن تركيا انضمت إلى الولايات المتحدة في استهداف مجموعة الدولة الإسلامية، وأعتقد أنه من المرجح جداً أن ترد المجموعة. وهي تمتلك شبكة متطورة جداً من المجندين، والملاذات الآمنة، وطرق التهريب، وسوف تستخدم تلك الطرق في الرد على تركيا. إن هؤلاء الرجال يعرفون تركيا تماماً الداخل والخارج".
لكن الصراع المتصاعد يسلط الضوء أيضاً على مصدر قلق تركي شائع من أن جهاديي "داعش" يهددون أمن البلاد بقدر أقل من مسلحي حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة جماعة ارهابية. ومن بين المئات من الإرهابيين المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم في الأيام الأخيرة، يُعتقد أن أغلبيتهم كانوا من المتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني.
لطالما منحت سياسة تركيا تجاه سورية إزاحة الرئيس بشار الأسد أولوية على احتواء الإسلاميين الراديكاليين، الذين كان ينظر إليهم على أنهم أداة أساسية لإسقاط النظام. وفي الوقت نفسه، حجبت أنقرة الدعم عن المقاتلين الأكراد الذين يقاتلون "داعش" في شمال سورية، خوفاً من أن تشكل منطقة حكم ذاتي كردية متحالفة مع الأكراد في تركيا تهديداً أيضاً.
تغير لهجة المجلة
بالاستفادة من سياسة الباب المفتوح التركية المثيرة للجدل تجاه سورية، سعى "داعش" إلى حشد الدعم بين الأتراك، بما في ذلك من خلال الترجمة التركية لأفلام دعايته الجهادية، وتوزيع مجلة جديدة باللغة التركية، "القسطنطينية" Konstanniye.
بنفس الطريقة التي خلعت بها أنقرة قفازاتها، شدد "داعش" موقفه أيضاً ضد تركيا مؤخراً. وفي هذا السياق، غيّر العدد الثاني من مجلة "القسطنطينية" الذي صدر في 17 تموز (يوليو) لهجته بشكل كبير، منتقداً بشكل مباشر الرئيس رجب طيب أردوغان وتركيا للمرة الأولى. يقول توماس كافاليك، الباحث المقيم في إسطنبول والذي تركز أبحاثه على "داعش": "كان الفرق بين العدد الأول والعدد الثاني ملفتاً".
عدد المجلة الأول، الذي صدر في أيار (مايو) ليتزامن مع ذكرى الغزو العثماني لاسطنبول وسقوط الإمبراطورية البيزنطية، شمل فقرات اقترحت عدم وجود حاجة للقتال من أجل الاستيلاء على اسطنبول العصر الحديث.
أما العدد الثاني، فقد تخللته المزاعم بأن السيد إردوغان يدعم حزب العمال الكردستاني الذي يشار إليه في كثير من الأحيان بوصف العصابة الملحدة، ويتهم عدد المجلة أنقرة بالوقوف مع اليهود والصليبيين، في إحالة مهينة إلى الغرب وحلف شمال الاطلسي.
يقول السيد كافاليك: "ليست هناك (رسالة) مباشرة من قبيل "اذهب وهاجم كل ما في تركيا"، لكن مجرد الإدانة وربط المؤسسة التركية مع حزب العمال الكردستاني هي حقاً دعوة ما بين السطور لاتخاذ بعض الخطوات ضد تركيا، وكذلك هو نعت الأتراك بأنهم يتعاونون مع الصليبيين".
النظر إلى اللاجئين باعتبارهم تهديداً
العديد من المحللين والنقاد والمواطنين في تركيا، يرون في وجود ما يقرب من مليوني لاجئ سوري على الاراضي التركية مشكلة أمنية على المدى الطويل، على الرغم من ان اللاجئين لم يكونوا ضالعين في أي من الهجمات الأخيرة.
هذا الخوف أصبح أكثر حدة في الشهر الماضي، مع تدفق الآلاف من اللاجئين الجدد بعد أن لحقت الهزيمة بمجموعة "داعش" في تل الأبيض، وهي بلدة تقع على الحدود السورية، والتي تربط معقل "داعش" القوي في الرقة في شمال سورية بتركيا وبقية العالم. ويشتبه في أن يكون عشرات المسلحين من "داعش" قد عبروا الحدود في ذلك الوقت، وامتزجوا مع اللاجئين المدنيين الذين فروا حقاً من العنف.
يقول السياسي التركي هورسيت جونيس، وهو واحد من أشد المنتقدين لسياسة الحكومة القائمة على فكرة الباب المفتوح، والتي بدأت مع اشتعال الصراع السوري في العام 2011 وألغيت مؤخراً فقط: "إننا لا نعرف كم منهم يتعاطفون مع داعش أو هم من داعش".
ويضيف جونيس: "لا يقتصر الأمر على أن هناك إمكانية لأن يكون لدينا سوريون من الأعضاء المحتملين في داعش، ولكن لدينا أعضاء محتملين في داعش من الأتراك أنفسهم في مجتمعنا أيضاً. هناك بعض الإسلام الراديكالي في تركيا، ويمكن أن يصبح مسلحاً ومتشدداً إذا تعرض للاستفزاز".
اتجاهات التجنيد
لا يوجد رقم رسمي حديث حول عدد المواطنين الأتراك الذين انضموا إلى صفوف "داعش". وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2014، قال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو أن 600 تركي كانوا يقاتلون مع مجموعة "الدولة الإسلامية في العراق وسورية". ولكن أحد الصحفيين الموالين للحكومة وضع الرقم في حزيران (يونيو) الماضي عند نحو 7000 تركي.
مع أن العديد من المحللين يعتبرون أن هذا الرقم مبالغ فيه بشدة، فإنهم يشددون على أن البلد يبقى أرضاً خصبة للتجنيد، بالنظر إلى صعود الجمعيات الدينية المتشددة.
يقول فرقان أكسوي، طالب الماجستير التركي الذي يجري أبحاثاً عن "داعش" في جامعة أكسفورد: "هناك نوعان من اتجاهات (التجنيد) التي حددناها في تركيا حتى الآن. أحدهما هو الجماعات الإسلامية... والآخر هو الشبان الصغار الذين ليست لهم أي خلفية سياسية أو دينية، والذين ينضمون فجأة إلى داعش، وخصوصاً من المدن المحافِظة مثل أديامان وبينغول في شرق تركيا.
من جهته، يضيف السيد كاجابتاي: "لدينا في تركيا مجموعتان من الأكراد؛ أولئك الذين يذهبون للقتال مع حزب العمال الكردستاني ويعودون، وأولئك الذين يقاتلون مع مجموعتي داعش والقاعدة ويعودون. هذا هو السبب في أنه سيتم استيراد الحرب الجارية في شمال سورية بين الأكراد وداعش حتماً إلى جنوب تركيا".
يُنحى باللائمة على الأكراد في الهجوم القاتل الذي وقع في الأسبوع قبل الماضي في سروج، البلدة الواقعة على الحدود التركية بالقرب من بلدة كوباني الكردية السورية. ويشتبه على نطاق واسع بأن يكون "داعش" هو الذي وراء الهجوم، لكن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عنها ولم ينكرها.
يقول السيد أكسوي: "إن (الاتراك) يخشون الإرهاب الكردي أكثر بكثير مما يخشون داعش"، مضيفاً أن الأمر تطلب من الرئيس أردوغان "وقتاً طويلاً لإقناع الرأي العام التركي بضرورة القتال ضد داعش".
======================
دوف س. زاخيم – (حريات التركية) 27/7/2015 :الشرق الأوسط في صراع: الإمبراطوريات ترد
دوف س. زاخيم – (حريات التركية) 27/7/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في الجزء الأكبر من السنوات المائة الماضية، حافظت المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران على علاقات صحية مع بعضها البعض. ولم يدم أي خلاف بين أي اثتنين من هذه الدول طويلاً نسبياً، ولم يتطور أبداً إلى صراع مسلح. ومن المرجح أن يستمر هذا الوضع –في المدى القصير على الأقل.
مع ذلك، حرضت الحروب الأهلية في اليمن وسورية السعوديين ضد إيران ووكلائها. وقدم كل من الأتراك والسعوديين والإيرانيين جميعاً الأموال والأسلحة إلى جوانب مختلفة في الحرب الأهلية السورية. ولعبت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها دوراً قتالياً أكثر علنية في الحرب الأهلية اليمنية، باستخدام القوات الجوية واحتمال إشراك القوات البرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران. وحتى الآن، انخرطت طهران في حرب كلامية مع الرياض بسبب قصف الأخيرة في اليمن، والتي يمكن أن تتصاعد بسهولة في حال اختار الإيرانيون تقديم المزيد من الدعم العسكري المباشر إلى شركائهم الزيديين في الطائفة.
يكمن التنافس السعودي الإيراني خلف التبادل القوي للانتقادات التي جرت خلال زيارة نيسان (أبريل) 2015 التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى واشنطن مؤخراً. وبتأكيده على أن التدخل السعودي في اليمن قد "قطع شوطاً بعيداً جداً"، أشارت تصريحات العبادي بوضوح إلى قلق العراق من احتمال أن يتابع السعوديون "عملية عاصفة حاسمة" في اليمن –فيما يذكِّر بالحرب ضد العراق في العام 1991.
من الجدير بالملاحظة أن جامعة الدول العربية عندما أصدرت بيانها في 29 آذار (مارس) 2015،  أشارت إلى تدخل القوى الأجنبية في الصراعات العربية. وأوضح نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الإشارة كانت إلى إيران وإسرائيل وتركيا. وفي حين كانت إيران هدفا واضحاً، وكانت إسرائيل هدفاً معتاداً، فقد أشار إدراج تركيا مع هاتين الدولتين إلى الشكوك العميقة التي ما يزال السعوديون وحلفاؤهم العرب يحتفظون بها تجاه دوافع أنقرة وأهدافها الإقليمية. وقد رفضت وزارة الخارجية التركية بشدة هذا الادعاء، ولكن إلقاء اللوم على مصر في تصريح العربي، أوضح ببساطة عمق الهوة القائمة –ليس بين أنقرة ومصر فحسب، وإنما بينها وبين الملكيات العربية على وجه الخصوص. وربما لا يكون الصدع بين تركيا والمملكة العربية السعودية قريباً بأي حال من اتساعه بين إيران والرياض، ولكنه يتسع بوضوح.
في الوقت نفسه، يرجح أن يؤدي اتجاه إيران نحو امتلاك القدرة النووية إلى دفع كل من تركيا، التي ما تزال علاقاتها مع إيران ودية، والسعوديين للحصول على قدرات نووية خاصة بهم، وهو ما قد يتسبب في إطلاق سباق تسلح نووي لن يتوقف حتى تحصل الإمارات ومصر على أسلحة نووية أيضاً.
المفارقة الكامنة وراء كل هذه التطورات هي أنه كان من المفترض أن يؤدي التدخل الأميركي في العراق في العام 2003 إلى خلق نظام جديد ديمقراطي ومستقر في المنطقة. لكن ذلك التدخل أحدث تأثيراً عكسياً تماماً في واقع الأمر. وبشكل عام، ليس من التجني التأكيد على أن الولايات المتحدة أصبحت سلبية إلى حد ما في مواجهة انهيار النظام في الشرق الأوسط. لكن الأكثر من السلبية، مع ذلك، هو ما يبدو أنه تغيير جوهري في نهج الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط -على الأقل طالما ظلت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في المنصب. ويبدو كما لو أن واشنطن مستعدة للعودة إلى مذهب ريتشارد نيكسون القديم القائم على إسناد دور الحفاظ على الاستقرار في المنطقة لقوة خارجية: إيران.
في الأثناء، يبدو أن الإدارة مستعدة لخفض علاقاتها مع إسرائيل والسعودية وتركيا. وفي حالة تركيا، لن تهرب واشنطن من التزاماتها الأمنية، أو من علاقاتها الودية نسبياً في واقع الأمر، تماماً كما حافظت على علاقات جيدة مع المملكة العربية السعودية حتى في الوقت الذي رفعت فيه إيران إلى مرتبة القوة الرئيسية في منطقة الخليج. ومع ذلك، فإن هذه العلاقات لن تكون في أي وضع يماثل دفئها الذي كانت عليه ذات مرة. وتماماً كما لم تعد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفس العلاقة الوثيقة التي كانت له ذات مرة مع الرئيس أوباما، فكذلك سيجد السعوديون والإسرائيليون باب واشنطن مفتوحاً لهم، وإنما ليس بنفس الرحابة التي كان عليها سابقاً.
بطبيعة الحال، ربما لا تذهب عقيدة أوباما شوطاً بعيداً إذا لم يسفر تنفيذ الاتفاق مع طهران على برنامجها النووي عن الكثير. ولكن، إذا تم التصديق فعلياً على اتفاق مثل الذي تم التوصل حالياً وتنفيذه، فإن هناك خطراً جدياً من أن تستعيد إيران موقفها الذي كان مهيمناً ذات مرة في المنطقة، مع قليل من القيود على سلوكها، وبالتالي إشعال فتيل ديناميكية جديدة خطيرة -ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط، وإنما على النظام الدولي بأسره.
* دوف زاخيم: نائب رئيس مركز معهد أبحاث السياسة الخارجية لمؤسسة المصلحة الوطنية. كان وكيل وزارة الدفاع في الولايات المتحدة بين العامين 2001 و2004. وهذه نسخة مختصرة من المقال الأصلي الذي نشر في مجلة السياسة التركية الفصلية، عدد  ربيع 2015.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Middle East in conflict: The empires strike back
======================
معهد واشنطن :الأثر الإقليمي لتزايد الأموال الإيرانية
مايكل آيزنشتات, سايمون هندرسون, مايكل نايتس, ماثيو ليفيت, و أندرو جيه. تابلر
متاح أيضاً في English
28 تموز/يوليو 2015
إذا تمّ تطبيق "خطة العمل الشاملة المشتركة" وتم رفع العقوبات، سوف تكسب إيران نفاذاً إلى عشرات مليارات الدولارات، من حسابات مجمدة في البداية، ومن زيادةٍ في مبيعات النفط في وقت لاحق. ومن المفترض أن تنفق طهران القسم الأكبر من هذه الأموال لتلبية احتياجات محلية ملحة. ولكن، إذا قررت أيضاً أن تصبّ مبالغ كبيرة في اتجاه مغامراتها في الخارج تمشياً مع سجلها الحافل في هذا الإطار منذ فترة طويلة (على سبيل المثال، انظر المرصد السياسي 2452، "التأثير المحتمل لمكاسب إيران الاقتصادية من الاتفاق النووي على سياستها الخارجية ")، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، ما الأثر الذي قد تُحدثه مثل هذه الإنفاقات في جميع أنحاء المنطقة؟ من المؤكّد أنّ الأموال النقدية لا تشكل العائق الوحيد أمام قدرة إيران على بسط هيمنتها. فهي تواجه على سبيل المثال نقصاً أيضاً في عدد المدرّبين الناطقين باللغة العربية للعناصر المسلحة والإرهابية المقاتلة بالوكالة عنها. ولكن، ما هو الفرق الذي سيحدثه المزيد من النقد في ساحات قتال كسوريا والعراق ودول الخليج لجماعات مثل «حزب الله» وحركة «حماس»، وللقوات العسكرية التقليدية الخاصة بإيران؟
سوريا
إذا زادت طهران من تمويل حليفتها في دمشق، فسوف تزيد إلى حدّ كبير من فرص نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الصمود، وإن كان ذلك بشكل أصغر من السابق. وتُقدر التزامات إيران الحالية في سوريا بما يقدر ببضعة مليارات من الدولارات سنوياً. وبالتالي، سوف تُستخدم أي تحويلات نقدية جديدة على مختلف الأصعدة، انطلاقاً من سد النقص في النفقات العامة لنظام الأسد وإلى استمرار سير البيروقراطية، مروراً بالحفاظ على الجيش المتناقص، ودعم سعر صرف الليرة السورية. وسيتم توفير هذه التحويلات - بالإضافة إلى شحنات من المنتجات الغذائية ومواد الطاقة - إلى النظام ليبيعها بسعر مدعّم، وخاصة النفط الخام ووقود الديزل المكرر اللذان لم يخضعا للعقوبات. ووفقاً لأحد التقديرات الأخيرة، شحنت إيران حوالى 60 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى سوريا خلال النصف الأول من هذا العام، والذي يُتوقع أن يساوي حوالى 1.2 مليار دولار في العام.
وإلى جانب تقديم المساعدات المباشرة للنظام، قد يذهب الإنفاق الإيراني الإضافي إلى "قوات الدفاع الوطني" وهي مليشيات محلية موالية للأسد يشرف عليها «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني. ووفقاً لبعض التقديرات، فإنّ عدد "قوات الدفاع الوطني" التي تهيمن عليها الأقلية يساوي الآن عدد القوى البشرية المنخرطة في الجيش، وهي تعاني من سقوط عدد الضحايا الأكبر في صفوفها في الحرب الدائرة في البلاد. كما ترعى إيران أيضاً عدداً متزايداً من المقاتلين الشيعة الأجانب في سوريا، بتوفيرها لهم الرواتب والتدريب والأسلحة والنفقات اليومية. ويشمل هؤلاء أفراداً من صفوف «حزب الله» اللبناني الذي نشر حوالي خمسة آلاف مقاتل من عناصره [حتى الآن]. وبالإجمال، فمن شأن الزيادة في الأموال المتاحة أن تزيد إلى حد كبير من قدرة «الحرس الثوري الإسلامي» على تنسيق جميع عمليات هذه الجماعات في سوريا والانخراط في عمليات مباشرة خاصة به في ساحات المعارك، وبالتالي زيادة اعتماد نظام الأسد على طهران من أجل الصمود - تابلر.
العراق
ولربما تكون إحدى المكاسب المفاجئة لإيران من "خطة العمل الشاملة المشتركة" زيادةً غير مسبوقة في قدرتها على شراء النفوذ في العراق. فمن شأن هذه القوة المالية الإضافية أن تكون مفيدة لإيران بشكل خاص في هذه الفترة لأن بغداد تقف على عتبة سياسية. فمنذ حزيران/يونيو 2014، ساهمت «وحدات الحشد الشعبي» مادياً في تحقيق انتصارات عراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية». وتخضع هذه المليشيات لقيادة شخصيات مدعومة من إيران مثل زعيم «منظمة بدر» هادي العامري، وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، والشخص المُصنّف على لائحة الولايات المتحدة للإرهاب أبو مهدي المهندس. وبالمثل، فبعض من أقوى «وحدات الحشد الشعبي» (على سبيل المثال، «كتائب حزب الله») مصنفة من قبل الولايات المتحدة على أنّها جماعات إرهابية لها صلات لوجستية مباشرة بـ «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» وتخضع لقيادته.
وبالتالي، فمن شأن توفير المزيد من المال لقوات «الحرس الثوري الإسلامي» أن يقدم دعماً مالياً وعسكرياً أكبر لـ «وحدات الحشد الشعبي». ويُشار إلى أنّ التمويل الأمريكي الإجمالي الحالي لـ "صندوق تدريب وتجهيز العراق" يبلغ 1.6 مليار دولار وأنّه ليس من المقرر أن يتمّ صرف سوى 700 مليون دولار منها في العام المقبل. وإذا التزمت إيران بتقديم ما يكفي من المال إلى العراق بعد أن تُرفع العقوبات عنها، قد تتمكن من التفوّق على واشنطن لتصبح الشريكة الرئيسية لبغداد في مجال الأمن، مما سيسفر عن آثار وخيمة على العسكريين المحترفين العراقيين الذين تحاول الولايات المتحدة تعزيز قدراتهم. ولن يكون تنظيم «الدولة الإسلامية» الضحية الوحيدة لـ «وحدات الحشد الشعبي» الممولة من إيران: فقد يحصل تغيّر دائمي في التوازن العسكري بما لا يصب في مصلحة قوات الأمن العراقية الرسمية إذا تفوقّت طهران إلى حد كبير على الغرب في تسليح حلفائها.
كما أن العناصر المقاتلة بالنيابة عن إيران ستسعى إلى استغلال دورها البارز في الحرب للهيمنة على انتخابات مجالس المحافظات العراقية في عام 2017 والانتخابات البرلمانية في عام 2018. وإذا تكلّل سعيها هذا بالنجاح، فقد تُسقط النظام السياسي، متجاوزةً بذلك التكنوقراط والمعتدلين الشيعة ومن بينهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وكما هو الحال في انتخابات في بلدان أخرى، فسيؤدي المال هنا أيضاً دوراً في المنافسات السياسية العراقية. وكان نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قدّر أنه في الانتخابات البرلمانية في عام 2010، أنفقت إيران 100 مليون دولار لدعم العناصر العراقية المقاتلة بالنيابة عنها. وفي الأعوام المقبلة، قد تطلق إيران العنان لموجة من الحملات الإعلامية التي ترعاها والدعاية الانتخابية على مستوى الشارع والتأييد دعماً لقادة «وحدات الحشد الشعبي» السابقين الذين تحولوا إلى مرشحين للانتخابات. وعلى نطاق أوسع، إن ضخ السيولة في جهود إيران لتعزيز نفوذها - بما في ذلك توفير الكهرباء للمحافظات الحدودية العراقية بأسعار مدعومة، واستغلال الموظفين الحكوميين والقادة الشيعة لنفوذهم، والقيام باستثمارات مرتبطة بالحج - قد يشكّل الضربة القاضية على المعتدلين الذين يناضلون للمحافظة على الاستقلال الاستراتيجي للعراق في وجه الضغط الإيراني الشديد بالفعل. - نايتس
«حزب الله»
تشكّل إيران الجهة الراعية الرئيسية لـ «حزب الله»، فهي تموّل الجماعة بما يصل قيمته إلى نحو 200  مليون دولار سنوياً، هذا بالإضافة إلى الأسلحة والتدريب والدعم الاستخباراتي والمساعدة اللوجستية وأكثر من ذلك. ومع هذا، فعلى مدى الثمانية عشر شهراً الماضية، كان على إيران أن تقلّص هذا الدعم بسبب الانخفاض في أسعار النفط والضغط المتزايد الذي تسببه العقوبات الدولية. وفي آذار/مارس 2014، أفادت وزارة الخزانة الأميركية أنّ إحدى الفوائد الجانبية التي انبثقت عن نظام عقوباتها غير المسبوقة كانت "تقليص قدرة طهران على تمويل جماعات إرهابية مثل «حزب الله»"، وأنّ هذا الخفض قد أثّر على أنشطة التنظيم السياسية والاجتماعية والعسكرية داخل لبنان أكثر من أي شيء آخر. وفي كانون الثاني/يناير 2015، سلطّت تقارير متعددة الضوء على الضائقات المالية التي يعاني منها «حزب الله» داخل لبنان، حيث اضطرت مؤسسات الخدمات الاجتماعية التابعة له إلى تخفيض نفقاتها، كما أن العاملين تلقّى أجورهم متأخرةً وتم الاستغناء عنهم في بعض الحالات، إلى درجة أنّه تمّ خفض التمويل الموجه للمنظمات المدنية الشيعية وحتى السنّية القريبة من الجماعة. أما الاستثناء الوحيد في كل ذلك، فكانت قيادة «حزب الله» في سوريا التي لم تظهر بعد أي علامات على معاناتها من مصاعب مالية - علماً أنّها إحدى أولويات طهران، نظراً إلى التزامها بالدفاع عن نظام الأسد.
وإذا تم رفع العقوبات، كلياً أم جزئياً، فإن الفائدة الجانبية المتمثلة في زعزعة استقرار «حزب الله» المالي سوف تضمحلّ بسرعة. إذ إنّ تدفق الأموال الإيرانية سوف يخوّل الجماعة التصدي للقوى السياسية والاجتماعية - في لبنان بوجه عام، وضمن الطائفة الشيعية في البلاد أيضاً - التي تشعر بانزعاج شديد من عواقب التدخل المستمر في سوريا.
كما أن الزيادة في الإنفاق الإيراني ستفيد أيضاً عمليات «حزب الله» الإقليمية والدولية. فهذه الجماعة التي كانت تكتفي في الماضي بالتنافس على السلطة السياسية في لبنان ومحاربة إسرائيل، أصبحت الآن تشكّل جهةً إقليميةً تشارك في نزاعات أبعد بكثير من نطاق منطقة عملياتها التي اعتدنا عليها في الماضي، وغالباً بالتعاون مع إيران. فبالمزيد من المال، قد يكثّف «حزب الله» مساعداته للميليشيات الشيعية في أماكن مثل العراق واليمن، بإرساله أعداد صغيرة من المدرِّبين المهرة لدعم القوات المحلية والقتال أحياناً إلى جانبهم. وقد يزيد بشكل خاص نطاق دعمه للمتمردين الحوثيين في اليمن، علماً أنّ هذا الشقّ يتولى إدارته حالياً خليل حرب - القائد سابق للعمليات الخاصة والمستشار المقرب من الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله.
وأخيراً، يمكن لهذه الزيادة في التمويل أن تساعد «حزب الله» على تعزيز إعادة بناء قدراته الإرهابية الدولية. فقد سبق أن وسّعت الجماعة عملياتها في بلدان متنوعة مثل قبرص وبيرو وتايلاند. وتم القبض في الآونة الأخيرة على ناشط من «حزب الله» يستخدم مقر إقامته في العاصمة القبرصية كـ "نقطة تصدير" لإدخال أطنان من المتفجرات لشنّ هجمات في جميع أنحاء أوروبا. - ليفيت
«حماس» وغيرها من الجماعات الإرهابية الفلسطينية
واجهت «حماس» وضعاً صعباً في قطاع غزّة منذ حربها في صيف 2014 مع إسرائيل، رافضةً التخلي عن السلطة لمنافِستها حركة «فتح» وإن كانت غير قادرة على تمويل إعادة الإعمار بنفسها. كما تواجه الجماعة تحدياً من اليمين أيضاً - فالجهاديون السلفيون الموالون لـ تنظيم «داعش» ينافسونها على سلطتها، ويشتبكون مع قواتها ويخططون لمهاجمة إسرائيل ومصر. وبالتالي، فحتى في الوقت الذي يواصل فيه قادة «حماس» السياسيين السعي لإيجاد حلول لمحنتهم عن طريق التفاوض، إلا أن الجناح العسكري للجماعة أصبح العنصر المهيمن في الحركة، وقد بدأ من الآن يستعد لمعركته التالية مع إسرائيل من خلال تنظيم معسكرات تدريب وحفر أنفاق جديدة وإنتاج وشراء صواريخ وغيرها من الأسلحة. وهكذا، فإن ضخ الأموال من إيران سيمكّن «حماس» من التصدي للتحديات الداخلية عبر توفير الخدمات وإعادة الإعمار في غزة، وتعزيز قدرتها على بسط سلطتها عبر قيامها بحشد عسكري. ووفقاً لمقال نُشر في نيسان/أبريل في صحيفة "وول ستريت جورنال"، تشير التقارير الاستخباراتية إلى أنّ إيران قد بدأت بتمويل إعادة إعمار أنفاق جديدة وشراء صواريخ في وقت سابق من هذا العام، لذا فإن الأموال الإضافية قد تدفع عجلة هذا المشروع الوليد وتسرّع نمطه.
كما أن عمليات «حماس» خارج غزة قد تستفيد من ذلك أيضاً، ومن بينها أنشطة الجماعة في الضفة الغربية التي يترأسها القيادي الفلسطيني صالح العاروري وغيره من قادة «حماس» العسكريين المقيمين في تركيا. يُشار إلى أنّ السلطات الإسرائيلية ألقت القبض في العام الماضي على أخوين كانا يحاولان تهريب حوالى 10,000 يورو و 900 مائة دولار إلى «حماس» في الضفة الغربية. وقد تبيّنت صلة هذه الحالة ومجموعة من الحالات الأخرى بشبكة العاروري في تركيا (انظر المقالة باللغة الانكليزية "سلاح «حماس» الذي لم يعد سراً").
إلى ذلك، ستساعد زيادة التمويل الإيراني جماعات إرهابية فلسطينية أخرى أيضاً. فبعكس «حماس» التي تسعى لتحقيق هدفها الرامي إلى إنشاء دولة فلسطينية إسلامية عوضاً عن إسرائيل عبر أنواع مختلفة من الأنشطة، تقوم حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين»، وهي جماعة إرهابية حصراً تقريباً، بأعمال العنف لتحقيق رؤيتها. ولا تعوق عملياتها سوى القيود المالية والمادية، لذا سيكون لهذه الطفرة في الاستثمارات الإيرانية تأثيراً مباشراً في كفاءتها على شنّ المزيد من الهجمات (والأكثرها قدرة). فمنذ أن توقفت طهران عن تمويل الجماعة في وقت سابق من هذا العام، تعاني حركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين» ممّا وصفه مقال نشره مؤخراً الموقع الإخباري "المونيتور" بـ "الأزمة المالية الأسوأ في تاريخها". فقد اضطر بها الأمر إلى إغلاق أبواب محطة تلفزيونية تابعة لها، فضلاً عن عدد قليل من مكاتبها ولجانها غير العسكرية، كما لم تتمكن من دفع الرواتب لنشطائها لفترة من الوقت. ولكن، نظراً إلى حجم الجماعة الصغير نسبياً، فستتمكن من إعادة النهوض بسرعة إذا ما حصلت على المزيد من المال.
ويمكن لإيران أيضاً أن تضخ الأموال إلى جماعات مسلحة مرتبطة بحركة «فتح» (على سبيل المثال، «كتائب شهداء الأقصى» وميليشيا «التنظيم»)، كما سبق أن فعلت من قبل. فحتى مقدار صغير من التمويل يمكن أن يسهّل عمليات نشطاء «فتح» الساخطين الذين يسعون إلى فرض أنفسهم في وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن طريق استهداف إسرائيل. وفي الماضي، كانت استثمارات إيرانية متواضعة مماثلة قد خوّلت جماعات إرهابية فلسطينية شن هجمات في لحظات حاسمة، على سبيل المثال، الفترة التي سبقت الانتخابات الإسرائيلية عام 1996 والانتفاضة الثانية. - ليفيت

 شبه الجزيرة العربية
إن الإحتمال بأن تصبح إيران منتعشة بالمال يثير ذعر الممالك والمشيخات التي يحكمها السنة في الخليج، وخاصة البحرين (نظراً لأن غالبية سكانها من الشيعة) والمملكة العربية السعودية (التي يشكل فيها الشيعة أغلبية محلية في المنطقة الشرقية، التي تضم حقول النفط والمنشآت الرئيسية في المملكة). وبشكل خاص، عندما شرع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في جولة في الخليج في الأيام الأخيرة، توانى عن زيارة البحرين والسعودية، وتوقف بدلاً من ذلك في قطر (التي تشاطرها إيران أكبر حقل بحري للغاز الطبيعي في العالم)، والكويت، والعراق. كما تغافل على ما يبدو في اللحظة الأخيرة عن زيارة الإمارات العربية المتحدة حيث تأمل دبي التي تشكل محوراً للتجارة أن تستفيد من زيادة الإتجار مع إيران.
وفي 25 تموز/يوليو أعلنت البحرين أنّها اعترضت قارباً سريعاً في الخليج العربي كان يحمل بنادق وذخائر ومتفجرات وصفتها بأنها إيرانية المنشأ. وتمّ استدعاء السفير البحريني في طهران "لإجراء مشاورات"، علماً أنّ ذلك يُعتبر شكلاً كبيراً من أشكال الاحتجاج الدبلوماسي. ورداً على ذلك، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية المزاعم بأنها "عارية عن الصحة" واتهمت البحرين بمحاولة "خلق مناخ من التوتر في المنطقة".
وفي غضون ذلك، قُتل اثنان من رجال الشرطة البحرينية وأصيب عدد آخر في انفجار وقع في 28 تموز/يوليو، فيما اعتُبر أشدّ أعمال العنف ضراوةً في الجزيرة منذ أشهر. وقد أعلنت وسائل الإعلام التي تملكها الدولة أنّ المتفجرات المستخدمة في الهجوم كانت مماثلةً لتلك المخابئ التي اكُتشفت سابقاً والتي زُعم أنّها مهربة من إيران. وأياً كان الأمر، تُنهي الحادثة على الأرجح التوقعات المتفائلة من جانب بعض النشطاء المحليين بأنه في أعقاب الاتفاق النووي، سوف تستخدم طهران الضغوط الدبلوماسية للحثّ على زيادة المشاركة السياسية الشيعية بدلاً من دعم أعمال عنف جديدة.
وفي اليمن، فإنّ التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والذي يكافح لإعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور الهادي إلى الحكم، يواصل إلقاء اللوم على إيران لدعمها قوات المعارضة التي يقودها المتمردون الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وعلى الرغم من أن العديد من المحللين من الخارج يشككون في حجم المساعدات التي تقدمها إيران حالياً، إلا أن الرفع المحتمل للعقوبات يعني أنّ أيّ مساعدة مستقبلية للحوثيين لن تكون مقيدةً بنقص السيولة النقدية لدى طهران. - هندرسون
تحديد الأسلحة التقليدية
في الوقت الذي تُبقي "خطة العمل الشاملة المشتركة" الحظر المفروض على إرسال الأسلحة إلى الجمهورية الإسلامية (هي غير واضحة فيما يتعلق بعمليات الإرسال من قبل النظام)، قالت طهران إنّها ستواصل رفض هذه القيود والسعي للالتفاف حولها. وفي السنوات الأخيرة كانت قد نجحت في الحصول على أجزاء رئيسية من المعدات والمواد الخاصة اللازمة لبرامج صواريخها الباليستية والانسيابية (من طراز كروز)، على الرغم من العقوبات و"قيود نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف". وبالتالي، لن يؤدي تعليق العقوبات سوى إلى تفاقم هذه المشكلة، حيث يمكن استخدام المبالغ النقدية الجديدة لتسديد بدل أتعاب العديد من الوسطاء الذين يتيحون إمكانية إجراء عمليات النقل المحظورة. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تقوم إيران بزيادة مشترياتها من قطاع الأسلحة المحلي المتنوع والشامل، بما في ذلك مشتريات الذخائر والأسلحة الصغيرة والخفيفة والمركبات التكتيكية الخفيفة - وهي أنواع الأسلحة التي يحتاج إليها معظم حلفائها في لبنان وسوريا والعراق واليمن. كما قد تسعى إلى الحصول على إذن من الأمم المتحدة لشراء معدات معينة مثل أجهزة الاستشعار المتطورة وأجهزة الرؤية الليلية، بذريعة أنّها بحاجة إليها لتأمين الحدود الايرانية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
ولطالما فضلت طهران أن تقاتل بواسطة وكلائها الأجانب حتى تستنفدهم، بينما تبقي عناصرها الإيرانية بعيدةً عن خطوط المواجهة. إلا أنّ حلفاءها من «حزب الله» وميليشيات عراقية تقاتل حالياً - ضد القوات الحكومية في اليمن، وضد المعارضين والجهاديين السنة في لبنان وسوريا والعراق - بما يفوق طاقتها. لذا، فإنّ ضخّ جديد للأموال قد يسمح لإيران تجنب اتخاذ القرار الصعب بشأن إرسال المزيد من قواتها الخاصة إلى هذه المعارك. وبدلاً من ذلك ستتمكن من توسيع عمليات تجنيدها لعناصر أجنبية، بما فيها المزيد من الشيعة الأفغان والباكستانيين (بغض النظر عمّا إذا كانوا سيثبتون أنهم مقاتلين جيدين أم لا). ففي سلسلة المعارك غير الحاسمة التي يبدي فيها حلفاؤها علامات التعب، فإن أيّ تعزيزات إضافية كفيلة بأن تحدث فرقاً.
لذا، حالما يتمّ رفع الحظر المفروض على إرسال الأسلحة إلى إيران بعد خمس سنوات، قد يحاول النظام تحديث قواته التقليدية في مناطق محددة بدلاً من إجراء تحوّل جذري يكلّف عشرات مليارات الدولارات. ومن المرجح أن تحصل إيران على صواريخ أرض -جو متقدمة وذخائر متطورة ومركبات مدرعة ومروحيات هجوم وطائرات للدعم الأرضي. كما قد تسعى لدعم قدراتها اللوجستية وقدرات بسط قوتها إذا أرادت أن تضمن استمرارها في المشاركة في الصراعات الإقليمية كتلك الدائرة في سوريا واليمن. - آيزنشتات
الخلاصة
لعل الأثر الأكثر أهمية الذي ستحمله "خطة العمل الشاملة المشتركة" سيكون التأكيد على خطاب إيران الزاعم بأنّها قوة صاعدة وأنّ الولايات المتحدة في تراجع، وأنّ القوى العظمى أذعنت لإرادتها. وعبر استخدام الأموال التي سيحررها قرار رفع العقوبات لتمويل حلفائها الإقليميين وتسليحهم، سوف تحاول طهران أن تثبت أنّها شريك أكثر موثوقية بكثير من الولايات المتحدة. وبتعبير آخر، سوف تحاول استخدام الاتفاق لتلميع وصقل خطابها الانتصاري والاستمرار في إعداد البيئة النفسية السائدة في المنطقة بما يتناسب مع مصالحها. ونظراً لأنّ النظام الإيراني قائم كلّه على إدارة سمعته، وبما أنّ التصوّرات غالباً ما تتفوق على الواقع في المنطقة، فسيعتبر الكثير من حلفاء إيران وخصومها على حد سواء أن ذلك إنجازاً عظيماً. - آيزنشتات
مايكل آيزنشتات هو زميل كاهن ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن. سايمون هندرسون هو زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد. مايكل نايتس هو زميل ليفر في المعهد. ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر -ويكسلر" في المعهد ومدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب  في المعهد. أندرو تابلر هو زميل أقدم في المعه
======================
فاينانشيال تايمز: الحرب في سوريا تضع أبناء الطبقة المتوسطة بين أنياب الجوع
بوابة الوطن العربي
 ملخص الخبر
رصدت صحيفة الـ(فاينانشيال تايمز) البريطانية تحوّل اهتمام السوريين من تعقب أخبار الانفجارات في بلادهم، إلى تعقب حركة الأسعار المتصاعدة بشكل جنوني
الخبر كاملا
رصدت صحيفة الـ(فاينانشيال تايمز) البريطانية تحوّل اهتمام السوريين من تعقب أخبار الانفجارات في بلادهم، إلى تعقب حركة الأسعار المتصاعدة بشكل جنوني. وقالت الصحيفة - في تقرير إخباري نشرته على موقعها الإلكتروني - إن أعباء الحرب الاقتصادية على مدار خمس سنوات تركت المتبقين على قيد الحياة من السوريين في صراع مع اقتصاد لم يسبق له مثيل في التردي، سواء في ذلك مناطق المعارضة أو مناطق النظام ، وإنْ كانت الأولى دخلت في هذا المضمار قبل الأخيرة. وأضافت أن الشهرين الأخيرين شهدا تقدما للمقاتلين من المعارضة ، فاستطاعوا قطْع الطريق على الإمدادات ليس فقط عن الجيش ولكن أيضا عن التجار ، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار على نحو ترك النظام يصارع من أجل تأمين ظروف معيشية مستقرة في العاصمة دمشق - منطقة نفوذ الرئيس الأسد. وأوضحت الصحيفة تضرّر أبناء الطبقة المتوسطة في دمشق من تلك الأوضاع الاقتصادية. ونقلت عن إحدى سيدات هذه الطبقة والتي طلبت ألا تسمّي نفسها "الآن عائلتي تتخلى عن الكثير من الأشياء التي كانت تجلبها، على الرغم من أن جميع أفرادها الأربعة يدرّون دخْلا إلى البيت". وقالت الصحيفة إن هذا يعني أن الطبقات الدنيا تتضور جوعا. وأومأت إلى أن رفْع الدعم عن السلع، إضافة إلى انخفاض أسعار النفط عالميا، رفع أسعار الوقود في سوريا ، كما أن سعْر رغيف الخبز المدعم قد بلغ ثلاثة أمثال سعره السابق ، وزادت أسعار المكالمات الهاتفية وخدمات الإنترنت. ونوهت الـ (فاينانشيال تايمز) عن أن الزراعة لم تعد تنتج إلا رُبْع ما كانت تنتجه قبل اندلاع التظاهرات المناوئة للحكومة عام 2011 ، كما أن قيمة الليرة السورية سجلت الشهر الماضي انخفاضا كبيرا من (واحد على 240 من الدولار) إلى (واحد على 350 من الدولار) بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على مناطق استرايتجية شمالية في إدلب. ويعني انخفاض قيمة العملة أمام الدولار على هذا النحو ، أن متوسط الراتب الشهري للموظف السوري الذي يتراوح بين 20 و30 ألف ليرة ، والذي كان ذات يوم يعادل نحو 400 دولار، بات الآن يعادل 75 دولار فقط. كما انخفضت قيمة الاحتياطات الأجنبية من 5ر21 مليار دولار عام 2009 إلى نحو 7 مليار دولار، بحسب تقديرات المختصين. ورأت الصحيفة أنه من الصعب القول إن الضغوط الاقتصادية المتنامية قادرة على دفع نظام الرئيس الأسد إلى الهاوية ، وأشارت إلى أن إجمالي الخسائر الاقتصادية التي مُنيت بها البلاد جراء الحرب الأهلية سيبلغ نحو 237 مليار دولار بنهاية العام الجاري، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وقالت إنه لا يزال من غير الواضح حجْم المساعدات التي تتحصل عليها دمشق من الداعمين الخارجيين أمثال إيران أو روسيا.
======================
"التلغراف": أوباما لا يريد القضاء على "داعش" بسرعة لأن المسألة بالنسبة له تحكمها توازنات,,,
2015-08-01 11:13:20
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا عن الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش". ورات الصحيفة البريطانية أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لا يريد أن يقضي على تنظيم "داعش" بسرعة، لأن المسألة بالنسبة له تحكمها توازنات، وإذا اختلت هذه التوازنات فإن تبعاتها ستكون خطيرة. فهو يساند الأكراد ولكن لا يريد أن ينفصلوا عن العراق، ولا يريد أن يبذل كل دعمه للموالين لإيران.
اضافت الصحيفة أن الحرب قديما كانت تعني أن تستخدم القوة المطلوبة لهزيمة عدوك، ولكن أوباما يعقتد أن العالم تغير ولم تعد القواعد القديمة صالحة اليوم. وتختم بالقول إن الأيام ستثبت لنا إذا كان على حق، ولكن إلى ذلك الحين ستزهق أرواح وستتعزز صفوف المتشددين.
القوة الثالثة
======================
التلغراف: كون كوغلين: قصْف الأكراد يُجرد الأتراك من ثقة الحلفاء الغربيين
أ ش أ   //   2015-08-01 03:33:14
قال محرر الدفاع بـ"التلغراف" كون كوغلين، إن خيوط الصراع السورى لم تكن بحاجة إلى مزيد من التشابك والتعقيد حتى تفتح تركيا جبهة جديدة ضد الأكراد الذى يمثلون حلفاء حيويين للغرب فى هذا الصراع.
وأشار كوغلين، فى مقال نشرته الصحيفة إلى وجود نظام بشار الأسد مستميت فى التشبث بالسلطة بعون حلفائه فى طهران وذراعها فى جنوب لبنان المتمثلة فى جماعة "حزب الله"، على جانب، وعلى الجانب الآخر ثمة خليط من نحو 200ر1 جماعة سورية معارضة تحاول الزحف إلى دمشق، وفى مقدمتها "داعش" بين عدد آخر من جماعات أقل تطرفا.
وفى ظل هذه الفوضى، نهض الأكراد بين عدد قليل من الجماعات المقاتلة التى أثبتت بطولتها كحلفاء للغرب، وقد تجلت بسالتهم القتالية فى استعادة السيطرة على مدينة كوبانى من أيدي الدواعش.
وعليه، فإن قصف المقاتلات التركية لمواقع الأكراد فى سوريا جنبا إلى جنب مع مواقع داعش، لا يمكن أن يصب فى صالح جهود الائتلاف الدولى بقيادة أمريكا ضد التنظيم.
وفي معرض دفاعهم يقول الأتراك إنهم إنما يهاجمون مواقع يتحصن بها حزب العمال الكردستانى صاحب التاريخ الطويل من الأعمال الإرهابية ضد الشعب التركى، والذى بموجبه تمّ وصْمه بأنه منظمة إرهابية على لسان عدد من الدول والمنظمات منها أمريكا وحلف الناتو.
======================
لوس أنجلوس تايمز : من سيحمي المنطقة العازلة في سوريا ؟ !
الجمعة 31-07-2015
نيسان نيوز
قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية إن تركيا تتطلع إلى إقامة منطقة عازلة داخل الأراضي السورية على طول الحدود التركية نفسها، ولكن من سيحمي هذه المنطقة المتوقع إنشاؤها على المستويين الأرضي والجوي، خاصة إذا لجأت إليها جموع اللاجئين السوريين؟
وتابعت : من أين ستستمد المنطقة العازلة في سوريا قوتها؟ ومن سيحميها؟ وذلك في معرض حديثها عن بدء كل من تركيا والولايات المتحدة بتطهير المناطق الواقعة في شمالي وغربي سوريا من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل الانقسامات التي تشهدها المعارضة المناوئة لنظام بشار الأسد، فإن دحر تنظيم الدولة بعيدا عن المواقع السورية الواقعة على الحدود مع تركيا سرعان ما يوقع هذه المناطق تحت سيطرة ثوار سوريين يشتركون مع تنظيم الدولة في الفكر المتطرف، وذلك رغم كون هؤلاء الثوار مناوئين للنظام السوري وتنظيم الدولة.
وأضافت أن تركيا مصممة على إضعاف شوكة وحدات حماية الشعب الكردية داخل سوريا وعلى إبعادها عن الحدود التركية، وذلك رغم أن هذه الوحدات تعتبر الأبرز في القتال ضد مسلحي تنظيم الدولة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قضية مواجهة أنقرة للمسلحين الأكراد تترك انعكاسات على التحالف التركي الأميركي في مواجهة تنظيم الدولة الذي يسيطر على مساحات شاسعة في كل من العراق وسوريا، والذي أنشأ خلايا له داخل تركيا نفسها.
وأوضحت أن طول المنطقة العازلة يقرب من 110 كلم على الحدود التركية مع سوريا، وبعمق 32 كلم داخل سوريا، وأنه يفترض أن تسهم في إبعاد المليشيات المسلحة عن هذه المنطقة الإستراتيجية، وفي وضع حد للإمدادات ولتدفق المجندين إلى تنظيم الدولة عبر الأراضي التركية، وأنها ستستخدم أيضا كملاذ لجموع اللاجئين السوريين.
======================
كريستيان ساينس مونيتور :أسباب تمسك الأتراك والأكراد بعملية السلام
كريستيان ساينس مونيتور – التقرير
تتفكك عملية السلام الكردية في تركيا بسرعة هذه الأيام، وتبذل أنقرة حاليًا المزيد من الجهد لإصابة المسلحين الأكراد بالشلل بالمقارنة مع تصعيد دورها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية.
وقد حيرت هذه السياسة المحفوفة بالمخاطر المحللين، وأثارت مخاوف من أن الأجندة الحقيقية للحكومة هي عكس المكاسب الكردية في الداخل وفي المنطقة. ورغم ذلك، لا يزال طرفا عملية السلام مترددين في الدعوة إلى وفاة هذه العملية، ويشير استعراض الأحداث الماضية إلى أنه من مصلحة الجانبين تجنب فعل ذلك تمامًا.
ويوم الثلاثاء، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أنه من المستحيل على تركيا مواصلة التعامل مع المسلحين الأكراد. ولكنه عاد ليخفف من حدة تلك الرسالة القاسية بعد ساعات فقط، عندما قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية (AKP)، بشير أتالاي: إن عملية السلام قد تستأنف في حال ألقت “العناصر الإرهابية” أسلحتها، وغادرت تركيا. “وأضاف أتالاي للصحفيين في أنقرة: “لا نستطيع أن نقول إن عملية السلام انتهت بحكم الأمر الواقع“.
ورغم ذلك، يشير التصعيد الحاد هذا الأسبوع إلى أن استئناف المحادثات لا يزال أمرًا غير مطروح على الطاولة. وقد قصفت مقاتلات F-16 التركية بلا هوادة مخيمات حزب العمال الكردستاني (PKK)، ومستودعاته، في جبال شمال العراق، واستهدفت المسلحين الأكراد في إقليم سيرناك جنوب شرقي البلاد. واعتقلت تركيا المئات من المشتبه بانتمائهم إلى “الإرهاب”، وغالبية هؤلاء متهمون بصلتهم بحزب العمال الكردستاني.
وبشك مماثل، يشن حزب العمال الكردستاني، الذي تمسك إلى حد كبير بوقف إطلاق النار منذ عامين، هجمات قاتلة ضد قوات الأمن في تركيا بشكل شبه يومي الآن. ويوم الخميس، قتل ثلاثة من أفراد الدرك التركي في اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني في سيرناك
كلا الجانبين استفادا من السلام
وتعد القوات المسلحة التركية وحزب العمال الكردستاني خصمين قديمين. وعلى مدى ثلاثة عقود، قاد حزب العمال الكردستاني حملة عنيفة من أجل تقرير المصير وحقوق الأكراد في تركيا. وأدى الصراع إلى إزهاق أرواح 37 ألف شخص، وتشريد مليون شخص على الأقل، وتفريغ الآلاف من القرى من سكانها. ويكلف هذا الصراع أيضًا الدولة مليارات الدولارات.
وفي عام 2013، وافقت الحكومة التركية وزعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، عبد الله أوجلان، على وقف إطلاق النار. وأشاد نقاد أردوغان أنفسهم حينها بنزع فتيل الأزمة الكردية. ولكن العديد من المحللين يخشون الآن من أن عملية السلام الفاترة قد لا تنجو من أحدث موجة من القتال.
وبعد انضمام تركيا إلى الحرب ضد الدولة الإسلامية- أخيرًا- اعترف الحلفاء الغربيون بحق تركيا في الدفاع عن النفس، ولكنهم حثوا أيضًا على مواكبة جهود السلام مع حزب العمال الكردستاني. ويتم تصنيف المجموعة الكردية الانفصالية من قبل كل من تركيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، كمنظمة إرهابية، على الرغم من أنها تتمتع بمكانة متنامية كقوة قتالية فعالة ضد الدولة الإسلامية.
وتقول المحللة إليزا ماركوس من واشنطن: إن شدة الحملة على حزب العمال الكردستاني تشير إلى أن تركيا تريد إعادة تشكيل الديناميات الإقليمية والمحلية التي فضلت الأكراد إلى حد كبير مؤخرًا. وتضيف: “المشكلة هي أن تركيا لا تعطي أي مؤشر على أن التهدئة هي هدفها في الوقت الراهن. والهدوء أمر مهم لحزب العمال الكردستاني؛ لأنه يتلقى الكثير من الضربات الآن“.
ومن الممكن أن يخسر كلا الطرفين إذا انهارت عملية السلام، التي كانت قد فتحت مساحة للهوية، واللغة، والنشاط السياسي، الكردي. وكانت هذه المكاسب قد ظهرت بوضوح في انتخابات يونيو التي جلبت حزبًا مواليًا للأكراد إلى البرلمان.
لن يستطيع أي من الطرفين الفوز
وبالنسبة لتركيا، التي عانت من عقود مضطربة من التأرجح بين الاتجاهات الديمقراطية والاستبدادية، جلبت عملية السلام فترةً من الهدوء، لم تسيطر خلالها أخبار وفاة الجنود ورجال الشرطة على عناوين الصحف. وعن هذا، يقول أندرو فينكل، وهو مؤلف كتاب “تركيا: كل ما تحتاج إلى معرفته“: إن “الاستقرار والازدهار جاء ليعني أنه كان هناك عائد حقيقي للسلام”. ويضيف: “الآن، يبدو أنهم يحاولون التراجع عن كل عمل جيد حققوه“.
وقد انخفضت الليرة التركية، كما يشير فينكل، بنسبة 4 في المئة مقابل الدولار في الأسابيع الأخيرة. ومن جهتها، تلاحظ ماركوس أن وقت السلم سمح للجيش التركي ببناء الحصون العسكرية والجيوب في جنوب شرق البلاد المضطرب، ولكنه عزز أيضًا وجود حزب العمال الكردستاني هناك. وتضيف الباحثة: “إنهم يعرفون المنطقة، ولديهم مستودعات للأسلحة. لن تكون هذه معركة بسيطة هذه المرة”.
وأثار توقيت الهجوم تساؤلات حول حساب التفاضل والتكامل السياسي لحزب العدالة والتنمية. وتقول إحدى النظريات إن حزب العدالة والتنمية يرغب في تأجيج المشاعر القومية، وهو ما سيقود لإجراء انتخابات مبكرة، بدلاً من الدخول في حكومة ائتلافية قد تفضح مدى فساده المزعوم. وتقول نظرية أخرى إن حزب العدالة والتنمية لم يستطع إقناع قاعدته الانتخابية المحافظة بالحرب على داعش، ولذلك، شرع في الحرب الشاملة على التشدد ككل.
تقويض مكاسب الحلفاء
ويقول فينكل أيضًا: “تبدو هذه الاستراتيجية خطيرة بشكل لا يُصدق. إذا لم تأت بنتائج عكسية من حيث الانتخابات، فسوف تأتي بنتائج عكسية من حيث الاستقرار الاجتماعي“.
ومن خلال مهاجمة حزب العمال الكردستاني، قد تقوض تركيا المكاسب الأخيرة التي حققها حلفاء الولايات المتحدة في سوريا. وقد ضخمت سلسلة الانتصارات التي حققها الأكراد السوريون ضد داعش مؤخرًا المخاوف التركية من أن تكون الشركات التابعة لحزب العمال الكردستاني قد وضعت الأسس اللازمة لإنشاء منطقة حكم ذاتي في سوريا شبيهة بتلك التي أُنشئت في شمال العراق.
ويقول هارون شتاين، وهو مؤلف كتاب “السياسة الخارجية الجديدة لتركيا”، إن “تقسيم القوات بين محاربة تمرد داخلي ومحاربة داعش أيضًا ليس فعلاً حكيمًا بالنسبة لتركيا. وينطبق هذا الأمر نفسه على حزب العمال الكردستاني. إن كلاً من حزب العمال الكردستاني وتركيا سيدخلان في حرب على جبهتين، ولن يتمكن أي منهما من الفوز“.
وبدورها، تقول مجموعة الأزمات الدولية، نيجار غوكسيل: “في نهاية المطاف، يحتاج الطرفان لبعضهما البعض لاحتواء الدولة الإسلامية.. إنه في مصلحة كلا الجانبين المضي قدمًا في عملية السلام والتعاون ضد تهديد الدولة الإسلامية“.
======================
بزنس إنسايدر  :الاستخبارات الأمريكية تعترف: داعش ليست أضعف من العام الماضي
نشر في : السبت 1 أغسطس 2015 - 02:50 ص   |   آخر تحديث : السبت 1 أغسطس 2015 - 02:50 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
بعد إنفاق مليارات الدولارات، وقتل أكثر من 10 آلاف من المقاتلين المتطرفين؛ لم يصبح تنظيم الدولة الإسلامية أضعف مما كان عليه عندما بدأت حملة القصف التي تقودها الولايات المتحدة ضده في العام الماضي، وفقًا لما خلصت إليه وكالات الاستخبارات الأمريكية.
وقد منعت الحملة العسكرية انهيار العراق، ووضعت الدولة الإسلامية تحت ضغوط متزايدة في شمال سوريا، وخاصة في عاصمتها، الرقة. ولكن محللي الاستخبارات يرون أن الوضع العام يشكل مأزقًا استراتيجيًا؛ حيث لا تزال الدولة الإسلامية تمتلك جيشًا ممولًا تمويلًا جيدًا وقادرًا على تجديد صفوفه بالجهاديين الأجانب بوتيرة أسرع مما يمكن للولايات المتحدة فعله للقضاء على مقاتليه. وفي الوقت نفسه، توسعت المجموعة إلى بلدان أخرى، بما في ذلك ليبيا، وشبه جزيرة سيناء المصرية، وأفغانستان.
وتظهر تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة استخبارات الدفاع، وغيرهما، متناقضة مع التفاؤل الذي عبر عنه مبعوث إدارة أوباما الخاص، الجنرال المتقاعد جون ألين؛ عندما قال في منتدى في آسبن (كولورادو) الأسبوع الماضي إن “داعش تخسر” في العراق وسوريا.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع: “لم نر أي تدهور ملموس في أعدادهم”، مشيرًا إلى تقديرات الاستخبارات بأن قوة المجموعة الإجمالية تتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف مقاتل، وهو نفس التقدير الذي صدر في أغسطس الماضي عندما بدأت الضربات الجوية.
وتثير قدرة قوة الدولة الإسلامية على البقاء التساؤلات حول نهج الإدارة فيما يتعلق بمكافحة التهديد الذي تشكله الجماعة على الولايات المتحدة وحلفائها. وعلى الرغم من أن المسؤولين لا يعتقدون أن داعش تخطط لهجمات معقدة في الغرب انطلاقًا من أراضيها؛ إلا أن دعوة الجماعة للمسلمين في الغرب بمهاجمة الأهداف في بلدانهم أصبحت مشكلة خطيرة، وفقًا لما يقوله مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، جيمس كومي، ومسؤولون آخرون.
ويقول محللون إن حملة إدارة أوباما المؤلفة من القصف والتدريب، والتي تحظر على القوات الأمريكية مرافقة المقاتلين في المعارك أو توجيه الضربات الجوية من الأرض، قد تستغرق عشر سنوات لدفع الدولة الإسلامية خارج ملاذاتها الآمنة الحالية. وقد أصرت الإدارة الأمريكية طويلًا على أنها لن تورط أي قوات برية أمريكية في المعركة، على الرغم من دعوات بعض أعضاء الكونغرس للقيام بذلك.
وقد حققت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وحلفاؤها السوريون والأكراد على الأرض، بعض التقدم. وفقدت الدولة الإسلامية 9.4 في المئة من أراضيها في الأشهر الستة الأولى من عام 2015، وفقًا لتحليل أجرته مجموعة مراقبة الصراع IHS. وأيضًا، أوقفت الحملة العسكرية الشعور بالزخم الذي خلقه التقدم المذهل للمجموعة في العام الماضي، وتركت المجموعة المكونة من المتطرفين الدينيين السنة والموالين السابقين لصدام حسين غير قادرة على زيادة عدد قواتها أو مواصلة انتشارها السريع.
وقال ناشط فر من الرقة في وقت سابق من هذا العام، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته؛ لحماية أقاربه وأصدقائه الذين ما زالوا هناك: “في الرقة، يجري خنق داعش ببطء. لم يعد هناك شعور بأن الرقة هي الملاذ الآمن للمجموعة“.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن هجوم قوة دلتا في سوريا الذي أسفر عن قتل رئيس التمويل في الدولة الإسلامية (أبو سياف) في شهر مايو، قد كشف عن بئر من المعلومات الاستخباراتية حول بنية الجماعة ووضعها المالي. ويقال أيضًا إن زوجته المحتجزة في العراق الآن متعاونة مع المحققين.
وقد انتزع المقاتلون الأكراد السوريون وحلفاؤهم معظم الحدود الشمالية لسوريا من قبضة مجموعة الدولة الإسلامية. وفي يونيو، استحوذ التحالف المدعوم من الولايات المتحدة على بلدة تل أبيض الحدودية، التي بقيت لأكثر من عام الطريق الحيوي لإيصال الإمدادات مباشرة إلى التنظيم من تركيا. واستولى الأكراد أيضًا على بلدة عين عيسى، التي تبعد 35 ميلًا فقط إلى الشمال من مدينة الرقة.
ونتيجة لذلك، كان على مسلحي الدولة الإسلامية الاعتماد على مسار تهريب غير مباشر. وقد أعلن هذا الأسبوع أيضًا عن خطة لإنشاء “منطقة آمنة” من قبل الولايات المتحدة وتركيا على طول الحدود السورية؛ باستخدام الثوار السوريين مدعومين من الضربات الجوية.
وفي أوائل شهر يوليو، دمرت موجة من الغارات 18 جسرًا، وعددًا من الطرق التي تستخدمها الجماعة في وحول الرقة، في غضون 24 ساعة فقط. ويقول بعض النشطاء إنه، وفي فعل يعكس عدم الارتياح، اتخذت المجموعة إجراءات استثنائية ضد سكان الرقة خلال الأسبوعين الماضيين. حيث منعت المقيمين من الوصول إلى الإنترنت الخاص، واعتقلت الجواسيس المشتبه بهم، ووضعت كاميرات مراقبة أمنية في الشوارع. ويقول نشطاء أيضًا إن عدد دوريات “شرطة الأخلاق” قد انخفض؛ بسبب الحاجة إلى المقاتلين على الخطوط الأمامية.
ولكن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية وخبراء آخرين يقولون إن الدولة الإسلامية لا تزال قوية عند النظر إلى الوضع في إطاره الواسع. وقال هارلين جامبير، وهو محلل مكافحة الإرهاب في معهد دراسات الحرب في واشنطن: “إذا نظرنا إلى الصورة الشاملة، لا تزال داعش عمومًا تحتفظ بالقدرة على تخطيط وتنفيذ الحملات العسكرية التقليدية والهجمات الإرهابية“.
وفي العراق، لا تزال الدولة الإسلامية تسيطر على الرمادي ذات الأهمية الاستراتيجية حتى الآن. وعلى الرغم من قول المسؤولين الأمريكيين بأنه من المهم أن تستعيد الحكومة في بغداد العلاقات مع السنة الساخطين؛ إلا أنه ليست هناك دلائل تذكر حتى الآن على حدوث هذا. وأما في سوريا، فلم تسفر الجهود الأمريكية لتدريب الثوار السوريين لمحاربة الدولة الإسلامية إلا عن تخريج 60 مقاتلًا فقط حتى الآن.
ويقول مسؤولون إن المجموعة عدلت تكتيكاتها لإفشال حملة القصف الأمريكي التي تحاول تجنب سقوط ضحايا من المدنيين. ولم يعد مقاتلو المجموعة يتحركون في أرتال مدرعة يمكن استهدافها بسهولة؛ بل أصبحوا -وفقًا لمسؤول بوزارة الدفاع- يتواجدون بين النساء والأطفال، ويتواصلون من خلال البريد السريع لإحباط التنصت وتحديد موقعهم الجغرافي.
ولا يزال النفط يشكل مصدرًا رئيسًا للعائدات بالنسبة لداعش. وقال دانييل جلاسر، وهو مساعد الوزير لشؤون تمويل الإرهاب في وزارة الخزانة الأمريكية، إن الدولة الإسلامية تحصل على 500 مليون دولار سنويًا من مبيعات النفط. وبدوره، قال مسؤول بوزارة الدفاع إنه، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد قصفت البنية التحتية للنفط، كان المتشددون بارعين في إعادة بناء محطات تكرير النفط وفي عمليات الحفر.
وقال جلاسر الأسبوع الماضي إن لدى داعش من المال ما هو أكثر من كافٍ لدفع رواتب بمقدار 360 مليون دولار سنويًا. وأضاف أن الولايات المتحدة عملت على تقليص الموارد المالية للجماعة تدريجيًا من خلال العقوبات، والضربات العسكرية، وغيرها من الوسائل. ولكنه اعترف أيضًا بأن هذه الاستراتيجية سوف تستغرق وقتًا.
وبدوره، قال أحمد الأحمد، وهو صحفي سوري من محافظة حماة يرأس مؤسسة إعلامية معارضة اسمها “المركز الإعلامي السوري”، إنه لا يتوقع أن الانتكاسات الأخيرة سوف تغير بجدية من حظوظ داعش. وأضاف: “إنهم يتحركون باستراتيجية ذكية جدًا، يسمونها استراتيجية السحلية. إنهم يظهرون في مكان ما، ومن ثم يختفون ليظهروا على السطح في مكان آخر“.
======================
بزنس إنسايدر :التكتيكات التي استخدمها تنظيم داعش ليصبح أخطر جماعة متطرفة على تويتر
نشر في : الجمعة 31 يوليو 2015 - 04:16 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 31 يوليو 2015 - 04:16 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
في بداية عام 2015، ركبت أميرة عباس وشميمة بيغوم البالغتان من العمر 15 عامًا، وكاديزا سلطانة، 16عامًا، على متن طائرة من إنجلترا إلى تركيا، ومن هناك عبرت المراهقات الحدود إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
جذبت قصة هذه الفتيات اهتمام وسائل الإعلام على نطاق واسع، وتصدرت عناوين الأخبار وتركت العالم غارقًا في الكلمات الأخيرة التي كتبتها شميمة بيغوم إلى أم ليث، وهي عضوة في تنظيم داعش، على تويتر: “تابعيني حتى أستطيع أن أرسل لكِ رسالة مباشرة مرة أخرى”.
أثبت موقع تويتر، على وجه الخصوص، أنّه أداة قوية وفعّالة يستخدمها داعش لتجنيد مقاتلين جدد، مما يسمح لأعضاء تلك الجماعة الإرهابية بالتواصل مع الشباب في أي مكان في العالم بشكل يومي في سلسلة متغيرة باستمرار من الوسائل مثل: الرسائل المباشرة، والهاشتاج، والحسابات الخاصة التي تربك جهود الرقابة الثابتة.
ومثلما تمكّن داعش من إخافة الجيش العراقي، نجح التنظيم أيضًا في إقناع العالم بأنّ جحافل أتباعه على وسائل التواصل الاجتماعي تُحدث طفرة هائلة في المجندين القادمين من الدول الغربية وغيرها.
وهذا ليس صحيحًا. وفقًا لدراسة بعنوان “تعداد داعش على تويتر”، وهي مشروع بحثي من معهد بروكينغز لرسم خريطة استخدام التنظيم لموقع تويتر، فإنّ القوة الهائلة لتنظيم داعش على تويتر تتكّون بالأساس من بضع مئات من الحسابات التي تنشر الآلاف من التغريدات بنسبة (69٪) لمرات قليلة ثم يتم وقف تلك الحسابات. بشكل عام، وجدت الدراسة أنّ مجموعة صغيرة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي داخل التنظيم لفتوا الاهتمام العالمي وتركوا انطباعات بأن التنظيم يتجاوز الأرقام الحقيقة.
ولكن في المتوسط، الحسابات التي دعمت داعش لا تزال تغرد بوتيرة أكبر من المستخدم العادي للموقع. إجمالًا، يتم نشر ما يقرب من 133422 تغريدة يوميًا من جميع المستخدمين المشتبه بارتباطهم بتنظيم داعش، وذلك وفقًا للدراسة التي أجراها معهد بروكينغز.
هذه الدراسة، التي أجراها الباحث جي إم بيرغر وعالم البيانات جوناثان مورجان، شملت 20000 حساب على موقع تويتر تابع لتنظيم داعش سواء من خلال المحتوى أو استخدام الهاشتاج. ولاحظ الباحثون انخفاض نشاط مستخدمي التنظيم على تويتر، ويرجع ذلك بالأساس إلى وقف الحسابات، واكتشاف أن قاعدة أتباع داعش يمثلون في الواقع “القليل من الناس” وأن الشبكة نفسها “متمركزة داخليًا”.
وبعبارة أخرى، هناك الكثير من النشاط التفاعلي يأتي من الدائرة الداخلية النشطة. ووفقًا للنتائج، كان ما يقرب من نصف المتابعين للحسابات الداعمة لداعش من المغردين للتنظيم ضمن مجموعة البيانات.
طفرة داعش في عام 2014 حدثت على تويتر أيضًا
كان عام 2014 هامًا للغاية بالنسبة لداعش: كثّف التنظيم حملات التجنيد، وحقق مكاسب إقليمية مثيرة، وقطع علاقاته مع تنظيم القاعدة، وأعلن الخلافة الإسلامية وأصبح أبو بكر البغدادي زعيمًا له.
استخدامات تويتر من داعش وتنظيم القاعدة في العراق تتزايد تدريجيًا بين عام 2008-2014. وبحلول عام 2014، وصل عدد الداعمين لحسابات داعش على تويتر إلى 11902. كما تم إنشاء ما يقرب من 60٪ من جميع الحسابات الداعمة للتنظيم في عام 2014، بينما تم إنشاء 1.3٪ فقط من الحسابات الموجودة قبل عام 2010.
الأكثر من ذلك هو أنّ الجزء الأكبر من الطفرة التي شهدتها حسابات داعش حدثت في شهر واحد: سبتمبر عام 2014.
خلال ذلك الشهر، أطلقت الولايات المتحدة ومن معها من الحلفاء الضربات الجوية ضد مقاتلي داعش في سوريا في حين بدأ تويتر إطلاق حملة نشطة على الحسابات التابعة لداعش. ومنذ خريف عام 2014، تراجع نشاط داعش على تويتر، وخاصة من حيث إعادة التغريدة والردود داخل الشبكة، وذلك وفقًا للدراسة.
تحديد موقع جيش داعش على تويتر
من أين يغرد الداعمون لداعش؟
الغريب في الأمر أن بعض المستخدمين الداعمين لداعش ينشرون تغريدات مع خاصية تحديد الموقع. في الواقع، 1.5٪ من عينة المستخدمين يفعّلون بيانات تحديد الموقع “في تغريدة واحدة على الأقل من آخر 200 تغريدة”. وما يقرب من 28٪ من مستخدمي تويتر يفعّلون خاصية تحديد الموقع في المناطق المحاصرة أو المتنازع عليها في العراق وسوريا، والأماكن التي إما داخل أو بالقرب من “خلافة” داعش.
بخلاف نسبة 1.5٪، اختارت الغالبية العظمى من المستخدمين الداعمين لداعش عدم تفعيل خاصية تحديد الموقع. ويحاول الباحثون تحديد مواقع هؤلاء المستخدمين من خلال تحليل حساباتهم عن طريق الموقع المحدد في الملف الشخصي للمستخدم.
وزعمت نسبة كبيرة من المستخدمين أنهم كانوا في المملكة العربية السعودية (866) وسوريا (507)، والعراق (453)، والولايات المتحدة (404). ومع ذلك، قد لا تكون هذه البيانات بالضرورة دقيقة لأنّ اختيار الموقع على تويتر هو حقل نصي فارغ يمكن للمستخدمين إدخال أي موقع رمزي دون التحقق منه، سواء كان ذلك في بغداد أو “في المطبخ أصنع شطيرة”.  لذلك، وبالرغم من أن المئات من أنصار داعش اختاروا الولايات المتحدة باعتبارها الموقع الذي يعيشون فيه، يعتقد الباحثون أن هذا تم بشكل مضلّل “لخلق مظهر من مظاهر التهديد المحلي”.
الهواتف الذكية والبرامج الخاصة
 غالبية المستخدمين الداعمين لداعش يستخدمون الهواتف الذكية للدخول على موقع تويتر، ومن المرجح أنهم يستخدمون نظام الأندرويد، وليس نظام أبل.
ما يقدّر بنحو 69٪ من المستخدمين يغردون عبر الهواتف الذكية التي تعمل بنظام الأندرويد، في حين أنّ 30٪، يستخدمون هواتف آيفون، وهناك 1٪ فقط من المستخدمين يستخدمون هاتف بلاك بيري.
وبالرغم من أن داعش أعلن حظر هواتف الآيفون في منتصف ديسمبر عام 2014 لأسباب أمنية، لكنّ دراسة تعداد داعش على تويتر وجدت انخفاض بنسبة 1٪ فقط في استخدام هواتف الآيفون بين الحسابات الداعمة للتنظيم في فبراير عام 2015. ويبدو أن بعض أنصار داعش لا يلتزمون بالتعليمات أو أنهم مفتونون بالإصدار الأخير من الآيفون لدرجة لا تجعلهم يريدون التحول إلى نظام الأندرويد.
بعض مؤيدي داعش لا يكتب التغريدات الأصلية الخاصة بهم، ويستخدمون البرامج والتطبيقات لتسهيل نشاطهم على تويتر. يستخدم بعضهم التطبيقات الشائعة الخاصة بموقع تويتر مثل Hootsuite وTweetbot، في حين أن البعض الآخر يستخدم تطبيقات خاصة مثل Muslim KNZ، وDu3a، وTwitquran. تنشر هذه التطبيقات التغريدات بطريقة تلقائية يوميًا من تغريدات وأدعية وآيات من القرآن الكريم ومحتويات أخرى ذات صلة.
تطبيق Muslim KNZ، هو الأكثر التطبيقات الخاصة شيوعًا على تويتر، ينشر أكثر من مليون تغريدة يوميًا، في المتوسط، أو 1000 تغريدة في الدقيقة الواحدة، في يناير عام 2015.
أما فيما يتعلق بالعدد الشامل للتغريدات والمشاركات من الحسابات الداعمة لداعش على موقع تويتر، من خلال تحليل 5.3 مليون تغريدة، وجدنا أنّ 26٪ على الأقل من أعلى 100 هاشتاج يشمل “الدولة الإسلامية” بأسمائه الأربعة الأخرى. في الواقع، شكّلت الإشارات إلى تنظيم داعش ما يقرب من 40٪ من أعلى 100 هاشتاج على تويتر، يليها هاشتاج يشير إلى الحسابات المغلقة بنسبة 9٪، وإلى سوريا بنسبة 4٪. الحسابات المغلقة على تويتر هي أسوأ كابوس يواجه أنصار داعش، حيث قال العديد من المستخدمين مرارًا وتكرارًا إنّ هذه الإيقاف كانت “مدمرة”، وناشدوا الأنصار إلى مواصلة إنشاء حسابات جديدة.
حتى الآن، لا يزال تويتر هو أحد الأسلحة الفعّالة لتنظيم سلاح داعش عندما يتعلق الأمر بنشر المعلومات وتجنيد أعضاء جدد. وفي ظل إطلاق تويتر حملات قوية لإغلاق الحسابات التابعة لداعش، يواصل أنصار التنظيم نشر دمارهم.
لقد ازداد الإحباط من وجود داعش على مواقع الإنترنت، حتى بين مجموعات القرصنة النشطة التي تستهدف الشبكات الداعمة لداعش على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تنشر العديد من الرسوم المتحركة على صفحات الحسابات التابعة لداعش.
على الرغم من هذه الجهود، استمر تزايد المستخدمين المؤيدين لداعش على موقع التواصل الاجتماعي. في أبريل عام 2015، تصدرت أميرة عباس، واحدة من الفتيات التي عبرت إلى سوريا في بداية هذا العام للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، عناوين الصحف مرة أخرى. وقدمت لمحة قصيرة عن حياتها الجديدة في الدولة الإسلامية، ونشرت تغريدة قصيرة مع صورتها وهي تتناول من وجبة طعام سريعة من البيتزا والبطاطس، وبعض الكباب، قبل أن يعلق تويتر حسابها.
======================
صحيفة نوفال أوبسرفاتور الفرنسية :تركيا ضد  تنظيم داعش.. 4 أسئلة حول الوضعية الحساسة للأكراد
نشر في : الجمعة 31 يوليو 2015 - 03:15 ص   |   آخر تحديث : السبت 1 أغسطس 2015 - 03:16 ص
صحيفة نوفال أوبسرفاتور الفرنسية – التقرير
أحيت هجمات تنظيم داعش في سوريا الصراع الذي يعود تاريخه إلى قرابة القرن، وهي المسألة الكردية التي تعتبر معضلة الشرق الأوسط والتي تحتل المشهد الجيوسياسي في المنطقة منذ دخول الأكراد في الحرب ضد تنظيم داعش في عام 2014.
وقد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء لعقد اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل لإطلاع شركائه حول عملياته المستمرة ضد تنظيم داعش في سوريا. وانخراط تركيا في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط يعتبر حديثًا، وله ارتباط مباشر بالتفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة سروج، هذا التفجير الذي أحيا التوترات بين الحكومة التركية والأقلية الكردية، حيث تتهم هذه الأخير أنقرة بدعمها للجهاديين ضد المقاتلين الأكراد في سوريا.
1- من هم الأكراد؟
يوجد اليوم 40 مليون كردي  في أكثر من 500.000 كيلومتر مربع و4 بلدان مختلفة، و يعتبر الشعب الكردي اليوم أكبر أمة من دون دولة. ويتوزع الأكراد بين تركيا وإيران والعراق وسوريا، ويناضلون من أجل إقامة دولة مستقلة التي سبق التخطيط لها سنة 1920 بموجب معاهدة سيفر. وهناك أيضًا شتات كردي كبير في جمهوريات الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة وأوروبا.
وإقليم كردستان، أي “أرض الأكراد”، حظي فقط باعتراف كل من العراق حيث يتمتع إقليم كردستان بالحكم الذاتي، ومن إيران مع وجود المحافظة الإيرانية التي تحمل نفس الاسم.
2- ما هي العلاقة التي تربط أنقرة بالأكراد؟
يعيش الأكراد أكثر الأوضاع توترًا في تركيا بسبب الصراع بين الأقلية الكردية والحكومة، حيث تنفي أنقرة وجود الأكراد الذين يمثلون أكثر من 20٪ من سكانها والذين تصفهم بأنهم “أتراك الجبل”. في عام 1984، بدأ حزب العمال الكردستاني، والذي تم تدشينه قبل بضع سنوات، حرب العصابات ضد الدولة التركية لشد انتباه المجتمع الدولي والتمكن من إقامة دولة كردية.
وقد أظهرت الأحزاب السياسية التركية وباستمرار معارضتها للأكراد لأكثر من نصف قرن، ليظهر أخيرًا حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي تأسس سنة 2012، والذي تمكن من الحصول على 80 مقعدًا في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية في يونيو 2015.
وقد بدأت التهدئة في العلاقات بين الحكومة التركية والأقلية الكردية، في عام 2012، لتبدأ محادثات السلام بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني بعد ثلاثين عامًا من التمرد الذي خلف أكثر من 40.000 قتيل، ليتم توقيع هدنة في عام 2013 مع  الاقتراب من التوصل إلى اتفاق في عام 2014. وفي عام 2015، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني من سجنه لنزع السلاح وبدأت الحكومة التركية تطرح إمكانية التوصل إلى “سلام دائم”.
3- ماذا عن الأكراد وتنظيم داعش؟
يمثل المقاتلون الأكراد، ومعظمهم من أصل تركي وعراقي، قوة عسكرية هامة في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط. وهم يمثلون حوالي 200.000 في العراق والآلاف في سوريا ممن يقاتل ضد تقدم القوات الجهادية. وتعمل البشمركة العراقية من أجل توفير الأمن الداخلي في شمال العراق عن طريق الأسلحة الممولة جزئيًا من قبل الغربيين. إلا أن القدرة الهجومية للبشمركة لا تزال محدودة وفقًا للمؤرخ العسكري ميشال غويا، الذي يعتقد أن “البشمركة قادرون في أحسن الأحوال على احتلال الموصل والسيطرة على الحدود مع سوريا“.
واستغلت من جانبها وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، هذه الأزمة لتوحيد المناطق التي يمثل فيها الأكراد الأغلبية والدفاع عن “مكاسبهم الوطنية”. وعلى الرغم من أنهم أقل في العدد وأقل في التسليح من البشمركة، تمكنت وحدات حماية الشعب من التصدي لتنظيم داعش في كوباني، في يناير كانون الثاني عام 2015. ومكنت هجمات الأكراد من إضعاف تنظيم داعش في سوريا الذي خسر مرة أخرى هذا الثلاثاء مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا.
ومع ذلك، فإن مكافحة الإرهاب ليست من اهتمام كل الأكراد، حيث يوجد جهاديون أكراد ممن انضموا إلى صفوف تنظيم داعش، وهم أساسًا من أصل تركي وعراقي ولكن أعدادهم تبقى أقل بكثير من الأكراد الذين يقاتلون ضد هذا التنظيم.
4- لماذا أصبح “السلام النهائي” مهددًا؟
أثارت الانتصارات المتتالية للميليشيات الكردية السورية مخاوف تركيا من تشكيل إقليم للحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا. وهذا هو أحد الأسباب الذي جعل الحكومة التركية ترفض في السابق التدخل في الكفاح المسلح ضد تنظيم داعش على حدودها.
ومع الهجوم الإرهابي في 20 يوليو 2015 في مدينة سروج، أُجبرت الحكومة التركية على الانخراط في هذا النزاع. لكن المتشددين من حزب العمال الكردستاني اتهموا أنقرة بدعمها لتنظيم داعش ضد الميليشيات الكردية ما جعلهم يقتلون ضابطين من الشرطة التركية “لمعاقبة” الحكومة.

وفي 24 تموز قصفت تركيا مواقع الجهاديين في سوريا والعراق وبدأت العملية الأمنية الواسعة التي تم فيها القبض على 1050 شخصًا يشتبه في انتمائهم إما إلى تنظيم داعش، أو حزب العمال الكردستاني أو حزب التحرر الشعبي الثوري اليساري المتطرف.
وقصفت الطائرات الحربية التركية، في ليلة 24-25 يوليو، مواقع لحزب العمال الكردستاني في العراق انتقامًا من الهجوم الذي وقع في وقت سابق في مركز للشرطة في مدينة ديار بكر والذي تسبب في مقتل جنديين على الأقل. وبالنسبة لحزب العمال الكردستاني فقد “تم خرق شروط وقف إطلاق النار”، لينسجم موقفه مع موقف الرئيس التركي الذي أكد من جديد يوم الثلاثاء خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي، أنه “من المستحيل” مواصلة عملية السلام أن الانفصاليين مستمرون في “تهديد الوحدة الوطنية”. وقد تعهد رجب طيب أردوغان بمواصلة عملياته العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني حتى ينزع رجال الميليشيات الكردية أسلحتهم.
وقد أدان حلف شمال الأطلسي وبشدة الهجوم الذي نفّذ في مدينة سروج، مع تنديده بهجمات حزب العمال الكردستاني ومع التأكيد على أن “الإرهاب بجميع أشكاله، لا يمكن السكوت عنه أو تبريره”، ومع تجديد”تضامنه القوي” مع تركيا.
======================
بيزنس إنسايدر || نظام الأسد يستخدم مختبرات أسلحة متنقلة لإخفاء برنامج الأسلحة الكيميائي الذي وافق على تدميره
on: الخميس, يوليو 30, 2015In: الصحف العالمية
Syria’s Assad regime used mobile weapons labs to hide the chemical arms program it agreed to destroy
صرحت وكالة الوول ستريت بأن المفتشين المسؤولين عن تخليص سورية من الأسلحة الكيميائية، قد فوجئوا باكتشاف أن العديد من مختبرات الإنتاج كانت مخبأة على مرأى من الجميع، بما في ذلك على متن 18 شاحنة متنقلة متنكرة بشكل عربات نقل.
وقد حاول الرئيس السوري بشار الأسد جاهدا لإخفاء نظام الأسلحة الكيميائي عن العالم، وجاء استخدام النظام لغاز الأعصاب السارين المعروف بدرجة سميته العالية، والمحرم من قبل القانون الدولي، تحت رقابة شديدة بعد تسببه بمقتل 1500 مواطن سوري نتيجة انفجاره بهجوم قام به النظام السوري في ريف دمشق.
هذا وقد تراجع الرئيس براك اوباما عن خطته بالقيام بضربات جوية محدودة ضد النظام كرد على المجزرة الجماعية، بعدما وافقت سوريا على اتفاق تدعمه روسيا وتشارك فيه الولايات المتحدة، بالتخلي عن مخزونها الكامل من الأسلحة الكيميائية وتدميره في البحر.
وفور وصولهم إلى سورية تفاجأ المفتشون العاملون في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومقرها لاهاي (OPCW)، باكتشافهم مدى فعالية و تطور نظام الأسلحة الكيميائي الذي كان موجوداً.
وقد قالت الصحيفة إن من أكبر المفاجآت للمفتشين كان أسطول سورية لمختبرات الأسلحة الكيميائية، والذي كان عبارة عن 18 شاحنة متنقلة، كانت تبدو مشابهة جدا لشاحنات الإعلانات العادية بما فيهم واحدة لشركة نقل هنغارية.
وقد صممت هذه الشاحنات بحيث لا تلفت الأنظار قدر الإمكان، تجنبا لوقوعها أهداف للضربات الجوية، وقد وضحت المجلة بأنها كانت تبدو غير مؤذية على الإطلاق حتى أن المفتشين  قارنوها بلعبة الأطفال “المتحولون”.
 
أما داخل هذه المختبرات فكان علماء النظام يقومون بتخمير المواد الكيميائية لتوليد غاز الأعصاب السارين، ثم يقومون بحشوه في الرؤوس الحربية وتعليقه على  الصواريخ.
وقد قال المفتش والكيميائي سكوت كايرنز في تصريحه للمجلة: إن هذا النظام مختلف عن أي نظام آخر سبق أن رأيته أو قرأت عنه.
وكان المسؤولون والخبراء قد حذروا وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اللذين سبق أن تفاوضا على الاتفاق، أنه سيكون من المستحيل تقريباً التخلص من كامل الترسانة النووية التي يملكها الأسد، ولا سيما في خضم هذه الحرب الأهلية الوحشية.
واتضح بعد ذلك أن النقاد كانوا محقين تماماً، ففي 23 يونيو -حزيران -كان من المفترض أن تكون الشحنة الأخيرة والتي تحوي الأسلحة الكيميائية متجهة إلى خارج سورية لتدمر، ومع ذلك عثر المفتشون في وقت سابق من الشهر الماضي على آثار لأسلحة كيميائية من نوع السارين، وأسلحة بيولوجية من نوع  الريسين في مواقع  كان نظام الأسد قد رفض تقديمها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
 
وصرحت إدارة أوباما قائلةً بأن لديها علم بهذه المواقع غير المعلنة.
حيث قال مسؤول استخباراتي للبلومبيرغ نحن نعلم جميع المواقع التي لم يصرح بها الأسد، وأضاف قائلاً “إنها لعبة توازن، أنت تريد التخلص من شيء ما  ولكنك لا تريد أن تكشف أوراقك كاملةً”.
و في يونيو -حزيران- شهد أطباء سوريون أمام الكونغرس باستمرار نظام الأسد استخدامه لأسلحة كيميائية لقتل المواطنين، وقد أظهر فيديو صوراً لأطفال تظهر رغوة في أافواههم بعد تسرب غاز سام إلى القبو الخاص بهم.
وكان المفتشون قد كشفوا عن مخاوف بشأن ادعاءات النظام بأن لديه 1300 طن فقط من المواد الكيميائية والتي قد تستعمل لإنتاج غاز السارين، ولكنهم أقلوا من زياراتهم إلى معامل الإنتاج خوفاً من القيود والتشديدات الأمنية التي تفرضها الحكومة .
وفي تصريحه للصحيفة  أضاف كايرنز “لم يكن لدينا خيار آخر سوى التعاون معهم، وقد أعاقنا شبح الأمن الضخم عن القيام بمهمتنا، ولذلك  كنا نذهب إلى هناك بالقوة أو نحاول القيام بعملنا من طرف واحد”.
======================
فورين أفيرز: حرب أردوغان ... المغامرة الكبرى للرئيس التركي
السبت 1 أغسطس 2015 / 00:12
24 - إعداد: مروة هاشم
تناول مقال تحليلي نشرته مجلة فورين أفيرز الأمريكية على موقعها الإلكتروني ما وصفته بالمغامرة الكبرى التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يسير إلى منطقة مجهولة باختياره فتح حرب على جبهتين في وقت واحد من خلال الضربات الجوية التي تشنها أنقرة ضد حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي.
أردوغان يسير في منطقة مجهولة باختياره فتح حرب على جبهتين في وقت واحد وهما حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي وعلى ما يبدو أنه بات واضحاً أمام أردوغان أن الأمن التركي لم يعد ممكناً من دون اتخاذ إجراء استباقي إذ أنه يواجه ثلاثة تهديدات من بشار الأسد والأكراد وتنظيم داعش الإرهابي وأكد المقال أن الحسابات السياسية للرئيس أردوغان ستؤثر سلباً على العلاقات ما بين أنقرة وواشنطن، وقد تؤدي إلى حدوث حالة من عدم الاستقرار الداخلي في تركيا والإضرار بالاقتصاد التركي إلى حد كبير.
استهل المقال: "يرى الغرب أن المواجهة التي تمت الأسبوع الماضي بين تنظيم داعش الإرهابي وتركيا وأسفرت عن مقتل جندي تركي وأحد المقاتلين المتشددين تُعد أول مواجهة عسكرية تركية مباشرة مع التنظيم الإرهابي منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2011. وعقب وقت قصير من ذلك الهجوم، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن تركيا سوف تشن حملة عسكرية ضد "كل المنظمات الإرهابية"، إذ أوضح أن الضربات العسكرية لن تكون قاصرة على تنظيم داعش الإرهابي فقط، وإنما ستستهدف أعداء تركيا الآخرين، وتحديداً حزب العمال الكردستاني".
أردوغان والمخاطرة المحسوبة
وعلى الرغم من أن المراقبين كانوا يتوقعون من أردوغان القيام بمثل هذا التصعيد، فإن ثمة عدد من العوامل التي كان لها دوراً في تشجيع أردوغان على اتخاذ هذا القرار المتهور، حسبما وصفه المقال. ولا يتبقى سوى الانتظار لتحديد ما إذا كانت تلك المخاطرة المحسوبة للرئيس أردوغان ستؤتي ثمارها بتحقيق قدر أكبر من الأمن أو المزيد من النفوذ الإقليمي والمزيد من السلطة داخل البلاد، أم سينتج عنها نتائج عكسية.
لفت المقال إلى أن نشاط تركيا المفاجىء جاء بعد ضغوط أمريكية استمرت عدة شهور. وفي غضون أسبوع، قامت تركيا بتكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية، ورفع القيود المفروضة على الطائرات الأمريكية لكي تحلق من قاعدة انجرليك العسكرية في تركيا إلى سوريا. كما دعت أيضاً تركيا حلف الناتو لعقد اجتماع طارىء نتج عنه إظهار التضامن مع حق تركيا للدفاع عن نفسها ضد الإرهاب، ولكن من دون أن يتم الاتفاق على الخطوات المقبلة.
إرادة سياسية منفردة
وأشار المقال إلى أن تركيا اقترحت إنشاء منطقة حظر طيران حول الحدود السورية، وأفشلت واشنطن هذه الخطة، بيد أن كل من الرئيس التركي أردوغان والرئيس الأمريكي أوباما اتفقا بالفعل على زيادة التنسيق مع تركيا بشأن الغارات الجوية الأمريكية ضد تنظيم داعش الإرهابي والاستمرار في تدريب مقاتلي المعارضة السورية، لتعزيز الجهود التركية.
وقال المقال: "لا تُعد رغبة تركيا في إقامة مناطق آمنة بشمال سوريا شيئاً جديداً، وإنما إرادتها السياسية لتحويل هذه الخطط إلى واقع بمفردها من دون انتظار الدول الأخرى، يُعد من الأشياء الجديدة اللافتة للنظر. وطوال فترة الصراع، جادلت تركيا أن هناك حاجة إلى مثل هذه المناطق الآمنة لحماية حدودها والسماح للاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم".
وذكر المقال أن وزير الخارجية التركي أكد هذا الرأي الأسبوع الماضي عندما قال: "بمجرد أن يتم إخلاء تلك المناطق من تنظيم داعش الإرهابي، سوف تتشكل المناطق الآمنة بصورة تلقائية، وسيتم تسوية قضية النازحين في تلك المناطق".
وعلى الرغم من استبعاد أنقرة لفكرة نشر قوات برية لدعم هذه العملية، فإن أردوغان قد أكد على التزام تركيا بتأمين تلك المناطق. وبحسب المقال، مازال الوقت مبكراً لمعرفة إلى أي مدى سوف يلتزم أردوغان بهذا الوعد، وإذا ما كان سيمتد إلى ما هو أبعد من غارات جوية وعمليات خاصة لمساعدة المعارضة. ولكن على الأرجح يحتاج أردوغان إلى أن يكون مستعداً لمواجهة قوات بشار الأسد إذا قامت بمهاجمة المناطق الأمنة، أو إرسال قوات برية إذا عجزت المعارضة السورية عن تأمين تلك المناطق.
تركيا ومخاطر صعود داعش
أما العامل الآخر الذي كان له دوراً في التوقيت الذي اتخذ فيه أردوغان قراره بالمغامرة الكبرى - كما أوضح المقال - فيتمثل في تنامي عدم ارتياحه تجاه تنظيم داعش الإرهابي. في خلال الشهور الأولى التي أعقبت صعود تنظيم داعش الإرهابي، يبدو أن أنقرة تعاملت مع هذا التنظيم على أنه مثل أي جماعة معارضة أخرى في سوريا، ومن ثم وضعت على قائمة الأولويات التي تهدد استقرارها كل من نظام بشار الأسد والأكراد فقط.
ولفت المقال إلى أن أردوغان قد اشتكى بالفعل من أن هوس الغرب بداعش ترجع جذوره إلى كراهية الإسلام والتحيز ضد الأتراك، مشيراً إلى أن الصحافة الغربية فضلت التركيز على تجارة السوق السوداء التي يقوم بها تنظيم داعش عبر الحدود التركية بدلاً من التركيز على الدول التي نشأ فيها بالفعل مقاتلي داعش.
وتابع "حدث خلال الأشهر الستة الماضية أن تحولت الحسابات السياسية لأردوغان مع تصاعد خطابات تنظيم داعش حول إقامة الخلافة المزعومة في اسطنبول، وكانت تلك التصريحات مزعجة داخل تركيا، لاسيما أنها جاءت قبل الانتخابات الوطنية، التي كان أردوغان يروج فيها أن حزبه الإسلامي المحافظ يحقق النهوض الديمقراطي لتركيا كقوة إقليمية مهمة تتجاوز التراث العثماني لها. والأسوأ من ذلك أيضاً كان التفجير الانتحاري في سروج الذي راح ضحيته أكثر من ثلاثين قتيلاً فضلاً عن مئات المصابين، الذين كانوا يستعدون للذهاب إلى معقل الأكراد في كوباني بسوريا. ويبدو أن ذلك الحادث كان القشة التي قصمت ظهر البعير".
حرب على جبهتين في وقت واحد
ورأى المقال أن أردوغان يسير في منطقة مجهولة باختياره فتح حرب على جبهتين في وقت واحد وهما حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي. وعلى ما يبدو أنه بات واضحاً أمام أردوغان أن الأمن التركي لم يعد ممكناً من دون اتخاذ إجراء استباقي، إذ أنه يواجه ثلاثة تهديدات من بشار الأسد والأكراد وتنظيم داعش الإرهابي.
وأكد أن تلك العمليات سوف ترهق الخدمات العسكرية والأمنية في تركيا، وستجعلها أكثر اعتماداً على المساعدات الأمريكية. وخلال الشهور القادمة، سيقوم حزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش الإرهابي بتكثيف عملياتهما العنيفة ضد الحكومة التركية، والبنية التحتية والمواطنيين الأتراك. وإذا تصاعدت الهجمات، فإن الاقتصاد التركي يمكن أن يتضرر إلى حد كبير.
حسابات أردوغان السياسية
توقع المقال أن تضر حسابات أردوغان السياسية علاقة تركيا بواشنطن وذلك في الوقت الذي ستكون فيه تركيا أكثر احتياجاً إلى الولايات المتحدة من أي وقت مضى.
وعلى الرغم من تأييد واشنطن للعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، فإن أوباما لا يتفق مع أردوغان على قراره بتوجيه ضربات ضد حزب العمال الكردستاني، وتعتقد واشنطن أن المجتمعات الكردية في سوريا والعراق أطراف شريكة فاعلة في دحر تنظيم داعش الإرهابي.
 وسيكون من الصعب السيطرة على الخلافات الاستراتيجية ما بين الولايات المتحدة وتركيا إذا استمرت أنقرة في تصعيد حملاتها العسكرية ضد الجماعات الكردية في جنوب حدودها.
المغامرة الكبرى
ورأى المقال أن تحديد تأثير كل ما سبق على مصلحة أردوغان الشخصية لايزال من الأشياء الغامضة. ففي السابق كان الرئيس التركي على استعداد للمغامرة بإجراء سلام مع الأكراد، ولكن أفعال تركيا اليوم ضد حزب العمال الكردستاني وخطابها القوي يمكن أن يؤديان إلى تقويض الوحدة الكردية على المستويين المحلي والإقليمي. وهذا سيخلق المزيد من عدم الاستقرار الداخلي في الوقت الذي ستكون فيه قوة عسكرية كبيرة لتركيا على المحك في حربها ضد الجماعات القتالية الإرهابية التي تسيطر على مساحات من سوريا.
واختتم المقال "في الوقت الذي تتشاحن فيه الأحزاب السياسية التركية فيما بينها للسيطرة على السلطة في المفاوضات الائتلافية، سيكون فوزاً واضحاً بالنسبة إلى أردوغان أن يُظهر قدرته على قيادة البلاد بشكل قوى، الأمر الذي سيجعله قادراً على إجراء انتخابات وطنية مبكرة".
ويمكن أن يستخدم أردوغان مثل هذه الانتخابات في استعادة أغلبية مقاعد البرلمان لحزبه، وتأمين حصة كبيرة من المقاعد بما يكفي للتحرك بحرية لإقرار إصلاحات دستورية لتحويل تركيا إلى نظام رئاسي.
وبناء على ما سبق يمكن أن يكون أردوغان الفائز الأكبر أو الخاسر الأكبر من جراء أحدث المعارك التي تخوضها تركيا في الوقت الراهن، ومن المؤكد أن علاقاته بالولايات المتحدة ستنتهي بالتوتر بغض النظر عن نتيجة المغامرة التي يقوم بها.
======================
بلومبرغ فيو: في دليل جديد على التخبط.. الولايات المتحدة تسقط فكرة إقامة منطقة آمنة في سوريا
جوش روجين: بلومبرغ فيو
بعد أيام من الإعلان عن توصل الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق حول القتال جنبًا إلى جنب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، عاد المسؤولون الأمريكيون ليصرون الآن على أنه، وبعكس ما تقوله التقارير، ليس هناك بالتأكيد أي خطط لدى الولايات المتحدة لإقامة “منطقة آمنة” داخل سوريا. وفي الواقع، يصر المسؤولون أيضًا على أنه ليس هناك لا “منطقة”، ولا خطة للحفاظ على أي منطقة “آمنة”.
وليس هذا التخبط سوى صورة مصغرة عن نهج الولايات المتحدة غير المنتظم في مواجهة تهديد الدولة الإسلامية منذ الصيف الماضي. ولازال كل تصعيد تدريجي يجر الولايات المتحدة أكثر في سوريا يبدو غير مدروس بشكل جيد، بل وحتى يتم شرحه بطريقة أكثر سوءًا. وحتى تستطيع إدارة باراك أوباما التوفيق بين الأهداف المختلفة لأعضاء الائتلاف المعادي للدولة الإسلامية، سوف يستمر مختلف الشركاء بالعمل على تحقيق أهداف متفاوتة.
وعلى سبيل المثال، تعد الدولة الإسلامية الهدف والأولوية الوحيدة بالنسبة للولايات المتحدة، في حين أنه، وبالنسبة لتركيا، تعد الأولوية هي ضرورة حماية المدنيين من نظام بشار الأسد في سوريا، وفي نهاية المطاف، إجباره على التنحي.
وفي الأسبوع الماضي، تبادل مسؤولون من الولايات المتحدة وأتراك في القطاعين العام والخاص نفي وتأكيد ما إذا كان البيت الأبيض قد وافق على إيجاد منطقة آمنة داخل سوريا أم لا. ووصل الأمر ببعض الصحف الرئيسة في الولايات المتحدة لدرجة نشر خرائط بدائية تعرض الأماكن التي ستغطيها المنطقة الآمنة المعادية للدولة الإسلامية. ولكن، وفي مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين الثلاثاء، جعل ثلاثة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية من الواضح أن الولايات المتحدة لا تمتلك أي خطط لإقامة منطقة آمنة، أو منطقة حظر جوي، أو منطقة جوية إقصائية، أو منطقة عازلة إنسانية، أو أي منطقة محمية أخرى من أي نوع.
وقال مسؤول كبير في الإدارة: “إننا لسنا هناك لتطويق مناطق والقيام ببعض الأشياء التي أعرف أنها نوقشت في السنوات الماضية، مثل مناطق الحظر الجوي والمناطق الآمنة. ما نحاول القيام به هو التطهير من داعش“. وأضاف: “أعتقد أنه من المهم عدم الخلط بين هذا وخلق تلك المناطق التي يمكنك التعرف عليها من خلال علامات الطريق والخرائط الكبيرة؛ ليس هذا ما يحدث الآن“.
ويوم الاثنين، قال مسؤول في البيت الأبيض الأمر نفسه للجمهور في اجتماع مغلق في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، مكررًا التأكيد على عدم وجود أي منطقة آمنة داخل سوريا، وفقًا لاثنين من الناس الذين كانوا في الاجتماع. وقال المسؤول إن إدارة أوباما سوف ترسل وفدًا إلى تركيا الأسبوع المقبل للعمل على ما سيبدو عليه التعاون الجديد على طول الحدود الشمالية مع سوريا بالضبط
وأصر كبار المسؤولين الثلاثة في الإدارة، خلال حديثهم إلى الصحفيين الثلاثاء، على أن العملية ستقتصر على تطهير قوات الدولة الإسلامية من منطقة على امتداد 68 ميلًا من الحدود بين تركيا وسوريا. وليس هناك أي حديث عن حماية المدنيين، عقد المناطق السكانية، أو التأكد من عدم مهاجمة المنطقة من قبل سلاح جو الأسد، الذي يواصل إسقاط “البراميل المتفجرة” على المناطق المدنية في جميع أنحاء شمال سوريا.
وقال أحد المسؤولين: “ما نفعله هو أننا ذاهبون وراء داعش حيثما أمكننا العثور عليها هناك في الشمال“. وأضاف: “والآن، نحن في طريقنا للعمل بشكل تعاوني مع الأتراك على ذلك. وأما فيما يتعلق بما سيبدو عليه هذا العمل بالضبط، ووسائله، فهذا ما ينبغي علينا العمل معهم على التوصل إليه“.
وكان كل هذا الارتباك قد بدأ في 23 يوليو/تموز، عندما نفى جون ألين، وهو الجنرال الأمريكي المتقاعد المسؤول عن جهود مكافحة الجهاديين، أن تكون “منطقة الحظر الجوي” داخل سوريا حتى “جزءًا من المحادثة” التي أجراها مع الأتراك، والتي أنتجت الاتفاق الجديد الذي سوف يسمح للطائرات الأمريكية باستخدام قاعدة انجرليك الجوية التركية لضرب أهداف في سوريا والعراق. (كان ألين يحاول التفاوض على اتفاق من شأنه إقامة هذه المنطقة داخل سوريا منذ العام الماضي، ولكنه أُفشل مرارًا وتكرارًا من قبل البيت الأبيض، الذي يكره هذه الفكرة).
وبعد ذلك بيومين، قال وزير الخارجية التركي، ميفلوت كافوس أوغلو، ما يلي في مؤتمر صحفي: “عندما يتم تنظيف المناطق في شمال سوريا من تهديد داعش، سيكون قد تم  تشكيل مناطق آمنة بطبيعة الحال. لقد كنا دائمًا مدافعين عن إنشاء مناطق آمنة وحظر جوي في سوريا. من الممكن وضع الناس الذين شردوا في تلك المناطق الآمنة“.
وفي الأيام التي تلت ذلك، ذكرت المقالات في صحيفة نيويورك تايمز، واشنطن بوست، ومطبوعات أخرى، أن الولايات المتحدة وتركيا وافقتا على العمل لإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا.
وتضمنت بعض التقارير الخرائط التي أظهرت بشكل تقريبي ما ستتضمنه المنطقة التي من المفترض أن تجعل المدنيين السوريين محميين من قوات الأسد. وانتظرت إدارة أوباما حتى يوم الثلاثاء لسحق أي مصداقية لهذه الفكرة.
وليس الفرق الأساسي بين ما تقوله إدارة أوباما اليوم وما قالته التقارير الإخبارية في وقت سابق من هذا الأسبوع هو ما إذا كان هناك منطقة ستتعاون الولايات المتحدة وتركيا على تطهيرها من مقاتلي الدولة الإسلامية، بل يتمثل هذا الفرق فيما إذا كانت تلك المنطقة ستكون “آمنة”، وخاصةً من الهجمات الجوية، أم لا. إن البيت الأبيض حذر من أي خطة قد تضعه في صراع عسكري مع نظام الأسد، ولم يتخذ أي قرار لحماية قوى المعارضة أو المدنيين من الهجمات الجوية.
وقد أشار مسؤولون سابقون وخبراء في الشرق الأوسط هذا الأسبوع إلى أن حماية المنطقة من قنابل الأسد ستكون عاملًا رئيسًا في نجاح المنطقة الآمنة في الواقع أو فشلها. وأشار فريدريك هوف، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية، إلى وجود بعض الغموض في خطة الولايات المتحدة وتركيا. وقال: “وجود قوات للمعارك البرية هو مشكلة يواجهها الائتلاف. والمشكلة الأخرى هي العمليات الجوية لنظام الأسد. إنها سهام رئيسة في جعبة داعش“. وأضاف: “على الرغم من التطورات الإيجابية الأخيرة، قد لا تكون هذه التطورات حاسمة فيما تم ذكره في التقارير، وتحديدًا في مجال حماية المدنيين”.
وبالإضافة إلى إسقاط التكهنات حول إنشاء أي مناطق آمنة، قال المسؤولون الكبار الثلاثة في الإدارة يوم الثلاثاء إنه لن يتم استخدام أي من قوات الولايات المتحدة أو القوات التركية لتطهير المنطقة الحدودية من الجهاديين. وأضافوا أن “قوى المعارضة المعتدلة” هي من ستقوم بهذه المهمة. ولم يحدد المسؤولون أي من قوات المعارضة سيتم استخدامها لتحقيق هذا الهدف، ولكن سوف يتوجب أن تتفق كل من واشنطن وأنقرة على هوية هؤلاء المعارضين.
وسوف يلغي هذا إمكانية استخدام القوات الكردية، وهي القوات الأكثر فعالية في المنطقة ضد الدولة الإسلامية، حيث أن الأتراك سوف يستخدمون الفيتو ضد هذه الفكرة. ولعدة أيام، قصفت تركيا مواقع قوات حزب العمال الكردستاني،  الذي تعتبره جماعة إرهابية، وكانت هناك بعض الادعاءات بأن تركيا ضربت القوات الكردية السورية كذلك. وقد دافع المسؤولون في الإدارة عن الضربات التركية، قائلين إن حزب العمال الكردستاني هو من بدأ أحدث جولة من العنف.
وأما بالنسبة للجيش السوري الحر، فقد تخلت الولايات المتحدة إلى حد كبير عن معظم ألويته في شمال سوريا أواخر العام الماضي، بعد أن تكبدت هذه الألوية خسائر فادحة أما الجماعات الثائرة الأخرى، بما في ذلك جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وتعد القوات المتبقية مشغولةً بالقتال من أجل بقائها في حلب وحولها. ومن غير المرجح أنها ستكون قادرة على السيطرة على الحدود التركية من دون الكثير من المساعدة الإضافية.
والمجموعة الأخرى التي لن تكون قادرة على ملء الفراغ هي مجندي برنامج “التدريب والتجهيز” الذي تنفذه وزارة الدفاع الأمريكية بقيمة 500 مليون دولار. وبعد تأخيرات كبيرة سببها مشاكل الفحص وعدم الكفاءة التنظيمية، أنتج البرنامج 60 من المقاتلين المدربين فقط، وقد تم ضم هؤلاء المقاتلين إلى مجموعات الجيش السوري الحر البعيدة عن الحدود التركية.
ولم تعطي الولايات المتحدة وتركيا بعد إجابات على الأسئلة الأساسية حول المنطقة المكافحة للجهادية الجديدة، بما في ذلك حجمها، من سيحميها ويعمل على تطهيرها، أو ما الذي سيحدث إذا هجومت من قبل قوات الأسد؟
ويقول المسؤولون الثلاثة إن البيت الأبيض يحاول معرفة كل هذه التفاصيل الآن. وإذا كان الماضي يشكل أي دليل، فمن المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في تركيزها على هزيمة الدولة الإسلامية فقط، وأن ترفض مواجهة الأسد أو حماية المدنيين. ولأن الأتراك يعلمون هذا، فيتوجب للأسف على أولئك الذين قضوا الأيام القليلة الماضية يتحدثون عن “مناطق آمنة” داخل سوريا أن يعلموا ذلك أيضًا.
======================
التليغراف :ماذا يعني تورط تركيا في غارات جوية للأكراد وداعش وسوريا وحلف الناتو؟
نشر في : الجمعة 31 يوليو 2015 - 02:35 ص   |   آخر تحديث : الجمعة 31 يوليو 2015 - 04:21 ص
التليغراف – التقرير
بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع في تركيا الأسبوع الماضي، أطلقت أنقرة غارات جوية وسمحت للولايات المتحدة باستخدام قاعدتها الجوية في انجرليك. يشرح خبراء كينجز كوليدج في لندن والكاتب ريتشارد سبنسر ما الذي يعنيه هذا التغيّر في السياسة التركية.
في غضون بضعة أيام بعد الهجوم الإرهابي على البلدة التركية سروج، والذي أسفر عن مقتل 32 شخصًا، بدأت أنقرة شنّ ضربات جوية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق وكذلك على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
قبل ذلك، كانت تركيا قد وافقت أخيرًا على طلب أمريكا من أجل الوصول إلى قاعدة انجرليك الجوية في البلاد لإطلاق حملات باستخدام الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار ضد داعش. تغيّر موقف أنقرة بشأن كيفية التعامل مع داعش ومهاجمة حزب العمال الكردستاني يعني أن الأزمة في سوريا قد تغيّرت بشكل ملحوظ.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للجماعات المختلفة المتورطة في هذا الصراع أو القلقة إزاء الأزمة السورية هو ما سيفسره لنا مجموعة من الأكاديميين من كينجز كوليدج في لندن.
ماذا تعني الضربات الجوية التركية لتنظيم داعش؟
جيل روسيل، قسم دراسات الحروب:
إنّ الحرب لم تكن لتستمر طوال تاريخ البشرية إذا كان من السهل إدارة سياستها. وتتجلى هذه الإشكالية في الدبلوماسية بين الحلفاء. تحرك تركيا نحو موقف أكثر تكاملًا ضمن حملة جوية ضد داعش هو أمر معقد ومتناقض، ويخلق العديد من المشاكل فضلًا عن الفوائد. يجب أن يكون هذا مقبولًا نظرًا لموقفها المتنازع عليه في هذه الأحداث، جغرافيًا وثقافيًا وسياسيًا واستراتيجيًا“.
وجود تركيا النشط في وسط كوكبة من القوى العالمية والمحلية المحتشدة ضد “الخلافة” المارقة يضيّق الخناق حول عنقها الاستراتيجي. وبالرغم من التوقعات المتشائمة في هذا الوقت من العام الماضي عندما ظهر تنظيم داعش في العراق في الصيف الماضي، كان النصر الوشيك للتنظيم في العراق وسوريا غير متوقع على الإطلاق. ولكنّ البناء التدريجي للمعارضة السياسية والاستراتيجية اللازمة ضد داعش، وانضمام تركيا أيضًا أدى إلى تعزيز هذا الجهد.
هزيمة داعش محتملة، ولكنها مليئة بالتحديات. إدارة العلاقات داخل هذا الائتلاف لن تتجنب الخلافات والشقاق؛ ففي بعض الأحيان، قد تعمل جميع الأطراف على أغراض متعارضة مع بعضهم البعض وكذلك الهدف المشترك دون إضعاف عزم مجموعة العمل. ومع إشارة تركيا إلى التزامها بموقفها ضد داعش، والمكافآت التي تلوح في الأفق حتى فوق السياسات المراوغة، فإنّ زوال التنظيم أصبح موضع تركيز من جميع الأطراف الآن.
الأكراد
فرانشيسكو ميلان، زميل بقسم دراسات الدفاع:
الزيادة في عدد، ومدى، ووتيرة الغارات الجوية ضد داعش سيصب بلا شك في مصلحة الأكراد السوريين، الذين يمثلون عنصر “القوات البرية” في الكفاح ضد الجماعة المتطرفة“.
من خلال وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، تمكّن الأكراد السوريون من ترسيخ أنفسهم باعتبارهم أحد الجهات الفاعلة الرئيسة في الحرب الأهلية في سوريا وفي الصراع ضد تنظيم داعش.
في حين طوّرت الولايات المتحدة علاقة ناجحة مع كل من وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، لم تفعل تركيا ذلك. تبدو حكومة أنقرة قلقة من إمكانية تمتع الأكراد بحكم ذاتي سياسيًا على طول حدودها، ولذلك تصر على الإشارة إلى كيف ينبغي النظر إلى الجماعتين باعتبارهما جماعات تابعة لحزب العمال الكردستاني، وعلى هذا النحو، يجب التعامل معهما على أنهما تهديدات لأمنها القومي. في الواقع، حالما بدأت الضربات الجوية التركية، ادّعت وحدات حماية الشعب الكردية أنها مستهدفة جنبًا إلى جنب مع ميليشيات داعش، ولكنّ الحكومة التركية زعمت أن وحدات حماية الشعب الكردية تبقى حاليًا “خارج نطاق الجهد العسكري الحالي”.
ربما الأهم من ذلك هو أنّ الغارات الجوية التركية لها تداعيات محلية جوهرية. كما ذكرنا سابقًا، فإنّ الجمع بين الهجمات التي قام بها حزب العمال الكردستاني ضد قوات الأمن التركية والضربات الجوية اللاحقة التي ضربت الملاذ الآمن للحزب في جبال قنديل أثر سلبًا على نحوٍ فعّال في أي أمل متبقي للتقارب بين الحكومة الحالية والأقلية الكردية.
بعد سنوات من المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، اتفق الجانبان في نهاية المطاف على وقف إطلاق النار في عام 2013. وبالرغم من عدم إحراز تقدم في المفاوضات، لكنّ وقف إطلاق النار استمر حتى الأسبوع الماضي. والآن بعد إعادة الاشتباكات، من المرجح أن تثار القضية الكردية مرة أخرى من الناحية الأمنية، لتطغى على النجاح الانتخابي الذي حققه حزب الشعب الديمقراطي، أول حزب موالي للأكراد يتجاوز العتبة الانتخابية الوطنية المحددة بنسبة 10%، التي حصل عليها في الانتخابات العامة الشهر الماضي.
سوريا
ريتشارد سبنسر، محرر شؤون الشرق الأوسط:
تثير الضربات الجوية التركية ضد داعش والأكراد احتمال تورط أنقرة المباشر في الحرب السورية لأول مرة. لذلك جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسألة إسقاط نظام بشار الأسد أولوية قصوى، لكنه رفض التدخل في الحرب مباشرة دون دعم أمريكي، وهو الأمر الذي لم يتحقق بعد. وبدلًا من ذلك، دعمت تركيا عددًا من الجماعات المتمردة، وسمحت لهم بنقل الإمدادات عبر الأراضي التركية“.
ومع ذلك، فمن خلال ضمان إقامة “منطقة آمنة” تشرف عليها الجماعات المتمردة المفضلة، وضعت تركيا سمعتها على المحك. إذا تم تشكيل هذه المنطقة بنجاح بفضل الهجمات الجوية التي تشنها الطائرات التركية والأمريكية، فلا بدّ من حمايتها -بما في ذلك، إذا لزم الأمر-، من طائرات نظام الأسد والبراميل المتفجرة.
أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، أقرّ ذلك في مقابلة مع صحيفة حريت، قائلًا: “كانت النقطة الهامة هي توفير الغطاء الجوي للجيش السوري الحر والعناصر المعتدلة التي تقاتل ضد داعش. وإذا كنا لن نرسل وحدات برية، ولن نفعل ذلك، فإنّ تلك القوات البرية التي تتعاون معنا ينبغي حمايتها“.
مصدر القلق الرئيس في تركيا هو منع الوحدات السورية الناشئة من التوسّع من عفرين في الغرب إلى الحدود العراقية في الشرق، مما يعزلها عن الداخل السوري.
هذا القلق سوف يتفاقم من خلال قبول الأسد الضمني في كلمة ألقاها يوم الأحد الماضي أن سوريا مُقسّمة إلى مناطق نفوذ مختلفة. في ظل دفاع الأسد عن المنطقة الأساسية في حين التخلي عن الشمال، سوف تضطر تركيا إلى التدخل لضمان تحقيق مصالحها وإلّا، فإنّ لاعبين آخرين، بما في ذلك الأكراد وداعش، سيكون لديهم مطلق الحرية.
حلف الناتو
فرانشيسكو ميلان:
قرار تركيا باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية لتوجيه ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة ضد ميليشيات داعش يعني أنّ العمليات الجوية في سوريا والعراق سوف تستفيد الآن من قرب قاعدة إنجرليك في سوريا، لأنها تبعُد أقل من 124 ميلًا من الحدود التركية-السورية. وإلى جانب السماح بعمليات جوية أكثر مرونة وبعيدة المدى في سوريا والعراق، فإنّ هذا القرار ينهي الصراع الدبلوماسي العنيف الذي استمر لأكثر من سنة: منذ بداية الحملة التي قادتها الولايات المتحدة، في يونيو عام 2014، جعلت تركيا الوصول إلى القاعدة الجوية مشروطًا بالتزام حلف الناتو بإقامة منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سوريا، من أجل عرقلة الجهود العسكرية التي يقوم بها نظام الأسد.
لا يبدو أن الاتفاق الأخير يشمل خطة لإنشاء منطقة حظر جوي شاملة، ولكن كان هناك حديث عن خطة محتملة لإنشاء ملاذ آمن داخل سوريا، يقع على طول أجزاء من الحدود التركية السورية الخاضعة حاليًا لسيطرة ميليشيات داعش. ومع ذلك، يبدو أن هذه الفكرة قد تكون “عملًا ساريًا” في أحسن الأحوال، كما أكّد داود أوغلو مؤخرًا أنّ تركيا لا تخطط لإرسال قوات برية للانتشار في سوريا، ولا يبدو أن أعضاء الناتو الآخرين على استعداد للمشاركة.
الأهم من ذلك هو أنّ الحكومة التركية قد تخفي الكثير وراء استراتيجيتها أكثر مما نراه حاليًا. لقد أعقب الضربات الجوية التركية ضد داعش سلسلة من العمليات الانتقامية ضد ميليشيات حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في شمال العراق، بعد حادث انفجار سيارة مفخخة أسفر عن مقتل جنديين تركيين يوم الأحد الماضي. أنهت تلك الأحداث هدنة استمرت لمدة عامين بين الجانبين.
وفي ظل تصاعد وتيرة العنف، دعت تركيا حلف الناتو لعقد اجتماع على أساس المادة رقم 4 من المعاهدة، والتي يمكن الاستناد إليها عندما ترى إحدى الدول الأعضاء أنّ سلامتها أو أمنها الإقليمي يتعرض للخطر.
الجدول الزمني للعلاقات التركية / السورية
يتم سحب تركيا إلى مزيد من الصراع المستمر منذ أربع سنوات في سوريا في أعقاب هجوم انتحاري، نُسب إلى تنظيم داعش، أسفر عن مقتل 32 شخصًا بالقرب من الحدود.
13 سبتمبر 2011
الشعب السوري لا يصدق الأسد، ولا أنا أيضًا“، هكذا قال رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك، بعد أشهر قليلة من وصفه الرئيس السوري بأنه “صديقه”. ويحذّر أردوغان من حرب أهلية في سوريا، ويقول في إشارة إلى طائفة العلويين الشيعة الموالين للأسد، والغالبية من المسلمين السُنة: “أخشى أنّ الأمور ستنتهي باندلاع حرب أهلية بين العلويين والسُنة“.
2 أكتوبر 2011
بعد سلسلة من الاجتماعات في العديد من المدن التركية، أعلن قادة المعارضة السورية عن إنشاء المجلس الوطني السوري، الذي يضم الفصائل لسياسية المعارضة لنظام الأسد.
15 نوفمبر 2011
أصدرت تركيا أولى عقوباتها ضد سوريا، وأوقفت عمليات التنقيب المشتركة عن النفط.
22 يونيو 2012
أسقطت القوات السورية الطائرة التركية التي قالت أنقرة إنها كانت في مهمة تدريبية في المجال الجوي الدولي.
11 مايو 2013
هجومان أسفرا عن مقتل 52 شخصًا في ريحانلى، وهي بلدة تركية كبيرة قرب الحدود مع سوريا.
16 سبتمبر 2014
هجوم داعش على كوباني، والاستيلاء على أجزاء منها، لتصبح المدينة مسرحًا لمعارك شرسة.
16 مايو 2015
قالت تركيا إنّها أسقطت مروحية سورية اخترقت مجالها الجوي.
20 يوليو 2015
قُتل ما يقرب من 32 شخصًا عندما هاجم انتحاري من داعش تجمعًا لنشطاء في بلدة سروج، بالقرب من الحدود السورية / التركية.
======================
رونين برغمان: يديعوت احرنوت: تحقيق شامل حول وضع حزب الله وخسائره في الحرب السورية
رونين برغمان: يديعوت احرنوت
حسب التقديرات الإستخباراتية، فإن حزب الله في الوقت الحالي يخضع لصعوبات هي الأكثر قساوة منذ نشأته حتى اليوم، غرقهُ في الوحل السوري والقتال ضد “داعش” حصد أرواح ما يفوق 1300 مقاتل من صفوفه، أكثر من مجموع خسائره في جميع حروبه أمام إسرائيل مجتمعة. لكن من ناحية أخرى فإن استعدادات نصرالله “لحرب لبنان الثالثة” وتحديداً التجهيزات لإقتحام مفاجئ لشمال البلاد واحتلال بلدات في الجليل، تتصاعد بشكل ملحوظ.
رونين بيرغمان، يقوم برسم تفصيلي لما يحدث في دوائر العدو الأول لإسرائيل، كيف يمكن للإتفاق النووي الإيراني أن يقوي حزب الله عسكرياً، وكيف أن صاروخ “كورنيت”  واحد نحو شارع عكا – صفد قادر على تغيير كل شيء.
في يوم الجمعة، 15 أيار الماضي، خرجت من بيروت قافلة لعدة سيارات ذات لون أسود قاتم، متجهة بسرعة شرقاً نحو الحدود السورية، ترافقهم سيارات دفع رباعي محملة بالجنود. لم يثر هذا الحدث إنتباه أحد ما في محيط مرور القافلة، فقد بات مشهد القوافل المحملة بالجنود والمرسلة يومياً من قبل حزب الله نحو سوريا مألوفاً. فقط أن قلة من هؤلاء الجنود سيعودون ليروا لبنان مرة أخرى.
لكن الأمر هذه المرة كان مختلفاً، فقد رافق القوافل صحفيون لبنانيون وغربيون ومبعوثون من وكالة رويترز، أسوشيتد برس، نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال وعدة مراسلين لوكالات ألمانية، وهي ليست تلك المجموعات التي يفضل حزب الله التعامل معها عادةً.
اتجهت القافلة نحو الحدود في جبال القلمون تحديداً في منطقة مطلة على أنحاء يحاول الحزب انتزعها من أيدِ (التكفيريين)…. كان هدف الزيارة واضحاً: “أظهِروا للعالم كيفي أن حزب الله يحارب جماعات تكفيرية أسلامية متطرفة”.
أحد هؤلاء الصحفيين الأجانب الذين انضموا لتلك الجولة “الغير عادية بتاتاً” قال لصحيفة يديعوت أحرونوت في اتصال من بيروت، أن مرافقيهم كانوا في قمة الاستعداد والمبالغة للتأكد من رضى الصحفيين الإجانب والعمل على تأمين كل متطلباتهم بدون تردد، طمعاً بالحصول على مقالات تخدم توجهات الحزب. وتابع أن “الجولة بدأت بشروط، أهمها عدم تطرق الصحفيين للوضع السياسي، وعدم اصطحاب أي أجهزة هواتف نقالة” في المقابل اهتم حزب الله بواجب الضيافة بشكل تام، ووفر أجواء مريحة “نسبياً” طبعاً بمقاييس الحزب.
بدأت الجولة في بعلبك، المعقل الأكثر أهمية للحزب، ومن ثم تابعت القافلة نحو الجبال الحدودية مع سوريا. في الطريق كان مقاتلو الحزب يشيرون بفخر لعربات متفحمة يقولون إنها تابعة لجبهة النصرة-الميليشيا الجهادية السنية التي تقاتل ضد قوات الأسد- وأنها دمرت بفعل دفاعات حزب الله.
الإنطباع الأول لدى الصحفيين يظهر سيطرة حزب الله على مناطق الحدود، ابتداء ببلدة “بريتال” في شرق لبنان، حتى الجنوب، فيما لم يُلاحظ أي تواجد للجيش اللبناني أو السوري، من كان يحمي الحدود من اقتحام داعش هم جنود لحزب الله. حيث “يصطف العديد من الجنود المسلحين  المستعدين وقف أي تقدم بأجسادهم وعدد كبير من الأليات الثقيلة” حسب وصف أحد الصحفيين.
تخلل الجولة، المرور في عدة بلدات شيعية، أظهر السكان بها إمتنانهم للحزب الذي “حافظ على رؤسهم من القطع” بالرغم من وجود داعش على مقربة من قراهم.
يقول أحد المواطنين: “سأكون سعيداً لو إن الجيش اللبناني هو من يقوم بحمايتي. لكن إسرائيل والولايات المتحدة تمنع نقل أي سلاح فعال للجيش اللبناني، خوفاً من مهاجمة إسرائيل له، وبذلك يصبح الجيش قوة ضعيفة غير قادرة على حمايتنا، وهنا تكمن أهمية وجود حزب الله في محيط البلدات”.
هذه هي الرسالة التي يحاول اليوم حزب الله بثها للعالم؛ هو القوة الوحيدة في المنطقة التي تقف في وجه الإسلام المتطرف، وهو القوة الوحيدة القادرة على منع سقوط “بلاد الأرز” في أيد التكفيريين، لذلك وبالرغم من كل تعقيدات العداء لإسرائيل، يريد الحزب أن يظهر بمظهر السد المنيع في وجه التيارات المتطرفة. تحديداً، أن يرسل رسالة مفادها، نحن مع الغرب في مكافحة الخطر التكفيري.
لكن، وعلى عادة الحزب، فإن ذلك جزء من الحقيقة فقط، فحزب الله لم يظهر للصحفيين حجم خسائره البشرية الهائلة وقبور المقاتلين المنتشرة في أنحاء الجنوب اللبناني بفعل الحرب السورية، كما أنهم لم يتحدثوا عن الضغط الداخلي الذي يعانيه حزب الله، والذي يترافق مع فترة هي من أصعب الفترات التي يواجهها منذ تأسيسه. أيضاً، لم يطلعوا الصحفيين أثناء جولتهم على الجهود المتسارعة التي يقوم نصرالله بإعدادها لحرب لبنان الثالثة، والذي يخطط خلالها أبعد من القصف الصاروخي والمدفعي على إسرائيل.
ضمن دوائر الإستخبارات الإسرائيلية، هناك من يطلق على حزب الله الأن لقب “حزب الله 3.0. أي حزب الله الجيل الثالث، فقد بدأ الجيل الأول من حزب الله في الفترة التي كانت بها إسرائيل تحتل مناطق في جنوب لبنان، والجيل الثاني تأسس في الفترة التي سبقت حرب لبنان الثانية، أما الأن فإن حزب الله هو قوة جديدة تماماً عما عرفته المنطقة… “الجيل الثالث”، من ناحية فإن مقاتليه باتوا عميقاً في المستنقع السوري، لكنهم من ناحية أخرى يكتسبون خبرات هائلة في القدرات القتالية والتدرب على أسلحة جديدة متطورة، ويبقى الحديث عن إستخدام تلك القدرات مسألة وقت لا أكثر.
وبواسطة تقارير إحصائية، ووثائق استخبارية، ستقوم يديعوت أحرونوت برسم تفاصيل داخلية للقوة العسكرية التي كانت وما زالت العدو الأول لإسرائيل…. نعم، حتى لو أصبحت داعش تماماً على الحدود.
قتل التكفيريين
قبل عام، كان حزب الله يعمل جاهداً لإخفاء أي أثر أو دليل يدل على إشتراك قواته في الحرب السورية. الحزب الذي اعتاد على الإحتفال بأي قتيل له أمام إسرائيل بجنازات ضخمة، فجأة، أصبحت مراسم دفن مقاتليه الذين يسقطون في سوريا سرية وغير علنية، وتحت جنح الظلام،  وكان صعباً على حزب الله الرد على الإنتقادات التي بدأت تظهر والإتهامات الموجهة لقياداته بأنهم يحاربون مسلمين أخرين بدل محاربتهم لإسرائيل والتي هي السبب الرئيسي لتواجد حزب الله أساساً.
لم يكن أحد من الصحفيين الغربيين يحلم بمثل تلك الجولة التي أعدها لهم حزب الله:
وفيق صفا، المسؤول عن الإرتباط والتنسيق في الحزب -وصاحب الصيت السيء في إسرائيل بعد صفقة إعادة جثث الجنود غولدڤاسر وريغيڤ- قام بإرسال رسائل محددة وموجهة تحديداً للجمهور اللبناني، تلك الرسائل نقلت عبر وسائل إعلامية يمولها الحزب، كالمنار وبعض مواقع الكترونية واخبارية ومن خلال عدد كبير من الإعلاميين الخاضعين لسيطرة حزب الله.
مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في حزب الله إبراهيم الموسوي، رفض كل الطلبات للتوضيح أو مرافقة عمليات الحزب القتالية، حتى محاولة بعض الصحف توثيق الجنازات الليلية كانت تواجه بالكثير من العنف. وكذلك محاولات تطرق مجلس النواب اللبناني لموضوع عمليات حزب الله كانت تقمع بشدة.
بعدها فهم نصرالله أنه من غير الممكن التستر كل هذه المدة على تورطه في الحرب السورية، بل حتى بات عليه أن يقوم باستغلال ذلك التدخل لصالحه. حدث ذلك عندما بدأت تظهر ڤيديوهات داعش التي قامت بها بقطع رؤس العديد من المعتقلين لديها وتحولها “للشيطان” في نظر الغرب، وبات حزب الله هو الوحيد المتواجد في مواجهة ذلك “الشيطان”.
قلب نصرالله التوجهات، فحزب الله الجديد لم يعد يخجل بحقيقة سقوط جنوده في سوريا، بل على العكس بات يفخر بذلك ويجاهر به: “هم يسقطون اليوم من أجل الإنسانية جمعاء”…. بين ليلة وضحاها تحولت جنازات الجنود المقتولين في سوريا إلى مراسم جنائزية ضخمة، ومناسبة لاستعراض مدروس جداً للقوة العسكرية.
وهنا كانت الإشارة للتغييرات في مظاهر الحزب الخارجية، فقد تم إستبدال إبراهيم الموسوي بمحمد عفيف الذي كان مديراً للأخبار في قناة المنار، والمطلوب من عفيف اليوم هو إعادة صياغة جذرية لصورة الحزب المتطرف. هذا الأمر لم يكن سهلاً، لكن حقيقة تواجد طرف آخر أشد تطرفاً، مع ولع شديد بتنفيذ علني لعمليات إجرامية مقززة، تصب حتماً في مصلحة هدف محمد عفيف.
أحد الإعلاميين الغربيين المتواجدين في بيروت، قال “إن عفيف يهمه إظهار أن داعش وجبهة النصرة، هم العدو المشترك لنا جميعاً، حزب الله، الشعب السوري واللبناني والشعوب الغربية
يقولون أنكم أنتم الغرب تروننا نحن العرب كتلة واحدة متطرفة، لكن ذلك غير صحيح، هناك الإسلام المتنور والمتطور، وهو ما يمثله حزب الله الشيعي، وفي الجانب الأخر هو الإسلام الظلامي المتخلف الذي يمثله السنّة المتطرفون. ضده يجب علينا أن نحارب جميعاً
لكن ليس لإسرائيل أي شك تجاه نوايا “المدافعين الجدد عن الغرب”، فحزب الله الذي يلعب على وتر الدفاع عن الإنسانية، هو العدو الأكثر حضوراً اليوم لإسرائيل طوال الـ 30 عاماً الماضية. هذا ما يعتقده الجنرال المتقاعد رونين كوهين، الذي شغل سابقاً منصب في وحدة مكافحة الإرهاب ونائب رئيس وحدة الدراسات في جهاز “أمان”.
كوهين اليوم أحد المالكين لشركة Inspiration، التي تدير مشاريع أمنية، وتقوم بتوفير وتحليل خدمات إستخبارية عن دول الشرق الأوسط والخليج الفارسي.  يقول كوهين: ” إن حماس هي الأخرى عدو لا يستهان به بالنسبة لإسرائيل، لكنه يعتبر ضمن هذه المنظومة الأخ الأصغر الذي يقف في الظل الأكبر لحزب الله منذ اتفاق الطائف عام 1989 الذي أجاز ضمنياً لحزب الله البقاء كقوة مسلحة في الساحة اللبنانية”.
فهمنا من ناحيتنا”، يقول كوهين   “أنه التهديد الإستراتيجي  والمركزي، فالمنظومات الإدارية والقتالية من صواريخ ودفاعات، والخطط التدريبية الإيرانية جميعها تم تدريجياً نقلها واستنساخها في غزة
باتت اليوم المجموعات الإستخبارية في إسرائيل تفهم أن وضع حزب الله أصبح مختلفاً عما كان قبل حرب لبنان الثانية، في أيار الماضي تحولت لهجة حسن نصرالله نحو إسرائيل لأكثر عدائية، حتى أنه في ثلاثة خطابات متلاحقة ظهر بها حسن نصرالله خلال أسبوع واحد، تضمنت كلها تهديدات واضحة نحو إسرائيل.
حتى الأن، وحسب التحليلات الإستخبارية، ليست هناك نية لدى نصرالله لبدء هجوم قريب على إسرائيل، وتحديداً بسبب غرق قواته في المستنقع السوري.
لكن ما هو مستقبل الأوضاع هناك؟هناك من يتوقع وبالرغم من الدعم الهائل من إيران وحزب الله أن ينهار النظام السوري بشكل كامل، وإن كان ذلك يحدث الآن بشكل بطيء. حينها سيعود نصرالله لموقعه على الحدود الشمالية جرياً وراء عنوان “الدفاع عن لبنان ضد العدو الإسرائيلي“.
بعض التقديرات تقول إن نصرالله لن ينتظر إنتهاء المعارك في سوريا، وسيقوم بخطوة عدائية تجاه إسرائيل حتى قبل سقوط نظام الأسد، لكن وحسب تقديرات الجنرال المتقاعد د.شمعون شاپيرا، ففي كلا الحالتين، حزب الله اليوم هو في أسوأ الأوضاع منذ تأسيسه.
الجنرال شاپيرا، صاحب المرتبة العالية في جهاز الأمن “أمان” والمستشار العسكري لنتانياهو في دورة رئاسته الأولى، والذي يعد من أهم الخبراء في إسرائيل بكل ما يتعلق بحزب الله، دار الحديث معه قبل تعيينه مؤخراً كمدير لمكاتب وزارة الخارجية حول خطابات نصرالله التي حملت تهديدات واضحة لإسرائيل، وعن عمق أزمة حزب الله في الوحل السوري التي دُفع إليها بفعل أوامر إيرانية.
لكن هذا التدخل يقول شاپيرا “حصد أثماناً عالية في الأرواح البشرية من مقاتلي الحزب، يقدر عددها حسب جهاز الأمن آمان بـ 1300 مقاتل من مجموع 8000-6000 مقاتل أرسلوا للقتال في سوريا، وهذا الرقم يعتبر نسبة عالية جداً، بالنظر أن غالبية القتلى هم من مقاتلي النخبة في صفوف الحزب
ويقدر شاپيرا عمق الأزمة التي يمر بها الحزب بالأشد سوءاً، فهو لم يدفع مثل هذا العدد من القتلى في جميع حروبه مجتمعة مع إسرائيل، وهذا ما يدفع للتململ في محيط الحزب وداخل قياداته.
في المقابل فإن الحزب يعمل جاهداً على إسكات تلك الأصوات التي بدأت تؤثر على حريته في إتخاذ القرارات، فالأمين العام السابق للحزب صبحي الطفيلي، صرح استناداً لمراجع دينية شيعية، أن “جميع من سقطوا في سوريا هم ليسوا شهداء، وبالتالي لن يكون نصيبهم الجنة”….. لا يمكن التساهل مع مثل هذه التصريحات، وخاصة أنها أحدثت هزة ليست بالقليلة في صفوف أبناء الطائفة الشيعية عامة وفي صفوف الحزب خاصة. يتابع شاپيرا، “بحسب مصادر إستخبارية، فإن التصريحات التي أطلقها الطفيلي، تلقى على إثرها زيارةً في بيته ببريتال أدت به لالتزام الصمت. لكن الطفيلي ليس الوحيد الذي انتقد تدخل الحزب في سوريا، فهناك العديد من المثقفين الشيعة الذين ينتقدون بشدة هذا التدخل
أيضاً بدأ الحزب مؤخراً استشعار عدم رضى المقاتلين وأهالي المقاتلين من التدخل في القتال السوري، ودفعه ذلك، يقول شاپيرا:  “ليصدر قراراً فريداً بعدم تجنيد أي مقاتل من عائلات سقط منها قتلى في سوريا، بعد أن كان الحزب يفاخر بإستعداد الأهالي للدفع بأولادهم للقتال في صفوف الحزب حتى بعد سقوط قتيل لنفس العائلة في الحروب السابقة مع إسرائيل
اليوم يصعب ويندر أن يحدث ذلك في صفوف الأهالي، فقد فهم البعض الأبعاد التي تقف خلف هذه الحرب، وباتوا اليوم غير معنيين بالدخول في صراع سني شيعي بدل حرب ضد إسرائيل.
لن نضع حرابنا
لكن الانتقادات الأشد قسوة هي تلك التي توجه من خارج الحزب ومن خارج الطائفة الشيعية تحديداً؛  السؤال عن الطائل من هذه الحرب بدأ يتردد في صفوف عموم الشرائح في لبنان، فحزب الله من ناحية يصرّ على الاحتفاظ بقوته المسلحة بحجة الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل، لكنه من ناحية أخرى يقوم باستعمال هذا السلاح في عمليات الإبادة التي يرتكبها الأسد في سوريا،  حتى أن هذا الدعم لقوات الأسد، دفع لوقوع العديد من العمليات الهجومية التي نفذتها جماعات سنية سورية متطرفة -ينتمي قسم منها لحركات الجهاد العالمي- ضد حزب الله تحديداً.
من ناحيتها جبهة النصرة لا توفر مناسبة إلا وتذكر بأنها ستنتقم عاجلاً أم آجلاً وبكل السبل من تدخل حزب الله في سوريا، فقد وردت العديد من التغريدات التي أطلقها قائد القوات التابعة لجبهة النصرة بالقلمون في 7 تموز الماضي والتي وجهت لحزب الله، يهاجم بها الحزب ويتهمه بالوقوف في صف الأسد (النصيري) ويحمل الحزب مسؤولية ما يحدث للاجئين السوريين في لبنان من اعتداءات طالت النساء والأطفال ويعد بالانتقام حتى لو بعد سنوات طويلة، ويعد الشيعة بالمصير الذي حل ببني إسرائيل عندما تحولوا لعبادة الأصنام، وتابع يقول:
إننا لن نضع حرابنا حتى يتم إحلال الشريعة في هذا البلاد ونسترد حقنا وكرامتنا“…. وبهذا فقد فتح حزب الله لنفسه جبهة أخرى.
في البداية حاول حزب الله تأسيس جماعات أطلق عليها “حزب الله سوريا” كان الهدف منها التقليل من الاحتكاك بين مقاتلي جنوب لبنان وبين أولئك الذين يقتلون السنة في سوريا، حتى أن الحزب قام بتصميم راية خاصة بهم، كتب عليها عبارات الشوق لزينب (إبنة علي الذي يطلق اسمها على مقام شيعي مقدس في ضواحي دمشق) والذي ادعى حزب الله بداية دخوله سوريا حماية لمقامها.
كانت الفكرة أن يؤسس حزب الله- سوريا تجمعاته على الحدود مع الجولان، ويقوم مستقبلاً بفتح جبهة أخرى مع إسرائيل. وأوكلت مهام تأسيس تلك الجبهة لجهاد مغنية، إبن عماد مغنية، قائد أركان قوات حزب الله الذي إغتيل في دمشق عام 2008، في عملية نسبت لإسرائيل والولايات المتحدة.
 نصرالله أراد أن يؤسس لرمزية يقوم بها الإبن بالإنتقام لمقتل أبيه “الشهيد” من خلال المتابعة في ذات الطريق، لكن الإبن الذي سار حقاً في ذات الطريق كما خطط نصرالله، تم إغتياله برفقة جنرال إيراني. وأيضاً تم نسب عملية الإغتيال لإسرائيل.
قام  نصرالله  بتعيين سمير القنطار في مكان مغنية الإبن، قاتل عائلة “هاران” في مدينة نهاريا، ليدير عمليات التنظيم.
د.شاپيرا يرى بذلك “محاولة لحزب الله لزج الدروز في الجولان السوري – والذين يدفعون ثمناً غالياً أمام تطرف المتمردين السنة- في الاقتتال
حالياً، في الجبهة الإسرائيلية لا يستطيع الحزب أن يسجل أي إنتصارات تذكر، فمنذ موت عماد مغنية تلقى الحزب العديد من الضربات المؤلمة، نسبت غالبيتها لإسرائيل، اغتيالات طالت العديد من القيادات، بينهم حسن اللقيس، مدير وحدة تطوير الوسائل القتالية في حزب الله، و تفجيرات غامضة في عدة مواقع سرية تابعة لحزب الله، و غارات وتفجيرات لقوافل عديدة تنقل أسلحة من سوري لحزب الله.
في عرف حزب الله فإن هذه العمليات تعني تغلغلاً عميقاً للإستخبارات الإسرائيلية في مفاصل الحزب القيادية، وهذه ضربة ليست بسيطة لنصرالله فيما لو صدقت الإدعاءات بإن اسرائيل هي من نفذت كل تلك العمليات.
كيف استطاعت إسرائيل الوصول عميقاً في بنية حزب عقائدي مغلق وأيديولوجي كحزب الله؟
مؤخراً إدعى حزب الله القبض على أحد عناصره المتعاملين مع إسرائيل، محمد شوربة الذي ينحدر من بلدة محرونة الجنوبية، بدأ العمل مع الموساد عام 2007، حسب التصريحات.
الشكوك بدأت تدور داخل قيادات حزب الله بعد الفشل في خمس محاولات انتقامية أعدها الحزب للإنتقام من عملية إغتيال عماد مغنية. شوربة كان في المجموعة الموكل لها الحفاظ على أمن نصرالله، وبعد ذلك تسلم عدة مواقع هامة في الوحدة 910، المسؤولة عن عمليات حزب الله الخارجية.
وحسب التصريحات فإن تجنيد محمد شوربة تم خلال سفره إلى الخارج ضمن مهامه الخارجية، وتحديداً خلال مهمة في آسيا.
حسب ادعاءات الحزب فإنهم وبعد الشكوك التي دارت حول محمد شوربة، قاموا بالإيقاع به من خلال إخباره عن عملية “مخطط” القيام بها ضد إحدى السفارات الإسرائيلية، والتي ستنطلق خلال 48 ساعة من داخل إحدى الشقق التي قام رجال حزب الله بمراقبتها، وبعد أن قام رجال شرطة محليين بتطويق تلك الشقة، استطاع حزب الله التأكد من شكوكه، وألقى القبض على محمد شوربة.
يذكر أن جهاد مغنية تم إغتياله بعد شهرين من إلقاء القبض على محمد شوربة “الجاسوس الإسرائيلي”، مما يعني أنه لو صحت الإدعاءات بإن إسرائيل هي من يقف وراء عملية الإغتيال فإن حزب الله ما زال مخترقا، بشكل واضح من قبل إسرائيل.
لا تنتهي بهذا مصائب حزب الله، فما زالت محكمة العدل الدولية الخاصة بمقتل رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري عام 2005، توجه إتهامات ضمنية ضد أعضاء في تنظيم حزب الله، كما يضج الحزب بعدة قضايا فساد، قسم منها غير معروفة التفاصيل ، أدت لتقليص تدفق الأموال الإيرانية للحزب، وخلقت إزمة مادية لا يستهان بها في الوقت الحالي، ومعلوم أن الأيديولوجيا وحدها لا يمكن أن تشتري الصواريخ.
هذا الأمر غاية في الحساسية
بالرغم من الوضع السيء لحزب الله -وربما بسبب ذلك- يعمل نصرالله ورجاله بجهد واضح للإعداد للحرب القادمة مع إسرائيل. يقول مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، “أن حزب الله يقوم بالإستعدادات للحرب كأنها ستندلع غداً”.
بعد مرور سنتين من انتهاء العمليات العسكرية في حرب لبنان السابقة، أعلن نصرالله أن قواته أصبحت على أتم الجاهزية العسكرية واللوجستية لخوض حرب جديدة، كمان أعلن أن مخازن الصواريخ لديه عادت لجاهزيتها، وأن أعدادها يفوق ما كانت قبل حرب 2006. ولم تتوقف من ذاك الحين عملية تطوير السلاح وتعاظمه في مخازن الحزب.
يتابع المسؤول العسكري الإسرائيلي رفيع المستوى: “لم يتسلم السكان مفاتيح بيوتهم الجديدة بدل تلك التي هدمت نتيجة القصف الإسرائيلي، إلا بعد الإنتهاء التام من بناء جميع المواقع والتحصينات العسكرية، وهنا يتضح سلم أفضليات الحزب”.
حسب التقديرات، فإن مخزون حزب الله من الصواريخ وصل إلى 100-80 ألف صاروخ، غالبيتها موجهة نحو إسرائيل. بالإضافة لذلك، طوروا وسائل أخرى أهمها الطائرات بدون طيار، التي تستطيع الوصول للعديد من المناطق الإسرائيلية، وإحداث التفجيرات.
بالعودة للصحفي الأجنبي في بيروت، فيقول: “لحزب الله مصلحة في الوقت الحالي بتشتيت إنتباه العالم عما يحدث في سوريا. هم اليوم يحاولون بث رسائل مفادها أن الحرب في سوريا لن تعيقنا في حال وجوب الدخول في حرب مع إسرائيل”.
مؤخراً سمح لأحد الصحفيين اللبنانيين، الدخول لأحد أهم التحصينات العسكرية الحديثة التي أقامها حزب الله، حيث اقتيد معصب العينين، وفقط سمح له برفع الغطاء بعد أن دخل إلى الحصن العسكري. حسب تقرير الصحفي، فإن التجهيزات داخل الحصن العسكري حديثة ومتطورة للغاية، شبكات التهوئة والكهرباء من أكثرها تطوراً. أجهزة الإتصال مع القيادة في الضاحية حديثة ومشفرة وجاهزة للعمل. كل ذلك هو من ضمن الإستعدادات للعمليات العسكرية القادمة مع إسرائيل، حسبما قيل لذلك الصحفي.
مع ذلك فإن عيون إسرائيل ليست بعيدة عن كل ما يحدث هناك، فهي تتابع بدقة وكثافة وعن كثب أي تحرك للقوات العسكرية للحزب بفضل قدراتها الإستخبارية وأذرعها المختصة بجمع المعلومات في لبنان.  فالطائرات من دون طيار العديدة التي نسبت لإسرائيل فوق الأراضي اللبنانية، ومنها تلك التي تحطمت يوم الجمعة الماض فوق البحر، هي من دون شك أحد أهم الأمثلة.
كما أن موضوع الأنفاق في شمال البلاد هو أحد أكثر المواضيع التي تشغل جيش الدفاع الإسرائيلي “ت.س.هـ.ل”.  فبعد عدة شكاوى من مواطنين إسرائيلين عن ضجة غير معلومة المصدر، تأتي من الأرض، أقام الجيش عدة أبحاث في مناطق محاذية للحدود لتقصي وجود أنفاق محتملة أقامها حزب الله عبر الحدود الشمالية لإسرائيل.  ليس واضحاً بعد ما أفضت إليه تلك الأبحاث التي تفتقد حالياً لوسائل تكنولوجية تثبت صحة وجود تلك الإنفاق من عدمها، ففي الحدود الجنوبية مع غزة بدأ الجيش بإستخدام تكنولوجيا متطورة جداً للكشف عن تلك الأنفاق، وهو ما تفتقد إليه الحدود الشمالية لإسرائيل في هذه المرحلة.
مصادر جيش الدفاع الإسرائيلي نفت وجود أي دلائل على قيام حزب الله بحفر أنفاق، لكن الأبحاث الحالية لم تنفِ بشكل تام وجود تلك الأنفاق.
لكن السؤال هو، في حال وجود تلك الأنفاق، ما الذي يمكن للحزب أن يفعله من خلالها..؟
يقول رونين كوهين :
على إثر هجوم القوات الأمريكية على العراق عام 1991، ترسخت لدينا نظرية أثبتت فعاليتها، وهي إستعمال سلاح الطيران بشكل كثيف جداً، يرافقه تدخل لقوات النخبة، وأقل ما يمكن من التدخل البري في مجريات الأحداث. هذه النظرية جاءت بعد تبلور أفكار ونتائج من قبل ضباط كبار في الجيش، “أننا لا نملك في الوقت الحالي القدرة التامة على حسم المعركة، لذلك نحاول أن نطيل الفترة الزمنية بين كل جولة من جولات المواجهة”.
يتابع:
واليوم أصبح حزب الله على معرفة بذلك. فبعد ست جولات من الحروب بين إسرائيل وحزب الله، لم تستطع إسرائيل حسم المعركة، فهم نصرالله أن الثمن السياسي والشعبي الذي يثيره عدد الجنود القتلى في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي، عامل هام في عدم قدرة إسرائيل على حسم المعركة”.
نصرالله استطاع الوصول لنتيجة أخرى، أن النظرية الأمنية لدينا، تستدعي نقل المعركة بأسرع وقت ممكن لأراضِ العدو، وهو ما يحاول نصرالله إتباعه في حروبه ضد إسرائيل مستقبلاً، وهو الهدف القادم لنصرالله. لذلك فإن الحرب التي يخطط لها  قد تتكون من عدة محاور تبدأ بالهجوم البري، وعن طريق الأنفاق. ثم هجوم لوحدات الكوماندو، ومضادات الدروع، وعمليات تخريبية في مناطق الجليل الأعلى المحاذية للشريط الحدودي، بهدف الصمود أكبر وقت ممكن.
في الهجوم ستقوم الوحدات المهاجمة باستخدام كثيف لمضادات الدروع كصواريخ “كورنيت” التي يصل مداها نهاراً حتى 5 كيلومترات، وليلاً حتى 3 كيلومترات. بواسطة هذه القذائف تتمكن الوحدات المهاجمة الوصول من خلال هضاب الجليل لإصابة وسائل النقل في الجليل الأسفل، وشارع عكا-صفد، المؤدي لمنطقة إصبع الجليل. فالمبنى الطوبغرافي، والنباتي المتوزع في الجليل يشبه تماماً تلك التي جاء منها مقاتلي حزب الله من الجهة المقابلة، وهي تماماً ذاتها التي يكتسب منها اليوم مقاتلي حزب الله خبرة هائلة في القلمون ومناطق مختلفة من سوريا، أكثر بكثير من تلك الخبرة التي يملكها جنود وضباط الجيش الإسرائيلي”.
من الواجب الإنتباه جيداً لما يقوله نصرالله في هذا السياق. فقبل حرب لبنان الثانية وعد بتحرير سمير القنطار وباقي المعتقلين اللبنانيين. عندما خطف الجنديين ريغيڤ وغولدڤاسير في 12 حزيران 2006، دعى لمؤتمر صحفي حينها، وأطلق إسم “الوعد الصادق” على عملية الخطف. مجريات الأحداث تتكرر اليوم بنفس السياق عن “تحرير الجليل”.
فما هي أهداف نصرالله إذاً؟
لا يهدف نصرالله إحتلال مناطق كاملة بشكل دائم. لكن يكفيه دخول خلية لحزب الله وانتشارها في المنطقة، الإختباء لفترة محددة وإحداث ضربات تخريبية، تدمير عدد من الأليات وتجمعات القوات الإسرائيلية المعدة لدخول لبنان، وبذلك يقوم بنسف مخططات جيش الدفاع الإسرائيلي لأي عمليه في العمق اللبناني”.
هذا السيناريو الذي يرويه كوهين، يجد كثير من المؤيدين له في دوائر الجيش والإستخبارات. هناك من يدعي أيضاً أن نصرالله سيحاول الوصول لإنجازات “إعلامية” من خلال صور لراية حزب الله فوق إحدى مدن وبلدات ونقاط إسرائيلية تم “احتلالها”. حتى لو قام بعدها بدقائق جيش الدفاع الإسرائيلي بالقضاء وسحق القوة المهاجمة، فإن تأثير تلك الصورة التي ستنتشر بكثافة هائلة، هو ما سيحدث الضرر الحقيقي.
يقول كوهين
جزء من المشكلة يكمن في أن جيش الدفاع الإسرائيلي، تحول أمام حزب الله وحماس لعنصر لصد الهجوم، فقد تنازل الجيش عن اتخاذ زمام المبادرة في الهجوم، وبدأنا بالبحث عن وسائل دفاع أمام القوة الصاروخية لحماس وحزب الله”.
لكن بالرغم من ذلك هناك في جيش الدفاع الإسرائيلي من يؤكد بأن حرب لبنان الثانية أحدثت حالة ردع قوية، بات حزب الله في حالة يصعب عليه القيام بأي عمليات عدائية، وهذه الحالة هي ما تقف عائقاً أمام نصرالله من تنفيذ تهديداته.
قد تبدو هذه الحالة واقعية نوعاً ما، لكن هناك في الأوساط الإستخبارية من يرون سبباً أخر لذلك، فمع بداية العمليات الحربية في 2006، كما علمت الإستخبارات في إسرائيل، وصلت إلى بيروت بعثة إيرانية رفيعة المستوى، يترأسها ممثلون عن الحرس الثوري الإيراني، الجهة التي تدير حزب الله. هذه البعثة قامت بتوبيخ نصرالله بشكل عنيف.
المحادثات مفادها:
إن المساعدات والتدريبات التي يقدمها الإيرانيون للحزب، هي معدة للإستخدام في وقت أخر تماماً عن الوقت الذي حدده نصرالله. فالقوة العسكرية لحزب الله أعدت لتكون اليد التي تستطيع بها إيران ضرب إسرائيل في أي وقت تقوم إسرائيل بالهجوم على مفاعلات إيران النووية. وكشف الأوراق بهذه البساطة، بسبب خطف غير مسؤول لجنود إسرائيليين (حسب الإيرانيين) كي يقوم نصرالله فقط بتحقيقي ما وعد به بإرجاع القنطار وباقي المعتقلين”.  ومن هو القنطار (أضاف أحد القياديين الإيرانيين) هو مجرد درزي ملعون..!
ومنذ تلك الجلسة الغير ودودة التي كاد نصرالله أن يفقد مكانته في قيادة الحزب، كبح نصرالله قواته، ليس بسبب خوفه من فتح جبهة مع إسرائيل، بل خوفاً من إيران. وإذا كان هذا هو الوضع حالياً، سيكون واضحاً لدى الإيرانيين أن إسرائيل لن تقوم بالهجوم على مفاعلاتها النووية، وبذلك سيرخون الحبل لنصرالله للقيام بما يراه مناسباً، يقول كوهين.  ومن لحظة التوقيع على الإتفاق النووي سيفتح المجال أكثر لإيران بتحويل الأموال والدعم لحزب الله وبسهولة أكبر.
وهناك بعض النقاط التي يجب أن تأخذها إسرائيل بالحسبان:
التغييرات الديموغرافية في الجيش اللبناني نفسه. تقليدياً، يتكون جيش لبنان من تمثيل متساوٍ لجميع أطياف اللبنانيين. لكن بعد حرب ال 2006 أمر نصرالله الشيعة بتكثيف الإنخراط في صفوف الجيش، وبذلك يمكنه من إنشاء قوة مواليه داخل الجيش اللبناني، ومن ناحية أخرى ذلك يمنع أي هجوم يمكن أن يقوم به الجيش اللبناني على حزب الله لمحاولة نزع سلاحه مستقبلاً. لا توجد معطيات دقيقة عن عدد المنتسبين الشيعة لصفوف الجيش اللبناني، لكن التقديرات تشير لغالبية شيعية بدأت تتركز في وحدات الجيش المفصلية، أو على الأقل بأعداد موازية لأعداد المسيحيين. فالدروز والسنة هم الأقل نسبة من مجموع تعداد الجيش اللبناني حالياً. كما أن بعض الشبان الشيعة الباحثين عن أجر ثابت وموارد ثابتة وتأمينات صحية، ولم يتم قبولهم في صفوف حزب الله، يرون بالإنتساب للجيش اللبناني فرصة جيدة، يباركها نصرالله بنفسه.
في الحرب المقبلة، يقول كوهين، أن إسرائيل عليها أخذ هذا الأمر بالحسبان، فالجيش اللبناني يتحول مع الوقت لقوة مؤازرة لحزب الله وسيكون أحد الأعداء لإسرائيل في الحروب المقبلة.
في المقابل فإن الأوساط اللبنانية تقول أن من سيقوم بالمبادرة في الهجوم هي إسرائيل، لتسترد هيبتها التي خسرتها في حرب ال 2006. لكن الطرفان يجتمعان على أمر واحد حالياً، هو أن الحرب القادمة ستكون عنيفة ودموية بشكل غير مسبوق، وإن الدمار التي ستحدثها تلك الحرب سيكون هائلاً وأكثر من كل المواجهات التي مضت في السابق.
في رد متحدث الجيش على ما ورد في هذا التقرير قال:
ينفذ جيش الدفاع الإسرائيلي عمليات أمنية واسعة النطاق على طول الحدود الشمالية، مع التركيز على وسائل الحماية ووسائل جمع المعلومات، من خلال وعي تام بأن الأنفاق تعد بالإضافة لعدة عوامل أخرى من التهديدات الخطبرة، وننفذ عمليات واسعة ميدانية واستخباراتية لكشف وجود أي أنفاق، في حال وجدت أساساً.
حتى الأن، في كل الشكواى المقدمة عن الشك بوجود بناء أو أصوات قادمة من باطن الأرض، تم فحص الأمر من قبل قوات مختصة وتم التأكد من عدم صحته، وحتى اليوم لم يتم إكتشاف أي نفق أو بئر في المنطقة. ويقوم الجيش بالعمل بشكل كثيف على تطوير قدرات تكنولوجية حديثة تساعد بكشف أي تواجد لتلك الأنفاق مستقبلاً.”
ترجمة: إياد عماشة-السوري الجديد
======================