الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 10-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 10-8-2015

11.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. صدى السعودية :«التايمز» تدعو للسماح بانتشار السلاح النووي واستخدامه كوسيلة للردع
2. ترك برس :كماشة أمريكا: داعش وحزب العمال الكردستاني
3. لوموند ديبلوماتيك :القتال في الخارج.. من عناصر الألوية الدولية إلى الجهاديين
4. واشنطن بوست: تحالف واشنطن وطهران ضد داعش يواجه حرجا
5. الأسوشيتدبرس: فرار مئات العائلات المسيحية من صدد بسوريا مع تقدم داعش
6. التايمز :القراصنة بالمرصاد للاجئين السوريين الفارين لأوروبا
7. الواشنطن بوست: 6/8/2015 :حرب تركيا الموازية تهدد معركتها ضد "داعش"
8. جوناثان مارشال* – (كونسورتيومنيوز. كوم) 20/7/2015 :الأصول الخفية للحرب الأهلية السورية
9. "الجارديان": الأزمة السورية تستمر لسنوات قادمة
10. عربي برس :الإسرائيليون يعملون بجد من أجل إبقاء تنظيم القاعدة قوياً في سوريا
11. ديلي ميل تسلط الضوء على إجرام تنظيم “داعش” الإرهابي بحق الأطفال #سوريا
 
صدى السعودية :«التايمز» تدعو للسماح بانتشار السلاح النووي واستخدامه كوسيلة للردع
منوعاتمنذ 25 دقيقة0 تعليقاتالمصدر : بوابة فيتو
ددعت صحيفة «التايمز» البريطانية للسماح بانتشار السلاح النووي من أجل السلام العالمي؛ لأنه يمكن استخدامه كوسيلة للردع، ونشرت تقريرها تحت عنوان «لأجل السلام العالمي لا تمنعوا السلاح النووي».
وأوضحت الصحيفة أن منع انتشار السلاح النووي فكرة خاطئة؛ لأن فكرة امتلاك السلاح النووي منذ 70 عامًا كان يرجع استخدامه كقوة للردع ضد الغزو أو الاعتداء على أراضي الدول التي تملكه.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجيت تاتشر والتي عرفت «بالمرأة الحديدية» قالت إن الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان تسبب في شعورها بأن الأرض تحركت تحت قدميها خلال اجتماع قمة في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك في عام 1986.
ولفتت الصحيفة إلى أن القمة حينها حضرها ريجان ممثلا عن الولايات المتحدة الحليف الاستراتيجي لبريطانيا وحضور الرئيس السوفيتي الأسبق ميخائيل جورباتشيف، وعرض ريجان حينها بكل سهولة تخلي بلاده عن جميع أسلحتها الباليستية دون حتى استشارة لندن.
وأوضحت الصحيفة أن «تاتشر» قالت لاحقًا إن الأسلحة النووية لطالما كانت جزءًا من الاستراتيجية الغربية لحفظ السلام العالمي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما دفعها بعد ذلك بأسابيع قليلة للتوجه لزيارة ريجان في منتجع كامب ديفيد للحديث حول هذا الأمر، وخلال لقائها ريجان تأكدت أن الولايات المتحدة لن تستغني عن أسلحتها الباليستية وستقوم بتطويرها.
وأضافت الصحيفة: إن السلاح النووي مهم للردع والدليل على ذلك آخر خطاب لرئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل أمام الكونجرس الأمريكي وطالب فيه بعدم التخلي أبدًا عن السلاح الذري إلا بعد التأكد من وجود بديل لحفظ السلام العالمي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسلحة النووية هي التي هدأت من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق
======================
ترك برس :كماشة أمريكا: داعش وحزب العمال الكردستاني
ترجمة ترك برس – التقرير
نرى وحدات حماية الشعب الكردي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وهي تقاتل في الحدود الشمالية من سوريا بالقرب من الحدود الجنوبية لتركيا، رغم اختلاف الأسماء إلا أن كلا التنظيمين (وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني) يتم التحكم بهم من الجهة نفسها، وإن ولاءهم كذلك ينتمي للجهة نفسها، هذه الوحدات تقاتل من أجل القضية الكردية لكن في الحقيقة هم يضرون بها ويسيئون لها بتصرفاتهم الهوجاء النابعة من القومية النتنة، في المقابل نرى تنظيم داعش الذي يسمي نفسه “الدولة الإسلامية” يقاتل كذلك باسم الدين، لكن في الحقيقة هم يسيئون للإسلام والمسلمين بتصرفاتهم الهمجية اللاإنسانية.
في سياق الأحداث الجارية في سوريا خرج علينا ممثل التركمان “عبد الكريم أغا” ليقول ويؤكد ما كنت قد نوهت عليه من قبل، بأن علاقة مشبوهة تدور بين داعش ووحدات حماية الشعب؛ فقد قال بأن وحدات حماية الشعب قامت بتسليم أراض استولت عليها من المقاومين الشرفاء إلى تنظيم داعش؛ ففي مقالات سابقة كنت قد وضحت وبالدليل والبرهان بأن داعش ووحدات حماية الشعب تعملان بشكل متكامل ضمن خطة الإرهاب والكماشة التي تضعها لهم الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي سياق الحديث عن التنسيق بين التنظيمات الإرهابية، فإني أعتقد أن أحداث سوراج كانت أيضًا نتاج عملية تنسيق بين التنظيمين الإرهابيين؛ فكل الأدلة والبراهين تشير إلى خيوط مشتركة بين داعش ووحدات حماية الشعب في عملية سوراج. في عمليات غير مُمنهجة وغير منظمة تخرج عنها نتائج عشوائية من مظاهرات هنا أو هناك، لكن في عمليات استراتيجية منظمة ومخطط لها ومعد لها باحترافية سابقة نرى النتائج التي رأيناها في عملية سوراج وما بعدها من أحداث مأساوية.
بعد كل هذا نعلم أن وراء هذه اللعبة الخطيرة الكبيرة القوى الإمبريالية من أمريكا والتحالف الدولي؛ فالأعمال الإرهابية المخطط لها في تركيا وسوريا والعراق تحدث تحت إشراف وتخطيط وتنسيق وموافقة هذه القوى الإمبريالية، فكما أوضح عبد الكريم أغا بأن هنالك تنسيقًا واضحًا ومفضوحًا بين داعش ووحدات حماية الشعب الكردي، وظهر ذلك جليًا عندما سلمت تلك الوحدات الأراضي التي استطاعت المقاومة تخليصها من داعش.
ولهذا؛ فإني بعدما وضحت شيئًا من ملامح هذه اللعبة القذرة أعيد وأكرر بأنه من الخطأ السماح للولايات المتحدة الأمريكية استخدام المطار العسكري في إنجرلك، وأن استخدامه سيكون مثل سابقاتها عندما استخدمتها لضرب العراق وأفغانستان وباكستان واليمن، ستكون الفاتورة الحقيقية من المدنيين وسيكون المتضرر الحقيقي والنهائي هو المقاومة السورية الشريفة.
======================
لوموند ديبلوماتيك :القتال في الخارج.. من عناصر الألوية الدولية إلى الجهاديين
نشر في : الأحد 9 أغسطس 2015 - 11:29 ص   |   آخر تحديث : الأحد 9 أغسطس 2015 - 11:29 ص
لوموند ديبلوماتيك – التقرير
ما هي النقاط المشتركة بين مناضل يساري توجّه إلى إسبانيا في عام 1936 للدفاع عن الجمهورية وبين فرد التحق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية؟ على مستوى الأهداف، لا شيء، ولكن يكشف فحص مراحل مسارهم عن بعض أوجه الشبه الّتي تسيطر على بدايات الالتزام وحول المخاطر المرتبطة بعودتهم في حالة الجهاديين.
لا نعرف عدد من سيعودون ومن بين العائدين، لا نعرف عدد من سينزلقون إلى العنف ولكن بالنظر إلى عددهم، الأمر مقلق للغاية“، هكذا لخّصت تصريحات منسّق الاتّحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيل دي كيرشوف [لصحيفة ليبراسيون في عددها الصادر يوم 20 نوفمبر 2014] هواجس القادّة الأوروبيين فيما يتعلّق بـ 3 آلاف مواطن توجّهوا للقتال في سوريا والعراق في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة.
ثم تابع دي كيرشوف: “لنفترض أنّ نصفهم قد عاد وتوقّعنا انزلاق 10 % نحو العنف، سنكون أمام 150 شخصًا تعلّموا استخدام الأسلحة والمتفجّرات وطوّروا شبكة رفاق في جميع أنحاء العالم ويزداد مستوى تسامحهم مع العنف بشكل كبير. ولعلّ قضية نموّش [شاب فرنسي قاد الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل بعد أن أمضى عامًا في سوريا] تبيّن لنا حجم الخطر. إنّه خطر كبير بما يكفي لمنع رؤساء وكالات الاستخبارات من النوم“. وتقترن النجاحات العسكرية لهذه التنظيمات في الواقع بالهجمات الّتي يقودها أفراد أو جماعات صغيرة في الأراضي الأوروبية: في المتحف اليهودي في بروكسل في عام 2014 وفي باريس ومونتروج في يناير 2015 وفي كوبنهاغن في فبراير.
هذا ما يثير الخطابات القلقة أو التفسيرات عن “حرب الحضارات” بما في ذلك من مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي يوم 28 يونيو الماضي على القناة الأوروبية الأولى.
تتكاثف اللجان البرلمانية وتقارير الخبراء والمؤتمرات الدولية كما ظهرت العديد من المبادرات مثل برنامج « Focal Point Travellers » التابعة لوكالة الشرطة الأوروبية يوروبول. ونشرت حزمة من التدابير لمنع مغادرة [المجندين للقتال] أو عودتهم حيث أتت مصادرة الجنسية ومصادرة وثائق الهوية وإيقاف المزايا الاجتماعية وتوجيه التهمّ وقمع الدعاية [لاسيّما على الانترنت] وتعزيز الرقابة على الحدود لتكملة ترسانات مكافحة الإرهاب التقليدية.
وأنشأت دول أخرى -مثل الدنمارك- مراكز لاجتثاث الفكر المتطرّف موجّهة إلى “علاج” العائدين، وجنّد في كلّ مكان تقريبًا العاملون في أجهزة الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية وحتّى الأسر نفسها للإبلاغ عن أيّ مؤشرات عن مغادرة للالتحاق بالجهاد.
تفسّر الحداثة الظاهرية لهذه الظاهرة وحجمها التحرّك الهائل وتقييد الحريات الّذي ينطوي عليه خاصّة فيما يتعلّق بالمغادرة والعودة على الرغم من توفّر العديد من الأمثلة عن أشخاص التحقوا على الرغم من معارضة دولهم الأصلية بصراعات لا تعنيهم في المقام الأوّل من الألوية الدولية في إسبانيا بين عامي 1936 و1939 إلى الألوية الّتي دعمت الثورة الساندينية في عام 1979 في نيكاراغوا أو القوّات الأفغانية والبوسنية والشيشانية مرورًا بالمتطوّعين الفرنسيين لمحاربة البلشفية بين عامي 1941 و1944 ومقاتلي الـ Mahal [هم متطوّعون يهود وغير يهود للقتال إلى جانب “إسرائيل”] في الحرب الّتي أدّت إلى إقام دولة “إسرائيل” في عام 1948، حيث كشف المحلّل السياسي الأمريكي ديفيد مالت عن تواجدهم في أكثر من 20 % من الحروب المسجّلة بين عامي 1816 و2005 في حين يتراوح عددهم بين بضعة مئات وعشرات الآلاف.
بغضّ النظر عن تنوّع التجارب والأحكام التاريخية الّتي يمكن أن يصدرها كلّ فرد عليه، يسلّط تجاورها الضوء على آليات مشتركة إذ يسمح بفهم ما يدفع البعض إلى ترك عائلاتهم وأصدقائهم وإطارهم الاعتيادي للعيش والعمل والالتزام بقضيّة بعيدة -أحيانًا ينظر إليها في محيطها على أنّها شريرة- غالبا ما تكون خطيرة مقابل أجر يبقى غير مضمون، على عكس أجر المرتزقة.
هناك حيث تسير الأمور
يكمن المسار الأوّل الأكثر وضوحًا ربّما في الأيديولوجيا، إذ تترك شهادات المقاتلين حيّزًا واسعًا للقصص العظيمة الّتي يتواجه فيه معسكران يحملان رؤى متعارضة عن العالم، إذ يشير مراد فارس من سوريا إلى “عدم وجود حدود وقوميات في الإسلام حيث يشكّل المسلمون أمّة واحدة” مؤكّدًا على أنّ “الحرب العالمية الثالثة والأخيرة قد بدأت في بلاده حيث يحارب العالم بأسره الإسلام“.
 يذكّر هذا التصوّر بالرسالة الّتي تركها هنري دوفال إلى والده في أغسطس 1944 الّتي كتب فيها: “في لندن، يلزم المرء بالقتال من أجل مصلحة الرأسمالية المتوحشّة في يد اليهودية الدولية وفي باريس، يلتزم المرء بمحاربة الشيوعية والسماح بظهور نظام جديد. لا تأسفون عليا، لقد اخترت الانخراط في فيلق المتطوّعين الفرنسيين ضدّ البلشفية“.
ويذكّر أيضًا بذكريات سيمون لاغونا، المناضل في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي الّذي التحق بصفوف الألوية الدولية في إسبانيا في ديسمبر 1936: “هناك أمر مهمّ للغاية، خبرناه ولا يستطيع الناس فهمه: معاداة الفاشية. كانت دعامة العصر؛ ولئن كان من الممكن أن تختلف التوجّهات في معاداة الفاشية فإنّ الجميع قد اتّحد بفضل الرغبة في قطع الطريق أمام الفاشيّة“.
تحشد ترجمة الصراع إلى فئات عامّة للغاية وفضفاضة إلى حدّ ما (الفاشية – معاداة الفاشية، الشيوعية- معاداة الفاشية، مؤمنون – كفّار، إلخ) لاعبين كانوا في البداية بعيدين، وهذا يسمح بإسكات الخلافات السياسية أو الاستراتيجية داخل المعسكر نفسه وفهرسة المواجهات حول الهويّات المؤيّدة في السابق من قبل أفراد في مجتمعهم لذا زاد تأطير حرب في البوسنة والهرسك (1992 – 1995) ضمن مفاهيم طائفية -العدوان على المسلمين- بدلًا من مفاهيم وطنية -سكّان البوسنة ضدّ الصرب والكروات- من فرص تجنيد المقاتلين الأجانب موسّعًا طيف الأشخاص المعنيين ومسهّلًا التماهي مع  أولئك الّذين يعانون.
يوضح إيمانويل مينيار، العامل في حفر السكك الحديدية والمناضل الشيوعي الشاب من إيسي ليه مولينو أسباب رحيله إلى إسبانيا في نوفمبر 1936: “حافزي الرئيس؟ لا يزال غامضًا لأنني لم أكن مناضلًا من ذوي الخبرة ولا يمكنني تحديد السبب جيّدًا. ما أستطيع تحديده هو وجود عمّال هناك وأنّني عامل تعرّضت إلى الاستغلال -هذا ما كنت مقتنعا به- وأنّ هناك أناس تمارس ضدّهم المجازر وأنّ من غير الطبيعي عدم مساعدتهم. فعلت ذلك بالفطرة“.
فطرة الانتماء الطبقي” وفقًا لرفيقه مارسيل برتون. نلاحظ وجود أسباب مماثلة لدى المسلمين الملتحقين بسوريا مثلما اتّضح من الرسالة الّتي أرسلتها شابّة إلى والدتها: “أحتاج إلى أفضل ما يمكن تقديمه من مساعدة إلى إخوتنا وأخواتنا، لا يجب أن يتعرّضوا إلى كلّ هذا بينما نكتفي بالمشاهدة دون أن نفعل شيئًا لتغيير الأمور”.
يشكّل وصف صراع ما من حيث الهويّة الشاملة المهدّدة محليّا من قبل ائتلاف قوى المعارضة ناقلًا قويًا لجذب المتطوّعين الأجانب، وتتضاعف هذه النظرة الدفاعية لدى البعض -الأكثر تسيّسًا ربّما- بالرغبة في المشاركة في تحقيق ملموس لمدينة فاضلة تتّخذ شكل ثورة اجتماعية أو نظام جديد أو دولة “يهودية” أو “إسلاميّة”.
يمكن أن تصبح المغادرة خيارًا عندما تبدو آفاق التغيير بعيدة هنا في حين أنّها تبدو أقرب هناك، إذ قال مناضل سويسري التحق بألوية العمل في نيكاراغوا في عام 1983: “في مجتمعنا الخاضع للسلطة القمعية والخرساني والنووي والعالق في النزعة الفردية الضيّقة، يصبح من الصعب علينا أحيانًا الحفاظ على زهرة الأمل يانعة تحت الشمس” وأضافت واحدة من رفاقه: “للمرّة الأولى، كانت هناك إمكانية ملموسة للذهاب إلى هناك لنكون على اتّصال مع الناس الّذين تمكّنوا من القيام بثورة“.
بالأمس في إسبانيا أو في فلسطين أو في ألمانيا واليوم في العراق وفي سوريا، يبدو أنّ المزج “بين العالمية المتجاوزة لكلّ مصلحة خاصّة ضيّقة وبين تجذّر بناء “يوتوبيا” [مدينة فاضلة] ملموسة على أرض الواقع” يفسّر الحشد الهائل للمتطوعين الأجانب، إذ يعبّرون عن رضاهم لتواجدهم “هناك حيث تسير الأمور” إذ يصرّح سليمان، الميكانيكي البالغ من العمر 24 عامًا والّذي توجّه إلى سوريا في ربيع 2013 مع زوجته وطفله: “هذه فترة تاريخية أرغب في أن أكون جزءًا منها إذ نعلم أنّ المهدي سيخرج من هناك لذا أريد أن أكون حاضرًا“.
في الممارسة العملية، يعتمد اكتساب شبكة القراءة هذه بشكل كبير على عمل الوسطاء في دول المغادرة إذ كثيرة هي الفضاءات الّتي تقدّم رؤية إيديولوجية للصراع وتنشرها: أحزاب سياسية وتنظيمات عمّالية أو صهيونية أو إسلامية وجمعيات خيرية أو ثقافية وتقدّم أحيانًا -بالإضافة إلى أسباب التحرّك- وسائل لتحقيقه من خلال جمع الأموال والرعاية اللوجستية اللازمة لنقل المتطوّعين أو الأسلحة أو المعدّات، وإنشاء مراكز لإيواء المقاتلين في مناطق الصراع وهناك جهات تنخرط علنًا في هذه التحرّكات مثل American League for a Free Palestine [الرابطة الأمريكية من أجل فلسطين الحرّة] في “إسرائيل” والحزب الشعبي الفرنسي بقيادة جاك دوريو مع فيلق المتطوّعين الفرنسيين في حين تكون جهات أخرى أكثر تكتّمًا مثل الـ حزب الشيوعي الفرنسي في إسبانيا.
ويحدث أحيانًا أن تدعم السلطات مثل هذه التنظيمات مثلما سهّلت وكالة الاستخبارات المركزية الـ سي أي آي في أواخر السنوات الـ 1980 نشاط بعض المساجد الأمريكية في تجنيد متطوّعين للقتال في أفغانستان وتمويلهم ولكن في أغلب الأحيان لا توافق عليها.
مع انتشار الإنترنت والتكونولوجيات الجديدة ازدهر أيضًا وسطاء افتراضيون ينشرون مقاطع فيديو دعائية ويتفاعلون على الشبكات الاجتماعية ويوفّرون عند الاقتضاء اتصالات وطرائق وهكذا اكتسب مراد فارس وعمر ديابي [المعروف أكثر باسمه المستعار، عمر أومصان] شهرة لدى الناطقين بالفرنسية والمعنيين بالنزاع السوري ولكن “من المهمّ عدم إغفال فرد يجسّد النظريات المنتشرة على المنتديات في  الحياة الحقيقية” وفقًا لتصريح مسؤول في المخابرات الفرنسية لصحيفة ليبراسيون في عددها الصادر يوم 2 يوليو 2015.
ودور هؤلاء الوسطاء مهمّ، لاسيّما وأنّ تعبئة المتطوّعين الدوليين تقوم خاصّة على المنافسة بين زملاء الدراسة أو أبناء الحيّ وبين الزملاء في العمل والرفاق السياسيين أو الأقران في الصلاة أو بين أفراد الأسرة نفسها، إذ يروي بيير أندريو أنّ في أعقاب اجتماع في إسبانيا، أنهى المتدخّل كلمته بـ “التساؤل عمّن كان على استعداد للذهاب“: “كنت مع صديقي جورج فاليه، وكنا نناضل سويّة في الخليّة نفسها. رفع يده فورا وعندما رأيته قلت: “بعده كلّ شيء .. ورفعت يدي أيضًا“.
وقد رسم المتطوّعون الأوائل مسارات رحلتهم من خلال نقل معلومات مفيدة لأقاربهم إلى درجة أنّ الجماعات تكوّنت أحيانًا على عين المكان، وفيما يتعلّق بسوريا والعراق تمكّن حوالي 20 شابّا من منطقة لونيه (هيرو) أو 15 من نظرائهم في حيّ لا ماينو في ستراسبورغ من التجمّع لبعض الوقت.
لئن كانت الأيديولوجيا غير كافية للتسبب في الانخراط الفوري، فإنّه تعطيه ممّا لا شكّ فيه معنى، لافتًا في معظم شهادات المقاتلين الأجانب، ومع ذلك لا تزال هذه القصص غير مكتملة أو حتّى مضلّلة ففي الواقع تبقى وسائل للعرض الذاتي والتبرير في مواجهة الأقارب أو الصحفيين أو الباحثين المنصتين إلى تصريحاتهم. وبالتالي يصعب استحضار وسائل أتفه مثل انهيار العلاقات العاطفية أو التفكّك الأسري والحاجة إلى الحصول على اعتراف والرغبة في اكتشاف العالم، ذلك أنّ الأسباب غالبًا ما تتداخل مع الأسباب المقدّمة من قبل التنظيمات الّتي تعتمد وهم التوافق الوهمي بين المناضلين والقضية.
بعيدًا عن الخطابات، يبدو فحص الخصائص الاجتماعية ومسارات المتطوّعين الأجانب بالتالي ضروريًا للكشف عن محدّدات الالتزام الفردي والجماعي.
من بين نقاطهم المشتركة الأولى للشباب: يظهر المسح الّذي أجراه المؤريخ ريمي سكوتلسكي للسجلات الـ 3910 الّتي ملأها الفرنسيون في إسبانيا أنّ الأفراد الّذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاما يمثّلون 60 % من العدد الإجمالي ولا يمثّل الّذين تزيد أعمارهم عن الأربعين عامًا الـ 4.4 % ويبيّن سجل الـ 595 “مقاتلا أجنبيّا في العراق” المقدّم من قبل الجيش الأمريكي في مدينة سنجار في أكتوبر 2007 أنّ أكثر من نصفهم أقلّ من 22 عامًا في حين أنّ 65 % من أعضاء ألوية التضامن مع نيكاراغوا الـ 235 الّذين درسهم كادلباخ أعمارهم أقلّ من 29 عامًا و6.8 % منهم فقط تتجاوز أعمارهم الأربعين. وأخيرًا إذا ما صدّقنا تصريحات البرلمانيين الفرنسيين، المتطوّعون للقتال في سوريا “هم في الأساس من الشباب الّذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عامًا”.
جند غوتشي” القادمين من الخليج
يكشف تحليل الوضع الاجتماعي والمهني -الأكثر صعوبة- أيضًا عن ثوابت إذ أنّ الالتزام يتعلّق في المقام الأوّل بالعمّال والقوى العاملة: أكثر من 82 % من الفرنسيين المنضمّة إلى الألوية الدولية في إسبانيا، ويشير فيليب كارار إلى أنّ “الموظّفين وعمّال المصانع والفلاحين شكّلوا الجزء الأكبر من فيلق المتطوّعين الفرنسيين، ممّا يدلّ على أن التنظيم قد انتدب في البداية داخل البرجوازية الصغيرة للغاية والـ لومبن بروليتاريا [البروليتاريا الرثّة]” وفي المقابل، طغى الطلاّب على المجنّدين في نيكاراغوا والعراق: 43 % و20 % من المجنّدين على التوالي.
تحتاج هذه الإحصاءات إلى توضيح إذ إنّها تشير في الواقع إلى أنّ أحد الشروط الرئيسة للانخراط في هذه التنظيمات يكمن في “الاستعداد الذاتي” فهناك العديد من العوامل مثل غياب العمل المستقرّ والمجزي والافتقار إلى حياة أسرية قائمة (ولاسيّما مع الأطفال) الّتي تسهّل في كثير من الحالات المغادرة لأنّ “لا شيء يشدّك للبقاء” ويتعلّق هذا الاستعداد أو التوافر أكثر بالطلاّب والشباب ولكن يمكن أن يشمل أفرادًا أكبر سنًا عانوا من فقدان الوظيفة أو الانفصال أو الموت.
يقدّم الالتزام في البداية قطيعة مع تفاهة الحياة اليومية وفي هذا السياق يقول أحد قدامى المحاربين في معركة تيرويل في الحرب الإسبانية الفوضوي ليو فولين: “تقديم نشرات [على الراديو] طول الأسبوع للذهاب إلى السينما يوم الأحد والبدء من جديد في العمل والسينما يوم الأحد، هكذا كانت الحياة آنذاك، كانت حياة رتيبة ولم أكن كذلك. كان سنّ العشرين يتحدّث، كما حدث مع غيري على ما أعتقد” في حين يشير مالت من جهته إلى تواجد أبناء من عائلات ثرية من الخليج في أفغانستان “يذهبون ويعودون كما لو كانوا في رحلة أو في عطلة” لـ “جولات جهاد” إلى درجة تلقبيهم من قبل المقاتلين المحليين بـ “جند غوتشي”.
يجتمع أحيانًا إغراء المجهول مع الرغبة في إعادة التقييم الذاتي، فمن لهم كفاءات عسكرية أو تقنية أو طبيّة يمكن أن يتطلّعوا إلى مواقع لا يمكنهم الوصول إليها في بلدانهم الأصلية مثل أحد عناصر فيلق المتطوعين الفرنسيين سابقًا الّذي منحت له قيادة وحدات قتالية في شمال العراق ويمكن أن يحصل الأكثر حرمانًا على إدراج في إحدى المجموعات وعلى راتب أحيانًا كما يبحثون أيضًا عن إمكانية استعادة كرامتهم من خلال جعل أنفسهم “مفيدين” وغالبًا ما يتمّ اعتبارهم عالة على مجتمعاتهم.
هذا هو الحال مع أصحاب السوابق الجنائية المتواجدين بأعداد كبيرة في مختلف المناطق المدروسة، فمن المؤكّد أنّ الخوف من القمع وانتظار المحاكمة يسرّعان من المغادرة وأنّ الالتزام المسلّح يمدّد من السلوكيات الخطرة السابقة (العنف والتحدّي وتعاطي المخدّرات)، ولكن لا ينبغي أن نقلّل ممّ تسمح به هذه التجربة من حيث إعادة بناء الثقة بالنفس: “هناك فرنسيون بائسون من وجهة نظر المجتمع، ذهبوا إلى إسبانيا وتعافوا بشكل جيّد فهناك تمّ إدماجهم جيّدًا في عقلية الألوية الدولية وأنشطتها ليتحلوا بسلوك أخلاقي مختلف تمامًا عن السلوك المشكوك فيه في حياتهم السابقة“، وفقًا للنقابي فرنسوا مازو. أمّا الجماعات الإسلامية فتقدّم مثالية ويمكن أن توفّر شكلًا من أشكال النهضة تتجسّد بتغيير الاسم  وتشهد الصور العسكرية المنشورة بتهوّر على الشبكات الاجتماعية على هذا التحوّل.
يبدو الالتزام بالمشاركة في حرب في الخارج إذن كلقاء بين العمل الأيديولوجي لصياغة الصراع والأحكام الشخصية المحرّضة على الرحيل، ولكن الصورة لن تكتمل دون بعد ثالث أساسي: ما يحدث عند الوصول إلى عين المكان.
عند الوصول إلى وجهاتهم في أعقاب رحلات غالبًا ما تكون غير قابلة للتصديق يضطرّون خلالها إلى الفرار من رقابة السلطات وإيجاد وسيلة لعبور الحدود (في أغلب الأحيان عن طريق دفع مبالغ للمهربين)، يكتشف الطامحون إلى القتال وضعيات مربكة للغاية: مدينة أو إقليم يمكن أن يخضع اليوم إلى سيطرة معسكر أو فصيل ليقع في اليوم الموالي تحت قبضة آخر ويلعب الحظّ دورًا كبيرًا في الوحدات الّتي يمكنهم الالتحاق بها: أدمج المناضلون الشيوعيون أعمدة فوضوية في إسبانيا والأكثر دهاء هم المتطوعون الشباب الأوروبيون الّذين بإمكانهم التباهي بالالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة فعلى عكس ما تدّعيه قياداتهم لا هذا التنظيم ولا ذاك يشكّلان في الواقع تنظيمات موحّدة بل تجمّعًا لوحدات قتالية (كتائب)، حيث أنّ التجنيد والسيطرة محليّان ويندرجان تحت راية هذا أو ذاك إذ بيّن رومان هويت في واحد من التحقيقات النادرة الّتي أجريت على الميدان حول الصراع السوري أنّ بعض المقاتلين يلتحقون في البداية بالجيش السوري الحرّ ثمّ بإمكانهم تغيير ولائهم وفقًا لتطوّر موازين القوى.
البقاء في منأى عن نار العمليّات
في تلك اللحظة يظهر أيضًا اللقاء بين نفاذ صبر القادمين الجدد والاحتياجات التشغيلية للجماعات على الميدان دون أن يتطابقوا بالضرورة، فالإرادة الجيّدة وأسابيع التدريب القليلة لا تكفي لبناء مقاتلين فعّالين وهذا ما يوضّحه السيّد أبو حجر، مهندس الكومبيوتر الفرنسي من أصول سورية وعضو “صقور الشام”: هؤلاء الشباب سيكونون عبئًا علينا، من الضروري حمايتهم لأنّهم لم يحملوا قطّ بندقية كما أنصح إخواننا الراغبين في الالتحاق بصفوف المجاهدين بدعمهم ماليًّا في البداية“. كان هذا أيضًا رأي أندريه مارتي، المتفقّد العام في الألوية الدولية في إسبانيا عندما كتب في عام 1936 لقادة الحزب الشيوعي الفرنسي: “إنّ الفصيل المكوّن من 515 رجلًا والّذين استقبلناهم هذا الصباح أسوأ من الفصيل السابق: نحو 42 % منهم لم يخدموا أبدًا في الجيش بالإضافة إلى وجود مرضى ومفصولين من الجيش بسبب تعرّضهم إلى إصابات“.
نظرًا لندرة الموارد (الغذاء والأسلحة والذخيرة)، تعتزم التنظيمات تخصيصها لمن سيكونون أكثر قدرة على الاستفادة منها واختيار القادرين على التكيّف بسرعة مع مطالب التكتيكات العسكرية، لذا يتعيّن على عدد من الشباب المتطوّعين في سوريا والعراق القيام بمهام وضعية ورتيبة مثل حراسة المعسكر أو نقطة تفتيش ويجب عليهم الحصول بأنفسهم على أسلحتهم (يتراوح سعر الكلاشينكوف بين 1300 و1500 يورو) وذخائرها، إذ يروي ياسين القادم من حي سين سان دنيس: “عندما تذهب إلى الجبهة تعطيك الكتيبة الرصاص ولكن عندما يتعلّق الأمر بأمنك الشخصي يجب عليك أن تشتريه بنفسك: يورو واحد مقابل رصاصة واحدة”.
الوضع مختلف بالنسبة لذوي المهارات النادرة. كتب مارتي: “حسب رأيي، من لا يجب ترحيلهم ممّن لم يقوموا بالخبرة العسكرية هم المتخصّصون فقط (الطيّارون والميكانيكيون وغيرهم)“. عملت المنظمة الصهيونية السريّة النشطة خلال الحرب بين عامي 1947 و1949 الـ هاغانا مباشرة وشخصيًا على استقطاب طيارين مدنيين وعسكريين انجلوسكسونية للالتحاق بصفوفهم. ومؤخّرًا أطلق دعاة تنظيم الدولة الإسلامية في مجلتهم الناطقة بالإنجليزية دابق “دعوة خاصّة للأفراد المتمتّعين بخبرة عسكرية وإدارية وفي مجال الخدمات بالإضافة إلى أطبّاء ومهندسين من جميع الاختصاصات”: “ندعوهم ونذكّرهم باتّقاء الله فهجرتهم فرض عين وهكذا يمكنهم تلبية حاجة المسلمين الملحّة إليهم“.
إذا ما شكّل “الخبراء” مجندين أصحاب قيمة، وغالبًا مع يتمّ التعامل معهم باحترام وبرواتب أعلى، فإنّ المتطوّعين الأجانب الآخرين يعانون من أجل الاندماج الكامل بين المقاتلين المحليين خاصّة وأنّ أغلبهم -بالإضافة إلى قيمتهم العسكرية المتواضعة- لا يتحدّثون أو لا يجيدون اللغة المحليّة، ممّا يزيد من مشاكل التنسيق والمخاطر لذلك غالبًا ما يتمّ تجميعهم حسب اللغات في ألوية مستقلّة ممّا يعمّق بعدهم عن الوحدات الأخرى.
يتصاحب سوء الفهم اللغوي غالبًا بسوء فهم الوضع المحلي على الصعيدين الثقافي والسياسي، إذ أنّ المفاهيم الأيديولوجية الّتي ينظر من خلالها المقاتلون الأجانب للصراع والّتي تبرّر تدخّلهم فيهم تدفعهم إلى تبنّي مواقف مبدئية، في حين يفضّل نظراؤهم المحليّون في بعض الأحيان نهجًا أكثر براغماتية، فهؤلاء يقاتلون من أجل الدفاع عن أسرهم وقراهم أكثر من قتالهم من أجل مشروع شامل، وفي هذا السياق يروي مارتي أنّ المرض العام الّذي كان يعاني منه المتطوّعون عند وصولهم إلى إسبانيا كان التعصّب دون وعي وعدم فهم سياسة الجبهة الشعبية وعدم دراسة الوضع في إسبانيا. حيث كان للفرنسيين والبولنديين والإيطاليين وغيرهم شعارًا واحدًا لمدّة 3 أشهر: السوفييت في كلّ مكان”.
يشير مالت من جهته إلى الاحتكاك الملاحظ في أفغانستان أو في البوسنة أو في الصومال بين أنصار “الجهاد العالمي” والراغبين في البداية في طرد القوّات السوفيتية أو الصربية أو الكرواتية أو الأمريكان أو الفصائل المعارضة. وخلال الصراع الإسرائيلي، تحوّل اختصار تنظيم المتطوّعين الأجانب باليديشية إلى “مجانين من خارج أرض إسرائيل“.
غالبًا ما يبدو المقاتلون الأجانب -الّذين التحقوا بالصراع للمحاربة من أجل المثل- متعنّتين عند تشكيل التحالفات الاستراتيجية الّتي تعتبر ضرورية من قبل القادة المحليين، مع جماعات مسلّحة ذات انتماء سياسي أو طائفي أو ديني مختلف ويسعون في بعض الأحيان إلى فرض رؤيتهم على السكّان المدنيين في تحدّ لتاريخهم. يشغل عمر أومصان “إمارة” كتيبة فرنسية في سوريا وانتقد بنفسه ما أسماه تجاوزات بعض الشباب الأوروبية الّتي قد تنفّر السكان الأصليين من القضية وفقًا له: “ذهبت للقائهم وقلت لهم: “الشريعة الّتي تطبّقونها جائرة” (…) فقبل تطبيق الحدّ على الزاني يجب إعطاء درس. (…) والرسول اتّخذ 23 عامًا لإرساء أسس الدين ولم تحرّم الكحول مرّة واحدة“.
يعاني المقاتلون الأجانب -من ذوي السمعة المشكوك فيها على المستوى العسكري وغير المتماشين مع المتطلّبات التكتيكية للصراع- في كسب شرعية في الأماكن الّتي ينشرون فيها. لذا يبقون في منأى عن نار العمليّات -مثل فيلق المتطوّعين الفرنسيين المرتبط بوحدات الأمن في الجيش الألماني من أجل ضمان النظام في ظهير الجبهة- أو يستخدمون -على العكس دون الكثير- كأفراد تتمّ التضحية بهم أمام نيران العدو.
تبقى معركة تيرويل خلال شتاء 1937 و1938 والّتي استبعدت فيها كتيبة كاملة من اللواء الدولي رقم 13 من الصرع محفورة في ذاكرة الناجين حيث أنّ نسبة القتلى والجرحى تجاوزت حصيلتهم في الوحدات الأخرى وفي العراق، تفسّر عقلية التضحية المرتبطة بضعف القيمة العسكرية للمتطوعين القادمين من الخارج سبب استخدامهم من قبل التنظيمات المحليّة لتنفيذ الهجمات الانتحارية، وإذا ما أضفنا إلى هذا صعوبة الحرب (حتّى بعيدًا عن الجبهة) ومدّتها والمسافة -أو عدم الثقة- الّتي تفصلهم عن السكان المحليين وشروط مشاركتهم في الصراع، نفهم انخفاض معنويات الأجانب في كثير من الأحيان.
يقاتل المستمرّون في القتال من باب الفخر والتضامن مع الجماعة أو بالواجب تجاه من سقطوا أكثر من القناعة الأيديولوجية في حين يسعى غيرهم إلى الفرار، ففي فبراير 1937، أغلق رئيس الحكومة الجمهورية الإسبانية فرانسيسكو لارغو كاباليرو الحدود وطلب من مدير الأمن منع رحيل المتطوعين الأجانب “بشتّى الوسائل بمساعدة الشرطة والحراس المعتدين“.
أمّا تنظيم الدولة الإسلامية فقد شكّل من جهته في الرقّة شرطة عسكرية لتعقّب الفارين مع إعدام نحو مئة منهم، وفقًا لصحيفة فاينانشيال تايمز في عددها الصادر يوم 19 ديسمبر 2014، واهتمّت دابق بنشر صورة تبيّن كيف قتل اثنان منهم، وعندما يتعلّق الأمر بالقاصرين والجنود المساكين، تبدو القيادات المحليّة أكثر سلاسة سامحة بفرار بعضهم فحتّى يوم 2 يوليو 2015 عاد 27 % من بين الفرنسيين الـ 1210 الملتحقين بالجهاد في سوريا والعراق.
ماذا يفعلون عند عودتهم إلى البلاد؟
لا يبقى المتطوّعون الأجانب غالبًا في الساحات الّتي قاتلوا فيها حتّى في حالة الانتصار: “كنت مستعدّا للموت من أجل إسرائيل لا للعيش فيها“، هكذا لخّص جنوب ‘فريقي انضمّ إلى المتطوّعين للقتال من أجل “إسرائيل”، ثمّ عاد إلى دياره، شأنه شأن 90 % من رفاقه. وقد أقلقت العودة دائمًا -وهذا أمر شرعي- أجهزة الشرطة والمخابرات: هل سيمدّد هؤلاء المقاتلين أنشطتهم في بلدانهم الأصلية ويهدّدون النظام الاجتماعي والسياسي أم أنّهم قد تعبوا ويبحثون عن حياة أقلّ صخبًا؟
تعتمد الإجابة بالطبع على الأفراد والسياقات والتدابير المتّخذة من قبل السلطات، ويشير مالت وسكوتلسكي إلى أنّ قدامى المحاربين الّذين يتمكّنون من إعادة الاندماج دون الكثير من الصعوبات في الحياة المدنية (مع تدابير أكثر أو أقلّ سريّة لرقابة الشرطة) يتابعون أحيانًا أنشطتهم السياسية ولكن بأقل كثافة وفي المقابل، يتّخذ المتعرّضون إلى قمع شرس مثل المتطوّعين في الصراع الأفغاني من الدول العربية طرقًا أخرى، إذ “يحترف” عدد كبير منهم في ظلّ استحالة العودة إلى بلدانهم لينتقلون من صراع إلى آخر، وهكذا يصبحون نقاط اتّصال بين مجموعات متفرّقة يساعدون في توحيدها تحت راية مشتركة (“الجهاد العالمي”) وحيث ينشرون خبراتهم على مستوى الهجمات وصناعة الوثائق المزوّرة وغيرها.
يجعل عالم الاجتماع إميل دوركهايم من الملاحظة والمقارنة أساس العلوم الاجتماعية. ليس لأنّ كلّ شيء مباح: عناصر الألوية الدولية ليس المتطوّعين للقتال من أجل “إسرائيل” أو فيلق المتطوّعين الفرنسين أو تنظيم الدولة الإسلامية، ولا تزال هذه التجارب غير قابلة للاختزال ولكنّ التحليل المنهجي للآليات المحدّدة الّتي يقاتل من أجلها أفراد يختلفون إلى هذا الحدّ من أجل أن تحقيق مدن فاضلة متعارضة يحرّك المؤشر من الحكم الأخلاقي إلى المجال السياسي فكيف من الممكن القتال في فترة معينة من أجل مُثل من المرجّح أنّ تدفع بعض أجزاء الشعب إلى مغادرة بلدانهم فقط لأنّ هذه المُثل تعطي معنى لوجودهم؟ يبدو من المؤكّد أنّ الخطاب الكسول عن “حرب الحضارات” الّذي يمزج التدخّلات العسكرية في الخارج بالتشنّج الأمني في الداخلي لا يشكّل إجابة على هذا السؤال.
المصدر
======================
واشنطن بوست: تحالف واشنطن وطهران ضد داعش يواجه حرجا
اليوم السابع
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن توسيع الحملة العسكرية الأمريكية ضد تنظيم داعش فى العراق، تعتمد جزئيا على شراكة غير مستقرة مع المليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وهى المليشيات التى عملت من قبل بلا هوادة على قتل القوات الأمريكية فى أعقاب غزو العراق وسقوط نظام صدام حسين. وتضيف الصحيفة الأمريكية، الأحد، أنه بينما تدخل الحملة الأمريكية ضد داعش، عامها الثانى، فإن هناك دلائل على أن هذا التحالف ربما يتفكك، إذ جددت مليشيا شيعية تهديدتها بالهجوم على الجنود الأمريكيين، وسط اتهامات باستهداف حملة القصف الجوى الأمريكية لقوى شيعية بدلا من عناصر داعش. وعلى الرغم من أن الرغبة المشتركة بين الطرفين لهزيمة تنظيم داعش الإرهابى، كافية لإبقائهم يعملون فى قضية مشتركة، لكن يقول مسئولون وخبراء إن كلا من المليشيات الشيعية والولايات المتحدة يدركون أن أهدافهم الإقليمية الأوسع متضاربة. وقال فيليب سميث، الباحث فى جامعة ميريلاند، إن بعض المليشيات الشيعية، المدعومة من إيران، نشرت أشرطة فيديو دعائية لهجمات سابقة على القوات الأمريكية وصور الأسلحة المستخدمة، مثل صواريخ IRAM مع عبارة تذكيرية "المحتل الأمريكى". وقال مسئول رفيع فى الجيش الأمريكى للصحيفة: "دعونا نكون صرحاء.. إنهم يراقبوننا ونحن نراقبهم". كما يقول البنتاجون إنه لا ينسق مع الوحدات المدعومة من إيران. لكن منذ يونيو 2014، مع استيلاء تنظيم داعش على مساحات من العراق وأجبر الولايات المتحدة على إستعادة عملياتها فى البلاد، فإن البنتاجون أجرى ترتيبات غير رسمية مع الشيعة لتجنب الصراع. وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن تعاونها تركز على رسم خرائط لمواقع المليشيات الشيعية قبل شن الغارات الجوية وتأكد المستشارين الأمريكيين من البقاء على مسافة بينها وبين مواقع القصف. وتشير واشنطن بوست إلى أن إيران استطاعت ترسيخ نفوذها سريعا فى بغداد، فى أعقاب رحيل القوات الأمريكية عام 2011، بعد 10 سنوات من الحرب فى العراق وسقوط نظام الرئيس صدام حسين. وتضيف أن بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش، كانت إيران أسرع من الولايات المتحدة فى تقديم دعم عسكرى سخى.
======================
الأسوشيتدبرس: فرار مئات العائلات المسيحية من صدد بسوريا مع تقدم داعش
اليوم السابع
ذكرت وكالة الأسوشيتدبرس أن مئات العائلات المسيحية فرت من قرية صدد السورية، بعد تقدم عناصر تنظيم "داعش"، من القرية التى تقع وسط سوريا، حيث يتزامن الهجوم مع مرور عام على بدء الضربات الجوية الأمريكية ضد التنظيم الإرهابى فى العراق. ونقلت الوكالة الأمريكية فى تقرير، السبت، عن أسامة إدوارد، مدير الشبكة الآشورية المسيحية لحقوق الإنسان فى سوريا، أن مئات العائلات فرت من صدد إلى العاصمة دمشق والمناطق الواقعة تحت السيطرة الحكومية فى حمص. وشنت قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة، ما يقرب من 6000 ضربة جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية حيث وسعت العمليات منذ أكتوبر 2014 لتشمل استهداف المتطرفين فى سوريا، بالإضافة إلى العراق. لكن بعد عام من بدء الضربات، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية قادر على شن هجمات داخل البلدين، رغم المكاسب التى حققتها القوات الكردية والعراقية الموالية ضد التنظيم الإرهابى. وقال الناشط المقيم فى سوريا، بيبر الطلاوى، إن اشتباكات عنيفة وقعت السبت، قرب بلدة "القريتين"، التى استولى عليها عناصر داعش، نهاية الأسبوع. وتقع البلدة على بعد 25 كيلومترا من الشمال الغربى لسداد، وتحديدا فى المثلث الواقع وسط حمص وتدمر ودمشق. وكانت قرية صدد قد وقعت تحت سيطرت جماعة "جبهة النصرة"، التابعة لتنظيم القاعدة، عام 2013، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية مرة أخرى. ويقول نشطاء إن القرية يسكنها حوالى 40 ألفا من المسلمين السنة والمسيحيين، فضلا عن آلاف النازحين داخليا، الذين فروا فى وقت سابق من المناطق التى وقعت تحت سيطرة داعش فى حمص. وبحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان، فإن القتال، السبت، تركز فى منطقة بين قريتى "القريتين" و"مهين"، منتصف الطريق إلى صدد. وأضاف إن القوات السورية قصفت المنطقة وقامت الطائرات الحكومية باستهداف عناصر داعش فى المناطق خارج قرية "القريتين". وقال مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، إن الناس تعيش فى خوف داخل المنطقة حيث يخشى المسيحيون أن يكون مصيرهم مثل الأقلية اليزيدية فى العراق وغيرهم من المسيحيين حيث اضطروا فى نهاية المطاف إلى الاختيار بين الفرار أو اعتناق الإسلام وإما مواجهة القتل على يد عناصر داعش. وأكد نشطاء أن تنظيم داعش خطف 230 مواطنا، بينهم عشرات المسيحيين من قرية "القريتين" قبل أيام. وأشاروا إلى إطلاق سراح بعض المسيحيين، فيما يبقى مصير آخرون غير معلوم. وفى فبراير الماضى، خطف التنظيم الإرهابى الوحشى أكثر من 220 مسيحيا أشوريا من محافظة الحسكة على نهر الخابور، ولم يطلق سراح سوى 29 شخصا فقط فيما يظل مصير الباقين مجهولا. ومن جانب آخر أشارت الأسوشيتدبرس إلى استمرار الحكومة المصرية البحث عن مهندس كرواتى، الذى زعم تنظيم إرهابى فى سيناء، خطفه وهددت بقتله ما لم تطلق الحكومة سراح عدد من نساء الإخوان المسلمين.
======================
التايمز :القراصنة بالمرصاد للاجئين السوريين الفارين لأوروبا
تزداد معاناة اللاجئين الذين يفرون من الاضطرابات في الشرق الأوسط إلى الشواطئ الأوروبية بتربص قراصنة بهم لا يبالون بمحنتهم بل يضيفون إليها بسلب ونهب ما يملكون من مال وحلي.
وتتم معظم الهجمات على البر الرئيسي التركي حيث ينتظر المهاجرون المهربين الذين يدخلونهم خلسة عبر المضيق الضيق الذي يفصل جزيرة ليسبوس اليونانية عن تركيا.
"تخشى السلطات اليونانية أن تكون هذه السرقات أسلوبا جديدا للمهربين الذين لم يعودوا يشاركون المهاجرين رحلتهم البحرية خوفا من القبض عليهم من قبل دوريات إنفاذ القانون"
ويفيد شهود عيان بأن الهجمات تتم أيضا في البحر، حيث يتربص اللصوص المسلحون باللاجئين السوريين الساعين إلى بداية حياة جديدة في أوروبا لنهب المدخرات والمقتنيات الثمينة التي بحوزتهم.
ويقول دانييل إسدراس -من المنظمة الدولية للهجرة- إن القراصنة يعرفون أن السوريين معهم الكثير من المال والحلي ويُعتبرون أهدافا سهلة لهم، ونبه إلى ضرورة قيام السلطات على جانبي بحر إيجة باتخاذ اللازم لتأمين سلامة هؤلاء المهاجرين قبل أن يتحول الأمر إلى المزيد من العنف.
يشار إلى أن أطقم المنظمة الدولية للهجرة أنقذت قبل عدة أيام أحدث ضحايا هذه الاعتداءات في قارب جرفته الأمواج على جزيرة ليسبوس، حيث نقلت ثلاث نسوة ورجلا سوريين إلى المستشفى تعرضوا لإصابات خطيرة في الرأس والصدر جراء الاعتداء عليهم من قبل اللصوص المسلحين الذين كانوا يبحثون عن النقود والمجوهرات.
من جانبها، تخشى السلطات اليونانية أن تكون هذه السرقات أسلوبا جديدا للمهربين الذين لم يعودوا يشاركون المهاجرين رحلتهم البحرية خوفا من القبض عليهم من قبل دوريات إنفاذ القانون.
المصدر : تايمز
======================
الواشنطن بوست: 6/8/2015 :حرب تركيا الموازية تهدد معركتها ضد "داعش"
(الواشنطن بوست) 6/8/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بعد مرور أقل من أسبوعين على إعلان تركيا والولايات المتحدة عن تصعيد الجهود لمحاربة مجموعة الدولة الإسلامية "داعش"، أصبحت هذه المبادرة تحت خطر التقويض بسبب حرب موازية تخوضها تركيا. فقد شرعت الطائرات التركية في قصف معسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال شرق تركيا وشمال العراق، ورد حزب العمال الكردستاني بشن هجمات على القوات الأمنية، مما حول وقف إطلاق النار القائم منذ سنتين إلى ركام. وبينما تعتبر الولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني مجموعة إرهابية، فإن هذا القتال الجديد يهدد بإضعاف التحالف ضد "داعش" ما لم يكن بالإمكان وقفه سريعاً.
يقول المسؤولون الأتراك إنهم شنوا الهجوم رداً على انتهاك حزب العمال الكردستاني لوقف إطلاق النار، في حين لام الحزب تركيا على السماح بوقوع انفجار انتحاري مدمر في الشهر الماضي، والذي قتل العشرات من الناشطين الأكراد. وفي الحقيقة، يبدو أن لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دوافع قوية لاستهداف المجموعة الكردية. فهناك مجموعة كردية سورية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني تكسب الأرض من "داعش" على طول الحدود التركية، بمساعدة القصف الجوي الأميركي. وبينما أعاق ذلك وصول الجهاديين إلى تركيا، فإنه زاد أيضاً مخاوف أنقرة من ظهر دويلة تركية أخرى على حدودها الجنوبية، إلى جانب منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق.
سوف تكون للمنطقة الآمنة بحكم الأمر الواقع في شمال سورية، والتي توافقت الولايات المتحدة وتركيا على إنشائها، ميزة منع الأكراد السوريين من توسيع منطقتهم باتجاه الغرب. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يساعد الهجوم على حزب العمال الكردستاني في تعزيز طموحات السيد أردوغان السياسية المحلية. ففي حزيران (يونيو)، رأى الرئيس ذو العقلية الأوتوقراطية آماله في إعادة كتابة الدستور التركي وهي تتقوض، أو تتأخر على الأقل، عندما فشل حزبه الحاكم، العدالة والتنمية، في كسب أغلبية برلمانية، وبهامش أقل بكثير من الأغلبية الساحقة التي يحتاجها لتغيير الدستور.
العنصر الأساسي في هزيمة السيد أردوغان كان حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، وهو مجموعة ليبرالية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، والتي اجتذبت دعم الأتراك العلمانيين الذين يعارضون محاولة السيد أردوغان إعادة مركزة السلطة. ويعتقد الكثير من المحللين الأتراك أن السيد أردوغان يأمل أن يدعو إلى انتخابات جديدة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم؛ وربما تقول حساباته أن الحرب مع حزب العمال الكردستاني ستخفض دعم الحزب الكردي. وربما تعني أي خسائر يمنى بها ذلك الحزب كسب مقاعد إضافية لحزب السيد أردوغان، مما يسمح له باستعادة الأغلبية.
ينبغي أن يكون كل جزء من هذه الاستراتيجية مثيراً للمتاعب بالنسبة لإدارة أوباما. وكانت العلاقات الأميركية-التركية قد تدهورت مسبقاً في السنوات الأخيرة، بينما كان السيد أردوغان يحتُّ ديمقراطية البلد من خلال الحملات على الإعلام والمجتمع المدني؛ وسوف تفضي مبادرته البوتينية لإعادة كتابة الدستور إلى مضاعفة الضرر. وفي الوقت نفسه، ظهرت القوات الكردية في العراق وسورية باعتبارها المنافس البري الأكثر فعالية ضد "داعش"، وأفضل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. ومع أن الهجوم الكردي لم يمس تلك المجموعات مباشرة، فإن الصراع الجديد يمكن أن يسمم علاقات الولايات المتحدة الضعيفة أصلاً مع تركيا، ويزيد من تعقيد العمل العسكري ضد الجهاديين.
سوف تكون أفضل استجابة أميركية للواقع الجديد، هي حث السيد أردوغان على أن يوقف بسرعة هجومه ضد حزب العمال الكردستاني، وأن يسعى للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار. وفي افتتاحية نشرتها "الواشنطن بوست" في الأسبوع الماضي، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن عملية السلام المتوقفة منذ وقت طويل لم تمت، وأنه "مصمم على المضي بها قدماً إلى الأمام، بأكبر سرعة أستطيعها". ويجب عليه أن يلتزم بذلك التعهد.
 
======================
جوناثان مارشال* – (كونسورتيومنيوز. كوم) 20/7/2015 :الأصول الخفية للحرب الأهلية السورية
جوناثان مارشال* – (كونسورتيومنيوز. كوم) 20/7/2015
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في الأشهر الأولى من الحرب الأهلية السورية، قدمت وسائل الإعلام الرئيسية في الغرب الصراع هناك على أنه مجرد قضية بسيطة، طرفاها محتجون أخيار في مقابل حكومة شريرة. لكن الصراع كان أكثر تعقيداً من ذلك، ولم تفعل هذه النسخة للقصة من جانب واحد سوى جعل الأمور أكثر سوءا فقط، كما يكتب جوناثان مارشال.
منذ أن بدأت الحرب الأهلية السورية في العام 2011، لقي ما يقرب من ربع مليون من الناس حتفهم، وأُجبر نصف سكان البلد بالكامل على الخروج من ديارهم، مما خلق أسوأ أزمة لاجئين في ربع القرن الماضي. وفي الوقت نفسه، يجعل التقدم المستمر للفصائل الإسلامية الوحشية -التي وصفها ضابط رفيع في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في العام 2013، بأنها "التهديد الحالي الأعلى للأمن القومي الأميركي"- يجعل من فرص استعادة السلام وحقوق الإنسان تبدو أكثر بعداً من أي وقت مضى.
ثمة العديد من الأطراف المسؤولة عن هذا الوضع، لكن من بينها بالتأكيد تدخلات الولايات المتحدة وحلفائها، والذين أقاموا أساسهم المنطقي لدعم المعارضة الإسلامية -ورفض احتضان فكرة إجراء مفاوضات سلام جادة- على أساس أن الرئيس السوري، بشار الأسد، هو دكتاتور شرير بشكل فريد. وقد خرجت هذه الصورة للأسد مباشرة من ردة فعل نظامه الوحشية على الاحتجاجات المدنية التي بدأت في أوائل العام 2011، بعد وقت قصير من بداية الربيع العربي.
في تلخيصه للفكرة السائدة، لاحظ "التحالف الدولي لمسؤولية الحماية"، أن "سبب الأزمة في سورية كان الاحتجاجات التي جرت في منتصف شهر آذار (مارس) 2011 للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين. وقد ردت قوات الأمن الوطني على التظاهرات واسعة النطاق، والتي بدأت سلمية، باستخدام العنف الوحشي. ومنذ صيف العام 2011 وما بعده، رفض الرئيس السوري بشار الأسد وقف الهجمات وتنفيذ الإصلاحات ذات المغزى التي يطالب بها المتظاهرون. وفي تموز (يوليو) 2011، ظهرت روايات الشهود والضحايا ووسائل الإعلام والمجتمع المدني، والتي قالت إن القوات الحكومية أخضعت المدنيين للاعتقال التعسفي والتعذيب، ونشرت واستخدمت المدفعية الثقيلة ضدهم".
في شهر آب (أغسطس) ذاك، وفي أعقاب ظهور التقارير الحاسمة حول جرائم النظام، انضم الرئيس باراك أوباما إلى القادة الأوروبيين في مطالبة الأسد بـ"مواجهة واقع رفض الشعب السوري التام لنظامه" و"التنحي". وعمدت واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على سورية، مما دفع سفير سورية لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، إلى التأكيد على أن الولايات المتحدة "تشن حرباً إنسانية ودبلوماسية ضدنا".
لكن الفكرة السائدة -أن "حركة الاحتجاج في سورية كانت سلمية إلى حد كبير وغامر حتى أيلول (سبتمبر) 2011" – هي فكرة خاطئة، أو أنها غير مكتملة في أحسن الأحوال. وفي واقع الأمر، تحولت المعارضة للحكومة إلى اعتناق العنف منذ البداية تقريباً، وكانت تهدف على الأرجح إلى إثارة رد فعل قوي من أجل استقطاب البلد.
على الرغم من أن أي شيء لا يمكن أن يبرر الجرائم الكثيرة التي ارتكبتها قوات الدولة في سورية، في ومنذ ذلك الحين، فإن الحقائق التي تجاهلتها معظم وسائل الإعلام وروايات الحكومة تشير إلى أن المسؤولية عن الفظائع والأهوال التي تشهدها سورية، تبقى مشتركة إلى حد كبير. وأن الحقائق تقوض المسوغ المنطقي للمطالب المتصلبة بـ"تغيير النظام" من جهة القادة الغربيين ودول الخليج، الذين أغلقوا الباب أمام إجراء أي مفاوضات جادة، وفتحوا الطريق أمام المذابح الجماعية وصعود المعارضة الحالية التي يهيمن عليها الإسلاميون.
بداية عنيفة
كانت مدينة درعا، الواقعة في جنوب سورية بالقرب من الحدود الأردنية، هي مركز وبؤرة الاحتجاجات التي قدحت زناد الحرب الأهلية في سورية في العام 2011. وقد تزايدت المشاعر المعادية للحكومة بسبب الدفق الأخير من العائلات الغاضبة واليائسة، التي أفقرها وجردها من استقرارها ما وصفه أحد الخبراء بأنه "أسوأ موجة جفاف طويلة الأجل، ومجموعة من أكثر موجات فشل المحاصيل حدة منذ بدء الحضارات الزراعية في منطقة الهلال الخصيب قبل آلاف السنين".
في أوائل آذار (مارس) 2011، اعتقلت الشرطة في المدينة وعاقبت بالضرب المبرح عدداً من طلاب المدارس الثانوية، بسبب كتابتهم شعارات مناهضة للحكومة على الجدران. وبطريقة مستوحاة بلا شك من الربيع العربي، تجمع محتجون في مسجد محلي، وبدأوا مسيرة للمطالبة بالحقوق السياسية ووضع حد للفساد، وهم يهتفون: "الله، سورية، حرية". وذكرت التقارير أن الشرطة السورية استجابت باستخدام خراطيم المياه والهراوات، وحتى بإطلاق النار، لتفريق المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من المتظاهرين. وزعمت وكالة الأنباء الحكومية أن "متسللين" بين المتظاهرين قاموا بتحطيم السيارات ودمروا ممتلكات أخرى وهاجموا الشرطة، مما تسبب في حدوث "الفوضى والشغب".
بعد ذلك، ذهبت الأمور من سيئ إلى أسوأ عندما رد المتظاهرون على عنف الشرطة. وكتب أحد الصحفيين الإسرائيليين في ذلك الحين: "في بادرة غير معهودة تهدف إلى تخفيف حدة التوتر، عرضت الحكومة الإفراج عن الطلاب المعتقلين، ولكن سبعة من رجال الشرطة قتلوا، وأُضرِمت النار في مقر حزب البعث والمحكمة، في تجدد لأعمال العنف". وحول بداية شهر نيسان (أبريل)، وفقاً لرواية أخرى، أقام مسلحون كميناً متطوراً، والذي أسفر عن مقتل نحو دزينتين من جنود القوات الحكومية المتجهة إلى درعا.
حاول الرئيس الأسد تهدئة الوضع عن طريق إرسال كبار المسؤولين الحكوميين الذين لهم جذور عائلية في المدينة، للتأكيد على التزامه الشخصي بملاحقة المسؤولين عن إطلاق النار على المحتجين. وقام بطرد حاكم الإقليم وأحد كبار ضباط قوة الأمن السياسي من منصبيهما بسبب دورهما في الأحداث. كما قام المحافظ أيضاً بالإفراج عن الأولاد الذين تسبب اعتقالهم بإثارة الاحتجاجات في المقام الأول.
أعلن الأسد أيضاً العديد من الإصلاحات الوطنية. وكما لخصتها لجنة الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق في سورية، فقد "شملت هذه الخطوات تشكيل حكومة جديدة، وإنهاء حالة الطوارئ، وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، ومنح عفو عام، ووضع قوانين جديدة حول حق المواطنين في المشاركة في التظاهرات السلمية".
لكن استجابته فشلت في إرضاء المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع وأعلنوا مدينة درعا "منطقة محررة". وكما لاحظ العالم السياسي تشارلز تريب، فقد "كان هذا تحدياً كبيراً جداً للسلطات. وفي نهاية نيسان (أبريل)، تم تحريك عملية عسكرية بهدف إعادة تأكيد سيطرة الحكومة، مهما تكن الكلفة في الأرواح".
ردّ فعل نظام الأسد على الاحتجاجات في درعا بلا رحمة، وفرضَ الحصار على البلدة بالدبابات والجنود. وقطعت قوات الأمن خطوط المياه والكهرباء والهاتف، ونشرت القناصة على أسطح المنازل، وفقاً لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن سكان محليين. ومع ذلك، وفقاً لتقرير آخر، قام مسلحون مجهولون في درعا بقتل 19 جندياً سورياً في الوقت نفسه.
في هذه الأثناء، كانت الاحتجاجات قد بدأت تنتشر في المدن الأخرى، تغذيها حملات وسائل الإعلام الاجتماعية. وبحلول أواخر نيسان (أبريل)، ذكرت التقارير أن القوات الحكومية قتلت عدة مئات من المحتجين. كما قُتل العشرات من أفرادها هي أيضاً.
في أوائل نيسان "أبريل"، على سبيل المثال، وقع تسعة جنود سوريين في كمين بينما كانوا في طريقهم إلى قمع المظاهرات في بانياس، وقتلوا بالرصاص على الطريق السريع خارج المدينة. وأشارت وسائل الإعلام الغربية إلى أنهم قتلوا على يد قوات الأمن السورية نفسها، بسبب رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين، وهي حكاية خيالية مختلقة قام البروفيسور جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، بتحليلها ودحضها.
أحد زعماء المعارضة، المقيم في باريس، والذي كان قد حث المتظاهرين المحليين على البقاء سلميين، أخبر لانديس في ذلك الوقت بأنه تلقى اتصالات من ثلاث مجموعات "من أجل توفير المال والسلاح للمتمردين في سورية". وكان من بينهم "العديد من المعارضين السوريين الموالين للولايات المتحدة"، والذين رفض ذكرهم بالاسم. وأعلن أن أي شخص يقدم المال والسلاح للثوار، إنما "يدفعهم إلى الانتحار". وكان ذلك تحذيراً متبصراً.
الفشل في نقل الأخبار
كما استنتج لانديس، "لم ترد الصحافة الغربية والمحللون الغربيون الاعتراف بأن العناصر المسلحة كانت تصبح نشطة، وفضلوا أن يرووا قصة بسيطة عن الناس الطيبين الذين يحاربون الأشرار. ليس هناك شك في أن الغالبية العظمى من المعارضة كانت سلمية، وقد قوبلت بقوة الحكومة القاتلة وقناصتها. لكن المرء يتساءل فقط: لماذا لم يكن بالإمكان قول تلك القصة من دون التعتيم على الواقع الحقيقي أيضاً -أن العناصر المسلحة، التي لم تكن أجندتها سلمية، كانت تلعب دوراً أيضاً".
كما اتهم لانديس الصحافة الغربية أيضاً بتقديم أخبار مغلوطة بنفس المقدار عن مجزرة جرت ضد قوات الأمن الحكومية في أوائل حزيران (يونيو) 2011، في مدينة جسر الشغور -معقل جماعة الإخوان المسلمين بالقرب من الحدود التركية- حيث ذُبح نحو 140 من أفراد قوات الشرطة والأمن.
في تلك الحادثة، رددت الكثير من تقارير الأخبار الغربية، من دون تمحيص، ادعاءات الناشطين المحليين بأن الضحايا هناك تمردوا ضد قادتهم وقتلوا على يد القوات الحكومية. لكن أشرطة الفيديو التي صورت القتال كانت "حاسمة إلى حد كبير في تأييدها لرواية الحكومة الأصلية للحادث: الجنود المتمركزون في المدينة تعرضوا لاجتياح قوات مسلحة ومنظمة من المعارضة".
في مدينة حماة، ظهر شريط فيديو آخر يعرض المتمردين وهم يقومون بإلقاء جثث الجنود من فوق جسر الطريق السريع. وقالت محطة (سي. إن. إن) في تقاريرها يوم 2 آب (أغسطس) 2011: "أحد أبرز الناشطين المناهضين للحكومة، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظراً للمخاطر التي يمكن أن تنشأ عن إدلائه بمعلومات، أخبر (سي. إن. إن) أن رواية التلفزيون الحكومي صحيحة. إن الجثث هي لأفراد من الشرطة السرية السورية، قتلوا على يد مقاتلين سوريين من العراق، والذين انضموا إلى القتال المناهض للحكومة".
ومع أن نفس الناشط أصر على أن هذا العنف المناهض للحكومة كان الاستثناء وليس القاعدة، فإنه اعترف بأن هذا العنف أعطى "مصداقية لتأكيدات الحكومة السورية على أنها تستهدف العصابات المسلحة".
بعد ذلك بوقت قصير، حذر المحلل في مؤسسة ستراتفور الخاصة لجمع المعلومات الاستخباراتية زملاءه بعدم الانخداع بدعاية المعارضة: "يجب أن تجد المعارضة سبلاً للإبقاء على سرد الربيع العربي مستمراً، وبذلك يجب أن يكون تدفق الأخبار المستمر عن وحشية النظام وقوة المعارضة متوقعاً. ومع أنه من المؤكد أن المحتجين والمدنيين يقتلون، فإن هناك القليل من الأدلة على وجود وحشية هائلة مقارنة... بحملات القمع في دول أخرى في المنطقة. كما لم تشهد ستراتفور أيضاً أي علامات على استخدام الأسلحة الثقيلة لارتكاب مجازر بحق المدنيين أو لإلحاق أضرار كبيرة في المعركة، على الرغم من استخدام دبابات تحمل أسلحة من عيار 0.50 ملم لتفريق المتظاهرين".
في شهر آب (أغسطس) ذاك -قبل أيام فقط من دعوة القادة الغربيين الأسد إلى التنحي- تنبأ لاندس، محقاً، بأن النظام لن يتنحى بهدوء بكل بساطة، ويسمح للمعارضة بالاستيلاء على السلطة:
"إن الانقسامات في سورية عميقة جداً. وسوف يعمل الخوف من الانتقام والتطهير العرقي على حفز أولئك الذين دعموا النظام الحالي لعدة عقود. ولو أن القيادة السورية كانت مستعدة لتسليم السلطة سلمياً أو إقامة نوع من المؤتمر الدستوري، لكانت قد فعلت ذلك مسبقاً. إن الفقر وفقدان الكرامة بالنسبة للكثير من السوريين يشكلان جزءا ساحقاً من الواقع السوري...
"إن سورية مليئة بالناس الذين لديهم القليل ليخسروه؛ من الذين لديهم قدر ضئيل من التعليم، وفرص قليلة لتحسين فرصهم في حياة أفضل وأكثر كرامة. وتبقى احتمالات العنف والخروج على القانون هناك كبيرة. ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو عدم وجود قيادة بين قوى المعارضة".
ولكن، وبدلاً من الاستجابة لمثل هذه المشورة والسعي إلى تعزيز الحوار والمصالحة في سورية، اختارت الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى -جنباً إلى جنب مع حلفائهم في تركيا ودول الخليج- نهج المواجهة وتعميق الحرب الأهلية. وكما حذر المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فيليب جيرالدي، في كانون الأول (ديسمبر) 2011:
"يجب أن يكون الأميركيون قلقين إزاء ما يحدث في سورية، حيث تهدد الأحداث فقط بأن تصبح حرباً غير معلنة أخرى مثل ليبيا، وإنما أسوأ منها بكثير... إن منظمة حلف شمال الأطلسي تشارك مسبقاً وسراً في الصراع السوري، في حين تتولى تركيا الريادة كوكيل للولايات المتحدة... ثمة طائرات حربية لا تحمل علامات الناتو تصل إلى القواعد العسكرية التركية على مقربة من الإسكندرون على الحدود السورية، وتقوم بجلب الأسلحة من ترسانات الراحل معمر القذافي، بالإضافة إلى المتطوعين من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، من المتمرسين وذوي الخبرة في تأليب المتطوعين المحليين ضد الجنود المدربين، وهي مهارة اكتسبوها من مواجهة جيش القذافي.
"الإسكندرون هي أيضاً مقر للجيش السوري الحر، الجناح المسلح للمجلس الوطني السوري. ويتواجد المدرِّبون من القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية على الأرض لمساعدة المتمردين السوريين، في حين توفر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وقوات العمليات الأميركية الخاصة معدات الاتصالات والاستخبارات لمساعدة قضية المتمردين، وتمكين المقاتلين من تجنب تركيزات الجنود السوريين".
ماذا تستنتج من كل هذا؟
ما الذي يمكن أن يستنتجه المرء من هذه الحقائق؟ أولاً، حتى لو كانت الدعاية المعارضة قد ضخمت القضية ضد نظام دمشق في بعض الأحيان، فإنه لا يمكن أن يكون هناك سبب للشك في التقارير العديدة التي صدرت عن الأمم المتحدة والمنظمات الخاصة بحقوق الإنسان، والتي أكدت أن القوات الحكومية –المعتادة على عقود من الحكم الاستبدادي- "ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، من القتل والتعذيب وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك القتل غير المشروع، والتعذيب، والاعتقال التعسفي، والاحتجاز والعنف الجنسي، والهجوم العشوائي، والنهب وتدمير الممتلكات".
ومع ذلك، تلقي ملاحظة الاستفزازات القاتلة التي مورست ضد قوات الحكومة السورية ضوءا مختلفاً تماماً على أصول النزاع. وعلاوة على ذلك، تعترف بعض منظمات حقوق الإنسان أيضاً بأن قوات المعارضة المسلحة بدأت بارتكاب جرائم ضد المدنيين بحلول صيف العام 2011. وفي آذار (مارس) 2012، أرسلت منظمة هيومن رايتس ووتش "رسالة مفتوحة" إلى زعماء المعارضة السورية، والتي شجبت فيها "الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها عناصر المعارضة المسلحة"، بما في ذلك أعمال الخطف والاعتقال لمؤيدي الحكومة، واستخدام التعذيب وإعدام أفراد قوات الأمن والمدنيين، وشن الهجمات الطائفية ضد الشيعة والعلويين.
ولم تتجاهل وسائل الإعلام الغربية مثل هذه التقارير، ولكنها قللت من شأنها إلى حد كبير، راغبة بلا شك في إبقاء التركيز منصباً على السرد الأكبر (والأبسط) عن شرور الأسد. (بالكثير من الطريقة نفسها، قللت وسائل الإعلام الغربية المتعاطفة مع المعارضة الأوكرانية من دور العنف اليميني في الانقلاب الذي أطاح بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في شباط-فبراير 2014).
باختيارها الاستشهاد بحقوق الإنسان بشكل انتقائي لعقلنة وتسويغ فكرة تغيير النظام، اتبعت الحكومات الغربية -بما فيها إدارة أوباما- نفس نهج المعايير المزدوجة القائم منذ فترة طويلة. فقد ارتكبت العديد من الدول التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تشارك في الحملة المناهضة للأسد، بما في ذلك دول خليجية وإسرائيل، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب أيضاً، سواء في الوطن أو في المناطق والدول المجاورة، مثل غزة واليمن ولبنان.
في سورية، كما هو الحال في ليبيا والعراق، أصبحت مسألة حقوق الإنسان عربة مناسبة لدعم طموح المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، والقائم منذ وقت طويل، إلى الإطاحة بالانظمة العربية المهمة والحاسمة، كجزء من خطة طموحة لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط. وقد تم استخدام القضية الجديرة الخاصة بإنقاذ الأرواح بطريقة معاكسة، للتضحية بقدر أكبر بكثير من الأرواح السورية.
يظهر التاريخ أن الحرب في حد ذاتها هي أكبر تهديد لجميع حقوق الإنسان. ولا شك في أن "مسؤولية الحماية" التي نشترك جميعاً في تحملها، ينبغي أن تبدأ بالجهود المبذولة للحد من بدء وتوسع الصراعات المسلحة في المقام الأول، وليس من تأجيجها باسم الإنسانية.
 
*جوناثان مارشال: هو باحث مستقل يعيش في سان أنسيلمو، كاليفورنيا. من بين مقالاته السابقة التي نشرها موقع Consortiumnews "ردة الفعل المحفوفة بالمخاطر للعقوبات الروسية"؛ "المحافظون الجدد يريدون تغيير النظام في إيران"؛ "المال السعودي يكسب ود فرنسا"؛ "مشاعر السعوديين المجروحة"؛ و"التهديد النووي للمملكة العربية السعودية".
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Hidden Origins of Syria’s Civil War
(للاطلاع على الجزء الأول من هذا الموضوع المكون من جزأين، أنظر "اليد الأميركية في الفوضى السورية" في هذا المكان من عدد أمس)
======================
"الجارديان": الأزمة السورية تستمر لسنوات قادمة
القاهرة - أحمد حسين
تحت عنوان " Syria Burning"، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم (الأحد)، أن جملة التطورات في الشرق الأوسط تبعث على القلق، فظهور تنظيم "داعش" المتطرف في واجهة الأحداث عقد مشكلات وقضايا المنطقة، بصورة جعلت التناقض في مواقف القوى الدولية هو السمة الأبرز، فسورية بعد مرور أكثر من أربع سنوات، مازالت تبحث عن حل لأزمتها المستمرة التي راح ضحيتها الآلاف.
 وإيران تصف الولايات المتحدة بـ"الشيطان الأكبر"، وتكثف تعاونها الاستراتيجي معها، وفي نفس الوقت، تصر واشنطن على ضرورة رحيل بشار الأسد، ولكن في نفس الوقت تناقش مبادرات للإبقاء عليه، ضمن حل سياسي للأزمة.
 واضافت الصحيفة أن السياسات الأمريكية خلقت الفوضى في الشرق الأوسط، ومصالح وأجندات القوى الدولية عقدت الأزمة السورية بصورة يجعلها مرشحة للاستمرار لسنوات قادمة.
======================
عربي برس :الإسرائيليون يعملون بجد من أجل إبقاء تنظيم القاعدة قوياً في سوريا
 09 أب ,2015  20:38 مساء
قال الرئيس الأسد مؤخراً بنبرة مازحة -وهكذا يتندر بعض السوريين بالسؤال-، "كيف لا توجد قوة جوية لتنظيم القاعدة،إن لديهم الطيران الإسرائيلي".
ويضيف الكتاب بالقول: "رقص عملاء الموساد طرباً عقب تفجيرات الحادي عشر من أيلول, ويقدم الإسرائيليون دعماً مباشراً للقاعدة والنصرة وكل اهتمامهم كان ينصب على إضعاف قوة الأسد شرق سوريا"
وأوضح وايت، "كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نشرت مقالاً يوضح هذا الدعم والذي سمح بموجبه لمقاتلي النصرة بالاستيلاء على أراض قرب معبر الجولان, وفي الحقيقة فإن الدعم الصهيوني للقاعدة ولداعش كان قوياً منذ أن أشار كاتب المقال في وول ستريت إلى أن أمريكا الصهيونية تقاتل الآن في خندق معاكس في الحرب ذاتها"ز
ويضيف الكاتب، "امتد الدعم الصهيوني للقاعدة ليشمل توفير السلاح الكيماوي للقاعدة عام 2013 والتي استخدمت في محاولة لشد اهتمام أمريكا إلى الحرب الدائرة في البلاد، كما واعترضت مكالمات وهمية يتهم فيها الأسد بهذه الهجمات".
وختم وايت بالقول: "يمكن للصهاينة تحقيق دعم الإسلاميين عبر تعزيز مفهوم تنوع الثقافات والسيطرة على الإعلام الأمريكي الذي يبقي المواطنين ضمن حالة من الهلوسة الالكترونية, وفي ذلك الواقع البديل فإن المهم هو ما يقال لك في كل لحظة".
======================
 ديلي ميل تسلط الضوء على إجرام تنظيم “داعش” الإرهابي بحق الأطفال #سوريا
لندن-سانا
نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية اليوم تقريرا مصورا يؤكد استمرار تنظيم “داعش” الإرهابي في ممارساته اللاإنسانية والهمجية حيث يقوم باختطاف أعداد كبيرة من الأطفال الصغار ويلحقهم بمعسكرات تدريب يتعلمون فيها القتل وارتكاب الفظائع بحق الأبرياء بمن فيهم عائلاتهم.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الصور تظهر الاطفال الذين أطلق عليهم التنظيم لقب “أشبال الخلافة” وهم يتدربون على استخدام السلاح في سورية في مشهد مثير للصدمة يسلط الضوء على الايديولوجيا الارهابية المقززة التي ينتهجها التنظيم لخلق جيل من الأطفال متعطش للدماء.
وأوضحت الصور كيفية تعليم الأطفال حمل السلاح واستخدامه وإعادة تجميعه واستخدام المدفع الرشاش.
وقالت الصحيفة إن “الاطفال الذين ظهروا لم يتجاوز عمر البعض منهم 10سنوات و تم إجبار أجسادهم الغضة والهزيلة على التعامل مع الأسلحة والقتال والإجرام ” .
وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية نشرت الاسبوع الماضي تقريرا تحدث عن قصة طفل أيزيدي في الرابعة من عمره اختطفه إرهابيو “داعش” في العراق من حضن أمه ووضعوه في معسكر معزول وبدؤوا بتعليمه كيف يقطع الرؤوس وأولها رأس والدته كما كشفت تقارير دولية وإعلامية عن أن تنظيم “داعش” الإرهابي يجبر مئات الأطفال على استخدام السلاح والقيام بعمليات إرهابية انتحارية ويقوم بتدريبهم على ارتكاب جرائم مروعة بحق الرهائن الذين يحتجزهم.
وفي تقرير آخر يسلط الضوء على انتشار مخاوف من تزايد عدد المتواطئين مع تنظيم”داعش” الارهابي في اندونيسيا ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية ان التنظيم الارهابي نشر صورة طفل اندونيسي رضيع وبقربه رشاش ضخم.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الصورة أثارت تساؤلات وقلقا عميقا لدى السلطات الاندونيسية من إمكانية انتشار أفكار ومعتقدات تنظيم “داعش” الإرهابي الظلامية في اندونيسيا حيث يعمد التنظيم إلى استغلال الاطفال في حملاته الدعائية وينشر على شبكة الانترنت صورا لهم مع أسلحة متطورة بما فيها الرشاشات والقنابل.
وأصبحت اندونيسيا ضمن دائرة استهداف التنظيم الإرهابي حيث أصبحت مسرحا للتطرف في الوقت الذي يواصل فيه تنظيم” داعش” الإرهابي تنفيذ أعماله الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وتشير أحدث التقديرات إلى أن نحو 300 إلى700 اندونيسي سافروا للانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق.
وأكدت تقارير إعلامية أن إندونيسيا تعيش حالة تأهب بسبب مخاوف من عودة الإندونيسيين الذين يحاربون فى صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي إلى البلاد وسعيهم إلى تشكيل شبكات إرهابية حيث تسعى وكالة محاربة الإرهاب في اندونيسيا إلى ملاحقة المتشددين في البلاد الذين يدعمون التنظيم بأي طريقة أو أولئك الذين يذهبون إلى الخارج للتدريب والقتال.
كما تشكل هذه الظاهرة مصدر قلق للدول المجاورة أيضا فقد أعلنت الشرطة الماليزية في كانون الثاني الماضي توقيفها ما مجموعه 120 شخصا بتهمة الارتباط بتنظيم “داعش” أو السعي للذهاب إلى سورية أو العراق.
======================