الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 10/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 10/2/2016

11.02.2016
Admin



إعداد : مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. صدى البلد :توداي زمان: أمريكا تجاهلت تركيا بإعلانها دعم ميليشيات كردية سورية
  2. معهد واشنطن :الولايات المتحدة وروسيا: التصميم على التحدي في جنيڤ
  3. دنيا الوطن :الجارديان : المعارضة السورية تطلب دعمها بـ"السلاح الخليجي" وإلا ستُهزم
  4. اريبيا نيوز :فايننشال تايمز: محنة حلب اختبار لقوة أوروبا
  5. الفايننشال تايمز- مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها
  6. لوفيغارو: حلب تحت أمطار من الصواريخ والبراميل المتفجرة
  7. كيري لواشنطن بوست :أمريكا ستلجأ للخطة (( ب)) إذا فشلت موسكو وطهران في حل الأزمة السورية
  8. وول ستريت جورنال: تركيا تقوض الجهود ضد داعش في سوريا
  9. الغارديان : مصير حلب ومستقبل أوروبا مترابطان
  10. ديفيد إغناتيوس – (الواشنطن بوست) 4/2/2016 :"داعش" ما يزال في صعود
  11. هآرتس :قبيل الحسم: قوات الأسد على بعد 6 كم من تطويق حلب
  12. هآرتس: إسرائيل تفضل حالة الاستنزاف بسوريا
  13. فايننشال تايمز: محنة حلب اختبار لقوة أوروبا
  14. هآرتس 9/2/2016 :بوتين حوّل سوريا إلى ساحته الخاصة
  15. إسرائيل اليوم 9/2/2016 :مؤتمرات السلام… الضرر أكبر من الفائدة
  16. فورين بوليسي: قصص مروعة في سجون الأسد
  17. باحث روسي: مستقبل سوريا بأيدي جيرانها
  18. لوفيغارو: حلب تحت أمطار من الصواريخ والبراميل المتفجرة
  19. لوموند: حسابات أكراد سوريا بين واشنطن وموسكو
  20. نيويورك تايمز :هل مواقع التواصل الاجتماعي مخربة أم بنّاءة؟
 
صدى البلد :توداي زمان: أمريكا تجاهلت تركيا بإعلانها دعم ميليشيات كردية سورية
اعتبرت صحيفة "توداي زمان" تصريح مسئول أمريكي رفيع عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا بأنه غير إرهابي بأنه "تجاهل" من الولايات المتحدة لتركيا.
قالت الولايات المتحدة أنها تتفهم مخاوف تركيا طويلة الأمد حول الميليشيا الكردية في سوريا، ولكنها لا تنظر إليهم كجماعة إرهابية، وأن الولايات المتحدة ستدعمهم ضد داعش.
وأضاف جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تعترف بأن حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية، ولكننا ندرك أن تركيا تفعل ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي السوري متفرع عن حزب العمال الكردستاني، وجناحها المسلح وحدات حماية الشعب.
وأضاف كيربي أن تلك الوحدات هي الشريك الأكثر فعالية على الأرض في القتال ضد داعش شمال سوريا.
ويعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وفقا لأمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا.
======================
معهد واشنطن :الولايات المتحدة وروسيا: التصميم على التحدي في جنيڤ
حسن منيمنة
"منتدى فكرة"
4 شباط/فبراير 2016
تقترب الذكرى الخامسة لاندلاع انتفاضة الشعب السوري بوجه حكم بشار الأسد، ومعها جولة أخرى من المحاولات الدپلوماسية للتوصل إلى صيغة حل سياسية. وقد أودت الأزمة لتوّها بحياة مئات الألوف، وحصدت من الجرحى والمهجرين الملايين، ودمّرت معظم البنية التحتية للبلاد. أما الأسرة الدولية، إزاء توالي هذه الفظائع التي لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، فقد بدت عاجزة، ولم يتمخّض عنها إلا اجتماعات رتّبت تفاصيلها الشكلية بتأنٍ، في محافل دولية مختلفة، ومعها خطوات تدريجية مفترضة لبناء الثقة بين الأطراف ومعالجة شؤون إنسانية محلية، على أمل أن يكون في ذلك تمهيداً للمباشرة بعملية سياسية تنتشل سوريا من الهوّة التي وقعت فيها. وليس في هذا الأمل، للأسف، إلا إيهاماً للذات لدى البعض الصادق، أو نفاقاً يكاد أن يكون سافراً لمن يسعى إلى حلول أبعد ما تكون عن السلمية.
في الأسبوع الأول من شباط/فبراير عُقدت في جنيڤ جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة بين ممثلي النظام وممثلي المعارضة، وبانعقادها ظهر جلياً أن الولايات المتحدة دون غيرها كانت هي القادرة على إعادة التوازن مع روسيا من خلال اعتراض عبثيتها، للخروج من الحلقة المفرغة التي تعيشها سوريا.
فحين سعت روسيا، وهي عضد النظام ومصدر تأييده الأول، إلى فرض تشكيلة وفد المعارضة إلى المباحثات الأخيرة، فإنها كشفت عن جسارة غير مسبوقة في رسم معالم مسعاها للحسم العسكري على أنه حل سياسي. وقد أدى قبول الولايات المتحدة بالخطوات الروسية، وممارستها للضغوط على الأطراف المعارضة إلى تحقيق نجاح بعقد اللقاءات الأخيرة. غير أن انعقاد تلك اللقاءات كان عندها الحد الأقصى لذلك النجاح المفترض، فيما تُدفع الأثمان الباهظة بتآكل فرص حلول حقيقة للأزمة السورية. ويستتبع ذلك طبعاً المزيد من الاهتراء لصورة الولايات المتحدة في المنطقة كقوة عاجزة عن تحقيق الإنجاز، أو ضالعة بما ما يصيب المنطقة من ضرر.
والواضح أن روسيا قد عمدت إلى تصوير كاذب للواقع لتبرير تدخلها العسكري المباشر لصالح نظام دمشق. وفي حين تزعم موسكو أنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإنها تبذل طاقاتها للقضاء على القوى المعارضة للنظام في جزء من سوريا تقتطعه له. وقد تعرضت مواقع تنظيم «داعش» بالفعل لبعض الضربات الروسية، إلا أن حصيلة أشهُر التدخل الروسي هي أن النظام قد أحرز قدراً من المكاسب، والمعارضة المسلحة قد تعرّضت للإنهاك في أكثر من موقع، فيما تبقى خسائر تنظيم «الدولة الإسلامية» عَرَضية. غير أن مكاسب النظام نفسها تبقى متواضعة بالنسبة لما ضختّه الآلة الحربية الروسية من جهود، كما أن الاحتفاظ بهذه المكاسب ليس محسوماً، بل أن المعارضة المسلحة قد تمكنت من استرجاع بعض ما خسرته رغم استمرار القصف الروسي.
ولا شك أن التدخل الروسي قد كشف عن الخلل والتناقض في صفوف المعارضة للنظام، بل نجح بفك عرى بعض تحالفاتها الموضعية وتفتيتها، ما أتاح المجال أمام قوى النظام، تؤازرها فصائل من خارج البلاد بإدارة إيران، أن تحقق انتصارات محلية. غير أنه ليس بوسع التدخل الروسي مهما توسّع أن يبدل حقيقة أن الثورة السورية قد تحوّلت منذ زمن غير وجيز إلى انتفاضة سنيّة. فالانتصار الحاسم للنظام يتطلب العودة إلى قمع ممنهج وثابت للأكثرية السكانية، وهو هدف غير قابل للتحقيق وفق أية قراءة موضوعية لأسباب داخلية وخارجية على حد سواء. فكل ما يسع التدخل الروسي تحقيقه على أرض الواقع هو دفع الانتفاضة السورية باتجاه تحول سلبي جديد.
فلمّا بدأت الاحتجاجات بوجه النظام عام ٢٠١١، كان طابعها الغالب وطنياً جامعاً، قادراً على ضبط التجاوزات الكلامية الفئوية التي اعترضته أحياناً. إلا أن النظام سعى سعياً دؤوباً إلى تظهير الفئوية وتعميمها على الاحتجاجات من خلال استهداف الأصوات المعارضة المدنية والوطنية والجامعة، وغضّ النظر عن الأصوات الفئوية بل تمكينها في أكثر من حالة. فمع ذلك، بالإضافة إلى اللامبالاة الدولية تحوّل الطرح الفئوي من تجاوزات تطال الخطاب الاحتجاجي إلى حالة سائدة من الاعتراض على المظلومية السنية. وكان هذا تحولاً إيجابياً بالطبع من وجهة نظر النظام، إذ أنه يخرج السوريين غير السنة من دائرة الاستقطاب للثورة ويضعهم على الحياد، بل يجعل منهم حلفاء موضوعيين للنظام.
إن قابلية الثورة السورية على الاستهلاك بهذا الأسلوب تعكس تصدعات وحدود سياسية وثقافية في المجتمع السوري. غير أن الصياغة الخطابية للثورة السورية، حتى بعد أن سادت عليها الفئوية، استمرت بلغة الحقوق الإنسانية والقيم العالمية. ويوم كان الخطاب السائد جامعاً، كانت الفئوية هي التحدي. أما بعد أن هيمن الخطاب الفئوي، فالتحدي أمسى قادماً من القطعية، أي من الطرح القائل بأن المعايير الدولية والشرعية العالمية لا اعتبار لها، بل الاعتبار لتأطير شمولي قائم على أساس قراءة دينية (سلفية). وتنظيم «الدولة الإسلامية» هو طبعاً المثال الأبرز لهذه القطعية.
والتدخل الروسي في سوريا، إذ يعتمد النفاق في تصويره لأهدافه، فإنه عند تركيزه على المعارضة المسلحة غير المنضوية في إطار تنظيم «داعش»، يهدف إلى إرساء ثنائية جديدة في قراءة الأزمة السورية. فبدلاً من الحديث عن «ثورة في مواجهة القمع»، يراد أن يصبح الكلام عن «الشرعية في مواجهة التطرف». ولا يخفى المقدار المرتفع من التجاوب مع الثنائية الجديدة في العواصم العالمية والتي أتعبتها المسألة السورية واستعصى عليها فهم دقائقها. ولكن مهما ارتفعت أهمية ضبط تصوير المسألة الروسية عالمياً من وجهة نظر موسكو ودمشق، فإن التطبيق الداخلي للثنائية الجديدة هو المقصود في البحث الروسي الحثيث عن حل سياسي مزعوم.
إذ من خلال السعي إلى القضاء على المعارضة المسلحة غير المنتمية إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، يبدو أن النظام وحليفه الروسي يسعيان إلى استنساخ نجاح سابق. فكما أن انتقال المعارضة من الطرح الجامع إلى الطرح الفئوي أخرج غير السنة من دائرة استقطابها، هل يمكن قصر المعارضة على القطعيين من خلال القضاء على من دونهم، بما يدفع السنة غير المتماهين مع القطعية والسلفية إلى الانشقاق عن المعارضة، بل ربما حتى العودة إلى أحضان النظام؟
يبدو أن نوايا موسكو ودمشق، وقناعاتهما ورغباتهما تنصب في هذا الاتجاه، وجنوح موسكو إلى تطبيق ثنائية «الشرعية في مواجهة التطرف» يندرج في هذا الإطار. غير أن مسعى إعادة رسم التفاصيل السياسية والوطنية للواقع السوري يقع خارج مقدور روسيا، ويتنافى مع طبيعة النظام السوري. ففي وقت ضيقه، سار النظام باتجاه تعزيز هويته الأقلياتية، بل وإلى تمتين ارتباط الطائفة العلوية التي يعتمدها كخزّان بشري للمقاتلين، بالمسمّى الشيعي، طلباً للدعم والتأييد. ومع قدوم الجماعات المسلحة الشيعية من أرجاء العالم نصرة للنظام في معاركه، لم يعد بالإمكان التراجع عن السمة الفئوية للمواجهة. فإنزال الهزيمة بالتشكيلات المختلفة لفصائل المعارضة المسلحة للأكثرية السنية قد يمنح النظام بعض المجال للمناورة، ولكنه يشكل كذلك فرصة جديدة لإعادة الانتظام والاصطفاف داخل محيط سني واسع يعجز النظام عن ضبطه والسيطرة عليه بشكل دائم.
والنتيجة الفورية لمسعى النظام وحليفه الروسي والمناسية لهما هي تعزيز القطعية وتقوية مظاهرها، سواء بشكل تنظيم «الدولة الإسلامية» أو بأشكال أخرى جديدة. غير أن مكاسب القطعية لن تكون آنية. فمع استمرار الشلل أو الامتناع الدوليين إزاء المغامرة الروسية، ترتفع القناعة في أوساط السوريين السنة أنه لا جدوى من الاعتماد على المنظومة الحقوقية الدولية أو استدعاء القيم العالمية. فمهما كانت نتائج المعركة على الأرض، يتأكد بذلك صواب الطرح القطعي. أما ألاعيب اللقاءات الدپلوماسية الهادفة إلى تغطية مسعى الحسم العسكري فإنها لن تحقق حلاً سياسياً أو أمنياً على الأرض في سوريا، بل تضمن وحسب أن المقتلة السورية، بما تحويه من بؤس وعذاب واحتمالات تمدد، سوف تستمر على المدى المنظور.
فمحادثات جنيڤ ٣ تتضمن من المقترحات ما يبدو عقلانياً وواضح المعالم باتجاه تسوية سياسية ومصالحة وطنية. إلا أن المسألة لم تكن يوماً غياب الحلول المبتكرة للقضية السورية بل كانت دوماً أن الطرفين غارقان في معركة تنافٍ وجودي، تمتنع معها التسويات. فالنظام الذي أعلن مراراً أن المعارضة ليست سوى شراذم من المرتزقة في خدمة إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة ليس قادراً على الدخول في مفاوضات تسوية مع هذه المعارضة. ولكنه ليس قادراً على استعادة هيبته وقدرته على الترهيب لتوطيد حكمه. وفي المقابل، فإنه من المحال أن تقبل المعارضة باستمرار النظام بأي شكل كان، إذ تحمله مسؤولية الموت والدمار في سوريا. أي أنه حتى لو كانت محادثات "جنيڤ ٣" عملية تسوية صادقة فإنها واجهت معضلات مستعصية.
ولكن تلك المحادثات ليست عملية صادقة، بل هي أداة بيد روسيا سعت من خلالها لتحقيق أغراضها. وعلى أي حال، ففي غياب المحادثات المباشرة، فإن الحوار الحقيقي في جنيف كان بين ثلاثة اصطفافات دولية، أولها مؤيدو النظام، أي روسيا وإيران وأدواتها، وثانيها داعمو المعارضة، وأهمها الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، في ارتباك هذه الأطراف وسعيها المستمر إلى إيجاد صيغة مشتركة، وثالثها لقاء دولي يحبذ نهاية الأزمة بغضّ النظر عن الشكل السياسي الناتج، للتصدي للإرهاب والهجرة، ولإنها النزيف وتحقيق الاستقرار. ومع تضاؤل الخيارات، بدا طرح موسكو الحازم أكثر قدرة على استقطاب الرأي العام الدولي.
فلو تُركت تلك المحادثات لتبلغ مآلها التلقائي، لكان من شأنها أن تنتج وهم مسار سلم أهلي، ولكان بوسع المسؤولين في الأمم المتحدة ترقب تنازلات ممكنة في المواضيع الإنسانية، فيما كان الفريق الأمريكي قد اضطر الاكتفاء بالنجاح الشكلي الذي تحقق مع جلوس المفاوضين إلى طاولاتهم المتباعدة. أما روسيا فقد رضت عن تعرض الإطار الذي رسمته المحادثات السابقة للتعديل للإقرار بحقيقة أن النظام سوف يبقى على قيد الحياة لا محالة. وسوف يستمر الارتباك والفوضى في صفوف المعارضة السورية فيما المعارضة المسلحة تجنح بتدرج نحو القطعية، بما يشكله ذلك من نجاح بالنسبة للطرف الروسي.
إن الولايات المتحدة وحدها قادرة على اعتراض تلك النتائج الوخيمة. فالرئيس أوباما قد أشار عدة مرات إلى الترابط بالعلاقة بين النظام القمعي في دمشق وإرهاب تنظيم «الدولة الإسلامية»، وعلى السياسة الأمريكية أن تشكل تجسيداً لهذه القناعات من خلال المطالبة الحاسمة بإنهاء حكم آل الأسد في سوريا، وذلك دون أدنى إبهام يسمح لروسيا وإيران وحلفائهما باستغلاله في السعي لتحقيق حسم عسكري.
فالمعارضة للنظام لن تتلاشى، وهي أن حصلت على الدعم وتمكنت من الانتظام، من شأنها أن تحقق لسوريا مستقبلاً ديمقراطياً. وما بروز تنظيم «داعش» وتحوله إلى شبكة إرهاب دولية إلا حصيلة وإن جزئية لإهمال واشنطن ما يشكله نظام دمشق من تحديات دولية. فدعم المعارضة السورية ليس فعلاً اختيارياً في سياق هيمنة مفترضة أو تولي دور شرطي العالم، بل هو أمر ينصب في صميم المصلحة الوطنية للولايات المتحدة.
وقد كان للولايات المتحدة دوراً رئيسياً في تطوير بعض المفاهيم لرفع مشروعية النظام الدولي، ولا سيما منها الحق بالحماية وواجب الحماية. وروسيا اليوم عند تعمدها قصف المنشآت المدنية في سوريا تتحدى هذه المفاهيم. فلا يجوز السكوت عن هذا التعدي، بل على واشنطن إدانة استهداف موسكو المباشر للشعب السوري بشكل قاطع والاعتماد على كافة مكونات النظام الدولي لوضع حد له.
ومهما تأخر الموقف الأمريكي الحازم، فإنه لا بد منه. ولو أن واشنطن تحركت قبل أعوام لكان ما تطلّبه الأمر من التزام وأثمان أقل كثيراً منه اليوم. وإذا استمر التأجيل، فإن الكلفة والأعباء سوف ترتفع. وفي جميع الأحوال، لا مفر للولايات المتحدة من مواجهة الحاضنة الحقيقية للإرهاب والتي سمح لها أن تستمر على الأرض السورية، ومعها في هذه المواجهة ضمن خطة دولية شركاء من المنطقة، تركيا والسعودية تحديداً. وكان الرئيس أوباما قد أصاب في إشارته خلال العام الأول من الانتفاضة السورية إلى أنه على الأسد أن يرحل. وما كان صحيحاً عام ٢٠١١ يبقى صحيحاً اليوم في عام ٢٠١٦.
ولو أبدت الولايات المتحدة الحزم بخطة طويلة الأمد لتحقيق هذا الهدف، وسعت في الآن نفسه إلى حوار جدي مع روسيا، فالتوقع الأقرب إلى التحقق هو أن موسكو سوف تصغي وتمتنع عن مغامرتها الخطيرة في سوريا.
 حسن منيمنة هو مساهم في تحرير ""منتدى فكرة. وقد تم نشر هذه المقالة في الأصل من على موقع "منتدى فكرة".
======================
دنيا الوطن :الجارديان : المعارضة السورية تطلب دعمها بـ"السلاح الخليجي" وإلا ستُهزم
رام الله - دنيا الوطن-وكالات
قالت المعارضة السورية في شرقي حلب أنهم يعتمدون على الدعم العسكري للدول العربية التي أعلنت أنها سترسل قوات برية إلى سوريا لإنقاذهم من الهزيمة على أيدي الطائرات الروسية المقاتلة والمليشيات الموالية للأسد.
فبينما تدخل الحرب الآن مرحلة حاسمة، ذكرت المجموعات المقاتلة أنها لا تستطيع الصمود دون أسلحة تماثل أسلحة القوات الموالية للنظام السوري، بينما يشق آلاف اللاجئين طريقهم إلى الحدود التركية، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الاثنين 8 فبراير/شباط 2016.
كانت دول عربية كالسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، تعهدت أخيراً بإرسال قوات برية للمشاركة في العمليات العسكرية.
ومع ذلك، لم يتأكد بعد حجم تلك الالتزامات والمشاركات وسط الضغوط المستمرة من جانب الحلفاء، ومن بينهم الولايات المتحدة، لنشر القوات بصورة رمزية فقط.
حرب بالوكالة
وقد شجع فرار اللاجئين من المنطقة الريفية الواقعة شمالي حلب على مساحة 60 ميلاً، على إصدار هذا الإعلان. وبعد انقضاء 3 سنوات من سقوط شرق أكبر المدن السورية، تواجه المدينة الآن ذروة الحرب التي يتم خوضها بالوكالة على كلا جانبي النزاع.
ويقود مليشيات حزب الله والمليشيات الشيعية من العراق وأفغانستان، والتي يوجهها جميعاً كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني، المعركة البرية من جانب النظام الحاكم، بينما تواصل الطائرات الروسية ضرباتها الجوية على مدار أسبوع كامل.
وذكرت فصائل المقاومة في شرق حلب التي خضعت للدمار الشديد، أنهم أصبحوا محاصرين من قبل القوات البرية التي يدعمها الجيش السوري.
وقال بهاء حلبي، من قوات المعارضة، إن القوات الموالية للأسد تبعد 10 كم عن المدينة.
وأضاف حلبي: "الضربات الجوية متواصلة طيلة الوقت وتهاجم المدنيين. وتأتي مجموعات الجيش السوري الحر من إدلب وحماه لتقديم المساعدات ولكن ليس لدينا الكثير من الصواريخ والمؤن لم تعد كافية".
فرار الآلاف من اللاجئين
فيما وواصل آلاف السوريين الفارين على الحدود التركية إقامة المخيمات تحت أشجار الزيتون وفي المساجد والمنازل المجاورة لمدينة أعزاز. ورفضت تركيا فتح معبر باب السلامة الحدودي أمام الجميع، باستثناء المصابين بإصابات حرجة.
وقال عبد القادر، وهو مواطن من أعزاز يبلغ من العمر 25 عاماً:"جميع المدن الصغيرة الواقعة في الريف الشمالي خاوية الآن. ويختبئ الناس تحت الأشجار أو ينامون في السيارات ليلاً ويحاولون اجتياز الحدود في صباح اليوم التالي."
وقالت أم يوسف البالغة من العمر 18 عاماً: "حاولت عبور الحدود منذ 4 أيام مع ابني البالغ من العمر عاماً واحداً بعدما تزايدت حدة الضربات الجوية الروسية، ولكني لم أستطع. وكان الأتراك يطلقون النيران علينا بمجرد الاقتراب من الحدود. ولم يتمكن أحد من الوصول إلى تركيا. إن النساء والأطفال هم من يبقون هنا. وسأظل أحاول حتى أصل إلى تركيا فلا خيار أمامي. سوف يقتلنا الروس جميعاً."
======================
اريبيا نيوز :فايننشال تايمز: محنة حلب اختبار لقوة أوروبا
تاريخ النشر ٢٠١٦/٠٢/٠٩ اطبع الخبر
علقت افتتاحية فايننشال تايمز على محنة مدينة حلب السورية وتقدم النظام السوري فيها بغطاء جوي روسي، بأنها اختبار لصدق عزيمة أوروبا. وقالت إن كل يوم يمر يعمّق أزمة المهاجرين إليها، خاصة بعد أن حاولت حكومات الاتحاد الأوروبي وفشلت خلال الأسابيع القليلة الماضية في إبطاء تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط والبلقان وشمال أفريقيا بتعليقها بعض ترتيبات شنغن وإعادة تأسيس الرقابة على الحدود.
ونبهت الصحيفة إلى عبور ٦١ ألف لاجئ من تركيا إلى اليونان الشهر الماضي فقط، وأن هذا العدد يزيد ٣٥ مرة عن يناير/كانون الثاني ٢٠١٥، وقالت إنه إذا لم يكن هذا الأمر كافيا لتحذير العواصم الأوروبية فإن هجوم نظام الأسد على حلب بمساعدة الغارات الجوية الروسية يهدد بزيادة تفاقم الوضع.
وعقبت الصحيفة بأن أي مناشدة للرئيس فلاديمير بوتين لتقليل الهجمات الجوية مآلها الفشل على ما يبدو، حيث يظهر أنه عازم على تدمير الثوار المناهضين للأسد بنفس القسوة التي أظهرها هو وأعوانه في الشيشان.
وترى الصحيفة أن أوروبا عليها مسؤولية أيضا وأنه لا يمكن معاملة تركيا والدول الأخرى التي تأوي اللاجئين السوريين مثل الأردن ولبنان على أنها مجرد حظيرة لاستيعاب المهاجرين، وأن على دول الاتحاد الأوروبي الـ٢٨ أن تثبت أن أولئك اللاجئين الذين يحق لهم اللجوء سيتم قبولهم في الدول الأوروبية.
وأضافت أن على قادة الاتحاد الأوروبي أن يعترفوا بما هو على المحك وهم يرون القصف الروسي لمدينة حلب، لأن بوتين لا ينشر مقاتلاته فقط لإعادة تأكيد القوة الروسية في الشرق الأوسط، وإنما يؤجج أيضا أزمة اللاجئين التي شقت الوحدة الأوروبية وعززت قضية الشعوبية ومخاطر تقويض المستشارة الألمانية التي تصدت له بسبب تدخله في أوكرانيا.
وختمت الصحيفة بأنه يجب على دول الاتحاد الأوروبي أن تتجاوز الانقسامات الداخلية وتلتف حول سياسة هجرة مشتركة، قبل أن يفرقهم بوتين أكثر من ذلك.
======================
الفايننشال تايمز- مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها
الأربعاء، 10 فبراير، 2016
كلام اونلاين
نطالع في صحيفة الفايننشال تايمز مقالاً لديمتري ترنين بعنوان “مستقبل سوريا يكمن في أيدي جيرانها”.
وقال كاتب المقال إن النجاح الذي يحققه الجيش السوري في حلب أمر طالما انتظرته روسيا منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضاف كاتب المقال أن الضربات الجوية الروسية كانت تهدف لتخفيف قوة جماعات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد – أي تنظيم “الدولة الاسلامية” وغيره – والعمل على تهيئة الوضع لتبدأ دمشق هجوماً مضاداً.
وأردف أنه “لا يمكننا توقع انتصاراً سريعاً لدمشق، لأن جماعات المعارضة في حلب قد تدعو جماعات أخرى (السعوديين والأتراك على الأخص) للمجيء إلى سوريا”.
وأوضح كاتب المقال أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحرب ستتخذ اتجاها آخر مرة أخرى، مضيفاً أن “سوريا ستصبح أول ساحة حرب في المنافسة العالمية من أجل السلطة والنفوذ والتي توقفت منذ 25 عاما”.
ورأى الكاتب أن “تداعيات هذه الحرب يصعب التنبوء بها”.
ويطرح الكاتب عدة تساؤلات: هل ستجتاح تركيا بقواتها البرية الأراضي السورية لتحتل المناطق الكردية فيها؟ وهل من الممكن أن تقصف تركيا الأراضي السورية؟ وهل أن الهجمات السعودية ستستهدف تنظيم “الدولة الإسلامية” أو الإيرانيين وعناصر حزب الله في سوريا؟
وختم كاتب المقال بالقول إن “منطقة الشرق الأوسط، دخلت مرحلة قد تستمر عقدين من الزمن حيث من المتوقع أن تشهد القليل من السلام والكثير من القتال”.
======================
لوفيغارو: حلب تحت أمطار من الصواريخ والبراميل المتفجرة
عربي21 – منذر بن علي# الأربعاء، 10 فبراير 2016 12:22 ص 03
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الأوضاع التي يعيشها سكان حلب، بين حصار قوات النظام السوري وقصف الطائرات الروسية، ونقلت روايات لشهود عيان حول معاناة سكان المدينة والأساليب التي يعتمدونها للصمود.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجزء الشرقي من مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، أصبح يتعرض لوابل لا يتوقف من الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، التي لا تفرق بين عسكريين ومدنيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد أبناء المدينة، وهو عبد الحميد البكري، قوله: "في كل مرة نسمع صوت غارة جوية تحدث ردود الفعل ذاتها، حيث يهرع الناس في كل الاتجاهات بين ركام المنازل ودخان الانفجارات، ثم تأتي سيارات الإسعاف، وبعد وقت قصير ينصرف الجميع إلى شؤونهم الخاصة، كأن شيئا لم يكن؛ إذ إن هذه الانفجارات أصبحت روتينا يوميا في حلب".
وذكرت الصحيفة أن هذا الجزء من مدينة حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة منذ سنة 2012، وتحاول قوات النظام السيطرة عليه بأي طريقة، بالاستعانة بدعم جوي مكثف من الطائرات الروسية، مهدد بأن يتعرض لحصار خانق قد يدوم لفترة طويلة.
وتتعرض هذه المنطقة في الوقت الحالي إلى أمطار من الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، ولم يبق فيها إلا 200 ألف نسمة، بعد أن كانوا نحو مليوني نسمة قبل ثلاث سنوات؛ حيث فر أغلبهم خوفا من بطش وانتقام النظام السوري، بعد أن فقد السيطرة على المنطقة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ أن نجح النظام في الأسبوع الماضي في قطع طريق الإمدادات الحيوية الرابطة بين شمال المدينة والحدود التركية، ارتفعت أسعار المواد الأولية بطريقة جنونية.
ويقول عبد الحميد البكري: "نحن كنا نعاني من غياب الكهرباء منذ أربعة أشهر، والآن أصبحنا مهددين بنفاد الوقود، الذي نعتمد عليه لتشغيل المولدات الكهربائية من أجل المخابز والمستشفيات".
كما أشار عبد الحميد البكري إلى أن الحملة الجوية الأخيرة ضد مدينة حلب اتسمت بشدة القصف ودقة الضربات الجوية. وفي بعض الأوقات، كانت هناك عشر طائرات روسية تحلق في سماء حلب في الوقت ذاته. وبعكس طائرات النظام السوري التي تقوم برمي البراميل المتفجرة بشكل عشوائي، فإن الطائرات الروسية تصوب بدقة كبيرة، وهي تصيب الأحياء السكنية والمدنيين بشكل مباشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن رجال الدفاع المدني المعروفين باسم "القبعات البيضاء"، المتطوعين للتدخل في مناطق الانفجارات في حلب، أصبحوا في حالة ارتباك وإرهاق بسبب كثرة الأضرار.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن منير، وهو أحد رجال القبعات البيضاء، قوله: "في الليلة الماضية لم أنم غير أربع ساعات؛ بسبب كثرة الحالات المستعجلة".
وأضافت الصحيفة أن هذا الرجل البالغ من العمر 34 سنة، الذي كان يعمل سابقا مع وحدة الإطفاء، أصبح يقضي كامل وقته بين المواقع التي تتعرض للقصف، التي تكون غالبا بنايات سكنية أو مساجد أو مراكز طبية أو مدارس، حيث إن قصف الطائرات الروسية لا يستثني أي مبنى، ويقوم بتخريب ممنهج للبنية التحتية في المدينة.
وذكرت الصحيفة أن الصور التي انتشرت حول الأوضاع في حلب، تشير إلى أن هذه المدينة التي كانت سابقا العاصمة الاقتصادية لسوريا، تغير شكلها تماما؛ بسبب الدمار الذي لحقها؛ حيث انتشر الركام في كل مكان، وخيمت عليها مناظر المنازل المهدمة والأشجار المقتلعة والسيارات المحطمة. أما الأضرار البشرية، فلا يمكن حصرها.
ويقول منير في هذا السياق: "لا يمكنكم تخيل عدد الجثث التي نعثر عليها، ويكون من بينها غالبا نساء وأطفال نقوم باستخراجهم من تحت الأنقاض".
كما أشارت الصحيفة إلى أن منيرا وبقية المتطوعين معرضون بدورهم إلى خطر كبير، حيث إن مهنتهم تتطلب التدخل السريع، ولكن في بعض الأحيان تقوم الطائرات بقصف المكان ذاته بعد وقت قصير، ما يعني أن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة. وحول هذا الخطر يقول منير: "لقد خسرت عددا من أعز زملائي بهذه الطريقة، ويوم الاثنين الماضي تعرض اثنان من المتطوعين معنا إلى جروح بليغة في شمال حلب، أحدهما أصيب في رأسه، وهو الآن في حالة حرجة".
كما نقلت الصحيفة عن منير تأكيده أنه رأى حالات وإصابات مروعة أثناء عمله؛ حيث إن انفجار القذائف وانهيار المباني يلحق أضرار وألما بالمواطنين، وأغلب الإصابات التي تأتي للمستشفيات الميدانية أصبحت تتمثل في كسور الجمجمة وتفتت في عظام اليدين والساقين، وإصابات أخرى تستوجب بتر الأعضاء، بعد أن كانت أغلب الإصابات في الماضي تتمثل في حروق بليغة؛ بسبب اشتعال النيران وانفجارات البراميل المتفجرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطواقم الطبية في حلب التجأت إلى تركيز بعض المراكز الطبية في ملاجئ تحت الأرض، هربا من قصف الطائرات الروسية، ولحماية الجرحى أثناء فترة تلقيهم للعلاج. وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز: "إن الأطباء عاجزون عن مجاراة الوضع، ونحن نعاني من نقص في الإطار الطبي، فمدينة حلب التي يوجد فيها أكثر من سبعة مستشفيات، لم يبق فيها اليوم إلا طبيبان مبنجان وطبيبان للأطفال، أما البقية فقد خيروا مغادرة البلاد".
كما ذكرت الصحيفة أن القصف المتواصل وفظاعة الهجمات دفعت بالسكان لابتكار طرق جديدة للبقاء على قيد الحياة. وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز: "لقد قمنا بإعادة دهن سيارات الإسعاف بألوان أخرى، حتى لا يتم استهدافها من قبل الطائرات الروسية".
ويضيف هذا الجراح المنحدر من مدينة حلب: "ولكن الخطر يأتي أيضا من البر، وليس فقط من الجو، حيث إنه إذا تم قطع آخر المنافذ التي تصل منها الإمدادات لمدينة حلب في غرب المدينة، فإن المستشفيات والمدنيين هم من سيدفعون الثمن؛ حيث إن المستشفيات -على سبيل المثال- تمتلك مخزونا لا يكفي لأكثر من شهر، وبعد مرور هذه الفترة سوف تحدث كارثة إنسانية".
======================
كيري لواشنطن بوست :أمريكا ستلجأ للخطة (( ب)) إذا فشلت موسكو وطهران في حل الأزمة السورية
10 فبراير 2016آخر تحديث : الأربعاء 10 فبراير 2016 - 10:23 صباحًاكيري لواشنطن بوست :أمريكا ستلجأ للخطة (( ب)) إذا فشلت موسكو وطهران في حل الأزمة السورية
xeber24.net
إعداد :لامار أركندي
أشار وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في حوار مع صحيفة واشنطن بوست ,إن بلاده ستلجأ إلى الخطة ((ب )) لحل الأزمة السورية في إشارة منه لتحرك عسكري جديد في سوريا ,إذا فشلت المساعي الروسية والإيرانية بوقف إطلاق النار .
وتأمل كيري أن تقتنع موسكو وطهران , التوصل لحل سلمي يضمن انتقالاً سياسياً يخدم مصالحها , لكنها بالمقابل فشلت في وقف كارثة استمرار الحرب,وأضاف الدبلوماسي الأمريكي بقوله :” ما نقوم به الآن هو اختبار مدى جدية الروس والإيرانيين في التوصل للحل”, وتابع منوهاً إذا فشلوا أي الروس والإيرانيين في ذلك فلن يبقى أمام واشنطن الخيار إلا دراسة الخّطة (ب) البديلة, في إشارة ضمنية منه إلى الحل العسكري.
======================
وول ستريت جورنال: تركيا تقوض الجهود ضد داعش في سوريا
الرياض اليوم
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بحسب مسؤولين أمريكيين إن موقف تركيا العدائي من المقاتلين الأكراد في سوريا، الذين يعتبرون من أكثر حلفاء واشنطن فعالية في مكافحة داعش، يقوض الجهود الرامية لمكافحة هذا التنظيم وأن تركيا أصبحت واحدة من أكبر العوائق للوصول إلى حل سياسى للصراع المستمر فى سوريا.
وأخبر المسئولون الأتراك نظرائهم الأمريكيين مرارا وتكرارا أن قوات الأمن صادرت أسلحة وذخائر تم تسليمها سرا من قبل حلفاء الولايات المتحدة فى سوريا إلى حزب العمال الكردستانى إلا إنهم درسوا الشكاوى ولم يجدوا دليلا على أن الأسلحة تم تقديمها بشكل مباشر من الجيش الأمريكى للمقاتلين الأكراد فى سوريا لتذهب إلى تركيا.
وزعمت أنقرة بأن لديها معلومات تفيد بأن عناصر حزب العمال الكردستاني يهرّبون أسلحة أمريكية تلقيها الطائرات الأمريكية لمساعدة الأكراد السوريين بهدف مكافحة تنظيم داعش.
واعتبرت أنقرة نقل أي أسلحة إلى حزب العمال الكردستاني أمرا غير مبرر.
======================
الغارديان : مصير حلب ومستقبل أوروبا مترابطان
نتالي نوغيريد
الحياة
+
يترتب على سقوط حلب بدء فصل جديد من الحرب السورية القميئة. ولا تقتصر آثار الانعطاف هذا على المنطقة بل تبلغ كذلك أوروبا لا محالة. فانقضاض حكومة بشار الأسد على المدينة الشمالية المحاصرة، والتسبب في نزوح عشرات الآلاف، هما لحظة حاسمة في العلاقات بين الغرب وروسيا التي يغلب سلاح جوها كفة الأسد ويؤدي دوراً بارزاً (في المعارك). وإثر هزيمة معارضي الأسد الذين امسكوا بمقاليد شطر من المدينة منذ 2012، يخلو الميدان في سورية أمام قوات نظام الأسد و«داعش». والأمل في تسوية مع المعارضة السورية سيتبدد. وإطاحة احتمال التسوية مع المعارضة هو هدف روسي قديم، ونواة قرار موسكو التدخل العسكري قبل أربعة اشهر. وليس من بنات المصادفة تزامن حملة قصف حلب مع بدء مفاوضات السلام في جنيف. والتي سرعان ما انفرط عقدها. ورمى التصعيد العسكري الروسي الى إطاحة أي دور للمعارضة السورية في مستقبل البلاد، وإحباط مساعي الغرب والأمم المتحدة كلها (الى تسوية). وارتدادات حوادث حلب ستبلغ أمكنة قصية. وأدرك الأوروبيون في 2015 أنهم ليسوا في منأى من نتائج النزاع في الشرق الاوسط، وخلصوا من دروس النزاع الأوكراني في 2014 الى ان روسيا ليست صديقة أوروبا. فهي قوة مواجهة قادرة على الاعتداء العسكري. والحوادث السورية الأخيرة تسلط الضوء على أوجه الصلة بين المأساة السورية وبين ضعف أوروبا والغرب الاستراتيجي. وتفشي آثار الأزمة الشرق الأوسطية في أوروبا لم تراقبه موسكو من كثب فحسب، بل نفخت في عدواه وغذته. فسريان عدوى الاضطراب، أو غياب الاستقرار، في الاتحاد الاوروبي يتناسب مع سعي موسكو الى الهيمنة من طريق التوسل بخلافات وتردد من ترى انهم خصومها. وترسم حوادث حلب وجه المرحلة المقبلة: فهزيمة قوات المعارضة السورية تغلب كفة «داعش» وأسطورة أنها المدافع اليتيم عن السنّة، على رغم انها تبث الرعب والإرهاب في أوصال السكان الواقعين في قبضتها. وعوّلت الاستراتيجية الغربية لمكافحة «داعش» على تعزيز نفوذ قوات المعارضة السورية لاقتلاع الجهاديين من معقلهم في الرقة. ولكن إلى من سيلجأ الغرب (في مكافحة «داعش») إذا حوصرت هذه القوات في حلب و «سحقت». وزعمت موسكو أنها تحارب «داعش»، ولكنها في حلب تطيح المجموعات السورية التي ثبت أنها ناجعة في قتال «داعش».
وبددت حوادث حلب الالتباس حول الغايات الروسية من التدخل في سورية. ففلاديمير بوتين استنسخ في سورية استراتيجيته في الشيشان: شن هجوم عسكري ساحق على مناطق سكنية فتنهار قوات المعارضة وتنسحب. وتعود الأواصر بين بنى السلطة السورية والاستخبارات الروسية الى العهد السوفياتي. وعلى نحو ما قضى نظام بوتين في الشيشان على محاوريه المحتملين في تسوية سلام، وسم الأسد المعارضة السياسية كلها بـ «الإرهاب». ولم تبرم تسوية يوماً في الشيشان، ولم تهدأ الحرب الشاملة هناك إلا بعد تعيين الكرملين زعيماً شيشانياً موالياً له في سدة السلطة. ويبدو ان غايات الاستراتيجية الروسية لا تقتصر على ترجيح كفة القوة الروسية في الشرق الأوسط، فهو يسعى الى الهيمنة على أوروبا. وكانت لحظة تراجع باراك اوباما عن قصف قواعد الأسد العسكرية إثر الهجوم الكيماوي في 2013، بمثابة منعطف (في السياسة الخارجية الروسية). فالتراجع الأميركي شجع بوتين على امتحان القوة الأوروبية في عقر دارها. ووقعت انتفاضة ميْدان الاوكراني عليه وقع المفاجأة، لكنه سرعان ما واصل مساعي هيمنة بلاده (على أوروبا) من طريق القوة واقتطاع أراضٍ. وكانت حساباته في محلها: الغرب لن يسعه الحؤول دون حرب هجينة (تجمع القوة التقليدية الى القوة غير التقليدية، والمواجهة النظامية الى حرب العصابات، والهجمات السيبرنيطيقية) في اوكرانيا. وقوّضت السياسات الروسية هناك (في اوكرانيا) أركان نظام الأمن الأوروبي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ويرغب بوتين في تعديل هذا النظام وترجيح كفة بلاده فيه. وأحرج التدخل العسكري الروسي في سورية «الناتو»، فأحد اعضائه البارزين (تركيا) صار في الجبهة الأمامية، وصارت الحرب على حدود الأطلسي. وطوال أشهر، كانت علاقات تركيا بروسيا على شفير الانهيار. واليوم، حذرت موسكو أنقرة من ارسال قوات للدفاع عن حلب. وقرارات الرئيس التركي في هذه الأزمة، مهما كان مآلها، مدعاة قلق في الغرب. وتدور هذه الأحداث في وقت تسعى الحكومات الاوروبية الى استمالة أنقرة والتعاون معها في مشكلة اللاجئين. وإذا تورطت تركيا في النزاع السوري جلبت المتاعب للأطلسي على حدوده الشرق الأوسطية، وخدمت المصالح الروسية. ويصب كذلك بلوغ موجة نزوح جديد اوروبا في مصلحة موسكو. فأزمة اللاجئين فاقمت الانقسام بين دول القارة وساهمت في ازدهار احزاب اليمين الشعبوي- وكثر منها حليفة لموسكو في مواجهة الاتحاد الاوروبي. وسلطت ازمة اللاجئين الضوء على خطر انسحاب بريطانيا من الاتحاد (وهو خطوة ترحب بها روسيا)، وقوّضت نفوذ انغيلا مركل، معدِّة العقوبات الأوروبية على روسيا.
روسيا ليست وراء اندلاع الحرب الأهلية في سورية، وليست وراء كل ما آلت اليه الأمور في أوكرانيا. ولكن لا يستخف بخطواتها الانتهازية أو نهج تحريك بيادقها. وهذه الخطوات تدفع إلى دق ناقوس الخطر في الغرب والأمم المتحدة. وحمل بوتين على العدول عن الفوضى يقتضي أكثر من تمنيات صادقة.
 
 
* معلّقة، من أعضاء هيئة تحرير الصحيفة، عن «غارديان» البريطانية، 6/2/2016، إعداد منال نحاس
======================
ديفيد إغناتيوس – (الواشنطن بوست) 4/2/2016 :"داعش" ما يزال في صعود
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
يجب أن يتمكن المرشحون الرئاسيون الجمهوريون والديمقراطيون في الولايات المتحدة من الاتفاق على حقيقة ساطعة متعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية: إن وجهة المد لم تنقلب بعد في الحرب ضد مجموعة "الدولة الإسلامية". فخلال الأشهر الثمانية عشر التي انخرطت فيها الولايات المتحدة في العمل من أجل "إضعاف ثم تدمير" المجموعة، كبرت تلك المجموعة لتصبح قوة عالمية تستطيع أن تضرب الأهداف في أوروبا، وآسيا، وأفريقيا وأميركا.
"الخلافة" المعلنة ذاتياً، والتي كانت محلية عندما أعلنت عن نفسها في حزيران (يونيو) 2014 في العراق وسورية، أصبح لديها الآن نحو 50 مجموعة تابعة أو مؤيدة في 21 بلداً. وقد أعلنت "الخلافة" عن وجود 33 "ولاية رسمية" لها في 11 من تلك البلدان.
على الرغم من أنها خسرت نحو 25 % من الأراضي التي كانت تحتفظ بها في وقت ذروتها في العراق وسورية، أسست "الدولة الإسلامية" في الأثناء حضوراً عالمياً لنفسها، على الأرض وفي الفضاء السيبراني.
وتقول ريتا كاتز، المؤسسة المشاركة لمجموعة "سايت" الاستخبارية: "تعقَّب "الدولة الإسلامية" وسوف ترى الزخم الهائل الذي راكمته المجموعة في جميع أنحاء العالم. يجب أن تكون الخطوة الأولى التي تتخذها الحكومة في محاربة داعش هي التوقف عن وصف الجهاديين باستخفاف بأنهم مجرد عصابة من الأشخاص في شاحنات صغيرة (بيكب). ويجب أن تصف المجموعة بما عليه عليه: تهديد للأمن العالمي".
في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس أوباما ومستشاروه عن تصعيد في الأعمال الأميركية، لكن مسؤولي الاستخبارات والجيش يقولون إن الخطوات الإضافية تظل محدودة. وقد أعلنت وزارة الدفاع عن نشر قوة عمليات خاصة تكون مهمتها الاعتقال والقتل، وتتكون من نحو 200 جندي، في العراق. لكن هذه القوة هي مجرد كِسرة صغيرة جداً من قوة قيادة العمليات الخاصة المشتركة التي كانت منتشرة هناك قبل عقد، للتعامل مع تهديد التمرد الأصغر بكثير، والذي شكله تنظيم القاعدة في العراق.
الأمر الذي يبدو أنه يشغل أوباما أكثر ما يكون هو مواجهة سرد الجهاديين القائل إن ما يجري هو حرب بين الإسلام والغرب. وقدم الرئيس عرضاً بليغاً لقضيته في الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي في مسجد في ضاحية بلتيمور. لكن هناك القليل من الدليل على أن هذه الرسالة التي تستهدف الوصول إلى المسلمين توقف نمو "الدولة الإسلامية".
يُظهر ما يحدث في ليبيا وإندونيسيا مدى الوصول البعيد الذي حققته المجموعة، والصعوبة التي يواجهها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في احتواء تهديدها المتنامي لأوروبا وآسيا.
ففي ليبيا، ضاعفت مجموعة "الدولة الإسلامية" من حجم تواجدها على مدى العام الماضي، ليصل عدد أتباعها إلى ما يتراوح بين 5.000 و6.500 مقاتل، وفقاً لتقرير نُشر يوم الخميس في صحيفة "نيويورك تايمز". وفي المقابل، تتميز القوات المعارضة التي ربما تواجه الجهاديين بأنها "لا يُعتمد عليها، وقليلة العدد، ورديئة التنظيم ومنقسمة حسب المنطقة والقبيلة"، وفقاً لتقرير الصحيفة. كما واجهت مشكلات مماثلة جهود الولايات المتحدة لبناء قوة معارضة سنية قوية تعمل ضد الجهاديين في سورية والعراق.
في الأسبوع الماضي، حذر وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، من الخطر الذي تشكله المجموعة الإرهابية على المناطق الغنية بالنفط في ليبيا، وقال: "آخر شيء يمكن أن يريده المرء في العالم هو خلافة زائفة تتمتع بوصول إلى مليارات الدولارات من عوائد النفط". ولكن، وعلى الرغم من عديد السنوات من القلق الأميركي المتنامي إزاء ليبيا، فإن استجابة الولايات المتحدة ظلت ضعيفة حتى الآن.
وفي إندونيسيا أيضاً، نفذت مجموعة "الدولة الإسلامية" عملية إرهابية من نوع هجمات باريس يوم 14 كانون الثاني (يناير) الماضي. وهاجم المقاتلون في جاكرتا موقعاً مرورياً في شارع مزدحم وسط المدينة؛ حيث انفجرت العبوات في مواقع عدة بالقرب من أحد محلات "ستاربكس" الشعبية. وأسفر الهجوم عن مقتل ثمانية أشخاص، وجرح أكثر من 20 شخصاً آخرين.
ويقول مسؤولو أمن آسيويون إن هجوم جاكرتا يظهر مدى القبول الذي تتمتع به مجموعة "الدولة الإسلامية" بين سكان مسلمين هادئين ومسالمين عادة، في بلدان مثل إندونيسا وماليزيا والفلبين. وفي حقيقة الأمر، كانت المنظمة الإندونيسية التابعة للمجموعة هي الأولى التي تعلن ولاءها لداعش بعد أن أعلن أبو بكر البغدادي عن إقامة خلافته في حزيران (يونيو) 2014، والتي غيرت اسمها الرسمي إلى "الدولة الإسلامية".
يتضح إيقاع العمليات التي تنفذها مجموعة "الدولة الإسلامية"، ومهارة دعايتها، من خلال الرسائل اليومية التي تبثها خدمة "البيان" الاخبارية التي تبثها على الإنترنت. ففي كل يوم في الأسبوع الماضي، أعلنت جريدة البيان عن شن هجمات في ست "ولايات" على الأقل من الدولة المعلنة ذاتياً. وامتدت العمليات المعلنة في الأسبوع الماضي عبر أربعة بلدان. وغالباً ما كانت الأهداف من المسلمين المنافسين أو من أجهزة الأمن المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، تتبجح "الدولة الإسلامية" بقدرتها على ضرب الولايات المتحدة أيضاً، في الصفحات الأولى من العدد الأخير من مجلتها على الإنترنت، دابق. ومع إشادتها بمفجري سان برناردينو بولاية كاليفورنيا، الذين "أخذوا أميركا على حين غرة"، حذرت المجلة: "بينما يستمر الصليبيون بقيادة الولايات المتحدة في شن الحرب ضد (الخلافة)، فإن المزيد والمزيد من المسلمين يواصلون الإعراب عن استعدادهم للتضحية بكل غال ونفيس لديهم".
كيف إذن يجب على الولايات المتحدة وحلفائها مواجهة "الدولة الاسلامية" بحكمة، ومن دون التورط في حرب برية عالمية لا نهاية لها؟ هذه هي أكبر مشكلات السياسة الخارجية التي تواجه البلاد حالياً. وقد تكون النقاش السياسي الأميركي حول ذلك في معظمه حتى الآن من المقابلات والخطابات والهذر الصوتي، بدلاً من التحليل الذي يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات مستدامة. وليس هذه المشكلة في طريقها إلى الذهاب؛ بل إن الأمور تزداد سوءا فحسب.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
 The Islamic State is still on the rise
ala.zeineh@alghad.jo
======================
هآرتس :قبيل الحسم: قوات الأسد على بعد 6 كم من تطويق حلب
انشيل بيبر
كانت القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس على بعد 3 كم فقط من فصل الشارع الأخير المؤدي إلى خارج مدينة حلب و6 كم تفصل بين صفي وحدات الجيش السوري والمليشيات الشيعية للمقاتلين من العراق وأفغانستان تحت قيادة إيران التي تستكمل تطويق المدينة. المتمردون السوريون ومنظمات المساعدة تحاول أن تدخل إلى المدينة التي مايزال فيها 300 ألف شخص شاحنات المعونة من مقاطعة ادلب التي ما زال يسيطر عليها المتمردون، وذلك عن طريق الشارع الذي يتم قصفه.
"لماذا يتوقف النظام والروس الآن حيث توجد لهما فرصة للتغلب على المقاومة"، قال باسم الكويتي، مدير منظمة إعانة سوري الذي عاد في نهاية الأسبوع من مفاوضات وقف إطلاق النار التي فشلت في جنيف. "إن داعش لا يهمهم أبدا. قوات النظام تمر بجانب داعش وعن طريق مناطق يسيطر عليها داعش ولا يقاتلونهم". بعد يومين من إعادة انتظام قوات النظام جددت الهجوم البري في محاولة لم تنجح لاحتلال قرية التمورة الموجودة شمال الشارع الذي يربط بين حلب وإدلب. مع ذلك يعتقد المتمردون أن المسألة هي مسألة ايام إلى أن يتم إحكام الطوق. معظم منظمات المتمردين توحدت في حركة قتال واحدة سميت باسم جيش حلب. وبالإضافة إلى جهات الإعانة يقومون بتوزيع الغذاء والوقود. وقد منع السكان الفارون من المدينة من أخذ المواد الغذائية.
وبسبب قصف طرق تهريب النفط لداعش فإن الوقود لا يصل إلى المدينة تقريبا. وتقوم المولدات بتوفير الكهرباء اربع ساعات في اليوم فقط. اشارة اخرى للحصار الآخذ في الاقتراب هي إغلاق آخر مكاتب تحويل الأموال الدولية حيث حصل السكان عن طريقها على الأموال من أقربائهم خارج سورية. آخر الصرافين تركوا المدينة التي كانت ذات يوم المركز الاقتصادي لسورية.
"السكان هنا خائفون جدا"، قال إسماعيل الحلبي وهو عضو في قوة الإنقاذ المدنية في حلب، "الخوذات البيضاء تخاف أن يحدث في حلب ما حدث في مضايا (المدينة في مقاطعة دمشق، التي فرضت عليها القوات السورية وحزب الله حصار تجويع من أجل إخضاع المتمردين)".
تعتقد جهات الإعانة أن عدة عشرات آلاف الأشخاص قد تركوا المدينة في الاسبوع الماضي. ولكن في "حلب المحررة" الجانب الشرقي للمدينة، التي تخضع للمتمردين منذ 2012 ما زال هناك 300 ألف مواطن وحوالي 30 ألف مقاتل. بعضهم فقراء ولا يملكون السيارات من أجل السفر في الشارع المؤدي إلى إدلب أو يخافون خلال الشتاء الخروج من اجل ايجاد مخبأ في المنطقة الريفية في غرب المدينة. وهناك من يستطيعون الهرب لكنهم يخافون من الوضع في إدلب منذ أن أغلق الاتراك المعبر الحدودي هناك.
"توجد الآن جهود مشتركة لإدخال اكبر قدر من الغذاء إلى المدينة"، قال عبد حامد، وهو صحفي محلي من حلب. "يتم تعبئة مستودعات طوارئ وبإدارة عامة قبل فوات الأوان".
في الأيام الاخيرة، رغم مطالب المجتمع الدولي لفتح المعبرين إلى شمال غرب سورية، فإن الحكومة التركية تستمر في الادعاء أنه لم يعد هناك متسع للاجئين فوق أراضيها. لقد سمحت بإدخال عشرات المرضى فقط. وبدل ذلك تقوم بإنشاء معسكرات لاجئين في الأراضي السورية قرب الحدود. ولا أحد يضمن للاجئين أن تكون هذه المعسكرات محصنة من هجمات النظام أو قصف الطائرات الحربية الروسية.
قصف الروس في الأسبوع الماضي معسكرات لاجئين قريبة من الحدود في اللاذقية. شمال حلب بالقرب من الحدود التركية توجد منطقة اخرى محاصرة في محيط مدينة عزاز. المتمردون في عزاز محاصرون من ثلاث جهات: من قوات النظام في الجنوب وداعش في الشرق والمليشيات الكردية التي تحظى الآن بدعم إيران وروسيا من الغرب.
"لا يمكن التصديق أن داعش والأكراد والنظام ينسقون بين بعضهم البعض"، قال حميد جواد وهو ناشط في احزاب المعارضة في مدينة تل الريفات في عزاز. "انهم لا يحاربون بعضهم البعض بل يحاربون فقط المقاومة والشعب السوري". وحسب أقواله تبقى في تل الريفات 5 آلاف شخص من اصل 35 ألف وهم بالأساس أبناء عائلات المحاربين والشيوخ والمرضى الذين لا يستطيعون الهرب. "نحن نستمر في الدفاع عن القرية. ومن لديه امرأة وأولاد فيها يجب أن يبقى قويا ولا يهرب".
هناك 100 ألف شخص غير قادرين على الهرب إلى داخل تركيا. معسكرات الخيام التي أقامها الاتراك لا تكفي للجميع والكثيرون يبقون في المناطق المكشوفة بالقرب من الحدود. وقد مات شخصان كبيران في السن بسبب البرد في ليلة الأحد. ويعتقد جمعة البكري، وهو وزير في حكومة المعارضة السورية الموجودة في تركيا، أن سكان منطقة عزاز وحلب البالغين 400 ألف شخص قد يذهبون سيرا على الأقدام باتجاه الحدود إذا استمر القصف من قبل روسيا والنظام.
"يقيم الأتراك معسكرات في منطقة الحدود، لكن لا أحد يضمن عدم قصف هذه المعسكرات. نحن نطلب من المجتمع الدولي منذ بداية الحرب أن يمنع الطيران قرب الحدود كي يستطيع اللاجئون إيجاد المخبأ الآمن، لكن المجتمع الدولي يرفض وقد تخلى العالم عن الشعب السوري"، قال البكري.
يسعى المتمردون إلى تحقيق إنجازات رمزية. منظمتان هما جيش الإسلام وأحرار الشام، قصفتا أمس بصواريخ غراد منطقة قرداحة وهي مسقط رأس والد الرئيس السوري، حافظ الأسد. صور القصف الرمزي لعائلة النظام أسعدت المتمردين في الشبكات الاجتماعية، لكن هذا القصف لا معنى له في الجانب العسكري الذي هو ليس في صالح المتمردين.
يحاول رجال داعش الحصول على التأييد من الكارثة التي ستحدث لسكان حلب وعزاز. أحد متحدثي داعش، ريان مشعل، نشر أمس في الفيس بوك دعوة لسكان المنطقة – "وافقوا على الاقتراح الاخير للشيخ العدناني وعندها ستأتي الدولة الاسلامية إلى مناطقكم وتدافع عنكم وتقودكم حسب قوانين الشريعة، وتقفون معنا ونقف معكم. وإلا فإن مدنكم وأراضيكم ونساءكم ستسقط في أيدي الشيعة والعلويين وستفقدون حياتكم في هذا العالم والعالم القادم".
======================
هآرتس: إسرائيل تفضل حالة الاستنزاف بسوريا
الجزيرة
اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الثلاثاء بالشأن السوري في ظل تلويح السعودية بالتدخل العسكري، حيث اعتبرت صحيفة معاريف أن هذا الأمر قد يعيد إشعال الصراع السني الشيعي، في حين ذكرت "هآرتس" أن إسرائيل كانت تفضل إبقاء حالة الاستنزاف بين النظام السوري ومعارضيه.
وقال أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار-إيلان الإسرائيلية يهودا بلانغا في صحيفة معاريف أنه في حال تصاعد الوضع الميداني في سوريا فقد تضطر السعودية إلى التدخل العسكري البري داخل ما تبقى من الدولة السورية، وهو ما قد يعيد مجددا إشعال الصراع السني الشيعي في المنطقة، لكنه هذه المرة سيكون أكثر خطورة وانفتاحا على كل الاحتمالات الدامية، متسائلا: هل يكون عام 2016 هو عام التصعيد العسكري للأزمة السورية؟
"أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار-إيلان الإسرائيلية يهودا بلانغا: في حال تصاعد الوضع الميداني في سوريا فقد تضطر السعودية إلى التدخل العسكري البري داخل ما تبقى من الدولة السورية، وهو ما قد يعيد مجددا إشعال الصراع السني الشيعي في المنطقة، لكنه هذه المرة سيكون أكثر خطورة"
وأضاف "بعد شهر من اليوم -إن لم يحصل سيناريو خارق- سوف تكمل ما توصف بالحرب الأهلية السورية عامها الخامس بعد أن بدأت من خلال مظاهرات هادئة في مختلف المناطق الريفية في سوريا ضمن ثورات الربيع العربي".
نجاح وتقديرات
وبين أن التعامل الدموي من قبل النظام السوري جبى أثمانا باهظة من المواطنين بلغت حتى اللحظة ما يقرب من ربع مليون إنسان، ورغم كل المفاوضات والاجتماعات التي شهدتها بعض العواصم الأوروبية فما زال تنحي الرئيس بشار الأسد بعيدا أكثر من أي وقت مضى، في ظل ما بات يحققه الجيش السوري من نجاحات ميدانية بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله في عدة مواقع عسكرية مركزية.
وأشار بلانغا -الذي يعمل باحثا زائرا في معهد ديان التابع لجامعة تل أبيب- إلى أن النظام تمكن من استعادة مناطق فقد سيطرته عليها خلال السنوات الماضية، بعض منها في درعا والأخرى في حلب.
وحسب كل التقديرات، فإن إعادة السيطرة على حلب ستعد مؤشرا حقيقيا على انتصار النظام السوري لعدة أسباب، أهمها أن حلب هي المدينة الكبرى في سوريا، وهي ذات أغلبية سنية، وهو ما قد يظهر المعارضة السورية في أسوأ أحوالها وغير قادرة على التعامل مع الجيش النظامي السوري، وسيفقد رغبة سكان حلب في إبداء معارضة لقوات النظام.
كما أن استعادة النظام السيطرة على حلب ستعمل على تشتيت قوات المعارضة المسلحة، وتجعلهم بعيدين عن التمركز في منطقة جغرافية واحدة متصلة.
"الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل: إسرائيل تعتبر أن المواجهات الدائرة في حلب هذه الأيام تشكل تحولا إيجابيا لصالح محور إيران وحزب الله"
فشل وتحولات
وفي ضوء فشل محادثات جنيف، وتزايد التدخل العسكري الروسي في القتال، والنجاحات الميدانية التي يحققها الجيش السوري، وعدم قدرة المعارضة على مواجهته فإن كل ذلك قد يضطر السعودية للإعلان عن إرسال 150 ألف مقاتل لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهم قوة عسكرية مكونة من السعودية، والأردن، والسودان، ومصر، وجميعهم موجودون على الأراضي السعودية، بجانب موافقة دول أخرى على الانضمام إليهم، منها: تركيا، والكويت، والمغرب، وقطر، والإمارات.
على صعيد مواز، اعتبر الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل في مقال نشر بصحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تعتبر أن المواجهات الدائرة في حلب هذه الأيام تشكل تحولا إيجابيا لصالح محور إيران وحزب الله رغم عدم قولها ذلك بصورة واضحة.
وبين أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تراقب عن كثب جميع التطورات الأمنية والعسكرية الحاصلة داخل الأراضي السورية، وأضاف أن إسرائيل كانت تفضل إبقاء حالة الاستنزاف بين النظام السوري ومعارضيه، وعدم تحقيق أي منهما حالة الحسم الميداني، مما يدفعهم لضخ كل قدراتهم وإمكانياتهم في هذه الحرب غير المنتهية في الأفق القريب، وهو ما يبعد شبح أي محاولة من الطرفين لأخذ زمام المبادرة بتنفيذ عمليات هجومية ضدها.
 
======================
فايننشال تايمز: محنة حلب اختبار لقوة أوروبا
علقت افتتاحية فايننشال تايمز على محنة مدينة حلب السورية وتقدم النظام السوري فيها بغطاء جوي روسي، بأنها اختبار لصدق عزيمة أوروبا. وقالت إن كل يوم يمر يعمّق أزمة المهاجرين إليها، خاصة بعد أن حاولت حكومات الاتحاد الأوروبي وفشلت خلال الأسابيع القليلة الماضية في إبطاء تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط والبلقان وشمال أفريقيا بتعليقها بعض ترتيبات شنغن وإعادة تأسيس الرقابة على الحدود.
ونبهت الصحيفة إلى عبور 61 ألف لاجئ من تركيا إلى اليونان الشهر الماضي فقط، وأن هذا العدد يزيد 35 مرة عن يناير/كانون الثاني 2015، وقالت إنه إذا لم يكن هذا الأمر كافيا لتحذير العواصم الأوروبية فإن هجوم نظام الأسد على حلب بمساعدة الغارات الجوية الروسية يهدد بزيادة تفاقم الوضع.
وعقبت الصحيفة بأن أي مناشدة للرئيس فلاديمير بوتين لتقليل الهجمات الجوية مآلها الفشل على ما يبدو، حيث يظهر أنه عازم على تدمير الثوار المناهضين للأسد بنفس القسوة التي أظهرها هو وأعوانه في الشيشان.
وترى الصحيفة أن أوروبا عليها مسؤولية أيضا وأنه لا يمكن معاملة تركيا والدول الأخرى التي تأوي اللاجئين السوريين مثل الأردن ولبنان على أنها مجرد حظيرة لاستيعاب المهاجرين، وأن على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 أن تثبت أن أولئك اللاجئين الذين يحق لهم اللجوء سيتم قبولهم في الدول الأوروبية.
وأضافت أن على قادة الاتحاد الأوروبي أن يعترفوا بما هو على المحك وهم يرون القصف الروسي لمدينة حلب، لأن بوتين لا ينشر مقاتلاته فقط لإعادة تأكيد القوة الروسية في الشرق الأوسط، وإنما يؤجج أيضا أزمة اللاجئين التي شقت الوحدة الأوروبية وعززت قضية الشعوبية ومخاطر تقويض المستشارة الألمانية التي تصدت له بسبب تدخله في أوكرانيا.
وختمت الصحيفة بأنه يجب على دول الاتحاد الأوروبي أن تتجاوز الانقسامات الداخلية وتلتف حول سياسة هجرة مشتركة، قبل أن يفرقهم بوتين أكثر من ذلك.
======================
هآرتس 9/2/2016 :بوتين حوّل سوريا إلى ساحته الخاصة
FEBRUARY 9, 2016
إن جرد المواد الأساسية المتبقية في محيط مدينة حلب غير مشجع، حيث لن يتبقى الكاز لستين ألف عائلة في المقاطعات التي هي خارج السيطرة من قبل النظام من اجل تدفئة البيوت وتشغيل الافران. ومن المشكوك فيه أن تستطيع الحركات المدنية تغيير الوضع المتدهور في أعقاب القصف الجوي الكثيف لسلاح الجو الروسي، خطوط نقل المواد الغذائية والوقود والأدوية والسلاح من مناطق حلب «المحررة»، أي تلك التي تحت سيطرة المتمردين، وبين مصادر التزويد في تركيا، آخذة بالتناقص. في مدينة حلب نفسها هناك 350 ألف شخص تحت سيطرة المليشيات التي ستضطر إلى أن تقرر قريبا كيف ستستمر في ادارة المعارك ضد النظام الذي يفصل المدينة عن محيطها.
ما زال من السابق لأوانه القول إن حلب سقطت في أيدي النظام، حيث ما زالت هناك معارك ضارية تدور في المناطق البلدية، وليس واضحا إلى أي حد ستستمر روسيا في ضرب المناطق المكتظة، لكن الاستراتيجية المشتركة لروسيا وسوريا وإيران لا تترك مكانا للشك. روسيا لا تحارب من اجل الاسد ونظامه ولا من اجل أن تقطف إيران الثمار السياسية للانتصار في حال جاء. إذا كانت تقديرات رجال الاستخبارات في البداية، بما في ذلك في إسرائيل، أن روسيا تنوي مساعدة الاسد فقط في جبهات محدودة، وسارعوا إلى القول إن روسيا لا تنجح في احداث تحول بسبب الانجازات العسكرية القليلة للجيش السوري، فيبدو أن هذه التقديرات بحاجة إلى اعادة النظر. صحيح أن روسيا أحدثت تحولا عسكريا واستراتيجيا وليس فقط بسبب المساعدة العسكرية التي تمنحها للجيش السوري، بل ايضا لأن عملها في سوريا لا يسمح لأي قوة اخرى تقريبا ـ أمريكية أو تركية أو اوروبية ـ بالعمل خارج الاطار الذي تسمح به.
اضافة إلى ذلك تبدو روسيا وكأنها القوة الوحيدة القادرة على السيطرة على كل الدولة، وليس فقط النظام، أمام هذا الكم من المليشيات من اجل التوصل إلى توافق سياسي وايجاد بديل للنظام. لقد حولت سوريا إلى مشروعها الخاص، مشروعها هي فقط. والاحتكار الروسي يضع الولايات المتحدة واوروبا أمام حقيقة أن من يريد العمل في سوريا سياسيا أو عسكريا سيصطدم مع روسيا أو أن يعمل معها حسب قوانينها. لأن الولايات المتحدة لا تريد ولا ترغب في العمل ضد روسيا في سوريا. ولا تستطيع اقناع المعارضة بالحصول على موقف متفق عليه، وسوف تستمر في قضم اظافرها على ضوء التقدم الروسي.
والحل الروسي من وجهة نظر الولايات المتحدة وغيرها ليس سيئا إلى هذا الحد، لأن من يريد محاربة داعش يحتاج إلى سوريا مستقرة. والاسد هو الذي يستطيع ضمان ذلك. صحيح أن هذا الموقف فيه خدعة حيث أنه لا ضمانة أن سوريا «الجديدة» تحت الاسد ستوافق على محاربة داعش الذي يتعاون معها. ولكن ايضا إذا افترضنا أن روسيا والاسد سينهضان لمحاربة داعش، فان روسيا ستستمر في وضع قوانين اللعب.
في جميع الحالات، لن يكون في هذا شيء جديد. فقبل الحرب الاهلية ايضا كانت سوريا وإيران، وليس السعودية والولايات المتحدة، اللتان أمسكتا بلجام التأثير حول ما يحدث في سوريا. الامر الجديد هو أن تأثير روسيا ومكانتها سيتفوق على إيران التي استُبعدت إلى حد معين عن ساحة المعارك واتخاذ القرارات، خصوصا في كل ما يتعلق بالحوار السياسي. القيادة الإيرانية غير غافلة عن المطامح الروسية، لكن إيران لا يمكنها الآن تقديم الدعم والغطاء الجوي الذي تقدمه روسيا. في هذه المنافسة بين إيران وروسيا، من اللافت رؤية كيف أن وسائل الإعلام الإيرانية تتجاهل القصف الجوي الروسي في الايام الاخيرة، حيث يبدو وكأن القوة الوحيدة التي تحارب هي حرس الثورة وحزب الله وقوات سورية.
من الجهة الاخرى للشرق الاوسط أرسلت السعودية اشارات واضحة حول نيتها ارسال قوات برية للمحاربة في سوريا. ولكن رغم أن البنتاغون «بارك» الموقف السعودي، الذي يهدف كما هو معلن محاربة داعش، فانه لا يجب وقف النفس بسبب الموقف السعودي. فليس واضحا عدد الجنود الذي يتم الحديث عنه وما هي الاهداف ومن الذي سيقودهم (الحديث هو عن تحالف عربي)، وما إذا كانت الولايات المتحدة وتركيا ستوافقان على اعطاء مظلة جوية أم أن السعوديين سيستخدمون سلاح الجو الخاص بهم. باختصار، يبدو أن الحديث هو عن بالون هواء غير منفوخ بالكامل.
إن فشل هذا البالون له تأثير سيء إذا كان التحالف العربي ينوي الحفاظ على شيء من مكانة هذه الدول. حيث لم يثبت هذا التحالف نفسه في محاربة داعش في العراق، وكذلك الحرب في سوريا، لم تمنحه الميداليات. وعموما، يبدو أن الحرب ضد داعش تتقزم أكثر فأكثر على ضوء السيطرة الشبيهة بالشيشان من قبل فلادمير بوتين.
تسفي برئيل
 
صحف عبرية
======================
إسرائيل اليوم 9/2/2016 :مؤتمرات السلام… الضرر أكبر من الفائدة
بعد فشل جنيف 3 الخاص بسوريا يسعى الغرب لمؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني
ايال زيسر
FEBRUARY 9, 2016
 
تهديدات فرنسا المتجددة لعقد مؤتمر سلام دولي من اجل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حرفت الاهتمام عن مؤتمر سلام آخر حاول الفرنسيون تحقيقه مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. الحديث بالطبع عن مؤتمر السلام حول الحرب في سوريا الذي تفجر بضجة كبيرة في وجه الفرنسيين وباقي شركائهم، والامر الاخطر هو ـ في وجه ملايين السوريين الذين يحاولون الهرب في هذه الاوقات إلى خارج سوريا خوفا من القصف الروسي ومن جنود بشار الاسد المعززين بمحاربين إيرانيين.
من فشل مؤتمر السلام في سوريا يمكن أن نعرف ماذا ينتظرنا في مؤتمر السلام الذي تحاول عدة دول عقده بخصوص الموضوع الفلسطيني، وخاصة إلى أين قد يقودنا المجتمع الدولي والثمن الذي سيكون لمؤتمر كهذا.
منذ البداية لم يكن الاسد جديا في نواياه في التوصل إلى اتفاق معين مع معارضيه. ففي النهاية لا يوجد ما يمكن التوصل اليه في الوقت الذي يطالب فيه هؤلاء برأسه. أما هو فيريد الاستمرار في السيطرة كشخص وحيد على ما بقي من الدولة السورية. لكن في الاشهر الاخيرة نجح بشار ونجح الروس والإيرانيون في تغيير مجريات الحرب في سوريا بشكل أعاد طرح امكانية أن يخرج الديكتاتور السوري منتصرا من الصراع ويعيد سيطرته على معظم مناطق سوريا بما في ذلك هضبة الجولان.
في ظل هذا الوضع لا يريد بشار اتفاق حل وسط مع خصومه. بالنسبة له ولشركائه الإيرانيين والروس فان الحل الوحيد هو بالحديد والنار وباخضاع معارضيه وتنظيف سوريا من المتمردين ومن السكان المؤيدين لهم. وهذا يعني طرد 8 ملايين لاجيء إلى خارج حدود سوريا. ونجاحه في الاونة الاخيرة اضاف 2 ـ 3 ملايين لاجيء آخر. وهكذا يبقى بشار مسيطرا على دولة اكثر من نصف سكانها هربوا منها.
كل ذلك كان باستطاعة أي انسان فهمه إذا كان مستعدا للاعتراف بالواقع. لكن دول الغرب لا يمكن بلبلتها. التدخل العسكري من اجل انقاذ ابناء الشعب السوري غير وارد الآن. وهو لم يكن موجودا في مراحل أولية للصراع حيث كان الامر أبسط وفرص النجاح أكبر. ولكن الدخول في مواجهة مع الروس هو أمر لا يريده الأمريكيون. في المقابل، يجب ارضاء بعض الحلفاء العرب لواشنطن واشعار العالم أن هناك شيء يتم فعله في موضوع التراجيديا الحاصلة في سوريا.
اضافة إلى ذلك فان اوروبا يائسة اليوم أمام ازمة اللاجئين التي ستتفاقم في السنوات القريبة. حيث سينضم إلى ملايين اللاجئين السوريين ملايين السنة العراقيين الذين ستكنسهم حكومة العراق الشيعية خلال صراعها ضد داعش. من اليأس الاوروبي تطل علينا افكار سيئة، مثلا حل الصراع الإسرائيلي العربي سيُسكت المنطقة كلها بشكل سحري ويحل مشكلة داعش ويعيد اللاجئين من اوروبا إلى الشرق الاوسط.
كل ذلك تلاقى في السياق السوري بجهد عقد المؤتمر الدولي الذي يستند إلى خارطة طريق تفصيلية تبناها مجلس الأمن كقرار الزامي. لكن ما العمل حينما تكون بين خارطة الطريق والواقع الصلة صدفية فقط. وما العمل حينما يضع وزير الخارجية الروسي الخرائط وتقوم الطائرات الروسية بمئات الطلعات في اليوم، فيهرب ملايين السوريين من بيوتهم من اجل فتح الطريق أمام جيش بشار الاسد.
بنظرة إلى الوراء، اقاويل السلام في الاشهر الاخيرة ليس فقط لم توقف الحرب في سوريا بل زادت من حدتها ومنحت الشرعية والوقت لنظام بشار الاسد وحلفاءه لاكمال الحرب التي يديرونها ضد معارضيهم. ويجب الاعتراف ايضا أنهم حققوا نتائج على الارض.
لكن بعد فشل جهود السلام العقيمة منذ البداية في سوريا على ضوء الانجازات المثبتة لعشرة ملايين لاجيء ومئات الآلاف من القتلى، فان الغرب يتوجه إلى المهمة التالية ـ مؤتمر سلام إسرائيلي فلسطيني.
 
ايال زيسر
======================
فورين بوليسي: قصص مروعة في سجون الأسد
الجزيرة
نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقتطفات من تقرير لمحققين تابعين للأمم المتحدة، تناول أوضاع سجون النظام السوري ونماذج لمعتقلين فقدوا أرواحهم نتيجة التعذيب بداخلها.
واستهلت المجلة تقريرا إخباريا بالقول إنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 فرَ 9.5 ملايين شخص من ديارهم، بينما لم يجد عشرات آلاف آخرون فرصة للهرب فوقعوا أسرى في يد قوات الرئيس بشار الأسد.
وأجرى محققو الأمم المتحدة مقابلات مع أكثر من 500 من الناجين من سجون النظام حيث تعرض جميعهم تقريبا للتعذيب أو كانوا شهوداً على حالات تعذيب في المعتقلات، بينما شاهد مئتان ونيف زميلا لهم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل السجن على يد أفراد الأمن السوري.
وبحسب التقرير الأممي، فإن معاملة المدنيين في تلك السجون ترقى إلى وصفها بسياسة إبادة حكومية وجريمة ضد الإنسانية. غير أن الأمم المتحدة لم تستثن بعض جماعات المعارضة المسلحة من تلك التصرفات، إذ اتهم تقريرها أيضا تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة بنفس جريرة حكومة دمشق.
ومن بين الوفيات داخل تلك المعتقلات أطفال لم تتجاوز أعمارهم السبعة أعوام. وضربت المجلة مثلا بوالدي صبي عمره 13 عاما اعتُقل في مظاهرة عام 2011 في بلدة صدنايا بريف دمشق، لكنهما رأوه مرة أخرى بعدما أعيد إليهما جثة هامدة مشوهة. وفي أغلب الأحوال يتولى حراس السجن تعذيب وقتل المعتقلين على مرأى من النزلاء الآخرين.
وفي 2014، أجبِر السجناء في دمشق على أن يولوا وجوههم شطر أحد جدران السجن بينما قام الحراس بركل زميل لهم في الزنزانة في رأسه وجميع أجزاء جسده. وطلب هذا الزميل المعتقلين من رفاقه الآخرين وهو يتقيأ دماً، أن يبلغوا عائلته بما جرى له.. "لقد مات"، قالها أحد الناجين للمحققين الأمميين.. "أغمضنا عينيه، ولففنا جثته ببطانية للجيش ثم تلونا آيات من القرآن الكريم سراً".
ناجٍ آخر كان قد اعتُقل في مدينة حمص ذكر أنه رأى رجلا عجوزا يموت أمام ناظريه بعدما أطفأ حراس السجن سيجارة في عينيه، وطعنوه بآلة معدنية ملتهبة وعلقوه من معصميه، وقد استغرق منهم ذلك ثلاث ساعات ليقتلوه.
وفي حالات أخرى، كانت الوفيات سريعة للغاية، ففي 2014 تعمد الحراس تشويه الأعضاء التناسلية لسجين في سجن تديره الفرقة الرابعة للجيش السوري، وبعد ثلاثة أيام قضى نحبه متأثرا بجروحه.
وتمضي المجلة في نقلها من التقرير إلى الإشارة إلى أن من يتعرضون للتعذيب من المعتقلين غالباً ما تتلوث جروحهم، لكنهم لا يتلقون علاجاً في السجن. أحد المعتقلين لدى مخابرات القوات الجوية السورية تركه الحراس في رواق السجن عندما رأوه لم يعد يستطيع الوقوف على قدمه الجريحة، وما هي إلا بضعة أيام حتى أدرك الناس أنه مات، وعندما تسلمت أسرته الجثة لم يتعرفوا عليها.
وطبقا للتقرير الأممي، فإن زنازين السجون مكتظة بالنزلاء وفي كثير من الأحيان يُضطرون للتناوب على الجلوس والوقوف. كما يضطر هؤلاء أحيانا لقضاء الحاجة داخل الزنزانة بسبب القيود على الذهاب إلى المراحيض. وتحدث المعتقلون عن غزو القمل وحالات الجَرَب في زنازينهم.
كما يعاني كثير من المعتقلين من نقص التغذية لحد المجاعة، أو أنهم يعطونهم طعاماً فاسداً مما يدفعهم إلى التقيؤ ويصيبهم بالإسهال.
======================
باحث روسي: مستقبل سوريا بأيدي جيرانها
 
استهل مدير مكتب كارنيجي في موسكو الباحث الروسي ديمتري ترنين مقالا له في صحيفة فايننشال تايمز بأن "مستقبل سوريا بأيدي جيرانها"، وقال إن الجهات الفاعلة الإقليمية في الشرق الأوسط هي التي في الطليعة وإن القرار بأيديها، لكنها لم تتعلم بعد فنون التعاون إلى جانب المواجهة.
وعلق ترنين بأن نجاح الجيش السوري في مدينة حلب هو ما كانت روسيا تنتظره منذ بداية تدخلها العسكري أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث كان القصد من الضربات الجوية الروسية إضعاف الجماعات المعارضة للرئيس بشار الأسد وتهيئة الظروف للنظام في دمشق كي يبدأ هجوما مضادا.
وأشار الكاتب إلى احتمال طلب جماعات المعارضة تدخل دول أخرى في سوريا، مثل السعودية وتركيا بصفة خاصة، وأن ذلك إذا حدث سيتغير مسار الحرب مرة أخرى. وأضاف أنه بعد التدخل المباشر للولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية، يمكن أن تصبح سوريا ساحة القتال الأولى في التنافس العالمي على القوة والنفوذ والذي بدأ ثانية بعد توقف دام 25 عاما.
ويعتقد ترنين أن الشرق الأوسط دخل مرحلة قد تستمر لعقدين من الزمن، سيكون فيها القليل من السلام والكثير من القتال، والجهات الخارجية سيكون لها دور محدود هناك، وفي كثير من الأحيان فهم محدود لما يجري، ومسؤوليتهم الأولى هي العمل لإيجاد حلول يمكن أن تنقذ الأرواح وتهيئ الظروف للتعايش في مرحلة ما بعد الصراع.
وفي السياق نفسه أكدت افتتاحية تايمز على ضرورة قيام الولايات المتحدة بترجيح كفة الميزان نحو المعتدلين في الحرب السورية، وقالت إنه ينبغي على الرئيس باراك أوباما أن يدرس العرض الذي قدمته السعودية والإمارات بإرسال قوات برية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع السوري لم يعد ممكنا وصفه بأنه طريق مسدود، لأن قوات النظام -بمعاونة القوة الجوية الروسية- تهدد بعزل مدينة حلب أحد المعاقل الرئيسية للثوار، وإذا ما استطاعت استعادتها فستكون تلك الهزيمة الأكثر ألما للمعارضة منذ بداية الثورة عام 2011.
وألمحت إلى أن الولايات المتحدة وقعت ضحية لتلاعب الأسد حينما خفف البيت الأبيض الدعم للثوار قبل جنيف وضغط على دول الخليج لإبطاء شحنات الأسلحة بهدف تخفيف تصاعد حدة الصراع، وقالت إن هذا الأمر كشف ظهر المعارضة المعتدلة لهجوم قد لا تتعافى منه.
وترى الصحيفة أن هناك مسارين متوقعين: الأول ستمضي فيه روسيا والأسد تدريجيا لسحق الثوار وهذا سينطوي على قتل جماعي، والثاني سيحاول فيه الغرب وقوى الخليج ترجيح كفة الميزان نحو العودة إلى طريق مسدود يمكن أن تبدأ منه المفاوضات، وهذا الأمر قد يتطلب رصيدا سياسيا أكثر مما يرغب أوباما في إنفاقه، لكنه الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.
ونبهت إلى ضرورة أن يدرس أوباما بجدية عرض القوات البرية المقدم من السعودية والإمارات، وأنه ينبغي عليه أن يقيم منطقة حظر جوي لحماية أكبر عدد ممكن من المدنيين بما أن تركيا لم تعد تسمح لهم بعبور الحدود، كما ينبغي عليه أن يساهم في إسقاط المساعدات جوا للمدن المحاصرة.
وختمت الصحيفة بأنه إذا تقهقرت أميركا أكثر من ذلك فستكون بذلك قد خانت الشعب السوري وأدارت ظهرها في وقت تدخل فيه هذه الكارثة الإنسانية ما قد تكون أحلك مراحلها.
======================
لوفيغارو: حلب تحت أمطار من الصواريخ والبراميل المتفجرة
عربي21 – منذر بن علي# الأربعاء، 10 فبراير 2016 12:22 ص 03
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الأوضاع التي يعيشها سكان حلب، بين حصار قوات النظام السوري وقصف الطائرات الروسية، ونقلت روايات لشهود عيان حول معاناة سكان المدينة والأساليب التي يعتمدونها للصمود.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجزء الشرقي من مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية، أصبح يتعرض لوابل لا يتوقف من الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، التي لا تفرق بين عسكريين ومدنيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد أبناء المدينة، وهو عبد الحميد البكري، قوله: "في كل مرة نسمع صوت غارة جوية تحدث ردود الفعل ذاتها، حيث يهرع الناس في كل الاتجاهات بين ركام المنازل ودخان الانفجارات، ثم تأتي سيارات الإسعاف، وبعد وقت قصير ينصرف الجميع إلى شؤونهم الخاصة، كأن شيئا لم يكن؛ إذ إن هذه الانفجارات أصبحت روتينا يوميا في حلب".
وذكرت الصحيفة أن هذا الجزء من مدينة حلب، الذي تسيطر عليه المعارضة منذ سنة 2012، وتحاول قوات النظام السيطرة عليه بأي طريقة، بالاستعانة بدعم جوي مكثف من الطائرات الروسية، مهدد بأن يتعرض لحصار خانق قد يدوم لفترة طويلة.
وتتعرض هذه المنطقة في الوقت الحالي إلى أمطار من الصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة، ولم يبق فيها إلا 200 ألف نسمة، بعد أن كانوا نحو مليوني نسمة قبل ثلاث سنوات؛ حيث فر أغلبهم خوفا من بطش وانتقام النظام السوري، بعد أن فقد السيطرة على المنطقة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ أن نجح النظام في الأسبوع الماضي في قطع طريق الإمدادات الحيوية الرابطة بين شمال المدينة والحدود التركية، ارتفعت أسعار المواد الأولية بطريقة جنونية.
ويقول عبد الحميد البكري: "نحن كنا نعاني من غياب الكهرباء منذ أربعة أشهر، والآن أصبحنا مهددين بنفاد الوقود، الذي نعتمد عليه لتشغيل المولدات الكهربائية من أجل المخابز والمستشفيات".
كما أشار عبد الحميد البكري إلى أن الحملة الجوية الأخيرة ضد مدينة حلب اتسمت بشدة القصف ودقة الضربات الجوية. وفي بعض الأوقات، كانت هناك عشر طائرات روسية تحلق في سماء حلب في الوقت ذاته. وبعكس طائرات النظام السوري التي تقوم برمي البراميل المتفجرة بشكل عشوائي، فإن الطائرات الروسية تصوب بدقة كبيرة، وهي تصيب الأحياء السكنية والمدنيين بشكل مباشر.
وأشارت الصحيفة إلى أن رجال الدفاع المدني المعروفين باسم "القبعات البيضاء"، المتطوعين للتدخل في مناطق الانفجارات في حلب، أصبحوا في حالة ارتباك وإرهاق بسبب كثرة الأضرار.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن منير، وهو أحد رجال القبعات البيضاء، قوله: "في الليلة الماضية لم أنم غير أربع ساعات؛ بسبب كثرة الحالات المستعجلة".
وأضافت الصحيفة أن هذا الرجل البالغ من العمر 34 سنة، الذي كان يعمل سابقا مع وحدة الإطفاء، أصبح يقضي كامل وقته بين المواقع التي تتعرض للقصف، التي تكون غالبا بنايات سكنية أو مساجد أو مراكز طبية أو مدارس، حيث إن قصف الطائرات الروسية لا يستثني أي مبنى، ويقوم بتخريب ممنهج للبنية التحتية في المدينة.
وذكرت الصحيفة أن الصور التي انتشرت حول الأوضاع في حلب، تشير إلى أن هذه المدينة التي كانت سابقا العاصمة الاقتصادية لسوريا، تغير شكلها تماما؛ بسبب الدمار الذي لحقها؛ حيث انتشر الركام في كل مكان، وخيمت عليها مناظر المنازل المهدمة والأشجار المقتلعة والسيارات المحطمة. أما الأضرار البشرية، فلا يمكن حصرها.
ويقول منير في هذا السياق: "لا يمكنكم تخيل عدد الجثث التي نعثر عليها، ويكون من بينها غالبا نساء وأطفال نقوم باستخراجهم من تحت الأنقاض".
كما أشارت الصحيفة إلى أن منيرا وبقية المتطوعين معرضون بدورهم إلى خطر كبير، حيث إن مهنتهم تتطلب التدخل السريع، ولكن في بعض الأحيان تقوم الطائرات بقصف المكان ذاته بعد وقت قصير، ما يعني أن حياتهم معرضة للخطر في أي لحظة. وحول هذا الخطر يقول منير: "لقد خسرت عددا من أعز زملائي بهذه الطريقة، ويوم الاثنين الماضي تعرض اثنان من المتطوعين معنا إلى جروح بليغة في شمال حلب، أحدهما أصيب في رأسه، وهو الآن في حالة حرجة".
كما نقلت الصحيفة عن منير تأكيده أنه رأى حالات وإصابات مروعة أثناء عمله؛ حيث إن انفجار القذائف وانهيار المباني يلحق أضرار وألما بالمواطنين، وأغلب الإصابات التي تأتي للمستشفيات الميدانية أصبحت تتمثل في كسور الجمجمة وتفتت في عظام اليدين والساقين، وإصابات أخرى تستوجب بتر الأعضاء، بعد أن كانت أغلب الإصابات في الماضي تتمثل في حروق بليغة؛ بسبب اشتعال النيران وانفجارات البراميل المتفجرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطواقم الطبية في حلب التجأت إلى تركيز بعض المراكز الطبية في ملاجئ تحت الأرض، هربا من قصف الطائرات الروسية، ولحماية الجرحى أثناء فترة تلقيهم للعلاج. وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز: "إن الأطباء عاجزون عن مجاراة الوضع، ونحن نعاني من نقص في الإطار الطبي، فمدينة حلب التي يوجد فيها أكثر من سبعة مستشفيات، لم يبق فيها اليوم إلا طبيبان مبنجان وطبيبان للأطفال، أما البقية فقد خيروا مغادرة البلاد".
كما ذكرت الصحيفة أن القصف المتواصل وفظاعة الهجمات دفعت بالسكان لابتكار طرق جديدة للبقاء على قيد الحياة. وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز: "لقد قمنا بإعادة دهن سيارات الإسعاف بألوان أخرى، حتى لا يتم استهدافها من قبل الطائرات الروسية".
ويضيف هذا الجراح المنحدر من مدينة حلب: "ولكن الخطر يأتي أيضا من البر، وليس فقط من الجو، حيث إنه إذا تم قطع آخر المنافذ التي تصل منها الإمدادات لمدينة حلب في غرب المدينة، فإن المستشفيات والمدنيين هم من سيدفعون الثمن؛ حيث إن المستشفيات -على سبيل المثال- تمتلك مخزونا لا يكفي لأكثر من شهر، وبعد مرور هذه الفترة سوف تحدث كارثة إنسانية".
======================
لوموند: حسابات أكراد سوريا بين واشنطن وموسكو
عربي21 - أمل عويشاوي# الثلاثاء، 09 فبراير 2016 03:03 م 01
لوموند: حسابات أكراد سوريا بين واشنطن وموسكو
لوموند: أكراد سوريا يحققون تقدما في الحرب بمساعدة القصف الروسي- أرشيفية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا حول الدور الذي تلعبه المليشيات الكردية المسلحة، في خضم الحرب الدائرة منذ خمس سنوات على الأراضي السورية، وخاصة في ضوء التطورات السياسية الأخيرة، واحتدام المعارك في عاصمة الشمال السوري حلب.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أكراد سوريا يحققون تقدما في الحرب بمساعدة القصف الروسي، حيث استطاع الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي - وهو الحزب المهيمن في مدينة روجافا أو ما يعرف بكردستان السورية - من استعادة مدينتي خريبة وزيارة، المتاخمتين للإقليم الكردي عفرين في الشمال الغربي من محافظة حلب، بعد أن كانت تسيطر عليهما قوات المعارضة.
ومن جهة أخرى؛ وجّه مجلس سوريا الديمقراطي - وهو ائتلاف عربي كردي يمثل حزب الاتحاد الديمقراطي جزءا منه - دعوة لأنصاره، للسماح للمدنيين الفارين من القصف الروسي باللجوء إلى المنطقة الكردية "عفرين" والمكوث فيها.
وذكرت الصحيفة أن المعارضة السورية لطالما اتهمت حزب الاتحاد الديمقراطي بالتعاون مع نظام الأسد، من أجل تحقيق مصالحه وأهدافه في سوريا، مشيرة إلى أن اشتباكات اندلعت منذ بضعة أسابيع بين القوات الكردية والمعارضة على مشارف مدينة أعزاز، التي تعد معقل المعارضة، فتدخلت الطائرات الروسية لمصلحة الأكراد وقصفت مواقع المعارضة.
وأضافت أن المعارضة السورية تتوقع أن تواصل القوات الكردية بمساعدة القصف السوري؛ تقدمها شرقا على طول الحدود التركية في اتجاه عين العرب التي تسيطر عليها هذه القوات، إلا أن تدخّل المعارضة سيعرقل نسبيا خطط النظام، الذي يسعى إلى طرد المعارضين من الشريط الحدودي، وذلك لمنع تركيا من مد يد العون لهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن نائب رئيس مجلس سوريا الديمقراطي فنّد هذه الاتهامات، ونفى أي تقدم للأكراد، وبرّر السيطرة على مدينتي الخريبة وزيارة بالقول إن هذه المناطق كانت تحت سيطرة جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
وأضافت أن تردد حزب الاتحاد الديمقراطي في المشاركة بمحادثات السلام التي عقدت في جنيف؛ يعكس غموض موقفه السياسي، "فقد طلبت موسكو من حزب الاتحاد الديمقراطي وحلفائه في مجلس سوريا الديمقراطي، المشاركة في الجزء الثالث من المحادثات، جنبا إلى جنب مع النظام والمعارضة، إلا أن كلا من تركيا والمعارضة السورية عارضتا بشدة هذا الموقف، بذريعة أن هذا التحالف سيصبّ في مصلحة النظام.
واعتبرت الصحيفة أن "غياب الدبلوماسية في التعامل مع الأكراد وحلفائهم من العرب والمسيحيين؛ يتعارض مع أهمية الدور الذي يقومون به ضد تنظيم الدولة، حيث يعد هذا التحالف ناجعا، خاصة وأنهم يعدون الأكثر كفاءة على أرض المعركة لمحاربة تنظيم الدولة".
وأشارت إلى أن هذا التحالف يحاول الاستفادة من دعم كل من واشنطن وموسكو، ويظهر ذلك من خلال التعاون الذي جمع بين وحدات حماية الشعب الكردي والطيران العسكري الأمريكي في عين العرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، "كما أن الولايات المتحدة أصبحت تعتمد على القوات الكردية المتواجدة في سوريا من أجل تضييق الخناق على تنظيم الدولة، وقامت أيضا بإرسال قوات خاصة إلى المناطق الكردية من أجل الإشراف على إنشاء مطار عسكري".
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وحدات حماية الشعب، نسرين عبدالله، قولها إنه "إذا ما تقرر تنفيذ عملية عسكرية على مدينة الرقة؛ فإن القوات الكردية وحلفاءها من الجناح العسكري لمجلس سوريا الديمقراطي؛ سيكون لهم دور محوري في هذه العملية".
وأشارت إلى أن تركيا استنكرت تقدم وحدات حماية الشعب، واعتبرت أن توسع القوات التركية خلف ضفاف الفرات "خط أحمر" لا يجب تجاوزه، ويأتي هذا الموقف على خلفية الحرب التي تشنها منظمة حزب العمال الكردستاني على الدولة التركية، حيث إن وحدات حماية الشعب الكردي تعدّ الفرع السوري لهذا الحزب.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تشعر بالحرج أمام تركيا، لا سيّما بسبب تناقض موقف واشنطن، حيث تبحث هذه الأخيرة عن السبل الممكنة للقضاء على تنظيم الدولة، بالاستعانة بحزب الاتحاد الديمقراطي، وفي الوقت نفسه؛ المحافظة على التحالف مع تركيا من خلال تصنيف حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، "ويظهر هذا التناقض جليّا في موقف واشنطن؛ باعتبار أن كلا الحزبين ينضويان تحت راية المنظمة نفسها".
وقالت الصحيفة إن روسيا كانت تدعم منذ البداية أكراد سوريا، الذين قرروا فتح مكتب تمثيلي لهم في العاصمة الروسية يوم 10 شباط/ فبراير الماضي، كما أنه من بين النقاط المشتركة التي تجمع كلا من حزب الاتحاد الديمقراطي وموسكو؛ هو العداء الموجه لتركيا، "ويعتزم حزب الاتحاد الديمقراطي استغلال مصالح موسكو وواشنطن لتعزيز علاقاته وموقعه في المنطقة".
وفي الختام؛ نقلت "لوموند" عن نسرين عبدالله، قولها إن "التعاون العسكري مع الولايات المتحدة ليس كافيا، ويجب على واشنطن أن تعترف بالاستقلال السياسي للأكراد، وتضمن لهم الحكم الذاتي في سوريا المستقبلية".
======================
نيويورك تايمز :هل مواقع التواصل الاجتماعي مخربة أم بنّاءة؟
الأربعاء 2 جمادي الأول 1437هـ - 10 فبراير 2016م
"الشرق الأوسط"
توماس فريدمان
على مدار السنوات القليلة الماضية شاهدنا عددا من الثورات التي أشعلها «فيسبوك»، بدءا من ثورات الربيع العربي، مرورا باحتلال «وول ستريت»، وميادين إسطنبول إلى كييف وهونغ كونغ، ثورات استمدت وقودها الأساسي من مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بمجرد انقشاع الغبار، فشلت كل تلك الثورات في بناء أي كيان سياسي مستدام، وبسبب تعدد الأصوات المرتفعة، أصبح تكوين كيان واحد أمرا مستحيلا.
سؤال: هل اتضح أن مواقع التواصل الاجتماعي نجحت فقط في تحطيم الأشياء لا في بنائها؟
مؤخرا أجاب صوت مهم على هذا السؤال بـ«نعم» كبيرة. هذا الصوت كان وائل غنيم، الموظف المصري في شركة «غوغل» الذي ساعدت صفحته المجهولة على «فيسبوك» في إشعال ثورة ميدان التحرير في بداية عام 2011، التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك، بيد أنها فشلت في إنجاب بديل ديمقراطي جديد إثر إطاحته.
في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشر غنيم، الذي استقر منذ ذلك الحين في وادي السيليكون بالولايات المتحدة، مقطعا مصورا جديرا بالمشاهدة تحدث فيه عن الأخطاء التي حدثت، ويبدأ المقطع كالتالي: «قلت من قبل إنك لو أردت أن تحرر مجتمعا، فكل ما تحتاجه هو الإنترنت. كنت مخطئا، قلت تلك الكلمات عام 2011. عندما ساعدت صفحة (فيسبوك) المجهولة التي أنشأتها في إشعال الثورة المصرية. فقد كشف الربيع العربي الإمكانيات الهائلة لمواقع التواصل الاجتماعي، بيد أنه أظهر أوجه قصورها الرهيبة أيضا؛ نفس الأداة التي وحدتنا كي نسقط حكامنا المستبدين، هي نفس الأداة التي مزقتنا في النهاية».
حسب غنيم، في بداية عام 2000، تدفق العرب على الإنترنت «متعطشين للمعرفة وللحصول على الفرص وللتواصل مع غيرهم من الناس في مختلف بقاع العالم. هربنا من واقعنا السياسي المحبط لنعيش حياة افتراضية بديلة».
أضاف غنيم، بعد ذلك في عام 2010: «غيّر الإنترنت حياتي للأبد، فعندما كنت أتصفح (فيسبوك) رأيت صورة لجثة شاب مصري اسمه خالد سعيد وبها آثار تعذيب. كان خالد يبلغ من العمر 29 عاما، من مدينة الإسكندرية، رأيت نفسي مكانه، وقمت بإنشاء صفحة على (فيسبوك) وسميتها (كلنا خالد سعيد)، وخلال ثلاثة أيام انضم للصفحة أكثر من 100 ألف متابع من المصريين الذين شاركوني نفس الهم».
بعدها انطلق غنيم وأصدقاؤه في استخدام «فيسبوك» لحشد الأفكار «وأصبحت أكثر الصفحات تتبعا في العالم العربي.. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي مهمة لهذه الحملة، فقد ساعدت على ظهور حركة لا مركزية وجعلت الناس يدركون أنهم لم يكونوا وحدهم، وجعلت تصدي النظام لتلك الحركة أمرا مستحيلا».
ألقي القبض على غنيم، وسُجن في زنزانة معزولا عن الآخرين لأحد عشر يوما. لكن بعد الإفراج عنه بثلاثة أيام نجح ملايين المحتجين ممن حركتهم صفحته على «فسيبوك» في إسقاط نظام مبارك.
لكن يا حسرتاه فقد طارت النشوة، وفق غنيم: «لأننا فشلنا في تكوين إجماع، وساعد الصراع السياسي على خلق حالة من الاستقطاب الحاد». أشار غنيم إلى أن ما فعلته مواقع التواصل الاجتماعي هو أنها «فقط ضخمت» حالة الاستقطاب عن طريق «تسهيل نشر المعلومات المضللة والشائعات وترديد صدى الصوت وأحاديث الكراهية، فقد كان الجو مسموما تماما. أصبح عالمي الافتراضي ساحة معركة مليئة بالغيلان والأكاذيب وأحاديث الكراهية».
استخدم أنصار الجيش والإسلاميون مواقع التواصل الاجتماعي لتشويه صورة بعضهم بعضا، في حين جرى تهميش غنيم وكثيرون غيره. سُرقت ثورتهم من قبل الإخوان المسلمين، لكن الجيش أفشل هذا، ثم ألقي القبض على غنيم مجددا.
«كانت لحظة هزيمة»، وفق غنيم، مضيفا: «التزمت الصمت لأكثر من عامين، واستعنت بالوقت كي يبين حقيقة كل ما جرى».
اختتم غنيم كلامه عن حال مواقع التواصل الاجتماعي اليوم قائلا: «أولا، لا نعرف كيف نتعامل مع الشائعات، انتشرت الشائعات بين ملايين الناس بشكل يعكس حال الميل للانحياز». ثانيا «نعمد إلى التواصل مع من نتفق معهم فقط، وبفضل خصائص مواقع التواصل الاجتماعي، نستطيع أن نُصمت، ونمنع ونحجب الآخرين. ثالثا، تتحول النقاشات على الإنترنت سريعا إلى غوغاء، وكأننا ننسى أن الأشخاص الجالسين أمام الشاشات هم أناس عاديون، وليسوا أشخاصا خيالين من صنع الكومبيوتر. رابعا أصبح من الصعب تغيير آرائنا بسبب السرعة، فبسبب العجلة والإيجاز في الكتابة على مواقع التواصل، أصبحنا مجبرين على القفز إلى النتائج وعلى كتابة آراء حادة في مساحة لا تتعدي 140 حرفا عن قضايا دولية معقدة. وبمجرد أن تضع رأيك هناك، يبقى على الإنترنت للأبد».
خامسا، وهي الأهم، قال غنيم «اليوم تشكلت خبراتنا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث بتنا نفضل بث الخبر علي الدخول في التزامات، كتابة التعليقات على النقاشات، والتعليقات السطحية على النقاشات العميقة، كأننا اتفقنا على أن نتحدث عن بعضنا بدلا من التحدث مع بعضنا البعض».
لم يستسلم غنيم، فقد أنشأ هو وعدد قليل من أصدقائه مؤخرا موقعا جديدا يجرون فيه نقاشات ذكية مهذبة حول موضوعات جدلية، وغالبا ساخنة بهدف تضييق الفجوة، بدلا من توسعتها. منذ خمس سنوات، قال غنيم: «قلت من قبل لو أردت أن تحرر مجتمعا، فكل ما تحتاجه هو الإنترنت، لكن اليوم أعتقد أننا لو أردنا أن نحرر مجتمعا، فأول ما نحتاجه هو أن نحرر الإنترنت».
=====================