الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/1/2016

سوريا في الصحافة العالمية 11/1/2016

12.01.2016
Admin




إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. تلغراف: لماذا يستهدف تنظيم الدولة المسلمات الغربيات؟
  2. صندي تايمز: مضايا بلدة أشباح يتضور الكل فيها جوعا
  3. "ناشيونال ريفيو" الأمريكية :الحقيقة غير المريحة: حان الوقت لدعم الأسد!
  4. "الإندبندنت": "الأسد" يجبر السوريين على أكل القطط والكلاب بـ"مضايا"
  5. إندبندنت :الجهادي جون الجديد بسوريا نتيجة استفزاز
  6. ذي كريستيان ساينس مونيتور :ناتو: حان وقت إيقاف احتضان الدب الروسي
  7. كرستيان سينس مونيتور :المجاعة في مضايا: دور حزب الله في الحصار يضر به في لبنان
  8. واشنطن بوست: أميركا وخلافات الشرق الأوسط الطائفية
  9. بروجيكت سنديكيت :توحيد النضال ضد "داعش"
  10. صنداي تلغراف: ما جدوى طيراننا ما لم يُطعم مضايا؟
  11. نيويورك تايمز: مضايا عنوان فشل دولي جديد بسوريا
  12. كيف دمّرت الهجرة أسراً سورية؟ ولماذا ترتفع معدلات الطلاق بين اللاجئين إلى أوروبا؟
  13. الاندبندنت: حرب سوريا انست العالم شعب غزة المحاصر وهو نبأ سار لاسرائيل
 
تلغراف: لماذا يستهدف تنظيم الدولة المسلمات الغربيات؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الأحد، 10 يناير 2016 07:15 م 015
قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن والد خديجة دير، صاندي دير، يعرف السبب وراء هرب ابنته إلى سوريا، حيث تزوجت من جهادي، واصفا ما تعرضت له بـ"غسيل دماغ".
ويقول جوي شيوت في تقرير للصحيفة: "ترك صاندي دير شقته جنوب لندن، ومضى نحو الكنيسة الكاثوليكية (أور ليدي أوف أسمشين)، ففي هذه البناية الفيكتورية المبنية من الطوب الأحمر، تم تعميد ابنته قبل عقدين، وهو يصلي لروحها الآن فيها".
ويضيف الكاتب أن "دير قرر هو وزوجته السابقة فيكتوريا تسمية ابنتهما غريس، وهو اسم مسيحي يستخدم بشكل واسع في موطنهما الأصلي نيجيريا، ويعني الخلاص في نظر الرب. ولكن ابنتهما، البالغة من العمر 24 عاما، قررت التخلي عنه. وتسمت الآن باسم خديجة، وتعيش في سوريا، وتؤمن بمثال منحرف، تقدمه ما أطلقت على نفسها الخلافة الإسلامية في العراق والشام".
ويتابع شيوت بأنه "تم استخدام ابنها، حفيد صاندي، عيسى في فيديو أظهر عددا من الإعدامات التي مارسها تنظيم الدولة. وظهر عيسى في زي عسكري، ولفت على رأسه عصابة تنظيم الدولة، وصرخ (سنقتل الكفار كلهم هناك)".
ويشير التقرير إلى أن صاندي (59 عاما)، طالب القانون غير المتفرغ، لم يجد  إلا بعض كلمات ليلخص قرار ابنته وضع نفسها وابنها في أيدي المجرمين، فقال: "لقد غسل دماغها". وحاول تفسير التحول في حياة غريس من فتاة ذكية، وإن كانت مشاكسة، حلمت بأن تدرس علم النفس، وأحبت موسيقى "الغوسبيل" وأغاني جوني كاش وكوين. ويقول إنها درست لامتحانات الثانوية في مدرسة سيندهام، حيث كتب أستاذ لها عندما غادرت المدرسة: "أنت فتاة واثقة من نفسها، مستعدة لترك أثرها على العالم"، ولم يكن يتوقع أن تكون زوجة جهادية متعطشة للدم.
وتبين الصحيفة أنه منذ انتقال غريس مع ابنها عيسى قبل ثلاثة أعوام، ظهرت في عدد من أفلام تنظيم الدولة الدعائية وهي تحمل كلاشينكوف "إي كي 47"، وأعلنت عن رغبتها بأن تكون أول بريطانية تذبح رهينة غربية، وتعهدت بالقتال والموت شهيدة، وقالت إن الإسلام "جعلني حرة".
ويعلق الكاتب بأن "حماس المعتنقين للدين معروف، ولكنه لقي صدى غير مريح في بريطانيا في الأسابيع الماضية. ففي الشريط ذاته ظهر مسلم آخر ملثم من بريطانيا، ويعتقد أنه سيدهارت (32 عاما)، وكان مندوب مبيعات للقلاع النطاطة، التي تستخدم في المتنزهات، ويلعب عليها الأطفال. وهو من منطقة وولذمستو، شرق لندن، وأعتنق الإسلام وترك الهندوسية عندما كان شابا، بعدما قابل زوجته عائشة، وسافر معها وأولادهما الأربعة إلى سوريا عام 2014. وهرب من بريطانيا، رغم أنه خرج من السجن بكفالة، بعد اتهامه بالانتماء لجماعة المهاجرين المحظورة".
ويلفت التقرير إلى أنه في نهاية الشهر الماضي حكم على المتخرجة من الجامعة  سناء أحمد خان (24 عاما) مع زوجها محمد رحمان، بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية في لندن، مشيرا إلى أن خان ولدت في ريدينغ لعائلة ميسورة الحال، فقد كانت والدتها قاضية مشهورة ومديرة جمعية خيرية، وتحولت عائلتها من الهندوسية إلى الإسلام، أما والدها فهو ابن مسيحي.
وتورد الصحيفة أنه في الحكم عليها، قال القاضي جيرمي بيكر لسناء خان: "لقد نشأت منفتحة متسامحة مع بقية الأديان، ولكنك تحولت إلى الإسلام الراديكالي؛ لأسباب ربما لن نعرفها أبدا".
ويقول شيوت إن من يعتنقون الإسلام في أواخر حياتهم ليسوا معتنقين، ولكنهم عائدون، ولا يشكلون سوى نسبة 4% من الـ 2.7 مليون مسلم في بريطانيا. وتظهر دراسة أنهم يشكلون نسبة 11% ممن يدانون بجرائم إرهابية، وأثبت تنظيم الدولة ودعايته نجاحا في جذبهم.
ويوضح التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه في دراسة أعدها البريطاني الدكتور سام مولينز، الذي يعمل في  مركز جورج سي مارشال للدراسات الأمنية في ألمانيا، المتخصص بمكافحة الإرهاب، كشفت عن الأسباب التي تدفع هذه العينة للنقاط الهامشية والمظلمة. وفي ورقته، التي نشرها الشهر الماضي، وقارن فيها مشاركة الذين اعتنقوا الإسلام بالإرهاب بين كل من بريطانيا وأمريكا، وجد أن نسبة من أدينوا بالإرهاب هم من الذين اعتنقوا الإسلام بنسبة 40%.
وبحسب الصحيفة، فقد لاحظ مولينز أن معظم الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام جاءوا من عائلات مفككة، ولديهم سجلات إجرامية. وفي بريطانيا قال إن الصورة مختلفة، ولكنها مزيج بين هذا وذاك. ويقول: "لأنك اعتنقت الدين قريبا، فليست لديك معرفة عميقة أو خلفية واضحة عنه، كما أنك لست مؤهلا من الناحية الفكرية لفهم عيوب المتطرفين وجدالهم، ولهذا فأنت تريد إظهار التزامك بالدين".
وينوه الكاتب إلى أن مولينز وجد أن عدد المعتنقات اللاتي انجذبن إلى الإرهاب زاد بشكل كبير في مرحلة ما بعد 11/ 9، رغم أنه لا يمكن فهم السبب الذي يدفع فتيات، مثل خديجة دير أو سالي جونز، إلى الانضمام لتنظيم يقوم باضطهاد المرأة. مشيرا إلى أن الفتيات اللاتي يحرمن من الحريات الأساسية يتم تزويجهن حالا لقادة كبار في التنظيم؛ ربما لكونهن مرغوبات.
ويفيد التقرير بأن دعاية تنظيم الدولة موجهة بشكل محدد إلى النساء اللاتي اعتنقن الإسلام، أما المسلمات الغربيات، اللواتي عشن ودرسن في الغرب، فيتم تحضيرهن وإقناعهن من زميلات لهن، مثل أقصى محمود، التي ولدت في مدينة غلاسجو. وفيما يتعلق بالغربيات المعتنقات للإسلام، فعادة ما يقنعهن رجل بالتخلي عن الغرب.
وتكشف الصحيفة عن أنه قبل سفر خديجة دير إلى سوريا، رتبت زواجها عبر الإنترنت مع جهادي سويدي (قتل عام 2014). وكانت دير قد اعتنقت الإسلام في أواخر سن المراهقة، وبدأت بالتردد على مركز "لويشام" الإسلامي، وتعرفت هناك على قتلة الجندي لي ريغبي، وهما مايكل أديلاو ومايكل إديلاجو، وكلاهما ولد مسيحيا قبل اعتناقه الإسلام.
وينقل شيوت عن المحاضرة في جامعة كينجستون أزادي مؤافاني، التي قابلت عددا من الجهاديات في سوريا، قولها: "يستغل تنظيم الدولة سذاجة وقلة معرفة المعتنقات الجديدات للقانون الإسلامي وقيمه". وتضيف: "يمكن إقناع شخص بسهولة حول ما يفعلونه، عندما تكون معرفته محدودة ومشوهة". وتقول مؤافاني: "على خلاف الشبان المسلمين المولودين في بريطانيا ممن ينجذبون أيديولوجيا نحو فكرة الخلافة، فالمعتنقون للدين يظهر أنهم ينجذبون إلى طريق العنف والتعطش للدماء".
وتورد الصحيفة أن روب ليتش شاهد شقيقه من أمه ريتشارد دارت يسير في هذا الطريق، ولم يكن قادرا على منعه، فقد نشأ الأخوان تحت سقف واحد في ويموث عندما انتقل والداهما، وهما مدرسان، للعيش معا وكانا في عمر الثامنة والتاسعة. وتمتعا بحياة عادية، ولكنهما بعد انتقالهما إلى لندن، أصبح ريتشارد مهووسا بالأفكار الراديكالية التي بشرت بها حركة المهاجرين المحظورة، التي يقودها أنجم تشاودري، الذي كان ساعده الأيمن في حينه سيدهارت دار. واعتنق الإسلام في سن الـ 25 عاما، وأطلق لحيته، وغير اسمه إلى صلاح الدين البريطاني.
ويشير التقرير إلى أن ليتش، وهو مخرج أفلام، عمل فيلما عن أخيه غير الشقيق، وكيف انتقل إلى التشدد، وأصبح من المشاركين في تظاهرات حركة المهاجرين. ويتذكر نقاشات عدة مع سيدهارت دار، الذي قابله أول مرة عام 2009، ويقول: "كنا نتجاذب الأحاديث ونمزح، وكان يسألني متى سأصبح مسلما، ومتى سأطلق لحية حقيقية؟ وتحدث عن اعتناقه للإسلام، وقال إنه أخذ وقتا طويلا كي يتحرر من جذوره الهندوسية".
ويذكر الكاتب أنه في البداية حاول ليتش مناقشة أخيه، ولكنه تخلى عن المحاولة، ويقول: "إنهم على مستوى مختلف من الفهم، وكانوا يؤمنون بما يفعلون، معتقدين أنهم يقومون بإنقاذ الإنسانية لا تدميرها".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه في عام 2013، حكم على دارت بالسجن مدة ستة أعوام للتآمر والتخطيط لأعمال إرهابية، ورفض الجلوس في قفص الاتهام قائلا إن الله وحده هو الذي سيحاكمه. وكان أخوه يراقب المحاكمة، وكتب له عدة مرات في السجن، ولم يتلق ردا. لافتة إلى أن  كل ما يأمله صاندي، والد خديجة/غريس، هو عودتها وأن تتخلى عن هذا الشر.
======================
صندي تايمز: مضايا بلدة أشباح يتضور الكل فيها جوعا
لندن - عربي21 - باسل درويش# الأحد، 10 يناير 2016 04:44 م 0927
لم يترك النظام السوري لسكان بلدة مضايا المحاصرة إلا خيارين: الموت بالرصاص أو بالجوع.
وتقول راميتا نافي في تقرير أعدته لصحيفة "صندي تايمز": "لم تكن أمل نعمة قادرة على المشي؛ ليس لأنها حامل في شهرها التاسع، ولكن لأنها كانت ضعيفة، رغم توفر فرصة لها للهروب، حيث أخبرها مخبر عن طريق سري يمكنها الخروج منه".
وتضيف الكاتبة: "كان القرار سهلا، فلم يصل طعام إلى البلدة منذ شهور، وكان سكان البلدة يشعرون بالجوع، ومات بعضهم. وأدى الجوع بالكثير من زميلاتها إلى إجهاض حملهن بسبب سوء التغذية".
وتبين الصحيفة أن "أمل كانت تريد إنقاذ جنينها، والخروج من البلدة هو الحل، فأخذت ابنتها البالغة من العمر 13 عاما معها، وبقي في البيت زوجها ياسين وابنتها الكبرى رهف (15 عاما)".
ويشير التقرير إلى أن مضايا هي في مركز المعارضة لنظام بشار الأسد، وتبعد 15 ميلا شمال مدينة دمشق، وتعرضت للحصار من الجيش السوري ومليشيات حزب الله في تموز/ يوليو الماضي؛ انتقاما لسيطرة المقاتلين على فوعة وكفريا في محافظة إدلب.
وتوضح نافي أنه بناء عليه، فقد قامت المليشيات بمحاصرة سكان البلدة، البالغ عددهم 40 ألف نسمة، وقامت ببناء سياج من الأسلاك الشائكة حولها، وأقامت أكثر من 170 نقطة تفتيش، كان يحرسها مقاتلون من حزب الله وجنود النظام، الذين جهزوا مئات من الألغام حولها لمنع السكان من التفكير بالهرب.
وتلفت الصحيفة إلى أن مجلس الأمن شجب هذا النوع من حروب الحصار والتجويع في أيلول/ سبتمبر، وذلك في تحقيق اللجنة المسؤولة عن الحرب في سوريا، مشيرة إلى أنه عندما بدأت أمل رحلة الهرب مع ابنتها رغد من حي الهرق يوم الأحد الماضي، كانت السماء تثلج، وبدأتا بالمشي ببطء وسط الثلوج، وتبعهما آخرون، بينهم ولدان يبلغان من العمر 11 و 12 عاما، حيث أرسلتهما عائلتهما، ومشوا بصمت، وكانوا يستمعون لصوت الريح فوقهم.
وتقول الكاتبة: "كانت أمل أول من شاهد مقاتلي حزب الله ينتظرون، وقبل أن تلتفت للوراء وتحذر ابنتها وتطلب منها الهرب، أطلق المسلح النار، وقتلت رغد حالا برصاصة، فيما سقطت أمل على الأرض برصاصة أخرى. وحاول اثنان من المجموعة الركض نحوها، ولكنهما أصيبا بالرصاص عندما حاولا حملها، أحدهما زياد الغليون، الذي قتل، والآخر أخذه حزب الله ولم ير بعد. ووصلت الأخبار بعد ذلك إلى عائلة أمل، حيث حصلوا على إذن من حزب الله لاستعادة جثتها. وما لم يكن يعرفه مقاتلو حزب الله أن أمل كانت لا تزال على قيد الحياة، ولكنها كانت تنزف بشدة عندما حضر زوجها وابنتها رهف، وقد تم تجريدها من حليها، وحملاها إلى المركز الطبي في مضايا، الذي لم يكن سوى غرفة صغيرة، وحاول الطبيب إنقاذ حياة الجنين، ولكن دون جدوى لتموت الأم بعد ساعتين. وقال شهود عيان إن أمل كانت تتألم بشدة، ولم يكن يتجاوز عمرها 36 عاما".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن لا أحد يعرف مصير الولدين، فلا يزالان مختفيين. وينقل عن يوسف، صديق طفولة أمل، قوله: "كانت فتاة مبتهجة وتحب المزاح ومتواضعة". وقبل أيام قليلة أرسل أصدقاء ليوسف، الذي يعيش لاجئا في مكان ما في الشرق الأوسط، شريط فيديو للجوعى من مضايا. وبدا فيه ولد وقد ظهرت عظامه وغارت عيونه، ولكنه لا يزال يبتسم، وأصيب يوسف بالفجيعة؛ لأن الولد هو ابن عمه خالد أحمد عيسى.
وتقول نافي: "سمعت قصة أمل من شام، التي خبأتني في بيت آمن عندما زرت مضايا لكتابة تقارير عن الأيام الأولى للثورة ضد بشار الأسد".
وتضيف الكاتبة أن "شام (30 عاما) فقدت زوجها، الذي اختفى في واحد من سجون الأسد، وتعرف عن الكثيرين الذين قتلوا وهم يحاولون الهرب، ولا تزال هي عالقة في مضايا. وفي حديث على الهاتف مع شام قالت: (الهروب هو الأمل الوحيد للنجاة، ولدينا الكثير من القصص كهذه، وإن لم يمت الناس برصاص حزب الله أو الأسد، تقتلهم الألغام)، وأضافت شام: (لدينا الكثير من المشوهين الآن، والجميع يموتون من الجوع، والمدينة مليئة بالأشباح، فنحن موتى يمشون)".
وتذكر الصحيفة أن عائلة شام استطاعت النجاة خلال الأشهر الماضية، باعتمادها على الأرز، حيث استخدمت ما وفرته لشراء كيلو الأرز بقيمة 200 جنيه إسترليني. ويتم تهريب الأرز من موالين لنظام الأسد. وتقول: "معظم من نعرف يأكلون الخشب والحشائش والأعشاب، ولم يبق شيء، حتى القطط والكلاب أكلت منذ وقت، ولن تعرفي المكان الآن".
وتقول نافي إن "مضايا التي أعرفها هي بلدة صغيرة محاطة بالجبال، وكان يسكنها 13 ألف نسمة على نهر بردى. وفي طريقنا لها مررنا ببساتين التفاح والكرز والخوخ، وتم قطع الأشجار كلها الآن، وبيع خشبها لاستخدامه للطبخ".
ويفيد التقرير بأن مضايا هي أول بلدة تنتفض ضد نظام الأسد، حيث ظل سكانها يتظاهرون طوال ستة أشهر، وبطريقة سلمية، طلبا للتغيير.
وتنوه الكاتبة إلى أن "البلدة مثل بقية البلدات الصغيرة، كانت مستقرة ماليا، وتعتمد على السياحة والزراعة، وقلة من سكانها كانوا يعملون مع الحكومة، ولهذا لم تكن تخشى من النظام. ونظرا لقربها من الحدود اللبنانية، فقد كانت مركزا للتهريب، وكان الكثيرون يأتون من دمشق لشراء السجائر المهربة والجينز والبضائع الكمالية وبأسعار رخيصة. ورغم عدم شرعية التجارة، إلا أن الحكومة غضت الطرف عنها. ويقول أحد سكانها: (لهذا السبب كان سكان مضايا ضد النظام، فقد شاهدوا فساد الحكومة عيانا، وكيف كانت الشرطة تتلقى رشاوى من المهربين، وكيف استفاد موظفو الحكومة من التهريب)".
وتكشف الصحيفة عن أنه مع بداية معارضة البلدة للنظام، أخذت صور المعارضين المعتقلين لديه تظهر، وقد بدا عليها التعذيب. وكان سكان البلدة يأملون، رغم هذا كله بألا يعمر نظام الأسد طويلا. وقال ناشط: "أنظري إلى ليبيا وإلى الربيع العربي، لن يسمح العالم للأسد بأن يقتلنا".
وتقول الكاتبة إن معظم من ساعد أمل إما قتل أو سجن أو اختفى، وقلة منهم نجوا، وكان من بين من ساعدها ممرضة، حيث نقلت أمل إلى هناك.
وتعلق نافي قائلة إن "صور مضايا هي عبارة عن مشاهد مروعة، فلا طعام ولا دواء ولا محلات ولا مدارس ولا بترول، ويبحث الأطفال الخائفون عن الطعام في أكوام النفايات، وشاهدت شام ولدا وهو يشرب بقايا زجاجة دواء كانت مرمية في مجرى للنفايات".
وتضيف أن مضايا موزعة بين عدد من الفصائل: جبهة النصرة وأحرار الشام والجيش السوري الحر ومؤيدي النظام وعدد قليل من عناصر تنظيم الدولة. ويتجول فيها قطاع الطريق والمهربون، حيث زاد عدد سكانها الضعف، بعد فرار أكثر من 20 ألف شخص إليها من القرى المجاورة.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي تقوم به المنظمات الدولية بالتفاوض مع النظام والمعارضة للسماح للمواد الغذائية الوصول للمحتاجين، إلا أن "من تحدثت إليهم لا يأملون بالكثير، فقد وعد النظام بالكثير في السابق، ولم يتحقق شيء".
======================
"ناشيونال ريفيو" الأمريكية :الحقيقة غير المريحة: حان الوقت لدعم الأسد!
تاريخ النشر:10.01.2016 | 13:53 GMT |
نشرت صحيفة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية مقالا أكد فيها الكاتب جاي هالين أن واشنطن بحاجة إلى نهج جديد مع استمرار الحرب الأهلية السورية واستفحال أزمة اللاجئين.
وقال هالين إنه حتى الآن، جلست إدارة الرئيس باراك أوباما في الغالب على الهامش، وذلك لفشلها في إيجاد ممثلين جيدين عن المعارضة السورية لدعمهم، لأنهم في الغالب مزيج مزدحم من الفصائل المتقاتلة في سوريا.
وبعد اعتراف البنتاغون المحرج بأن 500 مليون دولار نجحت فقط في "وضع أربعة أو خمسة من مقاتلي المعارضة السورية على الأرض، فمن الواضح أنه من الخيال التفكير بإمكانية إيجاد حلفاء سوريين موثوقين مستعدين لمكافحة تنظيم "داعش" وقتال نظام الرئيس بشار الأسد على حد سواء".
وتابعت المقالة أنه مع افتراض "أننا (الأمريكيون) يمكننا أن نعلم وندرب ومن ثم نسلح المتمردين الذين قد يدعون الولاء للولايات المتحدة في يوم ما، ولكنهم سيلجأون إلى عمليات الثأر الطائفية والقبلية في الأيام القادمة". و"حتى في حال إيجاد مثل هذه المجموعة التي قد تفرض السيطرة، لا يزال أمامنا طريق طويل نقطعه قبل توطيد السلطة ونضمن الانتقال إلى سلام نسبي".
ورأى الكاتب أن الواقعية السياسية هي الخيار الوحيد، وأن دعم الولايات المتحدة للرئيس بشار الأسد هو ببساطة قد يكون أفضل خيار، أو الأقل سوءا.
وشدد هالين بالقول "إذا كان تنظيم داعش يمثل السيناريو الأسوأ، فالأسد هو الأفضل".
وأشار إلى أن الأسد هو مصدر لاستقرار المنطقة أيضا بسبب دعمه غير المشروط من قبل إيران التي تخشى وتمقت "داعش" للتهديد الذي يشكله التنظيم على الهيمنة الشيعية في المنطقة.
ولم يفت هالين أن يشير إلى رعاية طهران لحزب الله في جنوب لبنان والمهدد لإسرائيل، ولكن منذ حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله فقد أبقى الحزب في الغالب طموحاته جانبا وبذل جهودا لاكتساب شرعية سياسية.
وختم الكاتب بالقول إن "دعم الأسد يتطلب منا أن نواجه الحقيقة غير المريحة وهي أن: فلاديمير بوتين، مع جميع أخطائه، ينتهج الاستراتيجية الصحيحة. ورغم صعوبة تفهم الإدارة الأمريكية لذلك، ولكن أقل ما يمكننا القيام به هو تقديم الدعم الضمني. هذا يعني أن علينا التوقف عن الاعتراض على أنشطة روسيا في سوريا، والكف عن التحركات المعرقلة مثل إقناع اليونان وبلغاريا بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.
المصدر: "ناشيونال ريفيو"
======================
"الإندبندنت": "الأسد" يجبر السوريين على أكل القطط والكلاب بـ"ضمايا"
النبأ
عواطف الوصيف
الإثنين، 11 يناير 2016 11:22 ص
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية حول الزيارة التى قام بها مساعد مبعوث الأمم المتحدة لبلدة مضايا بسوريا التى أكدت الصحيفة أن مواطنيها يتعرضون للتجويع تحت سيطرة حصار الحكومة.
ونقلت الإندبندنت ما ورد من تقارير الأمم المتحدة حول أن بلدة الضمايا يعيش فيها ما يقرب من 40.000 سورى وجميعهم يعانون من حصار الجيش السورى منذ شهر يوليو الماضى.
ونوهت الصحيفة أنها اطلعت على صور لجثث موتى يبدو عليهم الهزال وأطفال لا يطيقون تحمل الجوع ولكن أكثر ما كان بمثابة الصدمة هو ما يتناولونه من الحيوانات الأليفة والعشب الأخضر بسبب يأسهم ولتعويض ما يشعرون به من جوع شديد.
وصرح المتحدث بإسم الأمم المتحدة أن الدور الذى سيقوم به مبعوثها هو تقديم المساعدات اللازمة فى وقت قصير.
وأشارت المتحدثة بإسم وكالة اللاجئين عن الأمم المتحدة أن هناك بعض العراقيل الروتينية التى تعيق عملية السفر إلى بلدة الضمايا حتى الأن ولكنه من المؤكد أن الزيارة ستتم صباح اليوم الإثنين.
وفى وصف الإندبندنت لبلدة الضمايا فهى تقع بالقرب من الحدود اللبنانية وهى محاطة بالألغام الأرضية كما أن الحصار يمنع عنها وصول ما يحتاجه سكانها من إمدادات غذائية ورعاية صحية.
وبحسب التصريحات الصادرة عن منظمة أطباء بلا حدود فإن هناك 23 مريض لقيوا حتفهم بأحد المراكز الطبية بسبب الجوع منذ الحصار فى الأول من ديسمبر 2015.
من ناحية أخرى من المتوقع وصول مساعد مبعوث الأمم المتحدة اليوم إلى بلدة الضمايا على الرغم من الضغوط الذى يمارسها بشار الأسد لمنع وصول أى محاولة لإرسال مساعدات إنسانية للمواطنين اللذين يعيشون هناك وفقا لما ذكر.
وبحسب الصحيفة فإن هناك 400.000 سورى يعيشون فى مواقع وبلدان مختلفة فى دمشق ولكن جميعهم يتفقون فى تعرضهم للحصار الذى تفرضه القوات الحكومية الذى يبدو وكأنه أصبح تكتيكا يتبع بالحرب الجارية فى سوريا منوهة أن ما يقرب من 250.000 سورى فقدوا حياتهم وشردوا من بيوتهم وأرضهم وأصبحوا يبحثون عن ملجأ لهم بعد أن أندلعت الحرب منذ خمس سنوات.
======================
إندبندنت :الجهادي جون الجديد بسوريا نتيجة استفزاز
أوردت صحيفة إندبندنت البريطانية في تقرير لها أن كاتب العمود الصحفي اليميني دوغلاس موراي كان قد عرض على المتهم "الجهادي جون الجديد" سيدهارتا دهار تذكرة لرحلة ذهاب فقط إلى سوريا.
وقالت إن موراي أورد في أحد أعمدته بصحيفة "سبكتيتر" مؤخرا مشادة كلامية ساخنة مع دهار خلال مواجهة تلفزيونية على الهواء، حيث تحدى موراي دهار بأن يغادر بريطانيا إذا أراد العيش تحت حكم الشريعة.
وأضافت أنه يُعتقد بأن دهار -الذي يُعرف أيضا بأبو رميساء- قد غادر بريطانيا بالفعل، وانضم لتنظيم الدولة في سبتمبر/أيلول 2014، بعد وقت قصير من تلك المشادة التلفزيونية، وترافقه زوجته وأطفاله.
وذكرت الصحيفة أن دهار (32 عاما) -المعروف "بتطرفه" في لندن، وكان عضوا بمنظمة مهاجرون "المتطرفة" التي يقودها من أسمته "خطيب الكراهية" أنجم شودري، والتي تم حظرها بعد نصب مؤيديها كمينا لموراي عقب مناظرة حول الشريعة في لندن عام 2009 -غادر إلى سوريا رغم أنه كان تحت المحاكمة، وأن المحكمة أفرجت عنه بالضمانة.
ونسبت إلى دهار في المشادة التلفزيونية الساخنة مع موراي قوله إنه كمسلم يأمل أن يرى المملكة المتحدة تحكم بالشريعة، "لأن الشريعة أفضل كثيرا من الديمقراطية، وأن القيم البريطانية لا تتفق معي، فإنا مسلم في المقام الأول، والثاني والأخير".
وقال أيضا إنه بالطبع سيذهب إلى سوريا ليقاتل مع تنظيم الدولة. ورد عليه موراي "إذن لماذا لا تذهب؟ سأجمع لك تبرعات هذا المساء لشراء تذكرة ذهاب فقط إلى سوريا".
وقال موراي إنه ليس نادما على استفزاز دهار وحثه على الذهاب إلى سوريا، "فأمثاله أثقلوا بلادنا لسنوات، ولا يبدو لي أن حكومتنا ولا دفاعاتنا المجتمعية قادرة على التعامل معهم".
وأضافت إندبندنت أنه يُعتقد بأن دهار تولى مسؤولية الدعاية لتنظيم الدولة التي كان يتولاها الراحل محمد إموازي، كويتي المولد، الذي قُتل في قصف بطائرة مسيرة "درون" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت "إن الشخص الملثم الذي ظهر في فيديو الأسبوع الماضي، وقالت سكاي نيوز إنه دهار، ويتحدث الإنجليزية بلهجة بريطانية، انتقد الحكومة البريطانية ورئيس الوزراء ديفد كاميرون قبل أن يطلق النار على خمسة من الرهائن".  
المصدر : إندبندنت
 
======================
ذي كريستيان ساينس مونيتور :ناتو: حان وقت إيقاف احتضان الدب الروسي
بدأ الأمل يحدو الولايات المتحدة بأن مشاكل الأمن الأوروبي قد تم حلها حلا دائما في أعقاب انتهاء الحرب الباردة، ولكن التدخل العسكري الروسي في كل من أوكرانيا وسوريا أدى إلى تحول في الخطاب الأميركي.
 
في هذا الإطار، نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية تحليلا أشارت فيه إلى أن قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الجنرال فيليب بريدلوف صرّح قبل أيام بأن أميركا احتضنت الدب الروسي لفترة مضت، ولكن الوقت قد حان لاتخاذ موقف متشدد إزاءه.
وأضاف قائد الناتو أن هذا الموقف المتشدد يجب أن يأتي على شكل نشر المزيد من القوات الأميركية في أوروبا، ومزيد من التدريب العالي المستوى. ودعا قائد الناتو لإعداد القوات الأميركية لمعركة محتملة مع عدو الحرب الباردة السابقة المتمثل في روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الدفاع في حلف الناتو لا يعتقدون أن روسيا ستعمل على شن هجوم مفاجئ من خلال جعل دباباتها تتدفق عبر "فجوة فولدا" في ألمانيا، وذلك كما كان متوقعا من حلف وارسو السابق أن يفعل ابن الحرب الباردة، وحيث كان الجيش الأميركي مستعدا على الدوام لاعتراض ذلك الهجوم على مدار أكثر من أربعين عاما.
 
تحوّل بالتفكير
وأضافت الصحيفة "لكن السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا جون هيربست يرى في تصريحات الجنرال بريدلوف وآخرين أنها تمثل تحوّلا في التفكير"، حيث يضيف هيربست أنه لو كان لدى بريدلوف مثل هذا التوجه قبل نحو ثمانية أشهر، لكان البيت الأبيض سيخبره كي يخفض مستوى خطابه.

ويضيف الدبلوماسي الأميركي هيربست "هناك تطور في المواقف الآن لدى الجيش والإدارة الأميركية إزاء التمدد الروسي، وذلك في ظل التدخل العسكري الروسي الأخير في سوريا وفي أوكرانيا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت ترحب بانضمام روسيا إلى الناتو ظنا بأن تكون دولة مسؤولة، ولكن الحال اختلفت، وسط الخشية من أن يُقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على غزو دول البلطيق بعد تدخله بأوكرانيا وسوريا.
======================
كرستيان سينس مونيتور :المجاعة في مضايا: دور حزب الله في الحصار يضر به في لبنان
نيكولاس بلانفورد – (كرستيان سينس مونيتور) 8/1/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في حين تسمح سورية بإيصال بعض المساعدات الغذائية، فإن الصور المروعة للمجاعة في مضايا تتسبب برد فعل عنيف ضد حزب الله في لبنان.
بيرون، لبنان- أثارت الصور التي بثت مؤخراً لأطفال مصابين بالهزال، والحكايات عن السوريين الجائعين الذي أجبروا على أكل العشب وأوراق الشجر في بلدة مضايا المحاصرة، مشاعر الرعب والصدمة في جميع أنحاء العالم.
وفي لبنان، أثارت هذه الصور موجة من الانتقادات ضد حزب الله؛ الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران والتي تقوم بتطويق المدينة إلى جانب القوات السورية. ويوم الجمعة، تم تنظيم المظاهرات من أجل دعم المدينة المحاصرة وضد الحصار هنا في بيروت، وسط تحذيرات من أن الأزمة الإنسانية يمكن أن تضر بالعلاقات بين السنة والشيعة داخلياً في لبنان.
ومن جهته، رد حزب الله الذي اكتوى بنار هذه الانتقادات، ملقياً اللوم على المقاتلين المناهضين للنظام على احتكارهم الإمدادات الغذائية المتضائلة في مضايا، ورفضهم السماح للمدنيين بمغادرة المدينة.
وتدور هذه الضجة المتصاعدة حول مخاوف على مصير نحو 42.000 شخص من المقيمين في مضايا، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة. وقد وافقت الحكومة السورية يوم الجمعة الماضي على رفع الحصار عن البلدة مؤقتاً، كجزء من صفقة توسطت فيها الأمم المتحدة، والتي ستشهد أيضاً وصول إمدادات إلى بلدتين شيعيتين يحاصرهما الثوار السوريون في شمال سورية أيضاً.
يقاتل آلاف عدة من مقاتلي حزب الله في سورية إلى جانب النظام. وقد أثبتوا أنهم أكثر موثوقية من الجيش السوري المنضب والميليشيات قليلة الخبرة نسبياً المدعومة من إيران والقادمة من العراق وأفغانستان. وقد شن مقاتلو الحزب هجمات متعددة في جميع أنحاء البلاد. لكن المجموعة كانت قد بنت سمعتها باعتبارها حركة مقاومة معادية لإسرائيل -ومؤخراً ضد الجهادية السنية- وهو السبب الذي جعل الاتهامات التي وجهت إليها بسبب مضايا مؤلمة بشكل خاص.
على مدار الأشهر الستة الماضية، ساعد مقاتلو حزب الله القوات السورية في ضرب حصار على مضايا، الواقعة غرب دمشق وعلى بعد 7.5 ميل من الحدود الشرقية للبنان، باستخدام الحواجز ونقاط التفتيش والقناصة، والألغام الأرضية، لمحاصرة السكان.
وكانت آخر شحنات الغذاء قد وصلت إلى مضايا يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ومع نضوب مخزون الغذاء خلال هذه المدة، أجبر السكان الجائعين على أكل العشب وأوراق الشجر وشرب المياه المنكهة بالتوابل.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود يوم الخميس الماضي إن 23 شخصاً قد لقوا حتفهم بسبب الجوع منذ الأول من كانون الأول (ديسمبر) في عيادة طبية تديرها المنظمة، ستة منهم من الرضع الذين دون السنة من العمر.
وقال برايس دي لو فينغن، مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود: "يبلغنا المسعفون الذين ندعمهم عن الإصابات والوفيات بسبب الرصاص والألغام الأرضية بين الأشخاص الذين حاولوا مغادرة مضايا. لقد أصبح اليأس حاداً حتى أن الناس هناك قاموا يوم أمس (الأربعاء) بأعمال شغب في محاولة للاستيلاء على آخر الأغذية المتبقية في نقطة التوزيع التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود، والتي كان الهدف هو منحها للأشخاص الأكثر عرضة للخطر".
أكل أوراق الشجر، واصطياد القطط
تقع مضايا على ارتفاع يبلغ حوالي 4000 قدم عن سطح البحر، وقد طالتها العواصف الثلجية في الأسبوع الماضي. وتقول التقارير إن السكان هناك يقومون بحرق الأثاث في منازلهم لأغراض التدفئة، أو يخاطرون بحياتهم لاحتطاب الأشجار من غابة على أطراف البلدة، والتي تقع ضمن مدى إطلاق النار لمجموعة من قناصة الحكومة السورية.
ويقول أبو عمر، وهو أب لأربعة أطفال مقيم في المدينة، والذين وصل مؤخراً إلى لبنان: "الوضع في مضايا مأساوي للغاية. لا يوجد طعام هناك. وقد رأيت الناس يأكلون أوراق الشجر ويطاردون القطط ويصطادونها. لا توجد أدوية، ولا أي من الأشياء التي يحتاجها الناس من أجل الحياة اليومية. إننا نعيش بالمعجزات".
وفي الأيام الماضية، استغل الخصوم السياسيون في لبنان دور حزب الله في حصار المدينة لتصعيد النقد ضده. وجاء في بيان صدر يوم الجمعة عن الأعضاء المنافسين للحزب في البرلمان: "تشهد مدينة مضايا السورية حصاراً بقصد التجويع، والذي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب ويمكن تصنيفه في فئة الجرائم ضد الإنسانية. اللبنانيون... يرون أن تورط حزب الله في الحصار والتجويع هو عمل مشين يتعارض مع "الأخلاق السياسية" التي يدعي الحزب التمسك بها".
كما انتقد سياسيون سنة آخرون بارزون في لبنان تصرفات حزب الله في مضايا، فقال فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء الأسبق "إن تورط (حزب الله) المحتمل في هذه الجريمة سوف يؤثر سلباً على العلاقات بين اللبنانيين". ويوم الجمعة، نظمت مجموعة سياسية سنية مسيرة في بيروت دعماً لمضايا، في حين أغلقت مجموعة أخرى لفترة وجيزة الطريق السريع الرئيسي الذي يربط بين بيروت ودمشق احتجاجاً على الحصار.
حزب الله يرد
في المقابل، نفى حزب الله أنه يقوم بتجويع المدنيين عمداً. وقال الحزب في بيان أصدره يوم الخميس: "الجماعات المسلحة في مضايا هي التي تسيطر على المواد الغذائية داخل المدينة وتقوم ببيعها لمن يقدرون على الشراء، وهكذا انتشرت المجاعة على نطاق واسع في صفوف المدنيين الفقراء".
وأضاف حزب الله أن المقاتلين يقومون بمنع السكان من مغادرة مضايا ويرفضون التفاوض على صفقة يقوم بموجبها 300 من أصل 600 متمرد بتسليم أنفسهم للحكومة السورية.
واختتم بيان حزب الله يوم الخميس بالقول: "من الواضح أن الأهداف الكامنة وراء حملة التشويه الخاصة بمضايا هي تشويه صورة المقاومة اللبنانية (حزب الله) والحكومة السورية".
من جهته، يؤكد أبو عمر صحة بعض اتهامات حزب الله، ويقول إن المسلحين يمنعون السكان من مغادرة المدينة لأنهم يخشون التعرض للهجوم إذا لم يعد المدنيون موجودين هناك. وقد تسلل أبو عمر خارجاً من مضايا منذ 10 أيام ليصل إلى بيروت حيث يعمل في أحد المخابز.
ويضيف أبو عمر: "كانت المغادرة مخيفةً جداً وخطيرةً للغاية. وقد انتظرت حتى وقت مبكر من المساء عندما حل الظلام لأن هناك قناصة على كلا الجانبين. إنهم يطلقون النار على أي شيء يتحرك".
وليست مضايا هي المدينة الوحيدة القابعة تحت الحصار في سورية. فهناك الفوعة وكفريا، وهما بلدتان شيعتان مواليتان لنظام الأسد في شمال سورية، واللتان ما تزالان تحت حصار جماعات الثوار منذ أشهر عدة.
في شهر أيلول (سبتمبر)، كانت الأمم المتحدة قد توسطت في التوصل إلى اتفاق لتخفيف الحصار عن ثلاث بلدات في سورية، والذي يمكن أن يفضي في حال نجاحه إلى مزيد من ترتيبات وقف إطلاق النار المحلية. وبموجب الاتفاق، تمكن عشرات المقاتلين الجرحى والمدنيين في الشهر الماضي من مغادرة بلدة الزبداني التي تقع بجانب مضايا، والعبور إلى لبنان حيث نقلوا جواً إلى تركيا. وفي المقابل، غادر شيعة من بلدتي الفوعة وكفريا سورية عبر تركيا وطاروا من هناك إلى لبنان.
 
======================
واشنطن بوست: أميركا وخلافات الشرق الأوسط الطائفية
فريد زكريا
خلال العقدين الماضيين، قاربت الولايات المتحدة الشرق الأوسط من خلال الأطر المفاهيمية الخاصة بها، وهي: الديكتاتورية في مواجهة الديمقراطية، والعلمانية في مواجهة الدين، والنظام في مواجهة الفوضى.. لكن الإطار الأهم، والذي يصوغ المنطقة اليوم، يختلف تماماً عما سبق، إنه: السنة في مواجهة الشيعة!
فالصراع بين الطائفتين هو الذي يؤثر في الوقت الراهن على كل جانب من جوانب السياسة في المنطقة، وهو الذي أربك السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وسيظل يحد من قدرتها، وقدرة أي قوة خارجية أخرى، على تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة.
وفي كتابه التنبؤي «انبعاث الشيعة»، يرى «والي ناصر»، الخبير السياسي الإيراني الأميركي، أن غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003، كان النقطة التي انقلبت عندها الموازين. فالولايات المتحدة ظنت عندما غزت العراق أنها تحمل الديمقراطية إليه، في حين كانت شعوب المنطقة الأخرى ترى شيئاً آخر، وهو أن ذلك الغزو أدى إلى تغيير ميزان القوى الذي كان يميل تقليدياً لمصلحة السنة، والذين يشكلون 85 في المئة من مجموع المسلمين في العالم، لتصبح في صالح الشيعة الذين حكموا العراق بعد الغزو، الأمر الذي سبب قلقاً للدول العربية، تزايد باطراد من ذلك الحين وحتى الآن.
التحول المحوري في المنطقة حدث عام 1979، عندما قامت الثورة الإيرانية، التي أطاحت بالشاه، الذي مات ودفن في مصر، الدولة السنية الأكبر في المنطقة، وقد حلت محله طبقة دينية حاكمة، عدائية النزعة، ومصممة على تصدير أفكارها للخارج، وعلى دعم الحركات الشيعية في المنطقة بأسرها.
وفي الوقت الذي كانت إيران تعمل فيه على مد نفوذها في لبنان والعراق وسوريا، كانت استجابة بعض الدول العربية لذلك، تتمثل في تبني مواقف متشككة حيال الحلفاء المحليين لإيران.
وفي اليمن تحولت الحرب الأهلية المندلعة هناك إلى حرب طائفية يشير فيها طرفا الصراع إلى بعضهما بأنهما «فرس» و«دواعش»، بحسب التقرير الذي نشره الكاتب اليمني «فارع المسلمي» لوقفية كارنيجي للسلام الدولي.
والدول العربية لديها هموم استراتيجية حقيقية حيال تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وعلى وجه خاص في العراق. والسبب في ذلك، كما قال لي أحد الكتاب الخليجيين، أن دولا في المنطقة أصبحت تعج بالمليشيات المدعومة من قبل إيران، وهو أمر يجب أن تقلق الدول العربية بشأنه.
لكن سياسة الحرب الطائفية، قد تتعلق بما هو أكثر من مجرد الجغرافيا السياسية: فالعالم العربي يواجه سلسلة من التحديات، تبدأ من تنظيم «داعش» ولا تنتهي بالمتطرفين المحليين. فهناك إلى جانب ذلك التحدي المتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في البلاد العربية، والتي يسيطر عليها الراديكاليون. وهناك أيضاً المشكلة المتعلقة بالصعوبات المحتملة في إدامة نظام الإعانات السخية، وذلك جراء الانخفاض الكبير في أسعار النفط.
وبشكل عام، فإنه يجب على الولايات المتحدة مساعدة المملكة العربية السعودية على مواجهة التدخلات والتمددات الإيرانية في المنطقة، على أن تراعي، وهي تفعل ذلك، ألا تنحاز إلى طرف دون الآخر، في الحرب الأوسع نطاقاً التي تدور رحاها في المنطقة، لأنها في النهاية حرب أهلية تخص آخرين.
وفي خاتمة المطاف، يجب أن نتذكر أن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في حربها الحالية ضد تنظيم «داعش» هو حكومة بغداد التي يهيمن عليها الشيعة. وأن أخطر تهديد للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هو الجهاديون السنيون الراديكاليون.
فريد زكريا
محلل سياسي أميركي
 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
بروجيكت سنديكيت :توحيد النضال ضد "داعش"
فرانك-فالتر شتاينماير*
برلين- أفضت الهجمات الإرهابية في باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر)، والتي طعنت القلوب في فرنسا وعموم أوروبا، إلى وضع التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في صدارة جدول أعمال السياسة الخارجية. وبالنسبة لي، لا يمكن أن يكون الرد على هذه الاعتداءات إغلاق أبوابنا وسد نوافذنا. فالتخلي عن نمط حياتنا وعن مجتمعاتنا المنفتحة يكون أشبه بمنح الإرهابيين اليد العليا.
على ردنا أن يكون، في المقام الأول، رداً سياسياً: أي المزيد من اليقظة في الداخل والمزيد من التعاون المكثف مع الجهات الأمنية لشركائنا. وعلينا في الغرب الصمود في محاربة الإقصاء الاجتماعي الذي يُفَرِخ الاغتراب، أي مضاعفة جهودنا لإدماج المسلمين والمهاجرين الآخرين على الأصعدة كافة. وعلينا، في الوقت ذاته، صد الشر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في الأماكن ذاتها التي بدأ فيها: في العراق وسورية.
لقد وعدت ألمانيا، في الليلة التي شهدت هجمات باريس، فرنسا بوقوفنا إلى جانبها. وقد قررنا مؤخراً أن مسؤوليتنا في الحفاظ على هذا الوعد تتضمن المساهمة العسكرية في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
ونحن جميعاً نعلم، بطبيعة الحال، أنه لا يمكن هزيمة الإرهاب بالقنابل فقط. ولكننا نعلم أيضاً أنه لا يمكن القضاء على التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية من دون الوسائل العسكرية، وأنه ما لم يتم التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية عسكرياً، فقد لا يبقى شيء بعد عام يمكن على أساسه بناء حل سياسي في سورية ولا في العراق.
لقد قضيت مؤخراً يومين في العراق. وفي العام المنصرم تم بنجاح إبعاد تنظيم الدولة الإسلامية خارج ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها في السابق. بيد أن أشد المهام صعوبة تقع الآن على كاهلنا. ويعتمد نجاح استراتيجيتنا العسكرية على ثلاثة عناصر حاسمة:
أولاً، تقديم الدعم للذين يواجهون التنظيم. ولا يخلو قرار ألمانيا في الصيف المنصرم تزويد قوات البيشمرغة الكردية بالسلاح والذخيرة من مخاطر، ولكنها كانت خطوة في الاتجاه الصحيح. وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، وأيضاً بفضل الدعم الألماني، حررت قوات البيشمرغة مدينة سنجار، تلك المدينة التي ارتكب فيها تنظيم الدولة الإسلامية في الصيف الماضي مجازر مروعة ضد اليزيديين. ولم يكن من الممكن وقف تقدم التنظيم من دون الضربات الجوية للحلفاء.
ثانياً: علمتنا نزاعاتنا السابقة كم هو مهم استعادة ثقة الناس في المناطق المحررة من ربقة التنظيم، وإلى هذا يعود السبب في استثمارنا الرامي إلى استقرار هذه المناطق وإعادة بناء قوات الشرطة والمدارس وشبكات الكهرباء وإمدادات المياه. وبفضل المساعدة الألمانية، تمكن أكثر من 150 ألف شخص من العودة إلى ديارهم بعد تحرير مدينة تكريت.
والعنصر الثالث في هذه الاستراتيجية هو أصعب العناصر، ولكنه أكثرها أهمية. ويمكن، على المدى البعيد، التغلب على النزاعات والفوضى التي كانت قد مكنت تنظيم الدولة الإسلامية من الانتشار، في المقام الأول، وفقط، إذا امتلكت كل الفئات السكانية في العراق وسورية منظوراً سياسياً مشتركاً.
في العراق دشن رئيس الوزراء حيدر العبادي برنامج إصلاح شجاعا لتمهيد الطريق نحو مشاركة سُنّية سياسية أكبر. أما في سورية، فهذا التقدم السياسي، بلا شك، بعيد المنال. ومع ذلك، علينا بذل كل ما في وسعنا من جهود للعمل في هذا الاتجاه.
تتصدر السياسية الخارجية الألمانية طليعة هذه الجهود. وقد أجريتُ في العام الماضي عدداً لا حصر له من المباحثات (التي كانت غالباً شاقة) في الرياض وطهران وأنقرة وبيروت وعمان وفيينا، لردم الفجوات بين دول المنطقة -وبالتالي كبح جماح قواتها بالوكالة التي تقاتل بعضها بعضاً في سورية.
والآن، أشعر بالارتياح إزاء نجاحنا، للمرة الأولى بعد مضي قرابة خمسة أعوام من الحرب الأهلية، في ردم الفجوة بين كل الدول الرئيسية وجمعها للجلوس على طاولة المفاوضات في فيينا والاتفاق على خريطة طريق لوقف إطلاق النار وبدء عملية الانتقال السياسي. ومن المبكر جداً الاحتفال بهذا، ومع ذلك يلوح أخيراً طيف اتفاق بالحد الأدنى، والذي لا يقتصر على موافقة روسيا والولايات المتحدة، بل يستوجب أيضاً موافقة إيران والمملكة العربية السعودية، على الطريق قدماً صوب وضع حل للنزاع السوري. وكان اجتماع مجموعات المعارضة السورية في الرياض في كانون الأول (ديسمبر) هو الخطوة الأولى على هذا الطريق.
سوف يكون التوصل إلى اتفاق سياسي رحلة طويلة وشاقة، بينما لا نتحكم كلية في النتائج التي قد يفضي إليها ذلك. ولبعض الشركاء الذين نحتاج إليهم مصالح مختلفة تماماً عن مصالحنا، وبعضهم في خلاف مع البعض الآخر.
بيد أن الشكوى من الوضع المعقد في سورية لا يجب أن تكون بديلاً عن العمل. ولا يمكن اتخاذ حقيقة أن بعض الوقائع السياسية لا تتناسب مع "قالب صديقي اللدود" كذريعة للجلوس والانتظار حتى تحل الخصومات والنزاعات نفسها بنفسها، أو حتى لا تتبقى هناك دولة ومؤسسات سورية لإنقاذها.
تؤكد المفاوضات الناجحة لاحتواء البرنامج النووي الإيراني أن الدبلوماسية المثابرة حسنة النية تستطيع التوصل إلى نتائج. وفي ليبيا أيضاً، مع دبلوماسي ألماني محنك يترأس المباحثات التي تجري برعاية الأمم المتحدة، أمامنا فرصة للتوصل إلى مسار سياسي واستعادة الدولة المنظمة.
علينا نحن، كصُناع سياسة خارجية، مواجهة الواقع، بكل اللبس الذي يشوبه، وتحمل المسؤولية عن أفعالنا وعن تقاعسنا على حد سواء، حتى حين تتوارى ضمانات نجاح أي طريق. ومن المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن نكون على يقين من صحة الدرب الذي نسلكه. فلن يكون بوسعنا مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والتهديد الذي يمثله الإرهاب المتأسلم بسحب الجسر المتحرك، فما نحتاج إليه هو المثابرة واستراتيجية سياسية تدمج دمجاً دقيقاً بين العنصر العسكري والعنصر الإنساني والدبلوماسي.
 
*وزير خارجية ألمانيا.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
صنداي تلغراف: ما جدوى طيراننا ما لم يُطعم مضايا؟
تناولت صحف بريطانية وأميركية الحال الصادمة لأهالي بلدة مضايا بريف دمشق، الذين يتضورون جوعا في ظل الحصار الذي يفرضه النظام وحزب الله على البلدة منذ أشهر، حيث لجأ أهلها لأكل القطط والكلاب والأعشاب لسد رمقهم، وسط عجز المجتمع الدولي وعدم تدخله لإنقاذهم من الموت جوعا.
في هذا الإطار، نشرت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية مقالا للكاتب ديفد بلير قال فيه إنه إذا كان الطيران البريطاني غير قادر على إسقاط الطعام لبلدة مضايا فلماذا هو موجود من الأصل؟ وأوضح أن مضايا لا تبعد سوى نحو عشرة كيلومترات عن الحدود الغربية لسوريا، وهذا يعني طيران لمدة أربعين ثانية فقط بالنسبة لطائرات النقل من طراز هيركوليز أو"هرقل" المعروفة.
وقال الكاتب إن الآلاف يموتون جوعا في بلدتين بسوريا، وذلك في ظل سياسة الحصار التي تنفذها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله اللبناني، والتي تشهر سلاح التجويع ضد بلدة مضايا ومدينة الزبداني بريف دمشق.
وأوضح أن أساليب الحصار والتجويع تعود للعصور الوسطى، لكنها تشكل محور الإستراتيجية التي يستخدمها الأسد لسحق أعدائه، وأضاف الكاتب الطاغية السوري يستخدم الحصار والتجويع ضد مناطق المعارضة، كي يجبرها على الخضوع.
إسقاط قنابل
وكرر الكاتب التساؤل: لماذا لا يكون سلاح الجو الملكي البريطاني مستعدا لإسقاط المواد الغذائية على مضايا والزبداني؟ وأضاف إذا كان بمقدور الطيران البريطاني إسقاط القنابل، فلماذا لا يسقط المساعدات لإنقاذ المتضورين جوعا؟
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة ذي ديلي ميل البريطانية إلى أن الأهالي في ثلاث بلدات سورية يتضورون جوعا، وأنهم أُجبروا على أكل القطط والكلاب والأعشاب، في ظل عدم توفر ما يأكلونه من غذاء آخر.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن حصار مضايا يلقي بظلاله على الجهود نحو السلام في سوريا، وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سبق أن قال "لنتخيل أنه لا تفصلنا سوى أسابيع عن إمكانية حدوث انتقال في سوريا".
وأوضحت في افتتاحيتها أنه سبق لكيري أن صرح بهذا القول في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أي قبل أكثر من سبعة أسابيع، لكن واشنطن بوست قالت إن الأسابيع تمضي دون أن يصل إلى مضايا المحاصرة كسرة خبز أو قطعة من مادة غذائية.
وأشارت إلى أن كيري لا يزال يأمل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بين النظام السوري والمعارضة، ولكن مأساة مضايا الصادمة تشير إلى أن نظام الأسد وحلفاءه ليست لديهم نيّة لإنهاء الاعتداءات المروعة على المدنيين في البلاد، وذلك بغض النظر عن ما يقال في قاعة المؤتمرات في جنيف أو في أروقة مجلس الأمن الدولي.
 
======================
تلغراف: لماذا يستهدف تنظيم الدولة المسلمات الغربيات؟
نشرت بواسطة: Fazi Alaidla  
مدونة آبا حامد
 تلغراف: دعاية تنظيم الدولة تستهدف المسلمات الغربيات لسهولة إقناعهن – أرشيفية قالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن والد خديجة دير، صاندي دير، يعرف السبب وراء هرب ابنته إلى سوريا، حيث تزوجت من جهادي، واصفا ما تعرضت له بـ"غسيل دماغ".
ويقول جوي شيوت في تقرير للصحيفة: "ترك صاندي دير شقته جنوب لندن، ومضى نحو الكنيسة الكاثوليكية (أور ليدي أوف أسمشين)، ففي هذه البناية الفيكتورية المبنية من الطوب الأحمر، تم تعميد ابنته قبل عقدين، وهو يصلي لروحها الآن فيها".
ويضيف الكاتب أن "دير قرر هو وزوجته السابقة فيكتوريا تسمية ابنتهما غريس، وهو اسم مسيحي يستخدم بشكل واسع في موطنهما الأصلي نيجيريا، ويعني الخلاص في نظر الرب. ولكن ابنتهما، البالغة من العمر 24 عاما، قررت التخلي عنه. وتسمت الآن باسم خديجة، وتعيش في سوريا، وتؤمن بمثال منحرف، تقدمه ما أطلقت على نفسها الخلافة الإسلامية في العراق والشام".
ويتابع شيوت بأنه "تم استخدام ابنها، حفيد صاندي، عيسى في فيديو أظهر عددا من الإعدامات التي مارسها تنظيم الدولة. وظهر عيسى في زي عسكري، ولفت على رأسه عصابة تنظيم الدولة، وصرخ (سنقتل الكفار كلهم هناك)".
ويشير التقرير إلى أن صاندي (59 عاما)، طالب القانون غير المتفرغ، لم يجد إلا بعض كلمات ليلخص قرار ابنته وضع نفسها وابنها في أيدي المجرمين، فقال: "لقد غسل دماغها". وحاول تفسير التحول في حياة غريس من فتاة ذكية، وإن كانت مشاكسة، حلمت بأن تدرس علم النفس، وأحبت موسيقى "الغوسبيل" وأغاني جوني كاش وكوين. ويقول إنها درست لامتحانات الثانوية في مدرسة سيندهام، حيث كتب أستاذ لها عندما غادرت المدرسة: "أنت فتاة واثقة من نفسها، مستعدة لترك أثرها على العالم"، ولم يكن يتوقع أن تكون زوجة جهادية متعطشة للدم.
وتبين الصحيفة أنه منذ انتقال غريس مع ابنها عيسى قبل 3 أعوام، ظهرت في عدد من أفلام تنظيم الدولة الدعائية وهي تحمل كلاشينكوف "إي كي 47"، وأعلنت عن رغبتها بأن تكون أول بريطانية تذبح رهينة غربية، وتعهدت بالقتال والموت شهيدة، وقالت إن الإسلام "جعلني حرة".
ويعلق الكاتب بأن "حماس المعتنقين للدين معروف، ولكنه لقي صدى غير مريح في بريطانيا في الأسابيع الماضية. ففي الشريط ذاته ظهر مسلم آخر ملثم من بريطانيا، ويعتقد أنه سيدهارت دار (32 عاما)، وكان مندوب مبيعات للقلاع النطاطة، التي تستخدم في المتنزهات، ويلعب عليها الأطفال. وهو من منطقة وولذمستو، شرق لندن، وأعتنق الإسلام وترك الهندوسية عندما كان شابا، بعدما قابل زوجته عائشة، وسافر معها وأولادهما الأربعة إلى سوريا سنة 2014. وهرب من بريطانيا، رغم أنه خرج من السجن بكفالة، بعد اتهامه بالانتماء لجماعة المهاجرين المحظورة".

ويلفت التقرير إلى أنه في نهاية الشهر الماضي حكم على المتخرجة من الجامعة سناء أحمد خان (24 عاما) مع زوجها محمد رحمان، بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية في لندن، مشيرا إلى أن خان ولدت في ريدينغ لعائلة ميسورة الحال، فقد كانت والدتها قاضية مشهورة ومديرة جمعية خيرية، وتحولت عائلتها من الهندوسية إلى الإسلام، أما والدها فهو ابن مسيحي.
وتورد الصحيفة أنه في الحكم عليها، قال القاضي جيرمي بيكر لسناء خان: "لقد نشأت منفتحة متسامحة مع بقية الأديان، ولكنك تحولت إلى الإسلام الراديكالي؛ لأسباب ربما لن نعرفها أبدا".
ويقول شيوت إن من يعتنقون الإسلام في أواخر حياتهم ليسوا معتنقين، ولكنهم عائدون، ولا يشكلون سوى نسبة 4% من الـ 2.7 مليون مسلم في بريطانيا. وتظهر دراسة أنهم يشكلون نسبة 11% ممن يدانون بجرائم إرهابية، وأثبت تنظيم الدولة ودعايته نجاحا في جذبهم.
ويوضح التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه في دراسة أعدها البريطاني الدكتور سام مولينز، الذي يعمل في مركز جورج سي مارشال للدراسات الأمنية في ألمانيا، المتخصص بمكافحة الإرهاب، كشفت عن الأسباب التي تدفع هذه العينة للنقاط الهامشية والمظلمة.
وفي ورقته، التي نشرها الشهر الماضي، وقارن فيها مشاركة الذين اعتنقوا الإسلام بالإرهاب بين كل من بريطانيا وأمريكا، وجد أن نسبة من أدينوا بالإرهاب هم من الذين اعتنقوا الإسلام بنسبة 40%.
وبحسب الصحيفة، فقد لاحظ مولينز أن معظم الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام جاءوا من عائلات مفككة، ولديهم سجلات إجرامية.
وفي بريطانيا قال إن الصورة مختلفة، ولكنها مزيج بين هذا وذاك. ويقول: "لأنك اعتنقت الدين قريبا، فليست لديك معرفة عميقة أو خلفية واضحة عنه، كما أنك لست مؤهلا من الناحية الفكرية لفهم عيوب المتطرفين وجدالهم، ولهذا فأنت تريد إظهار التزامك بالدين".
وينوه الكاتب إلى أن مولينز وجد أن عدد المعتنقات اللاتي انجذبن إلى الإرهاب زاد بشكل كبير في مرحلة ما بعد 11/ 9، رغم أنه لا يمكن فهم السبب الذي يدفع فتيات، مثل خديجة دير أو سالي جونز، إلى الانضمام لتنظيم يقوم باضطهاد المرأة. مشيرا إلى أن الفتيات اللاتي يحرمن من الحريات الأساسية يتم تزويجهن حالا لقادة كبار في التنظيم؛ ربما لكونهن مرغوبات.
ويفيد التقرير بأن دعاية تنظيم الدولة موجهة بشكل محدد إلى النساء اللاتي اعتنقن الإسلام، أما المسلمات الغربيات، اللواتي عشن ودرسن في الغرب، فيتم تحضيرهن وإقناعهن من زميلات لهن، مثل أقصى محمود، التي ولدت في مدينة غلاسجو. وفيما يتعلق بالغربيات المعتنقات للإسلام، فعادة ما يقنعهن رجل بالتخلي عن الغرب.
وتكشف الصحيفة عن أنه قبل سفر خديجة دير إلى سوريا، رتبت زواجها عبر الإنترنت مع جهادي سويدي (قتل سنة 2014). وكانت دير قد اعتنقت الإسلام في أواخر سن المراهقة، وبدأت بالتردد على مركز "لويشام" الإسلامي، وتعرفت هناك على قتلة الجندي لي ريغبي، وهما مايكل أديلاو ومايكل إديلاجو، وكلاهما ولد مسيحيا قبل اعتناقه الإسلام.
وينقل شيوت عن المحاضرة في جامعة كينجستون أزادي مؤافاني، التي قابلت عددا من الجهاديات في سوريا، قولها: "يستغل تنظيم الدولة سذاجة وقلة معرفة المعتنقات الجديدات للقانون الإسلامي وقيمه". وتضيف: "يمكن إقناع شخص بسهولة حول ما يفعلونه، عندما تكون معرفته محدودة ومشوهة". وتقول مؤافاني: "على خلاف الشبان المسلمين المولودين في بريطانيا ممن ينجذبون أيديولوجيا نحو فكرة الخلافة، فالمعتنقون للدين يظهر أنهم ينجذبون إلى طريق العنف والتعطش للدماء".
وتورد الصحيفة أن روب ليتش شاهد شقيقه من أمه ريتشارد دارت يسير في هذا الطريق، ولم يكن قادرا على منعه، فقد نشأ الأخوان تحت سقف واحد في ويموث عندما انتقل والداهما، وهما مدرسان، للعيش معا وكانا في عمر الثامنة والتاسعة. وتمتعا بحياة عادية، ولكنهما بعد انتقالهما إلى لندن، أصبح ريتشارد مهووسا بالأفكار الراديكالية التي بشرت بها حركة المهاجرين المحظورة، التي يقودها أنجم تشاودري، الذي كان ساعده الأيمن في حينه سيدهارت دار. واعتنق الإسلام في سن الـ 25 عاما، وأطلق لحيته، وغير اسمه إلى صلاح الدين البريطاني.
ويشير التقرير إلى أن ليتش، وهو مخرج أفلام، عمل فيلما عن أخيه غير الشقيق، وكيف انتقل إلى التشدد، وأصبح من المشاركين في تظاهرات حركة المهاجرين. ويتذكر نقاشات عدة مع سيدهارت دار، الذي قابله أول مرة سنة 2009، ويقول: "كنا نتجاذب الأحاديث ونمزح، وكان يسألني متى سأصبح مسلما، ومتى سأطلق لحية حقيقية؟ وتحدث عن اعتناقه للإسلام، وقال إنه أخذ وقتا طويلا كي يتحرر من جذوره الهندوسية".
ويذكر الكاتب أنه في البداية حاول ليتش مناقشة أخيه، ولكنه تخلى عن المحاولة، ويقول: "إنهم على مستوى مختلف من الفهم، وكانوا يؤمنون بما يفعلون، معتقدين أنهم يقومون بإنقاذ الإنسانية لا تدميرها".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه في سنة 2013، حكم على دارت بالسجن مدة ستة أعوام للتآمر والتخطيط لأعمال إرهابية، ورفض الجلوس في قفص الاتهام قائلا إن الله وحده هو الذي سيحاكمه. وكان أخوه يراقب المحاكمة، وكتب له عدة مرات في السجن، ولم يتلق ردا. لافتة إلى أن كل ما يأمله صاندي، والد خديجة/غريس، هو عودتها وأن تتخلى عن هذا الشر.
======================
نيويورك تايمز: مضايا عنوان فشل دولي جديد بسوريا
2016-01-11 لندن - ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
الخليج
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن سلاح التجويع بات فاعلاً في المعركة الجارية بسوريا، وذلك لتحقيق مكاسب سياسية، سواء من قبل النظام أو حتى من قبل الجماعات المناهضة له، معتبرة أن ما تمر به بلدة مضايا يمثل عنوان فشل صارخ جديد للمجتمع الدولي في ذاك البلد.

وتشير الصحيفة إلى حصار مضايا، البلدة السورية القريبة من دمشق، حيث يتحكم النظام والقوات الموالية له بحياة الناس من خلال أسلاك شائكة تمنع دخول أي مواد غذائية، حتى تحولت القطط والحمير وأوراق الزيتون والأعشاب، إلى طعام للناس المحاصرين هناك، فضلاً عن استخدام الأهالي للأملاح والماء للبقاء على قيد الحياة.
في سوريا التي تصنف على أنها من الدول ذات الدخل المحدود، تشير التقارير الدولية والمحلية إلى أن نحو 28 شخصاً على الأقل، بينهم ستة أطفال، قضوا جوعاً في مضايا التي تضم قرابة 42 ألف نسمة يعيشون حصاراً خانقاً وسط برد شديد.
وتؤكد النيويورك تايمز أن حصار مضايا يمثل وجهاً آخر من أوجه الفشل الدولي في سوريا، التي ورغم زيادة تحركاتها من أجل إيجاد حل في سوريا ما زالت لم تحقق شيئاً.
حصار مضايا يأتي في وقت تستعد فيه الأمم المتحدة لعقد جولة محادثات سلام بين النظام ومعارضيه في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، والذي يأتي أيضاً في ظل تصاعد وتيرة التدخلات الأمريكية والروسية في سوريا.
الجوع الذي فعل فعلته في مضايا والزبداني ذات المرتفعات الجبلية المعروفة، دفعت بالناس إلى إعادة التفكير بالتغيير السياسي عقب الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، ومنهم حمودي، البالغ من العمر 27 عاماً، الذي قال في مقابلة مع الصحيفة عبر اسكايب: "كنت أحلم بالديمقراطية والحرية عندما انطلقت الثورة، اليوم كل أحلامي هي الغذاء، أريد أن آكل، لا أريد أن أموت من الجوع".
خمسة أشخاص بينهم صبي يبلغ من العمر 9 سنوات وأربعة رجال، توفوا يوم أمس الأحد من جراء سوء التغذية، وفقاً لمصادر طبية في منظمة أطباء بلا حدود، التي أضافت أن 10 أشخاص آخرين يعانون من علامات سوء التغذية، متوقعة أن يصل عدد المتوفين في مضايا من جراء سوء التغذية إلى نحو 200 شخص خلال أسبوع واحد.
ووصف برايس دي لو، مدير عمليات الجمعيات الخيرية الطبية، مضايا بأنها سجن كبير في الهواء الطلق.
العديد من منظمات الإغاثة التي كانت تعمل في سوريا انسحبت في أعقاب التدخل الروسي واستهداف مواقع ومناطق تابعة وخاضعة للمعارضة السورية، الأمر الذي أدى إلى تعقد جهود إغاثة المدنيين في مضايا وغيرها.
الحكومة السورية وبعد ضغوط دولية أعلنت أنها سوف تسمح، اليوم الاثنين، بإدخال المساعدات إلى مضايا.
======================
كيف دمّرت الهجرة أسراً سورية؟ ولماذا ترتفع معدلات الطلاق بين اللاجئين إلى أوروبا؟
هافينغتون بوست عربي  |  فادي زيدان
لطالما ارتبطت أحلام الهجرة إلى أوروبا عموماً - والدول الاسكندنافية خصوصاً -، برغبة الاستقرار والعيش الرغيد، لكن الكثير من أحلام المهاجرين العرب تحطمت على صخور المجتمع الجديد، محطمة معها قيود الزواج والكثير من "البيوت العامرة".
فالمشكلات الاجتماعية المستوردة من مجتمعاتهم الأصلية، وصعوبة الانتقال إلى مكان وقوانين مختلفة، دفعت بالكثير من الواصلين الجدد للتخلي عن حلم الاستقرار والبحث عن حياة جديدة.
السويد مثلاً سجلت لوحدها حتى الآن عدداً كبيراً من حالات الطلاق بين الواصلين الجديد، فيما تنوعت أسبابها بين اجتماعية واقتصادية ونفسية.
الأمور هنا مختلفة
روان عبد الواحد (33 عاماً) طلبت الطلاق بعد وصلولها إلى السويد بعام واحد، ”في بلدي الأم سوريا كان من شبه المستحيل أن أقوم بهذه الخطوة، فالمجتمع المحيط ورفض عائلتي للفكرة وحتى الأقاويل والشائعات التي تلاحق المطلقات كلها شكلت عائقاً حقيقياً في وجهي، تحملت ما لا أطيق لأكثر من 6 سنوات".
وأضافت عبد الواحد لـ “هافينغتون بوست عربي” أن مسؤولة في الضمان الاجتماعي “أعطتني بعد سماع قصتي سكناً مستقلاً وحقاً مؤقتاً في حضانة أطفالي، ريثما يبت القاضي في موضوع الوصاية، ناهيك عن مساعدات مادية مستقلة عن زوجي".
زوجتي طلبت فصل الملفات
أحمد الخضري (36 عاماً) والقادم من مدينة حمص السورية يقول، "لم نعان من أية مشكلات كبيرة في سنوات زواجنا الثمانية، حياتنا كانت هادئة أو ربما كانت تقليدية تشبه حياة الكثيرين ممن نعرفهم في سوريا، المشكلات الحقيقية بدأت بعد سفرنا إلى تركيا، حيث تعاظمت ضغوطات الحياة".
وأضاف الخضري لـ "هافينغتون بوست عربي" أن "الغربة والبعد عن الأهل والمشكلات المادية انعكست سلباً على حياتنا اليومية، إحساسي بالخطر الذي يهدد استقرار أسرتي ومستقبل أطفالي كان عاملاً رئيساً في قرار الهجرة، بعد اتخاذ القرار عادت علاقتنا للتحسن، في الطريق تحدثنا كثيراً عن المستقبل الذي طالما حلمنا به، عن منزلنا المفترض ومدارس طفلينا وحتى عن ألوان الأثاث، كل شيء كان على ما يرام، وصلنا إلى السويد بعد رحلة صعبة استمرت لشهرين”.
المفاجأة كانت عندما تقدم الخضري بطلب اللجوء في مركز هجرة يوتوبوري، حيث طلبت زوجته فصل الملفات، وأخبرت المحقق بأنها "لطالما حاولت الحصول على الطلاق لكن القوانين في سوريا منعتها من ذلك، بالفعل تم فصل ملفاتنا، ونحن الآن نسكن في مخيمين مختلفين بانتظار حصولنا على القرار نهائي" على حد قوله.
الطلاق في المطار
أما سعيد الزيدي (26 عاماً) والقادم من مدينة الرقة السورية، فله قصةٌ مختلفة رواها لـ "هافينغتون بوست عربي” قائلاً، "عقدنا القران منذ عام ونصف تقريباً، اشترط والد العروس هجرتي إلى أوروبا قبل إتمام مراسيم الزواج، لضمان مستقبل جيد للعائلة الجديدة كما كان يقول".
بالفعل خرج الزيدي من الرقة باتجاه تركيا، ومنها عبر قارب مطاطي إلى جزيرة ساموس اليونانية، ليتابع رحلته إلى السويد مستغرقاً 28 يوماً و7 آلاف يورو وشهور طويلة من الانتظار قبل الحصول على الإقامة وقرار لم الشمل، على حد قوله.
جاءت الصدمة عندما التحقت به زوجته، ويوضح الزيدي "طلبت الطلاق عند وصولها إلى المطار، لم تنتظر حتى تراني، سنها الصغير 18 عاماً وادعائها بأنني تزوجتها بالإكراه ساعدها بالحصول على قرار طلاق سريع، لم أكن أملك أي دليل على الاتفاق، فشلت في إقناع موظفي الضمان الاجتماعي بقصتي وحتى محاولاتي للحديث مع والدها باءت بالفشل".
سأبتعد عنها قدر الإمكان
أما عروة (31 عاماً) 31 والمقيم في الأردن فقال، ”كنا على علاقة استمرت لثلاث سنوات، وكان الاتفاق يقضي بأن أغطي لها تكلفة الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا، على أن نجتمع بعد إتمامها لمعاملة لم الشمل، لم يكن بمقدوري أن أسافر".
استدان عروة 10 آلاف يورو ليغطي تكاليف رحلتها وكان عليه العمل بجد لتسديد الدين، ويتابع "بدأت الخلافات بعد وصولها إلى السويد، خلافات بسيطة تتعلق بتفاصيل الحياة واللباس والعادات، تطورت بعدها إلى قطيعة نهائية حالياً. فشلت كل محاولاتي في إصلاح العلاقة، وأعمل حالياً على جمع مبلغ جديد لأتمكن من السفر، لكن بالتأكيد لن أذهب إلى السويد، سأحاول الابتعاد عنها قدر الإمكان".
زيادة كبيرة في طلبات الطلاق
بدورها صرحت بيرنيلا بيرستون، المحامية ومسؤولة الضمان الاجتماعي عن مقاطعة كالمار السويدية لـ "هافينغتون بوست عربي”، بأن "دائرة الضمان الاجتماعي لحظت زيادة كبيرة في حالات الطلاق للقادمين الجدد بشكل عام ومن سوريا بشكل خاص، لا نملك إحصائيات دقيقة أو نسبة مئوية حتى الآن".
وأضافت بيرنيلا "لكن طبيعة عملنا واحتكاكنا اليومي باللاجئين والاطلاع على عادات الزواج والطلاق في بلدهم الأم دفعنا لحمل أي طلب طلاق على محمل الجد، فمهمة دائرة الضمان الاجتماعي هي الحفاظ على مجتمع مستقر خال من المشاكل في الحد الأدنى، وللأسرة أولوية رئيسية في عملنا. واجهنا حالات غريبة لزواج قاصرات بأعمار 15 و 16 عاماً، حالات من الضرب المبرح والعديد من المشكلات المادية المتعلقة باستيلاء الزوج على دخل زوجته. بالتأكيد نقدّر الاختلاف المجتمعي الكبير بين السويد ودول الشرق الأوسط، لكنا مضطرون لمحاكمة الأمور ضمن المفاهيم السويدية، وعلى القادمين الجدد إدراك ضرورة العيش ضمن الضوابط والنظم هنا”.
"بالطبع هناك العديد من حالات الطلاق الوهمية" تقول برنيلا، “طلاق وهمي بهدف الحصول على شقتين منفصلتين ومساعدات أكبر، الدائرة على علم بهذه الحالات، لكنا نتعامل معها على أنها حالات حقيقية ريثما يثبت لنا العكس".
======================
الاندبندنت: حرب سوريا انست العالم شعب غزة المحاصر وهو نبأ سار لاسرائيل
 2016-01-11  لندن  عدد القراءات : 15
رأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، أن "العالم نسي تقريبا 1.8 مليون شخص في غزة بعد إندلاع الحرب في سوريا، وهو ما كان بمثابة نبأ سار لإسرائيل التي تواصل بموافقة سرية من مصر حصار القطاع اقتصاديا"، معتبرة ان "حركة "حماس" تحكم غزة بأسلوب استبدادي، غير أن اتخاذ إسرائيل أيديولوجية الحركة المتشددة سببا لجعل القطاع بمثابة سجن مفتوح هو أمر مخز"
واشارت الصحيفة، الى أن "بعض المجتمعات المسيحية في العالم العربي مصممة على البقاء في أوطانها كما يحصل في غزة، في وقت يشهد توترا بين المسلمين بالمسيحيين وسعيا حثيثا من مسلحين إسلاميين لدفع الأقليات المسيحية بعيدا عن المنطقة"، لافتة الى ان "مسيحيي غزة يعيشون بسلمية مع جيرانهم، وهو ما يُبرهن على أن التعايش بين أناس من ديانات مختلفة مازال ممكنا".
======================