الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12-10-2015

سوريا في الصحافة العالمية 12-10-2015

13.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. واشنطن بوست : دينيس روس :الحل في سوريا والدور الأميركي
  2. فورين بوليسي: لماذا على بوتين وقف هجمات الأسد بالقنابل البرميلية؟
  3. الغارديان: نجاح حملة بوتين لعرقلة الغرب حول سورية
  4. مركز الشرق للبحوث: خطة بوتين في سوريا وفرص نجاحها؟
  5. نيويورك تايمز: دوافع بوتين في سوريا
  6. وول ستريت جورنال: تحذيرات للطيران المدنى من القصف الروسى فى سوريا
  7. إيكونوميست: مواجهة في سوريا تتصاعد وتسليح الثوار سيقلب المعادلة
  8. لوبوان: روسيا تستعرض أسلحتها بقصف ثوار سوريا من قزوين
  9. لوفيغارو: كيف أصبح بوتين ملك العالم؟
  10. الغارديان: مسرِّب مصور مجازر الأسد في حوار صحفي، يروي تفاصيل رهيبة
  11. نيويورك تايمز: فشل الجهود الدولية فى عرقلة تمويل داعش
  12. نيويورك تايمز” تنشر خريطة تقسم سوريا لـ 3 دول واليمن إلى دولتين
  13. ايكونوميست: التدخل الروسي يضع السوريين تحت رحمة الدخلاء
  14. الجارديان: المعارضون السوريون يتعهدون بقتال روسيا
  15. الجارديان: سوريا بوابة بوتين للسيطرة على سوق النفط
  16. ديلي ميل: نبذ بابا الفاتيكان للعنف في الشرق الأوسط بعد القذف الروسي لسوريا
  17. الاندبندنت: هل تعود الأقليات لسوريا إذا انسحبت داعش؟
 
واشنطن بوست : دينيس روس :الحل في سوريا والدور الأميركي
تاريخ النشر: الإثنين 12 أكتوبر 2015
يتبنى الرئيس أوباما مواقف ثابتة ومنسجمة بخصوص سوريا. وحتى عندما كنت جزءاً من الإدارة، كان الرئيس يؤكد أنه لا يريد الانجرار لحرب هناك. ولا شك أن تركة حرب العراق لعبت دوراً مركزياً في هذا القرار، لكن علينا ألا ننسى أيضاً أنه انتُخب ليخرج الأميركيين من حروب الشرق الأوسط لا ليدخلهم فيها. وهو مصمم على عدم التورط في «الحروب الأهلية داخل البلدان الأخرى».
لكن ماذا لو كانت تلك الحروب الأهلية تتسبب في كارثة إنسانية؟ وماذا لو كانت تُنتج أزمة لاجئين كبيرة جداً؟ وماذا لو كانت تهدد بزعزعة استقرار البلدان المجاورة؟ هذه الأسئلة لم يتم التفكير فيها لأن الخوف من الانجرار لمستنقع جديد كان كبيراً جداً، وكلفة التحرك هي التي كانت دائماً تحدد مقاربة الإدارة الأميركية وليس كلفة عدم التحرك.
والواقع أنه ليس جديداً أن يتحدى أوباما الأشخاص الذي يعتقدون أن الإيرانيين أو الروس بصدد الفوز في سوريا لأنهم يتحركون بينما نكتفي نحن بأقل القليل. فقد قال ذلك في خطاب له في مارس 2014، وكرر الموقف نفسه تقريباً في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي حين قال: «إن محاولة روسيا وإيران دعم الأسد ومحاولة تهدئة السكان لن تؤدي إلا إلى علوقهم في مستنقع، ولن يكتب لها النجاح». ربما، ولكن يبدو أن لدى الروس والإيرانيين فكرة مختلفة بعض الشيء: فهُم لا يحاولون تهدئة السكان، بل يريدون ضمان أن يحافظ الدكتاتور الأسد على دويلة تسيطر على دمشق وتظل متصلة بلبنان والمتوسط، وأنه إذا كانت ثمة عملية سياسية لإنهاء النزاع في مرحلة ما مستقبلا، فإن الحقائق على الميدان ستحمي مصالحهم وتضمن أن يكونوا متحكمين في أي نتيجة.
إن بوتين يعرف كيف يسد الفراغ، والإيرانيون بارعون في استعمال الوكلاء للحفاظ على نفوذهم في سوريا والقناة إلى لبنان. ولعل المثير للاهتمام هنا أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني سافر إلى موسكو بعيد التوصل للاتفاق النووي مع إيران، ولا شك أن بوتين وسليماني لمسا حاجة للتحرك عسكرياً لدعم موقف الأسد الذي أخذ يضعف وتوجيه ضربة للمعارضة غير التابعة لـ«داعش»، والتي كانت تتقدم وتحقق مكاسب في شمال سوريا وجنوبها.
ولا شك أن كليهما وجدا فائدة إضافية في مضاعفة تدخلاتهما العسكرية في هذا الظرف. ذلك أنه بالنسبة لسليماني وخامنئي، من شأن هذه الخطوة أن تؤكد على أيديولوجية «المقاومة» الثورية التي ظلت طهران تتبناها رسمياً عقب الموافقة على الاتفاق النووي الأخير مع الولايات المتحدة. أما بالنسبة لبوتين، فإنه يمكن التخطيط للتدخل الروسي بينما إدارة أوباما منشغلة ببيع الاتفاق النووي داخلياً، إضافة إلى فائدة مضافة تتمثل في إعادة الروس إلى قلب الساحة العالمية.
وعليه، فإذا كان ردنا على ما يفعله الروس والإيرانيون في سوريا سيقتصر على زيادة هجماتنا على تنظيم «داعش»، وهو ما يبدو أنه سيحدث على الأرجح، فإننا سنكون بذلك قد قبلنا بلعب لعبة الروس والإيرانيين الذين سيواصلون مهاجمة المعارضة غير التابعة لـ«داعش» بينما نقوم نحن باستهداف التنظيم الإرهابي. وهكذا، سنبدو للأسف متحالفين معهم ضد السنّة. ونتيجة لذلك، فإن أي أمل في جعل السنّة يتصدون لـ«داعش» في هذه الظروف سيتبدد.
والواقع أنه إذا كان الرئيس يتأسف لسماع أفكار «غير ناضجة» فقط كبديل، فعلينا أن نكون حذرين من الاستمرار في تطبيق أنصاف التدابير. وعليه، ففي ما يلي فكرة تقوم على تقاسم العبء، وهو شيء مهم بالنسبة لأوباما، لكنها تخضع أيضاً لمنطق النفوذ الذي يوجّه بوتين: لنذهب إلى الأتراك والسعوديين والقطريين والأوروبيين بهدوء ولنقل لهم إن الوقت قد حان لإقامة ملاذ آمن حقيقي بمحاذاة الحدود التركية السورية. وهو شيء لطالما دعا إليه الأتراك والخليجيون، وشيء يحتاجه الأوروبيون لوقف تدفق اللاجئين. ولنشرح لهم أننا سنضطلع بدورنا في فرض احترام منطقة «حظر الطيران»، لكن فقط إذا ساهمت أوروبا بقواتها الجوية، ووافقت تركيا على تأمين المنطقة ميدانياً لمنع تسلل عناصر «داعش»، ووافقت السعودية وقطر على تمويل البنية التحتية الخاصة باللاجئين وعلى قبول مرور كل المساعدات المادية الخاصة بتدريب قوات المعارضة في المنطقة عبرنا.
إذا كنا نريد التأثير على سلوك الروس والإيرانيين في سوريا، فعلينا أن نبدأ باللعب وفق القواعد التي يفهمونها. ولعل المثير للسخرية هنا أن ذلك قد يدفع الآخرين للاحتذاء بنا ويجعل الحل السياسي الذي نسعى إليه أقرب.
دنيس روس
مساعد خاص للرئيس أوباما سابقاً ومستشار بـ«معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
فورين بوليسي: لماذا على بوتين وقف هجمات الأسد بالقنابل البرميلية؟
فورين بوليسي: ترجمة هيومن رايتس
تثير خطة فلاديمير بوتين لإنقاذ بشار الأسد الكثير من الأسباب التي تدعو إلى القلق. تدعم روسيا شخصا – ونظام حكم – تشن قواته هجمات عشوائية وعمدية على المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. أدى القصف الجوي وحده إلى مقتل نحو 20,000 مدني، وهو سبب رئيسي في فرار 4 ملايين سوري من بلدهم.
هناك، بلا شك، أسباب مُعقدة وراء تحرك بوتين. ربما كان يتصرف على هذا النحو جُزئياً لترى الجماهير في وطنه –وفي الغرب- أن روسيا لاعب مهم على الصعيد الدولي. وربما كان تعقيد المشهد للإدارة الأمريكية يروق له كذلك. لكن ما يفوق كل هذا أن بوتين يبدو على قناعة فعلية أن دعمه للأسد هو أفضل السُبل لكبح جماح الجماعة التي تسمي نفسها الدولة الإسلامية، وغيرها من الجماعات المُتطرفة. ومع هذا، في الوقت الذي تعمل فيه القوات الروسية في سوريا، هناك بعض الدوافع الهامة التي تجعل بوتين يُدرك أن الحد من هجمات القوات السورية ضد المدنيين أمر جوهري من أجل تحقيق أهدافه.
اتسم موقف الكرملين بلا مُبالاة تثير القلق إزاء تلك المذبحة. في فبراير/شباط 2014، دعمت روسيا بالفعل قراراً لمجلس الأمن التابع للأمم المُتحدة يُطالب، من بين مطالب أخرى، بإنهاء الهجمات العشوائية على المناطق المأهولة بالسكان “مثل استخدام القنابل البرميلية”. لكن هذا المطلب لم يدخل حيّز التنفيذ على الإطلاق. في الوقت الراهن، تهدد روسيا باستخدام حق الفيتو ضد مشروع قرار فرنسي بشأن استخدام القنابل البرميلية، يخوّل الأمم المتحدة إجراء مُراقبة دقيقة، ويُهدد بفرض عقوبات حال استمرار الهجمات.
ويصبح مثل هذا التعنُت أكثر صعوبة من الناحية السياسية، في الوقت الذي تحلّق فيه الطائرات الروسية جنباً إلى جنب مع الطائرات المروحية والطائرات النفاثة التابعة للأسد أثناء قيامها بإلقاء القنابل البرميلية ومُهاجمة المدنيين. ساند بوتين الأسد لوقت طويل عن طريق إرسال الأسلحة إليه واستخدام حق الفيتو ضد قرارات مجلس الأمن الحاسمة. إلا أن إرسال القاذفات –والآن، إرسال قوات يُفترض أنها “تطوعية”-  للقتال ضد أعداء الأسد، يصل بالدفاع عنه إلى مستوى جديد تماماً. ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة الآن هو أن الطائرات الروسية نفسها بدأت في قتل المدنيين السوريين.
وعلاوة على ذلك، الروس، الذين يشاركون في جرائم الحرب السورية، قد يتعرضون هم أنفسهم للمُساءلة الجنائية. رغم أن روسيا منعت الوصول إلى المحكمة الجنائية الدولية، ما زال هناك المحاكم الوطنية. وليس من المُستبعد أن تنشئ إحدى الهيئات الدولية محكمة للالتفاف على حق الفيتو الروسي في مجلس الأمن.
ومع قياس نجاح التدخل الروسي الآن عن طريق قدرته على دعم الحكومة السورية، لدى بوتين سبب عملي للغاية لوقف هذه الهجمات على المدنيين: الكراهية التي تنجم عن هذه الهجمات هي أفضل أداة تجنيد بالنسبة للمُتمردين. الحد من الخطر الذي يُمثله المُتطرفون الإسلاميون على روسيا هو سبب ظاهري آخر للتدخل الروسي في سوريا. ولكن إذا اعتُبرت روسيا داعمة للفظائع المُرتكبة بحق المدنيين، قد تتحول الكراهية الحالية المُوجهة ضد الأسد صوب روسيا في وقت قريب.
وبالإضافة إلى هذا، يُمثل القصف العشوائي عاملاً رئيسياً من عوامل فرار اللاجئين السوريين. في الحروب التي تدور وفق اتفاقيات جنيف، يُطلق المُقاتلون النار على المقاتلين، في حين يستطيع المدنيون الحصول على قدر من الأمان بعيداً عن خطوط المواجهة. إلا أن الكثير من السوريين لا يستطيعون العثور على مكان آمن في بلدهم جراء قصف الأسد المدن والبلدات في عُمق المناطق التي تسيطر عليها المُعارضة. الفرار خيارهم الوحيد هرباً من مواجهة قطع الرأس علناً ومن التشدد الذي تفرضه الدولة الإسلامية قسراً، أو المُخاطرة بتعرضهم للتعذيب والإعدام في سجون الأسد.
ربما يأمل بوتين أن يؤدي تدفق لاجئين جُدد إلى انقسام الاتحاد الأوروبي، وتحويل الانتباه عن مُمارسات روسيا في أوكرانيا. وفي الوقت الذي قد يقبل فيه الأسد رئاسة شعب يتناقص عدد سكانه بسرعة، فإن الهجرة الجماعية لملايين السوريين – من بينهم الكثير من المواطنين الأكثر تعليماً- قد يؤدي إلى إعاقة الدولة لجيل أو أكثر. وبمجرد فرار اللاجئين من مثل تلك النزاعات طويلة الأمد، لا يعودون عادة إلا بعد فترة تُقدر بـ 17 عاماً، بحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين. يُهدد هذا بتقويض أُسس الدولة السورية، التي تتفق كل من روسيا والغرب بشأن أهمية بقائها لتحاشي المزيد من الفوضى القائمة. لا يرغب أحد في تكرار الكارثة التي وقعت في أعقاب قيام جورج بوش بتدمير هياكل الدولة العراقية. وبالفعل، فالخوف من أن يؤدي رحيل الأسد على نحو مُفاجئ إلى توجيه ضربة نفسية قاصمة للدولة السورية هو أحد الأسباب التي تدفع روسيا إلى التمسك به.
سيؤثر تدفق اللاجئين كذلك على قدرة سوريا على إعادة بناء اقتصاد قابل للنمو عندما تضع الحرب أوزارها في نهاية المطاف. ولأن روسيا ستكون مسؤولة عن دعم ذلك الاقتصاد أكثر من أي وقت مضى، قد يكون إنهاء الهجمات ضد المدنيين، التي تدفعهم إلى الفرار، هو السبيل الوحيد أمام موسكو لتتجنب تركها وحدها في تحمل أعباء ثقيلة للغاية. من الصعب على روسيا تحمل عبء الاقتصاد السوري المُنهار نهائياً، وهي التي تعاني بالفعل جراء عقوبات ذات صلة بأوكرانيا، وانخفاض أسعار النفط، والتكاليف العسكرية الراهنة التي يخشى الكثير من الروس أن تتحول إلى مُستنقع جديد أشبه بمُستنقع أفغانستان.
لذلك، أجل، هناك كل الأسباب التي تدعو للخوف من وقوع الأسوأ جراء الدعم العسكري الذي يقدمه بوتين لحاكم متوحش مثل الأسد. وبعيداً عن الدعاية، حتى بوتين لا يمكنه الإفلات من الحقيقة. على الحكومات الغربية التي تتعامل معه أن الضغط عليه حتى يُدرك أن من مصلحته –ومن مصلحة الشعب السوري على حد سواء- وقف الهجمات العشوائية على المدنيين. الآن، وقد جعل فلاديمير بوتين من نفسه مُنقذ بشار الأسد، فعليه الإصرار على أن الثمن هو إنهاء الحرب التي يشنها الأسد على المدنيين السوريين.
======================
الغارديان: نجاح حملة بوتين لعرقلة الغرب حول سورية
اخر اخبار سوريا اليوم في موقع الخبر السابع
الغارديان: ترجمة السورية نت
إذا كانت خطة لعبة بوتين تكمن في مفاجأة الغرب مراراً وتكراراً وإبقاءه غير متوازن، فإنها تعمل بنجاح.
وجد وزراء دفاع الناتو المجتمعين في بروكسل يوم الثلاثاء أنفسهم يتخبطون للخروج برد على التحرك الروسي الأخير تماماً كما حدث مع رؤسائهم في اجتماع جمعية الأمم المتحدة الأسبوع الماضي – هذه المرة، إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين في تصعيد آخر للحرب في سورية.
إن حجم التدخل الروسي في سورية قد أخذ العواصم الغربية على حين غرة بالتأكيد. ما يبدو أنه يتكشف عما هو أبعد من منح الاستقرار لنظام الأسد. يبدو وكأنه جهد، لإلحاق هزيمة عسكرية دائمة لثوار التحالف بالتنسيق مع القوات البرية السورية والقوات البرية المدعومة من إيران، الذين نجحوا في الاستيلاء على رقعة متزايدة من الأراضي في شمال شرق البلاد.
وعلى الرغم من أنها أُجريت تحت شعار حملة مكافحة “الدولة الإسلامية”، فإن الدلائل تشير إلى أن الأغلبية الساحقة من الأهداف الروسية كانت لجماعات أخرى غير “اخبار داعش واخر اخبار الدولة الاسلامية”، بعضها مدعوم من الولايات المتحدة، وبعضها من تركيا ودول الخليج.
يجد الناتو نفسه أحد المارة في وسط كل هذا. فالدعم الأمريكي للثوار مؤقت وضئيل عسكرياً. ومع بدأ اجتماع الناتو، قال الأمين العام ينس شتولتنبرج أن التحالف مستعد لإرسال القوات لحماية الجناح الجنوبي في تركيا. ولكن وثائق الخطاب لا تظهر التناقضات العميقة داخل الناتو. ففي الأشهر الأخيرة، سحب حلفاء تركيا، الولايات المتحدة وألمانيا، بطاريات “باتريوت” المضادة للطائرات من تركيا، كجزء من احتجاجهما على استهداف الحكومة التركية للجماعات الكردية المسلحة داخل سورية، والتي ينظر إليها الغرب باعتبارها حصناً ضد دمشق و”اخبار داعش واخر اخبار الدولة الاسلامية”.
في إشارة أخرى على أن الناتو يتصرف كرد فعل على حالة عدم اليقين التي أوجدها بوتين، أعلن وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، أن 100 جندي بريطاني سيتم إرسالهم إلى دول البلطيق. وهذه طريقة منخفضة التكلفة نسبياً للحفاظ على وضع الحليف القريب من واشنطن، مثل عرض قوات حفظ السلام البريطانية الذي قُدم في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حيث سنرى الشركة البريطانية تذهب إلى البلطيق وتشارك في مبادرة التدريب العسكري الأمريكية الألمانية. ولكن بعد ضم روسيا للقرم والتدخل السري في أوكرانيا الشرقية، فإن هذا يدل على أن الناتو قد تحرك لطمأنة دول البلطيق من أنهم ليسوا أعضاء من الدرجة الثانية وأن التحالف سوف يقف معهم.
بالنسبة للكرملين، فإن إبقاء الناتو في حالة من الافتراضات قد تكون نهاية في حد ذاتها. والخروج بمفاجآت يضع بوتين في مركز المسرح العالمي، ليصبح الممثل الدرامي الذي يُجبر العالم على الرد عليه. وهذا له تأثير مخدر على الرأي العام الروسي، مع مساعدة الكثير من لقطات الفيديو وصور الصواريخ التي يتم إطلاقها من السفن والمسافرة مئات الأميال لتصيب أهداف الإرهاب المفترضة. وفي استطلاع جديد للرأي، أعلن 72% من أفراد العينة الروسية أنهم مع المغامرة السورية.
ولكن الحروب التي تُخاض من أجل الاستهلاك المحلي غير مستقرة بطبيعتها. فهي تتطلب التحديث المستمر والتقارير عن الانتصارات الجديدة، والتي يصعب تحقيقها في العالم الحقيقي. بحصوله على الكثير من الأنصار في أوكرانيا الشرقية وحتى علم نوفوروسيا، وضع بوتين التمرد في قبضته وسط ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الروس الذين ليس من المفترض رسمياً أن يتواجدوا هناك. الحملة الأوكرانية وطدت حلف الناتو فقط وأعطته حساً جديداً للهدف.
تهدد الحرب في سورية أيضاً بنتائج عكسية، وهي الأسباب نفسها التي سعت الولايات المتحدة من أجلها إلى البقاء بعيداً. بالنسبة إلى العالم السني، يبدو أن روسيا قد انحازت إلى أحد الجوانب، موحدةً بذلك جميع جماعات الثوار المختلفة التي تتشارك الكراهية “لاحتلالها”، وملهمةً للمجاهدين في جميع أنحاء العالم لتحويل أنظارهم باتجاه موسكو. دعم الأسد حتى النهاية المريرة هي الاستراتيجية التي من المرجح أن تجر روسيا إلى حرب لا تستطيع تحمل كلفتها مع انكماش الاقتصاد 4% سنوياً.
الوقوف جانباً ومشاهد مباشرة روسيا تؤذي نفسها سيكلف الغرب أيضاً. فقصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار حول إدلب وحلب سيؤدي إلى زيادة تدفق اللاجئين، وتأجيل احتمال حدوث وقف إطلاق نار محلي من شأنه إخماد الصراع الواسع. كما أن فرصة حدوث تصادم أو تبادل إطلاق نار بين الطائرات الروسية والتركية والأمريكية وطائرات ناتو أخرى ستستمر في التصاعد. كذلك خطر وقوع حرب متصاعدة بالوكالة. إتقان بوتين للعبة المفاجأة وضعه في مقعد القيادة، ولكن لا وجود لكثير من الإشارات تدل على أنه يعلم إلى أين يتجه.
======================
مركز الشرق للبحوث: خطة بوتين في سوريا وفرص نجاحها؟
مركز الشرق للبحوث-
كلنا شركاء
تتوضح نوايا  روسيا في سوريا بجلاء بناءاً على تحركات موسكو الدبلوماسية والعسكرية الحالية على أرض الواقع.
لقد تركت روسيا، ولأسباب واضحة، كل الخيارات مفتوحة ضمن مساحة حركة محددة. وتمتد حدود هذه المساحة من الحد الأدنى للهدف الافتراضي الذي يقضي باقتطاع قطعة مصغرة من سوريا للأسد ونظامه، الى الحد الأقصى الذي يهدف الى التوصل إلى اتفاق سياسي وشن حرب متعددة الأطراف ضد قوى المعارضة غير الدولة الاسلامية و غير  النصرة.
ان الحد الأدنى هنا يشبه الوضع الحالي في أوكرانيا، حيث جرى تجميد الصراع بطريقة أعطت موسكو أقصى درجات النفوذ و الحد الأدنى من الاستثمار. لكن مشكلة الأسد تكمن في كون حركته محدودة، حيث لا يستطيع  الروس أن أن يمدوا له العون. لقد أرسل الإيرانيون وحزب الله الآلاف من القوات البرية لتتمركز في الشمال والجنوب من المنطقة العلوية  الواقعة في الجزء الغربي من سوريا، لامكانية مشاركتها في تطهير المنطقة العازلة حول سوريا الأسد المصغرة، وفي حال لم يتم التوصل بالمشروع الروسي الى حفظ سوريا بأكملها في ظل حكومة توافقية.
ان التحركات والاتصالات الروسية الحالية تشي بان السيد بوتين يهدف إلى التوصل الى هذا الحل “الشامل” فيما يقوم بقصف الطريق إلى مستقبل سورية.
وتفيد التقارير بأن موسكو قد تعيد اتصالاتها مع المعارض المعتدل معاذ الخطيب (رئيس الائتلاف السوري السابق) في محاولة لتجميع القطع بعضها ببعض، بهدف  إيجاد حل سياسي. كما أن تكهنات قادة المعارضة السورية تفيد بأن روسيا تتحرك على المسار السياسي على أسس محددة.
تشكيل حكومة انتقالية سورية على أساس الجمع بين المعارضة المعتدلة (سوف نتعرضفيما بعد الى التعريف الروسي لهذا المصطلح) ورموز النظام (مثل مناف طلاس)، الذي ينتمي إلى عائلة سنية بارزة، وشغل منصب عميد في الحرس الأسد الجمهوري وعضو مميز في دائرة الأسد الداخلية. كان والده وزير الدفاع للرئيس السابق حافظ الأسد، والد بشار. هاجر عام 2012 و يعيش حالياً بهدوء في باريس منذئذ، والجدير بالذكر انه لم ينضم الى أية جماعة معارضة.
اقتراح وقف إطلاق النار حول مدينة حلب و بعض المناطق الساخنة الأخرى على على طول خطوط القتال، بالتوازي مع مؤتمر الأمم المتحدة الذي دعا إليه المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا
التوصل الى اتفاق حول عقد مؤتمر جنيف 3 الذي اقترحته بعض مجموعات المعارضة السورية. (ستكون المحادثات التي سيستضيفها بوتين في موسكو البديل لجنيف 3).
احاطة جماعات المعارضة علماً بأن الأسد ينوي مغادرة دمشق بشرط إجراء الانتخابات أو ك “امتياز” من الرئيس السوري في “انقاذ البلاد”. (الخيار الثاني هو في الغالب المطروح على الطاولة الآن).
مطالبة  المعارضة الوطنية بالمشاركة في الحكومة الانتقالية والإعلان عن “انتهاءالأزمة”، وأن  الوقت قد حان لتطهير الأراضي السورية من “جميع الإرهابيين”.
تلك هي الطريقة التي سيظهر بها الرئيس بوتين للعالم كبطل على مساري الحرب الحل السياسي. لا تعليق على السؤال الذي قد يطرح: كيف سيبدو الرئيس أوباما في عيون العالم الذي يراقب الأحداث. إلا أنه غير ضروري في هذا السياق.
اذا كان هذا الحل غير مجد، فالجيش السوري مدعوماً بنحو 10000 جندي شيعي إيراني وعراقي، ومقاتلي حزب الله، وميليشيات الأسد والقوات الجوية الروسية، سيبدؤون معركة على عدة مراحل لانهاء وجود المعارضة المسلحة حيثما وجدت، وبالتالي سيجبرون الأهالي على الخضوع.
ان التعريف الروسي العام للمعارضة “المعتدلة” متعلق بقبول هذه المبادرة السياسية. الى جانب أن فرز المعارضة سيكون من خلال سرد محدد: إذا كنت تعارض الأسد، فهو ذاهب (أو سيذهب بالتأكيد)، لذا عليك الانضمام الينا. وإذا كنت ترغب في حكم الشريعة أو أن  قضيتكم تفرضها عليكم املاءات بلدان أخرى غير سوريا، فأنتم متطرفون وجزاؤكم القصف.
لقد بقي توقيت رحيل الأسد غير محدد. لكن الرئيس بوتين ألمح إلى الرئيس التركي وبعض زعماء المعارضة بعبارات لا لبس فيها أن صفقة من هذا النوع سوف تشمل بالتأكيد رحيل الأسد في مرحلة يتفق عليها، وأنه في حال سارت الأمور كما هو مخطط لها، فهو(أي بوتين)، يضمن رحيله شخصيا.
وعلاوة على ذلك، التقى النائب الأول لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال نيكولاي بوكدانوف في 6 أكتوبر بنظيره الاسرائيلي الجنرال يائير جولان. وتوقعت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن من بين القضايا التي تصدرت المحادثات إمدادات الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا وحرية حركة القوات الجوية الاسرائيلية لمهاجمة التحركات العدائية في سوريا. كما أكدت على عدم السماح بشن أية هجمات ضد أي موقع إسرائيلي من الأراضي السورية أثناء تواجد الروس.
ان نهج بوتين العام واضح للعيان. اذ أعلن أن هدفه تقسيم المعارضة على طول الخط لقبول خطته السياسية. وهو بذلك سيضمن دعماً دولياً واسعاً لموسكو، لا سيما إذا تنازل الأسد أو أعلن عن نيته القيام بذلك. و سيظهر رفض أي طرف، سوري أو غير سوري، دليل على وجود أجندات خفية.
إذا كانت هذه الأجندات جهادية، فإن العالم سيقف الى جانب بوتين. أما استراتيجية، على سبيل المثال اقصاء الإيرانيين عن شرق البحر الأبيض المتوسط، فسوف يقال للسوريين أن القوى (الإقليمية) الأجنبية تحاول تحقيق أهدافها على حساب سوريا، وأن الأسد سيغادر، لذلك يتوجب على الجميع أن يدعموا الحكومة الانتقالية وأن يديروا ظهرهم للقوى الإقليمية الذين تريد محاربة الايرانيين حتى آخر سوري.
بينما يحاول بوتين تحسين خياراته، وأعلن انه قد تكفل، بالفعل، بالحد الأدنى لأهدافه من خلال تمركز قواته في غرب سوريا.
يبقى سؤالان: ما هي القوى التي ستقف ضد خطة بوتين؟ وإلى أي مدى قد تنجح هذه الخطة؟
للإجابة على هذين السؤالين، علينا العودة إلى ما يحدث، بالفعل، على أرض الواقع.
لقد أصدر خمسة وخمسين من علماء الدين السعوديين في الهيئة العامة لعلماء المسلمين بيانا في 4  أكتوبر يدين كلاً من روسيا والولايات المتحدة. “ما أشبه اليوم بالأمس. فمنذ ستة و ثلاثين سنة، قام الاتحاد السوفياتي بغزو أفغانستان المسلمة لدعم الحزب الشيوعي والحيلولة دون انهيارها.
واليوم، قام ورثتها، روسيا الأرثوذكسية المسيحية بغزو سوريا لدعم النصيريين (فرع من الشيعة) و منع  انهيار نظامه. ان الغرب يدعي أن بشار (الأسد) غير شرعي ولكن لا أحد يؤمن بذلك. اذ كان منهم من منع الشعب السوري من حماية نفسه بالدفاعات المضادة للطائرات، و منهم من وقف أمام انشاء ملاذ آمن في الشمال (سوريا). ولولا موافقتهم لما أمكن للأسد أن يبقى ولا للروس أن يتدخلوا. انهم يريدون خداع الناس بالقول إنهم يقاتلون داعش (الدولة الاسلامية)، ولكن داعش  لم يمسسها الا القليل منهم.
لقد دعا البلاغ كل السوريين للقتال.“على جميع الرجال القادرين أن ينضموا للجهاد. هذا يومكم، فكل المسلمين يساندوكم بكل ما في وسعهم والنصر قريب ان شاء الله”.
في حين توقف البيان لفترة قصيرة عن دعوة “جميع المسلمين” للانضمام إلى الجهاد، تلك الدعوة المبطنة للتعبئة غير المشروعة في اللغة. كانت الفقرة الأولى من البيان نداءاً من أجل توحيد جميع جماعات المعارضة في سوريا “تحت راية الجهاد”. وأصدر فرع الاخوان المسلمسن السوريين  بيانا منفصلا يدعو فيه الى الجهاد في سوريا وأنه “واجب إسلامي لجميع البالغين المسلمين”. الأمر الذي أجمع عليه العديد من قادة الاتجاهات والجماعات الإسلامية .
ان تأثير هذه البيانات الهامة بمعنىاها “التشغيلي” لا يرتبط فقط بالمعارضة السورية. فأولئك الذين يعرفون وزن الأسماء التي تظهر على بالبيانات يدركون أن أثرها الحقيقي سيظهر في وقت قريب. وسوف يأتي على شكل حشود اسلامية على الأرض من المملكة العربية السعودية ودول أخرى للانضمام إلى “الجهاد” ضد “الصليبيين” الجدد. كما وتردد على نطاق واسع إعلان الكنيسة الروسية الأحمق أن الجهد العسكري في سوريا هو “حرب مقدسة” في العالم الإسلامي، في حين يبدو من الواضح أن الكنيسة كانت تحاول حشد تأييد قرار بوتين الفردي  للذهاب إلى سوريا
في هذه الأثناء، تسير الدول العربية وتركيا قدما في خطة تزويد المعارضة بالأسلحة النوعية، بما فيها المدافع المضادة للطائرات ومنظومة الأسلحة المضادة للدروع. ان إدارة أوباما نأت بنفسها عن أية صلة لها بالقول الفصل في هذه الخطة. في حين أن بوتين يقوم برعاية ما تبقى من قدرة الولايات المتحدة على تشكيل أي شيء في هذه الأزمة. اذ انه، في ظل العقوبات، انتقل بقواته الى سوريا ويستعد حاليا ل-المفاجأة الأخرى عن طريق الحل السياسي.
ان المناقشة الحالية بين المعارضة ومؤيديها قد تسفر عن رواية تتحدد ببطء. تلك الرواية التي لها أهميتها، نظراً لأنها تعبرعن النوايا الحقيقية ل”الجانب الآخر
ان تلك الحجة تقول بأن روسيا تعتبر كل الجماعات الإسلامية، بما فيها تلك التي لم تتورط في الإرهاب، وحتى أولئك الذين قاتلوا الدولة الاسلامية وخسروا المئات من الرجال في تلك المعركة، على أنهم إرهابيين. وهم يعتقدون أن النوايا الروسية الحقيقية هي في الواقع معادية للإسلام في حد ذاته، وليس لها اية علاقة مع الدولة الاسلامية. وتستشهد بالأمثلة على هجمات موسكو ضد المعارضة غير الدولة الاسلامية باعتبارها دليلا واضحا على تأكيداتهم.
وعلاوة على ذلك، فان الوجود الإيراني على الأراضي السورية، وفقا ل حكاية “الجانب الآخر” ، لا يتم فقط رفضه فقط من قبل الداعمين العرب في المعارضة، ولكن أيضا من قبل الغالبية العظمى من السوريين الذين عانوا الكثيرعلى أيدي القوات الإيرانية وحزب الله والأسد. والسؤال الذي طرحه أحد المعارضين هو: كيف يمكن لأي كان أن يتوقع منا أن نقبل وجود قوات الأسد وإيران وحزب الله على أرضنا؟ حتى لوذهب الأسد، من الذي أعطى الإيرانيين وحزب الله الحق بالبقاء في سوريا؟ أهم الروس ؟
ومن الواضح، بغض النظر عن مدى تماسك حجة المعارضة، التي تعود في معظمها الى عزمهم الاستمرار في القتال. اذ سيقاتلون الآن الأسد وإيران وحزب الله والروس. بالاضافة الى ذلك، يبدو أن الداعمين الإقليميين لهذه المجموعات قد عقدوا عزمهم على الاستمرار في القتال، متجاهلين لعبة موسكو السياسية .
ان سلسلة الاجتماعات التي عقدت الاسبوع الماضي في العواصم الإقليمية انتهت الى قرار المضي قدما في القتال. ولكل جانب في هذه المواجهات له روايته الخاصة به. ولكن من المؤكد أن هذه الحرب ليست حرب روايات.
اذا ابتعدنا خطوة إلى الوراء لنمعن النظر بدقة في نهج السيد بوتين، نجد أنه في واقع الأمر لا يغير ديناميكية الأزمة السورية، تلك الديناميكية ذات البعدين : الجمود السياسي والعسكري السوري الذين يحددا  الصراع في المنطقة بين العرب والإيرانيين. لقد تناول السيد بوتين البعد السوري بمحدودية ولم يهمل فقط الثانية، بل اتجه الى استخدام الأول من أجل الحفاظ على الثانية وتعميقها.
ان الطريقة التي سيتعامل فيها مع البعد السوري من الأزمة ستؤدي حتما إلى تطرف المعارضة. كما أن تأثير روسيا المتوقع من أجل الحل لن يتحقق بأي شكل من الأشكال اذا بقيت كل من القوات الإيرانية وحزب الله في سوريا.
ان مشكلة نهج السيد بوتين تكمن في أنه يتوجه الى جوانب معينة فيما يتعلق بكيف  نرى الأزمة، و كيف يتم وصفها من قبل الأطراف المتحاربة في عالم الروايات والخطب. إلا أن الرئيس الروسي لم يتعامل مع الجوهر الحقيقي للأزمة، ليس لعدم ادراكه لها، بل لأن حساب التفاضل والتكامل الاستراتيجي يدفعه الى حيث يتجه الآن.
هنا، لابد من طرح سؤالين:
من أين سيحصل السيد بوتين على القوات البرية اللازمة لمكافحة الدولة الاسلامية؟
اننا، إذا لم نفترض أن الدولة الاسلامية يمكن أن ترفع فجأة غصن الزيتون، بل ستستمر في التوسع الى أن تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع القوات الروسية في غرب سوريا وحلفائها. أهذا هو الحل المطلق؟
ماهو تأثير بوتين حول الحل السياسي الموقع بين الأسد وبعض أطراف المعارضة ذات الصلة وغير الفعالة على التكوين الفعلي للأزمة؟ بعبارة أخرى، إذا كان الجانب أحد مظاهر الملحة لهذه الأزمة هو الجانب عسكري، فكيف لبعض المثقفين في المناطق الحضرية في المدن السورية أن يتمكنوا من تحقيق أي تغيير على هذا الجانب الخطير لتلك الأزمة؟
سينزف السيد بوتين بشدة في سوريا، وسينتهي الأمر بالعالم الى مشكلة جهادية أكبر. رجاءاً،هل يمكن لأي شخص أن يحدد الفائز في هذه الفوضى الجنونية؟ ان ما تقوم به، يا سيد بوتين. من حيث  التعامل مع الأزمة يجب أن يكون جماعياً ودولياً، كما يجب أن يتأسس هذا التعامل معها على كلا المسارين السوري والإقليمي. فأنت إذا لم تقم بذلك، فإنك تقوم، ببساطة، بخلق مشكلة أكبر، ليس فقط لنفسك، ولكن للآخرين كافة.
روسيا تواجه معضلة فض النزاع مع إسرائيل
ان حكومة نتنياهو في إسرائيل تشعر بالقلق الشديد جراء الحالة التي تتكشف في سوريا، وعدم وجود تفاهم عميق مع روسيا بشأن كيفية التعامل مع التهديد المستمر لحزب الله وحماس. لقد قام يوم الثلاثاء 6 أكتوبر، وفد عسكري روسي برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان نيكولاي بوغدانوفسكي، بزيارة اسرائيل لمواصلة المحادثات التي بدأت الشهر الماضي في موسكو، حين زار الرئيس نتنياهو وقائد قوات الدفاع الإسرائيلية الأركان غادي آيزنكوت العاصمة الروسية للتشاور مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفاليري غيراسيموف.
في حين أعلن الروس والإسرائيليين عن إنشاء مجموعة عمل مشتركة على مستوى الموظفين العامين، الا أن الخلافات بقيت كبيرة بعد محادثات موسكو، مع أن هناك شكوك بأن تلك القضايا قد تم حلها خلال زيارة الوفد الروسي إلى إسرائيل.
في محادثات موسكو، سعى نتنياهو للحصول على موافقة روسيا على أن تواصل اسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، ما أن تعلمها مخابراتها عن قوافل الأسلحة التي تتحرك نحو الحدود اللبنانية. الجدير بالذكر أن الأراضي السورية تعد احدى أهم القنوات الرئيسية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في غزة. لكن بوتين رفض بصراحة السماح بغطاء إسرائيلي لمواصلة العمليات الجوية ضد حزب الله داخل الأراضي السورية. وتعهد بدلا من ذلك، بأن روسيا لن تسمح بهجمات حزب الله الصاروخية على اسرائيل من داخل سوريا ولن تسمح بتسليم الأسلحة الروسية إلى حزب الله. مما  ترك فجوة هائلة بين المطالب الإسرائيلية والوعود الروسية. علماً بأن معظم الأسلحة التي حصل عليها حزب الله وحماس يأتي من إيران وليس روسيا. ومن المعروف أن سوريا أضحت مستودعاً لتخزين قطع الصواريخ المتطورة التي يتم تهريبها إلى لبنان وغزة، ليتم تجميعها هناك فيما بعد.
في الجولة الثانية من المفاوضات في إسرائيل، أوضح نتانياهو وقادة الجيش الإسرائيلي أنهم يعتبرونها أولوية أمنية وطنية على مستوىً عال، وأن لدى اسرائيل مطلق الحرية في منع تهريب الأسلحة إلى لبنان وقطاع غزة من سوريا. كما أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يرقى الى وعود قاطعة بضمان ايقاف طرق التهريب .
أجرت إسرائيل بالفعل طلعة استطلاعية في المجال الجوي على طول الحدود السورية اللبنانية، لتحديد نقاط الضعف التي يمكن اختراقها. في احدى تلك الطلعات، طاردت طائرات الميج الروسية طائرات ف16 الى أن آخرجتها عن نطاقها.
ان خبراء التخطيط في البنتاغون في واشنطن على علم بأن صفقة فض النزاع بين روسيا وإسرائيل هي عنصر جوهري في البنية الكلية لتجنب الصراع، وأنهم قلقون من احتمال أن يفجر الخلاف بين إسرائيل وروسيا الوضع برمته. بغض النظرعن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة والجيوش الروسية. ليس هناك شك لدى خبراء تخطيط الأمن القومي في واشنطن أن إسرائيل سوف تتخذ كل الإجراءات التي تراها ضرورية لمنع توسع قدرات حزب الله وحماس على تنفيذ اعتداءاتها بواسطة الصواريخ المدمرة و القذائف الصاروخية.
ان من بين المقترحات التي نوقشت بين الوفد الروسي و نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يائير جولان وكبار المسؤولين عن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وسلاح جو جيش الدفاع الإسرائيلي: على أن تزود إسرائيل روسيا بالمعلومات الاستخبارية  حول قوات المتمردين في سوريا، في مقابل الحصول على إذن جيش الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ عمليات قصف ضد قوافل السلاح حزب اله عبر الأراضي السورية إلى لبنان. وأن تقدم اسرائيل إنذاراً مسبقاً للمسؤولين العسكريين الروس قبل اتخائ أية  خطوة من هذا القبيل.
من وجهة نظر إسرائيل، ان هذا الاتفاق سيكون مربحاً للجانبين. وستعطي لإسرائيل فرصة للتفوق على إيران، باعتبارها مصدراً لاستخبارات العمليات العسكرية الروسية داخل سوريا، مما من شأنه أن يشكل ضغوطا على روسيا لمنع حزب الله من القيام بأية إجراءات ضد إسرائيل أثناء العمليات العسكرية الروسية داخل سوريا. وستكون إسرائيل بحكم الأمر الواقع من أصحاب المصلحة في مستقبل سوريا، مهما كانت نتائج المرحلة الجديدة على المستويين القتالي والدبلوماسي.
أن مثل هذا الاتفاق يعني ، من وجهة النظر الروسية، تحييد اسرائيل كعامل مسيطر على الحدود، بهدف مكافحة ما تعتقده جميع الفصائل الإسرائيلية أعظم تهديد – إيران وحزب الله. كما أن إسرائيل تقوم بتقديم دعماً محدوداً لبعض الفصائل المتمردة السورية، بما فيها بعض الوحدات التابعة لجبهة النصرة، للحفاظ على قوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني بعيداً عن المنطقة الحدودية. كما أنها يمكن أن تتحرك للسيطرة على أجزاء كبيرة من مرتفعات الجولان كجزء من تعزيز المنطقة الأمنية العازلة.
لقد كانت العلاقات الروسية الإسرائيلية دائما قريبة (تاريخياً، كان الاتحاد السوفياتي أول دولة تعترف بدولة إسرائيل). لكن في محادثات موسكو، أوضح بوتين لنتنياهو أن المواطنين الإسرائيليين من أصل روسي يزيدون على المليون ، مما يجعلهم كتلة انتخابية مرجحة. أفيغدور ليبرمان، الذي كان يوما حليفا قوياً لنتنياهو، والذي تولى منصب رئيس أركانه وفيما بعد وزير خارجيته، قاطع زعيم الليكود ويمكن، في مرحلة ما، أن يساهم في هزيمته.
بعد سوريا، الحوار السعودي الروسي حول النفط .
ان السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه الآن في سوق النفط، يدور حول حالة التوتر بين السعودية وروسيا التي ستمنع سير المحادثات بشأن تنسيق سياسات الإنتاج. ان الجواب على هذا السؤال قد يكون متاحاً فقط على المدى القصير. أما على المدى الطويل، فلا توجد إجابة واضحة. أما الآن فما هو متاح يفتح المجال لمزيد من الأسئلة.
ووفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها من شركات الاستثمار الرئيسية في المنطقة، فقد خصصت الرياض ما لا يقل عن 50 مليار دولار من محفظة الاستثمارات في الخارج خلال الأشهر الستة الماضية من أجل سد الفجوة في ميزانيتها لتمويل العمليات العسكرية في اليمن. الى جانب احتياطياتها المالية، المستثمرة في عدة أشكال وأصول، بنسبة حوالي 10٪ خلال السنة المالية المنتهية في أغسطس الماضي، وتقدر هذه الاحتياطيات حالياً بحوالي. 660 مليار دولار.
ان صلابة هيكلية الاقتصاد السعودي تترك مجالاً للتعويض عن انخفاض عائدات النفط من نفقات الرعاية الاجتماعية في المملكة التي ينبغي الحفاظ عليها. من ناحية أخرى، فإن اقتراح تخفيض هذه النفقات في البيئة الإقليمية الحالية محفوف بالمخاطر. كما أن النفقات المتعلقة بالأمن لا يمكن اختزالها في ضوء التحديات التي تواجه المملكة من الاضطرابات الإقليمية الحالية.
ومع ذلك، فان الوضع المالي في المملكة أبعد ما يكون عن التهديد، اذ أنها لديها ما يكفي لالاستمرار لعدة سنوات. ومع ذلك، فإن الانخفاض في الاحتياطيات قد يسبب بعض القلق في الرياض. هذه الدرجة من القلق، وإن لم تكن حادة، قد تمهد الطريق نحو اعادة النظر الجدية في سياسة الانتاج الحالية، وتضع ضغوطاً حول التنسيق مع المنتجين الآخرين، روسيا بالتحديد..
ان هذا التنسيق يواجه تحديات خطيرة.
أولاً، على نطاق الانتاج الإيراني والعراقي، والذي من المتوقع أن يزداد بشكل مطرد على المدى القصير جدا.
ثانياً، تقديرات زيادة الطلب خلال العام المقبل، اذ يبدو أن المنتجين الإقليميين متفائلون ، لكونها هامة بالقدر الكافي  للتعامل معها في زيادة الإنتاج المحتملة.
ثالثاً، المنافسة الشديدة بين إيران، ومن ثم العراق و المملكة العربية السعودية التي وصلت إلى مستوى عال سمح بالتنسيق بين البلدين.
رابعاً، تدخل روسيا في الآونة الأخيرة في الأزمة السورية. هذا التدخل الذي كان السبب في ازدياد المشاعر المعادية لروسيا في المملكة العربية السعودية، والتي ربما انعكست على المباحثات الجارية بين القوتين أو في المكالمات الدائرة بهدف التوصل إلى اتفاق معها.
رابعا، المشاركة الروسية الأخيرة في الأزمة السورية. مما ادى الى ارتفاع كبير في المشاعر المعادية لروسيا في السعودية، والتي قد تنعكس بدورها على المحادثات الجارية بين القوتين حول التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.
تعتمد فرص أي نجاح في المحادثات السعودية الروسية الحالية بشكل رئيسي على الدافع الذاتي في الرياض. ففي حال تأثر هذا العامل في تحقيق التوازن على الجو المكهرب الحالي في العلاقة بين البلدين بسبب سوريا، الا أنها قد تتكشف عن نتيجة ايجابية على المفاوضات الجارية بين وزارتي النفط في البلدين.
ان لدى الرياض، في هذه اللحظة الحرجة، وجهات نظر مختلفة على طاولة المناقشات داخل المحافل النفطية الرسمية.
أولاً: هناك رأي مفاده أن تمنح روسيا العضوية في منظمة أوبك. ووفقا لرئيس شركة روسنفت ايغور سيتشين، تمت مناقشة هذه الفكرة خلال شهري أغسطس وسبتمبر من العام الحالي
ثانياً: أما الرأي الآخر فمفاده  أن العلاقات مع روسيا ينبغي أن تكون محصورة بتنسيق الانتاج لفترة معينة. وهناك قلق من أن المملكة العربية السعودية قد تفقد دورها المعتاد كمنتج بديل في حال سمح لروسيا بالعضوية في المنظمة  .ان معارضي هذه الفكرة يخشون من أن مثل هذه الخطوة سوف تضعف دور الكارتل وسوف تؤدي حتماً في وقت لاحق إلى خلق التفرقة بين مجموعات المنتجين، زاعمين أن السماح لروسيا بالانضمام الى أوبك يجعل من المنظمة غير موضوعية.
ثالثاً: فيما يحذر الرأي الثالث من أنه في حال تعافت الأسعار تدريجيا ببطء، فسوف تنعدم فوائد التنسيق مع الروس. هذا الرأي لا يتعارض مع التنسيق، ولكنه يتعارض مع اتخاذ هذه الخطوة خارج حدود البحث السابقة خلال فترات أخرى من انخفاض الأسعار.
رابعاً: الرأي الرابع يذهب بعيداً في رفض التنسيق مع الروس في هذه اللحظة. اذ أن التأثير على منتجي النفط الصخري يحتاج، على حد قولهم، إلى المزيد من الوقت، في حين أن المملكة تتمتع بوضع مالي جيد يجعلها قادرة على تحمل تبعات فترة إضافية من انخفاض الأسعار.
ستتكفل مجموعة  عوامل معقدة حل هذا النقاش ، فعلى الرغم من أن المملكة قد نجحت نسبيا في فصل السياسات الاقتصادية والاعتبارات السياسية الاستراتيجية، الا أنه لم يتم الفصلتماماً بينهما بشكل كامل. فآثار مخاوف استخدام الاحتياطيات، ومستوى الاستقطاب الاستراتيجي، واحتمالات التأثير على أسعار التنسيق مع الروس، وصمود قطاع الطاقة الصخري في الولايات المتحدة ومدى تأثير التوتر الإقليمي في المملكة هي من العوامل التي ستحدد الخطوة السعودية القادمة.
ان  الاقتراحين اللذين أديا الى الخط النهائي، باجراء المحادثات مع الروس أو تأجيل هذه الخطوة حتى تتضح نوايا موسكو الإقليمية. كما ان أولئك الذين يدعون الى اجراء محادثات مع الروس لدعم حجتهم عبر تاريخ من الفصل بين الاعتبارات السياسية والسياسات النفطية، يؤكدون أن اجراء مثل هذا الحوار هو في مصلحة المملكة أساساً.
أما الرأي المعارض فيستند الى حجة أن أي تحسن في الأسعار سيكون بطيئا. ويظهرون قلقهم بأن احتياطيات المملكة قد يكون مبالغاً فيها ، مما يدل على بطء الاتصال مع موسكو
ومن المرجح  أن ترجح كفة المعسكر الثاني، على الاقل على المدى القصير.
واشنطن وموسكو تبدآن محادثات معقدة حول سوريا
بدأت الولايات المتحدة وروسيا مفاوضات معقدة بشأن مستقبل سوريا، مع عدم وجود أي دليل واضح في هذا الوقت حول ما سينتج عنها.
وتجري تلك المحادثات على ثلاثة مسارات:
شرعت وزارة الدفاع الامريكية المشتركة ورؤساء الأركان في المحادثات مع النظير  الروسي حول “فض النزاع”. وتتمثل في العمل على قواعد الاشتباك لتجنب الصدام المباشر بين القوات الروسية والأمريكية العاملة داخل الأراضي السورية. بدأت المحادثات، على النواحي التقنية: من إنشاء خط ساخن للاتصالات، وتوفير المعلومات المتطورة فيما يتعلق بالعمليات القتالية المخطط لها لتجنب أية حوادث. وربما، في مرحلة مقبلة، وضع خطط عمليات قتالية مشتركة ضد الدولة الإسلامية، على أن يكون هذا الاحتمال الأخير مستقبلياً.
يسعى وزير الخارجية جون كيري للعمل على المسار الدبلوماسي الثاني مع نظيره الروسي، وزير الخارجية سيرغي لافروف. وقد نشأت الرجلين علاقة عمل قوية على مدى سنوات التفاوض على الصفقة مع إيران والجهود المبذولة لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. كما ان عمق العلاقة الشخصية بين الطرفين تعتبر المنصة التي يمكن الاستفادة من خلالها  في العمل على إيجاد حل سياسي لأربع سنوات ونصف من النزاع السوري. مع ذلك، لابد من القول ان هذه الجهود معقدة مثل جهود فض النزاع الجارية بين البنتاغون و وزارة الدفاع الروسية. اذ تتشارك كلا الولايات المتحدة وروسيا في بعض الأهداف، بما في ذلك فكرة الحفاظ على سوريا دولة موحدة، بالمؤسسات القوية ذات التوجه العلماني. ولكن هذه الأهداف قد تكون مستحيلة، نظرا الى أن سوريا تم تقسيمها الى جيوب طائفية من الأكراد والعلويين والسنة والشيعة والقليل من المسيحيين الذين ما زالوا فيها.
علاوة على ذلك، فإن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لديهم أجندات مختلفة عن واشنطن وموسكو، ويملكون العديد من البطاقات القوية في الصراع الدائر. ومع ذلك، فان كلا من كيري ولافروف يسعيان بنشاط في المسار التفاوضي لموسكو-٣، باعتباره الخيار الوحيد للتسوية.
فوجيء  القادة الروس من ردة الفعل الحادة التي أبدتها كل من المملكة العربية السعودية وتركيا حيال نشر القوات والأسلحة الروسية المتطورة في سوريا. وبالنظر إلى أن الحدود التركية السورية طويلة، فان مفاوضات فض النزاع بين الولايات المتحدة وروسيا ليست سوى أحد تلك المسارات، اذ يتعين على روسيا أن تتفاوض مع قواعد السلوك الغاضبة لكل من تركيا وإسرائيل. ففي حين تجنبت الولايات المتحدة وروسيا ،حتى الآن، أية حوادث في سماء سوريا، الا أنه كانت هناك بعض الحوادث بين الطائرات المقاتلة الروسية والتركية بالقرب من الحدود السورية التركية ، كما تم الإبلاغ عن حادثة واحدة على الأقل تشمل الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي التي تعمل مع روسيا وطاردتها ( 34س) للخروج من المجال الجوي السوري اللبناني. وخلص محللو البنتاغون الى أن الخطر الأكبر يكمن من اشتباك بين القوات الروسية وقوات التحالف على الحدود التركية، حيث من المعروف أن الطيارين الأتراك بالعدوانية، وحيث قد تبدأ المقاتلات الروسية في توفير الغطاء الجوي للميليشيات الكردية التي تقاتل الدولة الإسلامية.
ويعد المسار الثالث للمفاوضات الأكثر حساسية للجميع. اذ يحاول العديد من المسؤولين في إدارة أوباما الحصول على صورة كاملة للنوايا الروسية في سوريا. وإذا كان هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأساسي هو دعم نظام بشار الأسد، فمن المرجح آن تستهدف القوات الروسية الجماعات المتمردة المدعومة من الغرب، بما في ذلك الجيش السوري الحر، قوامه المنشقين عن الجيش السوري، والذين هم مواطنون سوريون ولا ينتمون إلى الإيديولوجية السلفية
أفادت تقارير وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية أن ما يصل إلى 2000 الى 3000 من الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله البرية قدمت  إلى سوريا لدعم الجيش السوري المنهك والاستفادة من الدعم الجوي الروسي الجديد. وفي حال ثبتت دقة هذه التقارير، يمكننا أن نؤكد أن روسيا عازمة على تعزيز قبضة الأسد على السلطة عن طريق استرداد الأراضي الواقعة تحت سيطرة قوات المتمردين.
يطالب البنتاغون بتوضيح من كل من موسكو وبغداد حول مركز المعلومات الذي أنشيء في العاصمة العراقية، ويضم سوريا وروسيا وإيران والعراق، هل ستبدأ روسيا العمليات القتالية في العراق؟ حتى الآن، وقد أصركل من لافروف كيري ان روسيا لن تطأ قدماها العراق. وعلاوة على ذلك، يمكن لمركز المعلومات هذا أن يساهم في تعزيز القبضة الإيرانية على العراق، وهذا هو بالضبط ما تنوي إدارة أوباما العمل علي منعه، اذ ان واشنطن تدرك تماما ان ايران تصر على بقاء رئيس الوزراء السابق المالكي لا يزال في موقع رئيسي بارز في حكومة العبادي.
ان قلق البنتاغونالآخر بشأن مركز المعلومات الذي أنشيء حديثا، اذ أن المخابرات الأمريكية كانت زودت الجيش العراقي بمعظم المعلومات الاستخبارية. في حين أنه من الممكن أن روسيا ستقوم باجراء عمليات استخباراتية مماثلة في العراق وحتى تبادل المخابرات مع الولايات المتحدة. في الوقت الراهن، ترى وزارة الدفاع الامريكية مركز الاستخبارات مشكلة أخرى، أضيفت إلى تعقيد تلك العمليات.
إضافة إلى تعقيدات الوضع منذ وصول القوات الروسية، تواجه إدارة أوباما مطالب من تجمع الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن بإنشاء منطقة حظر جوي في شمال سوريا، لمنع العمليات الجوية الروسية في المنطقة. الجنرال ديفيد بتريوس أحد الناشطين في طلب فرض منطقة الحظر الجوي، طرح هذا الطلب في جلسات استماع في الكونغرس مؤخرا أمام. السناتور جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ. مندوب كيفن مكارثي، المرشح لشغل منصب الرئيس القادم لمجلس النواب؛ والمرشحين للرئاسة جون كيش، كارلي فيورينا وهيلاري كلينتون.
في حين أن الجمهوريين يضغطون بشدة على على وجوب فرض منطقة حظر الطيران التي يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق للمتمردين المدعومين من الغرب، تضغط كلينتون على تعزيز “منطقة آمنة” يمكن أن يضم اللاجئين داخل الأراضي السورية، هدفها الحد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا . لقد أوضح الرئيس أوباما، بناء على تحت تحذير شديد اللهجة من هيئة الأركان المشتركة، أنه لن يدعم فرض منطقة حظر جوي أو حتى منطقة آمنة؛ ومع ذلك، إذا زاد مستوى القتال، وأصبح عدد السوريين الفارين مليوناً آخر، فلن يبقى أمام أوروبا من خيار بغض النظر عن مدى حماقته، للحد من تدافع اللاجئين. ان القادة الأوروبيين يدركون أن حكومة أردوغان في تركيا سهلت تدفق اللاجئين إلى أوروبا للضغط عليهم للحصول على المزيد من المشاركة في حملة الإطاحة بالأسد. مع كل ذلك، لابد من القول أن كل هذا سيساهم في  خلق شرخ جديد بين أنقرة والعواصم الأوروبية الرئيسية.
======================
نيويورك تايمز: دوافع بوتين في سوريا
نيويورك تايمز: ترجمة مركز الشرق العربي
سبب إرسال فلاديمير بوتين المتطوعين من القوات البرية إلى سوريا ليس واضحا. ربما يكون السبب هو حماية القاعدة الروسية قرب اللاذقية التي بدأت من خلالها روسيا يشن هجمات جوية ضد الجماعات السورية المتمردة, أو ربما لأن حليف روسيا السوري, الرئيس بشار الأسد, يتعرض لخطر السقوط, وبالتالي سوف تقوم القوات الروسية الدخول في الصراع ضد الجماعات المتمردة الكثيرة.
الأمر الواضح هو أن هؤلاء “المتطوعين” هناك للسبب ذاته الذي يتواجد فيه الجنود الروس “طواعية” في شبه جزيرة القرم شرق أوكرانيا. ربما يريد الروس التساؤل لماذا يتم إرسال الشباب الروس لمواجهة خطر الموت في الشرق الأوسط لخدمة مقامرة بوتين شديدة الخطورة.
دعم حليف محاصرة هو واحد من دوافع بوتين. فهو يريد دون شك فرد عضلاته (مرة أخرى) أمام الرأي العام الروسي الذي يشعر بصورة متزايدة بالألم جراء سوء الاقتصاد وصرف الانتباه عن الجمود الحاصل في أوكرانيا. ولكن هذا التبختر ربما لا يستمر لفترة طويلة
أثبتت سوريا أنها أصبحت مستنقعا. إذا فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في إنشاء جبهة معارضة فعالة أو القضاء على الدولة الإسلامية, فإن ذلك لا يعود إلى الجهود المحدودة التي تبذل ولكن لأن تشابك الجماعات  المعارضة السورية المتمردة, مع تحالفاتهم المتغيرة دائما, توفر مجموعة من الخيارات السيئة.
عبر إرسال طائرات حربية لقصف المتمردين, الذين يشملون أولئك الذين دربتهم الولايات المتحدة خلال محاولتها تشكيل مظهر من مظاهر المعارضة, وإرسال قوات برية حاليا, فإن بوتين يجعل الأمور أكثر تعقيدا. ليس هناك أي ضمانة بأن تحركه سوف يؤدي إلى وضع حد للقتال في أي وقت قريب.
إذا كان السيد بوتين تواقا لتحقيق السلام, فقد كان في وسعه ممارسة الضغط على حكومة الأسد, قبل أن يشعل نار الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل مئات آلاف السوريين, ودفعت الملايين إلى الخروج من ديارهم ودمرت أجزاء هائلة من البلاد.
بدلا من ذلك, قام بدعم الأسد وقمعه الوحشي ضد المدنيين والمعارضة, مما فتح المجال أمام المتطرفين للعمل والتوسع, وحول الحرب إلى تهديد لكامل المنطقة. حتى الآن, يمكن لبوتين أن يقدم المساعدة من خلال تنسيق تحركاته مع الغرب, ولكن يبدو أنه مستسلم أمام إغراء أداء المسرحية أمام الجميع لوحده
ربما لم يفت الوقت بعد أمام بوتين ليعيد النظر في تصرفاته. الولايات المتحدة وحلفاؤها بحاجة ماسة للمساعدة وربما يكونوا منفتحين أمام التنسيق مع روسيا على إيجاد مجموعة من التدابير العسكرية والدبلوماسية التي يمكن أن توقف الدولة الإسلامية, الأمر الأكثر أهمية, فرض وقف لإطلاق النار يعطي المدنيين بعض الراحة من أعمال العنف. وهذا في نهاية المطاف يجب أن يشكل أولوية لكل من الغرب وروسيا. وبالطبع سوف تكون أفضل طريقة لإرضاء حاجات بوتين بالحصول على الاحترام ودور في الشرق الأوسط.
======================
وول ستريت جورنال: تحذيرات للطيران المدنى من القصف الروسى فى سوريا
اليوم السابع
 الأحد، 11 أكتوبر 2015 - 11:14 ص جانب من قصف الطائرات الروسية لداعش فى سوريا كتبت إنجى مجدى ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن منظمة الطيران المدنى الدولية أصدرت تحذير لخطوط الطيران المتجه عبر العراق وإيران وبحر القزوين، وسط مخاوف متزايدة بشأن الخطر الذى يحيط بالرحلات الجوية التى تمر بالقرب من مناطق الصراع. وأوضحت الصحيفة الأمريكية، الأحد، أن إطلاق روسيا صواريخ كروز ضد أهداف تابعة للتنظيمات الإرهابية فى سوريا، من بحر القزوين، والصراعات الإقليمية الأوسع، دفعت وكالة الطيران التابعة للأمم المتحدة وتلك التى تشرف على حركة الطيران الأوروبية لإصدار تحذيرات موازية بشأن الأخطار الجدية المحتملة للرحلات المار عبر الطرق التى تربط أوروبا والشرق الأوسط وآسيا. وقالت وكالة الطيران المدنى الدولية، إن قبل الوصول إلى سوريا، فإن الصواريخ التى تطلقها روسيا من القزوين تمر عبر الأجواء أعلى بحر القزوين وإيران والعراق وبالقرب من الطرق التى تستخدمها خطوط الطيران التجارية.
======================
إيكونوميست: مواجهة في سوريا تتصاعد وتسليح الثوار سيقلب المعادلة
الإسلام اليوم- قسم الترجمة- منير أحمد
ناقشت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تداعيات التدخل العسكري الروسي على المعارضة السورية، مشيرة إلى أن ذلك قد يضعفها، لكنه لن يخرجها من المعادلة.
وقالت المجلة إن روسيا رفعت حدة مشاركتها العسكرية ضد قوات المعارضة بعد أسبوع من دخولها المباشر في ٣٠ أيلول/ سبتمبر الماضي، بسلسلة من الغارات الجوية، إذ قصفت مواقع المعارضة بصواريخ بعيدة المدى من بحر قزوين، على بعد مئات الكيلومترات، في ٧ تشرين الأول/ أكتوبر.
وقالت روسيا إن هذه الصواريخ جزء من حملتها ضد "الإرهاب"، إلا أنها استهدفت بالكامل فصائل المعارضة السورية تحديدا،  وليس "تنظيم الدولة"، بما في ذلك بعض التنظيمات المدعومة أمريكيا، والمتواجدة قرب معقل رئيس النظام بشار الأسد الأخير المتبقي على الساحل السوري.
وأوضحت المجلة أن الطائرات الروسية شنت خلال الأسبوع الماضي عدة هجمات متكررة، دعما للهجمات البرية لنظام الأسد، على محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وبمناطق حول مدينة حمص، مستخدمة في بعض الأحيان القنابل العنقودية بشكل عشوائي.
ونقلت المجلة عن "أبو أمين"، المقاتل في "ثوار الشام"، أحد الفصائل الصغيرة، إن الثوار يعتبرون التدخل الروسي "احتلالا، أضيف للاحتلال الإيراني"، مشيرة إلى أن "تأثير هذه المشاركة على المعارضة المسلحة يعتمد على عاملين اثنين: ما يخفيه حلفاء الأسد الرئيسيين، روسيا وإيران بجعبتهما بعد، ورد فعل داعمي المعارضة، وبشكل رئيسي: السعودية وقطر وتركيا"، بحسب تعبيرها.
وتابعت المجلة بأن "الضربات الجوية وحدها لا تكفي لهزيمة الثوار، المتوزعين في أكثر من 7000 تنظيم مسلح"، بحسب مركز كارتر للدراسات، موضحة أن التفجيرات ستؤدي لخروج المزيد من السوريين من البلاد، لكنها لن تسمح للأسد وحلفائه بالسيطرة على مزيد من الأراضي.
وأشارت المجلة إلى أن المعارضة السورية، قبل التحركات الروسية، كانت بأفضل حالاتها منذ اندلاع الأزمة السورية في ٢٠١١.
وأوضحت المجلة أنه "في الشهور الأخيرة، نسقت فصائل المعارضة السورية، متدرجة من الفصائل غير الأيديولوجية إلى جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - عملياتهم العسكرية جيدا، بالرغم من هذه الاختلافات"، مشيرة إلى سيطرة "جيش الفتح"، التحالف الذي يضم فصائل مختلفة منها جبهة النصرة، على مدينة إدلب، بالإضافة إلى تزايد قوة "الجبهة الجنوبية"، المدعومة من الأردن وأمريكا، جنوب دمشق.
وأوضحت المجلة أن الثوار سيكونون في خطر كبير إذا أرسلت روسيا قوات برية، إذ قال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي، في ٥ تشرين الأول/ أكتوبر، أن "متطوعين" من الحرب الروسية شرق أوكرانيا قد يتوجهون إلى سوريا، إلا أنه والكرملين أنكروا ذلك لاحقا.
وحتى بدونهم، فإن هنا تقارير أن إيران، حليفة الأسد الأخرى، ترسل المزيد من رجال المليشيات الشيعة للبلاد، تحت توجيهات من قادتهم، بحالة شبيهة بحزب الله، وكيلة إيران في لبنان، التي قاتلت طويلا في صف الأسد، في مؤشر على أن حربا برية شاملة، بدعم جوي روسي، تقترب من أن تكون واقعا.
بدورها، تحث الفصائل السورية الداعمين الدوليين على إعطائهم أسلحة أكثر وأفضل، إذ قال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلنج: "حقيقة أن الروس يرسلون رسالة قوية أنهم يريدون انتصار النظام ستجبر الطرف الآخر على التصعيد".
وحتى الآن، بحسب المجلة، لم يبد داعمو المعارضة شيئا عن خططهم، إلا أن ما سيحصل لاحقا يعتمد بشكل كبير على السعودية وقطر تركيا، في حين خسرت أمريكا كثيرا من نفوذها على الحرب، بالرغم من تدريب المخابرات الأمريكية لبعض الثوار بتكلفة تصل إلى خمسمئة مليون دولار، وفشله الذريع، الذي تبقى منه أربعة أو خمسة رجال فقط.
وبعد التدخل الروسي، أعلن الرئيس أوباما أنه صرح للبنتاغون بإرسال المزيد من الذخيرة وبعض الأسلحة إلى ما يقارب ٣٠ ألف مقاتل يأمل أنهم سيتقدمون في الرقة، عاصمة "تنظيم الدولة" في سوريا.
ولم يخف حلفاء أمريكا استياءهم من الاستجابة الضعيفة للضربات الروسية، بحسب المجلة، التي أضافت أن القوة المقترحة أمريكيا تتكون من ٢٥ ألف مقاتل كردي، و خمسة آلاف مقاتل عربي، تبشر بالكاد بخطط لاستعادة معقل "تنظيم الدولة" في سوريا، وسط غياب تمثيل سني حقيقي، يعزز عدم الاستقرار في كل من سوريا والعراق، ويدفع بالمزيد من السنة نحو أحضان "تنظيم الدولة".
وأشارت المجلة إلى أن دول الخليج سعت مرارا لتزويد المعارضة بصواريخ مضادة للطيران، لكنها كانت تواجه حظرا أمريكيا من أوباما، موضحة أن هذه الدول لم تعد تتبع هذه الأوامر كما كانت سابقا، إذ جاء تحرير إدلب بسبب دعم هذه الدول، بالرغم من المعارضات الأمريكية.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن سوريا تواجه مرحلة جديدة من التصعيد، ففي ٥ تشرين الأول/ أكتوبر أعلنت تركيا أنها اعترضت طائرة روسية ثانية في مجالها الجوي خلال أيام"، بينما قال العديد من المسؤولين العراقيين إنهم يرحبون بأي تدخل روسي ضد "تنظيم الدولة" هناك، مما يرفع احتمالية توسيع الحملة الروسية، ويضع السوريين، وليس المعارضة المسلحة فقط، مجددا رهنا للداعمين الخارجيين.
*ترجمة خاصة لموقع "الإسلام اليوم" .
======================
لوبوان: روسيا تستعرض أسلحتها بقصف ثوار سوريا من قزوين
الإسلام اليوم-قسم الترجمة-محمد بشارى
نقلت صحيفة لوبوان الفرنسية عن مسئولين عسكريين أمريكيين رفضوا الكشف عن أسمائهم بأن روسيا قصفت مواقع ثوار سوريا من سفن حربية روسية راسية في بحر قزوين بـ22 صاروخا بالستيا.
وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا بأن أربعة صواريخ باليستية عابرة للقارات من قد سقطت في إيران دون أن تحقق أهدافها.
ولم يحدد هؤلاء المسئولون المناطق الإيرانية التي سقطت فيها هذه الصواريخ الأربعة، مشيرين إلى أنه من الصعب التحقق من هذا الأمر نظراً للتحالف القوي الذى يربط إيران وروسيا .
وأعربت الصحيفة عن دهشتها من قيام موسكو بهذا التحرك العسكري، إذ إنها تمتلك طائرات حربية مقاتلة في سوريا وسبق أن قامت بضرب هذه المواقع التي تم استهدافها علاوة على وجود سفن روسية فى منطقة البحر المتوسط يمكنها القيام بهذه المهمة خاصة وأنها الأقرب إلى استهداف هذه المنطقة مقارنة بالسفن المتواجدة في بحر قزوين.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية أصرت على الإعلان عن هذا العمل العسكري فور القيام به من خلال بث شريط فيديو تظهر من خلاله عملية إطلاق الصواريخ.
 وأكد أحد مسئولي الجيش الروسي الحصول على موافقة مسبقة من إيران والعراق قبل القيام بهذا التحرك.
وكانت الفجوة بين موقع التفجير والهدف المحدد أقل من خمسة أمتار، وأوضحت نتائج هذه الضربة مدى فاعلية الصواريخ الروسية بعيدة المدى والتى بلغ مداها هذه المرة حوالي 1500 كم.
 ومن جانب أخر، أعرب "أشتون كارتر" وزير الدفاع الأمريكي عن أسفه من هذا التحرك الذى تم  دون سابق إنذار، مؤكداً على أن بضعة صواريخ قد اقتربت من الطائرات الأمريكية بدون طيار.
وأشارت الصحيفة إلى أن هدف روسيا من هذه الخطوة ليس ضرب المواقع السورية، إنما إظهار قوتها أمام الولايات المتحدة وحلف الناتو خاصة أن هذه الصواريخ بإمكانها حمل رؤوس نووية، كما أنها تسعى أيضاً إلى الإخلال بمعاهدة ستار النووية التي أبرمتها مع الولايات المتحدة والتى نصت على التزام كلا الطرفين بتدمير جميع الصواريخ الباليستية والتى يصل مداها إلى ما بين 500 و1500 كم وكذلك ما بين 1000 و 5000 كم.
 ومن جانب أخر حذر بعض المراقبين من أن محاولات روسيا لاستعادة مكانتها الدولية سيكون لها تداعيات كارثية على اقتصادها ذلك أنها احتفظت بميزانية عسكرية مرتفعة على الرغم من انخفاض إيراداتها. فقد وصلت ميزانية الدفاع التي تم الإعلان عنها هذا العام إلى 46.6 مليار يورو أي أكثر بـ 4% من إنتاجها الداخلي الصافي. وقد يتسبب  توسيع  التدخل في الشرق الأوسط  في نشوب أزمات اقتصادية إضافية لروسيا قد لا يتحملها الشعب الروسي .
وأضافت الصحيفة إن تدخل روسيا في سوريا قد ضاعف الانقسامات في المنطقة حيث ندد عدد كبير من الدول بهذا التدخل مثل بعض الدول العربية وكذلك تركيا التي لا يمكنها قطع علاقاتها مع روسيا بسبب أهمية المصالح المشتركة بينهما.
======================
لوفيغارو: كيف أصبح بوتين ملك العالم؟
عربي21 - حذامي هنية# الأحد، 11كتوبر 2015 10:19 م 0740
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تقريرا تعرضت فيه إلى التأثير المتزايد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية، وإصراره على الدفاع عن بشار الأسد رغم وقوف العالم ضده، مشيرة إلى أن القرارات التي اتخذها الرئيس الروسي حول الصراع في سوريا تدل على تنامي نفوذه وجرأته.
وأفادت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، بأن طريقة تعامل بوتين مع الملف السوري ليست سوى انعكاسا لشخصيته ولقناعاته السياسية، باعتبار أن بوتين هو من المدافعين على النظام السياسي التقليدي الذي تتكفل فيه الدولة بالقيام بكل شيء، متجاهلة بذلك دور الهياكل السياسية، والمؤسسات الحكومية، أو المنظمات غير الحكومية.
ورأت أن مساندته لنظام الأسد هي نتيجة لعقيدة ديبلوماسية تقليدية، تؤمن بالتشابه الكبير بين الاشتراكية والقومية، التي انبثق عنها التيار البعثي السوري.
وأضافت أن موقف بوتين يعززه الصراع الثنائي القائم بين الشرق والغرب؛ حيث أنه يعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال تحاول عزل روسيا اقتصاديا عبر نشر نظام الرأسمالية، وعسكريا من خلال تعزيز قوة حلف شمال الأطلسي.
وأشارت إلى أن لعبة التحالفات التاريخية هي من العوامل الأساسية التي أنتجت هذا الصراع، حيث تعتمد الولايات المتحدة على حلفائها من الكتلة السنية، والمتمثلة أساسا في المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتركيا، بينما اختار النظام السوري العلوي التحالف مع الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى حزب الله في لبنان.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والمفكر الفرنسي جان فرنسوا كولوسيمو؛ أن" التدخل الروسي في سوريا يكشف عن أهداف بوتين التكتيكية والاستراتيجية، باعتبار أنه يؤمن بأن الولايات المتحدة تعتمد على مبدأ زعزعة الاستقرار كطريقة لنشر هيمنتها، على غرار ما حصل في العراق وأوكرانيا وكوسوفو، ولذلك فقد وجد طريقة للمحافظة على التوازن، تتمثل في السيطرة على شبه جزيرة القرم، والقضاء على الخطر الذي تمثله المجموعات المتشددة المسلحة، خاصة وأن روسيا تحوي ملايين المواطنين المسلمين.
كما أشارت الصحيفة إلى أن رفض بوتين لفرضية إقصاء الأسد من المعادلة؛ يرجع لعدة أسباب، منها طبيعة التحالف الروسي العلوي التاريخي المبني على التعاطف مع الأقليات من جهة، والحفاظ على مصالح الكرملين من جهة أخرى، من خلال مهاجمة مصالح الغرب، وهو السياق الذي يندرج فيه تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن "الكل إرهابي، باستثناء بشار"، وهو ما يتعارض بشكل واضح مع التوجه الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأفادت الصحيفة بأن ازدياد العداء بين بوتين والإدارة الأمريكية، يعود إلى نقض الجانب الأمريكي للاتفاق الذي تم توقيعه مع آخر رئيس للاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، إثر سقوط جدار برلين، القاضي بوقف الزحف الغربي نحو الحدود الروسية، باعتبار أن حلف شمال الأطلسي قد تمكن من ضم عشرة بلدان خلال العشرين عاما الأخيرة، في إطار سعيه لتضييق الخناق على الحدود الغربية لروسيا.
وأضافت أن الحكومة الأمريكية من جهتها؛ تعتبر روسيا العدو الأساسي لها، وهو أمر كشفته الاختيارات الدبلوماسية لإدارتي جورج بوش وباراك أوباما، من خلال تعيين خبير في الحركات الشيوعية كوزير للشؤون الخارجية، ومن خلال تصريحات البنتاغون المتعددة بأن روسيا خطر مهدد لأمن الولايات المتحدة، نظرا لترسانتها النووية الضخمة، وقدرتها على قلب موازين القوى متى قررت التدخل.
وأكدت الصحيفة أنه بالرغم من ثناء دونالد ترامب، وهو المرشح الأوفر حظا في الحزب الجمهوري، على "الشخصية القيادية التي يتمتع بها بوتين"، وحديثه المتواصل عن إقامة "علاقة ممتازة" معه في حالة تم انتخابه كرئيس للولايات المتحدة، فإن التوجه التقليدي في السياسة الخارجية بين موسكو وواشنطن يجنح نحو غياب الثقة والتواصل.
وأشارت إلى أن الحرب في الشرق الأوسط تقلق الرأي العام في أمريكا وروسيا على حد سواء، فبالرغم من دعم معظم الروس لما يقوم به بوتين في شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، فإن مخاوفهم تظل كبيرة من أن يوقظ الانخراط في المستنقع السوري ذكريات أليمة عن أفغانستان.
ورأت الصحيفة أن مواقف المجتمع الدولي بشأن مسألة انهيار الحدود في الشرق الأوسط لا تزال غير واضحة، والمهمة تقع على عاتق الحكومات من أجل تعبئة الرأي العام، خاصة وأن موضوع المجموعات المسلحة الناشطة في المنطقة يتجاوز مسألة السياسة الخارجية في عدد من البلدان الأوروبية، ليتحول إلى مسألة أمن قومي.
وقالت الصحيفة إنه في حالة نجاح بوتين في فرض نفوذه على الشرق الأوسط وإجبار الغرب على الإذعان لإرادته، فإن ذلك سيكون نتيجة مباشرة للتناسق بين سياسته الخارجية والداخلية، وهو الأمر الذي لم تنجح الحكومات الغربية في تحقيقه، وخاصة الحكومة الفرنسية الحالية.
======================
الغارديان: مسرِّب مصور مجازر الأسد في حوار صحفي، يروي تفاصيل رهيبة
10/11/2015 7:58:32 AM 
الغارديان - ترجمة: السوري الجديد
عمل سيزر، المصور السابق في الجيش السوري، على نسخ آلاف الصور للمعتقلين الذين عُذبوا حتى الموت في سجون الأسد في الفترة ما بين 2011 و 2013. وقد نشرت وسائل الإعلام عدداً من المقالات عن الرجل الذي كبد نفسه وعائلته مخاطر جمة بتسريبه أدلة صادمة عن جرائم ضد الإنسانية إلى خارج البلد، ولكن لم يُجرِ أحد لقاءً معه شخصياً بعد.
شهراً بعد شهر على مدى عامين واظب هذا الرجل مجهول الهوية على التقاط صورٍ لجثث تعرضت للتعذيب والحرق والتجويع، وكانت الأوامر تقضي بأن يصورها لتوثيق وفاة المعتقلين، إلا أنه قام بعد ذلك باستنساخ الصور سراً وحفظها على فلاشة إلى أن يتسنى له تهريبها خارج مكان عمله مخبأة في حذائه أو حزامه، ليسلمها فيما بعد إلى صديق له يمكنه إرسالها إلى خارج البلد. وفي حين يعلن إرهابيو الدولة الإسلامية جهراً عن جرائمهم على وسائل التواصل الاجتماعي، نجد الدولة السورية تواري جرائمها في أقبية يلفها الصمت، ولم يقدّم أحد من داخل النظام قبل سيزر أدلة على وجود آلة الموت السورية، حتى ظهرت هذه الوثائق والصور المُدينة.
شعرت بأنني لا بد أن أعثر على سيزر، فالانتصارات الكبيرة التي أحرزتها داعش بالإضافة إلى العدد المتزايد من هجماتها الإرهابية، أضحت تطغى على فظائع النظام السوري في الأخبار، والنزاع قد كلف أكثر من 220 ألف قتيل، كما تعرض نصف سكان البلد للتهجير من بيوتهم وللقصف وللحصار من قبل جيش الأسد. وفكرت أنه ربما تعيد صور سيزر انتهاكات دمشق إلى الأضواء مرة أخرى، لذا كان عليّ أن أجده.
وكان الصحافيون من جميع أنحاء العالم مثلي يبحثون عنه، فأدركت أن المهمة ستكون صعبة، وكانت بالفعل كذلك، حتى أنني كدت أن أيأس مرتين، لكني مضيت في بحثي لأن شهادة الرجل عما رآه ذات أهمية عظيمة، وستكون عاملاً رئيسياً في فهمنا للرعب الكامن في قلب النظام.
كان سيزر تحت حماية حزب إسلامي معتدل معارض يعرف بالتيار الوطني السوري، تفهم أفراده أن لقائي مع سيزر ليس سبقاً صحفياً بحتاً، بل يرمي إلى الخوض في تفاصيل أحداث مروعة بشكل سيتيح للعالم سماع صوت السوريين وسيترك أثراً على مدى أجيال، وبعد عدة أشهر من المفاوضات تم السماح لي بمقابلة سامي، الصديق المقرب من سيزر الذي ساعده خلال عامي المشروع.
تحدثت إلى سامي عبر سكايب لساعات طويلة موزعة على أربع مكالمات، وبعد ستة أشهر، وافق سيزر على لقائي.
كان اللقاء الأول مشحوناً بالخوف، خشيت أن أخسر ثقة محدثي إن طرحت الأسئلة الغلط أو أوغلت في التفاصيل قبل الأوان، وفي النهاية تحدث سيزر معي بصراحة عدة مرات، وامتدت أحاديثنا فوق الأربعين ساعة تبلورت في محاولة لإيصال الحقيقة، لكنها مجرد بداية.. وإليكم قصته.
* * *
اسمي سيزر، كنت أعمل مصوراً للنظام السوري في فرع الشرطة العسكرية في دمشق.
سأخبرك عن عملي قبل الثورة وخلال العامين الأولين منها، لكنني لا أستطيع الإدلاء بكل التفاصيل لئلا تنكشف هويتي للنظام. فأنا لاجئ الآن في أوروبا وأخشى أن يعثر علي أحد من النظام ويتخلص مني، أو ينتقم من أفراد عائلتي.
كان عملي قبل الحرب يقتصر على تصوير مواقع الجرائم والحوادث التي تقع بين موظفي الجيش، كالانتحار أو الغرق أو حوادث السير أو الحرائق المنزلية.
كنت أذهب مع زملائي المصورين إلى موقع الحدث عند وقوع أي طارئ لتصوير الموقع والضحايا بحسب أمر المحقق، وكان عملنا مكملاً لعمله، فإن حصل إطلاق نار في مكتب مثلاً، كنا نصور المكان الذي عُثر فيه على الضحية، ومن ثم نذهب إلى المشرحة ونصور الضحية لنبين موقع دخول وخروج الرصاص من الجثة، وقد نصور بعض الأدلة كسكين أو مسدس. وإن وقع حادث مروري نصور المكان والسيارة، ثم نذهب إلى مكاتبنا لنكتب تقريراً بالحدث مرفقاً بالصور التي أخذناها، ليتم إرسال التقرير بعدها إلى المحاكم العسكرية وتبدأ العملية القضائية.
كان عملنا سهلاً بشكل أغرى الكثيرين ممن هم في الرتب الدنيا بالانضمام إلينا، فقد كنا نقوم بمهمة واحدة كل يومين أو ثلاثة، وكان الأمر يعود لنا بلبس زينا الرسمي أم لا، بينما لم يهتم الضباط الأعلى رتباً بالانضمام لوحدتنا بالقدر نفسه، إذ لم يكن هناك أي هيبة لمنصب المسؤول عن المصورين والمؤرشفين، كما أن الشرطة العسكرية لم تكن تتمتع بنفوذ واسع كالذي يحظى به قسم المخابرات. إضافة إلى أننا لم نكن نتعامل مع المدنيين، لذلك لم يكن هناك مجال لكسب الأموال من خلال الرشاوى كما نرى في الجمارك مثلاً أو إحدى الوزارات الحكومية، ولم يكن لنا نفوذ أو تأثير على أجهزة الأمن أو الجيش.
وفي سلسلة السلطة لم ينل عملنا اهتمام أحد، وكأن وحدتنا لم تكن تهم، كانت واحدة من عشرات مثلها، فالشرطة العسكرية فيها عشرات الأقسام، وفي دمشق لوحدها مثلاً هناك على الأقل ثلاثون قسماً، منها مصورون وسائقون وفنيو إصلاح مركبات ورياضيون والكتيبة المنوطة بنقل المساجين بين أفرع المخابرات العسكرية المختلفة، وما إلى ذلك. ولكن الأهم منها طبعاً هو ما كان مسؤولاً عن التحقيقات والسجون.
ذات يوم أخبرني زميلي بأننا على وشك تصوير بعض جثث المدنيين، وكان قد فرغ لتوه من تصوير جثث المتظاهرين في محافظة درعا، حيث بدأت أولى المظاهرات، كان ذلك في الأسابيع الأولى .. في آذار أو نيسان 2011. وكان يذرف الدموع وهو يقول لي: “لقد مثّل الجنود بالجثث، سحقوهم بأبواطهم وهم يصيحون: ابن العاهرة”.
كان زميلي خائفاً ولم يرغب بالعودة إلى هناك، وعندما تم استدعائي للتصوير تبين لي ما كدره، قال الضباط إن “القتلى هم إرهابيون”.. لكنهم لم يكونوا كذلك، كانوا فقط بعض المتظاهرين. وكان يتم تخزين الجثث في مشرحة مشفى تشرين العسكري غير البعيد عن مقر الشرطة العسكرية.
في البداية كانت الأسماء تُكتب على كل جثة، ولكن بعد حوالي عدة أسابيع أو شهر تحولت الأسماء إلى أرقام فقط، وفي المشرحة يسحب الجندي الجثث من البرادات ويصفهم على البلاط لنصورهم، ومن ثم يضعهم في البرادات مجدداً. وفي كل مرة ذهبنا هناك للتصوير كان برفقتنا طبيب التشريح الذي يملك مثلنا حرية ارتداء زيه الرسمي أو لا. كان الأطباء ضباطاً في الرتب الأدنى خلال الشهور الأولى، وتغيروا فيما بعد إلى آخرين أعلى رتبة.
كان يتم ترقيم الجثث لدى وصولها إلى المشفى، برقمين على قطعة من الورق اللاصق، أو مباشرة على الجبين أو الصدر. وكان الورق اللاصق من النوع الرديء فلا يبقى مكانه في كثير من الأحيان. الرقم الأول يدل على المعتقل والثاني على فرع المخابرات الذي اعتقله، ويضيف طبيب التشريح رقماً ثالثاً على الجثة لتقريره الطبي، ذاك الرقم هو الأهم بالنسبة لنا لإعداد ملفاتنا، والرقمان الآخران كانا أحياناً بخط رديء غير مقروء أو أحياناً يكونان خطأً بالكامل، فهناك بعض الأغلاط أحياناً. أما طبيب المشرحة فيكتب الرقم الطبي على قطعة من الورق المقوى ويضعها هو أو أحد أفراد المخابرات قرب الجثة أو عليها، أو يمسكها بيده إلى جوار الجثة ونحن نصورها، تلك هي الأيدي التي ترونها في الصور التي سربتها، وأحياناً ترون أيضاً أرجلهم ظاهرة في الصورة بجوار الجثة.
كان أطباء المشرحة يعلوننا رتبة، ولم يكن يُسمح لنا بالتحدث إليهم أو سؤالهم عن شيء، كنا فقط ننفذ أوامرهم مثل “صوروا هذه الجثث من رقم 1 إلى 30 ثم انصرفوا”. ولتسهيل التعرف على الجثث في الملفات التي نعدها توجب علينا التقاط صور عدة لكل جثة، للوجه والجسم والصدر والساقين، وواحدة من الجنب. وكانت الجثث مصنفة بناء على الفرع العسكري، فهناك مثلاً ركنٌ لجثث الفرع 215 من المخابرات العسكرية وآخر لفرع المخابرات الجوية، وقد سهّل ذلك التقاط الصور وإعداد الملفات لها لاحقاً.
لم أرَ بحياتي شيئاً مشابهاً لما رأيت هناك، فقد كان النظام يعذب المعتقلين قبل الثورة لانتزاع المعلومات منهم، أما الآن فالتعذيب يهدف إلى القتل. رأيت علامات حروق بالشموع بالمشتعلة، ومرة رأيت علامات حروق من موقد كالمستخدم لتسخين الشاي على وجه وشعر أحدهم. البعض كان يحمل آثار جروح عميقة، والبعض الآخر قد اقتلعت عيناه وكُسرت أسنانه، وكانت علائم الجلد بالكبلات واضحة، إضافة إلى جروح ممتلئة بالصديد من الالتهاب الذي ألمّ بها من طول مدة إهمالها، وأحياناً كانت الجثث مغطاة بالدم وبدت حديثة الموت.
كنت اضطر لاقتطاع وقت للاستراحة لأمنع نفسي من البكاء وأذهب لغسل وجهي، وفي المنزل لم أكن أفضل حالاً. تغيرت طباعي، فقد كنت عادة هادئ الطباع لكني أصبحت أهتاج لأبسط الأسباب مع أهلي وإخوتي وأخواتي. كنت مذعوراً بالفعل، والمناظر التي أراها خلال نهار عملي تظل تطاردني بقية اليوم، وأتخيل أخي أو أختي ضمن تلك الجثث فيثير ذلك غثياني. لم أعد أطيق تحمل المزيد، وقررت أن أتحدث إلى صديقي سامي.
* * *
أراد سيزر أن يستقيل من عمله وأن ينشق، وكان سامي صديق العائلة لأكثر من عشرين عاماً، ولكن في ظل النظام هناك بعض الأمور التي لا يمكن التحدث عنها، فلا أحد يمكنه أن ينتقد النظام ولا حتى بالسر مع أفراد عائلته أو أصدقائه المقربين، لكن صديق سامي اعترف له قائلاً: “رأيت جثثاً عليها علامات التعذيب، لم يمت أحد منهم ميتة طبيعية، والمزيد منهم يصلونا كل يوم.” ووسط دموعه سأله سيزر: “ماذا أفعل؟
كان سامي يدرك لدرجة مؤلمة كل ما يجري من العنف والقتل غير الموثق في سوريا عبر السنين، من معتقلين ماتوا بصمت في أقبية النظام إلى المتظاهرين الذين تم قتلهم وإخفاء جثثهم. أقنع سامي سيزر بمواصلة عمله إذ أنه يتيح له فرصة نادرة لجمع الأدلة من داخل النظام، ووعده بمساندته مهما حصل. وهكذا ظل المصور الشاب يخاطر بحياته على مدى عامين وهو يعد النسخ عن صور المعتقلين التي يمكننا رؤيتها على الإنترنت وفي متحف المحرقة في واشنطن دي سي.
كان التعذيب موجوداً في السجون السورية قبل بدء الحرب الأهلية وكان المعتقلون يتحدثون عنه بعد الإفراج عنهم، وذلك ضمن خطة للنظام إذ أراد أن تكون تلك الأحداث عبرة وتحذيراً ليتسرب الرعب من السجون إلى كل بيت سوري. لكن الفرق في صور سيزر يكمن في أنها توثق التعذيب والموت الذي يمارسه النظام بشكل ممنهج، ففي هذه المرة الدولة ذاتها ترصد الرعب الذي تمارسه على شعبها، وهذه الصور المأخوذة في أقبية المشافي العسكرية هي أدلة دامغة على الوحشية الممارسة، ومقارنة بالأفلام المصورة من قبل المتظاهرين في شوارع المدن فإن تلك الوثائق الرسمية تجمد الدم في العروق.
* * *
يتابع سيزر
ثم بدؤوا بإرسال الجثث إلى مشفى المزة العسكري، وهو أكبر بكثير من مشفى تشرين واسمه الرسمي هو مشفى 601. وفي حين يبعد مشفى تشرين 5 دقائق بالسيارة عن موقع مكتبي فإن مشفى المزة يبعد نصف ساعة.
كان تصوير الجثث أسهل في مشفى تشرين لأنها تبقى في الظل داخل المشرحة أو في البهو عندما تكون المشرحة ممتلئة. أما في مشفى المزة فالجثث مرمية في العراء على الأرض في أحد الكراجات. ويقع المشفى في أسفل الهضبة حيث مقر الحرس الرئاسي، يمكن حتى رؤية الهضبة في بعض الصور مع كشك حرس المشفى والشجر الذي يحدد محيط المنطقة. ويقع القصر الرئاسي إلى الخلف في أعلى الهضبة مباشرة، وبالإضافة إلى تصوير الجثث كان علينا أنا وزملائي عمل ملف لكل منها بطباعة الصور وفرزها ووضعها في بطاقات ثم حفظها في ملفات، كان عملاً روتينياً.. شخص يتكفل بطبع الصور وآخر يلصقها على البطاقات وثالث يكتب التقارير، يوقعها رؤساؤنا لنرسلها إلى المحاكم العسكرية، قبل الثورة كنا نتعامل مع جثث الجنود، أما بعدها فأصبحنا نقوم بالعمل نفسه ولكن مع جثث المدنيين.
تزايدت أعداد الجثث خصوصاً بعد عام 2012 وأصبحنا نعمل بلا توقف، وكان الضابط المسؤول عنا يصرخ فينا “لماذا لم تنهوا عملكم بعد؟ الجثث تتراكم! هيا أسرعوا!”. كان يخالنا نتباطأ في العمل رغم أننا كنا نبذل قصارى جهدنا، ولكن هناك دائماً المزيد من الجثث، والانشقاقات التي حدثت في وحدتنا أدت إلى تقليل عددنا، وبدأ الكراج في مشفى المزة يمتلئ بالجثث التي لم يتسنَّ لنا تصويرها بعد. ومع عوامل الشمس والحرارة ومرور عدة أيام أخذت الجثث بالتحلل، حتى الجنود لم يكونوا يرغبون بلمسها ويحركونها من مكان لآخر بأبواطهم العسكرية، لم يظهروا أدنى احترام لها. فتعفنت الجثث ورأينا مرة عصفوراً ينقر عين إحداها، والحشرات تهاجم أخرى، أما الرائحة فلم نستطع القضاء عليها، كانت تدفعنا للجنون وكان علينا أن نجد طريقة للتخلص منها، ثم أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية.
كان عملنا يمتد من الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر، يتلوه استراحة حتى السادسة أو السابعة مساءً، نرجع عندها إلى المكتب لنعمل حتى العاشرة ليلاً، كانت أيام العمل طويلة ولم نشأ ترك شيء لليوم التالي إذ كنا ندرك أنه سيأتينا بالمزيد من الجثث.
اعتدت أخذ الصور إلى سامي عدة مرات في الأسبوع، أنسخهم على فلاشة كان قد أعطاني إياها، عندما أجد نفسي وحيداً في المكتب -رغم خوفي من دخول أحد ما وكشف أمري- كنت أخرج بعد أن أخبئ الفلاشة في كعب حذائي أو تحت حزامي، وفي طريقي إلى المنزل أمر على أربعة أو خمسة حواجز ترتعد منها فرائصي، فلا أدري ما يمكن أن يحل بي، إذ يمكن أن يفتشني الجنود في أي منها حتى وإن كنت أحمل الهوية العسكرية.
***
تماماً مثل كتلة الحقبة الشيوعية الشرقية، تسجل سورية وتدون كل جزء من المعلومات، وكل وثيقة، تشتبه الدولة بالجميع وتحاول منع أي انحراف عن القواعد، فالذي يطيع الأوامر يجب أن يُظهر أنه أطاعهم، يجب أن يقنع رؤساءه بامتثاله لهم خوفاً من أن يُصنف في عداد العصاة أو الجبناء أو ما هو أسوأ _ وينتهي به الأمر في السجن دون محاكمة. لذلك هل يموت السجناء من الجوع أو التعذيب في مراكز الاعتقال في جهاز المخابرات؟
إن الأمر سري، طبعاً، ولكن يتم تسجيل الحدث وختمه كما ينبغي بالإضافة إلى شهادة وفاة تعزو وفاة السجين لأسباب طبيعية.
عند سفح القصر الرئاسي تصل الجثث كل يوم تقريباً لتُسحب وتُحمل وتُصنف وفقاً لفرع المخابرات حيث تم احتجازهم. كل يوم، يصل الطببيب الشرعي  حوالي 07:00 صباحاً حاملاً دفتر ملاحظاته ومجموعة كبيرة من الأوراق الملتصقة ببعضها و المقسّمة إلى ثلاثة أعمدة، ويذهب من جثة إلى أخرى. ليقوم المصور بالتقاط الصور باستخدام كاميرته الرقمية الNikon Coolpix P50  أو  Fuji، ثم يعود الطبيب الشرعي لدفتر ملاحظاته ليسجل ثلاثة أرقام في تلك الأعمدة.
يرافقه جندي “الشاهد” ليقول له الخصائص ويدونها في العمود الأول: العمر التقريبي، الطول، لون الجلد والشعر، وجود وشوم أو ثقوب رصاص … وسبب الوفاة والذي يكون دائما “أزمة قلبية “أو” مشاكل في الجهاز التنفسي”، وبشكل طبيعي لم يكن هناك أي ذكر للتعذيب.
وبعدها يقوم الطبيب الشرعي برسم خط تحت المعلومات لينتقل إلى الشخص التالي، تحتوي الصفحة بالمتوسط على ثلاثة أو أربعة قتلى، يُؤرشَف التقرير الطبي في مكتب الطبيب الشرعي في مشفى تشرين.
بعد الانتهاء من تصويرهم، يعود سيزر وزملاؤه إلى القاعدة الأساسية لوضع التقرير الخاص بهم للمحاكم العسكرية. قبل الحرب، في بداية الانتفاضة، كان كل شخص ميت له أو لها بطاقة ملف خاصة به، تدريجياً ومع ازدياد عدد الجثث أصبحت البطاقة الواحدة تحمل تفاصيل 10، ثم 15، ثم 20 معتقلاً.
خلال حكم حافظ الأسد والد بشار الأسد اختفى أكثر من 17.000 معتقل في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات. تقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 215.000 قد اعتقلوا منذ بداية الحرب الأهلية، ما يقرب من نصف هذا العدد من الحالات لا يعرف أقاربهم أي معلومة عنهم. بحلول كانون الأول عام 2014، نجحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في وضع قائمة مؤلفة من 110.000 اسم.
***
يتابع سيزر:
رؤية هذه الصور على شاشة الكمبيوتر كانت أكثر إيلاما من تصوير الجثث. هناك، حيث الجثث في كل مكان حولنا لم يكن بإمكاننا التفحص. يستعجلنا الطبيب الشرعي، ويراقبنا عناصر من أجهزة الأمن ليلاحظوا ردود الفعل لدينا، الجميع في سورية يراقبون بعضهم. وبما أنه لم يكن يسمح لنا بطرح الأسئلة، كان من الأسهل التقاط الصور دون النظر جيداً في الإصابات. فمن الأسهل أن نحاول ألا نشعر بشيء.
نعود إلى مكتبنا وهناك أثناء طباعة الصور والصاقها لا يمكن لأعيننا أن تتفادى هذا الأمر، لقد كان فظيعاً، كان المشهد هناك فعلاً: يعود المعتقل إلى الحياة أمامنا. شاهدنا الجسم بشكل واضح، تخيلنا التعذيب، شعرنا بالضربات، ثم كان علينا أن نكتب التقرير كما لو أننا سنصلح ما رأيناه على نحو قاس في ذاكرتنا. خلال شهر واحد في الزنزانة تغير وجه السجين تماماً،  تغير كثيراً لدرجة أننا لم نعد نستطيع التعرف عليه.
توفي أحد أصدقائي في الاحتجاز، قمنا بتصوير جسده دون أن نعرف من هو، وبعد فترة ليست بالقصيرة، وأثناء قيامي بالبحث بشكل سري عن معلومات نيابة عن والده، أدركت أن صورته قد مرت من خلال أيدينا ولم أكن قد تعرفت عليه، كان قد أمضى شهرين فقط في السجن. وكنت قد اعتدت أن أرى هذا الشخص كل يوم تقريبا قبل أن يقبض عليه.
أخبرت الشرطة العسكرية الوالد أن ابنه قد مات في الاعتقال. لم يرد أن يصدق ذلك. كان عليّ أن أخبره أن ذلك الأمر صحيح فقلت له: “اتصلتُ بالمستشفى العسكري وأكدوا لي أن ابنك قد مات.” في الواقع، كنت قد بحثت في أرشيفنا ووجدت الصورة، لم يسمح لي أن أقول له ذلك، بطبيعة الحال. لم يكن أحد يعرف أن جثة كل معتقل يتم تصويرها كإجراء طبيعي قبل أن تُلقى في مقبرة جماعية.
في إحدى المرات كان أحد زملائي في مستشفى المزة، حيث كانت الجثث ملقاة جنباً إلى جنب، بينما كان يقف بالقرب من أحدهم، أحس بأنه لا يزال على قيد الحياة. كان يتنفس بهدوء. “هل أصوره؟ إنه لا يزال على قيد الحياة “، سأل زميلي الجنود المسؤولين عن نقل الجثث.
وصل الطبيب الشرعي وكان غاضبا. “ماذا تقصد، لا يزال على قيد الحياة؟ ما الذي يجب عليّ القيام به الآن؟ ذلك سيغير كل ما عندي من الأرقام” كان غاضبا لأنه كان قد ملأ سابقا دفتر ملاحظاته بأرقام الجثث الطبية.
إذا كان هذا الرجل لا يزال على قيد الحياة، سيتوجب علينا شطب وتخصيص إدخالات جديدة وإعادة الإدخالات والحصص”…. “لا تقلق” قال الجندي له. “اذهب وتناول كأساً من الشاي وسوف يتم فرز كل شيء قبل أن تعود”. وعندما عاد، انتهوا من أخذ الصور.
في البداية، كنا نشعر بالاشمئزاز والنفور. كنت بالكاد آكل شيئا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام. ثم أصبح ذلك روتين حياتنا اليومية وجزءاً منا، لقد كتمنا في أنفسنا، وكانت هذه الطريقة الوحيدة التي تمكننا من الاستمرار. ماذا يمكن أن نفعل؟ إذا عبرنا عن مشاعرنا قد نعتقل ونتعرض للتعذيب حتى الموت وننضم إلى تلك الجثث، كنا نخشى أيضاً على أصدقائنا وأسرنا.
كان هناك حوالي عشرة مصورين في فريقي، لطالما دعمنا بعضنا البعض، ولكننا لم نكن نثق حقاً ببعضنا. في بعض الأحيان، يكون لدى أحدنا حديث مهموس فلا يجرؤ على إغلاق باب المكتب كي لا يتصور شخص ما أننا نتآمر على النظام وننتقده، على أي حال، لم يسمح لنا بإغلاق الباب. كنا نقول، “في يوم القيامة، سنحاسب على أعمالنا، ماذا فعلت خلال كل هذه السنوات مع هذا النظام الإجرامي؟ لماذا بقيت معه؟” وكنا خائفين. ما يمكننا أن نرد؟
لقد كنت خلال هذين العامين واقعاً بين جحيمين. كنت خائفاً من أن يتم القبض عليّ من قبل الثوار لأنني عملت لدى النظام، أو يعتقلني النظام لأنني كنت أجمع هذه الأدلة من التعذيب. كانت حياتي في خطر في كلا الحالتين _ وكانت عائلتي في خطر أيضاً.
***
يزود سامي سيزر بالفلاشات بانتظام،  في البداية بسعة 4GB أو 8GB، ثم 16GB. في بعض الأحيان، يشعر سيزر بالقلق من أنه قد فوّت بعض الصور، لذلك يعيد نسخ صور شهر كامل على قرص مضغوط، مع تزايد خطر اكتشاف أمرهم. يعود سامي لينسخ كل شيء مرتين، أولاً إلى القرص الصلب لجهاز كمبيوتر منزله، ومع أسماء الملفات العامة في حال قام أحد عملاء النظام بالعثور عليهم، ثم إلى قرص صلب خارجي.
استغرقت العملية دقائق طويلة مؤلمة، ولكن كانت ضرورية:
وحدها الصور الأصلية تحوي البيانات الوصفية (تاريخ ونوع الكاميرا، الخ) التي من شأنها أن تثبت أين التقطت هذه الصور، وعالية الوضوح التي من شأنها أن تجعل من الممكن تحليل الإصابات واكتشاف السبب المحتمل للموت. وللتأكد من عدم فقدان شيء أًرسلت الصور مباشرة إلى الخارج عبر شبكة الإنترنت _ بوضوح أقل هذه المرة لتسريع وقت التحويل. فمع انقطاع الكهرباء وخطوط الهاتف التي لا يمكن الاعتماد عليها يمكن للاتصال أن يقطع ويخفق.
عندما هاجم النظام بلدته، أخذ سامي زوجته وأطفاله إلى مكان أكثر أمناً، ثم عاد ليعثر على أحد أصدقائه الذي كان قد ساعده في نقل الصور منذ البداية. أخذوا كمبيوتر سامي والقرص الصلب الخارجي ووضعوهم في كيس وخبؤوهم تحت كومة من القمامة. إن نقل هذه الأشياء مجتازين حاجز الجيش كان خطراً جداً. أثناء سقوط قذائف هاون بشكل أكبر وتحرك أول مجموعة من الجنود إلى الشوارع، اختبأ اثنان من أصدقائه في منزل مجاور، تكوروا فوق سقف مستعار واختبؤوا هناك لمدة ثلاثة أيام صعبة.
يفكر سامي في عائلته ووالده والأرانب التي اعتاد أن يرعاها فوق سطح منزله. من خلال شق في الخشب حاول مراقبة ما يجري…. قال متذكراً في إحدى هذه الأيام ” شاهدنا جنوداً يجبرون شاباً على قول:” لا إله إلا بشار” ثم قتله واحد منهم. “لم نكن خائفين من الموت، لكننا كنا خائفين من الموت هكذا”.
***
أردنا أن نخرج هذه الصور ليعلم أسر القتلى أن فقيدهم المحبوب قد وافته المنية. كان يجب أن يعرف الناس ما يجري في السجون ومراكز الاعتقال. عندما يسقط بشار الأسد كن على يقين من أن النظام يريد تدمير الأدلة.
لماذا يحتفظ النظام بهذه الصور؟  لطالما تساءلت. لماذا يدون هذه الأوصاف المفصلة للجثث ويحتفظ بالصور في الملفات؟
أنا رجل بسيط ولست سياسياً، سأعطيكم إجابة بسيطة. ليس هناك تعاون بين أجهزة المخابرات والأمن. إنهم لا يعرفون ما يقوم به الآخرون. كل واحد مسؤول عن تنظيمه الخاص ويعمل لخدمة مصالحه الخاصة. لمدة 50 عاماً تسجل الشرطة العسكرية تفاصيل الوفيات العرضية بما في ذلك الجيش، في حالة الحاجة إليها للمحاكم العسكرية. النظام يوثق كل شيء بحيث لا ينسى شيئاً. وبالتالي، فإنه يوثق هذه الوفيات. هذه الصور مفيدة للقضاة والمحققين ليكملوا ملفاتهم. في حال قام القضاة يوماً ما بإعادة فتح القضايا فإنهم سيحتاجون إليها. بعد بدء الثورة وخلال الحرب بقينا ببساطة على الروتين نفسه، لم يتصور النظام يوماً أن عملنا قد يستخدم ضده.
تعتقد الأجهزة الأمنية بأنها محصنة، إنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أنه سيتم محاسبتهم يوماً ما على انتهاكاتهم. إنهم يعرفون أن القوى العظمى تدعم النظام، لم يعتقدوا يوما أن هذه الصور ستخرج ويراها العالم أجمع.
في الواقع، وأنا أتساءل عما إذا كان ضباط الأمن ليسوا أكثر غباء مما نعتقد، إنهم مشغولون بقمع المتظاهرين ونهب السكان والقتل لقد نسوا أن انتهاكاتهم يجري توثيقها. انظر إلى الهجوم الكيماوي في الغوطة! إن المسؤولين يعرفون أن هناك دليلاً على ما قاموا به،  إلا أنهم ما زالوا يطلقون صواريخهم.
خلال العامين وعندما كنت أنسخ هذه الوثائق سراً كنت خائفاً على عائلتي وعلى نفسي. لكني قد بدأت السير في هذا الطريق وليس هناك من سبيل للعودة. كنت أعرف أنني سأتوقف عن هذا العمل يوماً ما، ولكن لم أكن أعرف متى، بقيت أؤجل هذه اللحظة، وفي نهاية المطاف أدركت أن عليّ مغادرة البلاد.
في يناير 2015، في مقابلة مطولة مع مجلة فورن أفيرز الأمريكية كرر الرئيس السوري بشار الأسد انتقاداته للصور. عند نقطة واحدة أظهرت الصحفية “الأدلة المصورة للقصف العشوائي للأهداف المدنية، التي قدمها منشق يطلق عليه اسم سيزر … تظهر التعذيب الرهيب وسوء المعاملة في السجون السورية”.
من أخذ الصور؟”، أجاب الرئيس. “من هذا؟ لا أحد يعرف. لا يوجد إثبات لأي من هذه الأدلة، لذلك كل الادعاءات بدون أدلة. “
ولكن صور سيزر عُرضت على محققين أوروبيين مستقلين”، أصر الصحفي.
لا لا. إنها ممولة من قطر، ويقولون إنها من مصدر مجهول. لذلك لا شيء واضح أو مثبت. الصور لا توضح لأي شخص أخذت. إنهم صور للرأس فقط، على سبيل المثال، مع بعض الجماجم. من الذي قال إنها أخدت من قبل الحكومة، وليست من قبل الثوار؟ من قال إن هذه الضحية سورية، وليس أي شخص آخر؟ فعلى سبيل المثال، كانت الصور التي نشرت في بداية الأزمة من العراق واليمن … “
أحد المقربين من سيزر، وهو طبيب أطفال سابق أنشأ ملفاً لتصنيف الأنواع والدرجات المختلفة للاعتداء الذي تعرض له السجناء. وقال:
كيف لهؤلاء الناس أن يصبحوا أرقاماً مجهولة؟ يجب أن نرد لهؤلاء الضحايا هوياتهم مرة أخرى. أسرهم لديها الحق في معرفة مصيرهم.”
إنه لمحبط أن هذه الصور لم تسفر عن أي نتيجة ملموسة. قال إنه يريد أن يعرف ماذا يفعل السياسيون، والمجتمع الدولي؟  “كنا نعتقد أن عملنا سيحرك الرأي العام. عرضت هذه الصور على الاتحاد الأوروبي وعلى الكونغرس في واشنطن وعلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. ولكن السياسيين يريدون فتح صفحة جديدة والتفاوض مع بشار الأسد. كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟
======================
نيويورك تايمز: فشل الجهود الدولية فى عرقلة تمويل داعش
اليوم السابع
.. التنظيم يجنى 40 مليون دولار شهريا جراء بيع النفط.. الخزانة الأمريكية ترصد مكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات توقف عمليات داعش لبيع الآثار الأحد، 11 أكتوبر 2015 - 01:09 م عناصر تنظيم داعش - صورة أرشيفية كتبت إنجى مجدى تساءلت صحيفة نيويورك تايمز عن أسباب استمرار تدفق المال لتنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا وحتى فرعه فى ليبيا، مشيرة إلى أن الفيديوهات التى تظهر عناصر التنظيم تقود سيارات دفع رباعى من ماركة عالمية شهيرة، دليل على أن الجهود الدولية لتضييق الخناق على تمويل داعش لم تجدى. صعوبة تعقب أمواله وأضافت الصحيفة الأمريكية فى افتتاحيتها، الأحد، أن الإدارة الأمريكية أنهت برنامج تدريب وتسليح مجموعات من المعارضة لمكافحة داعش، بفشل ذريع، لذا فإن هناك حاجة لجهد مختلف لكبح قدرة التنظيم الإرهابى على حصد الأموال وشراء المؤن. لكن يقول مسئولون أمريكيون إن تنظيم داعش ليس دولة كما يزعم، كما أنه يفتقر إلى العلاقات الاقتصادية التقليدية، إذ أنه يحصل على الأغلبية العظمى من الواردات من الأراضى التى يسيطر عليها داخل العراق وسوريا وليبيا، ولا يزال من غير المفهوم بالكامل مصادر وإرداته، وهذا جميعا يمثل تحديا صعبا لتعقب أمواله. 40 مليون دولار شهريا عائدات النفط وتقود وزارة الخزانة الأمريكية جهد دولى لقطع طرق التجارة التى يستخدمها التنظيم ومنعه من الوصول إلى النظام المالى الدولى وفرض عقوبات على قادته وأى شخص يساعده. وقد عرضت وزارة الخارجية الأمريكية، الأسبوع الماضى، مكافأة تزيد عن 5 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تساعد على عرقلة بيع النفط أو الآثار من قبل داعش. ويقول مسئولون أمريكيون إن تنظيم داعش يحصل على أغلب موارده المالية من الأراضى التى يسيطر عليها، إذ جلب سلب المواطنين والأعمال التجارية ملايين الدولارات له. وتشير الصحيفة إلى أن على الرغم من الجهود الأمريكية لقطع واردات النفط عنه، فإن أحدث التقديرات تشير إلى تحقيق التنظيم الإرهابى حوالى 40 مليون دولار شهريا جراء بيع النفط من الحقول فى سوريا والعراق. الخليج يرسل أموالا لداعش ويبيع التنظيم الإرهابى المنتجات المكررة للمشتريين المحليين، بينما الهامة لوسطاء ومهربين لهم زبائن فى العراق وسوريا بما فى ذلك، النظام السورى، بحسب زعم الصحيفة، وبالإضافة إلى حصولهم على أموال من مانحين فى قطر، فإن عناصر داعش تقوم بنهب البنوك ويحصل على الفدى عن طريق عمليات الخطف، فضلا عن تجارة البشر وبيع الآثار. جهود أمريكية ويشير مسئولون إلى أن الأولوية العليا حاليا هى منع استخدام داعش للتبادلات المالية والتعاملات المصرفية فى العراق، حتى لا يمكنه شراء أسلحة ومؤمن أخرى. ويقول مسئولو وزارة الخزانة إنهم نجحوا فى فصل عشرات البنوك التى توجد فى الأراضى الواقعة تحت سيطرة داعش، عن النظام المالى العراقى والدولى. ويلفت مسئولو الخزانة الأمريكية إلى أنه مع انتقال عناصر التنظيم لإنشاء جماعات تابعة فى بلدان أخرى، فربما يصبح من الأسهل كشف هذه الشبكات، لأنه سيكون عليهم الاتصال عبر مسافات طويلة وربما مساعدة بعضهم ماليا. وتخلص نيويورك تايمز افتتاحيتها مشددة على ضرورة القضاء على العصب المالى للتنظيم المتطرف إذا كان المجتمع الدولى يريد وقف وحشيته والقضاء عليه، لأنه القوة العسكرية ليست سوى عنصر فى إستراتيجية متعددة الجوانب.
======================
نيويورك تايمز” تنشر خريطة تقسم سوريا لـ 3 دول واليمن إلى دولتين
 الاثنين 30 سبتمبر 2013  09:43 
عكاظ اليوم – جدة
عرضت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أمس الأحد، خريطة تظهر فيها 5 دول في الشرق الأوسط وقد قسمت إلى 14 دولة، وذلك بفعل النزاعات الطائفية والسياسية الدائرة حاليا، وفقا للمحلل روبن رايت الذي قسم سوريا إلى 3 دول، هي: الدولة العلوية، وكردستان السورية، والدولة السنية. أما اليمن، فقد تم تقسيمه إلى دولتين، وتم تقسيم ليبيا إلى 3 دويلات، وذلك بسبب النزاعات القبلية.
======================
ايكونوميست: التدخل الروسي يضع السوريين تحت رحمة الدخلاء
الأحد 11 أكتوبر 2015 / 19:36
24 - إعداد. ميسون جحا
لم يكد يمضي أسبوع على تدخلها في الحرب السورية في 30 سبتمبر(أيلول) الأخير، عبر شن جملة من الغارات ضد قوات تحارب الرئيس بشار الأسد، حتى رفعت روسيا خطر تدخلها العسكري، فكما تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية، وجهت روسيا في 7 أكتوبر(تشرين الأول) صواريخ كروز ضد قوات المعارضة، بعدما أطلقتها من منطقة بحر قزوين، على مسافة مئات الكيلومترات، عن الارض السورية.
وقالت روسيا إن الصواريخ والضربات الجوية تشكل جزءاً من حملة ضد "الإرهاب"، ولكن روسيا لم توجه ضرباتها ضد داعش، بل ضد جماعات سورية معارضة، ومنهم أطراف مدعومة من الاستخبارات والإدارة الأمريكية.
قنابل عنقودية
وتشير المجلة إلى مواصلة الطائرات الروسية، مدعومة بهجمات برية ينفذها نظام الأسد، هجماتها ضد مجموعات معارضة في شمال غرب محافظة إدلب، وبعض جيوب حول مدينة حماة، ومستخدمة في بعض الحالات، قنابل عنقودية.
وكما يقول أبو أمين، من "ثوار أحرار الشام"، وهو تنظيم عسكري صغير: "تنظر المعارضة إلى التدخل الروسي بوصفه "احتلالاً" يضاف إلى آخر نفذته إيران"، وهي حليف رئيسي آخر للأسد.
ويقول معارض آخر: "إن تبعات هذا التدخل الخطير وآثره على المعارضة المسلحة يعتمد على عاملين ما زالا مجهولين، ويتركزان فيما يخبئه حليفا الأسد، روسيا وإيران، وما سيكون عليه رد فعل داعمي المعارضة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وِأمريكا وقطر وتركيا".
لا فائدة
وبرأي إيكونوميست، لن تفيد الضربات الجوية بمفردها في دحر المعارضين، والذين يشكلون ما يربو على 7 آلاف تنظيم، وفق مركز كارتر، هيئة فكرية.
وسوف يجبر القصف مزيداً من السوريين على مغادرة بلدهم، ولكنه لن يمكن الأسد ولا حلفائه من استعادة أراضٍ، أو البقاء فيها، وإلى حين التدخل الروسي، حققت قوات المعارضة السورية تقدماً جعلها في موقف أفضل مما كانت عليه منذ بدء الانتفاضة في عام 2011.
تنسيق
وتشير المجلة إلى ما حققته قوات المعارضة السورية خلال الأشهر الأخيرة، من تنسيق لجهودها ومعاركها رغم وجود فروق كبيرة إيديولوجية بين صفوفها، بحيث ينتمي بعضها لجبهة النصرة المتشددة، وهي فرع للقاعدة، ويتبنى قسم آخر من التنظيمات المعارضة إيديولوجيات وطنية ومعتدلة. وفي مارس" آذار"، تمكن جيش الفتح، تحالف يضم مجموعات مقاتلة في شمال سوريا، كجبهة النصرة وأحرار الشام، من السيطرة على مدينة إدلب.
وفي جنوب العاصمة، دمشق، تزداد الجبهة الجنوبية، مدعومة من الأردن وأمريكا، قوة وحضوراً.
خطر أكبر
وتلفت إيكونوميست إلى احتمال تعرض قوات المعارضة لخطر أكبر فيما لو أرسلت روسيا قوات برية، فقد أعلن رئيس لجنة قوات الدفاع الروسية، شبه العسكرية، في 5 أكتوبر(تشرين الأول) بأن "متطوعين روس يقاتلون في شرق أوكرانيا قد ينتقلون إلى سوريا"، ولكن الكرملين نفى ذلك لاحقاً.
وبالرغم من ذلك، تشير تقارير إلى إرسال إيران، حليفاً آخر للأسد، مزيداً من رجال الميلشيات الشيعية يحاربون تحت قيادة ضباط إيرانيين، كما أن حزب الله، ميلشيا عميلة لإيران في لبنان، تقاتل منذ وقت طويل لصالح الأسد، كسواها من ميليشيات شيعية.
ومن هنا دعت مجموعات سورية معارضة داعمين دوليين لمنحهم مزيداً من الأسلحة.
وفي هذا السياق، قال بيتر هارلينغ من مجموعة إنترناشونال كرايسيس، وهي هيئة فكرية: "قد يدفع حقيقة إرسال الروس لرسالة قوية بأنهم مصممون على بقاء النظام السوري وانتصاره، لإجبار الطرف الآخر على تصعيد تحركاته".
التزام الهدوء
وبرأي المجلة، لا يعرف بعد ما سيكون عليه موقف داعمي المعارضة السورية، الذين التزموا، حتى الآن، الصمت حيال خططهم، وأن ما سيتم لاحقاً سوف يعتمد إلى حد كبير على ما تقرره المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، نظراً لفقدان أمريكا قدراً كبيراً من نفوذها في هذه الحرب.
ورغم قيام السي آي أي بتدريب وتسليح قلة من المعارضين بكلفة بلغت 500 مليون دولار، فقد فشل برنامج التدريب فشلاً ذريعاً، ولم يبق من المحاربين الذين دربتهم أمريكا سوى أربعة أو خمسة رجال، وهم بالكاد يملأون شاحنة.
وفي أعقاب التدخل الروسي، قال الرئيس الأمريكي، أوباما، بأنه أجاز للبنتاغون توزيع مزيد من الذخيرة وبعض الأسلحة على قرابة 30 ألف مقاتل ممن يأمل بأن يحرزوا تقدماً في الرقة، عاصمة داعش في سوريا.
لا يأس
ولكن حلفاء أمريكا، بحسب إيكونوميست، لم ييأسوا، ولم يثبط عزيمتهم موقف أوباما الضعيف إزاء القصف الروسي، فإن اقتراح أمريكا بنشر 25 ألف جندي، غالبيتهم من الأكراد، مع 5 آلاف جندي عربي فقط، لا يتوقع أن يتمكنوا من الانتصار على داعش، وأن يستعيدوا مساحات واسعة سيطر عليها التنظيم الإرهابي، في العام الماضي.
وترى دول في المنطقة ضرورة دعم قوات المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، ولكن أوباما يمنع ذلك.
إلا أن تلك الأطراف أضحت، في الآونة الأخيرة، أقل انصياعاً للإرادة الأمريكية، وما استيلاء قوات المعارضة السورية على مدينة إدلب إلا أكبر دليل على تقديم تلك الأطراف أسلحة وعتاداً لوكلائهم على الأرض السورية، بالرغم من معارضة أمريكا.
تصعيد
وترى المجلة البريطانية بأن سوريا قد تشهد مرحلة أخرى من التصعيد، فقد اشتكت تركيا في 5 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري من اختراق مقاتلات روسية لأجوائها عدة مرات، خلال أيام. وأعرب مسؤولون عراقيون عن ترحيبهم بتدخل روسي ضد داعش، مما عزز المخاوف من توسيع الحملة الروسية، وهكذا أصبح جميع السوريين، وليس المعارضة المسلحة، وحسب، تحت رحمة أمزجة أطراف خارجية.
======================
الجارديان: المعارضون السوريون يتعهدون بقتال روسيا
الإثنين، 12 أكتوبر 2015 - 11:32 ص
البنأ
كتب: محمد حميد
يسود الموضوع السوري الصفحات الدولية في صحيفة الجارديان البريطانية. وكتب مارتن شولوف وكريم شاهين مقالاً بعنوان "المعارضون السوريون يتعهدون بقتال روسيا".
وعلى طريقة السرد القصصي، يروي الكاتبان حكاية الكابتن مصطفى من الجيش السوري الحر في شمال حماه، وكيف بات معتاداً على القصف الروسي، تماما كاعتياده وعود الداعمين الأمريكيين. يقول: "يمكننا الحصول على معظم الأسلحة التي نريدها، لكن لا أسلحة لإسقاط الطائرات".
 يقول أبو صالح، القائد في احدى الجماعات الاسلامية المعارضة: " انشغل الروس بضربنا، وتركوا تنظيم داعش. هل ينبغي علي حقاً ان أقول من يقف وراء كل ما يجري؟".
ويمضي المقال: "إياد أبو المجد، قائد مجموعة أخرى في الجيش السوري الحر باسم "تجمع الغاب"، يقول إن مجموعات المعارضة المدعومة مباشرة من السعودية وقطر والولايات المتحدة تم إبلاغها بانها لن تتأثر بقرار واشنطن إلغاء منحة الـ500 مليون دولار لتشكيل قوة لمحاربة تنظيم داعش.
======================
الجارديان: سوريا بوابة بوتين للسيطرة على سوق النفط
التدخل العسكري الروسي في سوريا، ربما لا تقتصر أهدافه على دعم الموقف الذي يتبناه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسيا، والقائم في الأساس على تحدي المواقف الغربية، بحسب ما ذكرت "الجارديان" البريطانية، وإنما تمتد أبعاده إلى جانب اقتصادي لم يتناوله جميع المحللين والكتاب الذين تناولوا القضية.
وأضافت الصحيفة البريطانية البارزة أن خطة بوتين السياسية تبدو واضحة للجميع، إلا أن هناك هدفا اقتصاديا يسعى الرئيس الروسي لتحقيقه، يتمثل في رفع أسعار النفط، وذلك لإنعاش الوضع الاقتصادي في روسيا، وبالتالي اكتساب شعبية كبيرة بين الروس، الذين يعانون في الآونة جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.
وأوضحت الصحيفة أن المعركة الروسية في الشرق الأوسط واستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، سوف تفتح الباب أمام روسيا للسيطرة بصورة كبيرة على أسواق النفط العالمية، في ظل تعاون كبير بينها وبين دول أخرى لديها وفرة نفطية كبيرة، كالعراق وإيران، وبالتالي يمكن لروسيا أن تجبر أوروبا من جديد على الاعتماد على امداداتها النفطية.
الحرب الروسية في الشرق الأوسط ربما تفيد مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بامتياز، بحسب الصحيفة البريطانية، ليس فقط على المستوى السياسي، وإنما يمكنها أيضا ان تدعمه في إنقاذ الاقتصاد الروسي من الانهيار.
======================
ديلي ميل: نبذ بابا الفاتيكان للعنف في الشرق الأوسط بعد القذف الروسي لسوريا
أخبار عالميةمنذ 22 ساعة0 تعليقاتالدستور 5 زيارة
المرصد
 
أشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن تصريحات بابا الفاتيكان حول تنديده للعنف في الشرق الأوسط، يأتي بعد أيام قليلة من بدء روسيا عمليات القذف في سوريا، حيث ندد البابا فرنسيس بـ"تصاعد العنف الذي يطاول المدنيين الأبرياء في الشرق الأوسط لافتا إلى "سوريا والعراق والقدس والضفة الغربية" ومطالبا المجتمع الدولي بالتحرك سريعا.
أضافت الصحيفة أن تصريحات البابا تأتي كأسقاط على القذف الروسي ودروه في زيادة العنف في المنطقة، فيما طالب البابا من الأعضاء الـ360 للسينودس حول العائلة الملتئم في الفاتيكان مشاركته الصلاة، وقال "نتأثر بألم ونتابع بقلق كبير ما يحصل في سوريا والعراق والقدس والضفة الغربية حيث نشهد تصاعدا للعنف يطاول المدنيين الأبرياء ويؤجج أزمة إنسانية هائلة".
وأضاف "تزامنا مع انعقاد السينودس، أوجه نداء ملحا إلى المجتمع الدولي ليجد السبيل لمساعدة الأطراف المعنيين في شكل فاعل وليعرف كيفية توسيع آفاقه في ما يتجاوز المصالح الفورية".
======================
الاندبندنت: هل تعود الأقليات لسوريا إذا انسحبت داعش؟
دوت مصر
في ظل حالة الهلع الذي ترتب على الانتهاكات الوحشية التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المدن والقرى الواقعة تحت سيطرته، خاصة ضد الأقليات المسيحية، يبقى التساؤل حول إمكانية عودة هؤلاء الذين تركوا مدنهم وقراهم في سوريا العودة من جديد في حالة هزيمة التنظيم المتطرف، بحسب ما ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن استراتيجية التنظيم المتطرف روعت قطاعا كبيرا من المسيحيين السوريين، وهو الأمر الذي عانت منه كافة الطوائف الأخرى في سوريا، وبالتالي فإن قرار العودة لن يتخذه سوى قلة قليلة جدا من بين الأربعة ملايين لاجيء سوري، الذي اختاروا الخروج من بلادهم بحثا عن الأمان في أماكن أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن استراتيجية داعش الترويعية تضمن إلى حد كبير عدم عودة الفارين من جحيم التنظيم، حتى إذا ما فقد التنظيم المتطرف سيطرته على المناطق التي كانوا يعيشون فيها أو انسحبت ميليشياته منها في المستقبل.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى مدينة تل تامير السورية، والتي لم تشهد أي صراعات منذ أشهر، إلا أنها أصبحت أشبه بمدن الأشباح، حيث أصبحت المنازل بها خاوية، والشوارع لا يوجد بها أحد، وهو الأمر الذي ينطبق أيضا على العديد من المدن الكردية.
ونقلت الصحيفة عن جان إبراهام، عمدة أحد القرى التابعة للمدينة، أن المسيحيين اختاروا اللجوء إلى لبنان وتركيا وألمانيا والسويد، موضحا أن قريته كان بها حوالي 50 عائلة، إبان تقدم ميليشيات التنظيم المتطرف نحوها في فبراير الماضي، إلا أنه لم يعد إليها سوى أربعة عائلات فقط رغم انحسار القتال وخروج التنظيم منها.
======================