الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/4/2020

سوريا في الصحافة العالمية 12/4/2020

13.04.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيويورك تايمز: القوات الحكومية السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية في “اللطامنة” ثلاث مرات خلال أسبوع
https://aletihadpress.com/?p=205410
  • فوكس نيوز: أزمة كورونا فشلت في وقف دعم إيران لحلفائها
https://arabi21.com/story/1260499/فوكس-نيوز-أزمة-كورونا-فشلت-في-وقف-دعم-إيران-لحلفائها#tag_49219
  • واشنطن بوست: يجب على جلادي الأسد أن ينقذوا أنفسهم من كورونا
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/4/11/يجب-على-جلادي-الأسد-أن-ينقذوا-أنفسهم-من-كورونا
 
الصحافة الروسية :
  • زافترا: الوضع الراهن.. فيروس كورونا والتوترات الدولية والإقليمية في سوريا وفلسطين واليمن و ليبيا
https://www.raialyoum.com/index.php/زافترا-الوضع-الراهن-فيروس-كورونا-والت/
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: القوات الحكومية السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية في “اللطامنة” ثلاث مرات خلال أسبوع
https://aletihadpress.com/?p=205410
الاتحاد برس – مترجم / نيويورك تايمز
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا يتهم فيه فريق تحقيق تابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية الحكومة السورية بالقيام بثلاث هجمات كيماوية على بلدة واحدة في عام 2017 .
وبحسب التقرير، اتهم فريق تحقيق يعمل مع اللجنة الدولية المعنية بمراقبة امتثال الحكومة السورية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية، بشن القوات الحكومية ثلاث هجمات كيماوية على بلدة واقعة في شمال سوريا في آذار من عام 2017 مما أدى لإصابة عشرات الأشخاص.
وقال الفريق الذي تم تأسيسه من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في تقريره أن الطائرات الحربية السورية قامت في خضم أسبوع واحد بإلقاء قنابل تحتوي على السارين ” غاز أعصاب ” فوق البلدة فيما قامت مروحية باستهداف المستشفى التابع للبلدة ببرميل يحتوي على مادة الكلور .
وظهرت عدة تقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل متكرر خلال السنوات التسع من الحرب الأهلية السورية، واتهم مسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى مثل تركيا، الحكومة السورية باستخدام أسلحة محرمة لكسر شوكة  حركة المعارضة  التي تهدف لتنحية الرئيس بشار الأسد .
وبحسب التقرير، فقد أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية استخدام الأسلحة الكيماوية في العديد من الحالات، لكنها أحجمت عن توجيه الاتهام وتحديد الجهة التي يجب القاء اللوم عليها لاستخدام هذه الأسلحة, مما أثار انتقادات من النشطاء بأن الامتناع عن الحكم بهذه الأمور يقلل من فرص الحساب والمسائلة .
لذلك أسست المنظمة هيئة تحقيق أسمتها  “فريق التقصي والتعريف ” والذي تم تشكيله لتحديد المسؤول عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، وكان التقرير الذي صدر يوم الأربعاء هو الأول لهذا الفريق والذي وجه فيه أصابع الإتهام لقوات الرئيس الأسد .
وبحسب نيويورك تايمز فقد اعتمد الفريق في تحقيقه على مجموعة من الأدلة تضمنت إفادات شهود ،فيديوهات مصورة، تقارير الطب الشرعي عن بقايا الذخائر المستخرجة، السجلات الطبية وصور الأقمار الصناعية .
ومع وجود العديد من التقارير عن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا إلا أن فريق التقصي ركز على  ثلاث هجمات حصلت في بلدة اللطامنة شمال سوريا، والتي تقع تحت سيطرة المعارضة خلال الأسبوع الأخير من شهر آذار عام 2017.
ويؤكد التقرير أن الفريق وجد أنه في يوم ٢٤ آذار قامت مقاتلة حربية تابعة للجيش السوري بإلقاء قنبلة سارين مما أدى لإصابة ١٦ شخص ، وتابع التقرير أنه في اليوم التالي قامت مروحية تابعة للجيش السوري بإلقاء برميل يحتوي على مادة الكلور على مستشفى البلدة والذي اخترق بدوره سطح المستشفى ونشر انبعاثاته المؤذية مما أدى لإصابة ٣٠ شخص.
وبحسب التقرير، في يوم ٣٠ آذار قامت طيارة حربية سورية بإلقاء قنبلة سارين أخرى على البلدة مما أدى لإصابة حوالي ٦٠ شخص على الأقل.
السارين هو غاز أعصاب محظور واستخدامه يعتبر جريمة حرب، أما الكلور فلديه استخدامات في الصناعة والتنظيف لكن استخدامه كسلاح يعتبر جريمة حرب أيضًا .
وصرح فريق التقصي أنه درس وتفحص احتمالات أخرى لكل هجوم بما فيها ادعاءات الحكومة السورية والحكومة الروسية التي تعتبر حليف وثيق لسوريا أن الهجمات قد تم تلفيقها من قبل ناشطين معارضين للحكومة من أجل اتهام حكومة الأسد .
لكن الفريق قال عن نتائجه النهائية ” إنها الوحيدة الممكن أن نصل اليها منطقيًا من خلال المعلومات المحصلة “، مثل هذه الهجمات لا يمكن أن تحدث أو تنفذ إلا بأوامر من قبل سلطات عليا في الجيش السوري حسب قول فريق التحقيق.
لكن أسماء هؤلاء المعتقد بمسؤوليتهم عن الهجمات قد تم حذفها من النسخة العامة للتقرير، وعلى الرغم من الأدلة الكثيرة على الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيماوية من قبل قوات الأسد إلا أن المجتمع الدولي لم يتخذ إجراءات كافية لردع هذه التصرفات.
لكن تقرير الأربعاء حسب ما وصف فريق التحقيق يقدم بعض العزاء للناجين من هذه الهجمات، ويقول سعيد أحمد الرحمون الذي أغمي عليه بعد استنشاقه لغاز أطلقته إحدى الطائرات في ٣٠ آذار ” حتى الآن مازالت عظامي وعيوني تؤلمني ” ولكنه تعجب لماذا تأخذ هيئة دولية كل هذا الوقت لتلقي اللوم قائلا ” لماذا انتظروا حتى الآن ليتهموا بشار ؟”، مطالبًا بمحاكمته بالإضافة لجميع الطيارين المسؤولين عن الهجوم .
أنكرت الحكومة السورية خلال الحرب أن تكون قواتها قد استخدمت أسلحة كيماوية فيما اتهمت المعارضة والناشطين المعارضين بتلفيق الهجمات لتوليد تعاطف دولي، فيما دعمت روسيا وإيران الحليف الآخر القوي لسوريا هذا الإنكار.
وقال فريق حظر الأسلحة الكيماوية  في تقريره، إنه لم يتلق أي تعاون من الحكومة السورية في تحقيقاته، ولم يتمكن من زيارة مواقع الهجوم.
وأكد التقرير أن الحكومة السورية لم تعلق على الفور على النتائج، أما الولايات المتحدة رحبت بالتقرير كدليل على ما أسماه وزير الخارجية مايك بومبيو بالعمل “غير المتحيز والمهني” لـ منظمة حظر الأسلحة الكيماوية .
وقال بومبيو في بيان “لا يمكن لأي قدر من المعلومات المضللة حتى بمساعدة روسيا وإيران أن تخفي حقيقة أن نظام الأسد مسؤول عن العديد من الهجمات بالأسلحة الكيميائية”.
ولم تحظ الهجمات في اللطامنة باهتمام كبير في ذلك الوقت لأنها لم تقتل أحداً، لكنها جاءت قبل أيام فقط من هجوم كيميائي للحكومة السورية على بلدة أخرى قريبة منها تدعى خان شيخون، أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصًا في 4 نيسان 2017.
وبحسب التقرير، رد الرئيس ترامب  حينها على هذا الهجوم عن طريق الأمر بإطلاق 59 صاروخ توماهوك على مواقع عسكرية في سوريا لمعاقبة الأسد لاستخدامه أسلحة كيميائية.
وقام البيت الأبيض في وقت لاحق برفع السرية عن تقرير اتهم سوريا ليس فقط بتنفيذ الهجوم، ولكن أيضًا العمل مع الحكومة الروسية في حملة تضليل لتفادي اللوم.
بعد أكثر الهجمات الكيميائية دموية في حرب سوريا، على منطقة بالقرب من دمشق تُعرف باسم الغوطة في آب 2013، وسهلت روسيا اتفاقية دولية لسوريا للتخلي عن مخزونها من الأسلحة الكيميائية وتفكيك قدراتها.
وبينما أشاد أعضاء في إدارة أوباما بالاتفاق على التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية بشكل سلمي، استمرت التقارير عن الهجمات الكيميائية التي شنتها قوات الأسد.
وجاءت الهجمات الكيميائية الثلاث المنسوبة للحكومة السورية في تقرير الأربعاء بعد أن كان من المفترض أن  سوريا قد تخلت عن جميع أسلحتها الكيميائية.
===========================
فوكس نيوز: أزمة كورونا فشلت في وقف دعم إيران لحلفائها
https://arabi21.com/story/1260499/فوكس-نيوز-أزمة-كورونا-فشلت-في-وقف-دعم-إيران-لحلفائها#tag_49219
نشرت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، تقريرا تحدثت فيه عن مواصلة إيران لتقديم الدعم لحلفائها، رغم الضائقة التي تسببت بها أزمة كورونا العالمية على طهران.
ونقل التقرير عن مدير السياسات في منظمة "متحدون ضد إيران النووية" جيسون برودسكي، أن الوباء الخانق فشل في وقف الدعم الإيراني للمنظمات التابعة لها، معتقدا أن رفع العقوبات الأمريكية على إيران، بسبب الفيروس التاجي، سيكون غير مسؤول، ولن يحل المشكلة الأساسية.
وتابع: "تاريخ النظام الإيراني في سوء الإدارة والفساد موثوق جيدا"، مؤكدا أنه رغم ويلات كورونا، إلا أن إيران تصعد.
وأضاف برودسكي أنه "في حين قد يفترض المرء أن الأزمة الصحية الهائلة، قد تدفع إيران إلى التركيز أكثر على ما يحدث داخل حدودها، إلا أنها تصعد من سلوكها التهديدي، مثل الهجمات في العراق، والقتال باليمن، ومواصلة الضغط على آخر معاقل المعارضة بإدلب، دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد".
ولفت التقرير إلى أن الوكالة النووية التابعة للأمم المتحدة أفادت بأن طهران تعرقل الجهود الرامية إلى توضيح الأنشطة السابقة المتعلقة بالأسلحة النووية، إضافة إلى أنها تنتج حاليا 60 جهاز طرد مركزي متقدم يوميا.
وبحسب "فوكس نيوز"، فإن النظام الإيراني يهتم بتمويل وكلائه وشركائه، على حساب شعبه، حتى في وقت الاضطراب الاقتصادي، بحسب ما تدعيه وزارة الخارجية الأمريكية.
===========================
واشنطن بوست: يجب على جلادي الأسد أن ينقذوا أنفسهم من كورونا
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/4/11/يجب-على-جلادي-الأسد-أن-ينقذوا-أنفسهم-من-كورونا
"لا يمكنك أن تتوقع من معذبك أن يهتم بصحتك" هذه الحقيقة البديهية التي قالها ضحية التعذيب عمر الشغري -الذي قضى أكثر من ثلاث سنوات في أسوأ زنازين نظام بشار الأسد وكان عمره 15 عاما- لجوش روجين كاتب هذا المقال في صحيفة واشنطن بوست.
وعلق روجين على ذلك بأنه إذا أصيب عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء في سجون الأسد بفيروس كورونا فإن هذا المرض المعدي الذي قد يكون مميتا سيدور بالتأكيد على جلاديهم، ولذلك فإن الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها السجانون إنقاذ أنفسهم هي إطلاق سراح ضحاياهم الآن.
وأشار الكاتب إلى أنه اعتبارا من الأربعاء الماضي أعلنت الحكومة السورية عن وجود 19 حالة كورونا فقط في كل أنحاء البلاد، بما في ذلك حالتا وفاة.
وأضاف منتقدا أن ما أعلن كذبة وقحة وخطيرة، مستشهدا بما قاله مسؤول كبير في إدارة ترامب بأنها "مثل كوريا الشمالية"، و"نحن نعرف أنه هناك، وهم يعرفون أنه هناك".
وعلى الرغم من الحالة البائسة التي يعيشها السوريون النازحون من إدلب بسبب هجمات النظام وقصف الطائرات الروسية المستمر على المستشفيات فإن الأشخاص الأكثر ضعفا في سوريا -كما يحكي الشغري- الذين يعانون أكثر من غيرهم في ذلك البلد وربما في العالم هم أولئك الذي يتعفنون في شبكة  أقبية سجون الأسد.
وبالنسبة لهم، فإن فيروس كورونا هو أقل ما يقلقهم، فالرجال والنساء والأطفال يحشرون في الزنازين مثل الحيوانات ولا يخرجون منها إلا لجلسات التعذيب اليومية.
وكان الشغري شاهدا على انتشار داء السل الذي أصيب به، ومع ذلك فإن معظم السجناء يموتون بأيدي بشر وليس بالفيروسات.
وفي العنبر 215 المعروف بعنبر الموت، وفي سجن صيدنايا الذي صنفته منظمة العدل الدولية مسلخا بشريا رأى الشغري السجناء وهم يقتلون، فقط لأنهم كانوا يقولون إنهم مرضى.
ويضيف الشغري أن "الأطباء أنفسهم كانوا يقتلون السجناء، فكيف يمكن أن تتوقع من أطباء يقتلون السجناء أن يعالجوهم الآن؟ لكن إذا كان فيهم وعي فقد يقولون يجب أن ننقذ السجناء لإنقاذ أنفسنا".
ويعلق روجين على كلام الشغري بأنه يجب على الحراس أن يدركوا أنه لا يمكنهم حماية أنفسهم من الفيروس وتعذيب السجناء في الوقت نفسه، وأنهم جميعا يجازفون بالإصابة بالعدوى والموت، وبما أن هناك شبكة نقل ضخمة تنقل السجناء داخل النظام فهذا يعني أنه إذا انتشر الفيروس في سجن واحد فسينتشر في جميع السجون لا محالة، ومع ذلك يرى أن الحكومة السورية لن تفرج عن السجناء أو حتى حماية أفرادها ما لم تواجه ضغطا أكثر للقيام بذلك.
وختم مقاله بأن العالم وقف متفرجا لسنوات دون ممارسة ضغط حقيقي على الأسد في أبشع الجرائم ضد الإنسانية، وإذا كان هناك وقت لتأكيد هذه القضية فهو الآن، وإذا كان الأسد لا يمكن إقناعه بتحرير هذه الأنفس الضعيفة فربما يدرك الجلادون الذين يعذبونهم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنجيهم.
المصدر : واشنطن بوست
===========================
الصحافة الروسية :
زافترا: الوضع الراهن.. فيروس كورونا والتوترات الدولية والإقليمية في سوريا وفلسطين واليمن و ليبيا
https://www.raialyoum.com/index.php/زافترا-الوضع-الراهن-فيروس-كورونا-والت/
 رامي الشاعر
لا شك أن أجواء القلق والتوتر التي يعيشها العالم اليوم، على وقع انتشار فيروس كورونا في أماكن مختلفة حول العالم، وما ترتب عليه من إغلاق للحدود والبلاد والمصانع ووضع ملايين المواطنين تحت وطأة الحجر الصحي، دفع إلى السطح باجتهادات وتحليلات كثيرة بخصوص عالم ما بعد كورونا. حيث ينظّر الساسة والمفكرون فيما يمكن أن تؤول إليه أساليب التصعيد الجديدة بين الدول، سواء على مستوى العقوبات الاقتصادية، أو نشر القواعد العسكرية، وسباق التسلح، الذي تخطى كوكب الأرض، ووجد له ساحة صراع جديدة في الفضاء وربما القمر فيما بعد. وعلى الرغم من ذروة التوتر الذي يشوب العلاقات بين روسيا ودول الناتو، نتيجة نشر الأخير قواعده العسكرية بالقرب من الحدود الروسية، فقد رأينا كيف بادر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيس الدولة التي تقود حلف الناتو، بالاتصال هاتفيا بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتقبل مساعدة روسيا بإرسال أدوية ومعدات طبية إلى البلاد. كذلك رأينا كيف يتبادل عدد من رؤساء الدول الأعضاء في الحلف الاتصالات مع الرئيسين الروسي والصين، بينما يدور مضمون هذه الاتصالات حول سبل التعاون وتقديم المساعدات لمواجهة مخاطر الوباء العالمي المستجد، وطرق التعافي والعلاج والوقاية ومنع انتشار المرض، وغيرها من القضايا الحيوية التي تشغل الجميع في هذه اللحظة الحرجة.
تشكل كارثة فيروس كوفيد-19 أزمة عالمية طاحنة، أصبحت مأساة لبعض البلدان بالنظر إلى عدد الوفيات والضحايا، ومعدل انتشار المرض، الذي لا زال مستمرا بينما أكتب هذه السطور. وهي أزمة ستؤثر حتما على وضع العلاقات بين دول العالم، وربما قد تخفف من حدة التوترات التي نشهدها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، خاصة ونحن نمر بمنعطف حاسم، لا شك سوف يدفع كثيرا من الزعماء والقادة ورؤساء الدول في بلدان كثيرة لبلورة مفاهيم جديدة تؤكد على منطقية واستدامة نظام التعددية القطبية، بعد أن أثبتت الأحداث الأخيرة التي مرت بها البشرية عبثية وهم القوة المطلقة، والقدرة على “إدارة” العالم بمنطق “رجل الشرطة”، ولعل الأزمة الراهنة تشكل حافزا للإدارة الأمريكية كي تتخلص من طموحها للتحكم في العالم، وتنهي أحلام وخطط العالم أحادي القطبية للأبد.
تدور الآن نقاشات مختلفة، حول ضرورة التركيز في الظروف الراهنة على محاربة الوباء العالمي، وترك القضايا الأخرى العالقة إلى ما بعد انتهاء الوباء، ولا يخلو ذلك من وجاهة بطبيعة الحال، أمام وباء يهدد البشرية بأسرها على نحو غير مسبوق. لكن ذلك لا يمنع أن نستفيد من تجميد كل الأنشطة الدولية، خاصة المتعلقة بمناطق الصراع الساخنة كالشرق الأوسط، لندفع باتجاه حث ضمير كل أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية، وكل المتورطين والمؤثرين على دفة الصراعات المختلفة، أن يعيدوا النظر في أهمية إنقاذ شعوب بأكملها، تعاني الفقر والمرض والخوف الدائم من الموت نتيجة للحروب الأهلية المندلعة. إن العالم بأسره يراقب، خلال الشهرين الماضيين، بكل جزع وخوف، ارتفاع عدد المصابين بفيروس كوفيد-19 يوميا، والذي بلغ وقت الانتهاء من كتابة هذا المقال إلى مليون و647 ألف مصاب، وارتفاع أعداد الوفيات جراء المرض الذي  بلغ 100 ألف و260.  أما في سوريا واليمن وليبيا فقد بلغت ضحايا الصراعات في تلك المناطق حوالي مليونا إنسان، فقد 70% منهم حياتهم نتيجة المرض، وعدم توفر الأدوية والخدمات والمعدات الطبية، والإصابات في المعارك. بينما قتل الباقي نتيجة القصف والاقتتال. أما المتضررين من تلك الأحداث في هذه الدول الثلاث، فيعانون من مآسي الهجرة والنزوح والتهجير القسري والغرق في عرض البحر بحثا عن أماكن للجوء، بينما يعاني اللاجئون في معسكرات العراء من الفقر والجوع والبرد والمرض وعدم توفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة الإنسانية، ونحن نتحدث هنا عن زهاء 22 مليون إنسان على مرأى ومسمع من العالم أجمع، دون أن تتحرك الدول الفاعلة لمعالجة هذه المآسي في الوقت الذي تتوفر فيه الحلول من خلال تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي. نتمنى أن توقظ أزمة كوفيد-19 ضمير المجتمع الدولي، وأن يبدأ مباشرة بعد شهرين أو ثلاثة تحمل مسؤولياته والمساهمة الفعالة في ضمان تنفيذ جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وهو ما تسعى إليه روسيا، وتواصل اتصالاتها المكثفة مع المسؤوليين المحليين كي يضطلعوا بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، لإنقاذ شعوبهم في سوريا وليبيا واليمن وفلسطين، والقيام بواجبهم بجانب جهود المجتمع الدولي.
لذلك وجدت، بعد تفكير عميق، ضرورة وضع تصور حول كيفية انعكاس هذه الأزمة على منطقتنا العربية، وسأوجز فيما يلي بعض الأفكار والرؤى لما يجب أن تتبناه الجهات والقوى المختلفة المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي مباشرة بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الآن، مباشرة عقب الانتهاء من أزمة وباء كورونا في العالم.
سوريا
في الأزمة التي تعيشها الأمة السورية، يتعين على القيادة في دمشق، وخاصة الرئيس السوري، بشار الأسد، التخلي  فورا عن أفكار المراهنة على القوة العسكرية، وأوهام النصر العسكري المبين.  فلا يوجد سابقة في التاريخ تمكنت فيها أي سلطة، مهما كانت قوتها، من الانتصار على إرادة شعبها.
كما يجب على القيادة في دمشق أن تعترف بحقيقة الواقع على الأرض، والتخلي عن تجاهلها المصطنع لحقيقة الأوضاع المأساوية، التي تعيشها غالبية الشعب السوري، الذي قضى شتاءه التاسع في العراء يصارع الموت والبرد والجوع والمرض، هذا بالإضافة إلى 12 مليون سوري بين مشرد ولاجئ. وعليه ينبغي أن تبادر دمشق بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، فلا يوجد حل آخر ينقذ سوريا والشعب السوري ومؤسسات الدولة.
والطريق لتنفيذ القرار واضح لا لبس فيه، يبدأ بتعديل دستوري، بعدها تجرى انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة كل السوريين، وتحت إشراف الأمم المتحدة، وهو ما لا يخالف أو يتعارض مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، خاصة وأن الظروف على الأرض السورية أصبحت سانحة لذلك، بعد أن تم القضاء بشكل شبه نهائي على الإرهابيين الدوليين، واستعادت السلطة في دمشق سيطرتها على جميع مؤسسات الدولة على غالبية الأراضي السورية، وعادت تلك المؤسسات إلى عملها، وكل ذلك في ظل وقف شامل لإطلاق النار، وتغير في الكثير من الأجواء والمواقف الدولية تجاه الأزمة السورية، بما يسمح للنظام في دمشق بتطبيق القرار الدولي، بمشاركة ما تبقى من ممثلي المعارضة السورية، التي تعاني من الانقسام والخلافات. وهنا أود الإشارة إلى أن تمثيل الجزء الأكبر والمعارض من الشعب السوري ليس حكرا على المنصات التي تم تسميتها في قرار مجلس الأمن رقم 2254، وأذكّر بأن القرار يحمل كلمة “وغيرها” بعد تسميته لمنصات الرياض والقاهرة وموسكو، وهو ما يعني أن شروع النظام في دمشق في تطبيق القرار الأممي برعاية وإشراف الأمم المتحدة يعني أن غالبية الشعب السوري سيتخلص من مسلسل التعطيل بذريعة الخلافات في هيئة التفاوض، أو في اللجنة الدستورية، وغيرها من المشاهد التي تتضمن ظهور جبهات ومعارضات جديدة، على غرار جبهة الإنقاذ الوطني من باريس، أو المجالس السياسية المختلفة للمرحلة الانتقالية، والقوائم المرشحة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من ابتكارات السيناريوهات المختلفة لمجلس رئاسي، أو حكومة خبراء مدعومة بقوات ردع عربية ودولية إلى آخر الدوامة التي تدور بالتزامن مع تقرير جديد للجنة الأوروبية الخاصة بجرائم استخدام الأسلحة الكيماوية، والتي تخالف النظم والتقاليد المتعارف عليها دوليا في الأمم المتحدة، لعدم اعتماد هذه التقارير من قبل مجلس الأمن الدولي.
إن كل ذلك يفضي في نهاية المطاف إلى دائرة مفرغة لا تهدف سوى إلى إبقاء الوضع في سوريا على ما هو عليه، لإفشال كل المساعي الحميدة التي بذلت ولا تزال تبذل للبدء بعملية الانتقال السياسي السلسة والعادلة في سوريا، ونحن شهود كيف تم تعطيل مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في العمل على ذلك خلال الستة أشهر الأخيرة.
أعود وأكرر أن المسؤولية الأولى لإنهاء معاناة الشعب السوري تقع على عاتق الرئيس، بشار الأسد، ونظامه، بوصفهم القوى الأساسية الفاعلة على الأرض، والتي يجب عليها تجنيد كل الإمكانيات لإنقاذ الشعب السوري، خاصة في ظل ظروف وقف إطلاق النار الشامل على كافة الأراضي السورية بفضل جهود مجموعة أستانا، وهي فرصة كي تقدم الحكومة السورية بادرة لحسن النوايا والتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي، بتقديم كل التسهيلات وخلق الظروف المناسبة للشروع في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.  إن على السلطات في سوريا أن تقدر أهمية المساعدات العسكرية وغيرها من المساعدات التي قدمتها وتقدمها روسيا، والتي تم بفضلها وبفضل مجموعة أستانا القضاء على الإرهابيين الدوليين، والحفاظ على السيادة السورية، ووحدة الأراضي. وقد كان للاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الرئيس السوري، بشار الأسد، أهمية خاصة جدا، توجه بعده وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إلى سوريا. وهو ما يتعين على القيادة السورية أن تثمنه، وتستوعب مغزى ذلك بشكل عميق، وتتجاوب مع الفرصة الممنوحة الآن قبل فوات الأوان.
فلسطين
يتعين على القيادة الفلسطينية ورؤساء التنظيمات الفلسطينية الأخرى إنهاء الانقسام الفلسطيني فورا، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني، وإنعاش منظمة التحرير الفلسطينية بانضمام حماس والجهاد الإسلامي، وتبني كل أساليب النضال المشروعة والمعترف بها من الأمم المتحدة لنضال حركات التحرر الوطني.  وسوف أكون صريحا، وأقول إن أسلوب القيادة الفلسطينية في رام الله، وعلى الرغم من إلمامي بالظروف الصعبة المحيطة، هو أسلوب غير مجد بتاتا، فالرهان على العودة إلى جهود الرباعية الدولية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، أمريكا) لإحياء الملف الفلسطيني دوليا، هو رهان خاسر في ضوء استمرار الانقسام الفلسطيني، وإعلان واشنطن عن “صفقة القرن”. لكننا رأينا كيف عقد ممثلو الرباعية، بطلب من القيادة الفلسطينية، لقاءا متلفزا قبل عدة أيام، اتضح خلاله عدم التجاوب من ممثل الولايات المتحدة الأمريكية، بل واتضحت رغبة واشنشطن في إلغاء نشاط الرباعية. إنني أؤكد هنا مرة أخرى على أن السبيل الوحيد لإحياء نضال الشعب الفلسطيني من أجل قضيته العادلة لا يكون إلا باستعادة الوحدة الفلسطينية فورا.
إن الالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج هو الضمان الوحيد لاستمرار الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل قضيته، وأقولها صراحة أن تركيزي على استعادة دور المنظمة يأتي من توقعي لاتخاذ قرار من جانب الحكومة الإسرائيلية الجديدة عقب تشكيلها خلال الأشهر القليلة المقبلة، بضم الضفة الغربية لإسرائيل بما في ذلك غور الأردن. وبذلك تكون السلطة الوطنية الفلسطينية قد انتهت عمليا، بينما يعتبر بعض المسؤولين الفلسطينيين أنفسهم في “دولة” ويصدقون أنهم “وزراء”. واقعيا، لا تتمتع السلطة بأي صلاحيات، حتى في التحرك للخارج والعودة دون موافقة إسرائيل. وهو ما يتعين علينا مواجهته بصدق.
اليمن
لا بد من  حل التحالف العسكري العربي الخاص باليمن، ويجب أن تصدر تلك المبادرة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، لترك شؤون اليمن لليمنيين وحدهم، ليقرروا مصيرهم بمساعدة الأمم المتحدة، فالحرب الأهلية اليمنية هي حرب مصطنعة بالأساس، دبرتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وتم توريط المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج فيها. لقد نصحت موسكو الجميع حينها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، خوفا من التداعيات الكارثية لهذا التدخل، وهو ما حدث بالفعل، ليسفر الصراع اليمني عن أكبر مأساة إنسانية على وجه الأرض، ولن يكتب النجاح لمعالجة وتخفيف هذه المأساة سوى بالتزام جميع الأطراف بمساعي المجتمع الدولي، ممثلا في الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التابعة لها، لحل هذه الأزمة.
ليبيا
ينبغي عزل الشخصيات القيادية في طرفي الصراع الأساسيين، خاصة بعد عجزهم عن التوصل إلى اتفاق أثناء المبادرة التي قامت بها القيادة الروسية  بجمعهم في موسكو، ثم مبادرة برلين، وهو ما يلقي بظلال من الشك على استقلالية هذه الشخصيات في اتخاذ القرار، وعلى وضعها مصلحة الشعب الليبي على رأس أولويات ما تقوم به من ممارسات، وما تملكه من إمكانيات. لذا ينبغي تفعيل دور الأمم المتحدة، بالتعاون مع مجالس العشائر أو القبائل وكبار مشايخها، للتقارب بين أبناء الشعب الليبي والتوصل إلى المصالحات، والعمل على تشكيل مجلس قيادي مؤقت موحد، يعيد ترتيب توزيع المهام، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، يتم التناوب على رئاستها، وتعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتضع أولويات مهامها إعادة بناء البنى التحتية المدمرة، وإنهاء معاناة الشعب الليبي، ومعالجة المتضررين على الفور. فرهان أحد الأطراف على أنه الطرف “الشرعي” المعترف به دوليا، هو خطأ كبير، وأكبر دليل على ذلك ما حمله القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي، الذي ذكر فيه طرفا الصراع الليبي. لذلك يجب ألا يراهن أي من الأطراف المتصارعة على إمكانية انتصاره على الطرف الآخر، أو قدرته على أن يحظى بتأييد أو اعتراف دولي على حساب الآخر، في ظل الظروف الحالية التي تمر بها الأزمة الليبية.
لقد كتبت من قبل، وكتب غيري كثيرون عن آمالنا بأن يتغير العالم بعد الخروج من هذه الأزمة الوبائية، وبعد أن نكون قد تعلمنا الدرس البليغ، الذي أعطاه إيانا فيروس كوفيد-19. دعونا هنا نتذكر كيف توحدت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، في تاريخ ليس بالبعيد، للقضاء على الفاشية، على الرغم من التناقضات الأيديولوجية الكبيرة بين الإمبريالية والشيوعية، ونجحوا في ذلك منذ 75 عاما.  اليوم، تواجه البشرية خطرا حقيقيا، قد يكون أكبر من خطر الفاشية، ذلك أن التقدم العلمي والفضائي ووجود مراكز الأبحاث الطبية والجرثومية لا تتمكن حتى اللحظة من تحديد أو ضمان حدود مخاطر هذا الوباء الخطير على الإنسان والبيئة. لذلك لم يعد هناك خيار أمام البشرية سوى التعاون (خاصة بين الدول العظمى المتقدمة وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والصين) من أجل حل القضايا الأكثر إلحاحا، والتي تتسبب في مآس إنسانية لشعوب بأكملها، وعلى رأسها الأزمات السورية والفلسطينية واليمنية والليبية.
أما بخصوص التساؤل الذي يدور في الأجواء هذه الأيام، حول ما إذا كنا سوف نشهد عالما جديدا بعد الكورونا أم لا، فالإجابة نعم. لابد أن يتغير العالم، وأنا متفائل أننا سوف نكون شهودا على اتصالات مكثفة بين زعماء العالم، تسودها روح التعاون البناء، بعيدا عن أجواء التوتر والقلق والصراعات والأزمات التي سادت العالم  في السابق.
وليس من قبيل الصدفة أن تتطرق المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والأمريكي، في هذه الظروف العصيبة، إلى جانب آليات مكافحة فيروس كورونا وتداعيات انتشاره، إلى شأن الوضع السوري، وضرورة البدء في اتخاذ الخطوات العملية لحل الأزمة السورية.
لنأمل إذن أن يتعزز إيمان الناتو بنزاهة روسيا في سياساتها الخارجية، وليكن الهدف في المستقبل القريب، بعد إنقاذ البشرية من خطر فيروس كورونا، العمل على ازدهارها ورفاهيتها وسعادتها.
 
 
كاتب ومحلل سياسي
==========================