الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13-1-2016

سوريا في الصحافة العالمية 13-1-2016

14.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز: سلاح التجويع في مضايا يخرق القانون الدولي
  2. الغارديان: متحدث "أممي" يروي بعض مشاهداته في مضايا
  3. آرون ديفيد ميلر* - (ريل كلير وورلد) 9/1/2016 :سنة جديدة سعيدة.. ليس في الشرق الأوسط
  4. غازيتا روسية :فلاديمير فرولوف: نجاح سياسي روسي مقابل منجزات عسكرية متواضعة
  5. لوفيغارو:شارل مارلو :الذهب الأسود في «كردستان سورية»... «كردستاني»
  6. بني شفق التركية :عبدالقادر سلفي :تعاون أميركي- روسي في سورية
  7. نيوريوك تايمز :كابوس مضايا لم يشهده مكان آخر بالعالم
  8. معهد واشنطن :كيف أوجد أوباما فراغاً في الشرق الأوسط
  9. وورلد تريبيون : على واشنطن ان تدعم الرئيس السوري
  10. التلغراف: بريطانيا تجند لاجئات سوريات لمنع الفتيات من الانضمام لـ "داعش"
 
نيويورك تايمز: سلاح التجويع في مضايا يخرق القانون الدولي
لندن - عربي21 - باسل درويش# الثلاثاء، 12 يناير 2016 01:13 م 0
كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها عن مأساة السوريين المحاصرين في بلدة مضايا، قائلة: "وصلت المساعدات الإنسانية التي تحتاجها بلدة مضايا السورية يوم الاثنين، بعد الصور الكابوسية وقصص التجويع للمدنيين، التي ظهرت على شبكات الأخبار العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي. ويجب أن يكون هذا مدعاة للاحتفال أو اللامبالاة، فالقوافل الإغاثية والمساعدات لا تقدم سوى فترة راحة من المعاناة البطيئة التي تدمر سوريا وشعبها".
وتضيف الافتتاحية: "ما نحن بحاجة إليه، وما كان يجب عمله من قبل، هو وقف الحرب الأهلية السورية حالا ومباشرة. فالمعوقات ضخمة، ولكن التغطية الإخبارية، خاصة صور سكان مضايا الضعاف، تضع تركيزا جديدا على فشل الدول الكبرى بالتحرك نحو وقف إطلاق النار، وهي تقدم أيضا أهمية عاجلة للمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة هذا الشهر".
وتشير الصحيفة إلى أن الكارثة السورية تتكشف منذ عام 2011، عندما اندلعت المظاهرات السلمية ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، ورد عليها الأخير بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، التي خلفت وراءها الآن أكثر من 250 ألف قتيل و 11 مليون نازح، بينهم 4 ملايين فروا من سوريا إلى الدول المجاورة أو أوروبا. وقد سمحت الفوضى لتنظيم الدولة بأن يسيطر على أراض، ما زاد النزاع سوءا.
وتلفت الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "مضايا، رغم أنها لا تبعد سوى مسيرة ساعة من وسط دمشق، إلا أن السكان وعمال الإغاثة الدولية يقولون إن معظم سكان البلدة يتضورون جوعا؛ وهذا بسبب سيطرة الجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد على البلدة، وبسبب الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية ومليشيا حزب الله المدعومة من إيران، التي أحاطتها بالأسلاك الشائكة والألغام والقناصة. وقد علق في هذه البلدة أكثر من 42 ألف مدني لمدة ثلاثة أشهر دون طعام، وهو ما أجبرهم على صنع الحساء من الحشائش والأعشاب، بحسب التقارير الإخبارية".
وتذكر الصحيفة أن مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تلقت "تقارير موثوقة" عن ناس يموتون بسبب فقر التغذية، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي ليس واضحا. ويقول الأطباء في منظمة "أطباء بلا حدود" إن 28 شخصا، بينهم أطفال، ماتوا في العيادة الطبية في مضايا. وتشير تقارير أخرى إلى أن العشرات ماتوا جوعا أو بسبب نقص المواد الطبية.
وتنقل الافتتاحية عن الأمم المتحدة قولها إن ما مجموعه 4.5 مليون سوري يعيشون في مناطق لا يمكن الوصول إليها، بينهم 400 ألف شخص محاصرين في 15 بلدة، مثل مضايا، وهم محرومون من المواد الغذائية والطبية. وهذا يعني أن عدد السكان المعرضين للخطر قد تضاعف منذ قرار مجلس الأمن عام 2014، الذي طلب من الأطراف المتنازعة السماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وتبين الصحيفة أن تنظيم الدولة حاصر حوالي 200 ألف سوري في دير الزور، فيما تحاصر جماعات أخرى معارضة لنظام الأسد بلدتين يعيش فيهما مؤيدون للنظام، وعددهم 12 ألف نسمة، أي في بلدتي كفريا والفوعة في محافظة إدلب.
 
وتنوه الافتتاحية إلى أن المواد الإنسانية التي وصلت يوم الاثنين، جاءت بناء على اتفاق بين الأطراف المتنازعة، وتضم إيصال مساعدات للفوعة وكفريا، وكذلك إلى مضايا، حيث انتظر الجوعى وصول المساعدات من الأرز والعدس والزيت، لافتة إلى أنها لن تكون النهاية لمأساتهم.

وتعلق الصحيفة بأن "استخدام الطعام سلاحا يخرق القانون الدولي، وعلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية وروسيا، التي تدعم كل منها جماعات سورية وكيلة، مسؤولية التأكد من وصول المواد الأساسية للمدنيين، ودون شروط"
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "الكثير مما تقوم هذه القوى بعمله، بما فيه الهجمات الجوية الروسية والأمريكية، قد عقد جهود الإغاثة. وإن استمرت المفاوضات المقررة في 25 كانون الثاني/ يناير بالفشل في تحقيق تسوية سياسية واسعة، فعلى القوى الخارجية الإعلان عن وقف إطلاق للنار، والبحث عن طرق لفرضه على الجماعات الوكيلة عنها في سوريا".
======================
الغارديان: متحدث "أممي" يروي بعض مشاهداته في مضايا
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الثلاثاء، 12 يناير 2016 10:54 م 013
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، نقلت فيه ما قاله المتحدث باسم لجنة الصليب الأحمر الدولي في سوريا باول كرزيسك، حيث رافق قافلة مساعدات يوم الاثنين إلى بلدة مضايا، التي تحاصرها قوات موالية للنظام منذ شهر تموز/ يوليو الماضي.
ويشير التقرير إلى أنه تم إيصال المواد الغذائية كون ذلك جزءا من اتفاقية، تم فيها دخول قوافل مساعدات لقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، اللتين يحاصرهما الثوار.
وتورد الصحيفة أن كرزيسك قدم التقرير الآتي، الذي ترجمته "عربي21"، والذي تم اقتباسه من رسالة صوتية سجلها بعد دخوله البلدة، ومقابلة هاتفية مع "الغارديان":
في الواقع، فإن الانطباع الأول يحطم القلب، حيث ترى أناسا كثيرين في الشوارع، بعضهم يبتسم ويلوح بيديه لنا، ولكن الكثيرين بكل بساطة ضعفاء جدا، وتعبيرهم كئيب وشكلهم منهك.
وتقوم الشاحنات بتفريغ حمولتها الآن، ونحن نتحدث. وقد انقسمنا لتوزيع المساعدات إلى مؤسسات مختلفة، ستقوم بإدارة توزيع المساعدات الإنسانية، وستقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالحديث مع اللجنة الصحية المحلية؛ لمناقشة كيف يمكن للصليب الأحمر أن يستوعب الحالات الصحية، وكيف يمكن إيصال الأدوية الضرورية للأطفال وللحالات المزمنة الخطيرة.
إن رؤية حال الناس تحطم القلب، قبل قليل جاءت عندي طفلة صغيرة، وأول سؤال وجهته لي هو: "هل أحضرتم طعاما؟ آمل بأن تكونوا قد أحضرتم طعاما للفوعة وكفريا ومضايا؛ لأننا جائعون جدا"، وأصدقها حيث بدت جائعة.
إنها بلدة معتمة جدا، فلا يوجد كهرباء، ولكني أرى الناس في الشارع، نساء وأطفالا، وكثير منهم يأتون إلينا ليشكرونا؛ لأننا جئنا، ويرحبون بنا، ولكن بعضهم كان يصرخ ويقول: "لماذا تأخرتم حتى الآن؟".
الناس يسألون: "هل أحضرتم طعاما؟ هل أحضرتم طعاما؛ لأن كل ما أكلناه الأسبوع الماضي كان فقط الماء والملح".
إن الوضع يحطم القلب، وهناك حماس إلى حد ما، ولكن لم تدخل سوى أربع شاحنات إلى الآن تم تفريغها، وهناك 40 شاحنة في طريقها إلى مضايا و21 شاحنة للفوعة وكفريا. هناك مواد كثيرة ستدخل، ولكن الناس قلقون، ويأتون كل خمس دقائق يسألون: "أين الطعام؟ هل أحضرتم أدوية؟ هل أحضرتم حليب أطفال؟".
بعضهم كان يطلعنا على صور أقاربه، الذين أصبحوا ضعافا، وبعضهم كان يرينا ماذا أكلوا بالأمس، مثل ماء وأعشاب تم طبخها مع بهارات، إنها حياة صعبة، ولكن بشكل عام أرى مزاج الناس إيجابيا.
وتواصلنا مع الطواقم الطبية والهلال الأحمر السوري، التي تقوم بعمل رائع، سنحاول التركيز على الحالات الأكثر حاجة هنا، وسنرى ماذا سيحصل، أهم شيء الآن هو تنزيل البضاعة في أسرع وقت.
إنها معتمة جدا في الخارج، ويقوم الناس بحرق القمامة ليتدفؤوا على حرارتها قليلا، ولا توجد هناك علامات تشير إلى أن هناك قتالا، تشعر بأن البلدة مهجورة ولكنها غير متروكة، فتشعر بأنك في بلد مهجور، ولكنك تعرف أن هناك أناسا موجودين، وذكرتني بالفلوجة إلى حد ما.
ويصاب الناس بأمراض تسهل الوقاية منها، ويسهل علاجها، وتجد الأمراض جميعها تقريبا، فتوجد أمراض مزمنة كالسكري والضعف والانتفاخ؛ بسبب العيش على الماء والبهارات، وقد أحضرنا أدوية للأمراض المزمنة والحادة وأمراض الأطفال.
رسالتنا الرئيسة هي أن هذا ليس حلا طويل الأمد لا لمضايا ولا للفوعة ولا لكفريا، ولا لأي قرية أو بلدة محاصرة. ومن الضروري جدا أن نستطيع الوصول إلى هذه الأماكن بشكل منتظم.
======================
آرون ديفيد ميلر* - (ريل كلير وورلد) 9/1/2016 :سنة جديدة سعيدة.. ليس في الشرق الأوسط
آرون ديفيد ميلر* - (ريل كلير وورلد) 9/1/2016/
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
هل تعتقد أن الشرق الأوسط شأن معقد؟ هل تظن أنه يحتاج إلى بطاقة تسجيل لتحديد اللاعبين على أرض الملعب؟ وهل أنت مرتبك إزاء مَن يفعل ماذا لمَن، ولماذا؟ أهلاً بك إذن في نادي المرتبكين.
لكنك إذا أردت خريطة طريق مفيدة تساعد في إرشادك لعبور مسالك العام 2016، فإن عليك أن تبقي عينيك مركزتين على الحقائق الأربع التالية. وينبغي أن تولي انتباهك لعناوين الأخبار يوماً بيوم، وإنما بدون أن تضيع رؤية الاتجاهات الأكبر. وسوف تستمر هذه الاتجاهات الأربعة بالتحديد في تعريف مشهد هذه المنطقة المحطمة الغاضبة، والمختلة وظيفياً، في العام الجديد.
الخصومة السعودية-الإيرانية
لا تستطيع أي علاقة بين أي دولتين في الشرق الأوسط أن تزعم تمثيل المنطقة ككل. لكن الخصومة المتصاعدة بين المملكة العربية السعودية وإيران ربما تقترب من ذلك. وتتجسد في هذه المنافسة التوترات السياسية والدينية والطائفية الأوسع بين السنة والشيعة، والصراع من أجل النفوذ والقوة الإقليميين بين إيران الصاعدة، والعربية السعودية ذات الموقف الدفاعي، وإنما المستعدة الآن للمخاطرة على نحو غير معهود. كما تمثل هاتان الدولتان أيضاً التحالفات التي تتخذ طابعاً رسمياً على نحو متزايد. وفي واقع الأمر، يعكس الصراع على سورية صداماً بين محور سني يضم العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت ومصر حول بعض القضايا، ومجموعة من الميليشيات السنية. ويقف هذا التجمع في مواجهة كتلة شيعية، تقودها إيران وتضم حزب الله، وما تبقى من نظام الأسد، والميليشيات العراقية الشيعية الموالية.
ثمة قوتان خارجيتان كبيرتان تحالفتا مع كل من الكتلتين -تركيا مع نظرائها السنة، وروسيا مع المحور الشيعي الذي تقوده إيران. ومن المرجح أن تبقى هذه الحرب الباردة السعودية-الإيرانية صراعاً بالوكالة، لكنها يمكن أن تصبح ساخنة أيضاً. ولنتذكر أنه بغض النظر عن كثافتها وشدتها في أي وقت من الأوقات، فإن هذه الخصومة لن تذهب في أي وقت قريب. سوف يستمر المتشددون على كلا الجانبين في إثارة المتاعب، وستتكفل المصالح الإقليمية المتضاربة بالبقية.
انهيار الدولة العربية
ليس الشرق الأوسط في طور الانهيار، ولكن مفهوم الدولة العربية هو الذي يقع الآن تحت ضغط شديد. وثمة ثلاثة أنواع من المواقف التي تعرض نفسها في هذا الإطار: الدول الفاشلة، أو التي قيد الفشل (اليمن، ليبيا وسورية)؛ الكيانات المختلة وظيفياً، والتي ستستمر في التصارع مع تحديات سياسية واقتصادية هائلة مزمنة (العراق، ومصر)؛ والدول العاملة، في الخليج إلى حد كبير، والتي نجت من الربيع العربي واجتازته بدون أن تمس تقريباً. ولعل الأكثر إثارة للاهتمام هي حالة المملكة العربية السعودية، حيث أسعار النفط المنخفضة، والعجوزات المتصاعدة، والتخفيضات في مزايا الرفاه الاجتماعي، والقلق من المعارضة الداخلية، تتعارض كلها مع فكرة الاستقرار الدائم والقدرة على البقاء -بل وحتى استشراف كسب المزيد من النفوذ في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، من المدهش ملاحظة أن أكثر الدول قدرة والعاملة أكثر ما يكون في المنطقة هي ثلاث دول غير عربية: تركيا، وإيران، وإسرائيل. ومع كل مشكلاتها، ما تزال هذه الدول الثلاث قادرة على ممارسة سلطة ونفوذ اقتصاديين وسياسيين بطريقة استثنائية. وبينما تستمر دول عربية، مثل الأردن وتونس والمغرب، في الاحتفاظ بتماسكها الخاص، فإن اتجاه الدول الرئيسية في العالم العربي يغلب أن يكون الاختلال الوظيفي المتواصل، والافتقار إلى الإصلاح الفعال، وفي بعض الحالات -شبه التقسيم.
الفاعلون العابرون للحدود
سمح الفراغ الذي صنعه غياب سلطة الدولة لعدد من اللاعبين العابرين للحدود الوطنية بكسب النفوذ. وليس هذا فقط مسألة عنوان إخباري مثير أو اثنين عن صعود "الدولة الإسلامية". إنه ظاهرة إقليمية، والتي يبدو أنها أصبحت هنا لتبقى.
وما علينا للتأكد من ذلك سوى إلقاء نظرة سريعة على المنطقة. ففي لبنان، ظهر حزب الله كأهم لاعب على الإطلاق، والذي يستغل سلطة الدولة ويتجاهلها في الوقت نفسه. كما نحتت حماس الفلسطينية لنفسها إقطاعية منفصلة في غزة، وهي تتحدى السلطة الفلسطينية وإسرائيل معاً. وفي ليبيا، اقتطعت مجموعة "الدولة الإسلامية" منطقتها الخاصة، وكذلك فعلت الكثير من المنظمات التابعة لتنظيم القاعدة. وفي اليمن، جعل الحوثيون والقاعدة من سلطة الدولة أضحوكة. وعلى الرغم من النجاح الذي أحرزه الجيش العراقي في الرمادي، فإن الأكراد والميليشيات الشيعية الموالية لإيران يهيمنون على مناطق معينة من البلاد. وفي واقع الأمر، فإن الفضاءات الفارغة، والحكم الرديء أو غياب الحكم، والتوترات الطائفية بين السنة والشيعة، وغياب الثقة الواضح والمحق في السلطة المركزية، سوف تضمن كلها أن يقوي اللاعبون المحليون سيطرتهم فقط، بينما توسع الجماعات العابرة للحدود مجالات نفوذها.
دور الولايات المتحدة
حتى لو أننا لم نكن في السنة الثامنة من ولاية إدارة أوباما؛ حيث ينفد الرئيس من الوقت والنفوذ اللازمين لمعالجة التحديات القائمة في المنطقة، فإن وضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سيظل قاتماً جداً أيضاً. ليست هناك مشكلة واحدة -من سعي إيران المفترض لحيازة سلاح نووي، إلى جلب الاستقرار لسورية والعراق، إلى المشكلة الإسرائيلية-الفلسطينية غير المحلولة، إلى إلحاق الهزيمة بمجموعة "الدولة الإسلامية"- والتي يوجد لها حل أميركي، بل وحتى إقليميا. ليست هناك قيادة حقيقية في الشرق الأوسط، كما ليس لواشنطن حلفاء يمكن الاعتماد عليهم فيه. وقد تركت الخصومة الإيرانية-السعودية الأخيرة الولايات المتحدة في مكان ما في المنتصف -منزوعة الثقة وغير محبوبة من طهران والرياض على حد سواء- ومن دون هالة أو نفوذ يمكناها من فعل الكثير إزاء الصراع الطائفي السني-الشيعي المتصاعد.
شكلت الإطاحة بمجموعة "الدولة الإسلامية" في الرمادي حدثاً مهماً في حقيقة الأمر، لكنها صنعت بالكاد نقطة تحول في إطار الجهد شبه العبثي لإعادة بناء كيان عراقي موحد. ومع أنه تم إضعافها في العراق وسورية، فإن "الدولة الإسلامية" قفزت بحدودها، وهي تنشر نفوذها الآن وتوسعه عن طريق الإلهام بإرهابها الجهادي بدلاً من إدارته. ومع أن لدى اللاعبين الدوليين المهمين، مثل روسيا وتركيا، أهدافا مشتركة مع الولايات المتحدة في بعض المجالات، فإن لهم أجندة مختلفة كلياً في الأساس في مجالات أخرى، مثل موقفهم تجاه الأكراد أو رؤاهم حول الانتقال السياسي في سورية. وما يزال يتم تطبيق الاتفاق النووي الإيراني، حتى بينما تستمر طهران في لعب دور غير مساعِد في العراق وسورية واليمن.
بينما ندخل العام 2016، فإن الشرق الأوسط سيستمر في أن يكون مكاناً محطماً، غاضباً ومختلاً وظيفياً. وفي حقيقة الأمر، سوف تضمن الاتجاهات الأربعة التي عرضتها آنفاً تحقق ذلك بالضبط. وثمة متسع قليل لحدوث تحسن درامي، في حين أن ثمة الكثير من المتسع للمزيد من التدهور. وبالنسبة للولايات المتحدة، وسط كل هذا الغياب لليقين في المنطقة، فإن ثمة شيئاً واحداً يبدو واضحاً. سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، ذكرا أو أنثى هو الذي سيحل في البيت الأبيض في العام 2017، فإن الرئيس المقبل سوف يواجه شرقاً أوسطاً مليئاً بالمهمات المستحيلة، والأشواط الطويلة، والقضايا الخاسرة. ولك أن تراهن على ذلك.
 
*نائب رئيس مركز وودرو ويلسون، وكان قد عمل كمفاوض في الشرق الأوسط، ومحلل ومستشار في الإدارات الجمهورية والديمقراطية في أميركا.
======================
غازيتا روسية :فلاديمير فرولوف: نجاح سياسي روسي مقابل منجزات عسكرية متواضعة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٣ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
صوّت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار رقم 2254 الذي يرسم معالم طريق الحل السياسي في سورية. وهو مؤشر إلى رغبة المجتمع الدولي في حلّ الأزمة السورية. وهذا الإجماع هو نتيجة مباشرة لتدخل روسيا العسكري في سورية، في 2015. والأهداف السياسية الأولية للرهان الروسي في سورية بلغت غايتها: فموسكو أنقذت حليفاً إقليمياً من السقوط، وقلبت موازين القوى العسكرية لمصلحته، وكسرت قيود الحصار الديبلوماسي الذي فرضته الولايات المتحدة على روسيا منذ شباط (فبراير) 2014. واستؤنف الحوار الاستراتيجي مع واشنطن على مستوى عال، ولم يعد يقتصر على أوكرانيا. وتمكنت روسيا من تقديم نفسها كشريك جدير بالثقة وصاحبة قرار في محاربة المخاطر العالمية.
والعلامة الأبرز على نجاح العملية الروسية هي تقاطع المصالح الاميركية والروسية بعد تباينها. ففي زيارة جون كيري الأخيرة إلى موسكو، سعى البلدان إلى الاشتراك في حل الأزمات العالمية الصعبة. وجرى اللقاء على ما كانت موسكو تشتهي منذ وقت طويل. وبرز نموذج جغرافي - سياسي يرسي الندية بين واشنطن وموسكو: قوتان عظميان تتوليان زمام الأمن العالمي، وتبحثان معاً في مشكلات عالمية حادة، لبلوغ موقف مشترك، فيستميلان الدول الأخرى في مجلس الأمن. وجلي أنّ واشنطن تعتبر هذه الخطوة خطوة تكتيكية تقتصر على معالجة شؤون سورية ومحاربة تنظيم «داعش». ولكن هذا التعاون قد يؤذن بتقارب ما. ولا تسعى موسكو إلى «إعادة إطلاق» العلاقات مع أميركا، وهي تستسيغ صيغة «الشراكة الظرفية ولكن على قدم المساواة». في موسكو، لم ينفك كيري يؤكد أن على الولايات المتحدة وروسيا التعاون في حل المشاكل الدولية، وعندما تنجحان في ذلك، على ما فعلتا في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، تتحسن الأوضاع في العالم. وأعلن كيري أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في سورية. وأثنت موسكو على هذا التغيير في الخطاب الأميركي فوافقت على الاجتماع الوزاري لمجموعة الاتصال الدولية حول سورية في نيويورك في 18 كانون الأول(ديسمبر)، على رغم أنها أعلنت قبل يومين أن هذا الاجتماع سابق لأوانه.
 
المنجزات العسكرية المتواضعة
بعد ثلاثة أشهر من القصف الجوي في سورية، عدنا إلى ما كانت عليه الأمور في بداية تشرين الأول(أكتوبر) الماضي. وتبيّن أنّ القدرات القتالية للجيش السوري و «الحلفاء الإيرانيين» أسوأ مما كان متوقعاً. و «تحرير الأرض» يقتصر على بضعة كيلومترات. وعلى رغم إلحاق الضرر بالبنية التحتية للمتشددين، لم يحصل أي تحوّل جذري: فقنوات دعم الإرهابيين ما زالت سالكة ومفتوحة. وتكبد الإيرانيون خسائر رهيبة. لذا، يقلصون اليوم عديد قواتهم. ويواجه الجيش السوري مشكلات لا يستخف بها. وعدد الضحايا من المدنيين يتعاظم، شأن الخطر الإرهابي على روسيا.
وموسكو اليوم على مفترق طرق: إما متابعة «النشاط العسكري أو التدريبات» على قول بوتين، والمحافظة على الوضع القائم من دون خسائر روسية- وهذا الخيار يخدم مصالح روسيا على المستوى التكتيكي ويجعلها شريكة الغرب. وعلى رغم أن هذا القرار يفتقر إلى الأخلاق، إلا ان فائدة روسية ترتجى من تواصل فصول الحرب: حاجة الغرب إلى روسيا- وإما السعي إلى نصر عسكري من طريق زيادة حجم القوات الروسية. ولكن ثمن هذا الخيار باهظ: شنُّ الإرهابيين هجوماً واسعاً على روسيا أو اختراق مقاتلين قاعدة روسية في سورية، أو اجتياح بري تركي لضمان خطوط إمداد المتمردين. وإلى هذين الخيارين، في الإمكان السعي إلى حلّ ديبلوماسي يوقف الحرب، ومن موقع قوة، بشروط معقولة. وهذا هو التحدي الأبرز في 2016.
 
معضلة الأسد
ويبقى السؤال الرئيسي حول مشاركة الرئيس الأسد في الحكومة السورية الجديدة. وما عدا المعارضة السورية، وافق الجميع على بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية. ولم يتناول قرار مجلس الأمن هذا الجانب من المسألة، في وقت لا يمكن أن توافق موسكو على أي وثيقة تشير إلى قرار خارجي يقضي بتنحية رئيس دولة ذات سيادة. وهذا الغموض، هو في حد ذاته، شكل من أشكال التسوية التي تسمح للعملية السياسية بالمضي قدماً.
لا شك في أن تنحي الأسد غير ممكن من دون ضغط روسي، ووفق التسريبات الأخيرة فإن موسكو لن تعارض خيار رحيل الرئيس السوري بعد المرحلة الانتقالية. وتحتاج موسكو إلى تجنب بلوغ الأمور مبلغاً يستغل فيها نظام الأسد الدعم العسكري والديبلوماسي الروسي لتحقيق نصر حاسم على المعارضة. لذا، تسعى دمشق إلى إطالة الصراع وتوريط موسكو أكثر فأكثر به. ومدعاة قلق قول بوتين أن روسيا ستواصل عملياتها العسكرية ما دام الجيش السوري يواصل حربه. فهذا الأمر محفوف بأخطار فقدان السيطرة وإلحاق مصالح روسيا بمصالح آل الأسد.
عموماً، في التعامل مع الأزمة السورية ينفع أن نستفيد من تجربة التسوية السياسية في اتفاق مينسك. وثمة أوجه شبه كثيرة بين الأزمتين، الاوكرانية والسورية، منها سبل الحل. فوقف الحرب يقتضي أن تتوقف دمشق، كما كييف، عن قصف مواطنيها والبدء بمفاوضات مع «الشعب المتمرد» لسحب الأسلحة الثقيلة والمدفعية، وإعلان عفو غير مشروط على المقاتلين، ومنح المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وضعاً خاصاً، وتعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة. وعلى ما يلزم اتفاق مينسك روسيا بخطوات، يجب أن يلزم الاتفاق حول سورية تركيا بخطوات، أي سحب القوات المسلحة وتمكين الحكومة السورية من السيطرة على الحدود الدولية. إنها خطة ممتازة، وموسكو تملك كل الأدوات اللازمة لتنفيذها.
 
 
*خبير في العلاقات الدولية، عن موقع «غازيتا» الروسي، 23/12/2015، إعداد علي شرف الدين
======================
لوفيغارو:شارل مارلو :الذهب الأسود في «كردستان سورية»... «كردستاني»
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٣ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
على الحدود العراقية – السورية في مشهان، يحث رجل الخطى في طريقه إلى محطة تكرير النفط الخام وتحويله إلى وقود. وهذه المحطة الباردة أُقيمت على ضفة «الطريق الدولي» الذي يربط بين بلدين مبتورين، وبين مدينتين مبقورتين: حلب، عاصمة شمال سورية، والموصل عاصمة شمال العراق. والمحطة تقع في الجهة السورية على بعد عشرين كيلومتراً من الحدود. والصمت يعم المكان حيث يجلس 3 رجال يشي الشبه بينهم برابطة أخوة وهم يحتسون الشاي ويقدّمونه لضيوفهم. التعب باد عليهم، وأحذيتهم بالية، ووجوههم جوفاء. تؤازر هؤلاء الرجال مجموعة من عشرات المسلحين. وفي هذه المحطة الخاوية تدور عجلة تجارة النفط في روج آفا، كردستان سورية. وتُقصَد المحطة لشراء النفط الخام. فسعر البرميل يتراوح بين 12 و15 دولاراً، في وقت يتراوح سعره في السوق العالمية بين 35 و40 دولاراً. وكلفة ملء شاحنة سعتها 22 طناً، أي 110 براميل، هي 1300 دولار فحسب.
ووراء المحطة، تعلو شعلتان في فضاء يغشوه السخام: مدخنة آبار النفط في خربة. وبدأت شركة نفطية مسجلة في لندن ومقرّبة من نظام الأسد (...) العمل في هذه الآبار عام 2008. وهي اضطرت إلى الانسحاب من الموقع في كانون الأول (ديسمبر) 2011، إثر فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على سورية. فأمسك نظام الأسد بمقاليد هذه الآبار إلى أن وقعت في يد «جبهة النصرة» في النصف الثاني من 2012. وفي هذه المرحلة، سحب النظام السوري جيشه واستخباراته من هذه المنطقة، وتركها في يد «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وهو حزب انفصالي أسسه عبدالله اوجلان. وفي آذار (مارس) 2013، طرد هذا الحزب فلول جيش النظام من رميلان، البلدة النفطية. وفي آب (اغسطس) 2013، سيطرت القوات الكردية على آبار منطقة خربة.
وسعى الأكراد السوريون إلى إصلاح القطاع النفطي المدمر. قبل الحرب، كانت منطقتهم في أقصى شمال غربي سورية، تنتج 165 ألف برميل نفط يومياً، وفق سليمان خلف، وزير البترول في كردستان سورية. «واليوم، انخفض الإنتاج إلى 20 ألف برميل يومياً. فقبل الثورة، كانت عجلة 1250 بئراً نفطية تدور، ولم يبق منها قيد العمل غير 100- 200 بئر. ونأمل بإصلاح 400 بئر في الحقول النفطية، لكننا نفتقر إلى الوسائل (المادية). فالبترول السوري محاصر»، يقول خلف. ويملك الأكراد خبرات في استخراج النفط. وقبل الحرب، كان عدد العاملين في منشآته من الأكراد 3- 5 آلاف و500 في رميلان. ويروي محمد حسين العامل في آبار خربة أن عناصر «جبهة النصرة» لم يعرفوا كيف يشغّلون المنشآت: «كانوا يتركون النفط يتدفق في الحقل المجاور ثم تأتي الشاحنات لشفط نفط من التربة». وذات يوم في تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، كانت نحو 20 شاحنة تنتظر تعبئة خزاناتها بالنفط الخام. ولكن ما وجهتها؟ «ليس هذا شأننا»، يقول محمد حسين. وشطر من النفط يصل محطات تكريره في مشهان. ويفصل أقل من 10 كيلومترات بين المحطة والآبار ومنشأة التكرير، والمحرقة في مشهان تقع في أبعد نقطة على الحدود السورية– العراقية التي بددها تنظيم «داعش». واليوم، يسعى الأكراد السوريون من جهتهم الغربية من الحدود، والأكراد العراقيون من الجهة الشرقية، إلى رأب هذه الحدود ووقف تداعيها. لكن جمع أوصال ما تقطّع عسير. فجذور الأكراد غير راسخة في هذه المناطق، ولا تعود إليهم السيطرة عليها، بل إلى القبائل العربية، ومنها قبيلة شمر على رأس كونفيديرالية قبائل قوية... وحين اندلعت الثورة، تحالفت هذه القبائل مع النظام السوري، ثم تعايشت مع «جبهة النصرة». واليوم، أبرمت اتفاقاً مع الأكراد، أسياد المنطقة الجدد، وشكّلت ميليشيا تأتمر بأوامرها: «جيش الصناديد». «الأكراد يسيطرون على آبار النفط، والشمر على محطات التكرير التي تقع في أراض عربية»، يقول رودي حسين، وهو صحافي كردي سوري مقيم في العراق.
تبدو عملية تكرير النفط كأنها تعود إلى العصر الصناعي الأول. ففي مشهان، خزانات قديمة غزاها صدأ يفوق نظيره في المسامير القديمة، ويشتعل فيها طوال اليوم نفط روج آفا. وملكية صهاريج النفط تعود إلى عائلات المدن- ومنها عائلات في كوباني تشغل 50 صهريجاً، أو عائلات في مشهان- أو إلى تعاونيات. وأنشأ عبدالعزيز محمد تعاونية مع 4 أصدقاء له من قرى مجاورة. واشترت هذه التعاونية 3 صهاريج تستوعب 27 برميلاً، ووظّفت 6 أشخاص. وتسعى تعاونية الأصدقاء إلى تكرير ما يوازي حمولة شاحنة يومياً، أي 110 براميل.
وحول محطات التكرير، تروح شاحنات وتأتي أخرى، وبينها شاحنة مصطفى (اسم مستعار) وبراميلها الستة. بدأ مصطفى العمل في القطاع النفطي حين بدأ يحمل الوقود على ظهره قبل عشرين عاماً. كان ينقل مشياً 40 ليتراً من البترول من العراق إلى سورية، أيام الحصار على النفط العراقي. واليوم، في عصر الحصار على النفط السوري، يشتري البترول من محطة التكرير ويبيعه في أطراف مدينة ديرك أو ديريك. ويختار الوقود وفق لونه: «الأصفر يشير إلى نوعية جيدة، لون الشاي إلى نوعية متوسطة، ويجب الاستغناء عن الوقود العسلي اللون.
وفي مكاتب بلدية رميلان، يقول الوزير سليمان خلف أن النفط المستخرج في روج آفا يذهب للاستهلاك المحلي. ولكن تحت رجليه تقريباً، يمر أنبوب غاز يصل سورية بالعراق أنشئ للتهرُّب من العقوبات على صدام حسين بين عامي 1991 و2003. ويبدو اليوم أن الأنبوب ينقل النفط من العراق إلى سورية. «لا تجارة بين «حزب العمال الكردستاني و «داعش»، فهذه التجارة بالغة الخطورة. والحل الأمثل (لتصريف النفط) هو تصدير نفط رميلان من كردستان سورية إلى كردستان العراق. ويومياً، يصدر 5 آلاف طن، اي 20 ألف برميل إلى 25 ألفاً. ويؤكد وسيطان أن «الكردستاني» يمسك بمقاليد البترول في روج آفا، ويسدد شطراً من العائدات إلى النظام السوري. وحين تصل الشاحنات إلى الجهة العراقية تنتظر دورها لتعبئة خزاناتها قرب معبر بيش خابور. ثم يتجه بترول «الكردستاني» من كردستان العراق إلى تركيا، على رغم المعارك الضارية بين جيش تركيا و «الكردستاني»، تنظيم عبدالله اوجلان.
 
 
* مراسل، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 5/1/2016، إعداد منال نحاس
======================
بني شفق التركية :عبدالقادر سلفي :تعاون أميركي- روسي في سورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٣ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
استقبلت أنقرة أمس ضيفاً بارزاً. والتقى رئيس الأركان الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، نظيره التركي، الجنرال خلوصي أكار، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو. وتشهد سورية سلسلة أحداث مهمة، ولكن، مع الأسف، لا ناقة ولا جمل لتركيا في تلك الأحداث منذ إسقاطها الطائرة الروسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
بادرت أنقرة إلى دعوة الجنرال الأميركي إلى زيارتها، فهي تشعر بالقلق من بعض الأحداث الغريبة في سورية وتطعن في علاقة بعض الحلفاء ببعض. وذكّرت تركيا ضيفها الأميركي بخطوطها الحمر (المحظورات) التي تتناول قوات الحماية الكردية في سورية. وخلاصة الرسائل التركية إلى الجنرال دانفورد 3 نقاط: 1- يجب احتساب ما يزعج تركيا في العلاقات الأميركية مع قوات الحماية الكردية، في وقت ترى انقرة أن هذه القوات هي الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني «الإرهابي». وأبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي أكثر من مرة هذا الموقف. وعلى قدر انزعاج تركيا من دور تلك القوات، واشنطن متحمسة للتعاون معها في ميدان المعارك بذريعة أنها تحارب «داعش». والحماسة والتعاون الأميركيان ينفخان في غرور «الكردستاني» وتعنّته في حربه على الجيش التركي في تركيا وفي حي سور بمدينة دياربكر تحديداً، حيث يحاول بسط سيطرته. وتراهن قياداته في قنديل على علاقاتها بواشنطن. وأعلنت أنقرة أن عبور قوات الحماية الكردية غرب نهر الفرات، إثر سيطرتها على سد تشرين، هو خط أحمر. وانسحبت هذه القوات من عدد من المواقع على وقع الضغط التركي.
2- تغيير عمليات قوات الحماية الكردية النسيجَ السكاني حيثما حلت. ولا يخفى أنقرة أن ما يسمى جيش سورية الديموقراطي ما هو إلا غطاء لقوات الحماية الكردية، على رغم انتساب بعض العرب والتركمان إليه. والغاية من هذا الجيش الالتفاف على اعتراضات أنقرة على تقدم قوات الحماية الكردية. لكن هذا الجيش يطرد العرب والتركمان من المناطق المحررة ويزرع فيها الأكراد لفرض أمر واقع على الأرض. ووثق تقرير منظمة العفو الدولية هذه المسألة.
3- مسألة حماية الحدود مع سورية. ترغب أميركا في أن ينشر الأتراك 30 ألف جندي على طول الحدود لمنع تسلل عناصر «داعش». وهو رقم كبير، ولا يمكن نشره هناك مدة طويلة مشلول الحركة على الحدود. وبدل نشر الجنود، بنت أنقرة جداراً كبيراً على الحدود لصد تنظيم «داعش». والأهم هو تحرير منطقة جرابلس السورية من «داعش» لوقف تسلل عناصره. فهذه المنطقة هي منفذه الوحيد. وكان من المفروض أن تشن تركيا وأميركا عملية مشتركة لطرده من جرابلس في تشرين الثاني الماضي. ولكن قبل موعد تلك العملية بيومين جاءت حادثة إسقاط الطائرة الروسية فتوقف كل شيء. فهل ما جرى صدفة؟ مذّاك تنأى تركيا عما يجري في سورية حتى لا تنزلق إلى مشكلة جديدة مع روسيا. وأبلغت أنقرة القائد الأميركي أن السبيل الوحيد إلى وقف تسلل «داعش» هو تحرير منطقة جرابلس وتسليمها إلى فصائل «الجيش الحر» وإسكان العرب والتركمان فيها؛ وأن انزعاجها كبير من الدعم الأميركي لقوات الحماية الكردية تحت غطاء جيش سورية الديموقراطي. وقدمت تركيا الأدلة على دعم روسيا له. وثمة قلق تركي من بدء مفاوضات جنيف المقبلة في وقت تواجه تركيا ودول إقليمية ضغوطاً سياسية تحول دون دعم وفد المعارضة وترجيح كفته على كفة روسيا وإيران. فمشكلة تركيا مع روسيا تعود إلى إسقاط الطائرة، والأزمة بين طهران والرياض قد تقيِّد هامش المناورة، كأن ثمة من يخطط لإضعاف المعارضة السورية.
ونوقشت مسألة أخرى مع الضيف الأميركي: انزعاج أنقرة من أنباء استخباراتية بلغتها عن اتفاق سري بين واشنطن وموسكو لحل الأزمة السورية، يُطبّق بالاستناد إلى تفاهم روسي- أميركي على رسم الأدوار بعيداً من دائرة العلانية. ولا يستخف باستئناف الكلام على العملية العسكرية التركية- الأميركية في جرابلس والتي أُجِّلت بسبب إسقاط المقاتلة الروسية، وقد تنفِّذ منتصف شباط (فبراير) المقبل.
 
 
* كاتب، عن «يني شفق» التركية، 10/1/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
نيوريوك تايمز :كابوس مضايا لم يشهده مكان آخر بالعالم
نشرت نيويورك تايمز الأميركية وغارديان البريطانية تقارير عن الأوضاع في مضايا بعد وصول المساعدات الإنسانية إليها، وسجلتا فرحة السكان بوصول الأغذية والأدوية، كما تحدثتا عن الأيام السوداء التي عاشتها البلدة خلال الشهور الستة المنصرمة.
ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤول بـ الأمم المتحدة أجاد مالك قوله إن الحصار والجوع تركا مضايا في كابوس لم يشهده أي مكان آخر بالعالم، مضيفا أنه لم ير مثلما رآه بتلك البلدة "نرى بشرا، لكننا لم نر حياة، إنه لمشهد مروّع".
وقال مالك إنه رأى أطفالا يرجفون من سوء التغذية وكبارا يقول أغلبهم إنهم لم يذوقوا طعم الخبز أو الأرز أو الخضراوات والفواكه لشهور. وأشار إلى أن سعر الكيلو جرام من الأرز بلغ ثلاثمئة دولار، وحكى أن أحد السكان كان قد باع دراجته النارية مقابل خمسة كيلوغرامات من الأرز.
حافة الموت
ونقلت الصحيفتان أن هناك حوالي أربعمئة شخص بمستشفى البلدة يحتاجون للإجلاء الفوري لتلقي العلاج نظرا إلى أن الجوع وعوامل أخرى قد تركتهم على حافة الموت وأنهم في انتظار نتائج مفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة المسلحة ومنظمات العون لتوفير ممر آمن لإجلائهم.
ورغم أن الأمم المتحدة لم تصدر بيانا عن وفيات من الجوع بمضايا حتى اليوم، فإن منظمة أطباء بلا حدود قالت إن هناك 23 شخصا قضوا بسببه في مركز طبي تدعمه بالبلدة.
وأشارت الصحيفتان إلى أن مضايا ليست وحدها في سوريا التي تعاني من الحصار، وهو الأسلوب الذي عفى عليه الزمن وحظرته القوانين الدولية ولا تزال الأطراف المتحاربة في سوريا تستخدمه.
ملايين تحت الحصار
وأوردت الأمم المتحدة أن هناك 15 بلدية بسوريا محاصرة تماما الآن، وهناك 4.5 ملايين شخص يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وفي حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية مع استمرار منع المدنيين من مغادرتها ومنع العاملين بمنظمات العون من إيصال الأغذية والأدوية والوقود والمواد الأخرى إليها.
وقالت غارديان إن مضايا كانت هادئة تماما وطرقاتها خالية من الناس والحيوانات بعد وصول المساعدات أمس مثلما كانت خلال الشهور الماضية، لكن الناس كانوا، ولأول مرة، فرحين بوجودهم داخل منازلهم وهم يطبخون، حيث أكل كثيرون منهم وجبة كاملة بعد شهور ثم شربوا الشاي.
ونقلت عن أحد السكان- واسمه إبراهيم عباس- قوله إنه وبعد وصول قافلة المساعدات الأممية التي تضم 44 شاحنة، كانت فرحة الناس لا تُوصف، والأطفال يقتربون من العاملين بالمنظمات ويسألونهم إن كانوا قد أحضروا طعاما "كانت عملية النقل منظمة جدا وتم توزيع الأغذية".
حزن بالقلوب
ورغم ذلك، قال عباس إن هناك حزنا في القلوب "لأننا نخشى أن تكون هذه المساعدات مؤقتة يتلوها نسيان المجتمع الدولي لنا مرة أخرى" مؤكدا أنه لا يوجد بالبلدة، التي تبعد أربعين ميلا شمال غرب العاصمة دمشق، مقاتلون منظمون.
وقالت منظمات العون إن المساعدات التي وصلت تكفي لشهر واحد فقط. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "قافلة واحدة لن تحل المشكلة".
======================
معهد واشنطن :كيف أوجد أوباما فراغاً في الشرق الأوسط
دينيس روس
متاح أيضاً في English
بوليتيكو
10 كانون الثاني/يناير 2016
قلةٌ من القضايا طرحت أمام الرئيس أوباما معضلةً أصعب من المعضلة السورية. فقد أتيحت للرئيس على مدى الأعوام الخمسة تقريباً للحرب السورية الداخلية عدة خيارات حول طريقة الرد الأمريكية ولكنه آثر في كل مرة الاكتفاء بالحد الأدنى. فمنذ البداية، حين ردّ الرئيس بشار الأسد على دعوات الإصلاح بالقسوة والتشدد لتتحول بذلك التظاهرات السلمية إلى انتفاضة، كان التلافي هو الرد الغريزي الأول للرئيس أوباما، إذ أنه نظر إلى سوريا ورأى فيها سبيلاً للتورط في صراع متواصل آخر في الشرق الأوسط حيث سيكون تورط الولايات المتحدة مكلفاً ولا يوصل إلى شيء لا بل قد يزيد الطين بلة. وقد كان له سؤالٌ واحد في جميع الاجتماعات تقريباً التي انعقدت حول سوريا وطُرحت فيها عليه الخيارات الممكنة للتأثير على الحرب الأهلية السورية، ألا وهو: "أخبروني ما سيؤول إليه في النهاية هذا الخيار".
والرئيس محقٌّ حتماً في سؤاله هذا، لكنه أغفل طرح السؤال الملازم له، وهو: أخبروني ما سيحدث إذا لم نتصرف؟ لو أنه عرف أن الامتناع عن التصرف سيوجد فراغاً تقع فيه كارثة إنسانية وأزمة لجوء مروعة وحرب بالوكالة متفاقمة ويتنامى فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») في العراق وسوريا، لربما كانت ردوده لتختلف. مع ذلك، كان من الصعب عليه طرح ذاك السؤال لأنه حين نظر إلى سوريا رأى فيها العراق.
وليس ذلك بالمستغرب منه نظراً للتبعات المؤلمة التي خلّفتها الحرب في العراق. فالعراق بنظره خطأ فادح. وقد ترشح ضد هذا المسار، وانتُخب ليخرج الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط لا ليدخلها فيها. ولكن هل حالة سوريا هي نفسها حالة العراق؟ بصفتي شخصاً اعتقَدَ (خطاً) أن صدام حسين كان يملك أسلحة دمار شامل، ارتكبتُ خطأ دعم الحرب العراقية. ويفترض حتماً بمناصري الحرب الآخرين أن يكونوا مستعدين للاعتراف الآن بأنه كان من الخاطئ السعي إلى تغيير النظام بدون استيعاب الفراغ الذي قد تحدثه الولايات المتحدة بفعل هذا التغيير، وكان من الخاطئ الدخول في حرب بدون خطة جدية ومدروسة بعناية لما يلزم من أجل إحداث انتقال معقول، بما يتضمنه ذلك من قوات برية لازمة على الأرض - من الجيش والشرطة ككل - لضمان الأمن وسبل إرساء الحكم؛ وكان من الخاطئ أن تتولى الولايات المتحدة إدارة العراق وتصبح رمزاً للاحتلال عوضاً عن تكليف الأمم المتحدة بمهام الإدارة الانتقالية؛ وكان من الخاطئ الدخول في الحرب بدون التفكير ملياً بعواقب إطلاق العنان للصراع الشيعي - السني، هذا الصراع الذي قد لا ينحصر بالعراق فقط.
ولكن لطالما كانت مسألة سوريا مختلفة. فهي ليست عبارة عن اجتياح أمريكي لدولة ما، إنما هي انتفاضة داخلية ضد قائد مستبد. وقد عمد الأسد إلى جعلها صراعاً طائفياً معتقداً أنه لن يتخطاها إلا إذا اعتبر العلويين وغيرهم من الأقليات أن بقاءهم من بقاء الأسد. ولكنها سرعان ما تحولت بعد ذلك إلى حرب بالوكالة تقف فيها المملكة العربية السعودية وتركيا إلى حد كبير ضد إيران. ولم يحدث الفراغ بسبب قيام الولايات المتحدة باستبدال نظام الأسد بل بسبب ترددها في فعل ما هو أكثر من التصريحات - فعلياً بسبب إفراط واشنطن في تعلم الدروس من العراق. وإذا بهذا الفراغ يُملأ من قبل أطراف أخرى، هي إيران و«حزب الله» والمليشيات الأخرى العاملة بوكالة إيرانية من جهة، والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر من جهة أخرى، بالإضافة إلى «تنظيم الدولة الإسلامية». وما لم تتخذ الولايات المتحدة الآن خطوات إضافية لسد هذا الفراغ، سيخرج الوضع عن السيطرة بشكل أكبر.
والواقع أن الفراغ الحاصل في سوريا قد تفاقم من عدة نواحٍ بسبب الإحساس بتقلص دور الولايات المتحدة في المنطقة، مما أوجد فراغاً أكبر فتح المجال أمام نشوء المنافسة المتزايدة بين إيران والسعودية. إذ اعتبر الإيرانيون أن الولايات المتحدة لا تشكل خطراً يذكر عليهم فيما رفعوا درجة أعمالهم القائمة على مذهب الفعّالية  في المنطقة ومنحوا «فيلق القدس» - الذراع العملياتي للحرس الثوري الإيراني خارج إيران - دوراً أبرز في الصراعين السوري والعراقي. وبالفعل فإن قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني الذي كان في السابق شخصية غامضة، بات اليوم شخصاً ذا حضور علني كبير حيث يظهر أحياناً في الميدان خلال المعارك الدائرة على تكريت في العراق والقصير في سوريا وغيرها من المناطق في كلا البلدين. أما السعوديون فقد وجدوا في الاتفاق النووي والتدخل الإيراني الأوسع في المنطقة مبرراً للفكرة التي يملكونها بأن إدارة أوباما ليست جاهزة لفرض أي حدود فعلية على إيران - أو التصرف على أساس خطوطها الحمراء. بالنتيجة، قررت السعودية رسم خطوطها الخاصة، وهذا ما فعلته في اليمن، مع العلم بأنه سيكون صعباً عليها على الأرجح أن تخرج نفسها من هذا الوضع. لعل السعودية قامت بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر لأسباب محلية، وخصوصاً بالنظر إلى عدد العناصر السنّية التابعة لتنظيم «القاعدة» الذين أعدموا في الوقت نفسه، لكن السعودية كانت تعلم أن إيران ستأتيها بالرد، فهذه الأخيرة كانت قد توعدت السعوديين بالعقاب إذا ما أقدموا على إعدامه.
والأرجح أن المنافسة السعودية - الإيرانية لن تتصاعد لتصل إلى صراع مباشر، ولكنها ستدفع الطرفين إلى النظر إلى الحروب الجارية بالوكالة كحروب لا ربح فيها ولا خسارة. وبالتأكيد سيكون من الصعب على كليهما القبول بالتراجع في سوريا، ما سيعقّد الآمال التي تعقدها الإدارة الأمريكية باستخدام المساعي الدبلوماسية في فيينا من أجل "إرساء السلام والأمن في سوريا" على حدّ تعبيرها. وحتى لو لم يكن الانقسام المتعاظم بين السعودية وإيران موجوداً، لما كانت حظوظ مساعي فيينا كبيرة، وهي على أي حال تعتمد اعتماداً أكبر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: فهو القادر على إرغام نظام الأسد على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وإيقاف البراميل المتفجرة، والسماح بإنشاء ممرات إنسانية لإيصال الغذاء والدواء إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من غير تنظيم «داعش». في هذه الظروف فقط سيكون بالإمكان دفع السعوديين والأتراك وغيرهم ممن يدعمون المعارضة إلى إقناع قوات الثوار بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار - وهو الشرط الأساسي لتحقيق أي إنجاز من خلال مباحثات فيينا، وعنصر جوهري في استراتيجية أوباما للقضاء على «داعش». في الواقع، في غياب أي اتفاق فعلي لوقف إطلاق النار بين نظام الأسد وقوات المعارضة من غير «داعش» في سوريا، لن تنضمّ الدول والعشائر السنية فعلياً إلى الحرب ضد «داعش». (ليس لأي سبب آخر سوى أن يظهروا أن الهجوم ضد السنة في سوريا قد توقف وأنهم نجحوا في حمايتهم).
وفي حين يرى الرئيس أوباما سوريا كمأزق، لا يشاركه بوتين حالياً النظرة نفسها. إذ لا يزال يعتقد أن تحقيق مآربه في الحرب أهم من ضمان نجاح مباحثات فيينا في هذه المرحلة. علاوةً على ذلك، بينما يعتبر الرئيس الأمريكي أن بوتين لن يرغب في تكرار أخطاء أفغانستان وأنه سيتبيّن في مرحلة ما الحاجة إلى إخراج روسيا من سوريا، لا يبدي بوتين ما يدل على أن قراءته للتدخل الروسي في أفغانستان تشكل أي رادع أمامه - ربما لأنه يعلم أنه لا ينوي نشر قوة برية كبيرة على النحو نفسه وربما أيضاً لأنه يعتقد أن الولايت المتحدة لن تكبّده تكاليف أكبر بكل بساطة. وصحيحٌ أن التاريخ قد يكون حافزاً له، لكن ما يحرك بوتين هو حاجته للتعويض عن فترة الضعف الروسي والتفوق الأمريكي؛ فهو يريد أن يثبت أن روسيا قوة عظمى وكلمتها مسموعة في الأحداث. من هنا يرى في تقلص الدور الأمريكي والفراغ الناتج عن ذلك فرصةً لإعادة تأكيد النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.
بالنسبة للرئيس أوباما، لا تزال التجربة العراقية تلقي بظلالها على حساباته. فهو، شأنه شأن الرؤساء الذين سبقوه، يسترشد بقراءته للحالات المشابهة. ولا عيب في ذلك بتاتاً، شرط أن يكون التشابه صائباً.
فالرؤساء ومستشاروهم يستعينون بالتشابهات لصياغة الأحكام، خصوصاً حين يواجهون خيارات صعبة تستلزم التدخل. بالنسبة للرئيس ليندون جونسون، كانت "ميونيخ" هي الحالة المشابهة التي قادته بشكل كارثي في فيتنام: فإذا لم تضع الولايات المتحدة حدّاً للشيوعيين هناك - إذا "استعطفتهم" هناك - لكانت ستواجه تهديداً أكبر وأخطر في ما بعد. في العالم الثنائي القطبين الذي كان سائداً خلال الحرب الباردة، كانت حالة "ميونيخ" قوية وأعمت أبصار الرئيس جونسون ومَن حوله عن حقيقة أن الشيوعية ليست موحدة، وأن السوفيتيين والصينيين كانوا خصوماً، وأن الحرب في فيتنام كانت حرباً قومية. حتى الرئيس جورج هـ. و. بوش استرشد بهذا المرجع التاريخي حين ردّ على صدام حسين عام 1990. وبالفعل سمعتُه يستخدم تشبيه "ميونيخ" خلال اجتماعات المكتب البيضاوي فيما كانت الولايات المتحدة تعبّئ العالم ضد الزعيم العراقي بعد احتلاله الكويت؛ فقد اعتبر بوش الأب أنه لا يمكن للولايات المتحدة السكوت عن مثل ذلك الاعتداء خوفاً من أن يحل قانون الغاب محل آماله بنظام عالمي جديد في أعقاب الحرب الباردة. ولعل الرئيس بوش استعان بهذا التشبيه، لكنه وضع كذلك هدفاً محدداً وواضحاً هو دحر الاعتداء على الكويت وعدم التسبب بتغيير النظام في العراق. وقد كانت الأساليب المتبعة مطابقة للهدف المعلن.
لا مهرب من استخدام التشابهات، ولكن يجب على هذه التشابهات أن تجسّد دروساً حقيقية. والحقيقة هي أن واشنطن لم تجرِ في أي مناقشة جدية في الولايات المتحدة حول الدروس المستقاة من الحرب العراقية. فمنتقدو الحرب لم يقرّوا يوماً بوجود ما يدعو للنقاش، لا بل اعتبروا أن مناصري تلك الحرب كانوا مضللين في الأساس. أما مؤيدو الحرب فكانوا منهمكين بالدفاع عن موقفهم إلى حد أنهم ترددوا في الإقرار بما أخطأوا به وكيف كان يمكن التصرف بشكل مغاير.
لا بد لتجربة الفشل العراقي أن تخفف من رغبات الولايات المتحدة وآمالها، إنما لا يجدر بها الإفراط في استخلاص الدروس من الحرب وإساءة تطبيقها. فليست جميع النزاعات في الشرق الأوسط نسخة عن العراق - ولا ينبغي أن تنحصر خيارات الرد لدى واشنطن إما بالامتناع عن التصرف أو بنشر أعداد هائلة من الجنود على الأرض.
قد لا يسهل إيجاد الحل الوسط حيث لا تفرط الولايات المتحدة في التدخل كما حصل في العراق ولا تحدّ من تدخلاتها ما دون اللزوم كما هي الحال في سوريا، ولكن إلى حين إقامة نقاش جدي حول العراق (وسوريا بالقدر ذاته من الأهمية) والتفكير في ما يجب تعلّمه من هذه الصراعات، ستظل واشنطن تتخبط وتستخدم التشابهات المغلوطة وتصدر الأحكام الخاطئة. من هنا، قد يفيدها وضع مبادئ توجيهية للتدابير العسكرية التي قد تكون مستعدة لاتخاذها - على غرار الاستعداد لنشر قوات على الأرض، بما في ذلك نشر فرق الاستطلاع لتوجيه الضربات الجوية، وإدخال القوات في صفوف الشركاء المحليين، ربما وصولاً إلى مستوى الكتائب، بالإضافة إلى استخدام عناصر العمليات الخاصة في الغارات القائمة على مبدأ الهجوم والانسحاب المتتاليين، فهذه الأمور قد تساعد الولايات المتحدة في إدارة تدخلها مع تفادي خطر تدهور الوضع الذي يخشاه الرئيس الأمريكي.
وبالطبع لا بد من أن تنطلق هذه المبادئ التوجيهية من أسئلة صعبة يجب أن تطرحها الولايات المتحدة أولاً في كل حالة عن رهاناتها وعمّا إذا كان يجدر بها التصرف أم لا، وبأي أشكال تتصرف. من الواضح أنه من الأفضل لا بل من الضروري أن يتحمل شركاء واشنطن المحليون مسؤولية كبرى في صراعات الشرق الأوسط، والرئيس أوباما محقٌّ في هذا الصدد. لكن يجدر بالولايات المتحدة أيضاً أن تعلم العوامل التي تولدت منها هذه الصراعات - من قد يقاتل فعلياً، وأين، وما هي حوافزهم، وما الذي قد يحتاجونه من واشنطن، وما إذا كانوا يعتقدون أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبهم، وما إذا كان لها أو لغيرها تأثيرٌ عليهم. في كل حالة، يجب على واشنطن تقييم نطاق الخيارات العسكرية المتاحة أمامها. عليها أن تحذر ممّا يسميه البنتاغون "تمادي المهمة إلى ما بعد أهدافها الأصلية"، وهو أمر يمكن أن تتجنبه الولايات المتحدة بدرجة أكبر إذا حذت حذو جورج و. بوش وحددت أهدافها بشكل واضح منذ البداية وحرصت على انسجامها مع الأساليب التي هي مستعدة لاستخدامها.
في زمنٍ يسود فيه إجماعٌ عام على الحاجة إلى مكافحة «داعش» إنما يغيب فيه الإجماع حول كيفية مكافحته، تشكّل التبعات العراقية ودروسها المشكلة الجلية التي تتحاشاها الولايات المتحدة. لذلك فإن مواجهتها وإقامة نقاش مفتوح حولها - لا سيما في عام الانتخابات - قد يمثلان عنصراً ضرورياً من العناصر اللازمة لوضع استراتيجية مجدية، لا بل قد يكونان أيضاً جوهريين لكي تُبين واشنطن للأطراف داخل المنطقة وخارجها أن تبعاتها لن تمنعها بعد اليوم.
 دينيس روس هو مستشار وزميل "وليام ديفيدسون" المميز في معهد واشنطن.
======================
وورلد تريبيون : على واشنطن ان تدعم الرئيس السوري
وكالة انباء براثا
أكد الكاتبُ جاي هالين أن واشنطن بحاجةٍ إلى نهجٍ جديدٍ مع استمرارِ الحربِ السوريةِ واستفحالِ أزمةِ اللاجئين
وقال هالين إنه حتى الآن جلست إدارةُ الرئيسِ باراك أوباما في الغالبِ على الهامشِ وذلك لفشلِها في إيجادِ ممثلين جيدين عن المعارضةِ السوريةِ لدعمِهم لأنهم مزيجٌ مزدحمٌ من الفصائلِ المتقاتلةِ في سوريا
وتابعت المقالةُ في صحيفة وورلد تريبيون الامريكية أنه مع افتراضِ أننا الأمريكيين يُمكننا أن نعلمَ وندرّبَ ومن ثم نسلحَ المتمردين الذين قد يدّعون الولاءَ للولاياتِ المتحدةِ في يومٍ ما ولكنهم سيلجأون إلى عملياتِ الثأرِ الطائفيةِ والقبليةِ في الأيامِ المقبلةِ ورأى الكاتبُ أن الواقعيةَ السياسيةَ هي الخيارُ الوحيدُ وأن دعمَ الولاياتِ المتحدةِ للرئيسِ بشار الأسد هو ببساطةٍ قد يكون أفضلَ خيارٍ أو الأقلَ سوءاً وشدد هالين بالقولِ إذا كان داعشُ يمثل السيناريو الأسوأَ فالأسدُ هو الأفضل مشيراً إلى أن الأسدَ هو مصدرٌ لاستقرارِ المنطقةِ أيضا بسببِ دعمهِ غيرِ المشروطِ من قبلِ إيران التي تخشى وتمقت داعشَ الذي يهدد المنطقة.
======================
التلغراف: بريطانيا تجند لاجئات سوريات لمنع الفتيات من الانضمام لـ "داعش" 13 كانون الثاني ,2016  11:27 صباحا       
القسم : مقالات مترجمة
المصدر: عربي برس - ترجمة: ريم علي
نائب وزير الخارجية الروسي يجتمع باثنين من ممثلي المعارضة السورية1234
بعد أن أظهرت احصائيات فرار أكثر من فتاة في غضون أسبوع للانضمام إلى تنظيم "داعش"، جنّدت الشرطة البريطانية لاجئات سوريات لدفع الأمهات البريطانيات على منع بناتهم من الهرب للانضمام إلى صفوف التنظيم.
وأفادت صحيفة التلغراف أنه في إطار حملة شديدة اللهجة، حذرت ثلاث أمهات سوريات أي فتاة من الذهاب إلى البلاد التي مزقتها الحرب، طارحات احتمال عدم العودة او التعرض للعذاب والموت
وظهرت الأمهات في شريط فيديو مسجل وقد وجهن رسائل توعية تزامناً مع محاولة الشرطة لمواجهة دعاية داعش التي تصور البلاد على أنها يوتوبيا إسلامية.
يذكر أن حوالي 56 امرأة وفتاة غادرن بريطانيا باتجاه سوريا العام الفائت.
======================