الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 13-12-2015

14.12.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. يديعوت: إيران بدأت بسحب قواتها من سوريا وسليماني أصيب
  2. إيكونوميست: موارد تنظيم الدولة تتراجع فما هو المستقبل؟
  3. واشنطن بوست :اوباما وسوريا.. تفكير حالم
  4. بروجيكت سنديكيت :كيف يمكن أن تستثمر أوروبا فرصة المهاجرين؟
  5. مايك ويتني - (كاونتربنتش) 9/12/2015 :تدمير سورية من أجل إقامة "سُني-ستان"؟!
  6. واشنطن بوست: كيري يزور موسكو لمناقشة الأزمتين السورية والأوكرانية
  7. لوموند: كيف رتب تنظيم الدولة خلافته وكذب كل التوقعات؟
  8. "لو فيجارو": جبهة النصرة تريد عرقلة مؤتمر الرياض
  9. الاوبزرفر: الحياة تعود إلى حمص بعد تنفيذ قوات الأسد وقف إطلاق النار
  10. معهد واشنطن :تكلفة الحملة العسكرية الجوّية التي تشنها روسيا
  11. "جارديان" تسرد مأساة مواطن سوري فقد أسرته غرقًا في بحر"إيجة"
  12. الاندبندنت أون صنداي: الشتاء يعم العالم بدءا من تونس وصولا إلى سوريا
  13. ستراتفور: ما الذي يعنيه تشكيل جبهة تفاوض موحدة للمعارضة السورية؟
  14. واشنطن بوست: أميركا ودول الخليج.. جسر الخلافات لمواجهة التحديات  
  15. ديرشبيغل: أميركا تطالب ألمانيا مزيداً من الدعم العسكري لقتال "داعش"
  16. فوكاتيف الامريكي يكشف مخطط «إفراغ الخزائن» لهزيمة «داعش» في سوريا والعراق
  17. أوبسرفاتور: الحرب الشاملة المقبلة بين الغرب و#داعش في ليبيا
 
يديعوت: إيران بدأت بسحب قواتها من سوريا وسليماني أصيب
غزة - عربي21 - صالح النعامي# الأحد، 13 ديسمبر 2015 08:45 ص 0119
كشفت مصادر عسكرية أمريكية وغربية، النقاب عن أن إيران اتخذت قرارا استراتيجيا بالشروع في سحب قواتها من سوريا في أعقاب تعاظم خسائرها في الأرواح، التي وصلت إلى حد إصابة قائد قوات "القدس" في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.
ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" مساء السبت، النقاب عن محافل عسكرية أمريكية وغربية قولها إن هناك ما يدلل على أن الروس سيفقدون قريبا حليفا قويا في سوريا، بسبب زيادة حساسية الإيرانيين لخسائرهم، لا سيما من خلال سقوط قيادات عسكرية ذات تأثير نوعي.
ونوهت الصحيفة إلى أنه استنادا إلى بعض المصادر العسكرية الأمريكية، فإن إيران شرعت بالفعل في سحب بعض قوات "النخبة" من سوريا.
وبحسب المصادر، فإن القوات الإيرانية التي تتواجد حاليا على الأرض السورية انسحبت من ساحات المواجهة والقتال، لا سيما في مناطق حلب، إلى مناطق آمنة في عمق الساحل السوري.
وفي السياق ذاته، نقلت "يديعوت أحرنوت" عن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون، قوله إن الخطة الأساسية لروسيا في الحرب كانت تقوم على استعادة مدينة إدلب ومدن أخرى سبق لقوى المعارضة المسلحة تحريرها من قوات النظام، مقدرا أنه لا يوجد أي أمل لتحقيق هذه الخطة بسبب "الإشكاليات العسكرية" التي يواجهها الروس والإيرانيون في القتال.
وعزا يعلون الفشل الإيراني الروسي إلى "عدم أهلية الجيش الروسي في القتال، إلى جانب عدم إظهار قوات الحرس الثوري التصميم الكافي في الحرب، بخلاف قوى المعارضة المسلحة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أمريكية قولها، إن قاسم سليماني أصيب في إحدى المواجهات في منطقة حلب، مشيرة إلى أن إصابة سليماني أثرت على معنويات ضباطه وجنوده بشكل واضح.
======================
إيكونوميست: موارد تنظيم الدولة تتراجع فما هو المستقبل؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# السبت، 12 ديسمبر 2015 12:37 م 00
نشرت مجلة "إيكونومست" تقريرا حول مداخيل ومصاريف تنظيم الدولة، تقول فيه إنه بعد أن انطلق التنظيم خارجا من سوريا في حزيران/ يونيو 2014، واحتل الموصل، وهي ثاني أكبر مدينة عراقية، وقارب أن يصل بغداد، أصبح أغنى تنظيم إرهابي في التاريخ.
ويشير التقرير إلى أن التنظيم قد نهب البنوك في الموصل، بما في ذلك البنك المركزي، الذي احتوت خزيته على ما يقارب 425 مليون دولار، كما اختلس شبكة نفط فيها 3 ملايين برميل من النفط. تحتوي المنطقة التي أعلن فيها التنظيم خلافته، على أغنى الأراضي في الهلال الخصيب، بالإضافة إلى الصناعات الثقيلة التي ركزها صدام حسين في المناطق العربية السنية الموالية.
وتورد المجلة أن تقريرا أعد لـ"رويترز" في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، ذكر أن 13 حقلا نفطيا وثلاث مصافي نفط وخمسة مصانع أسمنت وبعض صوامع القمح الضخمة ومنجما للملح، تقع تحت سيطرة التنظيم.
ويلفت التقرير إلى أن "تنظيم الدولة استطاع أن يجد سوقا مزدهرة للنفط، الذي يحصل عليه من 160 حقلا استولى عليها، فالحكومة السورية زبون، وكذلك مجموعات الثوار، وحتى جمعيات الإغاثة التي تعمل في الشمال، بحسب ريم التركماني من مدرسة لندن للاقتصاد، التي يقول تقريرها بأن دافع الضرائب الأمريكي يمول تنظيم الدولة. ويقول  مؤلف تقرير (أي أتش أس) لودوفيكو كارلينو: (يسيطرون على معظم نفط سوريا، فسواء كنت الحكومة أو شخصا مدنيا أو مليشيا، فإن عليك الشراء من سماسرة تنظيم الدولة".
وتقول المجلة: "قام التنظيم لإدارة تجارته بإنشاء بيروقراطية تامة مع دليل (قواعد الإدارة). وتحول الابتزاز المباشر إلى نظام ضرائب وأرقام مرجعية ونسب محددة وقوانين تضبط وسائل التسلية، بما في ذلك لعبة كرة قدم الدمى، بشرط أن يزال رأس الدمى؛ لأنه لا يسمح بصور الأحياء، وتم تأميم حقول النفظ والمناجم. ورحب كثير من التجار بدفع رسم واحد في مساحة تمتد بين العراق وسوريا، بدلا من دفع رسوم كثيرة لكل مليشيا تمر تجارتهم بها. وضريبة الدخل بنسبة 30% هي أقل من ضريبة الدخل التي تفرضها المليشيات الشيعية في محافظة صلاح الدين المجاورة، التي تصل إلى 50%. وقد عاد حوالي 200 ألف عربي، الذين فروا في البداية، الى المساحات غير المحكومة جنوب غرب كركوك، عندما دخل تنظيم الدولة إلى بيوتهم".وتضيف: "قدر مراقبون الناتج المحلي الإجمالي في مناطق التنظيم بـ 6 مليارات دولار، وهذا مبلغ كبير جدا لمجموعة ارهابية، ولكنه مبلغ قليل لدولة من 7 ملايين نسمة في حالة حرب. ويستهلك جيش التنظيم 70% من الدخل، بحسب تقرير (أي أتش أس)، وتكلفة المقاتلين الأجانب بالذات باهظة، حيث يدفع للعربي القادم من الخارج ضعفي ما يدفع للرجل المقاتل المحلي، أما المقاتلون الأوروبيون فيحصلون على ثلاثة أضعاف المحليين. وانفق التنظيم غنائم الموصل بسرعة، ما اضطره إلى القيام بهجمات جديدة بحثا عن غنائم، وقام التنظيم بطرد المسيحيين في سهول نينوى الخصبة".
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "في الأسابيع الأخيرة أوقفت غارات التحالف تقدم تنظيم الدولة، ومع الانخفاض في سعر النفط تراجع دخل تنظيم الدولة. وتراجع التنظيم من كوباني في كانون الثاني/ يناير 2015، لم يكلف التنظيم فقط نقطة عبور مهمة على الحدود التركية، بل خسر أيضا مصنع أسمنت هناك. وفي تشرين الأول/ أكتوبر، خسر التنظيم بيجي وأكبر مصفاة نفط. كما أن دعم الطيران الحربي الأمريكي للثوار المناوئين لتنظيم الدولة يهدد بحرمان تنظيم الدولة من الوصول المباشر إلى الحدود التركية، ما يعيق قدرته على جذب مقاتلين أجانب. وكان زعيم التنظيم في الموصل أبو سعد الأنصاري أعلن ميزانية قدرها مليارا دولار في بداية العام، ويرى المراقبون أنها ستخفض للنصف في الغالب".
وتبين المجلة أن "التنظيم رفع الضرائب والمخالفات بشكل اعتباطي، وبينما كان لدى حكام الاثني عشر اقليما ضرائب ثابتة، أصبحت البلديات أيضا تفرض ضرائب، ودفع العديد من السجناء المتهمين بالعمال ما يزيد على 30 ألف دولار لتجنب الإعدام. كما أن التوتر على خلفية الفرق في الرواتب، تسبب في اشتباكات بين المقاتلين المحليين والأجانب في تلعفر، ويتغيب الشباب عن صلاة الجمعة خوفا من تجنيدهم".
ويفيد التقرير بأن تزايد عدد الغارات منذ تشرين الأول/ أكتوبر، جعل البعض يتساءل إن كان التنظيم يمكنه أن يستمر، فمن 160 حقلا للنفط في سوريا تمت مهاجمة 20 . وقد تمت مهاجمة حقل العمر، وهو ثاني أكبر حقل في سوريا 4 هجمات من الطيران الأمريكي والبريطاني والروسي.
وتذكر المجلة أن هناك تقارير بأن إنتاج النفط تراجع من 100 ألف برميل في اليوم إلى 40 ألف برميل. كما أن العراقيين في تلعفر يقولون إن عدد التنكات بين الموصل والرقة تراجع بشكل كبير بعد الهجمات المتكررة.
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد ضرب مصافي النفط، فقد بدأت تتم عملية التكرير بطرق بدائية، وارتفعت أسعار الوقود، وتراجعت رواتب ومعنويات تنظيم الدولة. وخوفا من هروب الناس من مناطق التنظيم، فقد رفع تكاليف تأشيرة المغادرة إلى 1800 دولار، مع ضامنين اثنين يخاطران بحياتهما إن لم يعد حامل الفيزا، ولكن إلى الآن يبقى الأمل في انهيار التنظيم مجرد أمل.
======================
واشنطن بوست :اوباما وسوريا.. تفكير حالم
تاريخ النشر: الأحد 13 ديسمبر 2015
أخبر الرئيس باراك أوباما مؤخراً المراسلين في مانيلا أنه لا يستطيع «التكهن بالوضع الذي يمكن فيه إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، بينما لا يزال بشار الأسد في السلطة»، ولكن بحسب الرئيس، «قد يستغرق الأمر بضعة أشهر بالنسبة للروس والإيرانيين، وبعض أعضاء الحكومة السورية والنخب الحاكمة داخل النظام للاعتراف بالحقائق التي عبرت عنها». بيد أن الأسد من جانبه أخبر بنفسه قناة تليفزيونية إيطالية بأن العملية الدبلوماسية التي من المفترض أن تنطلق في فيينا للإعداد لتحول سياسي في سوريا بعيداً عنه غير منطقية. ويؤكد «رئيس البراميل المتفجرة السوري» أنه لا يمكن البدء في أي شيء قبل هزيمة الإرهابيين الذين يحتلون أجزاء في سوريا، بيد أن الإرهابيين بالنسبة للأسد هم جميع من يعارضونه.
واعتمدت واشنطن في قدر كبير من سياساتها بشأن سوريا على تفكير حالم وآمال أن يدرك الآخرون الحقائق الموضوعية ويتصرفون بناء عليها. وتعود قائمة تلك الآمال إلى عام 2011: على الأسد أن يختار أن يكون جزءاً من الحل بدلاً من أن يكون جزءاً من المشكلة، وعلى الأسد أن يتنحى من أجل صالح سوريا، وعلى الأسد ألا يستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه وإلا فسيتجاوز بذلك الخط الأحمر، وعلى الأسد أن يقرأ كلمات البيان الختامي لجينيف 2012 وأن يتأهب لحزم أمتعته، وعلى موسكو أن تدرك أن تدخلها العسكري في سوريا سيبعدها عن العالم الإسلامي السني، وعلى إيران أن تنتهز فرصة أن تصبح دولة عادية وقوة مساهمة في الاستقرار الإقليمي، وعلى الجميع أن يفهموا عدم إمكانية توحيد السوريين ضد تنظيم داعش في ظل استمرار دور سياسي للأسد.
وبالطبع، كان السوريون والروس والإيرانيون سيصبحون أفضل بكثير، وكان العالم سيصبح أكثر أمناً، لو أن «الحقائق» التي يقصدها الرئيس أخذت على محمل الجد من الزعماء السياسيين. غير أن خصوم أوباما وهم بالفعل خصومه لم ينظروا بعين الاعتبار إلى تلك الحقائق التي أعرب عنها أوباما ولا يعتبرونها حقائق.
وحتى إذا كانت حقائق موضوعية، فهي لن تتحقق من تلقاء ذاتها، ورغم ذلك ترى الإدارة الأميركية الحالية في بعض الأحيان أبجديات السياسات الخارجية باعتبارها إلقاء محاضرة، تأمل أن يفهمها الطلاب. وهذه الطريقة ليست جديدة، فمنذ قرابة 80 عاماً مضت، كان بعض القادة الغربيون يدلون بتصريحات بعيدة عن أي أفعال، ويبدأونها بعبارات مثل «بالطبع يدرك هتلر..».
وبالتأكيد يتعامل الأسد مع الحقيقة الأساسية للأمور بصورة مختلفة عن أوباما، ويرى أن سوريا هي ميراثه الشخصي، ويذكرنا دوماً بعبارة أنه لن يذهب إلى أي مكان آخر، وأما بنسبة لمسانديه، ليس الأمر أن موسكو وطهران لا تدركان الحقائق الأساسية، ولكنهما يعرفان أن الأسد هو أكبر عقبة أمام توحيد الجبهة السورية ضد تنظيم داعش، وعلى علم بأن الفظائع التي يقترفها الأسد تجذب مجندين جدداً للتنظيم، ولكنهما لا يعيران بالاً، فمصالحهما غير متربطة بصورة أساسية بهزيمة داعش في سوريا، ولذا لأسبابهما الخاصة، ترغب إيران وروسيا، أولاً وقبل كل شيء، الإبقاء على الأسد في منصبه.
ـ ـ ـ ــ ـ
فريدريك هوف*
*المستشار الخاص للتحول في سوريا بوزارة الخارجية الأميركية عام 2012
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
======================
بروجيكت سنديكيت :كيف يمكن أن تستثمر أوروبا فرصة المهاجرين؟
إيمو بونينو*
روما- ما كان ينبغي لما يسمى أزمة اللاجئين في أوروبا أن تتحول إلى حالة طوارئ على الإطلاق. ولا يجب أن يشكل استيعاب مليون شخص من طالبي اللجوء تحدياً كبيراً للاتحاد الأوروبي -المساحة التي يعيش عليها أكثر من 500 مليون مواطن، والتي ترحب بأكثر من ثلاثة ملايين مهاجر في كل عام. ولكن من المؤسف أن الافتقار إلى الاستجابة المنسقة تسبب في تحويل مشكلة يمكن التحكم فيها وإدارتها إلى أزمة سياسية حادة، وهي الأزمة التي حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -محقة- من قدرتها على تدمير الاتحاد الأوروبي.
في واقع الأمر، يبدو أن أغلب بلدان الاتحاد الأوروبي تركز بأنانية على مصالحها الخاصة. ويعمل هذا الاتجاه على تأليبها ضد بعضها بعضا، ويستحث حالة من الذعر، وهو ما من شأنه أن يعرض اللاجئين لقدر أعظم من المخاطر. ومن الواضح أن من شأن وضع خطة شاملة ذكية أن يهدئ المخاوف التي تسود المنطقة. لكن ما حدث بدلاً من ذلك هو أن أوروبا فضلت البحث عن كبش فداء، وكانت اليونان هي أحدث البلدان التي تم استهدافها باللوم.
تم اتهام اليونان بعدم بذل القدر الكافي من الجهد لمعالجة موضوع اللاجئين واستيعابهم. ولكن من غير المعقول، حتى لو لم تكن اليونان مشلولة أصلاً بفِعل الأزمة الاقتصادية، أن ننتظر من دولة صغيرة منفردة أن تتحمل العبء وحدها، وخاصة في عام حيث من المتوقع أن يعبر أراضيها 800 ألف لاجئ. إن ما يحدث هو مشكلة أوروبية وعالمية، وليس مشكلة يونانية وحسب.
هناك من اللوم ما يكفي الجميع. ففي اليونان، توقعت مؤسسات المجتمع المفتوح، بقيادة جورج سوروس، وبالشراكة مع المنطقة الاقتصادية الأوروبية ومؤسسة مِنَح النرويج، طبيعة المشاكل التي قد يخلقها الافتقار إلى سياسة أوروبية جادة في التعامل مع قضية اللجوء. ففي العام 2013، أنشأت هذه الشراكة منظمة "التضامن الآن"، التي تديرها مجموعة من صفوة المجتمع المدني اليوناني. وتحتاج منظمة التضامن الآن إلى 62 مليون يورو (67 مليون دولار أميركي) فقط حتى تتكفل برعاية خمسة عشر ألفاً من أصل خمسين ألف لاجئ يحتاجون إلى تسكينهم في اليونان في العام المقبل. ولكن، وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي وَعَد بإنفاق نحو 500 مليون يورو لمساعدة اليونان في إدارة الأزمة، فقد تقاعست بعض الدول الأعضاء عن دفع حصتها.
بالإضافة إلى دعم اليونان، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إقرار خطة شاملة لإدارة وصول طالبي اللجوء بطريقة آمنة ومنظمة. وهذا يعني العمل خارج حدود أوروبا. ومن منظور المانحين، سوف يكون الحفاظ على طالبي اللجوء قريبين من مواقعهم الحالية أقل إرباكاً وأقل تكلفة بالنسبة لأوروبا.
بادئ ذي بدء، ينبغي أن يلتزم الاتحاد الأوروبي أن باستيعاب ما لا يقل عن 500 ألف من طالبي اللجوء سنوياً، في حين يعمل على إقناع بقية العالم بقبول عدد مماثل. ولا بد أن يساعد التزام عام باستيعاب هذا الحجم من اللاجئين في تهدئة التدافع غير المنضبط إلى أوروبا. ومن الممكن التقليل من تدافع طالبي اللجوء، من خلال تزويدهم بوضع واضح ووعود بالسلامة لدى الانتظار في تركيا وغيرها من دول خط المواجهة، بدلاً من المخاطرة بعبور البحر الأبيض المتوسط في رحلة بالغة الخطورة.
ثانياً، لا بد من إنشاء بوابات رسمية، في تركيا أولاً، ثم في لبنان، والأردن، وتونس، والمغرب، على أن تعمل بلدان البوابات، بالتعاون الوثيق مع وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والاتحاد الأوروبي، على إنشاء مراكز تجهيز لتسجيل طالبي اللجوء وتقييم طلباتهم. ثم يتم وضع طالبي اللجوء المقبولين على قائمة انتظار ومطالبتهم بالبقاء في بلد البوابة إلى أن تقبلهم دولة في الاتحاد الأوروبي. ومن شأن عملية آمنة ومدروسة لفحص اللاجئين أن تعمل على تهدئة المخاوف الأمنية في أعقاب هجمات باريس الأخيرة.
وينبغي لبلدان البوابات أن تعمل على تحسين معايير الاستقبال واللجوء والدمج. وفي المقابل، ينبغي مساعدة هذه البلدان مالياً وتزويدها بحوافز أخرى -على سبيل المثال، تسهيل دخول مواطنيها إلى الاتحاد الأوروبي. ولا بد أن يعمل الاتحاد الأوروبي على إنشاء أو توسيع البرامج التي تسمح بدخول غير طالبي اللجوء.
ثالثاً، لا بد من توفير الدعم السياسي والمالي والفني لبلدان خط المواجهة؛ إذ تستضيف تركيا ولبنان والأردن، التي تحملت القسم الأعظم من العبء، أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري. وتقول تركيا إنها أنفقت 7.8 مليارات دولار أميركي لرعاية أكثر من مليوني لاجئ؛ وحتى الآن لم تتلق سوى 415 مليون دولار من آخرين (على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي وَعَد بتقديم 3 مليارات يورو أخرى).
تشير التقديرات إلى أن تقديم الدعم الكامل للاجئين في بلدان الخط الأمامي يتكلف عشرين مليار يورو على الأقل سنوياً. وينبغي للاتحاد الأوروبي أن يتعهد بما لا يقل عن نصف هذا المبلغ، مع جمع بقية المبلغ من بقية المجتمع الدولي. ولا بد من إنشاء مناطق اقتصادية خاصة تستفيد من وضع الشريك التجاري المفضل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من أجل توليد الاستثمار، والفرص الاقتصادية، والوظائف للاجئين والسكان المحليين على حد سواء. ومن الأهمية بمكان إنشاء هذه المناطق في بلدان الخط الأمامي وبلدان العبور.
رابعاً، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى سياسة مشتركة حقاً للتعامل مع قضايا اللجوء وحراسة الحدود. ذلك أن الخليط الذي يتألف من أنظمة لجوء منفصلة في البلدان الأعضاء الثمانية والعشرين مكلف وغير فعّال، وهو يفضي إلى نتائج متفاوتة إلى حد كبير من حيث الاستقبال، وتحديد وضع اللاجئ، ودمج الوافدين الجدد. وينبغي للاتحاد الأوروبي أن يعمل على إنشاء حرس أوروبي موحد للحدود ونظام موحد للتعامل مع مسائل اللجوء والهجرة.
خامساً، لا بد أن تكون خطة الاتحاد الأوروبي مصحوبة باستجابة عالمية للأزمة، وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي. وسيكون من شأن ذلك أن يعمل على توزيع المسؤولية عن معالجة أزمة اللاجئين على عدد أكبر من الدول، في حين يساعد في تأسيس معايير عالمية للتعامل مع التحدي المتمثل في الهجرة القسرية.
وأخيراً، يستطيع الاتحاد الأوروبي استثمار قدرته الممتازة على الاقتراض لإصدار سندات طويلة الأجل لتمويل الخطة. وسوف يتم تخصيص أعباء خدمة السندات للدول الأعضاء في تناسب عكسي مع عدد طالبي اللجوء الذين تقبلهم كل دولة. وتجني البلدان التي تتمكن بنجاح من دمج اللاجئين ميزة اقتصادية؛ وبالفعل، يشهد الاقتصاد الألماني نمواً أسرع إلى حد كبير كنتيجة لاستعداده لاستقبال اللاجئين السوريين.
الحقيقة أن الظروف التي أفضت إلى الخروج الجماعي الحالي من سورية وغيرها من البلدان التي مزقتها الحرب ظلت تختمر لفترة طويلة، وكان من السهل التنبؤ بها والتحكم فيها بشكل كامل. ومن الواضح أن مروجي الخوف من المناهضين للمهاجرين يستغلون الافتقار إلى الاستجابة المنسقة للترويج لرؤية تتعارض تماماً مع القيم التي أقيم عليها الاتحاد الأوروبي. وإذا تحققت رؤيتهم هذه، فسوف تنتهك القانون الأوروبي؛ وهي تهدد بالفعل بتقسيم وتدمير الاتحاد الأوروبي. ولهذا السبب على وجه التحديد، تتزايد ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي لاستراتيجية شاملة لإنهاء الذعر ووقف المعاناة الإنسانية غير الضرورية.
 
*عملت سابقاً وزيرة للخارجية الإيطالية، ووزيرة للتجارة الدولية، ومفوضة للاتحاد الأوروبي، وهو عضو مؤسس للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.
*خاص بـ الغد، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
مايك ويتني - (كاونتربنتش) 9/12/2015 :تدمير سورية من أجل إقامة "سُني-ستان"؟!
مايك ويتني - (كاونتربنتش) 9/12/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
ما هي الصلة بين قصف الولايات المتحدة لقاعدة عسكرية في منطقة عياش في سورية وبين الغزو التركي لشمالي العراق؟
يشكل كلا هذين التطورين اللذين يبدوان منعزلين عن بعضهما بعضا جزءا من خطة أكبر لبلقنة الشرق الأوسط، ولتقوية قبضة واشنطن على الموارد المتضائلة، ولجر روسيا إلى أتون حرب مطولة ومكلفة، ولضمان بقاء نفط الشرق الأوسط مقوماً بالدولار الأميركي. وقد لخص الكاتب جوزيف كيشور واقع الحال على النحو الآتي في مداخلة له مؤخراً على الموقع الإلكتروني للاشتراكية الدولية. قال كيشور:
"إن القوة الأساسية الكامنة وراء الحرب في سورية هي نفسها تلك التي دفعت الإمبريالية لنحت وتقسيم الشرق الأوسط ككل: مصالح رأس المال التمويلي الدولي. وتدرك القوى الإمبريالية الرئيسية أنه إذا أرادت أن تكون لها كلمة في تقسيم الغنائم، فإن عليها أيضاً أن تكون قد أوفت بحصتها من القتل". ("النحت الإمبريالي الجديد للشرق الأوسط"، الموقع الإلكتروني للاشتراكية الدولية).
في نهاية المطاف، تشكل الحرب على الإرهاب ورقة تين للعلاقات العامة المصممة لإخفاء محاولة واشنطن حكم العالم. ومن المستحيل فهم مجريات الأمور حول العالم من دون بعض فهم للكيفية التي يتم من خلالها إدراج ما تبدو أعمال عنف وإرهاب عشوائية في داخل الاستراتيجية الجيوسياسية الأوسع والأكثر شمولية، من أجل خلق نظام عالمي أحادي القطب، ولسحق كل المنافسين الصاعدين، ولمد طيف الهيمنة الأميركي في عموم البسيطة.
ولنلق نظرة على الخصوصيات: قبل أيام، قصفت الطائرات الحربية الأميركية قاعدة عسكرية سورية في الرقة، ما أفضى إلى مقتل ثلاثة جنود سوريين وجرح ثلاثة عشر آخرين. ووقع الحادث في قرية العياش في محافظة دير الزور. لكن الناطق بلسان الائتلاف، الكولونيل الأميركي ستيف وارن، نفى التورط الأميركي في الغارة المميتة، على الرغم من حقيقة أن المرصد السوري لحقوق الإنسان والذي يتخذ من المملكة المتحدة مركزاً له أكد أن "الضربة الجوية أصابت المعسكر". ووفق المرصد، فإن "هذه هي المرة الأولى التي تفضي فيها ضربة من الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة إلى قتل قوات حكومية سورية". ويشير نفي وارن، الذي يشكل رد وزارة الدفاع الأميركية الانعكاسي لأي ادعاء باللوم، إلى أن الهجوم كان استفزازاً متعمداً هدف إلى استدراج ضربات رداً عليه من روسيا، مما سيبرر بالتالي التزاماً أميركياً أكبر بتقديم قوات وأسلحة أميركية للحرب السورية التي مضى عليها أربعة أعوام ونصف العام. ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الضربات الجوية قد أخذت الضوء الأخضر من البيت الأبيض أو من عناصر مارقة في وزارة الدفاع. ومع ذلك، فإن ما هو واضح هو أن الهجوم على القوات السورية، على بعد 30 ميلاً بالتمام والكمال من هدفها المصمم أصلاً، لم يكن خطأً. كما تجدر الإشارة أيضاً إلى أنه وفق محللي الجبهة العسكرية الجنوبية، فإن القصف الأميركي تزامن مع "هجوم واسع النطاق شنه تنظيم داعش على قريتي عياش وبغليا". وبكلمات أخرى، وفر الهجوم الأميركي تغطية جوية كافية لإرهابيي "داعش" لتنفيذ عملياتهم البرية.
هل كان ذلك جزءاً من الخطة، أم أنه كان مجرد تزامن عرَضي وحسب؟
في أقل من 24 ساعة بعد الهجوم، قامت الطائرات الأميركية بقصف قرية الخان في شمال شرقي سورية، ما أسفر عنه مقتل 26 مدنياً، بمن فيهم على الأقل أربع نساء وسبعة أطفال. وتقول الرسالة التي يرسلها الجيش الأميركي عبر شن هذه الهجمات المميتة أنه يريد السيطرة على المجال الجوي فوق شرق سورية؛ حيث يخطط لإزاحة "داعش" وتأسيس دولة أمر واقع سنية، بما يتلاءم مع مخططه لتحطيم سورية والعراق وتقسيمهما إلى كانتونات صغيرة يحكمها أمراء حرب محليون، ومتشددون إسلاميون، ودمى أميركية. وقد كتب الكثير جداً عن هذا الموضوع أصلاً. ولذلك، فإننا لن نهدر الكثير من الوقت عليه هنا. ويلخص مقال رئيسي حديث نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" والذي كتبه المحافظ الجديد جون بولتون المفهوم الأساسي الذي يبدو وأنه يلقى الدعم من جانب كل المؤسسة السياسية الأميركية. وفيما يلي مقتطف من المقال:
"حقيقة اليوم هي أن العراق وسورية كما عرفناهما قد ذهبا... وبدلاً من النضال من أجل إعادة خلق خريطة ما بعد الحرب العالمية الأولى، يجب على واشنطن الاعتراف بالجيوسياسات الجديدة. ولعل أفضل بديل للدولة الإسلامية في شمال شرقي سورية وغربي العراق هو قيام دولة سنية مستقلة جديدة...".
"يختلف اقتراح الدولة السنية هذا بحدة عن الرؤية الخاصة بالمحور الروسي الإيراني ووكلائه (حزب الله والسيد الأسد وبغداد المدعومة من جانب طهران). ويشكل هدفهم باستعادة الحكومتين العراقية والسورية لحدودهما السابقة هدفاً متناقضاً أساساً مع المصالح الأميركية والإسرائيلية، ومصالح الدول العربية الصديقة.... وقد لا تكون "سني-ستان" الجديدة سويسرا. وهذه ليست بمبادرة ديمقراطية، بل إنها سياسات قوة باردة. وهي متلازمة مع الهدف الاستراتيجي المتمثل في القضاء على الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي نتشارك فيه مع حلفائنا والقابل للإنجاز". (جون بولتون: لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية في العراق والشام -داعش- أقيموا دولة سنية) (النيويورك تايمز).
كما قلنا آنفاً، فإن مقالة بولتون هي واحدة وحسب من العديد من المقالات وأوراق السياسة التي تدعم تقسيم العراق وسورية، وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. ويعتبر "داعش"، وهي في الجزء الضخم منه اختراع لأجهزة غربية دولية ونظيراتها الخليجية، مكوناً حاسماً في هذه الخطة الكلية. فمن خلال وضع تنظيم إرهابي في مركز إمدادات النفط العالمي، تمكن صناعة التسويغ العقلاني للتدخل في شؤون الدول السيادية الأخرى عندما يختار صاحب القرار ذلك. ويساعد هذا في تفسير القصف الأميركي في العياش والخان في شمال شرقي سورية. وتبرر الولايات المتحدة الهجمات من خلال التلويح براية "داعش" المدماة عندما تكون الولايات المتحدة في الحقيقة بصدد متابعة تحقيق مصالحها الاستراتيجية الضيقة الخاصة. وبينما لم تؤسس الولايات المتحدة بشكل رسمي منطقة حظر للطيران في المنطقة، فإن من الواضح الآن أن ثمة مخاطر أكبر كانت مقترنة بالعمل في شرق سورية في حينه قبل مجرد أسابيع وحسب، وهي على وجه التحديد الرسالة التي أرادت إرسالها وزارة الدفاع الأميركية.
من الممكن تطبيق نفس هذا الحكم على غزو تركيا لشمالي العراق بحوالي 900 جندي و20 دبابة. أولاً وقبل كل شيء، ليست هناك طريقة لأن تكون تركيا قد قامت بالتوغل من دون الحصول أولاً على موافقة من واشنطن. وكلنا يعرف كيف كان رد فعل إدارة أوباما عنيفاً عندما دافعت موسكو عن شبه جزيرة القرم عقب الانقلاب المدعوم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "السي أي إيه" في كييف. ولك أن تقارن ذلك برد المبعوث الرئاسي الخاص، بريت مكغارك، الذي على بهذه التغريدة على "تويتر": "إن الولايات المتحدة لا تدعم الانتشار العسكري في داخل العراق في غياب الموافقة عليه من جانب الحكومة العراقية".
أهذا كل شيء؟ 5000 جندي أميركي ماتوا وهم يقاتلون في العراق، وكل ما يستطيع مكغارك قوله هو "ما كان عليك في الحقيقة فعل ذلك، يا تركيا".
فلنتذكر أن واشنطن لم تفرض عقوبات على تركيا ولم تهاجم عملتها أو أسواقها المالية، كما أنها لم تهددها بشن حرب عليها كما فعلت مع روسيا. وفي الحقيقة، لم يقم أوباما بتوبيخ تركيا. إن الأمر ببساطة هو نظر إلى الجهة الأخرى وتجاهل للمسألة جملة وتفصيلاً. ومن الطبيعي أن يكون ذلك قد أثار حفيظة الحليف الأميركي في بغداد، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي هدد بالقيام بعمل ما إذا لم تنسحب القوات التركية في الأربع والعشرين ساعة التالية.
مرة أخرى، يطابق التحرك التركي بشكل كامل الاستراتيجية الإمبريالية الكلية الهادفة إلى "تفكيك" سورية والعراق وتقسيمهما إلى دويلات حميدة أصغر، والتي تبقى في "حالة دائمة من الاعتماد على المستعمِر" في المستقبل المنظور.
بالنسبة للمتحمسين الإسلاميين في أنقرة؛ إنهم يشعرون بأنهم محقون كلية في استعادة الأراضي التي يعتقدون بأنها كانت قد سلبت منهم في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وقد لخص كاتب العمود التركي، جميل بارلاس، هذا الوضع لمراسل تلفزيون روسيا اليوم هاري فير، على النحو الآتي:
"في الماضي، كانت هذه الأراضي لنا؛ ولنا الحق في المشاركة في مصيرها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن أقاربنا يعيشون في تلك المناطق. ونشعر بالقلق لما يحدث معهم... ووفق بارلاس فإن لتركيا الحق في الموارد الطبيعية في سورية والعراق، وهو يعتقد بأن الناس الذين يعيشون هناك لا يستفيدون من بيع النفط نظراً لأن كل مال النفط يذهب إلى "الدكتاتور"".
يؤشر غزو تركيا للعراق على بداية احتلال طويل الأمد، والذي من المرجح أن يمتد إلى الموصل. ومن شأن هذا التطور أن يؤسس رأس جسر ساحلياً حساساً للسيطرة على الموارد ومسارات خط الأنابيب التي تحافظ على تدفق النفط عبر تركيا وإلى ميناء جيهان الجنوبي. وفيما يلي المزيد حول ما يجري من كاتب العمود التركي يافوز بايدار:
"إن استعادة الموصل بالكامل هي على رأس الأجندة. ولهذا ثمة تجمع واضح للمصالح بين تركيا والحكومة الإقليمية الكردية والحلفاء الغربيين... والشخصية الرئيسية في الصورة الكبيرة هو خالد خوجا، الزعيم في الائتلاف الوطني السوري، بالتعاون الوثيق مع رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني. لقد كان هو الذي أعلن أنها ستكون هناك قوة قتال مشتركة تبنى في كانتون روجافا (الدويلة الكردية)".
من جهته، أكد كولونيل، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لتونكا أغريتين من موقع ديكون نيوز في إسطنبول هذه الخطط، مضيفاً أنه كان تشكيلاً بادرت إليه الولايات المتحدة، وتركيا وأنه يتكون من 5000 رجل.
"...هذه القوات مدعومة من الولايات المتحدة وتركيا، وكلاهما ضد نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، من أجل فصل الأكراد في شمالي سورية".
ويدعي إدريس نيسان، نائب وزير الخارجية في كوباني، بأن القوة الجديدة ستتكون بشكل رئيسي من أعضاء من مجموعات أحرار الشام وجبهة النصرة والتركمان.
ويربط ناسان التحركات الأخيرة باجتماع المعارضة في الرياض؛ حيث يعمل السعوديون على بناء تحالف جديد لقوات المعارضة السورية. وقال ناسان لموقع دايكن: "وراء مصطلح، قوات معتدلة، تقف العربية السعودية وتركيا".
وهكذا، يبدو الأمر وكأن هناك اتفاقية تم التوصل لها بين تركيا والحكومة الإقليمية الكردية والولايات المتحدة لاقتطاع أجزاء في شمالي العراق وشرقي سورية، من أجل خلق دولة أمر واقع سنية، والتي تسيطر عليها بشكل مشترك كل من أنقرة وواشنطن. كما يبدو أن أوباما قد وافق على استخدام وكلاء من الجهاديين للعمل على طول الخط مع القوات الأميركية الخاصة لتنفيذ عمليات عسكرية في المستقبل. وعليه، وبينما تم وضع الجهد لإزاحة الأسد على الرف مؤقتاً، فإن التصميم على تدمير سورية ما يزال قوياً كما كان حاله دائماً.
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان: Destroying Syria to Create Sunnistan
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
=====================
واشنطن بوست: كيري يزور موسكو لمناقشة الأزمتين السورية والأوكرانية
 السبت, ديسمبر 12, 2015 |  ريهام التهامي |  4:12:50 م
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري يتوجه إلى موسكو يوم الثلاثاء المقبل؛ لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، بشأن الحرب في سوريا، وسط مخاوف مما أسماه كيري “مكامن الخلل”؛ في محاولة للتوصل لاتفاق بين المتمردين وجماعات المعارضة والحكومة السورية.
من جانبه كشف مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية أنهم “سيناقشون الجهود الجارية لتحقيق الانتقال السياسي في سوريا والجهود ذات الصلة بالقضاء على تنظيم داعش”، وأضاف أن كيري يخطط لمناقشة الوضع في أوكرانيا مع بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف.
وأضافت الصحيفة أن كيري التقى مع بوتين مرة واحدة في منتجع سوتشي على البحر الأسود في مايو من العام الماضي. ويأتي هذا اللقاء بعد محادثات باريس حول اتفاق التغير المناخي، مشيرًا إلى أن محور الحديث سيكون حول القتال في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن كيري سيذهب إلى روما، الأحد المقبل؛ للمشاركة في قمة بشأن تنظيم داعش في ليبيا، والمحادثات بوساطة الأمم المتحدة؛ لتشكيل حكومة موحدة، حيث تخشى إيطاليا تزايد سيطرة الجماعات الإرهابية هناك، وإرسالها المزيد من المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط، واستخدام ليبيا كنقطة انطلاق لشن هجمات إرهابية على العواصم الغربية.
على جانب آخر لفتت الصحيفة إلى أن الحرب في سوريا لا تزال هي المشكلة المستعصية ومحور الجهود الدبلوماسية الكبيرة، حيث تستضيف الحكومة الفرنسية، الاثنين القادم، اجتماعًا يضم وزراء خارجية الدول المعنية بسوريا، مع احتمالية عقد اجتماع آخر في نيويورك؛ لوضع حجر الأساس لمحادثات محتملة مطلع العام المقبل بين الحكومة والمعارضة.
وشهد الأسبوع الماضي عقد مؤتمر الرياض، بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 250 ألف شخص، ويشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون بالداخل والخارج.
كما يشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة، بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا الدولة العربية السورية، السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الأول من يناير.
وبينما أكدت الصحيفة أن هذا الأمر سيلقى صعوبات، أعلنت أن الولايات المتحدة سوف تستقبل الاجتماع المقبل لـ “المجموعة الدولية لدعم سوريا” في 18 ديسمبر بنيويورك.
======================
لوموند: كيف رتب تنظيم الدولة خلافته وكذب كل التوقعات؟
عربي21 – يحيى بوناب# السبت، 12 ديسمبر 2015 07:34 م 01.1k
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول نجاح تنظيم الدولة في تنفيذه مشروعه، المتمثل في إقامة "دولة" على أجزاء من سوريا والعراق، قالت فيه إن التنظيم نجح في إدارة الصراع وتنظيم صفوفه، بشكل فاجأ خصومه وكذّب توقعاتهم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن فكرة إقامة "خلافة إسلامية" في أذهان أبي بكر البغدادي ورفاقه، لم تكن مجرد حلم، فعندما أعلن التنظيم دولته في 28 حزيران /يونيو 2014، على الأراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق، كان مقاتلو التنظيم قد أعدوا مسبقا برنامجا حقيقيا لإقامة دولة، ورسموا صورة إدارة قوية ومنظمة قادرة على الاستمرار وفرض إيديولوجيا التنظيم على الناس.
واعتبرت أن نجاح مخططات التنظيم كذب كل توقعات الدول الغربية والعربية، الذين رأوا فيه مجرد نسخة جديدة من تنظيم القاعدة، الذي يعتبرون أنه فشل في تحقيق أهدافه. وقد قال الرئيس الأمريكي باراك حينها ساخرا: "حين تقوم مجموعة من الهواة بارتداء قمصان فريق كرة سلة محترف، فهذا لا يعني أنهم لاعبون محترفون".
وأضافت الصحيفة في السياق نفسه أن أوباما وجد نفسه مضطرا في سنة 2015 إلى الاعتراف بخطئه، بعد أن حافظ التنظيم على سيطرته في ثلث الأراضي السورية والعراقية، وأصبح يتحكم في حوالي عشرة ملايين ساكن.
ووضع يده على موارد مالية ضخمة من الثروات الطبيعية، جعلته التنظيم المسلح الأثرى في العالم، ونجح أيضا في جذب أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي، وحاز ولاء مجموعات جهادية أخرى في عشرات الدول، وتبنى عددا من الهجمات في الخارج، كان آخرها هجمات باريس التي أوقعت 130 قتيلا.
وذكرت الصحيفة أن تنظيم الدولة منذ الأشهر الأولى لظهوره، وضع خطة محكمة لإقامة دولة بأتم معنى الكلمة، وفكر حتى في أصغر التفاصيل، وهو ما كشفته الوثيقة المتكونة من 24 صفحة التي تم نشرها مؤخرا، والتي تنقسم إلى عشرة محاور، مصممة لتكوين الإطارات الإدارية لهذا التنظيم.
فقد كتبت هذه الوثيقة على يد عضو في التنظيم يدعى أبا عبد الله المصري، في الفترة بين تموز/ يوليو وتشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2014، تحت عنوان: "المبادئ الإدارية التي تحكم الدولة الإسلامية".
وأضافت الصحيفة أن الوثائق التي تم الحصول عليها من داخل التنظيم، تتضمن تعليمات إدارية ودينية، وإعلانات عمومية، وأجزاء من دفاتر حسابات مالية، وهو ما مثل نافذة على النظام الداخلي لهذا التنظيم، بعيدا عن الدعاية التي يواصل بثها عبر شبكة الإنترنت.
وذكرت الصحيفة أن التنظيم أراد المرور من المستوى النظري لفكرة الجهاد وإقامة الخلافة الإسلامية، إلى وضع مخططات مكتوبة ودقيقة، تهدف لتثبيت وجوده على الأرض، عبر استغلال الثروات بطريقة فعالة ومنطقية، من أجل كسب رضا الناس، عبر توفير الخدمات الأساسية من تعليم وإدماج المهاجرين مع نشر الدعاية بين الناس.
وقد تمت ترجمة هذه المخططات عمليا عبر تركيز نظام إداري مركزي، يتكون من 16 وزارة، تعمل في ولايات التنظيم كافة. وقد وجد قادته العسكريون أنفسهم ملزمين باتباع الآلاف من القوانين والتنظيمات الصارمة، في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، والمجال الثقافي والاجتماعي.
واعتبرت الصحيفة أنه على الرغم من نجاحه في تطبيق مخططاته الإدارية، فإن التنظيم وجد نفسه في أحيان كثيرة مجبرا على التعامل مع واقع متغير وفي تطور مستمر؛ فقد اضطر التنظيم على الرغم من معارضته للعقلية القبلية، إلى التعامل مع هذا الواقع ووضع جهاز يهتم بالعلاقات بين القبائل.
كما أن قيامه بإزالة الحدود بين سوريا والعراق، باعتبار أن هذا التنظيم لا يعترف بحدود سايكس بيكو التي رسمها الاستعمار سنة 1916، سبب له عقبات كثيرة في المعاملات اليومية.
كما أشارت الصحيفة إلى أن أحد أهم مجالات التصرف الإداري في التنظيم هي التصرف في الموارد الطبيعية، التي تعتبر مفتاح بقاء التنظيم على قيد الحياة.
وتشير الوثائق إلى أن التنظيم يؤكد على مسألة التصرف في هذه الموارد بشكل مركزي، سواء تعلق الأمر بالنفط أو الغاز أو الماء أو القطع الأثرية، والإنتاج العسكري والغذائي وطرق التموين.
وقد تمت ترجمة ذلك عبر تكليف مسؤولين يدينون بالولاء للتنظيم، بالإشراف على كل مواقع الإنتاج. كما حافظ التنظيم على الموظفين من أصحاب الخبرة والكفاءة الذين كانوا يعملون سابقا ضمن الدولتين السورية والعراقية.
وفي الختام قالت الصحيفة إن شهادات الفارين من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، تؤكد أن الصورة الوردية التي يسعى التنظيم لرسمها في منشوراته الدعائية، التي يسود فيها النظام والاستقرار، بعيدة جدا عن الواقع، حيث أن اقتصاده يمكن اعتباره اقتصاد حرب، يقوم على افتكاك الموارد من أجل ضمان الاستمرار.
======================
"لو فيجارو": جبهة النصرة تريد عرقلة مؤتمر الرياض
السبت 12/ديسمبر/2015 - 09:27 م
المرصد
قالت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، إن الفرع السوري لتنظيم القاعدة، دعا زعيم جبهة النصرة لعرقلة مؤتمر الرياض، الذي شهد جزءً من المعارضة السورية توافق على مفاوضات مع النظام السوري.
ونقلت الصحيفة تصريحات أبو محمد الجولاني، حلال مقابلة تلفزيونية بثت اليوم فى قناة الشرقية نيوز السورية، قائلاً: "هذه مؤامرة وليس مؤتمرًا، ويجب علينا إحباطها"، واصفًا إياها بالخيانة للثورة السورية.
======================
الاوبزرفر: الحياة تعود إلى حمص بعد تنفيذ قوات الأسد وقف إطلاق النار
النشرة
الأحد 13 كانون الأول 2015   آخر تحديث 08:11
 
أفادت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية في مقالا بعنوان "الحياة تعود إلى حمص بعد تنفيذ قوات الأسد وقف إطلاق نار هش"، أن "السيارات عادت للمرور في شوارع حمص واكتظت المقاهي بالرواد وأنارت اضواء عيد الميلاد الكنائس العتيقة ومداخل الفنادق الأنيقة"، موضحةً أن "هناك أيضا أركانا مظلمة في ثالث أكبر المدن السورية وبقيت أحياء بأسرها موحشة تسودها البيانات المتفحمة التي تمتلئ جدرانها بالثقوب الناجمة عن إطلاق النار أو التي دمرت تماما جراء القصف".
وأشارت إلى أن "حمص التي شهدت بعض أوائل الاحتجاجات ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد وبعض أعنف القتال في سوريا، أصبحت أول مدينة تعود بالكامل لأيدي الحكومة وغادرها آخر مقاتلي المعارضة المسلحة بعض الاتفاق على هدنة محلية"، مفيدةً أنّه "تم نقل نحو 300 مقاتل، ينتمي معظمهم لـ"جبهة النصرة" المتصلة بتنظيم "القاعدة"، بالحافلات بصحبة قوات الأمن إلى معقل للمعارضة في شمال غرب البلاد".
ولفتت إلى أن "اسر المقاتلين صاحبتهم في مغادرتهم للمدينة، حيث نقل أطفال مذهولون باكون يحمل بعضهم لعبهم المفضلة، إلى حافلات بصحبة أمهاتهم وبكت امرأة وهي تقول "لا اريد أن أغادر منزلي، لكن ابني مقاتل وأريد أن أذهب معه"، موضحةً أن "على بعد نحو 15 دقيقة بالسيارة في وسط حمص أعرب ساكن التقت به مرارا عبر سنين الحرب في سوريا، عن راحته، مفيدةً "أتذكرين عندما كنا لا نستطيع حتى عبور الطريق لخطورة ذلك".
ولفتت الصحيفة إلى أنّه "بعد مسافة قصيرة وبالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش أقيمت حديثا، يباهي مقهى بزجاجه الجديد بدلا من الزجاج المهشم، في ما يبدو أنه تأكد أن القتال انتهى وفي الحي القديم في المدينة اجتمع عدد من الناس لإعادة بناء المباني المهدمة"، مشيرةً إلى أن "بعد خمس سنوات من اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد، يشعر السوريون بالإعياء ويتوقون لرؤية أي بادرة أملولكن الذكريات القديمة ما زالت سببا للفرقة والخراب وما زال الكثيرون أنه من الصعب تخيل خلق ذكريات جديدة".
======================
معهد واشنطن :تكلفة الحملة العسكرية الجوّية التي تشنها روسيا
اللفتنانت كولونيل جون بارنيت
متاح أيضاً في English
11 كانون الأول/ديسمبر 2015
في الأشهر الأخيرة، تقوم روسيا باختبار مهاراتها في العمليّات العسكرية، الأمر الذي يقتضي تنفيذ نشاطات عسكرية بعيداً عن القواعد الثابتة وتفصيل قوّة ترتكز على أهداف محدّدة. فمنذ غزو أفغانستان، لم تختبر موسكو قدرتها القتالية بهذه الطريقة - أي بين عام ١٩٨٩ وتدخّلها هذه السنة في سوريا، كانت جميع انخراطاتها العسكرية ضدّ أعداء على طول الحدود الروسية أو داخلها أو في الاتحاد السوفياتي سابقاً.
ويتجسّد منحى دقيقاً من نشر القوّة العسكرية في إدارة الدعم اللوجستي اللازم للإبقاء على العمليّات بعيداً عن منطقة الراحة المعتادة الخاصة بها. وهذا أمر مكلف.
وضع تكلفة لسوريا
حتّى الآن، نشرت القوات الجوية الروسية أكثر من ثلاثين طائرة مقاتلة متطوّرة لشنّ ضربات ودعم هجمات الجيش السوري البرّية من قاعدة "حميميم" الجوّية على الساحل الغربي الملاصقة لمطار باسل الأسد الدولي بالقرب من اللاذقية. وتشير التقارير إلى أنّ ركيزة رزمة ضربات "جوّ  - أرض" تتألّف من عشرة إلى اثنتي عشر طائرة «سوخوي سو-٢٥ أس أم» و«سو- ٢٤ أس أم» لكل رزمة - حيث تُعرف الطائرة الأولى بقدرتها الجوّية الداعمة القريبة في حين تشتهر الطائرة الثانية بمفاعيل قصفها الدقيقة. إنّ هذه الطائرات، بالرغم من كونها قديمة الطراز، هي أكثر سهولة للإصلاح، وقد أثبتت  فعاليتها في القتال "جوّ - أرض"، وهي تناسب متطلّبات المهمّة في سوريا.
وتضيف حوالي أربع طائرات «سو- ٣٠ أس أم» قدرة "جوّ- جوّ" كبيرة وتساند ضربات دقيقة. وتعمل على الأرجح على مرافقة القاذفات منذ إسقاط تركيا لطائرة روسية من طراز «سوخوي سو-٢٤» في ٢٤ تشرين الثاني/نوفمبر.
كما يبدو أنّ موسكو تختبر أداء مقاتلاتها القاذفة من طراز «سو-٣٤» الأكثر حداثة، وتشير التقارير أن عددها يبلغ ستة في سوريا. وتُعدّ طائرة «سو- ٣٤» البديل التالي لـ «سو- ٢٤»، وقد بدأ تشغيلها في روسيا خلال العامين الماضيين، وهي تقاتل للمرّة الأولى في سوريا. وتتمتّع هذه الطائرة بقدرة "جوّ- جو"ّ بمجال يتعدّى الثلاثين ميلاً وقدرة قصف دقيقة تصل إلى ستّ قنابل «KAB-500» ذكية شبيهة بقنبلة «بايفواي GBU-12» الأمريكية الموجّهة بالليزر.
كما أنّ طائرة «Il-20» الإلكترونية المقاتلة/المراقبة هي في البلاد أيضاً، وتقتضي مهمّتها جمع المعلومات الاستخباراتية. وتشير بعض التقارير إلى أنّ طائرات روسية بدون طيار موجودة في البلاد للهدف نفسه، مثل الطائرة التي أُسقطت فوق تركيا في شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر. وبالإضافة إلى هذه الطائرات الثابتة الأجنحة، تمّ نشر حوالي عشرين مروحية هجومية أو أكثر من طراز «Mi-24» ومروحية قيادة السيطرة/نقل من طراز «Mi-8».
وفي حين أنّه من الصعب تحديد مجمل عدد الأفراد بدقّة، قدّر "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في بريطانيا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أنّه ما بين ١٢٠٠ و١٣٥٠ طاقم من القوّات الجوّية الروسية موجودون حالياً في سوريا لدعم العمليّات الجوّية من بينهم طيّارين، وملّاحين، ومشرفين، ومراقبين للحركة الجوّية، ومدراء مطارات، ومراقبين للأحوال الجوّية، وضبّاط استخبارات. ومن خلال إضافة الوحدات البحرية والبرّية المعنيّة مباشرةً بالحملة العسكرية في سوريا، سيزيد هذا العدد بثلاثة أضعاف ليصل إلى حوالي ٣٥٠٠ شخص.
ووفقاً لأرقام ذُكرت بكثرة نشرتها مجموعة «آي آيتش أس جاينز» في تشرين الأوّل/ أكتوبر، إنّ الجهد الحربي بكامله - بما في ذلك النشاطات البحرية والبرّية والجوّية - ستكلّف روسيا حوالي مليار دولار في السنة، هذا باستثناء خسائر الطائرات المحتملة. ويقدّر البعض عدداً مضاعفاً يبلغ حالياً ثلاث مرّات ذلك الرقم. كما أنّ موسكو قد نشرت أصولاً إضافية للدفاع ضدّ الصواريخ منذ تقرير «جاينز»، بما في ذلك أنظمة «S-400» التي تستلزم المزيد من المركبات والأفراد.
وبالمقارنة مع ميزانية الكرملين الدفاعية الإجمالية لعام ٢٠١٥ والتي قدّرتها صحيفة «موسكو تايمز» بـ ٥٠ مليار دولار (3.1 تريليون روبل)، لا تبدو كلفة المغامرة السورية هائلة. إلّا أنّ هذه الميزانية هي بالفعل تحت ضغط كبير، فقد حُدّدت في الأساس بـ 3.3 تريليون روبل حتّى أزمة الركود وانهيار الروبل. وقد جاء هذا الاقتطاع في وقت كانت موسكو تتوقّع زيادة في الرواتب، وجهود تحديث أكبر لتحقيق أهدافها لإعادة التسلّح لعام ٢٠٢٠، إلى جانب تمارين تدريب أكثر «مباغتة» لتوجيه رسالة رادعة. ولا تبدو الميزانية الدفاعية لعام ٢٠١٦ أكثر من ذلك.
وبالإضافة إلى الكلفة المالية، تخسر موسكو فرصة استخدام هذه التجهيزات والأفراد في مكان آخر. فعلى سبيل المثال، أشار وزير الدفاع الروسي أنّ بعض عشرات القوّات الخاصّة التي تدعم العمليات الأوكرانية قد أُعيد نشرها في شهر تشرين الأوّل/أكتوبر لتقديم الاستشارة للقوّات السورية البرّية وللمساعدة على تنسيق الضربات الجوّية. ومن المرجّح أن تستمر هذه العمليّات المتعلقة بإعادة التخصيصات.
هل من مخططات لقاعدة أخرى والمزيد من الطائرات الحربية؟
أشارت عدّة مصادر أنّ موسكو قد تنشر خمسين طائرة مقاتلة أخرى أو أكثر في سوريا في المستقبل القريب. إنّ الإبقاء على العمليّات الجوّية بحوالي ثلاثين طائرة مقاتلة تُستخدم بكثرة في بيئة عسكرية هو جهد كبير جدّاً، كما أنّ العبء سيزيد مع وصول المزيد من الطائرات. ووفقاً لمقالة نُشرت في صحيفة «يو أس أي توداي» تذكر وزارة الدفاع الأمريكية ومسؤولون في القوّات الجوّية، إنّ حوالي ثلث طائرات روسيا في سوريا قد توقّفت عن الطيران في وقت معيّن في غضون أسابيع من بدء العمليّات، وذلك إمّا بسبب المناخ المحلّي (الذي يختلف كلّياً عن المناخ في روسيا) أو بسبب نقص في قطع [الغيار] السهلة التوفر. وفي المقابل، إنّ معدّلات جهوزية طائرات القوّات الجوّية الأمريكية المقاتلة تتخطّى الـ٨٠ في المائة كمعدّل عام.
إنّ نشاطاً مؤخراً في "قاعدة الشعيرات الجوّية" التي تقع على بعد عشرين ميلاً تقريباً جنوب شرق حمص يشير إلى أنّه يتم ملأها بالمعدّات الروسية وتحصينها، كما يتمّ تحسين مدرجها، ربّما لدعم الطائرات ثابتة الأجنحة. وبالرغم من أنّ التقارير تشير إلى أنّ بعض القوّات الروسية تستخدم قاعدتَي "حماة" و "التياس" السوريتَين لعمليّات الدعم المروحية والبرّية، إلّا أنّ توفّر قاعدة جوّية للطائرات ثابتة الأجنحة تحت تصرّفهم سيؤمّن ما يزيد عن الحاجة إذا ما واجهت قاعدة "حميميم" عوائق تشغيلية، وسيسرّع ذلك زمن الردّ على أهداف الفرصة. إلّا أنّ نقل المعدّات من مرفأ طرطوس واللاذقية إلى "الشعيرات" قد يعني المرور بمواقع قريبة من المتمرّدين وليست بعيدة عن الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية»، الأمر الذي يزيد من احتمال تقطّع العمليّات.

أمّا بالنسبة إلى التكاليف، فإنّ إضافة قاعدة ثانية لزيادة الطلعات القتالية قد يضاعف بسهولة الكلفة العسكرية للحملة التي تقوم بها موسكو حالياً. كما قد يعني أيضاً زيادة عدد الأفراد الروس إلى حوالي ستّة أو سبعة آلاف شخص إن لم تستطع القوّات السورية أو الإيرانية الدفاع كما ينبغي عن "الشعيرات" وطريق إمدادها - مما يُعتبر غير مرجّحاً لأنّها ملتزمة بشكل كبير بتشكيلها عنصر الهجوم البرّي في الحملة. وبالإضافة إلى ذلك، سيحتاج الطاقم والطائرات الروسية إلى تبديل في النهاية، مما سيزيد من تكاليف العمليّات.
تكاليف أخرى ومخاوف استراتيجية
مع احتقان التوتّرات بين روسيا وتركيا، لا شكّ أنّ الكرملين يدرك جيّداً أنّ الطريق البحرية من البحر الأسود إلى البحر المتوسّط لإعادة إمداد اللاذقية وطرطوس تشكل عثرة للخدمات اللوجستية. إنّ المضائق التي تعبرها السفن الروسية تحكمها «معاهدة مونترو» التي وُقّعت عام ١٩٣٦، لكن هناك تفسيرات مختلفة بشأن كيفية إمكان تركيا التدخل ومتى يحدث ذلك من أجل حماية مصالحها الوطنية. إنّ التدخّل المباشر قد يكون استفزازياً جداً وخطراً، لذلك من المرجح أن لا تحاول أنقرة وقف السفن الروسية. لكنّ تأخيرها قد يوصل رسالة ويعرقل وسيلة إعادة إمداد بحرية نظامية إلى سوريا تشمل مشاركة عشرات الشحنات التجارية وسفن الإنزال العسكري كل شهر. إنّ مثل هذا التأخير سيزيد من الطلب على الجسر الجوّي وغيره من ممرات الإمدادات البحرية.
وفي خلال ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ حوالي عشرين قاذفة بعيدة المدى قد عبرت آلاف الأميال لضرب أهداف سورية في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر ومجدّداً هذا الشهر. وكانت طائرة «توبوليف تي يو- ٢٢ أم» الأكثر انتشاراً، لكنّ هناك قاذفات أخرى قد شاركت أيضاً، بما فيها «توبوليف تي يو- ٩٥ بير» و«توبوليف تي يو-١٦٠ بلاكجاك»، اللتَين تستخدم كلّ منهما مزيجاً من الذخائر الموجّهة وغير الموجّهة، إلى جانب صواريخ كروز. كما أنّ إطلاق صواريخ كروز من نوع «٢٦ كاليبر» من بحر قزوين في تشرين الأوّل/ أكتوبر قد لفت بالتأكيد انتباه أصحاب المصالح الإقليميين. وفي وقت مبكر من هذا الشهر، أطلقت غوّاصة روسية من نوع «روستوف- أون- دون» صواريخ «كاليبر» ​​للمرة الأولى من البحر المتوسط.
وتشير هذه الضربات بعيدة المدى على أنّ روسيا تتمتّع بالقدرة على التخفيف من العبء عن طائراتها وذخائرها في سوريا بين الحين والآخر إذا دعت الحاجة لذلك. وستشكّل الذخائر نفقة حاسمة، إذ تكلّف حوالي ٧٥٠ ألف دولار في اليوم للضربات في سوريا فقط. ومع ذلك، فإن الخيار بعيد المدى هو مكلف أيضاً: إذ يتراوح سعر كل صاروخ كروز من نوع «3M14E» يتمّ إطلاقه من البحر ما بين 1.2 و 1.5 مليون دولار، مما يجعل منه خياراً عرضياً فقط. وإذا ما احتاجت روسيا شنّ هجمات مكثّفة بعيدة المدى، ستزيد النفقات العمليّاتية أضعافاً مضاعفة.
المحصلة
وفي حين يبدو أنّ إظهار القوّة العسكرية قد ثبت أنه استراتيجية فعّالة لفلاديمير بوتين على المدى القصير، إلّا أنّ هذا العرض يأتي بثمن أعلى ممّا يدركه العديد من المراقبين. وتدرك روسيا جيّداً أنّ تمديد العمليّات سيكبّدها تكاليف أكبر. كما أنّ المتطلّبات اللوجستية لقوّة عسكرية في الخارج قد تجبر موسكو على زيادة وقع وجودها في سوريا، مما قد يزيد من خطر تكبّد خسائر روسية. ومثل هذه الأعباء قد تكون فعّالة بينما تعمل واشنطن وأطراف أخرى على دفع بوتين نحو المزيد من التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا.          
اللفتنانت كولونيل جون بارنيت (سلاح الجو الأمريكي)، هو زميل للشؤون الدفاعية في معهد واشنطن، وكان قد أكمل جولات قيادة في تركيا وجنوب آسيا. الآراء المعرب عنها هنا هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف سلاح الجو الأمريكي، أو وزارة الدفاع الأمريكية، أو حكومة الولايات المتحدة.
======================
"جارديان" تسرد مأساة مواطن سوري فقد أسرته غرقًا في بحر"إيجة"
القاهره- بوابه الوفد- مي مختار
حيث ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن "علي" كان يريد الهجرة إلى أوروبا، حيث حاول عبور بحر "إيجة" من تركيا للوصول إلى أوروبا.
وتبدأ أحداث القصة، الشهر الماضي، عندما قرر"علي" الفرار مع أسرته من مسلحي"داعش" المتواجدون بمدينة "دير الزور"بشرق سورية، فعثر على مركب لعبور بحر "إيجة"، والوصول منه لأوروبا، لكن محرك المركب تعطل بالقرب من الحدود الساحلية لمدينة "سسم" غرب تركيا. وكان "علي" هو الشخص الوحيد الذى نجى من الأسرة، ولكن زوجته وأطفاله السبع التي تتراوح أعمارهم بين 20يوما- 9سنوات لقوا حتفهم غرقًا.
وقال "علي" -في حواره مع "بي.بي.سي"-: "لقد كان لدي أكثر زوجة محبة فى العالم, لقد أخذت عائلتي من سورية هربًا من القتل، كان يمكن أن يكون لأولادي مستقبل في أوروبا، ولكن الآن فقدت عائلتي، بل والعالم كله."
وأوضح أن المهربين قالوا: "ليس هناك حاجة لسترات النجاة، لأن المركب آمن".
وعندما سئل عن نصيحته للاجئين الآخرين الذين يفكرون فى الهجرة لأوروبا، قال: "لا تقوموا بهذه المخاطرة. لا تذهبوا عن طريق البحر, سوف تفقدون أطفالكم". المهربون هم خونة, لقد قالوا إننا سنصل اليونان خلال 15 دقيقة، و"أنصح كل شخص سوري بأن يبقي في سورية، ولا يخرج منها مهما كانت الصعوبات بسورية".
وأوضحت الصحيفه أنه لم يتم بعد انتشال جثث بعض الأطفال، وكذلك زوجته. وقالت إن هذه الأسرة من ضمن 3500 شخص لقوا حتفهم أو تم الإبلاغ عن فقدهم أثناء محاولاتهم الهروب عن طريق عبور البحر الأبيض المتوسط لأوروبا.
كما قالت الصحيفه إن تركيا تتعرض لضغوط دولية للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين, حيث صعدت أنقرة حملة ضد عمليات التهريب، وتم اعتقال آلاف اللاجئين, وذلك بعد أن وعدت تركيا بالحد من تدفق اللاجئين إلى اليونان في مقابل الحصول على مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي، كما عرضت إعادة تنشيط "عملية التفاوض على عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي كجزء من الصفقة".
======================
الاندبندنت أون صنداي: الشتاء يعم العالم بدءا من تونس وصولا إلى سوريا
الكاتب : وطن الدبور 13 ديسمبر، 2015  لا يوجد تعليقات
” بعد الربيع العربي يعم الشتاء” تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “الاندبندنت أون صنداي” البريطانية مقالا لمحررها الدبلوماسي كيم سينغوبتا، مشيرة فيه إلى أن “والدة محمد البوعزيزي الذي كان انتحاره حرقا شرارة انطلاق الربيع العربي في تونس والوطن العربي قالت في مقابلة سابقة معها أن الحكومة دفعته للإقدام على ما قام به لم يعطوه أي فرصة نحن فقراء واعتقدوا أن لا حول ولا قوة لنا ضاع ابني ولكني فخورة بما قام به، يسعدني أن ابني لعب دورا في تغيير الأمور”.
ويقول سينغوبتا إنه لم تكن هناك مؤشرات على تكرار ثورة الياسمين في تونس، التي كانت شرارتها الأولى انتحار البوعزيزي، في دول أخرى في المنطقة. ولكن الاحتجاجات اكتسبت زخما بعد تونس وانتشرت في مصر وليبيا والبحرين واليمن والأردن وسوريا.
ويضيف سينغوبتا إنه عاد مجددا لتونس لزيارة سيدي بوزيد، ليكتشف أن أسرة البوعزيزي غادرت المدينة، وسط تزايد العداء لها. وتم طمس لوحة لتكريم البوعزيزي وتم أيضا طمس رسم غرافيتي يصفه بأنه شهيد. وتم إطلاق سراح الشرطية التي صفعت البوعزيزي وصادرت العربة التي كان يبيع عليها الخضر، واسقطت جميع التهم التي وجهت إليها، مع تهليل الجموع خارج قاعة المحكمة.
وأشار إلى أنه عندما عاد لتونس مجددا لتغطية الانتخابات البرلمانية، ومع هبوط الطائرة في تونس العاصمة وصلته أنباء القبض على الزعيم الليبي معمر القذافي وقتله وهو يحاول الفرار من سرت. ويقول أنه، مع غيره من الصحفيين، نقلوا إلى مصراتة، حيث وضع جثمان القذافي في مخزن للحوم.
ويقول سينغوبتا إنه منذ ذلك الحين تحولت ليبيا إلى دولة مخفقة، تتقاسمها حكومات وميليشيات متنافسة، ويسيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على سرت.
وفي مصر، التي غطى فيها “الانقلاب” الذي اطاح بالرئيس الاسلامي محمد مرسي، المسجون حاليا كما كان حسني مبارك سجينا.
وفي اليمن يقاتل تحالف بزعامة السعودية الحوثيين المدعومين من إيران.
ويختتم مقاله قائلا إنه أمضى شهورا يغطي الأحداث في سوريا، التي سقطت في العنف والفوضى وحيث وطد تنظيم “الدولة الإسلامية” سلطته القائمة على القتل والعنف.
====================
ستراتفور: ما الذي يعنيه تشكيل جبهة تفاوض موحدة للمعارضة السورية؟

ستراتفور: ترجمة فتحي التريكي – الخليج الجديد
على الرغم من الخلافات الكبيرة وتعدد وجهات النظر ضمن الطيف الواسع للمعارضة السورية، فقد استقرت مجموعات المعارضة التي اجتمعت مؤخرا في الرياض على مجموعة موحدة للتفاوض. الاتفاق، الذي تم بضغط كبير من السعوديين، سيسمح للمجموعات بالظهور كجبهة أكثر توحدا قبل محادثات السلم في فيينا بين الحكومة والمعارضة السورية، والتي من المنتظر في الأول من يناير/ كانون الثاني القادم. ومع ذلك، لا تزال الانقسامات بين جماعات المعارضة موجودة، وآفاق التفاوض الحل الناجح للصراع السوري لا تزال ضئيلة.
تحليل
وتضم مجموعة التفاوض ممثلين عن فصائل المتمردين الرئيسية، بما في ذلك الجيش السوري الحر، تجمع أحرار الشام وجيش الإسلام. إدراج هذه الفصائل الثلاثة كان له أثر كبير في توجه جزء كبير من المتمردين إلى طاولة المفاوضات. والجدير بالذكر، أن عددا من فصائل المعارضة المسلحة مثل القوى الديمقراطية السورية وجبهة النصرة والدولة الإسلامية قد تم استبعادها من المحادثات. تضم المجموعة الجديدة أمينا عاما جديدا وكذا متحدثا إعلاميا،وتضم الهيئة العليا المسؤولة عن التفاوض 25 عضوا. ومع ذلك، فإن الأفراد الفعليين الذي سوف يشكلون فريق التفاوض لم يتم الاتفاق عليهم حتى الآن.
وقد نجحت مجموعة التفاوض في الالتئام بعد أن صلبت جميع الفصائل مواقفها بشأن التدابير التي يتفق عليها الجميع بما في ذلك الإطاحة السريعة بالرئيس السوري «بشار الأسد». ومع ذلك، فإن هذا الموقف قد يصعب التوفيق بينه وبين موقف الحكومة السورية وحلفائها، لذا فإنه لا يبشر بالخير للتوصل إلى نتيجة تفاوضية ناجحة للصراع. على سبيل المثال، فإن تجمع «أحرار الشام»، واحدة من أبرز الجماعات المتمردة المسلحة التي تشارك في العملية التفاوضية، قد أعلن في 9 ديسمبر/كانون الأول أنه يتسمك بـ«التطهير الكامل للأراضي الروسية من الاحتلالين الروسي والإيراني والميليشيات الطائفية التي يقدمان الدعم لها». وقال التنظيم أيضا أنه لن يتنازل عن موقفه بحتمية الرحيل الفوري للأسد عن السلطة، هذه المواقف السياسية هي ليست مواقف هامشية؛ ولكنها تمثل الموقف الرئيسي للأطياف الأوسع من المعارضة السورية.
في الواقع، فإن مجموعة أحرار الشام كانت قد أعلنت انسحابها من المفاوضات مؤقتا، قبل أن تغير رأيها في اللحظة الأخيرة بالعودة والتوقيع على الاتفاق. وكما لاحظت «ستراتفور» من قبل، فإن واحدة من العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق هو معرفة أي المجموعات المتمردة ينبغي أن يكون ممثلا للمعارضة في المفاوضات. كان من السهل إجبار جماعات مثل الجيش السوري الحر وجيش الإسلام، التي تعتمد بشكل كبير على رعاية الأجنبية، على المثابرة في عملية التفاوض على الرغم من المسافة الأيديولوجية الكبيرة بين الجيش السوري الحر العلماني وجيش الإسلام صاحب التوجه الإسلامي. و على الرغم من تلقيها الدعم من تركيا وقطر، وبصورة أقل من المملكة العربية السعودية، فإن أحرار الشام كانت أقل استعدادا للاستجابة للضغوط الخارجية.
وقد بدت للعيان هذه الخلافات بين أحرار الشام والوسطاء الأجانب عندما قررت المجموعة الدولية لدعم سوريا استبعاد حليف أحرار الشام الوثيق، جبهة النصرة، من هذه العملية. وتشعر أحرر الشام بالقلق لما تصفه بأنه «التمثيل المتدني» للفصائل المتمردة الموجودة على الأرض مقارنة بالنفوذ الكبير لجماعات المعارضة الروسية في المنفى ومشاركة بعض الفصائل التي تتمتع بعلاقات مع روسيا. ويبدو أنه سوف يكون من الصعب الإبقاء على مشاركة المجموعة خلال هذه العملية.
وعلاوة على ذلك، فإن جماعات المعارضة السورية تجنبت الخوض في تسوية نقاط الخلاف الشائكة، بما في ذلك رؤى الجماعات المتباينة لسوريا ما بعد الصراع، فضلا عن أن كل ذلك لا يأخذ بعين الاعتبار رؤى الجماعات المعارضة غير المشاركة في المحادثات. على سبيل المثال، فإن الجيش السوري الحر لديه وجهة نظر مختلفة عن أحرار الشام وجيش الإسلام على الدر الذي ينبغي أن يضطلع به الدين في سوريا في المستقبل. حتى بين أحرار الشام وجيش الإسلام، رغم أن كل منهما يصنف من القوى الإسلامية، فإن هناك تباينا في الآراء حول مدى نفوذ كل مجموعة.
في هذه الأثناء، فإن الفصائل التي تم استبعادها من المباحثات لم يكن في وسعها أن تبقى هادئة. أطلقت جبهة النصرة حملة إعلامية من أجل إعادة تقديم نفسها، وقد أعلنت أن أميرها، «أبو محمد الجولاني»، سوف يعقد لقاءا صحفيا (نادرا) في وقت قريب. القوى الديمقراطية السورية، وهو ائتلاف من المقاتلين الأكراد والمتحالفين معهم، ويبرز في شمال شرقي سوريا، قد خلقت جناحها السياسي الخاص، المجلس الديمقراطي السوري، في الوقت الذي تسعى فيه لتهدئة المخاوف من الهيمنة الكردية وميول وحدات حماية الشعب الكردي تجاه الحكم الذاتي.
في نهاية المطاف، فإن إنهاء الحرب الأهلية السورية سوف يتطلب أكثر بكثير من مجرد اتفاق ناجح بين مجموعة التفاوض المعارضة التي أنشأت حديثا في الرياض وبين الحكومة السورية. وقد حاولت جماعات المعارضة السورية أن تقترب من بعضها البعض بدافع الرغبة في تشكيل جبهة قوية أثناء عملية التفاوض وتجنب إدراج أي منها في القائمة السوداء. في الواقع، فإنه لا يزال مطلوبا من جماعات المعارضة المختلفة تقديم تنازلات مهمة لبعضها البعض، ولكن إذا استطاعت هذه الفصائل أن تشارك بشكل موحد وفعال في المحادثات، فإن القوى الأجنبية، بما في ذلك القوى الغربية، سوف تنظر إليها من منظور أكثر حيوية. الاختبار الحقيقي،مع ذلك، لا يزال يتعلق بمدى قدرة المعارضة على إيجاد أي أرضية مشتركة مع النظام السوري.
======================
واشنطن بوست: أميركا ودول الخليج.. جسر الخلافات لمواجهة التحديات  
أخر تحديث : الأحد 13 ديسمبر 2015 - 12:38 صباحًا
 
 
 
إيلان جولدنبيرج وميليسا دالتون- واشنطن بوست: ترجمة الاتحاد
 
مـواضـيـع مـقـتـرحـة 1.5 مليار جنيه تعويضات لأصحاب أراضي الطريق الدائري «الإسماعيلية- بنها» تطبيق AppsComposer للتحكم بإشعارات التطبيقات المُثبتة على هاتفك أندرويد أخبار الامارات: النيادي: الإمارات حققت المركز الأول في تنظيم المونديال الجوي العراق يشكو التوغل التركي لمجلس الأمن
أدت أحداث الأعوام الخمسة الماضية إلى توتر شديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وشركائها التقليديين في العالم العربي، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، التي تضم السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان وقطر. وبينما تأججت الاضطرابات الشعبية في الشرق الأوسط، واندلعت حروب أهلية وأصبح النظام الإقليمي معرضاً لمخاطر كثيرة، تباينت ردود الأفعال المختلفة من قبل القادة في واشنطن وفي العواصم العربية بشكل كبير. وفي هذه الأثناء، راقبت دول الخليج بقلق شديد وفي بعض الأحيان بغضب تفاوض الولايات المتحدة مع إيران بشأن اتفاق على تقييد البرنامج النووي الإيراني.
 
وفي أغسطس الماضي، بعد أسابيع قليلة من إبرام الاتفاق النووي، أشارت دول الخليج إلى تأييد الاتفاق، بيد أن قادة دول الخليج لا يزالون متشككين بشأن إيران وقلقين من أنه مع إنهاء نظام العقوبات التي أعاقت الاقتصاد الإيراني، فإن الصفقة النووية من شأنها إثراء إيران وتعزيز نظامها. وفي الوقت ذاته لدى قادة الدول العربية شكوك حقيقية بشأن التزام واشنطن تجاه المنطقة. لذا في مقابل قبول الصفة الإيرانية من دون قدر كبير من الجلبة، طالبت دول الخليج بتطمينات أمنية وسياسية إضافية من الولايات المتحدة.
 
وستكون واشنطن راغبة في إظهار التزامها بتقديم مساعدات عسكرية في شكل أسلحة وتكنولوجيا وتدريب. ورغم أن هذا السخاء سيكون ضرورياً، لكنه ليس كافياً لسد الفجوة التي فتحت بين الولايات المتحدة ودول الخليج.
 
وسيظل العنف والاضطراب الذي يدمر العراق وسوريا واليمن والتهديد الحقيقي الذي يمثله التدخل الإيراني، والاضطرابات السياسية في أماكن أخرى في المنطقة، يمثل اختباراً للعلاقات الأميركية الخليجية، وسيستلزم صيغة دبلوماسية أكثر تطوراً من قبل الجانبين.
 
وبالطبع، ستظل أولويات الحكومات العربية والأميركية مختلفة اختلافاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بالاستراتيجية الإقليمية، ولكن ثمة قدر كاف من التداخل للحفاظ على علاقتهما، طالما أن كل جانب مستعد لاحترام الطرف الآخر، ولا سيما بخصوص التعامل مع إيران. وسيكون على كلا الجانبين إبداء قدر من المرونة. ويمكن أن يفضي التنسيق إلى استقرار أكبر في الشرق الأوسط، بينما تتم مراقبة النفوذ الإيراني. وإذا اتسعت الهوّة بين الولايات المتحدة والشركاء الخليجيين بدرجة أكبر، فستكون النتيجة النهائية مزيدا من الفوضى في المنطقة، إذ أن ذلك من شأنه تعزيز وضع إيران.
 
تداعيات غزو العراق
 
أطلق الغزو الأميركي للعراق في عام 2003 موجة من التوتر في الشرق الأوسط، تسارعت بشكل كبير بسبب الاضطرابات التي حدثت في بعض الدول العربية عام 2011. وتميزت حالة الغليان الناتجة باتجاهين رئيسين: الأول هو انهيار أو شبه انهيار جمهوريات عربية قديمة مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، والثاني المنافسة المتزايدة بين الشيعة بقيادة إيران والسُنة العرب، وكلا الاتجاهين يغذي ويقوي التوترات الطائفية التي ابتلي بها الشرق الأوسط، وترتبط الصعوبات الأخيرة التي اعترت العلاقات الأميركية الخليجية بالاختلافات في كيفية نظر كل جانب إلى هذه التطورات وما يعتقد كل منهما أنه الطريقة المثلى للرد.
 
وفي ردود أفعالها على انهيار بعض الجمهوريات العربية، سعت كل من دول الخليج والولايات المتحدة إلى إرساء الاستقرار، ولكن بطرق مختلفة. فنتيجة الخوف من العنف والفوضى على حدودها، ركزت دول الخليج منذ البداية على مساندة الحلفاء المحتملين داخل الدول التي عانت فجأة من فراغ سياسي. بيد أن الولايات المتحدة، التي تتمتع برفاهية عدم مواجهتها تهديدات حدودية مباشرة، زعمت أن التغييرات الهيكلية طويلة الأمد في الأنظمة الاقتصادية الشرق أوسطية ومؤسساتها وحوكمتها يمثل المسار الوحيد للاستقرار على المدى الطويل.
 
تباين المواقف حول مصر
 
ولم يكن اختلاف وجهات النظر أوضح منه في مصر، فالولايات المتحدة اعتبرت أن سقوط الرئيس حسني مبارك في عام 2011 فرصة تاريخية. وفي العام التالي أعلنت رغبتها في التعاون مع حكومة محمد مرسي «الإخوانية»، وفي عام 2013، بعد أن عزل الشعب المصري مرسي بقيادة المشير عبدالفتاح السيسي، ترددت واشنطن بداية في التعامل مع حكومة السيسي، وقيدت بعض أشكال المساعدات الأميركية لمصر. ولكن دول الخليج رفضت التعامل مع حكومة مرسي، وضخت مليارات الدولارات في الاقتصاد المصري بعد تولي الرئيس السيسي.
خلاف حول سوريا
وتمثل سوريا محور اختلاف حاد أيضاً، فالولايات المتحدة وحلفاؤها يتقاسمون الرغبة في انتصار معارضة مسلحة ذات مصداقية على نظام بشار الأسد. ولكنهم يختلفون على الحكمة من دعم الجماعات المسلحة الموجودة والتي تقاتل قوات الأسد منذ أربعة أعوام. وفي حين ترى دول الخليج أهمية مساندة القوات المعتدلة وتزويدها بالأسلحة، تشعر واشنطن بالقلق من أن يؤدي تمويل وتسليح هذه القوات إلى نتيجة عكسية حال قرر المقاتلون في يوم من الأيام الانقلاب ضد الولايات المتحدة. لذا، سعى الأميركيون بدلاً من ذلك إلى ترويض عدد ضئيل من قوات المقاومة التي تعتبرها أميركا معتدلة لتسليحها وتدريبها، في محاولة لم تنجح حتى سبتمبر الماضي سوى في الإبقاء على عدد قليل جداً من المقاتلين في الميدان بحسب الجنرال «لويد أوستين»، قائد القيادة المركزية الأميركية. وأسفرت هذه الأساليب المختلفة عن اتساع الفجوة بين الجانبين.
معضلة التدخل الإيراني
وعمّق الاختلاف بشأن كيفية التدخل في سوريا وكذلك في العراق واليمن بسبب دور إيران في الصراعات الثلاثة، حيث يقدم الإيرانيون الأموال والأسلحة والمقاتلين لنظام الأسد والمتمردين «الحوثيين» في اليمن والميلشيات المتطرفة في العراق، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة ودول الخليج. غير أن واشنطن ودول الخليج ليست متفقة على طبيعة أو أهمية التدخل الإيراني. فدول الخليج تعتقد أن التدخل الإيراني في حد ذاته وقود لهذه الصراعات، وترى أن مساندة إيران لوكلائها سبب أساسي للعنف وليس أثراً للاضطرابات السياسية في الدول الثلاث. أما الولايات المتحدة فترى إيران عاملاً غير مفيد ولكنها ترى أن تدخلها، خصوصاً في اليمن، انتهازي وليس أساس المشكلات.
وأفضت هذه الرؤى المختلفة إلى سياسات شديدة التباين، ففي سوريا تعتبر مساندة إيران للأسد سببا أساسيا جعل دول الخليج تجعل الإطاحة بنظامه في مقدمة الأولويات، بينما تقدم الولايات المتحدة هزيمة تنظيم داعش على إقصاء الأسد، على رغم أن بقاء النظام السوري يفيد إيران.
وفي اليمن، تعتبر دول الخليج أن المتمردين «الحوثيين» وكلاء إيرانيون، وكان من المستحيل أن يحققوا أي تقدم من دون مساندة إيرانية، في حين تقلل واشنطن من أهمية التورط الإيراني.
وأخيراً في العراق، قضت الولايات المتحدة سنين طويلة تحاول إقناع دول الخليج بقبول شرعية (أو على الأقل واقع) حكومة مركزية يهيمن عليها الشيعة، وتعزيز اندماج العراق في العالم العربي. وقد استخدمت واشنطن الحكومة العراقية كهمزة وصل مع إيران في محاربة تنظيم «داعش». ولكن دول الخليج راقبت على مدار سنين باستياء الحكومة المركزية في بغداد التي همشت السنة العراقيين رغم الضغوط الأميركية لدمجهم في النسيج المجتمعي والسياسي للدولة العراقية. وعلاوة على ذلك، تعتبر دول الخليج أن القيادة العراقية الشيعية موالية لإيران، ودفعت هذه الرؤى دول الخليج إلى النأي بنفسها عن بغداد وتفادي تأييد الاستراتيجية الأميركية بصورة كاملة في العراق.
شركاء ولكن!
ويكاد يكون اختلاف الرؤى حول التهديدات هو مصدر التوتر الوحيد بين الولايات المتحدة وشركائها العرب. وهناك عدد من القضايا الأخرى، وكثير منها ذات جذور تاريخية عميقة، تمثل عقبات أمام التعاون الأميركي الخليجي. ومن بين هذه العقبات التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وهي كيان لا تقيم معه دول الخليج أية علاقات رسمية، وعند النظر إلى بيع أو تصدير المعدات أو الخدمات العسكرية، إلى أي دولة في الشرق الأوسط، تلتزم الولايات المتحدة بموجب القانون بأن تتأكد من أن البيع لن يؤثر بصورة عكسية على التقدم النوعي لإسرائيل في المنطقة.
ومن أجل تخفيف مخاوف دول الخليج بشأن الاتفاق النووي الإيراني، ترغب واشنطن في زيادة مساعداتها الأمنية المباشرة لدول الخليج، بيد أن إسرائيل كثيراً ما تتبنى رؤية شديدة الضيق ومتحفظة بدرجة كبيرة تجاه ما يمكن أن يقلص امتيازها العسكري، وقد تعترض على بعض أنواع المساعدات العسكرية التي ستطلبها دول الخليج، حتى إذا كانت إسرائيل تخشى أيضاً من إيران ولديها مصلحة في مواجهتها. وتتطلب صفقات بيع الأسلحة الأميركية الكبرى موافقة الكونجرس، ومن المستبعد أن يؤيد الكونجرس مثل هذه التدابير في ظل الاعتراضات الإسرائيلية.
الميل تجاه طهران
وفي ظل التهديدات الجديدة في المنطقة والقيود القديمة في العلاقات الأميركية الخليجية تخشى دول الخليج من أن واشنطن تنسحب ببطء من المنطقة، متخلية عنها فيما يتعلق بمهام الدفاع عن نفسها. وعلى مدار عقود، باعت الولايات المتحدة أنظمة تسليح بمليارات الدولارات لدول الخليج. ولكن بعد عقد من الحرب في الشرق الأوسط، أصبح الشعب الأميركي أقل رغبة في مزيد من المغامرات في المنطقة، ومن ثم، يحبذ صناع السياسة والمسؤولون الدفاعيون في الولايات المتحدة أن تتولى دول الخليج مسؤولية الدفاع عن نفسها. وترى دول الخليج أن ذلك يعتبر تغييراً جذرياً في العلاقات، يرقى إلى درجة الخيانة.
وذلك الشعور عززه اعتقاد نخب كثيرة في دول الخليج أن الاتفاق النووي مع إيران مجرد خطوة أولى في خطة واسعة النطاق للتوصل إلى انفراجة مع الجمهورية الإسلامية وخلق ميزان جديد للقوة في المنطقة على حساب المصالح العربية. ويغذي قرار واشنطن بإعطاء الأولوية إلى الملف النووي على تدخل إيران في بعض دول المنطقة هذا القلق. ورد صناع السياسات الأميركيون على هذه الشكاوى بالتأكيد على أنه ليس لديهم نية المضي قدماً في أي تسوية أوسع نطاقاً مع إيران، وأنهم سيتعاملون معها بحسم في أية مناقشات، وترى دول الخليج أن هذه التصريحات الرنانة تظل جوفاء ما لم تؤيدها الأفعال.
الشكوك الجديدة في الشرق الأوسط تؤثر على الحسابات الاستراتيجية لبعض دول الخليج، وتزيد من رغبتها في القيام بتحركات مستقلة. وأصبحت دول الخليج راغبة الآن ليس فقط في استخدام القوة بمفردها، ولكنها تعيد تشكيل تحالفات مع دول عربية أخرى مثل مصر والأردن والمغرب، وفي قمتها التي انعقدت في مارس الماضي، أعلنت جامعة الدول العربية أنها ستنشئ قيادة موحدة لقوة عسكرية مشتركة.
وربما ترحب واشنطن بمثل هذا التحول من جانب شركائها الخليجيين، الأمر الذي من شأنه تقليص عبء دور الشرطي الذي يتعين على الولايات المتحدة لعبه بالمنطقة. ولكن ذلك يعني تراجع النفوذ الأميركي، وزيادة إمكانية حدوث نتائج سلبية من وجهة نظر واشنطن.
ولكن على الرغم من كافة التعقيدات والعقبات التي حدثت في السنوات الأخيرة، لا يزال من الممكن إنقاذ العلاقات الأميركية الخليجية وتقويتها. ويجب أن يكون تعضيد الروابط الدفاعية جزءاً من الحل، ولكن مجرد ضخ موارد عسكرية أميركية إلى دول الخليج لن يكفي. وبدلاً من ذلك، على كلا الطرفين زيادة تعاونهما في مجالات يتفقان عليها، وكذلك أن يرغبا في تقديم بعض التنازلات بشأن قضايا تكون مهمة لكل طرف منهما.
نحو تغيير الأهداف
وفي سوريا، على الولايات المتحدة أن تغير أهدافها، من خلال التركيز بدرجة أكبر على محاولة إنشاء ظروف سياسية وعسكرية يمكن أن تفضي إلى حل متفاوض عليه للحرب الأهلية بدلاً من محاربة داعش بصورة حصرية. ويعني ذلك تصعيد الجهود الأميركية التي تفتقر إلى الحماسة من أجل تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة من خلال مساندة المقاتلين المؤهلين بغض الطرف عن ما إذا كانوا يفضلون محاربة «داعش» أم الأسد أم كليهما. وفي هذه الأثناء، على دول الخليج مساندة المقاتلين الذين تدربهم الولايات المتحدة والأحزاب المناهضة للأسد، مثل المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا والجبهة الجنوبية وجماعات المعارضة التي تنتمي إلى الجيش السوري الحر.
وفي العراق، على الولايات المتحدة ودول الخليج تقديم دعمها لقوات العشائر السنية، والتنسيق مع حكومة بغداد، إضافة إلى التعاون بصورة مباشرة مع القوات من أجل تقديم التمويلات والتسهيلات لتدريبها. وعلى واشنطن أيضاً أن تُرسل المزيد من المستشارين العسكريين إلى العراق للمساعدة في التدريب. وفي البداية ينبغي على قوات العشائر السنية أن تتدرب على حماية المدنيين وردع اقتحامات مقاتلي داعش إلى الأراضي العراقية. وبمرور الوقت يمكن أن تطرد هذه القوات مقاتلي داعش إلى خارج المدن العراقية، وتنسيق تحركاتها للاستفادة من الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مواجهة «داعش».
تطوير التعاون في العراق
وعلى دول الخليج أن تساعد واشنطن أيضاً في الضغط على بغداد لتبني نهج شامل ولكن غير مركزي لحكم العراق، على أن يتضمن ذلك النهج أيضاً تطمينات للسنّة في الدولة بأن لهم دورا وقولا في مستقبل العراق. وخلال السنوات التي لحقت سقوط صدّام حسين، رفضت دول الخليج تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع العراق. وعليها الآن أن توضح لبغداد أنها إذا مضت حكومتها في تطبيق أجندة أكثر شمولاً، فإن العراق لن يصبح مجمداً خارج النظام الإقليمي العربي.
ويمكن لهذه الجهود في العراق وسوريا أن تستفيد من الانفتاح الاستراتيجي والتعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج. وسيتضمن ذلك مبيعات أسلحة أميركية جديدة لدول المنطقة، ولكن الأسلحة الثقيلة ليست هي ما تحتاجه، لأن أغلبية التهديدات التي تواجهها ليست تقليدية. والمطلوب هو مزيد من تشارك المعلومات المخابراتية وتدريبات مشتركة على محاربة الإرهاب تهدف إلى تحسين التعاون الأميركي الخليجي في مواجهة المتطرفين والوكلاء المسلحين لإيران. وعلى الولايات المتحدة ودول الخليج أن تدرس إنشاء مقرات مشتركة لقوات عملياتها الخاصة. وفي النهاية، يحتاج الجانبان إلى تحسين تواصلهما، من خلال اجتماعات منتظمة متعددة الأطراف لمناقشة الصراعات في المنطقة والتي من شأنها أن تساعد واشنطن ودول الخليج على الوصول إلى إجماع بشأن توقيت وكيفية استخدام القوة في المنطقة، وتقليص إمكانية حدوث تحرك عسكري أحادي الجانب.
حوار استراتيجي
وكي تُحسن الولايات المتحدة ودول الخليج التعاون فيما بينهما، يتطلب ذلك إعادة بناء الثقة التي تدهورت في الأعوام الأخيرة. وسيحتاج كلا الجانبين إلى مزيد من المرونة، ولابد من إدراك المخاوف الجوهرية للطرف الآخر، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بإيران. ومن جانبها، على الولايات المتحدة أن تنضم إلى شركائها في المنطقة ضمن جهود منسقة وحاسمة بدرجة أكبر في التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة. وعلى واشنطن أن تطلق حواراً استراتيجياً رفيع المستوى مع دول الخليج بشأن كيفية محاربة وكلاء إيران مع مزيد من الاعتراضات لسفن الأسلحة الإيرانية، وأعمال مشتركة إضافية تستهدف هؤلاء الوكلاء الإيرانيين، ومزيد من تقاسم المعلومات المخابراتية التي تستهدف طهران.
وفي النهاية، حتى على رغم تعاون دول الخليج والولايات المتحدة في مواجهة وكلاء إيران في المنطقة، عليها أن تسعى أيضاً إلى التقارب مع إيران في المجالات ذات الاهتمام المتبادل. وعلى واشنطن ودول الخليج أن تساندا التحركات الدبلوماسية متعددة الأطراف من أجل تسوية سياسية من شأنها معالجة مصادر زعزعة الاستقرار الكثيرة في المنطقة. ومن الضروري أن تشمل أية محادثات إقليمية واسعة قضية تسوية الأوضاع في سوريا، حيث ستحتاج واشنطن ودول الخليج إلى إيران (وروسيا حليفة النظام السوري الأخرى) للضغط على الأسد من أجل التنحي في إطار صفقة تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام.
ومن المستبعد أن تؤدي هذه الطريقة الدبلوماسية إلى حلول فورية، ولكن بمرور الوقت، ستصبح الطريقة الوحيدة لإنهاء كثير من الحروب الأهلية التي مني بها الشرق الأوسط من خلال الاتفاق التفاوضي الذي يشمل كافة القوى الفاعلة الرئيسة في المنطقة. وللحصول على ما تريده من هذه العملية، على الولايات المتحدة ودول الخليج أن تحافظ على جبهة موحدة، ولفعل ذلك، لابد من أن البدء في إصلاح العلاقات بينهما
======================
ديرشبيغل: أميركا تطالب ألمانيا مزيداً من الدعم العسكري لقتال "داعش"
أفادت مجلة (دير شبيغل) الألمانية أن أميركا طلبت من ألمانيا مزيداً من الدعم العسكري لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش), بعد أسبوع من موافقة البرلمان الألماني على ضرب التنظيم في سوريا.
وأشارت المجلة, في عددها الصادر يوم السبت, إلى أن "وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بعث برسالة تطلب من برلين مساهمة عسكرية أكبر في الحملة".
وكان البرلمان الألماني وافق, الأسبوع الماضي, على مشاركة ألمانيا في الحملة العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا.
ومن جهته, أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية تسلم رسالة من الولايات المتحدة, مشيراً إلى أن الوزارة تدرس محتواها, لكنه رفض ذكر أي تفاصيل أخرى.
وسبق أن أعلنت ألمانيا, مؤخراً, إنها سترسل طائرة استطلاع من طراز تورنيدو، وفرقاطة بحرية، بالإضافة 1200 جندي لدعم عمليات التحالف ضد "داعش".
وتشارك ألمانيا في تدريب مقاتلين أكراد شمال العراق في مواجهة "داعش", إلا إنها لم يسبق وانخرطت بشكل عسكري مباشر في ضرب التنظيم في سوريا أو العراق, فيما صرحت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين, الأسبوع الماضي أن بلادها قد تحتاج إلى تعزيز قواتها المسلحة لتواكب متطلبات القيام بدور أكبر.
 
سيريانيوز
======================
فوكاتيف الامريكي يكشف مخطط «إفراغ الخزائن» لهزيمة «داعش» في سوريا والعراق
زينب غريان
أكد موقع «فوكاتيف» الأمريكي أن اتباع خطة «إفراغ الخزائن» لتنظيم داعش الإرهابي وسلب كل ما يملك من أموال وتجفيف منابع تمويله هو السبيل الوحيد للقضاء على التنظيم وإنهاء وجوده في سوريا والعراق.
وقال إن الغارات الجوية التي تنفذها دول العالم ضد التنظيم لن تتمكن من القضاء عليه مهما كانت قوتها، مشددا على أن مكافحة إرهاب داعش يجب أن تكون «اقتصادية» من الدرجة الأولى.
ولفت الموقع إلى أن الإحصاءات تقول إن داعش يحصد 500 مليون دولار في العام وهو ما يعني أنه ظل وسيبقى من أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم.
وتابع أنه مهما كثف الغرب هجماته العسكرية ضد داعش فسيظل التنظيم يملك أموالا يمكنه من خلالها تنفيذ هجمات إرهابية تشابه هجمات باريس بل أبشع منها.
وأوضح الموقع أن داعش لا يعتمد في حصوله على المال على النفط فقط ولكنه سرق الكثير من المصارف والبنوك فضلا عن الآثار المنهوبة من سوريا والعراق والتي يبيعها بأسعار ثمينة تجلب له الملايين فضلا عن الإتجار بالبشر وبيع النساء والأطفال كجزء من تجارتهم المشبوهة.
وأشار الموقع إلى ما قاله «ديفيد كوهين»، وكيل شئون الإرهاب والاستخبارات المالية في وزارة الخزانة الأمريكية، عام 2014 حول صعوبة تجفيف منابع تمويل داعش مؤكدا أنهم لا يملكون سلاحا سحريا يتمكنون من خلاله القضاء عليهم مشيرا إلى أن المعركة معهم ما زالت في مراحلها المبكرة.
======================
أوبسرفاتور: الحرب الشاملة المقبلة بين الغرب و#داعش في ليبيا
إرسال إلى صديق      طباعة  أضف تعليق    حفظ    شارك في الفيس بوك  غرّد بهذا الخبر
الإسلام اليوم-قسم الترجمة-محمد بشارىانتقدت صحيفة لونوفيل أوبسرفاتور الفرنسية غياب رؤية سياسية إقليمية موحدة للقضاء على تنظيم الدولة.
وأشار الكاتب الفرنسي بيير اسكي في عدد الصحيفة الصادر الجمعة إلى أن التعزيزات العسكرية باتت بلا جدوى بسبب غياب التنسيق فيما بين الدول الغربية وعدم وجود استراتيجية سياسية موحدة تجمع تلك الدول تجاه ما يحدث في سوريا.
وتابع: "يكفي أن نري تغير الدبلوماسية الفرنسية تغيرا جذريا إزاء مسألة بقاء بشار الأسد في السلطة"، للدلالة على التخبط.
وأشار إلى أن "الوضع أصبح معقداً للغاية في منطقة الشرق الأوسط، ففي سوريا، مازال الأسد باقياً ودُمرت البلد بالكامل بعد أربع سنوات ونصف من بداية الثورة، وكذلك العراق وصل لمرحلة  خطيرة أصبح من الصعب تجاوزها بعد اثنى عشر عاماً من الفوضى عقب سقوط صدام حسين، وها هي ليبيا دخلت ذات المسار.
 
 وأضاف أن التدخل العسكري في تلك الدول يؤدي إلى فتح جبهات جديدة للتطرف، ففرنسا قد بدأت بالتدخل في العراق للمساعدة في وقف زحف تنظيم الدولة نحو بغداد وأربيل ثم قامت بأول ضرباتها في سوريا في سبتمبر الماضي ومؤخرا ظهرت احتمالية لتدخلها في ليبيا.
وأكد على أن كل الأنظار تتجه بالفعل نحو ليبيا التى قد تكون المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في المنطقة مستقبلا، مما سيمثل خطراً على أوروبا التى لا تبعد سوى 500 كم عن مدينة سيرت التى تعد معقلهم الرئيسي على البحر المتوسط. فحتى إذا كانت هناك مبادرة سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة تهدف إلي إحداث تقارب بين السلطتين السياسيتين المتواجدتين في ليبيا، فإن الجبهة القائدة لتلك الحرب الشاملة ستكون في تلك الدولة بدون شك.
وكشف اسكي بأن الطائرات قامت بطلعات جوية استكشافية على مواقع الإرهابيين في مدينة سرت بليبيا.
وأضاف أن اعتداءات باريس الأخيرة دفعت كلا من بريطانيا والمانيا للمشاركة في توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة، كما أن مجزرة سان برناردينو قد دفعت أوباما إلي الإعلان عن تصميمه على القضاء على تنظيم الدولة، غير أنه لا يمكن التغاضي عن الغارات الجوية الروسية الداعمة لبشار الأسد ضد الثوار السوريين والدور التركي خاصة فيما يتعلق بدعم السنة في شمال العراق.
وهنا يتساءل اسكي إلى متى سيستمر هذا التصعيد؟، ليعقب بالقول: "الغرب يفتقد إلى تنسيق عملياته العسكرية تحت قيادة موحدة على غرار من شهدته منطقة الشرق الأوسط أثناء  حرب الخليج الأولى في عام 1991 أو في التدخل الدولي في أفغانستان في عام 2001. فالتنسيق فيما بينهم ضعيف، بل يكاد أن يكون منعدما، وهذا ما أظهرته الأزمة الروسية التركية الأخيرة حيث بات أن تدمير تنظيم الدولة لم يعد هدفاً لجميع الأطراف.
واختتم بالقول بأن توجيه ضربات ضد تنظيم الدولة بدون تنسيق أو وجود استراتيجية موحدة سوف تقلل من خطر تنظيم الدولة لكنها لن تمنع انتشاره وتوسعه في المنطقة.
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================