الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13-7-2015

سوريا في الصحافة العالمية 13-7-2015

14.07.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1.  “وول ستريت”: أمريكا تسعى لصياغة سياسة جديدة للشرق الأوسط
2. هفينغتون بوست || إعادة تشكيل الشرق الأوسط: “داعش” يغير الديموغرافيا في المنطقة
3. ميدل إيست بريفينج || القبائل السنية.. والحرب العربية الإيرانية في سوريا والعراق
4. سوريا التايمز: تظاهرات في ساحة البرلمان البريطاني لمساعدة اللاجئين السوريين
5. الفاينشال تايمز: من هو الزعيم الجديد في سوريا ما بعد الأسد؟
6. لبيب النحاس* - (الواشنطن بوست) 10/7/2015 :العواقب المميتة لإساءة تسمية الثوار السوريين
7. إيلي أبو عون - (فورين بوليسي) 8/7/2015 :التغلب على "داعش" لن يصلح العراق
8. لاكسبراس: من هم أصحاب الخوذات البيضاء في سوريا؟
9. "الديلي تليجراف": "مجزرة سربرنيتشا" تتكرر بسوريا والعراق
10. ريل كلير وورلد  :8 أسباب تمنع تركيا من عبور الحدود السورية
11. المونيتور :اللاعبون الإقليميون في الشرق الأوسط يمنحون روسيا فرصا جديدة
12. «الديلي ميرور»: هكذا تعاقب عضاضات «داعش» نساء الرقة؟
13. الإندبندنت :فيسك: العرق والدين يحكمان تعامل الغرب مع اللاجئين
14. المونيتور :العلاقات الإيرانية الروسية بعد الصفقة النووية
 
وول ستريت”: أمريكا تسعى لصياغة سياسة جديدة للشرق الأوسط
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن إدارة الرئيس “باراك أوباما” تسعى لصياغة إستراتيجية سياسية للشرق الأوسط تقوم على معالجة مركزة للصراع الدائر في العراق وسوريا واليمن، موضحة أن الإستراتيجية يتم وضعها في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن نتائج الاتفاق النووي بين طهران والدول الست الكبرى.
وتلفت الصحيفة إلى أن أي إعادة صياغة لإستراتيجية “أوباما” الشرق أوسطية ستكون بمثابة امتحان لاستمرار عقيدة السياسة الخارجية التي اتبعها، إلا أن مسؤولين في البيت الأبيض يؤكدون أن الرئيس ينوي تسوية جميع المشاكل التي تعصف بالشرق الأوسط قبل انتهاء ولايته عام 2017، وإعادة الدفء لعلاقات واشنطن مع حلفاء رئيسيين في المنطقة بعد البرود الذي سادها نتيجة المفاوضات النووية مع إيران.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه من المتوقع أن في حالة انتهاء المحادثات النووية باتفاق مع إيران، فإن ذلك سيكون سببا كافيا لارتفاع مستوى التوتر والاستياء من واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وستكون مهمة المسؤولين الأمريكيين في ترطيب الأجواء عسيرة للغاية، مضيفة أنه في حال قيام واشنطن بجهود لإشراك إيران في قتال تنظيم داعش، فمن المحتمل جدا أن يولد ذلك مزيدا من القلق والتوتر بين الدول المجاورة لإيران، حيث تعمل السعودية ودولا أخرى أعضاء في مجلس التعاون الخليجي جاهدة على ضمان استبعاد إيران من التحالف الدولي لقتال داعش.
ويقول مسؤولون بالبيت الأبيض إن الإستراتيجية الجديدة تحتوي على جهود أمريكية مضاعفة في منع دول الخليج العربي من الانجراف بعيدا عن المعسكر الغربي والأمريكي تحديدا، وكان أوباما قد اجتمع في مايو الماضي بمسؤولين من دول الخليج العربي وقدم لهم تأكيداته باستمرار الدعم الأمريكي، وقد خصص البيت الأبيض فريقا مهمته متابعة الوعود التي أعطاها أوباما للخليجيين والحرص على تنفيذها.
وتضيف الصحيفة أنه بحسب مسؤولين أمريكيين فإن الإدارة الأمريكية عازمة على إشراك إيران في قضايا شرق أوسطية خارج إطار ملفها النووي، إلا أنها لم تبد استعدادا كافيا للانخراط بأي جهد من هذا القبيل في الفترة الماضية، لكن بوادر تغير في الموقف الإيراني بشرط التوصل لاتفاق نووي بدأت تظهر في محادثات خاصة وعامة للمسؤولين الإيرانيين مع نظرائهم الأمريكيين في إطار المباحثات النووية.
مركز الشرق العربي
======================
هفينغتون بوست || إعادة تشكيل الشرق الأوسط: “داعش” يغير الديموغرافيا في المنطقة
ابجدية
للحرب الأهلية السورية وللنزاعات الطائفية العراقية التي تشمل مجموعة الدولة الإسلامية “داعش” تداعيات بعيدة الأثر على الديموغرافيات في عموم المنطقة. وقد شهدت منطقة إقليم كردستان العراقية التي كانت ذات مرة منطقة متجانسة إثنياً ديموغرافيتها وهي تتغير بشكل درامي بسبب تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين العرب إلى داخل ما كانت ذات مرة دولة كردية قيد الانتظار. وفي الأثناء، أفضى تدفق اللاجئين الهاربين من مناطق في العراق يسيطر عليها “داعش” إلى تضافر جهود الجيش العراقي والميليشيات الشيعية ضد الجهاديين.
نتيجة لذلك، يتجلى في كردستان أثر “داعش” على الحدود والديموغرافيات في شكل تداعيات أكثر مباشرة وذات آثار بعيدة المدى. ويصبح ذلك صحيحاً في ضوء حقيقة أن سورية والعراق لم تعودا على الأرجح نفس الدولتين الأمتين اللتين كانتاهما منذ نيلهما الاستقلال وحتى وقت قريب.

التداعيات على الاستقلال الكردي
كان لذلك تداعياته على التطلعات الكردية لنيل الاستقلال، وهو ما تجلى في ذروته بعد اكتساح “داعش” في العام الماضي لشمالي العراق، حين استولت مجموعة “الدولة الإسلامية” على الموصل؛ ثانية كبريات المدن العراقية. وفي البداية، رد مسعود البرزاني، رئيس الحكومة الإقليمية الكردية على اكتساح “داعش” بفرض السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع حكومة بغداد، ثم بالإسراع في برنامجه الزمني لإجراء استفتاء يقرر فيه الأكراد إعلان الاستقلال.
مع ذلك، ومع وجود لاجئين من غير الأكراد والذين من المرجح أن يستقروا في المناطق الكردية على مدى المستقبل المنظور، إن لم يزرعوا لهم جذوراً ويشكلوا راهناً ثلث سكان كردستان العراقية البالغ عددهم 5.2 مليون نسمة، فإن فرص نيل الاستقلال الكردي تتعقد بشكل كبير. ويفرض تدفق اللاجئين تعقيداً مختلطاً على ما كانت ذات مرة منطقة هويتها كردية بشكل حصري تقريباً. وفيما ينطوي على مفارقة، يلائم هذا الانهيار غير المقصود لتدفق اللاجئين رؤية “داعش” المعادية للقومية، والتي تدعو إلى إقامة إمبراطورية إسلامية جامعة (خلافة).
إلى ذلك، أجبر التهديد العسكري المستمر الذي يشكله “داعش” برزاني على التخفيف من سقف تطلعاته. ومن المفارقة أن العكس يحدث في شمال غربي سورية حيث يتهم العرب السنة الأكراد السوريين، الذين سجلوا مؤخراً انتصارات كبيرة ضد “داعش”، بتنفيذ عمليات تطهير ضدهم في المناطق التي يسيطرون عليها، تحضيراً لإقامة دولة كردية سورية مستقبلية.
حساسيات مضاعفة
يشتمل تدفق اللجوء على حساسيات مضاعفة. ومثلما هو الحال في الأردن ولبنان؛ حيث غير اللاجئون من سورية والعراق الموازين الديموغرافية مسبقاً، وهم يضعون ضغطاً كبيراً على البنية التحتية للخدمات في البلدين، فإن العرب ينافسون الأكراد في سوق الوظائف في كردستان -غالباً عبر عرض أجور أقل بكثير مما يتقاضاه المواطنون الأكراد طبقاً لما دأبوا عليه. وعلى نحو مشابه، حلقت أسعار الإيجارات والعقار إلى عنان السماء، وعلى نحو يحد من وصول الأكراد المحليين إليها بعد أن لم يعودوا قادرين على مواكبة ارتفاع الأسعار.
من الممكن أن تأخذ التوترات المجتمعية الكامنة التي أصبحت مرئية في لبنان وسورية بعداً إضافياً في العراق، حيث لطالما تعايش الأكراد والعرب بصعوبة. ولا ينسى الأكراد أن رجل العراق القوي صدام حسين كان قد استخدم الأسلحة الكيميائية ضدهم في محاولة لإخماد ثورة الأكراد الذين كانوا يسعون إلى نيل الحكم الذاتي. ومباشرة بعيد سقوط صدام في العام 2003، قام الأكراد بطرد العرب الذين كانوا قد استقروا في كردستان بتشجيع من صدام.
في الأثناء، تتجلى أمارات التوتر المتفاعل في أوساط المواطنين الأكراد المتعاطفين مع أولئك الذين يفرون من أمام التمييز والقمع والعنف بسبب تاريخهم الخاص من مواجهة القمع. ولذلك، تجد أن الأكراد شرعوا في الإعراب عن الاستياء لأن عليهم مقاتلة “داعش” على خط الجبهة لحماية العرب الساعين إلى اللجوء بين ظهرانيهم.
يتفاقم تهديد التوترات المجتمعية بفعل اهتمام “داعش” بإذكاء نار المشاكل بين الأكراد والعرب. وكان طالب كردي قد اعترف بمسؤوليته في نيسان (أبريل) الماضي عن تفجير سيارة بالقرب من القنصلية الأميركية في عاصمة إقليم كردستان، أربيل.
الانفصال إلى صعود
في الأثناء، امتدح المحللون كلاً من الأردن ولبنان بسبب احتفاظهما بهدوئهما، رغم تصاعد التوتر في أوساط اللاجئين السوريين الذين يشكلون ما نسبته 25 % من السكان، وكذلك تزايد امتعاض السكان المحليين وغضبهم. كما أن هناك حالات توتر مرئية في تركيا أيضاً، التي يبلغ عدد سكانها 75 مليون نسمة، لكن لديها مشاكل ديموغرافية وهوية أقل من حيث استيعاب اللاجئين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتقاء مجموعة “الدولة الإسلامية” لم يخلق كياناً إسلامياً تطهرياً في قلب الشرق الأوسط، والذي يدعو إلى التحريرية الوحدوية ويتمدد في طبيعته فحسب، وإنما صب وقوداً أيضاً على نيران التطلعات الوطنية الكردية طويلة الأمد، وأشعل شرارة الاتجاهات الانفصالية بين صفوف العديد من المجموعات الأخرى.
ومن ناحية أخرى، يسود الانقسام صفوف العراقيين السنة الذين تهرب أعداد لا حصر لها منهم إلى كردستان، بينما يخشى آخرون من صعود نزعة القومية الشيعية المعادية للسنة، ويرون في تنظيم “الدولة الإسلامية” أقل الشرين. وقد تشهد الأقلية العلوية السورية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد انكفاء في اتجاه أرضها الأم على الساحل السوري كطريقة وحيدة للهروب من غضب معارضيه في حال عدم تمكنه من المحافظة على العاصمة دمشق. وتنجم في الغضون ميول انفصالية أيضاً في الجنوب العراقي الشيعي الآمن نسبياً والغني بالنفط، والذي يعد المحرك الاقتصادي للحكومة في بغداد.
في عموم الشرق الأوسط، تقوم مجموعة “الدولة الإسلامية” والنزاع العنيف بتغيير الحقائق على أرض الواقع، وتحمل العديد من المجموعات الإثنية والدينية على إعادة النظر في خياراتها. وفي كردستان، تضيف أسعار النفط المنهارة إلى كلفة استيعاب اللاجئين، وقد بدلت ما كان باتريك أوسغود، رئيس مكتب كردستان لتقرير النفط العراقي، يدعوه “الحسابات التي تستطيع معها حكومة كردستان الإقليمية الخروج من العراق”. ويلاحظ أوسغود أن “الأعداد (الديموغرافية) تصب (الآن) في صالح عقد صفقة في إطار النظام الفدرالي” للعراق بدلاً من خيار الاستقلال.
وكما لاحظ فؤاد حسين، رئيس موظفي برزاني، فإنك “لا تستطيع أن تنام إذا كانت مجموعة الدولة الإسلامية في العراق وسورية جارتك. سوف تداهمك كوابيس عدة. الواقع أصبح الآن مختلفاً. إننا نواجه تهديداً… لقد انفجرت الفقاعة”.
======================
ميدل إيست بريفينج || القبائل السنية.. والحرب العربية الإيرانية في سوريا والعراق
on: السبت, يوليو 11, 2015In: الصحف العالمية
Syria’s Sunni Tribes and the Arab Iranian War for Iraq-Syria Deser
خطوات غير معلنة تجري لتعزيز قدرات القوات المحلية المحتملة في سوريا لمحاربة داعش. ما ذكره موقع ميدل إيست بريفنج سابقًا عن العرض الأردني لتسليح القبائل العربية في سوريا اتضح أنّه أكثر مما كنا نعتقد في السابق. بالإضافة إلى ذلك، تُكثف حكومة إقليم كردستان العراق برنامجها لتدريب وتجهيز الأكراد السوريين الذين أُعيدوا إلى بلادهم من أجل محاربة داعش.
في المقابل، رفض بشار الأسد مبادرة روسية جريئة لحل الأزمة السورية سياسيًا في وقت سابق من هذا الشهر. هذا الرفض للإطار المقترح من روسيا، والذي عُرض بعد زيارة وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان إلى موسكو الشهر الماضي، يوضح حدود نفوذ موسكو في دمشق، وفي النهاية تم نقله إلى الروس بعد مشاورات وثيقة بين دمشق وطهران.
قامت قوات البيشمركة الكردية بتدريب وتسليح 5 آلاف سوري، معظمهم من الأكراد، وأرسلوهم إلى سوريا. أتى هؤلاء المقاتلون من مخيمات اللاجئين في تركيا، وليس من الواضح حتى الآن كيف سيتعامل حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا مع القادمين الجدد. عارضت وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا لأكثر من سنة فكرة إرسال مقاتلين من كردستان العراق إلى سوريا. لكن تم التوصل إلى بعض التسويات، برعاية الولايات المتحدة، لعبور المقاتلين إلى سوريا.
هناك أمل في أن القوة الجديدة ستكبح جماح التطهير العرقي الذي تمارسه وحدات حماية الشعب الكردية ضد العرب في شمال سوريا، حيث تردد صدى هذه المسألة في المنطقة، وأحدثت تأثيرًا سلبيًا على الجهد الجماعي لمكافحة داعش. عانى السكّان العرب الأصليون في المناطق التي استولت عليها وحدات حماية الشعب الكردية من مصادرة ممتلكاتهم، وحرق منازلهم والقتل والهجرة القسرية للخروج من قراهم. والآن، يقدم تنظيم داعش نفسه لهم باعتباره المنقذ الوحيد للعرب السُنة.
في حالة القبائل العربية في شرق سوريا، أكّدت تقارير إعلامية الدور الأردني كرأس حربة لمشروع عربي أمريكي متضافر لتدريب وتجهيز قوة قبلية سورية لمكافحة داعش. ووفقًا لهذه التقارير، التقت مجموعة من رؤساء القبائل السورية المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، والمبعوث الأمريكي الخاص جورج ألين وبعض المسؤولين من الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي في جنيف الشهر الماضي. تم تقسيم المحادثات إلى قسمين: قسم ناقش احتمال التوصل إلى حل سياسي في سوريا، والآخر ناقش تشكيل قوة للتدريب في الأردن لقتال داعش في الصحراء السورية.
ومن المقرر أن يقابل زعماء القبائل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في هذا الشهر. إنّهم يتعرضون لضغوط من جميع الأطراف؛ من النظام السوري والولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وداعش. ومن غير المؤكد حتى الآن إذا كانوا سوف يستجيبون لفكرة تشكيل قوة لمحاربة داعش. وتعهد الملك الأردني الشهر الماضي أنّ بلاده ستدافع عن أمنها قائلاً “حتى لو كان ذلك يعني تجاوز حدودنا”.
ولكن الشك الرئيس للقبائل العربية السورية يتجه نحو الأمريكان. إنّهم يتذكرون كيف تركت الولايات المتحدة عشائر الأنبار تعاني في ظل السياسات الطائفية من نوري المالكي وانتقام تنظيم القاعدة في العراق بعد الحرب ضد التنظيم. ويصفون الأمريكان كأصدقاء لا يمكن الاعتماد عليهم ويتهمونهم بالدفاع عن الأكراد فقط، وأنّهم غير مبالين بحياة العرب. وقريبًا، سوف يلتقي الملك عبد الله الثاني مع رؤساء القبائل ويحاول معالجة همومهم. القبائل العربية من شرق سوريا تمتد عبر الحدود إلى الأنبار.
الدور الناشئ من الأردن يجعلها هدفًا محتملًا في طاحونة الحرب. تسعى إيران إلى تغيير سياسة عمان بأي وسيلة ممكنة. في أبريل الماضي، تم اعتقال عراقي يحمل جواز سفر نرويجيًا في عمان وبحوزته 45 كجم من المتفجرات، وأثناء التحقيق معه، اعترف بأنه يعمل مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقال إنّ عمليته كان من المفترض أن تكون بداية للعديد من الهجمات التي كان من المخطط أن تُنسب إلى جبهة النصرة وداعش؛ من أجل تشكيل نهج أردني مختلف للحرب في سوريا.
من الصعب أن نتصور كيف يمكن لفيلق القدس تغيير سياسات المملكة الهاشمية. ومع ذلك، من الخطأ أيضًا أن نفترض أن المحادثات مع زعماء القبائل سوف تحقق أي نتائج سريعة؛ فالصورة العامة في سوريا والعراق تقترح معسكرين يعملان ضد بعضهما البعض في الصحراء من الرمادي إلى دير الزور. معسكر عبارة عن ائتلاف قوى بين إيران والأسد والشيعة في العراق، والآخر مكّون من المجموعات المسلحة من أمريكا والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي المعادية لداعش. وفي حين أنّ الحدود الجغرافية للمعركة يمكن أن تُحيّد مؤقتًا البُعد السياسي المتعلق بالأسد في سوريا، لكنّ هذا ليس هو الحال في العراق؛ إنّه في الواقع فارق مركزي.
تدرك القوى الشيعية في بغداد المدعومة بالكامل من قِبل الإيرانيين الطبيعة الحقيقية للأهمية الاستراتيجية للصراع، وسوف تقاوم بضراوة تسليح عشائر الأنبار، وسوف تفعل كل ما بوسعها لإفشال أي محاولة لحشد القبائل السورية الشرقية تحت العلم العربي-الأمريكي. كما بدأ الأسد، الذي لا يملك قوات كافية الآن للسيطرة على الشرق، في تنفيذ خطة منسقة لتقسيم القبائل العربية السورية، وعزل القادة المشتبه بهم والتلاعب بداعش لمحاربة عدو محتمل ناشئ.
الصحراء الممتدة بين سوريا والعراق ستكون بالتأكيد عاملًا رئيسًا في تحديد نتيجة الفوضى الحالية في البلدين، حتى على المستوى السياسي، مع احتمال أنّ الحفاظ على وحدة البلدين، بطريقة أو بأخرى، سيتم تحديده لاحقًا، وستكون أيضًا هي ساحة المعركة حيث نهاية مصير داعش. لكن في اللعبة الكبرى للسيطرة على هذه المساحة الحيوية من الرمال، ستكون معسكرات المعارضة الرئيسة هي العرب والإيرانيين، وسيأتي تنظيم داعش إلى هناك في مكانه الصحيح، كمُنتج ثانوي لهذه المعركة الرئيسة.
التحول التدريجي من وسط فوضى العراق وسوريا إلى صحراء الرمادي ودير الزور وتدمر لا يعني بالطبع أن أهمية غرب العراق أو دمشق قد تضاءلت. لقد شاهدنا على سبيل المثال أنّ القوى الشيعية العراقية المعروفة باسم لواء “أبو الفضل العباس” تم سحبها من مواقعها في وسط حلب بعد سقوط مدينة الرمادي في أيدي قوات داعش. وقد وُجِهت هذه القوات للدفاع عن بغداد بدلًا من حلب. وهذا سمح لقوات نور الدين زنكي في المعارضة السورية بمهاجمة المنطقة التي يسيطر عليها النظام بدءًا من مواقع مركز الأبحاث، حيث تركّزت قوات لواء أبو الفضل العباس في السابق.
إذا كان الإيرانيون ينظرون إلى هذه الصحراء باعتبارها ساحة قتال، فهم يدركون أنّه على النقيض من خصومهم، يجب عليهم أن يبقوا على دمشق تحت سيطرتهم. وهذا هو بالضبط ما يحاولون القيام به، مهما كلف الأمر.
وقال علي أكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية لآية الله علي خامنئي في مقابلة مع صحيفة كيهان في طهران، إنّ المرشد الأعلى أصدر أوامر واضحة إلى جميع فروع الحكومة أنّه “ينبغي تقديم كل مساعدة ممكنة للرئيس بشار الأسد في سوريا من أجل الحفاظ عليه“. وخلال لقاءاتنا الأخيرة مع قادة سوريا والعراق، ذكّرنا الجميع أننا منذ عامين قلنا إنّ الأسد لن يسقط. لم نكن متأكدين حينها أنه سيبقى في السلطة هو ونظامه حتى الآن. ولكن اليوم أستطيع أن أقول بكل ثقة أنه سيبقى في السلطة هو ونظامه أيضًا. وقال ولايتي: “أنا أتحدث هنا عن الاعتبارات المحلية والدولية، وليس عن وجهات نظر شخصية.” وبالتزامن مع تفاؤل ولايتي، أرسلت طهران قوات لواء أبو الفضل العباس وقوات إضافية أخرى لدعم دفاعات النظام في حلب.
وفي الوقت نفسه، تم التصدي للهجوم على درعا في جنوب سوريا في الوقت المناسب. كان يُعتقد أنّ عمّان لم تدعم الاستيلاء على المدينة من قِبل المعارضة في الوقت الراهن. وفي حلب، لا يزال الوضع مائعًا، ولكن ليس هناك احتمالات معينة بأن المعارضة سوف تستولي على المدينة في الأسابيع القليلة المقبلة.
الجبهة السياسية عاجزة هي الأخرى. وفقًا لمسؤولين سوريين، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 28 يونيو أثناء زيارته لموسكو “رؤية” لبناء جبهة موحدة لمحاربة داعش. هذه الجبهة المقترحة كانت لتضع تركيا والمملكة العربية السعودية والأردن وسوريا معًا في جانب واحد ضد الإرهاب. وعلى الرغم من نشر هذا العرض في وسائل الإعلام الروسية، لكنّ الأمر الذي لم يتم الإعلان عنه هو الاقتراح الروسي المتفق عليه بفترة انتقالية في سوريا. خلال هذه الفترة الانتقالية، سوف يتخلى الأسد عن جزء كبير من صلاحياته إلى التحالف الذي يجمع القوى المعارضة لتنظيم داعش والنظام في الحكومة في دمشق. ولكنّ الأسد رفض هذا الاقتراح. ومن الواضح أن جهود موسكو الفاترة بعد اجتماع بن سلمان مع بوتين وصلت إلى طريق مسدود.
======================
سوريا التايمز: تظاهرات في ساحة البرلمان البريطاني لمساعدة اللاجئين السوريين
 كلنا شركاء
قام أعضاء من فرع منظمة العفو الدولية أمس الأحد 12 تموز/يوليو، بالتظاهر داخل ساحة البرلمان البريطاني في لندن، لتسليط الضوء على محنة أربعة ملايين لاجئ سوري فروا من الحرب في بلادهم إلى دول الجوار، داعين الحكومة إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة ضحايا الحرب في سوريا.
وقال طالب دراسات عليا في جامعة برونيل ويدرس الاقتصاد، السوري “حسام حلمي” في حديث لصحيفة “تايمز” البريطانية” إن المملكة المتحدة لديها مسؤولية أخلاقية تجاه اللاجئين, إلا أن اللاجئين السوريين لا يستطيعون الحصول على الأدوية، ويعانون من إصابات خطيرة، لذلك طالب باستقبالهم في بريطانيا وتقديم العلاج لهم، وشكر حكومة بريطانيا “لدورها الريادي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، ولكن هذا لا يكفي إذ يمكن أن تساعد في أمور أخرى”. بحسب ما ترجمت “عنب بلدي” عن حديث الطالب للصحيفة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني “ديفيد كاميرون” قد وعد بزيادة “معتدلة” لاستقبال الذين فروا من الحرب في سوريا، كما تعهدت الحكومة باستقبال خمسمائة مهاجر سوري خلال ثلاث سنوات سعيًا منها للتخفيف من معاناة اللاجئين.
ولفتت صحيفة التايمز البريطانية بأن بريطانيا لم تستقبل سوى 187 لاجئاً سورياً منذ بداية الأزمة.
======================
الفاينشال تايمز: من هو الزعيم الجديد في سوريا ما بعد الأسد؟
بناة المستقبل- الفاينشال تايمز
بعد الخوض في العديد من الجلسات الإعلامية على مدى السنوات الأربعة الماضية وسماع التنبؤات المتكررة بأن نظام الأسد كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، أنا متشككة قليلًا.
هذه المرة يأتي الحديث مع تطور، إذ بدلًا من التقليل من إمكانية حدوثه يُقال بلهجة متلهفة: النظام أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، ولكن ذلك لا يبدو مناسبًا للأسد لكي يرحل بعد.
كثير ممن يتوقون لرحيل الديكتاتور السوري لم يعودوا كذلك، ويمكنك أن تفهم لماذا، فالتنظيم الأفضل وضعًا في الوقت الراهن هو على الأرجح “الدولة الإسلامية”، وهي مجموعة تسيطر على نصف الأراضي السورية وتنشر “الإرهاب”، إلى ما وراء حدود الشرق الأوسط، وثاني أفضل التنظيمات وضعًا هي جبهة النصرة، وهي جماعة جهادية أخرى على صلة بتنظيم القاعدة.
دبلوماسي عربي بارز قال، إن فكرة “لعبة الاسم”، وهي البحث عن الزعيم البديل الذي يحل مكان الأسد أو ربما ينحيه جانبًا تكتسب زخمًا، ومع ذلك لم يفز أحد حتى الآن.
يسأل الناس بعضهم البعض، من ترجح برأيك؟”، يقول الدبلوماسي، مضيفًا “الشيء المثير للاهتمام هو أن الناس ليس لديهم أي شخص في بالهم”.
وهناك تطور آخر في هذه اللعبة، باعتبار روسيا لاعبًا حاسمًا، إذ تعتبر موسكو أكثر قربًا من كبار الضباط في الجيش السوري، حتى من داعم الأسد العنيد في طهران؛ فمعظم الضباط تدربوا في روسيا.
ومع مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا لروسيا بسبب استمرارها بزعزعة الاستقرار في أوكرانيا، تراهم يحاولون التأثير على موسكو بشأن سوريا. جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، سافر إلى سوتشي على البحر الأسود في أيار لمعرفة مدى دعم روسيا لفكرة انتقال سياسي في سوريا الأمر الذي يسمح بتبديل الأسد بشخص آخر دون المجازفة بانهيار النظام في دمشق.
ومنذ بضعة أسابيع، أرسلت المملكة العربية السعودية، الداعم الرئيسي للمعارضة في سوريا، وفدًا برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان للقاء الرئيس فلاديمير بوتين؛ أمر واحد حدث في الاجتماع هو أن الرئيس الروسي دعا للحديث عن “اسم” خاص به ليحل محل الأسد.
وبالنظر إلى الوضع على أرض الواقع، صحيح أن النظام قد يكون في الوقت الحالي الأكثر ضعفًا منذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، رغم الالتزام المستمر بدعمه من قبل إيران وميليشيا حزب الله في لبنان، ولكن القوات الحكومية عانت من سلسلة نكسات عسكرية منذ بداية العام بدأت بفقدانها مناطق شمال مدينة إدلب واستيلاء المعارضة على جسر الشغور، ومن ثم إحكام “الدولة الإسلامية” قبضتها على تدمر.
الآن وفي ظل سيطرة النظام على درعا، عاصمة المقاطعة الجنوبية والمكان الذي بدأت فيه الانتفاضة عام 2011، يبدو الوضع غير مستقر، وفي الوقت نفسه تصعد المعارضة هجومهما لطرد قوات الأسد من حلب أكبر مدن البلاد وعاصمتها التجارية.
ومع استنفاذ الجيش لطاقته وبذله أكثر مما يستطيع، فإن النظام يسعى تدريجيًا للدفاع عن المناطق المحيطة بمعقله في دمشق العاصمة وساحل البحر الأبيض المتوسط، معقل الأقلية العلوية التي تنحدر منها عائلة الأسد.
ومع ذلك، لا ينذر هذا الضيق بانتهاء حكم الأسد “الرجل القوي” في سوريا الذي سيدافع عن المناطق الخاضعة لسيطرته، كما أنه لا توجد أي رغبة من داخل الجيش أو دائرته الضيقة الداخلية لتنحيته.
وكما يقول اميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، ” الأسد هو أقوى زعيم حرب في سوريا اليوم، وتراه في ظل الظروف الحالية يستطيع التعايش مع ما يجري”.
أيضًا هناك إيران، والتي بدونها كان الأسد انتهى منذ زمن بعيد، وفي الوقت الراهن لا يوجد أي إشارة على أنها في صدد تحويل موقفها لصالح تغيير النظام في دمشق، وبدلًا من ذلك ترسل تعزيزات إلى العاصمة السورية لتعزيز وجود حزب الله الموجود بكثرة فعليًا.
ترجمة- عنب بلدي.
======================
لبيب النحاس* - (الواشنطن بوست) 10/7/2015 :العواقب المميتة لإساءة تسمية الثوار السوريين
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
كما أصبح واضحاً الآن، كانت استجابة إدارة أوباما للصراع السوري فشلاً ذريعاً. لم يتم تحديد أي استراتيجية واضحة؛ ولم يتم احترام "الخطوط الحمراء" التي كانت الإدارة قد وضعتها. وقد أخذت التدابير المؤقتة قصيرة المدى، والتي تسترشد بتجارب العراق وأفغانستان، جنباً إلى جنب مع الضوضاء الناتجة عن تركيز اهتمام وسائل الإعلام على "الدولة الإسلامية"، أخذت هذه الأمور الأولوية على حساب وضع أهداف قابلة للتحقيق على المدى الطويل. والنتيجة: حصيلة من القتلى في سورية، يقدر عددها عادة ما بين 200.000 و300.000 نسمة (رغم أنها أعلى بالتأكيد)، وأكثر من 11 مليونا من المشردين، وتحول العديد من المدن السورية إلى ركام.
وليس هناك أي مكان يظهر فيه هذا الفشل أكثر وضوحاً مما هو في نتائج الطريقة الخاطئة التي تصف بها الإدارة الأميركية الثوار السوريين بأنهم إما "معتدلون" أو "متطرفون".
في كانون الأول (ديسمبر)، صرح وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، بأنه "لا يجب أن يختار السوريون بين طاغية وبين الإرهابيين". كان هناك، كما أعلن كيري، خيار ثالث: "المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل كلاً من المتطرفين و(الرئيس السوري بشار) الأسد كل يوم". ولسوء الحظ، تقوضت هذه الرؤية الجديرة بالثناء لأن الولايات المتحدة عرفت مصطلح "معتدل" بهذه الطريقة الضيقة والتعسفية التي تستبعد الجزء الأكبر من المعارضة الرئيسية في سورية.
تشكل المجموعة التي أنتمي إليها، أحرار الشام، واحداً من الأمثلة. إننا نعتبر أنفسنا جماعة إسلامية سنية من التيار السائد، والتي يقودها سوريون وتحارب من أجل السوريين. ونحن نقاتل من أجل تحقيق العدالة للشعب السوري. ومع ذلك، جرى اتهامنا زوراً بوجود علاقات تنظيمية لنا مع تنظيم القاعدة، وبأننا نعتنق إيديولوجية تنظيم القاعدة.
لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة من هذا الاتهام. إننا نعتقد بأن سورية بحاجة إلى مشروع وطني جامع لا يمكن أن يسيطر عليه أو يقدمه حزب واحد أو مجموعة واحدة، والذي لا يجب أن يكون مرتبطاً بإيديولوجية واحدة مفردة. ونحن نعتقد بضرورة تحقيق توازن يحترم التطلعات المشروعة للأغلبية، وكذلك يحمي الأقليات ويمكنها من لعب دور حقيقي وإيجابي في مستقبل سورية. إننا نؤمن بمستقبل معتدل لسورية، والذي يحافظ على الدولة ويؤسس للإصلاحات التي تعود بالفائدة على جميع السوريين.
في أواخر العام الماضي، تم اغتيال عشرات من كبار قادتنا في هجوم بقنبلة. وقد تعافينا من هذه النكسة، وظهرت قيادة جديدة بسرعة، الأمر الذي يؤكد على مستوى عال من الكفاءة المهنية والمؤسساتية داخل صفوفنا، فضلاً عن الدعم العميق الذي نتمتع به بين السكان المحليين. ومع أن السوريون ينظرون إلينا على أننا جزء مهم وعنصر قيم في المشهد الثوري، فإن إدارة أوباما عمدت إلى التشهير بنا والحط من قدرنا بطريقة غير عادلة منذ اليوم الأول.
عالقين في داخل فقاعتهم الخاصة، خصص صناع القرار في البيت الأبيض الملايين من أموال دافعي الضرائب لدعم جهود وكالة المخابرات المركزية الفاشلة لدعم ما يسمى بالقوى "المعتدلة" في سورية. لكن هذه الجماعات "المعتدلة" أثبتت أنها خيبة أمل كبيرة بكل معيار وكل مكان تقريباً، وليس أقلها في مواجهة مجموعة "الدولة الإسلامية". وعلاوة على ذلك، فإن السياسة الهازمة للذات، والقائمة على النظر إلى الحرب ضد "الدولة الإسلامية" على أنها تختلف جوهرياً عن -وفي بعض الحالات تقف على طرفي نقيض- من الجهود المبذولة لإزالة الأسد من السلطة، لم تجلب أياً من هاتين المعركتين إلى نهاية.
باعتراف واشنطن نفسها، فإن الموت والتدمير المنهجي اللذين لحقا بالمدن والقرى السنية على يد جيش الأسد الذي يهيمن عليه العلويون -في كثير من الأحيان من خلال استخدام الأسلحة الكيميائية- ما يزالان يشكلان عامل تجنيد ضخم بالنسبة لمجموعة "الدولة الإسلامية"، تماماً كما دفعت السياسات الطائفية لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بالسنة العاديين إلى أحضان هؤلاء المتطرفين. ولكن، في حين مارست الولايات المتحدة ضغوطاً من أجل إزالة المالكي من السلطة، فإن البعض في واشنطن (والأمم المتحدة) ما يزالون يحتفظون بالفكرة السخيفة القائلة إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من الحل لسورية.
في واقع الأمر، تؤكد الانتصارات الأخيرة التي أحرزها رفاقنا أن النظام السوري بات ضعيفاً ويحتضر. وقد فقد كل قدرة على المبادرة الاستراتيجية، وهو يعاني من نقص معيق في القوى البشرية. ويعتمد الأسد الآن بشكل متزايد على المتطوعين الشيعة بتمويل إيراني. ولكن، حتى هؤلاء المقاتلين الأجانب -القادمين من مناطق بعيدة مثل أفغانستان- لا يمكنهم أن يحولوا وجهة المد.
كان ينبغي أن تكون القضية الأخلاقية ضد الأسد كافية لإسقاطه من الحسابات كخيار، ولكن وقائع الحرب الآن تجعل من الواضح أنه انتهى. والسؤال الوحيد المتبقي هو، مَن الذي سيطلق رصاصة الرحمة الأخيرة: "الدولة الإسلامية" أم المعارضة السورية. وينبغي أن يدفع هذا السؤال واشنطن إلى الاعتراف بأن إيديولوجية مجموعة "الدولة الاسلامية" المتطرفة لا يمكن أن تُهزم إلا من خلال بديل سني محلي -مع عدم إسناد مهمة تعريف مصطلح "معتدل" لمعالجي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وإنما ترك مهمة تحديد ذلك التعريف للسوريين أنفسهم.
رغم الافتقار المخيب للآمال لانخراط حقيقي من المجتمع الدولي، فإننا ما نزال ملتزمين بالحوار. والقضايا التي تحتاج إلى أن تناقش هي: كيفية إنهاء حكم الأسد؛ وكيفية هزيمة "الدولة الإسلامية"؛ وكيفية التأكد من أن تقوم حكومة مستقرة وتمثيلية في دمشق بوضع سورية على طريق السلام والمصالحة والانتعاش الاقتصادي، في حين يتم تجنب تفكك الدولة. ولم يفت الأوان بالنسبة للولايات المتحدة لتغيير المسار. إن "الخيار الثالث" الذي تحدث عنه كيري موجود فعلاً -وإنما فقط اذا كانت واشنطن مستعدة لفتح عينيها ورؤيته.
 
*مسؤول العلاقات السياسية الخارجية لتجمع أحرار الشام.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The deadly consequences of mislabeling Syria’s revolutionaries
======================
إيلي أبو عون - (فورين بوليسي) 8/7/2015 :التغلب على "داعش" لن يصلح العراق
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في الربيع الماضي، كان من الصعب على العالم تخيل سقوط رقاع واسعة من العراق في أيدي مجموعة الدولة الإسلامية "داعش". لكن تواجد المجموعة -من خلال سقوط الموصل، وتمددها في داخل الحرب الأهلية السورية، وإعلانها مسؤوليتها عن هجمات تُشن من حول العالم- أصبح كله بمثابة التمثيل المفرد للتطرف الإسلامي -حتى رغم أن "داعش" استرعى اهتمام العالم منذ أكثر من عام بقليل وحسب. ومع ذلك، تظل الظروف التي احتضنت هذا النوع من الراديكالية الإيديولوجية أقدم بكثير من ظهور "الدولة الإسلامية" -ومن المؤكد تقريباً أن أنه سيصمد بعدها. وما لم تتمكن الحكومة العراقية -بمساعدة المجتمع الدولي- من الانخراط في تطوير مشروع للدولة والحكم في المنطقة، فسيستمر التطرف المتشدد في الاندفاع وملء الفراغات الاجتماعية والسياسية الناجمة.
تعاني الحملة العسكرية تحت القيادة الأميركية -رغم بعض النجاحات- في دفع المجموعة الإرهابية إلى الخلف. ولمساعدة العراق فعلياً في إلحاق الهزيمة بمجموعة "داعش"، تحتاج الولايات المتحدة إلى تنويع أساليبها. ويعني قتال التطرف المتجسد في هذه المجموعة بمعالجة المشكلة الأساسية: الافتقار إلى هياكل الحوكمة المشروعة التي توفر للمواطنين الفرص للازدهار. ولا يستطيع العراق تحقيق هذا المستوى من الشرعية من دون المساعدة والاستثمار في البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية للبلد. وإذا أرادت الولايات المتحدة للعراق أن يتجاوز هذا التحدي، فإنها يجب أن تساعد العراقيين في إعادة بناء نموذج حوكمة شمولي، بالإضافة إلى تزويدهم بفرص تعليمية واقتصادية بطريقة تعود بالنفع على كل المواطنين -أو مواجهة احتمال تشظي المجموعات بعنف لتلبية الاحتياجات التي لا تستطيع حكومتهم تلبيتها.
مع أن مجموعة "الدولة الإسلامية" هي العدو الحالي، فإن للمشكلة التي يواجهها العراق جذوراً عميقة. وليس الشرق الأوسط غريباً عن الإيديولوجيات التي تستخدم الإسلام لتبرير العنف السياسي. فقبل "داعش"، كان هناك تنظيم القاعدة الذي سبقته غالباً مجموعات إسلامية متطرفة منسية كانت قد تفرعت عن جماعة الإخوان المسلمين قبل عقود، مثل "التكفير والهجرة". وقد انتشرت ما كانت تدعى المنظمات التكفيرية من هذا النوع في كامل المنطقة. وهي لا تتوافر على ارتباط رسمي، لكنها تشترك في ميل عام إلى رفض كل شخص لا يشاركها إيديولوجيتها الانعزالية باعتباره هدفاً كافراً. ويشكل "داعش" التجسيد الأحدث لهذه الظاهرة. وهذه الإيديولوجية التي تحتضن هذه المجموعات المتطرفة هي التي يجب إلحاق الهزيمة بها في العراق وفي المنطقة العربية.
سوف تحقق الاستراتيجية العسكرية وحدها أهدافاً قصيرة الأمد على الأرض -وهو ما تحتاجه الدولة العراقية لجعل تلك المكاسب تدخل في تكوين شرعيتها القومية.
إن الدول الضعيفة مثل العراق تعمل مثل صحون زرع البكتيريا في المختبرات بالنسبة للتطرف. وما يزال "داعش" قادراً على جذب المجندين من المواطنين المحليين والدوليين المدنيين على الأقل، في جزء منهم لأنهم يصورون أنفسهم كحاملي راية الاستقامة عندما تتم مقارنتهم مع الحكومات الفاسدة والسلطوية. ويدفع افتقار الدول للشرعية الناس إلى الارتماء في أحضان الإيديولوجية التطرفية.
كلما زاد الضغط التطرفي على المدنيين اتجهوا أكثر إلى الارتماء في أحضان "داعش". وحتى مع ذلك، فقد أثبت هذا التنظيم أنه ماهر على نحو فريد في التجنيد. ووفق شبكة التلفزة الأميركية (سي إن إن)، تقدر وكالة المخابرات الأميركية أن هناك ما يتراوح بين 20.000 و32.000 مقاتل لدى مجموعة "الدولة الإسلامية". ومع أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية قدروا في وقت مبكر من حزيران (يونيو) أن حملة القصف تحت القيادة الأميركية وحدها قتلت أكثر من 10.000 من قوات "داعش"، فإن الخبراء يقدرون أن المجندين الأجانب قد عوضوا عن أكثر مما فقد. وفي تقرير صدر في شهر أيار (مايو)، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 25.000 أجنبي قد سافروا للانضمام إلى المجموعات الإسلامية المتشددة من شتى أنحاء العالم. ولم تكن هذه القدرة على امتصاص مجندين مدنيين واضحة في العراق ما بعد العام 2003 مثلاً، عندما كان المتمردون الطائفيون يجزون حناجر بعضهم بعضا. كما أنها لم تكن بمثل هذا التفشي عندما كانت القاعدة في أوج عملياتها في السنوات التي أفضت إلى 11/9. وتجدر ملاحظة أن قدرة "داعش" على حيازة أراض والسيطرة عليها -وهو إنجاز له صلة بدعم نشط أو ضمني من المواطنين المحليين- قد ساعدت في تدعيم هذا التجنيد.
مع ذلك، ما تزال الحقيقة البسيطة هي أن الحالة في العراق أصبحت أكثر خطورة بالنسبة للعديد من المدنيين. وما يزال "داعش" قادراً باستمرار على استغلال الصدوع الطائفية التي تزحف عبر البلد. وما يزال المسلمون السنة يتعاملون مع التهميش المجتمعي والسياسي منذ غزو العراق في العام 2003، والذي مهد الطريق أمام الغالبية الشيعية لحيازة السيطرة السياسية. وفي السنوات الأكثر حداثة، أصبح العنف العشوائي من جانب الجيش العراقي سبباً رئيسياً في تحول المدنيين المحليين إلى "داعش"، وفق الصحفي المتمركز في العراق محمد الدليمي.
تتضمن الاستراتيجية العسكرية ضد المجموعة الإرهابية رفع سوية المجموعات المتشددة المعادية لمجموعة "داعش" في المنطقة -وهي مقاربة تركز على الأمن، والتي أفضت إلى دورات غير مساعدة من العنف الإقليمي والمحلي على حد سواء. وقد انقسمت النزاعات الإقليمية إلى نزاعات محلية، حيث تجري المزيد والمزيد من عسكرة المجتمعات المدنية. وقاد انهيار الجيش العراقي في الصيف الماضي في معارك رئيسية عدة هذه المليشيات، حيث العديد منها تحظى بدعم إيراني أو كردي أو تركي، إلى ملء الفراغ الأمني، وهو ما طرح بعداً إضافياً للتعقيد الطائفي.
تتحمل المجموعات الكردية والميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً والتي تقاتل "داعش" مسؤولية الآن عن جزء جيد من العنف في كل من سورية والعراق. وعلى سبيل المثال، أسهم دخول الميليشيات الشيعية بشكل تقليدي للمناطق السنية في العراق في المزيد من القلاقل، رغم تفويضهم المفترض المعادي لمجموعة "الدولة الإسلامية". أما بالنسبة للدعم الغربي للميليشيات التي يفترض أنها معتدلة، والتي تقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد، فقد فاقم الصدوع الطائفية لأن هذه الميليشيات تنخرط في هجمات انتقامية ضد السنة. وقد شرع الأزيديون في العراق (بشكل رئيسي في منطقة جبل سنجار) في الثأر بعدما نهبهم "داعش" في الصيف الماضي. كما أن هناك العنف الذي يمارس ضد المسيحيين الأشوريين في شمال شرق سورية، والمسيحيين الأقباط في ليبيا، مما حدا بالمتشددين الأقباط إلى السفر من وراء البحار لنصرة وحماية إخوانهم في الدين.
من جانبهم، عمد العراقيون المسيحيون الذين يتحدرون من أصول أشورية والذين عانوا أيضاً بسبب صعود "داعش" إلى جمع التبرعات لتعزيز جهودهم الانتقامية. وفي العديد من الحالات يجري تسليح المدنيين وتدريبهم على القتال. وعلى سبيل المثال، تقوم القوات المؤيدة للأكراد بتدريب الإيزيديين ومجموعات أخرى في العراق ضد "داعش"، بينما تقوم الفصائل المؤيدة للشيعة بتدريب الشابك، وهم أقلية إثنية ثقافية أخرى في العراق، بالإضافة إلى مجموعات عراقية شيعية أخرى للقيام بالشيء نفسه. وتستطيع هذه الدينامية الإقليمية التمهيد لمستقبل تعمد فيه ميليشيات مختلفة -طائفية أو إثنية- إلى العنف لتحقيق أهداف سياسية بدعم من قوى إقليمية أكبر مثل إيران زتركيا والعربية السعودية. وهذه في حد ذاتها وصفة للمزيد من عدم الاستقرار.
إذا كان العالم يريد أن يلجم هذا النوع من العنف المحلي والإقليمي الذي يرتكز على الطائفية، فإن الحاجة تمس إلى استراتيجية -من جانب القوى الدولية والإقليمية على حد سواء- للعمل بالتوازي مع الخطة الحالية المتركزة على الأمن. ويبدو هذا الأثر المهدئ مستحيلاً مع الوتيرة الحالية للعسكرة المحلية التي غالباً ما تنفذ على أساس خطوط سياسية وطائفية.
تتطلب موازنة القوى التي يبدو أنها تزعزع استقرار وإعادة تأهيل الشرق الأوسط وضع استراتيجية شاملة تعزز مؤسسات التعليم والأمن الاجتماعي، والتي تستطيع تحسين عدم المساواة الاقتصادية والافتقار إلى التحرك إلى الأعلى في الكثير من أنحاء المنطقة. ومع ذلك، يجب أن يتم ذلك بطريقة يتم تفصيلها بشكل مناسب طبقاً لخصائص كل بلد. وحتى الآن، تخضع المقاربات المقترحة للدول ذات التركيبات الطائفية كثيراً إلى المعايير الاجتماعية الغربية العلمانية، والتي غالباً ما تكون غير عملية وغير مقبولة لدى سكان المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، توجد لدى الغرب مشكلة في المصداقية عليه التغلب عليها.
كبداية، سيحسن صناع السياسة في الغرب صنعاً إذا أعادوا النظر في تحالفاتهم مع دول استبدادية معينة في المنطقة، والتي لديها أجندات استراتيجية لا تنسجم دائماً مع رؤية الولايات المتحدة. ولا يكرس هذا الأمر التشاؤم لدى المدنيين فحسب، بل إنه يسهل مباشرة عدم الاستقرار الإقليمي والعنف عن طريق الإحساس بدرجة عالية من ازدواجية المعايير. كما أن العراقيين يرفضون ما يرونه معياراً مزدوجاً فيما يتعلق بالكيفية التي يبدو العالم وأنه يشرعن من خلالها الميليشيات الطائفية في سورية والمعادية للأسد، لكنه يصنف مجموعات مشابهة في العراق على أنها "إرهابية"، ويقف تمويل مجلس التعاون الخليجي المزعوم للميليشيات المعادية للأسد كمثال جيد على سوء الإدارة هذا. وقد ذهب جزء رئيسي من ذلك التمويل إلى مجموعات متطرفة، مما فاقم مشكلة "داعش" في البلد المجاور.
ثانياً، سوف تسفر العسكرة الدائمة للمدنيين عن تسعير التطرف. ويجب على الولايات المتحدة والبلدان الأخرى قطع تدفق الأسلحة إلى داخل أماكن مثل العراق وسورية ولبنان، مع أن الجني قد خرج من الزجاجة الآن كما يبدو.
تستمر سلالة المتمردين العراقيين في عراق ما بعد العام 2003 في بلوغ السن الذي ربما يمكنها من الاستمرار في القتال نفسه الذي كان الآباء قد انخرطوا فيه، ما لم تشرع حكومات المنطقة في إيلاء مواطنيها عناية أكثر جدية من خلال نقلهم إلى داخل ديمقراطيات تمثيلية بحق، وتنفيذ إجراءات تفيد الجميع بغض النظر عن الطائفة أو العرق. ولا يمكن فعل شيء من هذا القبيل من خلال فرضه من طرف أجنبي وبالقوة، وهو ما يجعل الانقسامات العرقية-طائفية أكثر خطورة وربما أكثر قدرة على إشعال فتيل التطرف. كما تجب مخاطبة السؤال المتعلق بالكيفية التي يجب أن يلعبها الإسلام في بناء الدولة. وتعني إدارة الطائفية تسهيل الاعتدال. ومن الممكن فعل ذلك عبر تقديم منصة لعلماء مسلمي الاتجاه السائد لعرض أصواتهم في الخطابات العامة. وثمة مثال هو عبدالله بن بياع في موريتانيا، الذي يدافع دائماً عن حل الخلافات الطائفية في داخل المجتمع الإسلامي العالمي.
يجب على الدول الغربية أن تعيد النظر في أولوياتها بطريقة تساعد في استعادة الشرعية الإقليمية للدول وتحمي الشعوب خلال النزاع، بينما تعزز جودة الحياة خلال وقت السلام. ويعني ذلك تخصيص المزيد من الموارد في مناطق مثل التعليم والتنمية الاقتصادية، على أن يعمل كل ذلك بطريقة تعزز التعايش الشمولي والسلمي في مجتمع متنوع. وسوف يحتاج الاستثمار في الحوكمة الشمولية والتنمية طريقاً طويلة فيما يتعلق ببناء شرعية الحكومة، وهو الأمر الذي ما يزال يعد مشكلة في الشرق الأوسط. كما يجب على القادة الجدد تجسيد هذه الشرعية الجديدة عبر الإعراب عن رغبة الدولة في مخاطبة قضايا مثل حقوق الإنسان وعدم المساواة الاقتصادية. ومن دون تلك الاستراتيجيات لاستكمال الخطة العسكرية، سيكون من المستحيل منع المزيد من العنف من تحريك المنطقة لردح قادم من الزمن. وسيكون شرق أوسط ينطوي على عنف طائفي أكثر مما هو موجود اليوم بمثابة الكابوس الذي يجب على العالم بذل كل ما بوسعه لمنع تحققه.
 
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان: Beating the Islamic State Won't Fix Iraq
 
======================
لاكسبراس: من هم أصحاب الخوذات البيضاء في سوريا؟
عربي21 ـ آمنة التويري
الإثنين، 13 يوليو 2015 10:58 ص
نشرت مجلة "لاكسبراس" الفرنسية، تقريرا حاورت فيه عناصر من " أصحاب الخوذات البيضاء" من المسعفين المتطوعين الذين يعملون على مساعدة أبناء الشعب السوري "رغم قسوة الظروف"، والذين يجتهدون في إسعاف الجرحى، ومساعدة المنكوبين تحت القصف والرصاص.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هؤلاء المتطوعين هم القيمة الثابتة الوحيدة بالنسبة للشعب السوري، مشيرة إلى كونهم محل توافق بين كافة الأطياف المتنازعة؛ "فحتى مقاتلو النصرة وتنظيم الدولة؛ يحتمون بهم، ويسمحون لهم بمزاولة عملهم".
وأفادت بأن "المشروع انطلق مع طالبَي مرحلة نهائية بالمعهد الفرنسي للصحافة، أبديا اهتماما شديدا بالأوضاع في سوريا؛ ليبدأا العمل مع الشبكات السورية في باريس، قبل أن يسترعي انتباههما خبر نشاط أصحاب الخوذات البيضاء على شبكة الإنترنت؛ بعد أن خصص لهم موقع إذاعة فرنسا الدولية حملة إعلامية تعرّف بنشاطهم على الحدود التركية، داعيا لجمع التبرعات لفائدتهم".
إثر ذلك؛ قام الطالبان بالاتصال بالصحفي فلاديمير غلاسمان، صاحب مدونة "عين على سوريا"، التي كانت قد تناولت في وقت سابق موضوع "أصحاب الخوذات البيضاء"؛ فمكنهما من التواصل مع سوريين من محافظة حلب عن طريق "فيسبوك"، ويسّر لهما سبل التعاطي مع المنظمات غير الحكومية التي كانت تتولى تدريبهم.
من جهتهما؛ صرح الطالبان للمجلة بأنهما كانا في حاجة ماسة للعثور على شركاء من الوسط الإعلامي، فبادرا بالاتصال بكل من إذاعة فرنسا الدولية وقناة فرانس24 وصحيفة كوريي إنترناسيونال، فتولت وسائل الإعلام هذه نشر مقالات حول هؤلاء "الأبطال العاديين".
وأقرّا بنجاحهما في الحصول على مساعدات مالية؛ إلا أنها لم تكن كافية للإيفاء بمصاريف المشروع، على الرغم من حصولهما على منحة "مشروع حلم صحفي"، من قبل المؤسسة الفرنسية المدنية لمدوني الواب.
غير أن ذلك لم يثن الطالبين عن عزمهما، بحسب المجلة، فسارعا إلى إطلاق حملة على الإنترنت، حققت نجاحا فوريا في غضون يومين، بفضل مساهمة أقاربهما وأهلهما وزملائهما وأصدقائهما، فضلا عن شركائهما من الإعلاميين، في نشر المشروع الذي لاقى صدا لدى المتابعين.
وأشادت المجلة بمبادرة "أصحاب الخوذات البيضاء"، واعتبرت أنهم "أناس عاديون، انتهجوا سبيل التطوع، ولم يقبلوا أن تكون الحرب من بين خياراتهم".
وأشارت إلى أن عائلات العديد من هؤلاء المتطوعين ما زالت تقبع في مخيمات اللاجئين، وهو ما لم يثنهم عن العودة إلى سوريا والحفاظ على مبدأ الحياد أثناء مزاولتهم لمهامهم، على الرغم من قربهم من الثوار، ولم يمنعهم عن مساعدة الجميع دون استثناء، بما في ذلك جنود بشار الأسد.
وفي الختام؛ أشارت مجلة "لاكسبراس" إلى أن القوات النظامية لبشار الأسد هي الوحيدة التي تقدم على استهداف مراكز الرعاية التابعة لهؤلاء المتطوعين بصفة دورية، على الرغم من عدم توانيهم عن تقديم المساعدة لمقاتلي النظام، عندما تقتضيه الحاجة.
======================
"الديلي تليجراف": "مجزرة سربرنيتشا" تتكرر بسوريا والعراق
مجلة مباشر
 
ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن المجزرة التي تعرض لها مسلمو سربرنيتشا على يد الصرب، إبان حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي، تعتبر دليلا على الفشل الأخلاقي والسياسي على مستوى "فظيع", والذي يتكرر أيضا في سوريا والعراق.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 يوليو أن مجزرة سربرنيتشا ارتكبها أناس على نطاق واسع، وذلك لأنهم اعتقدوا أن بإمكانهم ممارسة القتل، وأن هذا "الانحراف الأخلاقي" هو نفسه الذي يجري في المدن والبلدات في كل من سوريا والعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المذابح التي يشهدها الشرق الأوسط, خاصة في العراق وسوريا, هي تكرار لما حدث في سربرنيتشا قبل عشرين عاما, وهي تذكر العالم بضرورة ضمان وصول القانون والعدالة إلى مرتكبي هذه المذابح، مهما طال الزمن.
وكان عشرات آلاف الأشخاص احتشدوا السبت 11 يوليو في سربرنيتشا بالبوسنة للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى العشرين للمجزرة, التي اعتبرتها محكمة العدل الدولية "إبادة جماعية".
وشارك في المراسم بسربرنيتشا عدد من المسئولين الدوليين، منهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي توصلت إدارته إلى اتفاقات دايتون للسلام التي أنهت النزاع البوسني.
وقبل عشرين عاما في يوليو 1995 , وفيما أعلنت الأمم المتحدة سربرنيتشا "منطقة محمية", قتلت القوات الصربية البوسنية فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم، فارتكبت بذلك أسوأ مجزرة في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتحاكم محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة القائدين السياسي والعسكري لصرب البوسنة رادوفان كراديتش وراتكو ملاديتش المتهمين بالتخطيط لمجزرة سربرنيتشا .
وفي 2001 , كان أحد قادة صرب البوسنة راديسلاف كريسيتس أول من أدين بتهمة الإبادة في أوروبا، تلتها أربع إدانات أخرى بالإبادة.
وتظهر استطلاعات رأي حديثة في صربيا أن 54% من المستجوبين يدينون المجزرة، لكن 70% منهم ينكرون أنها كانت جريمة إبادة مع أن محكمة العدل الدولية قضت في عام 2007 بأن المجزرة كانت إبادة جماعية.
======================
ريل كلير وورلد  :8 أسباب تمنع تركيا من عبور الحدود السورية
ريل كلير وورلد – التقرير
لا تزال تركيا تكافح من أجل تشكيل حكومة ائتلافية بعد أسابيع من الانتخابات البرلمانية التي قضت على الأغلبية المطلقة لحزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان. لكن في الوقت نفسه، أثيرت أسئلة ملحة أخرى في أنقرة: هل ستدخل تركيا في سوريا لإقامة “منطقة عازلة”؟ أقصر إجابة عن هذا السؤال هي أن تركيا لن تتخذ مثل هذا الإجراء، ولكن الأسباب لها آثار محلية وخارجية على حد سواء.
السياسة الداخلية: لم يتم تشكيل حكومة حتى الآن للتوصل إلى مثل هذا القرار الهام وتحمل تبعاته. شركاء التحالف المحتمل لحزب العدالة والتنمية مثل حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية، لديهما دوافع واضحة ضد التدخل في سوريا؛ لأنّ هذه الخطوة سوف تُنهي المفاوضات الائتلافية قبل أن تبدأ. ولهذا السبب يقلق البعض من أنّ أردوغان قد يفضل جمع الدعم للحرب قبل الانتخابات المبكرة المحتملة.
القانون الدولي: التدخل العسكري في دولة ذات سيادة دون قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو دعوة من هذه الدولة هو عمل من أعمال الغزو وانتهاك للقانون الدولي. وهذه ليست مسألة بسيطة. ولكن إذا كان الهدف هو العمل في إطار القانون الدولي، ربما تجادل تركيا بأنّ مثل هذه المنطقة العازلة ستقام بموجب مبدأ “مسؤولية الحماية” الذي أقرّته الأمم المتحدة. ولكن في هذه الحالة، يجب أن تقدم أدلة مقنعة للرأي العام. مزاعم الرئيس أردوغان حول ممارسة الأكراد للتطهير العرقي ضد العرب والتركمان تفتقر إلى الأدلة.
الهدف هو وحدات حماية الشعب الكردي، وليس تنظيم داعش: تدخل تركيا في سوريا الآن، بعد غض الطرف عن مآسٍ لا حصر لها في الأراضي السورية، ومذابح داعش ووجود منظمات مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على طول الحدود، سوف يُنظر إليه على أن تركيا تستهدف الأكراد السوريين لدوافع خفية. وقد نشرت وسائل الاعلام الموالية لحزب العدالة والتنمية بعض الأخبار مثل “وحدات حماية الشعب الكردي أكثر خطورة من داعش“. وما زالت لا مبالاة الحكومة التركية إزاء هجمات داعش على كوباني حاضرة في الأذهان، سواء في الداخل أو في الخارج.
الدبلوماسية العالمية: باستثناء المملكة العربية السعودية وقطر والجيش السوري الحر، لا يكاد يكون هناك أحد يقدر على دعم تركيا لعبور الحدود السورية، إلى جانب معارضة إيران والعراق، صراع الجماعات الأخرى في سوريا، ومن المرجح كذلك أن يعترض أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مثل الصين وروسيا. ويرى تحالف مكافحة داعش من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة مثل هذه الخطوة عاملًا مربكًا في جزء معقد بالفعل من العالم.
العلاقات الأمريكية-الكردية: الجميع يعرف كيف تختلف نظرة تركيا والولايات المتحدة إلى الوضع في سوريا. تقول تركيا إنّه لا يمكن حل مشكلة داعش في ظل بقاء بشار الأسد في السُلطة، وتقول الولايات المتحدة إنّه لا يمكن إسقاط النظام مع استمرار وجود خطر داعش. حتى إنّ تركيا اتهمت الولايات المتحدة بشكل غير مباشر بدعم وحدات حماية الشعب الكردي بقيادة الأكراد ودفعتهم نحو تشكيل دولة كردية في سوريا. وأخبرني واحد من كبار الدبلوماسيين الأجانب في أنقرة: “إنّ الأكراد هم القوة الوحيدة التي يثق بها أوباما لمكافحة داعش؛ فهو بحاجة إلى الأكراد أكثر من حاجتهم إليه”.
أهمية التاريخ: من المعروف تاريخيًا أن تركيا ضعيفة من حيث التطورات التوجيهية في منطقتها؛ ففي عام 1990 كان هدف تركيا هو تدمير حزب العمّال الكردستاني ومنع الأكراد من تأسيس دولة في العراق. واليوم، القرارات السياسية التركية السيئة في سوريا تعني أن أنقرة لم يعد لديها الثقل الإقليمي لفرض أجندتها الخاصة.
المنطق العسكري: قيادة القوات المسلحة التركية على وشك التغيير، وفي هذا السياق قال قادة عسكريون بشكل غير رسمي، إنّهم ليسوا على استعداد لبدء مثل هذا التدخل.
الجماعات المسلّحة في سوريا: هناك حوالي 15 مجموعة مسلّحة مختلفة في المنطقة حيث تخطط تركيا لتشكيل منطقة عازلة، ومعظمهم لا يرحبون بتواجد الجنود الأتراك هناك.
في ضوء كل هذه العوامل، فإنّ أي تدخل عسكري من تركيا عبر الحدود إلى سوريا لن يكون سوى مغامرة مطلقة مع نتائج مؤلمة وخطيرة. وهذا بدوره يعطي مزيدًا من الإلحاح على الإسراع بتشكيل حكومة ائتلافية لرفض التفكير في هذه “المغامرة” مرة أخرى.
المصدر
======================
المونيتور :اللاعبون الإقليميون في الشرق الأوسط يمنحون روسيا فرصا جديدة
المونيتور – التقرير
كانت التغيّرات الديناميكية في الشرق الأوسط مصدرًا للتحديات والتهديدات الجديدة لروسيا، وفي الوقت نفسه تقدم فرصًا جديدة. وتشمل تلك التحديات والتهديدات تراكمًا مستمرًا من الجماعات الجهادية، وتآكلًا كبيرًا في وجود نظام راسخ من الدول القومية – وخاصة، ولكن ليس على سبيل الحصر، في بلدان المشرق، وتزايد التوتر بين الأنظمة والحركات السُنية والشيعية، وكذلك بين مختلف الفصائل السُنية، على خلفية احتدام المنافسة على القيادة بين الدول السُنية الرئيسة.
احتمالية أنّ التعريف التقليدي للدولة الذي ظهر في القرن العشرين قد ينهار هي مدعاة للقلق بشكل خاص بالنسبة لروسيا، التي تقدّر الاستقرار. ولكن نهج روسيا تجاه التغييرات المحتملة في تكوين دول المنطقة يفترض بالأساس أنّ الأمر منوط بقرار السكّان الذين يعيشون هناك، على أساس حوار شامل ودون أي تدخل خارجي، في أيٍ من البلدان، ضمن أي حدود وتحت أي حكومة يريدون العيش معها، وأن مثل هذه القرارات هي على وشك التنفيذ مع إيلاء الاعتبار الواجب لقواعد القانون الدولي. ومع ذلك، فإنّ أي آثار سلبية محتملة لتفكك النظام القائم للدول القومية لروسيا من المحتمل أن يشكك في حقيقة أنها نجحت -إلى حد كبير من خلال جهودها الدبلوماسية الفعّالة- في الحفاظ على علاقات جيدة ومتنوعة (سواء بعيدة أو قريبة على قدم المساواة مع جميع الحالات) مع اللاعبين الإقليميين المتصارعين في بيئة لم تكن سهلة بالنسبة لروسيا.
في هذا الصدد، يجدر الإشارة إلى التصريحات الأخيرة لبعض القادة في حكومة إقليم كردستان العراق الذين قالوا بوضوح إنّ الدولة العراقية غير قادرة على الاستمرار، وينبغي إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق. ويقول بعض المحللين في موسكو إنّ مثل هذه التصريحات الجريئة هي نتاج الرغبة في كسب ود الناخبين في الفترة التي تسبق الانتخابات في كردستان العراق المقرر إجراؤها في 20 أغسطس.
والجدير بالذكر أنّ مسرور البارزاني، الذي تجنب حتى أدنى تلميح إلى التوقعات الكردية الشائعة، يشير إلى الاستقلال في المستقبل داخل حدود كردستان العراق فقط. ويمكننا فهم أنّ السياسي الكردي لا يمكنه، حتى من الناحية النظرية، أن يرى شمال شرق سوريا كجزء من دولته المستقبلية للأسباب الثلاثة التالية:
نظرًا لكراهية أنقرة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب الكردي المرتبطة بحزب العمّال الكردستاني؛ فإنّ مثل هذا الاحتمال سوف يسمّم العلاقات جذريًا بين تركيا وقادة حكومة إقليم كردستان.
هناك عدد غير قليل من المشاكل التي تشوب العلاقات بين سلطات الحكم الذاتي الكردي وأكراد سوريا.
ما زال هناك الكثير يجب القيام به فيما يتعلق بالحكم الذاتي لتهدئة الخلافات بين القوى الاجتماعية والسياسية المتنافسة، وهو الأمر الذي يعيق توحيد قوات البيشمركة
والجدير بالذكر أنّه أُجريت العديد من المناقشات بشأن إمكانية إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط حتى في دول المنطقة التي تدعم بقوة الحفاظ على السلامة الإقليمية لدول مثل العراق وسوريا التي يتحداها تنظيم الدولة الإسلامية العابر للحدود بقيادة أبي بكر البغدادي. ويقول المحلل الأردني ماهر أبو طير: “إنّ النظام السوري على وشك السقوط، وسوف تصل شظاياه إلينا. والدولة العراقية على وشك الانهيار، وما تبقى من الضفة الغربية والقدس تكافح من أجل البقاء”.
من جهة، الحاجة لمواجهة التهديد الذي يواجه جميع الدول في المنطقة تعمل على توحيدهم، ومن جهة أخرى، تدفعهم إلى التوصل إلى مبادرات أحادية الجانب. بعض من هذه المبادرات تشير إلى تزايد التنافس بين الأنظمة السُنية الرئيسة في المنطقة – المملكة العربية السعودية وتركيا ومصر والأردن. (لا يوجد أحد في العالم الشيعي يمكن أن يتنافس مع إيران على القيادة).
وفي هذا السياق، ينبغي أن نوضح، على سبيل المثال، محاولات عمان في الآونة الأخيرة لإثبات مزاعمها للعب دور القوة الإقليمية، وفي الوقت نفسه الدعوة إلى إرث الخلافة السُنية والقومية العربية. في 9 يونيو، قدّم الملك عبد الله رسميًا العلم الأحمر الداكن للمملكة الهاشمية إلى الجيش العربي الأردني.
وقال الملك: “ألوان وفكرة العلم الأردني تجمع بين عناصر التاريخ، والشرعية، والدين والعروبة الموجودة في الأسرة الهاشمية والثورة العربية الكبرى“. أعتقد أن هذه الخطوة لها دلالات متعمدة من العاهل الأردني تعيد إلى أذهاننا مفهوم الدولة العربية الكبرى والخلافة العربية التاريخية لتحقيق عدة أهداف منها نزع شرعية تنظيم داعش وخلافته؛ وبالتالي تذكير الجميع بأنّ العرب والمسلمين لديهم مشروع أجدر وأكثر شرعية -عرقيًا ودينيًا- يمكن أن يلعب دور الموحّد في المشرق العربي والمسلمين.
وبالإضافة إلى ذلك، هذا تحدٍ ضمني للمملكة العربية السعودية (الهاشميون لم ينسوا الأوقات التي حكموا فيها الحجاز) ولتركيا (التي كانت مستهدفة من الثورة العربية الكبرى)، التي تدّعي دور المدافع الرئيس لمصالح السُنة. بدأ الشريف حسين بن علي الثورة ضد الإمبراطورية العثمانية في 5 يونيو عام 1916، باعتقاد غير حكيم بأن لندن ستفي بالوعد الذي قدمه هنري مكماهون في مراسلاته مع الشريف حسين وإقامة دولة عربية في المشرق تحت قيادته. (أعلن الشريف حسين نفسه ملكًا للأمة العربية في مكة المكرمة في 2 نوفمبر). وعلى سبيل المصادفة، اعتقدت روسيا أنّ القوات العربية كانت تقاتل أيضًا من أجل مصالحها منذ أن اندلعت الحرب على الدولة العثمانية في منطقة القوقاز.
شكّلت التطورات في هذا الجزء من المنطقة تحديًا لنظام سايكس بيكو الذي تأسس في ذلك الوقت والذي كثيرًا ما نذكر الأزمة التي أحدثها هذه الأيام. ومع ذلك، فإنّ أزمة الدولة اجتاحت البلدان التي كانت خارج الترتيب الذي رسم حدود الدول والمنطقة الإقليمية كما في (ليبيا واليمن). الإمبراطورية الروسية، من جهة، شاركت في تقسيم الإرث العثماني باعتبارها واحدة من الفاتحين للإمبراطورية العثمانية، ولكن، من جهة أخرى، كانت روسيا، أو بالأحرى الحكومة السوفيتية، هي التي نشرت الاتفاق السري في نوفمبر عام 1917 وأعلنته للعالم كله، وبعد ذلك استمرت في تقديم يد الصداقة إلى تركيا الجديدة، دولة أتاتورك العلمانية.
العمليات قيد المناقشة هي في كثير من النواحي متشابكة بشكل وثيق مع علاقات روسيا التاريخية مع المنطقة. أي روسي يهتم بمشاهدة مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب عن حفل العلم الأردني الذي قُدّم إلى قيادة الجيش الأردني سوف يرى وراء العاهل الأردني شخصًا يرتدي بزة عسكرية مع حزام فضي ملفوف على كتفه، وهي لباس مميز معروف لجميع سكّان روسيا. إنّه ضابط في الحرس الشركسي الشخصي للملك عبد الله.
منذ القرن التاسع عشر، كانت الأردن موطنًا لجالية كبيرة من الشركس وكذلك أقاربهم العرقيين، الكبردينينيين والأديغة (حوالي 170 ألف نسمة)، وبعض منهم خدموا بإخلاص كحراس للملك لعدة أجيال. كما كان لأفراد المجتمع الشيشاني المكّون من حوالي 20 ألف شخص تاريخ مهني مميز في السلك العسكري، مثل الجنرال أحمد علاء الدين أرسلان، وهو الشخص الوحيد الذي اُختير مرتين بطل الأردن.
في حين أنّ هناك أفرادًا لهم جذور في منطقة شمال القوقاز الروسية بين هؤلاء الذين يقاتلون داعش، هناك أيضًا عدة آلاف من الأفراد من ذوي الخلفيات العرقية المماثلة يقاتلون إلى جانب داعش. هذا الاستقطاب ليس بالشيء الغريب في الواقع، فهناك أيضًا العديد من المواطنين الأردنيين بين قوات داعش الذين يعارضون مواطنيهم (الأردنيين والفلسطينيين) ويقاتلون ضد الجهاديين، في حين أن كلًا منهم ينتمون إلى نفس المذهب السُني.
وهذا يؤثر بشكل مباشر على المصالح الروسية؛ حيث إنّ هؤلاء الذين ترك أجدادهم القوقاز منذ عقود حافظوا على العلاقات القوية مع أراضي أجدادهم.
كما تربط المصالح المالية روسيا بمنطقة الشرق الأوسط، ومن الأمثلة على ذلك تنفيذ اتفاق شراكة غير مسبوق بين الصندوق الروسي للاستثمار المباشر وصندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، وهو صندوق الثروة السيادية للسعوديين استثمر 10 مليارات دولار في مشاريع مختلفة مع روسيا. وقد عقد الصندوق الروسي للاستثمار المباشر شراكة أيضًا مع مجموعة من الصناديق السيادية الأخرى في المملكة مثل الهيئة العامة للاستثمار بالمملكة العربية السعودية.
وعلى خلفية تفاقم الأزمة الإقليمية، تحاول الدول الإقليمية الرائدة تنويع نظام العلاقات الدولية مع القوى العالمية قدر المستطاع، ومنح فرص جديدة إلى روسيا.
======================
«الديلي ميرور»: هكذا تعاقب عضاضات «داعش» نساء الرقة؟
دامس
كشفت صحيفة «الديلي ميرور» البريطانية طريقة عمل ما تسمى بـ«كتيبة الخنساء» الشهيرة بين النساء في مدينة الرقة السورية، وكيفية تحولها إلى أداة للقهر والخوف، بعدما تحولت تلك الكتيبة إلى العمل السري والتجسس على النساء العربيات والأجنبيات.
ومن بين هذه الطرق والتقنيات، التخفي في وظائف مختلفة لجمع المعلومات، حيث تضم بينها جميع الجنسيات لضمان سهولة التعامل مع جميع الجنسيات التي تعج بها منطقة الرقة معقل التنظيم بسوريا، حيث ذكرت الصحيفة بأن أكثر من 60 امرأة ممن يحملن الجنسية البريطانية قد انضممن لتلك الكتيبة.
وقالت الصحيفة: «إن البريطانيات الداعشيات يشاركن في أعمال المراقبة لسلوك النساء في الشارع، ومنها عدم الخروج أو السفر دون محرم، ورفع تقارير سرية عنهن، ويتم استخدامها في محاكمات لاحقة، مما أثار الرعب و الخوف بين السكان بسبب خشيتهم من التعذيب والرجم».
ووضعت ما تسمى كتيبة الخنساء أيضا تعليمات ومواصفات لباس صارمة تطالب جميع الإناث في سن البلوغ بارتداء عباءتين معاً لإخفاء تفاصيل الجسم، وقفازات سوداء لتغطية أيديهن، وثلاثة أغطية للرأس حتى يمنعن النظر إلى وجوههن، حتى في ضوء الشمس المباشر.
وتقوم ما تسمى بكتيبة الخنساء، كما ذكرت الصحيفة في تقرير لها أمس السبت، باعتقال أي امرأة تخالف تعليمات الخروج إلى الشارع أو الظهور في شرفات المنازل أو وضع العطور أو رفع صوتها، حيث يمكن أن تكون العقوبة سريعة، وهي عبارة عن «العض» في الشارع أو الاقتياد إلى القاضي الشرعي لتوقيع العقوبة المناسبة، التي غالباً ما تكون الجلد.
وتقول الصحيفة بأنه يعتقد بأن من بين النساء البريطانيات في كتيبة الخنساء الداعشية، توجد فتاة تدعى «الأقصى محمود»، وتبلغ من العمر 20 عاماً، وقد تركت أسرتها للانضمام إلى التنظيم في العام الماضي وتتقاضى 100 دولار شهرياً.
وتقوم عضوات كتيبة الخنساء بالعمل بشكل سري والتنكر في زي ربات البيوت والاختلاط في الحشود للاستماع لأي معارضة، وتوقيف الحافلات العامة لفحص النساء والتأكد من التزامهن بتعليمات التنظيم.
======================
الإندبندنت :فيسك: العرق والدين يحكمان تعامل الغرب مع اللاجئين
مصر تنفي إساءة معاملة اللاجئين السوريين
في مقاله بصحيفة إندبندنت تناول الكاتب روبرت فيسك قضية التفاوت الصارخ في معاملة اللاجئين على أساس العرق أو الدين أو الهدف من الهجرة، واستشهد في ذلك بكتاب صدر حديثا في هذا الصدد عن حقوق الإنسان درس مؤلفه تاريخ الإنسانية في الشرق الأوسط من واقع ملفات عصبة الأمم، سلف الأمم المتحدة.
ويشير فيسك إلى أن دعاة حقوق الإنسان الأميركيين في القرن التاسع عشر الذين رحبوا بيهود روسيا المكلومين كانوا أقل حرصا بكثير لتوفير ملاذ لضحايا هتلر من اليهود، وقبل الحرب العالمية الثانية صدوهم، كما فعلت الدول الأوروبية، وبعد "المحرقة" فضلوا ذهاب الناجين من اليهود إلى ما وصف بوطنهم "الحقيقي" في فلسطين بدلا من الاستقرار في الولايات المتحدة.
ويضيف أنه بعد انهيار السلطة البريطانية في فلسطين تشكل 750 ألف لاجئ فلسطيني عربي ولا يزال وجودهم "اليوم" ووجود ذريتهم فضيحة إنسانية. وعقّب بأنه في مكان ما انتهى تاريخ ذاك اليوم وبدأت فضيحة أخرى.
وأشار إلى أن اللاجئين المسيحيين من العراق وسوريا ومصر في الشرق الأوسط المتفكك اليوم كالأرمن الذين توجهوا لأميركا وأوروبا في العشرينيات، تمّ الترحيب بهم عموما من قبل دول "مسيحية"، لكن معظم لاجئي اليوم من المسلمين الفارين من المسلمين لم يتلقوا الكرم نفسه.
واستشهد الكاتب بأمثلة عدة على هذا التفاوت الصارخ في معاملة اللاجئين على أساس العرق والدين، وانتهى إلى أن سبب اللامبالاة بهؤلاء اللاجئين هو أنهم مسلمون وليسوا مسيحيين، وأن الغرب لا  يعاملهم كبشر، واعتبر ذلك خيانة للدين والثقافة التي يتشدق بها الغرب.
المصدر : إندبندنت
======================
المونيتور :العلاقات الإيرانية الروسية بعد الصفقة النووية
المونيتور – التقرير
كان هناك الكثير من التخمين عن أثر رفع العقوبات، ورجوع الشركات الغربية إلى إيران، على علاقات طهران مع روسيا. النظرة التبسيطية هي أن إيران النامية قد تنافس روسيا كمصدر رئيس للنفط والغاز،  مما يجبر موسكو على الوقوف في وجه تطوير إيران لصناعة النفط والغاز لديها. إلا أن الواقع أكثر تعقيدا، وأي إسقاط عن علاقات طهران وموسكو يجب أن يأخذ بعين الحسبان الصورة الأكبر، خصوصا الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه طهران في استراتجية موسكو المتنامية لتركيز بشكل أكبر على آسيا، كما أن وجود روسيا كفاعل نشط مع القوى الستة العظمى التي تفاوضت مع طهران يضع بعين الاعتبار أن موسكو كانت تحمي مصالحها في إيران والمنطقة.
ليس هناك شك أن موسكو كانت مشتركة في حسابات استراتيجية معقدة في سياستها تجاه برنامج إيران النووي. قبل ظهور سياسة التفاعل من الرئيس حسن روحاني، موسكو استخدمت ورقة السياسة الإيرانية لتأمين تنازلات من الحكومات الغربية، إلا أن سياسة طهران الأكثر استرضائية، بالإضافة لأحداث أخرى، غيرت المعادلة الاستراتيجية. التغيرات الناتجة يمكن أن تفسر مستوى الدبلوماسية العالي غير المسبوق بين طهران وموسكو خلال الـ 18 عشر شهرا الأخيرة. في الحقيقة، في 9  تموز/ يوليو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروحاني عقدا اجتماعا آخر على هامش القمة المشتركة لـ BRICS (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا)، ومنظمة شنغهاي للتعاون في مدينة أوفا الروسية. في ذلك الاجتماع، قال روحاني “أظن أنه من واجبي شكر روسيا على الجهود التي قامت بها في التسهيل والتفاوض حول البرنامج النووي، والجهود الشخصية التي قام بها وزير خارجيتها لافروف”، مشيرا إلى “الدور المميز” الذي تقوم به موسكو على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وفي وقت سابق، أشارت المونيتور في شباط/ فبراير ٢٠١٤ إلى الجهد الخاص الذي بذله روحاني لتحسين العلاقات ممع روسيا. بالرغم من أن الدولتين المتجاورتين لم يكن بينهما يوما علاقات قريبة أو استراتيجية، إلا أن التطورات المحلية والدولية مهدت الطريقة لعلاقة جديدة. في ٢٠٠٩، روحاني، عضو مجلس الأمن القومي الأعلى حينها، قال إن “الوجود العسكري الأمريكي حول إيران، في أفغانستان والعراق ووسط آسيا والخليج الفارسي، بالإضافة للجهود الأمريكية لاحتواء القوة المتنامية للجمهورية الإسلامية، هي ضمن أسباب توضح تطور التفاهم المشترك بين طهران وموسكو حول القضايا الإقليمية”، مضيفا أن المعايير الجيوإستراتيجية قد تغيرت بالنسبة لإيران وروسيا وأمريكا.
بعد ستة سنوات، لم تكن هذه المعايير الجيوإستراتيجية أوضح مما هي عليه في أي وقت مضى. بسبب التطورات في أوكرانيا، أصبحت روسيا هدفا للعقوبات الغربية، بينما كانت روسيا تطور تجارتها وصلات الطاقة مع آسيا، خصوصا مع الصين. طهران لديها حكومة جديدة تضمنت سلطات خارجية، وقريبة من حل النزاع النووي طويل الأمد. كل القوى الثلاثة يواجهها خطر إستراتيجي متمثل بالتطرف الجهادي، والتغيرات الإقليمية، وتطورات قسم الطاقة، خصوصا سقوط سعر النفط منذ منتصف ٢٠١٤.
مسعى طهران في الفضاء الجيوإستراتيجي الجديد يقوده اعتقاد حكومي جديد بأهمية تطوير سيناريوهات (رابح – رابح) لكل اللاعبين. وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وضح هذا التوجه في لقاء متلفز عندما قال “الطرف المقابل لم يفهم أنك لا يمكن أن تتقدم على حساب الآخرين. لا تستطيع الحصول على الأمن وإنشاء الأمن لشعبك على حساب الآخرين”.
مسعى (رابح – رابح) يقود السياسة الإيرانية تجاه ورسيا كذلك. هذا هو السبب الذي دفع الجانبين للتوافق على تحسين التجارة الثنائية من ١.٥ مليار دولار في ٢٠١٣ إلى ١٥ مليار خلال سنوات قليلة. في الحقيقة، تأسيس إيران السياسي يسعى لعلاقة متوازنة بين القوى الشرقية والغربية. لذلك، فإن النمو غير المسبوق مع الدول الغربية كتبعات لصفقة نووية إيرانية سيكون ضروريا بالتفاعل مع روسيا، وبالتالي، فإن طهران لن تبعد نفسها عن موسكو بعد نهاية الصفقة النووية.
وبالرغم من التنافس بين إيران وروسيا في مجال الإنتاج الهيدروكربوني، خصوصا في مخزون الغاز الاحتياطي، فإن علاقة قريبة بين القوى العظمى بمجال الطاقة يمكن أن تظهر بعد من الصناعات. مجالات النمو الرئيسية ستكون صادرات الأسلحة، وإنشاء حقول طاقة مستقبلية جديدة. ظهور صناعة الأسلحة قد يوضح لماذا أصرت موسكو أن العقوبات العسكرية على إيران يجب أن ترفع كذلك. مع أو بدون عقوبات على جانب إيران العسكري، فإن روسيا ستزيد صادراتها لإيران بالتوازي مع تعاون مستقبلي كثيف في المجال النووي، بما في ذلك إنشاء محطات نووية جديدة. روسيا قد تصبح لاعبا أساسيا في مجال معدات وآلات البترول محليا. وزارة البترول حددت عشر أصناف منتجات، خصوصا في مجالات الصناعات الثقيلة، حيث ستدعم الحكومة تقنيات النقل والصناعة المحلية. بالرغم من أن رجال أعمال وتكنوقراط إيران قد يفضلون تقنيات غربية أكثر تطورا، إلا أن الفراغ سيظل متاحا للشركات التقنية الروسية. كما أنه من المتوقع أن نمو الصادرات الروسية سيكون حاضرا في صناعات ثقيلة أخرى، مثل معدات التنقيب، السيارات الثقيلة، السكك الحديدية، وغيرها، وبالمقابل فإن النمو الصادرات الإيرانية المحتمل في قسم الطعام، والتنقيب، والبتروكيميائيات، والصناعات المعتمدة على الغاز، قد يجعل إيران تدخل السوق الروسية في هذه المجالات، خصوصا أن الشركات الأوروبية بعيدة عن السوق الروسي بسبب العقوبات.
وبعيدا عن التجارة والاستثمارات المحتملة المشتركة الموجودة أو الجديدة، فإن علاقة طهران وموسكو قد تعزز عبر تعاون ثلاثي مع وسط آسيا والشرق الأوسط. غياب الأمن والاستقرار في هذه المناطق محدد لأجندات الأمن القومي في موسكو وطهران، وكلاهما ينظر إلى هذه المناطق كأسواق تصدير ضخمة. نظرة روسيا تتضمن علاقات نووية مستقبلية مع السعودية، الخصم الإقليمي لإيران. كما أن أحداث ما بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط مهدت الطريق لتعاون استراتيجي أكبر بين طهران وموسكو. علي أكبر ولايتي، رئيس مركز إيران للأبحاث الاستراتيجية ومستشار السياسة الخارجية لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، يعتقد أن الأمن في آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا والقوقاز سيعتمد على تعاون قريب بين طهران وموسكو وبكين. هذا التحليل يوضح لماذا تقدمت طهران لعضوية في منظمة شنغهاي للتعاون، وستقدم لتعاون مستمر بين طهران وموسكو متجاوز للصفقة النووية ورفع العقوبات.
ما سبق يوضح أن علاقات طهران وموسكو يجب أن ينظر لها بتحليل متعدد الأبعاد، بما في ذلك معايير الطاقة والاقتصاد والسياسة والأمن. ليس هناك شك أن هناك تنافسا بينهما في عدد من المجالات، لكن تحسن العلاقات بين روسيا وإيران سيسعد أولئك الاستراتيجيين الإيرانيين الذين لا يريدون اعتمادا إيرانيا على التقنية الغربية، لكنه سيعزز، في الوقت نفسه، استراتيجية موسكو لتطوير وجودها في المناطق المحيطة بإيران.
======================