الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14-10-2015

سوريا في الصحافة العالمية 14-10-2015

15.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الاخبار
  1. «وول ستريت جورنال»: هذا ما يجري خلف التدخّل الروسي في سوريا
  2. معهد واشنطن :«داعش» على أبواب حلب
  3. ساسة بوست :الجارديان: إدارة الحرب في سوريا تظهر التخبط الغربي حيالها
  4. واشنطن بوست :دعوة لأوباما لمواجهة توغل بوتين بسوريا
  5. "واشنطن بوست": الشرق الأوسط مصاب بـ"جنون العشق" لبوتين
  6. واشنطن بوست: دفعة جديدة من صواريخ “تاو” تصل الثوار السوريين
  7. نيويوك تايمز: شيعة العراق متحمسون لتدخل بوتين في سوريا
  8. التايمز: "داعش" المستفيد الأول من الصراع "التركي- الكردي".. أردوغان يتبنى المصالحة مع الأكراد للرد على الانفجارات
  9. نيويورك تايمز: ماذا بعد التدخل الروسي في سوريا؟
  10. كريستوف رويتر - (ديرشبيغل) 6/10/2015 :المشروع الإيراني في سورية: لماذا تحول الأسد إلى موسكو لطلب العون؟
  11. أندريه كريكوفيتش، ويوفال ويبر* - (معهد بروكينغز) 30/9/2015 :نشوب حرب باردة أخرى مع روسيا سيكون حتمياً
  12. نيوريورك تايمز :التدخل الروسي.. إرباك العراق
  13. معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية :باسكال بونيفاس :التدخل الروسي.. مصالح وحلول
  14. لوفيغارو» جان - بيار شوفينمان :لتحالف مع موسكو والأسد
  15. شبيغل أونلاين : المحافظون الألمان ينقسمون في الرأي حول أزمة اللاجئين
  16. يجيدنفني جورنال :الروس يدفعون ثمن مغامرات الكرملين في سورية
 
«وول ستريت جورنال»: هذا ما يجري خلف التدخّل الروسي في سوريا
لبنان اليوم
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، إنه رغم “الخطورة” التي يتحدث عنها الخبراء والمحلّلون من التواجد العسكري الروسي في سوريا، إلا أنه يبدو أن قيام روسيا “بتزويد إيران بأنظمة دفاعية متطورة يعد أمرًا أكثر خطورة“.
ونشرت الصحيفة مقالاً للكاتب دانييل كاتز، المحلل الإستراتيجي السابق بوزارة الدفاع الأمريكية، قال فيه إن تزويد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران بأسلحة متطورة يُعد “أخطر” من تدخله العسكري بالحرب السورية.
وأضاف الكاتب أنه بينما يراقب العالم نشر الرئيس بوتين لمقاتلاته وقواته في سوريا، فإنه بالتوازي مع هذه الحملة يقوم بتسليح إيران من خلال تزويدها بأنظمة صواريخ متطورة مضادة للطيران من طراز “إس 300، والتي ستشحن إلى طهران قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف الكاتب أن هذه المنظومة من الصواريخ تعدّ أسلحة دفاعية، ولا تخضع لعقوبات الأمم المتحدة، وأن كل وحدة منها كفيلة بالدفاع عن مساحة واسعة، خاصة أنها تضمّ أجهزة رادار يمكنها مسح مسافة تصل إلى ما يقرب من 288 كلم، ورصد ومتابعة أكثر من مائة طائرة، وأنه يمكن تشغيل هذه الأنظمة المتطورة المتحركة على عربات في غضون دقائق معدودة.
وتساءل الكاتب “ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تفعل إذا ما انتهكت إيران الإتفاق النووي؟” وقرّرت واشنطن أو أحد حلفائها قصف المنشآت النووية الإيرانية؟”. وقال، إن لدى أمريكا أسلحة “أكثر تطورًا”، ولا يمكن لهذه المنظومة الدفاعية الروسية النيل منها.
لكن هذه الأسلحة الروسية المتطوّرة إذا ما وصلت إلى إيران، وفق الصحيفة، فإنها تزيد “الأمر تعقيدًا”، بالنسبة إلى “إسرائيل”. وأوضح أن تزويد روسيا لإيران بالأسلحة المتطورة يشكل “خطرًا على حلفاء الولايات المتحدة في الخليج”، وأنها لا تشكل تغييرًا في قواعد اللعبة في المنطقة فحسب، بل تشكّل خطوة هامة في تطوير الدفاعات الإيرانية على المدى البعيد.
======================
معهد واشنطن :«داعش» على أبواب حلب
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
13 تشرين الأول/أكتوبر 2015
ابتداءً من أواخر الأسبوع الماضي، بدأت قوات تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» بشن هجوم كبير شمالي حلب واجتاحت عدة قرى كانت قد احتلتها الجماعة المظلية المتمردة «جيش الفتح». ويحاول تنظيم «داعش» منذ أشهر الاستيلاء على الممر بين عزاز وحلب، الذي لا يزال في أيدي الجماعات المتمردة (وبشكل اساسي «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»). ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل يشكل هذا الممر الهدف الحقيقي للهجوم الأخير، أم أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يخطط للقيام بغزو مباشر لحلب؟
ويجدر بالذكر أن المتمردين في هذه القرى الشمالية لم يقاوموا كثيراً وهربوا بسرعة قبل تقدم تنظيم «داعش». وباعتراف الجميع، كانوا في وضع صعب جداً [ومحاصرين] بين الجيش السوري في الجنوب وتنظيم «الدولة الإسلامية» في الشمال. ويتم ضرب وحدات المتمردين عن طريق الغارات الجوية الروسية في جميع أنحاء سوريا، كما أنها تواجه الضغط على الأرض من هجمات نظام الأسد على جبهتي حماة ووادي الغاب، لذلك فهي غير قادرة على مواجهة زحف تنظيم «داعش» شمال حلب. وعلى المدى القصير، بإمكان بشار الأسد الاستفادة من القتال بين تنظيم «الدولة الإسلامية»  و«جيش الفتح». ولكن إذا كانت حلب هي الهدف الحقيقي للجماعة، فقد يفقد الأسد السيطرة على ثاني أهم مدينة في سوريا.
وفي الوقت الراهن، يُقيم تنظيم «داعش» اتصالات مباشرة مع ضواحي حلب، حيث أن الجيش السوري ضعيف للغاية هناك. إن واقع مقتل الجنرال الايراني حسين همداني مؤخراً في المنطقة يشير إلى أن بعض وحدات تنظيم «الدولة الإسلامية» على الأقل، قد اشتبكت مع قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها، بما فيها «حزب الله».
وسابقاً في شباط/فبراير، فشلت حملة الجيش السوري لتطويق شرق حلب، ولكن يبدو أنه يجري [حالياً] اتخاذ خطوات لشن هجوم جديد، وسيكون هذه المرة بدعم من الطائرات الروسية والمزيد من القوات البرية. ومع استمرار هذا الجهد في الأسابيع والأشهر المقبلة، سوف يحاول الأسد وحلفاؤه على الأرجح تأمين المساعدة من «حزب الاتحاد الديمقراطي»، وهو جماعة كردية سورية قادرة على إغلاق الحدود التركية بين عزاز وجرابلس وقطع شريان الحياة الرئيسي للمتمردين.
وإذا نجحت هذه الاستراتيجية المشتركة بين الأسد والروس و«حزب الاتحاد الديمقراطي»، فسيتم أيضاً حرمان تنظيم «داعش» من الوصول إلى تركيا، وبالتالي قد تكون الجماعة قد قررت أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم. وفي النهاية، قد يعني ذلك الاستيلاء على حلب قبل أن يتحقق تحالف الأسد على أرض الواقع، والاستفادة من الضعف المتبادل للجيش السوري و «جيش الفتح» في الشمال. إن طرد قوات الأسد من حلب سيجعل تنظيم «الدولة الإسلامية» سيد المنطقة الشمالية، الأمر الذي سيضطر «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى نسيان حلمه في توحيد المدينتين الحدوديتين كوباني (عين العرب) وعفرين. وعندئذ سيتعين على الجماعة الكردية الاندفاع من أجل حماية عفرين من التطهير الذي سيقوم به تنظيم «داعش» في ظل رقابة تركيا "الكريمة".
وفي الوقت نفسه، من المرجح أن يؤدي مقتل الجنرال همداني إلى دفع ايران الى التدخل بقوة أكثر في حلب، حتى إذا لم تكن المنطقة تشكل أولوية استراتيجية لطهران. ويقتصر الالتزام الإيراني في شمال سوريا أساساً على حماية المجتمعات الشيعية في الزهراء ونبل وكفريا والفوعة، ولكن الهجوم الحالي لـ  تنظيم «الدولة الإسلامية» يزيد من الخطر الذي يحدق بهذه المناطق.
سوف تكشف الأيام والأسابيع المقبلة فيما إذا كان تنظيم «داعش» يشن هجوماً قوياً على مدينة حلب - وعما إذا كان القصف المتزايد من الضربات الجوية الروسية في المستقبل سيكون كافياً لوقفه.
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
======================
ساسة بوست :الجارديان: إدارة الحرب في سوريا تظهر التخبط الغربي حيالها
 طارق فرحات
يأتي قرار الولايات المتحدة الأمريكية “بتجميد” برنامجها المضطرب البالغ 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز المتمردين السوريين المعتدلين لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) كخطوة أخرى تبرز حالة الفشل والفوضى التي تعانيها القوى الغربية بينما تواصل روسيا غاراتها الجوية، التي تقول الحكومات الغربية بأنها تدعم بشار الأسد.
وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قالت أخيرًا إنها ستغير إستراتيجيتها في سوريا. وبناءً على ذلك التغيير، ستقوم الولايات المتحدة بمنح المعدات والأسلحة لمجموعة مختارة من القادة ووحداتهم حتى أنه بمرور الوقت يمكنهم القيام بتحرك منسق في الأراضي التي ما زالت تسيطر عليها داعش.
عانى البرنامج الأمريكي، وهو العنصر الأكثر وضوحًا في دعم الولايات المتحدة للقوات المعارضة السورية، من انتكاسات محرجة. الشهر الماضي، اتضح أن الولايات المتحدة لم تدرب سوى أربعة أو خمسة مقاتلين داخل سوريا، في حين استسلم الآخرون الذين خضعوا لتدريب في تركيا للجماعات المتنافسة وسلموها أسلحتهم عندما عبروا الحدود إلى سوريا. يتم تشغيل برامج سرية أخرى عن طريق وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه).
مصادر في المعارضة السورية، غير سعيدة بالفعل بالسياسة الأمريكية، أبدت تشككها من أن الدعم العسكري المعني سيتم الوفاء به. وقال مسؤولون في البنتاجون إن “أنواع أساسية فقط من المعدات”، وليس الأسلحة “الأكثر تطورًا”، مثل الصواريخ المضادة للدبابات ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة (الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات)، سيتم تقديمها.
وقال دبلوماسيون عرب في الأيام القليلة الماضية إن المملكة العربية السعودية وحلفاءها الخليجيين كانوا يبحثون عن طرق جديدة لتسليح المتمردين المناهضين للأسد في أعقاب التدخل العسكري الروسي. منذ أن بدأت روسيا عملياتها الجوية في 30 سبتمبر الماضي، ألقى النظام السوري بـ150 من البراميل المتفجرة في مناطق المعارضة. وقال مصدر قطري رفيع المستوى. “إننا لا يمكن أن نعتمد على الأمريكيين”.
ووفق دبلوماسيين، كانت الولايات المتحدة أيضًا على اتصال مع تحالف جيش الفتح السوري، وهو تحالف من الجماعات الإسلامية المتمردة، لتستكشف ما إذا كان هناك شركاء مناسبين لزيادة شحنات الأسلحة.
وقال مسؤول أمريكي كبير إنه لن يكون هناك أي عمليات تجنيد للمتمردين السوريين للتدريب في الأردن، وقطر، والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة. بدلًا من ذلك، سيتم إنشاء مركز تدريب واحد في تركيا، حيث سيتم تدريب مجموعة صغيرة من قادة الجماعات المعارضة.
سيركز الجهد الجديد بشكل كبير على “القوات القادرة الأصلية على الأرض” – الجماعات المتمردة الكردية والعربية التي أنشئت – بدلًا من تجنيد وفحص كادر جديد من المتمردين المعتدلين. أوضح البيت الأبيض مرة أخرى أنه لم يكن يخطط لإنشاء منطقة حظر طيران، كما طالب المتمردون السوريون وأنصارهم لفترة طويلة.
الإعلان يتوج أسابيع قليلة قاتمة لسياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا، التي تم إضعافها بالفعل من خلال التصور القائل بأنه بينما تبدو إدارة أوباما جاهزة لمكافحة داعش، فإنها لن تعالج نظام الأسد وجهًا لوجه. بدلًا من ذلك، فإن الرئيس يسعى من أجل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء أربع سنوات ونصف من النزاع.
الجنرال لويد أوستن، الذي يرأس القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أكد الشهر الماضي أن 54 من خريجي برنامج التدريب والتجهيز تعرضوا للهجوم من قبل تنظيم جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة في شمال سوريا في يوليو. ولا يزال من غير الواضح كم من المقاتلين فروا، أو تم القبض عليهم أو قتلوا.
وقال أوستن أمام الكونجرس أنه لا توجد وسيلة لتحقيق الهدف الأصلي بتدريب 5000 مجند في السنة. ونسبت أعداد قليلة إلى عملية الفحص الشاقة التي تستخدم لتجنيد المتمردين. ووصف أحد المسؤولين في البنتاجون أخيرًا العملية بأنها كانت “بطبيعتها مهمة معقدة للغاية.”
الولايات المتحدة، مثل بريطانيا، أشارت في الأسابيع الأخيرة إلى أن الأسد قد يبقى في السلطة في دمشق لفترة انتقالية غير محددة، وهو ما أجج مخاوف المعارضة من أنه قد تم التخلي عنهم.
وقال مايكل فالون، وزير الدفاع البريطاني بعد محادثات مع نظيره الأمريكي أشتون كارتر، إن حكومة المملكة المتحدة لا تزال ملتزمة بالدعم البرلماني لضربات جوية بقيادة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا على الرغم من التدخل الروسي.
وقال كارتر إن دعم روسيا للأسد كان غير منطقي، وسوف يرتد في نهاية المطاف ضد موسكو. وأضاف “إنهم سيعملون على تأجيج التطرف الذي يقولون بأنهم يكافحوه. من خلال دعم الأسد، هم يؤججون الحرب الأهلية – وبالتالي التطرف – ويطيلون أمد معاناة الشعب السوري. وهم في طريقهم لحشد الجميع ضد روسيا نفسها. وسوف يرتد ذلك بطريقة مباشرة جدًا على روسيا”.
وفي الوقت نفسه، قالت روسيا إن طائراتها الحربية قتلت عدة مئات من مقاتلي داعش وأصابت أكثر من 60 “هدف إرهابي” في سوريا خلال الفترة الماضية.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال إيجور ماكوشيف للصحفيين في موسكو إن الأهداف تضمنت مركز قيادة في مواقع التنظيم في الرقة، حيث قتل اثنان من كبار القادة، بالإضافة إلى مقتل 200 من مقاتلي داعش. فيما أسفرت غارات على حلب عن مقتل 100 من المتشددين، واستهدفت الغارات الأخرى مراكز القيادة ومعسكرات تدريب في اللاذقية وحماة وإدلب.
وتقول حكومات غربية ومتمردين سوريين إن الغالبية العظمى من الضربات الروسية حتى الآن استهدفت مجموعات أخرى غير داعش في ما يصفونه بأنه محاولة واضحة للدفاع عن الأسد. وقال وزير الدفاع الفرنسي، جان إيف لو، إن 80٪ إلى 90٪ من الضربات الروسية في سوريا كانت تهدف إلى دعم الرئيس الأسد.
وفقًا لمكتب الخارجية البريطاني، ضرب ما لا يقل عن 85 من الضربات حوالي 59 هدفًا، معظمها باستخدام ذخائر غير دقيقة وغير موجهة. استغرق الأمر ستة أيام لروسيا لضرب أي أهداف تابعة لداعش؛ كانت 85٪ من الضربات الروسية في المناطق التي لا تتواجد فيها داعش.
أصحاب الخوذات البيضاء، وهم فرق البحث والإنقاذ السورية التطوعية، ذكرت أن 88 مدنيًا على الأقل قتلوا وأصيب 331 في الغارات الروسية.
======================
واشنطن بوست :دعوة لأوباما لمواجهة توغل بوتين بسوريا
يشكل التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا تحولا كبيرا بالحرب المستعرة في هذا البلد، ويتسبب في تزايد الجدل في الأوساط الدولية بشأن الهدف الكامن وراء هذه الخطوة الروسية، وسط الدعوة لعدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانفراد بسوريا.
هذه هي الأبعاد التي تمحورت حولها صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تناولها للحرب الكارثية التي تعصف بسوريا منذ نحو خمس سنوات، حيث حذرت واشنطن بوست من تراخي الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الحملة العسكرية الروسية، واكتفائه بالتصريح بأن الرئيس بوتين يتجه للانزلاق في المستنقع السوري.
وأضافت أنه لا يبدو أن الرئيس أوباما يحرك ساكنا إزاء استهداف المقاتلات الروسية بالقصف المعارضة السورية المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمن فيهم الثوار السوريون الذين دربتهم الولايات المتحدة أو لا تزال تدعمهم.
وألمحت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما صرح بأنه لا يريد أن يتخذ من سوريا مكانا للحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا، ورأت أن هذه التصريحات توحي بأنه يعطي الضوء الأخضر لـموسكو للقضاء على أي بديل لنظام الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
حرب عالمية
وأشارت إلى أن تخلي الولايات المتحدة عن برنامج تجنيد وتدريب مقاتلين لصالح المعارضة السورية يعتبر أيضا شكلا من أشكال التراجع والتردد الأميركي إزاء الحرب الكارثية بسوريا، والتي تستعر وتنذر بنشر لهيبها إلى المنطقة برمتها، وسط تحذير مراقبين ومحللين بأنها تمثل اندلاعا للحرب العالمية الثالثة بكل معانيها.
وأضافت: كيف نطالب المعارضة السورية بالتصدي لتنظيم الدولة بينما تتعرض للقصف عن طريق البراميل المتفجرة بشكل يومي؟ وأشارت إلى أن التردد الأميركي إزاء ما يجري في سوريا ينمّ عن مخاطر كارثية، من بينها تزايد قوة تنظيم الدولة وانتفاء أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السورية.
ودعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى ضرورة دعم المعارضة السورية بالأسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، وكذلك إلى ضرورة إنشاء منطقة عازلة في شمالي سوريا بالتعاون من تركيا لكي يلجأ إليها المدنيون بشكل آمن.
واختتمت بالقول إنه ينبغي لأوباما وضع خطوط حمر أمام توغل بوتين بسوريا، وإلا فإن عدوان الرئيس الروسي سيأخذ بالتصعيد والتزايد.
المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست
======================
 "واشنطن بوست": الشرق الأوسط مصاب بـ"جنون العشق" لبوتين
المرصد
ازدادت شعبية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشكل كبير في الشرق الأوسط، خاصة بعد قيام روسيا بضربات جوية في سوريا، للقضاء على تنظيم "داعش" الارهابي، والحد من مخاطره في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية إن الشعب السوري يلقب الرئيس الروسي بـ"قائد محبوب وعملاق".
واضاف التقرير، الذي نشرته الصحيفة الامريكية، أن بوتين زادت شعبيته في عدد من الدول العربية، وأهمها سوريا والعراق، الذين يرون أن الضربات الجوية في سوريا "نقطة تحول" كبيرة للأحوال في المنطقة، وخاصة بعد مرور عام من عقم الهجمات الامريكية على قوات داعش في سوريا.
وقامت الصحيفة الامريكية بتقصى أراء السورين عن "جنون العشق"، كما وصفتة الصحيفة، للقائد الروسي، حيث صرح صحبان عليوي من دمشق "بوتين يفعل أكثر من الكلام"، وقالت الصحيفة إن هذا الرأي هو ملخص لما يشعر به الشعب السوري، نتيجة لما عاناة من عدم وضوح النوايا الامريكية.
أدعت الصحيفة أن المهمة الأساسية للقوات الروسية ليس كما يقول بوتين، وما يظنه السوريين، ولكن الهدف الرئيسي من الضربات هو تدعيم نظام الأسد وبقاءه على الحكم لأطول فترة ممكنة، مضيفة أن الخطة منذ البداية من الضربات الجوية الروسية هو ضرب القوات المعارضة لنظام الأسد.
العراق تدعو روسيا لضرب داعش في ارضها
انتقلت الحاجة للهجمات الجوية الروسية من سوريا، إلى عراق، حيث طالب العديد من الشعب العراقي، بقيام روسيا بمثل هذه الضربات في العراق.
قالت لصحيفة إن هناك مبشرات تطالب بقيام روسيا بهذه الضربات في العراق، حيث أنتشرت في هذه الأونة العديد من الصور، والرسومات الفنية للرئيس الروسي، وهذه الصور والرسومات منتشرة في اغلب المناطق العراقية، والمحال التجارية، واضافت الصحيفة أن الشعب العراقي يري أن روسيا هي القوة الأكبر ضد داعش.
صرح احد الطلاب دارسي الطب في بغداد "حسين كريم": "روسيا لا تمارس الألعاب، انهم حلالي مشاكل، ويحلون المشاكل بهدوء، وبدقة، وكفاءة، وليسوا كالامريكيين الذين يحبون حل القضايا امام الكاميرا."
بوتين واوباما شخصيات كارتونية
وانتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، و"تويتر"، صور لرئيس الولايات المتحدة الامريكية اوباما، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كشخصيات كارتونية، وكانت هذه الصور هي الأكثر انتشاراً في الأونة الأخيرة، وتظهر هذه الصور تجسد اوباما في شيخ سني، وبوتين كأمام شيعي.
ويظهر رسومات كارتونية ايضاً للرئيس الروسي بوتين يمسك بأبو بكر البغدادي قائد داعش، ويقول له بكل قوة "اين تظن نفسك ذاهبًا، سوف ابعثرك كالدقيق"، وتظهر في صورة اخرى ابو بكر البغدادي ممسكاً بهاتفه النقال، ويصرخ "اوباما انقذني."
ترحيب شعبي لبوتين في #مصر ..وتأييد لبناني
قالت الصحيفة إنه اثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى #مصر كان هناك ترحيب شعبي بهذه الزيارة، وقام العديد من المصريين برفع الأعلام الروسية، وهذا يدل على شعبيتة الواسعة في الشرق الأوسط، وبين المصريين، وكذلك الحال في لبنان ايضاً فقد قام بعض من الفئات المسيحية في لبنان بأبداء تأييدهم الكبير للرئيس الروسي.
======================
واشنطن بوست: دفعة جديدة من صواريخ “تاو” تصل الثوار السوريين
منال حميد: الخليج أونلاين
كشفت صحيفة الواشنطن بوست، عن وصول دفعة جديدة من الصواريخ الأمريكية إلى مقاتلي المعارضة السورية، وذلك في أعقاب التدخل الروسي الأخير بسوريا.
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن النقيب مصطفى موراتي، القيادي في أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أنه تم مؤخراً تسليم دفعة جديدة من الأسلحة والصواريخ وذلك في أعقاب التدخل الروسي بسوريا، مؤكداً أن الحلفاء وعدوا بتقديم شحنات أخرى قريباً، دون أن يُعرف إن كان بين الأسلحة التي ستسلم للمعارضة السورية صواريخ ستينغر التي سبق أن قدمتها الولايات المتحدة للمجاهدين الأفغان وأدت إلى إجبار السوفييت على الانسحاب من أفغانستان.
وأوضحت الصحيفة أن الصواريخ المضادة للدبابات الأمريكية التي تم تزويد المقاتلين السوريين بها، لعبت دوراً بارزاً في تشكيل ساحة المعركة السورية، بل تحول الصراع إلى ما يشبه حرباً بالوكالة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، رغم تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه لا يريد ذلك ويسعى لتجنبه.
تسليم صواريخ BGM-71 TOW الأمريكية إلى فصائل المعارضة السورية، كان من المقرر له أن يجري ضمن برنامج رعته واشنطن لتدريب المعارضة السورية، إلا أن التدخل الروسي الأخير دفع إلى تسريع عملية تسليم هذا النوع من الصواريخ.
وتؤكد الواشنطن بوست أن استخدام هذا النوع من الصواريخ في الهجوم الأخير الذي شنته قوات الأسد بدعم روسي، كان له أثر بالغ في صد هذا الهجوم، حيث ظهرت عشرات المقاطع المصورة التي بثها الناشطون لعمليات استهداف دبابات الجيش السوري الروسية بصواريخ أمريكية الصنع.
جيف وايت من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قال إنّ ما يجري في سوريا حرب بالوكالة، مؤكداً أنه أحصى تدمير 15 دبابة وعربة في يوم واحد، مبيناً أن ما يجري في سوريا هو حرب بالوكالة جرت بمحض الصدفة وليس بقرار مسبق.
برنامج تسليح المعارضة السورية بصواريخ تاو تشرف عليه وكالة الاستخبارات المركزية، منفصل تماماً عن برنامج تدريب المعارضة السورية الذي تشرف عليه وزارة الدفاع الأمريكية، والذي كان يهدف إلى تدريب فصائل سورية لمقاتلة تنظيم الدولة.
وتتابع الصحيفة أن برنامج التسليح بدأ قبل برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رعته وزارة الدفاع الأمريكية، مبينة أنه ومنذ أوائل عام 2014 بدأت عملية تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية تشكل صواريخ مضادة للدروع وذخائر.
وتؤكد أن السعودية هي من يقوم بتوريد تلك الأسلحة عبر تركيا بموافقة وكالة المخابرات المركزية، وكان الهدف منه الضغط على الأسد للخروج من السلطة، عن طريق التفاوض، لأن واشنطن لم تكن ترغب بانهيار الأسد وترك فراغ بسلطة البلد، إلا أن التدخل الروسي لدعم الأسد لم تكن في الحسبان.
ولا يعرف إلى الآن هل كانت تلك الصواريخ التي تم تزويد المعارضة السورية بها قادرة على أن تفعل ذات الفعل الذي أدته صواريخ ستينغر إبان الحرب الأفغانية من اصطياد المروحيات الروسية، خاصة أن الطائرات الروسية المشاركة في المعارك بسوريا اليوم تقوم بطلعات أكثر كثافة.
وسبق للثوار السوريين أن ناشدوا واشنطن تسليحهم بصواريخ ستينغر أو ما يعادلها لمواجهة التهديد من الجو، غير أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنّ من غير المرجح أن تقوم إدارة أوباما بالموافقة على هذه الطلبات التي سبق أن تم رفضها خشية أن تقع مثل هذه الصواريخ بيد الجماعات المتطرفة.
وتؤكد الصحيفة أن برنامج تسليح الثوار السوريين بصواريخ تاو سوف يستمر، خاصة أن المورد لهذا النوع من الصواريخ -وهي المملكة العربية السعودية- تعهدت بالاستجابة لطلبات الثوار بتزويدهم بمثل هذا النوع لمواجهة التوغل الروسي.
وبموجب شروط هذا البرنامج فإنه يتم تسليم صواريخ بكميات محدودة، وإعادة ما لم يتم استخدامه لضمان عدم تخزينها وعدم بيعها.
======================
نيويوك تايمز: شيعة العراق متحمسون لتدخل بوتين في سوريا
 الثلاثاء، 13 تشرين1/أكتوير 2015 
رصد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، رد فعل الشيعة العراقيين على التدخل الروسي في سوريا، مشيرا إلى إشادتهم بذلك التدخل .
وقالت "نيويورك تايمز" إنه "من بين أكثر ما يتم تداوله عبر فيسبوك بمعاقل الشيعة في العراق هي صورة معدلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يرتدي عباءة لشيخ قبيلة جنوبية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الاجتياح الغربي الذي قادته أمريكا في العراق، لإسقاط صدام حسين، هو الذي عزز شيعة العراق، بالإضافة للتحالف الغربي الذي يشن ضرباته الجوية على مواقع تنظيم الدولة".
إلا أنه مع توقف الصراع ضد تنظيم الدولة، فإن القوة العسكرية المباشرة لروسيا في سوريا المجاورة للعراق، بالإضافة لزعامة "الشيخ بوتين"، هي التي تحوز على اهتمام واستحسان المركز الشيعي، بحسب الصحيفة.
وقال عضو البرلمان العراقي إبراهيم بحر العلوم لـ"نيويورك تايمز" إن "ما يهم الناس في الشارع اليوم هو إخراج داعش من العراق"، مضيفا أنهم"يشعرون أن روسيا أكثر جدية بذلك من الولايات المتحدة".
ويظهر مقطع مصور على اليوتيوب بوتين وهو يسير واثقا على أصوات أغنية عراقية تحتفي به على أنه زعيم ذو رؤية وإصرار على استقرار العراق، إذ تقول الأغنية:"لا يحتاج أن تقول اسمه، هو يعرف نفسه جيدا"، لتنتهي الأغنية ببوتين وهو يصافح الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وينبع كثير من الإعجاب الشعبي في العراق بـ"الشيخ بوتين"من تحويل السياسات الطائفية إلى مرحلة دولية" كما تقول الصحيفة، فبينما أغضب التدخل الروسي في سوريا السنة العرب في المنطقة الذين ينظرون إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد على أنه المستبد الوحشي للأكثرية السنية، يعتبر كثير من الشيعة العراقيين حكومة الأسد العلوية حصنا أمام "التمدد السني"، كما أنهم متشجعون لانضمام القوات الروسية مع إيران لدعم النظام السوري، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة أن ما يغذي المخاوف الشيعية هو المنظور بأن الحملة المدعومة أمريكيا ضد تنظيم الدولة تتحرك ببطء، وأن الولايات المتحدة ليست مهتمة بأن تكون القوة العسكرية المهيمنة في الشرق الأوسط.
وسأل فارس همام، رئيس اتحاد الكتاب العراقيين، في ندوة للصحفيين وقادة المجتمع المدني، عن عدد المعجبين بالحملة الروسية في سوريا، فرفع معظم المشاركين أيديهم، بينما قال همام إن"التدخل الروسي مرحب به، لا حبا بالتدخل نفسه، ولكن بسبب الفشل الأمريكي".
ولا يبالي كثير من العراقيين بقول أمريكا أن معظم الضربات الروسية موجهة ضد خصوم الأسد، لا تنظيم الدولة، إذ غابت هذه التفاصيل عن الصور الدراماتيكية للطائرات الروسية وهي تضرب أهدافها، بغض النظر عنها.
وقال حيدر الخوي، الباحث في معهد تشاذام، لـ"نيويورك تايمز"، إنه "في الشرق الأوسط، ما يهم هو القوة، أو على الأقل وهمها".
وقالت الصحيفة إن مدينة النجف (١٠٠ كم جنوب بغداد) ليست على خطوط الجبهة الأولى، وإن لم تكن بعيدة جدا عن تنظيم الدولة، مشيرة إلى أنها شهدت دعوة المرجعية الشيعية علي السيستاني للعراقيين بحمل أسلحتهم ضد تنظيم الدولة، بعد هروب الجيش العراقي من الموصل.وفي "مرقد الإمام علي" كما تسمى (النجف)، يحمل المقاتلون العائدون من معاركهم مع تنظيم الدولة أنعاش زملائهم القتلى، بينما تتوزع العائلات النازحة من الفلوجة والموصل والرمادي - المدن التي تعيش في قبضة تنظيم الدولة - على خيم متنقلة على طول الطريق العام خارج النجف، بحسب الصحيفة.
وتابعت الصحيفة بأن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، زار مرقد الإمام الحسين، مضيفة بأن "المسؤولين الأمريكيين يقولون أن سليماني زار موسكو نهاية تموز/ يوليو الماضي كجهد واضح للتنسيق مع الهجوم العسكري في سوريا، كما أنه يقود الجهد الإيراني لدعم المليشيات العراقية".
وبينما يرفض كثير من العراقيين عودة القوات الأمريكية بأعداد كبيرة للبلاد، بالإضافة لفشل الجهود بإعادة بناء الجيش العراقي بسبب قلة المتطوعين؛ تتظافر عدة عوامل لتشكيل رؤية الشيعة العراقيين تجاه التدخل الروسي، إذ أوضحت الصحيفة أن "التوترات الطائفية تشكل أحد العوامل، بالإضافة لخذلان التوقعات بأن الاحتلال الأمريكي سيعيد بناء العراق، مدعومة بنظريات المؤامرة، التي يقول بعضها أن ظهور تنظيم الدولة ليس إلا تصميما من واشنطن".
وقال أحمد ناجي، الأستاذ بجامعة الكوفة، لـ"نيويورك تايمز"، إن "الأمريكيين طوروا تقنيات رصدت الماء على سطح المريخ، فكيف لا يستطيعون هزيمة داعش؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما، خشية تورطها في القتال، وحددت المهمة العسكرية في العراق لما يقارب ٣٥٠٠ مستشار أمريكي ومقاتل في البلاد، إذ لا يشارك المستشارون على سبيل المثال في المعارك لدعوة الضربات الجوية للمقاتلين العراقيين، في إجراء دعا القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق ديفيد بترايوس لرفعه.
ومع عدم رضا بعض العراقيين بقدرة تنظيم الدولة على السيطرة على كثير من شمال وغربي العراق، طالب أولئك العراقيون الولايات المتحدة بتعزيز عملها العسكري بزيادة المستشارين وتوسيع دورهم وقطع خط إمدادات المسلحين من تركيا، بحسب تنظيم الدولة.
 
وأضاف بحر العلوم للصحيفة:"يجب أن نضغط على الولايات المتحدة لتغير توجهها وتقوم بالمزيد لمساعدة الشعب العراقي"، بحسب قوله.
بدوره، قال محمد حسين حكيم، الشيخ الشيعي البارز، إن "توجه موسكو العسكري الجديد أظهر غضب العراقيين من الحملة العراقية والأمريكية المشتركة ضد تنظيم الدولة، أكثر من كونها دعما لبوتين"، مضيفا أن "الحرب ضد داعش كانت بطيئة، في وقت يريد به الشارع العراقي مشاركة فعالة وعملية ضدها، وليس الأمر مع التدخل بحد ذاته".
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن أرضية الدعم الشيعي للتحركات الروسية تبدو متأثرة بالحكومة العراقية، ذات الغالبية الشيعية، إذ مرت طائرات النقل التي حملت الأسلحة والعتاد إلى قاعدة الكريملن الجديدة باللاذقية، في الأجواء العراقية دون اعتراض من السلطات، في حين أعلن الجيش العراقي الشهر الماضي أنه انضم لمجموعة عمل استخباراتية وأمنية مع روسيا وإيران والنظام السوري.
ويبدو أن هناك حدودا للتعاون العراقي الروسي، فبينما قال حاكم الزميلي، رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي إن التحالف الذي تقوده روسيا يهدف لاستبدال التحالف الذي تقوده العراق، لا يبدو أن الحكومة لديها خطة لذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء العراقي حرص على عدم إغلاق الباب بوجه التعاون مع موسكو، مراعيا الشارع العراقي، والحليف الإيراني، إذ قال في مقابلة تلفزيونية على قناة أمريكية الشهر الجاري إنه "بداخل العراق، هناك الكثير من الأشخاص الخطيرين، ولذلك أعتقد أن الروس سيساعدونني".
 *ترجمة خاصة بالإسلام اليوم.
======================
التايمز: "داعش" المستفيد الأول من الصراع "التركي- الكردي".. أردوغان يتبنى المصالحة مع الأكراد للرد على الانفجارات
اميرة سالم
البلد
أعربت صحيفة "التايمز" البريطانية عن اعتقادها بأن الحرب السورية عرفت طريقها الى تركيا حليفة "الناتو" عقب انفجار انقرة السبت الماضي والذى أودى بحياة 100 قتيل وفق الحصيلة الرسمية.
وأضافت ان اكثر الدول التي تأثرت بالصراع خارج سوريا والعراق المجاورة لها هي تركيا حيث يتواجد الآن مليونا لاجئ سوري على الجانب التركي للحدود.
ووفق الصحيفة فإن المستفيد الأكبر من تجدد الصراع بين تركيا والأكراد هم " المتشددون" الذين يقاتلون الجانبين- التركى والكردى- وأنه كلما زاد قتال الأتراك والأكراد قل الانتباه الموجه لتنظيم داعش.
وأوضحت ان الرئيس التركى "اردوغان" ذكر أن أفضل رد على تلك الهجمات سيكون المصالحة وبناء الجسور مع الأكراد.
وأضافت أن حزب العمال الكردستاني منحه فرصة للقيام بذلك بعد إعلانه ايقاف جميع العمليات ضد القوات التركية حتى الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتراك في أشد الحاجة إلى إنهاء الأعمال العدائية العسكرية مع الأكراد، وهو فى نفس الوقت ما لا تريده "داعش".
وحثت الصحيفة أردوغان على ضرورة ادراك أي العدوين "الاكراد – داعش" أكثر خطورة؛ مشيرة إلى أن التهديدات التي تواجه تركيا من "جحيم الحرب السورية" كبيرة وأن أفضل مصلحة لتركيا تكمن في إيجاد تسوية سلمية مع أكراد المنطقة.
======================
نيويورك تايمز: ماذا بعد التدخل الروسي في سوريا؟
نيويورك تايمز: ترجمة الشرق الأوسط
في الوقت الذي يروق فيه للرؤساء الأميركيين الظهور في صورة حازمة، أثبت الرئيس الروسي أن الظهور في صورة الفارس الذي يجول بفرس ويسوق أمامه عددا من النمور يمكن أن ترفع مستوى التأييد الشعبي له بالداخل.
بيد أن السياسة الخارجية نادرًا ما تميل لصالح الجريء، حتى وإن رأى كاتبو العناوين الصحافية خلاف ذلك. في الحقيقة، يعتبر التحرك الروسي نحو الداخل السوري خطوة جريئة بالفعل، لكنه لن ينهي الحرب الأهلية السورية أو يدرأ خطر الإرهاب والتطرف.
بصورة عامة، ستسفر الجهود الروسية عن تفاقم أعمال العنف، وربما تأجيج الإرهاب، والمخاطرة بجذب الروس إلى داخل مستنقع. ومن المحتمل أن يخلف ذلك التدخل تداعيات سلبية على روسيا والولايات المتحدة، بل والأسوأ من ذلك على سوريا وجيرانها.
وستكون قمة الحمق أن تستجيب الولايات المتحدة للتحرك الروسي داخل سوريا بخطوة مضادة على القدر نفسه من الجرأة، لكنها تفتقر إلى الحكمة. والملاحظ أن جميع المقترحات الصادرة عن مرشحين رئاسيين، من فرض منطقة حظر جوي إلى إرسال قوات أميركية لمحاربة نظام الرئيس بشار الأسد مباشرة، تبدو قوية وعلى مستوى التحدي الروسي، لكنها جميعًا تفتقر إلى أي نظرية منطقية وراءها توضح كيف سيحسن الإجراء المقترح من الوضع على الأرض داخل سوريا. الواضح أن الفكرة الأساسية تدور حول القيام بأمر جريء وحاسم، ثم سيتبعه السلام والديمقراطية تلقائيًا. بيد أنه للأسف، فإن إدارة جورج دبليو بوش قد اختبرت هذه الفكرة بالفعل في العراق.
بدلا من ذلك، ينبغي على صانعي السياسة الغربيين التوقف هنيهة، وتوخي الحذر ـ رغم افتقار هذا الأمر للشعبية ـ والتفكير فيما يؤجج العنف داخل سوريا، ولماذا شعر الروس بالحاجة إلى الدخول هناك على هذا النحو الذي يعد تصعيدًا قد يكون مكلفًا للغاية. الملاحظ أن نظام الأسد وجماعات المعارضة المتنوعة نجحا حتى الآن في البقاء في خضم الحرب الأهلية بسبب المساعدات الخارجية الكبيرة. عندما يعاني طرف ما من انتكاسة، يسارع داعموه من الخارج إلى تقديم الدعم له. ويعتبر هذا نمطا متكررا منذ حقبة «الحرب الباردة»، عندما كانت الحروب الأهلية التي تشتعل بالوكالة داخل دول متنوعة مثل أنغولا وغواتيمالا وفيتنام تستمر لعقود بسبب التصعيد والتصعيد المضاد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.
حتى من دون «حرب باردة»، لا يزال نمط الحروب بالوكالة مستمرًا. في الواقع، مني نظام الأسد بعدة انتكاسات في الشهور الأخيرة، منها تقدم تنظيم داعش عبر وسط سوريا، وانتصارات المعارضة في محافظة إدلب. ونجمت هذه الانتكاسات في جزء منها عن تنامي وتحسن مستوى المساعدات الأجنبية القادمة من دول كثيرة.
من جهتها، لاحظت روسيا ذلك وقررت التصعيد داخل سوريا، وذلك كي تتمكن، تبعًا للصيغة الكلاسيكية، من التفاوض مع الولايات المتحدة وحلفائها من «موقف قوة»، مما يعني تعزيز نظام الأسد المترنح.
وتبدو هذه الاستراتيجية وكأنها صورة منعكسة على مرآة للاستراتيجية الأميركية المعيبة في سوريا، فبالمثل تقوم السياسة الأميركية على فكرة أن إنهاء الحرب الأهلية السورية يستلزم تغيير توازن القوى على نحو يكفي لإقناع الداعمين الخارجيين للأسد بأن نظامه بلا مستقبل، وأن عليه الدخول في مفاوضات بناءً على الشروط التي تحددها المعارضة.
في الواقع، إن التسوية المطلوبة لإنهاء الأزمة ليست بعيدة عن تلك المنصوص عليها في إعلان جنيف الذي وقعته واشنطن وموسكو عام 2012. ستتضمن مثل تلك التسوية تنازلات جادة، خاصة من قبل الولايات المتحدة وشركائها أمام النظام، بحيث يدعمون مرحلة انتقالية سياسية لا تشمل ضمانات برحيل الأسد عن السلطة، بينما يوافق النظام وداعموه على التشارك في السلطة داخل دمشق. بيد أن التصعيد الروسي الأخير والموقف الأميركي زادا من صعوبة تحقيق هذه التسوية.
ينبغي أن تركز الجهود الأميركية على المعاناة الكبيرة الممتدة إلى داخل الدول المجاورة وأوروبا. وكما أشار الكثيرون فإن أزمة اللاجئين لا تعدو كونها عرضا لمرض هو الحرب الأهلية السورية.
بإمكاننا تقديم مساعدات أكبر للاجئين، وبذل مزيد من الجهود لدمجهم بالدول المجاورة، لكن هذا ليس الحل للحرب الأهلية، وإنما أحيانًا يكون أجرأ ما يمكنك عمله هو الاعتراف بحدود قدراتك.
======================
كريستوف رويتر - (ديرشبيغل) 6/10/2015 :المشروع الإيراني في سورية: لماذا تحول الأسد إلى موسكو لطلب العون؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
كانت إيران تقوم منذ وقت طويل بإرسال القوات والمعدات لمساعدة المستبد السوري بشار الأسد في شن حربه على شعبه. لكن طهران أصبحت منكبة الآن على تأسيس دولة داخل دولة -وهو السبب في أن الأسد أصبح يريد المساعدة الآن من روسيا.
*    *    *
كان خوفه من أعدائه هو السبب الرئيسي وراء طلب بشار الأسد المساعدة من موسكو. "لكن خوفه من أصدقائه سرعان ما جاء في أعقاب ذلك مباشرة"، كما يقول مسؤول روسي كان قد عمل لفترة طويلة في سفارة بلاده في دمشق. والصديق الذي يشير إليه هو إيران؛ أهم حماة النظام السوري.
ويقول المسؤول الروسي: "يشعر الأسد والذين من حوله بالخوف من الإيرانيين". ويضيف أن الغضب من غطرسة الإيرانيين الذين يعاملون سورية وكأنها مستعمرة، هو أيضاً جزء من ذلك. ومع ذلك، فإن الأهم من كل شيء هو أن السوريين "لا يثقون بغايات طهران، التي ربما لم يعد احتفاظ الأسد بالسلطة أمراً مهماً بالنسبة إليها. وهذا هو السبب الذي يجعل السوريين يريدوننا حتماً في البلد".
ما يقوله الدبلوماسي الروسي، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، يبدو متناقضاً قليلاً للوهلة الأولى الأولى. فلولا المساعدة الشيعية من إيران وأفغانستان وباكستان والعراق ولبنان -والتي يقوم بتنظيمها الحرس الثوري الإيراني- لكان نظام الأسد قد انتهى منذ وقت طويل. لكن تعليقاته تستكمل بعدد من التفصيلات التي تضيف إلى صورة الصراع الجاري على السلطة وراء الكواليس -وهو ما يسلط ضوءاً جديداً ومرعباً على حالة النظام السوري وعلى مستقبل البلد ككل.
لطالما خطط الحرس الثوري الإيراني ونفذ معظم المهمات والعمليات المهمة للنظام السوري. وكان مسؤولاً، حتى أدق التفاصيل، عن الهجمات الناجحة من وقت إلى آخر في حلب في الشمال، ودرعا في الجنوب، والتي بدأت في العام 2013. وفي إيران، يعد الحرس الثوري من تلك المجموعات العازمة على مواصلة "الثورة الإسلامية" -أي انتصار الشيعة على السنة. وهو يشكل دولة داخل دولة، حيث يمتلك العديد من الشركات ويتبع فقط المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي. ولا يملك الرئيس حسن روحاني أن سلطة من أي نوع على الحرس الثوري.
تذهب أهداف الحرس الثوري إلى ما هو أبعد من مجرد إعادة تأسيس الوضع الراهن في سورية. ففي وقت مبكر من العام 2013، قال حجة الإسلام مهدي تائب، أحد المخططين وراء انخراط إيران في سورية: "إن سورية هي المحافظة 35 في إيران، وهي ذخر استراتيجي لنا". ولعقود عدة، كان التحالف بين عائلة الأسد وإيران تحالفا مربحاً، خاصة فيما يتعلق بمعارضة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي لطالما كانت له اليد العليا في المنطقة. لكن الأسد أصبح يعتمد اليوم على إيران للبقاء في السلطة، وفي المقابل تحاول إيران أن تستفيد من هذا الوضع.
باستخدام مجموعة من الطرق، المدنية والعسكرية على حد سواء، تبدو طهران راهناً قيد تنفيذ عملية تأسيس نفسها في سورية. وفي الأثناء، يجري توظيف السبل العسكرية لتعزيز قبضة الميليشيا الشيعية لحزب الله على المناطق القريبة من الحدود مع لبنان. ولخدمة هذا الهدف، تم تأسيس قوات الدفاع الوطني السورية، وهي قوات توجد على طول الخط مع الجيش السوري النظامي وتضم عشرات الآلاف من المقاتلين الذين كانوا قد تلقوا التدريب في إيران. ومع ذلك، بدأت قوات الدفاع الوطني في التفكك إلى ميليشيات مافيا محلية، بل إنها ساعدت في الحقيقة في مسارعة فقدان الدولة سيطرتها على تلك المناطق.
التغييرات على قدم وساق
مع ذلك، فإن التغييرات الرئيسية هي تلك الجارية في القطاع المدني على قدم وساق. فتماماً كما في دمشق واللاذقية وجبلة، ثمة أعداد متزايدة من الحسينيات -مراكز التعليم الدينية الشيعية- التي تفتح أبوابها. وتهدف هذه المراكز إلى تحويل السنة -وحتى العلويين، الطائفة التي تنمي إليها عائلة الأسد- إلى الإسلام الشيعي "الصحيح" عن طريق المواعظ والمساعدات. وبالإضافة إلى ذلك، أصدرت الحكومة قبل عام مرسوماً يقضي بأن تقوم المدارس الدينية التي تديرها الدولة بتدريس المواد الشيعية.
كل هذا يحدث ليثير رعب العلويين الذين بدأوا في الإعراب عن عدم رضاهم. واشتكى العلويون على صفحة أخبار جبلة في وسيلة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من أنهم "يعيدوننا ألف سنة إلى الوراء. نحن لا نرتدي حتى غطاءً للرأس ونحن لسنا شيعة". كما ظهرت مشاعر امتعاض عندما تم افتتاح مسجد شيعي في اللاذقية؛ حيث قال الإمام هناك: "إننا لا نحتاج إليكم. إننا نحتاج إلى أولادكم وأحفادكم".
بالإضافة إلى ذلك، بدأ مبعوثون إيرانيون، سواء مباشرة أو عبر وسطاء، في شراء أراض وعمارات في دمشق، بما في ذلك معظم الحي اليهودي السابق، كما يحاولون توطين شيعة من بلدان أخرى هناك.
يلخص طالب إبراهيم، وهو صحفي علوي من بلدة المصيف، والذي كان قد هرب إلى هولندا قبل سنوات عديدة، يلخص المزاج السائد كما يلي: "يريد الأسد الإيرانيين كمقاتلين، لكنهم يتدخلون إيديولوجياً في الشؤون المحلية بازدياد. أما الروس فلا يفعلون ذلك".
هذا هو السبب في أن الأسد قرر الآن وضع مصيره في أيدي روسيا التي لا تثير المشاكل الدينية، والتي أرسلت طائرات وقوات إلى قاعدتها العسكرية في بلدة اللاذقية السورية الشمالية مؤخراً، وبدأت في تنفيذ ضربات جوية. ومع أنه تم استخدام القتال ضد إرهاب "الدولة الإسلامية" وميليشياتها كذريعة للعملية، فإن الضربات الجوية الروسية الأولى لم تستهدف الإسلاميين على الإطلاق. وبدلاً من ذلك، قامت بطلعات ونفذت ضربات ضد مناطق يسيطر عليها الثوار السوريون.
تطهير طائفي
مع ذلك، يبقى مثار شك ما إذا كان يمكن عكس وجهة النفوذ الإيراني في البلد. وتخدم المفاوضات في بلدة الزبداني السورية في إظهار مدى التقدم الذي أحرزه "المشروع الإيراني". وتعد البلدة التي تقع إلى الشمال الغربي من دمشق، والمطوقة منذ ثلاث سنوات حتى الآن، بلدة مهمة استراتيجياً لميليشيات حزب الله الشيعية. وتمثل الزبداني التي يسيطر عليها الثوار آخر عائق كبير يقف في وجه خطة حزب الله لجلب معظم منطقة الحدود السورية التي تحيط بلبنان تحت سيطرته. وفي بداية شهر تموز (يوليو) الماضي، بدأ حزب الله هجوماً واسعاً على الزبداني. وفي الرد على ذلك، فرض الثوار في إدلب الحصار وشرعوا في إطلاق النار على قرى فوع وكفريا، حيث يعيش أكثر من عشرة آلاف شخص من الأقلية الشيعية. ثم تدخلت طهران وبدأت التفاوض مباشرة مع الثوار السوريين، بما في ذلك جبهة النصرة. ولم تكن القيادة في دمشق مشاركة في هذه المباحثات.
وقد تم التوصل إلى صفقة مع الثوار، والتي ذهبت أبعد كثيراً مما وافق عليه الأسد في أي وقت على الإطلاق. لكنها صفقة قابلة للانفجار. وهي تظهر أن الإيرانيين لم يعودوا يعتقدون بإمكانية انتصار الأسد، كما تظهر أن تقسيم البلد قد بدأ فعلاً، بما في ذلك عمليات التطهير الطائفي.
تدعو اتفاقية وقف إطلاق النار المذكورة كل السنة الذين يعيشون حالياً في الزبداني إلى مغادرة المدينة في اتجاه إدلب. وفي المقابل، سيسمح للشيعة في فوع وكفريا بإعادة الاستيطان في الجنوب. وسيكون وقف إطلاق النار ساري المفعول في سلسلة كاملة من البلدات والقرى في المنطقة، كما تدعو الصفقة إلى عدم اختراق طائرات النظام السوري للمجال الجوي للبلدة، على غرار منطقة حظر للطيران.
ويشكل ذلك التفافاً عميقاً على استقلالية النظام، ويقوم الأسد فعل كل ما يستطيع فعله لمقاومة تنفيذ الصفقة التي تشتمل أيضاً على إطلاق سراح 500 سجين.
لقد وصل حجم التدخل الإيراني الذي أُطلق له العنان في داخل عن أن دائرة الأسد بالكاد إلى العالم الخارجي. لكن بعض الشخصيات الأكثر نفوذاً في النظام -أولئك الذين عارضوا ألعاب القوة الإيرانية- قد اختفت في الفترة الأخيرة، بعضهم في غمرة ظروف غامضة.
فلل متفجرة
في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، جرى نسف عزبة الجنرال رستم غزالة، رئيس مديرية الأمن السياسي السوري، والتي تقع مباشرة إلى الجنوب من دمشق، وتم تصوير التفجير في فيلم. وتم بث شريط الفيديو، المرفق بموسيقى ميلودرامية وتعهدات بالولاء للأسد، على الإنترنت. وبعد ذلك بوقت قصير، تعرض غزالة للضرب حتى الموت من قبل رجال يتبعون للأجهزة السرية السورية، وكان من بينهم إيرانيون. والسبب: مقاومة غزالة للميليشيات الشيعية التي كان قدر رفض أي تعاون معها من أي نوع. وقالت مزاعم أن الإيرانيين أرادوا استخدام فيلته كمقر رئيسي لهم، وهو السبب الذي جعل غزالة يقوم بتدميرها.
وفي تموز (يوليو)، جاء الدور على الجنرال ذو الهمة شاليش، الذي كان لعقود رئيساً للحرس الرئاسي، وهو قريب وثيق لعائلة الأسد. وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الفساد كان السبب وراء خفض رتبته بشكل تعسفي. وهو ادعاء مثير للشكوك على ضوء أن شاليش لم يكن فاسداً وحسب. لقد كان رأس الفساد، حيث كان متورطاً في صفقات العقارات والمخدرات والأسلحة. وبالإضافة إلى ذلك، كان الشخصية الرئيسية في نظام التجارة غير المشروعة الضخم الذي شهد تهريب ما قيمته ملايين الدولارات من الأسلحة والتكنولوجيا عبر سورية إلى بغداد، في انتهاك للحظر الذي كان مفروضا آنذاك على العراق. وتم اكتشاف التجارة غير المشروعة في جزء منها من جانب الولايات المتحدة في العام 2003، وهو ما جلب نظام الأسد أقرب إلى الانهيار نتيجة للضغط الخارجي من أي وقت في السنوات الثلاثين السابقة.
في ذلك الحين، لم يبدُ أي أحد في سورية مهتماً على نحو خاص بنشاط الجنرال شاليش غير المشروع. وهكذا، بدت عملية تنزيل رتبته منطوية على القليل مما له صلة بممارساته التجارية الفاسدة، وإنما لها علاقة بدوره كرئيس للحرس الرئاسي.
يظهر هذان المثالان مدى الضغط الإيراني الذي يمارس على الأسد –إلى النقطة التي لم يعد يستطيع معها حتى حماية أقرب ثقاته. وقد يصبح في نهاية المطاف خطيراً عليه هو نفسه.
يقول دبلوماسي أوروبي له اتصالات طويلة الأمد مع دمشق: "منذ مغادرة شاليش، يتمتع الإيرانيون بوصول مباشر وفسيولوجي إلى بشار". وتتوفر الحماية للأسد راهناً من جانب الإيرانيين الذين يستطيعون التخلص منه بسهولة إذا أرادوا ذلك.
تضع قوات موسكو الأسد في وضع أكثر راحة قليلاً. فهو يستطيع الآن، بدرجة محدودة، أن يجعل القوتين اللتين توفران له الحماية في مواجهة بعضهما بعضا، بينما يستطيع الاستمرار في حملته ضد بلده. وهي حملة لن يكسبها، لكنه لن يخسرها أيضاً في المستقبل المنظور.
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
The Iranian Project: Why Assad Has Turned to Moscow for Help
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
======================
أندريه كريكوفيتش، ويوفال ويبر* - (معهد بروكينغز) 30/9/2015 :نشوب حرب باردة أخرى مع روسيا سيكون حتمياً
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
لا شك أننا نقف أمام لحظة حاسمة في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. فالحرب الأهلية في أوكرانيا تستقر على حالة من الجمود المؤذي للطرفين؛ وتم التوصل إلى اتفاق نووي عملي وقابل للتطبيق مع إيران؛ وفي الآونة الأخيرة، صعدت روسيا تواجدها العسكري في سورية، مما يزيد من مخاطر حدوث مواجهة مع الولايات المتحدة، لكنه يفتح الإمكانية أيضاً للتعاون ضد مجموعة "الدولة الإسلامية". وقبل أن تأتي إدارة أميركية أكثر صقرية وتشدداً إلى السلطة -وقبل أن تصبح نزعة العداء لأميركا أكثر رسوخاً في روسيا، كما تدل على ذلك آخر بيانات الاستطلاعات العامة التي أجراها مركز ليفادا- ربما تكون هناك فرصة ما تزال سانحة لتغلب واشنطن وموسكو على مأزقهما الراهن.
هذا هو أملنا. ولكن النظرية والبرهان يشيران إلى استنتاج واقعي مختلف: إن أياً من الجانبين لا يستطيع أن يقدم التنازلات الضرورية لحل خلافاتهما الحالية، ومنع العلاقات من الذهاب إلى مزيد من التدهور.
قلق الالتزام
ثمة مكمن قلق كبير لدى الداعين إلى فكرة التفاوض بين الولايات المتحدة وروسيا، هو أنه في حين تكتنف العلاقة الحالية بينهما مجموعة من الخلافات الخطيرة، فإن التداعيات السلبية لعلاقة عدائية معلنة ستكون أسوأ بكثير مما هو قائم حالياً. وتقول هذه الأصوات إنه من دون إطار عمل أمني أوروبي محدَّث لحل بعض من أسوأ التوترات (وضمنياً، تحديث تسوية ما بعد الحرب الباردة)، فإن حرباً باردة جديدة ستظهر بين المعسكرين.
لن تكون المنافسة الجديدة شاملة كما كانت من قبل، لكنها ستجعل من أمر التعاون حول القضايا الحاسمة خارج أوروبا -بما فيها إيران، و"داعش" وسورية- غير قابل للديمومة، وسوف تفضي إلى نظام عالمي يكون أقل استقراراً بطبيعته. وفي المقابل، يدعو هؤلاء إلى وضع إطار عمل إقليمي مقبول للطرفين، بغية تجنب نجوم المزيد من الصراعات في مناطق أخرى في الفضاء ما بعد السوفياتي.
لا شك أن التوصل إلى "صفقة كبرى" تنظم هيكل العلاقات الدولية والإقليمية، والتي تكون قائمة على التنازلات المتبادلة، هو هدف نبيل. ومع ذلك، ثمة شكوك أصيلة لدينا في إمكانية التوصل إلى مثل هذه الصفقة الكبرى، لأنها ستعاني من مشكلات حادة تخص مسألة الالتزام. سوف يكون على روسيا إقناع الولايات المتحدة وحلفائها بأنها لن تدفع في اتجاه المزيد من المراجعات بهدف تغيير الوضع الراهن، في حين سيكون على الولايات المتحدة أن تثبت لروسيا أنها ستلتزم بأي صفقة يتم إبرامها، ولن تعود إلى انتهاج سياسات تهددها.
تنازلات مستحيلة
من بين شروط نظرية المساومة، ثمة فكرة إمكانية تغلب الدول على مشكلة الالتزام عن طريق القبول بتقديم تنازلات مكلفة، والتي تدلل بها على عزمها الالتزام بالاتفاقيات. ولكن، أي تنازلات افتراضية يمكن أن يقدمها الطرفان لجعل الصفقة الكبرى المقترحة قابلة للصمود؟
يمكن أن تكفر روسيا عن أفعالها في القرم -والتي ترى فيها واشنطن وعواصم أوروبية أخرى انتهاكاً جسيماً للقانون والنظام العالميين- عن طريق: إما التراجع عن الضم، أو استخدام الحوافز الاقتصادية وغيرها لجعل كييف تعترف بالوضع الراهن الجديد. وفي المقابل، يمكن أن تخفف الولايات المتحدة المخاوف الروسية من تطويق حلف شمال الأطلسي لها: إما بالموافقة على تشكيل منظمة أمن أوروبية جامعة، والتي تتمتع بسلطة أعلى من الناتو (كما اقترح ديمتري ميدفيديف خلال فترة رئاسته)؛ أو أنها تستطيع أن تلغي رسمياً حق الناتو في توسيع عضويته، وأن تعترف بتحييد دول ما بعد الاتحاد السوفياتي على حدود روسيا الغربية.
في حين تستطيع هذه التنازلات جعل احتمال إبرام صفقة قابلاً للتصور، فإننا نعتقد أن الكلف السياسية المحلية لمحاولة تنفيذ مثل هذه الاتفاقيات ستكون عالية جداً بالنسبة لقادة كلا الجانبين. لن يكون مطلب إعادة القرم إلى أوكرانيا (كما طالبت العديد من الأصوات الغربية) نقطة بداية معقولة بالنسبة لروسيا؛ فقد استثمر الكرملين الكثير في خطاب "استعادة القرم"، حتى أن مجرد التنازلات الصغيرة في هذا الموضوع يمكن أن تهز شرعية النظام من أسسه (بل إنها ربما تهدد بقيام ثورة قومية).
كما أن البديل -الذي يتضمن اعتراف أوكرانيا بخسران القرم كأمر واقع- يظل إشكالياً في حد ذاته أيضاً، وينطوي على احتمال استدراج رد فعل عكسي محلي حاد، والذي سيكون من شبه المؤكد أن يُسقط أي حكومة تبرم الصفقة في كييف. وبالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى الصعوبات الاقتصادية الحالية، فإن موسكو ربما لا تكون قادرة على تقديم الحوافز الاقتصادية الضرورية لضمان امتثال كييف.
وعلى الجانب الآخر، سوف يقابَل أعضاء التحالف الغربي أي تنازل يمكن أن يعطي روسيا حق نقض بحكم الأمر الواقع على سياسات الناتو، بالرفض المباشر. كما أن الخيار الأكثر اعتدالاً، والمتمثل في وقف توسيع الناتو والاعتراف بمنطقة للنفوذ الروسي في الفضاء ما بعد السوفياتي، ليس مقبولاً لدى الزعماء الأميركيين والجماهير على حد سواء، لأنه سيضفي الصلاحية على مفهوم "السياسة الواقعية" في العلاقات الدولية، والذي يتناقض بشكل أساسي مع نظرتهم إلى العلاقات الدولية -التي ينبغي أن تكون تترك لكل دولة الحرية في اختيار تحالفاتها.
اتجاه انحداري؟
كما تبدو الأمور الآن، لا يستطيع أي من الجانبين تقديم التنازلات الضرورية لجعل صفقة كبرى تعمل. ونتيجة لذلك، يجد الطرفان نفسيهما الآن وهما ينزلقان في اتجاه حرب باردة جديدة لا يريدها أي منهما حقاً.
إننا نأمل أن يثبت رجال الدولة في كلا الجانبين أننا مخطئون، وأن يجدوا الشجاعة والبصيرة اللازمتين للتغلب على المشكلات المتعلقة بالالتزام. لكن من الصعب أن نكون متفائلين أيضاً، بالنظر إلى المناخ السياسي الراهن، حيث يهيمن على الحديث في كلتا العاصمتين نوع من التقريع المتبادل، والذي يمنع أياً من الطرفين من تطوير تقدير واقعي ومنصف للمخاوف الأمنية للطرف الآخر.
 
*أندريه كريكوفيتش: أستاذ مساعد في جامعة الأبحاث الوطنية، والمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، روسيا. يوفال ويبر: أستاذ مساعد في جامعة الأبحاث الوطنية، والمدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، روسيا.
*نشر هذا التحليل تحت عنوان: Why a new Cold War with Russia is inevitable
======================
نيوريورك تايمز :التدخل الروسي.. إرباك العراق
تاريخ النشر: الأربعاء 14 أكتوبر 2015
تتمثل المعضلة السياسية في هذه اللحظة في كيفية الرد على تدخل روسيا في سوريا، ويشكو العديد من صناع السياسة والنقاد من الافتقار إلى وجود أميركي مبكر وأكثر صرامة هناك ويخلصون إلى أن الفرصة لتهميش دور روسيا قد ولت. والأمر الذي لفت الانتباه بصورة أقل هو نية روسيا الواضحة لتوسيع نفوذها بصورة أكبر في العراق، ولا يزال بوسع الولايات المتحدة أن تحاول منع ذلك، من خلال التدخل السياسي والعسكري على حد السواء. بيد أن الوقت قصير.وفي وقت مبكر من الشهر الماضي، أوضحت الولايات المتحدة أنها لا تريد أن يفتح العراق مجاله الجوي للطيران الروسي الذي ينقل المعدات العسكرية والأفراد إلى سوريا، لكن العراقيين تجاهلوا الطلب. وقبل أسبوعين، وقعت وزارة الدفاع العراقية اتفاقاً للتعاون الأمني والاستخباراتي مع روسيا وإيران وسوريا، وهو الاتفاق الذي قد ينذر بتشكيل ائتلاف غير غربي في الشرق الأوسط بقيادة روسيا.. ومن جانبه، ذكر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه قد يسمح لروسيا بشن ضربات جوية في العراق.
وفي الأسبوع الماضي، أصيب مسؤولون عراقيون بالدهشة والقلق عندما أطلقت روسيا صواريخ كروز عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا.
والمهمة الأولى لأميركا تتمثل في محاولة إقناع العبادي بأن السماح بأي دور روسي في أو فوق العراق سيكون بمثابة خطأ فادح.. ومن جانبه، تعهد العبادي بتوفيق المصالح بين الأقلية السُنية والأغلبية الشيعية من أجل توحيد العراق في حربها الخاصة ضد تنظيم «داعش»، ومن شأن الدخول الروسي إلى العراق أن يعزز السياسيين والميليشيات الشيعية الأكثر طائفية في العراق، والذين يخشاهم السُنة في العراق بسبب اتساق المصالح الروسية الإيرانية وبسبب سجلهم في قمع مشاركة السُنة في العملية السياسية العراقية.
وعلاوة على ذلك، فإن روسيا تدعم ديكتاتورية أسرة الأسد الحاكمة في سوريا، والتي قمعت بوحشية الأغلبية السنية في سوريا لعقود طويلة. وعلى عكس الغرب، فإن الروس لا يفرقون بين المعارضين المعتدلين السنة للرئيس الأسد، الذين يجدون الدعم لغرائزهم التعددية في واشنطن، وبين متطرفي داعش الذين تعارضهم كل من روسيا وأميركا. ولذلك، فإن سلوك روسيا في العراق يلقى احتقاراً واسع النطاق بين السُنة في العراق.
وفي حين يشارك العديد من العراقيين العبادي في إحباطه من الوتيرة البطيئة للجهود العسكرية الأميركية في العراق، هناك أسباب تدعو للحذر، فالولايات المتحدة تدرك أن الفوز بهذه الحرب يتطلب أكثر من قتل الإرهابيين، إنه يحتاج إلى إقناع المجتمعات السُنية التي تعيش الآن في المناطق التي تسيطر عليها «داعش» بضرورة التحالف مع الحكومة، ولذلك فقد حاولت القوات الأميركية التواصل مع زعماء القبائل السُنية وسعت إلى تهميش الميليشيات التي يهيمن عليها الشيعة في المناطق السُنية.
ومن المرجح أن تغض روسيا الطرف عن الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الشيعية ضد المدنيين السُنة، لذا فإن تدخل روسيا الطائش يمكن أن يكون كارثة بالنسبة للعراق عن طريق تقويض العمليات السياسية اللازمة لتحويل الحرب إلى سلام دائم.
ورغبة حكومة العبادي في أن تبحث سبل التعاون مع السُنة المعتدلة في العراق هو الأمل الوحيد المتبقي للحفاظ على وحدة واستقرار العراق، بينما تتمثل الأولوية القصوى للولايات المتحدة في ضمان بقاء هذه الحكومة، ولتحقيق ذلك، فإن واشنطن في حاجة إلى وضع ليس فقط إستراتيجية عسكرية أكثر فعالية في العراق، بل أيضاً دعم سياسي ومالي كبير لحكومة العبادي.
ومن جانبه، فإن الحاجة السياسية الأولى للعبادي هي تعزيز الدعم الشعبي بين الشيعة، فهو لديه برنامج طموح للقيام بإصلاحات، لكنه يحتاج إلى تقديم الخدمات العامة الأساسية بصورة أفضل. ويمثل هذا نضالًا في ظل تراجع عائدات النفط وزيادة تكاليف الحرب ضد تنظيم «داعش». عندما هزمت الولايات المتحدة المتطرفين في العراق عام 2007، كانت تقدم للعراق مساعدات ثنائية بقيمة 2.1 مليار دولار سنوياً - أي نحو ستة أضعاف المبلغ التافه المطلوب للسنة المالية 2016 بقيمة 355 مليون دولار. وينبغي على حكومة العبادي أن تجاهد ليس فقط في الحرب، وإنما أيضا مع شبكة الكهرباء المتداعية، وتفشي وباء الكوليرا وشكوك الشعب في قدرة العبادي على القيادة، وذلك في ضوء الاحتجاجات على الفساد المزمن في العراق وسوء الخدمات العامة.
ولحسن الحظ، فإن الزعيم الديني الشيعي علي السيستاني قام بدعم إصلاحات العبادي وحذر المتظاهرين من أن المتشددين يسعون لخطف حركتهم. وقد ساعد ذلك على حدوث تحول في الاحتجاجات التي تركز الآن بشكل كبير على تشجيع العبادي على توسيع نطاق إصلاحاته.
نسيبة يونس
زميلة المجلس الأطلسي، وباحثة متخصصة في الشأن العراقي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
======================
معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية :باسكال بونيفاس :التدخل الروسي.. مصالح وحلول
تاريخ النشر: الأربعاء 14 أكتوبر 2015
الاتحاد
ثمة - من دون شك - ازدياد للوجود العسكري الروسي في سوريا، لكن يبدو أن معظم الضربات الأولى التي نفذها الروس هناك تصب في صالح نظام بشار الأسد، ولا تستهدف تنظيم «داعش» فحسب. ومع ذلك، فتلك الضربات ليست كافية لإنقاذ الرئيس السوري، كما أنها ليست أول إشارة ضعيفة إلى حرب عالمية ثالثة، مثلما يزعم البعض مستشهداً بالتعارض بين روسيا والولايات المتحدة، وذلك لأن أياً من القوى الخارجية ليس لديها الرغبة للتدخل في النزاع السوري، رغم سقوط 250 ألف قتيل ونزوح نصف السكان السوريين.
بيد أن الموقف الروسي غير قابل للاستمرار على المدى الطويل؛ فالحفاظ على بشار الأسد في السلطة، إنْ تأتى، لن يكون إلا على جزء صغير من البلاد، والدعم الروسي سيصبح مكلفاً وباهظاً في وقت تواجه فيه موسكو احتياجات داخلية اقتصادية هامة بينما تتراجع مواردها نتيجة انخفاض أسعار النفط والعقوبات الغربية. صحيح أن موسكو تستطيع عرقلة الوضع لبعض الوقت في إطار المناورة الإستراتيجية، غير أن الروس لا يرغبون في التورط في مستنقع جديد شبيه بأفغانستان أو الشيشان، لذلك فإن تدخلهم لن يكون عميقاً، لكنه حتى وإنْ كان محدوداً، فهو كافٍ لجذب المقاتلين الأجانب المؤيدين لـ«داعش»، ولن يسمح للأسد ببسط سلطته مجدداً على كامل البلاد.
والحق أن الموقف الفرنسي الداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع عناصر من النظام، لكن من دون الأسد، وأعضاء من المعارضة المعتدلة باستثناء التنظيمات الإرهابية، معقول ومنطقي. غير أنه لا أحد يمتلك الوسائل لتطبيقه في المدى القريب.. أما الضربات الجوية التي شاركت فيها فرنسا، فالقصد منها هو التذكير بانخراطها في الملف السوري، وليس تغيير الوضع القائم أو القضاء على «داعش». وإذا كان بعض مسؤولي المعارضة يقترحون تدخلًا برياً، فمن الصعب تخيل البلدان التي يمكن أن تشارك مع فرنسا في ذلك التدخل. وعلاوة على ذلك، فإن فرنسا لا يمكنها المشاركة في عملية عسكرية كبيرة دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، وهو شيء يتنافى مع دورها كعضو دائم في المجلس. وحتى في حال أمكن دحر «داعش»، فإن التحدي الكبير سيتمثل في الحفاظ على الأراضي المحررة. كما ينبغي التنويه هنا إلى أن تدخلًا من هذا النوع هو بالضبط ما يتمناه «داعش» من أجل نصب فخ للغرب. فهل نسينا السابقتين الأفغانية والعراقية؟
إن الاعتقاد بأن تدخلا عسكرياً غربياً في هذه المنطقة يمكن أن يحل مشاكل سياسية من دون صعوبة، إنما يرقى إلى فشل في فهم العالم الذي نعيش فيه. فقد ولى زمن الهيمنة العسكرية الغربية، وسياسة القوة التي لن تخدم سوى الأهداف الدعائية لـ«داعش». فهذا الأخير تنظيم إجرامي وإرهابي، لكنه يحظى بدعم محلي. والأسد، المسؤول عن بدء المذابح والمتسبب حالياً في سبعة أضعاف ما أوقعه «داعش» من ضحايا، لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل. وبالتالي، فإن الحل يكمن في ذهابه وقيام حكومة مستوعبة لجميع الأطياف في البلاد، لكن من يستطيع تحقيق ذلك على المدى القصير؟
الروس يمثلون حالياً (رفقة إيران) العقبة الرئيسية، لكنهم موجودون في سوريا من أجل الدفاع عن مصالحهم وليس عن الأسد، أي أنهم لن ينخرطوا في حرب شاملة، لكن لا يمكن التوصل لأي حل بدونهم، ناهيك عن حل ضدهم.
والواقع أنه من الوارد التفاوض مع الرئيس السوري، لكن فقط حول شروط رحيله وكيفية تسريع المرحلة الانتقالية.. لا شك أن الروس يمكن أن يستمعوا إلى هذا الخطاب إذا ضمنا لهم أن تكون مصالحهم في سوريا محفوظة مع عناصر من النظام، لكن من دون الأسد الذي أصبح وجوده يقوّي «داعش» ويعززه.
-------------------
*مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بباريس
======================
لوفيغارو» جان - بيار شوفينمان :لتحالف مع موسكو والأسد
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٤ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تمس الحاجة إلى إنشاء تحالف دولي واسع لا يستبعد روسيا، على رغم التوتر بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما والرئيس الروسي، فلادمير بوتين. ومثل هذا التحالف يصب في مصلحة الدول كلها، والإسلامية منها على وجه التحديد. وهذا التنظيم ولد في العراق حين اعلن البغدادي خلافته في المناطق الغربية. وشعر سكان هذه المناطق بالإقصاء نتيجة سياسات حكومة المالكي. وتمدّدت الدولة الإسلامية الى سورية لملء فراغ خلّفته السلطة إثر الحرب الأهلية. وتحديد الهدف السياسي من التحالف هو شرط مسبق. فيرمي الحلف لا الى بعث الدول في حدودها التاريخية التي رسمت قبل حوالى قرن فحسب، بل الى جعلها قابلة للحياة. وحين زرت طهران أخيراً، دعوت الى عراق فيديرالي. والقضاء على «داعش» متعذر إذا لم ينفض الأهالي عنه، ولم يُنزل على مطالبهم. والأولوية هي لإرساء السلام. ويجب توسيع التحالف الدولي ليجمع القوى الكبرى (روسيا والولايات المتحدة) والقوى الإقليمية إلى إيران وتركيا والدول العربية والحكومتين العراقية والسورية. وفي وقت أول، تشكل قيادة اركان مشتركية تتشارك المعلومات الاستخباراتية وتنسق الضربات الجوية وتمسك بمقاليد الحدود. وحريّ بالتحالف تطويق «داعش». وحصاره يقتضي مشاركة تركيا والسعودية ومصر. ولكن شاغل تركيا هو مواجهة «الكردستاني» أكثر مما هو قتال «الدولة الإسلامية».
وإطاحة الأسد اليوم تشرّع أبواب دمشق أمام «داعش». والتحالف الدولي، وعلى رأسه اميركا، لم يفلح في القضاء على «داعش». ولا «معتدلون» في سورية. و«جيش الفتح» في إدلب، شمال غربي سورية، هو من بنات «جبهة النصرة» المتحدرة من «القاعدة». فهل نسلم سورية الى «القاعدة»؟ ولا شك في ان بشار الأسد ديكتاتور عنيف ولكن لا يجوز الخلط بين دواعي الأخلاق ودواعي السياسة. فالطريق الى الجحيم معبد بالنيات الحسنة. والإنسانية الحقة تقتضي القضاء على «داعش» من غير إرجاء ولا تأخير. والسبيل إلى بلوغ المُثل هو إدراك الواقع. وفلادمير بوتين واقعي. ووراء دعمه الأسد هو حرب روسيا على الإرهاب الجهادي منذ حوالى عقدين في القوقاز وآسيا الوسطى وفي موسكو نفسها حيث وقعت هجمات ارهابية مروعة. وأهداف بوتين واضحة من غير لبس.
وقتال «داعش» هو شأن السوريين والعراقيين أنفسهم. وفي الإمكان تقديم مساعدة عسكرية للقوات المحلية. وحريّ بالغرب تفادي الوقوع في شرك «داعش» وإرسال قوات بريّة. فإذّاك يسعه «داعش» تصوير الحرب على إنها حرب حضارات بين المسلمين والغرب. ولا يحق لفرنسا المشاركة في حرب دينية بين السنّة والشيعة. وحريّ بها أداء دور الوسيط. والاتفاق النووي المبرم مع إيران جيد ويحترم اتفاق حد الانتشار النووي. وهيمنة إيران في الشرق الأوسط هي نتيجة حربي 1991 و2003 على العراق - وهو كان الحاجز بينها وبين الدول العربية.
* وزير فرنسي سابق، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 3-4/10/2015، إعداد م. ن.
======================
شبيغل أونلاين : المحافظون الألمان ينقسمون في الرأي حول أزمة اللاجئين
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٤ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
درج مسرح «إينغولستاد ثياتر» في ألمانيا على استضافة عروض مسرحية فكاهية، ولكن الأسبوع الماضي، اجتمع فيه 85 سياسياً من بافاريا ولم يكن الترفيه من أولوياتهم. وناقش هؤلاء مع حاكم بافاريا، هورست زيهوفر، مسألة اللاجئين وعجز البلديات عن استقبال سيل لا ينقطع منهم. وزيهوفر ملم بجوانب هذه الأزمة، فهو يتناولها يومياً مع حزبه، «الاتحاد الاجتماعي المسيحي». ولكن اللقاء هو عرض سياسي عنوانه «مآخذ حاكم بافاريا على المستشارة». وشكا أحد السياسيين استنفاد موارد استقبال اللاجئين، وأطنب آخر في إعلان الغضب على النمسا لتشريع حدودها أمام تدفق اللاجئين إلى ألمانيا. وندد الحاضرون برفض انغيلا مركل تحديد عدد المهاجرين إلى بلدهم. وهدد زيهوفر، نهار الجمعة الماضي، في جلسة طارئة عقدت في مجلس بافاريا، بالطعن في سياسة استقبال اللاجئين من غير قيد التي تنتهجها مركل، أمام المحكمة الفيديرالية الدستورية. فموقف المستشارة (رفض تحديد عدد اللاجئين) ينتهك ما يضمنه الدستور: استقلال قرار الولايات الألمانية. و «الاتحاد الاجتماعي المسيحي» هو توأم حزب مركل، «الاتحاد المسيحي الديموقراطي»، وأربعة من نواب المستشارة ينتمون إليه. ولم تحل التوأمة هذه دون التباين في الرأي بين الزعيمين، زيهوفر ومركل، حول أزمة اللاجئين. ولكن الخلاف بينهما قديم، ويعود إلى إلحاق مركل الهزيمة به في 2004، وإحباطها مسيرته السياسية، إثر خسارته النقاش حول العناية الصحية. ولكن تهديده باللجوء إلى المحكمة الدستورية الفيديرالية ينقل الخلاف إلى مستوى خطير.
ودرج النقاش في أوساط المحافظين الألمان على تناول شؤون السلطة وكأنهم يتبارون في فن الخطابة من غير تشنج ولا توتر. ولكن اليوم الصدام بين زيهوفر ومركل يستقطب الحزبين إلى طرفين نقيضين: فالأول يؤيد تسييج الحدود بالأسلاك الشائكة، والثاني يدعو إلى السلام واستقبال الآخر. ويرغب زيهوفر في حمل مركل على الإقرار بأن البلاد غير قادرة على استقبال مزيد من اللاجئين. لذا، دعا رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان- وهو المسؤول عن إطلاق قنابل الغاز ورشاشات المياه على اللاجئين لإبعادهم عن حدود بلاده - إلى بافاريا قبل أسابيع. وكلما علت نبرة زيهوفر، تهربت مركل من الرد المباشر واستخدمت عبارات سياسية مثل: «ليس من صلاحياتي تحديد عدد الوافدين». ولكن، ما عدد اللاجئين الذي يسع ألمانيا استقبالهم، أهو 800 ألف أو مليون أو مليونان؟ وأعلنت المستشارة أنها لا ترغب في تحديد الرقم، وأن الأولوية هي لإرساء السلام في الشرق الأوسط. وشجار مركل وزيهوفر العلني هو دليل على ابتعاد السياسيين الألمان عن الوسطية السياسية.
وفي الأعوام الأخيرة، صارت مركل قائدة عالمية رائدة. ولم يسبق أن حاز مستشار ألماني مثل نفوذها في العالم أو مثل ثقة الناخبين فيها. وهذه الثقة لطالما كانت وثيقة الصلة بالشعور أنها قادرة على اختيار الأفضل والأمثل وسياساتها واثقة الخطى. ويرى الناخبون أنها دون غيرها من الرؤساء الاوروبيين، مستودع تفاصيل آلية الاستقرار الاوروبية. فهي أشرفت على صوغها لإنقاذ اليورو. وكان الألمان يشعرون أنها على بينة من أمرها في الملفات كلها، من أوكرانيا إلى اليورو. فهي نقيض زيهوفر، وهو مقامر سياسي مبادئه السياسية مثيرة للجدل والخلاف.

وحين استضافتها آن ويلّ، أخيراً، في برنامجها التلفزيوني الذائع الصيت في ألمانيا، قالت مركل والفرح والخفة يلفان صوتها:» آن أوان أن يعرف الألمان من هي المستشارة»، وكأنها حازت أخيراً شجاعة الإفصاح عما في سريرتها، على رغم أنها في السلطة منذ 10 أعوام. فعلى رغم أنها أول مستشارة في تاريخ ألمانيا، لم تولِ الأولوية لشؤون النساء مخافة خسارة أصوات الناخبين الذكور. وكلامها عن نشأتها في شرق ألمانيا قليل. فهي تعتقد أن ألمان الغرب لن يتفهموا ما تقوله ويدينون خروجها على النموذج السائر. ويبدو اليوم أنها تخففت من هذه القيود في إبداء الرأي. وقبل المقابلة التلفزيونية، التقت ببرلماني اوروبي محافظ في ستراسبورغ، ودافعت عن سياسة اللاجئين، وسوغتها بالاستناد إلى ماضيها في ألمانيا الشرقية قائلة: «عشت وراء السياج وقتاً طويلاً... ولكن حتى جدار شرق ألمانيا المتين سقط في نهاية المطاف. وأوروبا لن تتحول إلى قلعة مسيجة. ومثل هذا السور لن يجدي نفعاً».
وتسلط مركل الضوء على البعد العالمي لأزمة اللاجئين. فهذه الأزمة ليست محلية فحسب بل دولية. وفي زيارتها الأخيرة الهند، رسمت في الطائرة مسار الرحلة بين أوروبا وآسيا للإشارة إلى أن العالم صغير، وأنها ترى أن دولاً مثل السعودية وسورية يعتد بوزنها في موازين القوى. لذا، تدعو إلى إشراكها في مساعي إبطاء تدفق اللاجئين على أوروبا لا بل وقف هذا السيل.
ويبدو أن خلاصة حسابات مركل هي: مساعدة تركيا التي تستقبل مليوني سوري في مخيمات لاجئين، وتحسين ظروف عيشهم ليبقوا حيث هم ولا يقصدوا أوروبا؛ وطي النزاع السوري. وإنهاء هذا النزاع هو رهن احترام الولايات المتحدة الرئيس الروسي فلادمير بوتين وإقناع السعودية وإيران بالمشاركة في مفاوضات الحل. وبدأ الرئيس التركي يملي ثمن هذا بقاء اللاجئين في بلاده. ولمح رئيس المفوضية الاوروبية إلى تقليص إجراءات التأشيرات لرجال الأعمال الأتراك المسافرين إلى اوروبا، وأعلن بدء جولة جديدة من جولات المفاوضة على انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي ومنحها من جديد بليون يورو مساعدة لمخيمات اللاجئين. والحل متعذر من غير تعاون تركيا. ولكن أردوغان لن يبادر إلى تذليل مشكلة مركل التي درجت على معارضة عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي.
والانتخابات التشريعية التركية مرتقبة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، و68 في المئة من الأتراك يؤيدون تشديد القيود على اللاجئين. ولا شك في أن إعلان المستشارة الألمانية أن الأسوار ليست حلاً (لأزمة اللاجئين)، لطيف. ولكن مثل هذا الإعلان يشرّع الأبواب أمام ابتزازها سياسياً. فماذا لو أعلن اردوغان أنه لا يريد حلاً؟ وماذا لو أخفقت خطتها لإرساء السلام في العالم؟
واستمال زيهوفر كثيراً من المسيحيين الديموقراطيين، إثر استبعاد مركل وزير الداخلية الألماني من ملف اللاجئين نتيجة اقتراحه تحديد عتبة الحد الأعلى للاجئين. ولا شك في أن نسب تأييد مركل تنخفض. ولكن إذا هوت هذه النسب، وصارت المستشارة في موقع بالغ الضعف، لحق الضرر بزيهوفر نفسه. فالانتخابات في بافاريا مرتقبة في 2018 بعد عام واحد على الانتخابات الوطنية في 2017. وإذا لم تفلح مركل في خفض تدفق اللاجئين، قد تخسر منصبها أو تضطر مكرهة إلى بناء الأسوار وتشييد البوابات. فالإنسانية ليست بلا حدود.
 فريق مراسلين، عن «شبيغل أونلاين» الألماني، 9/10/2015، إعداد منال نحاس
======================
يجيدنفني جورنال :الروس يدفعون ثمن مغامرات الكرملين في سورية
مكسيم بلانت
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٤ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
يجافي الصواب اعتبار أن أحداث الأسبوع الماضي هي شاهد على تضحية السلطات الروسية من جديد بالاقتصاد الروسي في سبيل السياسة. فالسلطة الروسية أطاحت السياسة والاقتصاد والعقل، في سبيل «عقدة» الإمبراطورية.
وفي مطلع الأسبوع الماضي، دارت أوهام بعض المراقبين على أن التورط الروسي في الحرب على الأراضي السورية يرمي إلى إعادة البلاد (روسيا) إلى السياسة الدولية، من طريق المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». ولكن في نهاية الأسبوع، تبددت كل الأوهام، وسادت الحيرة وفاحت الظنون حول حقيقة ما يجري وكفاءة الإدارة الروسية والتزامها العقلانية. وفي البدء، أمل الروس في أن قصف الطائرات الروسية حلفاء الولايات المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية ناجم عن خطأ أو خداع جنرالات الأسد، وأن المقاتلات الروسية وقعت في خطأ فانتهكت المجال الجوي التركي وصوبت السلاح إلى الطائرات التركية. ولكن السلطات الروسية نفت الخطأ، وأعلنت أنّ نيرانها أطلقت على الإرهابيين الواجب القضاء عليهم، وأن الإرهابيين هم جميع معارضي بشار الأسد الذين حملوا السلاح. وكانت الولايات المتّحدة في وقت سابق من الأسبوع، بحثت في إمكان التنسيق مع الجيش الروسي، ولكن في ختام الأسبوع، بدأ حلف الناتو بالبحث عن سبل مواجهته.
ومن العسير فهم دواعي استفزاز تركيا المتعمد. فقبل بضعة أشهر، كان فلاديمير بوتين وألكسي ميلّر، رئيس شركة الغاز الروسية «غازبروم»، يحلفان بالصداقة الأبدية بين موسكو وأنقرة. واضطرت حينها روسيا إلى التقرب من تركيا، إثر إلغاء بروكسل مشروع «التيار الجنوبي» (ساوث ستريم)، وانتقلت إلى مشروع «التيار التركي». وإذا تخلت موسكو عن هذا المشروع، تعذر نقل الغاز الروسي إلى أوروبا من دون المرور بأوكرانيا. فالطريق الوحيد المتبقي هو «التيار الشمالي» (نورد ستريم). وقدرات هذا الخط ضعيفة ولا تكفي لنقل كميات ضخمة. والاستثمار الروسي في التيار الجنوبي بلغ بلايين الدولارات، وهذه الاستثمارات صارت في مهب الريح. وهدد الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، الأسبوع الماضي، باحتمال رفض أنقرة شراء الغاز الروسي بسبب تدهور العلاقات مع روسيا. ويقول أردوغان «نحن أكبر مشترٍ للغاز الطبيعي الروسي. وخسارة تركيا هي خسارة كبيرة على روسيا. وإذا لزم الأمر، يسع تركيا شراء الغاز الطبيعي من أماكن أخرى. والمسوغات الروسية حول انتهاكات مجالنا الجوي غير مقنعة». وإلى عقد الغاز، قد تفقد روسيا عقد بناء محطات الطاقة النووية في تركيا. والاستفزازات العسكرية الروسية في تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، محفوفة بمخاطر ردّ التحالف بأجمعه.
وذروة الجنون الذي مسّ موسكو طوال الأسبوع الماضي، هي قرار السلطات الروسية الأربعاء مصادرة مدخرات التقاعد، وزيادة العبء الضريبي على قطاع النفط والغاز، والحد من مقايسة المعاشات التقاعدية إلى 4 في المئة. وتضاف هذه الإجراءات إلى أعباء يتحملها دافعو الضرائب الروسية، وتقدر بعشرات الملايين من الدولارات كلفة إطلاق صواريخ الكروز من بحر قزوين على أهداف في سورية. ولا ترتجى فائدة عسكرية من إطلاق صواريخ الكروز. وهي أطلقت في مناسبة الاحتفال بعيد ميلاد بوتين.
والعزاء الوحيد في جنون الحكومة الروسية هذا، هو أنّ بوتين انتقل، أخيراً، من مشروع إنشاء «العالم الروسي»، إلى مشروع «إعادة النظام» في العالم العربي. وهذا عزاء ضعيف. فالروس يسددون من جيوبهم، وهي توشك على النضوب، ثمن مشاريع مثل «العالم الروسي» و «العربي».
 
 
* محلل سياسي- اقتصادي، عن موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي، 9/10/201، إعداد علي شرف الدين