الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14-5-2016

سوريا في الصحافة العالمية 14-5-2016

15.05.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معاريف: اغتيال بدر الدين ضربة قاسية لحزب الله
  2. واشنطن بوست :هل يستمر الأسد في تجاوز الخطوط الحمر؟
  3. نيوزويك :أوباما لم يتدخل بسوريا حرصا على اتفاق النووي
  4. نيويورك تايمز: ماذا يعني مقتل بدر الدين لحزب الله؟
  5. موقع استخباراتي إسرائيلي: هل سليماني وراء اغتيال بدر الدين؟
  6. التايمز: روسيا لا تعرف بأن لها جنودا ميدانيين في حلب
  7. معهد واشنطن :المعركة من أجل "دير الزور": جسر بين الولايات المتحدة وروسيا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
  8. معهد واشنطن :أكبر خسارة لـ «حزب الله» حتى اليوم في سوريا
  9. إنفورميد :انتعاش بالاقتصادات الرئيسية في الشرق الأوسط رغم أزمات العراق وسوريا
  10. وول ستريت جورنال: من قتل مصطفى بدر الدين؟
  11. الإيكونوميست: العالم العربى يشهد حربا داخلية
  12. الفورين بوليسي: النصرة موجودة لأننا نظهر كأننا ندعم العلويين والشيعة والأكراد ضد السنّة
  13. فورين بوليسي :حرب حزب الله القادمة في وادي الموت
  14. مدير الاستخبارات العامة الأمريكي: لا يمكن لأمريكا إصلاح الشرق الأوسط
  15. إيكونوميست  :ما هي تداعيات سايكس بيكو على العالم العربي؟
  16. إيكونوميست  :انهيار الدول العربية.. وآفاق الإصلاح
  17. ميدل إيست بريفنج :الفصل بين قتال داعش وحل أزمات سوريا والعراق
  18. واشنطن بوست :لماذا تطيح الثورات غير المسلّحة ببعض الطغاة دون غيرهم؟
  19. معاريف :وراء الحدود:بعد مئة سنة انهارت الحدود التي وضعتها اتفاقية سايكس بيكو حيث لم يعد وجود للدول التي أقيمت في حينه
  20. إسرائيل هيوم :يوسي بيلين :13/5/2016 :"سايكس بيكو" ما يزال هنا
  21. جيمس ديكي — (ديلي بيست) 11/5/2016 :اقتراح متواضع: لماذا قد يراهن ترامب على الأسد؟

معاريف: اغتيال بدر الدين ضربة قاسية لحزب الله
رأت الصحف الإسرائيلية أن اغتيال القائد العسكري البارز بحزب الله اللبناني في سوريا مصطفى بدر الدين يشكل ضربة قوية للحزب، وأضافت بعض الصحف أن المؤشرات الأولية تفيد بأن إسرائيل لا تقف وراء عملية الاغتيال، لأن لبدر الدين الكثير من الأعداء.
وقال خبير الشؤون الأمنية بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوسي ميلمان إن اغتيال بدر الدين ضربة قوية للحزب، لأنه الاغتيال الثاني من نوعه خلال السنوات الثماني الماضية على الأراضي السورية، رغم أن البصمات الإسرائيلية غير واضحة في الاغتيال الأخير بعكس ما كانت عليه الحال عند اغتيال مغنية.
وأضاف ميلمان أن القيادة العسكرية للحزب -كما السياسية- برئاسة حسن نصر الله ما زالت لا تعلم بشكل واضح طبيعة الظروف التي أدت إلى اغتيال بدر الدين، الذي وصفه "بوزير دفاع" حزب الله، لأن لديه الكثير من الأعداء الذين تزايدوا في السنوات الأخيرة، مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية، ومنظمات المعارضة السورية التي تقاتل نظام بشار الأسد.
وأوضح الخبير الأمني أنه كما في حالة اغتيال مغنية، فمن المتوقع أن يستوعب حزب الله هذه الخسارة، ويعين قائدا عسكريا جديدا من داخل ضباطه الكبار، في حين أن إسرائيل لا تشعر بكثير من الأسف على مقتل بدر الدين، الذي كان متورطا في تخطيط وتنفيذ الكثير من العمليات العسكرية ضد إسرائيل وضد اليهود.
 
المعطيات الأولية
وأشار الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل إلى أن المعطيات الأمنية الأولية تشير إلى أن إسرائيل قد لا تكون وراء عملية اغتيال بدر الدين، مضيفا أن الاتهامات الأولية التي كانت توجهها وسائل إعلام مقربة من حزب الله لإسرائيل بالمسؤولية عن الاغتيال لم تتكرر هذه المرة.
وأضاف هارئيل أن بدر الدين يعدّ خليفة عماد مغنية القائد العسكري السابق لحزب الله، الذي اغتيل في العاصمة السورية دمشق عام 2008، وظهر اسم بدر الدين في قائمة المطلوبين للقضاء الدولي بتهمة مشاركته في قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
وحاول حزب الله إبعاد بدر الدين عن ترؤس مواقع قيادية فيه، ولذلك تم تكليفه بمهام قتالية في سوريا.
ويقول المتخصص في الشؤون العسكرية بصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي إنه لا يبدو أن إسرائيل تقف خلف اغتيال بدر الدين، رغم أن الحساب معه طويل، بما في ذلك عمليات الأرجنتين في تسعينيات القرن الماضي، وهجمات بورغاس ببلغاريا عام 2012.
ويوضح بن يشاي أن القتيل لديه قائمة طويلة من الأعداء، لكن إسرائيل لم تكن تشعر بأن بدر الدين يمثل عليها خطرا كبيرا كما هي الحال لمعارضي حزب الله، ويضيف المتحدث نفسه أن الخطر الذي يمثله هذا القائد العسكري البارز على المعارضة السورية والسنة في لبنان هو أكبر من الخطر الذي يشكله لإسرائيل.
وخلص بن يشاي إلى أنه يمكن القول بكثير من الثقة إن بدر الدين قتل على خلفية صراعات داخلية في لبنان وسوريا، وما دام الحزب يعلم أن إسرائيل ليست من قامت بالاغتيال، فسوف ننتظر طبيعة الرد المتوقع من قيادة التنظيم.
 
======================
واشنطن بوست :هل يستمر الأسد في تجاوز الخطوط الحمر؟
قال كاتب أميركي مرموق إن أمام إدارة الرئيس باراك أوباما فرصة أخرى لفرض حدٍّ لا يمكن تجاوزه ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، في ضوء تقارير جديدة تفيد بأن نظام بشار الأسد استخدم غاز الأعصاب ضد "المسلحين المتطرفين" وربما يخطط للمزيد من الهجمات.
وكتب ديفد إغناشيوس في مقال بصحيفة واشنطن بوست أن قرار الرئيس أوباما بعدم الثأر من الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي عام 2013 بات "رمزا" لسياسته الخارجية التي يرى منتقدوه أنها تفتقر إلى الفعالية الكافية في سوريا ومناطق أخرى.
وبرر أوباما إحجامه هذا بالاتفاق الدبلوماسي الذي جرى التفاوض حوله بين الولايات المتحدة وروسيا لتدمير ترسانة سوريا الكيميائية.
غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية شككت في امتثال الأسد. فقد نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول حكومي في الثاني من مايو/أيار الجاري أن قوات الأسد شنت هجوما بـغاز السارين الشهر الماضي ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي ظل الصمت الدولي إزاء تلك الهجمات، بدا أن المسؤولين الإسرائيليين يتوجسون خيفة من أن الأسد سيواصل الضرب بالأسلحة المحظورة، كما ذكر إغناشيوس في مقاله.
ووصف الكاتب الاستخدام "المزعوم" لغاز السارين بأنه مؤشر آخر على أن الأسد ميال على ما يبدو لخرق الجهود الدبلوماسية لتخفيف حدة الحرب في سوريا.
على أن نظام الأسد ما فتئ يسوق المبررات لتلك الهجمات بالقول إنه يقصف مواقع تنظيم الدولة وجبهة النصرة. بيد أن هؤلاء "الجهاديين" دأبوا على الذوبان وسط المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة بحيث يجعل ذلك من "غير المتطرفين" أهدافا أيضا.
ويرى إغناشيوس أن الدبلوماسية تظل بؤرة اهتمام الإدارة الأميركية في سوريا، مشيرا إلى أن شراكتها مع روسيا في اتساع لا انكماش على ما يبدو بالرغم مما يعتريها من انتكاسات.
وقال "لكن سوريا أظهرت سوءات دبلوماسية القوى الكبرى هذه، إذ لا يبدو أن روسيا تسيطر على الأسد حتى إن حاولت ذلك. كما أن الولايات المتحدة ظلت عاجزة عن إجبار مقاتلي المعارضة على الفكاك من جبهة النصرة وتنظيم الدولة".
وأضاف أن الأسد الذي كان يُنظر له ذات يوم بأنه طبيب العيون الرقيق، أثبت أنه "زعيم عنيد والمتهور قاسي القلب الذي يضاهى تنظيم الدولة الإسلامية في وحشيته".
وخلص المقال إلى أن ثمة "فجوة عميقة" في الخطة الأميركية للاستيلاء على معاقل تنظيم الدولة في الرقة ومنبج شرقي سوريا. فواشنطن -برأي إغناشيوس- تريد أن يتولى العرب السنة زمام هذه الحرب، لكن المقاتلين الوحيدين الذين يمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليهم هم الأكراد السوريون من مليشيا وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا (حليفة الناتو) منظمة إرهابية، وهو ما يزيد الوضع تعقيدا.
وختم الكاتب مقاله بالتساؤل "هل أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداد حقا لتقبل وضع يُعتبر فيه استخدام الأسلحة الكيميائية أمرا طبيعيا رغم أن الاتفاق الروسي الأميركي يحظرها؟".
 
======================
نيوزويك :أوباما لم يتدخل بسوريا حرصا على اتفاق النووي
قال الكاتب فريدريك هوف -في مقال بمجلة نيوزويك الأميركية- إن الولايات المتحدة لم تتدخل في الأزمة السورية المتفاقمة حرصا من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على التوصل لاتفاق النووي مع إيران.
وأشار الكاتب إلى أن التدخل الأميركي لوقف قتل المدنيين كان سيعقد الأمور أمام جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها رجل إيران في سوريا الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن التدخل الأميركي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر، وقال إن هذه المفاوضات تهدف نهاية المطاف لتمييع علاقات الثقة والاطمئنان بين الولايات المتحدة والقوى الإقليمية الرئيسية بالمنطقة مثل السعودية وتركيا ومصر وإسرائيل.
وقال هوف إنه يبدو أن البيت الأبيض تحايل على مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية "الفقاعة" من أجل التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ولإيجاد مساحة لأميركا لفصل نفسها عن تحالفها القائم مع الرياض وأنقرة والقاهرة وتل أبيب.
أمن قومي
وأشار الكاتب إلى أن بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي كشف عن أن وجود الولايات المتحدة في سوريا ما كان سيجعل الأمور أفضل، وأن العبرة يمكن أن تؤخذ من عملية غزو العراق.
وقال أيضا إن هذا ربما يمثل عذرا رسميا لعدم قيام الولايات المتحدة بحماية المدنيين السوريين الذين تعرضوا للقتل بالآلة الحربية والبراميل المتفجرة التي يقصفهم بها نظام الأسد على مدار سنوات الحرب الماضية.
وأضاف هوف أن هذا العذر الرسمي يفتقر إلى عنصر الحقيقة، فالسنوات العشر التي أمضتها أميركا بالعراق لم تثن إدارة أوباما عن حماية الأكراد السوريين من مجزرة كان سيقترفها بحقهم تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود مع تركيا.
وأشار إلى أن الكارثة الراهنة التي تعصف بالعراق لم تمنع القوات العسكرية الأميركية من حماية الإيزيديين بالبلاد، وأن الفشل بالعراق لم يوقف إدارة أوباما عن إقامة وجود عسكري أميركي على الأرض لمواجهة تنظيم الدولة بكل من العراق وسوريا.
واختتم الكاتب بالقول: سيحتاج خلفاء أوباما وبن رودز إلى أناس متمرسين وذوي خبرة في السياسة الخارجية من أجل إصلاح الضرر الذي تسببا به لبلادهما وللمنطقة برمتها.
======================
نيويورك تايمز: ماذا يعني مقتل بدر الدين لحزب الله؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 13 مايو 2016 06:54 م 0139
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مصطفى أمين بدر الدين، أحد أبرز قادة حزب الله، الذي كان يدير عمليات حزب الله في سوريا، كان متهما بسلسلة من الهجمات التي نفذت على مدى عقود، قتل في دمشق، مشيرة إلى أنه أدى دورا في الإبقاء على بشار الأسد في السلطة خلال الثورة التي يواجهها نظامه منذ خمسة أعوام.
ويشير التقرير إلى أن الأسد حليف وثيق لحزب الله وإيران، التي قدمت السلاح والمال للحزب على مدى العقود الماضية، حيث يؤدي حزب الله، الذي يعد من أقوى المليشيات الشيعية، دورا مع بقية الجماعات الأخرى في المعارك داخل سوريا، لافتا إلى أنه لا يعرف بعد من يقف وراء اغتيال بدر الدين (55 عاما)، وفيما إن كانت إسرائيل أو الجماعات المعارضة لنظام الأسد تقف وراء العملية.
وتورد الصحيفة أن حزب الله أكد مقتل القيادي يوم الجمعة في خبر بثته قناة "المنار" التابعة للحزب، التي قالت إن بدر الدين قتل جراء انفجار كبير قرب مطار دمشق الدولي، الذي جرح فيه عدد من مقاتلي الحزب، حيث جاء في البيان أن التحقيقات ستحدد طبيعة الانفجار، بالإضافة إلى السبب وراءه، وفيما إن كان نتيجة غارة جوية أم ضربة صاروخية.
ويلفت التقرير إلى أنه لم يتم تحديد الوقت الذي حصل فيه الهجوم، حيث  بثت قناة "الميادين" المقربة من حزب الله في البداية أن بدر الدين قتل جراء غارة جوية، لكنها حذفت هذا الجزء في التقارير اللاحقة، مشيرا إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الدفاع ووزير الخارجية رفضوا التعليق على موت بدر الدين.
وتذكر الصحيفة أن بدر الدين كان واحدا من أربعة أشخاص تمت محاكمتهم غيابيا بمقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري جراء سيارة مفخخة في شباط/ فبراير 2005، مشيرة إلى أن المحاكمات تعقد في محكمة دولية خاصة قرب هيغ في هولندا، حيث قتل مع الحريري 22 شخصا، وكان أقوى شخصية سياسية في لبنان في مرحلة ما بعد اتفاق الطائف عام 1990، الذي أوقف الحرب الأهلية اللبنانية.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن الحزب نفى أي تورط له في مقتل الحريري، ووصف الاتهامات بأنها ذات دوافع سياسية، لافتا إلى أن المحكمة وجهت الاتهامات لبدر الدين وعدد آخر من عناصر حزب الله في عام 2011، وقالت إنها لم تعثر على دليل قاطع يدينهم، لكنها وجدت أدلة عرضية.
وتجد الصحيفة أن مقتل بدر الدين يعد أكبر ضربة للحزب منذ مقتل المسؤول العسكري له عماد مغنية في دمشق عام 2008، مشيرة إلى أن مغنية هو صهر بدر الدين، ويتهم بتدبير تفجير قوات المارينز عام 1983، الذي قتل فيه 241 جنديا أمريكيا.
وينوه التقرير إلى أنه بعد مقتل مغنية أصبح بدر الدين المعروف باسم ذي الفقار أكبر قائد عسكري ومستشار للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، مشيرا إلى أن تلفزيون "المنار" نقل عن أحمد حسين الحاج حسن، أحد مسؤولي الحزب، قوله إن "استشهاد بدر الدين سيكون حافزا، كما حدث عند استشهاد القادة الآخرين من أجل الجهاد والتضحية والاستمرار". وأضاف أن بدر الدين "كما قاد حربا ضد التكفيريين، فإن تلك المعارك ضدهم ستستمر حتى تحقيق النصر"، ويقصد بالتكفيريين هنا المتشددين السنة مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة.
وتعلق الصحيفة بأن بدر الدين كان رجلا يعمل في الظل، ولديه خبرة في المتفجرات، واستخدم عددا من الأسماء مثل إلياس صعب وسامي عيسى، ولم تتوفر له سوى صورة بالأسود والأبيض عندما كان شابا، مستدركة بأن الحزب نشر صورا جديدة له بالزي العسكري، وأعلن كذلك عن مراسيم دفنه اليوم الجمعة قرب مغنية، وسيتم تلقي العزاء اليوم في الضاحية الجنوبية في بيروت.
وبحسب التقرير، فإنه يشتبه بتورط بدر الدين في الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا في الكويت عام 1983، حيث اعتقل وحكم عليه بالإعدام ثم السجن المؤبد، وظل في السجن حتى عام 1990، ثم هرب بعد دخول قوات صدام حسين الكويت.
وتنقل الصحيفة ما كتبه المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في موقع "واي نت"، قائلا إن بدر الدين كان له الكثير من الأعداء، فإسرائيل تشك بعلاقته بتفجير المعبد اليهودي في بيونس أيرس في الأرجنتين عام 1992، بالإضافة إلى الهجوم على حافلة سياح إسرائيلية في بلغاريا عام 2012، مستدركة بأنه شكك في إمكانية تورط إسرائيل بمقتله، وزعم أن إسرائيل هي دولة لا تصفي حسابات، بل تجهض عمليات في المستقبل.
ويضيف بن يشاي أن بدر الدين كان تهديدا للمقاتلين في سوريا ولبنان أكثر من إسرائيل، مشيرا إلى أنه "لهذا السببب يمكن القول بكل تأكيد إن خلفية مقتله تتعلق بالنزاع اللبناني المحلي"، وفق التقرير.
ويبين التقرير أن إسرائيل اغتالت خلال الـ 30 عاما الماضية عددا من قيادات حزب الله، حيث اغتالت مروحية إسرائيلية في عام 1992 سلف نصر الله عباس الموسوي وقتلته مع زوجته وولده وأربعة من حرسه، وقبل هذا الحادث بثماني سنوات قتلت إسرائيل راغب حرب في جنوب لبنان.
وتشير الصحيفة إلى أن سمعة حزب الله تأثرت بسبب تدخله في الحرب الأهلية في اليمن ودعم الحوثيين هناك، حيث خسر موقعه البطولي في العالم العربي، بصفته حركة مقاومة ضد إسرائيل عندما تدخل في الحرب الأهلية السورية، لافتة إلى أن من يرى في الأسد ديكتاتورا وطاغية يقوم بسحق شعبه، فإنه يرى أن الحزب يساعده على جرائمه.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الجامعة العربية صنفت حزب الله منظمة إرهابية في آذار/ مارس، وبعد ذلك علقت السعودية دعمها للبنان المقدر بقيمة أربعة مليارات دولار.
======================
موقع استخباراتي إسرائيلي: هل سليماني وراء اغتيال بدر الدين؟
عربي21- عبيدة عامر# الجمعة، 13 مايو 2016 11:36 ص 16.1k
قال موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي إن مقتل القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، قد يكون بسبب خلافاته وتنافسه مع مسؤوليين سوريين وإيرانيين كبار، أبرزهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وبينما أشار الموقع، المقرب من دوائر المخابرات الإسرائيلية، نقلا عن مصادرها العسكرية الإسرائيلية، إلى أن إسرائيل قد تكون وراء الاغتيال، إلا أنها رجحت احتمالية مقتله من أطراف سورية أو إيرانية.
وقال الموقع إن بدر الدين والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله كانا على خلاف حول طلب بدر الدين سحب أعداد كبيرة من قوات حزب الله إلى لبنان، ورفضه المشاركة في عمليات أساسية في الحرب السورية.
وأضاف "ديبكا" أن بدر الدين ادعى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد والقيادة الإيرانية كانا يستخدمان عناصر حزب الله بكثرة في العمليات القتالية، موضحا أن بدر الدين قال إنه أصبح من الصعب على حزب الله تحمل خسائره الكبيرة في الحرب السورية.
سليماني وبدر الدين
ونقل "ديبكا" عمّا أسماه مصادره الخاصة أن بدر الدين التقى بسليماني في وقت سابق هذا الأسبوع، قرب حلب، شمال سوريا.
واختلف سليماني وبدر الدين على كيفية إدارة الحرب السورية، إذ قال بدر الدين إن إيران كانت ضحية المعلومات الخاطئة لروسيا التي قررت سحب جزء كبير من قواتها القتالية،.
وطالب بدر الدين، بسبب ما أسماه "انسحاب روسيا من الحرب"، بتقليل هجمات إيران وحزب الله في سوريا بشكل كبير، كما أعلن، دون استشارة نصر الله، أنه بدأ بسحب قوات حزب الله من جبهات متعددة في سوريا وتركيزها على الحدود.
واختتم الموقع الإسرائيلي بأن كل هذه العوامل تبدو سببا كافيا للعديد من الأطراف في طهران ودمشق وبيروت للتخلص من بدر الدين، كما أنه هدف إسرائيلي مفضل لأنه لم يتوقف عن التخطيط للهجمات على إسرائيل.
اغتيال القائد الفعلي
من جانبه، قال الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية يوسي ميلمان، إن اغتيال بدر الدين، قرب مطار دمشق، "يشكل ضربة قاسية، لكون الرجل كان بمثابة القائد الفعلي للذراع العسكرية لحزب الله، ويعتبر وريث عماد مغنية الذي اغتيل قبل ثماني سنوات وتُنسب عملية اغتياله لكل من الولايات المتحدة والموساد".
وأضاف ميلمان، في مقاله مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الجمعة، أنه "باغتيال بدر الدين؛ تم عمليا اغتيال اثنين من وزراء أمن حزب الله، على الأراضي السورية خلال ثماني سنوات، مع فارق أن اغتيال مغنية ينسب بشكل صريح لعملية اغتيال مشتركة نفذتها المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، أما في حالة بدر الدين، فإنه لا يوجد اتهام كهذا، على الأقل حالياً، ولا حتى وفق قناة المنار التابعة لحزب الله"، بحسب قوله.
ووفقا ليوسي ميلمان، فإن بدر الدين كان من أوائل المنضمين لحزب الله، ومن مؤسسي الذراع العسكرية التابعة له، وكان مطلوبا في السابق للسلطات الكويتية، لكن وفي السنوات الأخيرة انصب اهتمامه، شأنه في ذلك شأن باقي القيادات السياسية لحزب الله، على الحرب في سوريا.
وأشار الخبير الأمني إلى أن الإسرائيليين لا يأسفون على موت مصطفى بدر الدين، كما علقوا في وقت سابق على اغتيال كل من مغنية والقنطار، الذي "كان متورطا بشكل مباشر في التخطيط وتنفيذ عشرات العمليات ضد إسرائيل، وضد أهداف إسرائيلية ويهودية خارج حدودها"، مستدركا في الوقت نفسه أن "حزب الله سيتغلب في نهاية المطاف على هذه الخسارة، تماما كما حدث بعد اغتيال مغنية، وسيختار قائداً عسكرياً آخر من ضمن قادته العسكريين".
ويشير ميلمان إلى أن بدر الدين الذي كان يتصدر لائحة مطلوبي الولايات المتحدة، كان مطلوبا أيضا للمحكمة الدولية التي حققت في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في العام 2005.
إسرائيل طرف محتمل
من جانبه، قال مراسل موقع "يديعوت أحرونوت" روعي كيس، إن "عملية اغتيال بدر الدين تأتي عمليا بعد اغتيال سمير القنطار في كانون الأول/ ديسمبر الماضي على يد إسرائيل"، وهو ما شكل بحسب كيسي حلقة واحدة من مسلسل عمليات تضرب "التنظيمات الإرهابية شبه الدولية المنتشرة على حدود إسرائيل".
واعتبر كيسي أن سياسة التصفيات المحددة التي تنتهجها إسرائيل، بشكل عام، "لم تعتمد يوما على تصفية الحسابات أو الانتقام رداً على نشاطات الهدف السابقة، وإنما لمنع تنفيذ مخططاته المستقبلية ضد أهداف إسرائيلية"، بحسب قوله.
إلا أن المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية استبعد أن تكون إسرائيل مسؤولة عن اغتيال بدر الدين، مشيرا إلى أن "الجهات الإسرائيلية الرسمية لم تتطرق إلى العملية أو ترد عليها".
وأشار هرئيل إلى اتهام قناة "المنار"، التابعة لحزب الله، إسرائيل بالاغتيال، وتراجعها سريعا عنه، وعدم تكرار هذه الاتهامات.
======================
التايمز: روسيا لا تعرف بأن لها جنودا ميدانيين في حلب
النشرة الدولية
السبت 14 أيار 2016   آخر تحديث 07:39
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا عن العائلات السورية المشتتة بسبب المعارك، ونقلت "قصة أم محمد التي تعيش في الجانب الشرقي من حلب الخاضع للمعارضة المسلحة، بينما تسكن ابنتها وابنها غربي المدينة، حيث القوات الحكومية".
ولفتت الى ان "رحلة أم محمد لزيارة أحفادها، قبل النزاع المسلح، كانت تستغرق 15 دقيقة بين أحياء حلب، ولكنها أصحبت اليوم محفوفة بالمخاطر، تمر خلالها عبر خط النار، عرضة للقصف ونيران القناصة لساعات طويلة".
وأشارت الصحيفة الى ان "مقاتلي المعارضة يوصفون، في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الحكومية، بأنهم "لصوص تنظيم القاعدة"، وبأنهم "أجانب"، و"متوحشون""، في حين لفتت أم محمد الى انها رأت "العديد من الملتحين المسلحين الغرباء، ولكن أغلب عناصر المعارضة نعرفهم وهم ناس عاديون، كانوا جيرانا لنا".
وافادت الصحيفة عن وجود "قافلة من شاحنات كاماز الروسية يقودها جنود روس بلباس عسكري خاص بالصحراء"، مشيرة إلى أن "روسيا لا تعرف بأن لها جنودا ميدانيين في حلب". ولفتت الى ان "جنودا إيرانيين بلباسهم الرسمي كانوا أيضا يقودون مركبات سفير في الطريق وعلى متنها قوات من قومية الهزارة الأفغان الشيعة، جندتهم إيران للقتال في سوريا، وكان سكان محليون يلوحون لهم".
======================
معهد واشنطن :المعركة من أجل "دير الزور": جسر بين الولايات المتحدة وروسيا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
فابريس بالونش
11 أيار/مايو، 2016
خلال الأسابيع الأخيرة، أصبح الوضع مقلقاً وحرجاً على نحو متزايد لآلاف المدنيين السوريين وأفراد الجيش المحاصرين في "دير الزور". ونظراً لأن هذه المدينة كانت قد عُزلت للمرة الأولى في وقت مبكر من الحرب، فإن الوسيلة الوحيدة لتزويدها بالإمدادات هي عن طريق الجو. ويزداد الوضع تأزماً مع تصاعد ضغوط قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») للاستيلاء عليها قبل أن يتمكن نظام الأسد من إعادة فتح الطريق من مدينة "تدمر". وهذا السيناريو الأخير، سيضع القوات المحلية لـ تنظيم «داعش» في الفخ، حيث ستكون محاصرة ما بين قوات الجيش التي تتمركز في الجنوب، وبين القوات الكردية المتقدمة من الشمال، وهو ما يهدد بقطع الاتصال بين جيوب قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق. وهذا بالطبع، يفتح المجال أمام التعاون المحتمل، أو على الأقل، السعي السريع وراء المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا، راعيتا كل من الأكراد والنظام.
التشابه بين حلب و"دير الزور"
منذ صيف 2012، عانت "دير الزور" نفس مصير حلب، حيث دخل إليها المتمردون، وهاجموا عدة أحياء، ليبسطوا سيطرتهم عليها. ومع مرور الوقت، تخلى الجيش عن بقية المحافظة، ليكتفي بتجميع جنوده على الضفة الجنوبية الغربية لنهر الفرات، ما بين المدينة، والمطار، والطريق إلى "تدمر". وبذلك لم يعد النظام قادراً على بسط سيطرته على المقاطعة، في ظل الوجود القبلي القوي الذي جعل السكان يمتمردون على السلطة حتى قبل بداية الحرب. وقد حاول الجيش مراراً وتكراراً استعادة السيطرة على تلك الأحياء التي سبق وأن سقطت داخل المدينة، إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، على الرغم من انتشار أفواج النخبة من "الحرس الجمهوري" في تشرين الأول/أكتوبر 2013 تحت قيادة أحد أفضل الضباط السوريين، وهو اللواء "عصام زهر الدين".
لقد أصبحت مهمة الدفاع عن "دير الزور" أكثر تعقيداً بعد تموز/يوليو 2014، نظراً لأن تنظيم «الدولة الإسلامية» نجح في القضاء على باقي الجماعات الأخرى في جميع أنحاء المحافظة بحلول ذلك الوقت. وعندما سيطرت عناصر تنظيم «داعش» على "تدمر" في أيار/مايو 2015، وضعت قوات النظام في مأزق كبير. وعلى الرغم من نجاح النظام في تحرير "تدمر" في النهاية في آذار/مارس الماضي، إلا أن الضغط على مدينة "دير الزور" قد ازداد قوة. وقد أصبحت جهود الحكومة لتعزيز مطار المدينة ذات أهمية حاسمة على وجه الخصوص، إذ أضحى الحفاظ عليه مسألة حياة أو موت، مع خشية المدافعين عن المدينة من التعرض للمصير نفسه الذي لقيته القوات التي تم ذبحها على أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» في قاعدة "الطبقة" العسكرية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013.
وقد بقي الجيش في موقف دفاعي في "دير الزور" لأن القوات المتوفرة كانت محدودة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يفضل اللواء "زهر الدين" استدراج قوات تنظيم «داعش» إلى المنطقة الصحراوية نظراً لأن دبابات قواته ستصبح أكثر فاعلية هناك من القتال في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان.  ومن ثم، فإن الخطوط الأمامية لقوات النظام في "دير الزور" بالكاد تحركت منذ صيف 2012.
أما بالنسبة لقوات تنظيم «الدولة الإسلامية»، فقد ركزت على مهاجمة نقاط الدعم مستخدمة الانتحاريين، حيث أجبرت الجنود على الفرار، لتعمل بعد ذلك على مطاردتهم. وقد ساعد ذلك التكتيك مقاتلي تنظيم «داعش» ـ في عدة مناسبات ـ على دخول محيط المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري. ففي كانون الثاني/ يناير عام 2016، هاجمت قوات التنظيم الحي الشمالي من مدينة "البغيلية"، مما أسفر عن مقتل 280 شخصاً (من الجنود والمدنيين)، والقبض على 400 سجين، وذلك قبل أن يقوم الجيش و"قوات الدفاع الوطني" بطرد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» خارج المدينة. وفى الواقع، تلعب وحدات "قوات الدفاع الوطني" غير النظامية دوراً حاسماً في الدفاع عن المدينة، في ظل الوجود القليل لوحدة "الحرس الجمهوري" المحلية التي لا يتعدى قوامها 2000 جندي في الوقت الحاضر. ويعود التشدد والولاء القوي لهؤلاء الجنود غير النظاميين إلى المصير الذي ينتظرهم، وينتظر عائلاتهم، إذا ما سقطت المدينة كلها في أيدي تنظيم «داعش». وقد شملت الغارات والهجمات الفتاكة التي قام بها التنظيم القيام بمذابح في حق المدنيين (على سبيل المثال، ذبح التنظيم 700 شخص من قبيلة "الشعيطات" في آب/أغسطس 2014)، وهكذا فلا بديل لقوات النظام عن القتال، إلى أن يتمكن الجيش من إعادة فتح طريق "تدمر".
ممراً استراتيجياً لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»
كانت استعادة السيطرة على مدينة "تدمر" خطوة بسيطة نسبياً في هجوم أوسع وأكثر تعقيداً لكسر الحصار المفروض على "دير الزور". وبالرغم من الحملة العسكرية التي كان على رأسها ضابط النظام المتميز اللواء "سهيل حسن"، إلا أن جهود فتح الطريق من "تدمر" كانت بطيئة حتى الآن. وقد أدى استئناف القتال في شمال شرق اللاذقية وحلب إلى إجبار الجيش على سحب بعض القوات التي كانت مخصصة لحملة "دير الزور". وعلى الرغم من أنه كان بإمكان اللواء "سهيل حسن" الوصول إلى المدينة بعدد محدود من القوات، إلا أنه لم يكن بإمكان تلك القوات تأمين ممر بطول 300 كيلومتر دون تعزيزات خاصة. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» مزروعة بقوة في منطقة جبل "أبو رجمين" بين "تدمر"، و"السلمية"، و"أثريا"، وهو ما يمثل تهديداً لطريقين رئيسين. كما أن قوات تنظيم «داعش» تشكل تهديداً مستمراً لـ "تدمر" ذاتها، الشيء الذي يحتم على قوات النظام العمل أولاً على القضاء على ذلك التهديد، إذا ما أرادت المضي قدماً بسلام نحو "دير الزور".
ومع ذلك، قد لا يكون للمدينة المحاصرة متسع من الصبر، فبعد عام من الاعتداءات المتكررة التي قام بها تنظيم «الدولة الإسلامية»، مازال سكانها الذين يصل عددهم إلى 100,000 نسمة على قيد الحياة، ويرجع الفضل في ذلك إلى الإمدادات الغذائية التي تسقطها الطائرات. ولم يعد بمقدور طائرات الشحن الهبوط في المطار العسكري الموجود بالمدينة، وذلك بسبب إطلاق النار الكثيف من قبل قوات العدو التي تتمركز في مواقع قريبة من هذه المدينة. ومن حسن حظ الجيش أن قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» تفتقر إلى صواريخ "أرض-جو"، وإلى المدافع الثقيلة. وإجمالاً، يبدو المستقبل قاتماً حتى في غياب امتلاك تنظيم «داعش» لهذه الأسلحة المهمة.
ونظراً للانتكاسات التي تعرض لها تنظيم «الدولة الإسلامية» في معاركه ضد قوات النظام المتمركزة في الغرب (في "تدمر" ومطار "كويرس")، وضد الأكراد في الشمال، فقد قام مسلحو التنظيم بمضاعفة جهودهم في مواجهة مدينة "دير الزور"، وذلك خلال الأشهر الأخيرة. ومنذ صيف عام 2015، استطاع «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إلى جانب حلفائه من العرب المنتمين لـ «قوات سوريا الديمقراطية»، تحقيق تقدم ملحوظ نحو الجنوب، حيث طارد قوات «داعش» بمدينة "الحسكة" في تموز/يوليو، ثم تقدمت قواته باتجاه "وادي الخابور" نحو "الشدادي" في شباط/فبراير، حيث تمركزت حول محطة نفط "الجويف" التي تبعد خمسة وثلاثين كيلومتراً فقط عن "دير الزور". أما في حالة قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي»؛ فإن التقدم باتجاه الجنوب يمكن أن يكون الثمن الذي يدفعه الأكراد للحصول على الدعم الأمريكي في مدينة "منبج"، والتي هي الخطوة التالية لتحقيق هدفهم بتوحيد "كانتوناتهم" المنفصلة والمترامية على طول الحدود السورية مع تركيا.
وفي الوقت نفسه، في العراق، نجحت القوات التي تربطها علاقات بـ «حزب العمال الكردستاني» في طرد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» من "جبل سنجار"، في حين سيطرت قوات "البيشمركة" من «حزب الديمقراطي الكردستاني» على مدينة "سنجار" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. ونتيجة لذلك، يمكن لـ "قوات سوريا الديمقراطية" في "الحسكة"، ووحدات الجيش السوري في "تدمر"، أن تقوم بقطع خطوط الإمدادات والاتصالات الخاصة بقوات تنظيم «داعش» بين "عاصمتي" التنظيم، "الموصل" و"الرقة"، مما سيجعل من جيب "دير الزور" هدفاً ذا أولوية.
من وجهة نظر تكتيكية، فإن كسر الحصار وإطلاق حملة مضادة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، سيكون أمراً في غاية الصعوبة، بسبب تدمير جسرين محليين على نهر الفرات، أحدهما قام بتدميره مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» في أيار/مايو 2013، أما الجسر الآخر، والذي يقع على بعد مئات من الأمتار من الجسر الأول، فقد قامت قوات النظام بتفجيره في أيلول/سبتمبر 2014. وعلى الرغم من أن هذه الخطوة الأخيرة كانت تستهدف عرقلة عبور مقاتلي «داعش» للنهر، إلا أن فعلها هذا سيعرقل الجيش أيضاً، وسيمنعه من الاستعادة السريعة لموطئ قدمه على الجانب الآخر في حالة وقوع هجوم ما. ويقع أقرب الجسور على نهر الفرات على بعد 70 كيلو متراً في اتجاه الشمال الغربي لمدينة "مُقلا"، بينما يقع جسر آخر على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي لمدينة "الميادين". وبدلاً من ذلك، بإمكان الجيش إنشاء جسر مؤقت داخل المدينة، أو استخدام المركبات البرمائية للوصول إلى الضفة الأخرى، وهو ما يبدو صعباً للغاية. ومع ذلك، ستكون قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي» وحلفاؤه من العرب في موقع أفضل، يمكنهم من خلاله، قطع الطريق على تنظيم «الدولة الإسلامية» بين الموصل والرقة. ولكن بإمكان الجيش السوري أن يساهم بشكل كبير في دعم تلك الجهود، باستعادة سيطرته على الطريق المؤدى إلى "تدمر"، والذي من شأنه أن يمنع قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» من فتح طرق بديلة على الضفة الجنوبية من نهر الفرات.
التعاون الأمريكي-الروسي في "دير الزور"؟
نظراً إلى جميع العوامل المذكورة أعلاه، يمكننا القول بأن بقاء جيب لقوات النظام في "دير الزور" هو أمر أساسي في القتال الدائر ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؛ فإذا كانت قوات الجيش السوري، وقوات «حزب الاتحاد الديمقراطي»، و"قوات سوريا الديمقراطية"، قادرة على إحداث نقطة التقاء فيما بينها، فعندئذ ستتمكن من تطويق قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» بصورة فعالة في سوريا، ومن ثم، ستمهّد الطريق لشن حملة ضد "الرقة". وإذا ما افترضنا أن الولايات المتحدة وروسيا على حد سواء، يهمهما ـ حقاً ـ تدمير تنظيم «داعش» تدميراً كاملاً في سوريا، فيمكن لكليهما أن يساعدا في تحقيق هذا الهدف من خلال حث حلفائهما المحليين على التوجه نحو "دير الزور". وهذا بالطبع يعني زيادة الدعم الجوي الأمريكي للقوات الكردية المتقدمة جنوباً؛ وستتطلب الحملة أيضاً دعماً جوياً روسياً لقوات الجيش السوري التي تتقدم من "تدمر". واستكمالاً لهذا السيناريو، يمكن القول أن "دير الزور" ستصبح "تورجاو الشرق الأوسط،" وهي المدينة الألمانية المشاطئة للنهر التي التقى فيها الجيش الأمريكي والجيش الأحمر في نهاية الحرب العالمية الثانية بعد انتصارهما على عدو مشترك.
 ======================
معهد واشنطن :أكبر خسارة لـ «حزب الله» حتى اليوم في سوريا
نداف بولاك و ماثيو ليفيت
متاح أيضاً في English
13 أيار/مايو، 2016
في 13 أيار/مايو، أكد «حزب الله» مقتل أحد أبرز شخصياته العسكرية، مصطفى بدر الدين، الذي لاقى حتفه وفقاً لبعض التقارير في انفجار وقع في دمشق ليلة الثلاثاء. ونظراً لدور بدر الدين كرئيس لـ «منظمة الأمن الخارجي» للحزب وقواته في سوريا، يمثل موته أكبر خسارة لـ «حزب الله» منذ اغتيال "رئيس الأركان" السابق عماد مغنية في عام 2008. وقد عرف الرجلان بعضهما البعض حق المعرفة - حيث أن بدر الدين هو ابن عم عماد مغنية وشقيق زوجته الأولى: وقد قاد الإثنان العمليات العسكرية لـ «حزب الله» طوال سنوات.
ولبدر الدين (المعروف أيضاً بـ "ذو الفقار") تاريخ طويل في صفوف الحزب يعود إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي، عندما شارك في سلسلة من الهجمات الإرهابية في لبنان والكويت استهدفت سفارات الولايات المتحدة، وثكنات البحرية [الأمريكية]، وغيرها من المواقع. وبعد هروبه من السجن الكويتي خلال فترة الاحتلال العراقي للكويت في بداية التسعينيات، عاد إلى لبنان وارتفع بسرعة في صفوف «حزب الله»، الأمر الذي ساعد الحزب على إنشاء بعض وحداته الأكثر سوأً للسمعة. وحتى أن أحد زملائه العملاء وصف بدر الدين بأنه "أكثر خطورة" من مغنية، الذي كان "معلمه في الإرهاب" منذ فترة طويلة (انظر المرصد السياسي عام 1833، "مسؤول بارز في «حزب الله» مطلوب بتهمة القتل").
وفي عام 2008، وبعد مقتل مغنية في انفجار وقع في دمشق، تمت ترقية بدر الدين إلى منصب رئيس عمليات «حزب الله»، التي تشمل عمليات الجماعة في الخارج. ومع ذلك، بقي بدر الدين شخصية غامضة في لبنان حتى عام 2011، عندما سمّته محكمة خاصة، بعد تأخر طويل، كمتهم رئيسي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وفي العام نفسه، شهدت مكانة بدر الدين مزيداً من التعزيز كونه أحد الركائز العسكرية لـ «حزب الله» عندما استلم المسؤولية على محفظة سوريا. ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية، التي فرضت عليه عقوبات بسبب مختلف العمليات [التي قام بها]، شمل منصبه الجديد حضور الاجتماعات بين زعيم «حزب الله» حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد، وتنسيق نشر المقاتلين في البلد المجاور، والتخطيط لبعض من عملياتهم في الحرب.
وهذه الخلفية أكسبت بدر الدين العديد من الأعداء، الأمر الذي يثير السؤال حول من الذي [يقف وراء] قتله. وفي كل مرة يُقتل أحد كبار المسؤولين في «حزب الله» بطريقة غامضة، فإن إسرائيل هي المشتبه بها الأساسي في عملية الاغتيال، وهذه المرة ليست استثناء - حيث تُشير بعض التقارير إلى أنها قد تكون وراء الحادث بالفعل. وصحيح سيكون الكثير من صناع القرار في إسرائيل سعيدين للتخلص من بدر الدين. لكن نظراً لشهرته، فمن الصحيح أيضاً أنهم سيفكرون طويلاً وملياً قبل اتخاذ قرار لقتله، لأن خطر التصعيد سيزداد بعد اغتيال شخصية رفيعة المستوى كبدر الدين، حتى عندما أُجريت سراً. ولا يريد المسؤولون الإسرائيليون تصعيد الموقف على الجبهة الشمالية في الوقت الراهن. والاحتمال الآخر هو أن إسرائيل كانت تستهدف عملية لنقل الأسلحة وقتلت بدر الدين عن طريق الخطأ، أو أنه كان يحاول منع هجوم وشيك من قبل «حزب الله»، ولكن هذه [كلها] تكهنات في الوقت الراهن.
ومن المشتبهين المحتملين أيضاً الجماعات المتمردة في سوريا. فدور بدر الدين في تلك البلاد جعل منه هدفاً ذو قيمة عالية بالنسبة لهم، لأن «حزب الله» هو المسؤول عن مقتل آلاف السوريين. وفي حين أنه من غير المرجح أنه قد قُتل في الخطوط الأمامية، إلا أن وحدات المتمردين قد تكون هي التي قصفت موقعه وراء [هذه] الخطوط.
والمشتبه بها الأقل احتمالاً هي حكومات الخليج التي تدعم التمرد، وستكون سعيدة بسبب مقتل بدر الدين ولكنها تتمتع بقدرة محدودة على تنفيذ مثل هذه العملية في دمشق بصورة فعلية. وحتى «حزب الله» نفسه هو من المشتبه بهم المحتملين نظراً للشائعات حول الأداء الضعيف لبدر الدين، وإهماله، وعدم استقراره، وتهوره في السنوات الأخيرة. وإذا كانت قيادة الحزب معنية في قتله بالفعل وآمنت أنه لن يترك منصبه بهدوء، فقد تكون قد قررت أنه من الضروري التخلص منه.
وبغض النظر عمن يقف وراء عملية القتل، فإن خلاصة القول هي أن وفاة بدر الدين تشكل ضربة كبيرة لـ «حزب الله» من الناحية العملية والعقلية. وسيحتاج الحزب الآن إلى إرسال مسؤول آخر رفيع المستوى للإشراف على العمليات في سوريا - أي شخص من ذوي الخبرة العسكرية الواسعة والمعرفة العميقة في ساحة المعركة في سوريا. وهناك اثنين من البدلاء المحتملين هما إبراهيم عقيل وفؤاد شكر، وكلاهما شغل مناصب في أعلى هيئة عسكرية في «حزب الله» ("المجلس الجهادي") ويشاركان بالفعل في ساحة المعركة في سوريا. ويشكل الحادث أيضاً ضربة كبيرة لصورة الحزب كتنظيم لا يمكن هزيمته ولا غبار عليه. وإذا كان من الممكن قتل بدر الدين في سوريا، فلا يوجد أي قائد من «حزب الله» في مأمن هناك.
إن الشيء المهم الذي يجب أن يُراقب في المرحلة القادمة، هو على مَنْ سيلقي «حزب الله» اللوم على عملية القتل، لأن تحميل ​​اللوم علناً سيجبر الجماعة على الانتقام. وفي الوقت الراهن، يبدو أن الحزب قد أمر كوادره بوقف التكهنات حول مرتكب الجريمة، ولكن ليس هناك شك بأنه يحقق بما حدث، وسوف يلقي نصر الله اللوم في النهاية على شخص/جماعة/دولة ما، وذلك جزئياً لكي يُظهر لمؤيديه في لبنان أن الحزب لا يتخلّى عن [الانتقام]. وإذا ما اتهم «حزب الله» إسرائيل في النهاية، فمن الآمن أن نفترض أنه سينتقم على مقتل بدر الدين، وهذا يعني أن الإسرائيليين سوف يواجهون فترة طويلة من حالة التأهب القصوى على الحدود الشمالية وفي الخارج [بصورة عامة].
نداف بولاك هو زميل "ديان وجيلفورد جليزر فاونديشن" في معهد واشنطن. ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في المعهد.
======================
إنفورميد :انتعاش بالاقتصادات الرئيسية في الشرق الأوسط رغم أزمات العراق وسوريا
نشر في : السبت 14 مايو 2016 - 01:13 ص   |   آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 01:13 ص
إنفورميد – التقرير
لا شك أن كثرة الأخبار السياسية السلبية عن الشرق الأوسط قد تمنعنا من النظر في الأخبار الاقتصادية، إلا أنه عندما ندقق في الأخبار الاقتصادية، نجد أن أكثر الدول اكتظاظًا في الشرق الأوسط حققت نموًا اقتصاديًا يتراوح بين 3.5 و4 بالمئة في سنة 2016.
وكنت أعتقد أن تجدّد صراع الرئيس التركي أردوغان مع الأكراد في جنوب شرق البلاد، فضلاً عن التفجيرات المتواترة في أنقرة وإسطنبول التي ألحقت العديد من الأضرار في قطاع السياحة التركي، بالإضافة إلى الانسحاب الروسي من سوريا الذي أدّى إلى تراجع السياحة الروسية، وإلى إلغاء طلبيات الفواكه والخضر قد يؤثر سلبًا في النمو الاقتصادي.
وربما كان لكل هذه الأحداث العديد من الآثار الجانبية، ولكن الاقتصاد التركي حقق نموا بنسبة 4 بالمائة هذه السنة، ولذلك هل يمكننا القول بأن الاقتصاد التركي كان من الممكن أن ينمو بنسبة أكثر من 4 بالمائة، لو لم يخضْ الرئيس التركي أردوغان تلك المعارك ولو قام بتوزيع الأرباح بالتساوي بين جميع فئات شعبه؟
ومع ذلك، فإنه ينبغي أن نتذكر أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي يقدر بحوالي 0.5٪ فقط، وأن الاضطرابات السياسية في البرازيل كان لها دورًا نسبيًا في المشاكل الاقتصادية العالمية الهائلة في السنوات الأخيرة، وقد استطاعت تركيا تجاوز الأزمة، فهي تحتل المرتبة الثامنة عشر في ترتيب العالم، حسب الناتج المحلي الإجمالي اليوم، إضافة إلى أنها استطاعت إنشاء نحو 6 ملايين موطن شغل جديد في السنوات الست الماضية، مما زاد في رصيد شعبية الرئيس التركي أردوغان.
ومن بعض الأسباب المفاجئة والمساهمة في النمو الاقتصادي هو قوة الإنفاق الاستهلاكي للشعب للتركي، وكذلك مكّن الانخفاض الحاد في أسعار النفط تركيا من توفير 35 مليار دولار من قيمة استهلاكها للنفط، وبالإضافة إلى ذلك، عزز تواجد 2.5 مليون لاجئ سوري في البلاد الناتج المحلي الإجمالي لأن اللاجئين كانوا ينفقون مدخراتهم في تركيا، كما تمكن بعضهم من الحصول على وظائف ومن شراء مستلزماتهم اليومية في منازلهم الجديدة، كما تمكن المزارعون السوريون والعمال من الدخول إلى سوق الإنتاج التركي.
وكذلك على الرغم من تراجع مردود قطاع السياحة بأكثر من 16 بالمائة في السنة، لم يكن ذلك كارثيًا بالنسبة لتركيا على الرغم من عدم رغبة السياح الروس في زيارة تركيا والبلدان العربية، حيث أصبحوا يشعرون بالقلق والخوف من النزاعات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط ومن السياسات المعتمدة ومن الوضع الأمني.
ولكن قدوم السياح العرب كان مثمرًا جدًا في تركيا، فهم لا يأتون فقط للنزول في الفنادق بل أنهم أيضًا ليشتروا المنازل ويقومون بتحريك عجلة الاستثمار الاقتصادي، فتراجع السياحة الروسية كان له بعض التأثيرات السلبية إلا في أنطاليا فقط، حيث يرجع الفضل في عدم تأثر تركيا بهذه الأزمة السياحية إلى التنوع الاقتصادي التركي الذي يجعلها تُوفر قرابة 800 مليار دولار سنويًا.
وأما بالنسبة لمصر فإنه كان من المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي إلى 3 و3.5 في المائة هذه السنة، ومثل تركيا، تمكنت مصر من توفير مليارات الدولارات هذه السنة بسبب انخفاض أسعار النفط، وبسبب تراجع عائدات السياحة، خفضت البنوك الدولية تقديراتها لمعدل النمو في البلاد في هذه الفترة من 4 بالمائة إلى 3 أو 3.5 في المائة، وأما بالنسبة لدول الخليج النفطية، وعلى الرغم من تراجع مدخولها، فلا تزال لها استثمارات واعدة، وفي هذا السياق، تقول دولة الامارات إنها ستستثمر قرابة 4 مليار دولار آخرين في مصر، كما أن انكماش نمو اقتصاد جنوب أفريقيا وتراجع قيمة عملة الراند، مكّن مصر من أن تصبح ثاني أكبر اقتصاد في أفريقيا.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو اقتصاد إيران بنسبة 4 بالمائة هذه السنة بسبب زيادة مبيعات النفط، نظرًا لرفع العقوبات الدولية التي كانت مسلطة عليها.
ومن الواضح أن كلا من تركيا ومصر تواجه مشاكل اقتصادية؛ فاعتماد السياسات النيو ليبرالية قد زاد بشكل كبير من عدم المساواة، بحيث أننا لا يمكن أن نكون على يقين من أن نمو 3.4 بالمائة سوف يذهب في الواقع إلى الطبقة الوسطى وليس الغنية، وكذلك يُعرقل ارتفاع النمو السكاني في مصر ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وكذلك في إيران، تذهب عائدات مبيعات النفط مباشرة إلى الدولة، وبالتالي لا تزال مسألة توزيع الثروات والمداخيل مسألة شائكة في هذه البلدان.
وفي الختام لا تزال الدول التي تعيش طفرة سكانية واضطرابات سياسية عميقة تشهد نموًا اقتصاديًا جيدًا، مما يثير حيرة وقلق بعض الدول الأخرى المنافسة لها.
======================
وول ستريت جورنال: من قتل مصطفى بدر الدين؟
قائد العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا قتل جراء انفجار غامض قرب مطار دمشق، في أكبر ضربة للقيادة العسكرية للجماعة الشيعية اللبنانية منذ سنوات.
 جاء ذلك في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية سلطت فيه الضوء على مقتل القيادي الكبير في حزب الله مصطفى أمين بدر الدين جراء انفجار غامض على طريق في سوريا يسيطر عليه الحزب بشكل كامل، الأمر الذي طرح العديد من التساؤلات حول من قتل بدر الدين؟، وهل إسرائيل وراء هذا العملية أم غيرها.
وقال الحزب في بيان اليوم الجمعة، الانفجار أسفر عن مقتل مصطفى أمين بدر الدين، عضو بارز من الجيل المؤسس للحزب".
وقالت الصحيفة، بدر الدين - البالغ 55 عاما- واحد من أربعة كوادر للحزب كانوا ضمن لائحة المتهمين من محكمة الأمم المتحدة التي أنشئت عام 2005 للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري-.
 الحزب ذكر إنه سيحقق في سبب الانفجار الذي وقع في قاعدة قرب المطار، ولكن لم يشر لوقت الانفجار، ولم يتهم أي جهة بقتل بدر الدين، ومع ذلك أثار مقتل القائد شبح اشتباك new بين حزب الله وإسرائيل، التي استهدفت في وقت سابق وقتلت أفراد من أقربا بدر الدين.
 بدر الدين أحد القادة العسكريين رفيعي المستوى في حزب الله، وكان جزء من القادة الذين يعملون في الخفاء، وتسعى الولايات المتحدة وإسرائيل ورائهم، بحسب مسؤولين أمريكيين ولبنانيين، واتهم بدر الدين بالتورط في بعض أكثر الهجمات دموية في المنطقة، بما في ذلك على أهداف أميركية.
وقال الياس حنا، جنرال متقاعد في الجيش اللبناني:" قتل بدر الدين يظهر أن حزب الله عرضة للخطر"، ولكن حنا، ومحللون آخرون ومسؤولين لبنانيين المجموعة قالوا إن صمدت الحزب أمام الاغتيالات السابقة من كبار القادة، وعلي مر السنين يظهر حاجة الحزب لهيكل القيادة العسكرية.
 بدر الدين قاد بعض أعلى العمليات لصالح حزب الله في سوريا، مما ساعد في تحويل دفة الامور في الحرب لصالح الأسد، ورفع حزب الله إلى مستوى لاعب إقليمي رئيسي، بحسب الصحيفة.
حزب الله وايران والميليشيات الشيعية المتحالفة معها تعاني من خسائر ضخمة في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في معارك حلب.
 ونقلت الصحيفة عن محمد عبيد، مسؤول لبناني سابق مقرب من قيادة حزب الله قوله: بدر الدين بالطبع قائد كبير وتاريخي في الحزب، والمقاومة، ولكن هذا لا يعني ان حزب الله خسر القائد الأساسي.. حزب الله يدار بشكل القيادة الجماعية".
في القاعة المزدحمة جنوبي بيروت حيث امتد طوابير المعزين في وفاة بدر الدين، ذكر ابن مقاتل من الحزب الله :"الدم هو وقودنا لمواصلة الرحلة الطويلة"، بحسب مراسل لمحطة المنار التابعة للحزب.
 إلا أن الحكومة السورية لم تعلق على الانفجار الذي وقع على طريق يسيطر عليه بالكامل حزب الله.
 عبيد ومسؤول لبناني سابق يقول:" في البداية اعتقد البعض أن اسرائيل وراء الانفجار، وحزب الله يحاول تحديد ما إذا كان الإنفجار ناجم عن صاروخ أو قنبلة.. إلا أنه حتى الآن ليس هناك ما يدل على الانفجار غارة جوية".
وفي مقابلة مع راديو الجيش في إسرائيل، ذكر يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، قتل الدين جيد لدولة إسرائيل، ولكن دولة إسرائيل ليست مسؤولة دائما".
وأضاف:" اولئك الذين يعملون في سوريا اليوم بينهم الكثير من الحاقدين على إسرائيل، واختفاء الأشخاص الذين تراكمت لديها الكثير من الخبرات من قائمة المطلوبين، جيد لإسرائيل".
وفي السنوات الأخيرة استهدفت إسرائيل الكثير من قوافل وقادة حزب الله، وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي خلال زيارة لمرتفعات الجولان، إسرائيل استهدفت العشرات من شحنات الأسلحة في سوريا التي كانت في طريقها إلى حزب الله".
 ونقلت الصحيفة عن "ماثيو ليفيت" مسؤول في مكافحة الارهاب والمستشار السابق لوزير الخزانة الأمريكية الذي كتب كتابا عن حزب الله :" المملكة الإقتصادي السعودية الراعية للهجمات على مسؤولي حزب الله".
وأضاف:" التركيز على بدر الدين مؤخرا لم يكن لتشكيلة خطرا على إسرائيل، ولكنه المسؤول عن قتل السنة في سوريا".
 في سوريا، تنقل بدر الدين في الأشهر الأخيرة بين دمشق وحلب، حيث ساعد في توجيه حملة الحكومة للضغط على المعارضة في حلب، بحسب مسئولين لبنانيين.
وبحسب مسئولون لبنانيون وأمريكيون، فأن بدر الدين كان صلة وثيقة بزعيم حزب الله حسن نصر الله، وعندما فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بدر الدين العام الماضي لدوره في الحرب السورية، قيل أنه رافق زعيم الحزب في لقاءاته المتكررة مع الرئيس الأسد في دمشق لوضع استراتيجية للتغلب على المعارضة.
قبل أربع سنوات، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية بدر الدين على قائمة الإرهابيين مع غيره من قادة حزب الله "لتوفير الدعم لأنشطة حزب الله الإرهابية في الشرق الأوسط وحول العالم".
وكان مطلوبا أيضا على الصعيد الدولي فيما يتصل بمقتل الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، و 22 اخرين في انفجار ضخم هز موكبه في شوارع بيروت.
وفي 1980 اتهم بدر الدين وسجن تحت اسم مستعار في الكويت للمشاركة في تفجيرات السفارتين الأمريكية والفرنسية عام 1983، وهرب من السجن عندما غزا العراق الكويت عام 1990.
======================
الإيكونوميست: العالم العربى يشهد حربا داخلية
2016-05-13 الجمعة 08:25 م
 "الحرب من الداخل" هذا هو العنوان الذى اختارته مجلة "إيكونوميست" البريطانية لغلاف عددها الأخير لتوصف به حال العالم العربى، وقالت عن انهيار الدول العربية إنه لو كانت أوروبا وأمريكا قد ارتكبت أخطاءً، فإن البؤس الذى يشهده العالم العربى سببه بالأساس الإخفاقات التى قام بها.
وذهبت المجلة إلى القول بأنه عندما رسم السير مارك سايكس وفرانسو بيكو سرا خطوط خريطة المشرق لتقسيم الإمبراطورية العثمانية فى مايو 1916، فى ذروة الحرب العالمية الأولى، ربما كانا قد تخيلا الفوضى التى سيشعلانها، قرن من الزمان من الخيانة الإمبريالية والاستياء العربى وعدم الاستقرار والانقلابات العسكرية والحروب والنزوح والاحتلال وفشل التوصل إلى السلام فى فلسطين، وقمع وراديكالية وإرهاب. وفى نشوة ثروات الربيع العربى عام 2011، عندما سقط ديكتاتور تلو الآخر فى العالم العربى، بدا أن العرب يتحولون أخيرا نحو الديمقراطية، لكن حالتهم أكثر ظلامية من ذى قبل، واعتبرت الصحيفة أن الدولة انهارت فى كل من سوريا والعراق وليبيا واليمن، واندلعت الحروب الأهلية وتفشت الطائفية وظهر تنظيم داعش فى أجزاء أخرى بالعالم العربى.
وترى الصحيفة أن الدول العربية تعانى مما تسميه أزمة شرعية، واصفة ما يجرى بأنه صدام داخل الحضارة العربية وليس صدام حضارات، وقالت إن هذ الدول لم تتخط أبدا سقوط الدولة العثمانية، وسعت كل الإيديولوجيات البارزة مثل القومية العربية والتيار الإسلامى والجهادية الآن إلى دولة أكبر خارج الحدود التى وضعها المستعمرون، ويلقى كثيرون بمسئولية الفوضى على القوى الغربية منذ اتفاقية سايكس بيكو حتى حرب السويس 1956 والتدخلات الأمريكية المتكررة.
وبالفعل جعل الأجانب الأمور أسوأ، إلا أن فكرة أن أمريكا ينبغى أن تبتعد عن المنطقة، وهو المنطق الذى يبدو أن باراك أوباما يؤيده، يمكن أن تكون مقوضة للاستقرار مثلها مثل التدخل وهو ما أظهرته الكارثة فى سوريا، لكن على الشعوب والملوك أن يستعيدوا ثقة شعوبهم، وأن يضعوا الشرعية وأن يمنحوا حيزا للمعارضة ويؤسسوا الديمقراطية.
======================
الفورين بوليسي: النصرة موجودة لأننا نظهر كأننا ندعم العلويين والشيعة والأكراد ضد السنّة
– POSTED ON 2016/05/13
الفورين بوليسي: ترجمة محمود محمد العبي-السوري الجديد
في حين تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على محاربة الدولة الإسلامية(داعش)، تغرس جبهة النصرة – التابعة لتنظيم القاعدة – جذورها بعمق في سوريا.  فمنذ سنوات، تُعِدُ جبهة النصرة الأساس بكل تأنٍ لإقامة دولة إسلامية خاصة بها في سوريا. لا يمكن للولايات المتحدة أن تنتظر حتى تهزم داعش، من ثم تواجه جبهة النصرة، حيث أن مخاطر التركيز على داعش فقط يمهد الطريق لتوسع جبهة النصرة.
النصرة في سوريا
حذر مؤخراً تشارلز ليستر – زميل بارز في معهد الشرق الأوسط – قائلاً: “بعد سنوات من العمل المضني لزيادة نفوذها في شمال سوريا، أجرت جبهة النصرة مؤخراً مشاورات داخل صفوفها وبين بعض جماعات المعارضة المتعاطفة معها حول إعلان إمارة”. قال ليستر “من شبه المؤكد” سيحدث هذا التحرك في أقرب وقت نهاية هذا العام.
سيكون إعلان إقامة دولة إسلامية خروجاً صارخاً عن أسلوب النصرة. وأشار ليستر”في حين فرضت الدولة الإسلامية (داعش) الرقابة أحادية الجانب على السكان، وبسرعة أعلنت الاستقلال، تحركت جبهة النصرة في سوريا التابعة لتنظيم القاعدة بتأنٍ أكثر، ساعيةً لبناء نفوذها في المناطق التي تأمل بحكمها”. وكتبت جنيفر كافاريلا المحللة في معهد دراسات الحرب في مونترِيال: “حالياً تستفيد جبهة النصرة من المساهمات في ساحة المعركة من أجل إقامة علاقات مع المجتمع المدني والسكان المدنيين وجماعات المعارضة السورية الأخرى. ومن ثم تتلاعب بتلك العلاقات من أجل تحقيق الهيمنة. وتستهدف بشكل مباشر الجماعات المدعومة من الولايات المتحدة، وتهزمهم عندما تتمكن من ذلك، من أجل ضمان عدم وجود موطئ قدم للقوى المعتدلة في سوريا الجديدة”.
جبهة النصرة هي جزء لا يتجزأ من تنظيم القاعدة العالمي الذي يتزعمه أيمن الظواهري، النائب السابق لأسامة بن لادن. تلاحظ كافاريلا ومساعديها في دراسة شاملة لأهداف وقدرات جبهة النصرة: “يخصص تنظيم القاعدة موارد كبيرة لقاعدته السورية، بما في ذلك قيامه بإرسال فريق من النشطاء المخضرمين لتقديم المشورة والتدريب وتبادل الخبرات الاستراتيجية والتكتيكية”، وبعد انشقاق داعش عن شبكة القاعدة العالمية في عام 2013، سعت قيادة الشبكة لإعادة بناء النصرة، وهي الفصيل الأكثر تضرراً من الانشقاق عن داعش. يروي ليستر كيف “بدأ كبار الشخصيات المخضرمين في تنظيم القاعدة بالوصول إلى سوريا في منتصف عام 2013، ساعين إلى تعزيز القيادة في جبهة النصرة”. وتتجلى درجة تأثير الظواهري على جبهة النصرة في سوريا بشكل كبير بقبول النصرة بالاستراتيجية الجديدة التي أمر بها الظواهري في عام 2015، حيث دعا إلى موقف أكثر تعاوناً تجاه بقية المعارضة السورية.
على الرغم من أن القاعدة لم تتخذ قراراً نهائياً بشأن قيام إمارة في سوريا، فإن التبعات تكون قاسية. يلاحظ ليستر: “يمثل الجمع بين إمارة القاعدة والقيادة المركزية النشيطة للقاعدة في شمال سوريا دفعة من الثقة للعلامة التجارية العالمية للمنظمة الجهادية. وعلى نقيض الدولة الإسلامية (داعش)، ستقدم القاعدة (جبهة النصرة) نفسها على أنها حركة جهادية ذكية منهجية موجودة، وضعت استراتيجية أكثر توافقاً مع الحياة اليومية للمسلمين السنة”. ويحذر ليستر: “في نهاية المطاف سيتم اتخاذ هذا القرار للبدء بالتخطيط لهجمات خارجية، وذلك باستخدام قرب سوريا من أوروبا وباستخدام شبكة تنظيم القاعدة الإقليمية لتشكل خطراً أكثر إلحاحاً بكثير من المجموعة التي نشأت سابقاً في اليمن وأفغانستان”.
كلفة الاستسلام الأمريكي
يرتبط نجاح النصرة بشكل مباشر بتردد الولايات المتحدة في اتخاذ موقف حازم ضد نظام الأسد ورعاته في طهران وموسكو. تلاحظ كافاريلا وشركاؤها في الكتابة: “إن الرواية السائدة بين السكان العرب السنة في سوريا هي أن الغرب يدعم العلويين والإيرانيين في جهودهم الرامية إلى إخضاع وقهر السنة”. فبعدم اهتمام وعدم قدرة الولايات المتحدة على حماية ضحايا وحشية الأسد، “يرى السكان العرب السنة القوة القتالية لجبهة النصرة كجزء من دفاعهم الخاص ضد التهديد الوجودي للعدوان العلوي-الإيراني”.لحسن الحظ، العديد من السوريين- الذين يقدرون مشاركات النصرة في ساحة المعركة – بالضرورة لا يتعاطفون مع أيديولوجيتها المتطرفة. وفقاً لليستر، “ترفض الغالبية العظمى من المعارضة الرئيسية في سوريا من حيث المبدأ وجود إمارة للقاعدة في بلادهم، وترفض أيضاً فرض أهداف جهادية عابرة للحدود الوطنية على الأراضي السورية”، اطلع قائد في الجيش السوري الحر ليستر: “ألا تظن أننا نفضل عدم وجود النصرة في الخنادق؟ هم (النصرة) يمثلون كل شيء نعارضه. ولكن ماذا يمكننا أن نفعل عندما لا يمنحنا أصدقاؤنا المفترضون في الخارج شيئاً لإثبات أنفسنا؟ نعتمد على الآخرين فقط لأننا لا نستطيع لوحدنا القيام بهذه المهمة”.
في حين القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة قد استعادت قدراً كبيراً من الأراضي من داعش في شمال سوريا، فإن الاعتماد على قوى الأقلية الكردية أو غيرها لن يكون فعالاً ضد النصرة، لأنها ليست معزولةً من الناحية الجغرافية. لهذا السبب، أوصت كافاريلا وشركاؤها في الكتابة: “يجب على  التحالف التي تقوده الولايات المتحدة أن يغير نهجه جذرياً، من نهج معتمد على الأقليات العرقية لنهج آخر يعمل داخل المجتمع السني نفسه”.
وأيضاً يجب على الولايات المتحدة التخلي عن جهودها الدفاعية لتسهيل التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع السوري، في الوقت الذي تسمح فيه للأسد ورعاته بتعزيز نفوذهم من خلال النجاح في ميدان المعركة. وفقاً لتقرير جديد صادر عن مركز أمن أميركي جديد، “ما لم تزد الولايات المتحدة وتحافظ على دعمها لجماعات المعارضة المسلحة المعتدلة لفرض تغيير في ساحة المعركة، من المحتمل بشكل كبير فشل العملية الدبلوماسية؛ بسبب وجود عدد قليل من المحفزات عند نظام الأسد للتخلي عن السلطة”. ويؤكد التقرير، “يجب أن تكون جهود الولايات المتحدة بشكل أساسي على أساس استراتيجية شاملة بهدف بناء مؤسسات معارضة مسلحة معتدلة متماسكة، مترافقاً مع تركيز إقليمي يتم تفصيله لكل منطقة على حدة داخل سوريا”. وأثناء هذه المدة، يجب على الولايات المتحدة أن تحفز إقليمياً هذه المجموعات لتشكيل تحالفات أوسع نطاقاً بقيادة موحدة.
هل يمكن للبيت الأبيض التعلم؟
أشارت إدارة أوباما بشكل مبدئي أنها يمكن أن تكون قريباً على استعداد لتقديم دعم فعال للمعارضة السورية الرئيسية. وقال وزير الخارجية جون كيري للصحفيين يوم 3 أيار/ مايو: إن سوريا يجب أن تبدأ عملية الانتقال السياسي في 1 حزيران/ أغسطس، أو إن الولايات المتحدة ستتبع “مساراً مختلفاً للغاية”. وأثناء الإدلاء بشهادته أمام مجلس الشيوخ في شباط/ فبراير الماضي، حذر كيري بتنفيذ واشنطن “للخطة ب” في سوريا ما لم تساعد موسكو على ضمان التوصل إلى حل سياسي للصراع. وفي سياق النقاش عن دعم محتمل للمعارضة المسلحة التي تقاتل النظام المدعوم من موسكو، قال كيري: “يمكن لهذا أن يصبح أكثر بشاعة”. في نيسان/ أبريل، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن “الخطة ب” ستتألف من تزويد “وحدات المعارضة المضمونة بأنظمة الأسلحة التي من شأنها أن تساعدهم في توجيه هجمات ضد مواقع طائرات ومدفعية النظام السوري”.
الحقيقة المؤسفة هي أن “الخط ب” كان ينبغي أن تكون “الخطة أ” قبل أربع سنوات، وبالتحديد بعد هجوم الأسد في حزيران/ أغسطس 2013 بالأسلحة الكيميائية ضد إحدى ضواحي دمشق، التي قُتِلَ فيها أكثر من 1400 شخص.
الآن، يجب أن يكون واضحاً لكيري أن مسؤولي النظام السوري سيرفضون التفاوض على الانتقال السياسي من دون الأسد، ما لم يشعرون بضغط على أرض المعركة. وبالتالي، ليس هناك ما يدعو إلى الانتظار حتى حزيران/ أغسطس في حين تستمر الهجمات الوحشية. ولذلك وقت “الخطة ب” هو الآن.
======================
فورين بوليسي :حرب حزب الله القادمة في وادي الموت
نشر في : السبت 05 مارس 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 04 مارس 2016 - 10:30 م
فورين بوليسي – إيوان24
في منطقة صغيرة بين سوريا وإسرائيل، يستعد حزب الله لما يزعم أنها ستكون أكبر حرب على الإطلاق.
هناك بلدة لبنانية صغيرة تقع على جانبي وادٍ شديد الانحدار مع سوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى تحت مراقبة قاعدة عسكرية إسرائيلية على قمة أحد الجبال القريبة، في حين أن مراكز المراقبة التي تضم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تراقبها من ناحية أخرى. يسيطر الجيش اللبناني على مجموعة متنوعة من المراكز داخل المدينة وضواحيها، والجبال المغطاة بالثلوج في مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل يمكن رؤيتها بوضوح من وسط المدينة.
تتقاطع في هذه المدينة صراعات عديدة في المنطقة. على بُعد أميال قليلة نحو الشرق، على الجانب السوري من الحدود، تسيطر مجموعة من قوى المعارضة – بما في ذلك جبهة النصرة ومجموعات داخل الجيش السوري الحر، والميليشيات المتحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية – على الأراضي هناك. وداخل الوادي، تراقب إسرائيل وحزب الله بعضهما البعض بحذر شديد.
يعوّل حزب الله على هذه المنطقة لتصبح نقطة اشتعال لأي صراع مستقبلي مع إسرائيل. في القتال إلى جانب الحكومة السورية، خسر حزب الله أكثر من 1000 من مقاتليه، واكتسب مستوى من الخبرة التكتيكية وحصل على بعض الأسلحة التي جعلت منه قوة أكثر تهديدًا لأعدائه في أماكن أخرى بالمنطقة. المقربون من الحزب يقولون إنّه للمرة الأولى يمتلك حزب الله القدرة على شنّ حرب ضد إسرائيل على الأراضي الإسرائيلية.
وقال مصدر مقرب من الحزب في جنوب لبنان: “في الحرب القادمة، حزب الله لن يبقى على الحدود، ولن تكون المستوطنات الإسرائيلية في الشمال على منأى من هذه الحرب. سيجلب حزب الله الحرب لهم، وأكثر ما يثير القلق في إسرائيل هو خبرة حزب الله في سوريا، كما أن لديه الخبرة الآن في الهجوم بدلًا من مجرد الدفاع كما كان في السابق.”
بين الصواريخ الموجّهة وتنظيم الدولة الإسلامية
الأعمال الانتقامية الأخيرة من حزب الله الأخيرة ضد إسرائيل قرب بلدة شبعا تسلّط الضوء على هذه المنطقة باعتبارها نقطة الضعف في أمن إسرائيل.
في الشهر الماضي، وسط الضباب الكثيف، عبر العديد من مقاتلي حزب الله السياج عند سفح البلدة التي تفصلهم من مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل. وبعد تجاوز الرادارات الإسرائيلية والمواقع العسكرية، زرعوا عبوات ناسفة على بُعد بضعة أقدام بعيدًا عن قاعدة عسكرية إسرائيلية كبيرة في المنطقة. وبعد ذلك بيومين، تمّ تفجير العبوات الناسفة، وإلحاق أضرار هائلة بجرافة D9 ومركبات الهمفي العسكرية أثناء مرور قافلة عسكرية إسرائيلية.
وفي حين مرّت الحادثة دون لفت الكثير من الأنظار – لم يكن هناك وفيات – لكنها سلّطت الضوء على قدرة الجماعة اللبنانية المسلّحة على التسلل إلى الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
كانت هناك هجمات أخرى أكثر فتكًا شنّها حزب الله في المنطقة. وبعد الضربة الإسرائيلية لعدد من أعضاء حزب الله الرئيسيين في محافظة القنيطرة لسوريا في يناير/ كانون الثاني عام 2015، قام حزب الله بالرد بإطلاق عدة صواريخ على دورية إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، مما أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين.
على الجانب الإسرائيلي، أكّد كبار المسؤولين أنَّ حزب الله لا يزال واحدًا من أكبر التهديدات الأمنية على إسرائيل وأثاروا احتمال حدوث هجوم واسع النطاق ضد الحزب. “إيران تشنّ حربًا ضد إسرائيل عبر وكلاء مثل حزب الله في لبنان، الذي يشكّل اليوم أخطر تهديد لإسرائيل”، هكذا قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، مهندس “عقيدة الضاحية”، على اسم ضاحية جنوب بيروت؛ وهي عقيدة تدعو لاستخدام القوة لتحقيق الأهداف العسكرية.
وذهب وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون إلى أبعد من ذلك، وقال خلال مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي في الشهر الماضي:/ “في سوريا، إذا كان الخيار بين إيران وتنظيم الدولة الإسلامية، فأنا سأختار تنظيم الدولة الإسلامية. إيران هي التي تحدد مستقبل سوريا، وإذا استمر هذا الوضع، فإنَّ الهيمنة الإيرانية في سوريا ستكون تحديًا كبيرًا لإسرائيل.”
وبالرغم من إطلاق حزب الله صواريخ غير موجّهة على إسرائيل خلال حرب عام 2006، إلّا أنًَّ أسلحة الحزب تطورت بشكل كبير. ووفقًا للمحللين ومصادر مقربة من الحزب، يمتلك الحزب صواريخ باليستية تكتيكية وصواريخ سكود، والصواريخ الإيرانية فاتح -110، وصواريخ M-600، وهي النسخة السورية المعدّلة من صواريخ فاتح -110.
وقال جيفري وايت المحلل الدفاعي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “الآن، يمتلك حزب الله القدرة على إطلاق الذخائر الموجّهة عبر إسرائيل، بل يمكنه ضرب أهداف داخل إسرائيل، بما في ذلك مراكز القيادة، والمطارات، والأهداف الاقتصادية الكبرى.”
وقال وايت إنَّ حزب الله حصل على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة وصواريخ كروز البحرية طراز الياخونت، والتي يمكن أن تهدد القوات الجوية الإسرائيلية وتستهدف منصات النفط في البحر الأبيض المتوسط.
وأردف: “هذا شيء جديد. لقد كان 95 بالمئة من النشاط البحري في عام 2006 من الجانب الإسرائيلي، ولذلك فإنَّ الحرب القادمة على العمليات البحرية يمكن أن تكون مختلفة تمامًا.”
كما أنَّ الضربات العديدة من قِبل سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا منذ عام 2013 والتي استهدفت مخابئ للأسلحة تابعة لحزب الله، تشهد على عمق المخاوف الإسرائيلية بشأن استحواذ الحزب على الأسلحة المتطورة. وقد حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا وتكرارًا من أن نقل الأسلحة إلى حزب الله هو “خط أحمر”.
وقال نتنياهو خلال مقابلة مع قناة سي إن إن في العام الماضي: “إذا كان أي شخص يريد استخدام الأراضي السورية لنقل الأسلحة النووية لحزب الله، سنتخذ الإجراء اللازمة ضد. ونحن نواصل القيام بذلك.”
في الشهر الماضي، نفّذت القيادة الشمالية الاسرائيلية – بما في ذلك وحدات القوات البحرية والقوات الجوية – مناورة تدريبية لمدة أسبوعين استعدادًا لاحتمال اندلاع حرب على جبهات متعددة على حدودها الشمالية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات وهمية على مواقع حزب الله العسكرية ومعسكرات التدريب في بلدة شرق بعلبك اللبنانية، وذكرت مصادر تابعة للحزب أنه تمّ شنّ تلك الهجمات لاختبار مستوى ردود فعل حزب الله.
وقال أحد المصادر: “الإسرائيليون يريدون معرفة أي نوع من أنظمة الدفاع الجوي يمتلكها حزب الله.”
وقد غيّرت قوات الدفاع الإسرائيلية أيضًا تقييم عملياتها لتعكس احتمال أن حزب الله كان بحوزته أنظمة صواريخ أرض-جو متطورة ولديه القدرة على استهداف الطائرات المقاتلة الإسرائيلية.
لكنَّ بعض المصادر داخل الحزب كانت متحفظة عندم السؤال عما إذا كان الحزب سيستخدم الأسلحة الجديدة في حرب مستقبلية أم لا. وأضاف مصدر آخر: “في كل حرب هناك مفاجآت جديدة فيما يتعلق بالأسلحة، ونحن لا نكشف ما لدينا حتى يأتي الوقت المناسب”.
كيف غيّرت سوريا حزب الله؟
يتوقع بعض المحللين أنَّ الحرب السورية قد عرقلت حزب الله، ومنعته من التحضير لصراع مستقبلي مع إسرائيل. لكنَّ المقربين من الحزب يزعمون أن العكس هو حدث وأن القتال لدعم القوات المسلحة السورية وفرّ لحزب الله كادر من المقاتلين المسلّحين تسليحًا جيدًا.
وقال مصدر داخل الحزب: “يحصل مقاتلونا على التدريب الضروري ويكتسبون الخبرة اللازمة من خلال العمل الذي يقومون به في سوريا، وهذا مصدر قلق كبير لإسرائيل. لكن عملنا في سوريا لن يصرفنا عن الجبهة الجنوبية ضد إسرائيل.”
في خطاب يوم 17 فبراير، ركّز زعيم حزب الله حسن نصر الله على إسرائيل، محذرًا إياها من عواقب وخيمة إذا خططت لشنّ حرب ضد حزب الله. في إشارة إلى قدرات الحزب، تحدث عن مصنع للكيماويات في مدينة حيفا الشمالية كمثال على هدف محتمل. ونقلًا عن خبير إسرائيلي لم يكشف عن اسمه، قال إنَّ صاروخًا استهدف خزانات الأمونيا التي تحتوي على أكثر من 15000 طن من الغاز، أدى إلى عشرات الآلاف من القتلى وإصابة 800 ألف شخص.
وحذّر الخبير قائلًا: “هذا من شأنه أن يكون بمثابة صنع قنبلة نووية، ونستطيع أن نقول إنَّ لبنان اليوم لديه قنبلة نووية، نحن نرى أن أي صاروخ قادر على ضرب هذه الخزانات يمكن أن يكون له نفس تأثير القنبلة النووية”.
لكن التغييرات التي طرأت على حزب الله في العقد الماضي تتجاوز أسلحته الأكثر تقدمًا. قبل مشاركته في الحرب السورية، تضمنت خبرات الحزب في ساحة المعركة في السنوات الأخيرة إرسال فرق صغيرة تضم ما بين خمسة إلى خمشة عشر مقاتلًا يتسللون إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل. وكانت هذه العمليات تتطلب عددًا محدودًا من المقاتلين المدربين وكان يمكن إنجازها – من مغادرة القاعدة إلى العودة – في غضون ساعات قليلة. ولكن في سوريا، وجد قادة حزب الله أنفسهم مسؤولون عن قيادة مئات من المقاتلين في معركة واحدة.
وهذا يتطلب أن يضع قادة حزب الله هيكلًا متطورًا للقيادة والسيطرة، بما في ذلك شبكات اتصالات سلكية ولاسلكية متطورة، واستخدام طائرات بدون طيار للاستطلاع، والقدرة على الحفاظ على خطوط الإمداد الطويلة، وهذه تكتيكات يعتقد أعضاء الحزب أنها تلعب دورًا محوريًا في الحرب القادمة ضد إسرائيل.
يعتقد الإسرائيليون أن لدينا القدرة على غزو القرى في الشمال والبقاء والسيطرة على المناطق أيضًا”، هكذا قال مصدر مقرب داخل حزب الله تحدث عن الخبرة التي اكتسبها الحزب في سوريا.
أن تقاتل أو لا تقاتل
وفقًا لكل من المحللين والمقربين داخل دوائر حزب الله، فإنَّ الحزب لا يتطلع لحرب مع إسرائيل في المستقبل القريب. هذا ليس فقط بسبب تورطه في سوريا، ولكن أيضًا لأن المناخ السياسي في لبنان ليس مؤاتيًا كما كان في عام 2006.
وإجمالًا، أصبح لبنان أكثر استقطابًا سياسيًا، وهذا وضع حزب الله في موقف دفاعي. يعارض كثير من اللبنانيين جدول أعمال الحزب – في كل من سوريا ولبنان – ولم يعد من الممكن الاعتماد عليه للترحيب بأولئك الذين يفرّون من جنوب لبنان في حال اندلاع حرب بتحريض من حزب الله. وعلاوة على ذلك، فإنَّ سوريا لم تعد متوفرة كخيار للنازحين في لبنان، كما كانت عليه في عام 2006. وإذا اندلعت حرب أخرى ضد إسرائيل، فهذا قد يؤدي إلى موت مئات الآلاف من اللبنانيين الذين تقطعت بهم السبل تحت وابل من الصواريخ والطائرات المقاتلة.
لكن على الرغم من هذه الروادع التي تمنع نشوب حرب، لا تزال مدينة شبعا محفوفة بالمخاطر؛ فالتوترات داخل شبعا هي صورة مصغرة لتلك الموجودة في قرى جنوب لبنان. بلدة شبعا هي موطن الأغلبية السُنية ولكن تحيط بها بلدات وقرى درزية، وبها كنيسة صغيرة تضم سكانها المسيحيين أيضًا. على الصعيد السياسي، أقوى قوة في المدينة هي حركة “الجامعة الإسلامية” التي ظهرت على الساحة خلال الأزمة السورية بسبب تدفق الأموال والتبرعات من الخليج من أجل خدمة اللاجئين السوريين. النائب عن تلك المدينة هو عضو في حزب البعث احتفظ بمقعده على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية. وعلاوة على ذلك، لا يزال هناك وجود قوي لأفراد “لواء المقاومة” الجماعة غير الشيعة التابعة لحزب الله في لبنان.
كما تأثرت مدينة شبعا إلى حد كبير نتيجة لتدفق السوريين الفارين من الحرب – ما يقرب من 4000 من سكّانها البالغ عددهم 7000 هم من اللاجئين، ويأتي معظمها من بيت الجن، وهي بلدة سورية تقع فوق جبل شبعا. وبالرغم من التوترات الكبيرة بين السكّان المحليين واللاجئين في الوقت الراهن، فإنَّ استمرار الحرب السورية لمدة طويلة قد يجعل العلاقة أقل استقرارًا.
وقال أحد السكّان: “السوريون يمثلون عمالة أرخص بكثير من اللبنانيين، وهذه مسألة خطيرة. لذلك، أتساءل ماذا سيحدث بعد؟
ساحة معركة مزدحمة
من الصعب التنبؤ بما سيحدث يومًا بعد يوم. الصراع عبر الحدود في سوريا يزداد تعقيدًا، والجماعات المسلّحة مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية تخوض معركة مع الجيش السوري وحزب الله المدعومين من إيران وروسيا. ولذلك، يمكن أن تؤدي حرب أخرى بين إسرائيل وحزب الله إلى انفجار يدمر المنطقة بأسرها.
وقال نيكولاس نوي، وهو محلل سياسي مقيم في بيروت: “إنّه صراع متعدد الأطراف حيث يمكنك العثور على مزيد من الأسلحة، والجهات الفاعلة غير العقلانية. ولكن عمل كل هذه العناصر عسكريًا في وقت واحد وعلى مفترق واحد من خطوط الصدع الأكثر خطورة في العالم هي فكرة سيئة حقًا.”
ومع ذلك، هناك آخرون يرون ضرورة وجود جهات تابعة للدولة، مثل الروس والإيرانيون، كرادع للحرب على جبهة الجولان.
وقالت رندا سليم، الخبير في معهد الشرق الأوسط: “حقيقة أن هناك الكثير من اللاعبين هي عامل رادع أكثر من مجرد حافز. ولا تريد روسيا ولا إيران اندلاع حب في الجنوب مع إسرائيل في الوقت الحالي.”
وترى سليم أنَّ إسرائيل تتطلع إلى حرب “نظيفة” مع حزب الله، وتحديدًا في لبنان، بدلًا من تعقيد ذلك من خلال إشراك جبهة سورية لبنانية على نطاق أوسع.
وتابعت رندا سليم: “اليوم، سيكون هناك حربًا متعددة ويمكن أن تكون فوضوية ومعقدة، مع إمكانية إعادة خلط التحالفات. “ولذلك، تريد إسرائيل الحفاظ على نظافة تلك الحرب بينها وبين حزب الله، وبالتالي الحفاظ عليها داخل لبنان.”
وأوضح مسؤولون وأعضاء من حزب الله أنهم يفضلون التزام الهدوء على الحدود، ولكن إذا دفعت إسرائيل الحزب إلى المواجهة “لن تبقى المقاومة داخل لبنان فقط. وقال أحد المصادر: “الحب القادمة لن تبدو مثل حرب عام 2006 على الإطلاق.”
======================
مدير الاستخبارات العامة الأمريكي: لا يمكن لأمريكا إصلاح الشرق الأوسط
نشر في : السبت 14 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 12:04 ص
كلابر: لا يمكن لأمريكا إصلاح الشرق الأوسط.
كلابر: أمريكا أخطأت تقييم داعش.
كلابر: أجهزة الاستخبارات يجب أن تتعاون ضد الإرهاب.
كلابر: تسريبات سنودن جعلت التنظيمات الإرهابية أكثر وعيًا من الناحية الأمنية.
أبدى جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الأمريكية، تأييده لما ذكره الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه لا يمكن إصلاح الأمور في الشرق الأوسط من جانب واحد، خاصة وأن الولايات المتحدة تلحق الضرر بمصالحها في مناطق أخرى في محاولتها إصلاح المنطقة.
وأضاف كلابر خلال حوار أجراه الصحفي دايفيد إجناتيوس ونشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مؤخرًا، أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى الشرق الأوسط على الصعيد الاقتصادي كما فعلت من قبل.
غير أن كلابر استدرك بقوله: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة يمكنها أن تتخلى عن دورها. فالأمور تسوء حول العالم عندما تغيب القيادة الأمريكية. علينا أن نكون حاضرين لتقديم التسهيلات والوساطة وفي بعض الأحيان القوة».
مواجهة داعش
وفيما يتعلق بمواجهة الولايات المتحدة لخطر التنظيمات الجهادية وفي مقدمتها تنظيم  «الدولة الإسلامية» (داعش)، أعاد كلابر في حواره مع واشنطن بوست ما ذكره في سبتمبر (أيلول) من عام 2014، من أن الولايات المتحدة  قد «أساءت تقييم» تنظيم داعش، وقال إنه لن يرتكب هذا الخطأ الآن.
وتابع كلابر بقوله إن الولايات المتحدة  «تهين» المتطرفين ولكن بشكل بطيء، وأنه لن يتم استعادة معقل التنظيم الرئيسي بالموصل بالعراق هذا العام، وأن الولايات المتحدة تواجه صراعًا طويل الأمد سيمتد لـ«عقود».
وقال كلابر: «لقد فقدوا السيطرة على الكثير من المناطق. وإننا نقتل الكثير من مقاتليهم، وسنستعيد الموصل، ولكن الأمر سيستغرق وقتًا طويلًا، وسيكون في غاية الفوضى، ولا أعتقد أن ذلك سيحدث في عهد الإدارة الأمريكية الحالية».
وقال تقرير الصحيفة الأمريكية إن المشكلة سوف تستمر حتى بعد هزيمة المتطرفين في العراق وسوريا.
وحذر مدير الاستخبارات الأمريكية بقوله «سنكون في حالة دائمة من القمع لفترة طويلة… فالولايات المتحدة لا يمكنها إصلاح الوضع».
وذكر في حواره أن القضايا الرئيسية التي يعاني منها العراق وسوريا ستستمر لديهم لفترة طويلة، بما في ذلك الأعداد المتزايدة من الشباب الذكور الساخطين، والمساحات التي لا تسيطر عليها الحكومة، والتحديات الاقتصادية وتوافر الأسلحة.
تعاون استخباراتي
وفي الشأن ذاته، يعتقد كلابر أن أجهزة الاستخبارات يجب أن تتعاون ضد الإرهاب.
وقال تقرير واشنطن بوست أنه ربما شهد هذا العام تقدمًا بسيطًا في هذا الشأن. وكان كلابر التقى في منتصف أبريل (نيسان) بعضًا من مسؤولي الاستخبارات الأوروبية قرب قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا لمناقشة أفضل تقاسم للمعلومات الاستخبارية، وهو الاجتماع الذي دعا له من البيت الأبيض، ولكن لم يتم الحديث بشأنه في الإعلام.
ونقل التقرير عن بيتر ويتج، السفير الألماني في واشنطن، قوله:«إننا نقف في ذات الجانب، وينبغي علينا فعل كل ما نستطيع لتحسين عملية التنسيق الاستخباراتي وتبادل المعلومات، في حدود القوانين التي لدينا».
سنودن
وفي شأن آخر، قال كلابر إن الولايات المتحدة ما زالت غير متأكدة من مدى الضرر الذي لحق بعملية جمع المعلومات الاستخباراتية بعد التسريبات التي كشف عنها إدوارد سنودن، موظف وكالة الأمن القومي السابق.
وأضاف كلابر أن الولايات المتحدة كانت متحفظة جدًا في تقييم الأضرار، مشيرا إلى أن تسريبات سنودن جعلت التنظيمات الإرهابية «واعية أمنيًا».
وكان كلابر قد عاد لتوه من رحلة إلى آسيا، وعقد «لقاءات متوترة» – حسب قوله – مع المسؤولين الصينيين حول زيادة الوجود العسكري في بحر الصين الجنوبي، ورجح أن تعلن الصين عن منطقة دفاع جوي في الوقت القريب هناك.
يذكر أن كلابر (75 عامًا)، قد عمل في الاستخبارات لمدة 53 عامًا، عندما انضم إلى سلاح الجو في عام 1963، ووصفه تقرير واشنطن بوست بأنه شخص سريع الغضب ومخضرم، وأحيانًا غريب الأطوار في عالم التجسس.
======================
إيكونوميست  :ما هي تداعيات سايكس بيكو على العالم العربي؟
نشر في : السبت 14 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 12:06 ص
خصصت مجلة “إيكونوميست” محورا خاصا عن العالم العربي وآفاق المستقبل فيه، وركزت على أثر اتفاقية سايكس بيكو في أثناء الحرب العالمية الأولى، التي تمر مئويتها الأولى هذا الشهر.
وجاء في تقرير عن الاتفاقية نشرته المجلة: “تشبه حدود العالم العربي  الحديث خطوطا باهتة باللونين الأحمر والأزرق، رسمت بقلم رصاص على خريطة المشرق في أيار/ مايو 1916، في ذروة الحرب العالمية الأولى، وتم تعيين سير مايكس وفرانسوا جورج- بيكو من الحكومتين البريطانية والفرنسية لتقرير كيفية تقسيم أراضي الامبراطورية العثمانية، التي دخلت الحرب إلى جانب ألمانيا ودول المحور، وأدى وزير الخارجية الروسي سيرغي سازانوف دورا، ولم تكن الحرب تسير على ما يرام في حينه، حيث انسحب البريطانيون من غاليبولي في كانون الثاني/ يناير 1916، واستسلمت قواتهم في الكوت في جنوب العراق في نيسان/ أبريل”.
وتقول المجلة إنه مع ذلك اتفق الحلفاء على حصول روسيا على اسطنبول والممرات البحرية من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط وأرمينيا، أما الفرنسيون فأخذوا قطعة في النصف تشمل لبنان وسوريا وكليليكيا في تركيا اليوم، وتم اعتبار فلسطين أرضا دولية، واتفق الطرفان على إضافة المناطق الصحراوية لمناطق نفوذ كل منهما فيما بعد، وفي عام 1917 أضيفت مطالب إيطاليا.
 
ويستدرك التقرير بأن هزيمة العثمانيين عام 1918 غيرت الخريطة بشكل واضح عبر القوة والدبلوماسية، حيث طرد مصطفى كمال أتاتورك القوى الغربية من منطقة الأناضول، فيما سيطرت بريطانيا على الموصل التي كانت من حصة فرنسا، وطالبت بها تركيا، وضمت محافظة الموصل إلى العراق.
وتشير المجلة إلى أن السبب الرئيسي وراء الخلاف هو اكتشاف النفط، فإنه حتى قبل الحرب العظمى، كانت مصر وشمال إفريقيا وعدد من إمارات الخليج واقعة تحت استعمار الدول الأوروبية وحمايتها، مستدركة بأنه مع أن اتفاقية سايكس- بيكو أصبحت عبارة تنم عن الخيانة الاستعمارية، إلا أن المؤرخ العربي جورج أنطونيوس وصف الوثيقة بالصادمة، وبأنها نتاج “للجشع المرتبط بالشك، الذي قاد إلى حماقة”، حيث كانت وعود بريطانيا المتناقضة، التي قدمتها بشكل منفصل لكل من فرنسا والعرب واليهود في أثناء الحرب، السبب في المظالم كلها.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته “عربي21، إلى أن العرب، الذين كانوا يتوقعون دولة هاشمية تحكم من دمشق، حصلوا في النهاية على دولة صغيرة في الأردن، وحصل الموارنة على لبنان، لكنهم لم يستطيعوا حكمه، ولم يحصل الأكراد على دولة، وتم تقسيمهم بين أربع دول، وحصل اليهود على قطعة من فلسطين.
وتبين المجلة أن الهاشميين الذين ساعدوا البريطانيين في الحرب ضد الدولة العثمانية، طردوا من دمشق عندما اجتاحها الفرنسيون، وخسروا إمارتهم في الحجاز لعبد العزيز بن سعود، الذي حصل على دعم بريطاني، والذي نجح لاحقا بإنشاء المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن فرعا من الهاشميين حكم العراق حتى عام 1958، أما الفرع الآخر فيحكم الأردن، الذي كان يعرف بـ “عبر الأردن”.
ويذكر التقرير أن إسرائيل ولدت عام 1948، وانتصرت في معارك كثيرة على العرب عام 1956 و 1967 و1983، وكان اجتياح لبنان عام 1982 مهزلة، أما الفلسطينيون، فقد تشتتوا في الدول العربية، وخاضوا حربا في الأردن عام 1970، وشاركوا في الحرب الأهلية عام 1975، وتدخلت سوريا في لبنان عام 1976، ولم تخرج إلا بعد عام 2005، لافتا إلى أن عقدين من المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عام 1993 أسفر عن أرخبيل من مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية وغزة.
وتورد المجلة أن المغرب زحف نحو الصحراء الغربية في العام الذي غادرته إسبانيا عام 1975، وبعد عام من الثورة الإسلامية في إيران  عام 1979 بدأ العراق حربا معها استمرت 8 سنوات، ثم احتل العراق الكويت عام 1990، لكنه أخرج منها بتحالف قادته الولايات المتحدة.
ويفيد التقرير بأن المنطقة ظلت في مركز النزاعات الجيوسياسية للحرب الباردة؛ وذلك بسبب قناة السويس واحتياطي النفط، حيث تعاونت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل في مصر عام 1956، لكنها أجبرت على الانسحاب بتدخل أمريكي، مستدركا بأن أمريكا أصبحت القوة المهيم ت أمريكا بهندسة اتفاقية كامب ديفيد بينها وبين إسرائيل، وتدخلت في لبنان عام 1958 وعام 1982، وحمت البوارج الأمريكية ناقلات النفط في الخليج في أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
وبحسب المجلة، فإنه بعد إخراج العراق من الكويت، بقيت أمريكا في السعودية لمراقبة مناطق الحظر الجوي فوق العراق، حيث ردت أمريكا على هجمات أيلول/ سبتمبر عام 2001 بغزو أفغانستان في العام ذاته، والعراق عام 2003.
وتختم “إيكونوميست” تقريرها بالإشارة إلى قول رامي خوري، من الجامعة الأمريكية: “الكثير من الدول لها حدود غربية، لكن سايكس- بيكو مثلت للعرب رمزا للظلم الذي أصابهم من الاستعمار، فهي تتحدث عن قرن قامت فيه القوى الغربية باللعب بنا وتدخلت في دولنا عسكريا”.
======================
إيكونوميست  :انهيار الدول العربية.. وآفاق الإصلاح
نشر في : السبت 14 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 12:02 ص
20160514_ldp502
إيكونوميست – إيوان24
عندما وضع السير مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو خطتهم سرا على خريطة بلاد الشام من أجل تقسيم الإمبراطورية العثمانية في شهر مايو 1916، في ذروة خضم الحرب العالمية الأولى، لم يتصورا حجم الفوضى التي سوف تحدث بعد ذلك: قرن من الخيانة الإمبريالية والاستياء العربي، وحالة من عدم الاستقرار والانقلابات، وحروب وتهجير واحتلال وعملية سلام فاشلة في فلسطين، وقمع في كل مكان تقريبا، وتطرف وإرهاب.
وخلال نشوة انتفاضات العام 2011، عندما تمت الإطاحة بالمستبدين العرب واحدا تلو الآخر، بدا العرب وكأنهم يتجهون نحو الديمقراطية. ولكن بدلا من ذلك، أصبحت الأوضاع أكثر سوءا من أي وقت مضى. ففي ظل حكم عبد الفتاح السيسي، أصبح الوضع في مصر أكثر تعاسة من نظيره في ظل حكم الديكتاتور المطاح به حسني مبارك. بينما انهارت الدولة في العراق وسوريا وليبيا واليمن. وتفشى غضب الحروب الأهلية والطائفية التي يغذيها التنافس بين إيران والمملكة العربية السعودية. بينما تنتشر”خلافة” الدولة الإسلامية الجهادية، وهي نتاج الغضب السني، في أجزاء أخرى من العالم العربي.
وعلى الرغم من أن كل هذه الأوضاع قد تبدو قاتمة، إلا أنها يمكن أن تصبح أسوأ من ذلك. وإذا كانت الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990 تمثل مقياسا للأوضاع، فإن نظيرتها السورية لازال أمامها الكثير من السنوات. وقد تتحول الأوضاع في أماكن أخرى إلى وضع أسوأ. حيث تواجه الجزائر أزمة قيادة، وقد يمتد التمرد في سيناء الى قلب مصر، بينما تهدد الفوضى باجتياح الأردن، وقد تنجر إسرائيل إلى معارك على حدودها، بينما يزعزع انخفاض أسعار النفط استقرار دول الخليج، وقد تقود حرب الوكالة بين السعودية وإيران إلى قتال مباشر.
ولا يعتبر كل هذا صراع حضارات بقدر ما يعتبر حربا داخل الحضارة العربية نفسها. ولا يمكن للأطراف الخارجية أن تصلح هذه الأوضاع، على الرغم من أن تدخلاتهم يمكن أن تساعد في جعل الأمور أفضل قليلا، أو أسوأ كثيرا. أولا وقبل كل شيء، يجب أن تنبع التسوية من العرب أنفسهم.
فلنحذر الإجابات السهلة
تعاني الدول العربية من أزمة شرعية. وبطريقة أو بأخرى، لم تستطع تلك الدول تجاوز سقوط الإمبراطورية العثمانية. وسعت الأيديولوجيات البارزة –العروبية والإسلامية والآن الجهادية- إلى تأسيس دولة مستقلة تتجاوز حدود الدولة التي تركها المستعمرون. والآن تنهار هذه الدول، ويعود العرب إلى الهويات العرقية والدينية. ومن وجهة نظر البعض، تشبه هذه الحروب حروب يوغوسلافيا السابقة في التسعينات. بينما يجد آخرون أوجه تشابه بين هذه الحروب وبين الصراع الديني لحرب الثلاثين عاما التي قامت في أوروبا في القرن السابع عشر. ومهما كانت المقارنة، فإن أزمة العالم العربي عميقة ومعقدة. والحلول السهلة خطيرة. وهناك أربع أفكار، على وجه الخصوص، تحتاج إلى التخلص منها.
أولا: يلقي الكثيرون اللوم على القوى الغربية بسبب الفوضى الحاصلة الآن، بدءا من توقيع اتفاقية سايكس-بيكو وحتى قيام إسرائيل، والسيطرة الفرنسية البريطانية على قناة السويس في العام 1956 والتدخلات الأمريكية المتكررة. وغالبا ما تزيد التدخلات الأجنبية الأمور سوءا. فعلى سبيل المثال، أطلق الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 مارد الطائفية من قمقمه. ولكن فكرة وجوب ابتعاد أمريكا عن المنطقة -والتي يبدو أن باراك أوباما يتبناها-  يمكن أن تكون مزعزعا للاستقرار بقدر ما يكون التدخل كذلك، كما تبين الكارثة الحاصلة في سوريا.
وقد ازدهرت الكثير من الدول على الرغم من تاريخها الصادم مثل: كوريا الجنوبية وبولندا، فضلا عن إسرائيل. وكما يوضح تقريرنا الخاص، عانى العالم العربي من الكثير من حالات الفشل التي صنعها هو. ورفع العديد من القادة المستبدين شعارات الوحدة العربية وتحرير فلسطين (ولم يحققا أيا منهما). وقد سمحت أموال النفط وغيرها من الإيرادات الريعية الأخرى للحكام بشراء الولاء، وتمويل الأجهزة الأمنية القمعية، والحفاظ على النماذج الاقتصادية الفاشلة التي تخلى عنها بقية العالم منذ فترة طويلة.
بينما الفكرة الخاطئة الثانية هي التي تقضي بأن إعادة ترسيم حدود الدول العربية سوف يؤدي إلى وجود دول أكثر استقرارا تتفق مع الملامح العرقية والدينية للسكان. والأمر ليس كذلك، إذ لا توجد حدود يمكن أن تكون فاصلة في إقليم يمكن أن تتغير فيه الجماعات الإثنية والطائفية من قرية إلى أخرى أو من شارع إلى آخر. ويمكن ألا تقل مخاطر إنشاء سايكس بيكو جديدة عن الحلول التي تقدمها، بل يمكن أن تثير مزيدا من إراقة الدماء حيث سيحاول كل طرف الاستيلاء على الأرض وطرد المنافسين الآخرين. وربما يشق الأكراد في العراق وسوريا طريقهم الخاص؛ حيث تم رفض دولتهم سابقا من قبل المستعمرين واضطهادهم لاحقا من قبل الأنظمة، وقد أظهروا شجاعة في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وربما تقدم اللامركزية والفيدرالية حلولا أفضل، وربما تقنع الأكراد بأن يبقوا داخل النظام العربي. وينبغي ألا ينظر لتخفيض صلاحيات الحكومة المركزية على أنه إمعان في تقسيم الأراضي التي تم تقسيمها ظلما. بل ينبغي أن ينظر إليه باعتباره وسيلة لإعادة توحيد الدول التي سبق أن تفككت بالفعل. وبديل ذلك هو التفكك الدائم.
والفكرة الثالثة غير الجيدة هي أن الاستبداد العربي هو سبيل مقاومة التطرف والفوضى. ففي مصر، يثبت حكم السيد السيسي المستبد أنه عاجز اقتصاديا على الرغم من الحكم القمعي، ويزداد السخط الشعبي. وفي سوريا، يرغب بشار الأسد وحلفاؤه في تصوير النظام باعتباره القوة الوحيدة التي تستطيع السيطرة على الاضطراب. بينما العكس هو الصحيح: عنف السيد الأسد هو السبب الرئيسي للاضطراب. الاستبداد العربي ليس له أساس من الاستقرار. وكان يجب أن يصبح هذا واضحا ،على الأقل، بعد انتفاضات العام 2011.
الفكرة السيئة الرابعة هي أن الفوضى ناتجة عن الإسلام. وعزو المشكلة إلى الإسلام، كما يسعى دونالد ترامب وبعض المحافظين الأمريكيين للقيام بذلك، تشبه لوم المسيحية باعتبارها السبب في الحروب في أوروبا ومعاداة السامية، قد يكون هذا الأمر صحيح جزئيا، ولكنه لا يجدي كثيرا من الناحية العملية. فأي إسلام ينبغي إلقاء اللوم عليه؟ إسلام قطع الرؤوس الذي يتبناه تنظيم الدولة الإسلامية، أم إسلام الدولة الثورية الفاسدة في إيران، أم الإسلام السياسي الذي ينادي به قادة حزب النهضة في تونس ممن يطلقون على أنفسهم الآن “الديمقراطيين المسلمين”؟. وتشويه صورة الإسلام يعني تعزيز الرؤية المانوية لتنظيم الدولة الإسلامية. وبدلا من ذلك، يجب على العالم أن يعترف بتنوع الأفكار في الإسلام، ودعم التوجهات المعتدلة ومكافحة المتطرفين. وبدون الإسلام، من غير المرجح أن يستمر أي حل.
الإصلاح أو الفناء
توضح كل هذه الأمور أن حل الأزمة في العالم العربي سوف يكون بطيئا وصعبا. وجهود احتواء وإنهاء الحروب مهمة. وهذا يتطلب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ، ووجود تسوية سياسية تعطي سنة العراق وسوريا حق الاقتراع، ووجود تسوية بين إيران والمملكة العربية السعودية. وهذه أمور مهمة لتعزيز الإصلاحات في البلاد التي تجاوزت الانتفاضات. ويجب على حكامهم أن يواجهوا التغيير أو يواجهوا خطر التهميش.فقد أصبحت الأدوات القديمة للسلطة أضعف: حيث سيبقى النفط رخيصا لفترة طويلة ولن يستطيع رجال الشرطة السرية أن يوقفوا المعارضة في عالم متصل بعضه ببعض.
ويجب على الملوك والرؤساء أن يستعيدوا ثقة الناس بهم. وسوف تكون هناك حاجة إلى مقومات الشرعية: إعطاء مساحة للنقاد، سواء الليبراليين أو الإسلاميين، وإقامة الديمقراطية في نهاية المطاف. كما يحتاجون وجود مخرجات متنوعة من تعزيز سيادة القانون وبناء اقتصاديات منتجة قادرة على الازدهار في عالم معولم، وهذا يعني  الابتعاد عن النظام الريعي.
لا يمكن لأمريكا وأوروبا أن يفرضا مثل هذا التحول. لكن الغرب لديه تأثير. ويمكنه أن يشجع الحكام العرب على تبني الاصلاحات. ويمكنه أن يساعد في احتواء القوات الأسوأ مثل تنظيم الدولة الإسلامية. ويجب أن يبدأ من خلال دعم الديمقراطية الجديدة في تونس والإصلاحات السياسية في المغرب، كما يجب على الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، أن يفتح أسواقه لمنتجات شمال افريقيا. ومن المهم أيضا أن تعمل المملكة العربية السعودية على انفتاح مجتمعها وإنجاح إصلاحاتها لفطم نفسها عن النفط. والجائزة الكبرى هي مصر. حيث يقود السيد السيسي البلاد الآن إلى كارثة، وهو ما من شأنها أن تؤثر على جميع أنحاء العالم العربي وخارجه. وعلى النقيض من ذلك، نجاح مصر سوف يؤثر على المنطقة بأسرها.
وبدون إصلاح، ستكون ردة الفعل القادمة مسألة وقت فقط. ولكن هناك أيضا فرصة عظيمة. العرب يمكنهم أن يزدهروا مرة أخرى: لديهم أنهار كبرى، ونفط، وشواطئ، وآثار، وسكان شباب، وموقع حيوي للتجارة قريب من الأسواق الأوروبية، وتقاليد فكرية وعلمية غنية. فقط ينبغي على قادتهم أن يلتفتوا إليها.
======================
ميدل إيست بريفنج :الفصل بين قتال داعش وحل أزمات سوريا والعراق
نشر في : السبت 14 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 12:02 ص
ميدل إيست بريفنج – إيوان24
نحن نواجه سؤالين متناقضين: هل من الصواب أن نركز على قتال وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كشبه دولة دون حل الأزمة العراقية والسورية وبغض النظر عن الأسباب الجذرية لهذا التنظيم الإرهابي؟ أم هل الطريق الصحيح هو أن نعطي الأولوية لحل الأزمة العراقية والسورية ثمّ التحوّل إلى داعش كخطوة ثانية؟
نحن نرى أن كلا النهجين يُعدّ خاطئًا إذا ما تمّ وضعهما مقابل بعضهما البعض. ولكن من الضروري أولًا تعريف “هزيمة داعش” بدقة. يتم تعريف مهمة هزيمة داعش في النقاش الدائر حاليًا في واشنطن بطرق مختلفة: إما احتواء التنظيم ومنعه من “إلحاق الضرر” بالآخرين لفترة أطول، أو سحقه عسكريًا واقتصاديًا كشبه دولة، أو، علاوة على ذلك، القضاء على مصادر الأيديولوجيا الجهادية.
لكننا نعتبر أنّه من المستحيل عمليًا تحقيق أي من هذه المهام، بغض النظر عن الأولوية المفضلة لدينا، دون إحراز تقدم في في المهمة الأخرى. قد يبدو هذا بمثابة عملية جمع حسابية بسيطة الهدف منها تجنب هذا الاختيار بدهاء. ولكننا سنرى قريبًا، من الناحية العملية، أن الأمر ليس كذلك.
في حين يقوم الجيش الأمريكي بما يُملى عليه، لكنه لا يتحكم في النهج المحدد سلفًا من البيت الأبيض. العوامل المتعددة في البيت الأبيض لها تأثير على الحدّ من نهج مكافحة داعش من أجل محاولة غير مجديّة. يحاول الجيش الأمريكي أن يفعل ذلك من خلال الهامش المتاح. لكن بعض القادة العسكريين يتكيّفون بشكل جيد مع الارتفاع المحدود بدلًا من مواجهة آراء مشوّهة من استراتيجيين عاجزين في البيت الأبيض. إنها صورة حزينة لعيوب عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
يرجع هذا الفصل إلى المفاهيم المشتركة للاستراتيجية بحسب تعريفها الضيق لتكون قابلة للتنفيذ في حدود سياسية محددة من قِبل البيت الأبيض. ولكن جذور هذه المفاهيم موجودة في نهج أكثر عملية، حتى مع القادة العسكريين، الذي غالبًا ما يؤدي إلى فشل كما رأينا مرارًا وتكرارًا. لقد ذهب “تقسيم العمل” في المجتمعات الحديثة إلى درجة عالية من التطور لدرجة أن الجزء ألقى بظلاله على الكل، أو بعبارة أخرى، هناك جزء معين عادة ما يكون أكثر فعّالية في تحقيق النتائج التجريبية يحلّ محلّ المهمة الرئيسية كلها. إنَّ تقسيم العمل المتخصص يخلق ثقافته وطرق التفكير الخاصة به.
ليس هناك شك في أن تنظيم داعش يجب اعتباره “غير ضار”، إما عن طريق سحقه أو احتواءه. ولكن أولًا، أي من هذين الخيارين يجب أن يكون الهدف؟
هنا، سنجد أنفسنا مجبرين على ربط ما قمنا بتقسيمه في السابق. من أجل احتواء داعش، وبسبب طبيعة التنظيم الأيديولوجية والظروف المحيطة الموصلة إلى إمكانية خروجه من شرنقته، فإنّه لا بُدّ من سحقه. في الجسد الضعيف، الجرثومة إما تنمو أو تختفي بمساعدة خارجية، وإلّا فإنها ستتكاثر بسرعة.
افتراض أنَّ داعش سيبقى ساكنًا في وضع الاحتواء لا يتعارض فقط مع طبيعته وآراءه الخاصة ولكنه ليس مدعومًا أيضًا من حقيقة أن داعش في حد ذاته هو إحياء لجرثومة اعتقد الجنرال بترايوس أنّه هزمها في 2007-2008. ينبغي إعادة النظر في ميلاد داعش من رحم تنظيم القاعدة في العراق، واستمرار وجود بيئة مواتية تساعده على النمو.
ولذلك، ينبغي عدم قياس النصر العسكري على داعش، وهو ضرورة تفرضها طبيعة التنظيم، في إطار التنظيم نفسه. بل ينبغي وضعه في سياق أوسع يتجاوز الجانب العسكري المباشر الذي قام به الجنرال بترايوس ورجاله في العراق قبل سنوات قليلة. إنَّ نمو الجزء حتى يبتلع الكل أثبت مرارًا وتكرارًا أنّه ضرب من العبث.
يجب تدمير داعش كدولة وفي أقرب وقت ممكن. ولكن ماذا تعني كلمة “ممكن” هنا؟
يستند فن إدارة الدولة، في لحظات مماثلة، على الخلط بين الوسائل المتاحة في سياق يتناول كل من البعثات العسكرية المباشرة لهزيمة داعش والبيئة المواتية لعودة ظهوره والأسباب الجذرية التي جعلت التنظيم يهدد العالم بالإرهاب.
ولكن الولايات المتحدة ليس بوسعها القيام بالكثير فيما يتعلق بالظروف. دعونا نرى واحد أو اثنين من “المشاريع” الأولية التي تبيّن كيف يمكن لمنهجية مختلفة أن توفر نهجًا عمليًا في العراق وسوريا، حتى مع مشاركة أمريكية محدودة.
العراق
كما قلنا في مناسبات سابقة، تمّ وضع المعادلة السياسية في بغداد مع بعض العيوب الهيكلية منذ البداية. ولكن باختصار، ينبغي إنشاء حكومة “شاملة” بكل ما تحمله الكلمة. الحكومة المركزية، التي تتألف بشكل رئيسي من القوى السياسية الشيعية، لديها إغراء قوي للسيطرة على المناطق السُنية بالقوة.
يفكر الناس فيما هو ممكن. لكنَّ الحكومة المركزية لا تفكر في السيطرة على المنطقة الكردية في العراق بالقوة. قوات البيشمركة، من بين عوامل أخرى، جعلت من المستحيل تصوّر ذلك. لكن القصة مختلفة في وسط العراق.
أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الدائمة في بغداد هي الفجوة بين “الشمولية” السطحية القائمة والشمولية الحقيقية التي ينبغي أن تكون الهدف. في هذه الفجوة، تزدهر كل مظاهر “القومية” الكاذبة والمصطنعة في بغداد يوميًا. ولكن الغريب أنَّ هذه الحمى “القومية” تنتهي على حدود إقليم كردستان.
الطائفية لا تنمو في حد ذاتها. في كثير من الأحيان، تخفي أهدافًا أخرى. وتظهر لسبب ما، أو لأسباب متعددة. عندما يمكن تحقيق السيطرة على وسط العراق، يزداد الإغراء لتأثيث قاعدة أيديولوجية للتوسّع وللمساعدة في شحن عدد كافٍ من الناس لفعل ذلك. لذلك، لدينا بنية سياسية مائلة تجعل من الإصلاح أمرًا شبه مستحيل، كما رأينا في الآونة الأخيرة، وتثير أيضًا النعرات الطائفية وتطمح إلى إخضاع السُنة العراقيين استنادًا إلى عدم وجود أي وسيلة لحماية أنفسهم.
هل من الآمن، إذن، تسليح العشائر السُنية في وسط العراق؟ لا، إنّه خطر كبير، ولكن يمكن جعله محدودًا. الدروس المستفادة من محاربة تنظيم القاعدة في محافظة الأنبار منذ تسع سنوات أظهرت أنه يمكن القيام بذلك بشكل صحيح.
وينبغي أن تكون المنطقة شبه المستقلة في وسط العراق خطوة هيكلية للحفاظ على سلامة البلاد. إنشاء حكومة مركزية، مثل حكومة نوري المالكي، التي كانت تدّعي ليلًا ونهارًا أنها تعمل على الحفاظ على وحدة العراق، كان في الواقع تدميرًا لهذه الوحدة عن طريق محاولة فرضها من خلال الطائفية والقوة. إذا كانت الوحدة الوطنية قائمة على قاعدة سياسية مائلة في بغداد، فإنَّ الرؤية الطائفية لمجتمع متعدد الطوائف والأعراق وعقيدة إجبار أهل السُنة على الاستسلام، فإنها ليست بوحدة وطنية؛ بل ستكون مسارًا خاصًا لمجموعة إرهابية أخرى ومن ثمّ تقسيم البلاد في نهاية المطاف.
يحاول حيدر العبادي أن يغيّر تلك التوجهات. ومع ذلك، فإنَّ المشكلة ليست في أنّه ضعيف أو قوي، بل إنَّ الإشكالية الحقيقية هي أن البنية السياسية في بغداد، مع ادعاءات أنها تمثل السُنة، تقوم على أساس غير تمثيلي. الوزن الحقيقي للمكّون السُني يعود إلى تنظيم داعش، الذي هي في جوهره تنظيم انفصالي إرهابي وتعبير مشوّه لتطلعات السُنة.
الشراكات، سواء في الحُكم أو في قتال داعش، ينبغي ألّا تقوم على العمل مع شريك وهمي ينخفض إلى مجموعة من الأشخاص يطلق علهم اسم “الممثلين” ولكن من دون أي قاعدة حقيقية؛ لأنَّ المناطق السُنية مضطهدة ومهددة بالقوة. الشراكة هي علاقة مع كتلة اجتماعية وسياسية قائمة. يتواجد السُنة في العراق في المنطقة المحظورة، وهناك يجدوا تنظيم داعش. إذا تمّت هزيمة هذا التنظيم الإرهابي، ستكون هناك حاجة ماسة إلى قوة أصلية للاستيلاء على الأراضي ودحر الإرهابيين. ولكن لماذا قد يفعل السُنة العراقيون ذلك؟ هل للتخلص من الطائفيين المتعصبين الموالين للحرس الثوري الإيراني؟
هذا يعني أن الولايات المتحدة يجب ألّا تضيع المزيد من الوقت مع السياسيين الفاسدين وغير الأكفاء في بغداد. وهذا لا يعني التخلي عن كل ما تم تحقيقه هناك. بل يعني ببساطة أن النقطة المركزية في هزيمة داعش وموازنة المعادلة السياسية في بغداد هي تنظيم وتسليح قوة سُنية من القبائل العربية السُنية لحراسة المنطقة.
ينبغي إنشاء نظام جديد للولاء، على غرار نموذج بترايوس، مع صندوق مموّل إقليميًا تشرف عليه الولايات المتحدة. هذا سيحدث عاصفة متوقعة من الاحتجاجات من إيران وحلفائها في بغداد. ولكن الطريقة الوحيدة لإرضائهم هي عن طريق إما إخضاع السنة في العراق بالقوة، الأمر الذي سيجلب داعش آخر إذا ما تمت هزيمة التنظيم الحالي أو استمرار حالة الفوضى الراهنة. هنا، نحن نرى بوضوح أنَّ هزيمة داعش ليست مهمة عسكرية فقط، ونرى أيضًا أن “الاستراتيجية” الحالية التي تكلّف الجيش بمهمة هزيمة داعش وتنسى كل الجوانب الأخرى، ليست صفقة عادلة للجيش، ولا وسيلة مناسبة لهزيمة داعش.
الخبرة التي اكتسبها الجيش الأمريكي في الأنبار (2006-2008) ينبغي دراستها مرة أخرى. ينبغي أن تكون آليات الحدّ من مخاطر تسليح البيشمركة والسُنة في وسط العراق جزءًا من نهج شامل يتعامل مع اقتصاد المنطقة وعلاقاتها مع بغداد وحكومة إقليم كردستان.
نحن نرى إحياء لدعوات تقسيم العراق. وهذا نهج خاطئ. يجب أن تدور كل الجهود المبذولة حول الحفاظ على سلامة البلاد، استنادًا إلى اتحاد ينبغي أن يكون لديه محتوى ملموس لهذا المصطلح. “الوحدة” الحالية في العراق هي وحدة زائفة، والبديل ليس التقسيم؛ بل اتحاد يشتمل على المحتوى الحقيقي للاتحاد. لا يستطيع المرء إنشاء “اتحاد” بين جزء يملك كل شيء وآخر محروم من كل شيء.
في هذا المثال، نجد أن مهمة سحق داعش ينبغي توسيعها اعتمادًا على مبدأ شامل يجمع بين الدبلوماسية الإقليمية، المبادرة الاقتصادية والعمل العسكري.
ومن المضحك أن نسمع في بعض الأحيان سؤال: هل تقترح أن تسلّح أمريكا القبائل السُنية دون المرور عبر بغداد؟ نعم، بالضبط. الولايات المتحدة تسلّح البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، وروسيا تسلّح وحدات حماية الشعب الكردية. وإيران تسلّح المليشيات الشيعية. هذا جنون!
سوريا
الوضع في سوريا أكثر تعقيدًا من العراق. ولكن ما كان ينبغي القيام به قبل ثلاث سنوات — تسليح وتدريب أعداد محددة ومختارة من مقاتلي المعارضة المعتدلة — يجب أن يبدأ دون أي تأخير، مع العلم أن الوضع سيزداد سوءًا قبل أن يتحسن.
لا أحد يتحدث الآن عن معركة الرقة. الجميع يتحدث عن حلب. وكما هو واضح من التنمية في شمال سوريا، فإنَّ مهمة “سحق” داعش تبدو مؤجلة مؤقتًا. ومع ذلك، فإنَّ التحالف لا يزال نشطًا في قصف مواقع داعش، كما تنشط القوات الخاصة الأمريكية في اصطياد قادة التنظيم. ولكن هذا لا يعني “سحق” التنظيم.
هنا مرة أخرى نرى أنَّ الفصل بين البعثات والمسارات يشهد على التناقض المزمن في “الكل”. الكل هنا هو مفهوم لجمع وتحسين الوسائل المتاحة في تقسيم منسّق للعمل ينسجم مع الهدف النهائي.
لن يُهزم داعش في سوريا من دون حل سياسي. هذه العبارة التي يلوكها الجميع الآن، تشهد على حقيقة غياب المفهوم الشامل الذي يخلط بين كل الوسائل المتاحة.
يتطلب قتال داعش والتوصل إلى حل سياسي توازن القوى بين الأسد وقوات المعارضة، ينتهي بالحفاظ على الدولة وجوهر وظائفها وقوات الأمن وفي الوقت نفسه توسيع دور المجتمع المدني. لن يكون هناك استقرار في سوريا، وبالتالي لن يُهزم داعش وجميع المجموعات التابعة له، دون تحقيق كلا الهدفين.
ولكن هذا قد يحتاج إلى عمل مكثّف لخلق قوة ثالثة قادرة على توفير حل مناسب لتلك الأزمة. نظام الأسد، كما هو عليه الآن، يتحمل مسؤولية الحرب الأهلية، جنبًا إلى جنب مع القوى الإقليمية التي سارعت باستغلال الأزمة لخدمة أجندات إقليمية خاصة.
يجب أن تبدأ المهمة بما هو متاح وبرؤية واضحة لكيفية تطويره تدريجيًا. هذا سيستغرق بعض الوقت. إنَّ تسليح وتنظيم قوة محلية ثمّ دمجها في الجيش الوطني السوري الجديد ليست مهمة سهلة. ولكن هذا هو الطريق الوحيد لسحق داعش وتوفير ضمانات بعم ظهوره مرة أخرى.
إن وضع خطة إقليمية دولية لإعادة بناء سوريا هي شرط لتضميد الجراح العميقة لهذه الأمة. مبدأ العمل مع الشركاء على أرض الواقع، الذي يهدف إلى تخفيف العبء على الولايات المتحدة، انخفض إلى مجرد نص فني يتكرر بطريقة غير منطقية. الحديث عن شركاء على الأرض يعني الحديث عن تلك الأرض، وظروفها وعلاقاتها، وكيف سيتم تعبئة الشركاء للدخول في شراكة معها. تبدو المقارنات غير متوازنة هنا. ولكن العمل مع السكان الأصليين أدى إلى هزيمة القاعدة في الأنبار، الأمر الذي لم يحدث في أفغانستان. النهج العسكري الهزيل في سوريا والعراق، حتى لو أدى إلى سحق داعش، قد ينجح، ولكن لفترة قصيرة فقط طالما لم تتم معالجة الجوانب الأخرى.
إنَّ تحليل مهمة هزيمة داعش، والتركيز فقط على ما ينبغي أن يفعله الجيش هو خير دليل على عدم وجود استراتيجية حقيقية. الاستراتيجية العسكرية ليست سوى عنصر واحد من استراتيجية عامة.
======================
واشنطن بوست :لماذا تطيح الثورات غير المسلّحة ببعض الطغاة دون غيرهم؟
نشر في : السبت 14 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 مايو 2016 - 12:08 ص
واشنطن بوست – إيوان24
على مدى العقود القليلة الماضية، شهد العالم انتشار نوع جديد من الثورات. بدلًا من تلك الثورات التي يطلق عليها اسم “التفاوضية“، “الديمقراطية“، “الانتخابية“، “الملونة“، “غير العنيفة” أو “غير المسلّحة“، تجنبت هذه الثورات إلى حد كبير الأساليب العنيفة، وأصبحت سمة مميزة في السياسة الدولية المعاصرة. منذ محمد رضا بهلوي شاه إيران السابق، الذي أُطيح به في يناير عام 1979 نتيجة احتجاجات وإضرابات بلا هوادة، واجه الطغاة والأنظمة في الفلبين، وشيلي، وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية، وإندونيسيا، وصربيا وأوكرانيا وجورجيا وتونس و مصر – على سبيل المثال لا الحصر – نهايتهم السياسية بطريقة مماثلة.
وعلى الرغم من أنَّ المكاسب طويلة الأجل التي تحققت في أعقاب تلك الثورات وغيرها من الثورات غير المسلّحة كثيرًا ما أصابت أنصارها بخيبة أمل، إلّا أنَّ قدرتها على الإطاحة بالحكام المستبدين من خلال استخدام تكتيكات اللاعنف -أحيانًا يُشار إليها باسم “المقاومة المدنية” – تشكّل لغزًا كبيرًا ف مجال العلوم الاجتماعية. كيف يمكن أن نفسّر أن الأنظمة الشمولية القمعية قد تنهار على أيدي محتجين مسلحين بشعارات وعزيمة فقط؟ ولماذا تفشل بعض المحاولات في الثورات غير المسلّحة في الإطاحة بالطغاة، على الرغم من أن هذه الحركات قد تبدو مماثلة للحركات الناجحة؟
في كتابي الأخير، أجادل أن التركيز على الخطاب حول الديمقراطية وحقوق الإنسان يمكن أن يساعدنا على فهم لماذا الشاه في إيران، وزين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر أثبتوا أنهم أكثر عرضة للخطر أمام التحديات السلمية على عكس محمود أحمدي نجاد في إيران، ومعمر القذافي في ليبيا وبشار الأسد في سوريا. وفي ظلّ أنَّ قادة إيران، وتونس ومصر قد أسسوا حكمهم على علاقات وثيقة مع الغرب -وبشكل أكثر تحديدًا على الفوائد الاقتصادية والسياسية الناتجة عن الإيجارات الجيوسياسية- لكنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على التصرف بطريقة مقبولة لدى رعاتهم الغربيين. وقد فعلوا ذلك من خلال تحويل أنظمتهم إلى “ديمقراطيات زائفة”، وهذا شكل من أشكال الحكم الذي يحتضن، خطابيًا، القيّم الغربية الليبرالية مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان دون أي نية للالتزام بالواجبات المتوافقة معها.
وطالما أنَّ الشاه، وبن علي ومبارك يفعلوا كل ما بوسعهم لتأييد حقوق الإنسان أو إجراء انتخابات (ليست عادلة)، فإنَّ قادة الغرب يمكنهم غض الطرف عما يفعلونه بشعوبهم والادّعاء أنه في حين أن الأمور ليست مثالية، إلّا أنَّ العالم الديمقراطي ليس في تعاون وثيق مع الحكام المستبدين الذين ينتهكون حقوق الإنسان. وبالتالي، فإنَّ هؤلاء السلطويين بنوا ديمقراطيات زائفة من أجل تعزيز صورة محترمة أمام الجمهور الدولي، مجرد تمثيليات سهلّت الدعم الغربي وسمحت لهم بالاستفادة من الرعاية الغربية المتواصلة.
ومع ذلك، كان هناك ثمن باهظ لهذا الالتزام الزائف بالقيم الأساسية للغرب. أدركت فصائل المعارضة في هذه البلدان الثلاثة أن تبني حكوماتهم لهذه المبادئ يمكن استغلالها ضدهم. ووفقًا لذلك، سعت منظمات حقوق الإنسان والعديد من الناشطين المؤيدين للديمقراطية لعقد قادتهم للمساءلة عن طريق الإشارة إلى التناقضات بين الخطاب والواقع، في كثير من الأحيان بدعم من منظمات حقوق الإنسان في الخارج. ونتيجة لذلك، اضطرت الأنظمة الثلاثة لإعادة التأكيد على التزاماتها بالمبادئ الديمقراطية، مما جعلها أكثر عرضة للضغوط والانتقادات.
في إطار هذا السياق السياسي والخطابي، أجادل أنَّ الشاه وزين العابدين بن علي ومبارك لم يستطيعوا حشد نوع من القمع العاري الذي قد ينقذ أنظمتهم من المتظاهرين السلميين المطالبين بالديمقراطية الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد ضخمة. لم تكن هناك رغبة لدى هؤلاء الطغاة في هدم الديمقراطيات الزائفة التي كانوا يعتمدون عليها، ومن ثمّ ترددوا في اتخاذ القرار، مما سمح بنحمو الحركات الاحتجاجية بشكل كبير حتى أصبح من المستحيل وقف العنف. لقد أدرك هؤلاء الطغاة كيف سيتم نشر أخبار القمع الذي يمارسونه على وسائل الإعلام الغربية، وبالتالي، فهذا سيجبر قادة الغرب على التدخل. هذا “القفص الحديدي لليبرالية” لا يقيد الطغاة فحسب: عندما يطالب عشرات الآلاف من المتظاهرين العُزّل بالديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والكرامة عبر شاشات التلفاز، يجب على القادة الغربيين التعاطف مع مطالبهم والتخلي، على مضض، عن حلفاء مهمّين من أجل أن يكونوا على الجانب الصحيح في التاريخ (وعلى الجانب الصحيح في الانتخابات المقبلة).
كما أجادل أنَّ تكتيكات اللاعنف فعّالة على وجه التحديد بسبب توافقها مع القيّم الغربية. في الواقع، إنَّ الثورة غير المسلّحة هي في جوهرها تجسيد للمادتين 19 و20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اللتان ينصان على الحق في حرية التجمّع وحرية الرأي والتعبير. أي حكومة استبدادية (أو أي دولة ديمقراطية) تدعي حماية هذه القواعد ستعاني مع التناقضات التي تأتي مع حرمانهم مواطنيهم على النطاق الواسع الممثل في حركة ثورية سلمية.
وعلى عكس التحدي الثوري العنيف، التوافق بين اللاعنف والديمقراطية / حقوق الإنسان يجعل الحركات الثورية غير المسلّحة تهديدات وجودية لأي ديكتاتور متحالف بشكل وثيق مع الغرب ويعتمد عليه. ومع ذلك، ثمة تناقض بأنَّ الطغاة المتحررين من هذا القيد يمكنهم استخدام العنف ضد مواطنيهم؛ وهو درس تمّ إثباته بطريقة دموية عن طريق الأحداث في ليبيا وسوريا منذ عام 2011.
======================
معاريف :وراء الحدود:بعد مئة سنة انهارت الحدود التي وضعتها اتفاقية سايكس بيكو حيث لم يعد وجود للدول التي أقيمت في حينه
ران ايدليست
May 14, 2016
القدس العربي
قبل مئة سنة، في أيار 1916، قسّم شخصين، فرنسي وبريطاني، بقايا الامبراطورية العثمانية التي انهارت في الحرب العالمية الاولى. تقسيم الشرق الأوسط حسب كتاب جيمس بار «خط الرمال» تم بشكل أقل رسمية من النقاش في اللجنة القطرية لبنيامينا.
مارك سايكس الذي أدار المفاوضات في حينه أمام الممثل الفرنسي شارل بيكو، التقى مع القيادة البريطانية ومنها اللورد جيمس بلفور. بروتوكول تلك الجلسة يوضح بالضبط كيف تدحرجت الفوضى الحالية. «ما هو الاتفاق الذي ترغب في التوصل اليه مع الفرنسيين؟»، سأل بلفور، «أنا أريد أن احافظ على المنطقة جنوب حيفا»، قال سايكس وهو يشير إلى الخريطة. «وما الذي تريد أن تعطيه للفرنسيين؟»، تساءل اللورد. سايكس وضع اصبعه على الخريطة «أريد مد خط من الحرف الاخير لعكا حتى الحرف الاخير لكركوك»، قال وحرك اصبعه بخط مستقيم من هنا إلى هناك.
هكذا وبخط مستقيم قسم سايكس وبيكو الشرق الأوسط. فرنسا حصلت على لبنان وسوريا والجليل الاعلى وحصلت بريطانيا على الاردن والعراق والخليج العربي والضفة الشرقية وارض اسرائيل. في داخل كل دولة أقيمت على أيدي البريطانيين والفرنسيين، كانت مئات الحمائل والقبائل المتصارعة فيما بينها، سواء كمهنة أو كهواية.
الخط الذي وضعه سايكس كان مستقيما، والنتائج كانت سيئة وكارثية منذ ذلك الحين إلى الآن. القاسم المشترك بين المناطق التي سميت دول كان أنه في جميعها سيطر ديكتاتور محلي برعاية أسياده الاوروبيين. خلال مئة عام تقريبا كان هناك عداء بسبب الفوارق القبلية والدينية، التي اندلعت بين فترة واخرى داخل ما يسمى الدول. كل ذلك انتهى في شلال الدماء المسمى «الربيع العربي». في هذه الاثناء تحولت خطوط سايكس بيكو إلى نقاط لا يمكن لأي خط مستقيم أن يصل بينها. الدول القومية التي نشأت كانت مجرد خدعة، من سوريا إلى العراق والى افغانستان والخليج، حيث استمر الانفصال الديني والقومي. باستثناء الشعب اليهودي.
بعد سنة من توقيع اتفاق سايكس بيكو تم توقيع وعد بلفور. البريطانيون اعترفوا بالمؤسسات الصهيونية كممثلة لمصالح الشعب اليهودي في ارض اسرائيل. حاييم وايزمن واللورد روتشيلد قادا بمهارة السياسة الداخلية في بريطانيا ونظما الرعاية البريطانية. بن غوريون وقيادة الحاضرات قرأوا جيدا خريطة ميزان القوى وحصلوا على التأييد الدولي عن طريق الامم المتحدة حول حدود التقسيم. وفي السياق ايضا حول حدود الـ 1948 والـ 1967.
إن «م.ت.ف» الفلسطينية تعمل الآن كما عملت الصهيونية في تلك الايام. وهناك فرصة كبيرة لأن يفوزوا بالاستقلال ويضعوا حدود دولتهم. الامر الذي يمنعهم من تحقيق استقلالهم هو الانقسام الداخلي ومعارضة حكومة اسرائيل في الوقت الحالي.
استقلال دولة اسرائيل في تلك الايام اعتمد على وحدة الهدف وعلى القيادة الحكيمة والتكافل الاجتماعي، وباستثناء عدد من الخلايا السرية الهامشة، كان الشعب موحدا حول قيادة واحدة وسياسة خارجية وامنية واحدة. صحيح أن البريطانيين في البداية والأمريكيين فيما بعد اعتبروا دولة اسرائيل بمثابة كولونيالية ستدافع عن مصالحهم. لكن مؤسسي الدولة وما جاء بعدهم حتى حرب يوم الغفران، عرفوا كيف يخرجون من مسألة التعاون عناصر الاستقلال الاقتصادي والامني من اجل البقاء في عالم متغير ومعادٍ.
من لم يفهم تعقيد الحرب الوجودية، كان احزاب اليمين التي أدارت حتى اللحظة الاخيرة لحرب الاستقلال، الصراع الذي لا حاجة اليه ضد البريطانيين، كما يديرون اليوم معركة لا داعي لها وضارة ضد الأمريكيين وضد كل العالم. الوحدة الاسرائيلية الداخلية التي كانت المادة اللاصقة القومية تفككت مع صعود ائتلاف التفرقة لليكود، وهي آخذة في التحطم.
يقولون إن هذا هو اتحاد القبيلة البيضاء المتعالية. يحتمل. يحتمل أن مشاعر الاهانة والارث والدين قد فككت الوحدة ووحدة الهدف. الامر الواضح هو أنه في غياب الوحدة، حيث أن هوة تفرق بين الاهداف القومية، لا يوجد استقلال. خصوصا عندما يقوم طرف ديني قومي بفرض اهدافه على الطرف العلماني الليبرالي. صحيح أن الديمقراطية تسمح بوجود ديكتاتورية الاغلبية في الداخل. ولكن لسوء حظ اليمين الديني المحافظ فان العالم في اغلبيته هو يساري علماني ليبرالي، ليس فقط لأنه يطالب بحدود 1967 بل لأن التوجه الدولي هو أن مفاهيم الاستقلال المعروفة تفقد صلتها بين الحدود والقومية.
لا يوجد هنا تناقض لأن الصراع من اجل استقلال الفلسطينيين هو اصلاح للاجحاف. المزيد والمزيد من الناس في ارجاء العالم يعتبرون أنفسهم «مواطني العالم» قبل أن يكونوا مواطني دولتهم.
استطلاع دولي أجرته الـ بي.بي.سي شارك فيه 20 ألف شخص من 18 دولة يظهر أن التعاون الدولي في الاقتصاد يتطور. الناس ينظرون إلى الخارج ويطورون تفكيرا دوليا.
من الاستطلاع الذي أجراه معهد غالوب يتبين أن 56 في المئة ممن سئلوا في الدول النامية قالوا إنهم مواطنو العالم قبل أن يكونوا مواطني بلادهم. في نيجيريا قال 73 في المئة ذلك، وفي الصين 71 في المئة، وفي البيرو 70 في المئة وفي الهند 67 في المئة. وفي اندونيسيا كانت نسبة من قالوا عن انفسهم إنهم مواطنو بلادهم هي الاكثر انخفاضا، 4 في المئة. وفي المقابل، في ألمانيا مثلا، 30 في المئة فقط يتضامنون مع مواطني العالم، وهذه هي النسبة الاقل منذ 2001. الباحثون ينسبون ذلك إلى الازمة الاقتصادية الكبيرة في 2008 وازمة اللاجئين.
هناك مشكلة في تحديد مفهوم «مواطن دولي»، والمستطلعون اختاروا ابقاء المسألة مفتوحة لتفسير الاشخاص، لكن من الواضح أن مسألة الموقف الدولي آخذة في الازدياد.
وحول مسألة اللاجئين، 54 في المئة فقط من المستطلعين في ألمانيا قالوا إنهم يباركون اللاجئين السوريين. وفي بريطانيا قال 72 في المئة إنهم يستقبلون اللاجئين وفي اسبانيا 84 في المئة. في روسيا، في المقابل، 11 في المئة قالوا إنهم يوافقون على استقبال اللاجئين السوريين. وفي أمريكا الشمالية 77 في المئة رحبوا باللاجئين مقابل 55 في المئة من الأمريكيين. الله يحفظنا لو كان هذا الاستطلاع حدث في اسرائيل. ما كان سينقذنا هو أن اجابة 20 في المئة من مواطني اسرائيل العرب ستكون مع استقبال اللاجئين، ولكن ما صلتهم باستقلال دولة اسرائيل؟ دون الحديث عن الاستقلال حسب الحكومة الحالية، يوجد لهم استقلال وهم يجدون بسهولة شركاء حول الوجود الانساني في العالم الواسع. لماذا احتفل مع سموتريتش في يوم الاستقلال؟ قوموا أنتم بالاحتفال معه.
وللتذكير ـ ونحن نحتفل باستقلالنا ـ هناك 3.5 مليون فلسطيني يعيشون تحت الحصار والاغلاق. ويعتقد اريك آينشتاين أنه كانت هنا سعادة ذات يوم.
 
معاريف 13/5/2016
======================
إسرائيل هيوم :يوسي بيلين :13/5/2016 :"سايكس بيكو" ما يزال هنا
الغد الاردنية
في العام 2014 أعلن داعش عن نهاية "سايكس – بيكو". على خلفية القبلية المتجددة والتطرف، يصبح التقدير بان لا مستقبل للدول في منطقتنا (كونها اخترعت، قبل مئة سنة، من القوى العظمى، وحدودها تقررت بشكل مصطنع) نوعا من الإجماع. غير أن ادعاء الاصطناع (الصحيح بحد ذاته) لا يؤدي بالضرورة إلى الاستنتاج بانتهاء دول الشرق الاوسط.
ان نقيض "الحدود المصطنعة" هو "حدود طبيعية"؛ فكم من الدول في العالم توجد لها حدود طبيعية كهذه، باستثناء الدول – القارات مثل استراليا أو الجزر في المحيطات؟ هل هذه توجد لروسيا، الدولة الاكبر في مساحتها في العالم، التي تقاتل من أجل جزر الكورال مع اليابان، وكأن أمس فقط انتهت الحرب العالمية الثانية (ناهيك عن الضم الوحشي لشبه جزيرة القرم)؟ أم للولايات المتحدة الضخمة، التي فقط لانها اشترت اراض كبيرة من المكسيك تبدو حدودها الجنوبية مثلما تبدو الان. وفقط بسبب بادرة طيبة انجليزية في القرن الثامن عشر ليست كندا جزءا منها؟ أم للباكستان، التي تطالب باقليم كشمير من الهند؟ وغيرها وغيرها.
توجد لدول عديدة أحلام عن "حدود طبيعية" في شكل جبال، سهول او بحر، كانت ملكا لها لجزء من الثانية في التاريخ، ولكن ليس معنى الامر بان كل أصحاب هذه المطالب (التي لو قبلت جميعها، لكانت حاجة لمضاعفة حجم الكرة الارضية الخاصة بنا لعدة اضعاف) مستعدون لإحراق النادي الدولي اذا لم يتمكنوا من تحقيق أحلامهم.
أكثر من أي مكان آخر في العالم، هذا صحيح بالنسبة لافريقيا. يكفي النظر إلى الاطلس ورؤية 52 دولة تبدو الكثير منها مثل المكعبات، كنتيجة لتقسيم امبريالي منقطع عما يجري على الارض. تلك القبائل تتحدث ذات اللغة، تنتمي لذات الثقافة، ولكنها توجد في دول مختلفة، لأن هكذا اتفق فيما بينهم ممثلو ملوك القرن التاسع عشر. كما أن هذه هي الخلفية لحروب غير قليلة بين دول افريقيا.
وعلى الرغم من ذلك، فثمة قوة للحدود المصطنعة: فهي صامدة، والجنود مستعدون للتضحية بأرواحهم للدفاع عنها. وأنا أرى كم صعبا على الفلسطينيين التخلي عن السلطة الفلسطينية، التي تكاد توجد منذ نصف يوبيل على مساحة 40 في المئة من الضفة الغربية، أي على اكثر بقليل من 2.000 كيلو متر مربع، مع ميزانية تعتمد في قسمها الأكبر على صدقات العالم، دون صلاحيات سيادية، ومع تعلق مطلق بإسرائيل.
ويكاد يكون كل طرف موضوعي، ينظر إلى الوضع، يوصي أبو مازن بالتنازل عن الحكم الذاتي الهزيل لديه وان يعيد لنا المفاتيح، كي ننشغل نحن بمجال جنين ونشغل المعلمين والاطباء ومزيلي القمامة في الخليل. ولكنه يتمسك بهذه الحدود المؤقتة، التي كانت مخصصة لخمس سنوات والتي ستحتفل قريبا بيوبيل، إذ أن الجميع يعترف بذلك في أن هذه هي الارض "خاصته".
اتفاقات وستفيليا، في 1648، التي وصلت في السنوات الاخيرة من دروس التاريخ إلى عناوين العديد من المقالات، صممت بقدر كبير طبيعة الدولة الحديثة. مرة أخرى ليست هذه فقط من ممتلكات الملك، المتعلق بالكنيسة، بل فيها سيادة – الناس الذين يعيشون فيها هم مواطنو الدولة وليسوا رعايا الحاكم. والدول نفسها متساوية، رسميا، فيما بينها.
استمرار لا يتوقف للحروب الدينية هو البديل لذاك الاتفاق الشهير، وثمة في العالم غير قليل من الناس المتزمتين والمتطرفين، ممن يرغبون في أن يعيدوا العالم إلى هناك، ولكن ستكون حاجة إلى أكثر بكثير من مجرد الرغبة الشريرة كي يعيدون إلى تلك العهود المظلمة. المنافسة الأخرى للدولة في عصرنا هي، ظاهرا، الشركة متعددة الجنسيات: هذه الشركات الكبرى هي ذات ميزانيات أكبر من ميزانيات العديد من دول العالم، ولا سيما في العالم الثالث، ولكن ليس فيه فقط. يوجد لها تأثير شديد جدا على اقتصاد العالم، على اختيار بعض من زعماء العالم وعلى تصميم القواعد الاخلاقية في السلوك الاجتماعي الحديث.
كما انها تتخذ القرارات التي كان يحسمها في الماضي الزعماء السياسيون (مثل الاستثمار أو عدم الاستثمار في تطوير ادوية معينة، في تشجيع قطاعات معينة في السكان وغيرها). صحيح أيضا أن بعضا من رؤساء هذه الشركات يؤثر على مستقبل العالم اكثر من قسم من الرؤساء ورؤساء الوزراء في عصرنا؛ فالمال المتجمع في أيديهم متوفر اكثر من ذاك الذي في ايدي الزعماء السياسيين الأهم في العالم، واستخدامه كفيل بان يقرر عناصر كثيرة في مستقبلنا.
في دافوس في سويسرا يجتمع كل سنة المنتدى الاقتصادي العالمي، ويكفي ان نرى فيه شعبية رؤساء الشركات متعددة الجنسيات مقابل الاهتمام المتواصل الذي يبعثه زعماء الدول. في كل كانون ثان يخيل ان العالم يديره أصحاب ومدراء هذه الشركات، بينما يؤدي السياسيون دورا زائدا ومثقلا.
ولكن هذه ليست الصورة الحقيقية. حادثة الحدود بين روسيا وتركيا، التي تعنى بمسألة هل الطائرة الروسية التي أطلق عليها صاروخ تركي كانت فوق الاراضي التركية أم ربما خارجها، كان من شأنها أن تشعل نارا عالمية – لأن تركيا تنتمي إلى حلف الناتو. وتفعل المادة 5 في ميثاق الحلف كان من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة دولية، لا يحمد عقباها. لا يمكن أن نقارن هذا بتأثير العناصر غير الدول.
ان ظاهرة القاعدة وداعش هي مثابة اقتحام لروح شريرة من قرن آخر، إلى قلب الحداثة في القرن الـ21. عمليا، احد في الغرب لم يكن مستعدا لنتيجة الشوق للخلافة بدلا من الدول السيادية، رفض وجود الاخر، التمسك بالحقيقة الدينية كحقيقة مطلقة، والاستعداد للتضحية بالحياة في محاولة لتحقيق انتصار ديني.
ولكن وجود هذه الظاهرة، مثل الانضمام غير المفهوم لها من بين دول الغرب، ليس فيه ما يقنع بان الدولة الحديثة توشك على الاختفاء قريبا. هذا لا يعني أنها ستستبدل بمثل هذه الحركات، التي ستشطب خرائط سايكس – بيكو وأمثالها، والتي خطت قبل مئة سنة بالضبط.
الدولة لا توشك على الزوال. مثل المؤسسة العائلية التي ثار عليها وتنبأ الكثيرون بنهايتها، الدولة هي الأخرى، مع الحدود المصطنعة إلى هذا الحد او ذاك، هي في هذه الأثناء اكثر نجاحا وقوة ممن يهددون باستبدالها، سواء انطلاقا من الشر والتزمت أم كنتيجة للعولمة الاقتصادية.
======================
جيمس ديكي — (ديلي بيست) 11/5/2016 :اقتراح متواضع: لماذا قد يراهن ترامب على الأسد؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
لا يتحدث دونالد ترامب كثيراً عن سورية، إلا قوله بأنها تدمرت. وهو يحب الإبقاء على الأشياء بسيطة، بعد كل شيء، فموهبته الكبيرة تكمن في التأكيد على الانحيازات والأحكام المسبقة، وليس تشويشها. ولكن، بينما يلوح ظل ترامب على انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، فإن المسألة السورية ليست بصدد الانتهاء. وإذا ما شاهدنا تعميد "بيت ترامب الأبيض" في كانون الثاني (يناير) المقبل، فثمة بعض القرارات الحقيقية التي يجب اتخاذها.
تمت كتابة المذكرة أدناه أساساً كنوع من النكتة، لكن منطقها يتلاءم مع سياسة رجل يبدي الإعجاب بالقادة القساة، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكيف يلعب بوتين اللعبة السورية؟
إذن، دعونا نتخيل:
التاريخ: 2 شباط (فبراير) 2017.
إلى: دونالد ترامب، بوتوس.
من: أوماروسا مانيغولت، مستشار الأمن القومي.
الموضوع: سورية.
اللاعبون والمخاطر: للحرب الأهلية السورية تبعات عالمية. فما كان قد بدأ في العام 2011 كاحتجاجات محلية ضد وحشية نظام الأسد، نما ليأخذ شكل تهديد وجودي للهيمنة الأميركية لما بعد الحرب الباردة. وقد قتل الصراع الذي دخل عامه الخامس ما يصل إلى 200.000 شخص وشرد الملايين. وثمة فصائل متعددة -طائفية وعلمانية ومرتزقة- تتنافس للسيطرة على المواطنين، والتي عزمت على الإفناء حيث تستحيل السيطرة.
وسعى اللاجئون الهاربون من الإرهاب إلى الملجأ في تركيا ولبنان والأردن، أو انتقلوا إلى أوروبا حيث يسهم تواجدهم غير المرحب به في إذكاء التوترات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وتحاول كل من إيران والعربية السعودية وتركيا دعم وكلائها في محاولة لتشكيل سورية وفق تصورها.
وفي الأثناء، اختارت روسيا ان تخرج من ركود ما بعد الحقبة السوفياتية عبر استعراض عضلاتها العسكرية، دعماً لعميلها منذ أمد طويل، نظام الأسد.
في خضم هذه الفوضى العارمة، قررت إدارة أوباما انتهاج استراتيجية مدروسة بعناية للتخبط، بينما تخفق تماماً في إنهاء الصراع، والتي تسببت أيضاً في تبديد رأس المال الأميركي السياسي.
وبينما كان بوسع الولايات المتحدة النأي بنفسها، فإن مثل هذا الخيار كان سيضع سمعة أميركا على الطاولة، من دون أي شيء يمكن عرضه سوى الدماء والدموع والديون.
بدلا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة تغيير اللعبة ووضع رهان واللعب من أجل الكسب. ومن المؤكد أن انتقاء جانب سيضمن خسارتنا بعض "الأصدقاء"، لكن مصالح أميركا ستخدم على أفضل وجه عبر وضع حد أكيد للصراع في الحال بدلا من النزيف المستمر، والذي سيكون المسبب الرئيسي لحل "عادل" لاحقاً. وستكون كل التحركات مخاطر محسوبة، ولذلك دعونا ننظر إليها بلغة كازينو، والتي يعرف الشعب الأميركي أنك تتقنها.
لعبة "بلاك جاك" السلفية: من شأن دعم الثوار بتزويدهم بالمساعدات العسكرية والاقتصادية بينما يتم استهداف نظام الأسد بفعالية أن يبقي أميركا مصطفة مع الحلفاء التقليديين، الملكيات الخليجية وتركيا. وستكون لديها أكبر استمرارية مع السياسة الموجودة، والقائمة على بناء بديل لنظام الأسد يكون قابلاً للحياة.
ومع ذلك، فإن هذا الخيار سيتطلب استثماراً ضخماً لفترة ما بعد الصراع، لضمان أن لا يكون هناك انفجار آخر للأعمال العدائية. وسيتكون المشهد من فصائل ثوار متباينة، العديد منها لها قيمة مشكوك فيها. وهناك أخريات، مثل جبهة النصرة و"داعش"، التي تعلن عداءها لأميركا. وبسبب البيئة الفوضوية والتغير المستمر لولاءات الثوار، لا يوجد ضمان بأن لا تجد مساعدة ترسل لأحد الفصائل طريقها إلى أيدي أعدائنا، كما حدث مراراً حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، وعند هذه النقطة، يتبين أننا وزعنا جهودنا كثيراً من المرات بحيث يترتب علينا انتقاء "كاسب" من بين الفصائل، ومن المرجح أن يجعل "الخاسرون" من بناء سلام مستدام شيئاً باهظ الكلفة في أفضل الحالات ومستحيلا في أسوئها. وينطوي هذا الخيار على خطر حدوث مواجهة مباشرة مع روسيا.
وأخيراً، من المرجح أن يتطلب دعم وكلاء العربية السعودية وتركيا السنة من الولايات المتحدة التخلي عن الأكراد السوريين كشرط مسبق لتعاون تركيا. وسيكون هذا شأناً سيئ الطالع. فحتى الآن، أثبت الأكراد أنهم قوة المعارضة الأكثر قدرة على مواجهة "داعش" في المنطقة.
الاحتفاظ بالعلويين: يشكل الوقوف مع النظام أسرع الطرق لإنهاء الصراع، وبذلك جلب نهاية لعمليات القتل الجمعي ووقف تدفق اللاجئين إلى داخل أوروبا على حد سواء. ومع ذلك، سيضمن هذا الخيار تحييد الدول الخليجية وتركيا.
كان الزخم العسكري قد انتقل اعتباراً من منتصف العام 2016 لصالح النظام، فيما يعود في الجزء الضخم منه إلى التدخل العسكري الروسي المباشر. وبينما تعتبر الأقلية العلوية للأسد غير صديقة للولايات المتحدة، فإنها أيضاً عدو للمتطرفين السنة مثل "داعش". وإذا انحازت الولايات المتحدة إلى جانب النظام، فإن العديد من الأقليات غير السنية، مثل الأكراد والمسيحيين، سيلتفون غالباً حول الحكومة بسبب عدم ثقتهم بالسلفيين.
وستعتمد درجة قيامهم بذلك على تقديم الولايات المتحدة ضمانات بعدم تعرضهم للهجمات الانتقامية، وتشجيع الحكم الذاتي الطائفي في سورية بعد إصلاحها. كما ينطوي انتصار يحرزه النظام على مزية عدم ضرورة وجود قوات احتلال أجنبي كبيرة للمساعدة في إضفاء الاستقرار والحكم.
يتوافر النظام أصلاً على الآليات الخاصة بالحوكمة، بغض النظر ولو أنها بعيدة عن الكمال، تحت سيطرته. ولذلك لن يكون هناك نفس مستوى الفوضى العارمة في أعقاب الحرب كما حدث في العراق.
يتعلق الخطر الرئيسي في هذا السيناريو بسمعة أميركا كشريك دائم للملكيات الخليجية وتركيا. وفي الحالة الأكثر تطرفاً، قد تعمد تركياحتى إلى الانسحاب من "الناتو".
مع ذلك، واستناداً إلى ميل تركيا الأخير نحو السلطوية تحت رئاسة رجب طيب أردوغان، فسيكون من الأفضل للناتو أن تنسحب تركيا منه. (وقد يشجع حدوث أزمة بقية الأعضاء على دفع رسوم اشتراكهم في عضوية الحلف).
كما سيدعي العديد من المنتقدين بأن هذه السياسة ستقوي النفوذ الإيراني والروسي في المنطقة. ومع ذلك، وبينما تحب هاتان الدولتان رؤية الأسد باقياً في السلطة، فإن بوتين والملالي في إيران لن ينظروا إلى النفوذ الأميركي المتزايد في سورية بارتياح. وعلى المدى البعيد، يوجد لدى الولايات المتحدة ما تقدمه لسورية أكثر مما يقدمه هؤلاء لها.
سيكون آخر الجوانب السلبية لهذه السياسة هو المأزق الأخلاقي المتمثل في دعم نظام كان قد قتل مئات الآلاف من مواطنيه. لكن بالوسع التخفيف من حدة هذا الخطر بطريقتين، الأولى عبر جعل دعم أميركا مرهوناً بإزاحة الرئيس الأسد (في نهاية المطاف)، والثاني عبر خوض حملة إعلام منسقة تبرز الفظائع التي يرتكبها الثوار السلفيون.
النأي بالنفس: لعل الطريقة الوحيدة لضمان أن لا تضيع الولايات المتحدة المزيد من الأرواح أو الموارد في سورية، تكمن في النأي بنفسها. ومع ذلك، فإن النأي بالنفس عن سورية سيكون بمثابة النأي بالنفس عن الشرق الأوسط. وبينما سيسعد العديد من الأميركيين بهذه المحصلة، فإن الفوضى العارمة التي ستتكشف، ستكون أسوأ حتى مما شاهدناه في ظل الرئيسين جورج دبليو بوش وأوباما.
يعود الموجود من الاستقرار الضئيل في الشرق الأوسط بدرجة كبيرة إلى الضمانات الأمنية الأميركية. وبينما لا تتوافر الولايات المتحدة على علاقة تاريخية مع سورية بنفس الطريقة التي تربطها مع إسرائيل أو العربية السعودية، فإن "تخلي" أميركا عن المنطقة يسفضي على الأرجح إلى زيادة التنافس بين الدول الإقليمية، واحتمال اندلاع صراعات حادة في داخل الدول أيضاً. وعلى سبيل المثال، ثمة بعض الأسئلة عما إذا كان آل سعود سيستطيعون إدامة قبضتهم على السلطة في السعودية في بيئة أسعار نفط منخفضة من دون المظلة الأمنية الأميركية. وبينما يشكل آل سعود بالكاد الشريك الإقليمي المثالي، فإنهم بلا شك أفضل من البديل المتمثل في شبه جزيرة عربية يحكمها متطرفون سلفيون.
التوصية: كانت الولايات المتحدة تلعب على مدار الأعوام الخمسة الماضية دوراً سيئاً. وقد حان الوقت لإنهاء الصراع بسرعة. وأفضل طريقة لفعل ذلك، بينما يتم أيضاً تعزيز النظر إلى أميركا باعتبارها القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، تكمن في دعم الحكومة السورية الموجودة حالياً. وسوف تكون أسوا التداعيات لهذه المحصلة دبلوماسية. ولكن، بينما قد تستاء تركيا والعربية السعودية من هذه المحصلة، فإن الشعب السوري وبقية العالم سيقدرون وضع نهاية للحرب.
======================