الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 14/3/2016

15.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. تايمز: أوباما ينتقد حلفاءه وينسى نفسه
  2. نيويورك تايمز :كيف تحولت الثورة السلمية بسوريا لحرب مأساوية؟
  3. إسرائيل هيوم :خيارات أوباما
  4. ريس إيرليخ* - (فورين بوليسي) 1/3/2016 :رقصة إيران الدبلوماسية في سورية
  5. مورت أبراموفيتش؛ وإريك إيدلمان* – (الواشنطن بوست) 10/3/2016 :أردوغان: إما الإصلاح أو الاستقالة
  6. ميدل إيست بريفينج: لماذا يحتاج «بوتين» إلى التخطيط لمغادرة سوريا سريعا؟
  7. وول ستريت جورنال: اللاجئون السوريون يدعمون اقتصاد تركيا ولبنان والأردن ومصر
  8. نيويورك تايمز: الصراع السوري غير شكل العالم
  9. الأوبزرفر:أحزاب اليمين وأزمة اللاجئين يراكمان الأزمات على أنجيلا ميركل
  10. الباييس: ميركل تواجه أول اختبار انتخابي سياسي بعد أزمة اللاجئين
  11. الغارديان: روسيا والولايات المتحدة يمتلكان القوة الان لفرض سلام بسوريا
  12. الديلي تليغراف: الخلافات الدولية حول سوريا لا تفيد إلا داعش
  13. معهد واشنطن :خلفيات تصنيف «مجلس التعاون الخليجي» لـ «حزب الله» كمنظمة إرهابية
  14. الجارديان :السلام فى سوريا فى يد امريكا وروسيا
  15. تايمز أوف إسرائيل”: حان الوقت لتوديع سوريا، فما عادت موجودة!
  16. تقرير عن ساسة بوست … «خارطة النفوذ في سوريا».. التدخل الروسي عزز قوة الأسد والأكراد!
  17. الإندبندنت:الفرنسيون استخدموا العلويين كقوات خاصة لهم للسيطرة على سوريا
  18. الديلي تلغراف: "مبعوث الأمم المتحدة يحذر: الدولة الإسلامية هي الرابح الأكبر في سوريا"
  19. "نيويورك تايمز": "التهدئة" بسوريا فاق التوقعات
  20. صحف أمريكية: بوادر أمل بعد خمس سنوات على بداية الحرب السورية
  21. الواشنطن بوست :في ذكراها الخامسة: كيف حادت الثورة السورية عن مسارها؟
  22. واشنطن بوست: بوتين يصوّر نفسه بعد الهدنة السورية على أنه صانع سلام  0
 
تايمز: أوباما ينتقد حلفاءه وينسى نفسه
شن مؤرخ بريطاني هجوماً لاذعا ونادرا على الرئيس الأميركي باراك أوباما، وقال إنه دأب على صب جام غضبه على كل حلفائه لما يراه تقاعساً من جانبهم في التصدي للمهددات التي تحدق بالعالم، لكنه ينسى نفسه.
وكتب نيال فيرغسون -أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد- مقالا بصحيفة تايمز البريطانية عدد فيه إخفاقات أوباما في تعامله مع المشاكل التي تعصف بالشرق الأوسط بدءا من احتمال انهيار سد الموصل في العراق وليس انتهاءً بالحرب الأهلية في سوريا وتداعياتها.
وانطلق الكاتب في مقاله من فرضية انهيار سد الموصل، واعتبار ذلك إذا ما حدث بمثابة "رمزية قوية" توجز الوضع الحرج الذي يكتنف منطقة الشرق الأوسط برمتها.
ويحتجز ذلك السد خلفه 11 كيلومترا مكعبا من المياه، وإذا ما تصدع فإنه سيطلق أمواجا بارتفاع45 قدماً بنهر دجلة ما قد يودي بحياة 1.5 مليون شخص. كما أن مياهه ستجتاح العاصمة بغداد في غضون ثلاثة أيام، وفق سامانتا باور السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة.
وقال الكاتب البريطاني إن المفارقة تكمن بالطبع في أن "كارثة إنسانية بمعدلات هائلة" تحدث بالفعل في سوريا جارة العراق، إذ أزهقت الحرب "الأهلية" هناك حتى الآن أرواح 470 ألف شخص. كما أنها أجبرت 4.8 ملايين سوري على الفرار من وطنهم، طبقاً لأرقام المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة.
ولا يمثل السوريون سوى جزء من طوفان النازحين والمهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا بحرا بمعدل مئة ألف شهريا تقريبا. وفي الشهر الماضي وحده كان ثلث طالبي اللجوء إلى ألمانيا من سوريا, و15% من العراق و11% من أفغانستان.
ومضى فيرغسون إلى القول إن الأمور بلغت حدا انهارت معه أفغانستان والعراق وسوريا جميعها، لكن أوباما لا يريد أن يتحمل تبعات ذلك.
"ما يعتمل في ذهن أوباما هو أن الحرب الأهلية في سوريا ليست سوى انحراف مزعج مما يحب أن يسميه مسار التاريخ. فهو يعتقد أن البشرية في محصلة الأمر باتت أقل عنفا وأكثر تسامحا وصحةً وأفضل طعما وأكثر قدرة على إدارة الخلاف"
ولعل النقطة المحورية في ما ينطوي عليه سد الموصل من رمزية -وفق الكاتب- تتمثل في أن الأمور في المنطقة قد تمضي إلى ما هو أسوأ ما يحدث الآن بكثير.
وفي ذلك يقول "إنني لا أرى على وجه اليقين سببا يحول دون تفاقم الصراع الطائفي الذي يمزق الشرق الأوسط إربا إربا. ولا أرى سببا يقف حائلا أمام تنامي الشبكات الإرهابية، وما تنظيم الدولة الإسلامية إلا واحد منها. كما لا أرى ما يجعل الطوفان البشري الذي يحاول الهروب من دول العالم الإسلامي الفاشلة، ينحسر فجأة".
ويقول الكاتب إن "الرئيس الأميركي يسعى الآن لتحميل الآخرين أوزار ما يحدث". وقال إن على رأس قائمة "أكباش الفداء" من حلفاء الولايات المتحدة التقليديين ليست بريطانيا ولا فرنسا فحسب بل إسرائيل والسعودية وباكستان أيضا.
وأوضح أن أوباما "انتقد بلا مبرر" رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون، وحذره من أن العلاقة الخاصة بين بلديهما سينفرط عقدها إذا لم تضاعف بريطانيا إنفاقها العسكري متهما إياه بأنه "منصرف البال" في وقت كان ينبغي عليه التركيز على ليبيا. كما ألمح الرئيس الأميركي ضمنا بأن على كاميرون تجنب استخدام عبارة "الإسلام المتطرف" لأنها تؤجج المشاعر ضد المسلمين.
ولم تقتصر سهام النقد التي وجهها أوباما لرئيس وزراء بريطانيا وحده، بل طالت أيضاً "مؤسسة السياسة الخارجية" في واشنطن والجيش الأميركي، الذي شكا منه أوباما لأنه يحاول أن يدفعه بقوة نحو الحرب. ولم يسلم أعضاء في إدارته من نقده، ومن بينهم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي حثته على التدخل في سوريا عام 2012.
وقال الكاتب ساخرا إن أوباما لم يدرك على ما يبدو أنه حينما طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إجبار بشار الأسد على التخلص من أسلحته الكيميائية" إنما فتح الباب أمام روسيا للتدخل في الشرق الأوسط.
وخلص المقال إلى أن ما يعتمل في ذهن أوباما هو أن الحرب الأهلية في سوريا ليست سوى انحراف مزعج مما يحب أن يسميه "مسار التاريخ". فهو يعتقد أن البشرية في محصلة الأمر باتت "أقل عنفا وأكثر تسامحا وصحةً وأفضل طعما وأكثر قدرة على إدارة الخلاف".
ويرى فيرغسون أن الاستثناء الكبير من كل ذلك هي منطقة الشرق الأوسط نظرا لاستمرار "القبلية" فيه.
======================
نيويورك تايمز :كيف تحولت الثورة السلمية بسوريا لحرب مأساوية؟
تحولت الثورة السورية بعد بدايتها قبل خمس سنوات من ثورة سلمية إلى حرب أهلية مأساوية بسبب سياسة الحكومة التي قمعت "المحتجين المعتدلين" بشدة وعززت صفوف "المتطرفين" بإطلاق سجنائهم من السجون والسماح لهم بالتنظيم والنشاط.
هذا ما انتهى إليه تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست اليوم بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة السورية التي كتبت عنها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أيضا، لكن من زاوية أخرى تتعلق بتأثير التهدئة الحالية ومؤشرات الأمل الذي بدأ ينتاب السوريين بانفراج أوسع لأزمتهم.
ونقل تقرير واشنطن بوست عن معارضين "معتدلين" مقيمين في بلدة غازي عنتاب التركية أقوالا بأن الاحتجاجات الأولى ضد النظام السوري ربيع 2011 كانت سلمية وكانت أعداد المحتجين تتزايد يوميا قبل أن ينضم إليها "الإسلاميون المتطرفون" الذين أطلقتهم السلطة بالآلاف من سجونها بموجب عفو أصدره الرئيس بشار الأسد.
"واشنطن بوست:كثير من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن "المتطرفين" يمكن أن يكون مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى "عنيفة" لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين"
وأضاف هؤلاء المعارضون أن النظام السوري كان ينفذ حملات اعتقالات واسعة ضدهم بالتزامن مع إطلاقه تلك الأعداد من "المتطرفين".
وقال التقرير إن كثيرا من السوريين والمراقبين رأوا في وقت مبكر أن الإفراج عن "المتطرفين" يمكن أن يكون مقصودا لتحويل الثورة من سلمية إلى "عنيفة" لإقناع المجتمع الدولي بأن النظام أفضل الشرين.
ونسب التقرير إلى السفير الأميركي آنذاك لدى سوريا روبرت فورد قوله "الأمر يتعلق بالأرقام، لقد أفرج الأسد عن كثير من السجناء الإسلاميين في 2011"، مضيفا أن النظام كان على علم بأن هؤلاء المفرج عنهم سينضمون إلى الاحتجاجات ويرجح أنهم سيرتكبون أعمال عنف يستطيع استغلالها ليبرر عنفه ضد الاحتجاجات "لكنني لا أعتقد أن النظام كان يتوقع بروز جبهة النصرة ولا تنظيم الدولة الإسلامية ونموهما إلى حجمهما الحالي".
وأشار التقرير إلى أن تغيّر ميزان القوى وسط المحتجين لصالح "الإسلاميين المتطرفين" حدث عندما حمل المحتجون السلاح أولا ليدافعوا عن المحتجين السلميين ويردوا عنهم رصاص النظام، وثانيا لشن حرب صريحة، الأمر الذي شجع تدفق الأموال من تركيا والخليج لشراء السلاح "الذي كان يذهب معظمه إلى الإخوان المسلمين"، وبعد فترة قصيرة ظهرت "التنظيمات الأكثر تطرفا".
وقال السفير فورد إن الثوار الأوائل مرروا لعبة النظام بسماحهم بصعود "المتطرفين" وتسهيلهم بروز تنظيم الدولة "ولم يعوا لعبة النظام إلا في عام 2014، كما أنهم لا يزالون ينسقون مع جبهة النصرة".
ويقول "المعارضون المعتدلون" إن اي خيار آخر لم يكن متوفرا لديهم، فالولايات المتحدة تلكأت في الوفاء بوعودها بالدعم، وإنهم شعروا بأنهم في حاجة لأي مساعدة يحصلون عليها لمواجهة النظام الذي بدأ باستخدام الرصاص، ثم الغارات، ثم الصواريخ البالستية والأسلحة الكيميائية.
"نيويورك تايمز:التهدئة أثبتت أنها أكثر إيجابية وصمودا مما كان يُتوقع، وقد خففت العنف كثيرا منذ أن بدأت في 27 فبراير/شباط الماضي"
وأورد التقرير أن عدد المعتقلين من النشطاء منذ 2011 وحتى اليوم بلغ 117 ألفا بينهم 65 ألفا لا يزالون في الاعتقال، وأنهم يتعرضون حتى اليوم للاعتقال من قبل النظام وتنظيم الدولة.
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد نشرت تقريرا عن التهدئة الحالية ووصفتها بأنها جزئية وقالت إنها أثبتت أنها أكثر إيجابية وصمودا مما كان يُتوقع وأنها خففت العنف كثيرا منذ أن بدأت في 27 فبراير/شباط الماضي.
وأضافت أن المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا يشعر بالارتياح حيال نتائج التهدئة بما يكفي لعقد جولة جديدة من المحادثات بين النظام والمعارضة التي ستبدأ غدا قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الخامسة لقيام الثورة السورية.
وقالت إنه رغم استمرار الغارات والقصف يوميا، فإن حصيلة القتل ومستوى الخوف انخفضا كثيرا، وإن دي ميستورا قال الأسبوع الماضي إن وقف إطلاق النار الذي خُطط له ليستمر أسبوعين من الممكن أن يستمر إلى أجل غير محدد.
وكتبت أيضا عن الاحتجاجات التي نُظمت خلال الهدنة وعن مؤشرات جديدة على ضغوط تمارسها روسيا على الأسد والضغوط العسكرية الكبيرة التي يتعرض لها تنظيم الدولة في سوريا.   
======================
إسرائيل هيوم :خيارات أوباما
يوسي بيلين  13/3/2016
حسب عدد من الإشارات، هناك من استيقظ في واشنطن وفهم أنه ليس بالأمر السهل إنهاء الولاية في البيت الأبيض دون تحريك أي شيء في الصراع الأطول منذ الحرب العالمية الثانية – الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. إذا كان اوباما يريد استغلال، بشكل مكثف، الاشهر العشرة المتبقية له فيمكنه تثبيت حقائق من اجل المستقبل، بدون موافقة الكونغرس المعادي له. فهو يستطيع (من خلال عدم استخدام الفيتو) تمرير قرار في مجلس الامن التابع للامم المتحدة يضع مبادئ الاتفاق الاسرائيلي الفلسطيني المستقبلي. ويستطيع ايضا إلقاء خطاب مفصلي وعرض سياسة الولايات المتحدة في هذا الشأن.
إذا أراد أوباما لمس صراعنا مرة أخرى قبل الانتخابات في الولايات المتحدة في تشرين الثاني القادم، يجب عليه أن يأخذ في الحسبان المصلحة الحزبية والحذر من الأفعال التي قد تُبعد الناخبين. الامر الذي يعني أن استغلال منصة الامم المتحدة في ايلول أو أي حدث آخر (مثل التوقيع على اتفاق زيادة المساعدات الأمنية لإسرائيل قبل تشرين الثاني)، سيلزمه بقدر أكبر من المحافظة.
في المقابل، إذا قرر استغلال الأشهر الثلاثة التي تكون بين الانتخابات وبين إنهاء منصبه، في 20 كانون الثاني 2017، فسيجد أمامه وقت أكبر للعمل.
أؤمن أن أي خطوة كهذه ستكون مباركة. والخروج من الزاوية التي علقنا فيها هو مصلحة قومية لإسرائيل. القرار أيضا أو الخطابات سيكون لها تأثير وإذا اكتفى أوباما بهما – فهذا أفضل من لا شيء. لكن يمكنه فعل ما هو أبعد من ذلك. فهو يستطيع إجراء فحص تكون نتيجته فهم ما يستعد الطرفان لفعله بشكل فوري. وبعد أن يفهم، تشجيعهما على فعل أكثر من ذلك بقليل.
أوباما ليس بحاجة إلى إجراء مفاوضات علنية مع إعلام ومصافحة بالأيدي وتصوير. تستطيع الولايات المتحدة القيام بخطوة سرية دون تنسيق مسبق، سواء بواسطة مبعوث يلتقي مع الطرفين أو من خلال لقاء بمستوى متفاوضين في قاعدة عسكرية ليست بعيدة عن واشنطن.
هذه الخطوة قد تشير إلى استعداد الأطراف للموافقة على تطبيق المرحلة النهائية لاعادة الانتشار الاسرائيلي التي لم تنفذ بعد من الاتفاق المرحلي. وتوسيع المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية واستعداد الأطراف للوفاء بالتزامهم بـ "خريطة الطريق" من 2002 وإقامة دولة فلسطينية على الفور في حدود مؤقتة حيث يقوم الطرفان بالتفاوض على هذه الحدود لفترة زمنية ضئيلة بقدر الامكان. أو اتخاذ خطوات أحادية حقيقية بدون اتفاق في هذه المرحلة.
يمكن أن الفحص سيظهر أن جميع الخطوات غير عملية الآن وعندها يمكن التوجه الى التصريحات. إن خطوة أميركية أفضل من الاكتفاء بخطاب أو عدم استخدام الفيتو. خطوة أميركية اعلانية افضل كثيرا من اليأس ورفع الأيدي.
======================
ريس إيرليخ* - (فورين بوليسي) 1/3/2016 :رقصة إيران الدبلوماسية في سورية
الغد الاردنية
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
قالت طهران إنها تدعم وقف إطلاق النار السوري -وإنما فقط إذا ظل بإمكانها مواصلة ضرب "الإرهابيين" الذين ينظر إليهم الغرب على أنهم المعارضة الشرعية للأسد.
*   *   *
مع بدء وقف جزئي لإطلاق النار بين الحكومة السورية وبعض مجموعات الثوار في الأسابيع الأخيرة، أعربت السلطات الإيرانية منذ البداية عن دعمها للاتفاق. لكنها كشفت أيضاً عن نبرة شك إزاء فرص هذه الهدنة في النجاح، قائلة إن الاتفاق يحمي طائفة من المجموعات المسلحة التي تعدها طهران تنظيمات إرهابية.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد لعبتا الدور القيادي في التوصل إلى وقف للأعمال العدائية بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومجموعات الثوار. وقد سمح الاتفاق للجانبين بمواصلة القتال ضد المجموعات الإرهابية مثل مجموعة الدولة الإسلامية "داعش" و"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة.
عند التوصل إلى الاتفاق، قال حميد رضا دهقاني، الذي يرأس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية لمجلة "فورين بوليسي" في مقابلة أجرتها معه: "إن إيران تدعم وقف الأعمال العدائية. ولكن ستكون هناك مشاكل من الناحية العملية. ليس هناك تعريف مشترك للمجموعات الإرهابية".
وتجدر الإشارة إلى أن الإيرانيين والروس وحكومة الأسد يطبقون وصف الإرهابيين على عدد أكبر بكثير من المجموعات مقارنة بالولايات المتحدة، بما في ذلك مجموعات مثل "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" ومجموعات أخرى تقاتل إلى جانب "جبهة النصرة" والثوار الذين تدعمهم الولايات المتحدة. وقد أملت كل من واشنطن وموسكو في أن يتمكن وقف الأعمال العدائية من إرساء الأسس لعقد محادثات سلام مستقبلية.
مع دخول وقف إطلاق النار الجزئي يومه الرابع حتى إعداد هذا التقرير، أسفرت الاتفاقية بوضوح عن خفض في وتيرة العنف -لكن علامات ظهرت على أن الالتزام بوقف الأعمال العدائية يعاني من الضعف في مناطق معينة. وقد اتهمت مجموعات المعارضة السورية الطائرات المقاتلة الروسية بشن 26 غارة جوية على الثوار المشمولين باتفاقية وقف إطلاق النار في الأيام الأربعة الأولى، بينما حمل مسؤولو الجيش الروسي تركيا مسؤولية تسهيل هجوم لمجموعة "الدولة الإسلامية" على بلدة يسيطر عليها الأكراد في شمالي سورية. ومن جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون: "بشكل عام، ما يزال وقف الأعمال العدائية صامداً، حتى على الرغم من أننا شهدنا بعض الحوادث".
مع ذلك، وبغض النظر عن طول المدة التي سيصمدها وقف إطلاق النار، فإن الإيرانيين يقولون إنهم يتوافرون هم وحلفاؤهم على الأوراق الرابحة في الحرب الأهلية السورية التي ما تزال مستمرة منذ خمسة أعوام تقريباً، والتي شهدت مقتل ما يقدر بنحو 250.000 شخص وتشريد 11 مليون شخص آخرين. وقال دهقاني أن الثوار يسيطرون راهناً على حوالي 60 في المائة من الأراضي السورية -وعلى 40 في المائة فقط من سكانها. وتقول تقديرات أخرى إن الأسد يسيطر على أقل من ذلك. ولكن الحكومة السورية خسرت، في كلتا الحالتين، مناطق شاسعة من البلد لصالح الثوار منذ اندلاع القتال الرئيسي في العام 2012.
ومنذ بدأ الجيش الروسي توجيه ضرباته الجوية وعملياته لدعم الجيش السوري في أيلول (سبتمبر) الماضي، مني الثوار بسلسلة من التراجعات الجدية، وفق ما قاله دهقاني.
وأضاف: "لا نستطيع القول إن وجهة المد قد انقلبت تماماً، لكن القتال أصبح الآن أكثر جدية ضد الإرهاب. لقد استغلت الحكومة السورية هذه الفرصة جيداً".
ومن جهتهم، ردد مراقبو الشأن السوري في طهران أصداء مخاوف الحكومة الإيرانية من أن وقف إطلاق النار الجزئي قد يوفر الحماية لمجموعات متمردة تعمل في تحالف ضمني خفي مع تنظيم القاعدة.
وقال سيد محمد ماراندي، الخبير في الشأن السوري والأستاذ المشارك في الدراسات الدولية والعالمية في جامعة طهران: "تكمن المشكلة الكبيرة في أن تنظيم القاعدة وحلفاءه ممتزجون ببعضهم بعضاً".
وأضاف أن إيران وروسيا والأسد سيستمرون في قتال مجموعة "الدولة الإسلامية" والجماعات الأخرى التي يعتبرونها حليفة لتنظيم القاعدة. وتساءل ماراندي: "هل سيمتنع (الإرهابيون) عن المبادرة إلى بدء الصراع مجدداً ضد حكومة سورية؟ إنني متشكك بعض الشيء في أن يكون لهذه المجموعات المتشظية كلها مصلحة في الحفاظ على وقف إطلاق النار".
ووفق ماراندي، فإن الحكومة السورية تفضل أن يتعمق وقف الأعمال العدائية ويتجذر، لأن ذلك سيتيح المجال أمام سورية للتركيز على محاربة الإرهابيين.
وقال ماراندي: "إذا كانت هناك مجموعات ترغب بشكل جدي في وقف إطلاق النار، فإن ذلك سيكون أفضل بكثير بالنسبة للحكومة السورية". وأضاف أنه سيكون باستطاعة الحكومة "خفض عديد قواتها في مناطق معينة، والتحدث عن المصالحة، ثم التركيز أكثر على مواجهة خطر التطرف".
ومن المعروف أن إيران كانت قد أرسلت مستشارين من جهاز الحرس الثوري الإيراني الإسلامي إلى داخل القتال في سورية، كما أنها تمول المقاتلين من حزب الله اللبناني الشيعي، بالإضافة إلى ميليشيات شيعية أخرى قادمة من العراق وأفغانستان. ويلعب جهاز الحرس الثوري الإيراني دوراً مهماً ونشيطاً في القتال ضد جماعات الثوار، وفقاً لماراندي.
ويضيف ماراندي: "إنهم لا يجلسون في مكاتب... إنهم موجودون في الميدان. إنهم ينخرطون في العمل بشكل عميق".
ولم تكن محادثات السلام بين الحكومة والمعارضة السورية قد وصلت إلى أي مكان حتى الآن، فيما يعود في جزء منه إلى النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققتها قوات الحكومة. وتعتقد القوات الموالية للأسد بأنها هي صاحبة اليد العليا في هذه المرحلة، وترى قليلاً من الحاجة إلى التوصل إلى تسوية سلمية في الوقت الراهن.
لكن الفصيل الواحد الذي ربما تكون حكومة الأسد حريصة على عقد صفقة معه هو الأكراد السوريون. وقد استطاعت القوات الكردية، بقيادة وحدات حماية الشعب، تأمين شريط أرض متصل جغرافياً تقريباً في شمالي سورية، على طول الحدود الجنوبية التركية، بعد أن تمكنت من طرد مقاتلي "الدولة الإسلامية" من المنطقة.
وكانت الحكومة السورية والقوات الكردية قد توصلوا إلى اتفاقيتهم الخاصة لوقف إطلاق النار من دون أن يصبحوا حلفاء سياسيين. وفي أكبر مدينة في المنطقة الكردية، القامشلي، على سبيل المثال، هناك تواجد مسلح صغير للحكومة السورية، وهي تسيطر على المطار بينما تدير وحدات حماية الشعب باقي المرافق في المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن الفرع السياسي لوحدات حماية الشعب يعمل تحت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي التابع لحزب العمال الكردستاني في تركيا، وهو حركة يسارية خاضت حرب عصابات على مدار عقد كامل ضد الدولة التركية. كما واجهت الحكومة الإيرانية هجمات مسلحة شنها عليها تنظيم تابع لحزب العمال الكردستاني في منطقتها الكردية الخاصة، ولذلك السبب نجدها تخطو بحذر وأناة في المسائل المتعلقة بالأكراد.
 
*تلقى منحة من مركز بوليتزر لتغطية الأزمات نظير تغطيته للشؤون الإيرانية.
نشر هذا التقرير تحت عنوان: Iran's Diplomatic Dance on Syria
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
======================
مورت أبراموفيتش؛ وإريك إيدلمان* – (الواشنطن بوست) 10/3/2016 :أردوغان: إما الإصلاح أو الاستقالة
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تتجه تركيا بثبات نحو التسلط وعدم الاستقرار. وكان استيلاء الحكومة مؤخراً على واحدة من المجموعات الإعلامية المعارِضة الرئيسية، بما في ذلك الصحيفة الأعلى انتشاراً في تركيا، مجرد أحدث دليل فقط على مدى خذلان أردوغان لإمكانيات بلاده وفرصها.
عندما تولى أردوغان وحزبه، العدالة والتنمية، سدة السلطة في العام 2003، فإنهم عززوا الاقتصاد التركي وحسَّنوا علاقات تركيا مع جيرانها. وسعى حزب العدالة والتنمية إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ووضع نهاية لسيطرة العسكر على السياسة التركية، وحاول إيجاد حل سلمي للمشكلة الكردية التي طال أمدها في البلاد.
وبحلول العام 2012، استطاع أردوغان أن يعلن بثقة: "لدينا مستقبل مشرق". وبعد نحو عقد من التقدم السياسي والنمو الاقتصادي والقبول الدولي المتزايد، جرؤ على الوعد بأن تركيا ستكون بحلول العام 2023، في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، "من أعظم القوى في المنطقة والعالم".
لكن مستقبل تركيا اليوم يبدو أكثر قتامة بكثير. فبدلاً من العظمة، قاد أردوغان بلده نحو السلطوية، والتباطؤ الاقتصادي، والحرب الأهلية.
من الواضح أن الديمقراطية لا يمكن أن تزدهر في عهد أردوغان الآن. وقد أخلت الإصلاحات التحويلية التي وعد بها حزب العدالة والتنمية في البدايات مكانها للانتهاكات المنهجية للحريات الأساسية والحقوق القانونية. وكانت محاولة حزب العدالة والتنمية التي كثيراً ما بُشِّر بها لمحاسبة الجيش على سلوكه غير الديمقراطي مجرد محاكمة صورية تم فيها تلفيق الأدلة لتوريط المعارضين السياسيين. وكان التدخل المبكر في وسائل الإعلام -ضرب تكتل وسائل الإعلام المعارِضة بغرامة من الضرائب تعادل 2.5 مليار دولار في العام 2009، وإجبار إحدى الصحف على إقالة كاتب منتقد في العام 2007- مجرد مقدمة فقط لجهود حزب العدالة والتنمية الحثيثة الحالية لتكميم فم الصحافة، سواء بسجن الصحفيين أو بإجازة عمليات استحواذ الحكومة على وسائل الإعلام المنتقِدة. ولم ينجُ المجتمع المدني من تكتيكات أردوغان الخرقاء أيضاً: ففي العام 2013، قوبلت الاحتجاجات ضد الحكومة في متنزه غازي في إسطنبول بعنف الشرطة القاتل.
في واقع الأمر، تعيد التطورات الأخيرة في تركيا إلى الأذهان الكليشيهات المخيفة واللحظات المظلمة للاستبداد في القرن العشرين. وعلى سبيل المثال، قام برلماني من حزب العدالة والتنمية بقيادة عصابة من الرعاع لمهاجمة مكاتب صحيفة انتقدت أردوغان قبل بضعة أيام فقط. وتمت إزالة أسماء العديد من أعضاء حزب العدالة والتنمية، بمن فيهم الرئيس السابق عبد الله جول، من القائمة الرسمية للأعضاء المؤسسين للحزب على الإنترنت. ومن بين آلاف آخرين، تم القبض على صبي يبلغ من العمر 13 عاماً بتهمة إهانة أردوغان، كما ندد زوج امرأة فعلت مثل ذلك بها في المحاكم. وتم إرسال عشرات الآلاف من الأطفال، بمن في ذلك أبناء الأقليات الدينية، قسراً إلى المدارس الإسلامية، أو تم إجبارهم على تلقي التعليم الديني الإسلامي بشكل إلزامي. والآن، وفي حين يسعى أردوغان إلى تحويل الدستور التركي من أجل ترسيخ سلطته كرئيس، فإن من المرجح أن تصبح مثل هذه التجاوزات هي القاعدة.
عادة ما يبرر الزعماء المستبدون حكمهم من خلال الإصرار على أنهم يجلبون الاستقرار والازدهار لمواطنيهم. وفي تركيا، تضع سياسات أردوغان هاتين الغايتين أبعد ما يكون عن متناول الشعب التركي. فبعد دعم وتسليح الجماعات المتطرفة في النزاع السوري، تشهد تركيا الآن رد فعل سلبي خطير من نفس الإرهاب الذي ساعدت في تأجيجه. وقد تسببت التفجيرات في إسطنبول وأنقرة بمشاهد مروعة من المذبحة. ومع ذلك، تواصل تركيا الإصرار على أن الجماعات الكردية السورية -وليس "الدولة الإسلامية" أو "جبهة النصرة"- هي التي تشكل أكبر تهديد في سورية.
الآن، أصبحت تداعيات هذا التسلط وعدم الاستقرار تلقي بآثارها على قطاع السياحة في تركيا وتنفر المستثمرين الأجانب، وتترك العديد من الاقتصاديين مع مشاعر القلق على مستقبل الاقتصاد التركي. ففي العام 2008، كانت قيمة الليرة التركية مساوية للدولار الأميركي تقريباً. أما الآن، فأصبح سعر صرفها مقابل الدولار يعادل 3 إلى 1. وعلى الرغم من أن الجهود التي تبذلها تركيا لرعاية الملايين من اللاجئين السوريين تظل مثيرة للإعجاب حقاً، فإن هذه الجهود تفرض ضريبة على الاقتصاد التركي بطرق يعيها المواطنون الأتراك العاديون جيداً.
أما الأسوأ من ذلك كله، فهو أن انهيار المفاوضات بين حزب العدالة والتنمية وحزب العمال الكردستاني في العام الماضي أعاد إشعال جذوة الصراع العسكري الذي كان الكثيرون قد أملوا بأن تكون تركيا على وشك حله. ومع أن حزب العمال الكردستاني هو منظمة إرهابية لها سجل حافل من العنف الذي يجعلها بالكاد الشريك المثالي لتحقيق السلام، فإن للشعب التركي مع ذلك الحق في مساءلة حكومته عن فشل المفاوضات. والآن، يواصل الجنود والمدنيون الأتراك الموت في الصراع المتفاقم الذي ليست لدى الحكومة خطة واقعية لوقفه أو الفوز به. وينذر التفجير المروع الذي وقع في أنقرة يوم 17 شباط (فبراير)، والذي نفذه فصيل منشق عن حزب العمال الكردستاني، بانتشار العنف الذي يمكن يعيد إلقاء تركيا مرة أخرى في خضم الحرب الأهلية التي دمرت البلاد في السبعينيات والثمانينيات.
إننا ما نزال نعتقد بأن وجود تركيا قوية ومستقرة وديمقراطية على حد سواء، هو أمر ممكن وضروري أيضاً. ولكن ذلك يتطلب حكومة ملتزمة بهذه الأهداف وعازمة على تحقيقها. وإذا كان أردوغان ما يزال يرغب في صنع مستقبل أكثر إشراقاً لبلاده، فإن عليه إما الإصلاح أو الاستقالة.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
 Turkey’s Erdogan must reform or resign
*سفيران أميركيان سابقان إلى تركيا، ورئيسان مشاركان لمبادرة تركيا في مركز سياسة الحزبين. أبراموفيتش هو زميل بارز في مؤسسة "ذا سينتشوري"، وإيدلمان هو ممارس مقيم في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة.
======================
ميدل إيست بريفينج: لماذا يحتاج «بوتين» إلى التخطيط لمغادرة سوريا سريعا؟
سمير التقي وعصام عزيز – ميدل إيست بريفينج: ترجمة الخليج العربي
هناك حدثان وقعا هذا الأسبوع بعيدا عن قمرة القيادة السورية يجعلان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أكثر عجلة لإنهاء تواجده في الحرب السورية بنجاح وفي أسرع وقت ممكن.
أولا، قيام الجنرال «فيليب بريدلوف» من القوات الجوية الأمريكية، والقائد في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بالإدلاء بشهادته في جلسات استماع الميزانية في كابيتول هيل في واشنطن، والتي أفصح خلالها عن رغبته في نشر لواء قتالي دائم في أوروبا الشرقية ودول البلطيق على طول الحدود الروسية. أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرا حملة تحديث مكثفة شملت ثالوث الأسلحة النووية الاستراتيجية الخاصة بالولايات المتحدة (الجوية والبرية وأنظمة تسليم الأسلحة النووية بحريا، والتي تستهدف روسيا بالمقام الأول) وهي على استعداد لإنفاق يقدر بتريلليون (ألف مليار) دولار على الأقل خلال العقد القادم.
ثانيا، ذكرت وكالة «رويترز» وغيرها من وكالات الأنباء الغربية أن «بوتين» قد قرر خفض ميزانية الدفاع الروسية بنسبة خمسة في المائة هذا العام. وسف تكون هذه هي المرة الأولى التي يقوم خلالها «بوتين» بخفض إنفاق بلاده الدفاعي منذ وصوله إلى السلطة في عام 2000. وقد ألقت الآثار التراكمية للعقوبات الغربية على روسيا بفعل نشاطها في القرم وشرق أوكرانيا، إضافة إلى فقدان أسعار النفط لأكثر من 70% من قيمتها إضافة إلى الانخفاض الملحوظ في معدل الاستثمارات في الاقتصاد الروسي، بظلالها على هذا القرار. ورغم أن «بوتين» لا يواجه خطرا حقيقيا بفقدان قبضته على السلطة لكنه يدرك أن عليه أن يولي اهتماما كبيرا لعقارب الساعة. يدرك «بوتين» أنه لا يستطيع تحمل تكاليف الحفاظ على التفوق العسكري وتأمين جبهته الغربية جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الوجود المكثف في سوريا إلى أجل غير مسمى. ولذا فإنه يحتاج إلى نصر دبلوماسي أو عسكري سريع في سوريا من أجل الحفاظ على هالة من المصداقية حول عودة روسيا كقوة عالمية.
وقد حققت روسيا تقدما ملحوظا في مجال التحديث العسكري خلال العقد ونصف الماضيين منذ أن أعلن «بوتين» عن خطط لإنفاق 700 مليار دولار في أنشطة الاستحواذ والبحث والتطوير الدفاعي. أدخلت روسيا جيلا جديدا من الغواصات الشبح، كما قامت بتطوير جيل جديد من المقالات النفاثة والتي تقاتل الآن بالفعل في سوريا كما قامت بإدخال إصدارات جديدة من صواريخ كروز التي يتم إطلاقها ضد أهداف سورية من السفن في بحر قزوين.
لكن الاستراتيجيين العسكريين الأمريكيين يعتقدون أن «بوتين» قد ارتكب بعض الأخطاء الأساسية والتي تنم عن ضعف أكثر مما تنم عن قوة. في 31 ديسمبر/كانون أول 2015، وقع الرئيس الروسي «بوتين» استراتيجية جديدة للأمن القومي. كان واحدا من أبرز السمات الرئيسية لهذه الوثيقة التأكيد على أن روسيا مستعدة لنشر أسلحة نووية منخفضة القدرة (تكتيكية) في حال وقع هجوم تقليدي من قبل حلف شمال الأطلسي.
وقد خلص المخططون العسكريون الروس إلى أن الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي لديهم ميزة التفوق التقليدي، على الرغم من أن دراسة مؤسسة «راند» مؤخرا خلصت إلى أن القوات الروسية يمكن أن تعزز من تواجدها في دول البلطيق. من أجل تعويض التفوق الغربي في الأسلحة التقليدية، فإن روسيا تقوم بنشر الأسلحة النووية التكتيكية. وقد استجابت الولايات المتحدة عن طريق تحديث الترسانة الخاصة بها لأكثر من 500 من الأسلحة النووية التكتيكية.
تهديد روسيا باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية في وضع القتال التقليدي قد نبه مخططي الناتو، ما دفع الجنرال «بريدلوف» لطلب تعزيز الوجود الأمريكي في خط المواجهة الجديدة. هذا التصعيد، ذهابا وإيابا، يبدو أنه غير محتمل بالنسبة إلى روسيا وهذا هو جوهر الأزمة التي تواجه «بوتين»:أنه إذا سقطت مبادرة جنيف للسلام، وعادت سوريا إلى مرحلة جديدة من الحرب، فإن روسيا لن يكون بمقدورها البقاء إلى أجل غير مسمى. كما أنها لا تستطيع أن تتخذ قرارا بالانسحاب المبكر أو أن تتحمل تكلفة مواجهة مع حلف الناتو، وهي الخطة ب لكل من واشنطن وبروكسل.
إذا كان القادة الغربيون، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الذي يستعد لمغادرة مقعده قريبا، قادرين على أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا المأزق الاستراتيجي الذي يواجهه «بوتين» (كما يفعل المخططون الاستراتيجيون في البنتاجون بالفعل)، فإن ذلك من شأنها أن ينتج وضعا تفاوضيا مختلفا على طاولة جنيف وخارجها.
تتحدث أرقام الاقتصاد الروسي عن نفسها. في عام 2015، ونظرا للأسباب المذكورة أعلاه، فإن الاقتصاد الروسي انكمش بنسبة 3.7% أفضل تقديرات 2016 تشير إلى أن معدلات النمو السلبية سوف تستمر حتى لو كان ذلك بوتيرة أبطأ مما كان عليه الوضع في عام 2015. ووفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، فإن التضخم قد ارتفع بنسبة 15.4% في روسيا خلال العام الماضي. ولذا فإن تخفيض ميزانية الدفاع السابق الإشارة إليه يمكن أن النظر إليه في ضوء هذا التضخم المتسارع. كل هذه العوامل كفيلة بالضغط على «بوتين» لأجل وضع استراتيجية سريعة للخروج من الحرب في سوريا.
======================
وول ستريت جورنال: اللاجئون السوريون يدعمون اقتصاد تركيا ولبنان والأردن ومصر
ترجمة مركز الشرق العربي
سلطت صحيفة “وول ستريت جونال” الأمريكية، الضوء في تقرير لها اليوم الجمعة، على استفادة بعض الدول المستضيفة للاجئين السوريين اقتصاديًا نظرًا لهروب السوريين أصحاب رؤوس الأموال والكفاءات من الحرب ببلادهم.
وأبرزت الصحيفة نجاح شركة “الدرة” للمنتجات الغذائية السورية للتجارة العامة والاستثمار في المدينة الحدودية الأردنية إربد مع 20 شركة سورية أخرى.
ونوهت الصحيفة، بأن نجاح تلك الشركات بمثابة تحدي لفكرة أن اللاجئين السوريين عبئًا على اقتصاد الدول المستضيفة ويسرقون فرص عمل السكان المحليين.
وبحسب الصحيفة، فإن هروب الكفاءات السورية من الحرب عاد بالنفع على الأردن ولبنان وتركيا اللاتي شهدن وظائف ومجالات عمل جديدة نتيجة لاستقبالهم هؤلاء اللاجئين.
وبدوره، قال “خالد خميس”، مدير بشركة الدرة: “الاستثمارات تحتاج للاستقرار والأمن، والأوضاع في سوريا أجبرتنا على نقل عملنا“.
وأشارت الصحيفة إلى انتشار المطاعم السورية (شاورما وحلويات) في القاهرة منذ عام 2011، ووفقًا للهيئة العامة للاستثمار، فإن إجمالي رأس المال للأعمال التجارية للسوريين وشركائهم المصريين يُقدر بـ 792 مليون دولار أمريكي.
======================
نيويورك تايمز: الصراع السوري غير شكل العالم
نيويورك تايمز: ترجمة الخليج أونلاين
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن الصراع السوري قد أثر تأثيراً هائلاً على السياسة العالمية، كما أنه قد غير من شكل العالم من خلال خمس مسارات أهمها:
صعود تنظيم “الدولة
إذ تشير الصحيفة إلى أنه نظراً لوجود فراغ في الصراع السوري والأحداث المتدهورة منذ عام 2011، فقد ملأ تنظيم “الدولة” ذلك الفراغ وأحكم سيطرته على مدينة الرقة شرقي سوريا ومن ثم توسع حتى أحكم قبضته على الموصل العراقية لينتهي به الأمر في نهاية المطاف بالسيطرة على مساحة تمتد بين البلدين بحجم بريطانيا مع كل الأسلحة، والثروة، والموظفين على طول الطريق.
وأضافت: “شن التنظيم هجمات إرهابية من فرنسا إلى اليمن، وإنشاء موطئ قدم لهم في شمالي ليبيا يمكن أن تكون امتداداً لما يسمى بـالخلافة في سوريا والعراق”.
عودة روسيا
قد أنشأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موطئ قدم له في الشرق الأوسط بدعمه لبشار الأسد بالأسلحة والمستشارين والمساعدة الاقتصادية ولم يكتف بذلك، بل أرسل قواته الجوية لقصف المعارضين للحكومة السورية ، والآن روسيا هي اللاعب الرئيسي في المنطقة عند الحديث عن إنهاء الصراع في السوريا أو غيرها، بحسب الصحيفة.
زعزعة الاستقرار في أوروبا
عندما اعتمدت أوروبا اتفاقيات الحدود المفتوحة في وقت متأخر من القرن الماضي، لم تكن تتوقع أن يدخلها أكثر من مليون مهاجر -معظمهم من اللاجئين من سوريا- في عام واحد فقط، كما حدث في عام 2015، كما أن كثيرين لقوا حتفهم فيما كانوا يحاولون العبور عن طريق البحر، مما يشكل تحدياً أخلاقياً بالنسبة للقارة، وفقاً للصحيفة، وما تزال أعداد اللاجئين تتدفق إلى أوروبا الأمر الذي يترتب عليه حالة من الكراهية نحو الأجانب.
أزمة دول الجوار السوري
ذكرت الصحيفة الأمريكية أن أزمة اللجوء في أوروبا تتضاءل أمام أزمة اللاجئين التي حدثت وتحدث عبر دول الجوار السوري، إذ تستضيف تركيا ولبنان والأردن حول 4.4 ملايين لاجئ من سوريا، ورغم الانتعاش الاقتصادي الذي سببه اللاجئون إلا أن هذه الدول مهددة بأزمات تزعزع استقرارها.
صعود إيران
وقد أدى الصراع السوري إلى تعزيز نفوذ إيران في المنطقة والذي بات يمتد الآن من بيروت إلى طهران مع الحكومات التي توالي إيران في بغداد ودمشق إضافة إلى المليشيات التي تحركها إيران في كلا البلدين، أما في لبنان فإن إيران ممثلة بقوة من قبل حزب الله الذي يرسل المقاتلين ليقاتلوا جنباً إلى جنب مع الوحدات العسكرية الروسية والإيرانية، كما أنه يهمش المعارضة المدعومة سعودياً في الحكومة اللبنانية، وفقاً للصحيفة.
======================
الأوبزرفر:أحزاب اليمين وأزمة اللاجئين يراكمان الأزمات على أنجيلا ميركل
الأحد 13 آذار 2016   آخر تحديث 09:26
أفادت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن "المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل قامت بعدة جولات في أنحاء البلاد خلال الايام الماضية وشاركت في عدة مناسبات لدعم حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي تتزعمه في الانتخابات المحلية التى ستبدأ الأحد"، موضحة أن "ميركل كسيدة تراعي القيم والأصول البروتستانتية طوال شغلها منصب المستشارية في البلاد لمدة تصل إلى 10 سنوات كانت دوما تمتنع عن تناول الخمر علنا".
وأكدت الصحيفة أنها "غيرت هذه العادة خلال جولتها الأخيرة حيث ظهرت تتناول قدحا من البيرة محلية الصنع في إحدى مقاطعات ألمانيا"، مشيرة الى أنه "ورغم تأكيد احد مساعديها أن البيرة التى تناولتها كانت خالية من الكحول إلا أنه من الواضح أنها أقدمت على هذه الخطوة لإيصال رسالة محددة للناخبين ومضمونها "أنا واحدة منكم".
واعتبرت ان "سياسة ميركل تجاه المهاجرين حيث استقبلت بلادها أعدادا هائلة منهم واتبعت سياسة الباب المفتوح لاستقبالهم تحولت لتسبب انقساما بين المواطنين الالمان الذين استقبلوا المهاجرين السوريين أول الامر بالأحضان وعبوات المياه في محطة قطارات ميونيخ ثم بعد ذلك قام عدد منهم بشن هجمات على أماكن إقامة المهاجرين".
وأشارت الى أن "حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" الذي تآكلت شعبيته عبر البلاد كنتيجة مباشرة لسياسة ميركل من المهاجرين ينتظر ان يواجه صعوبات جمة للحصول على أغلبية في الانتخابات".
======================
الباييس: ميركل تواجه أول اختبار انتخابي سياسي بعد أزمة اللاجئين
افادت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن "المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تواجه أول اختبار انتخابي سياسي بعد أزمة اللاجئين"، مشيرة إلى أن "اليوم الأحد ستشهد انتخابات برلمانية في 3 ولايات ألمانية، وسيكون فيه ملف اللاجئين عاملا حاسما في توجهات الناخبين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "ميركل من الممكن أن تدخل في أزمة كبيرة تهدد مستقبلها، وتجري الانتخابات بمشاركة نحو 13 مليون ألماني في ولايات بادن، فورتمبرج وراينلاند، بالاتينات وساكسونيا، انهالت، في عملية اقتراع هي الأولى منذ أن فتحت ألمانيا أبوابها لأكثر من مليون لاجئ العام الماضي".
ولفتت الصحيفة إلى أن "مئات الأشخاص خرجوا إلى ساحة بالقرب من محطة القطارات المركزية في برلين، للتظاهر احتجاجا على سياسة ميركل تجاه المهاجرين، وشارك في هذه الاحتجاجات ممثلون عن أحزاب سياسية معارضة منها البديل من أجل ألمانيا وحركة باجييدا المعادية لأسلمة أوروبا، ورددوا هتافات "على ميركل الرحيل، ولا للشريعة في ألمانيا".
======================
الغارديان: روسيا والولايات المتحدة يمتلكان القوة الان لفرض سلام بسوريا
أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقال نشرته بعنوان "روسيا والولايات المتحدة يمتلكان القوة الان لفرض سلام في سوريا" إلى أنه "رغم التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والفصائل المعارضه المعترف بها غربيا إلا أن اليوم الذي تنعقد فيه قد يتحول ليوم مصالحة وطنية في سوريا إذا قام الجانبان الروسي والاميركي بتقديم رؤية جديدة".
ولفتت إلى أنه "لو قرأ الجهتان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فإن الوضع سينتهي إلى فشل جديد"، موضحةً أن "المؤتمر بدأ فقط لأن موسكو وواشنطن أرادا ذلك"، معتبرةً أن "الطرفين أدركا مؤخرا أن حجر العثرة الذي أعاق التوصل لحل في الجولتين السابقتين وهو مصير الأسد لم يعد يستحق عناء استمرار الحرب الاهلية في سوريا".
وأفادت أن "الجميع أدرك أن هذه الحرب التى تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة خاصة بعدما تعرضت أوروبا ودول الاتحاد الاوروبي لموجة هائلة من المهاجرين والنازحين بسبب المعارك الجارية هناك"، مشيرةً إلى ان "الولايات المتحدة إن لم تكن راغبة في الدفع بالمزيد من المقاتلات إلى الساحة السورية والمخاطرة بتصعيد روسي مقابل قد يدفع إلى حرب عالمية ثالثة فإنه ينبغي عليها أن تغير سياستها".
وأكدت ان "هذا بالضبط مابدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري في التعبير عنه منذ نهاية العام الماضي عندما قال إن واشنطن وحلفاءها لايسعون لتغيير النظام في سوريا"، لافتةً إلى أن "روسيا والولايات المتحدة ينبغي عليهما أن يفرضا حلا سياسيا على الجهات المختلفة في مباحثات جنيف لأنهما الجهتان المسؤولان عن إشعال الصراع ووصول الامر إلى مانراه الأن".
======================
الديلي تليغراف: الخلافات الدولية حول سوريا لا تفيد إلا داعش
نشرت صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية موضوعا بعنوان "مبعوث الامم المتحدة يحذر: الدولة الإسلامية هو الرابح الوحيد في سوريا" حيث أشارت إلى أن "تصريحات المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا في مقابلة أجرتها معه الجريدة حذر فيها من أن الخلافات الدولية حول السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا لايفيد إلا تنظيم الدولة الإسلامية".
وأوضحت أن "التصريحات تأتي قبيل ساعات من بدء الجولة الثالثة لمفاوضات جنيف بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية المعترف بها غربيا والتى تقرر لها ان تبدأ الإثنين"، مفيدةً أن "المفاوضات هي الجولة السياسية الأولى لمحاولة حل الأزمة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد".
وأشارت إلى أن "وقف اطلاق النار بين الطرفين قد تمكن من الصمود لأكثر من أسبوعين مع نسب نجاح وصلت إلى منع نحو 90 في المئة من الاشتباكات التى كانت تحدث قبل سريانه"، مفيدةً عن "خطة الامم المتحدة المقترحة والتى تمتد إلى نحو 18 شهرا وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وانتخابات حرة لكنها توضح أنها تبقى في مهب الريح أمام عدم الاستجابة حتى الأن لطلبات المعارضة بإطلاق فوري لسراح عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين لدى النظام".
======================
معهد واشنطن :خلفيات تصنيف «مجلس التعاون الخليجي» لـ «حزب الله» كمنظمة إرهابية
ماثيو ليفيت
متاح أيضاً في English
"مؤسسة توني بلير للعقيدة"
10 آذار/مارس 2016
يأتي تصنيف «مجلس التعاون الخليجي» الأخير لـ «حزب الله» كمنظمة إرهابية بشكل أساسي نتيجة للتوترات الطائفية والجيوسياسية بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية. ولكنه أيضاً النتيجة التراكمية للتاريخ الطويل من نشاط هذه الميليشيا اللبنانية في المنطقة. وجاءت هذه الخطوة في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني والتزايد الأخير للعمليات المرتبطة بطهران و «حزب الله» في مختلف أنحاء منطقة الخليج.
ويعود قرار «مجلس التعاون الخليجي» بإدراج الميليشيا الشيعية اللبنانية على القائمة السوداء إلى ثلاث سنوات على الأقل. ففي حزيران/يونيو 2013، توصلت دول «مجلس التعاون الخليجي» إلى اتفاق بالإجماع حول اعتبار «حزب الله» إرهابياً، وبدأ الكثير من الدول الأعضاء باتخاذ إجراءات سرية ضد داعمي الحزب في بلادهم. ففي أيار/مايو 2014 على سبيل المثال، سحبت المملكة العربية السعودية رخصة العمل من مواطن لبناني قيل إنه مرتبط بـ «حزب الله». ولكن في ذلك الوقت، كان «مجلس التعاون الخليجي» يجامل إيران لدفعها إلى التخلي عن التزامها المتزايد آنذاك بنظام الأسد، وهو الالتزام الذي أنجزته إيران إلى حد كبير عبر تفويض وكيلها اللبناني «حزب الله» بالدفاع عنه. وقال الأمين العام لدول «مجلس التعاون الخليجي» عبد اللطيف بن راشد الزياني آنذاك إن المجلس مستعد للتحاور مع إيران إذا غيرت سياستها. إلا أن ذلك لم يتحقق.
وبالانتقال إلى آذار/مارس 2016، أضفى «مجلس التعاون الخليجي» طابعاً رسمياً على تصنيفه لـ «حزب الله» كمنظمة إرهابية بسبب ارتكابه أعمالاً عدائية ضمن حدود دول الخليج. وما زالت الدول الستّ الأعضاء في المجلس قلقة من مشاركة «حزب الله» في القتال في سوريا، ولكن هذه الخطوة تندرج أيضاً في إطار التوترات الأوسع بين السعودية وإيران. وفي الواقع، جاء هذا التصنيف بعد إلغاء الرياض مساعدة عسكرية للبنان بقيمة 3 مليارات دولار في شباط/فبراير.
ولكن المخاوف المتزايدة لدول «مجلس التعاون الخليجي» بشأن «حزب الله» لها ما يبررها. فلطالما مارس الحزب أنشطة خارج حدود لبنان، بما في ذلك في منطقة الخليج. ووفقاً لـ "وكالة الاستخبارات المركزية" الأمريكية، تنشط فروع «حزب الله» هناك منذ أواخر الثمانينيات. ففي عام 1986، بدأت المنامة بكبح أنشطة «حزب الله البحريني»؛ وبعد عام واحد، اعتقلت 59 شخصاً اتهموا بالانتماء إلى الحزب وحاكمتهم. ولكن الحزب لم يُهزم إطلاقاً. ففي آذار/مارس 1997، اعتقلت الاستخبارات الكويتية 13 بحرينياً وشخصين عراقيين في مدينة الكويت يعملون تحت مسمّى «حزب الله الخليج». وكشفت المراسلات التي صودرت من منازلهم بأنهم كانوا على اتصال بأفراد في دمشق، سوريا، وفي مدينة قم في إيران. وأشارت أدلة أخرى إلى أنهم كانوا يتلقون توجيهات مباشرة من وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية.
النشاط في منطقة الخليج
في 12 كانون الأول/ديسمبر 1983، نفذت عناصر من «حزب الله» و«حزب الدعوة الإسلامية» العراقي سبعة تفجيرات في الكويت، أدت إلى مقتل ستة أشخاص وجرح حوالى 90. وكانت من بين الأهداف السفارتان الأمريكية والفرنسية، ومطار رئيسي في مدينة الكويت، ومقر شركة "رايثيون" الأمريكية، ومنشأة حفر نفطية لـ "شركة البترول الوطنية الكويتية"، ومحطة لتوليد الكهرباء تابعة للحكومة. وفي نهاية المطاف، اعتُقل 17 شخصاً في الكويت - أُطلق عليهم لاحقاً اسم "الكويت 17" -   بينهم عدة عناصر من «حزب الله».
وقد نفذ «حزب الله السعودي» أول هجوم له على منشأة نفطية داخل المملكة في أيار/مايو 1987. وبعد عشرة أشهر، تبنّى الحزب مسؤولية تفجير وقع في معمل الشركة السعودية للبتروكيماويات ("صدف") في مدينة الجبيل. وردّت السلطات السعودية بحزم، فاعتقلت وأعدمت عدة مسلحين اشتُبه في تورطهم بالتفجير. ورداً على ذلك، أعلن «حزب الله السعودي» الحرب ضد "آل سعود"، واغتال عبد الغني بدوي، النائب الثاني للقنصل السعودي في تركيا. وبعد شهرين، حاول الحزب اغتيال أحمد العمري، النائب الثاني للقنصل السعودي في كراتشي في باكستان، الذي نجا ولكنه تعرّض لإصابات خطيرة. وفي 4 كانون الثاني/يناير 1989، قُتل النائب الثالث للسفير السعودي في بانكوك في تايلاند بعد تعرضه لإطلاق نار خارج منزله. أما الهجوم الأشهر لـ «حزب الله» على المصالح السعودية فوقع في حزيران/يونيو 1996 في تفجير "أبراج الخبر"، إذ قُتل 19 جندي أمريكي وعدد غير محدد من المدنيين السعوديين في منتزه مجاور، وجُرح 372 أمريكياً آخر.
وفي السنوات اللاحقة، نفذت الميليشيا اللبنانية عدة هجمات أخرى في لبنان وفي الخارج بهدف إطلاق سراح عناصرها المسجونين. ومن بين هؤلاء كان مصطفى بدر الدين، صهر القائد الرفيع المستوى في «حزب الله» عماد مغنية. وبعد اغتيال مغنية في عام 2008، تولى بدر الدين قيادة الجناح الإرهابي في «حزب الله»، أي «منظمة الجهاد الإسلامي»، وكذلك كتيبة الميليشيا التابعة لها في سوريا لاحقاً.
وفي الآونة الأخيرة، خلال حرب العراق، أنشأ «حزب الله» وحدة مخصصة - "الوحدة "3800 - لدعم الميليشيات العراقية الشيعية التي كانت تستهدف قوات الائتلاف الدولي، وتَركز هذا الدعم بشكل أساسي على تدريب الميليشيات الشيعية. ومنذ عام 2003، شاركت هذه الوحدة الفاعلة أيضاً في عمليات استهدفت القوات الأمريكية والبريطانية في العراق.
ووقعت بعد ذلك الحرب في سوريا، التي غيرت «حزب الله» بشكل جذري. فبينما انخرط الحزب في الماضي في عمليات في الخليج أو العراق بإيعاز من إيران، غيّرت مشاركته العسكرية في سوريا مبادئه التنظيمية بالكامل. ففي السابق، كان الحزب يركز جهوده على التنافس على السلطة السياسية في لبنان ولمحاربة إسرائيل، ولكنه أصبح الآن لاعباً إقليمياً منخرطاً في صراعات بعيداً جداً  عن الحدود اللبنانية، بالتعاون مع إيران في أغلب الأحيان. ولا تشكل هذه التدخلات عمليات لمرة واحدة، بل إنها جزء من التوجه الإقليمي الجديد لدى الحزب، الذي يركز على الهلال الشيعي. ويتمثل أوضح مثال على ذلك، إذا استثنينا سوريا، في أنشطة الحزب المتزايدة في منطقة الخليج.
وقد أرسل «حزب الله» أيضاً عدداً قليلاً من كوادره الرئيسيين لتدريب المتمردين الحوثيين في اليمن، وهو الأمر الذي أثار غضب دول الخليج. وفي  24 شباط/فبراير 2016، أكدت الحكومة اليمنية المدعومة من قبل دول الخليج أنها تمتلك أدلة ملموسة عن "تدريب «حزب الله» للمتمردين الحوثيين وقتاله إلى جانبهم في الهجمات على الحدود السعودية". ووفقاً للحكومة الأمريكية، يشرف خليل حرب، القائد السابق للعمليات الخاصة والمستشار المقرّب من الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله، على عمليات الحزب في اليمن ويسافر إلى طهران للتنسيق مع الإيرانيين. ويُقال إن عناصر آخرين رفيعي المستوى في الحزب، مثل أبو علي الطبطبائي، القائد السابق المتمركز في سوريا، قد أُرسلوا إلى اليمن.
الأجواء مهيئة منذ زمن
كانت الأجواء مهيئة منذ بعض الوقت لقيام «مجلس التعاون الخليجي» بإدراج «حزب الله» على القائمة السوداء، كما يُفهم من إجماع دول الخليج غير الرسمي في حزيران/يونيو 2013 على تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية. ومنذ ذلك الوقت، ازدادت أنشطة الحزب في المنطقة. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، أُلقي القبض على عناصر من «حزب الله» في الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة. وقد أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية على القائمة السوداء عناصر من «حزب الله» كانت تستخدمن مصالحها التجارية في العراق لجمع الأموال وتوفير الدعم اللوجيستي لأنشطة الحزب هناك. وفي 26 شباط/فبراير 2016، أدرجت السعودية أربع شركات وثلاثة رجال أعمال لبنانيين على القائمة السوداء بسبب علاقتهم بـ «حزب الله». وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت قد حظرت بالفعل [عمليات] هذه الشركات قبل عام، إلا أن خطوة السعودية لا تزال مؤشراً على الاهتمام المتزايد الذي يوليه «مجلس التعاون الخليجي» بزعامة السعودية بـ «حزب الله».
وتكشف هذه الخطوات أيضاً التوترات الجيوسياسية والطائفية بين السعودية وحلفائها الخليجيين من جهة وإيران من جهة أخرى. وقد بلغت هذه التوترات، التي تتمظهر في مختلف بلاد المنطقة، حدها الأقصى مع إعدام الشيخ نمر النمر في كانون الثاني/يناير وما تبعه من اقتحام لبعثتين دبلوماسيتين سعوديتين في إيران. وبعد بضعة أيام، لجأ السعوديون إلى جامعة الدول العربية و «منظمة التعاون الإسلامي» لإدانة الهجمات وأنشطة إيران و«حزب الله». وعندما لم يقدم لبنان شيئاً سوى "تضامنه" [مع السعودية]، ردّ السعوديون في شباط/فبراير عبر إلغاء الدعم المالي للبنان وسحب الودائع من المصارف اللبنانية. وانضمت البحرين إلى السعودية في انتقامها من لبنان عبر إصدار تحذير لمواطنيها من السفر إلى لبنان. وقالت الإمارات العربية المتحدة إنها ستمنع مواطنيها من زيارة لبنان.
وفي حين حاول نصرالله تحجيم قيام «مجلس التعاون الخليجي» بإدراج «حزب الله» على القائمة السوداء ووصفه بأنه مجرد مكائد إسرائيلية، وعلى الرغم من أن توقيت الإجراءات الخليجية الأخيرة ضد الحزب تعود، في جزء كبير منها، إلى الانقسامات الطائفية الإقليمية، لا شك أن «حزب الله» وإيران أصبحا أكثر نشاطاً في منطقة الخليج في السنوات الأخيرة. وإذ تأتي هذه الإجراءات في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني، الذي أثار قلق دول الخليج من أن تستخدم إيران تدفق الأموال لديها لزعزعة استقرار هذه الدول، تتزايد المخاوف الخليجية من أنشطة إيران ووكلائها بشكل خاص.
 ماثيو ليفيت هو زميل "فرمور- ويكسلر" ومدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن.
======================
الجارديان :السلام فى سوريا فى يد امريكا وروسيا
نشرت الجارديان مقالا للكاتب تشارلز جلاس بعنوان "روسيا والولايات المتحدة يمتلكان القوة الان لفرض سلام في سوريا".
يقول جلاس إنه رغم التأجيل المتكرر للجولة الثالثة من مفاوضات جنيف بين نظام الأسد والفصائل المعارضه المعترف بها غربيا إلا أنه فى اليوم الذي تنعقد فيه قد يتحول ليوم مصالحة وطنية في سوريا إذا قام الجانبان الروسي والامريكي بتقديم رؤية جديدة.
واضاف انه لو قرأ الطرفان من الأوراق المكتوبة أمامهما كما حدث في الجولتين السابقتين فإن الوضع سينتهي إلى فشل جديد.
ويوضح جلاس ان المؤتمر بدأ فقط لأن موسكو وواشنطن أرادا ذلك معتبرا أن الطرفين أدركا مؤخرا أن حجر العثرة الذي أعاق التوصل لحل في الجولتين السابقتين وهو مصير الأسد لم يعد يستحق عناء استمرار الحرب الاهلية في سوريا.
ويقول أن الجميع أدرك أن هذه الحرب التى تجري بين روسيا والولايات المتحدة في سوريا بالوكالة قد خرجت عن السيطرة خاصة بعدما تعرضت أوروبا ودول الاتحاد الاوروبي لموجة هائلة من المهاجرين والنازحين بسبب المعارك الجارية هناك.
ويضيف أن الولايات المتحدة إن لم تكن راغبة في الدفع بالمزيد من المقاتلات إلى الساحة السورية والمخاطرة بتصعيد روسي مما قد يدفع إلى حرب عالمية ثالثة فإنه ينبغي عليها أن تغير سياستها.
ويؤكد ان هذا بالضبط مابدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري في التعبير عنه منذ نهاية العام الماضي عندما قال إن واشنطن وحلفاءها لايسعون لتغيير النظام في سوريا.
ويختتم جلاس مقالته قائلا أن روسيا والولايات المتحدة ينبغي عليهما أن يفرضا حلا سياسيا على الأطراف المختلفة في مباحثات جنيف لأنهما الطرفان المسؤولان عن إشعال الصراع ووصول الامر إلى مانراه الأن.
======================
تايمز أوف إسرائيل”: حان الوقت لتوديع سوريا، فما عادت موجودة!
كتب المحلل الإسرائيلي، افي يسسخاروف، في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أنه “بعد خمسة أعوام من الحرب الأهلية، حان الوقت لتوديع سوريا، فالدولة السابقة انتهت… يبقى هناك نظام من نوع ما في دمشق، ولكنه يتلقى الأوامر من إيران وروسيا”.
ورأى أنه بعد سنوات من القتال والقتل والمجازر وحتى هجمات بأسلحة كيميائية، لا يبدو أن هناك نهاية في الأفق. وعلق قائلا: “مرت 5 أعوام، والشيء الوحيد الذي يمكن قوله بشيء من الثقة هو أن سوريا في شكلها السابق –دولة مع حدود واضحة وحكومة مركزية مقرها في دمشق– ما عادت موجودة. تركت هذا العالم (وكما يبدو) لن تعود إليه أبدا”، مضيفا: “ما تبقى هو مساحة من الأرض متفككة وممزقة ومنقسمة بين مئات المجموعات التي تضم رجالا مسلحين يقاتل بعضهم بعضا”.
وقال المحلل الإسرائيلي إن النظام تمكن إلى حد ما من البقاء في دمشق، يتلقى الأوامر من رؤسائه في طهران. وبالفعل، فإن سوريا السابقة هي بيدق في لعبة بين القوى العظمى –الولايات المتحدة وروسيا– وكذلك القوى الإقليمية: إيران والسعودية.المحور الشيعي الذي تقوده طهران، إلى جانب روسيا، يحارب ضد المحور السني المعتدل (نسبيا طبعا) الذي تقوده السعودية، وكلاهما يحاربان تنظيم “داعش”، الرابح الوحيد في الحرب الأهلية هذه.ورأى أن “المنطقة التي كانت تُعرف حتى وقت قريب بإسم سوريا مقسمة اليوم إلى أراض يسيطر عليها محور إيران-حزب الله-الأسد برعاية روسية، سيما باتجاه الشرق الغربي؛ وأراض يسيطر عليها المتمردون السنة المدعومون من تركيا والسعودية؛ ومناطق قام فيها الأكراد بإنشاء ما يشبه منطقة حكم ذاتي، وطبعا الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”. في كل هذا، هناك قرى ومدن تحافظ على مكانة شبه مستقلة وتعمل وفقا لاعتبارات محلية”.
ووفقا لتقديره، فإن الاحتمال الأسوأ أن تستمر الحرب الأهلية لعدة سنوات أخرى. والخيار الأكثر تفاؤلا هو إنشاء اتحاد فيدرالي، بدعم وتأييد من القوى العظمى على الأرض التي كانت يوما سوريا.بدأ بصيص من الأمل بالظهور في الأشهر الأخيرة، خاصة في الغرب، بأن الحرب الخاطفة الروسية لعلها ستحقق المطلوب. جيش بشار الأسد، بمساعدة إيرانية مع قوات تابعة لحزب الله وتغطية جوية روسية، حقق تقدما هاما في عدد من المناطق: في المنطقة الشمالية الغربية بالقرب من حلب، باتجاه الحدود التركية، وفي منطقة درعا في الجنوب، حيث قامت قوات الأسد بالاستيلاء على بلدة الشيخ مسكين، كما كتب.وهذه التحركات تركت انطباعا شعورا بأن “المحور الشيعي” لا يزال يتقدم نحو النصر. يمكن أن نضيف إلى ذلك وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في سوريا قبل حوالي 10 أيام، والذي نجح في تهدئة المعارك إلى حد ما، ولكن هذه التطورات غير كافية إلى أعادة الوضع إلى ما كان عليه.
أولا: قد تكون الإنجازات العسكرية لجيش الأسد قد توقفت. قواته لم تحقق تقدما إلى ما وراء الشيخ مسكين، ولم تحقق أي تقدم أيضا على الأرض في الشمال. تدفق اللاجئين الفارين شمالا ازداد، ولم يتم الاستيلاء على أراض جديدة.إيران قامت بسحب كثير من قواتها المقاتلة من الأراضي السورية، وتركت الأسد وحزب الله مع الغارات الجوية الروسية والحرب ضد قوى المعارضة. ولا يزال حوالي 700 من الحرس الثوري على الأرض السورية، ولكن كمستشارين وليس كمقاتلين.إلى جانب “داعش”، أبرزت الحرب الأهلية في سوريا طرفا آخر، ولكنه إيجابي: الأكراد، وفقا لما أورده الكاتب. ورغم اعتبارهم المجموعة الأضعف في الساحة السورية، فقد أظهروا قدرة عسكرية كبيرة في النظام والانضباط والتنظيم، حيث حققت قوات البشمركة ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) إنجازات هامة على الأرض.
وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية المساعدة من روسيا، ومن الجلي أن ذلك يأتي ضمن الجهود الروسية للاستهزاء بتركيا، التي لا ترغب برؤية وجود عسكري جوي روسي، أو وجود روسي بأي شكل من الأشكال، في المنطقة وتعارض بشدة إقامة حكم ذاتي كردي.ولكن على أرض الواقع، كما رأى الكاتب، فإن الاستقلال الكردي يحدث بالفعل في الوقت الذي يتقدم فيه الأكراد ببطء ولكن بثبات باتجاه الجنوب والغرب. في حين أن إنشاء كيان كردي سياسي رسمي على أرض سورية وتركية قد يبدو بعيد المنال، فالواقع هو أن الأكراد يسيطرون على مساحات واسعة من الأراضي.
======================
تقرير عن ساسة بوست … «خارطة النفوذ في سوريا».. التدخل الروسي عزز قوة الأسد والأكراد!
ساسة بوست – ميرفت عوف – 12/3/2016
الشهر السادس للتدخل الروسي في سوريا، وتغيرات جلية في موازين القوى في ساحة الصراع. تغيرات لم تعد في حدود السيناريوهات أو التوقعات، بل كما أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن تدخل الجيش الروسي في سوريا منذ نهاية سبتمبر (أيلول) سمح بـ«قلب الوضع».
مساحات تُقلص من طرف لصالح طرف آخر، وأطراف تأخذ مركز القوة، بعد أن كانت ضعيفة، ومناطق استراتيجية تعود لقوات النظام السوري، بعد أن سقطت في بداية الثورة بأيدي الثوار السوريين، وبروز قوى جديدة: هم «الأكراد».
النظام السوري.. القوة الأبرز
مع بداية التدخل الروسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، قدمت القوات الروسية الكثير من الدعم العسكري، وبدرجة أساسية لقوات النظام السوري وميليشياتها، فالقاعدة الجوية الروسية، التي أقيمت في مطار حميميم، منحت غطاء جويا نوعيا، وكثيفا لهذه القوات، بينما مكنت القاذفات والمقاتلات والمروحيات الروسية النظام السوري من السيطرة على مراكز حيوية، واستعادة السيطرة العسكرية على مناطق سُلبت منه، وبقيت في يد المعارضة السورية لسنوات.
بعد أقل من أسبوعين على بدء الغارات الروسية، فتحت قوات النظام السوري أكثر من عشر جبهات في وقت واحد، وتمكنت من التقدم على جميع المحاور،بخاصة في الريف الجنوبي.وعُد تقدمها تجاه مدينة حلب الإنجاز الميداني الأبرز منذ بدء التدخل الروسي. أما في ريف دمشق، فقد تمكنت هذه القوات من فتح معارك متزامنة في ثلاثة محاور، ما أدى إلى الضغط على مسلحي الغوطة الشرقية، ثم اختراق عمق الغوطة والسيطرة على مطار مرج السلطان، وهو ما اعتبر بداية لـ«تغير الخريطة الميدانية قرب العاصمة».
وفي حمص، اقتحمت قوات النظام السوري الريف الشمالي، ما ساهم بتشكيل طوق يتكامل مع معارك ريف حماه، وتمكنت هذه القوات من وقف تمدد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الريف الجنوبي الشرقي، ثم استبسلت تلك القوات في السيطرة على قريتي «مهين وحوارين»، الواقعتين تحت سيطرة التنظيم.
ولكن ما الذي حدث بعد أكثر من خمسة شهور على التدخل الروسي؟ يمكننا القول: إن النظام السوري تمكن من تحقق تقدم واضح في ساحة القتال، إذ استعاد العديد من المناطق الاستراتيجية، التي نزعتها منه في السابق المعارضة السورية، أو «تنظيم الدولة»، وحصّن بقوة المناطق الشمالية الغربية الخاضعة لسيطرته، ومنعها من أن تصبح تحت تهديد مباشر، ولعل الأبرز هو تقدم قوات النظام السوري وميلشياتها بدعم روسي ضخم لمحيط ثاني أكبر المدن السورية، وهي حلب،إذ وفرت الإمكانات العسكرية الروسية لقوات النظام، لقطع طريق إمداد رئيسة على الفصائل في مدينة حلب.
في المناطق الجنوبية أيضًا، والتي ظلت تخضع لسيطرة المعارضة طوال السنوات الأربع الفائتة، إذ استرد النظام بلدة سلمى بعد ثلاث سنوات من وقوعها في قبضة المعارضة السورية، وتمكنت قوات الأسد من كسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين، وعُد ذلك الاختراق الأكثر أهمية للنظام في محافظة حلب منذ عام 2012م.
في ريف حلب الشرقي، تمكنت قوات النظام السوري من فك حصار تنظيم الدولة الإسلامية عن مطار كويرس العسكري، ثم أخذت تُوسع من دائرة سيطرتها على مناطق التنظيم، حتى أصبحت على أبواب أبرز معاقله في الريف الشرقي، وهي منطقة تادف ومدينة الباب.
وفي ريف اللاذقية الشمالي، خاض النظام السوري معارك عنيفة عبر ثلاثة محاور، وحقق تقدما كبيرا فيها، إذ نجح في استرجاع نصف المساحة التي كانت تسيطر عليها الفصائل المسلحة في الريف المفتوح على تركيا، كما سجلت سيطرة قوات النظام السوري، على كامل الشريط الفاصل بين مدينتي المعضميّة وداريّا، في الغوطة الغربية بريف دمشق، في فبراير (شباط) من عام 2016م – نقلة نوعية، إذ حاصر النظام مدينة داريّا في شكل نهائي. ويواصل الآن قصفها بالصواريخ والبراميل المتفجرة، بهدف التمكن من اقتحامها، وتأمين مطار المزّة العسكري الملاصق لداريّا؛ ليصبح قاعدة روسية جنوبية.
الصحافي السوري أحمد العقدة، قال لـ«ساسة بوست»: إنه «لا شك أن التدخل الروسي في سوريا أحدث تغييرًا في مجرى سير المعارك وخارطة القوى، فقد جاء التدخل الروسي في وقتٍ وصل فيه النظام إلى أضعف حالته، واتبع سياسة الأرض المحروقة للتمدد، وهو ما حدث في سلمى وربيعة وتل رفعت و منغ، وباقي المناطق التي خسرها الثوار في ريف اللاذقية الشمالي وحلب الشمالي.
إذن، ووفقًا للعقدة فإن التدخل الروسي قد أحدث «خللا واضحًا» في موازين القوى لصالح النظام والميليشيات التابعة له، إذ تمكنوا من كسر الحصار عن مُعسكري نبل والزهراء شمالي سوريا.
المعارضة السورية.. التراجع الأبرز
انطلقت الخطة العسكرية الروسية، التي قامت على دعم قوات النظام السوري من ريف حماة الشمالي والغربي، بهدف قطع الطريق على المعارضة السورية، وبخاصة «جيش الفتح»، بعدها تمكنت قوات النظام من التقدم برًا في مناطق عدة في الريفيين، تحت غطاء جوي روسي.
ورغم ذلك، سرعان ما تمكنت المعارضة السورية من استرجاع غالبية المناطق التي خسرتها في الريفيين الغربي والشمالي، وذلك بعد تزويدها بالصواريخ المضادة للدروع (تاو) من قبل الأطراف الإقليمية الداعمة لها، لكن هذا الحال لم يستمر كثيرًا، فسرعان ما تحولت قوات المعارضة في مناطق تواجدها من موقع هجوم إلى موقع دفاع، بخاصة في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية.
هكذا أخذت المعارضة تفقد سيطرتها على مساحات كبيرة سيطرت عليها في بداية اندلاع الثورة السورية، وهي مواقع استراتيجية، فبعد قصف جوي روسي، كسرت قوات النظام السوري مع الميليشيات الإيرانية الحصار على قريتي نبل والزهراء، وقطعت خطوط الإمدادات للمقاتلين في شرق حلب، وحاصرت المعارضة من الجنوب والغرب، فيما بقي «تنظيم الدولة» يحاصرها من الشرق.
هذا وخسرت المعارضة قرية «سلمى»، بعد أن سيطرت عليها قوات النظام، كأول معاقل المعارضة سقوطًا في الساحل السوري، وخسرت المعارضة مناطق واقعة في محيط مطار مرج السلطان العسكري، كما شهدت جنوب حلب تراجعًا للمعارضة؛ بسبب ضعف سيطرتها على المساحات الشاسعة هناك.
الخسائر السابقة، دفعت قوات النظام السوري وميليشياتها، وبدعم جوي روسي، لمحاولة الوصول إلى طريق «حماة -حلب» الدولي، لتتمكن على إثره من السيطرة على عدة قرى استراتيجية، مثل قرية «الوضيحي، والحاضر، وزيتان». كما كانت من أوجع الضربات التي مُنيت بها المعارضة السورية، هي مقتل قائد جيش الإسلام زهران علوش، جراء غارة جوية روسية في منطقة المرج بالغوطة الشرقية، في 25 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ويذكر تقرير نشر في صحيفة ديلي تلغراف، أن القوات السورية قطعت آخر خطوط الإمداد إلى المعارضة، في حملة على مدينة حلب، يُعتقد أنها ستكون نقطة تحول في الحرب التي ستدخل عامها السادس.الصحيفة تؤكد أيضًا أنّ «جماعات المعارضة تأثرت بالطيران الروسي، وعلى ثلاث جبهات، في الوقت الذي يحاول الغرب دفعهم للتفاوض مع النظام في شمال شرق محافظة اللاذقية، حيث يتركز النظام والقوى الداعمة له. وأجبروا على الخروج من آخر معاقلهم هناك، ويعانون من ضغوط شديدة في الجنوب، بخاصة المناطق ما بين دمشق والحدود الأردنية».
هذا الرأي أكّده أرون ليند، الباحث بمركز كارنيغي، حين قال: إنّ التدخل العسكري الروسي ترك أثره على المُعارضة السورية والمجتمع الدولي كذلك، لذا كانت إحدى أهم مطالب المُعارضة في جنيف «وقف القصف الروسي على مدينة حلب، وغيرها من المناطق».
أمّا الإعلامي السوري إياد كورين عبدالقادر، فيرى أنّه حين تحولت روسيا نحو استخدام الأسلحة النوعية ضد المدنيين كما على جبهات القتال، أدى ذلك إلى تراجع كبير لـ«الثوار» من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في إدلب.
وأضاف عبدالقادر لـ«ساسة بوست»، أن الجيش النظامي، «عاد القوى الإيرانية، ليسترد مناطق من سهل الغاب. وعزز من قوته في معسكر جورين (مدخل الساحل من المناطق المحرر)، حتى أصبح عصيًا على القوى الثورية، وبخاصة جيش الفتح». من جهة أخرى تقدمت القوات الروسية وقوات النظام في ريف اللاذقية، مُسيطرةً على مساحة كبيرة، حتى استعادة جبال الأكراد وجبال التركمان، وصولا لمشارف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي.
كل هذه التطورات لصالح النظام حدثت بعد أن زجت روسيا بأسلحتها النوعية من طيران وناقلات جنود، وحتى البارجات التي ساهمت في قصف مواقع لجيش الفتح و«ثوار» الساحل على هذه الجبهة، وكذلك لتعزز روسيا قاعدة حميميم في اللاذقية، من أي هجمات عليها بعد التدخل الروسي، والذي زعم أنه لضرب «تنظيم الدولة».
وفيما يخص تنظيم الدولة الإسلامية، فيقول الإعلامي السوري إياد كورين، إن التنظيم تقدّم هو الآخر في ريف حلب الشرقي، وسيطر على مناطق بريف حلب على حساب قوات الجيش الحر. كذلك انسحب التنظيم من مواقع له، لحساب قوات النظام السوري، التي تقدمت بدورها بغطاء جوي، إلى ريف حلب الجنوبي، فاتحةً الطريق إلى نبل والزهراء المُحاصرتين منذ 2013م.
«داعش» وتأرجح الكفة
بحجة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، جاء التدخل الروسي في سوريا، ومع بداية الضربات الروسية، كادت أن تقتصر النتائج على عدم نجاعة الضربات الروسية في انكفاء مسلحي «تنظيم الدولة»، أو استعادة الأراضي التي يسيطرون عليها؛ لأنه بالفعل بقي تنظيم الدولة متماسكًا في المناطق الخاضعة، له رغم فقدانه لبعضها، إذ في حالة فقدانه لمنطقة سرعان ما كان يسيطر على أخرى.
علي سبيل المثال، تمكنت عناصر التنظيم من استعادة بلدة مهين، بعد أيام من سيطرة قوات النظام السوري عليها، بل أعجز التنظيم قوات النظام السوري من استعادة البلدة، بالإضافة إلى قرية حوارين، رغم كل الجهود التي بذلت لاستعادة القريتين اللتين تشكلان البوابة الجنوبية الغربية للانطلاق نحو تدمر في الشرق. وتقدمت عناصر «تنظيم الدولة» بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، بهدف قطع الممر الواصل بين الحدود التركية، ومدينة حلب.
تَغيّر الحال خلال الشهرين الآخرين، إذ أصبح التنظيم في موقع دفاع، لا هجوم، في المدن والقرى، التي يسيطر عليها في سوريا، وعُزلت مدينة الرقة، عاصمة التنظيم بسوريا، وأصبح التنظيم يواجه شراسة هجمات الروس التي يستخدم فيها طائرات بدون طيار، وأنواع السوخوي والرافال والإف 16 الأمريكية بأنواعها.
هذا ودخلت على حلبة الصراع مع التنظيم، ما يعرف بـ«قوّات سوريا الديمقراطيّة»، هذه القوات التي تشكلت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتضم وحدات حماية الشعب الكردية، التي تُعتبر العدو اللدود لـ«تنظيم الدولة»، الذي خاض معها حربًا شرسة للسيطرة على مدينة الشدادي، وذلك بدعم جوي أمريكي للوحدات الكُردية، التي تمكنت بدورها من السيطرة على بلدة الهول شرق مدينة الحسكة شمالي شرقي سوريا.
ثم أخذ تنظيم الدولة الإسلامية ينسحب من العديد من المواقع التي كان يسيطر عليها. ويُعد ريف حلب الشرقي، أبرز المناطق التي شهدت على تراجع قوة التنظيم، إذ تمكنت قوات النظام السوري من فك حصاره عن مطار كويرس العسكري، الذي يوصف بأنه أحد أبرز مفاصل الحرب السورية. كما تمكنت قوات بشار الأسد من السيطرة على بلدتي الزعلانة وأم تريكة جنوب غربي الباب في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
كذلك تمكن النظام ومليشياته، من الدخول إلى المحطة الحرارية، والتي تعد معقلا مهما لـ«تنظيم الدولة»، والسيطرة عليها بالكامل. ووفقًا لرئيس مديرية العمليات بهيئة الأركان الروسية، الجنرال سيرغي رودسكوي فإنّ «تنظيم الدولة» فقد السيطرة على نحو 217 تجمعًا سكنيًا، مُنذ بدء التدخل العسكري. ووفقًا له أيضًا، استطاعت القوات الروسية أن تنتزع من التنظيم أكثر من ألف متر مربع من الأراضي، خلال 100 يومٍ الأخيرة.
رغم ذلك، لا يمكن تجاهل الانتصارات التي حققها التنظيم في جولات من الصراع مع النظام السوري، ففي يناير (كانون الثاني) الماضي، تمكن التنظيم من السيطرة على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري، تحديدًا في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، حيث سيطر التنظيم على بعض التلال الجغرافية الهامة، في محيط اللواء 128.
وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلن التنظيم عن مقتل نحو 90 عنصرًا لقوات النظام السوريّ، غرب مطار كويرس، في ريف حلب الشرقيّ، ووفقًا لرؤية الكاتب الصحافي التونسي، شمس الدين النقاز، فإنّ «تنظيم الدولة» استطاع تعديل الكفّة عبر سيطرته على مناطق، وفقدانه لأخرى. على جانب آخر، يرى النقاز أن مقاتلي التنظيم استطاعوا أن يحققوا تقدمًا معنويًا كبيرًا على المعارضة المُسلحة والقوات النظامية أيضًا، في العديد من المناطق في سوريا.
أما قوات «سوريا الديمقراطية»، فقد استطاع بمساعدة الغطاء الجوي لقوات التحالف، أن تُحقق تقدمًا ملحوظًا على الأرص، على حساب «تنظيم الدولة» في الريف الشمالي للرقة وحلب، وفي ريف الحسكة الجنوبي، وكذا في ريف حماة أمام القوات النظامية، وفقًا لما أورده الكاتب الصحافي التونسي شمس الدين النقاز.
الأكراد.. القوة الصاعدة
عَدُوّان يجمعان كلا من الأكراد والروس تحت هدف واحد، هما المعارضة السورية وتركيا، فرغم تحالف الأكراد مع الأمريكان، أدركت روسيا، بعد تدخلها في سوريا، أهمية دور الأكراد في محاربة «تنظيم الدولة»، وإمكانية استخدامهم في البعد الإقليمي للصراع مع تركيا، التي ترفض إقامة أي كيان كردي في شمال سوريا.
فالتدخل الأمريكي الذي جاء لحماية الأكراد في كوباني أواخر 2014، وفّر للأكراد الإمكانيات المالية والعسكرية لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتمكنت وحدات حماية الشعب الكردية، من السيطرة على أكثر من 15 ألف كيلومتر مربع من الأراضي السورية، بمساندة الطائرات الأمريكية، ثم استكمل التدخل الروس بغطائه الجوّي الكبير تمكين الأكراد من تشديد الخناق على الرقّة، العاصمة السورية لـ«الدولة الإسلاميّة»، وتمكنوا كذلك من السيطرة على شمال حلب، وضرب مواقع المعارضة السورية هناك، لتصبح الآن ما تسمى بـ«قوات سوريا الديمقراطية» (وهي ميليشيات كردية تتبع لحزب PYD الذي يتزعمه صالح مسلم)، القوّة الضاربة الآن على الأرض في مواجهة تنظيم الدولة الإسلاميّة.
تقرير خاص لصحيفة «دي فيلت» الألمانية، تناول التغيرات التي خاضتها الأقلية الكردية في سوريا، بعد التدخل الروسي والأمريكي، بهدف تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، فقال إنّ «وحدات حماية الشعب الكردية؛ خدمت مصالحها عبر التحالف مع عدة أطراف في الصراع السوري».
الصحيفة الألمانية ترى أنه بما أن الولايات المتحدة كانت في حاجة لقوات ميدانية لمساعدتها في الحرب على «تنظيم الدولة»، فإن الأكراد في المُقابل سمحوا لها بإقامة قاعدة جوية في مناطقهم، كذلك مهد لهم الروس الطريق بالغارات الجوية، فضلا عن مُساندة قوات النظام لهم في عدة مُناسبات في الفترة الأخيرة. «لقد نجحوا في اللعب على خلافات الأطراف المتدخلة ومغازلة الأقوى»، بحسب تعبير الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن فصائل المُعارضة السورية بدا لها جليًا أن كلا من النظام والميليشيات الكردية «ليسا إلا وجهين لعملة واحدة»، وذلك تحديدًا بعد تمكن وحدات الشعب الكردية من فرض السيطرة على بلدة كفر نايا وقرية عين دقنة، واقترابها من مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، كل ذلك تم في ظل قصف روسي، وحصار خانق وقطع كل طرق الإمداد.
وهنا يعقب الصحافي أحمد العقدة لـ«ساسة بوست»بقوله: «لعلّ المستفيد الأكبر من التدخل الروسي هم الأكراد المتحالفون مع الروس، فالتطور المفاجئ والمتغير الأبرز في معادلة التدخل الروسي هو احتلال ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية لمناطق عربية في الحسكة و حلب، بإسناد جوي روسي، انطلاقًا من عفرين والقامشلي، وهو ماجرى في عدد من القرى في محيط الشدادي (الحسكة) ومحيط اعزاز (حلب)».
وقد أكّد لنا إياد كورين عبد القادر، أن محافظة إدلب، التي تحررت في منتصف 2015م، شبه محاصرة من ثلاثة محاور، وعزز من هذا الحصار ظهور قوات سوريا الديمقراطي في مناطق الأكراد شمالي سوريا، والذي نسق مع الطيران الروسي في تنفيذ مخططات الأكراد بالانفصال، وتشكيل دولة كردية، وهو – بحسب عبد القادر- ما يصب في مصلحة النظام، في خلق أكثر من قوى تُحسب على المعارضة، وبقائه مع حلفائه قوى عظمى أو أكبر قوى في سوريا.
======================
الإندبندنت:الفرنسيون استخدموا العلويين كقوات خاصة لهم للسيطرة على سوريا
النشرة
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مقالا بعنوان "الغرب أغفل حلفاء بشار الأسد الإيرانيين" حيث لفتت إلى أنه "5 سنوات كانت التوقعات عالية بنجاح الربيع العربي وكانت هناك نشوة بموجة تحرر في العواصم العربية"، متسائلة "من كان يصدق في ذلك الوقت مايجري الأن؟ فقد اندفع الغرب بنشوة إسقاط القذافي متأملا في إنهاء حقبة أسرة الرئيس السوري بشار الأسد في حكم سوريا بشكل سريع ثم البدء بعدها مباشرة في بناء المدن والقرى".
وأفادت عن "بداية الربيع عام 2011 حين زار السفيران الفرنسي والامريكي مدينة حمص ليجلسوا مع عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين المطالبين برحيل الأسد ونظامه"، مشيرةً إلى أن "الغرب نصح المعارضة السورية وقتها بعدم التفاوض مع الأسد لأنهم افترضوا أن نظامه على وشك الانهيار وهو مايعتبره فيسك خطئا جسيما".
ولفتت إلى أن "اللحظة التى صدرت فيها الاوامر للجيش بإطلاق النار على المتظاهرين هى اللحظة التى بدأ فيها فعليا تشكل الجيش الحر وبدأت الانشقاقات ثم بعد ذلك بدأ السوريون يشعرون بأنهم بحاجة للأسلحة لحماية أسرهم وتلى ذلك تدفق رجال الميليشيات للدفاع عن نظام الأسد وتحول الأمر إلى حرب طائفية لتعكس طبيعة منطقة الشرق الأوسط المسيطرة.
وأكدت أن "الغرب استخدم الطوائف لتشكيل الحكومات في المنطقة طوال الأعوام المائة المنصرمة"، مشيرة إلى ان "الفرنسيين استخدموا العلويين كقوات خاصة لهم للسيطرة على البلاد".
======================
الديلي تلغراف: "مبعوث الأمم المتحدة يحذر: الدولة الإسلامية هي الرابح الأكبر في سوريا"
خبر_ وكالات
تناولت جريدة الديلي تلغراف إلى موضوع تنظيم الدولة الإسلامية بعنوان " مبعوث الأمم المتحدة يحذر: الدولة الإسلامية هي الرابح الوحيد في سوريا".
تشير الجريدة إلى تصريحات المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا في مقابلة أجرتها معه الجريدة حذر فيها من أن الخلافات الدولية حول السبيل الأمثل لحل الأزمة في سوريا لايفيد إلا تنظيم الدولة الإسلامية.
وتوضح الجريدة ان التصريحات تأتي قبيل ساعات من بدء الجولة الثالثة لمفاوضات جنيف بين نظام الأسد والمعارضة السورية المعترف بها غربيا والتى تقرر لها ان تبدأ الإثنين.
وتضيف ان المفاوضات هي الجولة السياسية الأولى لمحاولة حل الأزمة في سوريا منذ التدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد مشيرة إلى أن وقف اطلاق النار بين الطرفين قد تمكن من الصمود لأكثر من أسبوعين مع نسب نجاح وصلت إلى منع نحو 90 في المئة من الاشتباكات التى كانت تحدث قبل سريانه.
وتلقي الجريدة الضوء على خطة الامم المتحدة المقترحة والتى تمتد إلى نحو 18 شهرا وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد وانتخابات حرة لكنها توضح أنها تبقى في مهب الريح أمام عدم الاستجابة حتى الأن لطلبات المعارضة بإطلاق فوري لسراح عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين لدى النظام.
======================
"نيويورك تايمز": "التهدئة" بسوريا فاق التوقعات
كتبت - جهان مصطفى الأحد, 13 مارس 2016 16:12 قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, إنه رغم استمرار الغارات والقصف يوميا في سوريا، فإن حصيلة القتل انخفضت كثيرا، حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 مارس أن المبعوث الدولي إلى سوريا دي ميستورا يشعر بالارتياح حيال نتائج التهدئة الحالية. ونقلت عن دي ميستورا قوله :" إن وقف إطلاق النار الذي خُطط له, ليستمر أسبوعين , من الممكن أن يستمر إلى أجل غير محدد". وتابعت الصحيفة "التهدئة الحالية, رغم خروقاتها, أثبتت أنها أكثر إيجابية وصمودا, مما كان يتوقع, وخففت حصيلة القتل كثيرا, منذ أن بدأت في 27 فبراير الماضي". وتستأنف أطراف الأزمة السورية الاثنين الموافق 14 مارس مفاوضات غير مباشرة، وسط تباين مواقف المعارضة والنظام بشأن مصير بشار الأسد.  وعشية هذه المفاوضات، صعّدت المعارضة موقفها، فطالبت برحيل الأسد حيّا أو ميتا، مؤكدة أن مصيره خارج إطار البحث. ونقلت "الجزيرة" عن كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية محمد علوش قوله , إن مفاوضات جنيف تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي حقيقي في سوريا لا مكان فيه للأسد، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية "لا يمكن أن تبدأ بوجود هذا النظام أو رأس هذا النظام في السلطة". وشدد علوش -في تصريحات للصحفيين عقب وصول وفد المعارضة برئاسة أسعد الزعبي إلى جنيف- على أن المعارضة جاءت إلى المفاوضات من أجل أن "تعيد السلطة للشعب السوري، وأن تخلصه من الاستبداد والديكتاتورية التي مارسها النظام السوري طيلة أربعين عاما". وجاءت تصريحات كبير المفاوضين السوريين ردا على ما قاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت سابق من أن النظام السوري خط أحمر. وأضاف المعلم في مؤتمر صحفي بدمشق "لن نحاور أحدا يتحدث عن مقام الرئاسة، وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج فلا داعي لقدومهم إلى جنيف". وتابع بأن تعبير الفترة الانتقالية في مفاوضات جنيف يعني الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى، ومن الدستور الحالي إلى دستور آخر. وفي 12 مارس، كشف موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستفان دي ميستورا أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية أممية في مهلة 18 شهرا تبدأ مع انطلاق المفاوضات في 14 مارس. وتختلف الحكومة والمعارضة بشأن رؤيتهما للمرحلة الانتقالية، ففي حين تتحدث دمشق عن حكومة موسعة تضم أطيافا من المعارضة، تريد المعارضة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية, دون أن يكون للأسد أي دور فيها.
======================
صحف أمريكية: بوادر أمل بعد خمس سنوات على بداية الحرب السورية
اخبار 24 مصر
اهتمت الصحف الأمريكية بقرب الذكرى الخامسة لبدء الثورة التى تحولت إلى حرب فى سوريا، فقالت صحيفة “نيويورك تايمز” أن هناك مؤشرات توحى بالأمل بعد خمس سنوات على بدء الثورة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وقف إطلاق النار الجزئى فى سوريا أثبت أنه فعال وممكن أن يستمر بشكل فاق التوقعات ليحد من العنف بدرجة كبيرة.
وذكرت الصحيفة أن مبعوث الأمم المتحدة، استيفان دى ميستورا، كان راضيا بدرجة كافية عن النتائج المؤدية لإجراء جولة جديدة من محادثات السلام غير المباشرة يوم الاثنين والتى وافقت المعارضة على حضورها. ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه بوساطة واشنطن وموسكو معيب وإشكالى فى نواحى كثيرة، ولا تزال هناك العشرات من الضربات الجوية وعمليات القصف التى تحدث يوميا، إلا أن معدل القتلى ومستوى الخوف انخفض إلى حد كبير.
وقال دى ميستورا أن اتفاق وقف إطلاق النار الذى كان مخطط له مدة أسبوعين، يمكن أن يستمر لأجل غير مسمى. وترى الصحيفة أن التوقف حتى لو كان مؤقتا وهشا يظل هاما فى حرب أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين وشردت حوالى نصف سكان البلاد. وقد أدى هذا الهدوء النسبى إلى فتح الباب أمام دينامكيات جديدة من غير الممكن التنبؤ بها، وأعادت الاحتجاجات المناهضة للحكومة للشوارع فى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وكشف أيضا لمحة عن ضغوط روسية جديدة على الرئيس بشار الأسد.
وتناولت صحيفة “واشنطن بوست” أيضا الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة فى سوريا والتى تحولت فيما بعد إلى حرب لا تزال رحاها تدور حتى اليوم. وفى تقرير لها بعنوان ” كيف تحولت الثورة الورية بشك مروع وخاطئ على نحو مأسوى”، أن سوريا تحتفل بالذكرى الخامسة لأول احتجاج سلمى فيها، يوم الثلاثاء المقبل فى ظل حرب وحشية جلبت أطرافا عالميا، وأدت إلى صعود المتطرفين مثل تنظيم داعش، بينما تحاصر ليبيا واليمن أيضا فى صراعات وحشية.
وتابعت الصحيفة قائلة فى كل الدول التى شهدت ثورات، فيما عدا تونس، تم إسكات المعتدلين الذين هيمنوا على الأيام الأولى، وتعرضوا للسجن والملاحقة أو الطرد فى المنفى، سواء من قبل الحكومات التى سعت لقمعهم أو من قبل المتطرفين الذين استغلوا الفراغ الناجم عن انهيار سلطة الدولة.
ونقلت الصحيفة عن رامى نخلة، أحد أبرز قادة الاحتجاجات السورية الأولية، والذى كان يوجه لجام التنسيق المحلية من منفاه فى بيروت، أن هناك شكوك حول ما إذا كان المحتجون الذين شاركوا فى البداية ممثلين حقا. لكنه يتساءل أيضا عما إذا كانوا قد حصلوا على أى فرصة. ويقول نخلة إنهم كانوا رهينة خيارين، إما الحكم الاستبدادى أو الإسلاميين المتطرفين، فهل ينبغى أن يقبلوا بتلك المعادلة، إما الاستبداد أو التطرف.
======================
الواشنطن بوست :في ذكراها الخامسة: كيف حادت الثورة السورية عن مسارها؟
ليز سلاي
مديرة مكتب واشنطن بوست في بيروت
ترجمة وتحرير نون بوست
"للإطاحة برجل سيء واحد، فتحنا الباب للكثيرين"، هذا ما كتبه وائل إبراهيم على اللافتة التي كان يحضّرها ليخرج بها ضمن المظاهرة المناهضة للحكومة التي يخطط لها مع رفاقه من النشطاء الديمقراطيين في مدينة حلب السورية، لقد كان ذلك بتاريخ فبراير 2013، حيث كان إبراهيم، وهو سائق شاحنة أصبح زعيمًا ضمن الاحتجاجات المناهضة للرئيس بشار الأسد، يحاول الحفاظ، بأفضل الطرق الدبلوماسية، على روح الثورة الأصيلة دون الإساءة إلى الفئة الصاعدة حديثًا وبشكل متزايد من المتشددين الإسلاميين.
فشلت جهود ابراهيم بالمحصلة؛ فالرجل الذي رمى بنفسه في قلب الصراع ضد الحكومة الديكتاتورية، تعرض للتهديد وللمضايقة وللاعتقال في نهاية المطاف من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولم يظهر أو يُسمع عنه منذ ذلك الحين.
أصبح إبراهيم، الذي كان قد اكتسب شهرة في حلب تحت اسمه الحركي أبو مريم، ضحية أخرى من ضحايا محاولات نشر الديمقراطية الفاشلة في الشرق الأوسط، والتي تسميتها، قبل نضجوها، باسم الربيع العربي.
من مصر إلى اليمن، ومن ليبيا إلى البحرين، فشلت آمال الحرية والأمل المزهرة التي انطلقت في منطقة الشرق الأوسط منذ خمس سنوات بشكل أشد إذهالًا مما كان يمكن أن نتصوره حينما احتشد المواطنون ليهتفوا للحرية في شوارع مدن ودول المنطقة بأكملها.
يصادف يوم الثلاثاء القادم الذكرى الخامسة لأول احتجاج سلمي خرج في سوريا، حيث تعيش الدولة هذه الذكرى في ظل الحرب الوحشية التي امتصت إلى دوامتها القوى العالمية، وغذّت صعود المتطرفين كأمثال داعش، ويتزامن ذلك مع خوض ليبيا واليمن لصراعات داخلية وحشية كذلك.
في بلدان أخرى، كمصر، أعادت الأنظمة الاستبدادية سيطرتها على زمام الأمور، وباشرت سياساتها الانتقامية، مضيّقة الخناق على الحريات بشكل أكثر شراسة حتى مما كان عليه الحال قبل اندلاع المظاهرات.
في جميع تلك البلدان، باستثناء تونس، تم إسكات المعتدلين الذين كانوا يهيمنون في الأيام الأولى من انطلاق الثورات، حيث تعرضوا للسجن، للملاحقة، أو طردوا إلى المنفى، سواء من جانب الحكومات التي تسع إلى قمعهم أو على يد المتطرفين الذين شغروا الفراغ الذي نجم عن انهيار سلطة الدولة.
السؤال الحقيقي يمكن فيما إذا كان أولئك المحتجون الذي بزغوا في بواكير انطلاق الثورات يمثلون الشارع بشكل حقيقي، كما يقول رامي نخلة، أحد أبرز قادة الاحتجاجات السورية في وقت مبكر من اندلاعها، ومدير لجان التنسيق المحلية من منفاه في بيروت.
يتساءل نخلة، الذي يعيش الآن في مدينة غازي عنتاب بجنوب تركيا قرب الحدود السورية، وهي مركز للعديد من الناشطين السوريين الذين أجبروا على الفرار، عمّا إذا كان الناشطون الديمقراطيون يمتلكون أي فرصة للنجاح في أي وقت مضى، "لقد تم رهننا أمام خيارين: إما الاستبداديين أو الإسلاميين المتطرفين" قال نخلة، وتابع: "هل يجب علينا أن نقبل بهذه المعادلة؟ إما أن نؤيد الدكتاتورية أو التطرف الإسلامي؟".
يصف شادي حميد، من معهد بروكينجز في واشنطن، هذه الخيارات بالزائفة، ولكنه يعترف بأنها ساعدت توأم الاستبداد (الأنظمة الاستبدادية والمتطرفين الإسلاميين) على تحييد أثر الربيع العربي؛ فحتى قبل اندلاع الثورات، أثارت الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة شبح التطرف الإسلامي لتخويف المواطنين العاديين وإجبارهم على الخنوع، ولتبرير نهجها العنيف أمام القوى الأجنبية، وحينها استغل المتطرفون مناخ الخوف لكسب المجندين وتبرير أساليبهم الوحشية.
"كلًا من الأنظمة الاستبدادية والجماعات المتطرفة مثل داعش، يعتمدان على العنف والقهر لتعزيز أهدافهما السياسية"، قال حميد، وأضاف: "بالنسبة للأنظمة، ثبت بأن هذه الإستراتيجية ناجحة على أرض الواقع، على الأقل في حالة مصر وسوريا؛ فنظام الأسد كان قادرًا على تعزيز سرده الخاص بنجاح ملفت، حيث يقول العديد من أعضاء المجتمع الدولي اليوم بأن المعارضة المسلحة مؤلفة في المقام الأول من المعارضة المتطرفة، التي لا تضم أي ثوار معتدلين".
صورة ملتقطة من مقطع فيديو لاحتجاجات معارضة في مارس 2011 في محافظة درعا السورية، يقوم خلالها المحتجون بتمزيق لافتة عملاقة للرئيس السوري بشار الأسد.
صورة ملتقطة من مقطع فيديو لحشد معارض في مارس 2015 يشيعون المتظاهرين الذين قتلوا خلال اشتباكات سابقة في درعا.
لا تظهر العواقب المترتبة على فشل الربيع العربي بشكل أشد عمقًا أو أكبر تكلفة مما هو الحال عليه في سوريا، حيث أسفر النزاع المستمر ضمن تلك البلاد منذ خمس سنوات عن مقتل ما ينوف عن ربع مليون شخصًا، ونزوح أكثر من نصف السكان من منازلهم، وجرّاء الحرب السورية، طغت أسوأ أزمة لاجئين في العالم على الدول المجاورة، وغذّت التدفق غير المسبوق من المهاجرين إلى أوروبا.
الأسد بقي في السلطة في دمشق، ولكن البلاد تحولت إلى أنقاض، وداعش تسيطر على جزء كبير من سوريا وأضحت هي التركيز الأساسي للقوى أجنبية التي تناضل لاحتواء الكارثة، وعلى الرغم من أن المتمردين المعتدلين لا يزالون يمتلكون بعض السيطرة على الأرض، إلا أن مناطق سيطرتهم تتضاءل باطراد، وتسودها الجماعات الأكثر تطرفًا.
استطاعت الهدنة المترنحة أن تجلب بعض الراحة لسكان سوريا المنكوبين؛ فبعد أن سكت هدير المدافع والأسلحة، ركبت حشود صغيرة من المتظاهرين الشوارع مرة أخرى، وأعادوا إحياء الدعوات من أجل الحرية والديمقراطية، تلك الأصوات التي كان يبدو بأنها هُزمت منذ أمد بعيد.
ولكن أعدادهم كانت قليلة، وتذكيرًا بالتحديات التي يواجهونها، تم قمع احتجاج واحد على الأقل في مدينة إدلب الأسبوع الماضي على أيدي المتشددين، بما في ذلك المقاتلين المتصلين بتنظيم القاعدة التابعين لجبهة النصرة.
"نحن مستهدفون من قِبل الجميع، فهناك داعش، وهناك الضربات الجوية الروسية من السماء، والنصرة من بيننا"، قال باري عبد اللطيف، الذي كان أحد أوائل منظمي الاحتجاجات في بلدته، الباب، التي تقع شرق حلب، والتي يسيطر عليها الآن مسلحو الدولة الإسلامية، وتابع قائلًا: "إنها لمعجزة أن يبقى أساسًا أي معتدلين فيما بيننا".
تحول موازين القوى
يتذكر عبد اللطيف عندما باشر الإسلاميون بالتغلغل ضمن المظاهرات الديمقراطية التي كان وزملاؤه ينظمونها في ربيع عام 2011.
باري عبد اللطيف من مكان سكنه في غازي عنتاب/تركيا.في ذاك الوقت، كانت الاحتجاجات لا تزال سلمية وتطرد في عددها، ولكنها شهدت دخول بعض الوافدين الجدد؛ مجموعة مؤلفة من حوالي 25 شخصًا أو نحو ذلك ممن كانوا معتقلين قبل الانتفاضة على خلفية نشاطهم الإسلامي، والذين تم إطلاق سراحهم من بين آلاف آخرين بموجب عفو صادر عن الأسد في عام 2011، علمًا بأن العفو لم يشمل إطلاق سراح معظم المعتقلين العلمانيين.
يشتبه كثير من السوريين والمراقبين الخارجين بأن العفو الذي أصدره الأسد كان يهدف إلى تحول الثورة إلى تمرد متطرف وإقناع المجتمع الدولي بأن الأسد كان أهون الشرين.
"يجب علينا أن ندوّن بأن الأسد أطلق سراح العديد من السجناء الإسلاميين في عام 2011"، قال روبرت فورد، السفير الأمريكي السابق في سوريا، والذي أصبح باحثًا الآن في معهد الشرق الأوسط، وأضاف: "الحكومة كان تدرك بالتأكيد بأنهم سينضمون للجماعات المتمردة، وكان النظام يأمل على الأرجح بأن يرتكب هؤلاء أعمال عنف حتى يستطيع تبرير سياسته العنفية، ولكنني لا أعتقد بأن النظام السوري توقع أن تنمو جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية ليصبحا بهذه القوة".
بدأ إسلاميو القاعدة يبزغون حينها ضمن المظاهرات ويلوّحون بشعاراتهم الخاصة، "قلنا لهم: إذا كنتم ترغبون في رفع رايتكم السوداء، فنظموا مظاهراتكم الخاصة" قال عبد اللطيف، وتابع: "لقد فعلوا ذلك، ولكن عدد الأشخاص الذين حضروا مظاهرتنا كان أكبر".
ولكن في نهاية المطاف، تحوّل ميزان القوى، وذلك بعد أن تحول المتظاهرون إلى السلاح، حيث استعملوه في البداية للدفاع عن المظاهرات التي جوبهت بالنار، ومن ثم تم استخدامه لشن حرب صريحة على النظام، وعقب ذلك بدأت التبرعات المالية لشراء الأسلحة تصب من تركيا ودول الخليج، وفي البداية، ذهبت أغلبية تلك الأموال إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما يقول النشطاء، ولكن مجموعات أخرى متطرفة ظهرت بسرعة لتستولي على المشهد.
يشير فورد بأن الثوار ساعدوا الحكومة السورية من خلال تسامحهم مع صعود المتطرفين وتسهيلهم لعملية بزوغ تنظيم داعش، ويضيف قائلًا: "لم يدرك الثوار خطأهم مع الدولة الإسلامية حتى عام 2014، وما زالوا ينسقون مع جبهة النصرة".
المقاتلون الإسلاميون المتشددون يشاركون في عرض عسكري ضمن شوارع محافظة الرقة شمال سوريا في عام 2014.
يشير العديد من النشطاء بعدم وجود أي خيار آخر أمامهم في ذلك الوقت؛ فالولايات المتحدة كانت تحنث بوعودها بالدعم، وكان الثوار يشعرون بأنهم بحاجة إلى أي مساعدة يمكنهم الحصول عليها لمواجهة استخدام الحكومة السورية للقوة العسكرية، والتي بدأت باستخدام الرصاص، ومن ثم تصعدت لتشمل استخدام الغارات الجوية والصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية من بين أمور أخرى.
ولكن إذا نظرنا إلى الوراء، يمكن القول بأن تلك اللحظة تجسّد المنعطف الذي انحرف كل شيء بعده إلى مسار خاطئ، حيث يقول عبد اللطيف: "الخطأ كان يتمثل بقبول المتطرفين الإسلاميين بشكل عام، أما الخطأ الثاني فكان يتمثل بتسلّح الثورة".
دخول الأسلحة إلى المعادلة فتح الباب أمام نشوب حرب الوكالة التي أضحت تحدد معالم المعركة السورية اليوم، حيث أرسلت إيران المال والميليشيات لدعم الحكومة، وضخت قطر والسعودية وتركيا الأموال للثوار دون إيلاء اعتبار لتوجهاتهم، كما سعت الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ المتطرفين من خلال دعم الجماعات المعارضة المعتدلة، ولكن دعمها لم يرقَ ليماثل الدعم الذي حصل عليه المتطرفون، ومن ثم تدخلت روسيا، وباشرت بتنفيذ الضربات الجوية نيابة عن الحكومة السورية، وهي الضربات التي يصفها المسؤولون الأمريكيين بأنها استهدفت بشكل غير متكافئ المعارضين المعتدلين.
الثورة السورية "لم تعد ثورة"، قال رامي جراح، ناشط آخر من الناشطين السوريين في غازي عنتاب والذي فرّ من دمشق في عام 2011 جرّاء تهديد الحكومة باعتقاله، وتابع: "لقد أصبحت ملعب كرة قدم للقوى الإقليمية، لتصفية الحسابات، وتحقيق المكاسب على حساب الآخرين".
آلاف المعتقلين
بالتزامن مع ذلك، كان النشطاء الديمقراطيون يقبعون في السجون والمعتقلات، حيث تشير تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن أكثر من 117,000 شخصًا اعتقلوا بشكل عام منذ عام 2011، وبأن 65.000 شخصًا منهم لا يزالون رهن الاعتقال، فضلًا عن مقتل الآلاف تحت وطأة التعذيب، وجهالة مكان العديد من الأشخاص.
من بين أولئك المعتقلين، تم سوق العديد من الأشخاص من الشوارع في الأيام الأولى والسلمية للاحتجاجات، وفقًا لما اكتشف كرم الحمد عندما اُعتقل في أواخر عام 2013.
كرم الحمد ينظر من نافذة شقته في غازي عنتاب/ تركيا، في عام 2014 بعد خروجه من المعتقل.
اتهم حمد، وهو ناشط ساعد في تنظيم الاحتجاجات في مدينته، دير الزور، بالتجسس، وتم تعذيبه لانتزاع الاعترافات منه، ومن ثم تم إرساله إلى دمشق للمحاكمة في فرع المخابرات العسكرية سيء السمعة، الفرع 235، المعروف أيضًا باسم فرع فلسطين.
سُجن حمد هناك في زنزانة تحت الأرض إلى جانب حوالي 120 شخصًا آخرين، وهو الرقم الذي كان يتم تجديده كلما كان يتم قتل الأسرى من بين المعتقلين، حيث وثّق حمد مقتل 73 شخصًا أثناء اعتقاله الذي دام 10 أشهر؛ فالبعض كان يتم سوقه للتعذيب بدون رجوع، وآخرون كانوا يعودون إلى الزنازين مصابين بسكور عديدة وينزفون حتى وفاتهم في ذات الليلة، كما توفي عدد كبير في المعتقل جرّاء الالتهابات المعوية والجلدية التي كانت منتشرة، ولكن الحالة التي لازمت حمد وأرّقته، تمثلت بوفاة رجل من حماة يدعى عبد الناصر الذي كان قد اُعتقل بسبب احتجاجه ضد الحكومة في عام 2011.
"كلانا كان يحب أجهزة الكمبيوتر والبلاي ستيشن، لقد كان عبد الناصر أيضًا يمتلك جهاز أيفون 5 إس" تذكر حمد، وأضاف: "لقد كان عبد الناصر أحد أعضاء فرقة موسيقية متخصصة بموسيقى الهيفي ميتال".
خرج حمد من المعتقل في أواخر عام 2014، بعد أن أخذ القاضي بدفعه حول كون اعترافاته قد اُنتزعت منه تحت وطأة التعذيب، ويشير حمد بأنه لو كان قد تم اتهامه بأنه ناشط لم يكن ليتم إطلاق سراحه من المعتقل بتاتًا.
 
خرج حمد من المعتقل إلى عالم مختلف تمامًا عما تركه، حيث كانت الدولة الإسلامية قد سيّطرت على جزء كبير من شرق سوريا، بما في ذلك مدينة دير الزور، وأضحى مقاتلوها يلاحقون النشطاء المعتدلين بذات شراسة النظام، وفي كثير من الأحيان كانوا يخضعونهم لعمليات إعدام علنية، وبالمحصلة انضم حمد لموجة النازحين إلى تركيا.
كان إبراهيم، منظم الاحتجاجات في حلب، من بين أوائل الناشطين الذين يتم استهدافهم من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية؛ وفي مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست من حلب في عام 2013، قلل ابراهيم من شأن التهديد الذي يشكله الإسلاميون، قائلًا بأن الأمر الأكثر أهمية الآن هو التركيز على الإطاحة بالأسد،"ليست من مصلحتنا أن نفتتح جبهة ثانية في ثورتنا"، قال ابراهيم، وتابع: "لدينا عدو واحد الآن، ولا نريد أن ينتهي بنا المطاف بخلق عدوين".
أما بالنسبة لعبد اللطيف، فقد نجا بحياته تحت جنح الظلام؛ ففي عام 2014، وبعد أن علم بأنه كان مطلوبًا للدولة الإسلامية، فرّ من مدينة الباب، ومن بين الـ50 صديقًا، أو نحو ذلك، ممن كانوا معه حين باشرت الاحتجاجات في مدينة الباب، لم يبقَ سوى حفنة صغيرة على قيد الحياة اليوم، حيث قضى أغلبهم جرّاء الغارات الجوية، أو ضمن المعارك مع الجماعات المسلحة، أو تحت التعذيب في السجون، وواحد فقط من هؤلاء انضم إلى المتطرفين، وأصبح عضوًا في جبهة النصرة.
"لقد اعتذر لي"، قال عبد اللطيف، مستذكرًا اجتماعه الأخير مع صديقه، وأضاف: "قال لي بأنه انضم إليهم فقط لأجل الأسلحة، وبغية محاربة النظام".
بالمحصلة وبعد شهر على انضمامه، توفي صديقه جرّاء قيام انتحاري بتفجير سيارته قبل الآوان، حاصدًا أرواح رجاله.
المصدر: واشنطن بوست
======================
واشنطن بوست: بوتين يصوّر نفسه بعد الهدنة السورية على أنه صانع سلام  0
بواسطة : الهيئة السورية للإعلام في 13/03/2016 الاخبار
الهيئة السورية للإعلام:
ذكرت افتتاحية صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، أن الرابح من قرار وقف إطلاق النار في سوريا، هي روسيا التي ظل رئيسها فلاديمير بوتين يصوّر نفسه مؤخرا على أنه صانع سلام وأنه رجل دولة، بينما يستمر في تنفيذ أهدافه العسكرية في مناطق إستراتيجية تحت غطاء قتال “الإرهابيين”.
وأوضحت الصحيفة أن قوات الأسد مستمرة بالدعم الجوي الروسي في محاولاتها في قطع آخر طريق للإمدادات يؤدي إلى الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، كما تحاول الاستيلاء على مناطق رئيسية قريبة من دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن من المفترض أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى استئناف المباحثات حول مستقبل سوريا، لكنها أعربت عن تشاؤمها من أن يتم ذلك.
وقالت إن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يتوقعون بشكل غير منطقي أن يتعاون بوتين في إجبار الأسد على مغادرة السلطة وفتح المجال لتشكيل حكومة جديدة.
وتابعت الصحيفة قائلة: ” إن الوقف الجزئي للأعمال العدائية في سوريا خلال الأيام الماضية خفف بشكل ملموس معاناة المواطنين التي طالت، لكن تكلفة ذلك كانت عالية لأنها ضمنت استمرار بشار الأسد وفقدان فرصة السلام الدائم”.
وختمت الواشنطن بوست: ” إن بوتين ربما يبدأ سعيا لرفع العقوبات الغربية ضد روسيا مقابل تهدئة الصراع في سوريا وتخفيف معدل اللجوء المرافق إلى أوروبا، أو استئناف هجماته العسكرية لاستعادة قبضة النظام على حلب، معلقة بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد منح بوتين هذه الخيارات مقابل تفادي تدخل واشنطن”.
=====================