الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15-10-2016

سوريا في الصحافة العالمية 15-10-2016

16.10.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة الروسية والاسبانية: الصحافة العبرية : الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
مركز بروكينغز :موسكو تراهن على زيادة حصصها في سوريا وما بعدها
http://www.merqab.org/2016/10/موسكو-تراهن-على-زيادة-حصصها-في-سوريا-وم/
Mohammad Alkabalan13/10/2016 آخر تحديث: 13/10/2016 ترجمات, خلاصة
مركز بروكينغز
بافل ك باييف
7 تشرين الأول/أكتوبر 2016
يبدو أنَّ فشل المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا بشأن الصراع السوري لا يشير فقط إلى تصعيد جديد في الصراع, بل يشير أيضا إلى انخفاض وتيرة العلاقات الثنائية بين البلدين دون مستوى الحرب الباردة.
وفيما يبذل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الكثير من الجهد و الوقت باحثاً عن صفقة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, و مفترضاً حسن نية روسية و اهتمام بالعمليات المشتركة ضد الإرهاب أكثر مما كان موجود فعلياً .
و في الوقت نفسه, الاستفزازات الروسية الأخرى _ الهجمات الإلكترونية التي تتعلق بالانتخابات الأمريكية، هجمات وهمية على السفن الأمريكية والطائرات في بحر البلطيق والبحر الأسود، وانسحاب بوتين من اتفاق التخلص من البلوتونيوم، على سبيل المثال _ قد يشير إلى أن الكرملين دفع العلاقات عمداً لمنخفض جديد, ربما ليضغط على الرئاسة الأمريكية الجديدة لبدء إعادة تعيين جديدة, هل يمكن لموجة جديدة من الحرب السورية أن تدفع الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا إلى العداء الصريح قريبا ؟
 
 
مهمة روسيا إحداث بلبلة في سوريا
تبدو موسكو حريصة على تصوير تدخلها العسكري في سوريا بشكل نجاحا منقطع النظير، فإنقاذ ديكتاتور دمشق المستغيث كان هدف مهم _ لم يكن أبدا الرئيسي _ لانعكاس الإسقاط الروسي, الذي يفترض به إعادة تأسيس روسيا كصاحبة قرار لا بديل عنها في الشرق الأوسط الكبير .
التدريبات العسكرية القادمة في مصر, و المحادثات المتكررة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت مظهر من مظاهر هذا الدور الجديد.
ومع ذلك، فإن الطموح الأكبر لروسيا كان دائما للدخول في محادثات ثنائية مع الولايات المتحدة بشأن مستقبل المنطقة. فموسكو و بطرق مختلفة عززت موقعها في سوريا لتعيد الولايات المتحدة لطاولة المفاوضات مرارا و تكرارا: واشنطن مهتمة في العمليات المشتركة على الإرهاب, إدارة أزمة اللاجئين, و كسر الحصار عن حلب على سبيل المثال, و روسيا تمتلك أورق ضغط في تلك الحلبة.
ولكن بضربها قافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة و المتوجهة إلى حلب, فإنَّ روسيا تمادت بلعبتها التهكمية كثيرا. حيثُ قالت مبعوثة الولايات المتحدة للأمم المتحدة سامنثا باور بوصفها العملية بالبربرية و هي محقة في ذلك. الآن, واشنطن لا تسعى لطرق لتجلس مع روسيا على طاولة المفاوضات, بدلا من ذلك تقوم بتقييم مجموعة من الوسائل القسرية لكسر حصار حلب.
وقد أصدرت الولايات المتحدة التهديدات الضمنية لتنفيذ غارات جوية على القواعد الجوية السورية، مما دفع روسيا لنشر منظومة صواريخ أرض جو. s300 حيث نشرت من قبل أيضا نظام الـs400 في قاعدة اللاذقية .
وهم هيمنة التصعيد
القوات الروسية في سوريا و تقدر بحوالي 4500 جندي عرضة للضربات التكتيكية و بالفعل قدمت ضحايا مسبقا, و قد تعرضوا أيضا لأعطال تقنية أدت إلى حوادث طيران,ارتفاع حدة التوتر حاليا يمكن أن تقود الوضع إلى حافة الكارثة.
في بداية الصراع، رأى بوتين استعداد روسيا لاتخاذ المزيد من المخاطر وخاصة بالنسبة إلى أوروبا ميزة سياسية هامة.
الآن عليه أن يفكر بجدية إلى أين يمكن أن يقوده ميله لتسلق سلم التصعيد.
إدارة أوباما أبدت عدم الاهتمام بمنافسة روسيا في الحلبات العسكرية في سوريا, و الآن على الأغلب ترى بأن هناك بعض المواضع التي تتوافق عندها الأمن الروسي والأمريكي.
فسوريا هي كانت منطقة الحرب الوحيدة التي كان من المحتمل أن يظهر فيها التعاون المشترك, و لكن روسيا أثبتت بأن ذلك لا يمكن. وقد يكون على جون كيري الذي لا يعرف الكلل قبول الحقيقة المحزنة أنه في الوقت الراهن، قد استنفدت خيارات المشاركة البناءة مع موسكو.
========================
ناشيونال انتريست :كيف ترى إنجلترا الوضع في سوريا؟ وما هو موقفها منه؟
http://altagreer.com/كيف-ترى-إنجلترا-الوضع-في-سوريا؟-وما-هو-م/
نشر في : السبت 15 أكتوبر 2016 - 01:55 ص   |   آخر تحديث : السبت 15 أكتوبر 2016 - 01:55 ص
ناشيونال انتريست – التقرير
بوريس جونسون، صحفي بريطاني، ينتمي إلى حزب المحافظين البريطاني، وقد تولى منصب وزير خارجية بريطانيا في 13 من شهر يوليو عام 2016، عُرف عنه مبادئه المعادية للإسلام، فهل هو مجرد مهرج لا يفقه شيء أم أنه حقًا سياسي مخضرم ومدبّر ذكي للعلاقات السياسية الخارجية؟ وهل يحمل الصفات نفسها التي اشتهرت وانفردت بها السياسات الدبلوماسية البريطانية لقرون طويلة؟ ومن الواضح – بالطبع – أنه اهتم مؤخرًا بتصرفاته وما ينطقه منذ أن تولى أعلى المناصب الدبلوماسية ليكون ممثلاً عن ملكة إنجلترا في الخارج، فكنت أرى أن مشاهدة مناقشاته البرلمانية المذاعة على الهواء مباشرة فيما يخص القضية السورية، هو أمر شيق للغاية.
ولكن في عالم الدبلوماسية، عادةً ما تجد الكلمات الصامتة أشد وقعًا وأهميةً مما ينطقه لسان الدبلوماسيين، ولكن مع الأسف الشديد لم يتحدث جونسون كثيرًا؛ فالعالم في حاجة ماسة إلى سماع تصاريح واضحة وصريحة لتوضيح الموقف الدولي وخطط القوى العظمى لمواجهة كل من روسيا وسوريا.
بدأت المناقشة بحوار دار بين نواب حزب العمال المنتخبين من قبل الشعب الإنجليزي لتمثيلهم، حول مدى تدخل بريطانيا في سوريا، وحول فرض مناطق حظر جوي خاصةً بمدينة حلب وعلى سوريا كلها عامةً، ومن أهم الاقتراحات التي عكف النواب على تقديمها لحل الأزمة السورية؛ اقتراح أليسون ماكجوفرن، والتي بكت بكثرة عندما تذكرت حادثة مقتل زميلها أندرو ميتشل وقارنت أوجه الشبه بين روسيا والنازيين: “أعتقد أننا لا يجب أن نهمل فكرة استخدام قدراتنا العسكرية بكميات محدودة مدروسة، مع فرض مناطق لا يسمح فيها باستخدام القنابل لحماية الشعب السوري من الأعمال الوحشية التي يتعرض لها”، بينما طالبت ليز كيندال الحكومة البريطانية بإعادة التفكير في فكرة فرض مناطق حظر للطيران الجوي.
هذا وقد توافقت آراء بوريس مع أغلبهم؛ حيث أعرب عن شعوره بالفزع من الأعمال الوحشية التي ترتكبها روسيا في حق السوريين، وهي أعمال منافية لحقوق الإنسان لابد وأن تتدخل بريطانيا لوقفها، وأضاف موضحًا بكل صراحة ودون الدخول في أي تفاصيل، أن فرض منطقة حظر جوي لابد – إن تمت – أن يكون هناك تأهب دولي واستعداد تام للدخول في حرب مع روسيا، وهو ما لن تقبل به أي من الدول الغربية.
وتدور المفاوضات الدولية في الخطاب الغربي حاليًا حول مدى حاجتها للتدخل في سوريا لحماية المواطنين أم لا، ولكن يكمن السؤال الأهم في إن كنا قادرين بالفعل على تحقيق ذلك أم لا، وفي إدراك ما سيعود على الغرب من مصالح جرّاء هذه الخطوة؟
لنفترض مثلاً أن اتجهت بريطانيا وأمريكا إلى تطبيق قرار فرض منطقة حظر جوي؛ فسنحتاج وفقًا لأي حرب كانت أن ندمر القوات السورية للانتصار في الحرب، وبالطبع لا تتماشى قدرات وإمكانيات القوات السورية مع القوى الجوية الغربية المهيبة، لذلك ستلجأ سوريا دون أدنى شك إلى تمرير دفاعاتها الجوية لتقودها القوات الروسية أو الأسلحة الدفاعية الجوية الروسية، وحتى إن حدث ذلك فمن الممكن أيضًا أن ينكر الروسيين إسقاطهم للطائرات الغربية ويدّعوا أن مثل هذه الأفعال تمت من قبل الثوار وحلفائهم، فيغيم السحاب على المشهد أكثر وأكثر ليصبح أكثر غموضًا وتعقيدًا مثلما حدث في أوكرانيا من قبل؛ حيث أنكرت روسيا دورها في أي أعمال من هذا الجانب ملقية اللوم على إحدى الطائرات المدنية، لتظهر روسيا في دور المتفرج وليس المُهاجم.
ما هو الموقف الغربي مما يحدث في سوريا؟ فلو قرر الغرب مواجهة سوريا فسوف يتحول اختيار المواجهة لتكون ثنائية، فبمشاركة الغرب في حربها ضد بشار الأسد لابد أن يعلموا جيدًا أن الحرب ستكون مع روسيا نفسها، وبالتالي لن ترد روسيا بدفاعاتها فقط، إنما ستنضم قوى إيران الجوية لتشاركها أو ستتحول مُجريات الحرب للأسوأ إذا ما قوبلت الحرب بالمواجهه الجوية الروسية، فهل الغرب مستعد لخوض مثل هذه المخاطر من أجل سوريا فقط؟ فالخطة الثانية لإنهاء المعاناة السورية تتطلب تقديم العديد من التنازلات المخزية، وبالتالى تنتصر روسيا وإيران وتتفاخرا بالمجد، ولكن لن تتوقف مجريات الصراع السوري على طرف واحد فقط، إنما تترتب العوامل على إدراك الجانب الآخر وقدرته على حل المشاكل والتعامل معها، ولا يوجد أي دليل على اهتمام أي من القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى الغرب، لتصعيد الأمور مع روسيا.
من الصعب أن يرفض أحد مساعدة سوريا بصراحة مبالغ فيها علنيًا أمام العالم كلِه؛ بسبب اهتمام مجتمعاتنا الحديثة بالقيم وحقوق الإنسان وبمعايير السلوك الدولية منذ عام 1991، ولكن لابد وأن يأتي شخص ما ويجرؤ على الاعتراف بها أمام العالم دون خوف.
السبب سهل وبسيط؛ فالتاريخ يعيد نفسه بعودة القوى العظمى، بينما لا يمثل أي من المآسي الموجودة حاليًا في الشرق الأوسط مثل المأساة السورية وأزمة اللاجئين، ليخاطر الغرب بخطوة مواجهة روسيا كقوى نووية عظمى.
تقسم العلاقات الدولية المبنية على ثقافات محددة إلى مناطق محددة؛ فهناك مناطق ذات أهمية عسكرية واقتصادية لكل من بريطانيا وأمريكا مثل شمال الأطلنطى والمحيط الهادئ الأسيوي، مع العلم أن الشرق الأوسط كان جزء من هذه المناطق التابعة لهم، إلا أن حالته الاقتصادية المزرية وموقعه الجغرافي المتأجج بالإضافة إلى إحباطات فشل الربيع العربي، كلها عوامل قللت من أهميته الاقتصادية والعسكرية بالنسبة لهم، مع العلم أن أهمية الشرق الأوسط تتضاءل مع ازدهار ثورة الطاقة الغربية، وهي واقع يعبّر عن تناقض الغرب المستمر، بينما سيظل الخليج العربي ذا أهمية كبيرة بالنسبة لهم للإبقاء على طرق التجارة مفتوحة، ولكن عدا ذلك فقد أصبح الشرق الأوسط غير مرغوب به، ومن الحكمة ألا يتدخل الغرب في صراعاته الثقافية، وبالطبع لا نحتاج أن نوضح أن المخاطرة بالتدخل في الأزمة السورية تشكل تصعيدًا غير متناسق أو مرتبط عن طريق روسيا وإيران وحلفائهم في أماكن أخرى عبر العالم، تهم الغرب ومصالحهم الأهم.
وكما أشار كل من باري بويسن وجوم ميرشيمر، اقتصرت السياسات الغربية الخارجية منذ بداية هذا القرن على دفع روسيا بقوة لأحضان الصين، فعلى الرغم من عدم توافق القوتين كحلفاء؛ إلا أنهما يمتلكان القدرة على الاندماج بطريقة أو بأخرى، متشاركين في مقاصدهما وأهدافهما تجاه القوى الغربية، وكما نرى العديد من الدول التي بدأت الانحياز إلى كل مَن يعادي الغرب مثل تركيا والفلبين.
أما فيما يتعلق بجانب المشاعر، فمن المحزن أن تشاهد تدهور السياسات الخارجية البريطانية إلى مرحلة بكاء أعضاء البرلمان أمام العالم بعدما كانت سياسات بريطانيا فخورة معتزة بكبريائها، وبالطبع لم يستطع جونسون، وزير خارجية بريطانيا، التعبير عن مثل هذه النقاط وعرضها للمناقشة علنيًا، ولكن يأمل الناس أن يستوعبها جيدًا وألا ينخرط في مشاعره فقط.
========================
"بلومبرغ": أردوغان يرى في شمال سوريا مشروعا عقاريا ضخما
http://alasr.me/articles/view/18041
2016-10-14 | خدمة العصر
كتب موقع "بلومبرغ" الأمريكي أن الرئيس أردوغان ينظر إلى شمال سوريا ليس كما ينظر الآخرون: مشروع عقاري ضخم.
وتشير رؤية أردوغان إلى التزام طويل الأمد بإقامة منطقة في شمال سوريا تحت النفوذ التركي، خالية من الجهاديين والجماعات الكردية، الأمر الذي يجعل هذه العملية واحدة من أكبر التدخلات الخارجية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية. لتحقيق ذلك، تحتاج تركيا إلى التغلب على مخاطر أمنية بالغة الصعوبة والتمويل وتحديات لوجستية، ناهيك عن الأطراف السياسية الأخرى بما فيها روسيا وإيران ونظام الأسد.
ونقل تقرير الموقع عن الباحث نهاد علي أوزكان، المحلل في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية في أنقرة، قوله: "لقد ورَط أردوغان البلاد في مغامرة طويلة جدا"، مستدركا: "سيكون على تركيا الحفاظ على قواتها هناك لسنوات قادمة إذا كانت تريد تأمين هذه المنطقة من الجماعات المعادية".
وإذا نجح أردوغان، فإن خطته يمكن أن تشكل هدية للمقاولين الأتراك. ولديه متطوع، وهو الشركة الحكومية المعروفة بـ"توكي" الضخمة المسؤولة عن بناء عشرة في المائة من الوحدات السكنية التركية كل عام. ونقل التقرير عن "ارغون توران" رئيس شركة "TOKI" في مقابلة في أنقرة يوم 20 سبتمبر، قوله: "إذا طلبت منا دولتنا القيام بهذا سنفعل، وسوف ننجزه بكل سهولة".
ويتحدث الرئيس التركي، الذي يحاول جيشه تطهير خمسة آلاف كيلومتر مربع في شمال سوريا من داعش، عن بناء مدن بكاملها عندما يفرغ جنوده من مهمتهم. وفي خطابات دورية، يصف أردوغان مستقبلاً يعود فيه اللاجئون السوريون إلى شقق يبنيها الأتراك معززة بمدارس ومنشآت اجتماعية. وربما تكون هذه الوسيلة الوحيدة لحمل بعض من ثلاثة ملايين سوري يقيمون في تركيا على العودة إلى بلادهم وبدء عملية إعادة بناء بلادهم.
وأعلن أردوغان في أنقرة الأسبوع الماضي أن "مشكلة اللاجئين ستنتهي أوتوماتيكياً عندما يحصل الشعب السوري على فرصة العيش على أرضه بسلام". وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي، إن الهجرة غير الشرعية والمخاطر الأمنية لا يمكن وضع حد لها، إذا لم توجد حلول سريعة لمشاكل التعليم والبطالة والإسكان التي يعاني منها اللاجئون.
وتأسست "توكي" منذ ثلاثة عقود من أجل بناء منازل للفقراء في تركيا. وقد تطورت لتصير مصدراً للقوة السياسية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان، رافعة شعارها في أنحاء المدن التركية وعاملة على تنفيذ تعاقدات تعيد تشكيل مناطق بكاملها. وفي عهد أردوغان، باتت هي المسيّر للاقتصاد بموازنة سنوية تبلغ أكثر من 5،2 ملياري دولار. وتقدر أصول الشركة بـ20 مليار دولار. واكتسبت شهرة في الخارج في أندونيسيا وسريلانكا وباكستان والصومال.
ومع ذلك لا يقارن ذلك كله بحجم الدمار في سوريا. ويقول التقرير إن الثمن لإعادة البناء قد يصل إلى 180 مليار دولار بحسب رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، الذي يرى أنه حتى ولو انتهت الحرب، فإنه من دون البدء في البناء ستستمر مشكلة الهجرة، و"عندما تتوقف الأعمال العدائية، من المحتمل ألا يعود اللاجئون إلا إذا أُعيد بناء المدارس والعيادات الطبية".
========================
نيويورك تايمز :كيف يُمكن للأمم المتحدة أن تُنقذ حلب؟
http://www.noonpost.net/content/14498
14 أكتوبر 2016
محمد بن عبدالرحمن آل ثاني
وزير الخارجية القطري
 في أول هذا الشهر، تعرض مركز صحي في مدينة حلب السورية يديره الهلال الأحمر القطري إلى قصف من قبل طائرة هليكوبتر مما أدى إلى موت اثنين من المرضى وجرح ثمانية آخرين، وبذلك تدمر نصف المركز، ممّا جعل قطر تضطر إلى إغلاقه، وعلّق الدكتور هاشم درويش رئيس برنامج البعثة الصحية في مقر الهلال الأحمر القطري في تركيا عن هذه الحادثة فقال إنها جريمة حرب.
وهو ما عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في وصف أعمال العنف المتصاعدة التي قامت بها الحكومة السورية وحلفاؤها قائلاً "أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الأكثر تدميرًا هم على علم بماذا يقومون"، وأضاف "أن هؤلاء يعرفون أنهم يرتكبون جرائم حرب".
بعد مرور خمس سنوات، من رد فعل بشار الأسد القاسي ضد المظاهرات السلمية التي قام بها شعبه، ناهيك عن تزايد نسق جرائم الحرب، التي خلّفت نصف مليون قتيل وأدت إلى فرار مليون شخص من البلاد، هربًا من الغاز المتفجر والكلور الذي يطلقه الأسد على شعبه، وبالتالي فيُعتبر نظامه الأكثر شراسة وقسوة ضد الإنسانية.
ولكن هذا لم يكن من تدبير الأسد وحده، بل كان لديه الدعم الكامل من قوى خارجية، وبالتالي فهم مسؤولون عن القتل والدمار والذبح الذي يرتكبه، ثم تمّ الإعلان عن وقف إطلاق النار، إلا أن قوات النظام لم تمتثل لذلك.
وعلى الرغم من القرارات المتعددة لوقف الأعمال الوحشية التي تُرتكب بحق الشعب السوري، فقد فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تطبيق ذلك، وتمّ عندئذ تولي مسؤولية دعم الشعب السوري التي وافقت عليها جميع الدول الأعضاء وفق قانون تمت المصادقة عليه عام 2015، هذا القانون الذي يمنع ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وهو الأمر الذي جعل الأمم المتحدة تتدخل في سوريا.
وخلال السنوات الخمس الماضية، تمّ منع تحميل النظام المسؤولية عن المجازر التي يرتكبها بشكل متكرر من قبل بعض أعضاء مجلس الأمن لأسباب سياسية غامضة، وفي المقابل فقد سمح هذا الطريق المسدود الذي بلغه مجلس الأمن للنظام السوري بمواصلة المجازر دون التعرض إلى أي عقوبات، وخاصة الكارثة الإنسانية التي تشهدها مدينة حلب وتفسر على أنها فشل للأمم المتحدة.
إن سوريا ليست المكان الوحيد الذي حاول مجلس الأمن حمايته من جرائم الحرب في الشرق الأوسط وخفق في ذلك، كذلك غزة، ففي عام 2014 لم يقدر مجلس الأمن على وقف العدوان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين؛ حيث تم قتل 2251 مدنيًا من بينهم 551 طفلاً و299 امرأةً.
وطالما اتّسم مجلس الأمن بنقص في المسؤولية والنزاهة وخدع الكثير في الشرق الأوسط؛ الكثير الذي يبحث عن السلام والعدالة في ظل غياب تدخل القادة الدوليين، وهو ما يفسر لجوء بعض الحكومات إلى القوات الأجنبية طالبة الدعم والتدخل لوقف إراقة الدماء.
وبعد فشل الأمم المتحدة في التدخل في منع الإبادة الجماعية التي جدّت في رواندا في التسعينات، وفي سيربرينيتشا خلال حرب البوسنة، تولّى حلف شمال الأطلسي القيام بإجراءات قصد منع مجزرة متوقعة في كوسوفو؛ الأمر الذي جعل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ُيبرر بالقول "إذا كان المجتمع الدولي لديه القدرة على وقف ذلك، فإنه علينا أن نتوقف عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".
عندما يتم ذبح المدنيين الأبرياء بدون رحمة - سواء كانوا مسيحيين أو من قبائل التوتسي أو صرب أو مسلمين - فإن اتخاذ إجراء جماعي أمر يقع على عاتق المجتمع الدولي، وبعد ستة سنوات من مجزرة كوسوفو، أقرّت الأمم المتحدة الآن عزمها على رعاية الأبرياء في سوريا.
وحسب آراء البعض، فإنه من الخطأ التدخل في صراع آخر في الشرق الأوسط، مشيرين إلى الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة على العراق عام 2003، ولكن غزو العراق كان حربًا اختيارية، في حين أن حرب سوريا ليست كذلك، وبالتالي فإنقاذ المدنيين من الذبح من قبل نظام الأسد يُعتبَر مسؤولية أخلاقية.
وفي هذا السياق، ذُكرت مسؤولية الحماية في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وذلك عبر الدعوة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف إراقة الدماء في سوريا وهو ما دعت إليه قطر أعضاء مجلس الأمن وطالبت بوضع حساباتهم الجيوسياسية جانبًا وإلى تعهدها الالتزام بحماية أرواح المدنيين في سوريا.
بالإضافة إلى حث مجلس الأمن على ذلك أيضًا من خلال تأمين ملاذات آمنة في شمال حلب وجنوب سوريا فضلاً عن فرض منطقة حظر جوي، وفي حال عجز مجلس الأمن في الاتفاق بشأن هذه الإجراءات الأساسية، فسيتم دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بتنفيذ قرار "377" الذي يعود تاريخه إلى عام 1950 والمعروف باسم قرار "الاتحاد من أجل السلام" و"خطة أتشيسون".
هذا القرار الذي ينص على تفعيل المقاومة الجماعية على العدوان.
إن تردد قادة العالم، بإمكانه أن يتسبب في موت الآلاف في حلب، وبذلك فإن المجتمع الدولي هو الوحيد الذي عليه أن يتحمل مسؤولية الفشل في رواندا والبوسنة.
المصدر: نيويورك تايمز
========================
وول ستريت جورنال :لماذا صوتت مصر لموسكو وأغضبت الرياض؟
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/14/لماذا-صوتت-مصر-لموسكو-وأغضبت-الرياض
قال تقرير لوول ستريت جورنال إن تصويت مصر تأييدا للاقتراح الروسي يجد تفسيره في الرغبة بالتقرب من موسكو والاعتراف بأهميتها الجديدة في المنطقة، أكثر من علاقة مصر بالسعودية ورؤيتها تجاه الصراع السوري.
وأضافت أنه بعد أن أصبحت مصر تتعرض لانتقادات واسعة ومتزايدة في الغرب بسبب ملفها في حقوق الإنسان، أصبح رئيسها عبد الفتاح السيسي يتقرب شيئا فشيئا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت أيضا إنه وبالرغم من أن مصر لا تزال من أكبر الدول حصولا على معونات عسكرية أميركية، فقد استضافت هذا الشهر وحدات من قوات المظلات الروسية لتمارين عسكرية مشتركة، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولين روس بأن موسكو تسعى لإعادة بناء قاعدتها العسكرية أيام الحرب الباردة في سيدي براني المصرية على البحر المتوسط بالقرب من ليبيا.
تحالفات غير مضمونة
ونقلت الصحيفة عن الأستاذ في معهد الدولة بموسكو للعلاقات الدولية أندرانيك ميغرانيان الذي يقدم استشارات للقادة الروس، قوله إن كل الدول في الشرق الأوسط ترغب في الحصول على حليف يوازن تحالفها غير المضمون مع واشنطن، وإنها لا تريد أن تضع كل بيضها في سلة واحدة مثلما فعل سلف السيسي حسني مبارك الذي تخلت عنه أميركا في طرفة عين.
"جمال سلطان: روسيا صديق قيّم لأنه لا يشبه حلفاء مصر التقليديين مثل أميركا وأوروبا، إذ لا تهتم موسكو بسجل القاهرة في حقوق الإنسان ولا الديمقراطية، وليس من المتوقع أن تتخلى واشنطن عن هذين العاملين في سياستها الخارجية وسياستها تجاه مصر على وجه الخصوص، وهو أمر لا يحبذه صناع القرار في القاهرة"
ونسبت إلى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة جمال عبد الجواد سلطان، قوله إنه بالإضافة إلى التعاون العسكري والسياسي، ظلت روسيا مصدرا حيويا للسياح القادمين إلى منتجعات مصر في البحر الأحمر، وهو ما يوفر دخلا كبيرا يمكن الاعتماد عليه. وبما أن مصر وروسيا تناقشان حاليا استئناف الرحلات السياحية إلى مصر، فمن المرجح أن يكون التصويت تأييدا لروسيا رغبة من القاهرة في عدم إغضاب موسكو خلال هذه المحادثات.
وأضاف سلطان أن روسيا صديق قيّم لأنه لا يشبه حلفاء مصر التقليديين مثل أميركا وأوروبا، إذ لا تهتم موسكو بسجل القاهرة في حقوق الإنسان ولا الديمقراطية وليس من المتوقع أن تتخلى واشنطن عن هذين العاملين في سياستها الخارجية وسياستها تجاه مصر على وجه الخصوص، وهو أمر لا يحبذه صناع القرار في القاهرة، "فهم لا يرغبون في أن تعتمد علاقتهم بالشركاء الخارجيين على ما يفعلونه هم داخل مصر".
ابتزاز إستراتيجي
ولم تستبعد رئيسة المجلس الثوري المصري -وهو مظلة للمعارضين للسيسي في الخارج- مها عزام وجود عنصر من الابتزاز الإستراتيجي في تقرّب مصر من روسيا، فالعلاقة مع بوتين هي أسلوب معقول جدا من السيسي ليقول لدول الخليج العربية "لستُ معتمدا بالكامل عليكم".
وقالت الصحيفة إن المسؤولين المصريين في كل الأحوال شعروا بأن ضرورة الاستقرار في البلاد والاهتمام به ستمنع أيا من حلفائها -بما فيهم السعودية وأميركا- من وقف مساعداتهم تماما.
فزعزعة استقرار مصر في نهاية الأمر، ستكون له نتائج وخيمة على كامل المنطقة، بما فيها دول الخليج العربية.
واختتمت بما قالته مديرة معهد التحرير لسياسات الشرق الأدنى نانسي عقيل، من أن مصر يُنظر إليها باعتبارها الدولة الوحيدة المستقرة في الشرق الأوسط، "ولا أعتقد أن هذه الجفوة بين السعودية ومصر ستستمر".               
========================
فورين بوليسي: ترامب يعتزم سرقة نفط الشرق الأوسط
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/14/فورين-بوليسي-ترامب-يعتزم-سرقة-نفط-الشرق-الأوسط
تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية السياسة الخارجية للولايات المتحدة وما يتعلق بأطماع أميركا في ثروات الشرق الأوسط، وقالت إن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب يعتزم سرقة نفط المنطقة.
وأوضحت فورين بوليسي من خلال مقال تحليلي للكاتب مايكل كلير، أن سياسة الحصول على نفط الشرق الأوسط كانت محور نقاش في الولايات المتحدة منذ عقود، وأن ترامب أعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته في الاستيلاء على نفط العراق في حال فاز وأصبح رئيسا لأميركا.
وأضافت أن ترامب ليس أول شخصية أميركية بارزة تقترح مصادرة نفط الشرق الأوسط عن طريق القوة العسكرية، بل إن الإدارات الأميركية السابقة لطالما غامرت باتباع سياسات متهورة من أجل تحقيق هذا المسعى.
وأضافت أن ترامب سبق أن تحدث عن نفط الشرق الأوسط في أكثر من مناسبة، وأنه قدم تبريرات للاستيلاء على نفط العراق من بينها ما صرح به أثناء المناظرة الأولى مع مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون في 26 سبتمبر/أيلول الماضي.
تبريرات ترامب
ومن بين التبريرات التي قدمها ترامب في أكثر من مناسبة للاستيلاء على نفط العراق:
أولا: تصريحه بأن الولايات المتحدة لو كانت سيطرت على نفط العراق قبل الانسحاب في 2011، فإن تنظيم الدولة الإسلامية ما كان لينشأ، خاصة أن النفط في شمالي العراق كان يمثل المصدر الأساسي لدخله وموارده.
ثانيا: أشارت فورين بوليسي إلى أن نية ترامب هي نهب نفط العراق والسيطرة عليه باعتباره مكافأة شرعية، نظير الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واحتلال العراق.
ثالثا: سبق لترامب أن صرح بأنه عندما كانت تندلع حرب في قديم الزمان، فإن الغنائم تعود للمنتصر.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن الربيع العربي عندما بدأ في 2011 واندلعت الثورة ضد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، تحدث ترامب عن سرقة نفط ليبيا، وقالت إنه صرح لمحطة فوكس نيوز برغبته في الذهاب إلى ليبيا للحصول على النفط.
وأضافت أن الحديث عن الحصول على نفط الشرق الأوسط كان منتشرا على نطاق واسع في أروقة صقور الجمهوريين في الولايات المتحدة، وأن ترامب ربما اقتبس هذه الفكرة من بعض الخبراء الإستراتيجيين والجنرالات السابقين.
 
حقول نفط
وأشارت فورين بوليسي إلى أن النقاشات الأولى في الولايات المتحدة بشأن الحصول على نفط الشرق الأوسط تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وذلك عندما قامت السعودية ودول شرق أوسطية أخرى بتأميم حقول النفط التي كانت تملكها شركات أميركية كبيرة.
وأضافت أن دولا عربية فرضت في أواخر 1973 وبداية 1974 حظرا على صادرات النفط إلى الولايات المتحدة ردا على شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل في حرب أكتوبر، وأن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أعلنت رفع الأسعار أربعة أضعاف، من أجل التسبب في إحداث نقص في الطاقة وركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وأضافت أن بعض الخبراء والسياسيين في الولايات المتحدة دعوا إلى مواجهة هذه المشكلة عن طريق اتخاذ إجراءات عسكرية على أرض الواقع.
واستذكرت فورين بوليسي غزو الاتحاد السوفياتي السابق لأفغانستان وإطاحة الثورة الإسلامية بحكم الشاه في إيران الذي كان حليفا للولايات المتحدة في الخليج، وتعهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر باستخدام كل الوسائل الضرورية بما فيها القوة العسكرية لمواجهة أي تهديد لتدفق نفط الشرق الأوسط إلى بلاده، مما عرف لاحقا بعقيدة كارتر.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب استخدم القوة في 1990 عندما غزا العراق الكويت، وذلك خشية تعثر تصدير نفط السعودية، لكن غالبية الأميركيين احتجوا على إمكانية شن حرب من أجل النفط وتردد شعار "لا دماء من أجل النفط"، فانصب غضب بوش على الانتهاكات العراقية لحقوق الإنسان في الكويت وعلى سعي العراق لتصنيع أسلحة دمار شامل.
غزو العراق
وعودة إلى تصريحات ترامب عند قوله "كان علينا أخذ النفط"، فقد أوضحت فورين بوليسي أنه يشير إلى ربيع 2003، عندما كانت قوة الولايات المتحدة في أوجها.
وأضافت أن الفكرة السائدة في تلك الفترة تمثلت في ضرورة الاستيلاء على الأصول الوطنية الأكثر قيمة للعراق، وتسليمها إلى شركات أميركية.
وأضافت أنه يبدو أن العملية برمتها بدت بسيطة بالنسبة للأميركيين، وكأنها تتمثل في قيام واشنطن بإرسال بعض موظفي الاحتلال إلى حقول النفط والمصافي وإبلاغ عمال النفط الوطنيين بأنه قد تم استبدالهم بأميركيين، إضافة إلى نشر عدد قليل من رجال المارينز للتعامل مع أي تبعات غير سارة.
واستدركت فورين بوليسي بالقول: ولكن عندما أبلغ الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر الجنود والبيروقراطيين التابعين لصدام حسين بأنه لم تعد ثمة حاجة إليهم، سرعان ما اندلعت انتفاضة عارمة في العراق لم تخمد جذوتها إلى يومنا هذا.
وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة لم تتمكن من السيطرة على نفط العراق وهي في ذروة قوتها عند غزوها له في 2003، لأن تلك الخطوة كانت ستؤدي إلى كارثة، وأضافت أن ادعاء ترامب إمكانية تحقيق تلك المهمة لاحقا هو ضرب من الجنون.
========================
هافينجتون بوست :لماذا لن تتخلى إيران عن الأسد؟
http://www.alarab.qa/story/987528/لماذا-لن-تتخلى-إيران-عن-الأسد
السبت، 15 أكتوبر 2016 01:51 ص
قال الدكتور ماجد رافيزاده، رئيس المجلس الأميركي الدولي، إن سوريا هي واحدة من أسوأ المآسي الإنسانية الكارثية في عصرنا، مشيراً إلى أن دور إيران في سوريا أثر بشكل كبير على اتجاه وحجم وطول عمر هذا الصراع.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة «هافينجتون بوست» الأميركية، أن نحو نصف مليون شخص قتلوا من بينهم آلاف الأطفال في حلب وغيرها من المدن، وأصبح نحو نصف السكان من المشردين.
وأشار إلى أن دور إيران تطور على مدى السنوات الخمس منذ بدء الانتفاضة، فمن خلال تجربة قمع الانتفاضة الشعبية الخاصة بها في 2009-2010، قدمت إيران للحكومة السورية الدعم الفني، وأنظمة مراقبة وسائل الإعلام الاجتماعية، والاستخبارات، والقوات العسكرية، والدعم الاستشاري.
ولمزيد من دعم الأسد، قامت طهران بتدريب والإشراف على إنشاء قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا محلية تضم عشرات الآلاف من الموالين للنظام.
ومع ذلك، فإن النظام ما زال يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على السيطرة على الأراضي الرئيسية، لذلك استدعت إيران الميليشيات الشيعية من مختلف أنحاء المنطقة للقتال في سوريا، مما أضاف العنصر الطائفي للحرب.
ولفت الكاتب إلى أن طهران توسلت إلى روسيا لإقامة شراكة عسكرية لمساعدة قوات الحرس الثوري وقوات النظام السوري في اكتساب الأرض.
وأوضح أنه مع التوصل إلى الاتفاق النووي، أصبح كبار كوادر الحرس الثوري أكثر انخراطا في سوريا، كما بات دورهم أكثر وضوحا للجماهير.
وأشار الكاتب إلى أن الأسد يعتمد بشكل متزايد على إيران عسكريا وماليا، وطهران لا ترى بديلا مجديا للدولة التي يهيمن عليها العلويون للحفاظ على مصالحها في سوريا.
وقال إن إيران لا يمكن أن تتحمل خسارة سوريا، لذلك تستخدم الأسد لترجيح كفة ميزان القوى ضد القوى الإقليمية الأخرى وتعزيز المحور الشيعي.
وأوضح أن أي تغيير جوهري في الهيكل السياسي في سوريا بشكل مباشر وكبير يهدد الأمن القومي الإيراني.
وأضاف أن دور طهران سيستمر في التعمق، وهذا سيزيد من عسكرة وتطرف وتوسيع دائرة النزاع، لافتا إلى أن وجود رئيس إصلاحي في إيران لن يغير من الوضع الراهن.
رغم أن السياسة الإيرانية في سوريا تشكل من قبل المرشد الأعلى وكبار المسؤولين في الحرس الثوري، فإن السياسيين الإيرانيين من جميع الأطياف يوافقون على هذه السياسة.
وختم الكاتب مقاله بالقول إن الرئيس المعتدل حسن روحاني أعلن في يونيو 2015 أن طهران ستدعم الأسد «حتى نهاية الطريق».;
========================
الصحافة الروسية والاسبانية:
صحيفة روسية: حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف ستبحر باتجاه سواحل سورية ومصر الشهر الحالي
http://www.aljmaheerpress.com/news.php?id=7127
الجماهير برس -          الجمعة ( 14-10-2016 ) الساعة ( 3:59:25 مساءً ) بتوقيت مكة المكرمة
أعلنت صحيفة إزفيستيا الروسية أن حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف ستبحر الشهر الحالي باتجاه سواحل سورية مع كامل حمولتها من الطائرات والأسلحة للمشاركة في عمليات محاربة الإرهاب ولتتوجه بعد إنجاز مهمتها هناك إلى السواحل المصرية.
وذكرت الصحيفة أن الحاملة تضم طائرات من طراز سو 33 وسو 25 ومروحيات كا 27 وكا 29 كما تتدرب في الوقت الراهن على متن السفينة مجموعة جوية جديدة تستخدم مقاتلات ميغ 29 كا ومروحيات كا 52 .
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو تبحث مع القاهرة إمكانية مشاركة الحاملة الأميرال كوزنيتسوف في مناورات مشتركة في المتوسط في الربيع المقبل بغية التدريب على مكافحة الإرهاب لافتة إلى أنه وبعد إنجاز مهمتها في المتوسط ستعود إلى روسيا حيث ستخضع لعمليات تحديث عميقة.
وكانت قيادة الأسطول الحربي الروسي ضمت حاملة الطائرة الروسية الوحيدة الأميرال كوزنيتسوف لصفوف المجموعة العملياتية للأسطول في البحر المتوسط.
وبدأت القوات الجوية الروسية في الـ 30 من أيلول من العام الماضي عملية عسكرية بناء على طلب من الدولة السورية لدعم جهود الجيش العربي السوري في معركته ضد الإرهاب أسفرت عن تدمير آلاف الأهداف للتنظيمات الإرهابية من عتاد وأسلحة متنوعة ومنشآت لإنتاج القذائف والعربات وسيارات وصهاريج تنقل النفط السوري المسروق إلى داخل الأراضي التركية.
========================
الرئيس الأسد لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية: ليس هناك تناقض بين “إسرائيل” و”النصرة” و”داعش”-فيديو
http://sana.sy/?p=444301
دمشق-سانا
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن سورية تنظر إلى العلاقة التركية الروسية الجديدة بإيجابية على أمل أن تتمكن روسيا من إحداث بعض التغييرات في السياسة التركية وخاصة وقف الاعتداء على الأراضي السورية ووقف دعم الإرهابيين.
وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية اليوم أن التوغل التركي في الأراضي السورية غزو يتعارض مع القانون الدولي والأخلاق والهدف منه صرف النظر عن القناع الذي يلبسه الأتراك وتبييض صفحتهم وتغطية نواياهم الحقيقية المتمثلة في دعم “داعش” و”النصرة” مشيراً إلى أن هدف الغزو أيضاً تغليف “داعش” بغلاف جديد كي يتمكنوا من التحدث عن قوات معتدلة جديدة أساسها في الحقيقة نفس أسس “داعش”.
وبين الرئيس الأسد أن ما شهدته سورية والمنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية أكثر من حرب باردة وأقل من حرب فعلية وجوهر هذه الحرب يتعلق بالمحاولات الأمريكية للحفاظ على الهيمنة على العالم وعدم السماح لأي كان بأن يكون شريكاً على الساحة السياسية أو الدولية.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن روسيا تريد محاربة الإرهاب ليس من أجل سورية وروسيا وحسب بل من أجل المنطقة والعالم بأسره بينما تعتقد الولايات المتحدة دائماً أنه يمكن استخدام الإرهاب كورقة تستطيع اللعب بها ووضعها على الطاولة.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الحملة الغربية الإعلامية الكاذبة تسعى لتغيير شكل “جبهة النصرة” الإرهابية ووضعها تحت عنوان القبعات البيضاء وتصوير عناصرها على أنهم أشخاص جيدون
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة
السؤال الأول:
شكراً جزيلاً سيادة الرئيس، أنا سعيدة وفخورة جداً بلقائي بكم، سأبدأ بالسؤال، أصبح الوضع في سورية أكثر خطورة والتنبؤ بتطوراته أكثر صعوبة، لماذا؟ لأن هذا الصراع يجتذب عدداً أكبر من المشاركين واللاعبين على سبيل المثال، من يشارك الآن في الحرب في سورية؟ هناك إيران ولبنان، أعني حزب الله، وروسيا وتركيا والتحالف الكبير الذي تقوده الولايات المتحدة، كما أن الصين تبدي اهتماماً بهذه الحرب، هل تخشون أن تنجم عن هذا الصراع حرب عالمية ثالثة أم أن حرباً عالمية ثالثة قد بدأت فعلاً؟
الرئيس الأسد:
إذا أردنا التحدث عن هذه المشكلة علينا أن نتناول جوهرها ومنبعها وهو الإرهاب، وبصرف النظر عمن يتدخل في سورية الآن فإن الأمر الأكثر أهمية هو، من يدعم الإرهابيين بشكل يومي وعلى مدار الساعة، هذه هي القضية الرئيسية، إذا تمكنا من حلها فإن هذه الصورة المعقدة التي وصفتها لن تكون مشكلة كبيرة وبوسعنا حلها، إذاً الأمر لا يتعلق بعدد الدول التي تتدخل الآن بل بعدد الدول التي تدعم الإرهابيين، هذا لأن روسيا وإيران وحزب الله حلفاؤنا وأتوا إلى سورية بشكل قانوني، إنهم يدعموننا ضد الإرهابيين بينما تقوم الدول الأخرى التي تحدثتي عنها والتي تتدخل في سورية بدعم أولئك الإرهابيين، وبالتالي فإن المسألة لا تتعلق بالعدد بل بالقضية الجوهرية المتمثلة في الإرهاب.
ثانياً، وفيما يتعلق بالحرب العالمية الثالثة فإن هذا التعبير استخدم كثيراً في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد التصعيد الأخير فيما يتعلق بالوضع في سورية، يمكن القول إن ما نشهده الآن، ما شهدناه خلال الأسابيع، وربما الأشهر القليلة الماضية، هو أكثر من حرب باردة وأقل من حرب فعلية، لا أعرف كيف أسميها، لكنها ليست شيئاً ظهر مؤخراً وحسب لأني لا أعتقد أن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة أوقف حربه الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.
الصحفية:
نعم، إنها ما زالت مستمرة.
الرئيس الأسد:
وبالتالي، فإن هذه الحالة عدة مراحل، وتمثل سورية إحدى هذه المراحل المهمة، ترين تصعيداً أكبر مما مضى، لكن القضية برمتها تتعلق بالمحافظة على الهيمنة الأمريكية على العالم وعدم السماح لأي كان بأن يكون شريكاً على الساحة السياسية أو الدولية سواء كان روسيا أو حتى أحد حلفاء أمريكا الغربيين، هذا جوهر هذه الحرب التي وصفتها بأنها حرب عالمية ثالثة، إنها حرب عالمية لكنها ليست حرباً عسكرية، جزء منها عسكري وجزء يتعلق بالإرهاب والأمن والجزء الآخر سياسي، وبالتالي ما تقولينه صحيح لكن بشكل مختلف، الأمر لا يتعلق فقط بسورية، فسورية جزء من هذه الحرب.
السؤال الثاني:
لكنك قلت، إن سورية أصبحت مسرحاً لهذه الحرب، لماذا سورية؟ أعلم أن سورية بلد كبير، لديكم نفط، لكن ليس كالسعودية، لماذا سورية بالتحديد؟
الرئيس الأسد:
6إن لذلك أوجهاً عدة، الوجه الأول، إذا أردت التحدث عن الصراع الإقليمي فإن لسورية علاقة جيدة بإيران، والسعودية أرادت، لنقل، تدمير إيران بشكل كامل ربما بالمعنى السياسي وربما بالمعنى العملي ولأسباب مختلفة، وبالتالي فإنهم أرادوا من سورية أن تقف ضد إيران، ولذلك فإن تدمير سورية يمكن أن يؤثر على إيران بشكل سلبي وفق ما أعتقد، بالنسبة للغرب، فإن سورية وروسيا حليفتان منذ عقود، فإذا قوضوا موقع سورية فإن بوسعهم التأثير سلبياً على روسيا، كما أن هناك أمراً آخر يتعلق بالدور التاريخي لسورية، لقد لعبت سورية ذلك الدور في المنطقة على مدى قرون، فقد كانت دائماً محور الديناميكيات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بالتالي فإن السيطرة على سورية منذ زمن الفراعنة أي قبل ميلاد المسيح كان هدفاً جيوسياسياً وقد تحارب الفراعنة والحتيون لتحقيق هذا الهدف، هذا هو الأساس التاريخي، وبالتالي فإن لسورية دوراً جيوسياسياً وكذلك بسبب موقعها على البحر المتوسط وبسبب مجتمعها حيث إن سورية تقع على خط فالق زلزالي بين مختلف الثقافات في هذه المنطقة، وكل ما يحدث في سورية سيؤثر على المنطقة سلباً وإيجاباً، لذلك فإن السيطرة على سورية مهمة جداً، رغم أن سورية بلد صغير لكنها مهمة جاً للسيطرة على باقي أنحاء المنطقة. ثانياً، سورية دولة مستقلة، والغرب لا يقبل بأي دولة مستقلة سواء كانت سورية بصفتها بلداً صغيراً، أو روسيا بصفتها قوة عظمى، ما هي مشكلتهم مع الروس؟ لأنكم تقولون، نعم وتقولون، لا ، ينبغي أن تقولوا دوماً، نعم، وبالتالي فإن هذه هي مشكلة الغرب، لهذه الأسباب تم استهداف سورية.
السؤال الثالث
بعض وسائل الإعلام الغربية وجدت أن الحرب في سورية باتت صراعاً مباشراً بين روسيا والولايات المتحدة، هل تتفقون مع هذا الرأي؟
الرئيس الأسد
نعم لسبب بسيط يتعلق بما قلته في البداية عن أن القضية هي الإرهاب، روسيا أرادت محاربة الإرهاب لأسباب مختلفة، ليس من أجل سورية وحسب وليس من أجل روسيا وحسب بل من أجل المنطقة بأسرها ومن أجل أوروبا والعالم بأسره، لأنهم بشكل أو بآخر يفهمون معنى أن يتفشى الإرهاب بطريقة معينة، الولايات المتحدة كانت دائماً ومنذ حرب أفغانستان في مطلع الثمانينات وحتى اليوم تعتقد أنه يمكن استخدام الإرهاب كورقة يستطيعون اللعب بها ووضعها على الطاولة.
الصحفية
نعم
الرئيس الأسد:
ورقة يضعونها في جيبهم ويخرجونها متى شاؤوا، إذاً أنت تتحدثين عن كيانين مختلفين، أيديولوجيتين مختلفتين وسلوكين مختلفين ومقاربتين مختلفتين، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يكون هناك مثل هذا الصراع، وحتى لو كان هناك حوار فإنهما لا يتوافقان.
السؤال الرابع:
الآن لدينا لاعب جديد في هذه المنطقة، التدخل التركي، بينما لا يتحدث عن هذا التدخل أحد الآن كما لو أن شيئاً لم يحدث، ما رأيكم بالدور الذي تلعبه تركيا في هذه الحرب؟ وماذا عن تدخلها؟
الرئيس الأسد:
إذا بدأنا بالحديث عما يحصل اليوم فإنه يعد غزواً.
الصحفية:
غزو !
الرئيس الأسد:
هذا التوغل يشكل غزواً سواء كان على جزء صغير أو كبير من الأراضي السورية، إنه غزو ويتعارض مع القانون الدولي ومع الأخلاق ويشكل انتهاكاً للسيادة السورية، لكن ما الذي يريده الأتراك من هذا الغزو بصرف النظر عن القناع الذي يلبسونه لتغطية نواياهم الحقيقية، هم يريدون تبييض صفحتهم وتغطية نواياهم الحقيقية المتمثلة في دعم “داعش ” و”النصرة”.
الصحفية:
هل تعتقد أنهم لا يدعمونهما الآن؟
الرئيس الأسد:
لا، إنهم لا يزالون يدعمونهما، لكنهم أتوا للقول، “إننا نحارب “داعش” وسيكون لنا”.
الصحفية:
إنه لأمر سخيف، ما يقولونه سخيف، أعني عندما يقولون، “نحن نحارب “داعش””، هم صنعوا “داعش”.
الرئيس الأسد:
بالطبع تماماً، هم صنعوا “داعش” وهم دعموا “داعش” وهم يقدمون لهم كل الدعم اللوجستي ويسمحون لهم ببيع نفطنا من خلال حدودهم وعبر أراضيهم بمشاركة إبن أردوغان وحاشيته، جميعهم كانوا ضالعين في العلاقة مع “داعش”، العالم كله يعرف هذا، لكن، بهذا الغزو أرادوا أن يغلفوا “داعش” بغلاف جديد كي يتمكنوا من التحدث عن قوات معتدلة جديدة والتي هي في الحقيقة لها نفس أسس “داعش”، ينقلون السيطرة على منطقة ما من “داعش” إلى هذه القوات ويقولون إن “داعش” هزم في تلك المنطقة بفضل القصف التركي وبفضل القوات التركية وعملائها، إنها مجرد مسرحية يجري تمثيلها ليراها العالم بأسره، والسبب الثاني هو أنهم أرادوا تقديم الدعم للنصرة في سورية.
الصحفية:
أراد أن يدعم “النصرة”؟
الرئيس الأسد:
كما أراد، أعني أردوغان على وجه التحديد، أن يكون له دور في الحل في سورية بصرف النظر عن ماهية هذا الدور شعر بأنه معزول العام الماضي بسبب “داعش”.
الصحفية:
لكنه لا يزال يشعر بأن سورية جزء من الإمبراطورية العثمانية، بالنسبة له إنها أراضيه.
الرئيس الأسد:
تماماً، تشكل أيديولوجيته مزيجاً بين أيديولوجية الإخوان بعنفها وتطرفها والإمبراطورية العثمانية أو السلطنة.
الصحفية:
لديه طموحات، نعم.
الرئيس الأسد:
وبالتالي، فهو يعتقد أنه بهاتين الأيديولوجيتين يستطيع صنع مزيج يمكنه من السيطرة على هذه المنطقة، ولهذا السبب دعم الإخوان المسلمين في جميع البلدان بما في ذلك سورية، أنت محقة.
السؤال الخامس:
بعد إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك أوقفت روسيا علاقاتها مع تركيا، الآن وبعد اعتذاراته عدنا مجدداً ويبدو أن الصداقة قد تجددت من حيث السياحة والعلاقات الدبلوماسية وكل شيء، في الماضي وصف بوتين ما فعله أردوغان بأنه “طعنة في الظهر” عندما أسقطت الطائرة من قبل الأتراك، هل تعتقد أننا، نحن الروس، نرتكب خطأ بالوثوق بأردوغان مرة أخرى بعد خيانته؟
الرئيس الأسد:
لا، في الواقع فإني أنظر إلى هذه العلاقة بإيجابية.
الصحفية:
تنظر إليها بإيجابية؟
الرئيس الأسد:
نعم، بالتأكيد، لماذا؟
الصحفية:
لماذا؟
الرئيس الأسد:
إننا نتحدث عن طرفين، آخذين في الاعتبار أن هذين الطرفين ليست لديهما نفس الرؤيا، ولديهما مواقف مختلفة، روسيا تبني سياستها على القانون الدولي واحترام سيادة الدول الأخرى وفهم تداعيات انتشار الإرهاب في أي مكان من العالم في حين أن الطرف الآخر الطرف التركي يبني سياسته على أيديولوجية الإخوان المسلمين، إنهم لا يحترمون سيادة سورية ويقومون بدعم الإرهابيين، وبالتالي يمكنك رؤية حالة من الاستقطاب وتجدين الدولتين على طرفي نقيض بشكل كامل، بالتالي من خلال هذا التقارب بين روسيا وتركيا فإن أملنا الوحيد نحن في سورية أن تتمكن روسيا من إحداث بعض التغييرات في السياسة التركية، هذا أملنا وأنا متأكد أن هذا هو الهدف الأول للدبلوماسية الروسية حيال تركيا هذه الأيام لتتمكن من تقليص الضرر الذي حدث بسبب تجاوزات الحكومة التركية على الأراضي السورية، آمل أن يتمكنوا من إقناعهم بأن عليهم التوقف عن دعم الإرهابيين ومنع تدفقهم عبر حدودهم ووصول الأموال إليهم.
الصحفية:
لكن بالنسبة لأردوغان فإن هؤلاء الإرهابيين هم أدوات للنفوذ، لن يمنع أي شيء عن هذه الأداة لأن هؤلاء جماعته وسيحاول أن يحارب معهم وسيبدؤون بالتحارب معه، أعني أن ثمة مخاطرة كبيرة في رفضه رعاية الإرهاب، إن ذلك يشكل خطراً على سلطته.
الرئيس الأسد:
نعم ولهذا السبب لم أقل إن الروس سيغيرون سياسته بل قلت إنهم سيقلصون الضرر لأنه كشخص ينتمي إلى الأيديولوجيا العنيفة والمتطرفة للإخوان المسلمين لا يمكن أن يكون شخصاً مستقيماً إذا توخينا الصراحة والواقعية، ولهذا فإن ما تتحدثين عنه واقعي جداً وأوافقك الرأي مئة بالمئة، لكن بالمحصلة عليك المحاولة وإذا تغير واحداً بالمئة فإن هذا جيد وإذا تغير عشرة بالمئة فإن ذلك سيكون أفضل، لن يحدث تغيير كامل بالضرورة وليس لدينا مثل هذه الآمال، إننا لا نرفع كثيراً من سقف توقعاتنا وخصوصاً فيما يتعلق بشخص كأردوغان وعصبته لكن أي تغيير في هذه اللحظة سيكون جيداً وأعتقد أننا نتشارك مع المسؤولين الروس حالياً هذا الأمل من خلال هذه العلاقة وأعتقد أنه هنا تكمن حكمة تحرك الحكومة الروسية نحو الحكومة التركية ليس لأن الروس يثقون بهذه الحكومة لكنهم بحاجة لعلاقات جيدة مع الشعب وهذا صحيح تماماً.
السؤال السادس:
بالنسبة لي هذا غريب لم يقم تنظيم “داعش” بأيديولوجيته بتهديد “إسرائيل” أبداً، كما أن “إسرائيل” لم تهدد “داعش”، يبدو وكأن ثمة اتفاقاً ما ربما ليس على الصداقة بل على الحياد، لماذا تعتقد أن الأمر كذلك؟ وما هو دور “إسرائيل” في هذه الحرب؟
الرئيس الأسد:
ليس “داعش” وحسب ولا “النصرة” وحسب، كل شخص وكل إرهابي حمل بندقية وبدأ بالقتل والتدمير في سورية تلقى الدعم من “إسرائيل” سواء بشكل غير مباشر من خلال الدعم اللوجيستي على الحدود أو أحياناً من خلال تدخل مباشر من قبل “إسرائيل” ضد سورية من مختلف الميادين في سورية. لماذا؟
لأن “إسرائيل” عدونا ولأنهم يحتلون أرضنا ولأنهم ينظرون إلى سورية بوصفها عدواً، بالطبع، وبالنسبة لهم فهم يعتقدون أنهم إذا قوضوا موقع سورية وجعلوها أضعف بشكل عام كمجتمع وجيش ودولة فإن ذلك سيعطي “إسرائيل” الذريعة لعدم التحرك نحو السلام لأن ثمن السلام هو إعادة مرتفعات الجولان لسورية.
إذا بالنسبة لهم فإن سورية ستكون مشغولة بقضية جديدة ولن تكون مهتمة بالتحدث عن الجولان أو عن عملية السلام أو حتى أن تقوم بفعل أي شيء لاستعادة أراضيها، لهذا السبب تدعم “إسرائيل” كل إرهابي، ليس هناك تناقض بين “إسرائيل” وأي منظمة مثل “النصرة” أو “داعش” أو أي منظمة مرتبطة بالقاعدة.
السؤال السابع:
جيشكم فقد الكثير من الدماء، هذا واضح، لكن من جهة أخرى عندما أكون في دمشق وأرى عدداً كبيراً من الشباب في المقاهي يشربون القهوة منذ الصباح أتساءل “من هم هؤلاء الشباب ولماذا ليسوا موجودين في الجبهة”، يقولون لي إنهم طلاب، بعد هذا أرى مراكز اللياقة الجسدية مليئة بالشباب مفتولي العضلات، ماذا يفعل هؤلاء هنا؟ أرسلوهم جميعاً إلى الجبهة، أنا لا أفهم لماذا لم تقوموا بتعبئة عامة للجيش كما فعلنا نحن في الحرب الوطنية؟ بشكل عام عندما كان لدينا حرب كبيرة أرسلنا جميع الرجال إلى الجبهة.
الرئيس الأسد:
ما لدينا الآن هو ما يمكن تسميته تعبئة جزئية، لماذا جزئية أو ما معنى جزئية؟ أي أنها ليست بأعلى مستوياتها، إن أعلى مستويات التعبئة يعني مشاركة الجميع في القتال على مختلف الجبهات العسكرية وهذا يعني ألا يكون أحد في الجامعات وألا يكون هناك مدرسون في المدارس ولا موظفون يقومون بأي شيء وحتى الشاحنات والسيارات سيتم استخدامها من قبل الحكومة وكل شيء آخر سيكون جزءاً من هذه الحرب، سيكون ذلك مقبولاً لو كانت هذه الحرب ستستمر لبضعة أسابيع أو ربما بضعة أشهر فقط لكن بالنسبة لحرب مستمرة لحوالي ست سنوات الآن فإن هذا يعني شلل المجتمع وشلل الدولة ولن تتمكني من كسب الحرب إذا كان لديك مجتمع مشلول، ولذلك ينبغي أن يكون هناك توازن بين الحرب وبين الاحتياجات الأساسية للمجتمع، الجامعة والخدمات التي ينبغي تقديمها للناس لهذا السبب من الحيوي تحقيق ذلك التوازن؟ هذه هي وجهة نظرنا.
السؤال الثامن:
لكن حتى برامجكم التلفزيونية، صحيح أني لا أفهم اللغة العربية، لكنني عندما أشاهد التلفزيون يبدو لي وكأني في بلد في وقت السلم وهناك القليل مما يوحي أن هناك حرباً، وبعد ذلك هناك برامج عن الرياضة وعن الأطفال وعن المدارس، أشاهد ذلك وأفكر، يا إلهي أنا في بلد أسمع فيه عن كيفية انفجار الألغام في المدن، وهنا أرى كأن شيئاً لا يحدث، يبدو لي وكأن هذا مبالغ به، إذا أردت أن تبعث الروح الوطنية في الناس ينبغي أن تشرح لهم وأن تقول: “يا شباب نحن في حرب كبيرة”، وهذا بالتحديد ما تفعله كل البلدان، لا تعجبني هذه الصورة للحياة السلمية، هذا غير موجود هنا.
الرئيس الأسد:
وسائل إعلامنا ليست منفصلة عما يحدث، لكن مرة أخرى ينبغي تحقيق التوازن بين مدى ما يقربك من الحياة الطبيعية، ليست حياة طبيعية كاملة، ولذلك أنت بحاجة لهذا التوازن، هناك بالطبع العديد من وجهات النظر المختلفة فيما يتعلق بوسائل الإعلام لأن الإعلام يتعلق بالتصورات، وما تقولينه وما تتحدثين عنه الآن نسمعه في سورية، “كيف يفعلون هذا”؟
بالمقابل إذا توجهت أكثر من اللازم نحو الحرب يقولون: “ليس كل شيء في حالة حرب، نحن بحاجة أن نعيش حياة طبيعية”، أو “ينبغي أن نحافظ على استمرارية الحياة”، لنقل، ليس الحياة الطبيعية بل المحافظة على استمرارية الحياة، تحقيق هذا التوازن ليس سهلاً، هناك وجهات نظر مختلفة، لكن بالمحصلة فإن التحدي الرئيسي لا يتمثل بالحرب فقط بل بكيفية تمكنك من العيش بشكل يومي، إذا لم تحاولي عيش هذه الحياة فإن الإرهابيين سيهزمونك لأن هذه هي غايتهم.
الصحفية:
كنا نعيش على هذا النحو عندما حدثت الحرب الوطنية العظمى، كانت جميع المدن فارغة ولم يكن فيها إلا النساء وكان هناك بالطبع أطباء وبعض المدرسين لكن الجميع كانوا على الجبهة، أعطيك مثالاً من أسرتي، كان أبي وأشقاؤه الأربعة على الجبهة، ترك أبي المدرسة وهو في سن الثالثة عشرة، كان يذهب إلى أحد المصانع لصنع القنابل وكان ذلك طبيعياً، ما كنا لنكسب تلك الحرب لو أننا لم نرسل جميع رجالنا إلى الجبهة.
الرئيس الأسد:
نعم، لكن عندما تتحدثين عن الحرب فإن الحرب ليست عسكرية وحسب، الحرب تشمل كل شيء، الجزء الأكثر أهمية من حربنا لا يتعلق بالإرهابيين وحسب، الجزء الذي يوازي قضية الإرهابيين أهمية هو الاقتصاد، نحن نتعرض لحصار ولذلك علينا أن نفعل كل ما في وسعنا للمحافظة على دوران هذه العجلة وتقدمها إلى الأمام.
الصحفية:
أفهم ذلك.
الرئيس الأسد:
ولهذا عليك أن تركزي كل جهدك على هذه الحياة لأنه دون هذه الحياة الطبيعية لا يمكن أن يكون لديك اقتصاد، إذا جلس الجميع في منازلهم وعاشوا حياة الحرب في تلك الحالة يتوقف الإنتاج.
السؤال التاسع:
لماذا طلبت المساعدة من روسيا تقريباً في اللحظة الأكثر حرجاً؟ تقريباً عندما كان كل شيء في حالة انهيار وحتى حياتك كانت في خطر.
الرئيس الأسد:
أولاً، هناك علاقة تقليدية بين سورية وروسيا وخلال أسوأ أوقات هذه العلاقة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كانت العلاقة جيدة، لم تكن سيئة لكنها لم تكن دافئة.
الصحفية:
ولهذا السبب كان بوسعك أن تطلب المساعدة في وقت مبكر أكثر.
الرئيس الأسد:
لا، طلبنا المساعدة منذ البداية لكن التصعيد لم يكن على المستوى الذي كان عليه العام الماضي لأنه قبل ذلك كان الجيش السوري يتقدم إلى الأمام وأعداؤنا، دعينا نستخدم هذا المصطلح، عندما رأوا أننا نتقدم على الأرض بدؤوا بالتصعيد عبر استقدام المزيد من الإرهابيين من الخارج المزيد من الأجانب الذين باتوا يأتون من أكثر من مئة بلد، بالمحصلة فإن سورية بلد صغير وعدد سكانها ليس كبيراً جداً، وبالتالي كنا بحاجة لمساعدة أصدقائنا، تدخلت إيران وحزب الله، وكان تدخل روسيا كقوة عظمى حاسماً في تغيير توازن القوى على الأرض لهذا السبب كان من الطبيعي أن نطلب مساعدة روسية، كانوا قد ساعدونا من قبل ربما ليس بشكل مباشر من خلال القوى الجوية وكانوا يرسلون لنا كل شيء، كل دعم لوجيستي احتجناه لتلك الحرب، لكنهم يعيشون معنا، فالخبراء العسكريون الروس يعيشون في سورية منذ أربعة عقود، لقد رأوا على الأرض أنه خلال ذلك الوقت في عام 2014 بدأ التوازن يتغير لمصلحة الإرهابيين بدعم من الغرب ودول أخرى مثل السعودية وتركيا وقطر، وكان الروس مستعدين للتدخل بشكل مباشر، لهذا السبب دعوناهم، ولأننا نثق بهم بالطبع، إننا نثق بسياستهم فسياستهم تقوم على الأخلاق قبل المصالح، نثق بهم لأننا نعرف أنهم أرادوا أن يدعمونا لأنهم أرادوا التخلص من الإرهابيين وليس لأنهم أرادوا أن يطلبوا منا أي شيء بالمقابل فهذا ما لم يفعلوه أبداً، حتى هذه اللحظة لم يطلبوا منا أي شيء بالمقابل، كل هذه العوامل شجعتني والحكومة والمؤءسسات السورية على طلب المساعدة الروسية.
السؤال العاشر:
قبل ما يسمى الثورة أنا متأكدة أنك تلقيت عروضا من أعدائك الحاليين، نوعاً من أنواع العروض أو الصفقات، ما الذي كانوا يريدونه منك، سمعت على سبيل المثال أن قطر أرادت أن تمد أنبوبا عبر سورية، هل هذا صحيح أم لا؟ هل تلقيت عرضاً ما قبل ذلك؟
الرئيس الأسد:
العروض بدأت بعد الأزمة.
الصحفية:
حسنا.
الرئيس الأسد:
لأنهم أرادوا استخدام الأزمة، بمعنى إذا فعلت هذا فسنساعدك.
الصحفية:
لكن ما الذي أرادوه منك فعلاً؟
الرئيس الأسد:
لكن قبل الأزمة، لم يكن ما قدموه عرضاً، بل أرادوا استخدام سورية بشكل غير مباشر، لم يقدموا عرضا بل أرادوا إقناعنا بفعل شيء ما، حين ذاك كانت القضية الرئيسية في كل العالم هي الملف النووي الإيراني، وكان المطلوب من سورية إقناع إيران بالعمل ضد مصالحها حينها، فرنسا حاولت والسعودية أرادت منا أن نبتعد عن إيران دون مبرر فقط لأنهم يكرهونها.
الصحفية:
لكن ماذا عن هذا الأنبوب؟ هل صحيح أنهم أرادوا مد أنبوب غاز عبر سورية؟
الرئيس الأسد:
لا، لم يتحدثوا عن ذلك لكن كان من المفترض أن يمر أنبوب من الشرق، من إيران فالعراق فسورية إلى البحر المتوسط وأنبوب آخر من الخليج إلى أوروبا بحيث تصبح سورية بذلك هي المركز في مجال الطاقة بشكل عام، ولا أعتقد أن الغرب كان سيقبل سورية هذه، سورية التي رفضت أن تكون دمية في يد الغرب لا يسمح لها أن تحظى بهذا الامتياز أو النفوذ، وبالتالي أعتقد أن هذا أحد العوامل التي لم يتحدثوا عنها مباشرة، بعد الحرب أتى العرض مباشرة من السعودية بمعنى إذا قمت..
الصحفية:
مباشرة ممن.
الرئيس الأسد:
من السعوديين.
الصحفية:
من السعوديين؟
الرئيس الأسد:
إذا ابتعدت عن إيران وأعلنت قطع أي شكل من أشكال العلاقات مع إيران فسنساعدك، هكذا وببساطة شديدة وبشكل مباشر.
السؤال الحادي عشر:
قلت في إحدى مقابلاتك إن هذه الحرب صعبة لأن قتل الإرهابيين أمر بسيط بينما قتل أيديولوجيا أمر صعب جدا، وعندما تحدثت إلى ضباطك على الجبهة قالوا لي: “كيف يمكن أن تحاربي شخصاً لا يخشى الموت”، بالنسبة له فإن الموت يسعده لأن اثنتين وسبعين عذراء ستكون بانتظاره في الجنة، أما الناس الطبيعيون فإنهم يخشون الموت بالطبع، وبالتالي في هذه الحالة فإن المعنويات تختلف حيث كانت معنويات الإرهابيين أعلى بكثير، كيف يمكن قتل هذه الأيديولوجيا؟
الرئيس الأسد:
أنت محقة إذا تحدثت عن أولئك المقاتلين الأيديولوجيين أو الإرهابيين الذين يقاتلون جيشنا فإن الطريقة الوحيدة هي قتالهم والتخلص منهم، ما من طريقة أخرى، إنهم ليسوا مستعدين لأي حوار، ولا وقت لديك للحوار، عليك حماية مواطنيك، وبالتالي عليك قتلهم، لكن ذلك لا يكفي لأن هناك عملية إعادة توليد كألعاب الفيديو حيث يمكن إعادة توليد أي شيء تريدينه، تقتلين شخصاً، فيظهر عشرة أشخاص آخرون وبالتالي ما من نهاية لتلك القضية، الأمر الأكثر أهمية على المدى المتوسط والطويل هو محاربة هذه الأيديولوجيا من خلال أيديولوجيا مماثلة لكن معتدلة، لا يمكن محاربة التطرف في الإسلام بأي أيديولوجيا أخرى سوى الإسلام المعتدل، إذاً هذه هي الطريقة الوحيدة لكنها تستغرق وقتاً وتتطلب أجيالاً شابة، والعمل على هذه الأجيال الشابة والعمل على وسائل تجفيف الأموال التي تدفع من قبل الحكومة السعودية والمنظمات السعودية غير الحكومية والمؤسسات السعودية التي تروج للأيديولوجيا الوهابية حول العالم، لا تستطيعين القول.. “سأحارب هذه الأيديولوجيا”، وفي الوقت نفسه تسمحين لمشايخهم أو أئمتهم بالترويج لهذه الأيديولوجيا الظلامية في مدارسهم، هذا مستحيل، وهذا ما يحدث في أوروبا، تتحدثين عن أجيال، الجيل الثالث أو الرابع يعيش الآن في أوروبا، ويرسلون لنا الإرهابيين من أوروبا الآن، لم يعش هؤلاء في منطقتنا ولا يتحدثون العربية وربما لا يقرؤون القرآن، لكنهم متطرفون لأنهم سمحوا للأيديولوجيا الوهابية باختراق أوروبا.
إذاً علينا معالجة العديد من الأشياء، عليك التعامل مع وسائل الإعلام، التعامل مع وسائل الإعلام القوية الممولة ببترودولارات السعودية ودول الخليج الأخرى التي تروج لهذا التطرف، كيف تتعاملين مع ذلك؟ يتطلب ذلك العديد من الأوجه والعديد من المسارات المتوازية في الوقت نفسه، هذه هي الطريقة الوحيدة لهزيمته، لكن التعامل مع الإرهابيين يشكل الجزء الأخير وهذا هو الجزء الإجباري، لا يمكن تجنبه، لكنه لا يمثل الحل.
السؤال الثاني عشر:
نعم، لكني كنت أشعر دائماً أن ثمة شيئاً من الغموض يكتنف القتال على دمشق وأفهم لماذا يأتي العديد من المرتزقة إلى هنا، أحد أساتذة الفقه الإسلامي شرح لي أنهم يؤمنون فعلاً بمدينة دابق وبأنها ستشكل نهاية العالم، والمعركة الرئيسية بين الخير والشر، ولهذا السبب فإنهم مستعدون الآن، كنت في البوسنة على سبيل المثال وكان هناك العديد من المرتزقة الذين يعبرون البوسنة ويقولون.. “نحن ذاهبون إلى دابق”، بالنسبة لهم فإن لذلك معنى روحياً، كيف يمكن قتل هذا؟ لا أستطيع أن أتخيل ذلك.
الرئيس الأسد:
تماماً تماماً.
الصحفية:
لأن هناك حملة دعائية كبيرة على شكل: “اذهبوا إلى دابق، اذهبوا إلى سورية لأنها المكان الرئيسي الذي ستحدث فيه نهاية العالم”.
الرئيس الأسد:
باتت مكاناً مقدساً الآن للقتال.
الصحفية:
نعم باتت بمثابة مكان مقدس.
الرئيس الأسد:
بمعنى أنه إذا أردت أن تذهب إلى الجنة فعليك أن تمر بسورية ربما إذا مت في مكان آخر فلن تذهب إلى الجنة، هذا جزء من الأيديولوجيا، ولهذا السبب فإنهم
الصحفية:
إنهم متأكدون من أنهم إذا ماتوا في سورية فإنهم سيذهبون مباشرة إلى الجنة؟
الرئيس الأسد:
هكذا يفكرون، وبعضهم يعتقد أنهم إذا قتلوا المزيد من الأبرياء فإنهم سيتناولون الإفطار في رمضان مع النبي على سبيل المثال، هذا ما يعتقدونه، يتم غسل أدمغتهم بشكل كامل ولذلك لا تستطيعين لومهم، إنهم جاهلون ومعظمهم يافعون ويتم استخدامهم.
الصحفية:
نعم، وفي بعض الأحيان يكونون أطفالاً.
الرئيس الأسد:
تماماً، لكن الأمر يتعلق بآلة تعمل منذ عقود على غسل هذه الأدمغة ونشر هذا التطرف في العالم الإسلامي وفي أوساط الجاليات المسلمة خارج العالم الإسلامي.
السؤال الثالث عشر:
هل أنت راض عن التدخل الروسي على مدى العام الماضي؟ هل حققنا شيئاً جدياً هنا؟
الرئيس الأسد:
باختصار قبل ذلك التدخل ورغم وجود ما يسمى “التحالف الأمريكي” وهو بالنسبة لي تحالف مضلل لم يفعلوا شيئاً، كانت “داعش” و”النصرة” تتمددان، أصبح لديهم عدد أكبر من المقاتلين وازداد حجم تجنيد واستقدام الإرهابيين، حصلوا على المزيد من النفط لتصديره من خلال تركيا إلخ
بعد التدخل الروسي تقلصت مساحة المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين، وبالتالي فإن الواقع يتحدث عن نفسه، هذا هو الأثر الرئيسي وأي أثر آخر يعد هامشياً إزاءه، لقد غيروا ميزان القوى على الأرض لغير مصلحة الإرهابيين.
السؤال الرابع عشر:
فيما يتعلق بالمسألة الكردية، كنت في القامشلي وسمعت منهم أنهم يريدون تأسيس فيدرالية، قالوا: “نموذجنا المثالي للدولة هو أن نكون على نمط روسيا، في روسيا العديد من القوميات التي تشكل الاتحاد الروسي، لماذا لا يمكن لسورية أن تصبح فيدرالية”؟ وبصراحة فإن أياً من أكراد سورية لم يتحدث معي عن الانفصال أو إقامة دولة مستقلة، قالوا “نريد أن نكون في سورية لكننا نريد حكماً ذاتياً”؟ هل توافقون على ذلك أم لا؟ أقول هذا لأنهم مقاتلون جيدون ضد “داعش”.
الرئيس الأسد:
دعيني أوضح مختلف الجوانب لهذه القضية، أولاً لا نستطيع التحدث عن أن مجموعة معينة أو مجموعة كاملة في سورية تريد شيئاً، كما يتم الحديث عن الأكراد أو الأتراك أو العرب أو الشيشان أو الأرمن أو أي مجموعة أخرى لدينا، وبالتالي يمكن أن نتحدث عن جزء من الأكراد بحاجة لهذا، جزء مهم فقط منهم، أما أغلبيتهم فلا تطالب بذلك، لم يطرحوا أبداً..
الصحفية:
أنا لا أتحدث بالطبع عن الأكراد في دمشق، إنهم يعيشون هنا.
الرئيس الأسد:
نعم أعني حتى في الشمال فإن جزءاً منهم فقط يتحدث عن هذا، هذا أولاً، ثانياً، عندما تتحدثين عن الفيدرالية أو أي نظام مشابه آخر ينبغي أن يكون ذلك جزءاً من الدستور والدستور ليس ملكاً للحكومة بل يعكس إرادة الشعب السوري، فإذا كانوا بحاجة لنظام سياسي خاص في سورية فعليهم أن يقنعوا السوريين بذلك، لا فائدة من مناقشة ذلك معي حتى لو قلت: “نعم إنها فكرة جيدة ولا أمانع حدوثها” كرئيس أو كمسؤول أو كحكومة، لا أستطيع أن أمنح ذلك لهم فأنا لا أملكه، أنا لا أملك النظام السياسي في سورية، كل شيء يجب أن يكون
الصحفية:
عبر استفتاء؟
الرئيس الأسد:
تماماً، ينبغي أن يستفتى الشعب السوري ليقول نعم أو لا، ثانياً بعض الناس يتحدثون عن فيدرالية كردية في الشمال بصرف النظر عما تحدثتُ عنه وأن معظم الأكراد لا يطالبون بذلك، لكن لو أرادوا ذلك فإن الأغلبية في تلك المنطقة هم من العرب، إذاً كيف يمكن أن يكون هناك فيدرالية كردية بينما الأغلبية هم من العرب؟
الصحفية:
لكن هل تتواصلون معهم؟
الرئيس الأسد:
نعم بالطبع، إننا نتعامل معهم ونتفاوض ونحن دائماً
الصحفية:
تتفاوضون معهم؟
الرئيس الأسد:
بالطبع، دائماً، وقد قدمنا لهم الدعم خلال الحرب ضد “داعش”، أرسلنا لهم الأسلحة، وجيشكم يعرف جميع هذه التفاصيل.
السؤال الخامس عشر:
لكن بصراحة عندما كنت أتجول في بلادكم لم أر أي نوع من المعارضة دون أسلحة، أعني مع من يمكن أن تتحدثون؟ هل لديكم شركاء حقيقيون في المفاوضات أم أنها مهمة مستحيلة؟
الرئيس الأسد:
هذا سؤال مهم للغاية، لكن ينبغي أن تعرفي كلمة معارضة، الآن معظم العالم يستخدم كلمة معارضة هنا للتحدث عن أولئك الذين يحملون البنادق ويقتلون الناس، لا ينبغي تسمية هؤلاء معارضة، المعارضة مصطلح سياسي ولا يجوز أن يكون مصطلحاً عسكرياً.
الصحفية:
نعم، هذه هي المشكلة، لكن الجميع لديهم بنادق، مع من تتحدثون؟
الرئيس الأسد:
تماماً، إذا أردت التحدث عن المعارضة السياسية بالطبع لدينا معارضة، لدينا شخصيات ولا تحضرني الأسماء الآن، لكن لدينا شخصيات، يمكنك أن تبحثي عن الأسماء، لدينا تيارات أو حركات سياسية.
الصحفية:
أي تيارات؟ ما هي أسماء هذه؟
الرئيس الأسد:
هناك أحزاب جديدة، وبوسعنا تزويدك بأسمائها ولدينا عدد كبير، قد لا يشغلون جميعهم مقاعد في البرلمان على سبيل المثال لكن خلال الأزمة وحتى قبلها كان هناك عدد كبير، يمكننا إعطاؤك قائمة بهم جميعاً، هناك أحزاب جديدة أعلنت عن نفسها أحزاباً معارضةً مؤخراً، ومرة أخرى بوسعنا إعطاؤك قائمة بها جميعا، لكن السؤال هنا إذا أردنا التفاوض وتلك هي النقطة المحورية في سؤالك، المسألة لا تتعلق بالأطراف التي سأتفاوض معها بل بمن يتمتع بالنفوذ والتأثير، بمن يستطيع أن يغير الوضع على الأرض، إذا كنت سأجلس مع كل هذه المعارضات سواء كانت داخل أو خارج سورية، سواء كانت معارضات وطنية أو معارضة مرتبطة بدول أخرى، وليس بالشعب السوري دعينا نفترض أننا جلسنا معهم وأننا اتفقنا على أي شيء وقلنا، “إن ما اتفقنا عليه جيد لمستقبل سورية”، السؤال هو، من الذي سيؤثر بالإرهابيين على الأرض؟ جميعنا يعرف أن أغلبية أولئك الإرهابيين ينتمون إلى مجموعات مرتبطة بالقاعدة، “داعش” و”النصرة” و”أحرار الشام” ومنظمات أخرى، إنها لا تنتمي لأي حركة سياسية، إنهم لا يكترثون لأي أيديولوجيا سوى أيديولوجيتهم الأيديولوجيا الوهابية، وبالتالي حتى لو تفاوضنا مع المعارضة السياسية، فإننا لا نستطيع تغيير الوضع، إذاً، هذا هو الجزء الأهم من المشكلة، وبالتالي فأنت محقة، مع من سأتعامل؟الصحفية:
نعم مع من؟
الرئيس الأسد:
الأمر الأكثر أهمية هو من يغير الوضع معي؟ كحكومة لدينا وسائلنا، يمكننا التغيير، نحن نحارب الإرهابيين، ماذا بوسع تلك المعارضات أن تفعل؟ هذا هو السؤال وأنا لا أستطيع الإجابة عنه، عليهم هم أن يجيبوا. عليهم أن يقولوا نستطيع فعل هذا وفعل هذا.
السؤال السادس عشر:
جميع وسائل الإعلام الغربية تستقي المعلومات حول الوضع في سورية من هذه المنظمة الغريبة المسماة “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، لكنني فهمت أن هذا المرصد يتكون من مجموعة من شخص واحد.
الرئيس الأسد:
شخص واحد يعيش في لندن.
الصحفية:
لا أفهم هذا، صدمت عندما عرفت، أعني كيف يمكنهم استخدام هذا كمصدر للمعلومات؟
الرئيس الأسد:
نعم لأن هذا ما يريده الغرب، هم لا يبحثون فعلياً عن أي شيء، إنهم بحاجة لشخص يروج أي معلومات تناسب أجندتهم، وهم يروجون له على أنه حقيقي كحقيقة واقعة، وكما تعرفين فإن معظم الناس في الغرب تعرضوا لغسل دماغ فيما يتعلق بما يحدث في سورية، وهذا ما حصل بالنسبة لموضوع أوكرانيا، أعني أن الحال هو نفسه فيما يتعلق بروسيا حاولوا ونجحوا بغسل دماغ الرأي العام لديهم حول هذه القضية، وهذه إحدى الأدوات، إذاً، هي ليست الأداة الوحيدة بل لديهم العديد من الأدوات المشابهة مثل القبعات البيضاء مؤخراً.
الصحفية:
ماذا من هؤلاء؟
الرئيس الأسد:
في الواقع إنهم يعملون مع “جبهة النصرة” في المنطقة التي تسيطر عليها، كيف يمكن العمل في نفس المنطقة ما لم تكن تحت سيطرة “النصرة”؟ الأمر الأكثر أهمية هو أن العديد من أفرادهم وهناك مقاطع فيديو وصور لهم يحتفلون بموت جنود الجيش السوري، كانوا يحتفلون على أجسادهم.
الصحفية:
قبل وقت ليس بالطويل، تعني عندما قصفت أمريكا الجيش السوري، هل تعني هذه الحالة؟
الرئيس الأسد:
لا، لا بل في مناطق مختلفة في حلب.
الصحفية:
في مناطق مختلفة؟
الرئيس الأسد:
في حلب كان هناك معارك وصوروا أنفسهم على جثث الجنود السوريين كانوا من القبعات البيضاء مع “النصرة” وبالتالي فإن هذا يمثل محاولة لتغيير شكل “النصرة” ووضعها تحت عنوان القبعات البيضاء وتصويرهم على أنهم أشخاص جيدون ويضحون بحياتهم لمساعدة الآخرين ومساعدة الأطفال وعلى أساس أن هذه الصورة العاطفية ستؤثر في الرأي العام في الغرب.
الصحفية:
وأنتم لا تعرفون حتى من أين أتت هذه الصور؟
الرئيس الأسد:
عذراً؟
الصحفية:
من أين أتت هذه الصور؟
الرئيس الأسد:
لا، إنهم لا يتحققون من شيء، فهذا غير مهم بالنسبة لهم، الآن يمكنك العثور على أي شيء على الإنترنت لكن لا يمكنك التحقق من أي شيء على الشبكة، إنك تشاهدين وتنتابك مشاعر عاطفية لأن الصورة في سورية ينبغي أن تكون بالأبيض والأسود، الأشخاص الخيرون ضد الجيش السيئ أو الرئيس السيئ أو الحكومة السيئة أو المسؤولين السيئين، هذه هي الصورة الوحيدة التي أرادوا الحصول عليها لإقناع رأيهم العام بوجوب الاستمرار في الضغط وأنهم يدعمون الشعب السوري الطيب ضد حكومته السيئة وما إلى ذلك، تعرفين هذه الحملة الدعائية.
السؤال السابع عشر:
لكن ما الذي سيعطيكم إياه تحرير حلب من منظور استراتيجي؟
الرئيس الأسد:
نحن نسمي حلب توأم دمشق، لعدد من الأسباب، إنها ثاني أكبر مدينة في سورية، دمشق هي العاصمة السياسية، في حين أن حلب هي في الواقع العاصمة الاقتصادية في سورية.
الصحفية:
لكن لم يعد هناك صناعة الآن، لقد كنت هناك وكل شيء منهار؟
الرئيس الأسد:
تماماً، معظم المعامل في حلب لا تعمل، لقد سرقت وأخذت إلى تركيا.
الصحفية:
لكن إذا استعدتم حلب فما الذي يتغير في الحرب؟
الرئيس الأسد:
لأنها ثاني
الصحفية:
المدينة الثانية، لكن يمكنكم عزل “النصرة” عن
الرئيس الأسد:
أولاً وقبل كل شيء فإن ذلك يشكل مكسباً سياسياً، على المستوى الاستراتيجي، مكسباً سياسياً ومكسباً وطنياً ثم من المنظور الاستراتيجي والعسكري فإن ذلك لا يعزل “النصرة” بل إن حلب كمدينة كبيرة ستشكل منطلقاً للتحرك إلى مناطق أخرى وتحريرها من الإرهابيين، هنا تكمن أهمية حلب الآن.
الصحفية:
حسناً، إنها عملية تحرير، لكن ما هي خطوتكم التالية؟ كيف ستقطعون هذه الصلة بين تركيا وإدلب؟ لأن هذا هو المصدر الرئيسي الممر الرئيسي للمال والجنود وكل شيء؟
الرئيس الأسد:
لا يمكن قطع تلك الصلة لأن إدلب محاذية لتركيا، إنها تماماً على الحدود السورية التركية، وبالتالي لا يمكن فصل تلك المنطقة بل ينبغي تنظيفها، ينبغي أن نستمر في تنظيف هذه المنطقة ودفع الإرهابيين إلى تركيا كي يعودوا من حيث أتوا أو قتلهم، ليس هناك خيار آخر، لكن حلب ستشكل منطلقاً مهماً جداً للقيام بهذا التحرك.
السؤال الثامن عشر:
ما هو العدد التقريبي للمرتزقة الأجانب الذين عبروا الى بلادكم خلال السنوات الخمس الماضية؟
الرئيس الأسد:
لا يستطيع أحد عدهم، لأنه ليس لدينا حدود منتظمة الآن، إنهم لا يعبرون الحدود بشكل نظامي بالطبع، لكن التقديرات التي نشرها أحد مراكز الأبحاث الألمانية قبل بضعة أسابيع تتحدث عن مئات آلاف الإرهابيين.
الصحفية:
مئات الآلاف؟
الرئيس الأسد:
مئات الآلاف، تتحدث عن أكثر من 300 ألف، وهو ما لا أعرف إذا كان؟
الصحفية:
أكثر من 300 ألف؟
الرئيس الأسد:
نعم، لا أعلم إذا كان الرقم دقيقا أم لا، صحيحاً أم خاطئا، حتى لو تحدثت عن مئات الآلاف أو حتى إذا تحدثت عن مئة ألف فإن ذلك يشكل جيشاً كاملاً.
الصحفية:
إنه جيش، جيش كامل.
الرئيس الأسد:
تماماً، ولهذا السبب تستمرين بالتخلص منهم لكن لا يزال هناك استقدام للمزيد من الخارج، إذا أنت تتحدثين عن مئات الآلاف يأتون من مختلف مناطق العالم وهذا واقعي جداً لأنه هناك مئات آلاف الإرهابيين في سائر أنحاء العالم يعتنقون نفس الأيديولوجيا وهي الأيديولوجيا الوهابية، هذا واقعي جداً، وليس من قبيل المبالغة.
السؤال التاسع عشر:
تحدثت إلى المعارضة في إسطنبول عام 2012 إلى شباب قالوا لي “نريد حقوق الإنسان”، كانوا أشخاصاً علمانيين طبيعيين دون لحى وكانوا بالمناسبة يشربون البيرة في رمضان، لكن خلال بضع سنوات أصبحوا متعصبين، هذا غريب بالنسبة لي فقد كانوا علمانيين تماماً، ثم، من هم قادة “داعش”؟ إنهم عقداء ورواد سابقون في جيش صدام حسين، إنهم أشخاص علمانيون أيضاً، كيف أصبح هؤلاء جيشاً من المتعصبين؟ لا أفهم؟
الرئيس الأسد:
جزء من هذا له علاقة بما حدث في العراق بعد الغزو عام 2003 حيث بات الجيش الأمريكي أو الأمريكيون بشكل عام يسيطرون على كل شيء في العراق، بما في ذلك السجون وكان زعيم “داعش” ومعظم حاشيته في السجن نفسه، إذاً تأسس تنظيم “داعش” في العراق تحت الإشراف الأمريكي.
الصحفية:
ربما لم يكن “داعش” في تلك الفترة، بل القاعدة؟
الرئيس الأسد:
نعم، كان اسمها الدولة الإسلامية في العراق.
الصحفية:
الدولة الإسلامية؟
الرئيس الأسد:
لأنها لم تكن موجودة في سورية حينذاك، لهذا السبب سميت الدولة الإسلامية في العراق، كان ذلك عام “2006”.
الصحفية:
“2006”؟
الرئيس الأسد:
“2006” بالطبع.
الصحفية:
كان هناك أصلاً الدولة الإسلامية عام 2006.
الرئيس الأسد:
11بالطبع، في عام 2006 بالطبع قبل انسحاب الأمريكيين، لهذا السبب لعبوا دوراً مباشراً أو غير مباشر في تأسيس “داعش”، الآن عندما يأتي الأمر إلى سورية، عندما تتحدثين عن بداية المشكلة، قبل أن يتحدث أحد عن “النصرة” أو “داعش” كانوا يسمونها “الجيش الحر” كقوة علمانية تحارب الحكومة والجيش، في الواقع ومنذ البداية إذا عدت إلى الانترنت فستجدين مقاطع الفيديو والصور، وكل شيء، بدأ قطع الرؤوس منذ الأسابيع الأولى، إذا ومنذ البداية كانت حركة متطرفة لكنهم سموها “الجيش الحر”، لكن عندما أصبحت أكبر وأكبر ولم يعد بالإمكان إخفاء عمليات قطع الرؤوس كان عليهم أن يعترفوا بوجود “النصرة”، لكنها في الواقع هي نفسها، “النصرة” هي نفسها “الجيش السوري الحر” وهي نفسها “داعش”، إنها نفس القواعد تنتقل من منطقة إلى أخرى لأسباب مختلفة، أحد هذه الأسباب هي الأيديولوجيا والسبب الآخر هو الخوف لأنهم إذا لم ينتقلوا من مكان إلى مكان قد يتعرضون للقتل، السبب الثالث هو المال، كانت “داعش” تدفع أعلى الرواتب في وقت معين، قبل عام أو عامين، وقبل ذلك، كان عدد كبير من أفراد “النصرة” و”الجيش السوري الحر” قد انضم إلى “داعش” من أجل المال، وبالتالي هناك عدد من العوامل المختلفة لكن العامل الأساسي
الصحفية:
لكن التعصب
الرئيس الأسد:
لكن نفس الأساس المتطرف هو الذي يشكل العامل المشترك بين جميع هذه الأسماء والمنظمات المختلفة.
السؤال العشرون:
هل لي أن أطرح عليك سؤالاً شخصياً؟
الرئيس الأسد:
نعم بالطبع.
الصحفية:
في عام 2013 عندما كانت حياتك في خطر كبير عندما كانت أمريكا على وشك القيام بقصف سورية لماذا لم ترسل أسرتك إلى مكان آمن؟
الرئيس الأسد:
كيف يمكن أن تقنعي السوريين بالبقاء في بلادهم بينما تطلبين من أسرتك مغادرة البلد، لا تستطيعين ذلك، ينبغي أن تكوني الأولى، بكل المعاني، فيما يتعلق بالعنوان الوطني، ينبغي أن يكون المرء هو الأول كرئيس، وفيما يتعلق بأسرته وبكل من يحيط به في الحكومة وبموظفيه، لا يمكن أن تقنعي الناس في بلدك بأنك تستطيعين الدفاع عن بلدك بينما لا تثقين بجيشك في الدفاع عن أسرتك.
الصحفية:
أفهم ذلك.
الرئيس الأسد:
لهذا السبب فإن ما فعلته كان طبيعيا، في الواقع لم نفكر أبداً بهذا.
الصحفية:
شكراً جزيلاً لك على هذه المقابلة.
الرئيس الأسد:
شكراً لقدومكم إلى سورية.
========================
الكونفدنسيال: القاعدة تتبع استراتيجية بعيدة المدى بسوريا
http://arabi21.com/story/953390/الكونفدنسيال-القاعدة-تتبع-استراتيجية-بعيدة-المدى-بسوريا#tag_49219
عربي21 - وطفة هادفي# الجمعة، 14 أكتوبر 2016 06:45 م 0927
رأت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية أن سوريا تمثل الآن المكان المناسب، بالنسبة لـ"الجماعات المتطرفة"، لتطبيق مخططاتها، والتجذر فيها لضمان البقاء على قيد الحياة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في السابق كان تنظيم القاعدة يعتمد على العنف لبسط نفوذه، ويلجأ للشريعة لإخضاع الأفراد غير المقتنعين بأيديولوجيتها، كما لجأت في بعض الأحيان إلى الخطف والابتزاز، مثل ما حصل مع سنة الأنبار، من أجل السيطرة على مساحة أكبر من الأراضي وزيادة نفوذها في المنطقة.
لكن الحرب في سوريا أحدثت ثورة في استراتيجية تنظيم القاعدة وغيره من "الجماعات المتطرفة" الجديدة. وقد تبين في الفترة الأخيرة أن تنظيم القاعدة قدم سيناريو جديدا بطريقة مختلفة لشن "حربه المقدسة". وهذه الاستراتيجية التي وضعت على المدى البعيد؛ تحاول خلق هوية وإنشاء تحالفات عاطفية وعسكرية مع السكان، لضمان بقاء التنظيم على قيد الحياة والتجذر في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن جبهة النصرة، حاليا جبهة فتح الشام، هي التكوين الذي يمثل نموذج الجهاد الجديد، وهو الفرع الذي ينفذ المهمة السرية لتنظيم القاعدة في سوريا، كما تقول الصحيفة. وقد بدأ تنفيذ هذه الاستراتيجية عندما عبر ستة قادة من تنظيم القاعدة في العراق، سرا، في عام 2011، الحدود الشمالية الشرقية لسوريا لتأسيس مشروع سياسي جديد.
وفي هذا السياق، قال تشارلز ليستر، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة في سوريا، إنه "بعد خمس سنوات، أصبحت جبهة فتح الشام واحدة من الجماعات المسلحة الأكثر قوة، داخل الحرب في سوريا. وقد بلغت هذا المستوى بفضل استراتيجيتها الصلبة وقدرتها على التجذر والاندماج داخل المجتمعات المعارضة".
وأضافت الصحيفة أن نجاح تنظيم القاعدة لا يقف فقط على مخطط عسكري ناجح، وإنما يرتكز في الأساس على مخطط سياسي محكم التدبير. وفي الوقت الذي فشلت فيه محادثات السلام، وعدم وفاء الولايات المتحدة بوعودها، إضافة إلى تواصل هجمات النظام السوري وحليفه الروسي ضد المدنيين؛ نجح تنظيم القاعدة في تطوير مشروعه كسلطة سياسية حليفة للمعارضة في سوريا.
وبينت الصحيفة أن الاتجاه الجديد لتنظيم القاعدة، يسعى إلى كسب نفوذ متزايد والتأثير في السكان المحليين؛ ليصبح تدريجيا جزءا لا يتجزأ من هذا المجتمع، بدلا من تحقيق انتصارات عسكرية. وعموما فالتنظيم يسعى إلى زرع جزئيات وأساسيات أيديولوجيتها، في هذا المكان الذي تنوي البقاء فيه إلى الأبد.
وفي حديثها عن المشروع المدني لتنظيم القاعدة في سوريا، قالت الصحيفة إنه في آذار/ مارس 2013؛ أنشأ أحمد عزوز، برفقة 24 عضوا آخرين من قادة المعارضة السورية، هيئة بلدية أطلق عليها اسم "المجلس المحلي"، وذلك لتوفير الخدمات العامة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة والمتضررة بشدة من القصف والقتال. وفي الوقت نفسه، كون قادة جبهة النصرة في حلب إدارة موازية تحمل اسم "الإدارة العامة للخدمات"، لإدارة الخدمات نفسها والتنافس مع المجلس المحلي. وكان أول شيء قامت به الإدارة الجديدة هو السيطرة على إمدادات الكهرباء والمياه لتوزيعها مجانا، لكسب تأييد السكان. وقبل بضعة أشهر، كونت المجموعة نفسها هيئة ثانية أطلق عليها اسم "قسم الإغاثة"، لتوزيع الخبز والبطانيات والغاز والمواد الغذائية للفقراء.
ونقلت الصحيفة قول عزوز بأن مجموعته شهدت عدة المواجهات مع جبهة النصرة، فقرروا أخيرا تقسيم الدوائر فيما بينهم. وعلى الرغم من ذلك، لم يكف التنظيم عن عرقلتهم وقطع المياه والكهرباء في الكثير من المناطق، وذلك لإظهار أن المجلس المحلي ليس كفؤا، "لكن هذا ليس بالتنافس السياسي الديمقراطي"، كما يقول.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن المشروع السياسي للمعارضة السورية لا يتلاءم مع استراتيجية جبهة فتح الشام، إلا أن جزءا من المعارضة قبل التعاون معها؛ لأنه على يقين بأن هذا التنظيم هو عنصر أساسي في محاربة بشار الأسد. وبهذه الطريقة، يضمن فرع تنظيم القاعدة التفوق العسكري من جهة، ودعم السكان من جهة أخرى، كما تقول الصحيفة.
وعموما يعد التفوق العسكري والدعم المحلي عنصري أساسيين يمكنان هذا التنظيم من تحقيق حلمه السياسي. ولهذا السبب يرى العديد من الخبراء أن جبهة فتح الشام هي أخطر من تنظيم الدولة، وتهدد بشكل مباشر مستقبل الديمقراطية في سوريا، وفق ما تنقله الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الناشط السوري في أمريكا، عمار عبد الحميد، قوله إن "إخفاقات الولايات المتحدة الأمريكية المتعددة، دعمت مشروع تنظيم القاعدة في سوريا، مثلما فعلت قبل مع تنظيم القاعدة في العراق".
 وفي الأشهر الأخيرة، قامت جبهة النصرة ببعض التغييرات التي تخدم مشروعها السياسي، ففي مرحلة أولى أعلنت عن انفصالها عن تنظيم القاعدة، ثم أبدت مزيدا من العلنية مع وسائل الإعلام، والبحث عن دعم أكثر من قبل المعارضة. ففي ظل عجز المجتمع الدولي لوضع حد للحرب، نجحت جبهة فتح الشام في ترسيخ وجودها بصفتها لاعبا سياسيا في المنطقة المضطربة.
وبينت الصحيفة، أنه من المتوقع أن نجد جبهة فتح الشام في قائمة الأطراف المتفاوضة في عمليات السلام المستقبلية؛ لأنه لا أحد قادر على التنافس مع هذا التكوين ذي المخططات المدروسة بدقة؛ إلا في حال تدخل 50 ألف جندي لمكافحة الإرهاب، وفق الصحيفة.
========================
 
الصحافة العبرية :
موقع ويللا الإخباري :إسرائيل ترى في روسيا شريكا لتنظيم عملياتها بسوريا
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/15/إسرائيل-ترى-في-روسيا-شريكا-لتنظيم-عملياتها-بسوريا
قال الخبير العسكري أمير بوخبوط إن الجيش الإسرائيلي يراقب التطورات العسكرية الجارية في الجولان، خاصة في ظل الحرب الدائرة في سوريا.
وذكر بوخبوط بموقع ويللا الإخباري أن مراقبة التطورات تتم من خلال الاستعانة بالوسائل التكنولوجية المتطورة التي تراقب السيارات المفخخة ومعسكرات التدريب وطرق القتال، سواء لجيش بشار الأسد أم للمنظمات المعارضة له، حيث تتجهز إسرائيل لليوم الذي قد يتوجه القتال ضدها.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي في عهد رئيس أركانه السابق بيني غانتس قرر تشكيل وحدة عسكرية جديدة مهمتها التحضير لليوم الذي يوجه فيه السوريون سلاحهم نحو إسرائيل، وقرر حينها إقامة وحدة مهمتها جميع المعلومات الأمنية والاستخبارية، وتعمل بين منطقتي جبل الشيخ وجنوب هضبة الجولان.
وأضاف بوخبوط أنه يمكن رؤية المسلحين السوريين على بعد مسافة مئات الأمتار فقط في منطقة القنيطرة القديمة، مما يمكن الجيش الإسرائيلي من جمع المزيد من المعلومات العملياتية التي تجعله مستفيدا من أي حراك على الأرض، مشيرا إلى أنه رغم الهدوء الذي يخيم على الحدود البرية بين إسرائيل وسوريا فإن هناك توترا في أجوائها العالية.
من جانبه قال المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان بصحيفة يديعوت أحرونوت إنه مع مرور عام كامل على تدخل روسيا العسكري  في سوريا يتبين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاد في مساعدة الأسد.
وأضاف أن الجانب الإيجابي لإسرائيل في التدخل الروسي في سوريا أن هناك شريكا قد تتفاهم معه، فقد بات بوتين هو صاحب البيت في دمشق، ولم يعد الأسد أو خامنئي من يصوغ القرار في سوريا، ومع بوتين تستطيع إسرائيل أن تنسق لتنفيذ عملياتها في سوريا.
لكن الجانب السيئ لإسرائيل من التدخل الروسي يكمن في تزويد الجيش السوري بالمعدات القتالية الجديدة، مما قد يعيق حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء جارتها الشمالية سوريا، من خلال حيازته لمنظومة أس300.
========================
معاريف: انتهاء الحرب في سوريا يُقرّب حرب لبنان الثالثة
http://www.almomahedon.com/ar/2016/10/14/معاريف-انتهاء-الحرب-في-سوريا-يُقرّب-حر/
 
احداث عصرنا    14 أكتوبر 2016    المشاهدات 62     0 تعليق 
 
نقلت صحيفة “معاريف” الاسرائيلية عن مصادر سياسية وأمنية رفيعة المستوى، اشارتها الى أن الرئيس السوري بشار الأسد “الرجل الذي لم يتوقّع أحد أنّه سيشهد عام 2016، أعلن عن عزم قوات الجيش السوري على أن تستعيد من جديد كلّ المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون”، لافتة الى أن “الأسد اكتفى بهذه الجملة لكي يُوضح أنّ الحرب بعيدة عن الانتهاء”، متسائلة: “كيف ستنتهي؟ وماذا سيحدث في سوريا فيما بعد؟”.
وتوقعت المصادر الأمنية “بعد انتهاء الحرب في سوريا، بقاء بعض التنظيمات المعادية لإسرائيل في منطقة حدود هضبة الجولان، وأولئك الذين يُحاولون تنفيذ أعمال إرهابية مثل عمليات وضع عبوات ناسفة أو إطلاق صواريخ مضادة للدبابات”، كاشفة أن “قائد لواء الشمال في الجيش الإسرائيلي الجنرال افيف كوخافي، أمر قبل عدّة أشهر الكتائب التي تعمل في المنطقة بالتدرب على هذا السيناريو والاستعداد للقتال على الحدود السوريّة واللبنانيّة”.
ولفتت الى أنه “تمّ تزويد المقاتلين الإسرائيليين بمكبرات صوت وبآليات أخرى تسمح بالتواصل مع مواطنين في مناطق القتال. ومن بين عدّة أمور، تابعا، بحثت القيادة أمر كيفية ردّ الجيش الإسرائيليّ على الهجمات الإرهابية في اليوم ما بعد الحرب”، معتبرة أن “اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا سيسمح لـ”حزب الله” بالتركيز من جديد على إسرائيل، حيث سيعود مقاتلون كثر تابعون لـ”حزب الله” إلى جنوب لبنان، وهذه المرة لديهم خبرة عسكرية هائلة وكذلك كثير من العتاد”. وشددت المصادر على أن “انتهاء الحرب في سوريا، يُقرّب حرب لبنان الثالثة”.
ولفت البروفيسور إيال زيسر، إحدى الشخصيات في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، الى أنه لا يتوقع “مستقبلًا ورديًا لسكان المنطقة الشمالية في اسرائيل”، مشددا على أن “نتيجة انتهاء الحرب الأهلية الحالية الدائرة اليوم في سوريا، ستكون حتما اندلاع حربا أخرى، ولا داعي للتحدث عمّا يمكن فهمه من ذلك وعملية عودة للحياة مكلفة ومطولة”.
ورأى أن “سوريا مقسمة لثلاثة أقسام: منطقة يُسيطر عليها النظام السوريّ بقيادة الأسد، وأخرى كرديّة، وأخرى ثالثة يُسيطر عليها أْو يتنافس للسيطرة عليها العشرات أو حتى المئات من التنظيمات”، معتبرا أنه “في نهاية المطاف سيبقى الأسد في الحكم ولا يبدو أنّ هناك شخص لديه القوة المطلوبة للتخلّص منه”.
ورجح زيسر أن “يحكم الأسد الجزء الذي يسيطر عليه اليوم، ورويدًا رويدًا سيُسيطر على المناطق التي فقدها، لذلك فإنّ الحرب ستستمر حتى بعد انتهاء الحرب، لكن بشكل مختلف”، مشيرا الى أن “أحد اللاعبين المهمين في الساحة السورية هو تنظيم داعش، لكن أهميته آخذة في التراجع”.
وأكد أن “داعش هزيل الآن في مناطقه، يحتاج أمر قهره لوقتٍ، لكن في حال تعافت العراق وسوريا كدول فإنهما ستقضيان على داعش”، لافتا الى أن “داعش لا يعني الأسد، من يهمه هم الآخرين، جبهة النصرة والتنظيمات التي تعمل غرب سوريا
========================
"هآرتس": "حزب الله" يهرب سلاحًا استراتيجيًا إلى لبنان برعاية روسيا
http://www.lebanon24.com/articles/1476504306187789100/
 ورد في صحيفة "الديار" أن آخر ما كان يخطر ببال جنرالات الحرب الاسرائيليين، ان تصل الاوضاع في سوريا الى نجاح "حزب الله" في تلقف الدعم الروسي للنظام في سوريا، وصولا الى دعم مباشر يتلقاه الحزب من دولة عظمى، باتت اللاعب الاساسي في المنطقة، والمقرر للمسار الذي تسلكه الحرب في سوريا، وهو ما يضاف الى سلسلة طويلة من الاخفاقات الاسرائيلية، في سياق رهانها على سقوط نظام الرئيس بشار الاسد، وما يمكن ان يشكله ذلك من اضعاف لـ"حزب الله"، بالاستناد الى القراءة الاسرائيلية التي تنظر الى دمشق على انها البوابة المشرعة للحزب في اطار مقاومته للاحتلال الاسرائيلي.
وتوقف المحللون والخبراء الاستراتيجيون الاسرائيليون، عند التطورات السريعة الحاصلة على الجبهة السورية، في ظل تشديد الحصار على القسم الشرقي من مدينة حلب، التي بات يُنظر اليها على انها الساحة الحاسمة لمجمل الحرب الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات، واشتداد الصراع الروسي ـ الاميركي، والتبدل في خارطة التحالفات بين القوى الاقليمية، سيما على محاور تركيا ـ روسيا، وتركياـ ايران، وروسيا ـ مصر، ومؤشرات عن بداية انفتاح وترطيب اجواء بين مصر وسوريا، لكن يبقى الهاجس الاسرائيلي يتركز حول تنامي قدرات "حزب الله" الصاروخية، وتأثير ذلك في الواقع الاسرائيلي، السياسي والاقتصادي والعسكري، فيما حوصرت الامال الاسرائيلية بإقامة علاقة مع موسكو، بـ "تفاهم" لتجنب حدوث اخطاء وحوادث جوية مع الطائرات الروسية، وسجل في السياق، اختراق روسي من خلال طائرة من دون طيار، للاجواء السورية المحتلة، وهو رسالة روسية فسرها الاسرائيليون على انه "حادث حصل بالخطأ"، اٌضيفت الى ذلك التقارير التي تحدثت عن قدرة المضادات السورية على سد الطريق أمام طائرات سلاح الجو الاسرائيلي في سماء سوريا، بعد التصدي الصاروخي الروسي للطائرات الاسرائيلية فوق منطقة القنيطرة في الجولان السوري.
ـ "حزب الله" جزء من معسكر تقوده روسيا ـ
رأى المعلّق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، ان "حزب الله" اليوم، هو جزء من المعسكر الذي تقوده روسيا الذي يقوم بتشديد الخناق على حلب لمصلحة نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد في سوريا، ويمكن أن تعتقد منظمة "حزب الله" بأن تقوية العلاقة مع موسكو والوجود الروسي يسمح لها بحرية العمل بخصوص تهريب السلاح، ان حزب الله قد يحاول في هذه الظروف إدخال سلاح متطور الى لبنان، بعضه من صنع روسي، الأمر الذي أعلنت اسرائيل في السابق عن اعتباره خطاً أحمر. ويرى انه من اجل تقوية الدفاعات الروسية الجوية في سوريا، هناك تأثير محتمل آخر بالنسبة لاسرائيل، فقد أعلنت روسيا في الآونة الاخيرة عن نشر سلاح يشمل صواريخ اس 400 وانواع مختلفة من صواريخ اس 300، اضافة الى الاجهزة الدفاعية الموجودة على السفن، وبعض هذه الاسلحة يبلغ مداها حوالى 400 كلم، وإن تعزيز السلاح الروسي سيؤثّر في أي خطوة لسلاح الجو الاميركي أو الاسرائيلي في سوريا أو لبنان.
ويتوقف المحلل الاسرائيلي عند اقرار البرلمان الروسي اتفاقاً مع سوريا، يقضي بأن تقوم موسكو بالاستمرار في تشغيل قاعدة سلاح الجو الخاصة بها في اللاذقية، بالتزامن مع تهديد روسي باعتبار كل هجوم اميركي على الجيش السوري الموالي للنظام، عملا من شأنه أن يهدد الجنود الروس في سوريا، فيما تحدثت وسائل الاعلام الروسية عن التوجيهات المتشددة لاطلاق النار، أعطيت للقوات الروسية في سوريا، في حال تعرضها للخطر. في الوقت نفسه، تنشر تقارير معلومات حول حجم الانتشار العسكري الروسي في سوريا، حيث تمت مضاعفة الوجود الروسي منذ انهيار وقف اطلاق النار في 19 ايلول الماضي، وقد أرسلت روسيا مؤخرا سفينتين اضافيتين حاملة للصواريخ الى شواطىء سوريا، ونشرت صواريخ جديدة من نوع أرض - جو، ويبدو أنها أرسلت المزيد من طائرات "سوخوي".
من مخاطر التدخل الروسي في سوريا تعزيز محور المقاومة
وكتب محلل الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية يارون فريدمان، عن مرور عام على الدخول العسكري الروسي المباشر في الحرب على سوريا وتأثيرته السلبية في اسرائيل بالقول: إن الروس يأملون في الأشهر المقبلة بتحقيق حسم في مدينة حلب، الأمر الذي يؤثر في معنويات "المعارضة" ويقضي نهائيا على ما يحصل في سوريا، وهم يخططون في المرحلة المقبلة للانتقال إلى محاربة "داعش"، بعدما حققوا إنجازات عندما أنهكوا سيطرة "داعش" في شمال سوريا عبر القصف الجوي، وفي المقام الأول عبر إعادة السيطرة على مدينة تدمر القديمة، من دون تدمير آثارها. ورأى إن الجوانب السلبية للتدخل الروسي، هي تعزيز أمن محور المقاومة وزيادة مستوى تسلُّح الجيش السوري الذي تسلّم مؤخرا صواريخ أس-300، مشيرا الى أن تطوير الصواريخ السورية سيصعّب على سلاح الجو الإسرائيلي العمل في سوريا في المستقبل، مضيفاً أنه سيكون من الصعب على إسرائيل مراقبة نقل سلاح روسي إلى "حزب الله" أو إلى النظام السوري والعمل ضده وفق الظروف الحالية.. للأسف الشديد، لقد فشل الربيع العربي في سوريا منذ العام 2011، وحلم "الديموقراطية" تبدد.
ـ التلفزيون الاسارائيلي: إنتهاء الحرب في سوريا يقرِّب الحرب مع لبنان ـ
وفي سياق متصل ، يرى عدد من المحللين الاسرائيليين، ومن بينهم حذّر البروفيسور في جامعة تل ابيب الاسرائيلية آيال زيسر من أنه في اللحظة التي ستنتهي فيها الحرب في سوريا، سيبدأ العد العكسي لجولة إضافية من الحرب مع لبنان، وقال للقناة الثانية في تلفزيون العدو ان كلام الرئيس السوري بشار الأسد بأن قوات الجيش السوري مصممة على إعادة السيطرة على كل المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون، يؤكد أن الحرب لن تنتهي قريباً، وان (الرئيس السوري بشار) الاسد باق في السلطة، ولا احد لديه القوة على ازاحته وسيحكم الرئيس السوري في المناطق التي يسيطر عليها اليوم، وشيئاً فشيئًا سيسيطر على كل المناطق التي خسرها، فيما ستتواصل المعارك أيضا بعد انتهاء الحرب، لكن بشكل مختلف.
وفي رأيه، ان التنظيمات المسلحة التي تقاتل الأسد منفصلة ومتفككة وغير موحدة، لذلك من الصعب عليهم التوحد لإقامة دولة في مناطقهم أو النجاح في إسقاط الأسد، وأنّ الجيش الإسرائيلي يخشى قيام التنظيمات المعادية لإسرائيل والمتمركزة في منطقة حدود هضبة الجولان (المحتلة) بتنفيذ عمليات من هناك، مثل تفجير عبوات جانبية أو إطلاق صواريخ مضادة للدروع، لافتا الى أن تقديرات تسود في أروقة الجيش الإسرائيلي، تفيد بأن اتفاق وقف القتال في سوريا سيسمح لـ "حزب الله"، بالتركيز مجددًا على إسرائيل، وأن أعدادا كبيرة من مقاوميه عادوا إلى جنوب لبنان مع تجربة عملانية جبارة والكثير من التجهيزات، وان تقديرات الجيش الاسرائيلية تجزم أن انتهاء الحرب في سوريا، يقرِّب حرب لبنان الثالثة.
========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان :مدير "MI6" السابق: تخلينا عن الساحة السورية لروسيا
http://arabi21.com/story/953053/مدير-MI6-السابق-تخلينا-عن-الساحة-السورية-لروسيا#tag_49219
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور، حول تصريحات مدير المخابرات البريطانية السابق "إم آي-6"، التي قال فيها إن عدم معاملة الغرب لكل من الصين وروسيا بصفتهما قوتين عظميين "يتسبب في ضرر كبير لنا".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن المسؤول الاستخباراتي السابق جون سويرز، قوله إن العالم يواجه مستوى من الخطر يشبه وضع الحرب الباردة؛ بسبب تخلي الغرب عن الساحة السورية للروس، وفشله خلال السنوات الخمس عشرة الماضية في التعامل مع روسيا بصفتها قوة عسكرية عظمى، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى تطوير علاقة استراتيجية مع موسكو
ويشير الكاتب إلى أن سويرز كان يتحدث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، حيث قال: "نحن نتحرك الآن نحو مرحلة خطيرة، إن لم تكن الأخطر، كما كان الحال في الحرب الباردة؛ لأننا لم نركز على العلاقة الاستراتيجية بين موسكو وواشنطن".
وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤول الاستخباراتي السابق أكد أهمية اعتراف الغرب بأن ميزان القوى قد تغير؛ وذلك بسبب زيادة القوة العسكرية الروسية، واستعداد موسكو لاستخدام هذه القوة.
ويفيد التقرير بأن سويرز انتقد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي دعا إلى مظاهرات أمام السفارة البريطانية في لندن، مشيرا إلى أهمية أن يكون الوزير واعيا بضرورة حماية الطاقم الدبلوماسي البريطاني في موسكو، وقال: "نتذكر ما حدث لسفارتنا في طهران"، ورغم أنه استبعد هجوما مماثلا على السفارة البريطانية في موسكو، إلا أنه قال: "إننا بحاجة لأن نكون حذرين من نتائج الأشياء التي ندعو لها".
وينوه وينتور إلى أن جونسون قد دعا إلى التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن، كجزء من نقده لموقف حملة "أوقفوا الحرب"، التي لم تبد اهتماما بالحرب في سوريا، ولم تشجب جرائم الروس في مدينة حلب، لافتا إلى أن جونسون كرر اتهاماته للروس، بأنهم وراء ضرب قافلة الإغاثة إلى حلب الشهر الماضي، وهو ما دعا وزارة الدفاع الروسية إلى توجيه تهمة "جنون الفوبيا الروسية".
وبحسب التقرير، فإن القصف استمر يوم الثلاثاء على الجزء الشرقي من مدينة حلب، حيث قال الأطباء إن 34 شخصا قتلوا، وجرح 216 آخرين، منوها إلى أن النظام السوري لبشار الأسد والطيران الروسي يُتهمان باستخدام أسلحة فتاكة، من القنابل السجادية للعنقودية إلى البراميل المتفجرة.
وتورد الصحيفة أن سويرز رفض في مقابلته مع "بي بي سي" الدعوات إلى إقامة منطقة حظر جوي؛ لمنع المروحيات السورية والطائرات الروسية قصف مدينة حلب، قائلا إن هذا الخيار كان يجب تطبيقه قبل ثلاث أو أربع سنوات، إلا أنه غير عملي اليوم، وأضاف: "لا يمكن أن تضع قوات الناتو والأمريكيين للعمل في المسرح الذي تعمل القوات الروسية ذاته، لإمكانية حدوث مواجهات بين الطرفين"، مبينا أن إقامة منطقة حظر جوي غير واقعية؛ لأن مخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا قائمة، بالإضافة إلى أنه شكك في سماح روسيا بضرب حلفائها في سوريا.
ويورد الكاتب نقلا عن المسؤول الأمني السابق، قوله إن قرار مجلس العموم في أعقاب الهجوم الكيماوي على الغوطة الشرقية 2013، عدم دعم قرار الولايات المتحدة معاقبة النظام السوري، ترك الغرب دون أي خيارات، وقال: "لقد أخلينا المسرح، ودخل الروس، وكان بالتأكيد خطأ، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في دمشق من نظامهم، ووضعنا خطا أحمر ضد استخدام الأسلحة وفشلنا لأن نتمسك بموقفنا في هذه المناسبة".
وأضاف سويرز قائلا: "لم نتعامل مع روسيا والصين بصفتهما دولتين عظميين، الأمر الذي أدى إلى ضرر كبير"، وقال: "ما نحتاجه في الحقيقة هو التوقف عن التحرك باتجاه الطريق الذي يقود نحو المواجهة".
وينقل التقرير عن مدير المخابرات السابق، قوله إن الغرب لم يعد لديه إطار استراتيجي مع روسيا، كما كان الحال أثناء الحرب الباردة، من أجل التأكد من تحقيق الاستقرار، مشيرا إلى عدم وجود قواعد بين روسيا والصين والغرب، حول شروط الحرب الإلكترونية، وأضاف أن غياب الاتصال الاستراتيجي قاد إلى أزمة أوكرانيا.
 وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول سويرز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أساء قراءة الرسائل القادمة من واشنطن، وتحرك على اعتقاد أنه يقوم بإفشال ثورة مدعومة من الغرب.
=======================
إندبندنت: موسكو ودمشق لا تأبهان بالتهديد العسكري
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/14/إندبندنت-موسكو-ودمشق-لا-تأبهان-بالتهديد-العسكري
علقت افتتاحية الإندبندنت على مأساة حلب بأنها تفوق الوصف وأنه يصعب التصديق بأنه قبل أشهر قليلة فقط بدت القوى الغربية وروسيا كحلفاء في الصراع السوري متحدين ضد تنظيم الدولة ولديهم رغبة واضحة في وضع حد لهذا الصراع الممتد.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الآن بين القوى الأجنبية المتورطة في سوريا وصلت إلى مستوى متدن خطير لم تشهده من قبل، حيث طالبت الإدارة الأميركية بالتحقيق مع روسيا بشأن جرائم حرب، وقد دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الشعب إلى الاحتجاج أمام السفارة الروسية في لندن وحذر الرئيس فلاديمير بوتين من أنه يخاطر بجعل دولته منبوذة.
وأيدت الصحيفة رأي جونسون بضرورة الإبقاء على فكرة القيام بعمل حركي في حلب -إشارة إلى تدخل عسكري- قيد النظر، لكن المشكلة الأكبر لبريطانيا وحلفائها هي أن التهديدات المبطنة بتدخل عسكري ليس لها وزن يذكر في موسكو أو دمشق.
وفكرة أن الولايات المتحدة وغيرها يمكن أن تنشئ منطقة حظر طيران من جانب واحد أقرب إلى ضرب من الخيال منها إلى الحقيقة لأن محاولات القوات الجوية الأميركية وغيرها لإبقاء القاذفات الروسية والسورية على الأرض إما أنها سوف يجري تجاهلها أو سوف تؤدي إلى مواجهة حقيقية.
وبالمثل فإن إمكانية تعقب وتدمير طائرات النظام المسؤولة عن إسقاط البراميل المتفجرة تحمل مخاطر كامنة بهجمات انتقامية من قوات الأسد أو حلفائه، والأمن العالمي محفوف بالمخاطر بما فيه احتمال مواجهة مسلحة بين روسيا والغرب.
وأشارت الصحيفة إلى خيارات أخرى يمكن أن تناقش، منها زيادة الجهود الإنسانية وتحسين مراقبة الطلعات الجوية التي تنفذها المقاتلات الروسية وإصدار تحذيرات لسكان حلب بناء على ذلك عندما تكون هناك مظنة هجوم وشيك.
وعلقت الصحيفة بأن لب المسألة هو أن المعارضة الدولية للأسد ليس لديها الإرادة لاتخاذ الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يكون فعالا ضده في النهاية، ألا وهو هجوم عسكري كاسح.
وهذا يعكس جزئيا افتقاد الشعوب في أميركا وبريطانيا وأماكن أخرى لحماسة التورط في حرب أخرى بالشرق الأوسط، وكذلك لأنه لا توجد ضمانات بأن إسقاط الأسد الآن سيجعل الوضع أفضل، فقد تزداد الأمور سوءا بسهولة وتتحول من حرب شرسة بالوكالة إلى مواجهة عالمية.
وختمت الصحيفة بأن المهمة عسيرة وسوف تتطلب كل ما يمكن من الضغط الدبلوماسي الذي يمكن أن يستثمره الغرب والأمم المتحدة، وخاصة بشأن روسيا، إذا لم يقدر لسكان حلب المحاصرين فيها أن يبادوا تماما كما يفعل بمدينتهم.
========================
الغارديان: إذا كانوا بالفعل يرغبون في وقف الحرب في سوريا لاستهدفوا روسيا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161014_press_saturday
الموضوع الذي كتبه جوناثان فريدلاند يركز على الطريقة التي يتعامل بها الرأي العام مع روسيا موضحا أنه لو قامت الولايات المتحدة بقصف حلب لتظاهر دعاة السلام ومؤيدوهم وحاصروا السفارات الأمريكية في مختلف مدن العالم ويتساءل لماذا يتم التسامح مع بوتين؟
ويقول فريدلاند ساخرا لسوء حظ الأطفال في حلب فإن القنابل التي تتساقط عليهم من السماء فتقتلهم وتدمر بيوتهم وتشرد أسرهم ليست بريطانية ولا أمريكية وإلا لكانت شوارع لندن مزدحمة بالمتظاهرين المطالبين بوقف القصف.
ويضيف فريدلاند أنه للأسف فإن القنابل التي تستهدف حلب وترهب وترعب المدنيين تأتي من الجانب الآخر من جانب بشار الأسد وفلاديمير بوتين وبالتالي فإن ذلك لايؤهل حلب للحصول على تعاطف جماعات السلام ومناهضة الحرب في الغرب.
ويوضح فريدلاند أن نائب رئيس حركة (أوقفوا الحرب) كريس ناينهام قال لوسائل الإعلام إن الحركة لن تنظم أو تشارك في أي احتجاجات ضد موسكو أو بوتين خارج السفارة الروسية في لندن احتجاجا على قصف حلب موضحا أن ذلك سيكون بمثابة مشاركة من الحركة في الحملة المتصاعدة ضد روسيا.
ويضيف فريدلاند أنه من الواضح حسب تصريحات ناينهام أن الحركة ستكرس "كل طاقاتها لمناهضة الغرب".
ويخلص فريدلاند إلى أن المطلوب هو مزيد من الضغط على روسيا لوقف ممارساتها في سوريا موضحا أن المطلوب ليس بالطبع مواجهة حربية لكن كل الأنواع الأخرى من الضغط سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي او الاقتصاد.
========================
التايمز :جونسون: بريطانيا تدرس خيار العمل العسكري في سوريا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161013_uk_press_friday
وكتبت صحيفة التايمز مقالا بعنوان "بريطانيا تدرس خيارات عسكرية في سوريا" وذلك استنادا غلى تصريحات وزير الخارجية بوريس جونسون، أمس الخميس.
وكان جونسون قال إن القصف الجوي على حلب المستمر منذ انهيار الهدنة، غير من الرأي العام الدولي بسبب التدخل الروسي، وأنه لا يمكن القيام بأي عمل عسكري دون الدعم الأمريكي، وبانه تحدث إلى مستشارين للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بهذا الشأن، وأن موقفها أكثر تشددا من موقف الرئيس باراك اوباما.
تقول الغارديان إن متحدثا باسم الخارجية البريطانية، حذر من انه يجب فهم تصريحات الوزير في إطار النقاش الدائر حول احتمالات وفرص وقف الحرب، وليس باعتبارها "أول خطوة للبدء في عمل عسكري ايا كان نوعه.
الصحيفة نقلت أيضا خبر إطلاق بوكو حرام في نيجيريا سراح 21 تلميذة من اللائي اختطفن قبل فترة. وتقول في مقال في صفحة الأخبار الدولية، إن عملية اطلاق سراحهن جاءت بعض مفاوضات بين الحكومة وجماعة بوكو حرام، لكن الغارديان تساءلت لماذا أطلق سراح هذا العدد المحدود فقط اي 21 فتاة من أصل 276 فتاة مخطوفة.
وردت الصحيفة في تقريرها إلى أن العملية هي بادرة انفتاح للحركة على التفاوض، ومع ذلك فهي خطوة تأتي بعد أن حقق الجيش النيجيري انتصارات هامة ضد مسلحي الجماعة، وحرر عددا من القرى، وهنا قد تكون بوكو حرام مجبرة على الانفتاح والتفاوض إذا كانت في مركز ضعف، حسب الغارديان.
========================
فاينانشال تايمز: الاتراك غيروا موقفهم من الحرب في سوريا "بسبب الغرب"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161013_uk_press_friday
جاء خبر فوز المغني وكاتب الكلمات بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب في المرتبة الأولى على صدر الصحف البريطانية بلا منازع، ومع ذلك حلت مواضيع أخرى في في دائرة اهتمام الصحف، مثل ازمة حلب السورية، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، وايضا الضغوط التي يتعرض لها المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، واتهاماته بملامسة نساء بطريقة غير لائقة.
نفوذ روسي على حساب حلب
كتبت ديفيد غاردنار المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا بعنوان "ميل تركيا إلى روسيا يغير من مسار المعركة على الأرض في سوريا" يقول فيه إنه لم يبق الآن إلا خيارين اثنين وهما: أن تسقط حلب في أيدي النظام السوري، أو يتم سحقها بالكامل وتدميرها".
ويرى الكاتب أنه في كلا الحالتين، فإن روسيا هي المنتصرة لأنها حققت هدفين رئيسيين وهما: ضمان بقاء نظام الأسد، واثبات قدرتها على لعب دور إقليمي ودولي مناهض للولايات المتحدة، حسب قول الكاتنب.
ويحلل الكاتب الدور التركي في سوريا بالقول إن الأتراك دعموا المعارضة السورية طيلة خمس سنوات، وفتحوا بلادهم كي تكون معبرا للجهاديين إلى الداخل السوري في حربهم ضد الاسد.
لكنهم الآن انفتحوا على روسيا بشكل كبير وهي حليفة الأسد، وكذا على إيران بدرجة أقل، خاصة بعد المحاولة الانقلابية الأخيرة ضد حكم الرئيس رجب طيب إردوغان، وذلك ما سيؤثر على الوضع على الأرض بشكل كبير، خاصة وأن الهم الأكبر بالنسبة لتركيا حاليا هو الأكراد ومنع اقامة دولة كردية.
ويعتبر الكاتب أن الموقف التركي من الحرب في سوريا تغير بشكل كبير، بعد أن اقتنعت أنقرة بأن الغرب تخلى عن القوى السنية في سوريا، وشرعت قوات الأمن التركية مؤخرا في مداهمات الجهاديين داخل البلاد ومحاولة ابعادهم عن حدودها.
وهنا يصل الكاتب إلى أن محاولة الانقلاب الأخيرة كانت نقطة فارقة بالنسبة للأتراك. فموسكو وطهران حليفتا الأسد سارعتا إلى التنديد بالمحاولة الانقلابية، بينما تأخرت واشنطن والدول الأوروبية في ذلك، ودخلت تلك الدول في جدل مع أنقرة حول انتهاك حقوق الانسان عقب حملة الاعتقالات الكبيرة في تركيا، بالرغم من أنها عضو في حلف شمال الأطلسي، حسب قول الكاتب.
========================
الغارديان: حلب.. مدينة عريقة أنهكتها الوحشية
http://all4syria.info/Archive/353915
– POSTED ON 2016/10/15
الغارديان: ترجمة صحيفة التقرير
منذ أول زيارة لمراسلنا في الشرق الأوسط إلى حلب الشرقية في العام 2012، اتخذت الحرب السورية منعطفًا طاحنًا، قوات الأسد والجهاديين الوحشيين والقنابل الروسية جميعها تسببت في مقتل وتشريد السواد الأعظم من سكان المدينة، بعد تاريخ عمره 3000 عام، حلب خارت قواها، وسقطت راكعة.
من مسافة بعيدة تظهر حلب لوهلة بين دخان وغبار الحرب، واتشح الأفق باللون الرمادي فخيم على سهول الصيف البنية، وأومض الطريق أمامنا بغشاوة اللهيب الذي كفَّن ثكنة عسكرية مهجورة، ثم تسلل إلى مصنع ابتلعته النيران، وطرقات فارغة، وأخيرًا المدينة نفسها.
حتى حينها، أي أيامٍ عقب استيلاء المواطنين السوريين المسلحين المعارضين لحكم بشار الأسد على الجزء الشرقي من المدينة، كان العديد من سكان حلب فروا من المدينة بالفعل، إذ غُلّقت المتاجر، وسُدَّت تقاطعات الشوارع بالدبابات التالفة والحافلات المقلوبة رأسًا على عقب، وقليل من الناس يهرعون في الشوارع الخاوية منكسين رؤسهم.
كان ذلك في أوائل أغسطس (آب) عام 2012، لحظات حاسمة في تاريخ الحرب الأهلية في سوريا حيث سقطت نصف المدينة الثانية وقلب سوريا الصناعي نتيجة ثورة حاكها رجال الطبقة الوسطى من داخل المدينة. كانت تلك زيارتي الأولى للمدينة، تلت عدة زيارات سابقة لبعض المدن المجاورة حيث دفعت الثورة للشمال السوري، ومهد ذلك الطريق أمام “الغارديان” لإعداد تقارير عن الصراع الذي يتضح لاحقًا أنه صراع لا نهاية له.
خلال أكثر من 10 رحلات إلى مدينة حلب، منذ تلك الزيارة الأولى في عام 2012 حتى تقريري الأخير في ديسمبر (كانون أول) عام 2014، أرخت سقوط واحدة من أقدم المدن المأهولة بصفة مستمرة في العالم بينما أنهكتها الوحشية.
وتمكنت الحرب الحديثة من فعل ما لم تقدر عليه أي انتفاضة أو غزو على مر العصور، حرب حولت المدينة نفسها إلى مجرد هيكل مفرَّغ، وأوقعت مركزًا عتيقًا لطالما نجا على مر قرون من الصراع وحتى الزلازل المدمرة في التهلكة.
وعلى طول هذا الطريق، أولئك الذين بقوا وقاتلوا في سبيل تقرير مصير المدينة فتحوا أبواب حرب استشرت وتشعبت لما هو أبعد من حدود سوريا. حلب التي كانت طويلًا في مفترق طرق النقل والتجارة وكانت مركزًا لإمبراطورية، مرة أخرى صارت مركزًا لتحديد مصير المنطقة، وذلك على الرغم من القذائف الروسية التي جعلت من شرقها مكانًا غير صالح للسكن خلال العام الماضي فحسب.
تمحورت زياراتي حول الشرق الذي سيطر عليه المتمردون، وظل غرب حلب خارج حدود زياراتي نتيجة بعض التعطيلات ووقوعها بحزم تحت سيطرة النظام السوري الذي يرفض طلبات الحصول على تأشيرة.
الجبهة القتالية
في زيارتي الأولى لتلك المدينة المقسمة، انتقلنا ببطء خلال حواجز مؤقتة في الشوارع لدخول المنطقة التي شعرت أنها نذير شؤم منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد، والتي تحولت إلى عصيان مسلح. كانت حلب نقطة محورية في الاحتجاجات المدنية الأولى للانتفاضة وصارت الآن بؤرة لدفع المتمردين الذين تبعثرت جراحهم في كل مكان.
أطلقت الرصاصات على الأعلام السورية المرسومة على جدران المجمعات الحكومية العالية، قطع الخرسانة وأغلفة الرصاص النحاسية متناثرة على الطرق كقصاصات الورق الملون في الحفلات –النثار- جنبا إلى جنب مع القمامة. وكان دليلنا للوصول إلى قلب المدينة هو براميل الزيت المشتعلة، حتى حينها كانت المدينة مهجورة إلى حد كبير.
مررنا بمجمع مستشفيات حيث اتخذها المتمردون مقرًا للقيادة، ثم البلدة القديمة؛ المنطقة الوحيدة التي لل تزال الحركة فيها تتسم بهدوء نسبي، ثم اتجهنا للجبهة الأمامية حيث الاقتتال بين القوات السورية والمتمردين، في ضاحية بجنوب غرب حلب تدعى “سيف الدولة”.
هناك، حيث فرقعة نيران البنادق، ودوي المدافع وأصوات إطارات الشاحنات الصغيرة المحملة بالمسلحين يبدو أنها علامة معركة بلغت ذروتها. فرت العائلات من المنطقة قبل المعركة بساعات، فقأت القوات السورية كما فعل المتمردون ثقوبًا صغيرة كثقوب فرار الفئران في جدران المنازل الضيقة لاستخدامها في المعركة، وبينما تقدمنا خلال المنطقة وما تبقى فيها، كانت لا تزال أواني الطهي ممتلئة بالطعام، وبعضها لا يزال فوق الموقد، وبعض الملابس –الغسيل- لا يزال معلقًا على الحبال. ولا يسعك إلا أن ينتابك شعور بشيء محير بينما تطأ قدمك خلال عالم حميم لبعض الغرباء عنك الذين كانوا يمارسون حياتهم الطبيعية فيه قبيل وقت قصير، وقد صار مهجورًا.
الآن، أولئك الذين كانوا على الطريق باتجاه تركيا، ينضمون إلى عشرات الآلاف من المواطنين الآخرين الذين انقلبت حياتهم. في المقابل، وفي تقاطع مجاور، ليس ببعيد عن نقطة المواجهة بين الطرفين، تدفق غرباء غير سوريين إلى المنطقة، يرتدون الدِشداشة وشالات الرأس، بعضهم يحمل أحزمة الذخيرة الجلدية مربوطة على صدورهم، وعدد قليل من المقاتلين الإسلاميين جاؤوا لينضموا للمعركة التي يعتبرونها حربًا مقدسة.
كان الوافدون الجدد في طليعة المجاهدين الذين بدأوا في السفر إلى سوريا من عام 2012 وتجمعوا في الريف، واتضح أنهم دعم واعد على استعداد لمساعدة مجموعات المتمردين غير المُعَدَّة بشكلٍ كافٍ يُمكِّنهم من نقل المعركة إلى مقاتلة نظام الأسد، لكن هؤلاء الوافدين واجهوا تحديًا خطيرًا في إلحاق الهزيمة بقوات النظام.
وحارب الوافدون الجدد بحذر إلى جانب المجموعات المتمردة، وبعضهم ساخرٌ من محاولات فرقة صغيرة في بلدة مجاورة في أثناء محاولتهم إطلاق النار على طائرة هليكوبتر سورية تحوم في السماء.
وصرخ أحد الجهاديين عاليًا “يا حمار! أعطني الدوشكا –سلاح ثقيل- أنا أعرف كيف أطلق الرصاص عليها”. وبعد عدة أيام اختفى الجهاديون أسفل التل في ضاحية تدعى “صلاح الدين”.
طوال الفترة المتبقية من عام 2012، كانت تصلهم التعزيزات يوميًا عن طريق المسافرين عبر الحدود التركية التي يسهل اختراقها، وحينها بدأت لهجة الحرب استحالة من كونها انتفاضة شعبية قومية إلى صراع أيديولوجي لم يكترث لحدودٍ.
بالكاد تعايش الجهاديون مع المعارضة العادية السورية، وقال صبحي محمد، أحد المقاتلين من الوحدة الإسلامية حينها، “يتحتم علينا قبول وجودهم؛ فهم أتوا لمساعدتنا على أساس شرعي إسلامي، لكننا ندرك أن مبتغاهم يختلف عما نريده”، كان صبحي متمركزًا مع وحدته –جميعهم من العمال ذوي الياقات الزرقاء من مدينة الأقمار الصناعية «الباب»- في فيلا أحد الضباط السوريين. ومع قذيفة أحد الدبابات على مسافة من مكانهم، أجبر هؤلاء الرجال على تعلم السباحة في بركة مياه خضراء متعفنة مسيجة بتماثيل حوريات البحر من السيراميك.
قتل صبحي، في وقت لاحق من نفس العام، في معركة قريبة من مكان تمركزه، بينما نمت صفوف الجهاديين، قلت صفوف المتمردين، وكذلك أيضا قلة السكان المتبقين في شرق حلب. ثم أمطرت صواريخ سكود المدينة أواخر عام 2012 مخلفة حفرًا عملاقة في الأرض مبتلعة أحياءً كاملة في التو. وبحلول أوائل العام التالي، غدت ضواحٍ بأكملها تقع شرق قلعة حلب التاريخية مباشرة مهجورة، واستمرت الضربات الجوية يوميًا تقريبًا، وعبرت نيران القناصة بانتظام خطوط القتال الأمامية المهلكة بين شرق المدينة وغربها، وبدا كأن انتقام النظام ممن في شرق المدينة على وشك أن يتحول لطرق أخرى.
مجزرة على ضفاف النهر
1-34
عدت إلى حلب في منتصف فبراير (شباط) 2013 للتحقيق في اكتشاف 100 جثة ملقاة على ضفة النهر، أُلقوا في مجرى النهر بعد إطلاق الرصاص على رؤوسهم، أدى انحسار المياه في هذا النهر إلى الكشف عن مصائر هؤلاء الرجال، الذين اعتقلوا في أثناء عبورهم خط المواجهة، إذ يعبر العديد من الرجال مناطق النزاع بين الجانبين يوميًا من أجل الذهاب إلى العمل، كما يسافر البعض الآخر إلى الجانب الغربي لإنهاء معاملاتهم الحكومية، إذ لم يعد هناك مكاتب حكومية في الجهة الشرقية.
انتشل السكان في هذه المنطقة الجثث الملقاة في النهر، لمدة تجاوزت الأسبوع، فقد وضعوا الشباك والمصدات كي يتمكنوا من استخراج الجثث التي جرفتها المياه، وأكدت العائلات في المنطقة الشرقية من بستان القصر اختفاء أزواجهم وآبائهم وأبنائهم وأبناء عمومتهم عند نقاط التفتيش، والذي أودع معظمهم في سجون النظام.
يبدو أن أيامًا أحلك من تلك كانت على وشك أن تحل على المدينة، ففي أبريل (نيسان) من هذا العام، أعلن الجهاديون أنهم الآن المسؤولون عن زمام الأمر، مهددين الجماعات المعارضة الأخرى –وكذلك قضيتهم- بالدمار التام تحت عنوان الجهاد العالمي، وأعلن تنظيم الدولة “داعش” عن نفسه بعد تسلله خفية في وضح النهار -الشبيه بحصان طروادة- إلى سوريا على مدار السنة الماضية، وتبع ذلك قضاء وحشي على قواعد القوى المنافسة، صاحبه فرض لحكم إسلامي صارم، وطليت واجهة مستشفى العين التي اتخذها المتمردون قاعدة في بداية الحرب بالأسود، وانتشر عناصر الجهاديين في كل مكان، وخلت الشوارع من الناس أكثر فأكثر وخاصة من النساء.
وخلال الفترة المتبقية من 2013، كان الجانب الشرقي من حلب يعد من أخطر الأماكن على وجه الأرض قاطبة، وفي سبتمبر (أيلول) زرت حلب مرة أخرى، لكن هذه المرة برفقة أحد أعضاء الجماعات المتمردة من منطقة “الباب”، والتي كانت على ثقة تامة من إمكانية درء “داعش”.
وبينما تجولنا في المنطقة، تجد الجانب الشرقي من حلب مدمرًا تمامًا، إذ توقفت كل الخدمات الحكومية، وكان المتطوعون المحليون يجمعون القمامة في كومة هائلة ويحرقونها في مكان قريب من جنوب المدينة، وكانت هناك ندرة شديدة في المساعدات الطبية، إلا أن نظام المستشفى كان لا يزال قائمًا يدبر أموره في معاناة.
وقفت سيارة إسعاف مهترئة على جانب الممر الملطخ بالدماء، والمليء بأكوام من أكفان الدفن المتسخة أمام إحدى المستشفيات أسفل التل بمدينة سيف الدولة، هناك.. فوق أكوام الجثث، غطيت جثة طفلة رضيعة بمنشفة وردية، ووضعت فوق صفيحة صغيرة ناتئة من جدار المستشفى، مكثت هناك تلك الرضيعة المجهولة معظم اليوم، حتى التفت أخيرًا لها المسعفون المنهكون بعد محاولات التعامل مع سيل الجثث المنهال عليهم.
خارج مستشفى العيون/ الرمد، استقل أحد مقاتلي “داعش” شاحنة صغيرة مثبت عليها مدفع رشاش ثقيل موجه إلى السماء، إذ كان الجهاديون يتوقعون هجومًا لمقاتلات أمريكية حينها، إلا أن ذلك لم يحدث، بل حلقت المروحيات السورية بعد قليل، وألقت متفجرات ارتجالية يدوية الصنع معبأة في براميل على ما تبقى من الضواحي الشرقية لحلب.
مدن مهجورة
وبحلول بداية العام التالي، تدهور الوضع في حلب أكثر فأكثر، ففي يناير (كانون الثاني) بعد أن همشت “داعش” مجموعات المتمردين طوال 9 أشهر، وجهوا أسلحتهم صوب المتطرفين، وطردوهم خارج المدينة بل وخارج ريف حلب كله، وتراجعت “داعش” إلى مدينة الباب التي لطالما كانت قاعدة تمركزهم الأكبر في الغرب. وصار مرة أخرى الوصول للمدينة أو بالأحرى ما تبقى منها ممكنًا، لكن تلك المرة تحت سمع وبصر قوات النظام التي استولت عليها كلها ما عدا الجزء الشرقي الذي حاصرته.
وظلت هناك ثغرة صغيرة تدعى “طريق كاستيلو” مفتوحة تؤدي إلى الشمال، حيث المنطقة الصناعية التي كانت من قبل محركًا مركزيًّا للاقتصاد السوري، لكنها الآن صارت أرضًا بوارًا، هدمت صوامعها ومصانعها بسبب القصف العنيف المتكرر بالقنابل، وكان ذلك الطريق أحد أكثر القطاعات تهديدًا في سوريا، وبمجرد عبوره، يظهر الدمار الساحق في شرق حلب جليًا.
لم يبقَ أحد بالقرب من ضواحي المدينة، مدينة خاوية إلا من بعض مجموعات المتمردين الصغيرة يحملون أجهزة الراديو متعقبين علامات الميليشيات الموالية للنظام المتجمعة خارج حدود المدينة، وفي أثناء زيارتنا الأخيرة كانت هناك 3 مستشفيات تعمل، الآن دمرت الثلاثة جراء القصف الجوي، وأخلى أغلب الجزء الشمالي من المدينة تمامًا، إذ خيم الصمت على الشوارع الرئيسية الطويلة التي كان يمر خلالها المرتحلون للعمل يوميًا، وصارت الطرقات صامتة مشؤومة.
ومع ذلك ظلت البلدة القديمة ملاذًا، هنا.. استمرت حياة السوق؛ علق الجزارون الذبائح عاليًا حتى لا تصلها القطط الجائعة، وتكدست الحلويات التركية جنبًا إلى جنب أكشاك الحلويات السورية التقليدية، وكانت الطرقات المعبدة بالحصاة إلى حد ما منطقة آمنة للمقاتلين وما تبقى من سكان شرق حلب. هنا.. يمكنهم أن يحتشدوا كما اعتادوا من قبل، متجاهلين الطائرات التي تلقي قنابلها في مناطق أخرى.
استمر ذلك الوضع الوهمي في خضم الحرب في سوريا مسافة نصف ميل فقط، حيث انتهى بكومة هائلة من الركام والتي مثلت الجبهة. هنا.. قاد “أبو أسعد” -أحد المتمردين الأصليين من الريف- فريقًا من منقبي الأنفاق الذي اخترق خطوط النظام وفجر فندقًا على حافة القلعة، لم يتبق من المبنى شيء، فضلًا عن إلحاق أضرار بجدار القلعة. الحرب التي كان من المفترض أن تتحاشى الأماكن التاريخية العريقة في حلب، صارت الآن أقرب إليها من أي وقت مضى.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2014، عدت إلى المدينة للمرة الأخيرة. تلك المرة صار من الصعب العثور على سكان يقطنون الجانب الشرقي من المدينة، فأولئك الذين بقوا طوال هذه الفترة ليس لديهم نية المغادرة، مثل “أم عبدو”، التي كانت تعمل خياطة لفساتين الزفاف، لكنها الآن تعمل ممرضة.
شقت “أم عبدو” طريقها من البلدة القديمة إلى مستشفى مجاورة، وربطت مسدسها حول خصرها بينما ترأب جراح المقاتلين والمدنيين، تخيطها أو ترقعها، فقدت زوجها وابنها في تلك الحرب الشرسة، كان كل من تعرفه لديه على الأقل قصة مأساوية واحدة. وأمسى الآن الجانب الشرقي من حلب بلا كهرباء، وقليل من المياه، وعند الخروج من المدينة هذه المرة، سلكنا طرقًا وعرة طويلة موحلة ومجرفة وسط الأراضي الزراعية، حيث أقيمت السواتر الترابية للوقاية من نيران القناصين، وقذائف الطائرات الحربية التي تجوب السماء.
كان من المستحيل الوصول إلى حلب طوال السنة ونصف الماضية، إذ أصبحت معاناة المدينة أسوأ من ذي قبل حينما لم تعانِ المدينة سوى من الانقسام. الآن تستهدف الغارات الروسية ما تبقى من الخدمات الأساسية بلا هوادة، تبقى فقط مستشفيان وعيادتان صغيرتان لتقديم الخدمات الطبية، بالإضافة لإحدى عشرة سيارة إسعاف فقط تساعد في نقل الجرحى.
وتركت “أم عبدو” حلب، في حين بقي القليلون الذين قابلناهم طوال الطريق، ها هي حلب الآن، دمر الهجوم الروسي الجانب الشرقي من حلب، فيما تستعد الميليشيات الموالية للنظام للتحرك نحوها، وها هي حلب بعد 3000 سنة، خاضعة ومُدَمرة.
========================