الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 15-8-2015

17.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. فيرا ميرونوفا، أحمد مهدي، وسام ويت – (فورين بوليسي) 10/8/2015 :المقاتل الذي عاد من العراء: قصة عضو منشق عن مخابرات "داعش"
2. لوموند: صعوبة الخطة الانتقالية بعد بشار الأسد في سوريا
3. واشنطن بوست: لا أحد يعرف مضمون الخطة الأمريكية لإنشاء منطقة عازلة في سوريا
4. نيويورك تايمز: حلفاء الأسد أدركوا أنه لا يمكن هزيمة المعارضة عسكرياً
5. فورين أفيرز :اللعبة الكبرى: كيف تمزق القوى الإقليمية سوريا؟
6. ديلي تلغراف: هكذا أغرق اليونانيين قارب للاجئين السوريين  و(نفوا علمهم بالحادث)
7. الاندبندنت: تطورات جديدة ستؤثر على الصراع السوري والحرب الأوسع ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”
8. الاندبندنت: اللاجئون السوريون تعرّضوا للضرب على يد الشرطة اليونانية
9. الشروق :"الإندبندنت": 4000 فرد من الحرس الثوري الإيراني للقتال في سورية
10. هارتس :إيران تبدأ خطة إنقاذ الأسد سياسياً والسعودية لن تسمح
11. مفتاح :محاولات حثيثة لدمج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي
12. جين هيلي – ناشيونال إنترست :الحرب غير القانونية ضد داعش
13. ميدل إيست بريفينج :الفرسان الثلاثة: ظريف وأردوغان والأسد
 
فيرا ميرونوفا، أحمد مهدي، وسام ويت – (فورين بوليسي) 10/8/2015 :المقاتل الذي عاد من العراء: قصة عضو منشق عن مخابرات "داعش"
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ما الذي تقوله لنا رحلة رجل من عضو في جهاز مخابرات "داعش" الرهيب، إلى منشق خائب الأمل عن المجموعة المتطرفة الوحشية؟
*   *   *
يبدو أبو إبراهيم -22 عاماً- أشبه بطالب جامعة نموذجي يدرس في أوروبا أو الولايات المتحدة. إنه طويل ووسيم، يرتدي بنطالاً من الجينز وقميصاً قصير الأكمام. وهو حليق اللحية أيضاً وبقصة شعر جديدة تماماً –في افتراق واضح عن مظهره في العام الفائت، حين كان له شعر طويل، ولحية كثة، بينما كان يعمل رجل مخابرات مع "داعش"، مكلفاً بالحفاظ على سيادة حكم المجموعة الوحشي في سورية.
من تشرين الأول (أكتوبر) 2014 إلى أيار (مايو) 2015، عمل أبو إبراهيم في مكتب استخبارات "داعش" في الرقة ودير الزور. وانشق عن المجموعة بعد أن كان شاهداً على أساليبها الوحشية عن كثب، وهو يعيش الآن كلاجئ في مدينة تركية جنوبية قرب الحدود السورية. وتفتح لنا قصته نافذة على الصفات التي تبحث المجموعة الجهادية عنها في مجنديها، وعن تحوُّل أبو إبراهيم من ناشط عالي القيمة في "الدولة الإسلامية" إلى شخص خائب الأمل ومتخلص من الأوهام إزاءها في نهاية المطاف.
أبو إبراهيم هو واحد من خمسة أبناء لعائلة من الطبقة الوسطى، تعيش في ريف الرقة في شمال سورية. وعندما أصبح كبيراً بما يكفي، ذهب إلى الجامعة في مدينة دير الزور السورية الشرقية، حيث درس علوم الحاسوب. وكان بصدد إنهاء السنة الأولى من دراسته عندما بدأت الثورة في سورية.
كان والده يخشى عليه. ويقول أبو إبراهيم: "كانت هناك الكثير من التظاهرات في جامعات دير الزور، ولذلك كان قلقاً من احتمال تعرضي للاعتقال". ولم تكن عائلته –مثل العديد من العائلات في قريته- تؤيد الثورة، بسبب قمع نظام الأسد الوحشي للانتفاضة في الثمانينيات. وقد أصرت العائلة على انتقاله إلى مكان أكثر أمناً –إلى بلدة فيها جامعات جيدة، وإنما قدر أقل من النشاط الثوري.
في البداية، لم يكن لدى أبو أبراهيم نفسه أي رأي إزاء الثورة، حتى شرع النظام في اعتقال زملاء دراسته وأصدقائه. كان ذلك هو الوقت الذي بدأت فيه مشاعر الكراهية بالتشكل في داخله. ويقول وهو يصف تلك الأيام في دير الزور: "في أحد الأيام، رأيت ثلاث سيارات تتوقف بجانب منزل جارنا. فهمت أن في البيت أحد الثوريين، لكنني عندما رأيتهم يعتقلون طفلاً عمره 15 عاماً فقط، بدأت الأمور بالاشتعال في داخلي".
عندما أصبح من المستحيل على أبو إبراهيم أن يواصل دراسته في دير الزور، انتقل عائداً إلى بلدته، وكان يتوقع أن يقيم هناك وقتاً أطول قليلاً فقط من الإجازات المعتادة. لكن "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة ووحدات تابعة للجيش السوري الحر استولت بينما كان هناك على الرقة، ووجد نفسه فجأة في منطقة "محرَّرة". وبعد العنف الذي كان قد شاهده في دير الزور، أصبح أبو إبراهيم سعيداً بأن منطقته أصبحت حرة من سطوة النظام.
لم يكن قد تبقى الكثير مما يمكن عمله في الرقة التي دمرتها الحرب، ولذلك شرع أبو إبراهيم في قضاء الوقت مع بعض الأصدقاء الذين كانوا قد انضموا إلى "جبهة النصرة"، حيث يناقشون التاريخ المجيد للجهاديين. وكانت القصص التي يحكونها تتحدث عن مقاتلين مثل عبد الله يوسف عزام، أحد مؤسسي تنظيم القاعدة وأحد معلمي أسامة بن لادن، لكن أبو إبراهيم كان معجباً بشكل خاص بالروايات عن التفجيرات التي نفذتها "جبهة النصرة" في البنايات الحكومية في دمشق في العام 2012. وبدا له أن "جبهة النصرة" تُحدث فرقاً وتصنع الأحداث. ويقول عن ذلك: "كنتُ أفكر جدياً بالانضمام إليهم".
ولكن، وقبل أن يتمكن من الانضمام، جاء تنظيم "داعش" وحاز كامل السيطرة على الرقة، بحيث اضطرت "جبهة النصرة" إلى الانسحاب. وغادر بعض أصدقائه مع المجموعة، لكن آخرين ظلوا وانضموا إلى "داعش". وبقي أبو إبراهيم هناك أيضاً وأصبح يعرف المزيد عن التنظيم. ويقول عن ذلك: "كان أصدقائي في داعش يحدثوني عن الفرق بين جبهة النصرة وداعش، لكن الأمر لم يكن واضحاً تماماً بالنسبة لي. وهكذا بدأت أحضر محاضرات داعش".
تشير حقيقة إشارة أبو إبراهيم إلى المجموعة باسم "داعش" بدلاً من "الدولة الإسلامية" إلى حجم المرارة التي يشعر بها حالياً تجاه المجموعة. ويُستخدم هذا المصطلح كعلامة على الاحتفار والازدراء تجاه "الدولة الإسلامية"، والذي يستخدمه أعداؤها لإنكار شرعيتها الدينية والسياسية.
لكن أبو إبراهيم، وراءً في ذلك الوقت، كان يتحول إلى مؤمن حقيقي فحسب. وفي الدروس التي حضرها عن العقيدة الإسلامية والشريعة الإسلامية، تعلم أبو إبراهيم أن أي شخص لا يدعم "الدولة الإسلامية" يعتبر كافراً.
وحتى أعضاء "جبهة النصرة" لم يكونوا إسلاميين بما يكفي لأنهم، وفقاً لداعش، لم يكونوا يراعون قواعد الإسلام، وكانوا متساهلين كثيراً مع المدنيين، كما أنهم لم يكونوا مقاتلين جيدين.
يقول أبو إبراهيم: "بدا ذلك مقنعاً بما يكفي". وفي تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2014، بعد إنهاء مجموعة من المحاضرات، انضم رسمياً إلى المجموعة. وسارت أشهره الأولى مع المجموعة سيراً حسناً، حيث كان مركزه بين الرقة وحلب.
بما أن أبو إبراهيم لم يكن قد قاتل مع أي مجموعة أخرى قبل الانضمام إلى "داعش"، فقد تم اعتباره عضواً مثالياً. كان ذلك مهماً للجهاديين الذين يقودون المجموعة: إنهم يشكون في المقاتلين الذين يبدلون ولاءهم ويأتون من كتائب جهادية أخرى، لأن حقيقة أنهم قاتلوا ذات مرة مع جماعات أخرى تسبب الشك في صدق عزمهم على بناء دولة "إسلامية" حقاً. كما أنه كان على علاقات جيدة جداً بقادة المجموعة المحليين، المعروفين بلقب "الأمراء"، ولذلك دعوه إلى العمل في مكتب أمن "الدولة الإسلامية" في الرقة. وكانت هذه أهم مؤسسة في المجموعة، والتي عُهِد إليها بالسيطرة على المناطق التي استولت عليها المجموعة وضمان أمن مؤسسات "الدولة الإسلامية" وقيادتها.
يقول أبو إبراهيم: "لست متأكداً من السبب في اختيارهم لي. لكن ذلك لم يكن مهما –كان ذلك مكاناً جيداً للعمل".
بالإضافة إلى السلطة التي تمتع بها بعمله في هذه المؤسسة، فإنه كان يتلقى أيضاً راتباً شهرياً قدره 250 دولاراً. في البداية، ضمن له تدريبه في علوم الكمبيوتر عملاً في فحص حواسيب المعتقلين والمطلوبين بهدف استخراج الملفات والرسائل والبريد الألكتروني المحذوف. لكنهم عادوا فنقلوه قبل مضي وقت طويل إلى دير الزور. وهناك، أوكلت إليه مهمة جمع الاستخبارات البشرية –التحدث مع الناس، والاستماع إلى ما يقوله السكان، وإلقاء القبض عليهم في بعض الأحيان.
يقول أبو إبراهيم: "اعتدت أن أذهب إلى صالونات الحلاقة في البلدة، وأن أستمع إلى الحاضرين بينما أنتظر دوري. وكذلك، كنت أذهب إلى المساجد بعد الصلوات وأستمع إلى ما يتحدث عنه الناس، بينما أتظاهر بأنني أقرأ القرآن".
في الأثناء، أصبح تورط أبو إبراهيم مع "داعش" يدمر روابطه مع عائلته. وحتى هذا اليوم، ما يزال والده لا يؤيد الثورة، كما لا يقاتل أي من أشقائه في الحرب. ويقول أبو إبراهيم: "قال لي والدي إنه سيفعل أي شيء إذا تركتُ المجموعة. بل إنه كان سيساعدني في العثور على بنت جيدة لأتزوجها ويدفع تكاليف الزواج، لكنني أم أكن أهتم بذلك".
لقد رفض أبو إبراهيم التخلي عن رفاقه في السلاح. ويقول عن ذلك: "كان أكثر شيء استمتعت به في داعش هو الصداقة بين المقاتلين. كانت هناك مجموعات من الأميركيين، والفرنسيين، والعرب، لكنهم كانوا يعتنون حقيقة ببعضهم بعضا، ولم يكن هناك أي تمييز".
من المثير للاهتمام أن أساس تلك الرابطة بين المقاتلين لم يكن يتعلق بالمعتقد الديني فحسب. وعلى الرغم من وجود بعض المقاتلين المتدينين جداً في "داعش"، كان هناك الكثير من الناس الذين انضموا إلى المجموعة من أجل المال، والذين كانوا، وفقاً لأبو إبراهيم "سيتحولون إلى المسيحية إذا دَفعوا لهم هناك بشكل جيد".
هناك الكثير من الناس الذين انضموا إلى المجموعة الجهادية، كما يقول أبو إبراهيم، ليس لأنهم مؤمنون حقيقيون، وإنما بسبب اليأس. وفي بعض الحالات، كان الأعضاء السوريون في "داعش" قد قاتلوا لسنوات مع المجموعات التابعة للجيش السوري الحر –فقط ليصابوا بخيبة الأمل عندما فشلت كل تلك الجهود والتضحيات التي بذلوها. وقد وفر "داعش" لهؤلاء الرجال صفقة "فاوستية" –من أجل إلحاق الهزيمة بالأسد، لم يكن يترتب على السوريين القبول بالدعم المالي الذي تقدمه المجموعة فقط، وإنما يتوجب عليهم اعتناق أيديولوجيتها أيضاً. ولم يكن أبو إبراهيم يهتم باليافطة التي يحارب المقاتلون تحتها، طالما أنهم كانوا يقاتلون ضد النظام –ويفوزون- ولذلك انضم إلى المجموعة.
لكن أبو إبراهيم بدأ يشعر بالقلق العميق مما رآه بعد انضمامه إلى "داعش". لم يكن راضياً عن كيفية تعامل المجموعة مع المدنيين المحليين. وقد تعامل مقاتلو المجموعة –وخاصة الأجانب- مع السكان المحليين كما لو أنهم أدنى طبقة ممكنة من الناس. ويقول أبو إبراهيم: "لقد كرهت ذلك. وكرهني السكان المحليون أيضاً لأنني كنت مع داعش".
بدأ أبو إبراهيم يدرك أنه حتى مع اشتراكه مع "داعش" في مواجهة عدو مشترك، فإنه لا يوافق على فلسفتهم الأساسية. واعتقد أن العديد من المقاتلين السوريين مع المجموعة يقاسمونه نفس الرأي، لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لوقف انتهاكات المجموعة. وقد اضطر السوريون الذين انضموا إلى المجموعة، كما يقول، إلى تغيير أسمائهم واتخاذ أسماء حركية في محاولة للحيلولة دون أن يتذكرهم السكان فيما بعد "لأنهم خائفون مما قد يحدث لهم بعد الحرب".
ثم في وقت ما، اعتقل مقاتلو "داعش" أعضاء من "جبهة النصرة"، ووضعوهم في سجن في الرقة، وبعد ذلك أعدموهم في ميدان الساعة. كان هؤلاء أصدقاء أبو إبراهيم –وبعضهم كان يعرفهم منذ وقت طويل، حتى قبل أن تتحول حياتهم بسبب الحرب.
يقول أبو إبراهيم: "لم أستطع أن أتحمل ذلك. وبمجرد أن رأيت أصدقائي من (جبهة النصرة) ورؤوسهم تُقطع، عرفت أن عليّ أن أغادر".
لكن قرار مغادرة "داعش" هو شيء، ومغادرتها فعلياً هو شيء آخر تماماً. كان مقاتلو "داعش" الذين يتم القبض عليهم وهم يحاولون الهرب يُقتلون على الفور. وأدرك أبو إبراهيم أن الانشقاق سيتطلب وضع خطة مفصلة خاصة لتدبر أمر المرور عبر نقاط تفتيش المجموعة الجهادية في الطريق إلى خارج مناطقها. وقد تمكن في النهاية من الحصول على بطاقة هوية مدنية مزورة، واستطاع اجتياز الرحلة الخطرة بنجاح، حيث تمكن من عبور الحدود إلى تركيا في نهاية المطاف.
الآن، يعيش أبو إبراهيم في مدينة أورفا التركية. وهو يفكر في استئناف دراسته –ولكن، مع وجود الكثير من المتعلمين السوريين حالياً بلا عمل، فإنه يتساءل عن الجدوى من ذلك. وهو لا يحتفظ الآن بأي صلات أو اتصالات بأي أحد من "داعش"، لكنه لم يتخذ أي أصدقاء جدد أيضاً. ويقول: "هنا، لست خائفاً على حياتي. لكنني أشعر بالملل فقط".
لا يخشى أبو إبراهيم من انتقام "داعش"، ولا يتوقع منهم أن يحاولوا معاقبته بسبب انشقاقه، طالما ظل مقيماً في تركيا. ومع ذلك، وبالنظر إلى قرار الحكومة التركية تعميق تنسيقها مع الولايات المتحدة في الحرب ضد "داعش" وحملتها على الجهاديين في البلد، فإنه يحاول أن يبقي نفسه متوارياً عن الأنظار هذه الأيام.
عندما سُئل عن إمكانية عودته إلى القتال، أجاب أبو إبراهيم إنه لا يفكر –حتى مجرد تفكير- في ذلك. ويقول: "لقد سئمت من القتال". ويبدو أن تجربته مع "داعش" قد استنزفت أيضاً أي تدين أو معتقد سياسي كان لديه. ويقول أبو إبراهيم: "إنني لا أشرب. لكنني لا أصلي أيضاً".
يحاول أبو إبراهيم الآن قطع رحلة العودة إلى الحياة العادية، لكن ذلك ليس سهلاً. مع "داعش"، كما يقول "يصبح القتال عقيدتك". والآن، أصبح عليه أن يعثر على شيء آخر ليعيش من أجله.
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
 The Jihadi Who Came in From the Cold
======================
لوموند: صعوبة الخطة الانتقالية بعد بشار الأسد في سوريا
سوريتي
 لوموند: صعوبة الخطة الانتقالية بعد بشار الأسد في سوريا 14/08/2015 صحافة وإعلام صحيفة لوموند الفرنسية قد يكون هذا هو أول انعكاس إيجابي للاتفاق بشأن القضية النووية الإيرانية، فمنذ التوقيع على هذه الوثيقة، يوم 14 يوليو في جنيف، تصاعدت وتيرة المشاورات بشأن الملف السوري. وكأن هذا الانتصار الدبلوماسي كان وراء إقناع رعاة مختلف الأطراف السورية المتحاربة للجلوس على طاولة المفاوضات، فمنذ بداية أغسطس، والممثلون الإيرانيون والروس والأمريكان والسعوديون يتبادلون وباستمرار الآراء حول ملامح تسوية محتملة للحرب الأهلية، التي خلّفت ما يقرب من 250 ألف قتيل منذ 2011. وقال باراك أوباما يوم الجمعة 7 أغسطس خلال لقاء صحفي في البيت الأبيض: “أعتقد أننا نقترب من إيجاد حل سياسي في سوريا“، مضيفًا: “ويرجع ذلك جزئيًا إلى إدراك روسيا وإيران بأن الوضع ليس في صالح بشار الأسد“، في إشارة إلى انتكاسات الجيش السوري، في فصل الربيع، شمال البلاد. وأكد دبلوماسي غربي أن “كثافة الاتصالات غير المسبوقة دليل على أننا أمام محاولة حقيقية لإيجاد حل للأزمة، فالمفاوضات السابقة حول بيان جنيف (خطة سلام وضعت في يونيو 2012) لم تكن جدية“. ويعتبر التقارب بين روسيا والمملكة العربية السعودية هو المحرك الرئيس لهذا التطور في الأحداث، فهذان البلدان طالما تميزت علاقتهما بعدم الثقة، إضافة إلى أن الملف السوري شهد اختلافًا بينهما؛ باعتبار أن كل بلد كان يساند المعسكر المعاكس؛ فموسكو تساند النظام السوري، أما الرياض فتساند المعارضة. وبدأت العلاقات تعود إلى طبيعتها بعد اجتماع 18 يونيو في سان بطرسبرج، بين فلاديمير بوتين، والأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع ونجل الملك سلمان، والمبعوث الشخصي للملك في القضايا الاستراتيجية. ثم حضر وزير خارجية المملكة العربية السعودية، عادل الجبير، الاجتماع الثلاثي في الدوحة، يوم 3 أغسطس، مع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف. وتحاول روسيا -من خلال اللعب على الضعف المتزايد للرياض في مواجهة تنظيم داعش، الذي تبنى عشرات الهجمات في المملكة منذ نوفمبر تشرين الثاني عام 2014- تعزيز تحالف مكافحة الإرهاب الذي من شأنه أن يشمل سوريا وتركيا والأردن، والمملكة العربية السعودية. وقادت وساطة موسكو إلى عقد اجتماع غامض في الرياض في شهر يوليو، بين علي مملوك، رئيس جهاز الأمن السوري، ومحمد بن سلمان، وكشفت صحيفة الأخبار اللبنانية، القريبة من دمشق، عن هذا الاجتماع في أواخر يوليو، وتم تأكيد هذا اللقاء الأول من نوعه منذ بداية الأزمة السورية، مؤخرًا، من قِبل صحيفة الحياة العربية، التي تعود ملكيتها للعائلة المالكة السعودية. وتماشيًا مع هذه المقابلة، ذهب وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، للاجتماع في مسقط مع نظيره العماني يوسف بن علوي، يوم الخميس 6 أغسطس، بعد فترة وجيزة من زيارته لطهران. عودة المحادثات بين دمشق ودول الخليج كانت وراء تكهنات واسعة: هل هي بداية إعادة تأهيل بشار الأسد؟ أم هو تشاور أمني حول قضية الجهاديين السعوديين في سوريا؟ أم هي مناورة لاسترضاء الكرملين بشأن مسألة الانتقال إلى ما بعد الأسد؟ وقال أحد المعارضين للنظام السوري، الذي أراد عدم الكشف عن هويته: “إن الفريق السعودي الجديد -الذي تم تكوينه بعد وفاة الملك عبد الله في يناير- قد فهم أنه ليس من المعقول طلب رحيل فوري للأسد؛ لأن ذلك يعني تسليم دمشق للمتطرفين. وتجرى حاليًا مناقشات بين الروس والأميركيين والسعوديين؛ للوصول إلى اتفاق حول نقل تدريجي للسلطة، وفي أعقابه لن يكون لبشار الأسد أي دور. ويقترح الغربيون خطة مداها من سنة إلى ثلاث سنوات، في حين أن الروس يتحدثون عن من ثلاث إلى خمس سنوات. والبلد الوحيد الذي يرفض فكرة نقل تدريجي للسلطة هو إيران“. وإدراكًا منهم بضرورة زيادة الضغط على دمشق وعلى راعيها الإيراني، ركز المتمردون ضرباتهم على المواقع الأكثر رمزية للنظام، فبدلاً من القيام بهجماتهم على جبهات بعيدة عن المركز كمدينتي درعا وحلب، يهاجم المتمردون منذ بضعة أسابيع منطقتين رئيستين؛ وهما: سهل الغاب في ريف حماه، الذي سيمكّنهم من الوصول إلى الساحل، معقل العلويين عشيرة الأسد، ثم الضاحية الجنوبية، بما في ذلك مدينة داريا، حيث تسلل العديد من المقاتلين عبر الأنفاق، بهدف الهجوم المحتمل ضد مطار المزة العسكري، والأهم من ذلك هو الطريق السريع الذي يربط دمشق بلبنان. وقال سلمان الشيخ، المحلل في مركز بروكنجز الدوحة: “يجب على روسيا تسهيل الاتفاق حول نقل تدريجي للسلطة، والذي سيضمن رحيل الأسد، وألا تقتصر مجهودات موسكو على القتال ضد تنظيم داعش، خلاف ذلك، فإن مصير سوريا سيتقرر على ميدان المعارك مع كل المخاطر التي ستنتج عن ذلك“. ترجمة: صحيفة التقرير
المزيد: http://www.souriyati.com/2015/08/14/16789.html (موقع سوريتي)
======================
واشنطن بوست: لا أحد يعرف مضمون الخطة الأمريكية لإنشاء منطقة عازلة في سوريا
كلنا شركاء
ليس “محمد حيلاتي” متأكدًا مما إذا كانت “المنطقة الآمنة” -بحكم الأمر الواقع- على طول الحدود بين تركيا وسوريا ستشمل بلدته، ولكنه يستعد لذلك على أي حال. ولدى جيلاتي، وهو عضو في الحكومة المحلية للمعارضة السورية بمدينة حلب التي تبعد حوالي 40 ميلاً من الحدود التركية، خطط لمدينته. ويقول جيلاتي: “إذا كان لدى الناس مياه وكهرباء، فسوف يشعرون بالاستقرار، ومن ثم فيمكنهم توفير الغذاء. وبعد ذلك البدء في تنظيف الأنقاض“.
وقد أعلنت الولايات المتحدة ومسؤولون أتراك الشهر الماضي عن اتفاق تاريخي لمحاربة الدولة الإسلامية، وهي المجموعة المسلحة التي سيطرت على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. ويمنح الاتفاق وصول الولايات المتحدة إلى القواعد الجوية التركية لتوجيه ضربات أسرع ضد المتشددين. ويتضمن الاتفاق أيضًا تصورًا لإخلاء المنطقة الواقعة على طول الحدود من المتطرفين، وحمايتها من قِبل القوات الجوية الأمريكية. وتأمل تركيا في أن تكون المنطقة الآمنة بمثابة ملاذ للملايين من السوريين الذين فروا عبر الحدود.
ولكن في حين أثارت الأنباء عن الصفقة الأمل لدى السوريين، لم تعرض الولايات المتحدة، ولا تركيا، أي تفاصيل حول الكيفية التي سيتم بها إنشاء مثل هذه المنطقة وإنفاذها. وفي الأسبوعين الماضيين، شنت الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، هجمات في المنطقة التي تأمل الولايات المتحدة وتركيا جعلها آمنة. ويقول محللون إن أي خطط لإقامة منطقة عازلة سوف تفشل ما لم يكن هناك إرادة لتنظيم، وإدارة، ومراقبة هذه المنطقة.
وقال يزيد صايغ، وهو زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: “لا أعتقد أننا سنرى أي شيء يقترب حتى مما يشبه منطقة آمنة” في سوريا. وأضاف: “ستحتاج أشياء مختلفة، مثل الكهرباء والوقود وخزانات المياه، والأنابيب والعيادات، إذا ما كان سيكون هناك أعداد كبيرة من الناس يحتمون في هذه المنطقة“. وأكد أنه بدلاً من التخطيط لعمليات إنسانية، أو عمليات إعادة إعمار كبيرة، تحاول تركيا والولايات المتحدة “القيام بحملة علاقات عامة” لخطة غير قابلة للتطبيق.
ويقول القانون الدولي إن المناطق الآمنة يجب أن تكون مناطق محايدة، بحيث تكون خالية من المقاتلين، وتضمن الحماية للمدنيين. ولكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن المنطقة، والتي تمتد على مسافة 68 ميلاً، وعمق 40 ميلاً وتصل إلى مشارف حلب، ستكون نقطة انطلاق للثوار المدعومين من الولايات المتحدة؛ للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. وقال المسؤولون إن الإدارة الأمريكية لن تعلن عن تلك المنطقة على أنها منطقة محمية. ومن المرجح أن يقوض هذا هدف تركيا في إقامة ملاذ للاجئين السوريين.
وقد سلط غموض المهمة الضوء على المخاوف بشأن تورط الولايات المتحدة المتزايد في الصراع السوري، الذي قتل فيه أكثر من 230 ألف شخص منذ عام 2011. وقد لعبت الولايات المتحدة دورًا محدودًا في هذا الصراع حتى الآن، إذ تضمن تدريب حفنة من الثوار السوريين الذين تقول إنه تم التأكد من عدم امتلاكهم لعلاقات مع المتطرفين. ويهدف هؤلاء الثوار لإخراج المتطرفين من المنطقة العازلة المعينة، ومن ثم حراسة المنطقة، تحت غطاء الطائرات الحربية الأمريكية، وبدعم من المدفعية التركية.
ولكن المحللين يقولون إن خطة توفير غطاء جوي للثوار المعتدلين إشكالية أيضًا. وفي وقت سابق من هذا الشهر، استولت جبهة النصرة على عدد من الثوار السوريين المنتمين للوحدة المدعومة من الولايات المتحدة، بما في ذلك خمسة تم تدريبهم مباشرةً من قِبل أمريكا. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، لم تعد هذه الوحدة تعمل كقوة متماسكة، وقد عاد الكثير من أعضائها إلى تركيا.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يعملون على خطط لإقامة منطقة خالية من الدولة الإسلامية. ولكن لا يزال من غير الواضح كيف يمكن للقوة السورية التي دربتها الولايات المتحدة- بجانب صغر حجمها والتحديات على أرض المعركة- أن تنفذ هذه الخطة.
وقد أشار بعض المسؤولين إلى دور الولايات المتحدة في القتال؛ من أجل منع سيطرة داعش على المدينة السورية الكردية، كوباني، كنموذج للكيفية التي من الممكن استخدام القوة الجوية الأمريكية من خلالها لمساعدة القوات السورية القادرة على أرض الواقع. وهناك، اشتبكت ميليشيات كردية سورية مع قوات الدولة الإسلامية بدعم من الطائرات المقاتلة الأمريكية. وبعد أشهر من القتال، تم طرد المتشددين من المدينة. ولكن الغارات الجوية كانت قد قضت بالفعل على كوباني. ولم يرجع سوى عدد قليل جدًا من السكان إلى منازلهم.
وقال ناشط أراد أن يعرف نفسه فقط باسم عبدو: “إذا كان النموذج هو كوباني، لن تكون هذه المنطقة  آمنة“. وكان عبدو يعمل مع المجلس المحلي في مدينة الباب السورية، وقال إنه مطلوب من قِبل الدولة الإسلامية. وتبعد الباب حوالي 25 ميلاً إلى الشمال الشرقي من حلب، وتسيطر عليها الجماعة المتطرفة.
وقد أيدت تركيا أيضًا المزيد من الجماعات الثائرة المتشددة باعتبارها حصنًا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وهي السياسة التي ينظر إليها المسؤولون الأمريكيون بقلق. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن حكومة أنقرة تريد أن تقوم منظمة أحرار الشام الإسلامية بأخذ دور الشرطة في الجزء الشرقي من محافظة حلب. ويقول محللون إنه من غير المرجح أن تقبل الولايات المتحدة العمل مع هذه الجماعة التي نسقت مع جبهة النصرة على أرض المعركة.
وفي هذا الأسبوع، أصدر تجمع أحرار الشام بيانًا مؤيدًا لإنشاء منطقة آمنة. وقال البيان إن “للمنطقة الآمنة آثارًا إيجابية من الناحية الإنسانية، والعسكرية، والسياسية“، إلا أنه لم يذكر دور الولايات المتحدة.
وقال هارون شتاين، وهو زميل غير مقيم في مركز المجلس الأطلسي لرفيق الحريري لمنطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أحرار الشام: “لن تكون هناك سياسة أمريكية لتوفير الدعم الجوي المباشر لهم“.  وأضاف شتاين واصفًا اقتراح المنطقة الآمنة بأنه غير واضح المعالم: “الخطة غامضة؛ والمنطقة ضخمة. قد تكون هناك هياكل حكم محلي يتم إعدادها في المنطقة العازلة، ولكنها ليست منطقة آمنة كتلك الموجودة في الكتب“.
وقال خبراء أيضًا إن التساؤلات والشكوك حول حياد المنطقة قد يعيقان جهود الإغاثة، ولا سيما المؤسسات الكبرى مثل الأمم المتحدة. ومن المرجح أن تتحمل المنظمات غير الربحية السورية، والمجالس المحلية، هذا العبء، ولكنها قد لا تكون قادرة على فعل ذلك؛ بسبب حجم العمل الملقى على عاتقها بالفعل.
وهناك أكثر من 12 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في سوريا، وفقًا للأمم المتحدة. وهناك أيضاً أكثر من 7 ملايين من المشردين داخليًا. ولكن رغم ذلك، يأمل نشطاء وأعضاء المجالس المحلية في أن يتمكنوا من توفير الأساس للحكم المدني في المناطق التي تشملها المنطقة الآمنة. وقال عبدو: “يجب علينا كسب ثقة الشعب مرة أخرى“. وأضاف: “كنا قد أدرنا شؤون المدينة لأكثر من عام قبل أن تأتي الدولة الإسلامية. يمكننا فعل ذلك مرة أخرى“.
ترجمة: صحيفة التقرير
======================
نيويورك تايمز: حلفاء الأسد أدركوا أنه لا يمكن هزيمة المعارضة عسكرياً
الاتحاد برس
أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن المفاوضات الأخيرة التي جمعت بين فصائل عسكرية سورية معارضة وإيران من أجل التهدئة على جبهتين في سوريا، دلت على أن “حلفاء الأسد “إيران وحزب الله”، تعبوا من طول الصراع السوري، مع تزايد إيمانهم بأنه لا يمكن هزيمة المعارضة السورية عسكرياً”.
وأوضحت الصحيفة إن “مفاوضات جرت بين حركة أحرار الشام وإيران في تركيا، أفضت إلى تهدئة على جبهة الزبداني غرب دمشق، وبلدتي “كفريا والفوعة”، في الشمال الغربي من سوريا، وأن التهدئة التي حددت لمدة 48 ساعة، كانت نتاج مباحثات استمرت أسابيع، وجاءت بعد معارك طاحنة شهدتها الزبداني بين المعارضة السورية المسلحة، والقوات السورية النظامية مدعمة بميلشيات حزب الله اللبناني.
وأضافت الصحيفة، أن محللين يرون في زيارة وزير خارجية إيران “جواد ظريف” غير العادية لسوريا، لإجراء مباحثات مع الأسد، تعكس التعب على حلفاء الأسد بعد أربع سنوات من الصراع الدامي، الذي أدى إلى مقتل 230 ألف شخص وتشريد الملايين، خاصة أن حكومة الأسد لم تعد تسيطر إلا على مناطق قليلة من البلاد.
وترى الصحيفة أن “مليارات الدولارات التي قدمتها إيران لحساب نظام الأسد وما قدمته له خلال الفترة الماضية، وأيضاً الدعم العسكري من قبل حزب الله اللبناني، لم تجد نفعاً”.
======================
 فورين أفيرز :اللعبة الكبرى: كيف تمزق القوى الإقليمية سوريا؟
14-08-2015 الساعة 12:25 | ترجمة الخليج الجديد
قبل أسبوعين فقط، عبرت أول دفعة، مكونة من 54 مقاتلا، تخرجت من برنامج واشنطن الذي هللت له، والمتعلق بتدريب وتجهيز قوات من المعارضة السورية من تركيا إلى سوريا. وما كادوا يعبرون حتى هاجمتهم عناصر من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، ما أسفر عن مقتل وأسر عدد من هؤلاء الوافدين الجدد. وركزت وسائل الإعلام والكونغرس على البداية المشؤومة لبرنامج مدروس منذ أكثر من عام، لكن الخسارة بمجرد خلط ورق اللعب كانت في حقيقة الأمر هي أن قادة الوحدة كانوا تركمان سوريين، عرق تركي لكنه سوري الجنسية، وأن هذه المنطقة التي من خلالها دخلت الوحدة إلى سوريا، هي نفس المنطقة التي تقترحها تركيا الآن كمنطقة آمنة، تهيمن عليه نفس الطائفة.
ولا يكاد يكون هناك سوى تركيا التي تبذل جهودًا مضنية لإقامة مناطق صديقة في فوضى الحرب السورية. ومنذ أكثر من عامين، فإن حزب العمال الكردستاني، والذي يوجد مقره في جنوب شرق تركيا وشمال العراق، وقد عمل مع عدد من فروعه المحلية لإقامة كردستان سوريا، المقاطعة الغربية من كردستان. والأردن، والتي كانت أجهزتها الاستخباراتية نشطة للغاية في جنوب سوريا لسنوات، استطاعت الوصول إلى المقاتلين المحليين ورجال القبائل في محاولة لإبقاء «الدولة الإسلامية» (أو داعش) في وضع حرج وغير مريح. والبعض في إسرائيل يفكر في العمل مع الطائفة الدرزية في سوريا، والذين ينتشر بعضهم في منطقة الحدود على الجولان. وعلى المستوى الإقليمي، فإن المملكة العربية السعودية وقطر تدعم أيضا المجموعات في كل من شمال وجنوب سوريا، وترسل إيران أعدادا قياسية من حزب الله والمليشيات الشيعية ومليارات الدولارات سنويا لمساعدة نظام «بشار الأسد» في غرب سوريا.
وفي الوقت الذي تقف فيه معظم دول العالم تراقب عن كثب وتنظر إلى تفكك سوريا، كانت القوى الإقليمية مشغولة بالبحث عن مناطق النفوذ داخل مدن سوريا متذرعة بالأمن والمساعدات الإنسانية. وشيئا فشيئا، بدأ جيران سوريا يعيدون رسم خريطة الدولة، وميزان القوى في الشرق الأوسط، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
نصيب تركيا
وربما كانت تركيا هي أبرز دولة تخطط لإقامة منطقة نفوذ في سوريا، وقد وصلت مؤخرا إلى اتفاق مبدئي مع الولايات المتحدة لإقامة «منطقة حرة للدولة الإسلامية». المنطقة الواسعة التي تبلغ مساحتها 60 ميلا، وتمتد من شمال بلدة عزاز الحدودية السورية شرقا إلى جرابلس على نهر الفرات، تهدف إلى عزل تركيا عن تنظيم «الدولة الإسلامية» وإغلاق الحدود السورية التركية. لقد كان الحافز والباعث أكثر على تلك الخطوة هو الانفجار الضخم الذي وقع في أواخر يوليو/تموز، وأعلنت «الدولة الإسلامية» مسؤوليتها عنه، وقد أسفر عن مقتل 32 شخصا وجرح ما يربو على 100 في بلدة سروج التركية. ومن الناحية النظرية، فإن المتمردين السوريين يتحركون بدعم من المدفعية التركية وربما بحماية من غطاء جوي تركي وأمريكي وذلك لتأمين المنطقة. وتأتي هذه الاتفاقية تتويجا لسنوات من المقترحات التركية لإقامة منطقة حظر جوي في شمال سوريا، والتي من شأنها أن تكون بمثابة منطقة انطلاق للمتمردين بهدف الإطاحة بـ«الأسد».
وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات التركية لن تدخل المنطقة. ولكن الأراضي تتداخل تقريبا مع أكبر جَيب سوري من التركمان، لذلك فإن تركيا يمكن أن تخطط للاعتماد عليها كقاعدة محلية من الدعم. وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات التركية لن تدخل المنطقة. التركمان، الذين يبلغ عددهم حوالي 300 ألف فقط في سوريا، يختلفون تماما عن العرب السنة في سوريا، والذين يمثلون نحو 65% من سكان سوريا، ويشكلون حصة «الأسد» من المعارضة المسلحة.
الاتصال بالأكراد
وأيضا على الحدود الشمالية السورية، يوجد هناك حزب العمال الكردستاني الذين ينافس على النفوذ. وقبل عامين، أسس حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، الفرع السوري من حزب العمال الكردستاني، والمجلس الوطني الكردي اللجنة العليا الكردية التي أعلنت منطقة كردستان سوريا منطقة تتمتع بحكم ذاتي. وتتكون تلك المنطقة الجديدة من ثلاثة كانتونات في كل من عفرين وعين العرب والحسكة. وعلى الرغم من أن اللجنة العليا وجناحها المسلح ووحدات حماية الشعب يصرون على أنهم ليسوا من حزب العمال الكردستاني، فإن تركيا قد أغلقت حدودها مع كردستان سوريا بسبب مخاوف من أن هذه الوحدات ليست سوى ورقة توت لحزب العمال الكردستاني. وتكره أنقرة، فضلا عن الفصائل الكردية الأخرى، علنا حزب الاتحاد الديمقراطي  لحصوله على الدعم من إيران علنا، وتسامحه مع قوات «نظام الأسد» في الحسكة.
وخلال الشهر الماضي، شنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد «الدولة الإسلامية» لدعم وحدات حماية الشعب، وقامت بعملية لاستيلاء على منطقة تل أبيض الحدودية من «الدولة الإسلامية». وقد وحد هذا الانتصار الميداني الكانتونات التي لطالما كانت منقسمة،عين العرب والحسكة، وأعطت المجال للأكراد ربما لتكامل أراضيهم وسلامتها في سوريا خارج مناطق نظام «بشار الأسد». البعض في حزب الاتحاد الديمقراطي يدفع غربا نحو عفرين لتشكيل حزام كردي عبر الحدود الشمالية من سوريا. وردا على ذلك، اتفقت تركيا والولايات المتحدة على إبقاء حزب الاتحاد الديمقراطي خارج المنطقة التركية الآمنة المقترحة.
منطقة أردنية
وعلى الحدود الجنوبية الغربية لسوريا تستعد الأردن لإقامة منطقة نفوذ. وعلى مدار سنوات، فإن المخابرات الأردنية، التي تنسق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، عملت بنشاط مع المتمردين في جنوب سوريا. ومع تفاقم حدة الصراع، يجد المسؤولون الأردنيون أنفسهم في حالة من الخسارة على نحو متزايد. وفي حالة أن المتمردين سيطروا على دمشق، فإن مزيدا من الفوضى التي لا تبعد سوى 60 ميلا فقط عن الحدود الأردنية باتت شبه مؤكدة. وإذا فاز «الأسد» وحاول استعادة السيطرة على الجنوب، فإن الآلاف من اللاجئين سيتدفقون على الأردن. ونظرا لافتقار «نظام الأسد» إلى القوى العاملة، فإن سوريا لا تزال دولة غير مستقرة للغاية. وإذا استمر التقسيم الفوضوي في البلاد، فإن استمرار استخدام النظام للأسلحة الكيماوية والاعتماد على إيران سيدفع متمردي سوريا إلى حظيرة الجهاديين المتطرفين مثل «الدولة الإسلامية»، وهي مشكلة لا يريدها لبلد أن تكون على مقربة منه أو من حدوده.
ويشير التقرير الذي نشرته صحيفة «فايننشال تايمز»  في يوم 29 يونيو/حزيران ليتزامن مع الإعلان التركي عن منطقة آمنة محتملة، إلا أن الأردن يخطط لإقامة منطقة عازلة إنسانية خاصة به داخل سوريا ردا على خسائر «نظام الأسد» للمعارك، وبسبب الخوف من توسع «الدولة الإسلامية» في جنوب سوريا. ولا تزال التفاصيل الدقيقة بشأن الخطة غامضة. وفي يوم 14 يونيو/حزيران؛ تعهد العاهل الأردني الملك «عبد الله» بــ "دعم" قبائل جنوب سوريا وغرب العراق لحماية الأردن من «الدولة الإسلامية»، والذي فسر على نطاق واسع أنه يقصد تسليحهم. ولكن في 30 يوليو/تموز، أصدرت الحكومة الأردنية بيانا صحفيا قالت فيه إن تصريحات الملك «فسرت بطريق الخطأ وبعيدا عن مضمونها».
ومهما يكن، فقد أعقب الإعلان جدلا واسعا في الصحافة الأردنية بشأن المصالح الأردنية في جنوب سوريا، والتي تعود إلى الثورة العربية الكبرى خلال الفترة بين عامي 1916 - 1918. ومن الناحية التقليدية، فإن مجال نفوذ الأردن يتداخل تقريبا مع حوران، ذلك السهل البركاني جنوب دمشق الذي يقع على الحدود السورية الأردنية. ومن خلال الاعتماد على المقاتلين ورجال القبائل في حوران، والذين تربطهم قرابة بالأردنيين، فقد أبقت عمان بنجاح «الدولة الإسلامية» خارج جنوب سوريا (حتى الآن)، كما حافظت على جبهة النصرة، التي تنحدر قيادتها الجنوبية أيضا من منطقة حوران، تحت السيطرة والمراقبة. ويصر بعض الأردنيين أن قادة جبهة النصرة المحلية قد استحالت إلى كتائب أكثر اعتدالا.
منطقة إسرائيلية
مجال النفوذ الأردني في سوريا يتداخل جزئيا مع ذلك الذي لإسرائيل، والتي يشغلها بشدة الفراغ السياسي والعسكري إلى الشرق من حدود الجولان. ولسنوات، تقاربت إسرائيل بهدوء مع الجماعات المتمردة في جنوب سوريا، مقدمة لها الدعم الطبي واسع النطاق لأولئك الذين يفرون من القتال، ومتحملة ضعف قوات «نظام الأسد» في شمال الجولان. ويجمع إسرائيل والأردن أهداف مشتركة في جنوب سوريا، أبرزها الإبقاء على «الدولة الإسلامية» وإيران خارج حوران والقنيطرة. ولكن خيارات السياسة الإسرائيلية يقيدها اثنين من الحقائق الثابتة: أولا: أن وحدات المتمردين الأكثر فعالية في جنوب سوريا هي من الجهاديين، والذين يعارضون أساسا إسرائيل، وثانيا: أن ذلك هو السبيل الوحيد لـ«نظام الأسد»، الذي كانت إسرائيل تتسامح معه بشكل عام، لإمكانية استعادة كل من جنوب سوريا بمساعدة مباشرة من إيران، والتي هي العدو الاستراتيجي الرئيسي لإسرائيل.
ويرى بعض الاسرائيليين طريقا وسطا محتملا من خلال الدروز، والأقليات العرقية التي تتواجد في كل من سوريا وإسرائيل، والتي هي قريبة تاريخيا من «نظام الأسد». وخلال العام الماضي، أشار العديد من المسؤولين الاسرائيليين بهدوء أنهم مدينون للدروز لخدمتهم في القوات المسلحة الإسرائيلية. التواصل مع الدروز تعقده حقيقة أن بعض الدروز يشارك بنشاط في هجمات بالعبوات الناسفة مستوحاة من حزب الله على طول سياج الجولان. ولكن سلسلة من عمليات انسحاب «نظام الأسد» من المناطق الدرزية على مدى الأشهر القليلة الماضية قد دفعت ببعض الدروز إلى البحث عن خيارات للدفاع عن أنفسهم ضد الجهاديين.
لعبة إيران
وكما تشير التوقعات، فإن دوافع إيران وراء ما يمكن وصفه بأكبر تدخل أجنبي في سوريا متمثلة في ضمان ممر آمن للأسلحة إلى حزب الله في لبنان، والحفاظ على تواجد مستمر على مرتفعات الجولان لمهاجمة إسرائيل، وضمان أن ما تبقى من «نظام الأسد» لا يقترب من إيران. وقد رسخت محاولة إيران متعددة المناحي دعم «نظام الأسد» ما يمكن تسميته بأكبر نفوذ في سوريا. وانطلاقا من لبنان، فإن حزب الله المدعوم من إيران ينشط في المنطقة الحدودية من القلمون والحملات الشمالية والجنوبية لـ«نظام الأسد». وتشارك المليشيات الشيعية العراقية والأفغانية التي تستوردها طهران بنشاط في نفس الحملات. وربما يأتي أبرز مثال على النفوذ الإيراني من الحرس الثوري الإيراني وأنشطة قوة القدس لتطوير القوات شبه العسكرية في سوريا، والتي حسب بعض التقديرات تعادل قوة الجيش السوري. ويأتي ذلك بالإضافة إلى حوالي 6 مليارات دولار لدعم الاقتصاد والطاقة سنويا من طهران التي ساعدت في دعم ما تبقى من «نظام الأسد».
وعلى الرغم من الهزائم المتكررة خلال المعارك الأخيرة لـ«نظام الأسد»، فإن المعتدلين في إيران يرون أن دعمهم للنظام يمكن أن يكون سببا في طول أمد القتال ضد المتمردين.
أهداف الخليج
على الرغم من أنها تفتقر إلى موطئ قدم إقليمي، فإن دول الخليج العربية، والتي تبحث أساسا عن مواجهة إيران، قد أنشأت نفوذا لها في سوريا من خلال دعم الجهود التركية والأردنية لتسليح الفصائل المتمردة. وعندما قرر الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» في صيف عام 2012 ألا يقوم بتسليح المعارضة السورية المعتدلة، تدخلت دول الخليج العربية بتمويل مباشر للإسلاميين والجماعات المعتدلة في سوريا. ووصل بعض من هذه الأموال إلى أيدي المتطرفين، والذين ينتشرون بسرعة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
ويبدو أن دول الخليج تدعم معظم الفصائل الإسلامية المعتدلة، وفي نفس الوقت تغض الطرف عن تنسيق تلك الفصائل مع الجهاديين. ونظرا لقلقها إزاء صعود المتطرفين، فإن دول الخليج العربية مثل قطر والسعودية دعمت جهود الولايات المتحدة وتركيا والأردن علنا في عام 2014 لسد الطريق على دعم الإسلاميين والجهاديين في سوريا. ومنذ ذلك الحين، لا تقوم قطر والمملكة العربية السعودية إلا بزيادة الأموال التي ترسل إلى سوريا. ورغم ذلك، فإن من يستلم هذه الأموال غير واضح أو محدد، ولكن يبدو أن دول الخليج تدعم معظم الفصائل المعتدلة والإسلامية في الوقت الذي تغض الطرف فيه عن تنسيق تلك الفصائل مع الجهاديين من أمثال أحرار الشام والنصرة في جيش الفاتح أو جيش الفتح. وقد أثبتت هذه المجموعة تحديا هائلا لـ«نظام الأسد» في شمال وجنوب سوريا.
منطقة خارج الخريطة
وتتغير خريطة سوريا يوما بعد يوم. وتحرك الجيران لجلب اضطراباتهم السياسية والعسكرية والطائفية إلى الحرب الأهلية هناك، وهذا ما جعل الأمر أشد تعقيدا وأكثر دموية. وعلى الرغم من المبادرات الدبلوماسية الأخيرة، فإن اتفاقا بين إيران وإسرائيل والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا على ما يجب القيام به في سوريا يبدو غير مرجح في وقت قريب، تماما كما يستحيل تليين المواقف المتشددة لكل من «نظام الأسد» والجهاديين مثل «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة.
ولكن خلق مجالات إقليمية للنفوذ يفتح بعض الفرص أمام الدبلوماسية، وشيء ما ألمح إليه «أوباما» في تصريحاته عقب إعلان اتفاق إيران بشأن المحادثات مع طهران حول «الانتقال السياسي الذي يحافظ على البلاد كما هي بدون تقسيم ولا يؤجج نمو الدولة الإسلامية وغيرها من المنظمات الإرهابية». وعلى المدى القصير؛ فإن البلدان المجاورة والقوى الإقليمية يمكن أن تستخدم نفوذها لعزل ومعاقبة الجماعات الأكثر تطرفا في مناطقها. وهذا يتطلب أن يقوم البيت الأبيض بعملية تنسيق للتوازن من شأنها أن تقطع صفقات سياسية مع الجيران والجهات الفاعلة الإقليمية بخصوص تلك هذه القضايا الشائكة مثل دور الرئيس «الأسد»، ووسائل رحيله، وما الذي تعنيه مرحلة انتقالية في سوريا. وفي حال التوصل إلى اتفاق، فإن كل بلد سوف يكون عليه دور رئيسي في تنفيذ ذلك.
ومن أجل فتح الباب أمام هذا الاحتمال؛ يتعين على الولايات المتحدة أن تعترف بأن سوريا هي دولة محطمة ومجزأة، ولن يتم إصلاح ما أفسدته الحرب الأهلية هناك في أي وقت قريب، وهو شيء كانت هي متحفظة على القيام به. ولكن الاعتراف بمجالات النفوذ الإقليمي في سوريا والعمل مع جيران سوريا (وليس مع روسيا في محاولة أخرى من أعلى إلى أسفل في محادثات السلام) لتحقيق الاستقرار في كل قطعة من اللغز يمكن أن تكون خطوة أولى جيدة وحيوية في إعادتها كما كانت موحدة ومتماسكة مرة أخرى.
المصدر | فورين أفيرز
======================
ديلي تلغراف: هكذا أغرق اليونانيين قارب للاجئين السوريين  و(نفوا علمهم بالحادث)
آب/أغسطس 15, 2015كتبه وطن الدبور
نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" تقارير عن قيام خفر السواحل في اليونان بإغراق قارب للاجئين سوريين بينهم نساء وأطفال.
وأشارت الصحيفة الى إن "صيادا تركيا قد صور الواقعة التي ورد أنها حدثت منذ أيام بالفيديو وحصلت وسائل اعلام تركية على نسخة منه"، مشيرة الى أن "القارب المطاطي غرق بعدما أُطلق نحوه ما يشبه الرمح الطويل فور مغادرته الساحل التركي واقترابه من السواحل اليونانية، بحسب صيادين شهدوا الواقعة".
ولفتت الى أن "أحد الصيادين صور القارب الذي فرغ من الهواء وبدأ في الغرق وعلى متنه نحو 50 سوريا تم انقاذهم فيما بعد من قبل خفر السواحل التركية"، مشيرة الى أنه "لم يتسن التأكد من صحة المقطع المصور من جهة مستقلة"، مشددة على أنها "تواصلت مع مسؤولين بخفر السواحل في جزيرة كوس اليونانية بشأن الواقعة ولكنهم نفوا علمهم بها".
======================
الاندبندنت: تطورات جديدة ستؤثر على الصراع السوري والحرب الأوسع ضد تنظيم “الدولة الإسلامية
رأي اليوم
لندن ـ نشرت صحيفة الاندبندنت مقالا حول الأزمة السورية للكاتب كيم سينغوبتا قال فيه إن ثمة تطورات جديدة بعضها لا يزال غير معلن عنه سيكون لها تأثير مهم على الصراع السوري والحرب الأوسع ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأشار الكاتب، حسب ما جاء على “بي بي سي” إلى تأكيد تركيا سعيها مع الولايات المتحدة لبناء منطقة عازلة على الحدود السورية مع تركيا وإعلان جبهة النصرة انسحاب مقاتليها من هذه المنطقة وبدء الأمريكيين شن غارات جوية من قاعدة إنجرليك التركية وزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لروسيا.
وبحسب المقال، فإن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد العقبة الوحيدة الكبيرة أمام الوصول إلى حل الأزمة السورية.
وتحدث الكاتب عن مخاوف عميقة في الغرب بشأن الهجمات التركية المستمرة ضد الأكراد وحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية في سوريا.
وقال سينغوبتا إنه مع هجوم الأتراك على الأكراد، لم يعد الأسد العقبة الوحيدة أمام السلام.
======================
الاندبندنت: اللاجئون السوريون تعرّضوا للضرب على يد الشرطة اليونانية
اخبار سوريا
الاندبندنت: اللاجئون السوريون تعرّضوا للضرب على يد الشرطة اليونانية نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تقريراً عن المهاجرين الذين وصلوا إلى جزيرة "كوس" اليونانية، واحتجزوا في ملعب لكرة القدم بدون طعام أو شراب أو مرافق صحية، منتظرين لساعات تسجيل أسمائهم لدى السلطات. وقالت الصحيفة إنه لليوم الثاني على التوالي يحاول ثلاثة ضباط شرطة تسجيل بيانات اللاجئين، ويستخدمون أجهزة الإطفاء للسيطرة على الحشد المتصارع، بينما تنقل عن أحد اللاجئين السوريين "الوضع هنا في غاية السوء، والشرطة ضربوا الرجال، ضربوا الأولاد، ضربوا حتى الأطفال". ووصف أحد العاملين في منظمة أطباء بلا حدود الوضع بالقول "إن السلطات تركز على النواحي الأمنية وبالكاد تهتم بالنواحي الإنسانية"، وفي وصفه للظروف في استاد كرة القدم قال "هناك مرحاضان فقط، وليست هناك مصادر مياه. والآن جلبوا أنبوبا واحدا للمياه. الوضع صعب جدا". وتعد اليونان هي المنفذ الرئيسي الذي يحاول المهاجرون العبور منه إلى أوروبا، وقد وصل 130 ألفا منهم من تركيا منذ كانون ثاني إلى الجزر الواقعة شرقي بحر إيجه، واستقبلت جزيرة "كوس" لوحدها 7 آلاف مهاجر الشهر الماضي، وتراجعت أعداد السياح الذين يقصدون الجزيرة. وبحسب الصحيفة، تصل قوارب المهاجرين مع الفجر، بينما يغادر السياح الملاهي الليلية. وترسو اليخوت والسفن الفاخرة قريبا من مركز احتجاز اللاجئين ، بينما ينامون على مسارب الدراجات الهوائية.
======================
الشروق :"الإندبندنت": 4000 فرد من الحرس الثوري الإيراني للقتال في سورية
ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الأحد أن طهران إتخذت، قبل الانتخابات الرئاسية، قرارا عسكريا بإرسال 4000 فرد من الحرس الثوري الإيراني إلى سورية لدعم بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن إيران عازمة على إبقاء نظام الأسد إلى درجة أنها إقترحت فتح جبهة سورية جديدة في مرتفعات الجولان لمواجهة إسرائيل، وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن ما يصل إلى 3000 خبير عسكري أمريكي موجودون الآن في الأردن تمهيدا لإقامة منطقة حظر الطيران في جنوب سورية.
======================
هارتس :إيران تبدأ خطة إنقاذ الأسد سياسياً والسعودية لن تسمح
رصد: كلنا شركاء
نشرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية مقالاً للمحلل السياسي “تسبي بارئيل”، قال فيه إن إيران بدأت تسعى للتوصل لاتفاق لحل الأزمة السورية وإيقاف القتال دون أن تخسر إيران حليفها و”مسيّر أعمالها” المتمثل بنظام الأسد، والذي يوصلها بذراعها النشط في لبنان، “حزب الله”، وإن إيران بدأت بعد انتهائها من محادثات النووي وتوصلها إلى اتفاق مع الدول العظمى حوله، بتطبيق خطتها لتكون لاعباً رئيسياً في الساحة السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية، ولتستغل هذه المكانة من أجل إنقاذ بشار الأسد سياسياً والحفاظ على مصالحها.
لكن بالمقابل، الدور البارز للمملكة العربية السعودية وامتلاكها خطوط التواصل مع قوات المعارضة السورية، يجعل من الصعب على إيران تحقيق مرادها بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مشروط ببقاء الأسد في السلطة خلال المرحلة الانتقالية وبإفراد حقوق تضمن سلامة الأقلية العلوية في سوريا، وذلك بحسب ما ترجمت مي خلف لـ”الخليج أونلاين”.
ويقول “بارئيل” إنه بحسب ما ورد بالصحف العالمية،  فإن إيران قدمت ورقة خطوط عريضة للحل السياسي في سوريا، إلى جانب ذلك، طالبت بعقد لجنة دولية مركبة من الدول العظمى التي تولت محادثات النووي الإيراني بالإضافة إلى تركيا والمملكة العربية السعودية، وتحت إشراف منظمة الأمم المتحدة من أجل التوصل لحل سياسي متفق عليه، وعلى أمل أن يشمل الحل بقاء الأسد في منصبه، وفي حال تم قبول المقترح الإيراني بعقد لجنة دولية، ستكون هذه اللجنة ذات ثقل كبير فيما يخص الأزمة السورية وستتحول لمصدر الاتفاقيات لكل الخطوات السياسية المتعلقة بسوريا، وهي بذلك تلغي “اتفاقية جنيف” المنعقدة في يونيو/ حزيران 2012، التي وضعت خريطة طريق لتمرير السلطة.
بالمقابل، إن إيران تنظر بعين متخوفة إلى التقارب التركي السعودي، الأمر الذي يجعل من الصعب توقع نتائج المحادثات في اللجنة المقترحة. فبحسب السيناريو الإيراني المتوقع، ستكفل إيران إقناع قوات الأسد بوقف إطلاق النار مقابل أن تطالب الولايات المتحدة بفرض ذلك أيضاً على قوات المعارضة.
وهنا يرى مراقبون أن هذا السيناريو يوقع الولايات المتحدة في مأزق ويضع الأوراق الحاسمة في يد السعودية، التي تعتبر على تواصل مباشر وقوي مع قوات المعارضة السورية ومع الجماعات المقاتلة ومع المستوى السياسي أيضاً. الأمر الذي سيجعل من الصعب على إيران تحقيق ما تسعى إليه بأن تكون مصدراً للحلول بالمنطقة، وذلك في ظل تضارب المصالح الواضح بينها وبين السعودية، على ضوء الخلافات التاريخية والتطورات الأخيرة في اليمن.
======================
مفتاح :محاولات حثيثة لدمج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي
مفتاح – التقرير
مع دخول الحرب الأهلية السورية عامها الخامس، تتصارع منظمات الإغاثة، ومراكز الأبحاث، والمسؤولون الحكوميون مع الخطوات التالية في التعامل مع احتياجات ما يقدر بـ1.8 مليون لاجئ سوري فروا من القتال، ويعيشون الآن في تركيا.
وعندما بدأ السوريون التدفق على البلاد عام 2011، وسّعت تركيا استضافتها من حيث توفير الطعام والمأوى، والرعاية الطبية لما يقدر بحوالي 250000 لاجئ في مخيمات تقع بالقرب من الحدود. وتوقعت الحكومة التركية أن يكون تدفق اللاجئين أمرًا مؤقتًا، وبدأت منظمات الإغاثة بما فيها منظمات الإغاثة الدولية ذات العلاقات القوية مع تركيا؛ مثل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان، والحريات والهلال الأزرق، وكيمس يوكمو، ودينيز فينري، في الحشد السريع؛ من أجل تقديم المساعدة على المدى القصير لأولئك الفارين من القتال.
ولكن عندما أصبح الصراع منتشرًا ومكثفًا، بدأ الكثيرون في تركيا إلقاء نظرة ثانية على مسألة اللاجئين. ومع استمرار السوريين في دخول البلاد، تستضيف تركيا الآن 1.75 مليون لاجئ إضافي يعيش غالبيتهم خارج مخيمات اللاجئين. وحتى الآن، يقال إن الحكومة التركية قد أنفقت 5.2 مليار دولار على مساعدة السوريين في البلاد.
وكنتيجة لهذا الوضع، هناك إقرار متزايد بضرورة وجود حل أكثر استدامة لأزمة اللاجئين السوريين. والسؤال المركزي الذي يواجه الحكومة التركية؛ هو ما إذا كان اللاجئون سيبقون في تركيا، أم سيعودون إلى بلادهم بمجرد انتهاء القتال؟
ويقول حسين أوروك نائب رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات إن منظمته تعتقد أن الأزمة السورية سوف تستمر عشر سنوات. وتشير الباحثة بوسرا أوغلو في مركز UTSAM، وهو مركز أبحاث مقره أنقرة تابع للحكومة، إلى أنه “من الناحية التاريخية، معظم اللاجئين لا يعودون، ونحن نتوقع أن يبقى نصف اللاجئين“.
وفي حين تُبذل جهود مستمرة لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية للاجئين، تبدأ الخطوات الأولية المتعلقة بقضايا أخرى؛ مثل مشاكل العمالة، والفرص التعليمية، والاندماج الثقافي للسوريين. وعلى سبيل المثال، أخبر مركز “UTSAM” موقع “مفتاح” أنه قد أوصى الحكومة التركية بأن تطوّر سبلاً لتحقيق هذا الاندماج؛ من أجل ضمان ألا يتطور لدى اللاجئين عقلية تبعية تجعل من الصعب قطع المساعدة عنهم، وتبطئ من عملية اندماجهم بشكل كامل في المجتمع التركي.
مسألة التوظيف
كثير من السوريين الذين جاءوا إلى تركيا دون الوثائق اللازمة، كانوا يُوصفون بأنهم “ضيوف” عند وصولهم، وهو وصف يعني أنهم مرحب بهم ولكن غير مسموح لهم بالعمل في البلاد. ويقول أحد عاملي الإغاثة في غازي عنتاب “عندما جاءوا لأول مرة، كان لديهم بعض الأموال، ولكنها نفدت الآن“.
ويقول العاملون بمجال الإغاثة إن السوريين الذين يمتلكون الوثائق اللازمة، والمهارات المطلوبة ليست لديهم مشكلة كبيرة في العثور على عمل، ولكن أولئك الذين لديهم مستوى أقل من المهارات، أو لا يمتلكون الوثائق اللازمة يكافحون؛ لأن الحصول على تصاريح عمل أمر صعب، والكثير من “الضيوف” السوريين على استعداد للحصول على أجور أقل. وقد كان هذا فرصة غير متوقعة لأرباب العمل، وهو ما أثار سخط العاملين الأتراك.
ومشهد تسوّل السوريين -وهو أمر شائع في إسطنبول- أمر غير قانوني، ويزعج كثيرًا من الأتراك الذين يعترفون بشكل سري بأن السخط يتزايد حيال الوضع غير المستقر للاجئين. وتوفر عدد من المنظمات -بما فيها دينيز فينري ومفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين وبرنامج بولسا التابع للمنتدى السوري وهو اتحاد من منظمات الإغاثة التي تركز على الأزمة السورية- تدريبًا مهنيًا للاجئين؛ للمساعدة في الحد من هذه المشاكل.
مسألة التعليم
تذكر رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، وهي المنظمة الحكومية المسؤولة عن مخيمات اللاجئين، أن ما يقدر بنحو 1.8 مليون سوري مسجلون الآن في خانة “الحماية المؤقتة”، مما يجعلهم مؤهلين للاستفادة من المنافع التعليمية والرعاية الصحية. ومع ذلك، ولكون الأزمة قد امتدت لفترة طويلة، فهناك قلق من أن يكون من الصعب إدراج الأطفال السوريين ضمن هذه الخطة. ويقول مسؤول بهيئة الإغاثة الإنسانية “فقدت سوريا أربع سنوات من التعليم. لقد خسروا جيلاً“.
وهناك أحد المخاوف المتعلقة بأن نقص التعليم سوف يجعل من الأطفال السوريين مصدرًا خصبًا للتجنيد من قِبل الجماعات العنيفة المسلحة مثل الدولة الإسلامية. ويقول التربويون أيضًا إنهم يكافحون مع قضية الأطفال المصدومين الذين شهدوا مباشرة قتالاً وحشيًا. ويقول مسؤول كبير في مدرسة “المميزون”؛ التي تم تأسيسها من قِبل سوريين في غازي عنتاب لتلبية مطالب الطلاب السوريين من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الثانوية، “إنه أمر صعب جدًا. ومن الصعب جدًا أن نرى ذلك“.
وهناك العديد من الجهود التي تحدث الآن لمساعدة الأطفال السوريين في الحصول على التعليم اللازم لهم؛ للتنافس داخل المجتمع التركي. وتذكر رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن 90% من أطفال المخيمات يحصلون على خدمة تعليمية نوعًا ما. وتبذل المنظمة نفسها جهودًا حثيثة من أجل تسجيل الأطفال السوريين في المدارس، وقد التحق بالمدارس حتى الآن 275000 طالب. وقد أنشأ السوريون أيضًا مدارس خاصة بهم، ويتم التخطيط لافتتاح جامعة للسوريين في البلاد.
الاندماج الثقافي
يكمن وراء قضية الطعام والمأوى والعمل تحدٍ أكثر صعوبة؛ وهو دمج السوريين في المجتمع التركي. وبينما يتحدث السوريون اللغة العربية بشكل رئيس، إلا أن الأمور تسير في تركيا عمومًا باللغة التركية أوالإنجليزية. ومن أجل سد هذه الفجوة، قام المنتدى السوري بتطوير أنشطة مشتركة مثل رحلات المسارح للأطفال السوريين والأتراك. كما قام العديد من الأسر التركية أيضًا “بتبني” عائلات سورية، وتقديم المساعدة المادية لهم والانضمام إلى المجتمع التركي الأكبر؛ وهو ما لا يقل أهمية.
وقد تلقت تركيا بشكل عام تقديرًا جيدًا؛ بسبب معاملتها للاجئين السوريين، ويؤكد الأتراك بشكل خاص على استعدادهم لمساعدة هؤلاء اللاجئين. وبالنسبة للكثيرين، فإن هذه الاستضافة هي نتاج تراثهم الإسلامي. وفيما عدا دفع الزكاة، وهي الصدقة الخيرية السنوية المفروضة على جميع المسلمين، أكدت منظمات الإغاثة مثل الهلال الأزرق أنه يجب على الأتراك الترحيب باللاجئين، تمامًا مثلما تم الترحيب بالنبي محمد من قِبل سكان المدينة؛ عندما هاجر للمرة الأولى إلى تلك المدينة. وكانت رسالتهم بسيطة؛ وهي “أنت تحب الخلائق، لأنك تحب الخالق“.
ومع ذلك، في حين يرى الكثير من المنظمات غير الحكومية، ومراكز الأبحاث أن الاندماج أمر حتمي، يخطط آخرون لعودة اللاجئين إلى سوريا. فقد تم تنظيم عدد من المجالس المحلية في البلدات السورية؛ للاستعداد للحكم الذاتي في ما بعد الحرب. وقد نظم المنتدى السوري بشكل خاص 140 من هذه المجالس.
ويقول مسؤولون بالمنتدى إن جهودهم مثالية في هذا الصدد، حيث مازالوا يتعاملون مع واقع القتال المستمر في جميع أنحاء البلاد، والذي أدى إلى تعريض المجالس المدنية للتدمير، عندما تتجاوز قوات المعارضة المدن. ومع ذلك، يواصلون القيام بهذا العمل الذي يعتقدون أنه مهم لضمان تأهيل السوريين أن يحكموا أنفسهم. ويقول أحد عمال الإغاثة “لا أتوقع أن أرى ذلك يحدث في حياتي، ولكن هذا لا يعني أن أترك العمل لأجله”.
كانت قضية معاملة اللاجئين السوريين مسألة ثانوية في حملات الانتخابات البرلمانية بتركيا في 8 يونيو. ولكن مع دخول تركيا مرحلة جديدة في حربها ضد الدولة الإسلامية، فمن المحتمل أن يتم طرح مناقشات حول دمج اللاجئين لعدة أشهر قادمة على الأقل، وربما لبقية العام. ولاتزال مراكز الأبحاث التركية تصيغ مقترحات لدمج السوريين، ولايزال العاملون بوكالات الإغاثة ملتزمين بالمساعدة في تخفيف محنة اللاجئين. كما أشار غسان هيتو، مدير المنتدى السوري، لأهمية هذه الجهود قائلاً “نحن نقوم بتكوين نسيج جديد من المجتمع لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب“.
======================
جين هيلي – ناشيونال إنترست :الحرب غير القانونية ضد داعش
نشر في : السبت 15 أغسطس 2015 - 03:09 ص   |   آخر تحديث : السبت 15 أغسطس 2015 - 04:02 ص
جين هيلي – ناشيونال إنترست (التقرير)
صادف يوم السبت الماضي الذكرى السنوية الأولى لبدء الحملة الأمريكية ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش). ورغم تنفيذ ما يقرب من 5000 ضربة جوية، ووجود نحو 3500 جندي أمريكي على الأرض، لم يعقد الكونغرس بعد تصويتًا لترخيص هذه الحرب في الشرق الأوسط.
ويمثل عام من صناعة الحرب بطريقة غير قانونية مستوى منخفضًا جديدًا في تآكل الأرصدة الدستورية، ووقتًا مناسبًا للولايات المتحدة للتفكير في هذا الانجراف الخطير نحو جعل صناعة الحرب بقرار رئاسي أمرًا طبيعيًا. ولكن رغم ذلك، حصلت هذه المناسبة على اهتمام أقل بكثير من قِبل الرأي العام مقارنة بما حصلت عليه أول مناظرة لمرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأسبوع الماضي.
وقد لاحظ المؤرخ آرثر شليزنجر أن نمو “الرئاسة الإمبراطورية” كان على صلة “بتنازل الكونغرس بقدر ما هو على ارتباط باغتصاب الرئاسة“. وخلال العام الماضي، ظهرت كل تلك الأمراض بشكل كبير. وفي 7 أغسطس 2014، أعلن الرئيس أوباما عن أنه “أذن” بالموجة الأولى من الضربات الجوية ضد داعش في العراق. وفي سبتمبر، قام أوباما بتوسيع الحرب إلى سوريا. وحدث ذلك قبل ستة أشهر من إرساله مشروع التفويض لاستخدام القوة العسكرية (AUMF) إلى الكونغرس، من دون أن يغفل عن إرفاقه بملاحظة تؤكد أن القوانين الحالية توفر السلطة التي احتاجها لشن الحرب على أي حال.
ومنذ ذلك الحين، “رفض الكونغرس مناقشة، أو التصويت على إذن للحرب“، وفقًا لما قاله عضو مجلس الشيوخ، تيم كين، في معهد كاتو، يوم الخميس. وفي يونيو، قال كين: “سنصوت على السيارات الصدأة، وسنصوت على الثكنات العفنة، ولكننا لا نريد التصويت على ما إذا كان يجب على الأمة أن تكون في حالة حرب أم لا“. ورد زميله السيناتور بوب كوركر قائلاً: “حرق الوقت التشريعي، وحرق رأس المال، وحرق حسن النية، على شيء هو محض عملية فكرية، عندما يكون هناك الكثير من المسائل الملحة، قد لا يكون من الحكمة في شيء“.
وللأسف، قد يكون “كوركر” على شيء من الصواب. وقد لا يكون أي ترخيص جديد من “الحكمة”، ليس لأن الكونغرس سوف “يحرق الوقت التشريعي” للقيام بعمله، ولكن لأن أي قرار في هذه المرحلة قد ينتهي إلى توسيع سلطات الرئيس في الحرب إلى ما هو أبعد من ذلك. وفي النهاية، كان رد فعل المشرّعين الجمهوريين البارزين على مشروع تفويض أوباما؛ هو الشكوى من أن الرئيس لم يكن إمبراطورًا بما يكفي في حربه.
وليس من المحتمل كثيرًا أن يستطيع الكونغرس الحالي تحريض نفسه على معالجة المشكلة الأكبر، وهي تحويل تفويض AUMF من عام 2001 إلى تفويض من الممكن أن تستخدمه الرئاسة؛ لتبرير الحرب أيًا كانت الأسباب. ويعد هذا القرار، والذي صدر بعد ثلاثة أيام من هجمات 11/09، واستهدف تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، الأساس الرئيس لمطالبة أوباما بأنه لا يحتاج لترخيص جديد لخوض الحرب ضد داعش. وكان الكونغرس قد صوت بالفعل على هذا التفويض قبل 14 عامًا تقريبًا.
وتقول النظرية القانونية للإدارة، والتي عرضت بخجل من قِبل مسؤولين مجهولين في الصحف، إن داعش هي “الوريث الحقيقي” لتراث أسامة بن لادن. وبغض النظر عن أن “الوريث” المعين من قِبل بن لادن، أيمن الظواهري، ندد وحرّم المجموعة، وعلى الرغم من العناوين مثل “داعش تقطع رأس زعيم من تنظيم القاعدة”، لا تزال داعش مشابهة لحد كبير للقاعدة؛ وهذا هو الغطاء القانوني الذي تستخدمه الإدارة لحرب جديدة تخوضها في دولتين على الأقل، ومن الممكن أن تستمر من 10 إلى 20 سنة.
وهناك مفارقة كبيرة في حقيقة أن المرشح الذي وعد “بفتح صفحة جديدة” مختلفة عن عهد بوش قد شرع لنفسه حروبًا جديدة من جانب واحد. وقد كانت مقاومة النزعة العسكرية موضوعًا متكررًا خلال فترة عمل أوباما السياسي، بدءًا بما كتبه في مقال لجريدة الكلية بعنوان “كسر عقلية الحرب”، وصولاً إلى خطابه خلال تجمع للسلام في 2002 ضد الحرب “الغبية والمتهورة”، وهو الخطاب الذي أصبح محورًا لحملته الانتخابية لعام 2008. وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي دفاعًا عن صفقة إيران، قال أوباما للصقور الذين يتهمونه بحسن النية إنه قصف ما لا يقل عن سبع دول خلال رئاسته للبلاد.
وقد كان الانهيار المؤسسي في الطرف الآخر من بنسلفانيا متوقعًا للغاية، أيضًا. وكما قال الجمهوري جاك كينغستون -بأسٍ- في بداية الحرب: “سيكون هناك الكثير من الناس الراغبين في البقاء على الهامش”، وقال أيضًا “اقصف المكان الذي تريد، وأخبرنا عن النتائج في وقت لاحق.. نحن نحب الطريق الذي نحن عليه الآن. يمكننا أن ننسحب منه إذا سارت الأمور بشكل سيء، والثناء عليه إذا سارت الأمور بشكل جيد”.
ولكن الأمور لا ينبغي أن تؤخذ بهذه السهولة. وقد صمم واضعو الدستور نظامًا من شأنه أن “لا يعجل بإدخالنا في الحرب“، ومن شأنه أن يجبرنا على القيام بالمداولات، والتأكد من أننا لن “نمضى في الطريق إلى جهنم، ونحن عميان“، كما قال عضو شاب في مجلس الشيوخ يدعى أوباما ذات مرة.
======================
ميدل إيست بريفينج :الفرسان الثلاثة: ظريف وأردوغان والأسد
نشر في : السبت 15 أغسطس 2015 - 03:20 ص   |   آخر تحديث : السبت 15 أغسطس 2015 - 11:25 ص
ميدل إيست بريفينج – التقرير
من الصعب أن نتصور جواد ظريف في دور “دارتانيان”، لكن ربما كان ألكسندر دوماس يفكر في مثلث مماثل عندما يتعلق الأمر بإيران وتركيا وسوريا. في إحدى المراحل، كان هناك توافق بين هؤلاء الرجال الثلاثة، والآن يتقاتل اثنان منهم على مصير الثالث، وكل منهم لديه نوايا مختلفة عن الآخر.
تحاول طهران إنقاذ الأسد من خلال السيرك الدبلوماسي الروسي؛ هذا السيرك الذي تجاهلته المملكة العربية السعودية عندما رفضت اقتراح موسكو بعقد اجتماع مع الإيرانيين؛ لتنسيق سياسات مكافحة الإرهاب. وهنا يتساءل المرء، هل الروس بهذا القدر من السذاجة؟ أم أنهم يبحثون عن شيء آخر؟
رُغم كل شيء، كان هناك اجتماع ثلاثي في نهاية يوليو الماضي؛ حيث جلست السعودية وروسيا وسوريا معًا. سرّب السوريون أنباء الاجتماع في خرق واضح لاتفاقهم مع موسكو والرياض. لكنّ الكرملين استمرت في محاولتها الحمقاء لوضع الثلاثة معًا، وفي النهاية واجهت الرفض السعودي القاطع بكلمة “لا”.
الروس ليسوا بهذه السذاجة. لقد كان الهدف من وراء تلك الجهود هو خدمة إيران. كانت مجرد فرصة لإنقاذ الأسد المحكوم عليه بالفناء، ولكنها لن تكون الأخيرة. يستعد دارتانيان (ظريف) للذهاب إلى الأمم المتحدة الشهر المقبل؛ لتقديم اقتراح لإنقاذ صديقه من الموت. أعلنت إيران أنّ ظريف يعتزم تقديم مشروع مقترح يشمل العناصر الأساسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية إلى الأمم المتحدة في الشهر المقبل. تتكون هذه الخطة من أربع نقاط هي: 1) وقف إطلاق النار فورًا. 2) تشكيل حكومة وحدة وطنية. 3) كتابة دستور جديد يحمي الأقليات. 4) إجراء انتخابات عامة تحت إشراف الأمم المتحدة.
ومع ذلك، تظل الألغام الكامنة هي مستقبل الأسد. الدعوة المشروعة للسماح لجميع السوريين بتقرير الحكومة في المستقبل، ينسى دعوة أخرى مشروعة لتقديم كل الذين ارتكبوا جرائم حرب، بدءًا من الأسد ومساعديه، إلى العدالة.
الهدف الروسي السري هو “ملء الفراغ”؛ من خلال بعض الضجة الدبلوماسية؛ بحيث أنه عندما يأتي الوقت لاتخاذ إجراء حقيقي، سيكون الطريق مفتوحًا أمامها. لكنهم يروجون لجهودهم بشكل مختلف عن الإيرانيين. بالنسبة لموسكو، لقد حان الوقت لتثبت لإيران ما بعد العقوبات أن لديها أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم في الكرملين، وأكثر موثوقية من العواصم الغربية التي تسارع الآن للتقرب من طهران.
هذا استثمار جيد، اقتصاديًا واستراتيجيًا، لكنّ الأصدقاء الذي يمكن الاعتماد عليهم نادرًا ما يستطيعون تغيير الحقائق على الأرض.
وفي ظل وضوح الموقف الروسي مع التطورات المستمرة في الحرب السورية، يتشكّل الموقف التركي أيضًا تحت مطارق هذه الحرب. تتطور الأزمة في سوريا تدريجيًا بطريقة تفرض على الأطراف المعنية مواجهة ضرورة حتمية؛ لتحديد موقفهم بطريقة أكثر وضوحًا.
بالرغم من فشل المبادرة غير المنطقية التي أعلنت عنها موسكو، إلّا أنّ الأتراك درسوا خياراتهم بشكل مختلف. لقد ذهبوا في طريق معاكس لما كان متوقعًا منهم. كان يُعتقد أنّ أردوغان سوف يتردد في الاختيار بين العرب والإيرانيين، بعد رفع العقوبات عن طهران، ويقع تحت إغراء الصفقات التجارية مع إيران. لكنه لم يفعل.
كان العامل الذي غيّر قواعد اللعبة لأردوغان؛ هو موافقة الولايات المتحدة التي حصل عليها للقيام بعملية عسكرية في شمال سوريا. اعتقد أردوغان أنه في النهاية سوف تخسر إيران في سوريا، وتضمد جراحها وتستمر في مهمتها. بالنسبة للأتراك، التهديدات الوشيكة، خاصة توسع حزب العمال الكردستاني في سوريا، كانت أكثر أهمية، لا سيما أنّ نهاية اللعبة في سوريا تتجه نحو إما تقليص دور الأسد إلى رئيس جمهورية غرب سوريا، أو الإطاحة به تمامًا، والحفاظ على وحدة سوريا بطريقة أو بأخرى.
لذلك؛ فالانقسام بين طهران وأنقرة آخذ في الاتساع. لم يعد أردوغان مترددًا بعد الآن. كما أظهر الروس لطهران أنهم يحاولون (على الرغم من أنه من الصعب أن نعتقد أنهم يؤمنون بنجاحهم في نهاية المطاف).
بعد أن أصبح التوصل إلى موقف أكثر وضوحًا من جميع الأطراف أمرًا لا مفر منه، زادت الهوة بين أنقرة وطهران. وقبل يوم واحد فقط من زيارة ظريف المحتملة إلى تركيا للقاء أردوغان في 11 أغسطس، حذّر مجتبى أماني، مسؤول إيراني سابق في القاهرة، الأتراك، وقال: “تركيا وغيرها من البلدان التي تدعم الجماعات المتطرفة والمتشددة ستدفع ثمن ذلك في أحد الأيام“. وبعدها، ألغى ظريف زيارته إلى تركيا.
لنرى الوضع من “الصورة الكبيرة”، سيكون من الواضح أنّ كلًا من إيران وتركيا يظهران الآن كمنافستين للتأثير في منطقة الشرق الأوسط. يشعر الأتراك بأنّ الرياح تتغير لصالحهم. ويرى أردوغان أنّ تركيا في وضع أفضل لتكون وسيطًا ومدافعًا عن العالم السُني على الأقل حتى يتم تسوية النزاع بطريقة أو بأخرى. كما كان توقيع الاتفاق النووي صفقة مربحة وانخفاضًا لنفوذ أردوغان؛ ومن ثم قرر أن يجرب حظه في الجمع بين هذين الهدفين: هدف على المدى القصير، وهو ملاحقة حزب العمال الكردستاني والحصول على جزء من سوريا والتوافق مع العرب، وهدف على المدى البعيد؛ وهو تضميد الجروح في علاقاته مع طهران في مرحلة لاحقة بمجرد هدوء لعبة تحديد الخيارات المحتدمة الآن.
بطريقة ما، فإنّ إبداء رأي حاسم في سوريا من شأنه تعزيز علاقات أردوغان مع العالم السُني، وتحسين الموقف التفاوضي لتركيا مع الإيرانيين. أردوغان سريع للغاية في إعادة بناء علاقاته مع العرب؛ لأنه يعلم أنه في عند مرحلة معينة سيجلس مع الفارس الآخر، جواد ظريف؛ لبحث التطورات في المنطقة. وإذا أعاد الإيرانيون بناء جسورهم مع العالم، فلن يكون هناك أمام أردوغان سوى إعادة بناء علاقاته مع المنطقة.
ولكن سيُختزل كل ذلك فيما سيحدث في سوريا. وهنا، يبدو الفارس الثالث عاريًا تمامًا؛ فالأسد يخسر المعركة الآن في سوريا. الجميع يعرف ذلك. ظريف مستعد لمقايضة رفيقه السابق؛ لتحقيق مكاسب استراتيجية محددة في سوريا ما بعد الأسد. ومع ذلك، ليس هناك مشترون. كما يصرّ العرب على أنّ إيران يجب أن تترك سوريا، سواء مع الأسد أو دونه. ويستعد الأسد للذهاب إلى الغرب. ولكن هذا لن يساعده كثيرًا؛ فالسوريون سيطاردونه أينما ذهب.
ثمة خيار واحد أمام الإيرانيين؛ وهو قبول أنهم باتوا في وضع “كش ملك”. درعا سوف تسقط وبعدها دمشق، وقبل ذلك سقطت حلب، وسوف تستمر الهجمات على اللاذقية حتى يتم إخلاء جسر العبور إلى معقل الأسد.
في مرحلة ما عندما يصبح هذا وشيكًا، سيأتي الإيرانيون إلى طاولة المفاوضات، يحيط بهم أنصارهم الروس بطبيعة الحال، لإجراء محادثات مع رجب طيب أردوغان. وهذا الأخير لن يكون في عجلة من أمره؛ لأنّه ليس الشخص المحاصر. بل على العكس، إنه يخرج من الحصار.
ذات مرة، كان الفرسان الثلاثة رفقاء كفاح سابقين. وإذا كان دوماس حاضرًا الآن، لكان هناك حلقة إضافية من قصة الفرسان الثلاثة.
======================