الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15/11/2016

سوريا في الصحافة العالمية 15/11/2016

16.11.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الأمريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة العبرية والفرنسية :  
الصحافة الأمريكية :
معهد واشنطن :ما بعد العراق وسوريا:نظرة إلى ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية»
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/beyond-syria-and-iraq-examining-islamic-state-provinces
كاثرين باور، المحررة
تشرين الثاني/نوفمبر 2016
في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» عن إضافة ولايات جديدة خارج معاقله في سوريا والعراق. وخلال العام والنصف التي أعقبت ذلك، تغيّر بشكل ملحوظ مصير هذه الجماعات التابعة - التي كان بعضها قائماً أساساً وأخرى جديدة. وازدادت مخاوف المجتمع الدولي إلى حدّ كبير إزاء نجاح التنظيم في زيادة عدد "معاقله" في ليبيا - التي ربما تشكّل الولاية "الأكثر نجاحاً" - استناداً إلى تدفق مطّرد لجهاديين متمرسين من سوريا والعراق والنفاذ إلى كميات كبيرة من الموارد - وزعزعة الاستقرار في شمال أفريقيا.
في 9 حزيران/يونيو 2016، دعا "معهد واشنطن" مجموعة من الباحثين والخبراء الذي يصبّون تركيزهم على تنظيم «الدولة الإسلامية» وفروعه العالمية للمشاركة في حلقة دراسية (ورشة عمل) استمرت يوماً واحداً لمناقشة بروز ما يسمى بولايات تنظيم «الدولة الإسلامية». وهذا الحدث الذي جرى وفقاً لقاعدة المعهد الملكي للشؤون الدولية ("تشاتام هاوس)" مَنحَ الباحثين والخبراء فرصة للمقارنة بين ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإظهار التباين بينها، سواء داخل العالم العربي (في ليبيا، واليمن، وسيناء، والحجاز) وخارجه (القوقاز، وأفغانستان/باكستان، ونيجيريا) على حد سواء.
وتمحورت مواضيع الحدث حول ثلاثة أسئلة رئيسية:
1. ما هي العلاقة التي تجمع بين هذه الجماعات ومعقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا؟
2. ما هي طريقة عمل هذه الجماعات، فيما يخص المقاتلين الأجانب، والقضايا المالية، والإيديولوجيا؟
3. ما هي طبيعة العلاقة التي تربطها بالسكان المحليين وما هو حجم التأييد الشعبي الذي تحظى به؟
وبالإضافة إلى حلقات النقاش حول هذه المواضيع، تضمّنت ورشة العمل تقديم ملاحظات افتتاحية، وأخرى أثناء وجبة الغداء، فضلاً عن كلمات اختتامية أدلى بها مسؤولون بارزون في الإدارة الأمريكية من كل من "وزارة الخارجية"، و "المركز الوطني لمكافحة الإرهاب"، و"مجلس الأمن القومي". وفيما يلي معلومات أساسية عن النقاشات التي استمرت طوال اليوم وملخصاً للاستنتاجات التي خلُصت إليها الحلقة الدراسية. وبما أن بعض المقدّمين شاركوا على أساس أنه لن يتم نشر كلماتهم، لن يتضمّن التقرير المجمّع عدداً من المواضيع التي تمّ التطرق إليها في الملخص.
 المساهمون
ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن.
كاثرين باور هي زميلة أقدم في معهد واشنطن ومسؤولة سابقة في وزارة الخزانة الأمريكية.
ديفيد بولوك هو زميل كوفمان في معهد واشنطن، يركز على الديناميات السياسية لبلدان الشرق الأوسط.
هارون زيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في معهد واشنطن، ، يركز على الوسائل التي تتبعها الجماعات الجهادية لكي تلائم نفسها للبيئة السياسية الجديدة في البلدان التي تنتقل إلى الديمقراطية.
مختار عوض هو زميل باحث في "برنامج حول التطرف" في "مركز جامعة جورج واشنطن للإنترنت والأمن الداخلي".
كول بونزيل هو مرشح لنيل شهادة الدكتوراه في "دراسات الشرق الأدنى" في "جامعة برينستون".
محمد الجارح هو زميل غير مقيم في "مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط"، وخبير في شؤون ليبيا.
جاك غينز يعمل حالياً كخبير استراتيجي في شؤون الاتصالات ومدير حملة في "القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا" ضمن "وزارة الدفاع الأمريكية".
ديفيد غارتنشتاين-روس هو هو زميل بارز في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، ومتخصص في الحركات الجهادية، بما في ذلك إجرائه بحوث مفصلة عن تنظيم «القاعدة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية»، و«أنصار الشريعة في تونس»، وجماعة «بوكو حرام»، و"ولاية سيناء" التابعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
جان-فرانسوا باكتيت هو عضو في السلك الدبلوماسي الفرنسي ويعمل حالياً كمستشار في سفارة فرنسا في واشنطن العاصمة.
محمد صبري هو صحفي مصري مقره في شبه جزيرة سيناء في مصر.
كاثرين زيمرمان هي زميلة باحثة في معهد "أميركان إنتربرايز" ومديرة الأبحاث لـ "مشروع التهديدات الخطيرة" في المعهد.
 الملخص التنفيذي
في أوائل حزيران/يونيو 2016، كان "التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»" قد حشد زخماً كبيراً في معركته ضد "معاقل" التنظيم في سوريا والعراق.
ومنذ بلوغه أوج قوته في عام 2014،  خسر تنظيم «الدولة الإسلامية» ما يقرب من نصف الأراضي التي سيطر عليها سابقاً في العراق و20 في المائة من أصوله في سوريا. وخلال أسبوع التاسع من حزيران/يونيو، بدأت القوات العسكرية للتحالف بعزل الموصل من خلال تقدّمها نحو القرى المجاورة. أما في سوريا، فوصلت المعارك إلى خط "مملكة ماري" [نسبة إلى إحدى ممالك الحضارات السورية القديمة التي ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد]، وبدأ خطان هجوميان - المعارضة السنّية و «وحدات حماية الشعب» الكردية - بمحاصرة منبج.
وبالإضافة إلى التقدّم الذي أحرزه التحالف في العراق وسوريا، شهد مطلع حزيران/يونيو 2016 تنامي التحركات ضد بعض ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية». وبرز بشكل خاص قلق كبير بشأن قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» على تكرار قوة تنظيم «الدولة الإسلامية» [في المشرق العربي] ليصبح موازياً لذلك الذي تضمّه "معاقله"، استناداً إلى تدفق مطّرد للجهاديين المتمرسين من سوريا والعراق، والنفاذ إلى موارد كبيرة ووجود مساحات شاسعة غير خاضعة للسلطة. ونتيجةً لذلك، رزح تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» تحت وطأة ضغوط عسكرية من قوى موالية لـ "حكومة الوفاق الوطني". وبعدما خسر التنظيم درنة في أواخر عام 2015، تعرّض لهجوم في معقله في مدينة سرت نفّذته كتائب تضمّ مقاتلين من مصراتة بشكل أساسي، الذين طردوا مقاتلي التنظيم واستولوا على نقاط أساسية على طول أطراف المدينة.
وهناك ولايات في أماكن أخرى رزحت تحت وطأة الضغوط أيضاً. ففي مصر، واصل الجيش حملته ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء. وفي حوض "بحيرة تشاد"، خسرت جماعة «بوكو حرام» جزءاً مهماً من الأراضي التي تسيطر عليها نتيجة عمليات نفّذتها "قوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات". وظهرت خلافات إيديولوجية في صفوف قيادة ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» في اليمن وقوّضت الجهود الرامية لبناء دولة، كما أن ولايات السعودية والجزائر بقيت فقط حبراً على ورق ولم تشكل سوى تهديد إرهابي.
كلمات المتحدثين
عرض ماثيو ليفيت مقدمة المناقشات التي شكّلت محور اليوم، فشرح الخطوط العريضة لتطور الجماعات الموالية لتنظيم «الدولة الإسلامية» ونظرة الولايات المتحدة إليها على حد سواء. وقد تمّ  توزيع مواضيع الحلقة الدراسية على أربع مجموعات عالجت المواضيع التالية على التوالي: روابط ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» بالقيادة؛ عمليات ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» (الإجابة على سؤال "ما هي طريقة عمل الجماعات؟")؛ التأييد الشعبي لحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» في ولاياته؛ وولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» خارج الشرق الأوسط.
§         روابط ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» بالقيادة
شرح محمد الجارح أهمية الولايات الليبية الإستراتيجية بالنسبة لمشروع تنظيم «الدولة الإسلامية» ككل، الأمر الذي دفع به إلى إيفاد عناصر متمرسين من العراق وسوريا للإشراف على تطورها. كما تحدّث عن كيفية استغلال التنظيم بشكل فعال للخلافات بين الجماعات المحلية ليضمن عدم مواجهته معارضة موحدة وفرضه سيطرة إدارية بشكل سريع لإخضاع السكان المحليين.
وأشار مختار عوض إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ضمّ أتباعه المحليين في سيناء المصرية، الذين كانوا يعرَفون سابقاً باسم «أنصار بيت المقدس»، إلى قيادة عملياته في الخلافة، رغم عدم الحاجة إلى تواصل مستمر ضمن نموذج عمل تنظيم «القاعدة». كما تطرّق إلى تطلّعات تنظيم «الدولة الإسلامية» بالتوسّع إلى قلب مصر والصحراء الغربية، فضلاً عن روابط "ولاية سيناء" بتنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا».
ولفت هارون زيلين إلى الروابط التاريخية بين الجهاديين التونسيين وشبكة الزرقاوي، التي هي سلف تنظيم «القاعدة في العراق» وبعده تنظيم «الدولة الإسلامية»، لشرح وجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب التونسيين في "معاقل" التنظيم وفي ليبيا، فضلاً عن تركيز تنظيم «الدولة الإسلامية» على تنفيذ هجمات مروعة في تونس.
وأكّدت كاثرين زيمرمان أنه على الرغم من أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يعتبر اليمن جبهة أساسية، نظراً لموقعها في شبه الجزيرة العربية - مهد الإسلام – فإن العنف الذي مارسه التنظيم ضد المدنيين، واستخدامه لقادة أحزاب سياسية غير يمنيين وتكتيكاته المتطرفة في الحرب قد تسبّب "بانشقاق أنصاره" في البلاد. وتَعتبر زيمرمان أن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» هو الخطر الحقيقي من اليمن وتؤمن أنه يتعيّن على صنّاع السياسة في الولايات المتحدة التركيز على استئصاله من هذه المنطقة بدلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» هناك.
§         عمليات ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية»
قال أيمن التميمي إنه باستثناء ولاية سرت، كانت قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على فرض حوكمته خارج العراق وسوريا محدودة للغاية. وكانت لهذه القيود تداعيات على مصداقية التنظيم على الصعيد العالمي، وخاصة في مناشدة الحركة الجهادية الأوسع للحصول على دعمها.
ويقول كول بونزيل بما أن كلاً من تنظيم «الدولة الإسلامية» والمملكة العربية السعودية يزعمان أنهما إسلاميان "أصيلان" وفقاً لتعاليم الوهابية، يشكل التنظيم خطراً إيديولوجياً ومادياً على المملكة. وكما يشرح بونزيل، على الرغم من أن الوهابية، كما يفهمها السعوديون، لا تروّج لأفكار مرتبطة بآراء تنبؤية، يستخدم التنظيم نصوص الوهابية لدعم روايته التنبؤية.
واعتبر جان-فرانسوا باكتيت أن المعارك في العراق وسوريا تجذب المقاتلين الأجانب أكثر من القتال في الولايات، وقد ذكر أن الولايات عجزت تماماً عن توفير الموارد وتلبية المصالح المحلية. وبالتالي من شأن إضعاف قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» ومعاقله أن يضعف الولايات.
وتقول كاثرين باور أن إعادة إنشاء الظروف التي سمحت لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» بإثراء نفسه بسرعة بعد استحواذه على أراضٍ في سوريا والعراق في عام 2014 لن تكون مهمة سهلة في الولايات. وبدلاً من ذلك، تمّ تحفيز عدد من الولايات، على الأقل جزئياً، لمبايعة التنظيم على أساس اعتقادها أنها ستحصل على الموارد في المقابل.
§         التأييد الشعبي لحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» في الولايات
رغم تحذيره من الاعتماد المفرط على مصادر مماثلة، ينظر ديفيد غارتنشتاين-روس إلى تغطية تنظيم «الدولة الإسلامية» الإعلامية في ليبيا واليمن لتقييم ما يمكن معرفته بشأن الدعم الشعبي المحلي الذي يحظى به التنظيم من خلال مراقبة نشاطه في وسائل التواصل الاجتماعي.
واقترح ديفيد بولوك أنه بينما يحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» بالاعتماد بشكل رئيسي على التخويف وليس من خلال تأييد شعبي ناشط، من المستبعد أن ينتفض السكان الخاضعون لسيطرة الجماعة الإرهابية طالما لا يرون بديلاً صالحاً ماثلاً أمامهم. واستخدم بيانات الاستطلاع لدعم وجهة نظره القائلة بأن التنظيم يحتاج إلى دعم ضئيل جداً للسيطرة على السكان ولكنه يحظى بدعم أكبر [حتى] حينما تكون البدائل أسوأ من ذلك.
وناقش محمد صبري تركيبة مقاتلي «أنصار بيت المقدس» في سيناء - الحليف لتنظيم «الدولة الإسلامية» - ومحفزاتهم ومصادر تمويلهم. ووصف «الأنصار» بأنهم جماعة ترتكز إيديولوجيتها وتكتيكاتها على الرغبة في الانتقام أكثر من الحماس والحمية الدينية، وتستخدم أساليب تهريب محلية فضلاً عن مبايعتها لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» لتجنيد مقاتلين وجمع الأموال.
§         تحالفات تنظيم «الدولة الإسلامية» خارج منطقة الشرق الأوسط
سلّط جاك غينز الضوء على قدرة البقاء التي تتمتع بها جماعة «بوكو حرام» بالمقارنة مع تلك الخاصة بولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» الأخرى، مشيراً إلى أنها تحظى بدعم شعبي محلي كبير وسوف تتأثّر بشكل طفيف فقط بالخسائر التي قد تلحق بمعاقل تنظيم «الدولة الإسلامية». وأوضح بشكل منفصل أن الانتصارات على تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» ستخلّف تداعيات مهمة على علامة التنظيم وافترض أن بعض ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» قد تنأى بنفسها عن الجماعة إذا مُنيت بهزيمة في سرت.
وشرحت آنا بورشيفسكايا أن تأييداً شعبياً كبيراً لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى جانب جهود الحكومة الروسية قبل "دورة الالعاب الاولمبية في سوتشي" لقمع التمرّد في شمال القوقاز، ساهما في تدفق آلاف المقاتلين الأجانب من "إمارة القوقاز" للقتال في سوريا والعراق. لكنها لفتت إلى أن طبيعة العلاقة بين قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الذين بقوا في القوقاز غير واضحة المعالم.
ملخص الاستنتاجات
أدّت الأسئلة الرئيسية الثلاثة التي طرحتها ورشة العمل طوال اليوم إلى طرح المزيد من الأسئلة: هل سيساهم بروز الولايات في تغيير المعادلة؟ هل يعني ذلك بروز "عصر تنظيم «الدولة الإسلامية»"؟ ما هي قدرة الولايات على البقاء؟ ماذا سيكون مصيرها إذا خسر تنظيم «الدولة الإسلامية» أراضيه في العراق أو سوريا أو في كلا البلدين؟
إذا تمّ دحر إحدى الولايات أو إذا ما انفصلت عن تنظيم «الدولة الإسلامية» كيف سيؤثّر ذلك على قيادة التنظيم ومعاقله؟ سيكون للإجابات تداعيات سياسية ملموسة على الخطوات التالية التي سيتخذها "التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»".
وقد برزت ثلاثة استنتاجات رئيسية عن مناقشة هذه الأسئلة:
1. ليست ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» متساوية، فهي تختلف كثيراً على صعيد ظروفها وقدراتها العملياتية.
2. قد تكون أسطورة النجاح أكثر أهمية بالنسبة للولايات من أي نجاح فعلي؛ فالولايات تضطلع بدور أساسي في إيديولوجية تنظيم «الدولة الإسلامية» لكنها لا تعود بفائدة ملموسة كبيرة على المعاقل.
3. تتوقّف قدرة الولايات الفعلية على البقاء على الموارد التي تحصل عليها من المعاقل.
§         ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» غير متساوية
قد تكون هذه الاختلافات سلاحاً ذا حدين بالنسبة لأهداف كل ولاية، تبعاً للظروف. فعلى سبيل المثال، من المرجّح بشكل أكبرأن تستولي تلك الواقعة ضمن مساحات غير خاضعة للسلطة على الأراضي وتحتفظ بها. وفي المقابل، فحيث تواجه الجماعات ضغوطاً من جهات فاعلة من غير الدول بالمقارنة مع أجهزة الأمن والجيش النظامية، فإن مسائل الطائفية، وتلبية حاجات القبائل المحلية أو وسائل أخرى لضمان درجة عالية من التأييد المحلي، تصبح أكثر أهمية.
كما يمكن لهذا الاختلاف في الظروف التأثير في قدرة التنظيم على البقاء، وهي نقطة ستتمّ مناقشتها بالتفاصيل أدناه. ففي حال هزيمة قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق، على سبيل المثال، من المفترض أن يزيد احتمال بقاء الولايات التي لم تنبثق عن جماعات قائمة أساساً - كتلك الموجودة في ليبيا - موالية للتنظيم، حتى في الوقت الذي تتضاءل فيه الموارد ووقوع الجماعة تحت ضغوط الجهات الفاعلة من الدول، أو من غير الدول، أو الجهات الدولية. وعلى الجانب الآخر، فإن الجماعات التي"غيّرت تسميتها" فقط على أنها ولايات تابعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، قد تكون أسرع في إعادة صبّ تركيزها على شكواها الأساسية - المحلية عموماً - وآليات الدعم والأهداف.
ويُعتبر تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» ناشزاً إذ تمّ تطويره بموجب توجيهات قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق. ورغم أنه سحب مقاتلين من جماعة «أنصار الشريعة» التونسية [«أنصار الشريعة في تونس»]، التي كانت تنشط شرقي ليبيا قبل ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» على الساحة، لم تُعلن «أنصار الشريعة» ولاءها للبغدادي.
وفي الواقع، يقال إن بعض مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» عادوا إلى القتال في صفوف جماعة «أنصار الشريعة» بعد أن خسر تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» ملاذه الآمن في درنة. وأوضح هارون زيلين أن الجهاديين التونسيين لطالما لعبوا دوراً في شبكات مؤسس تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو مصعب الزرقاوي في المشرق العربي، وقد عاد عدداً منهم إلى ليبيا في عام 2013 لترسيخ موطئ قدم لهم فيها. إن الخبرات التي اكتسبها هؤلاء الجهاديون خلال وجودهم في المشرق العربي مهمة وتشير إلى علاقات وطيدة مع قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالمقارنة مع الولايات الأخرى.
أما روابط العمليات بين "ولاية سيناء" في مصر والقيادة فهي أقل وضوحاً. ووفقاً لـ مختار عوض، على الرغم من وجود الكثير من الجذور الإيديولوجية الجهادية في مصر، لم تجمع الزرقاوي الكثير من الروابط المحددة مسبقاً مع "ولاية سيناء". أما الجماعة المصرية «أنصار بيت المقدس» - التي كانت تركّز سابقاً بشكل أساسي على محاربة إسرائيل - فقد أعلنت ولاءها لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، في وقت مبكر من صيف عام 2014 على أقرب تقدير. ولم يسفر هذا الولاء عن قدرات جديدة أكثر دموية فحسب، بل نتج عنه تركيز أكبر لهذه الهجمات ضدالجيش المصري وربما أدّى إلى تفجير الطائرة التجارية الروسية (1). يُذكر أن "ولاية سيناء" لا تسيطر على أراضي بشكل مباشر بل تعمل نسبياً من دون عوائق من السكان المحليين بفضل تلبيتها مصالح القبائل البدوية المحلية. واستناداً إلى ما تقدّم، أوضح أيمن التميمي أن الجماعة حاولت تطبيق نشاط "حسبة" محدود، مثل حرق المخدرات.
هذا وقد استغل تنظيم «الدولة الإسلامية» وسلفه تنظيم «القاعدة في العراق» بشكل فعال الانقسامات الطائفية لكسب التأييد. وتنشط عدد من ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» في مناطق تضمّ شريحة كبيرة من السكان الشيعة، مثل اليمن والسعودية، لكن في مناطق أخرى، مثل ليبيا ومصر، لا تلعب الطائفية دوراً كبيراً لصالح الفروع المحلية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية». لذلك، في حين يُحتمل أن يستطيع تنظيم «الدولة الإسلامية في اليمن» استغلال عدم الاستقرار الناتج عن الحرب الأهلية في اليمن لإحراز تقّدم في البلاد، إلا أن النزاعات الداخلية قد أضعفته. وبالمثل، استهدفت "ولاية نجد" التابعة للتنظيم المصالح الشيعية في المملكة، ولكنها ألهمت أيضاً أنصارها لشنّ هجمات ضد أجهزة الأمن السعودية في ظل سعي تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى استعادة عباءة الدعوة الوهابية الإسلامية.
ويبدو أيضاً أن بعض الشقوق قد تفتحت في أوساط بعض الجماعات القائمة سابقاً بشأن ما إذا كانت ستصبح ولايات تابعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» أم لا. ويبدو أن هذا هو الحال في أوساط حركة "طالبان" الأفغانية، التي انتقل بعض أفرادها إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في خراسان» في حين لم يفعل ذلك الآخرين. وينطبق الأمر نفسه على ما يبدو على «بوكو حرام»، حيث أصدر تنظيم «الدولة الإسلامية» بياناً في آب/أغسطس 2016 أفاد بموجبه أنه استبدل قائد الجماعة أبو بكر شيكاو، بسبب همجيته ووحشيته ضد المسلمين. ورغم تأكيد شيكاو لاحقاً أنه يحتفظ بدور "القائد"، مشيراً في كلامه إلى البغدادي "بالخليفة"، من المرجّح أن تتنامى الانقسامات داخل الجماعة.
وتبقى جماعات أخرى، كتلك الموجودة في الفلبين وبنغلاديش، غير معترف بها من قبل قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» على أنها ولايات رسمية تابعة له، على الرغم من أنها أدت قسم الولاء للتنظيم. وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد حدّد معايير للفروع المحتملة ويبدو أنه يحرص على الاحتفاظ بقيمة علامته من دون "الإضرار بمعاييره"، إذا جاز التعبير، أو التوسّع "بشكل سريع للغاية". وفي حين يُعتبر الاعتراف بولايات جديدة دليلاً واضحاً لشعار تنظيم «الدولة الإسلامية» القائم على "البقاء والتوسّع"، يبدو أيضاً أن التنظيم يطبّق إستراتيجية نمو مدروس، لا سيما في وقت يرزح فيه تحت الضغوط في سوريا والعراق.
            §         هل أن الفروع هي مفتاح النجاح؟تدعم ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» إيديولوجية التنظيم القائمة على "البقاء والتوسّع"، رغم تخلي المتحدث السابق باسمه الشيخ أبو محمد العدناني، الذي قُتل في آب/أغسطس 2015، عن الشعار وبدأ في إعداد أتباعه عبر الخطابات لاحتمال لجوء الجماعة إلى تمرد في ظل تكبّد دولة الخلافة خسائر متزايدة للأراضي في معاقلها الرئيسية. ومع ذلك، ربما تكتسي أسطورة النجاح أهمية أكبر من النجاح بحدّ ذاته. وعلى غرار مسألة ما إذا كان تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل مصدر إلهام لهذه الهجمات أو كان من أمر بها مباشرةً، يمكن للجماعة الاستفادة من إدعائها بأنها موجودة في ثماني (2) دول على مستوى العالم، رغم وجود بعضها على الورق فقط. ومع ذلك، فإن هزيمة ولاية ما أو تبرؤها سيكون لهما تأثير بلا شكّ على علامة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وكما أوضح جان-فرانسوا باكتيت، استقطبت معاقل التنظيم المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل أساسي. وفي هذا السياق، أشارت آنا بورشيفسكايا إلى أنه، بخلاف ولايات أخرى، أرسلت "إمارة القوقاز" آلاف المقاتلين إلى سوريا والعراق. ونظراً إلى الصعوبة المتزايدة التي يجدها المقاتلون الإرهابيون الأجانب في السفر إلى هذيْن البلدين، دعاهم العدناني إلى البقاء في أماكنهم وتنفيذ الهجمات هناك. ويبدو أن حركة أفراد تنظيم «الدولة الإسلامية» بين الولايات موجّهة مركزياً لأغراض دعم العمليات. فشبكة الصيد والقوارب الصغيرة التي وصفها مختار عوض، على سبيل المثال، تربط شمالي سيناء بسرت ويمكن استعمالها لنقل قادة تنظيم «الدولة الإسلامية في سيناء» إلى ليبيا، للتشاور ربما مع قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» هناك، فضلاً عن نقل الأسلحة والمال إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في سيناء».
وبالإضافة إلى دور تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» في التسهيل والتنسيق مع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في جنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا، يمكن للتنظيم استغلال الاتجار بالبشر من ليبيا لتهريب أفراد تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى أوروبا. غير أن المسارالأكثر ترجيحاً هو استمرار التنظيم في الاعتماد على حاملي جوازات السفر الأوروبية، على الأقل لتسهيل أمور شبكاته الأوروبية. وعلى الرغم من زيادة وتيرة الهجمات في أوروبا، لا يبدو أن أياً منها مرتبط بولايات تنظيم «الدولة الإسلامية»، رغم إعلان الولايات مسؤوليتها عن هجمات في اليمن والسعودية ضدّ مصالح شيعية وقوات الأمن السعودية، بما فيها هجمات نفّذها إرهابيون ضد أفراد عائلاتهم، واستهداف طائرة الـ "ميتروجيت" الروسية في سيناء، وهجوم كانون الثاني/يناير 2015 على فندق "كورينثيا" في العاصمة الليبية طرابلس الذي أسفر عن مقتل خمسة أجانب وخمسة ليبيين.
            §         قدرة الفروع على البقاء
يصعب على دولة خلافة آخذة في التقهقر إرسال الموارد إلى حدودها الخارجية. وعلى الرغم من أن هناك دلائل محدودة على تدفق أموال ومقاتلين وغيرها من مواد الدعم بشكل كبير من معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى عدد من الولايات التابعة له، إلا أن محفزات بعض الجماعات قد استندت على الأرجح على إعلان ولائها لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» على الأقل على تصوّر أنه سيتمّ تقاسم ثروة التنظيم وخبرته، إن لم تصبحا جزءاً من مقايضة رسمية. لذلك، قد تُبقي بعض الولايات على ولائها فقط طالما تكون الموارد متاحة لدعمها.
فعلى سبيل المثال، من المحتمل أن تكون "ولاية سيناء" بحاجة إلى التمويل، في حين يستفيد عدد من ولايات أخرى، مثل «بوكو حرام»، من القطاع الإعلامي المركّز في المعاقل. وربما يعود مقاتلون جنّدتهم ولايات قدّمت نفسها على أنها بديل لجماعات مثل فرع تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أو "حركة طالبان" في منطقة خراسان في أفغانستان وباكستان، إلى جماعاتهم الأصلية. فحين يتمّ عرض بدائل أخرى، قد تهيمن خيبة الأمل، كما يظهر جلياً في الخلاف العلني في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في اليمن» وأولئك الذين يغادرون تنظيم «الدولة الإسلامية في ليبيا» للانضمام مجدداً إلى «أنصار الشريعة».
ومن شأن تراجع أي من الولايات المعلنة الثمانية عن ولائها للقيادة أن يؤثّر على الأرجح بشكل كبير على علامة تنظيم «الدولة الإسلامية» ومعنوياته التنظيمية. وعلى وجه الخصوص، ستكون خسارة ملاذه الآمن في ليبيا الأكثر دماراً، نظراً إلى اعتبار ليبيا بديلاً محتملاً إذا خسر تنظيم «الدولة الإسلامية» أراضيه في العراق وسوريا. وعلى الأقل، يشير عدد من الخبراء المتمرسين في شؤون ليبيا إلى أنها مركز الدعم المالي والتقني والعملياتي لقيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» لولايات في شمال أفريقيا (الجزائر، مصر)، وجنوب الصحراء الكبرى (بوكو حرام)، وكذلك التنسيق في ما بينها.
وكانت معظم الولايات، فضلاً عن معاقل التنظيم، قد استفادت من انهيار الأنظمة السياسية لاستغلال الأراضي غير الخاضعة لأي سلطة. كما يتوقّف مشروع تنظيم «الدولة الإسلامية» لبناء دولة على السيطرة على الأراضي. وقد تمثّل نجاح الجماعة الأكبر خارج سوريا والعراق في سرت الليبية، حيث، وفقاً لـ أيمن التميمي، كانت قادرة على ضم بعض هيكليات الخدمات والموظفين من «أنصار الشريعة». ومع ذلك، ففي اليمن، حيث أن الحرب الأهلية الدائرة قد تؤدّي على ما يبدو إلى تهيئة الظروف "المثالية" لبناء دولة، لم يتمكن تنظيم «الدولة الإسلامية في اليمن» من التغلب على الاقتتال الداخلي لكي يشكّل تهديداً في وجه تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب»، الذي تم دمجه مع بعض أجزاء السكان المحليين منذ أكثر من عقد من الزمن.
ومع ذلك، لا يبدو أن الدعم الشعبي المحلي يشكل عاملاً رئيسياً في قدرة ولاية ما على الاستحواذ على الأراضي والحفاظ عليها. فالسيطرة على الأراضي تتعلق بالتطلعات لإقامة دولة خلافة أكثر منه بحكم الشعوب. ويوفّر تنظيم «الدولة الإسلامية» خدمات لكي يصبح أشبه بدولة ويبسط سيطرته عليها، بدلاً من أن يستميل السكان المحليين؛ ونظراً إلى أن الخضوع لحكمه يُطبّق باستعمال العنف الشديد، لا يحتاج التنظيم سوى إلى القليل لدعم هذه الأحكام. هذا وتتجاوز نسبة الأشخاص الذين يعبّرون عن دعمهم له الأرقام المنفردة فقط في أماكن حيث الأمور سيئة لدرجة أنه بإمكان أي شخص يطمح إلى فرض النظام أن ينجح في السيطرة على الأمور. وهناك ارتباط سلبي بين القانون والنظام وشعبية تنظيم «الدولة الإسلامية» يعزّز فكرة أن هذا التنظيم يحقّق النجاح الأكبر عندما يكون هناك فراغ في السلطة. فضلاً عن ذلك،  كلما قلّل التنظيم من إيلاء الأولوية للشكاوى المحلية على حساب حمل راية تنظيم «الدولة الإسلامية»، كلما أصبح الأمر يتعلق بالوحشية أكثر من الدعم الشعبي.
            §         الفترة المقبلة
سيبقى الجهاد ظاهرة عالمية بغض النظر عن تصرّف تنظيم «الدولة الإسلامية». وحتى في ظل عمل قوات التحالف على تجريد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الأراضي في سوريا والعراق، تشير النجاحات في اليمن والحركة الصامتة للأفراد باتجاه سوريا والعراق إلى أن تنظيم «القاعدة» يستعيد زخمه. ولا شكّ في أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أكثر جاذبيةً من تنظيم «القاعدة» بالنسبة للبعض بسبب التسلسل الهرمي الأقل صرامة؛ فهو يدعو أنصاره إلى التصرّف على سجيتهم، مانحاً على الأرجح الولايات استقلالية في عملياتها.
وبسبب حاجتها إلى القليل من التوجيهات، قد تبقى ولايات تنظيم «الدولة الإسلامية» قائمة على الأرجح - حتى لو تمّ تجريد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الأراضي في سوريا والعراق - عبر التطلّع إلى "قيادة فعّالة" وتمرد نشط.
تجدر الملاحظة أن تنظيم «القاعدة في العراق»، سلف تنظيم «الدولة الإسلامية»، واصل عملياته كحركة متمردة لفترة دامت ثماني سنوات بعد أن أعلن عن نيّته إنشاء دولة خلافة. وعلى الرغم من أن نفقات المنظمة في معاقلها ستتراجع بمجرد أن تخسر سيطرتها على الأراضي، إلا أن الولايات مثل تلك القائمة في ليبيا ومصر، وحتى اليمن والمملكة العربية السعودية، ستحتاج على الأرجح إلى إيجاد سبل لتحقيق إيرادات إضافية، سواء من مصادر محلية أو جهات مانحة خارجية.
الملاحظات
(1). أدى هذا الهجوم الأخير إلى مقتل عدد من المدنيين يفوق عدد الذين قتلوا على يد «أنصار بيت المقدس» خلال العامين السابقين، ولكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك قد أتُخذ بناء على توجيهات من قبل قيادة تنظيم «الدولة الإسلامية» أم لا.
(2). على الرغم من أن ثماني محافظات فقط قد تم الاعتراف بها من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية»، يعمل التنظيم حالياً في ثمانية عشر بلداً. المصدر: البيت الأبيض، وثيقة إعلامية سرية، ذُكرت من قبل "سلك أخبار وزارة الأمن الداخلي"، 3 آب/أغسطس 2016، http://www.homelandsecuritynewswire.com/dr20160803-isis-now-operates-in-18-countries-wh-briefing
=======================
لوس أنجلوس تايمز: “قسد” هدفها تأسيس فيدراليّة شمال سوريّا
http://ar.ronahi.net/2016/11/14/لوس-أنجلوس-تايمز-قسد-هدفها-تأسيس-فيدر/
نوفمبر 14, 2016 15
قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكيّة في تقرير أنّ الرّقّة والموصل أصبحتا نواةَ «دولة الخلافة» المزعومة التي أعلن عنها، لافتةً إلى أنّه مع تقدّمِ القوّات العراقيّة على جبهة الموصل، أعلنت قوّات سوريّا الديمقراطيّة بدء مهمّة طرد داعش من الرّقّة.
وينوّه التقرير بأنّ أمريكا زوّدت قوّات سوريّا الديمقراطيّة، بالأسلحة، ووفّرت لها الغطاء الجويّ الضروريّ، بالإضافة إلى الدعم اللوجستيّ للمكوّن الرئيس للقوّات.
ويُورد التقريرُ نقلاً عن المتحدّث باسم قوّات سوريّا الديمقراطيّة طلال سلو قوله لوسائل الإعلام المحليّة في عين عيسى: إنّ التحالفَ زوّدهم بما وصفه بأسلحةٍ ذاتِ نوعيّةٍ عاليةٍ كانوا موعودين بها، لافتاً إلى أنّ هذه العمليّة ستقلقُ تركيّا، حليفة أمريكا، وكانت قد عرضت على أمريكا التعاون معها في السيطرة على الرّقّة بشرطِ خروج قوّات سوريّا الديمقراطيّة من الصورة.
ولفتت الصحيفة إلى اعترافِ المسؤولين الأمريكيين الأسبوع الماضي بوجودِ صراع يلوح في الأفق بين حليفين رئيسيين للولايات المتّحدة. ونقلت قول الفريق تاونسند في تشرين الأول: «إنَّ الحقائقَ تثبت أنَّ القوّةَ الوحيدةَ القادرة على المدى القريب هي قوّات سوريّا الديمقراطيّة التي تشكّلُ وحداتُ حمايةِ الشعبِ نسبة مهمّة منها، لذلك نتفاوض ونخطط ونتحاور مع تركيّا، وسنتّخذ خطوات هذا الأمر».
وتقول «لوس أنجلوس تايمز»: إنّه ليس واضحاً مدى التزام الكرد بالسيطرة على الرّقّة، مشيرةً إلى أنّ هدفَهم النهائيّ تأسيس فيدراليّة شمال سوريّا.
========================
فريدوم هاوس: سوريا تبقى في المركز الثاني بقائمة الدول الأكثر عداءً للإنترنت
http://all4syria.info/Archive/362750
– POSTED ON 2016/11/15
صدر اليوم تقرير “فريدوم هاوس” السنوي لحرية الإنترنت، وأتت سوريا في المركز الثاني كالدولة الأكثر عداء للانترنت، سبقتها الصين في المرتبة الأولى و إيران في المرتبة الثالثة.
وتعد فريدوم هاوس منظمة غير حكومية أمريكية، تعرف عن نفسها بأنها “تدعم وتجري البحوث حول الديمقراطية والحرية السياسية وحقوق الإنسان، وتنشر بشكل سنوي تقارير عن الحريات في كل بلدان العالم، من بينها حرية الإنترنت”.
وقال خبير أمن المعلومات دلشاد عثمان (معدّ التقرير حول سوريا بصفته مستشاراً للمنظمة)، إن “تقرير الإنترنت قيم وضع الانترنت في سوريا من ناحية البنية التحتية، والأسعار، وممارسات السلطات الحكومية، وسلطات الأمر الواقع بباقي سوريا من ناحية قمع الانترنت و تقييد الدخول و الهجمات الإلكترونية”.
وجمعت سوريا 87 نقطة (100 هو الأسوأ) في حرية الانترنت، وفق التقرير الذي صدر اليوم عن فترة ما بين حزيران 2015 وأيار 2016.
حيث حصلت سوريا على 24\25 نقطة في صعوبة الوصول إلى الإنترنت، و26\35 نقطة في القيود الالكترونية المفروضة على المحتوى، وأخيراً على 37\40 في انتهاك حقوق المستخدمين.
وتطابق أرقام هذا العام الخاصة بسوريا الحصيلة الصادرة في العام السابق (2014-2015).
وتميز تقرير العام الحالي بانتقال تركيا من كونها “حرة جزئياً” إلى “دولة قمعية”، بـ 61 نقطة.
========================
أتلانتك كاونسل :فريدريك هوف: دونالد ترامب وسوريا
http://all4syria.info/Archive/362672
– POSTED ON 2016/11/15
POSTED IN: مقالات وتحليلات
فريدريك هوف-أتلانتك كاونسل :ترجمة محمود العبي- كلنا شركاء
بالنسبة لكثير من السوريين، على ما يبدو أن سنوات الألم والمعاناة في سوريا منذ أكثر من خمسة سنوات تتوجت بكارثة أخرى: انتخاب دونالد ترامب كالرئيس الـ 45 للولايات المتحدة. حيث تتعمق مشاعر التشاؤم والموت من خلال التحليلات الفورية المتدفقة من مؤسسات الفكر وكتاب التحرير في واشنطن: التحليل الذي يسرد خطاب حملة المرشح ويسقطه حرفياً في عمق السياسة. حيث يفتقر هذا النوع من التحليل إلى جانبين: التحليل الأول ربما يكون غير دقيق بشكل كامل. ويتجاهل العمل الذي يجب القيام به بدءاً من الآن لجعل السياسة الأمريكية تجاه سوريا تتفق مع وعد السيد ترامب: في “جعل أميركا بلداً عظيماً مرة أخرى”.
لا يعتبر خطاب أي حملة سياسية مؤشراً ثابتاً لما سيفعله الفائز بعد قسمه على اليمين الدستوري/ تقلده منصب الرئاسة. إلى الحد الذي تلفظ السيد ترامب بتصريحات السياسة الخارجية أثناء الحملة الانتخابية، تعد تلك التصريحات جوانب ثانوية لموضوع كبير: رغبته في إثارة ثورة انتخابية شعبية ضد نخب السياسة الخارجية والمؤسسة السياسية بشكل عام. وتلقى بسبب هذا مساعدة في إقحام إدارة أوباما الدفاعي في نفس الهدف، حيث تم التعبير عنه عبر انتقاد موظف البيت الأبيض في السياسة الخارجية بن رودس.
لهذا السبب عندما أعربت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون عن دعمها لمنطقة حظر جوي لحماية المدنيين السوريين، رد ترامب بطريقة تتفق مع موضوعه: لدينا مشاكل حقيقية هنا في الداخل، لذلك اتركوا أمر محاربة الدولة الإسلامية (داعش) لروسيا ونظام الأسد. سواء علم دونالد ترامب ذلك الحين أم لم يعلم أو يعرف الآن أن روسيا والأسد يركزون قوة نيرانهم ليس على داعش بل على المدنيين السوريين، كل ذلك ليس مهماً؛ لأنه كان يحاول إبراز رسالة متسقة مع إدراكه أن الكثير من الناخبين الأمريكيين قد سئموا من منطقة الشرق الأوسط إلى حد بعيد، على الأقل من حيث المبدأ في ترك المنطقة ومشاكلها إلى الآخرين. بالنسبة لترامب، ليست سوريا الحدث الرئيسي: كان السخط متجذر في المظالم الاقتصادية والاجتماعية. ببساطة أياً كان الذي يجب أن يقوله عن سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع، لا يمكن أن يأتي بالمنفعة على الغضب والاحباط الذي كان يحاول تسخيريه لأغراض انتخابية.
ببساطة من غير الممكن في هذه المرحلة التنبؤ بكيفية تعامل دونالد ترامب كرئيس مع سوريا بالضبط. في الواقع، هذا ينطبق على مجموعة من القضايا: الناتو وروسيا وأوكرانيا والتجارة والهجرة والعلاقات مع العالم الإسلامي….. إلخ. حيث سيبدأ ترامب قريباً جداً بتلقي رسائل/ مقتطفات استخباراتية مفصلة. وسيبدأ هو وفريقه الانتقالي في النظر في ترشيح وتعيين أشخاص لمناصب في السياسة الخارجية. وعادة ما تأتي الإدارات الجديدة وبحوزتها الأسئلة أكثر من الأجوبة حول ما يجب القيام به وكيفية القيام به.
ليس لدى السيد ترامب أي شيء على الإطلاق للقيام به بشأن ما قاله عن سوريا والشرق الأوسط خلال الحملة الانتخابية. هذا هو السؤال الأساسي: هل يعرف ما لا يعرف؟ إذا كان دونالد ترامب مرتاحاً – كما كان رونالد ريغان – بتوفير نطاق واسع من توجيه السياسات على أساس الأهداف أثناء تفويض الاستراتيجيات وتنفيذها عبر المرؤوسين المهرة الأذكياء في الإدارات والوكالات الحكومية، عندها لدى الولايات المتحدة فرصة لاستعادة سمعتها ومصداقيتها.
بالطبع، من الممكن أن تستمر سياسة اللامبالاة الفاقدة للنشاط والحيوية تجاه حماية المدنيين السوريين وتجاه التخفيف من العواقب الإنسانية والسياسية في القتل الجماعي، وربما يزداد الأمر سوءاً. مما لا شك فيه أن السيد ترامب سيتعلم من الرسائل الاستخباراتية العلاقة الحميمة بين سياسة بشار الأسد في العقاب الجماعي وصحة داعش وتنظيم القاعدة في سوريا. لا شك أن سيتعلم أن المشاركة والدعم الروسي والإيراني في القتل الجماعي تكذب المناهضة المزعومة لداعش.
ظُهر يوم 20 كانون الثاني/ يناير 2017، سيصبح دونالد ترامب الرئيس ترامب. من الآن حتى ذلك الحين، يجب أن يتم بذل جهود مستمرة مع فريقه على مجموعة واسعة من قضايا السياسة الخارجية. أداء أفضل من إدارة أوباما في سوريا هو أدنى ما يكون. لكن لن يحدث أداء أفضل من تلقاء نفسه. يقول السيد ترامب أنه يريد أن يجعل أمريكا عظيمةً مرةً أخرى. إذا عملنا بجد، ربما يمكننا إقناعه بأن العظمة الأميركية يمكن أن تنعكس في السياسة تجاه سوريا التي تعكس القيم الأميركية الحقيقية
الرابط:
http://www.atlanticcouncil.org/blogs/syriasource/trump-and-syria
========================
مقابلة "أتلانتك" الكاملة مع كيسنجر.. ماذا قال عن ترامب؟
http://arabi21.com/story/960309/مقابلة-أتلانتك-الكاملة-مع-كيسنجر-ماذا-قال-عن-ترامب#tag_49219
عربي21- عبيدة عامر# الإثنين، 14 نوفمبر 2016 05:26 م 0462
مقابلة "أتلانتك" الكاملة مع كيسنجر.. ماذا قال عن ترامب؟
كيسنجر انتقد سياسة أوباما الخارجية المعروفة بـ"عقيدة أوباما"- أتلانتك
أجرى هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الشهير السابق، مقابلة مع الصحفي جيفري جولدبيرج، كبير محرري صحيفة "أتلانتك"، حول الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والسياسة الدولية وسط الاضطرابات الراهنة حاليا حول العالم.
 
وفي المقابلة التي أسماها "دروس كيسنجر"، سأل جولدبيرج، الذي أجرى مقابلة "عقيدة أوباما" الشهيرة، وزير الخارجية السابق الذي كان عراب اتفاقية "كامب ديفيد" بين العرب وإسرائيل والشهير بلقب "ثعلب أمريكا العجوز"، حول انتخاب ترامب رئيسا في حوار قصير، تبعه مقال طويل انتقد به عقيدة أوباما، وتحديات السياسة الدولية الجديدة، وتجنب الحرب مع الصين.
 
وفيما يلي ترجمة "عربي21" للحوارات القصيرة، والمقال الكامل:
 
جولدبيرج: هل أنت متفاجئ؟
كيسنجر: ظننت أن هيلاري ستفوز.
 
ماذا يعني هذا لدور أمريكا في العالم؟
قد يسمح هذا بتأسيس توافق بين سياساتنا الخارجية وحالتنا الداخلية، فقد كانت هناك فجوة واضحة بين منظور العامة، ومنظور النخب، حول السياسة الأمريكية الخارجية. أظن أن الرئيس الجديد لديه فرصة للإصلاح بينهما، والأمر لديه باستغلالها من عدمه.
 
هل تحسن شعورك حول كفاءة ترامب، أو جديته؟
علينا أن نكف عن هذا السؤال، فهو الرئيس المنتخب الآن، وعلينا أن نمنحه فرصة ليطور فلسفته.
 
هل ستساعده؟
لن أتواصل معه، فهذه طريقتي لكل رئيس منذ غادرت الوزارة، ولكن إن طلب رؤيتي فسأراه.
 
ما هي أكبر مخاوفك حول الاستقرار العالمي بعد الانتخابات؟
بأن دول العالم ستتفاعل مع هذه الحالة بالصدمة، وإن حصل ذلك، فأود أن أبقي الاحتمالية مفتوحة حول إجراء حوارات جديدة. إذا قال ترامب للشعب الأمريكي: "هذه فلسفتي للسياسة الخارجية"، وكانت بعض سياساته غير متوافقة مع السياسات السابقة لكنها مرتبطة بأهدافها الرئيسية، فستستمر هذه الاحتمالية.
 
هل سترد الصين؟
أنا شبه متأكد أن رد الصين سيكون استعدادها لدراسة خياراتها، وأظن أن هذا هو رد فعل روسيا كذلك.
 
هل تعتقد أن ترامب مؤيد لبوتين؟
لا، لكنني أظنه أنه وقع في دعاية محددة، لأن بوتين قال بعض الكلمات الجيدة له، ضمنيا، وشعر أن عليه أن يرد.
 
هل تعتقد أن علاقتهما مطبوخة مسبقا بأي شكل؟
لا.
 
إذا لا توجد احتمالية على المدى القريب بأن روسيا ستستفيد من هذه الحالة؟
أظن أن بوتين سيرى كيف تتطور الحالة. روسيا والولايات المتحدة يتفاعلان معا في مساحات لا يملكان السيطرة على كل عناصرها، مثل أوكرانيا وروسيا، ومن المحتمل أن بعض المشاركين في هذه الصراعات قد يشعر بحرية أكبر للتحرك، وبالتالي؛ فإن بوتين سينتظر ليرى ما هي الخيارات.
 
إذا هناك احتمالية بمزيد من الفوضى؟
أريد أن أعلن تصريحا عاما: أظن أن معظم السياسة الخارجية في العالم كانت معلقة لستة إلى تسعة شهور، منتظرة نتائج هذه الانتخابات، فقد كانوا يروننا نمر بثورة داخلية، ويريدون دراستها لبعض الوقت. لكن في مرحلة ما، ستتطلب الأحداث قرارات مرة أخرى، والاستثناء الوحيد لهذه القاعدة قد يكون التنظيمات غير الحكومية، فهي قد تملك حافزا لتستفز ردا أمريكيا يقوض موقفنا العالمي.
 
تهديد تنظيم الدولة أشد خطورة الآن؟
التنظيمات غير الحكومية قد تعتبر أن ترامب سيرد على الهجمات الإرهابية بطريقة تناسب أهدافهم.
 
كيف سترد إيران؟
إيران ستستنتج، بشكل محق، أن الاتفاقية النووية أكثر هشاشة عما كانت عليها، لكنها ستظهر مزيدا من الإصرار، حتى تحت الضغوط، وهي تدرس ترامب. لا أحد يعرف الكثير عن سياسته الخارجية، ولذلك فإن الجميع سيمر بمرحلة من الدراسة، بل لنكون أكثر دقة: "جنونا من الدراسة".
 
لماذا تعتقد أن هذا حصل؟
جزء كبير من "ظاهرة ترامب" هو رد فعل من وسط أمريكا على هجمات الأوساط الفكرية والأكاديمية على قيمهم. هناك أسباب أخرى، لكن هذا سبب كبير.
 
كيف تنصح ترامب أن يقدم نفسه للعالم؟
أولا، عليه أن يظهر أنه متابع للتحديات المعروفة. ثانيا، أن يظهر أنه مدرك لطبيعة هذا التطور. الرئيس يحمل مسؤولية محتومة بالتوجيه: ما الذي نسعى لتحقيقه؟ لماذا؟ لفعل ذلك، عليه أن يحلل ويعلن.
 
دروس هنري كيسنجر
 
الربيع الماضي، بعد أن نشرت مقالتي "عقيدة أوباما" حول سياسة الرئيس الخارجية، سمعت أن هينري كيسنجر، وزير الخارجية السابق وأبرز وأكثر صانع سياسة خارجية أمريكية جدا خلال العقود الماضية (وربما على الإطلاق)، كان يعبر لعدد من المعارف المشتركين أفكاره النقدية حول المقالة، وحول إدارة أوباما لشؤون العالم.
 
اتصلت بكيسنجر، لأنني كنت متحمسا لأسمع هذه الأفكار، وكان في هذه اللحظة يحضر بشكل نادر في الحملة الرئاسية لهيلاري كلينتون - والتي انتقدها عليها لاحقا بيرني ساندرز واصفا إياها بـ"الخطيئة" -، وأردت أن أسمع رأيه بهذا الموسم الانتخابي المختلف.
 
كيسنجر كان لديه بالفعل الكثير من الأفكر، واقترحت أن أسجلهم وأعلنهم. حتى في عامه الـ93، لا زال يملك رغبة جارفة بإقناع الناس بأحقية رأيه، ووافق على المقابلة مباشرة. لكن، لأنه كيسنجر، حدد عددا من المطالب والشروط غير الاعتيادية، والتي ستحدد الشكل العام لإعلان محادثاتنا، وكان طلب مني إن كانت المقالة التي نتجت عن مقابلتنا ستنشر بنفس طول مقالتي الرئيسي حول الرئيس باراك أوباما، فقلت له: "دكتور كيسنجر، هذه مقالة تظهر عدة مقابلات مع رئيس الولايات المتحدة".
 
توقف، وقال لي: "اكتب التالي، واطبعه في بداية قصتك كأول ما يراه القارئ: رغم أن كيسنجر كان خارج الحكومة لبضعة عقود، لكنني وجدت أن نرجسيته لم تنقص مع الوقت".
 
في نقطة أخرى، عندما أظهرت غضبي من طلباته، قال: "يجب أن أوضح لك بعض أسباب مخاوفي". أخيرا، وصلنا إلى اتفاق. سأسجل المحادثة، وأفرغها، ثم أريه إياها، وهو، كما وعدني، سيغيرها ليوضح بعض النقاط أو يوسع أفكاره، وقد التزم بوعده.
 
اقترح أن أزوره في عطلة نهاية أسبوع في أيار/ مايو في منزله في ريف كونيتيكت، وقد كان هذا مناسبا، لأنني سأكون في الولاية على أي حال، لأحضر ابنتي الأكبر من الكلية، فقالي لي: "يجب أن تدعوها للغداء". عند قيادتي لمنزل كيسنجر، راجعت لي ابنتي إنجازات كيسنجر، قائلا لها: "قام بانفتاح مع الصين، وانفراجة مع الاتحاد السوفييتي، وإيقاف إطلاق النار في الشرق الأوسط، هل نسيت شيئا؟"، فأجابتني: "لقد كان هناك سر قصف كمبوديا، ألم يكن هو؟".
 
لم ألتق شخصا بعمر كيسنجر لا يزال حريصا على إثارة الغرباء، بما فيهم فتاة في عمر التاسعة عشرة. خلال الغداء، كان حريصا في محاولته لكسب ابنتي على فهم العالم، ودوره في ذلك. هذه الميزة تجعله مستفزا ومثيرا، وتدفعه ليطلق تحليلاته الخاصة. لا توجد قضية - بما فيها قصف كمبوديا، أو نشاطاته في تشيلي أو الأرجنتين، أو دوره في الحرب الأهلية الباكستانية، التي ولدت بنجلادش وتسببت بموت جماعي - لم يكن حريصا على الدفاع عنها. ومع ذلك، كان لنا وقت كافٍ للحديث مطولا عن عقيدة أوباما، وحول نقد كيسنجر لإدارة أمريكا لعلاقتها مع الصين؛ أهم العلاقات الثنائية المهمة الآن، بحسب رأيه، في الساحة الدولية. الصين هيمنت على كيسنجر لخمسة عقود، "لا لأنها أصبحت قوة دولية على صحوة الحرب العالمية الثانية، تنافس الولايات المتحدة بنفس الأهمية الجيوسياسية، وحسب، بل لأنها لم تنظر إطلاقا في تاريخها الطويل لأي دولة أجنبية على أنها أكثر من مكتسب لها، للمملكة المركزية".
 
وجود ابنتي وحفيدتي منحه جمهورا لخطابته حول ما يعتبره مشكلة جوهري في الأكاديميا الأمريكية اليوم: طريقة التعليم للتاريخ الأمريكي. يدعي كيسنجر أن التاريخ لا يعلم بشكل متتابع، وأن الأحداث التاريخية تقتص من سياقاتها بدون إدراك. كانت فكرته قهرية، ولا بد منها: رفضه الجوهري، عندما يرتبط الأمر بالجدالات الأكبر حول مسيرته المهنية، هي أن الدعم الأمريكي بعد الحرب للحلفاء المضادين للشيوعية، لا يمكن فهمه أو منطقته بدون كل من السياق التاريخي، وتعاطف أساسي لسردية داعمة للغرب. الجامعات، كما قال، "تحب أن تعلم التاريخ كسلسلة من المشاكل المجردة. وفوق هذا هم لا يريدون أن يعلموا التاريخ الغربي. يعتقدون أن الغرب ارتكب العديد من الجرائم التي لا يريدون الإشارة لها. هذه فكرة لا تخطر ببال الصيني. استعادة التعددية الأصيلة للجامعات - لتحليل أفكار يرفضها المنطق السليم - أصبح تحديا قوميا كبيرا".
 
تحدثنا في ذلك اليوم - وخلال محادثات متتالية، في مكتبه في نيويورك وهاتفه - حول مخاوفه بخصوص الخروج الأمريكي من العالم، فقال لي إن أمريكا في لحظة مفصلية في التاريخ، ستقرر بها إن كانت ستستمر بالدور الذي لعبته منذ 1945. "الآن، لا يوجد جدل حقيقي حول السياسة الخارجية. الناس يرمون بشعاراتهم، وأظن أن استعادة أمريكا لوجهة نظر إستراتيجية عالمية هي عنصر أساسي جدا لسياساتنا الخارجية".
 
نقد كيسنجر لأوباما كان محدودا، لكنني كنت أستطيع استشعار انزعاجه من أن الرئيس لم يعتبره ملائما للاستشارة، كما كان الرؤساء السابقون. استطعت أن أستشعر كذلك أنه اعتبر بعض ملاحظات أوباما حول قرارات السياسة الخارجية للرؤساء السابقين، نقدا شخصيا له. لم يكن مخطئا. في لحظات محددة خلال مقابلتي مع الرئيس، استطعت أن أشعر بشبح كيسنجر في الغرفة، خصوصا عندما تحدث أوباما باستخفاف لقيمة "المصداقية" عند السعي لأهداف الأمن القومي، وعندما تحدث بانفتاح غير مسبوق ومتحسر، وأحيانا على التراب الأمريكي، حول الأخطاء المرتكبة خلال الحرب الباردة. ما أزعج كيسنجر كان الطريقة التي تحدث بها أوباما حول زعماء العالم، قائلا: "هناك أمر مشكل بأوباما هو كيف يمكن لشخص بهذا الذكاء أن يعامل أقرانه بالطريقة التي تحدث بها في مقالتك، وشخص كهذا سيقدم حسا من الإهانة".
 
سألته كذلك عن دونالد ترامب وهيلاري كلينتون. هو قريب من كلينتون، وليس من ترامب، ولم يكن من الصعب إدراك أنه مرتعب من تصرفات ترامب، ومتعاطف بشدة مع كلينتون. دعم كيسنجر لكلينتون كان محل متابعة كبيرا خلال الحملة. تأمل البعض في حملة كلينتون أن يدعمها كيسنجر، لكن الآخرين، بحسب ما أخبرت، قلقوا أن دعمه سيعزز جدال ساندرز أن كلينتون كانت قريبة جدا من شخصيات بغيضة مختلفة. كيسنجر نفسه كان واعيا لهذا النقاش، وعندما أشرت إلى أن كلينتون أقرب أيديولوجيا ونفسيا إليه من قربها من أوباما، قال كيسنجر: "إن قلت هذا، فلن تكون لطيفا معها".
 
قلت له إنه ليس من عملي أن أكون لطيفا أو لا، فأجابني: "لكنك ستحرر الجناح الراديكالي - جناح ساندرز - ضدها". لقد قام بملاحظة ذات بصيرة عن الطريقة التي ستمارس بها هيلاري كلينتون السياسة الخارجية: "الشك بكلينتون هو حول إن كان جناح ساندرز في الحزب الديمقراطي سيسمح لها بتنفيذ ما تعتقد به".
 
وفيما يلي نص المحادثات:
 
جيفري جولدبيرج: كيف تعرف عقيدة السياسة الخارجية للرئيس أوباما؟
هنري كيسنجر: "عقيدة أوباما" التي وصفتها في مقالتك تشير إلى أن أمريكا تحركت ضد قيمها الأساسية بعدد من الأمكان حول العالم، وبالتالي وضعت نفسها في موقع صعب. لذلك، بحسب الفكرة، ساهمت أمريكا بتبرير قيمها بانسحابها من مناطق كانت ستجعل الأمور بها أسوأ. يجب أن نخشى أن تصبح "عقيدة أوباما" سياسة خارجية غيابية وقائمة على رد الفعل في جوهرها.
 
الفكرة لديك هي أن "عقيدة أوباما" حول حماية العالم من أمريكا؟
برأيي، يبدو أن أوباما لا يعتبر نفسه جزءا من عملية سياسية، ولكن كظاهرة فريدة بقدرة فريدة. ومسؤوليته، كما يعرفها، هي إبعاد العناصر غير الحساسة من أمريكا عن نشر الفوضى في العالم. إنه أكثر قلقا على تحول التبعات قصيرة الأمد إلى عوائق دائمة. رؤية أخرى من مؤهلات رجل الدولة قد تركز على مدى أكبر من تشكيل التاريخ، بدل تجنب الوقوف في طريقه.
 
كرئيس، سيتم لومك على خطايا السهو أقل بكثير من خطايا الارتكاب.
صحيح، فمن الصعب إثباتها. لكنك ستلام على الكوارث، بغض النظر عمن تسبب بها.
 
كممارس للدبلوماسية، كم سيكون مفيدا الذهاب إلى بلدان أخرى والاعتراف بالخطيئة عن التصرفات الأمريكية السابقة؟ أنت براجماتي، وبالتأكيد سيحصل لك هذا شيئا.
البلدان الأجنبية لا تحاكمنا على ميل رئيسنا على التهجم على بلدنا على أرضهم. فهم يقيمون هذه الزيارات على أساس تحقق التوقعات، أكثر من تقييم الماضي. برأيي، إعادة استحضار التاريخ من الرئيس، إن كان سيحصل، يجب أن يقدم للجمهور الأمريكي.
 
لكن ماذا عن الجدل العملي؟
يجب أن تقاس مقابل تأثيرها على الإجراءات والأشخاص الحكوميين. هل يجب على كل موظف أمريكي أن يقلق حول نظرة الحكومات الأجنبية لآراءه بعد أربعين عاما؟ هل يجب أن تقدم كل حكومة أجنبية ملفا تقره الحكومة الأمريكية بعد عقود من حدث ما؟
 
ماذا تنصح الرئيس الخامس والأربعين؟
يجب أن يسأل الرئيس: "ماذا سنحقق، حتى لو سعينا له وحدنا؟"، و"ماذا يجب أن نتجنب، حتى لو كان علينا أن نحاربه وحدنا؟". الأجوبة لهذه الأسئلة جوانب لا يمكن تجنبها في سياستنا الخارجية، والتي يجب أن تشكل أساس قراراتنا الإستراتيجية.
 
العالم في فوضى. هناك اضطرابات جوهرية تحصل في أعداد كبيرة من العالم بالتتابع، وكثير منها محكومة بمبادئ متفاوتة. ولذلك نحن أمام مشكلتين: أولا، يجب أن نقلل الفوضى العالمية، والثانية، يجب أن نخلق نظاما عالميا متماسكا مبنيا على مبادئ متوافق عليها وضرورية للنظام ككل.
 
الأزمات تحصل قبل أن يجد الرؤساء وقتا لخلق نظام عالمي متماسك، أليس كذلك؟
عمليا، كل الفاعلين في الشرق الأوسط، والصين، وروسيا، وإلى درجة ما أوروبا، تواجه قرارات إستراتيجية كبيرة.
 
ما الذي ينتظرونه؟
تحديد بعض القرارات الجوهرية لسياساتهم. الصين، حول طبيعة مكانها في العالم. روسيا، حول أهداف مواجهتها. أوروبا، حول مقصدها، بسلسلة من الانتخابات. أمريكا، حول منح معنى للفوضى الحاصلة بعد الانتخابات.
 
ما هي مصالح أمريكا الدائمة الداخلية؟
سأبدأ بالقول إن علينا الإيمان بأنفسنا. هذا متطلب مطلق. نحن لا يمكن أن نختزل السياسة لسلسلة من القرارات التكتيكية فقط، أو الاتهامات الذاتية. السؤال الإستراتيجي الجوهري هو: ما هو الذي لن نسمح به، مهما حصل، ومهما بدا شرعيا؟
 
أنت تعني، على سبيل المثال، احتلال فلاديمير بوتين لدولة لاتفيا في 2017؟
نعم. وسؤال ثان: ما الذي نحاول تحقيقه؟ نحن لا نريد أن تقع آسيا أو أوروبا تحت هيمنة دولة معادية واحدة. أو الشرق الأوسط. لكن إن كنا نتجنب هدفنا، فعلينا أن نعرف العدائية. بحسب تفكيري حول أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، فليس من مصلحتنا أن يقع أي منهم تحت الهيمنة.
 
هذا المنظور مرتبط جدا بما بعد الحرب العالمية الثانية، أي التفكير بفرض نظام عالمي بقيادة أمريكا. قد لا تكون هذه فكرة أوباما، لكن من الملاحظ بشدة أنه من بين المرشحين الرئاسيين الأربعة الباقين - تيد كروز، دونالد ترامب، بيرني ساندرز، وهيلاري كلينتون - كان هناك مرشح واحد تقليدي بالسياسة الخارجية.
كلينتون هي الوحيدة التي تلائم النموذج، التقليدي، الدولي المتطلع للخارج.
 
ما الذي يعنيه ذلك؟
هذا يعني أنه للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم تتم تسوية مستقبل أمريكا بالعالم تماما.
 
هيلاري كلينتون أكثر تقليدية من أوباما بالأسئلة المرتبطة بالمسؤوليات الأمريكية الدولية، وضروريتها للنظام العالمي، وغير ذلك. لكن هل تغير الأمريكيون كثيرا بفهم الأولويات الأمريكية، لدرجة يمكن أن يكون بها رئيس مثل هيلاري كلينتون محدودا بما يمكنه أن يفعل؟
للعديد من الزعماء حول العالم، لا زال أوباما لغزا بعد ثمانية سنوات في الرئاسة. إنهم لا يعرفون ما الذي يجب القيام به نحوه أو نحو الانحراف الأمريكي الحالي. إذا فازت هيلاري، فستملك ميزة أن العالم سيرحب بشخصية تقليدية معتادة. في مقابلتك معه، أوباما تفاخر بالأشياء التي منع حدوثها.
 
لقد كنت تتابع السياسات القومية الأمريكية منذ عام 1948، أو قبل ذلك بقليل..
كمشارك بطريقة، أو بأخرى، منذ عام 1955.
 
لقد كان هناك إجماع، بطريقة ما، بين الأحزاب، في هذه الفترة، حول أهمية المشاركة الأمريكية في العالم.
هذه هي المرة الأولى التي يساءل بها هذا الإجماع إلى هذه الدرجة. أظن أنه يمكن استعادته إلى حد ما. يبدو أن العالم الغربي، بعد الحرب العالمية الثانية، انقسم على رؤية نظام سلمي. لم يكن هناك سؤال حول أهمية التضحية. لقد أرسلنا جيشا كبيرا إلى أوروبا. أنفقنا الكثير من المال. وعلينا أن نعيد اكتشاف الروح وتكييفها مع الوقائع التي حصلت منذ ذلك الحين.
 
لماذا تتغير هذه الدينامية الآن؟
لقد كنا متساهلين جدا بتحدي ما كان يبدو اعتقادات قومية جوهرية. أظن أننا نستطيع مراجعة هذه الفكرة، لكن هذا سيتطلب جهدا كبيرا وأساسيا ومتجاوزا للأحزاب.
 
أوباما شخص يعتقد النقاد أنه يسائل بعض الافتراضات الجوهرية حول دور أمريكا في العالم. بواحدة من محادثاتي معه، بدا أنه يرفض ذلك. عندما كان يعطيني منطقه حول عدم فرض الخط الأحمر الذي رسمه لرئيس النظام السوري بشار الأسد لاستخدام الكيماوي، بدا أنه يفكر: "بعكس كيسنجر، لن أقصف شخصا لأظهر أنني أريد قصف شخص". عندما قام بتصريحات مثل هذه، أعتقد أنه كان يفكر بكمبوديا [التي قصفها كيسنجر].
كان على كمبوديا أن تلعب دورا رمزيا لأنها الدولة الوحيدة في الصين الهندية التي لم يبدأ بها الليبراليون الحرب. التزامنا العسكري لفيتنام بدأ مع كينيدي، وازداد مع جونسون. كمبوديا، مع ذلك، كانت قرار نيكسون، بالمصطلحات الراديكالية. هنا، بحسب ميثولوجيا الليبراليين، كانت دولة صغيرة مسالمة هاجمها نيكسون. الحقيقة أنه كان هناك أربعة فرق فيتنامية شمالية خلال مساحة 30 ميل في سايجون، عبر الحدود لقتل الأمريكيين - قتلوا 500 خلال أسبوع من حكم نيكسون - يتم تجاهلها في نقاش كمبوديا من المتظاهرين الذين يؤكدون على الحيادية العملية لكمبوديا ويتجاهلون أن حاكمها طلب تدخلنا. إدارة أوباما قامت بهجمات مشابهة منهجيا لأسباب شبيهة، ولكن باستخدام الطائرات بدون طيار، في باكستان والصومال واليمن. دعمت هذه الهجمات. لكن إن كنا سنملك سياسة خارجية مبدعة، فعلينا أن لا نفتتن بشعارات الجيل الماضي، ونحاول مواجهة تحدياتنا الحالية.
 
ما عنيته بقولي إن أوباما يفكر بكمبوديا، هي أنه يعتقد أن نيكسون وكيسنجر وصلوا للسلطة وشعروا أن عليهم تأسيس مصداقية مع هانوي، ولذلك أشعلوا الحرب. هذه تحليله لدخول الولايات المتحدة لنفسها في الحرب.
هذا ليس صحيحا. لقد واجهنا، بعد شهر من وصولنا للرئاسة، من أكثر من 2000 ضحية، معظمهم في كمبوديا. كان يجب تقليل هذا. لقد كنا قلقين حول السيطرة وإنهاء الحرب.
 
لكن هذا تشكيل معتاد للأحداث.
أعلم. عندما وصلنا للسلطة، بدأ الفيتناميون الشماليون هجوما خلال أسبوعين، وكان لنا خمسمئة ضحية خلال أسبوع، وكان قصف كمبوديا طريقة لتجنب عودة قصف الشمال. هكذا اعتقدنا. لم يكن الأمر حول بدء حرب أخرى، فقد كانت الحرب في كمبوديا أساسا. ما هي خياراتنا الإستراتيجية الحقيقية حينها؟ ستقول: "الانسحاب". لكنك لن تجد ورقة واحدة من إدارة جونسون دعت لأي شيء يشبه الانسحاب المباشر.
 
قرار أوباما بالخط الأحمر، بحسب ما أخبرني، كانت عندما كسر ما أسماه "كتاب واشنطن" التقليدي. لم يعتقد أنه سيشتري مصداقية الولايات المتحدة باستخدام القوة. ما هي نظرتك لجدل الخط الأحمر؟
أظن أن الخط الأحمر، بعد كل شيء، كان قضية رمزية. لقد كان قرارا غير حكيم من حيث الازدواجية، لكنه كان عَرَضا لمشكلة أكبر. يجب أن تستخدم القوة العسكرية، إن كانت ستستخدم، بالقدر الذي يجعلها تنجح. لا يجب أن تكون ورقة بين قوى محلية متنافسة.
 
صف نظرتك للعلاقة بين الدبلوماسية والسلطة. كما تعلم، جون كيري قضى العام الأخير وهو يضغط على أوباما لشن غارات ضد الأسد لدفعه لحل دبلوماسي. هذا مذهل، لأن كيري كان الرجل الذي بدأ عمله برفض الحرب الفيتنامية، وهو الذي يجادل الآن بشن غارات جوية تعزز المصداقية.
أحترم جون كيري لشجاعته ومصداقيته. في سوريا، إنه يسعى لحكومة ائتلافية مكونة من تنظيمات مشاركة في حرب إبادة لبعضها البعض. حتى لو استطعت تشكيل حكومة كهذه، ما لم تحدد فاعلا مهيمنا، عليك إجابة هذا السؤال: من سيحل الخلافات التي ستحصل حتميا؟ موجود حكومة كهذه لا يضمن أنها ستعتبر شرعية أو أن قراراتها ستطاع. كيري وصل لفهم أن هناك ضغوطات أخرى لتحقيق الهدف المطلوب، وهو تغيير من موقفه في حرب فيتنام. استخدام القوة هو العقوبة الحتمية للدبلوماسية. الدبلوماسية والقوة ليست نشاطات متباعدة. إنها مترابطة، وإن لم تكن بشكل أنه في كل مرة تفشل بها المفاوضات، ستلجأ للقوة. هذا يعني ببساطة أن الطرف المعارض في المفاوضات يجب أن يعلم أنه في نقطة محددة، ستفرض رغبتك. بدون ذلك، ستصل لنهاية مسدودة، أو هزيمة دبلوماسية. هذه النقطة معتمدة على ثلاثة عناصر: امتلاك قوة كافية، الرغبة الضمنية باستخدامها، والعقيدة الإستراتيجية التي تضبط سلطة المجتمع مع قيمه.
 
هل تنكسر فكرة الاستثنائية الأمريكية؟
كلا، إنها لا زالت موجودة، لكن بطريقة "المدينة المضيئة على التلة". إنها تضعف.
 
لكن أليس هذا أوباما، الذي يملك فهم "المدينة المضيئة على التلة" للاستثنائية الأمريكية؟
ليس بطريقة أن علينا أن نحاول تنفيذ قينما. الدستورية واحقوق الإنسان هي من أكبر مفاخر الإنجازات الأمريكية. لتتأكد، لقد شطحنا بالاعتقاد أننا يمكن نحقق الديمقراطية في فيتنام أو العراق بهزيمة خصومنا عسكريا وتنشيط ممارسة النوايا الحسنة. لقد شطحنا لأننا لم نربط نشاطنا العسكري بما قد يدعمه شعبنا، أو بإستراتيجية للمنطقة. لكن الجهد الأساسي كان تعبيرا للاستثنائية الأمريكية. لقد ذهبت استثنائية أمريكا في الحرب الباردة. التكييف المناسب مهمة أساسية للإدارة الجديدة. أعتقد بشدة أن الجمهور الأمريكي يجب أن يتم إقناعه، لكنه سيحتاج تفسيرا مختلفا عن ذلك الذي كان فعالا في الخمسينيات.
 
هل العلاقات الأمريكية الصينية أكثر أهمية للأمن القومي الأمريكي من الإرهاب الإسلامي؟
الإرهاب الإسلامي مهم لتحقيق النظام الدولي على المدى القصير. علاقاتنا مع الصين ستشكل النظام العالمي على المدى الطويل. الولايات المتحدة والصين سيكونان أهم الدول في العالم. اقتصاديا، هذا هو الحال، إلا أن كلا الدولتين يمران بتحولات داخلية غير مسبوقة. كأول خطوة للأمام، يجب أن نحاول تطوير فهم لإمكانية تحقيق استقرار للعالم من خلال تحرك صيني أمريكي مشترك. على الأقل، يجب أن نوافق على حد خلافاتنا، وعلى الأكثر، يجب أن نضع مشاريع نستطيع خوضها معا.
 
كيف يجب على الرئيس الخامس والأربعين أن يضع سياسة صينية؟
بعد سنواتها المبكرة، أمريكا كانت محظوظة بما يكفي بأن لا تتلقى تهديدا بالغزو مع نموها، لأنها محاطة بمحيطين عظيمين. كتبعة لذلك، تخيلت أمريكا سياسة خارجية كسلسلة من التحديات المنفصلة التي يجب علاجها وهم يصعدون على أقرانهم، بدل جزء من عملية كلية.
 
حتى بعد الحرب العالمية الثانية، بدأنا بالتفكير بالسياسة الخارجية كعملية مستمرة، حتى فيما يبدو ظروفا مطمئنة. على مدى عشرين سنة على الأقل، شكلنا تحالفات كطريقة لتقليل الخلافات، بقدر تصميم إستراتيجية. من الآن فصاعدا، يجب أن نبتكر إستراتيجية قابلة للضبط بحسب المتغيرات. يجب أن ندرس تواريخ وثقافات الفاعلين الدوليين الأساسيين. يجب أن نشارك بشكل دائم في الشؤون الدولية.
 
مشاركة ثابتة مع الصين؟
الصين تمثل لذلك. لمعظم تاريخها، لاقت الصين عزلة. الاستثناء الوحيد هو المئة عام الذي هيمنت بها المجتمعات الغربية عليها. لم يكن عليها المشاركة بشكل مستمر مع بقية العالم، خصوصا خارج آسيا. لكنها كانت محاطة بدول أصغر نسبيا غير قادرة على إخلال السلام. حتى ثورة شينهاي في عام 1911، كانت علاقات الصين مع الدول الأخرى تدار بوزارة الشعائر، التي كانت تصنف كل دولة أجنبية على أنها تابعة نسبيا للصين. لم يكن للصين علاقات دبلوماسية بالمفهوم الويستفالي، كما لم تعتبر الدول الأجنبية كيانات متساوية.
 
كيف تقيم إدارة الرئيس أوباما للملف الصيني؟
سأقول ب-.
 
هذه علامة جيدة إلى حد ما.
هذه العلامة للحاضر، لكنها أقل لمستقبل علاقات الصينية الأمريكية. لقد حسن الأمور على المدى القصير، لكنه لم يساهم بأي شكل للثورة على المدى الطويل.
 
لنكون أكثر وضوحا، استقرار العالم معتمد على فهم أقوى دولتين به لبعضهما البعض.
وهذا يتطلب شفافية تجاه بعضهما البعض، وهذا يبدو غريبا للدبلوماسيين التقليديين.
 
كيف تفهم إستراتيجية الصين الآن؟
هناك تأويلان اثنان الآن. الأول: التفكير الصيني هو أن العالم يتحرك باتجاههم، وسيرثونه بطريقة أو بأخرى، والثاني مهمتهم الإستراتيجية بجعلنا هادئين من حين لآخر.
 
بذلك، هل تخشى من أن يبدأ ترامب حربا تجارية مع الصين؟
أكثر من كل شي، فالعالم المتزن المسالم يعتمد على علاقة أمريكية صينية مستقرة. وصف الرئيس الصيني شي جين بينغ الترابط الاقتصادي بأنه "المروحة والمحور" لعلاقاتنا الثنائية، وستضر الحرب التجارية كلينا.
 
أنت تتحدث للصينين على الدوام، ما هو رد فعلهم على تهديد الحرب التجارية؟
كان رد فعلهم الأول هو الصدمة، لا بسبب شخصيته؛ ولكن لحقيقة أن أمريكا قد تنتج نقاشا سياسيا مثل هذا حول طبيعتها الخاصة. "هل يعني هذا أننا سنضطر للمواجهة في النهاية؟". هذا كان رد فعلهم الأول.
========================
خوان كول* - (ذا نيشن) 11/11/2016 :كيف سيعيد ترامب تشكيل الشرق الأوسط؟
http://www.alghad.com/articles/1251882-كيف-سيعيد-ترامب-تشكيل-الشرق-الأوسط؟
خوان كول* - (ذا نيشن) 11/11/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
ينطوي انتصار دونالد ترامب في السباق الرئاسي الأميركي للعام 2016 على أكثر من مجرد التداعيات المحلية. وغني عن البيان أن الشرق الأوسط كان دائماً موضع تركيز رئيسي لصنع السياسة في الولايات المتحدة في فترة ما بعد الحرب الباردة. ويمكن القول إن جورج دبليو بوش انخرط فيه أكثر من أي منطقة أخرى في العالم. وعلى الرغم من رغبة باراك أوباما في إعادة المتحور باتجاه شرق آسيا، فقد تم سحبه وإعادته مراراً وتكراراً إلى الشرق الأوسط، سواء من خلال ثورات الشباب في العام 2011 وما تمخضت عنه، أو من خلال صعود تنظيم "داعش". فما هو الأثر الذي تمارسه سياسات ترامب على المنطقة؟
إحدى الصعوبات التي تعترض الإجابة عن هذا السؤال تكمن في الشخصية الدون-كيخوتية لترامب نفسه. فقد تبنى غالباً كلا الجانبين من السؤال المثير للجدل. وعلى سبيل المثال، كان قد انتقد أسلافه بسبب انغماسهم كثيراً جداً في الشرق الأوسط، ثم عند إحدى النقاط في آذار (مارس) الماضي، اقترح إرسال فرقة (20.000-30.000) من القوات الأميركية لقتال "داعش". وكما يحدث الآن، فإن من الممكن كثيراً أن يكون "داعش" قد هُزم مسبقاً كدولة لها أراض مع حلول الوقت الذي يتسلم فيه مقاليد الرئاسة. وثمة سؤال آخر هو ما إذا كانت حكومة ترامب وبيروقراطية واشنطن الدائمة ("الدولة العميقة") ستدعانه يغير بالفعل وجهة السياسة الخارجية الأميركية بطريقة راديكالية على ضوء تصريحاته وتصرفاته المحمومة. ولكن دعونا نفترض، لغاية النقاش لا أكثر، أنه حيث أعرب تكراراً عن شعور معين، فإنه سيكون لديه انحياز سياسي تجاهه والذي قد يسمح له فعلياً بتنفيذه.
كان ترامب قد قال إن التدخل في العراق وليبيا كان خطأً، وأنه يؤثر ترك بشار الأسد وحده في دمشق. كما حث الولايات المتحدة بشكل متكرر على التعاون مع الفدرالية الروسية ضد "داعش" في سورية. وإذا تابع العمل وفق هذه العواطف، فإنه يمكن أن يقوم عند ذلك بسحب دعم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الذي يتم تقديمه لميليشيات الثوار "المدققة" الثلاثين أو نحو ذلك الذين تدعمهم الوكالة في سورية، والذين يحاولون إسقاط نظام الأسد البعثي.
والمعروف أن العديد من هذه الميليشيات السورية أصولية في شخصيتها، وقد شكل البعض منها بين الفينة والأخرى تحالفات مصلحة في ميدان المعركة مع تابعة تنظيم القاعدة في سورية التي تسمي نفسها الآن "جبهة فتح الشام". وتشكل هذه الجبهة هدفاً رئيسياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أكثر من استهدافه لـ"داعش")، وتميل موسكو إلى النظر إلى مجموعات الثوار كافة ذات النزعة الأصولية على أنها مجموعات "إرهابية". ومن الممكن أن تتبنى إدارة ترامب هذا التعريف الروسي، وأن تنقلب بالتالي على المجموعات التي يفترض أنه تم فحص توجهاتها. ونظراً لأن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تستخدم السعودية -كما يُزعم- لأغراض التمرير في تمويل وإمداد الثوار الأصوليين، فمن المؤكد أن يؤدي أي تخلٍ عنهم من هذا النوع إلى التسبب باحتكاكات مع الرياض.
من جهتهم، سوف تنظر السعودية وحلفاؤها في مجلس التعاون الخليجي إلى استسلام إدارة ترامب لبوتين في سورية وسياسة رفع الأيدي عن دمشق على أنه تسليم -بحكم الأمر الواقع- بالهيمنة الإيرانية على سورية ولبنان. وقد لا تكون هذه المحصلة هي الهدف الفعلي لترامب، لكنها سوف تكون نتيجة جانبية لتمرير السياسة السورية إلى موسكو، نظراً لأن روسيا وإيران تريدان على حد سواء الإبقاء على الأسد في السلطة. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يؤدي هذا الموقف إلى إثارة حفيظة مجلس التعاون الخليجي الذي يشعر أعضاؤه أصلاً بأن باراك أوباما قد تخلى عنهم من خلال السعي إلى التقارب مع إيران. وقد أشعل تهديد ترامب بإلغاء المظلة الأمنية الأميركية التي تغطي السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وسلطنة عمان ما لم تدفع هذه الدول نفقات هذه التغطية، مسبقاً فتيل قدر كبير من القلق لديها. وربما ترد هذه الدول من خلال تنويع علاقاتها الأمنية. وقد فتحت السعودية خطوطاً فعلية مع الصين وأجرت مؤخراً ولأول مرة مناورات عسكرية مشتركة مع ذلك البلد.
من جهته، سوف يشعر رئيس تركيا الذي يزداد سلطوية باطراد، رجب طيب أردوغان الذي يدعم الميليشيات الأصولية المتشددة في سورية أيضاً، بأنه تُرك في ساعة ضيق بسبب صفقة ودية بين ترامب وبوتين حول سورية. ومع ذلك، يبدو أنه تراجع في الوقت الراهن عن تهديده السابق بمنع إدارة ترامب من الوصول إلى قاعدة إنجرليك الجوية التركية التي تعتبر رئيسية في حملة الولايات المتحدة ضد "داعش".
من جهة أخرى، فإن تصميم ترامب على إلغاء خطة العمل الشامل المشتركة، التي تحد من البرنامج النووي الإيراني وتقصره على الاستخدامات السلمية الصرفة في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، قد يسعد الملكيات النفطية الخليجية -إذا سار قدماً في هذا الطريق. وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد حث الإدارة الأميركية الجديدة على الالتزام بالصفقة. ومع ذلك، فإن المرشد الإيراني الديني الأعلى، علي خامنئي، المتردد أساساً حول الاتفاقية، قال إن الأمر سيكون جيداً بالنسبة له لو أرادت الولايات المتحدة إلغاء الاتفاقية. ويبدو احتمال إعادة التفاوض مجدداً على خطة العمل المشترك منخفضاً، ومن غير الواضح ما هو المزيد الذي تستطيع إيران أن تقدمه. فقد تخلت عن مفاعلها للماء الثقيل في آراك وخضعت لعمليات تفتيش مفاجئة من الأمم المتحدة، وخفضت مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب، كما خفضت بشكل كبير عدد أجهزة الطرد المركزي التي تشغلها.
من غير المرجح إلى حد كبير أن تتمكن العقوبات الأميركية وحدها من إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات، والأكثر صعوبة هو أن يكون شركاء أميركا في أوروبا راغبين في التخلي عن استثمارات إيران المتوقعة للانضمام إلى جولة جديدة من العقوبات لغاية تحصيل "صفقة أفضل" مفترضة. وسوف يتضاعف التردد الأوروبي بسبب تشجيع ترامب لهم على المضي في طريقهم الخاص، ودعوته إلى حل المنظمات متعددة الأطراف بقيادة الولايات المتحدة، مثل حلف الناتو.
وقد قررت شركة توتال الفرنسية البترولية العملاقة أصلاً تمويل مشروع غاز إيرانياً باليورو وليس بالدولار، وقبول الدفعات من إيران على شكل مقايضة (في شكل تركيزات غاز سوف تقوم ببيعها في السوق الدولية). ويعتبر هذا المشروع حالياً قانونياً وفق القانون الدولي على الرغم من استمرار العقوبات الأميركية، وقد تستمر وزارة الخزينة الأميركية في النظر إليه على أنه غير قانوني، خاصة في ظل إدارة ترامب. ولكن، إذا لم يتم استخدام أي موارد أميركية، فلن يكون لدى مكتب السيطرة على الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزينة أي أساس لتغريم شركة توتال. ومن الممكن أن تتسبب أزمة دبلوماسية بين إدارة ترامب المصممة على الضغط على إيران من أجل صفقة نووية أكثر شدة وبين الاتحاد الأوروبي بخصوص النظر إلى مراكز ربح جديدة، في تردي العلاقات بين واشنطن وحلفائها التقليديين. وبالمثل، من الصعب رؤية كيف سيوافق بوتين، شريك ترامب الأمني المقترح للشرق الأوسط، على التخلي عن خطة العمل المشترك التي كانت حكومته قد ساعدت في التفاوض عليها.
تحتوي سياسة ترامب، كما تم الإعلان عنها الآن، على تناقضات كبيرة. سوف يعني ترك الأسد في السلطة في سورية الإذعان للقوة الإيرانية المستمرة في منطقة شرق المتوسط. وسوف يشكل إلغاء الصفقة النووية مع إيران محاولة لصد وعزل ذلك البلد مالياً. وسيكون من الصعب جداً تمرير مثل هذه المحاولة، نظراً لأن بقية العالم ستعاني من خسارات اقتصادية من أجل ما تراه نزوة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن روسيا التي يرغب ترامب في مشاركتها في سورية ستعارض بالتأكيد أي تغيير في خطة العمل المشترك في ضوء تحالف موسكو المصلحي مع طهران. ومن شأن الإصرار على أن تقدم بلدان مجلس التعاون الخليجي قوات برية لمقاتلة "داعش" -أو بخلاف ذلك شراء خدماتها العسكرية- أن يثير حنق هذه البلدان الرئيسية المنتجة للنفط. وسوف تتسبب كل من هاتين السياستين، تجاه إيران وتجاه السعودية، في توترات حادة في منطقة متوترة جداً من الأساس.
 
*أستاذ رتشارد بي ميتشيل للتاريخ، ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جامعة ميتشيغان.
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان: How Will Trump Reshape the Middle East?
========================
نيويورك تايمز: المعارضة السورية لا تبالي بتوقف الدعم الأمريكي
http://alwafd.org/عالمـي/1409037-نيويورك-تايمز-المعارضة-السورية-لا-تبالي-بتوقف-الدعم-الأمريكي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الوقت يمضي ودقات الساعة تقترب إلى ما تصفه الحكومة السورية ومؤيدها الرسمي روسيا بأنه يمكن أن يكون هجوما جويا الأكثر تدميرا على الإطلاق حتى الآن على المناطق المحاصرة التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب.
وقالت الصحيفة- في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما استبعدت أي خيار عسكري حتى لجماعات المعارضة السورية التي تلقت برنامج التدريب والتسليح الأمريكي، غير أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب انتقل إلى مستوى أعلى- على الأقل في تصريحاته- يوحي بأنه سينهي كافة أنواع الدعم للمعارضة بل وربما يتعامل مع الحكومتين السورية والروسية كحلفاء في مكافحة تنظيم داعش.
ونقلت الصحيفة عن بعض قوات المعارضة ومؤيدين مدنيين قولهم: إن مثل هذه الخطوة بوقف الدعم للمعارضة لن تشكل فرقا عمليًا، بيد أنها تفضح الموقف الأمريكي بدلا من إخفائه وراء شعارات الإدانة للرئيس السوري بشار الأسد.
وبحثا عن بارقة أمل، أعرب بعض قادة قوات المعارضة ـ حسب الصحيفة ـ عن أملهم في أن يواصل حلفاء الولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية وتركيا دعمهم للمعارضة لتتحدى أوامر أمريكا التي تقضي بعدم إرسال مزيد من الأسلحة المتطورة إلى قوات المعارضة المعتدلة في سوريا، على الرغم من أن قطع الدعم الأمريكي عن المعارضة السورية قد يعني على المدى القصير فقدان الدعم من الصواريخ الأمريكية المضادة للدبابات.
وقال هشام سكايف، عضو مجلس محلي في شرق حلب، إنه على الأقل يمكننا الآن التخلص من حمل ما يسمى بـ "الصديق الضار". ونعلم اليوم إن أمريكا لا تدعمنا عمليا، وكنا نعتبرهم في السابق أصدقاءنا بينما هم ينفذون أجندة الأعداء.
غير أن قادة المعارضة الآخرين إلى جانب محللين سياسيين في الشرق الأوسط وواشنطن يحذرون من أنه من السابق لآوانه تحديد النهج الذي سيتبعه ترامب بناء على بضعة تصريحات، في هذه الحرب المعقدة التي تضم العديد من الصراعات المتشابكة.
وفي السياق ذاته، قال بسام الحاج مصطفى، المتحدث السياسي باسم كتائب نور الدين زنكي، إنه لا يمكن اعتبار تصريحات ترامب الآن بمثابة موقف الإدارة الأمريكية، وذلك على الرغم من أن كتيبته فقدت الدعم الأمريكي على خلفية اتهامها بأنها فصيل مقرب من تنظيم القاعدة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تصريحات ترامب بقطع المعونة عن المعارضة السورية لاقت ترحيباً لدى نظام الأسد، وأعلنت المستشارة السياسية لرئيس النظام السوري بثينة شعبان أن حكومة بلادها مستعدة للعمل مع ترامب.
 
========================
ستراتفور  :رغم الصمود.. المعارضة السورية تخسر المعركة في حلب
http://altagreer.com/رغم-الصمود-المعارضة-السورية-تخسر-المع/
نشر في : الإثنين 14 نوفمبر 2016 - 10:00 م   |   آخر تحديث : الإثنين 14 نوفمبر 2016 - 10:00 م
ستراتفور – التقرير
بعد استعدادات دامت لشهور من أجل التحضيرات للمعركة، فإن المعارضة السورية على وشك الفشل في مهمة فك الحصار على حلب، الذي تفرضه القوات الموالية لنظام الأسد، وبدأت هذه العمليات منذ 28 أكتوبر، وشهدت تعاونًا غير مسبوق بين كل أطراف المعارضة على اختلاف أيديولوجياتهم.
وبالرغم من أن محاولات فك الحصار على حلب حققت في بدايتها تقدمًا ملحوظًا في الجانب الشرقي للمدينة، إلا أنه بعد ثلاثة أيام من إحراز هذا التقدم، وجدت قوات المعارضة نفسها مرة أخرى غير قادرة على التصدي لقصف وهجمات القوات الموالية للنظام وحلفائه.
خطوات متتابعة
كانت أولى محاولات تصدي قوات المعارضة للنظام السوري في أوائل أغسطس، حيث حاولت المعارضة التقدم أكثر في المدينة عبر مناطق أكثر انفتاحًا، ومؤدية إلى الأكاديمية العسكرية في الراموسة، كما تركزت جهودها في تلك الفترة على التوغل مباشرة في المناطق الحضرية الأكثر كثافة، مثل حلب الجديدة ومنطقة مشروع الثلاثة آلاف شقة.
تعلمت المعارضة من المعارك السابقة في منطقة الألف وسبعين شقة أنهم أقل عرضة للضربات الجوية في المناطق الحضرية، التي تضم أكبر عدد من المباني في المدينة، كما أن هذه المناطق استراتيجية للغاية، خاصة بسبب قربها من مواقع الموالين للنظام، وتراجع قدرة الطائرات الروسية والسورية على إصابة أهدافهم بدقة.
إلا أنه على الرغم من هذه الظروف  فإن المعارضة لا تزال تواجه عدة صعوبات أولها أن القوات الموالية للنظام تضم أعدادًا كبيرة من الجنود ولها أسلحة متطورة.
وبعد تحقيق مكاسب في المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية للأسد خلال الأيام القليلة الأولى من الهجوم، توقف التقدم الذي تحرزه المعارضة وسط سلسلة من الهجمات العنيفة.
واجتاحت القوات الموالية للنظام عدة مواقع استراتيجية وحاسمة تابعة للمعارضة السورية بقيادة نخبة الرضوان التابعة لحزب الله، وبدعم القوات الجوية الروسية، ونظرًا للخسائر التي تكبدتها المعارضة في هذه المرحلة، فقد اضطرت للتراجع إلى الخلف.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم قدرة المعارضة على كسر الحصار الذي تفرضه القوات الموالية للأسد، من الأخبار التي لا تبشر بالخير بالنسبة للسكان العالقين في مدينة حلب المحاصرة، وعلاوة على ذلك فإنه بعد نجاح القوات النظامية في صد تقدم المعارضة، أنشأت هذه القوات مناطق عازلة في جميع أنحاء حلب، التي من شأنها تعقيد أي تقدم للمعارضة في المستقبل.
 ما مدى قدرة المجموعات المعارضة الواقعة تحت الحصار على تحمّل الظروف القاسية، مع القليل من الموارد المتاحة؟
على الرغم من التقدم الذي تحرزه القوات الموالية للنظام، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية بالنسبة للمعارضة السورية، وطالما لا يزال هناك وجود للوحدات المعارضة داخل حلب المحاصرة، فإن جهود القوات الموالية للأسد لا زالت معلقة في هذه المنطقة.
وبطبيعة الحال فإن تلك القوات لن تكون قادرة على المشاركة في عمليات بأماكن أخرى، وربما ستتواصل هذه الحالة عدة شهور، ما سيعطي الفرصة للمعارضة لاسترجاع قواها وحشد المزيد من العناصر في صفوفها، بعد عام من النكسات في ساحة المعركة السورية.
وفي هذه الحالة، فإن استئناف الجهود ضد التقدم المستقبلي للقوات النظامية، سوف يكون من أولويات المعارضة، كما أنه يجب على المعارضة الاستعداد لهجوم محتمل بقيادة النظام السوري على المناطق التي تسيطر عليها في إدلب، ومن المؤكد أنه في حال تقدم النظام السوري نحو مدينة إدلب، سيصبح مصير المدينة مثل مصير حلب، ومن ثم لن تتمكن المعارضة من التعافي أبدًا.
ومع الصعوبات التي تواجهها على نحو متزايد، أن المعارضة السورية أصبحت في حاجة إلى المساعدة الخارجية، إلا أن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية سيكون مؤشرًا على ضعف التزام واشنطن بقضية المعارضة في الأشهر المقبلة، ولكن على الرغم من ذلك، فإن المعارضة أثبتت أنها ستظل صامدة في موقفها الدفاعي في سوريا خلال الأشهر المقبلة.
========================
شيكاغو تريبيون :كيف سيتعاون العرب والأكراد في معركة الرقة؟
http://www.alarab.qa/story/1011750/كيف-سيتعاون-العرب-والأكراد-في-معركة-الرقة#section_75
مصطفى منسي
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 01:19 ص
قالت صحيفة «شيكاغو تريبيون» الأميركية إن المعركة التي تستهدف مدينة الرقة السورية، العاصمة الفعلية «لتنظيم الدولة»، لا تقل أهمية عن معركة القوات العراقية مع التنظيم في شوارع مدينة الموصل شمال العراق، وتساءلت إذا كان باستطاعة العرب والأكراد -الذين يشكلون قوام القوات التي تخوض معركة الرقة- التعاون لهزيمة التنظيم واستعادة المدينة الهامة.
وأضافت الصحيفة أن الميليشيات الكردية-العربية تخوض معركة لتطويق الرقة، لتضع التنظيم تحت ضغط في اثنين من معاقلها القوية وفي توقيت متزامن. تبدو هذه الاستراتيجية منطقية، ففي الوقت الذي يواجه «تنظيم الدولة» الضغط في الموصل سيضطر المقاتلون للفرار غربا إلى سوريا، لكن مع حصار الأكراد والعرب للرقة لن يجد التنظيم أي ملاذ آمن.
وترى الصحيفة أنه على الرغم من وضوح وسهولة تلك الاستراتيجية، فإن هناك الكثير من العقبات، منها تركيبة المقاتلين الذين يشكلون الميليشيات التي تخوض معركة الرقة التي تتشكل من مقاتلين عرب وأكراد. في الوقت الذي يواجهون فيه عدوا مشتركا وهو «تنظيم الدولة» إلا أنهم يتشاركون العداء تجاه بعضهم البعض. لذلك تم الاتفاق على أن تتولى الوحدة العربية في «قوات سوريا الديمقراطية» زمام المعركة في الرقة مع بدء القتال داخل المدينة، الأمر الذي يمكن أن يساعد في تهدئة مخاوف العرب في الرقة من سيطرة الأكراد.
وتساءلت الصحيفة إذا كان الأكراد سوف يرضخون لهذا الأمر، لاسيما أن طموحهم هو الدخول إلى الرقة والبقاء هناك وهو نفس ما فعلوه بعد الانتصار على مقاتلي «تنظيم الدولة» في بلدة منبج، على الرغم من تأكيدهم للولايات المتحدة بأنهم سيتركون البلدة فور تحريرها.
وقالت الصحيفة إن هذا القلق ليس قاصرا على العرب، فهناك تركيا التي تعارض بشدة فكرة أن يقود الأكراد طليعة الهجوم على الرقة، لدرجة أن القادة الأتراك طالبوا الولايات المتحدة باستبعاد الأكراد السوريين من معركة استعادة الرقة، لكن نجاح الأكراد في السابق كان كفيلا لإقناع واشنطن بعدم التخلي عنهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا اقترحت إرسال قواتها لقيادة المعركة في الرقة، ولكن الولايات المتحدة لم ترد على طلب أنقرة فيما يبدو رفضا لمشاركة تركيا. القوات التركية موجودة بالفعل في سوريا، واشتبكت من قبل بالفعل مع عناصر «قوات سوريا الديمقراطية»، وبالتالي فإن دخول تركيا سيكون مخاطرة قد تؤدي لاندلاع موجة من الاقتتال الداخلي الذي يحول مسار المهمة التي تهدف في نهاية المطاف لهزيمة «تنظيم الدولة».
وختمت الصحيفة بالقول إن معركة استعادة الموصل والرقة تمثل لحظات محورية في الحرب ضد «تنظيم الدولة»، وفي الوقت الذي تبدو معركة الموصل تسير على ما يرام فإن مسار معركة الرقة سوف تتضح في الأسابيع والأشهر المقبلة. ربما سيكون على الرئيس المنتخب دونالد ترامب اتخاذ قرار فيما يتعلق بالتعامل مع المجموعة المتباينة من العناصر الفاعلة على الأرض التي تتعارض مصالحها مؤكدة أنها ستكون مهمة شاقة.;
========================
الغارديان: البغدادي يتنقل بين تلعفر والبعاج ويتمتع بحماية 4 عشائر عراقية
https://www.almadapaper.net/ar/news/519997/الغارديان-البغدادي-يتنقل-بين-تلعفر-والبع
ترجمة: المدى
 
يصف النازحون من مدينة الموصل تصاعد وحشية تنظيم داعش مع إقتراب القوات العراقية من المدينة، حيث أعدم داعش عدداً من المدنيين بتهمة التجسس علاوةً على عدد من مقاتليه بتهمة الهرب من القتال.
من جانبه يواصل الجيش العراقي تحقيق مكاسب بطيئة داخل المدينة. مع تقدم كل قوة من القوات العراقية، تظهر تفاصيل جديدة عن وحشية داعش التي تتزايد يوماً بعد يوم.
وذكر زيد رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان أن داعش قتل الثلاثاء 40 مدنياً بتهمة التجسس و20 آخرين في اليوم التالي.وفي يوم الإثنين تم العثور على سجن تحت الأرض في حي الشورة، يضم 961 رجلاً وصبياً حبسوا في أقفاص ضيقة قياس متر x 0.5 متر معظمهم بأجسام هزيلة نتيجة التعذيب.
وأضاف زيد قائلاً ان هذه الوحشية التي لا رادع لها تسلط الضوء على الحاجة الماسة للعدالة والصدق والمصالحة، ومن دونها فان الهجمات الإنتقامية والعقوبة الجماعية ستقوّض جهود جمع المكونات المشتتة في شمال العراق.
ويقول أبو لطفي، الذي نزح الخميس الى إقليم كردستان "لقد إزدادت وحشيتهم مع المدنيين، في البداية طلبوا من الشيوخ ان يقدموا ولاءهم للمجموعة ففعلوا، لكن حتى أولئك الشيوخ لم ينجوا من الخطر. إنهم مصابون بجنون الريبة من الجواسيس والمتعاونين مع القوات العراقية".
وحتى أفراد التنظيم لم ينجوا من غضبه، حيث قام بداية الشهر بقطع رؤوس سبعة منهم لهربهم من ساحة القتال ويستخدم قادتهم مكبرات صوت للتحذير من ان المصير نفسه سيلقاه مَن يحاول المغادرة.
ويقول المفوض السامي ان تنظيم داعش نقل قبل أسبوعين الكبريت من حفرة عملاقة قرب مدينة القيّارة الى الشورة حيث توفي طفل نتيجة إستنشاق غاز الكبريت، وقام بتخزين كميات كبيرة منه لإستخدامها ضد القوات المتقدمة.
ويقول مصدر من داخل التنظيم أن داعش يستخدم أطفال مقاتليه القتلى في الخطوط الأمامية "الكثير من هؤلاء الأطفال هم أبناء مقاتليه القتلى الذين تمت برمجتهم كالروبوت".
ويضيف قائلاً "قادة داعش يعرفون ما يحصل في الموصل فهم يتابعون الأخبار عن كثب، ويعتقدون واهمين بأن القوات العراقية لاتستطيع التقدم أكثر من ذلك".
الطريق بين الموصل والرقّة ما زالت مفتوحة برغم تواجد قوات الحشد الشعبي غرب الموصل التي تكفلت بقطع طريق هروب المسلحين، اذ ان هناك مساحات شاسعة من الأراضي لا يمكن تغطيتها بالكامل.
حالياً يمكن للمتطرفين التنقل بحرية الى مدينة تلعفر التي ما زالت تحت سيطرتهم علاوةً على بلدات البليج والبعاج غرب تلعفر وكذلك منطقة  البوكمال والطريق المؤدي الى الرقّة داخل سوريا.
من المعتقد ان زعيم المجموعة أبا بكر البغدادي تواجد في تلعفر والبعاج خلال الأسابيع الأخيرة حيث يتمتع بحماية نحو أربع عشائر. ويضيف المصدر قائلاً "انه يتنقل في منطقة صغيرة منذ فترة ولا أعتقد انه يلعب دوراً مباشراً في المعركة".
وعلى مستوى الشرق الأوسط، قام تنظيم داعش بإنعطافة جذرية تتمثل بنشر مجندات من النساء ما يشكّل تحدياً للمنظومات الأمنية، حيث انها تستخدم أعدادا متزايدة من النساء للتملص من الإجراءات الأمنية وشنّ موجة من الهجمات في أوروبا والعالم الإسلامي بعد خسارتها الكثير من الأراضي.
في السابق كان دور النساء محصوراً بتقديم الدعم والإسناد بعيداً عن ساحات القتال، لكن يبدو ان هذا النهج قد تغيّر خلال الصيف مع تكثيف الضغط العسكري على معاقلها في العراق وسوريا وليبيا.
وحذّر مسؤولون مراراً من ان المجموعة ستشن هجمات بعد تراجع المكاسب التي حققتها. فمنذ حزيران، كشفت السلطات الأمنية في أوروبا وشمال أفريقيا النقاب عن سلسلة من المخططات تشارك فيها النساء.هذا التكتيك الجديد يشكّل تحدياً للمنظومات الأمنية التي تعاني أصلاً من صعوبات في إختراق الشبكات المتطرفة وتحديد هويات المهاجمين المحتملين.ويقول مسؤول أمني أوروبي "هذا يسبب قلقاً، فمع تزايد وطأة الضغوط على مجموعة داعش تتطوّر أساليبها، ونحن غير راضين عن ذلك".في أيلول حظي مخطط في باريس – شمل أربع نساء تتراوح أعمارهن بين 19 و39 سنة – بتغطية إعلامية واسعة. كانت الخلية، التي نظمها أحد متطرفي داعش المعروفين في فرنسا، هي الأولى التي تضم نساء فقط، إثنتان منهما عليهما مؤشر أمني من قبل وكالات الإستخبارات الفرنسية بعد محاولتهما الوصول الى سوريا للإنضمام لداعش. الثالثة تزوجت مؤخراً من مسلح قتلته الشرطة في ضواحي باريس في حزيران بعد طعنه شرطيين حتى الموت في منزلهما.
========================
الغارديان :جورج مونبيوت: النيوليبرالية والقصة العميقة وراء فوز ترامب
https://www.ewan24.net/جورج-مونبيوت-النيوليبرالية-والقصة-ال/
نشر في : الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 - 12:41 ص
نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا للكاتب البريطاني المعروف جورج مونبيوت، يقول فيه إن الأحداث التي أدت إلى انتخاب دونالد ترامب هي ذاتها التي بدأت في إنجلترا عام 1975.
ويشير المقال، الذي ترجمته “عربي21”، إلى أنه في اجتماع، بعد عدة أشهر من انتخاب مارغريت ثاتشر لزعامة حزب المحافظين، بدأ أحد زملائها بشرح المبادئ الأساسية التي يقوم عليها حزب المحافظين، كما رويت القصة، ففتحت ثاتشر حقيبتها وأخرجت كتابا رثا وصفقته على الطاولة، وقالت: “هذا ما نؤمن به”، وكانت تلك ثورة سياسية اجتاحت العالم.
وتبين الصحيفة أن “الكتاب هو (ذي كنستيتيوشن أوف ليبرتي/ دستور الحرية)، لمؤلفه فريدريك هايك، الذي شكل نشره عام 1960 نقطة تحول من فلسفة صادقة، وإن كانت متطرفة، إلى احتيال مطلق. وبحسب الكتاب، فإن المنافسة هي الصفة التي تعرف العلاقات البشرية، وأن السوق هو الذي يحدد ترتيب الرابحين والخاسرين، وهو ما يبني نظاما أكثر نجاعة من أي نظام يمكن إقامته بناء على التخطيط أو التصميم، وأي شيء يعيق هذه العملية، مثل الضرائب العالية والتنظيم وأنشطة النقابات أوالنفقات التي توفرها الدولة، فكلها تأتي بنتائج عكسية، ويمكن لرواد الأعمال غير المقيدين أن ينتجوا ثورة تصل منفعتها إلى الجميع”.
ويقول مونبيوت إن “هذه كانت هي الفكرة الأساسية، كما تخيلها هايك، لكن في الوقت الذي وصل إلى نشر الفكرة في كتابه (دستور الحرية) كان يمول شبكة من العاملين في جماعات الضغط والمفكرين، التي أنشأها أصحاب ملايين، رأوا في الكتاب فرصة للدفاع عن أنفسهم ضد الديمقراطية، وليس كل ما جاء في برنامج النيوليبرالية كان يخدم مصالحهم، لكن يبدو أن هايك كان يحاول أن يسد فراغا”.
ويضيف الكاتب أن “هايك بدأ كتابه بترويج أضيق مفهوم للحرية: وهو غياب الإكراه، ورفض مفاهيم الحرية السياسية، والحقوق العالمية، والمساواة بين البشر، وتوزيع الثروة، التي تتم جميعها بتقييد تصرفات الأثرياء والأقوياء، وتؤثر في الحرية التامة من الإكراه التي ينادي بها، أما الديمقراطية في المقابل فهي (ليست قيمة نهائية أو مطلقة)، وتعتمد على منع الأكثرية من ممارسة الخيارات بخصوص المنحى الذي قد تتخذه السياسة أو المجتمع”.
ويلفت المقال إلى أن “هذا الموقف يبرر بصناعة سرد حول الثراء المفرط، وخلط بين النخبة الاقتصادية، التي تنفق أموالها بطرق جديدة، ورواد العلم والفلسفة، فكما يحق للفيلسوف السياسي الحرية في أن يفكر بما لا يمكن التفكير به، كذلك كبار الأثرياء الذين يجب أن يتمتعو بحرية فعل ما لا يمكن فعله دون قيود من المصلحة العامة أو الرأي العام”.
وتقول الصحيفة إن “الأثرياء الكبار هم كـ(المستكشفين.. يجربون أنماطا جديدة من الحياة)، ويرسمون مسارات يتبعهم فيها بقية المجتمع، ويعتمد تقدم المجتمع على حرية هؤلاء (المستقلين) بالحصول على كل ما يرغبون من المال، وأن ينفقوه بالطريقة التي يرغبون فيها، ذلك كله جيد ومفيد، ولذلك ينشأ من عدم المساواة، ويجب ألا تكون هناك صلة بين الجدارة والمكافأة، ويجب ألا يكون هناك تمييز بين الدخل المكتسب وغير المكتسب، ولا حدود للأجور التي يمكن أن يطلبوها”.
ويرى مونبيوت أن “المال الموروث أكثر فائدة اجتماعيا من المال المكتسب: (ثراء العاطل)، الذي لا يضطر للعمل للتكسب، حيث يمكنه تكريس نفسه للتأثير في (حقول الفكر والرأي من الأذواق والمعتقدات)، وحتى عندما يبدو أنهم ينفقون أموالهم على لا شيء سوى (الاستعراض غير الهادف)، فهم يعملون بصفتهم طليعة للمجتمع”.
ويورد المقال أن هايك خفف من معارضته للاحتكار، وشدد من معارضته للنقابات، وانتقد الضرائب المتدرجة “نسبة أعلى لذوي الدخل الأعلى”، ومحاولات الدولة رفع مستوى الرفاه للمواطنين، وأصر على أن هناك “حجة قوية ضد توفير الخدمات الصحية المجانية للجميع”، بالإضافة إلى أنه رفض فكرة الحفاظ على المصادر الطبيعية، مشيرا إلى أنه يجب ألا يفاجأ من يتابعوا هذه الأمور بحصول هايك على جائزة نوبل للاقتصاد.
وتعلق الصحيفة قائلة: “بحلول الوقت الذي قامت به ثاتسر برمي الكتاب على الطاولة، كانت هناك شبكة حيوية من مراكز البحوث وجماعات الضغط والأكاديميين، الذين يروجون لمعتقدات هايك على طرفي الأطلسي، وممولة من عدد من الأثرياء والشركات، بمن في ذلك تشارلز كوتش، وريتشارد ميلون سكيف، ولورنس فيرتيغ، وشركة دوبونت، وشركة جنرال إليكتريك، وشركة كورز للتخمير، وصندوق ويليام فولكر، ومؤسسة إيرهارت، واستخدم علم النفس واللغويات لتحقيق أثر كبير، حيث وجد المفكرون الذين وظفهم هؤلاء الكلمات والحجج اللازمة لتحويل ما قاله هايك إلى برنامج سياسي جدير ظاهريا”.
ويقول الكاتب: “لم تكن الثاتشرية والريغانية عقيديتين بحد ذاتهما، بل كانتا وجهين للنيوليبرالية، فالتخفيض الكبير للضرائب التي يدفعها الأغنياء، وتحطيم النقابات، والتقليل من الإسكان العام، ورفع القيود، والخصخصة، والاستعانة بالمصادر الخارجية، والتنافس في الخدمات العامة، كلها ذكرها هايك أو أحد أتباعه، لكن الانتصار الحقيقي لهذه الشبكة ليس أسرها لليمين، لكن استعمارها للأحزاب التي كانت تناصر كل ما كان يمقته هايك”.
ويضيف مونبيوت أنه “في هذا السياق، لم يكن بيل كلينتون وتوني بلير يملكان سردا خاصا بهماـ وبدلا من تطويرهما لقصة سياسية جديدة، ظنا أنه يكفي القيام بشيء من الحسابات، فقاما باستخلاص بعض العناصر التي كان حزباهما يعتقدان بها، وخلطاها مع بعض العناصر التي يؤمن بها الحزب المناوئ، وخرجا بخليط يمكن تسميته (الطريق الثالث)”.
ويتابع الكاتب بأنه “كان لا بد للنيوليبرالية أن تجذب أكثر من الديمقراطية الاجتماعية، وانتصار هايك يبدو في كل شيء من توسيع بلير لمبادرة التمويل الخاص إلى إلغاء كلنتون لقانون (غلاس-ستيغال)، الذي يحظر على البنوك التجارية العمل في الاستثمارات، أما باراك أوباما، الذي لم يملك رواية (عدا “الأمل”) فقد تم تطويعه ببطء لأولئك الذي يملكون قوة الإقناع”.
ويواصل مونبيوت القول: “كما حذرت في شهر نيسان/ أبريل، فإن النتيجة هي أولا خسران التمكين ثم الحرمان، فإن منعت الأيديولوجية السائدة الحكومات من تغيير النتائج الاجتماعية، فإنها لن تستطيع الوفاء بتطلبات الناخب، وتصبح السياسة ليست مهمة بالنسبة لحياة الناس، ونخسر النقاش في دوائر النخبة، ويتحول المحرومون إلى معادين للسياسة التي تتحول فيها الحقائق والحجج إلى شعارات ورموز وإثارة. إن الرجل الذين أغرق أحلام هيلاري كلينتون في الرئاسة هو ليس ترامب، بل زوجها”.
ويجد الكاتب أن “المفارقة هي أن نتيجة ردة الفعل الغاضبة على سحق النيوليبرالية للخيار السياسي هي أن وضعت في سدة الحكم الصنف الذي يعبده هايك، ترامب، الذي لا يملك أي سياسة ذات معنى، وليس نيوليبراليا تقليديا، لكنه التمثيل الأنسب للشخص (المستقل) بحسب هايك، فهو وريث لثروة كبيرة، ولا يلتزم بالأخلاقيات السائدة، وميوله تشكل طريقا جديدا قد يريد الآخرون السير فيه، ويدور الآن حول هذا الشخص الفارغ مفكرو النيوليبرالية كلهم ؛ أملا بملئه بما يريدون ملأه به، وستكون النتيجة تقويض ما تبقى لدينا من أخلاقيات، ابتداء باتفاقية الاحتباس الحراري”.
ويرى مونبيوت أن “من لديه قصصا يحكم العالم، فقد فشلت السياسة؛ نظرا لغياب السرديات المتنافسة، والمهمة الأولى هي أن نحكي قصة جديدة، وهي كيف أن تكون إنسانا في القرن الحادي والعشرين، ويجب أن تكون جذابة لمن صوتوا لترامب وحزب الاستقلال البريطاني بالوقت ذاته الذي تجذب فيه مؤيدي هيلاري كلينتون أو بيرني ساندرز أو جيرمي كوربين، ويعمل عدد منا على هذا، ويمكنهم أن يحددوا بداية القصة، ومن الباكر لأوانه الحديث أكثر، لكنها تعترف في جوهرها -كما تظهر الدراسات السيكولوجية والدماغية الحديثة- أن الإنسان، مقارنة ببقية الحيوانات، هو اجتماعي وغير أناني بشكل مبهر، فعملية تخفيض الإنسان إلى مستويات تشبه الذرة، وجعله يتابع مصالحه الخاصة، التي ينشرها دعاة النيوليبرالية، تتناقض بشكل كبير مع الكثير مما تحتوي عليه الطبيعة الإنسانية”.
ويخلص الكاتب إلى القول: “أخبرنا هايك من نحن وكان مخطئا، والخطوة الأولى هي استعادة إنسانيتنا”.
========================
الغارديان :في عصر الأكذوبة.. “غيورنيكة بيكاسو” تصرخ بحقيقة احتراق حلب
http://altagreer.com/في-عصر-الأكذوبة-غيورنيكة-بيكاسو-تصرخ/
نشر في : الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 - 01:29 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 - 01:29 ص
الغارديان – التقرير
لا تزال لهب غيرنيكا تحترق في الذاكرة الحديثة، ففي العام 1937 قصفت القوات الجوية الألمانية النازية (١) هذه المدينة العتيقة على تلال منطقة الباسك الإسبانية نيابة عن الجانب الفاشي (٢) من الحرب الإسبانية الأهلية. نتج عن هذا القصف إبادة أكثر من 600 شخص وأثارت الرعب بين المدنيين والذي بات عرفًا حين اندلعت الحرب العالمية بعد ذلك في عامين.
واستحضر الوزير السابق أندرو ميتشل هذا الأسبوع أشباح غيرنيكا في مجلس العموم بقوله:
ما تفعله روسيا للأمم المتحدة هو بالضبط ما فعلته إيطاليا وألمانيا لعصبة الأمم، وما يُفعل في حلب هو بالضبط ما فعلته النازية لغيرنيكا في الحرب الإسبانية الأهلية”.
إن قوة غيرنيكا، بجعلنا نرى جرائم وقتنا أكثر وضوحًا- تعود إلى الجدوى الأخلاقية للفن. هناك سبب بأن الكل يتعرف على غيرنيكا كصورة لبربرية القصف. لقد شهدت الحرب العالمية الثانية هجمات جوية أكثر إجراما، لكن غيرنيكا هي ما يستعاد عالميا كمثال على رثاء الغارات الجوية؛ لأن بيكاسو رسمها.
وأشار ميتشل في حديثه عن قصف عاصمة الباسكيين كمقارنة لإيقاظنا، في حين عاد رسّام الكاركتير البرتغالي فاسكو قارقلو إلى لوحة بيكاسو نفسها. إن صورته حلب المنتشرة تُدرج وجهي فلاديمير بوتين وبشار الأسد داخل كابوس بيكاسو وتحوّل الحصان المطعون إلى رمز للولايات المتحدة.
لماذا يمكن لـ”غيرنيكا” أن تساعدنا في رؤية الحقيقة بسوريا؟، رسم بيكاسو عمله الفني المميز عجالةً على لوحة ضخمة في الاستديو الخاص به في الدور العلوي على الضفة اليسرى في باريس، وفي العام 1937 عرضها في الجناح الإسباني في معرض باريس العالمي. لم تُوقف اللوحة هولات الحرب الإسبانية الأهلية ولم تنقذ الإسبانيين من سيطرة الفاشية لمدة 36 سنة، بيد يُنظر لها اليوم كنبوءة؛ فكل قنبلة قذفت على إنسان يجعلها عميقة وأكثر وضوحًا.
غيرنيكا ليست لوحة تاريخية تقليدية ولا تسجيل واقعي لما حدث ولكن هي لوحة تكعيبية (٣) ليوم القيامة رسمها أكثر فناني العصر الحديث ثورية. الجسد البشري غير مؤهل لتقنية التفجير وبيكاسو بيّن لنا بالضبط ماذا يعني ذلك. بقايا المحارب مكسورة ومبعثرة. الوجه الميت لطفل صُوِّر بدقة في علامات قليلة وبسيطة ومورثةً للحزن. شخص محصور في مبنى يحترق.
فعبر العدسة المتشظية للتكعيبية، هو قادر على أن يرينا اضطراب الهولات في نفس اللحظة. ويجبرنا على أن نتجاوب معهم كلحظات حقيقية ملموسة وجسدية من العنف والألم المهول. وعبر تجريد الواقع، تركز غيرنيكا العقل على ماهية الوحشية “وجه الطفل الميت والهيئة التي في النار”. ويمكن أن نرى شدة الجرح والموت التي يتجنبها معظم المصورين تجنبها لأن بيكاسو يرسم المعاناة الإنسانية ضمنيًا بدلاً من الحملقة على التفاصيل القاسية.
وفي العام 1937، كانت شجاعة هذه اللوحة في قول الحقيقة في عصر الأكاذيب، وما زالت. ويعد الأكثر تشابها بين اليوم والثلاثينيات هو أن الحقيقة سُحقت بالأكاذيب والدعايات، نحن في عصر ما بعد الحقيقة. ويقول سياسيون مثل بوتين ودونالد ترامب ما يحلو لهم، ويوشوش الإنترنت على كل حقيقة ويذكر المخالف للواقع وهناك الكثير من نظريات المؤامرة بحيث لا أحد يصدق أي شيء.
ففي الثلاثينيات هاجمت آلات الدعاية الشمولية (٤) فكرة الحقيقة ذاتها. فقد شنّ هتلر وستالين حربًا دائمة على الحقائق باستخدام الراديو والسينما ومراقبة المطبوعات وغسيل مخ المسيرات الجماهيرية.
وعرف بيكاسو بالضبط ماذا كان يفعل حين رسم غيرنيكا، حاول إظهار الحقيقة بشكل عميق ومستدام بحيث يمكنها أن تضع عينها في عين الأكاذيب اليومية في عصر الطغاة دون أن ترف، وكان للنازية الألمانية وروسيا الستالينية أجنحة ضخمة في معرض 1937 حيث كشفت غيرنيكا. لكن بيكاسو، رجل واحد فقط حمل شهادة الحق، رسم واقع البشرية في ذلك الوقت الدنيء، وتجاوزت اللوحة جميع الدعايات.
نحن نحتاج أن نحارب من أجل الحقيقة بشجاعة كما فعل بيكاسو، إنها ليست فقط قنابل تقتل الناس في حلب ولكن كذلك آلة بوتين للكذب.
========================
يديعوت آحرونوت :الحرب بسوريا تزيد التنسيق الروسي الإسرائيلي
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/11/14/الحرب-بسوريا-تزيد-التنسيق-الروسي-الإسرائيلي
قال الكاتب الإسرائيلي يعكوف ليفنا إن التنسيق السياسي والعسكري بين إسرائيل وروسيا زاد مؤخرا، بعد أن باتت روسيا طرفا أساسيا في الحرب الدائرة في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا أصبحت أكثر إقرارا باحتياجات إسرائيل الأمنية.
وأشار الكاتب في صحيفة يديعوت آحرونوت إلى الزيارات العديدة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى موسكو، ولقاءاته المتكررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى التنسيق الكبير بين الجيشين الروسي والإسرائيلي.
ولفت يعكوف ليفنا إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيدف إلى إسرائيل تأتي في توقيت رمزي مهم، حيث تحيي إسرائيل وروسيا الذكرى السنوية لإعادة علاقاتهما الدبلوماسية التي قطعت عقب حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران 1967، قبل أن تستأنف عام 1991.
وذكّر ليفنا بأنه قبل تجدد العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا، صورت الدعاية السوفياتية إسرائيل على أنها دولة معادية، واعتبرت الصهيونية حركة استعمارية، وتبين لاحقا أن السوفيات اجتهدوا في أكثر من محطة على زعزعة استقرار أمن إسرائيل، ولم تجر حوارات دبلوماسية جادة بين إسرائيل والاتحاد السوفياتي السابق، باستثناء لقاءات نادرة في اجتماعات الأمم المتحدة، ولم تكن هناك علاقات تجارية وسياحية وثقافية.
وأضاف الكاتب، وهو رئيس دائرة إيرو-آسيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه مع انهيار الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، تم تجديد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وإقامة سفارات متبادلة بين تل أبيب وموسكو، واستعاد الشعبان علاقاتهما من جديد، واختار أكثر من مليون يهودي سوفياتي الهجرة لإسرائيل.
وأوضح أن الحكومات الإسرائيلية أدركت أهمية العلاقات مع روسيا الجديدة، وعملت على تطويرها في مختلف المجالات، حتى أن جميع رؤساء الحكومات الإسرائيلية قاموا بزيارات تاريخية إلى موسكو نجحت في إيجاد علاقات شخصية حيوية مع القيادة الروسية.
ووقعت إسرائيل وروسيا سلسلة اتفاقيات اقتصادية، وبفضلها تحولت روسيا لشريك تجاري مقرب من إسرائيل، بتبادل تجاري سنوي يقترب من مليار دولار، وهناك تعاون كبير في مجالات التقنيات والعلوم والمعارف العامة.
وألغى البلدان عام 2008 تأشيرة الدخول بينهما، ومن حينها شهد عدد السياح الروس لإسرائيل مستويات غير مسبوقة، وصل إلى ستمئة ألف سنويا، بنسبة 20% من حجم السياحة الوافدة لإسرائيل، بينما يواصل العديد من الإسرائيليين زيارة روسيا.
ويلفت الكاتب إلى أنه مع مرور السنين باتت إسرائيل وروسيا تدركان حجم القواسم المشتركة بينهما، فيهود روسيا اليوم ينعمون بحرية الديانة، ويعيشون أبهى سنواتهم، كما بات الإسرائيليون الناطقون بالروسية جسرا لتواصل الشعبين، مما يزيد من أواصر التعاون والتنسيق بين الجانبين.
 
========================
الصحافة العبرية والفرنسية :
موند: ماهي الخطط المشبوهة التي تنفذها شركة لافارج الفرنسية في سوريا؟
https://microsyria.com/2016/11/14/موند-ماهي-الخطط-المشبوهة-التي-تنفذها-ش/
كانت منذ سنة 2011 إلى سنة 2014 ترزح تحت وطأة حرب دامية، ورغم ذلك واصل أحد مصانع الإسمنت الفرنسية عمله في مدينة جلبية الواقعة في الشمال الشرقي للبلاد، مما يثير الشكوك في أن تكون هذه الشركة الإسمنتية بصدد التعامل مع الكتائب المسلحة وربما حتى مع المتطرفين.
في آذار/مارس من سنة 2011، انتفض الشارع السوري ضد نظام بشار الأسد، وأعقبت ذلك عمليات عنف وقمع رد عليها السوريون بتأسيس كتائب مسلحة تابعة للثوار، ودخلت البلاد في دوامة عنف شديد مما أجبر الشركات الأجنبية، التي تستثمر قرابة 2.6 مليار دولار في سوريا، على الرحيل.
ومن بين الشركات الفرنسية التي غادرت البلاد في كانون الأول/ديسمبر من سنة 2011، شركة “توتال”المختصة في استخراج النفط والغاز الطبيعي، حيث قامت هذه الشركة بالرضوخ للعقوبات الأوروبية على سوريا التي تمنع شراء النفط السوري. وفي شهر تموز/يوليو من سنة 2012، جاء الدور على شركة “بال” ثالث أكبر منتج للأجبان في العالم، التي غادرت سوريا بعد أن قضت في دمشق سنوات طويلة، تحديدا منذ سنة 2005. بعد ذلك أغلقت شركة “آر ليكيد” مصنعها في مدينة “عدرا”، الواقعة شمال شرق العاصمة السورية.
في المقابل واصلت الشركة المختصة في إنتاج الإسمنت “لافارج” مهامها، بعد أن أسست مصنعا في سوريا منذ سنة 2007 بعد أن اشترت أسهم الشركة المصرية “أوراسكوم”، بالشراكة مع رجل الأعمال السوري فراس طلاس. بعد ذلك أصبحت “لافارج” أكثر الشركات المستثمرة في سوريا، دون احتساب الشركات النفطية، بمبلغ جملي قدره 600 مليون أورو. بعد ذلك بدأت الشركة في العمل سنة 2010 لكن خلال أيلول/سبتمبر 2014 توقفت عن العمل بعد أن احتل تنظيم الدولة أحد مواقع الإنتاج التابعة لها.
ولكن المحير في الأمر لماذا لم ترحل الشركة رغم تفاقم الأزمة السورية وغياب الأمن؟ في المقابل هل يمكننا القول بأن الشركة توصلت لتفاهم سري مع الكتائب المسلحة وعلى رأسهم تنظيم الدولة؟
وقد فسر جاكوب وارنيس، الذي يعمل  مديرا للمخاطر في “لافارج”، هذا القراربالقول::” “لافارج” تحاول المحافظة على عمل مصنعها لأنه ذلك هو السبيل الوحيد لحماية موقعنا من الاعتداء”. ثم أضاف هذا السيد النرويجي البالغ من العمر38 سنة قائلا:” لقد تعهدنا بمواصلة العمل لكي نعطي صورة جميلة لشركتنا، في  الوقت الذي قررت فيه باقي الشركات الأخرى الرحيل، قررنا نحن البقاء وحضينا بدعم  كل من حرفائنا وعمالنا”. ولكن يبدو من الصعب أن تحافظ الشركة على ثقة حرفائها وهي مازالت تعمل في بلد يعيش حربا دامية.
وقد أكدت صحيفة” ” يوم 22 حزيران/يونيو الماضي أن شركة “لافارج” قامت بتمويل تنظيم الدولة بطريقة غير مباشرة، بعد شرائها للنفط من خلال سماسرة تابعين للتنظيم. وحسب شهادة جاكوب وارنيس في كتابه الذي نشره مؤخرا في بلاده النرويج، فإن هنالك انحرافات لا يمكن ردعها داخل أسوار شركة “لافارج”.
فيما صرح أحد المتحدثين باسم “لافارج” لصحيفة لوموند قائلا” نحن نحتل مكانة مهمة في سوريا، فنحن نشغل عائلات سورية كثيرة ونتكفل بتزويد البلاد بنسبة 25 بالمائة من مواد البناء”. وتجدر الإشارة إلى أن شركة “لافارج” وقعت سنة 2015 اتفاقية شراكة مع شركة “هولسيم” السويسرية، لتصبح بذلك أكبر منتج للإسمنت في العالم.
ولم يخفي وارنس أن الشركة قد تعرضت لمضايقات عديدة، حيث قال: “في صيف 2012، وقع إيقاف البعض من عمالنا بالقرب من مدينة منبج عن طريق كتائب تابعة للثوار، حيث أرادوا معرفة ما إذا كانت شركتنا تابعة لرامي مخلوف “. ولكن في الحقيقة ليس هنالك أي علاقة تربط “لافارج” برامي مخلوف، رغم أنه أغنى رجل في سوريا وابن عم بشار الأسد، لكن في المقابل لا تنكر “لافارج” الشراكة التي تربطها برجل الأعمال السني فراس طلاس، المقرب من النظام السوري باعتباره ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس. وفسر الخبير الاقتصادي جهاد يازيكي ذلك قائلا:” تتعامل الشركة الفرنسية مع رجال تابعين للنظام في سوريا حيث يلعبون دور الوسيط”.
ولفراس طلاس شقيق اسمه مناف كان جنرالا في الحرس الجمهوري، ومن أكثر المقربين من بشار لأنهما قضيا فترة الدراسة العسكرية مع بعضهما في أكاديمية حمص. لكن عند بداية الثورة السورية، دافع آل طلاس، رغم أنهم من سنة مدينة حلب، على النظام السوري إلى أن إنتهى بهما الأمر إلى الخروج من البلاد، حيث استقر مناف في باريس أما شقيقه فراس فذهب لدبي وأعلنا دعمهما للثورة السورية. فبالنسبة لفراس هو مستعد لأن يدعم الثوار ماليا، من هنا نفهم أن شركة “لافارج” تتعامل مع فراس طلاس كواسطة بينها وبين المعارضة المسلحة لحماية مصنعها وعمالها وحتى حرفائها.
في البداية رفضت شركة “لافارج” مقترح مديرها  وارنيس المختص في التعامل مع المخاطر، الذي دعا إلى الاتفاق  مع المعارضة المسلحة. لكن بعد تأزم الأوضاع الأمنية بصفة كبيرة في سوريا، أجبرت الشركة على تغيير رأيها حيث أكد وارنيس قائلا:” نحن نعيش داخل مصنع الإسمنت التابع للشركة، وكثيرا ما يأتينا مقاتلون أكراد ويطلبون منا عدة أشياء كأن المصنع ملك لهم، لهذا قررنا أن نقوم بالتقرب من الثوار رغم أننا أكدنا سابقا أننا نتخذ مبدأ الحياد، لكن الظروف أتت بعكس ذلك”.
واعتمدت “لافارج” الإستراتجية التالية في تعاملها مع الثوار: أولا العلم بكل ما يحصل داخل الإقليم الذي يحتضن مصنعها، ثانيا الحفاظ على علاقة وطيدة مع أكثر الكتائب قوة وعتادا التابعة للمعارضة السورية، كذلك كان جاكوب وارسن يقوم بالاتصال المباشر بالثوار في، حين كان دور فراس طلاس التنسيق بينهما من موقعه في دبي. ولكن المشكلة تتمثل في تعامل طلاس مع الأكراد الذين مازال يراهم الثوار متعاطفين مع النظام السوري، هذا المشكل يمكن أن يفقد بسبه طلاس ثقة المعارضة المسلحة، وبذلك ستتعطل الاتصالات بين هذه الكتائب وبين شركة “لافارج
ولتجنب هذه المشاكل، قام فراس طلاس بتأسيس مكتب في مدينة منبج من أجل تسهيل معالجة أي مشاكل يمكن أن تقع بين الطرفين. حيث يؤكد وارنيس:” إذا وقع القبض على أحد عمالنا من قبل أحد كتائب المعارضة المسلحة مثلا، كجبهة أحرار الشام السنية المدعومة من السعودية وتركيا، أومن جبهة النصرة، فإني أتصل بالمكتب في مدينة منبج الذي سيتصل بدوره بأحد المسؤولين في المعارضة المسلحة الذي طبعا سيطلب مالا لمعالجة هذه المشكلة…ولن تدفع شركتنا بل السيد فراس طلاس هو الذي يدفع”.
يمتلك فراس طلاس قائمة تضم أكثر من عشرين كتيبة مسلحة تابعة للمعارضة، يقوم بدعمها شهريا. ويتفاوت هذا الدعم حسب أهمية كل كتيبة، كذلك فإن طلاس لا يدفع مالا إلا بعد الإطمئنان من أن الكتيبة متعاونة.
ومن بين الكتائب الموجودة على القائمة نقرأ اسم جبهة النصرة، أحد أذرع تنظيم القاعدة التي اتحدت مؤخرا مع كتائب مسلحة أخرى تحت اسم “فتح الشام”.
وأكد وارنس قائلا: “هناك قرابة 17 كتيبة مسلحة في مدينة منبج، لكن نحن لا نتعامل إلا مع 13 كتيبة وهي المنتمية إلى المجلس العسكري للمدينة. أما تنظيم الدولة فليس لنا به علاقة، فهو لديه قوانينه الخاصة في مدينة الرقة بعيدا عنا”. وأضاف وارنس قائلا: ” ما يهم شركاتنا قبل كل شيء هو أمن عمالها”.
ولكن ماالذي ستفعله شركة “لافارج” في حالة احتلال مدينة منبج من قبل تنظيم الدولة،  والذي قد يتبعه انسحاب كلي للثوار؟
أجاب وارنس قائلا: ” في هذه الحالة أعتقد بأننا سنعمل على بناء علاقات ودية مع قادة تنظيم الدولة، رغم أنهم متطرفون إلا أننا يجب دائما أن نؤسس علاقة طيبة مع الكتيبة المسلحة التي تسيطر على مدينة منبج”.
ولكن تنظيم الدولة موجود على رأس قائمة الحركات الإرهابية في العالم؟
أجاب وارنس محاولا الدفاع عن موقف شركته: “في هذه الحالة سنكون نحن من يري العالم الوجه الحقيقي لهذا التنظيم، وسنكون بمثابة الشهود ضده”.
بعد ذلك أكد وارنس أنه لن يكون هناك اتصال مباشر بين شركة ” لافارج” وتنظيم الدولة ما دام الوضع مستقرا مع الثوار.
غادر جاكوب وارنس سوريا خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 2013 معللا ذلك بالقول:” أنا الآن شخص مفتش عنه من قبل النظام السوري الذي يتهمني بالتعاون مع الإرهابيين، كذلك فإن تنظيم الدولة يريد استهدافي”.
وقد كشفت صحيفة لوموند عن وثائق تثبت الاتصال المباشر بين شركة “لافارج” وتنظيم الدولة، منها رسائل إلكترونية وتأشيرات تحصلت عليها الشركة من أجل نقل بضائعها بحرية داخل المناطق الواقعة تحت حكم ورقابة تنظيم الدولة، ولكن هل تم ذلك بالتنسيق مع مكتب فراس طلاس في منبج؟ هذا السؤال رفض أن يجيب عليه أحمد جلولي خليفة جاكوب وارنس في شركة “لافارج”.
========================