الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 16/12/2017

17.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
«واشنطن بوست»: أمريكا تحارب أمريكا.. هكذا ساعدت الأسلحة الأمريكية «داعش»
إنّ وحشية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا لا مثيل لها، فقد دبّر التنظيم المذابح بحق المدنيين والتفجيرات الانتحارية، ودمر منازل المواطنين بآلاف المتفجرات المصنعة يدويًّا. غير أن تقريرًا جديدًا، تم إعداده على مدار ثلاث سنوات يصف كيف نقل التنظيم الأسلحة والذخائر ومواد صنع القنابل إلى مناطق الحرب على نطاق لم يسبق له مثيل بالنسبة لمنظمة إرهابية.
بحسب تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فقد وثقت مجموعة «أبحاث التسلح في الصراعات» التي تتخذ من بريطانيا مقرًا لها، أكثر من 40 ألف قطعة سلاح وذخائر في العراق وسوريا من خلال إرسال محققين ميدانيين إلى منطقة تمتد من مدينة كوباني شمال سوريا إلى جنوب العاصمة العراقية بغداد، وهو تعقب تقريبي لمسار تنظيم «داعش» للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي وإقامة الخلافة.
وقد نُشر التقرير، الذي وصفه الباحثون بالبحث الأكثر شمولًا حتى الآن عن كيفية حصول تنظيم داعش على أسلحته وإدخالها إلى مناطق الحرب، الخميس الماضي، ويمكن أن يصبح أداة حيوية لفهم الكفاءة الصناعية القاتلة للتنظيم. وفيما يلي بعض النقاط التي أوردها التقرير:
1- استولى تنظيم داعش على الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة لجماعات المعارضة، ربما في انتهاك للاتفاقات مع مصنعي الأسلحة:
بحسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» في يوليو (تموز) الماضي، فقد أنهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برنامجًا سريًّا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» لتسليح المعارضة السورية المعتدلة، التي تقاتل الرئيس بشار الأسد. بعض التفاصيل حول الأسلحة التي تلقوها معروفة علنًا، ولكن الباحثين وجدوا العديد من الصواريخ في العراق، التي يبدو أن الولايات المتحدة قد اشترتها وتم تزويد المجموعات السورية بها.
في إحدى الحالات، تم العثور على صواريخ من طراز PG-9 73mm، التي باعها مصنعو الأسلحة الرومانيون للجيش الأمريكي في عامي 2013 و2014، في ساحات القتال بسوريا والعراق. وقال التقرير إنه تم العثور على حاويات ذات أرقام مطابقة في شرقي سوريا، واستردت من قافلة تابعة للتنظيم في مدينة الفلوجة العراقية.
وتشمل السجلات التي حصلت عليها مجموعة «أبحاث التسلح في الصراعات» من المسؤولين الرومانيين اتفاقات تشير إلى أن الولايات المتحدة لن تعيد تصدير تلك الأسلحة وغيرها من الأسلحة، وهي جزء من محاولة للحد من الاتجار بالأسلحة. كما كانت السعودية أيضًا مصدرًا آخر لنقل الأسلحة غير المسموح بها إلى سوريا.
ويقول التقرير إن الحكومة الأمريكية لم تردّ على طلبات لتتبع هذه الأسلحة وغيرها من الأسلحة التي وثقتها مجموعة المراقبة البريطانية. كما لم يردّ متحدث باسم وزارة الدفاع على طلبات التعليق من قبل مجموعة المراقبة.
2- استغرق الأمر من «داعش» أسابيع فقط لكي يحصل على صواريخ أمريكية مضادة للدبابات الأمريكية:
في 12 ديسمبر (كانون الأول) 2015، صدّرت بلغاريا قاذفات صواريخ مضادة للدبابات للجيش الأمريكي من خلال شركةKiesler Police Supply. وبعد 59 يومًا، استولت الشرطة الفيدرالية العراقية على بقايا أحد هذه الأسلحة بعد معركة في الرمادي بالعراق. وفي حالة أخرى، أظهرت مقاطع مصورة إحدى مجموعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا وهي تستخدم قاذف صواريخ مضادًا للدبابات مع رقم مطابق؛ مما يشير إلى أنها ربما جاءت من نفس الشحنة.
يوضّح هذا التسلسل كيف يمكن أن تتحول الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة ضد حلفائها، وتعيد تشكيل ساحة معركة، وتشكل خطرًا على الفرق الصغيرة لقوات العمليات الخاصة الأمريكية التي تتنقل بشكل روتيني في سيارات غير مهيئة لتحمل أسلحة مضادة للدبابات.
3- كانت عمليات التصنيع والتجريب عاملًا رئيسيًّا في انتشار الموت والخوف:
أشار محققو مجموعة «أبحاث التسلح في الصراعات» إلى مواد مثل نترات الألمنيوم، وغيرها من السلائف الكيميائية القادمة من تركيا، والتي استخدمت في تقديم رسوم لقذائف الهاون والصواريخ في تكريت، والموصل، والفلوجة، وأماكن أخرى في العراق. وهذا يشير إلى عملية لوجستية قوية لتقديم المواد الخام إلى باحثي تنظيم داعش ومهندسيه، الذين يديرون الآلات الصناعية التي يتم الاستيلاء عليها، وفقًا للتقرير.
وقال داميان سبليترز، رئيس عمليات مجموعة «أبحاث التسلح في الصراعات» في العراق وسوريا: «يؤكد ذلك نظريتي أن هذه هي الثورة الصناعية للإرهاب. ولأجل ذلك فإنهم يحتاجون إلى مواد خام بمقاييس صناعية». كما أدخل المسلحون تعديلات على بعض الصواريخ التي تُحمل على الكتف باستخدام مواد خام للحد من شدة الحرارة الناجمة عن إطلاق الصواريخ، الأمر الذي يعد خطرًا في المناطق الحضرية الضيقة.
4- ظهور البنادق الأمريكية في أشرطة الدعاية المصورة للتنظيم:
تظهر أشرطة الفيديو وصور الأسلحة الصغيرة التي صنعتها الولايات المتحدة والتي استولى عليها تنظيم داعش، ولا سيما بنادق M16 وM4، بشكل بارز في أشرطة الفيديو الدعائية لداعش لإظهار كيف هزم التنظيم المجموعات التي تتلقَّى دعمًا أمريكيًّا.
وبينما يبدو أن هذه الأسلحة قد تم تسليمها إلى قادة بارزين بوصفها مكافآت حرب، فإن وثائق مجموعة «أبحاث التسلح في الصراعات» خلصت إلى أنه لم يكن هناك تدفق كبير للبنادق الأمريكية الصنع في ساحة المعركة. فقط 3% من الأسلحة و13% من الذخائر التي وثقها باحثو المؤسسة كانت مطابقة للأسلحة المستخدمة في بلدان أوروبا الغربية. وجاءت جميع الأسلحة والذخائر الأخرى من الصين، وروسيا، ودول أوروبا الشرقية.
5- تتحمل إيران مسئولية إغراق العراق بالصواريخ خلال العمليات المناهضة لتنظيم «داعش»:
أنتجت بلغاريا وإيران ورومانيا أغلبية الصواريخ الجديدة من طراز 73mm التي تم استردادها من تنظيم داعش، وفقًا للتقرير. ومع ذلك، فإن إدخال صواريخ إيرانية جديدة مضادة للدبابات هو مقياس دقيق لمدى تأثير طهران في ذروة العمليات الموجهة ضد تنظيم داعش، خصمها الأيديولوجي. وقال التقرير إن جميع الصواريخ الإيرانية التي تم استردادها تقريبًا من تنظيم داعش في العراق قد أنتجت بعد عام 2014، إذ تم تصنيع 59% منها في عام 2015 وحده.
إن وجود مثل هذه الأسلحة قد يشير إلى بعض انتصارات «داعش»، واستيلائه على معدات تابعة لقوات الحشد الشعبي العراقية، التي تشمل الميليشيات التي يمدها بالأسلحة ويدربها مستشارون عسكريون إيرانيون.
========================
فورين أفيرز: هذا هو خط إسرائيل الأحمر في سوريا
بسيوني الوكيل 15 ديسمبر 2017 08:28
"إسرائيل ترسم خطا أحمر في سوريا".. تحت هذا العنوان نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية تقريرا تحليليا حول التواجد الإيراني في سوريا، والأسباب التي تدفع إسرائيل لإنهاء هذا التواجد في الدولة العربية التي مزقتها الحرب على مدار 6 سنوات.
وقالت المجلة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني: "في وقت مبكر من هذا الشهر، عندما ضربت صواريخ إسرائيلية موقعا عسكريا قرب دمشق، والذي قيل إنه مقر لقوات إيرانية، كانت الرسالة المقصودة واضحة: إسرائيل لن تتسامح مع الوجود الدائم للميلشيات الإيرانية والبنية التحتية العسكرية في سوريا".
كانت وكالة "رويترز" نقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارات عنيفة هزت دمشق وضواحيها وريفها مطلع الشهر الجاري، وأن الانفجارات ناجمة عن قصف صاروخي يرجح أن مصدره القوات الإسرائيلية، استهدف مواقع للقوات السورية وحلفاها الإيرانيين في الريف الجنوبي الغربي للعاصمة.
وأضافت المجلة:" هذا التواجد خط أحمر واضح للقيادة الإيرانية وهو ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واضحا في رسالة فيديو صدرت بعد ساعات قليلة لاحقا قال فيها :" لن نسمح لإيران بترسيخ تواجدها العسكري في سوريا، كما تحاول أن تفعل، لهدف واضح وهو استئصال دولتنا".
أسباب توجيه إسرائيل رسالة لإيران واضحة، وهي أنها: لا تريد أن تصبح سوريا قاعدة أخرى للنظام الإيراني وحلفاؤه، كما أن القوات الموالية لإيران بالفعل تهدد إسرائيل من لبنان، حيث يعتقد مسئولون إسرائيليون أن حزب الله لديه أكثر من 100 ألف صاروخ، إضافة إلى أن طهران أقامت علاقة وثيقة مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المسلحة، والجناح العسكري لحماس، بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى تصريح للقائد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، في 2015 بعد أن وقعت إيران الاتفاقية النووية مع الولايات المتحدة، قال فيه إن "إسرائيل لن ترى (نهاية) هذه السنوات الـ 25 عاما وإن "إيران سوف تدعم أي شخص يضرب إسرائيل".
ورأت المجلة أنه منذ أن تدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية في خريف 2015 حدث تحول كبير، وهو أن إيران لم تعد القوة الأجنبية الأكثر قوة في سوريا، وإنما أصبحت روسيا.
وخلال زيارة خاطفة لسوريا الاثنين الماضي أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمرًا بسحب "قسم كبير" من القوات الروسية من سوريا، وذلك بعد أيام من إعلان موسكو "التحرير الكامل" لسوريا من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية.
وأضاف التقرير:" حتى الآن الأهداف الروسية والإيرانية في سوريا متوافقة ولكن هذا سوف يتغير بدخول الحرب مرحلة جديدة. على الرغم من أن الرئيس بوتين لن يتردد في العمل ضد إسرائيل لو كان ذلك ضروريا، لكن الدولتان (روسيا وإسرائيل) لديهما مصالح مشتركة في سوريا وهذه المصالح على فرض خطها الأحمر ضد إيران".
منذ مايو 2011، أصبحت إيران أحد الداعمين الدوليين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد. وتعتبر طهران الأسد جزء أساسي مما يسمى محور المقاومة لنفوذ إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.
وقبل أيام نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس قوله: "أريد أن أؤكد هنا أننا نعرف ولدينا معلومات أن إيران تنشئ مصانع للصواريخ المتطورة في لبنان، وهنا أريد أن أوضح بشكل قاطع أننا رسمنا خطا أحمرا جديدا ولن نسمح لهم بذلك مهما كلف الأمر، نحن منعناهم حتى الآن من إقامة قواعد جوية وبرية وبحرية في سوريا وبشار الأسد يعرف ذلك جيدا".
وشدد الوزير، على أن إسرائيل ستعمل بشكل عسكري كما يحصل في سوريا لمنع ذلك، قائلا: "كل من يهدد أمننا وكياننا سنقوم بتلقينه درسا قاسيا بكل ما لدينا من القوة، ولدينا قوة كبيرة، ولدينا استخبارات، ونعرف كل ما يحاك لنا، وسنواجه ذلك بقوة".
وترى تقارير صحفية إسرائيلية أن الوجود الإيراني الاستراتيجي في سوريا سيكون أكثر صعوبة للتحييد بمجرد أن يُوسع، وهذا يعني أن إيران ستكون قادرة على محاربة إسرائيل، عندما يحين الوقت، سواء من خلال حزب الله في لبنان أو من خلال ميليشياتها والقوات الجوية والبحرية في سوريا.
========================
ناشونال إنترست: هل تتفاوض أميركا مع تنظيم الدولة؟
اهتمت مجلة ناشونال إنترست الأميركية بتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء حملته الانتخابية بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية من على وجه الأرض وتحطيمه إربا، لكن تساءلت عما إذا كانت الولايات المتحدة تجري مفاوضات مع تنظيم الدولة على الأرض.
وقالت إن ترمب أصدر بعد توليه سدة الحكم مذكرة رئاسية، يأمر من خلالها وزير دفاعه جيمس ماتيس بالتشاور مع أعضاء مجلس الأمن القومي لتقديم خطة شاملة بهذا السياق إلى البيت الأبيض في غضون ثلاثين يوما.
وأضافت أن مذكرة الرئيس ترمب كانت واضحة وتتمثل في أن سياسية الولايات المتحدة تتطلب إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأنه كان من واجب وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن تقدم تقريرا بإستراتيجية من شأنها تسريع الحملة العسكرية وجعل الولايات المتحدة أقرب إلى تحقيق هذا الهدف.
وأشارت إلى أن الشعب الأميركي سرعان ما صار يتداول الحديث عن أن الرئيس الخامس والأربعين لبلادهم سيوفر كل الموارد التي يحتاجها القادة للفوز بالحرب على تنظيم الدولة.
خطط ومعارك
وأضافت المجلة أن من عادة خطط الحرب أن تتفكك في ساحة المعركة، وذلك بحسب تطورالظروف.
وأشارت إلى أن ماتيس أعلن في الربيع الماضي أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيحاصر مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب ويخنق حرية حركتهم ويقتل كل واحد منهم، وذلك قبل أن تتاح لهم الفرصة للهروب من سوريا إلى العراق.
واستدركت بالقول: لكن الحال على الأرض كان يمثل أمرا مختلفا، ففي عدة مناسبات سُمح للمقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة بالانتقال مع عائلاتهم من المدن المحاصرة إلى تضاريس أكثر أمانا على طول الحدود السورية العراقية.
وأضافت أن إحدى حالات الإجلاء كشفتها محطة بي بي سي وأكدت حدوثها وكالة رويترز الأسبوع الماضي، وتتضمن أن الولايات المتحدة ليست فقط تعرف عن هذه الحادثة، بل إنها سمحت بحدوثها.
لكن مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية ينفون بشدة أي افتراض بأن الولايات المتحدة تتفاوض مع تنظيم الدولة بأي صفة.
اتفاقات وضمانات
وأضافت المجلة أن على المستوى الرسمي تبدو خطة الحرب على تنظيم الدولة باقية كما هي، وهي التي تتمثل في خنق التنظيم عسكريا، ومحاربة أيديولوجيته سياسيا، وإضعاف قوة دعايته وتحريضه عبر الإنترنت، والحد من تدفق التمويل إليه.
وقالت بالرغم من ذلك، فإن هناك أوقاتا من هذا العام قام فيها وسطاء السلطة المحليون -وبعضهم بدعم من الولايات المتحدة- بإبرام اتفاقات مع مقاتلي تنظيم الدولة، وذلك لإخلاء مناطق مقابل ضمانات بعدم تعرضهم للهجوم على الطريق.
وأوضحت أنه بحسب تقرير شامل قدمته "بي بي سي" الشهر الماضي، فإنه قد تم السماح لعدد يصل إلى أربعة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة وعائلاتهم بالانتقال بواسطة شاحنات إلى خارج مدينة الرقة، والسفر إلى دير الزور شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة التنظيم.
وأضافت أنه سُمح للمقاتلين بنقل أسلحتهم معهم، لكنهم منعوا من رفع أعلام التنظيم على الشاحنات، وذلك من أجل عدم إثارة الشكوك.
مقابلات وتأكيد
وأشارت المجلة إلى أن مراسلين من "بي بي سي" أجريا مقابلات مع سائقي الشاحنات الذين قادوا القافلة التي تتضمن خمسين شاحنة و13 حافلة وأكثر من مئة سيارة تابعة لتنظيم الدولة، بأسلحة مكدسة فيها.
وتحدثت المجلة عن أن طائرات التحالف كانت تراقب القافلة، وأن مسؤولا عسكريا أميركيا كان على علم واطلاع على الاتفاق منذ البداية. وقالت إنه جرى إبعاد الصحفيين ووسائل الإعلام بدعوى أن هجوما يجري على تنظيم الدولة في الرقة.
وقالت: سواء اعترفت الولايات المتحدة بأنها وافقت على انسحاب مقاتلي تنظيم الدولة في أكثر من مناسبة أم لا، فإن هذه الحادثة التي تمت في أواخر أيام الهجوم على التنظيم في مدينة الرقة، تعتبر مثالا واضحا على الترتيبات التكتيكية التي يجري اتخاذها.
وأضافت أن مقاتلي نظام الأسد والمليشيا الكردية والمليشيات المدعومة من إيران -خلال سنوات الحرب السبع في سوريا- وجدوا أن من مصلحتهم السماح لأعدائهم بالتسليم عبر التفاوض بدلا من تحقيق أهدافهم بالقوة العسكرية.
========================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: ما هي دلالات زيارة بوتين لسوريا وإزدراء للأسد
حاولت مجلة إيكونوميست البريطانية قراءة دلالات زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا وتعمده ازدراء رئيس النظام السوري بشار الأسد.
تقول المجلة إن الزعيم الروسي جاء إلى سوريا، وبالتحديد إلى قاعدة بلاده هناك لإعلان النصر، وهو في هذه اللحظة لا يريد أن يلتقط أحد معه الصورة حتى لو كان بشار الأسد، لذا عندما حاول الأسد أن يأخذ صورة معه أمسكه ضابط روسي من يده ومنعه. فالقاعدة العسكرية قد تكون على التراب السوري إلا أنها  قاعدة روسية ولهذا قاد بوتين رقصة النصر".
تربط المجلة بين زيارة بوتين وإعلانه النصر وبدء انسحاب قواته من هناك بالشأن الداخلي الروسي حيث الانتخابات الرئاسية على الأبواب.
فالتدخل في سوريا، وفق المجلة، لم يؤد إلى  حماسة كبيرة بين الروس ويفضلون لو قام الرئيس بسحب القوات كلها. ومن هنا فإعلان النصر ما هو إلا حلقة في حملته الانتخابية.
تقول المجلة إن الزعيم الروسي حقق الكثير خلال عامين من تدخله الواسع في سوريا؛ تم تأمين القواعد العسكرية الروسية في منطقة الشرق الأوسط، وأفشل محاولات الغرب عزل بلاده، وتم الحفاظ على بشار الأسد في السلطة ووقف ما اعتبره الكرملين موجة من تغيير الأنظمة في العالم العربي بدعم أمريكي.
إنجازات بوتين لم تقف عند سوريا، وفق المجلة، فهي امتدت إلى حلفاء أمريكا في المنطقة؛ مصر وتركيا، ففي مصر التي زارها بعد إعلان نصره في سوريا ناقش مع السيسي خطط بناء مفاعل نووي بقيمة 21 مليار دولار، وكان قبلها توصل إلى  اتفاق يقضي بالسماح للطائرات الروسية باستخدام القواعد العسكرية المصرية.
أما في تركيا فقد أحرز تقدما واضحا في صفقة شراء تركيا النظام الصاروخي الدفاعي الروسي.
وتعلق المجلة "لم يكن هذا متخيلا قبل عدة سنوات، فتركيا هي عضو في الناتو ومصر تعد حليفة أمريكية منذ السبعينيات من القرن الماضي. ولكنهما مثل كل  جيرانهما تشعران بالإحباط  من غياب القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط".
ولا تقف إنجازات بوتين إلى هنا، وفق المجلة، فقد دخلت روسا في الفترة الماضية حلبة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وعرض بوتين العام الماضي استقبال جولة من المحادثات، ووجد بوتين في قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل طريقة أخرى لإدانة الولايات المتحدة.
لكن المجلة ترى أن الحديث عن عودة روسيا قوة عظمى مبالغ فيه، فما تحقق في سوريا لم يكن نصرا حاسما، فالأسد حاكم ضعيف على بلد مدمر. وقد تجد موسكو نفسها أمام معضلة. فإسرائيل غاضبة من عدم  ضبط روسيا للجماعات المدعومة من إيران في سوريا. وفي ذات الوقت تحصل مصر على أكثر من مليار دولار من أمريكا ولو سمحت للطيارين الروسي الطيران بحرية في الأجواء المصرية فقد تفقد الدعم الأمريكي.
وفي الختام تقول المجلة إن روسيا ليست الوحيدة التي تحاول ملء الفراغ الأمريكي، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدلى بدلوه في حل الأزمة اللبنانية وأخرج رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض واتخذ موقفا متشددا من قرار ترامب حول القدس. وفي السعودية يستعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عضلاته في السياسة الخارجية.  فربما كانت مغامرات بوتين في البحر المتوسط مهمة له على صعيد السياسة المحلية لكنه بات يتحرك في شرق أوسط مزدحم بالمتنافسين.
========================
تلغراف: روسيا ستصارع للهرب من المستنقع السوري
علق  أحد المحللين على استعراضات النصر التي أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، بأنها لن تخفي صراع روسيا للهرب من المستنقع السوري.
وقال نيل هوير -في مقال بصحيفة ديلي تلغراف- إن بوتين يفتقر إلى قوة الإرادة لفرض نصر كامل، ولن يتمكن من السيطرة على حليفيه الإقليميين سوريا وإيران.
وأضاف أن المطالع للتغطية الصحفية عن سوريا خلال الأسابيع الماضية، يمكن التماس العذر له إذا اعتقد أن النزاع هناك اقترب من نهايته. لأن إعلان مختلف القوى الدولية -بما في ذلك العراق المجاور- والمقاتلين المحليين انتصارهم على تنظيم الدولة هناك، وتجديد بوتين إعلانه أن موسكو ستسحب معظم قواتها من سوريا؛ كل هذا يشير إلى أن الأحداث قد انتهت إلى حد كبير متجاوزة الشكليات السياسية المقبلة.
وأفاض الكاتب في سرد ما حققته روسيا من نجاح ملموس في سوريا، لكنه أردف بأنه على الرغم من هذه الإنجازات لا ينبغي أن ينخدع المراقبون بشأن مسار روسيا السهل -كما يبدو- للفوز في سوريا. ورأى أن العام المنصرم كان في نواح كثيرة أبسط مرحلة في رسم السياسات الروسية بين الجهات الفاعلة المحلية والدولية في سوريا.
تسوية تفاوضية
فجميع اللاعبين تقريبا يمكن أن يتفقوا على الهدف المباشر متمثل في تدمير التنظيم، مما أدى إلى التغاضي عن الأسئلة الأكثر تعقيدا. ومع زوال "الخلافة" تبدأ الآن هذه التوترات واحتمال تزايد حدتها، في الظهور إلى الواجهة.
ويردف الكاتب أن واقع النفوذ الروسي في سوريا أكثر محدودية مما يحب الكرملين أن يصوره، وهذه المشاهد المسرحية التي قام بها بوتين لإظهار من المسؤول في سوريا تتناقض مع عدم قدرته على السيطرة على سلوك الأسد الذي خرق مرارا وتكرارا وقف إطلاق النار المدعوم من روسيا وشن هجمات دون موافقة موسكو.
وأضاف الكاتب أن روسيا لا تستطيع أيضا كبح جماح إيران، التي قال مرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي لبوتين في لقاء عقد مؤخر إن الصراع في سوريا أبعد ما يكون عن نهايته. والعملاء الإيرانيون وشركاؤهم في حزب الله يواصلون توسيع عملياتهم بالقرب من الأراضي التي تحتلها إسرائيل في مرتفعات الجولان، مما يزيد من فرص تصاعد الاشتباكات هناك.
وقال إن هذين الحليفين البعيدين عن الرغبة في السلام، يتطلعان إلى مواصلة "الانتصارات الإقليمية". واعتبر تدمير روسيا لتنظيم الدولة غير حقيقي لأن الآلاف من مقاتلي الجماعة -بمن فيهم قيادتها- قد تلاشوا في الصحراء، مما يعطيهم فرصة للمّ شتاتهم مرة أخرى استعدادا لصراع أطول.
وختم الكاتب بأن موسكو -بالرغم من كل عيوبها وقيودها- لا ترغب حقا في حملة عسكرية طاحنة لاستعادة إدلب، وأنه ينبغي للدبلوماسيين الغربيين أن يستخدموا هذه الثغرة للتوصل إلى تسوية تفاوضية متعددة الأطراف بشأن الإقليم، تسوية تحمل ضمانات أمنية تفرضها القوة الجوية إذا حاول النظام شن هجوم بأي حال. ورجح أن تكون اللحظة الراهنة أهم ما في حملة بوتين السورية.
========================
ديلي تلغراف: ثلث أسلحة تنظيم الدوله أوروبية المنشأ
ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" أن تقريرا لمركز أبحاث التسلح قال إن ثلث أسلحة تنظيم الدولة التي استخدمها في معاركه جاءت من دول أوروبية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دراسة المعهد تعد من أهم الدراسات وأكثرها عمقا في الترسانة العسكرية التي استخدمها تنظيم الدولة.
وتورد الصحيفة نقلا عن تقرير المعهد، قوله إن معظم الأسلحة المستخدمة مصدرها من رومانيا وهنغاريا وبلغاريا وألمانيا، مشيرة إلى أن المعهد يقوم بتوثيق تجارة السلاح إلى مناطق الحرب، حيث وجد أن أكبر منتج للسلاح هو الصين.
ويجد التقرير أن نتائج دراسة المعهد لن تكون مريحة للاتحاد الأوروبي، الذي شارك في الجهود من أجل إضعاف التنظيم، مستدركا بأن تقرير معهد أبحاث التسلح يظهر الطريقة السهلة التي يمكن من خلالها وقوع الأسلحة في الأيدي الخطأ.
وتلفت الصحيفة إلى أن تقرير المعهد، المكون من 200 صفحة، يقدم الصورة الأكثر شمولا، بالإضافة إلى التحقق من الأسلحة التي استخدمها التنظيم، ويقدم تحليلا لحوالي 40 ألف قطعة سلاح، تم الحصول عليها من التنظيم خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويكشف التقرير عن أن التحليل توصل إلى أن الأسلحة التي كان من المقرر أن تصل إلى جماعات المعارضة المعتدلة التي تقاتل النظام انتهت في يد تنظيم الدولة، بشكل "عزز من كميات الأسلحة ونوعيتها الموجودة في ترسانته".
وتبين الصحيفة أن التنظيم اعتمد في ترسانته في المرحلة الأولى للحرب على الأسلحة التي أخذها من الجيش العراقي والسوري، إلا أنه في نهاية عام 2015 وحتى انهياره أخذ يعتمد على أسلحة مصدرها دول أوروبا الشرقية، لافتة إلى أنه تم بيع الأسلحة المصنعة في هذه الدول إلى السعودية والولايات المتحدة، ونقلت عبر الحدود التركية إلى سوريا.
ويفيد التقرير بأنه بسبب هذه الأسلحة فإن التنظيم استطاع الحصول على كميات نوعية من السلاح، بما فيها قذائف ضد المدرعات وصواريخ موجهة بدقة للدبابات "إي تي جي دبليو".
وتنقل الصحيفة عن المدير التنفيذي للمركز جيمس بيفان، قوله: "مرة أخرى تقوم الدول التي تحاول تحقيق أهداف سياسية قصيرة المدى بإمداد الأسلحة لجماعات لا تملك إلا قليلا من السيطرة عليها"، ويضيف بيفان أن "هذه الأسلحة عادة ما تتدفق إلى أكثر الجماعات تنظيما وفعالية بين الجماعات المتمردة". 
وبحسب التقرير، فإن المعهد تتبع في بعض الحالات عددا من صواريخ مضادة للدبابات "إي تي جي دبليو"، واستخدم أرقامها، وكشف عن أنها مصنعة في دول الاتحاد الأوروبي ثم بيعت إلى الولايات المتحدة، التي قدمتها بدورها إلى المعارضة التي تقاتل النظام السوري لبشار الأسد، وتم نقلها بعد ذلك إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وتقول الصحيفة إن الدراسة تكشف عن أن سلسلة الإنتاج والبيع والعقود حدثت في غضون شهرين من الإنتاج، بما في ذلك عملية الشحن للمعارضة، مشيرة إلى أنه في أحد الأمثلة فإن رومانيا باعت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 9252 مقذوفة صاروخية تسمى "بي جي- 9 أس"، وتم إرسال المقذوفات إلى مليشيا الجيش السوري الجديد، الذي تلقى تدريبا على يد الجيش الأمريكي لقتال تنظيم الدولة.
وينوه التقرير إلى أن كمية من هذه المقذوفات وصلت إلى العراق، حيث قام خبراء تنظيم الدولة بفصل الرؤوس المسروقة عن البطارية وتطويرها لتكون مناسبة لحروب المدن مثل معركة الموصل، مشيرا إلى أنه ليس من الواضح في هذه الحالة إن كانت قد تم بيع تلك الأسلحة من المقاتلين أو نهبها تنظيم الدولة.
وتذكر الصحيفة أن تقرير المعهد وجد أن بعض الأسلحة وجدت طريقها إلى سوريا من نزاعات أخرى، مثل اليمن وجنوب السودان وليبيا، التي تم نقلها عبر الحدود مع كل من تركيا والأردن، لافتة إلى أن تقرير المعهد حذر من أن التنظيم حصل على خبرات تكنولوجية يمكنه استخدامها في المستقبل رغم خسارته مناطقه، حيث وجد الباحثون عددا من المصانع في شمال العراق، وتم تطوير أسلحة متطورة لعملهم.
ويورد التقرير نقلا عن معدي دراسة المعهد، قولهم: "لقد أظهروا قدرة على تصنيع أسلحة بدائية، وعلى قاعدة واسعة ومتطورة، وكانوا قادرين على الوصول إلى الأسواق الدولية للحصول على محفزات كيماوية لتطوير أسلحة جديدة".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول تقرير المعهد إنه "مع هذا المدى الدولي، وإظهار القدرة اللوجيستية والتنظيمية، والاستعداد للتجنيد حول العالم، فإن هذه العوامل يمكن ترجمتها إلى أمور يمكن تصديرها والبدء بحركات تمرد حول العالم".
========================
بروكينغز: لهذا كان 2017 عام الفشل المأساوي بمنع النزاعات
لندن- عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 15 ديسمبر 2017 11:36 م00
نشر معهد "بروكينغز" دراسة للباحثة كيتي كولين، تقول فيها إنه في أول خطاب للأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتوريس أمام مجلس الأمن، قال: "ننفق من وقتنا وإمكانياتنا للتجاوب مع الأزمات أكثر مما ننفقه في محاولة منع وقوعها، والناس يدفعون ثمنا غاليا"، وأكد ضرورة إيجاد "مقاربة جديدة تماما" لمنع وقوع النزاعات.
وتعلق كولين في دراستها، التي ترجمتها "عربي21"، قائلة: "في الواقع فإن العالم يدفع ثمنا غاليا للصراعات العنيفة، ووصل المبلغ الذي تحاول الأمم المتحدة جمعه لتمويل المساعدات لعام 2018 إلى 22.5 مليار دولار لتقديم المساعدات لـ 91 مليون شخص، وفي معظم الحالات يمكن الوقاية منها والناتجة عن الصراعات".
وتشير الكاتبة إلى أنه "في عام 2015 زاد عدد النزاعات وعدد الضحايا بشكل كبير، وبقي عاليا إلى مستويات لم تسبق منذ نهاية الحرب الباردة، بالإضافة إلى أن الهجمات الإرهابية وما ينتج عنها سارت بالتوجه ذاته، حيث وصلت إلى ذروتها عام 2014، ووصلت الهجرة القسرية للمدنيين إلى أعلى نسبة منذ بداية متابعة الأمم المتحدة، وعانت الدول المستقبلة والدول الجارة من زعزعة للاستقرار السياسي، حتى عندما كانت مستويات الهجرة معتدلة".
وتبين كولين أنه "في الوقت ذاته كان هناك انبعاث جديد للحروب بالوكالة، وتهديد بوقوع الحرب بين الدول، بالإضافة إلى الصعوبات المتزايدة لحل الحروب الكبيرة القائمة، فالخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين في مجلس الأمن، قللت من فعاليته في المبادرات السلمية المتعددة الأطراف".
وتجد الباحثة أن "هناك حاجة ضرورية لتجديد التفكير والتركيز على منع وقوع النزاعات؛ لأنه أكثر فعالية وأقل تكلفة منع وقوع نزاع من الاستجابة لنتائجه، فكيف يمكن تطبيق منع النزاع في ميانمار وفنزويلا وكوريا الشمالية اليوم؟".
وترى كولين أن "الأدوات الأساسية لمنع وقوع حرب وشيكة هي المقاطعة الاقتصادية والدبولوماسية الوقائية، وفي بعض الحالات القليلة  نشر وقائي لقوة عسكرية، فالمقاطعة مثلا نجحت في الإطاحة بنظام الأبارثهايد في جنوب أفريقيا، والانفتاح على الديمقراطية في ميانمار حديثا، بالإضافة إلى أن المبادرات الدبلوماسية المتعددة الأطراف، مثل وحدة دعم الوساطات، كانت فعالة في منع وقوع النزاع، وفي مقدونيا بين عامي 1992 و1999 كان نشر الأمم المتحدة قوات حفظ سلام عاملا مساعدا لتلك البلاد لتتجنب الوقوع فيما وقعت به جاراتها من يوغوسلافيا سابقا". 
وتفيد الكاتبة بأنه "كان لإجراءات الوقاية على المدى الطويل أيضا أثر ملحوظ، وإن كان قياس النجاح صعبا، مثلا يمكن أن تعالج التنمية الاقتصادية الأسباب الأساسية للحروب الأهلية، وكان التقليل من الفقر على مستوى العالم كبيرا جدا، وأهداف الأمم المتحدة للتطوير المستدام تربط بشكل صريح الجهود القادمة بمنع النزاعات بما في ذلك أنظمة منع الانتشار في مجال الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية والأسلحة الخفيفة والصغيرة أو الجهود لمكافحة النزاعات الناجمة عن التنافس على الماس والمعادن". 
وتذهب كولين إلى أن "النجاح في منع وقوع النزاعات يحتاج إلى التزامات دولية متعددة الأطراف، فالدول الصناعية التي تسيرها مصالحها لن تفضل منع وقوع النزاعات، فالمكافآت قليلة للنجاح السياسي، ولا يمكن رؤية المنع الجيد للنزاع لغياب العنف، لكن قد يكون هناك ثمن سياسي للدخول في مفاوضات أو فرض عقوبات، ولذلك فإن المقاربات المتعددة الأطراف لمنع النزاعات قد تغير من محفزات الدول للمشاركة في العملية، بالإضافة إلى أن الدبلوماسية الفاعلة والمقاطعة وغيرهما من سياسات الوقاية تحتاج إلى عمل منسق وملتزم".
وتلفت الباحثة إلى أن "عام 2017 كان عاما مميزا للفشل المأساوي في منع النزاعات، بما في ذلك التطهير العرقي لأقلية الروهينغا في ميانمار، والأزمات الاقتصادية والإنسانية والسياسية في فنزويلا، وتراجع الدبلوماسية في كوريا الشمالية، هذه الاخفاقات تظهر الصعوبات في منع وقوع النزاعات عندما يكون النظام العالمي تحت الضغط".             
وتنوه كولين إلى أنه "منذ 25 آب/ أغسطس فر حوالي 626 ألفا من الروهينغا (من أقلية عددها أكثر من مليون بقليل) من ولاية راكين إلى بنغلاديش المجاورة، وهناك عشرات الآلاف النازحين داخليا، عدد غير معروف قتل في ولاية راكين، وتشير الشهادات من المصادر الأولية حول العنف إلى الاغتصاب والحرق والقصف والقتل على نطاق واسع، وصنفت الولايات المتحدة وغيرها ذلك بالتطهير العرقي، وبدأت الأمم المتحدة بالحديث عن حرب إبادة".
وتقول الكاتبة: "هذا العنف كان متوقعا، وأصدرت الحكومات والمجتمع المدني والأمم المتحدة تحذيرات على مدى سنوات، وفصلت لجنة منع الأعمال الوحشية الأمريكية تعرض الروهينغا للاستهداف، ووصفت الانتهاكات لحقوق الإنسان وعدة موجات من العنف، وكانت لدى المجتمع الدولي معلومات مسبقة كافية حول مخاطر عنف ضد الروهينغا تدعمه الحكومة، لكنه فشل في فعل شيء لمنع وقوعه، ومما عقد رد الفعل الدولي للعنف تعطيل التحول الديمقراطي في ميانمار، وكون الحكومة المدنية لا تسيطر على الجيش، ولا يزال الجيش في وضع يمكنه العودة لما قبل الانتخابات".
وترى كولين أن "التطهير العرقي للروهينغا يشكل فشلا للعرف الدولي بخصوص مسؤولية الحماية، التي تنص على مسؤولية الدول في حماية المدنيين من الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ويتم التفويض للحماية بقرار من مجلس الأمن، الذي أصبح الخروج بقرار منه أمرا صعبا في عالم الواقعية السياسية، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر منعت كل من روسيا والصين إصدار المجلس لقرار يشجب فيه العنف ضد الروهينغا، فقام المجلس بإصدار بيان رئاسي غير ملزم". 
وتشير الباحثة إلى أن "هذا كان الأخير في سلسلة من الإخفاقات للعرف، بما في ذلك الفشل في حماية المدنيين في دارفور وسوريا والأزيديين في العراق، بالإضافة إلى أن هناك ضررا نتج عن استخدام العرف للتدخل في ليبيا، حيث قيل بعد ذلك إنه استخدم كحصان طروادة لتغيير النظام، أما البيان الرئاسي حول أحداث ميانمار فربما فعل أقل ليجعل الحكومة تعيد التفكير في أفعالها ضد الروهينغا والمزيد لإثبات عدم نية مجلس الأمن اتخاذ إجراءات أقوى لوقف العنف".
وتقول كولين: "أما فنزويلا، التي كانت من أغنى دول أمريكا اللاتينية، فعانت من هشاشة كبيرة هذا العام، وفشل دولة، وقابلية لحرب أهلية، وعانت من فشل في تسديد الديون، وتضخم كبير، وجوع، وسوء تغذية، ونقص في الأدوية، وعدم استقرار سياسي عنيف، وتحولت الأزمة الاقتصادية إلى أزمة إنسانية، وارتفع سوء التغذية بين الأطفال بشكل كبير، وخسر المواطن الفنزويلي ما معدله 10 كيلوغرامات من وزنه؛ بسبب نقص المواد الغذائية، وارتفعت وفيات حديثي الولادة بنسبة 35% والوفيات خلال الولادة بنسبة 65%، وسعى مئات الآلاف من المواطنين الفنزويليين للهجرة إلى البرازيل وكولومبيا وبيرو، في الوقت الذي أغلقت فيه بنما حدودها".
وتلفت الكاتبة إلى أن "مؤسسات الحكومة تعاني من فوضى كبيرة، حيث سحبت المحكمة العليا في 29 آذار/ مارس سلطات المجلس الوطني، الذي تسيطر عليه المعارضة، أتبعت ذلك 3 أشهر مظاهرات في الشوارع، أسفرت عن مقتل 120 شخصا، وكان رد الرئيس نيكولاس مادورو لمطالب المساعدات الإنسانية وانتخابات جديدة هو إجراء انتخابات لجمعية تأسيسية في نهاية تموز/ يوليو، وسلبت المؤسسة الجديدة الملآى بالمناصرين لمادورو سلطات المجلس الوطني".
وتفيد كولين بأنه "من ناحيتها، قوضت روسيا جهود الحكومات الإقليمية لعزل نظام مادورو، وقامت مجموعة ليما، التي تتألف من 12 دولة أمريكية، بفرض عقوبات ونشر بيانات مشتركة، كما فرض الاتحاد الأوروبي حظرا على بيع الأسلحة، وقدمت روسيا مقترح إعادة هيكلة ديون فنزويلا الشهر الماضي، وقاطعت روسيا والصين اجتماع مجلس الأمن حول فنزويلا، فمنعت مجلس الأمن من اتخاذ إجراءات".
وتذكر الباحثة أن "دولا أخرى عانت خلال عام 2017 من أزمات شبيهة بتلك التي عانت منها فنزويلا، أدت إلى عنف وعدم استقرار، مثل انتخابات كينيا وليبيا وهوندوراس، ومحاولة رئيس غواتيمالا تفكيك مؤسسة لمكافحة الفساد، والعنف الناتج عن محاولات الانفصال في العراق وإسبانيا".
وتقول كولين: "أما في كوريا الشمالية، ففي الوقت الذي نجحت فيه الدبلوماسية والمقاطعة والتفاعل الهادف في منع النزاع على شبه الجزيرة الكورية لعقود، إلا أن فشلا ذريعا حصل في عام 2017، حيث قامت كوريا الشمالية في أيلول/ سبتمبر بتفجير قنبلة ذرية متقدمة، وأطلقت في تشرين الثاني/ نوفمبر أقوى صاروخ لديها، ويقدر الخبراء بأن معظم مناطق أو جميع مناطق الولايات المتحدة أصبحت الآن في مرمى صواريخ كوريا الشمالية، ويزيد من تعقيد المشهد الحرب الكلامية بين أمريكا وكوريا الشمالية، وقد تقود السياسة المتهورة البلدين إلى حرب فعلية، وأصبح هذا الاحتمال أكبر من أي وقت منذ توقيع وقف إطلاق النار عام 1953".
وتجد الباحثة أن "نجاح كوريا في تطوير إمكانياتها النووية هو فشل كبير لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وقد حصلت كوريا الشمالية على التكنولوجيا النووية عن طريق شبكة عبد القادر خان".
وتخلص كولين إلى القول إن "هذه الحالات الثلاث تعكس عدم كفاية وضرورة وجود وقاية من النزاعات، وكانت كلها فرصا ضائعة لمنع وقوع نزاعات، أحداث ميانمار كانت متوقعة، لكن ذلك لم يمنع وقوعها، كما كان يمكن إنقاذ فنزويلا وكوريا الشمالية من شفير هاوية الحرب الأهلية والحرب بين الدول، وما تشترك به هذه الحالات هو فشل في التنسيق بين أمريكا وروسيا والصين، فالصين حمت نظاما ربيبا في ميانمار من التدخل، وفي فنزويلا قوضت روسيا مقاطعة متعددة الأطراف، ومنعت مجلس الأمن من اتخاذ إجراءات، وتظهر كوريا الشمالية الضرر الكبير الذي أصاب السلام الدولي عندما ترفض أمريكا التعددية".  
========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
دير شبيغل: لماذا تتكتم روسيا على ضحاياها بالحرب السورية؟
نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الجنود الروس الذين لقوا حتفهم خلال الحرب السورية، ورجحت أن موسكو لم تفصح عن العدد الحقيقي لضحاياها، مكتفية بالقول إن العدد لا يتجاوز 41 شخصا منذ انطلاق العمليات العسكرية في سوريا، والحال أن عدد القتلى في صفوف الجيش الروسي يفوق العدد المعلن عنه بكثير.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ انطلاق عملياتها العسكرية في سوريا في أواخر شهر أيلول/ سبتمبر 2015، تحاول روسيا التكتم عن العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا في خضم الحرب، ففي الواقع، لم تعلن وزارة الدفاع الروسية سوى عن مقتل 41 جنديا في جل عملياتها العسكرية.
وأكدت الصحيفة أن الجيش الروسي أبى الإفصاح عن العدد الحقيقي لعدد ضحاياه خلال الحرب السورية، بتعلة أن ذلك يعد سرا من أسرار الدولة. علاوة على ذلك، رفض الجيش الروسي، إلى حد الآن، الكشف عن العدد الحقيقي للجنود المتمركزين على الأراضي السورية، في حين اكتفى بذكر عدد الجنود الموجودين في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن يوم الاثنين، خلال زيارته إلى قاعدة حميميم الجوية، عن سحب جزء كبير من قوات الجيش الروسي من الأراضي السورية. وفي هذا الصدد، أورد بوتين مخاطبا الجنود الروس، أن "الوطن في انتظاركم أيها الأصدقاء، ستعودون منتصرين".
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الروسي لم يفصح عن عدد الجنود الذين سيعودون إلى أرض الوطن، وتضاربت التقارير الصحفية بشأن عدد الجنود الذين سيتم سحبهم من الأراضي السورية. وعلى العموم، سيبقى الجيش الروسي متمركزا على الأراضي السورية، وذلك بهدف الحيلولة دون سقوط نظام الأسد.
وأوردت الصحيفة أن بوتين كان يرنو، من خلال الإعلان عن سحب جزء من جيشه من الأراضي السورية، إلى أن يظهر في ثوب "صانع السلام"، خاصة وأنه مقبل في شهر آذار/ مارس القادم على انتخابات رئاسية جديدة، في المقابل، لا يمكن التغاضي عن العدد الكبير من المدنيين، الذين لقوا حتفهم خلال الغارات الجوية الروسية على مدينة حلب.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الروسي أعلن عن انتصاره على تنظيم الدولة، وفي هذا السياق، احتفلت العديد من الصحف الروسية بـ"الانتصار الباهر" الذي حققه الجيش الروسي على حساب التنظيم المتطرف، في حين عرض التلفزيون الحكومي الروسي صورا تبرز قوة الجيش.
وأفادت الصحيفة أن الجيش الروسي تكتم عن عدد الأفراد التابعين للشركة العسكرية "فاغنر"، الذين كانوا في الصفوف الأمامية للجيش الروسي في خضم المعارك في تدمر. وفي هذا الصدد صرح الناشط الروسي، روسلان لويجيو، أن "المقاتلين الذين ينتمون "لفاغنر" كانوا يشاركون في العمليات العسكرية منذ بدايتها". وتجدر الإشارة إلى أن مقاتلي "فاغنر"، يعدون في الواقع، مجموعة من المرتزقة الروس، الذين يعملون تحت إشراف الضابط الروسي السابق، ديمتري أوتكن.
والجدير بالذكر أن العديد من وسائل الإعلام الروسية قد تحدثت منذ أكثر من سنتين عن  وجود ميليشيا "فاغنر" في حوض دونيتس في شرق أوكرانيا. وفي هذا السياق، صرح روسلان لويجيو أن "هذه الميليشيات تتقاضى حوالي 2000 يورو شهريا، حسب خبرتها القتالية بالإضافة إلى جملة من المنح الكبرى في حال تحقيق بعض الانتصارات. وقبل إرسالها  إلى سوريا، خضعت هذه الميليشيات للتدريب في قاعدة عسكرية في مدينة كراسنودار الروسية".
وأردف الناشط لويجيو، أن "عدد أفراد ميليشيا "فاغنر" المشاركين في الحرب السورية بلغ 1000 فرد. ويشارك هؤلاء الجنود في المعارك بالتناوب ليتم تسريحهم في وقت لاحق لمدة شهرين أو ثلاث أشهر لقضاء العطلة في روسيا".
وأوردت الصحيفة أن عدد المقاتلين التابعين لشركة "فاغنر" يقدر بنحو 3000 عنصر حسب ما ورد على موقع "فونتانكا" الإخباري الروسي. ووفقا للموقع ذاته، تتلقى هذه الوحدات تمويلا من قبل جويغيني بريغوسشين، وهو رجل أعمال روسي  يلقب "بطباخ بوتين"، نظرا لأنه يمتلك سلسلة مطاعم تؤمن الطعام للرئيس الروسي وضيوفه. مقابل هذا الدعم، تتكفل ميليشيا "فاغنر" بالسهر على حراسة احتياطي النفط الذي يمتلكه بريغوسشين في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الروسية فندت وجود عناصر من شركة "فاغنر" العسكرية الروسية على الأراضي السورية. وفي هذا السياق، أورد الكرملين أن "القانون الجنائي الروسي يمنع الاعتماد على مرتزقة أجانب خلال العمليات العسكرية في الدول الأجنبية. وأما بالنسبة للمقاتلين الأجانب في سوريا، فهم لا ينتمون لوزارة الدفاع الروسية".
========================
لوموند : كاتب فرنسي ينتصر للسوريات المغتصبات
بعد بث القناة الفرنسية الثانية فيلما وثائقيا مؤلما للغاية حول اغتصاب النساء السوريات في سجون نظام بشار الأسد، لم يعد أمام الرئيس إيمانويل ماكرون من خيار آخر غير سحب وسام جوقة شرف فرنسا من الدكتاتور السوري.
هذا ما جاء في تدوينة جان بيير فيليو الباحث وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة سيانس بو، في صحيفة لوموند الفرنسية.
وبُث فيلم "سوريا.. الصرخة المكبوتة" الذي يتحدث عن الاغتصاب الممنهج للسوريات في سجون الأسد، يوم الـ 12 من ديسمبر/كانون الأول 2017، ووردت فيه شهادات يندى لها الجبين عن استخدام "سلاح دمار المرأة والمجتمع" بغية "وأد الثورة". ووفق ما ورد بهذا الفيلم فإن حوالي 90% من النساء اللاتي اعتقلن تعرضن للاغتصاب.
ويذكر فيليو بأنه دق ناقوس خطر هذه الممارسات في مقال له عام 2013، مؤكدا أن جنود الأسد استخدموا الاغتصاب الممنهج لكسر إرادة السكان المعارضين للنظام "إذ لم يكن الطاغية بشار يريد بذلك إهانة السوريات بهذه الطريقة البشعة فحسب، وإنما أيضا دفعهن إلى الاستكانة الأبدية والتقوقع في حداد مرير من الفشل المخجل".
ويضيف أن "الصرخة المكبوتة" للضحايا لا يمكن إلا أن تبعث الروح من جديد في الحملة المطالبة بسحب "وسام جوقة الشرف" الفرنسي من "الطاغية" الأسد والذي منحه إياه الرئيس الأسبق جاك شيراك عام 2001.
ويشير بهذا الصدد إلى أن ماكرون وجد نفسه أمام أمر واقع لم يتصرف سابقوه بشأنه، لكنه يذكِّر الرئيس بقوله مؤخرا إن الأسد "مجرم" ينبغي أن يقف أمام المحاكم الدولية عن الجرائم التي اقترفها.
ويقول فيليو إن ماكرون شرَّف فرنسا عندما سحب هذا الوسام من هارفي وينشتاين الذي يحاكم بقضايا تحرشات وجرائم جنسية، فلماذا لا يفعل الشيء نفسه مع بشار الذي كانت لديه حتى قبل بث "الصرخة المكبوتة" سلسلة طويلة من الجرائم البشعة.
وبما أن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أعلن في وقت سابق أن سحب هذا الوسام من بشار أمر "شرعي" فإنه قد حان الوقت لاتخاذ هذا الإجراء، اللهم إلا إذا كانت ثمة نية مبيتة لتجاهل الصرخة المكبوتة بشكل عنيف لكل السوريات، وفق تعبير الكاتب.
========================
الصحافة العبرية :
اسرائيل اليوم :إلى أين تتجه إيران وداعش الآن؟
ايال زيسر
Dec 15, 2017
 
في صباح يوم الاثنين وصل الرئيس الروسي بوتين لسوريا في زيارة خاطفة، للاحتفال مع جنوده بانتصارهم وانتصار روسيا وانتصاره هو شخصيًا في الحرب في سوريا. لقد أعلن بوتين أن داعش هُزم وفقد معظم المناطق التي احتلها في شرق سوريا، لذلك يمكن سحب القوات الروسية الموجودة في الدولة.
مع ذلك، فإن صورة اليوم من سوريا لم تكن صورة انتصار بوتين مع جنوده بل صورة الرئيس السوري بشار الأسد، الذي جاء لاستقبال بوتين، وهو يمنع من قبل ضابط روسي للتأكد من أنه لن يسير إلى جانب بوتين فير أثناء قيام الأخير باستعراض حرس الشرف، بل يسير خلفه إشارة إلى أنه رئيس دولة تحت وصاية الامبراطورية الروسية.
ولكن في الوقت الذي كان فيه بوتين يحتفل بالانتصار على داعش، الذي من أجل تحقيقه أسهم الأمريكيون أكثر من الروس، حاول شاب مسلم مهاجر من بنغلاديش، عمل بإلهام من داعش، تنفيذ عملية قتل جماعية في قلب نيويورك. لحسن الحظ لم يتمكن من تنفيذ ذلك، لكن أحداث سابقة في منهاتن وفلوريدا وفي أرجاء أوروبا تسببت بعشرات بل مئات القتلى والجرحى.
يتبين أن داعش ربما هُزم في ساحة القتال في سوريا والعراق، لكنه ما زال حيا يتنفس وربما يرفس، وبالتأكيد كرؤية أيديولوجية يمكنه تحريك شباب مسلمين في أرجاء العالم لتنفيذ عمليات إرهابية بتوجيهاته. إضافة إلى ذلك، في سوريا والعراق أيضا التنظيم لم تتم تصفيته وما زال نشيطا كتنظيم عصابات يمكن أن يعود ويرفع رأسه، بالضبط كما يقوم بذلك بنجاح كبير فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء. إن نظرة واقعية وحكيمة بخصوص تهديد داعش طرحها رئيس الأركان آيزنكوت عندما شرح قبل بضعة أسابيع أن «من السابق لأوانه تأبين داعش. فالأمر يتعلق بظاهرة وفكرة أبعد من التنظيم. إن مواجهة داعش ستستمر سنوات كثيرة». في إسرائيل يقدرون أن داعش يمكن أن يذهب إلى ليبيا أو اليمن حيث يوجد له هناك موطئ قدم منذ الآن.
من المثير التوضيح أن هناك شريكا لرئيس الأركان في هذا الموقف، وهو وزير الاستخبارات الإيرانية محمود علوي، الذي حذر في يوم الثلاثاء الماضي في تصريح من طهران بأن داعش ما زال يشكل تهديدا لأنه حتى إذا فقد معظم المناطق التي احتلها، إلا أنه ما زالت بحوزته كميات كبيرة من السلاح، إضافة إلى ذلك الأمر يتعلق بتنظيم توجد لنشطائه تجربة عملية وقدرة لا يجب الاستخفاف بها. الوزير الإيراني أضاف بأنه الآن، وبعد أن فقد داعش موقعه الجغرافي في سوريا والعراق، يمكن أن يتوجه إلى دول مثل باكستان أو أفغانستان واستغلال ضعفها للسيطرة عليها، أو على الأقل أن يؤسس لنفسه موطئ قدم فيها.
يجب التعامل مع هذه الأقوال بجدية، برغم أنه يبدو أن الوزير الإيراني عبر عن رغبة إيران في استخدام تهديد داعش كمنبر لدفع طموحات طهران للسيطرة على محيطها، بداية على غرب آسيا، العراق وسوريا ولبنان، والآن في الشرق في أفغانستان وباكستان.
واشنطن هي التي فتحت أمام طهران الباب نحو الشرق والغرب عندما دمرت لأسباب جيدة ومبررة في حينه نظام طالبان في أفغانستان في شتاء 2001 ونظام صدام حسين في ربيع 2003. هذان النظامان كانا من أشد الأعداء لنظام آيات الله وأغلقا على هذه الدولة من الاتجاهين، لكن كما أسلفنا، تمت تصفيتهما على أيدي الولايات المتحدة.
يمكن الافتراض أن الإيرانيين يأملون أنه مثلما أن الفوضى التي أثارها داعش في العراق وسوريا، يمكنهم الحصول على موطئ قدم في هذه الدول، وهكذا يمكن أن يفتح هذا التنظيم الباب أمامهم لزيادة نفوذ إيران في باكستان وأفغانستان. هذه منطقة توجد فيها هيمنة سنّية، بالضبط مثلما كانت الحال في العراق وسوريا في حينه. ولكن يوجد فيها أيضا طوائف شيعية كبيرة التي منها جند إيرانيون متطوعون للمحاربة في سوريا والعراق.
داعش وإيران هما وجهان للعملة ذاتها: كل منهما يحارب الآخر، لكنهما يغذيان ويقويان الواحد منهما الآخر.
اسرائيل اليوم 14/12/2017
========================
هآرتس :ما الذي يقف خلف صعود وانهيار داعش؟
تسفي برئيل
Dec 16, 2017
من الصعب تصديق أن هذه المغامرة التي سميت داعش أو تنظيم الدولة الإسلامية أحدثت عاصفة في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم فقط، قبل ثلاث سنوات ونصف السنة. وأكثر صعوبة التصديق أن هذا التنظيم آخذ في التلاشي. إذ فقد معظم المناطق التي احتلها في العراق وسوريا (في شرق سوريا وفي جنوب العراق ما زال يدير المعارك الأخيرة)، معظم مقاتليه عادوا إلى بلادهم وقيادته تقوم بالاختباء ومركز نضاله موجه نحو تنظيمه الأم، القاعدة، التي تعود إلى الحياة بعد فترة طويلة عانت فيها من تسرب مؤيديها إلى أحضان زعيم داعش أبو بكر البغدادي.
يبدو أن الانفصال عن داعش صعب جدا، إلى درجة أن هناك من ينسبون له مكانة «فكرة» أو أيديولوجيا، وكأنه خلق نمط حياة إسلاميا جديدا وأصيلا جمع بسحره المؤمنين المسلمين في العالم. هذا تنظيم ناجع أحسن في تشخيص واستغلال الفرص التي وقعت في طريقه بفضل تواصل الأزمات الداخلية في الدول العربية ـ نتيجة فشل الثورات الداخلية في إسقاط الأنظمة في عدد منها.
هنا دخل داعش إلى الصورة. وقد أراد تجسيد رؤيا قديمة بطرق جديدة. هذه رؤيا تسعى إلى العودة إلى نظام الحكم الذي كان سائدا (حسب تفسيره) في فترة النبي محمد، وواصل طريق السلالة الأموية والعباسية، ووصل في نهايته إلى انهيار الامبراطورية العثمانية عند انتهاء الحرب العالمية الأولى. تلك البنية التي ارتكزت على زعيم أعلى واحد لكل العالم الإسلامي وعلى حلم مثالي طمح إلى توحيد كل الشعوب الإسلامية في أمة واحدة لها دولة واحدة.
ولكن داعش لم يخترع هذه الفكرة، والبغدادي ليس الوحيد الذي طورها. على مر التأريخ كان هناك مفكرون مسلمون كتبوا عنها ودعوا إليها، وكانت هي المحور الذي تجمع حوله ملايين المؤمنين في العصر الحديث، المؤمنون اقتنعوا أن الطريق الوحيد لوقف النفوذ المدمر للغرب، وإصلاح الأخطاء وتطوير قوة ضد الاحتلالات الكولونيالية، هي من خلال العودة إلى «الدين الحقيقي»، «الإسلام هو الحل»، هذا شعار الإخوان المسلمين. من أجل تحقق ذلك فإن الدين يحتاج حسب هذه الرؤيا إلى إطار سياسي شامل موحد يتغلق على الدمار الذي زرعته فكرة القومية.
هذا ليس فقط طموح المسلمين المتشددين أو طموح الحركات الراديكالية، بل يشاركهم هذا الطموح أيضا مفكرون عرب ما زال عدد منهم حتى الآن يؤمنون بفكرة العروبة كإطار موحد، مثل الذي يمحو «كارثة» اتفاق سايكس بيكو من عام 1916، تلك الخطوط الاعتباطية التي كانت أساسا لإقامة دول عربية مستقلة. وهكذا، عندما تبنى داعش اسم «الدولة الإسلامية» التي هدفت إلى محو تلك الحدود، وجد مؤيدين أيضا في أوساط مسلمين عارضوا القسوة الفظيعة التي اتبعها التنظيم.
 
الطريق إلى السيطرة
ليست الفكرة فقط هي التي ساعدت داعش على تجنيد آلاف المتطوعين الذين حاربوا في صفوفه. فقد غذت استراتيجيته وقوت صفوفه النزاعات الداخلية بين الدول مثل المواجهة العنيفة بين النظام العراقي والأقلية السنّية، الحرب الطاحنة التي شنها نظام عبد الفتاح السيسي في مصر ضد الإخوان المسلمين الذين حظوا بدعم شعبي كبير في الربيع العربي، والفوضى التي تطورت في ليبيا بعد إسقاط القذافي وقتله.
هكذا كان يمكن لقوة تتكون من 25 ـ 30 ألف مقاتل السيطرة على مناطق واسعة في مواجهة جيوش نظامية في سوريا والعراق. في الأولى كان جيش النظام ينشغل بالقتال من أجل بقائه أمام المتمردين القوميين والمسلمين. وفي الثانية كان الجيش ينشغل في النضال ضد الأعداء في الداخل مستندا إلى جيش يعتبر في نظر السنّة قوة محتلة. في النجاح الذي حققه التنظيم أسهمت أيضا فترة طويلة نسبيا كان فيها العالم غير مبال. في تلك الأيام قدروا في الغرب أن الأمر يتعلق بتنظيم آخر من المتمردين، وعلى أي حال، ليس تنظيم يهدد أوروبا أو أمريكا الشمالية. داعش، خلافا للقاعدة، لم يكن قد اعتبر بعد الغرب عدوا يجب نقل ساحة القتال إليه. ولكن مع تمركز داعش في العراق وسوريا وتطوير فروعه في ليبيا ومصر من خلال نيل ثقة تنظيمات محلية، عملت تحت مظلة القاعدة أو متعهدي عمليات مستقلين، وفي الأساس بعد أن بدأ التنظيم تنفيذ عمليات في الدول الغربية تغيرت الأمور. التنظيم بدأ في جذب اهتمام دُولي اليه وتدخل عسكري أجنبي.
في هذا المجال أحدث داعش عددا من التغييرات التكتيكية في المنطقة من دون أن يقصد ذلك. هكذا وجد التحالف بين روسيا والولايات المتحدة الذي لم يكن القاسم المشترك هو انقاذ الشعب السوري أو بقاء بشار الأسد، بل محاربة داعش. الولايات المتحدة التي قلصت وجودها وتدخلها في سوريا إلى درجة الاختفاء تماما من الساحة، كان يمكنها الاستمرار في العمل في المنطقة بذريعة محاربة الإرهاب. روسيا التي تحولت إلى سيدة البيت في سوريا لم تكن بحاجة إلى التبريرات. المعركة التي أدارتها ضد داعش كانت ثانوية وأحيانا هامشية موازنة مع التحالف الغربي، لكن محاربة الإرهاب أفادتها جدا.
تركيا التي انضمت منذ 2015 إلى التحالف السنّي الذي أقامه الملك سلمان، بدأت بالعمل العسكري في سوريا فقط بعد أن أطلق داعش قذائف على أراضيها ونفذ عمليات في مدنها. ولكن حينها أيضا تم استخدام داعش من قبل تركيا ذريعة جيدة لإظهار قوتها ضد الأكراد المتمردين الذين تعتبرهم إرهابيين.
بصورة متناقضة ضم داعش إيران، وإن كان بصورة غير رسمية، إلى تحالف القوات التي تحاربه. في فترة ولاية الرئيس براك أوباما ـ الذي تردد في رده العسكري ضد داعش خوفا من أن تورطا كهذا من شأنه أن يحبط أو على الأقل يعوق توقيع الاتفاق النووي ـ تم اعتبار إيران دولة «إيجابية» في كل ما يتعلق بمحاربة الإرهاب السنّي الراديكالي. هذه الإيجابية تدحرجت أيضا إلى اليمن، هناك نظرت الإدارة في واشنطن حتى إلى الحوثيين بشكل مختلف، كحركة شيعية يمكنها صد انتشار القاعدة. نتيجة جانبية أخرى هي الشرخ العميق بين الولايات المتحدة وتركيا، الذي حدث في السنة الأخيرة. هنا كان انتخاب ترامب الذي واصل بصورة كثيفة الحرب ضد داعش، الذي فضل الاعتماد على الأكراد في سوريا الذين أثبتوا أنفسهم قوة ناجعة في القتال.
 
العجز العربي
السيطرة الجغرافية لداعش في العراق وسوريا اثبتت ايضا العجز العربي والإسلامي ـ السنّي، الذي كان إسهامه الأساسي متمثلا بالإدانة. تدخل عسكري حقيقي ـ باستثناء هجمات مصر واتحاد الإمارات على قواعد داعش في مدينة درنة في ليبيا ـ لم يوجد. كل دولة من الدول العربية واصلت العمل ضد التنظيمات الراديكالية فيها، وبرغم الاتفاق على أن داعش هو تهديد عابر للقوميات، لم تتم بلورة قوة عربية ذات أهمية لإحباط هذا التهديد.
الفجوة بين حجم التهديد الذي ازداد باستخدام محكم للدعاية الإعلامية لداعش، الذي لم يحرم المشاهدين في العالم من أي مشهد مرعب (من قطع الرؤوس العلني مرورا بإحراق الطيار الأردني وهو على قيد الحياة، وحتى اغتصاب النساء الجماعي) ورد الدول العربية الذي يقتضي التساؤل عن أسباب ذلك. يمكن تشخيص ثلاثة أسباب رئيسة للاستخفاف العربي والإسلامي. الأول يتعلق كما يبدو بالاعتقاد أن تهديد داعش هو شأن داخلي يتعلق فقط بسوريا والعراق، وهي دول غير محبوبة في الساحة العربية. العراق بسبب تقربها وعلاقاتها مع إيران وبسبب حكومة شيعية في معظمها.
وسوريا التي تم طردها من الجامعة العربية بسبب الشخصية الدموية للأسد. السبب الثاني يستند إلى الاعتقاد أن الدول القومية القوية المهيمنة مهددة من قبل إرهاب متقطع، ولكن خطر سيطرة داعش عليها ليس فوريا. في حين السبب الثالث ربما الأهم هو أن الدولة الإسلامية ليست حقا دولة معادية، بل هي تنظيم في الوقت الذي يحقق فيه القدرة على السيطرة سيتحول إلى تنظيم إرهابي محدود لا يحتاج إلى التدخل العربي ـ وهو بالتأكيد لا يستطيع التعتيم على تهديد إيران التي ضدها مستعدة هذه الدول أن تتوحد.
«الدولة الإسلامية» أسهمت أيضا في فهم من اعتقد أن القومية العربية قد انتهت وأن حلم العالم الإسلامي آخذ في التحقق. وقبل تعرض التنظيم للهزيمة في العراق وسوريا فقد أثبت تجنيد القوات في العراق ـ الذي ضم أيضا الأكراد (برغم التوتر السائد بينهم وبين النظام) ـ وقتال جزء من مليشيات المتمردين ضد داعش، أثبت أن التهديد على «سلامة الوطن» هو أهم من النضالات الطائفية.
ليس عبثا أن تحرير مدينة الأنبار ومدينة الموصل في العراق من سيطرة داعش، تم اعتباره نصرا وطنيا. وليس عبثا أن الانتصار على داعش في الرقة في سوريا خلق صراعا بين النظام والمتمردين الأكراد حول مسألة السيادة على المنطقة المحتلة. ولكن أيضا في هذا الصراع يبحث الأكراد مثل باقي المليشيات عن شرعية لسيطرتهم من الدولة. هكذا فقد زاد وجود داعش في هذه الدول وفي دول أخرى في الشرق الأوسط، الشعور الوطني ضد من اعتبر عدوا أجنبيا، برغم الصراعات والمواجهات العنيفة بين المليشيات وبينها وبين النظام.
ظهور داعش في الشرق الأوسط ليس مرحلة هامشية عابرة، عملية تصفية الحسابات مع المتعاونين معه بدأت فقط. الاستنتاجات من العمليات الإرهابية حتى لو كانت بعيدة عن الشرق الأوسط لم تنته مع انسحاب داعش وعودة مقاتليه إلى بلادهم. القاعدة ستحارب الآن على مكان التنظيم في ساحة الإرهاب المتوقعة، التي تسعى إلى أن تصبح في الطليعة. الأمر المؤكد هو أن فكرة الدولة الإسلامية تعرضت لضربة تأريخية، ستبقي صدمة طويلة الأمد لدى من يحلمون بالأمة الواحدة.
هآرتس 15/12/2017
=======================