الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 16/3/2016

17.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. دي فيلت: حسابات باردة لا علاقة لها بالمصالح السورية وراء انسحاب روسيا المفاجئ
  2. صحيفة إيطالية: بوتين ينسحب من سوريا لتفادي التدخل البري السعودي
  3. صحيفة روسية: الأسد كان يود بقاء روسيا ولكن مصالحها لا تتطابق مع مصالحه
  4. ذي ناشيونال إنترست: 5 فرضيات غربية حول أسباب سحب روسيا قواتها من سوريا
  5. ديلي تلغراف: سلطات روسيا حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة بالأسد
  6. فايننشال تايمز: التصرفات الروسية لا تخلو من الاستعراض
  7. الجارديان تكشف أسرار الانسحاب الروسي من سوريا؟
  8. الجارديان: روسيا قد تعاود عملياتها فى سوريا
  9. إندبندنت: بوتين سيضحي بالأسد ضمن اتفاق دولي لتسوية الصراع
  10. تقرير مترجم عن لوس أنجلوس تايمز : هل يريد بوتين تنحي الأسد؟
  11. التايمز: 4 أسباب محتملة تفسر الانسحاب الروسي «المفاجئ» من سوريا
  12. تلغراف: هذه نتائج تدخل روسيا بسوريا.. لكن “التنظيم” لم يضعف
  13. التلغراف :ما هو السبب الحقيقي وراء انسحاب بوتين من سوريا؟
  14. لو فيغارو فرنسية: بوتين فشل في عزل سوريا عن محيطها التركي
  15. لو فيغارو : التدخل الروسي في سوريا لم يحقق أهدافه
  16. لوفيغارو : تطهير سوريا من الألغام والمتفجرات سيستمر لـ 30 عاماً
  17. نيويورك تايمز: هل يريد بوتين تنحي الأسد؟
  18. نيويورك تايمز: بوتين يسحب يده من سوريا قبل نهاية الأسد
  19. نيويورك تايمز: الانسحاب الروسي من سوريا أضعف الأسد.. لكن الغرب كان يتوقعه
  20. الواشنطن بوست: الضغوط لإعادة توطين مزيد من السوريين في أمريكا لا تسرّع من عملية التوطين
  21. واشنطن بوست: لا وجود لخطة بديلة في «جنيف 3» ومصير الأسد نقطة خلاف .ط
  22. واشنطن بوست| لماذا لم تتدخل الولايات المتحدة فى سوريا
  23. "واشنطن بوست": لماذا انسحبت روسيا بشكل مفاجيء من سوريا؟
  24. لوموند :سوريا: كيف أهملت الاستخبارات الأميركية معلومات الثوار عن المتشددين
  25. وول ستريت جورنال: تدخل بوتين في سوريا يجني ثمارا أوسع من إنقاذ حليف عسكري
  26. فايناتشيال تايمز :كاتب بريطانى: بوتين يعطى أمريكا درسا فى خوض الحروب الحديثة
  27. جون بيبر* - (ذا نيشن) 11/3/2016 :أكثر من مجرد حرب باردة جديدة؟
  28. مارتن إنديك – (مجلة الأتلانتيك) 13/3/ 2016 :نهاية النظام الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  29. غراني :بوريس سوكولوف: انسحاب روسي اضطراري
  30. شبيغل اونلاين :ماثيو فون روهر :اتفاق استسلام أوروبي أمام تركيا
  31. اسبري الفرنسية : جنسية (تابعية) اللاجئين بين حق الأرض وحق الدم
  32. خبير أمني إسرائيلي عن القرار الروسي: "رائحة صفقة"
  33. فايننشال تايمز: كيف طبق بوتين المثال الأوكراني بسوريا؟
  34. دي فيلت الألمانية: ماذا يخفي الانسحاب الروسي المفاجئ؟
  35. نوفال أبسرفتور: بوتين أظهر تأثيره بسوريا رغم إعلان انسحابه
  36. ديلي تلغراف :لاجئ سوري عالق بمطار أتاتورك منذ عام
  37. صحف إسرائيلية: حزب الله يواجه تراجعا كبيرا بشعبيته
  38. تايمز: يتنحى الدكتاتور ليعود السلام لسوريا
  39. الصحف الروسية تعتبر الانسحاب من سوريا انتصارا
 
دي فيلت: حسابات باردة لا علاقة لها بالمصالح السورية وراء انسحاب روسيا المفاجئ
 بوابة القاهرة  منذ 8 ساعات  0 تعليق  1  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
كتب : وكالات الأربعاء، 16 مارس 2016 12:01 ص
تناولت صحيفة دي فيلت الألمانية إعلان روسيا المفاجئ عن سحب جزء كبير من قواتها من سوريا، واعتبرت أن الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار ليست تعزيز فرص السلام، بل هي نجاح روسيا في إنقاذ نظام بشار الأسد واستعادة دورها في الشرق الإقليمي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن تدخلها في سوريا ترتب عليه مشكلات عديدة ونفقات ثقيلة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأ العالم بإعلانه عن سحب قسم من قواته من سوريا، وقد يظن البعض أنه يهدف من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز السلام، ولكن وراء هذا القرار تختفي "حسابات باردة" لا علاقة لها بالمصالح السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإعلان لا يعني الانسحاب الكلي للقوات الروسية، حيث إنها ستبقي على عدد هام من الجنود والعتاد، مع إمكانية زيادة عددهم في أي وقت، خاصة في القاعدة البحرية في طرطوس، ومطار حميميم في اللاذقية، كما ستبقي روسيا على بعض السفن الحربية وأنظمة الدفاع الجوي؛ من أجل حماية قواعدها من أي هجمات جوية أو بحرية.
وقالت الصحيفة إن روسيا كانت -بعد انخراطها في الحرب السورية قبل نحو ستة أشهر- قد أعلنت أن هدفها هو محاربة تنظيم الدولة، وإذا كان هذا هو الهدف الحقيقي من تدخلها فإن قرار الانسحاب ليس منطقيا، ذلك أن هذا التنظيم رغم تكبده ضربات موجعة في الأشهر الأخيرة، فإنه لا يزال صامدا على أغلب مناطق سيطرته، وبما أن هذا التنظيم لا يزال محافظا على أغلب قدراته، فإن قرار بوتين يعني أن تدخله منذ البداية لم يكن أبدا بهدف محاربة الإرهاب.
وفي المقابل، اعتبرت الصحيفة أن "الأهداف الحقيقية" من التدخل الروسي قد تحققت في معظمها، حيث إن موسكو نجحت في إنقاذ نظام بشار الأسد من الانهيار، وقد استعادت قواته زمام المبادرة بعد أن كانت تعاني من الضعف والتقهقر، بفضل الدعم الجوي الذي قدمته الطائرات الروسية والدور الذي لعبته القوات الإيرانية، وهو ما سمح لبشار الأسد باستعادة السيطرة على مناطق هامة في محافظات اللاذقية وحلب وإدلب، ومحاصرة مدينة حلب خلال الفترة الماضية.
كما نجح الأسد في ترجمة هذا التقدم العسكري إلى مكاسب سياسية دعمت موقفه التفاوضي أمام الولايات المتحدة، التي غيرت موقفها بناء على هذه التطورات الميدانية، وقررت التخلي عن مطلب رحيله كشرط أساسي قبل بدء المحادثات.
كما أن بوتين حقق من خلال تدخله هدفا آخر لم يعلن عنه منذ البداية، وهو استعادة النفوذ الجغرافي والسياسي لروسيا في الشرق الأوسط، حيث إن تدخله في سوريا جعله شريكا لا يمكن الاستغناء عنه لإيجاد حل للحرب الدائرة منذ خمس سنوات، كما أمّن هذا التدخل دورا محوريا لروسيا على طاولة المفاوضات، ولا أدل على ذلك من أن فلاديمير بوتين أعلن في نهاية شهر شباط/ فبراير المنقضي بكل فخر أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وقف لإطلاق النار.
واعتبرت الصحيفة أن روسيا نجحت بهذا التدخل في فرض نفسها كقوة عالمية من جديد، تتخذ قرارات السلم والحرب بكل ندية مع الولايات المتحدة، وهو ما أطلق موجة من المشاعر القومية في الداخل الروسي، وأمن الدعم الشعبي اللازم لبوتين.
كما أشارت الصحيفة إلى أن هنالك أسبابا أخرى قد تكون دفعت بروسيا لسحب قواتها من سوريا مجبرة وليس باختيارها، حيث إن عملياتها العسكرية في سوريا التي انطلقت منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، كبدتها تكاليف مالية وسياسية كبيرة، وعرضتها لانتقادات دولية كبيرة، بسبب قيامها بقصف المدنيين، كما أن تعرض إحدى مقاتلاتها للإسقاط من قبل سلاح الجو التركي أدى إلى نشوب أزمة حادة بين البلدين، بالإضافة إلى تدهور علاقاتها مع دول المنطقة، وخاصة السعودية. كما تضاف إلى كل هذه المشكلات الكلفة الباهظة لتواجد قواتها في سوريا، حيث إنها تكلف حوالي 2,5 مليون دولار يوميا.
وختاما، خلصت الصحيفة إلى أن كل هذه الحقائق تشير إلى أن قرار موسكو المفاجئ جاء مدفوعا برغبة في تأمين المكاسب الظرفية التي حققتها إلى حد الآن، قبل أن تتفاقم الخسائر وتصبح الكلفة أكثر من أن تحتمل بالنسبة لروسيا، وقبل أن تتحول سوريا إلى أفغانستان جديدة للروس.

======================
صحيفة إيطالية: بوتين ينسحب من سوريا لتفادي التدخل البري السعودي
15 مارس, 2016 عربية وعالمية
بعد التصعيد والمواجهة العسكرية، فاجأ الرئيس الروسي فلادمير بوتين، الجميع بقراره الانسحاب من سوريا، في مناورة شديدة التعقيد، ولكنها أيضاً مناورة لتفادي خسائر كبيرة ومؤثرة لو استمر في التمسك بموقفه السابق، وفق ما أوردت صحيفة لاستامبا الإيطالية في تقرير لها الثلاثاء، خاصةً خسارة العالم العربي، والدخول في مواجهة عسكرية مع السعودية.
وفي قراءتها لأسباب الانسحاب العسكري الروسي، قالت لاستامبا وفق ما نقله موقع 24 إن بوتين الذي تدخل بقوة في سوريا لإنقاذ بشار الأسد، قرر الخروج من سوريا لتفادي تدخل مضاد آخر تقوده السعودية التي أعلنت على لسان الملك سلمان بن عبد العزيز في نهاية يناير(كانون الثاني) نيتها التدخل العسكري في سوريا في ظرف شهرين، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، والتي حشدت قوات عسكرية سنية كبرى للمضي في مشروع التدخل البري في سوريا.
وأكدت لاستامبا أن”الانسحاب جاء بعد محادثات واتصالات هاتفية كثيرة بين الملك والقيصر، ما يجعل سحب القوات العسكرية مع الاحتفاظ بالقواعد العسكرية الجوية، مقدمة لخفض حدة التوتر المتنامي بين العاصمتين الروسية والسعودية، وتفادي التدخل العسكري العربي، وذلك رغم استمرار العقدة الجوهرية في الخلاف بينهما، كما بدا في محادثات جنيف الأخيرة التي انطلقت الإثنين، التي يُمثلها مستقبل ومصير بشار الأسد”.
وكشفت الصحيفة أن روسيا ليست وحدها من انسحب من سوريا، بشكل مفاجئ، بعد إعلان موسكو احتفاظها بمركز “لمراقبة تماسك الهدنة، واستمرار قاعدتي طرطوس وحميميم في تسيير عمليات عادية غير عسكرية” ذلك أن رياحاً كثيرة وجديدة تهب اليوم على سوريا، والتي ألمح لها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، منذ 25 فبراير(شباط) الماضي، عندما تحدث عن تقلص الحضور الإيراني في سوريا”.
وفي هذا السياق قالت لاستامبا، إن إيران سحبت سراً كل قوات الحرس الثوري حسب مصادر أمريكية أشارت إلى أن الانسحاب الإيراني كان شرطاً روسياً للاستمرار في التعاون معها وذلك منذ ديسمبر(كانون الأول) الماضي، ما يعني عملياً أن الأسد اليوم لا يعتمد إلا على ما تبقى من جيشه، وميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية الشيعية الموالية له”.
======================
صحيفة روسية: الأسد كان يود بقاء روسيا ولكن مصالحها لا تتطابق مع مصالحه
النشرة الدولية
الثلاثاء 15 آذار 2016   آخر تحديث 17:14
تطرقت معظم الصحف الروسية الى موضوع اعلان انسحاب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية من سوريا.
وفي هذا السياق، رأت صحيفة "موسكوفسكي كومسموليتس" الروسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "استاذ المفاجآت، وفي هذه المرة فاجأ الجميع وأخذهم على حين غرة بقراره سحب القوات، كما فاجأهم عندما اعلن ارسال القوات الجوية الفضائية الى سوريا".
وشدد على أنه "رغم ان من السابق لأوانه الحديث عن النتائج النهائية لدور هذه القوات في سوريا، فقرار سحبها يجب الترحيب به"، مشيرة الى أن "روسيا تنسحب من سوريا مرفوعة الرأس منتصرة، وكدولة عظمى تمكنت من تغيير مسار الحرب الأهلية في سوريا ولم تسمح بسقوط دمشق على يد المتطرفين".
وأكدت ان الرئيس السوري بشار الأسد كان يود بقاء روسيا "ولكن مصالح روسيا لا تتطابق مع مصالحه، حيث بالنسبة لروسيا كان من المهم عدم السماح بتطور الأحداث ناحية تدمير كافة المؤسسات والبنى التحتية للدولة السورية. وهذا ما تم تحقيقه فعلا"، لافتة الى أن "روسيا اليوم تواجه مهمة جديدة وهي العمل على بقاء سوريا دولة علمانية".
بدورها، اعتبرت صحيفة "كومرسانت" ان "موسكو كان يمكن ان تغرق في مستنقع هذه الحرب، الا ان بوتين اعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول ان حملته في سوريا انتصار له"، مشيرة الى أن "روسيا وبفضل الحملة العسكرية في سوريا، نجحت في الخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في اوكرانيا. وتابعت ان القرار بسحب القوات لم يكن من الممكن ان يتخذ دون اتفاق مع الولايات المتحدة".
واوردت صحيفة "فيدوموستي" الليبرالية ان روسيا كانت بدات حملتها ضد تنظيم "داعش" في سوريا اساسا "بهدف التقارب مع الغرب اولا"، ولكن ايضا "بهدف اطلاق محادثات" السلام.
وكتبت صحيفة "ايزفستيا" القريبة من الكرملين ان "سحب القوات الروسية يضع حدا للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية" الروسية، معتبرة أن "الانسحاب يظهر ايضا ان الجيش السوري بات قادرا الان على مواجهة قوات تنظيم الدولة الاسلامية بنفسه".
======================
ذي ناشيونال إنترست: 5 فرضيات غربية حول أسباب سحب روسيا قواتها من سوريا
النشرة الدولية
نشرت صحيفة "ذي ناشيونال إنترست" الأميركية مقالا عن "خمس فرضيات أساسية قدمتها وسائل إعلام غربية حول أسباب سحب روسيا قواتها من سوريا حيث أشارت إلى أن "الفرضية الأبسط تكمن في أن يكون نشر القوات الفضائية الروسية بسوريا في أيلول من العام 2015 قد جاء منذ البداية كعملية قصيرة الأمد".
كما لفتت الصحيفة إلى "تغيّر الديناميكية السياسية لعملية تسوية الأزمة السورية، الأمر الذي يدل عليه بوضوح عدم طرح استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من قبل أحد كشرط أساسي لتنفيذ عملية السلام في البلاد"، مفيدةً أن "موسكو تسعى إلى وقف عمليتها العسكرية وهي في ذروة النجاح".
وأوضحت أن "التدخل الروسي في الأزمة السورية غير بشكل حاد صورة الكرملين ليس في الشرق الأوسط فحسب إنما وفي العالم برمته، حيث عرض العسكريون الروس قدرتهم على إعلان وتنفيذ العمليات العسكرية خارج حدود بلادهم وأظهروا أن موسكو تستطيع تغيير الأوضاع في سوريا بصرف النظر عما يريده كل من واشنطن وبروكسل والرياض وأنقرة" ورأت أن "السبب الرئيسي لسحب موسكو قواتها الجوية الفضائية من سوريا في سعي روسيا إلى تجنب "الفخ الأفغاني".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "عندما أطلقت روسيا عملية نشر قواتها في سوريا بدأ بعض المعارضين السوريين بالبحث عن وسائل تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا"، مشيرةً إلى أن "هذا السيناريو لم يتحول إلى واقع، والأوضاع في سوريا استقرت، رغم توجس سلطات الدول الغربية".
ولفتت إلى أنه "يربط بعض الخبراء بدء سحب القوات الروسية من سوريا برغبة موسكو في تجنب خوض صراع سافر مع الرياض، إذ أظهرت موسكو أنها ما زالت منفتحة على  تسوية الأزمة السورية عن طريق المفاوضات، التي ستأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما فيها الرياض".
ورأت أن "الفرضية الخامسة هي أن "روسيا تسعى إلى إظهار أن دعمها لدمشق من غير الممكن أن يستمر إلى ما لانهاية، لا سيما وأن الأسد أصبح أقل ميولا للمشاركة في المفاوضات بعد النجاحات التي حققها جيشه في الآونة الأخيرة"، مشيرةً إلى أن "موسكو أعادت إلى أذهان سلطات دمشق أن روسيا تسعى إلى التسوية السلمية للأزمة السورية".
ويذكر أن عمليات القوات الفضائية الجوية الروسية في سوريا انطلقت في 30 أيلول من العام 2015.
======================
ديلي تلغراف: سلطات روسيا حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة بالأسد
أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" إن "آلاف الطلعات الجوية الروسية حققت عددا من النتائج منها تدمير 209 منشأت نفطية، ومساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة السيطرة على 4000 ميل مربع من الأراضي بينها 400 قرية وبلدة، كما حققت روسيا عددا من مصالحها في سوريا، إذ تمكنت من الحيلولة دون الاطاحة بالأسد، وضمنت قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس السوري، بالإضافة إلى قاعدة جوية ومركز لجمع المعلومات الاستخباراتية في اللاذقية".
وأوضحت الصحيفة أن "روسيا كانت حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة الموالية للغرب بالأسد، مما يعني فقدان روسيا لكل الروابط العسكرية طويلة الأمد مع طرطوس واللاذقية"، مشيرة إلى أن "روسيا ألمحت، خلال الجولة الدبلوماسية الأخيرة لحل الصراع، إلى أنها ليست مصممة على بقاء الأسد، إذا ما ظهر بديل يضمن الوجود العسكري الروسي في المنطقة ويتمكن من وقف الحرب الأهلية".
وشددت الصحيفة على أن "توقيت القرار الروسي قد يعكس نفاذ صبر موسكو تجاه المواقف المشاكسة للوفد السوري في محادثات جنيف، وتصريحات الأسد أنه ينوي مواصلة القتال لاستعادة كامل سوريا".
======================
فايننشال تايمز: التصرفات الروسية لا تخلو من الاستعراض
النشرة الدولية
الأربعاء 16 آذار 2016   آخر تحديث 09:39
أفادت صحيفة "فايننشيال تايمز" أن "بعض التصرفات الروسية لا تخلو من الاستعراض لكنها أيضا قد تنطوي على البراعة"، ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الكبار في المخابرات أن "الهدف الأساسي للحملة الروسية كان مساعدة القوات السورية في الوصول إلى الحدود التركية، وإحكام السيطرة على حلب، وإضعاف المعارضة السورية المدعومة من الغرب تماما، بما يجعل والقوى الأخرى تتخلى عنها وتنصرف إلى الحرب على تنظيم "داعش"، إلا أن المقاومة الشرسة للمتمردين، والمواجهة طويلة الأمد مع تركيا، وانخفاض سعر النفط، أدت إلى توقف الحملة الروسية".
وأوضحت الصحيفة إن "روسيا حاولت في نهاية العام الماضي وضع خطة سياسية يرحل بموجبها الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وتسيطر روسيا على العملية الانتقالية، إلا أن الأسد رفض الموافقة على تلك الخطة"، ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي حلف الناتو، إن "القواعد والمعدات الروسية الباقية في سوريا، بالإضافة إلى أكثر من 10 طائرات هليكوبتر روسية لا تزال في سوريا، تكفي لتقديم الدعم للأسد للدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها".
وأشارت الصحيفة الى أن "أهم المعدات الروسية في سوريا هي أنظمة صواريخ أس 400 المضادة للطائرات، التي تضمن لروسيا منطقة خالية من الطيران قطرها 400 كيلو متر من قواعدها التي يمكنها أن تستعملها وقتما تشاء".
======================
الجارديان تكشف أسرار الانسحاب الروسي من سوريا؟
الفرسان
اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن انسحاب الروس من سوريا جاء بدون انتصار، مشيرة إلى أن "بوتين حقق نقطة جيوسياسية للكرملين، لكن المقابل كان أرواح مئات السوريين، والتعزيز العسكري لتنظيم الدولة".
وأشارت "الجارديان" في افتتاحيتها إلى أن قرار الروس سحب "القوات الرئيسة" كان مفاجئا، حتى بالنسبة للإدارة الأمريكية، التي بدت كأنها خسرت مرة أخرى على يد الرئيس الروسي، في أزمة اختبرت أكثر من مرة مصداقية الولايات المتحدة.
وردا على التساؤل حول أسباب حركة بوتين، وكيفية تأثيرها بالأحداث، قالت "الجارديان" إن المراقبة لعبت دورا كبيرا بتقييم أثر تحركات روسيا المفاجئة، إذ يبدو أنه لا يوجد هناك نهاية في الأفق للأزمة السورية.
ويأمل الدبلوماسيون الغربيون أن يطلب بوتين بتأثيره من رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن يتنحى عن السلطة، ما قد يسرع في عمليات السلام المتوقفة عند نقطة مصير الأسد، بحسب "الغارديان" التي استدركت بالقول إن الإشارات تدل على غير ذلك، حيث إن التدخل الخارجي جاء لتعزيز وتقوية الأسد، ووضع نهاية للتراجعات العسكرية التي واجهها النظام في 2015.
وأوضحت "الجارديان" أن روسيا تبدو الآن معتمدة على ما يبدو أنه تراجع، بعدما قامت بما يجب للتقدم في مستقبل سوريا.
واعتبرت أن إعلان بوتين لم يأت مصادفة مع استئناف محادثات السلام في جنيف، ما يسمح لروسيا بأن تبدو حريصة على إنهاء الحرب وأن تكون أول من سحب القوات من سوريا، بدل نشر المزيد.
وحلقت طائرات "السوخوي" الروسية من نقاط الحرب السورية الثلاثاء، بشكل علني، فيما لا يزال منتظرا رؤية ثبات وعمق هذا السحب، وسط أنباء عن استمرار الغارات الروسية الثلاثاء، وإعلان روسيا أنها ستبقي نقاطها العسكرية على الساحل، ما يعني استئناف العمليات في أي وقت.
ويستطيع بوتين أن يتظاهر بأنه حقق أهدافه، عبر قوله إنه حقق نقطتين: منع هزيمة الأسد، وجعل من المستحيل على الولايات المتحدة وتركيا وأوروبا إنشاء مناطق آمنة في سوريا، كان من شأنها أن توفر بيئة قوة للثوار المعادين للأسد الذين حاول الغرب دعمهم، وكانوا هدفا رئيسا للقوات الروسية، خصوصا في حلب.
وبعد نشر روسيا منظومة الدفاع الجوي "S-400"، فإن التدخل الغربي المباشر عسكريا وسياسيا بدا غير ممكن، بحسب "الغارديان".
ووصفت الصحيفة البريطانية بوتين بأنه "أستاذ في المراوغة الدبلوماسية"، إذ إنه ذكر إن السحب الجزئي سيعزز التسوية عبر المفاوضات، ولفت الكرملين النظر إلى محادثة هاتفية أجراها بوتين مع الأسد، تعهد فيها الأسد بالالتزام بتسوية سياسية.
وفي كل من سوريا وأوكرانيا، يسعى بوتين لإظهار روسيا كقوة دولية لا يمكن تجاهلها، إذ إنه يعتقد بأنه يستطيع اكتساب الرأي العام الروسي عندما يبدو معاديا للولايات المتحدة، بحسب "الغارديان" التي أشارت إلى أن هذا يهم الدولة الروسية في الوقت الذي تعاني فيه من عقوبات اقتصادية واقتصاد متراجع مع انخفاض أسعار النفط، ما يفسر احتفالات الإعلام الروسي بالانسحاب وإظهاره "انتصارا".
وأكد انسحاب روسيا من سوريا أن دعواها بقتال تنظيم الدولة فضح أنها كذبة، إذ إن تظيم الدولة لم يكن بعيدا عن هذه الضربات، لكنه استفاد من التراجعات التي سببتها روسيا للثوار السوريين، فهي لم تطحن، لكنها تقدمت، خصوصا حلب.
واختتمت "الجارديان" بقولها إن هذا لا يبدو أنه يزعج بوتين، الذي تدور حساباته الجيوسياسية على مساحات أخرى، إذ إن روسيا قتلت مئات المدنيين وعززت تنظيم الدولة، بينما يسعى بوتين لإعطاء انطباع بأنه يعرف ما يجري في سوريا، لكن تاريخه هناك قد يكون فعلا أليما ومدمرا.
======================
الجارديان: روسيا قد تعاود عملياتها فى سوريا
المصريون
 وكالات الأربعاء, 16 مارس 2016 11:36 قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن احتفاظ روسيا في قاعدة جوية (معروفة باسم حميميم) بمعداتها العسكرية التي أقامتها على السواحل السورية يعني أنها يمكن أن تعاود العمليات العسكرية وقتما تشاء. وتساءلت الصحيفة في عددها الأربعاء، عن الهدف من خطوة الانسحاب الروسي من سوريا قائلة: "إن قرار روسيا بسحب الجزء الأكبر من قواتها كان مفاجئاً للجميع، وأدى بالولايات المتحدة إلى أن تعاني في محاولة فهم تحول روسيا بعد ستة أشهر من حملتها العسكرية في سوريا التي أزعجت خلالها صانعي السياسة الغربية بشدة". وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من الهدوء النسبي في سوريا لمدة أسبوعين منذ بدء وقف إطلاق النار، فلا يزال الطريق إلى نهاية الحرب طويلاً. ويأمل دبلوماسيون غربيون أن يتخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد أن أظهر أهمية وقوة الدور الروسي في الشرق الأوسط، عن رئيس النظام السوري بشار الأسد. وسوف يؤدي هذا، كما ترى الصحيفة، إلى تقدم كبير في المحادثات في جنيف، إذ كان مصير الأسد حجر عثرة في تلك المفاوضات. إلا أن هناك وجهة نظر أخرى، بحسب الصحيفة، هي أن روسيا قد نجحت بتدخلها في تدعيم الأسد، ووضعت حداً للانتكاسات العسكرية التي عاناها النظام السوري عام 2015. ويمكن لروسيا أن تركز الأنظار الآن على انسحابها وعدم تدخلها في الموقف بعد أن لعبت دوراً هاماً فيما سيحدث في سوريا في المستقبل. وقرار الرئيس بوتين بسحب القوات الروسية مع بدء المحادثات في جنيف يظهر روسيا وكأنها أكثر الساعين لإنهاء الحرب في سوريا. هذا الانسحاب يمكن الرئيس بوتين أيضاً من القول إن روسيا حققت هدفين رئيسيين في سوريا، أولهما هو الحفاظ على الأسد في سدة الحكم والحيلولة دون هزيمته. وثانيهما هو منع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وتركيا من إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا يمكن استغلالها كمنطقة للمعارضين الذين يدعمهم الغرب. وبعد أن نشرت روسيا صواريخ إس 400 المضادة للطائرات، أصبح التدخل الغربي في الحرب الأهلية في سوريا مستحيلاً من الناحيتين العسكرية والسياسية.
======================
إندبندنت: بوتين سيضحي بالأسد ضمن اتفاق دولي لتسوية الصراع
ماب نيوز - متابعات
وصفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية الانسحاب الروسي من سوريا بأنه قد يكون جزءا من صفقة دولية لإنهاء القتال في البلاد، مؤكدة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعد للتضحية برئيس النظام السوري بسار الاسد من أجل إتمام اتفاق التسوية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأربعاء: “الإعلان الروسي عن نجاح الحملة العسكرية في تحقيق أهدافها في سوريا يرجحه محللين بأن موسكو مستعدة لإجبار “الأسد” على القبول بعملية التحول السياسي في سوريا.
وأضافت أن الدبلوماسيين الغربيين يعتقدون أن الرئيس الروسي مستعد الآن للتضحية ببشار الأسد، وأن حديث بوتين عن تحقيق أهدافه المتمثلة في حماية المصالح الروسية بسوريا وإعادة إظهار موسكو كلاعب كبير في الشرق الأوسط .
ويتوقع مسؤولون غربيون أن يظل لـ”بوتين” تواجد عسكري أكبر في سوريا مما كان عليه الحال قبل بدء العملية العسكرية الروسية نهاية سبتمبر الماضي من خلال الاحتفاظ بقاعدة بحرية وجوية فضلاً عن بقاء منظومة “إس -400” للدفاع الصاروخي في سوريا مما يمكن روسيا من السيطرة على المجال الجوي هناك..
ونقلت عن أحد المسؤولين أن هناك احتمالية لإدخال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا خلال أقل من 6 أشهر.
======================
تقرير مترجم عن لوس أنجلوس تايمز : هل يريد بوتين تنحي الأسد؟
الكاتب: المركز كتب في: مارس 16, 2016 فى: ترجمات خاصة وأجنبية | تعليقات : 0
لندن- عربي21- بلال ياسين – 15/3/2016
قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، سحب القوات الروسية من سوريا، بعد أقل من ستة أشهر من بدء الغارات ضد القوى المعادية لرئيس النظام السوري بشار الأسد جاء مفاجئا للجميع.
ويستدرك التقرير بأن بوتين وصف قراره بأنه محاولة لدعم الجهود السلمية، وذلك بعد بدء الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين من الحكومة والمعارضة لها، وهي التي تلقى دعما من موسكو وواشنطن، مشيرا إلى أن بوتين لم يقدم جدولا زمنيا للانسحاب أكثر من قوله إنه  سيبدأ اليوم الثلاثاء، حيث قال بوتين: “لقد عبدنا الطريق أمام العملية السلمية”.
وتشير الصحيفة إلى أن إعلان الانسحاب يتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، التي بدأت في 15 آذار/ مارس عام 2011، وبدأت ثورة سلمية، ومن ثم تطورت إلى عسكرية، لافتة إلى أنه تم التوافق على اتفاق لوقف الأعمال العدائية في 27 شباط/ فبراير بشكل أدى إلى تخفيض مستوى العنف، بحسب مسؤولين أمريكيين وروس.
ويذكر التقرير أن الرئيس الروسي أكد نجاح الحملة العسكرية في سوريا وما حققته هناك، مشيرا إلى أن حملته أدت إلى استعادة مئات القرى والبلدات، وأدت إلى تدمير المعارضة وترسانات الأسلحة التي تملكها، وقوافل النفط، بالإضافة إلى عدة إنجازات.
وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين عبر عن ثقته بقدرة جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، التي خدمت على الأرض بدعم من الطيران الروسي، على الاحتفاظ بالمكاسب، مبينة أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يزال نقطة مثيرة للجدل.
ويورد التقرير، الذي ترجمته “عربي21، أن الولايات المتحدة لا تتوقع انسحابا كاملا للقوات الروسية من سوريا في الأشهر المقبلة، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته.
ونكشف الصحيفة عن أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن إعلان بوتين عن سحب قواته جاء من أجل الضغط على الأسد للتنحي جانبا، والسماح لحكومة صديقة لروسيا بتسلم السلطة، مشيرة إلى أن رحيل الروس عن سوريا يعني خسارة المناطق التي استعادها النظام خلال الأشهر الماضية.
وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد انتقدوا التدخل الروسي في سوريا، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد علانية إلى التنحي عن السلطة، مستدركا بأن التدخل الروسي أسهم في تقوية سيطرة الأسد على البلاد، ولا تزال نسبة 60% من السكان تسكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، بما في ذلك دمشق وحمص وغرب حلب والمناطق الساحلية.
وتذهب الصحيفة إلى أن نشر روسيا لقواتها في سوريا كان مناسبة لاستعراض آخر منتجاتها العسكرية من المقاتلات وصواريخ “كروز” والمصفحات، حيث شنت روسيا ألاف الغارات ضد الجماعات المعارضة للأسد، التي عدتها “إرهابية”، لافتة إلى أنه مع بدء تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار تراجع مستوى الغارات الجوية الروسية، وانخفض العنف بنسبة 90%.
ويشير التقرير إلى استهداف الروس جبهة النصرة وأي جهة تتعاون معها، وزعمت الحكومة السورية أنها منحت فرصة للعديد من المقاتلين للعودة إلى مناطقهم ضمن جهود المصالحة الوطنية.
وتستدرك الصحيفة بأن النقاد يقولون إن هذه الجهود ليست إلا استسلاما، وتمت الموافقة عليها من أجل تجنب الجوع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وتختم “لوس أنجلوس تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن من بين المقاتلين الذين تدفقوا إلى سوريا أعدادا من المتطوعين الروس، وقالت موسكو إن جزءا من أهداف الحملة هو التأكد من عدم عودة الروس الذين تعرضوا للتشدد في سوريا إلى بلادهم.
======================
التايمز: 4 أسباب محتملة تفسر الانسحاب الروسي «المفاجئ» من سوريا
الرأي اليوم
أمر الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، في قرار فاجأ المراقبين، بسحب قواته من سوريا، وهو ما أثار الشكوك حول استمرار دعم موسكو لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وتقول صحيفة «التايمز» البريطانية، في تقرير أعده الكاتب «روجر بويز»، إنه بعد لقاء «بوتين» مع قادته العسكريين في الكرملين، فقد أعلن أن أهداف العملية العسكرية في سوريا قد تحققت، وقال إن القوات السورية، وبدعم من الطيران الروسي، كانت قادرة على تحقيق تقدم مهم في الحرب ضد الإرهاب الدولي «ولهذا أصدر أمري لوزارة الدفاع كي تبدأ من يوم غد في سحب قواتنا العسكرية من الجمهورية العربية السورية».
ويورد التقرير نقلًا عن «بوتين» قوله إنه أمر وزير الخارجية بتكثيف المشاركة الروسية في جهود السلام لحل الأزمة، مشيرًا إلى أن القرار جاء مفاجئًا للولايات المتحدة، حيث أخبر «بوتين» رئيس النظام السوري «بشار الأسد» بقراره عبر الهاتف.
وينقل الكاتب عن محللين قولهم إن «بوتين» قرر التحرك والخروج من سوريا لتجنب التورط في حرب طويلة هناك.
وترى الصحيفة أن القرار سيسهم على المدى القصير في دعم جهود السلام، التي ستبدأ اليوم في جنيف، في ذكرى مرور خمسة أعوام على الحرب السورية، أو قد يحرر روسيا من اللوم في حال فشل المحادثات.
ويلفت التقرير، إلى أن «بوتين» قد أمر قواته بالتدخل في سوريا في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2015، حيث أسهم الطيران الروسي في دعم جيش النظام السوري لتحقيق تقدم في عددٍ من الجبهات، وقال وزير الدفاع الروسي إن المقاتلات الروسية شنت خلال الفترة الماضية تسعة آلاف غارة، وإن ما مجموعه 400 بلدة وقرية ومجمع سكني تم «تحريرها».
ويشير «بويز» إلى أن التدخل الروسي ساهم في حرف ميزان الحرب لصالح «الأسد»، وأن هناك مخاوف من أن يؤدي الانسحاب الروسي إلى تراجع القوات حتى قبل أن تبدأ العملية السياسية، بحسب تعبير الصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلًا عن الكرملين قوله إنه سيحتفظ بحضور له في سوريا، من أجل مراقبة الهدنة، مشيرة إلى أن روسيا ستبقي وجودها العسكري في قاعدة طرطوس البحرية والقاعدة الجوية في حميميم قرب اللاذقية، التي تعمل منها 48 مقاتلة، وكانت روسيا قد نقلت منذ بداية الحملة حوالي 2400 جندي.
وينقل التقرير عن المحلل السياسي «يفيغيني مينشنكو»، قوله إن القرار يعني انسحاب روسيا وهي متقدمة، بدلًا من التورط في الحرب، ويضيف: «أكبر خطر للعملية في سوريا هو الانجرار في حرب طويلة، وهذا لم يحدث».
ويعلق الكاتب على قرار «بوتين» قائلا إنه «لن يؤدي إلى استعراض نصر في الساحة الحمراء؛ لأن النصر لم يتحقق، فالهدف الرئيس لدخول الروس في الحرب السورية كان مواجهة تنظيم الدولة، وما يزال التنظيم يسرح ويمرح في العراق وسوريا، وكل ما فعله الكرملين هو أنه وجه ضرباته ضد المعارضة المعتدلة، وأضعفها قبل أن تبدأ محادثات السلام هذا الأسبوع».
وتنوه الصحيفة إلى أن الهدف الثاني لـ«بوتين» هو تعزيز موقع «الأسد»، مستدركة بأن تحول «بوتين» المفاجئ من قائد عسكري إلى صانع سلام، قاد إلى سلسلة من التكهنات في الغرب؛ الأول: أن «بوتين» قرر التخلي عن «الأسد»، فمن خلال سحب القوة العسكرية، فإنه عبر عن دعمه لتشكيل حكومة انتقالية، وسيقود هذا إلى التخلص من العقبة الكبيرة لنجاح المحادثات، وكان «بوتين» يعاني من مشكلات مع «الأسد»، وربما عثر على نسخة أخرى مختلفة له من المؤسسة العسكرية، وذات صلات مع المخابرات الروسية.
ويذكر التقرير أن الاحتمال الثاني هو: انسحاب تكتيكي قبل انهيار المحادثات التي تتوقعها روسيا، ولاعتقاد موسكو أن القوات السورية في وضع جيد للتعامل مع قوات المعارضة الضعيفة الآن، ويمكن مساعدة «الأسد» من خلال المخابرات والوحدات الإلكترونية والصواريخ طويلة المدى في داغستان.
ويشير «بويز» إلى أن الاحتمال الثالث متعلقٌ بالحملة في أوكرانيا، حيث لا تستطيع القواتُ الروسية القتالَ إلا على جبهة واحدة، ويريد «بوتين» أن يجعل من روسيا حليفًا مهمًّا للولايات المتحدة، ويحصل من خلال ذلك على تخفيف العقوبات المفروضة عليه، ومن ثَم إعادة الحملة من جديد.
وتختم «التايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن الاحتمال الرابع هو النفط، فالملك السعودي الملك «سلمان» يخطط لزيارة موسكو المرتبطة بوقف القصف الروسي في سوريا، ويحتاج بوتين إلى اتفاق مع السعودية حول أسعار النفط، في ضوء انخفاض أسعاره في السوق العالمي. (ساسة بوست)
======================
تلغراف: هذه نتائج تدخل روسيا بسوريا.. لكن “التنظيم” لم يضعف
قال الخبير الأمني في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية كون كوغلن، إن الروس حققوا الكثير من المكاسب من خلال تدخلهم في سوريا على الرغم من إبدائها مواقف تعكس عدم تمسكها برئيس النظام السوري بشار الأسد في حال وجود بديل يحمي مصالحها.
وأشار كوغلن بمقاله في الصحيفة إلى أن الطلعات الجوية الروسية حققت عددا من النتائج، منها تدمير 209 منشأت نفطية ومساعدة الأسد على استعادة السيطرة على 4000 ميل مربع من الأراضي بينها 400 قرية وبلدة.
وقال إن التدخل الروسي حال دون الإطاحة بالرئيس الأسد، بالإضافة إلى ضمان قاعدة عسكرية بحرية في ميناء طرطوس السوري وقاعدة جوية ومركز لجمع المعلومات الاستخباراتية في اللاذقية.
وأضاف الكاتب أن روسيا كانت حريصة على ألا تطيح مجموعات المعارضة الموالية للغرب بالأسد، وهو ما يعني فقدانها لكل الروابط العسكرية طويلة الأمد مع طرطوس واللاذقية.
وقال الكاتب إن روسيا قالت خلال الجولة الدبلوماسية الأخيرة لحل الصراع، إنها ليست مصممة على بقاء الأسد، إذا ما ظهر بديل يضمن الوجود العسكري الروسي في المنطقة ويتمكن من وقف الحرب الأهلية.
ورأى الكاتب أن توقيت القرار الروسي ربما يعكس نفاد صبر موسكو تجاه “المواقف المشاكسة” للوفد السوري في محادثات جنيف، وتصريحات الأسد التي قال فيها إنه يعتزم مواصلة القتال لاستعادة كامل سوريا.
لكن في المقابل قال الكاتب إن “الجانب الأكثر إحباطا في القرار الروسي بالانسحاب هو الفشل في التعامل مع تنظيم الدولة الذي يمثل الخطر الأكبر على أمن المنطقة”.
وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في بداية الحملة العسكرية على سوريا إن الهدف هو محاربة الإرهاب، إلا أن المحللين الغربيين يقولون إن معظم الضربات الروسية كانت موجهة لجماعات المعارضة بينما كانت الضربات الموجهة لتنظيم الدولة أقل بكثير، وهو ما أبقى تنظيم الدولة على قوته التي كان عليها قبل التدخل الروسي.
ولفت إلى أن التحدي الأكبر والأكثر تعقيدا اليوم إذا ما كتب النجاح لمباحثات جنيف، هو تنظيم الدولة الذي لا يهدد فقط استقرار سوريا، بل الشرق الأوسط والعالم برمته، على حد قول الكاتب.
عربي 21
======================
التلغراف :ما هو السبب الحقيقي وراء انسحاب بوتين من سوريا؟
الاخبارية- اعتبرت صحيفة "التلغراف" البريطانية، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته الرئيسة من سوريا، "مرحلة مفصلية" في الأزمة السورية التي تدخل عامها السادس.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن القرار المفاجئ الذي أعلنه الرئيس بوتين أثناء اجتماع له مع وزرائه الاثنين، استنفر الولايات المتحدة والدول الغربية، بالإضافة لمفاوضي النظام السوري والمعارضة المجتمعين في جنيف لبدء المحادثات.
وأشارت "التلغراف" إلى أن تنفيذ القرار "قد يكون إشارة على صدق روسيا برغبتها في إنهاء القتال في سوريا"، إلا أن المحللين حذروا من أن الإعلان لن يكون له أثر كبير على إنهاء الضربات الروسية ضد مناطق المعارضة في سوريا.
وأوضحت "التلغراف" أن روسيا بدأت بالقصف العام الماضي، بالهدف المعلن بـ"تدمير التنظيمات الإرهابية" في سوريا، إلى أنها ركزت على دعم قوات الأسد.
وقال الكرملين، إن روسيا حققت "تغييرا حقيقيا في القتال ضد الإرهابيين في سوريا"، ورغم أن تنظيم "داعش" ما زال يسيطر على ثلث البلاد، فإن بوتين بدأ يعتقد بأن "مهمة روسيا في سوريا بدأت تكتمل"، وحادث الأسد لإعلامه بأن جنوده بدأوا بالانسحاب.
وقال بوتين إن "العمل المؤثر لجيشنا خلق ظروفا مناسبة لبدء عملية السلام"، مضيفا أن "المهمة أنجزت تقريبا، ولذلك أوعزت لوزير الدفاع ببدء سحب الجزء الرئيس من قواتنا في سوريا"، مؤكدا أنه "أمر روسيا بتعزيز الجهود لإتمام صفقة السلام بين نظام الأسد والمعارضة".
ولم يحدد بوتين موعدا للانسحاب، قائلا إن قواته ستبقى في قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين.
وناقش بوتين "الانسحاب الجزئي"، بحسب ما وصفته "التلغراف"، باتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين أكد البيت الأبيض أن الزعيمين ناقشا الخطوات القادمة لحل النزاع، بينما أصر أوباما أن هناك حاجة لـ"حل سياسي".
وفي وقت مبكر، أمس الإثنين، قالت الولايات المتحدة إنها لم تتلق إيعازا بهذه الخطوة، وقال المسؤولون إنهم لم يروا مؤشرات على الأرض بأن القوات الروسية بدأت تستعد للانسحاب.
وأصدر البيض الأبيض ردا حذرا على إعلان بوتين، قائلا إنه سينتظر "حتى يرى تماما النوايا الروسية"، بحسب ما نقلت "التلغراف".
ورحبت المعارضة السورية بالخطوة، قائلة إنها تساعد بالضغط على النظام للوصول لاتفاق سلام في محادثات جنيف، إذ قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، إنه "إذا كان هناك جدية بتنفيذ الانسحاب، فإن هذا سيمنح المفاوضات دفعة إيجابية".
وكانت القوات الروسية نشرت ما يقارب 4000 رجل، من بينهم طيارون ودعم عسكري وقوات بحرية، ومع أن الكرملين لم يعترف رسميا بعد، فإن هناك دليلا على أن المدفعية الروسية ما زالت نشطة في الحملة.
وقال مايكل هورويتز، المحلل الأمني مع مجموعة "ليفنتاين"، إن "السؤال الآن هو مدة الانسحاب، وما يعنيه بوتين بالمكون الرئيس للجيش الروسي في سوريا"، موضحا أنه "إذا لم يكن يعني المكون الجوي، وإذا استغرق الانسحاب شهورا، فإن هذا لن يغير شيئا على الأرض".
ورأت "التلغراف" أن هذه الخطوة تعطي دفعة إيجابية لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والتي انطلقت بعد النجاح غير المتوقع لهدنة وقف إطلاق النار. وكالات
======================
لو فيغارو فرنسية: بوتين فشل في عزل سوريا عن محيطها التركي
بواسطة بوابة القاهرة  - 9 ساعاتمضي   @بوابة القاهرة
كتب : محمد طارق
اعتبرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن القوات الروسية بسوريا لم تستطع تحقيق أهدافها بأي شكل من الأشكال، مع اعلان بدء انسحابها من الأراضي السورية بعد ستة أشهر من التدخل في الأزمة.
وكانت موسكو، قالت، الاثنين، إن قواتها ستبدأ بالانسحاب من الأراضي السورية، بأمر من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، الذي أوعز لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، اعتبارًا من يوم الثلاثاء 15 مارس 2016.
وعلى العكس تماما مما يحاول بوتين ترويجه، قالت “لو فيغارو”، إن التدخل الروسي بسوريا لم يحقق أهدافه، فبعيدًا عن إنقاذ الأسد وهو من الأمور المكتسبة، فإن أحد أهم أسباب وأهداف التدخل الروسي بسوريا هو إغلاق حدودها مع تركيا والذي يبرر القصف الكثيف الذي تعرض له شمال حلب”.
وأشارت إلى أن القصف الروسي لم يفلح في عزل حلب ومحيطها عن تركيا، لافتة إلى أنه ” حتى في حال تقدمت قوات جيش النظام السوري والمليشيات المناصرة لها، فإنها لن تفلح أبدًا في تحييد الحدود مع تركيا وقطعها”.
وقالت الصحيفة إنّ ” قرار الإنسحاب الروسي  يتزامن مع أول بدء محادثات السلام الدولية بجنيف، لحل الأزمة السورية وانطلاق خريطة طريق الانتقال السياسي بالبلاد، وإن هذه المحادثات لن تبدو جدية للمعارضة وحلافائهم الدوليين إلا بوقف الغارات الجوية الروسية.
وتساءلت الصحيفة حول إن كان هذا التحول حقيقي أم أنه لم يكن سوى تراجع تكتيكي ومناورة للسماح للوصول لنتائج حقيقية بمحداثات السلام بجنيف .
ويشار إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان زعم أنّ المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا قد تم انجازها، على حد وصفه.
وكانت القوات الروسية قد بدأت عملياتها العسكرية في سوريا في 30 من سبتمبر العام الماضي، لدعم نظام الأسد في وجه الثورة السورية، وتسبب القصف الروسي بمقتل مئات المدنيين السوريين.
======================
 لو فيغارو : التدخل الروسي في سوريا لم يحقق أهدافه
عكس السير
اعتبرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن القوات الروسية بسوريا لم تستطع تحقيق أهدافها بأي شكل من الأشكال، مع اعلان بدء انسحابها من الأراضي السورية بعد ستة أشهر من التدخل في الأزمة.
وكانت موسكو، قالت، الاثنين، إن قواتها ستبدأ بالانسحاب من الأراضي السورية، بأمر من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، الذي أوعز لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، اعتبارًا من يوم الثلاثاء 15 مارس أذار 2016.
وعلى العكس تماما مما يحاول بوتين ترويجه، قالت “لو فيغارو”، إن التدخل الروسي بسوريا لم يحقق أهدافه، فبعيدًا عن إنقاذ الأسد وهو من الأمور المكتسبة، فإن أحد أهم أسباب وأهداف التدخل الروسي بسوريا هو إغلاق حدودها مع تركيا والذي يبرر القصف الكثيف الذي تعرض له شمال حلب”.
وأشارت إلى أن القصف الروسي لم يفلح في عزل حلب ومحيطها عن تركيا، لافتة إلى أنه ” حتى في حال تقدمت قوات جيش النظام السوري والمليشيات المناصرة لها، فإنها لن تفلح أبدًا في تحييد الحدود مع تركيا وقطعها”.
وقالت الصحيفة إنّ ” قرار الإنسحاب الروسي  يتزامن مع أول بدء محادثات السلام الدولية بجنيف، لحل الأزمة السورية وانطلاق خريطة طريق الانتقال السياسي بالبلاد، وإن هذه المحادثات لن تبدو جدية للمعارضة وحلافائهم الدوليين إلا بوقف الغارات الجوية الروسية.
وتساءلت الصحيفة حول إن كان هذا التحول حقيقي أم أنه لم يكن سوى تراجع تكتيكي ومناورة للسماح للوصول لنتائج حقيقية بمحداثات السلام بجنيف .
ويشار إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان زعم أنّ المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا قد تم انجازها، على حد وصفه.
وكانت القوات الروسية قد بدأت عملياتها العسكرية في سوريا في 30 من أيلول العام الماضي، لدعم نظام الأسد في وجه الثورة السورية، وتسبب القصف الروسي بمقتل مئات المدنيين السوريين. (TRT)
======================
لوفيغارو : تطهير سوريا من الألغام والمتفجرات سيستمر لـ 30 عاماً
الحياة
قالت منظمة "هاندكاب انترناشيونال" المتخصصة في مكافحة الألغام وتفكيكها، إنه إذا توقفت الحرب السورية اليوم، فإن تطهير البلاد من الألغام ومن المتفجرات التي تراكمت فيها، سيستوجب 30 سنة من العمل المتواصل على الأقل، وفق ما نقلت صحيفة لوفيغارو الفرنسية الثلاثاء.

وقالت المنظمة الدولية  إن خبراءها والخبراء المتخصصين في تفكيك الألغام، والعبوات المتفجرة وغيرها من أنواع المتفجرات التي تعجّ بها البلاد، سيكون عليهم في بعض الحالات تفكيك هذه المتفجرات واحدةً تلو الأخرى، بسبب صعوبة الوصول إليها وتراكم أعداد وأجيال مختلفة منها في الوقت نفسه، وفي المكان نفسه، ما يعني استحالة الوصول إليها باعتماد الآلات أو كاسحات الألغام التقليدية، وفق ما أكد منسق تفكيك الألغام والوقاية منها في المنظمة الدولية امانويل سوفاج.
دمار غير مسبوق
وأكد سوفاج الذي يتمتع بخبرة واسعة في هذا المجال في عدد من الدول المتضررة من الحروب والنزاعات المسلحة، أنه لم يسبق له"مشاهدة مستوى مماثل من الدمار، ومعارك بهذه الشدة والقسوة، خاصة في بعض المدن التي تعرض سكانها لاستهداف مباشر مكثف، في مخالفة وتحدٍ صارخ للقوانين الدولية".
وقال الخبير الدولي، إن المشكلة السورية لا تتوقف على معالجة مشاكل اللاجئين الذين هربوا من بلادهم لتفادي مصير 270 ألف قتيل، ومليون جريح، مشيراً إلى أن 7.6 ملايين سوري نزحوا من مدنهم وقراهم، في حين هرب 5 ملايين آخرين إلى دول الجوار أوالدول الأجنبية.
عودة اللاجئين والنازحين
وأشار سوفاج، إلى أن اللاجئين والنازحين في صورة عودتهم إلى مواطنهم سيصطدمون بمشكلة مخلفات الحرب التي تتراوح بين الذخائر المتفجرة والقذائف والصواريخ والقنابل اليدوية وغيرها كثير من وسائل القتل الأخرى التي انفجرت جزئياً أو لم تنفجر ما يجعل منها خطراً داهماً على حياة المدنيين العائدين مستقبلاً، فضلاً عن عرقلة إعادة الإعمار واستئناف الحياة بشكل طبييعي في سوريا.
 ======================
نيويورك تايمز: هل يريد بوتين تنحي الأسد؟
وكالات قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، سحب القوات الروسية من سوريا، بعد أقل من ستة أشهر من بدء الغارات ضد القوى المعادية لرئيس النظام السوري بشار الأسد جاء مفاجئا للجميع. ويستدرك التقرير بأن بوتين وصف قراره بأنه محاولة لدعم الجهود السلمية، وذلك بعد بدء الجولة الجديدة من المحادثات بين المفاوضين من الحكومة والمعارضة لها، وهي التي تلقى دعما من موسكو وواشنطن، مشيرا إلى أن بوتين لم يقدم جدولا زمنيا للانسحاب أكثر من قوله إنه  سيبدأ اليوم الثلاثاء، حيث قال بوتين: “لقد عبدنا الطريق أمام العملية السلمية”. وتشير الصحيفة إلى أن إعلان الانسحاب يتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة السورية، التي بدأت في 15 آذار/ مارس عام 2011، وبدأت ثورة سلمية، ومن ثم تطورت إلى عسكرية، لافتة إلى أنه تم التوافق على اتفاق لوقف الأعمال العدائية في 27 شباط/ فبراير بشكل أدى إلى تخفيض مستوى العنف، بحسب مسؤولين أمريكيين وروس. ويذكر التقرير أن الرئيس الروسي أكد نجاح الحملة العسكرية في سوريا وما حققته هناك، مشيرا إلى أن حملته أدت إلى استعادة مئات القرى والبلدات، وأدت إلى تدمير المعارضة وترسانات الأسلحة التي تملكها، وقوافل النفط، بالإضافة إلى عدة إنجازات. وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين عبر عن ثقته بقدرة جيش النظام السوري والجماعات المتحالفة معه، التي خدمت على الأرض بدعم من الطيران الروسي، على الاحتفاظ بالمكاسب، مبينة أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لا يزال نقطة مثيرة للجدل. ويورد التقرير، أن الولايات المتحدة لا تتوقع انسحابا كاملا للقوات الروسية من سوريا في الأشهر المقبلة، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته. ونكشف الصحيفة عن أن المخابرات الأمريكية تعتقد أن إعلان بوتين عن سحب قواته جاء من أجل الضغط على الأسد للتنحي جانبا، والسماح لحكومة صديقة لروسيا بتسلم السلطة، مشيرة إلى أن رحيل الروس عن سوريا يعني خسارة المناطق التي استعادها النظام خلال الأشهر الماضية. وينوه التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين قد انتقدوا التدخل الروسي في سوريا، ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد علانية إلى التنحي عن السلطة، مستدركا بأن التدخل الروسي أسهم في تقوية سيطرة الأسد على البلاد، ولا تزال نسبة 60% من السكان تسكن في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام، بما في ذلك دمشق وحمص وغرب حلب والمناطق الساحلية. وتذهب الصحيفة إلى أن نشر روسيا لقواتها في سوريا كان مناسبة لاستعراض آخر منتجاتها العسكرية من المقاتلات وصواريخ “كروز” والمصفحات، حيث شنت روسيا ألاف الغارات ضد الجماعات المعارضة للأسد، التي عدتها “إرهابية”، لافتة إلى أنه مع بدء تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار تراجع مستوى الغارات الجوية الروسية، وانخفض العنف بنسبة 90%. ويشير التقرير إلى استهداف الروس جبهة النصرة وأي جهة تتعاون معها، وزعمت الحكومة السورية أنها منحت فرصة للعديد من المقاتلين للعودة إلى مناطقهم ضمن جهود المصالحة الوطنية. وتستدرك الصحيفة بأن النقاد يقولون إن هذه الجهود ليست إلا استسلاما، وتمت الموافقة عليها من أجل تجنب الجوع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وتختم “لوس أنجلوس تايمز” تقريرها بالإشارة إلى أن من بين المقاتلين الذين تدفقوا إلى سوريا أعدادا من المتطوعين الروس، وقالت موسكو إن جزءا من أهداف الحملة هو التأكد من عدم عودة الروس الذين تعرضوا للتشدد في سوريا إلى بلادهم.
======================
نيويورك تايمز: بوتين يسحب يده من سوريا قبل نهاية الأسد
أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ان إعلان الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بدء انسحاب قواته من سوريا، يأتي مع بداية عقد محادثات جنيف لبحث تسوية سلمية للازمة التي تدخل عامها السادس.
 وكان المبعوث السوري للامم المتحدة "ستيفان دي مستورا" حذّر من سيناريو بديل، قد يكون الحرب حال استمرار تعنت النظام السوري في موقفه لفرض شروط صارمة.
 وقالت الصحيفة إن إعلان بوتين يشير إلى أن موسكو ربما لا ترغب أن تكون مع "بشار الأسد" حتى النهاية المُرّة.
 وأشارت "التايمز" إلى أن الإعلام الروسي لم يتوقف عن إصدار بيانات يومية عن عودة روسيا لحكم العالم، واستعراض أحدث معداتها لاول مرة بالمنطقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
 بوابة الفجر الاليكترونية
======================
 نيويورك تايمز: الانسحاب الروسي من سوريا أضعف الأسد.. لكن الغرب كان يتوقعه
تواصل – ترجمة:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها: إن الإعلان المفاجئ أمس من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب الجزء الرئيسي من قواته من سوريا سيضغط على حكومة دمشق؛ حتى تكون أكثر مرونة في محادثات السلام مع المعارضة بجنيف.
وأشارت “الصحيفة” إلى أن حالة القلق بشأن التحرك الروسي أضعفت الليرة السورية، حيث وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 425 ليرة سورية، في انخفاض قياسي أمام الدولار.
وأبرزت إعلان وزارة الدفاع الروسية عن أن أول مجموعة من الطائرات الحربية غادرت سوريا اليوم الثلاثاء، وذلك بعد يوم واحد من إصدار الرئيس الروسي أمراً بسحب الجزء الرئيسي من القوات الروسية بسوريا.
وتحدثت “نيويورك تايمز” عن قيام فضائية “روسيا 24” ببث صور حية لوصول طائرتين حربيتين إلى قاعدة جوية بروسيا.
وذكرت أنه على الرغم من أن توقيت الإعلان عن الانسحاب الروسي فاجأ القوى الغربية، إلا أن انسحاب القوات الروسية لم يكن بشكل كامل غير متوقع، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين حقق أهدافه الرئيسية في سوريا، بما في ذلك تلميع صورة بلاده كلاعب كبير على الساحة العالمية، وفق رأي “الصحيفة”.
======================
الواشنطن بوست: الضغوط لإعادة توطين مزيد من السوريين في أمريكا لا تسرّع من عملية التوطين
مارس 16, 2016
الحل السوري
في مقال لـ آدم تايلور، نشرته الواشنطن بوست في 12 آذار / مارس الحالي، تحدث الكاتب عن قرار الولايات المتحدة بتسوية أوضاع 10000 لاجئ سوري خلال العام الحالي. فبحسب المقالة طلب الرئيس أوباما في أيلول / سبتمبر أن يتم توطين ما لا يقل عن 10000 لاجئ سوري في الولايات المتحدة لسنة 2016، وهي زيادة كبيرة، ولكنها جزء صغير جداً مقارنة بملايين اللاجئين السوريين المشتتين من بلدهم خلال السنوات القليلة الماضية.
وقد قد انتقد الناشطون الولايات المتحدة لسنوات بسبب بطئها في الاستجابة والتفاعل مع أزمة اللاجئين السوريين. فمن وجهة نظرهم إنها حالة شاذة لأمة استقبلت أكبر عدد للاجئين خلال تاريخها من بين جميع الأمم. وأضاف الكاتب: “حتى في أفضل الحالات يمكن أن يستغرق الأمر 18 إلى 24 شهراً لإعادة توطين اللاجئين من أي جنسية”.
وذكر الكاتب أنه بكل حال، مع حلول نهاية شباط / فبراير، أقل من 1000 سوري كانوا قد وصلوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويشكك خبراء التوطين فيما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على إتمام هدفها مع حلول أيلول / سبتمبر.
وبحسب المقالة فقد أرسلت قوات بشرية وموارد أخرى إلى الشرق الأوسط _ خلال الأسابيع الماضية _ أملاً منها في إيجاد سوريين أكثر يكونون مرشحين ليتم تسوية أوضاعهم لديها. إنها دفعة مهمة، تمت ليس فقط لحماية العائلات الأكثر ضعفاً، وإنما من أجل تخفيف العبء عن بلدان الشرق الأوسط المجهدة من ضغط الأعداد الكبيرة من اللاجئين لديها، وفق المقال.
وفي لقاء للكاتب مع عائلة سورية في الأردن، كتب عنهم: “تخيّلت عائلة سورية بدايةً جديدة لها من خلال جلوسها على أرض شقة صغيرة شرقي العاصمة عمان.. التوأمان ليان ولين، ذوات الـ 12 عاماً، وشقيقهما عبد القادر ذي الـ 7 أعوام، ضحكوا من فكرة الانتقال إلى الولايات المتحدة. تحدّثوا عن توم وجيري وسبونج بوب وأحلام الفتاتين في أن تصبحا معلّمات أو محاميات. في حين قالت الأم أنها تريد لأبنها عبد القادر أن يصبح طبيباً، لكنه أبدى مداخلة ليوضح رؤيته الخاصة عن مستقبله ليقول بأنه يود أن يبيع السيارات”.
وأضاف: “بعد عامين من العيش في الأردن، تلقت آمال أحمد _ الأم والمعيلة الرئيسية للعائلة _ مؤخراً اتصالاً من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حول احتمالية أن يتم إعادة توطينهم في الولايات المتحدة الأمريكية. مقابلتها الأولى كانت في  شباط / فبراير، وكانت جزءاً مما أوضحت _ بفخر _ أنه جزء من برنامج (التعجيل) من أجل إعادة توطين السوريين”.
كما جاء في المقالة أن حالة الآلاف من اللاجئين الآن طي النسيان. يجد هؤلاء المتواجدون في الأردن ولبنان و #تركيا أنفسهم غير مرحب بهم يوماً بعد يوم في البلدان التي أثقل اللاجئون كاهلها. ويضيف: “يتخلى الكثير عن طلباتهم منضمين إلى القوافل الضخمة للناس المتدفقة إلى أوربا في مخاطرة بحياتهم للسفر، أو حتى يقوم البعض بالعودة إلى سوريا. وأنه بين شباط / فبراير و نيسان / أبريل، أرسلت وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي موظفين إضافيين إلى الأردن للمساعدة في إجراء مقابلات مع المزيد من السوريين الذين قدموا طلبات لجوئهم. وقالت السفارة الأمريكية في الأردن إنه تم إرسال 30 ضابطاً من الأمن الداخلي إلى الأردن وتم فتح منشأة جديدة لهم، وتجري في لبنان والعراق جهود مماثلة.
وذكر الكاتب أن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي أجرت مقابلات مع سوريين وأحالت الحالات الضعيفة منهم إلى السلطات الأمريكية، تحولت أيضاً إلى مستوى أعلى من الجهود المبذولة. تم نقل الموظفون من كافة أنحاء المنطقة إلى عمان للعمل بمناوبات مسائية يتم تطبيقها. في بنوك الهاتف، يتصل موظفي الأمم المتحدة مع اللاجئين الذين قدموا طلباتهم وكانوا مؤهلين لأن تتم تسوية أوضاعهم. هؤلاء الذين سوف تتم دعوتهم لإجراء مقابلة في مركز الأمم المتحدة في عمّان، حيث يعطون بيانات بيومترية أيضاً، هو إجراء أمني رئيسي ليتم تأكيد هويتهم خلال العملية.
وبحسب مسؤولين في مكاتب الوكالة في عمان فإن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تخطّط لإحالة ما لا يقل عن 9000 سوري من الأردن فقط لتتم تسوية أوضاعهم مع حلول نهاية الشهر. ويتوقعون بأن نصف هذا العدد تقريباً يمكن أن يتم إعادة توطينه في الولايات المتحدة.
وفي لقاء مع ممثل وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في #الأردن آندريو هاربر، قال إن تسوية الأوضاع السريعة التي تمت لـ 25000 سوري في كندا أظهرت ما يمكن القيام به. لكنه اعترف أيضاً أن الفرق الكبير بين كندا والولايات المتحدة هو مستوى المخاوف الأمنية.
وقال أيضاً : “أمريكا لديها مخاوف أمنية قوية جداً، لكن ما رأيناه هو أن اللاجئين نادراً ما يشكلون تهديداً أمنياً من تسوية أوضاعهم”، وأضاف: “الإرهابيون فقط لا يدخلون من جداول إعادة التوطين”.
ويضيف الكاتب أن وجهة النظر هذه قد لا تجد جمهوراً متقبلاً لها في الولايات المتحدة، حيث قام مرشحو الرئاسة بدعوات شعبية لوضع حد لجميع السوريين الذين تمت تسوية أوضاعهم لديها، كما هدد عدد من الحكام بمنع السوريين عن ولاياتهم.
أما أصحاب الشأن في عملية تسوية الأوضاع من الجانب الأمريكي قالوا إن إجراءات استثناء السوريين المتقدمين والتي تتضمن فحوصات أمنية متعددة، لا تتم على عجل.
وفي لقاء مع إليانور أسير، مدير برنامج حماية اللاجئين أولاً وحقوق الإنسان قال: “المقابلات سوف تصبح شاملة أكثر من أي وقت مضى”، وأضاف: “لن يتم أي جزء من هذه العملية خلال دائرة صغيرة، جميعها سوف تكون موسعة وشاملة “.
ويضيف الكاتب: عملياً، هذا يعني أن السوريين الذين بدؤوا العملية قد يتوجب عليهم الانتظار 18 شهراً على الأقل إلى أن تتم تسوية أوضاعهم. سينتقل البعض بدون شك، لكن عائلة أحمد تقول بأنهم يزمعون انتظار الخروج منها.
واختتم مقاله بقول أحمد قبل أن تعيد المحادثة لعائلتها الحياة المتخيلة في الولايات المتحدة: “لكي أكون صادقاً، ليس لدي مكان آخر أذهب إليه “.
======================
واشنطن بوست: لا وجود لخطة بديلة في «جنيف 3» ومصير الأسد نقطة خلاف .ط
 اليوم الثلاثاء 15-03-2016
 تعليقاً على انطلاق مفاوضات السلام "جنيف 3" بشأن سوريا يوم أمس الاثنين، وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية هذه المفاوضات بأنها الفرصة الأخيرة لتجنب المزيد من سفك الدماء في الحرب السورية التي اندلعت بسبب الانتفاضة السلمية منذ خمس سنوات وتحولت إلى حرب أهلية كارثية في نهاية المطاف.
وترى الصحيفة أنه على الرغم استمرار الانقسامات الشديدة، فإن الأطراف المتحاربة قد وافقت على استئناف المفاوضات مرة أخرى في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، من أجل تسوية خلافاتها، مشيرةً إلى انهيار مفاوضات مماثلة منذ أكثر من شهر تقريباً بسبب الغارات الجوية، المدعومة من روسيا، التي شنتها القوات الحكومية بالقرب من شمال مدينة حلب السورية.
لا خطة بديلة
وتشير "واشنطن بوست" إلى المخاطر الكبرى لاستمرار الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة أكثر من ربع مليون نسمة، وتسببت في أزمة غير مسبوقة للاجئين، ناهيك عن توفير بيئة مواتية لصعود الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وتؤكد الصحيفة على وجهة نظر ستافان دي ميتسورا، وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام، التي صرح بها للصحافيين في مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث قال: "إن الخطة البديلة الوحيدة المتاحة هي العودة إلى الحرب، التي ستكون أسوأ مما شهدناه حتى الآن".
وتنوه "واشنطن بوست" أن دي ميتسورا يخطط إلى عقد محادثات مع وفود الحكومة والمعارضة، كل على حدة، فيما يُطلق عليه "محادثات غير مباشرة".
الأسد نقطة الخلاف
وعلى الرغم من تصريحات دي ميتسورا بأن الاجتماع مع الوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري كان "مفيداً وموضحاً لكثير من القضايا"، ومن المقرر عقد اجتماع آخر يوم غداً الأربعاء في أعقاب اجتماع دي ميتسورا مع المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، فإن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب "واشنطن بوست"، يظل نقطة الخلاف الرئيسية في إيجاد حل للنزاع.
وتوضح الصحيفة أن المسؤولين السوريين قد رفضوا دعوات المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة، إذ ينطوي هذا الحل على استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.
وتقول الصحيفة: "على الرغم من أن مستقبل بشار الأسد لا يزال يشكل أهم العقبات في مفاوضات السلام، فإن رموز المعارضة يعتقدون في وجود بارقة أمل لحل الأزمة، إذ يستشهد بعضهم بنجاح الهدنة الجزئية في الاستمرار لأكثر من أسبوعين برعاية الولايات المتحدة وروسيا، بغض النظر عن الانتهاكات التي تقوم بها قوات بشار الأسد، بما في ذلك محاولات الاستيلاء على الأراضي والغارات الجوية على السكان المدنيين".
وبحسب "واشنطن بوست"، يرى عدد من ممثلي المعارضة، الأعضاء في اللجنة العليا للمفاوضات: "أن وقف الأعمال العدائية هي الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به الآن، فقد أصاب التعب الجانبين المتحاربين، وثمة شعور قوي بأن الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع هو الحل السياسي".
وتدعو المعارضة، كما تشير الصحيفة، روسيا إلى استخدام نفوذها لكبح جماح الحكومة السورية، والسيطرة على التظام السوري وإجباره على الالتزام بوقف الأعمال العدائية.
اختطاف الثورة
وتضيف واشنطن بوست: "قبل خمس سنوات، لم يتوقع السوريون أن تتحول الانتفاضة السلمية التي قاموا بها ضد الرئيس بشار الأسد إلى حرب عنيفة بالوكالة بين الجهات الإقليمية الفاعلة، وكذلك لم يتوقعون أيضاً أن يتم اختطاف ثورتهم من قبل تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي".
وتختتم الصحيفة بالتأكيد على أن تجديد مظاهرات الشعب السوري يوم الجمعة الماضي يُعد بمثابة رسالة بأن الثورة لا تزال مستمرة لدى الكثير من الشعب السوري.
======================
واشنطن بوست| لماذا لم تتدخل الولايات المتحدة فى سوريا
مارس 16, 2016
رؤية
ترجمة- آية سيد
المصدر- واشنطن بوست
في 17 مارس, سوف تدخل الثورة السورية عامها السادس الملطخ بالدماء. إن الدولة التي كانت موجودة قبل الثورة إنتهت. لقد اصبح الشعب السورى إما مدمراً أو مطروداً. وإنهار الاقتصاد. لقد تدمرت أرض سوريا بالكامل على يد قادتها ورعاتهم الدوليين.
لقد أصبحت سوريا اليوم حالة دراسية في عولمة العنف, حيث تخضع لشراسة خليط متعدد الجنسيات من المرتزقة, وأسياد الحروب, وقطاع الطرق والسفاحين. لقد تم إنتهاك سيادتها بصورة قاتلة, وبيعها بسعر رخيص من نظام كان بقائه هو سبب وجوده الوحيد. تواصل جماعات المعارضة المسلحة القتال, لكنها لا تزال مُمزقة, ومخدومة بشكل سييء من قادتها السياسيين, وتنقصها الأسلحة وأكثر يأساً من أي وقت مضى خلال الخمس سنوات الماضية. بينما تقترب هذه الذكرى الكئيبة, تكفلت روسيا وإيران بالإبقاء على النظام – على الأقل حتى الآن – في الوقت الذي ينزف فيه الخراب الذي أحدثوه إلى الشام وعبر إيجة إلى أوروبا.
توجد عدة أسباب لمحو سوريا كدولة. إن الوحشية التي سعى بها نظام الأسد للحفاظ على بقائه تلوح بقوة لكنها ليست قائمة بذاتها على الإطلاق. قام تنظيم الدولة الإسلامية, الذي ساعده وحرضه نظام الأسد, بضم أجزاء كبيرة من الأراضي السورية إلى خلافته المزعومة. إن المعارضة السورية العنيدة, المُعتمدة على رعاتها الإقليميين والأسيرة لطموحات قادتها الشخصية, متواطئة بالتأكيد في تدمير وطنها. وكذلك أيضاً إهمال وعدم ترابط جماعة “أصدقاء سوريا” التي تأسست في 2011 من أجل تنسيق الدعم الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين. بالرغم من إعلان الرئيس أوباما في أغسطس 2011 أنه حان الوقت لكي يتنحى الأسد, إلا أن حسابات الإدارة للمصالح, القيود والتكاليف أدت بها سريعاً إلى أن تعتبر سوريا والسوريين قابلين للإستهلاك.
هل كان إنهيار سوريا حتمياً حالما انتقل نظام الأسد إلى سحق حركة الإحتجاج الوطنية, مُطلقاً العنان لدوامة من العنف المتصاعد؟ هل كان هناك ما يمكن للولايات المتحدة, بالتحديد, فعله لكي تكسر حدة الصراع, وتغير مسار الثورة وتساعد في تحقيق إنتقال سياسي هادف أسوة بما هو منصوص عليه في بيان جنيف الصادر في يونيو 2012؟ إذا كانت هذه الخيارات متاحة, مثلما أقرت علناً شخصيات رفيعة المستوى سابقة في إدارة أوباما بعد تركها للمنصب, لماذا لم تتعقبها الولايات المتحدة؟
إن الأمر الأكثر وضوحاً في نهج الإدارة تجاه سوريا هو الإنحياز المعرفي العميق بعيداً عن الخطر. بالنسبة إلى الرئيس ومستشاريه, إمكانية أن الأفعال الأمريكية قد يكون لها عواقب سلبية لاحت نذرها بثبات أكثر من النتائج السلبية الحقيقية والواضحة للتراخي. حتى في الوقت الذي تصاعد فيه الصراع السوري وارتفعت تكاليف التراخي, ظل حساب الإدارة للخطر ثابتاً. لقد رأى فريق عمل البيت الأبيض مردود العمل غير مؤكد, والمنافع المحتملة منخفضة والتكاليف المرجحة مرتفعة بشكل غير مقبول. يبرر المسئولون الكبار, ومن بينهم أوباما, نهجهم بدعوى أن الإشتباك سوف يؤدي لا محالة إلى التوسع التدريجي للمهمة, مما سيجذب الولايات المتحدة إلى ورطة على الطراز الأفغاني – وهو رأي عززته مخاوف الإدارة من صعوبة التحكم في النتائج التعاقبية التي تتبع في كثير من الأحيان ما يبدأ على إنه تدخلات محدودة.
بالنظر إلى تجنبها الشديد للمخاطر, سلكت الإدارة نهجاً معتدلاً في التعامل مع الصراع السوري. بعيداً عن حملتها الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية, وجهت معظم جهودها والكثير من مواردها إلى تخفيف الآثار الإنسانية للحرب. لم تفعل الكثير لمواجهة قضيتها الرئيسية – سلوك نظام الأسد. بدلاً من ذلك, كان هدفها هو إحتواء الصراع السوري وإبقاء العنف داخل الحدود السورية.
مع ذلك, الصراع لم يساعد. انتشر العنف, وتسبب في تدفق ملايين اللاجئين البائسين إلى الخارج. بينما تدفق فاعلون إقليميون ومقاتلون متطرفون إلى الداخل, مما حوّل التمرد المحلي إلى “حرب عالمية مُصغرة.”
في رفض الإشتباك, يُلقي إرث التدخلات الفاشلة عبئاً ثقيلاً على عاتق إدارة أوباما. العراق وأفغانستان, وأيضاً تجربة ليبيا, حيث وقع عزل معمر القذافي والإنهيار اللاحق للدولة الليبية تحت سمع وبصر أوباما, يقفون كدروس ملموسة للإدارة عن حدود القوة العسكرية والعواقب الكارثية التي يمكن للتدخلات الأمريكية أن تطلق العنان لها.
علاوة على ذلك, إعتماد الإدارة على “الدروس المستفادة” من التدخلات السابقة ليس مجرد تبرير مخصص لتجنب الإشتباك في صراع سوريا الفوضوي. لقد لعبت المقارنات التاريخية دوراً كبيراً في تحديد المبادئ التي توجه نهجه في سوريا. مثلما أوضح في خطاب حالة الإتحاد الأخير, هذه تتضمن رفع المعايير لتحديد متى تكون المصالح الأمريكية في خطر, ضبط النفس في إستخدام القوة العسكرية, مشاركة الأعباء, الحاجة لجهات فاعلة محلية لكي تقود حل المشكلات المحلية والتشكك في قدرة الولايات المتحدة على بناء الأمم.
إن النقد الصادق فكرياً لسياسة أوباما في سوريا يجب أن يقر بشرعية تشككه وصحة الدروس التي تعلمها من تجارب العراق وأفغانستان وليبيا. في كثير من الأحيان, لم تكن التدخلات الأمريكية فعالة. في كثير من الحالات كان ضررها أكثر من نفعها. تقوم الولايات المتحدة بتغيير النظام بطريقة سيئة.
ما الذي يجعل سوريا مختلفة؟
بالتأكيد, تحمل سوريا بعض التشابه مع العراق وأفغانستان, لكن الإختلافات كبيرة أيضاً. على عكس سوريا, لم تختبر العراق ولا أفغانستان ثورة وطنية والتي سعت إلى عملية سلمية  للإنتقال السياسي. في العراق وأفغانستان, حققت الولايات المتحدة تغييراً للنظام من خلال التدخلات العسكرية المباشرة. في سوريا, “القوات البرية” بمعنى تواجد عسكري أمريكي واسع النطاق لم تكن خياراً جاداً. لم يكن التدخل الأمريكي مطلوباً من المعارضة السورية ولا موصى به من أصحاب الآراء الموثوقة في الولايات المتحدة. لقد طلب نشطاء المعارضة السورية دعم الولايات المتحدة, وليس المشاركة في عمليات قتالية.
لقد سعى مناصرو سياسة أمريكية أكثر جزماً في سورياإلى تمكين المعتدلين المحليين, وقلب توازن القوة العسكرية على الأرض وتسهيل الإنتقال السياسي المتفاوض عليه الذي سيحافظ على مؤسسات الدولة, ويترك عناصر من نظام الأسد ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء, ويضمن أمن الأقليات, ومن ضمنهم المجتمع العلوي.
هل يتواجد هؤلاء المعتدلون؟ هل تعرف الولايات المتحدة عنهم ما يكفي لتبرير تقديم الدعم؟ هل دعم الولايات المتحدة للمعارضة المسلحة أحدث فرقاً؟ كانت إدعاءات الإدارة حول هذه القضايا الحرجة متضاربة بصورة مذهلة و – كما أعترف السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد عقب الإستقالة من منصبه – متعارضة مع الأدلة التجريبية.
في أوقات مختلفة, أدعى البيت الأبيض إنه يعرف القليل جداً عن المعارضة والكثير جداً. لقد وصف مقاتلي المعارضة بإنهم إصلاحيون غير مدربين ومتشددون عديمي الرحمة. مع هذا في المرحلة الأولى من الثورة على الأقل, كما كان البيت الأبيض مدركاً تماماً, كانت أغلبية المعارضة المسلحة تتكون من شبكة منتشرة بشكل كبير وغير مركزية من “كتائب” دفاع مدنية محلية والتي عملت إلى جانب وفي بعض الأحيان بتنسيق مع كتائب أكبر ومتحركة أكثر مكونة بشكل كبير من منشقين عن الجيش السوري. كان المقاتلون الأجانب بالكاد موجودين. كانت الأيدولوجيات المتطرفة موجودة عند أقلية ضئيلة من مقاتلي المعارضة – – على أكثر تقدير.
في حين أن غياب الترابط لدى المعارضة زاد من صعوبة التعامل مع الأمر, نجح المقاتلون في دفع القدرة المختلطة لنظام الأسد إلى نقطة إنهيار النظام, ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات: في منتصف 2012, ومجدداً في منتصف 2013 وفي صيف 2015. في كل مرة, كان التدخل الخارجي من داعمي النظام, والذي لا يضاهيه الدعم المماثل للمعارضة, يميل التوازن العسكري مرة أخرى لصالح النظام, مُحبطاً الظروف التي ربما كانت ستجبر النظام على التفاوض.
حتى بعد التدخل الإيراني واسع النطاق في 2013 لمنع سقوط النظام, واصلت المعارضة المسلحة كسب الأراضي. بمنتصف 2015, دفعت مكاسب المعارضة نظام الأسد إلى وضع متقلقل لدرجة جعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمر جيشه بالتدخل. لقد كان بعد وقت طويل من إندلاع الثورة, وفي رد على فشل الولايات المتحدة وحلفاءها في الإستجابة إلى مناشدات المساعدة, أن خاضت المعارضة المسلحة عملية التحول إلى التطرف. حتى حينذاك, في يناير 2014, هزمت الكتائب المعتدلة المنتسبة إلى الجيش السوري الحر وحدات تنظيم الدولة الإسلامية ودفعتها خارج المواقع التي استولت عليها في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال وشرق سوريا, مُناقضين الروايات حول تطرف المعارضة الغير ملجوم.
ولإنه أخطأ في قراءة عمليات التحول إلى التطرف, خسر البيت الأبيض فرصاً منخفضة المخاطر لردع نمو الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية. لقد رأى التطرف الصاعد على إنه يكشف شيئاً جوهرياً وأساسياً عن مقاتلي المعارضة, ورأى إنتسابهم إلى الجماعات المتطرفة كتعبير عن الإلتزام الأيدولوجي للمقاتلين بالآراء الجهادية السائدة. على العكس, مثلما كشفت العديد من المقابلات مع المقاتلين, كان التحول إلى التطرف ذرائعياً وليس أيدولوجياً. إن غياب دعم الغرب خلق حوافز للمقاتلين السوريين لكي يبيعوا دعمهم إلى المزايدين الأكثر تطرفاً, بغض النظر عن آرائهم السائدة.
لقد أتبع المقاتلون السوريون الموارد, وليس المعتقدات. إن الإنتساب لم يدل دائماً على الولاء. الإذعان لم ينطوي دائماً على الإلتزام. في هذه الحالات, المزيد من الدعم الأمريكي القوي للجماعات المسلحة المعتدلة ربما يكون قد نشأ عنه عمليات تحول إلى التطرف والتي كانت ذرائعية بشكل رئيسي وليست أيدولوجية. حتى الآن هذا الخيار, الذي لم يتم إختباره من الإدارة بشكل جدي – لقد كان برنامج “التدريب والتسليح” بدعة من روبي جولدبيرج مُصممة لكي تفشل – قد يُحدث فرقاً في مساندة المعارضة المعتدلة.
ماذا عن الطائفية؟ هل التركيب الطائفي لسوريا حكم عليها بإتباع العراق في مسار الإستقطاب الطائفي, والتطرف والتفتت الإقليمي؟ هل حددت الديموغرافيا والتاريخ مصير سوريا؟ فقط إذا تقبلنا أن هذه الظروف هي أسباب العنف – نتاج لـ”الأحقاد القديمة” وليسآثارها. في الحالة السورية, رغم ذلك, تشير الأدلة إلى الإتجاه المعاكس: الإستقطاب, التطرف والتفتت هم آثار العنف المتصاعد, وليسوا أسبابه. إن المشاركين في الثورة, وكذلك أيضاً البحث القادم للعالم السياسي كيفين مازور, يسلطون الضوء على الإستخدام الذرائعي للعنف من طرف النظام من أجل زيادة حدة التوترات الطائفية. تعكس بيانات الإستطلاعات الأخيرة تأثير الإستقطاب الطائفي في سوريا بعد سنوات من الصراع, وأيضاً المدى الذي يواصل إليه السوريون التعبير عن التسامح والرغبة في التسويات ما بين الطوائف بإسم السلام.
بالرغم من العيوب العميقة في الإفتراضات التي تكمن في سياسة الإدارة, يواجه مناصرو الإشتباك مشاكل حتمية في مواجهة الدفاع المطلق عن التراخي: سوريا لا تستحق. يلجأ مؤيدو نهج الإدارة إلى الإدعاء بأن الصراع السوري ليس محورياً للمصالح الإستراتيجية الأمريكية. إنهم يقولون أن سوريا, على الصعيد السياسي, كانت دائماً خصماً للولايات المتحدة. على الصعيد الإقتصادي, علاقاتها مع الولايات المتحدة عديمة الأهمية. مهما كان الصراع موجعاً, فإن الولايات المتحدة لا تملك إلا القليل على المحك في نتائجه.
مع ذلك, الأساس الوحيد الذي يمكن أن يقوم عليه هذا الإدعاء هو تبني تصوراً صارماً, منطوياً على مفارقة تاريخية عن مصلحة الدولة – تصوراً تعرف الإدارة إنه غير ملائم في عصر العولمة المفرطة وحدود الدول التي يسهل إختراقها بصورة متزايدة. هل الولايات المتحدة لديها مصلحة في منع الجرائم الوحشية ودعم الآليات الدولية, مثل مسئولية الحماية؟ هل هي مسألة تهم الولايات المتحدة إذا عززت إيران وضعها كمهيمن إقليمي في المشرق العربي؟ هل يجب أن يهم إستقرار جيران سوريا الولايات المتحدة؟ هل إستقرار الإتحاد الأوروبي في مصلحة أمريكا؟ هل الولايات المتحدة لها مصلحة في الحفاظ على نظام دولي ليبرالي والذي يقيد الأنظمة الإستبدادية مثل روسيا وإيران, ويشمل من خلال رفع تكاليف الإعتداءات, سواء في سوريا أو أوكرانيا؟ بينما تتآكل حرية الحركة داخل الإتحاد الأوروبي, تظهر شبكة عالمية من الأنظمة الإستبدادية لإضعاف المعايير الليبرالية والمؤسسات عالمياً, وبينما يتفسخ نظام الدول العربية, يتضح بشكل متزايد أن المُعرّض للخطر بالنسبة للولايات المتحدة في سوريا لم يكن أبداً يتعلق بالعلاقات الأمريكية-السورية. إنها مفارقة محزنة أن إلتزام الرئيس بالتراخي أضعف رؤيته عن نظام دولي حيث ضبط النفس على الصعيد العسكري والحضور الأمريكي الأقل سوف يُنتج نظاماً دولياً أكثر إستقراراً وسلمية.
إذاً, ما هي بعض الدروس الأولية المستفادة من الصراع السوري؟
في المدى القريب, لن يكون متأخراً على الرئيس القادم أن يُشرك الولايات المتحدة بشكل أكثر جزماً في الجهود المعنية بدفع الصراع السوري بإتجاه إنتقال متفاوض عليه, بشروط تزيد من إحتمالية التوصل إلى تسوية ثابتة والتي لن تُجبر السوريين على العودة إلى الديكتاتورية الوحشية لنظام الأسد, أو تعرّضهم إلى الشراسة الوحشية المماثلة لتنظيم الدولة الإسلامية.
ما سيتطلبه هذا ليس تدخل عسكري مباشر لكن رغبة لتطبيق الموارد الأمريكية بقوة بإتجاه نتيجة دبلوماسية تُلبي الحد الأدنى من متطلبات جميع الجهات الفاعلة المعنية – وتشمل الأمن لجميع المدنيين بغض النظر عن طائفتهم. بدون وجود رغبة من جانب الولايات المتحدة لمضاهاة الجزم الروسي ودعم مطالب اللجنة العليا للمفاوضات, هذه الجولة من محادثات جنيف ليست مرجحة لتحقيق نجاح أفضل من الجولة التي سبقتها, وبذلك تُضيّع ما قد تكون واحدة من الفرص الأخيرة للحفاظ على سوريا كدولة متكاملة.
على المدى البعيد, يحتل إخفاق الإحتواء وتكاليف التراخي مرتبة متقدمة في الدروس المستفادة من فشل الإدارة في سوريا. إن الإستراتيجية الفعالة تتطلب مرونة وإستعداد للتكيف مع تغير الظروف. إن فهم المقارنات التاريخية وعدم الإفراط في التعلم من دروس الماضي يُعد مهماً. وكذلك أيضاً حتمية تحمل المسئولية والتدبر المناسب لـ”الآثار المضاعفة” المحتملة للصراعات الإقليمية على إستقرار النظام الدولي. من الضروري وضع معايير لتحديد متى تكون المصالح الأمريكية في خطر بشكل كافي لتبرير إستخدام القوة, سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. إن تعزيز المؤسسات والآليات التي توسع نطاق الأدوات, الدبلوماسية والعسكرية, المتاحة للولايات المتحدة لكي تحبط الكوارث الإنسانية مثل سوريا وتمنع الحكومات من الإنخراط في إبادة جماعية بطيئة الحركة يجب أن تكون أولوية قصوى للرئيس الأمريكي القادم.
======================
"واشنطن بوست": لماذا انسحبت روسيا بشكل مفاجيء من سوريا؟
الإسلام اليوم ــ قسم الترجمة ـ سارة غلاب
 ناقشت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، متسائلة عن الأسباب وراء هذه الخطوة ومآلاتها على الأحداث في سوريا.
وكتب مايكل بيرنباوم وهيو نايلور فى عدد الصحيفة الصادر الثلاثاء تحت عنوان "انسحاب روسيا المفاجئ من سوريا والانتقال من المعركة لطاولة التفاوض" يقولان: "أعاد قرار الرئيس الروسى المفاجىء بسحب الطائرات الحربية من سوريا أمس الثلاثاء ترتيب الخطوط للصراع الضروس، ما عزز نفوذ موسكو ليس على أرض المعركة فحسب بل أيضا على طاولة المفاوضات".
وذكرت الصحيفة أن الطيارين الروس أقلعوا بطائراتهم من القواعد الجوية فى سوريا ووصلوا إلى روسيا وحظوا باستقبال الفاتحين المظفرين بعد مرور ستة أشهر على القرار المذهل الذى اتخذه الكرملين بإرسال قوات لمساعدة نظام بشار الأسد الذى يعد الحليف الرئيسى لروسيا فى الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتبان أن روسيا أعلنت مع ذلك أنها ستترك نظم قوية مضادة للطائرات فى سوريا، مما يمنحها نفوذا قويا فى المنطقة ويبقى على خيار العودة السريعة للبلاد مفتوحا.
وترى "الواشنطن بوست" أن الانسحاب المفاجىء، الذى يبدو أنه قد تم اتخاذه دون الرجوع لرئيس النظام بشار الأسد، هز بقوة أرجاء مباحثات السلام الجارية فى جنيف وأثار قلق النظام حلفاءه.
وأشارت الصحيفة إلى وجهة نظر الكثير من المحلين والتى مفادها أن الانسحاب السورى سيضع ضغطا كبيرا على نظام الأسد بغية التوصل إلى اتفاق لاقتسام السلطة مع المعارضة وسط علامات تشير إلى أن الأسد كان أقل خنوعا لبوتين عما كان يأمله الكرملين.
وأوضحت "الواشنطن بوست" أن هذا التحرك لفت على الفور الانتباه الدبلوماسى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الشىء الذى لطالما تطلع إليه بوتين، إذ يعتزم "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكية التوجه لموسكو الأسبوع القادم من أجل بحث الانسحاب والخيارات الخاصة بالمرحلة الانتقالية فى سوريا.
وأفادت الصحيفة أن الزعماء الروس أعلنوا أنهم سوف يكثفون جهودهم الرامية لمكافحة "الإرهاب" فى سوريا، مما يترك هالة من الضباب والحيرة حول المعالم الدقيقة لخططهم وهو الأمر الذى ربما أردوه على وجه الدقة.
وأشار الكاتبان إلى ما أعلنته وسائل الإعلام الروسية مستشهدة بمصادر مجهولة من أن المستشارين الروس المشاركين فى وضع الخطة العسكرية الخاصة بسوريا يعتزمون البقاء فى البلاد.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن "سيرجى إيفانونف" كبير الموظفين فى الكرملين قوله للصحفيين فى موسكو أمس الثلاثاء :"لن نخفف من وطيس المعركة بل سنشددها. بيد أنه لتحقيق هذا الغرض فإننا لسنا فى حاجة للفرقة العسكرية الموجودة حاليا".
وأشارت إلى أن الانسحاب الذى تزامن مع الذكرى الخامسة لبداية الاحتجاجت السلمية فى سوريا جاء بعد عملية استغرقت ستة أشهر انقذت خلالها روسيا الأسد من الهزيمة وجعلت من شبه المستحيل الإطاحة به بالقوة، بيد أنه لاحت فى الأفق بوادر على أن نظام الأسد كان يدفع من أجل السيطرة من جديد على كل الأراضى التى خسرها، غير أن هذا ربما كان سيتطلب فترة أطول ويخاطر بالزج بروسيا فى خضم حرب طويلة ومكلفة.
ونوه الكاتبان أيضا إلى ما صرح به مسئول روسى كبير من أنه بدلا من ذلك تركت روسيا قوة مخفضة العدد فى قواعدها البحرية والجوية فى سوريا ولا تعتزم نقل نظامها الصاروخى القوي أرض – جو طراز أس – 400.
وترى "الواشنطن بوست" أن ذلك يعنى أن روسيا سوف تواصل السيطرة على المجال الجوى السورى، وهو ما يعد رادعا للدول على شاكلة تركيا والسعودية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التى قد تفكر فى إقامة مناطق لحظر تحليق الطيران فوق مناطق فى سوريا.
وزعمت أن النظام العالي التقنية المضاد للطائرات يعدل تعديلا كبيرا ميزان القوة فى سوريا ويقدم لروسيا موطىء قدم فى الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن "فيكتور أوزيروف" رئيس لجنة الشئون الدفاعية والأمنية بمجلس الدوما الروسى قوله لوكالة "انترفاكس" للأنباء :"عندما نرى أن العنصر السياسى يتحرك بنجاح وأن قوات الجيش والشرطة فى سوريا قادرة على تدمير بؤر الإرهاب اعتمادا على نفسها، عندئذ فإننا من المحتمل أن نفكر فى أمر النظام المضاد للطائرات وسنقوم بتفكيكه".
وترى أنه حتى إذا ظل جزء من القوة فى سوريا فإن الانسحاب العام يفيد أن بوتين قام بأكبر تحرك استراتيجي وأنه يعرف متى ينسحب قبل أن يقع فى مستنقع صراع أخر فى الشرق الأوسط يلتهم الموارد، وكان الرئيس الأمريكى قد ألمح إلى أن هذا سيكون مسار التدخل الروسى فى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله "الكيسندر باونوف"، وهو محلل فى مركز مؤسسة كارانجى فى موسكو من أنه "من الأفضل الانسحاب أثناء الهدنة عن الانسحاب خلال الحرب، لأن الانسحاب أثناء الحرب يعنى الوقوف فى موقف المدافع، فى حين أن الانسحاب وقت الهدنة يعنى النصر".
ولفتت أيضا إلى ما يراه المراقبون فى الغرب من أن بوتين ربما يبحث حقا عن وسيلة لإرغام الأسد على التوصل إلى اتفاق الآن بعدما نجحت روسيا فى القضاء على احتمال الإطاحة بحليف عربى رئيسى باستخدام العنف.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن "كليف كوبشان" وهو محلل مخضرم فى الشئون الروسية ورئيس مجموعة "يوروآشيا" وهى مجموعة معنية بتحليل المخاطر السياسية قوله إنه "يعتقد أن بوتين يمنح السلام فرصة لكنه استخرج بوليصة تأمين كبيرة. أنه يقدم مساحة آمنة للغاية لتنفس الصعداء من أجل الدبلوماسية".
وأفادت الصحيفة أن مبعوثى الأسد وممثلى المعارضة السورية شاركوا فى محادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة هذا الأسبوع وذلك على الرغم من أنهم بدأوا المفاوضات ببطء على ما يبدو.
ونقلت عن "ستيفان دى ميستورا" مبعوث الأمم المتحدة الذى يقود المباحثات بعد اجتماعه مع ممثلين عن وفد المعارضة قوله: "سيحدث الانسحاب الروسي تأثيرا فعليا على المحادثات. وسيعطى دفعة جديدة للمفاوضات".
وأشارت أيضا إلى ما ذكره الدبلوماسيون وأفراد من المعارضة من أن التحرك الروسي أخذ النظام السورى على حين غرة، ونتيجة لذلك فإنهم يتوقعون أن تتخذ المحادثات اتجاها أكثر جدية من الجولة السابقة التى كانت قد انهارت بسبب الهجوم الذى شنه النظام السورى بدعم من روسيا بالقرب من مدينة حلب السورية الاستراتيجية.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى وجهة نظر دبلوماسى غربى رفض نشر اسمه لأنه غير مسموح له التحدث عن هذه المسألة علانية والتى مفادها أن النظام السوري يشعر بالتخلي عنه بعض الشيء.
وترى الصحيفة أن المسائل الشائكة لا تزال عالقة، وكانت المعارضة قد أبلغت "دى ميستورا" عن قلقها إزاء نقص المساعدات الإنسانية التى كان قد تم التعهد بتقديمها للسوريين المحاصريين والمعتقلين فى السجون التى يسيطر عليها النظام السوري.
وذكرت أنه لم تكن هناك أية مظاهر فى وسط دمشق أمس الثلاثاء تشير إلى الذكرى الخامسة للصراع الذى بدأ باحتجاجات عارمة ضد نظام الأسد.
وسلطت الصحيفة الضوء على محاولة وسائل الإعلام الرسمية السورية للتقليل من أهمية الانسحاب الروسي، وأكد التليفزيون الرسمى على أنه قد تم اتخاذ القرار بالتنسيق مع النظام السورى وذلك على الرغم من أن الكرملين قد أعلن قبل ذلك بيوم أنه قد تم اتخاذه دون التشاور مع الشركاء السوريين.
وذكرت أيضا أن حلفاء آخرين للنظام السوري صرحوا أنهم قد اندهشوا من الإعلان السورى، وقال مسئول من حزب الله اللبنانى الذى يرسل المقاتلين لسوريا لمساعدة النظام هناك إن الانسحاب المفاجىء "كان له وقع الصدمة". وأضاف المسئول الذى رفض نشر اسمه لأنه غير مفوض بمناقشة المشاورات الداخلية التى يجريها الحزب قائلا :"علينا التروى والتريث لمعرفة النوايا الحقيقية للروس لأن هناك مخاوف من أن يدفع حزب الله الثمن فى نهاية المطاف".
وأضافت الصحيفة أن خصوم النظام السورى يتطلعون بشدة على ما يبدو للاستفادة من الانسحاب الروسي، وصرح أحد قادة جبهة النصرة وهى الجماعة المتحالفة مع تنظيم القاعدة فى القتال فى سوريا لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الجماعة تستعد لشن هجوم "خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة".
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================
لوموند :سوريا: كيف أهملت الاستخبارات الأميركية معلومات الثوار عن المتشددين
الثلاثاء 15, مارس 2016 في 9:38 م
الشارقة 24:
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تحقيقاً تناول إهمال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي آي" للمعلومات التي زودها بها "الجيش السوري الحر" عن المتشددين، ما أدّى بالنتيجة إلى سيطرة هؤلاء على نحو نصف الأراضي السورية.
ذكرت صحيفة "لوموند" أن القصة تشبه سطواً مسلحاً أسفر عن نتائج مأساوية وتداعيات دولية خطيرة. وهي قصة بضعة رجال من ذوي النوايا الحسنة الذي حاولوا منع حصول الكارثة. هي قصة أخذ الثورة السورية رهينة بيد تنظيمين متشددين، "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" على حساب المعارضة المسلحة المعتدلة ضد نظام بشار الأسد، والتي تخلت عنها واشنطن على الرغم من كل المعلومات التي قدمتها للاستخبارات الأميركية.
"لوموند" تابعت التحقيق عبر تسجيل شهادة شخص، الجاسوس رقم واحد في "الجيش السوري الحر" ولقبه "م". وخلال سنتين، أوصل هذا الشخص إلى الـ"سي آي آي" تقارير مفصلة بواسطة شبكة مخبريه، تشمل خرائط وصور وإحداثيات وأرقام هواتف.
الصحيفة اطلعت على بعض هذه المعلومات، التي تضم فيما تضم مواقع مكاتب ونقاط تفتيش المتشددين في الرقة، ومقر قيادتهم في سوريا. وقال "م": "هؤلاء الغرباء جاؤوا لسرقة بلادنا وحقوقنا وأرضنا"، وهو يرى فيهم خطراً مميتاً يهدد سوريا.
"م" يشرح أيضاً، أنه منذ كان "داعش" يعد 20 عضواً ولغاية ما أصبح يضم 20 ألفاً، "أعطينا الأميركيين كل المعلومات"، موضحاً أنه عندما كان يسألهم ماذا يفعلون بهذه المعلومات، كانت الإجابة أن الموضوع بيد صناع القرار.
جنّد "م" نحو ثلاثين رجلاً يثق بهم، تغلغلوا في المدن التي كانت تتساقط بيد "داعش": جرابلس، الباب، تل أبيض، منبج، الرقة. ولتأمين تمويل شبكته، طلب من الأميركيين 30 ألف دولار شهرياً، ولم يحصل سوى على 10 ألاف.
ولا يكتفي مخبرو "الجيش السوري الحر" بالتنصت على المتشددين، بل يجرون أحياناً مسحاً ميدانياً خطراً، وقد أظهر "م" للصحيفة الفرنسية صورة مأخوذة عن بعد لمعسكر تدريب شمال محافظة اللاذقية، يرتاده متشددون أجانب. وهو يؤكد أنه أرسل هذه المعلومات إلى الغربيين مع إحداثيات الموقع ولم يتلق أي جواب، كما يشير إلى نجاح عملائه في الحصول على أرقام هواتف مسؤولين من "داعش" وأرقام أجهزتهم للبث عبر الأقمار الإصطناعية، وحتى عناوين حساباتهم الإلكترونية، وكالعادة لا جواب من جهة الأميركيين.
"لوموند" كشفت أيضاً عن مخطط سري جرى وضعه في صيف 2014 بالإتفاق مع واشنطن، يهدف إلى طرد "داعش" من محافظة حلب. وبعد تأجيله مرات عدة بناء على رغبة الأميركيين، تم إحباط العملية بعد هجوم مفاجىء لـ"جبهة النصرة" ضد كتيبة "الجيش السوري الحر" التي كان من المفترض أن تنفذه.
من جانبه، يقول ديبلوماسي غربي إنه "فاتنا خلال 2013 مناسبتان حيويتان. الأولى الهجوم الكيميائي ضد ضاحية دمشق يوم 21 اغسطس/آب والذي بقي من دون رد ما قوّى عزيمة النظام، والثانية تقوية اللاعب الذي كان بوسعه محاربة داعش، والجيش السوري الحر كان هذا اللاعب الذي أهمله الغرب".
======================
وول ستريت جورنال: تدخل بوتين في سوريا يجني ثمارا أوسع من إنقاذ حليف عسكري
الأربعاء 16.03.2016 - 02:18 ص
البلد
سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الضوء على حالة الغضب العارمة التي اجتاحت واشنطن وتحذيراتها من أن روسيا تواجه مستنقع عندما بدأت الأخيرة حملة القصف في سوريا العام الماضي.
ورأت الصحيفة أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب بعض القوات هذا الأسبوع يشير إلى عزمه على الالتفاف حول هذا المستنقع .. وبعد خمسة أشهر من القصف في سوريا، يقول مراقبو الكرملين أن روسيا أنجزت بالفعل كل ما عقدت العزم على تحقيقه.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس /الثلاثاء/ - أن روسيا لطالما قالت إنها تريد تجنب تكرار سيناريو ليبيا في سوريا، حيث أتاح إسقاط الديكتاتور الليبي الفرصة أمام تنظيم "داعش" الإرهابي لاستغلال فراغ السلطة لبناء قوة من عدة آلاف من المقاتلين هناك، حيث قال بوتين إن الرئيس السوري بشار الأسد هو الأداة الأكثر فعالية لمكافحة الإرهاب في سوريا- مهما كانت وجهة نظر الغرب تجاه سجل حقوق الإنسان للأسد.
واستدركت قائلة إن إنقاذ روسيا للأسد يجني ثمارا أوسع لها من مجرد إنقاذ حليفا عسكريا، موضحة أنه عندما بدأت روسيا حملة قصف في العام الماضي، فإنها بذلك أحدثت اضطرابا في خطط الغرب لعزل موسكو دبلوماسيا لسلوكها في أوكرانيا، حيث اضطر الغرب للتشاور مع روسيا حول عملياتها في سوريا بعد تحليق طائراتها هناك.
وأوضحت أن حملة قصف روسيا أرسلت أيضا إشعارا إلى الغرب يوضح إلى أي مدى تطور الجيش الروسي منذ أن أمر بوتين بتعزيزه بعد توليه رئاسة البلاد، لافتة إلى أن موسكو فاجأت العديد من الخبراء العسكريين بقدرتها على المحافظة على قصفها على مدى عدة أشهر، وهو إنجاز لم يكن من الممكن أن تحققه قبل بضع سنوات، كما أنه خطوة لن تتمكن سوى قلة من الدول إلى جانب الولايات المتحدة، من إدارتها اليوم.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن روسيا قدمت عرضا لصواريخ كروز والقنابل الدقيقة في بداية الحملة، عندما كان المسلحون يتمركزون بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، مشيرة إلى أن موسكو قامت في وقت لاحق بقصف المسلحين بشكل رئيسي من ارتفاع شاهق باستخدام قنابل غير موجهة، وهو التكتيك الذي يقول المنتقدون أنه جلب الخراب والدمار على السكان المدنيين، مما أدى إلى تفاقم أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن الضربات الجوية الروسية في نهاية المطاف كان أمامها فرصة أكبر لتكون فعالة، حيث أن لموسكو، خلافا للغرب، حليف كبير وموثوق به على الأرض، وهو الأسد، الذي يمكن أن يحدد لهم الأهداف ويسطر على الأراضي عقب الضربات الجوية.
======================
فايناتشيال تايمز :كاتب بريطانى: بوتين يعطى أمريكا درسا فى خوض الحروب الحديثة
قال الكاتب البريطانى جيمس بليتز أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يُظهر أنه قد تعلّم أحد أهم دروس الحروب الحديثة وهى أن الأمم ينبغى أن تتجنب الدخول فى حملات عسكرية صعبة طويلة المدى.
ونوّه عن أن أمريكا ارتكبت هذا الخطأ فى العراق وباكستان، عندما أقحمت نفسها فى حملات عسكرية مطولة تكبدت خلالها ثمنا فادحا من دماء وأموال.
وأوضح بليتز، فى مقال نشرته (الـفاينانشيال تايمز) أن الرئيس الروسى بوتين سلك مسلكا مغايرا فى أوكرانيا ثم فى سوريا، عبر تدخلات قصيرة حادة حققت أغراضا مباشرة دونما غلْق الطريق تماما على أية تحركات مستقبلية.
ولفت الكاتب إلى أن أوكرانيا كانت الساحة الأولى التى استخدم فيها بوتين هذه الاستراتيجية، عندما ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2013، مؤّمنا قاعدة "سيفاستوبول" البحرية.
وأضاف أنه تم نشر القوات الروسية دعما للمعارضة المناصرة لموسكو فى شرق أوكرانيا، وذلك لتأمين الإقليم المنفصل فى تحدٍ لحكومة كييف، وقد تصدّت قوات بوتين بقوة ضد قوات كييف حتى أجبرت أوكرانيا على الموافقة على منْح الاستقلال للمناطق المنفصلة، ثم خففّ القائد الروسى الضغط، تاركا وراءه صراعا مجمدا فى شرق البلاد.
وقال بلتيز "نفس الاستراتيجية حدثت فى سوريا؛ إذْ استطاع المستر بوتين إنجاز أهدافه المباشرة المتمثلة فى إنعاش نظام الأسد عبر حملة شرسة ضد معارضيه على الأرض، ثم بعد ذلك يجنح الرئيس الروسى إلى تخفيف حملته فى التوقيت المناسب".
ورأى صاحب المقال أنه بالانسحاب من سوريا الآن، فإن بوتين قد جنّب روسيا مغبة التورط فى صراع مع مسلحى تنظيم "داعش" الإرهابى؛ كما أوجد فرصة لموسكو للعمل كوسيط دبلوماسى حول مستقبل سوريا.
وأكد بليتز أنه يمكن القول أن المستر بوتين يعطى أمريكا درسا فى خوض الحروب الحديثة: لقد أظهر بوتين مدى ما اتسم به منهج الرئيس أوباما الحذِر من أى تدخلات عسكرية فى الشرق الأوسط - من تردّد.
واختتم الكاتب قائلا "اتسمت تكتيكات القائد الروسى بوتين بالوحشية وإثارة الانتقادات، لكنه أظهر أن الكثير يمكن إنجازه عبر الإقدام على تدخلات خاطفة وحاسمة ومفاجئة للعالم".
======================
جون بيبر* - (ذا نيشن) 11/3/2016 :أكثر من مجرد حرب باردة جديدة؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد الاردنية
لا يمكن حل مشكلات تهديدات الإرهاب، والدول الفاشلة، والحروب الأهلية، من دون تعاون قائم على الاحترام بين الولايات المتحدة وروسيا، كما يقول الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بروكتر أند غامبل". وقد ألقى بيبر الكلمة التالية في ندوة تحت عنوان "أكثر من مجرد حرب باردة جديدة" يوم 17 شباط (فبراير) في مدينة نيويورك، تحت رعاية مجلس كارنيغي للأخلاق في الشؤون الدولية.
*   *   *
إنني أتواجد هنا بصفتي رجل أعمال متقاعدا. لكن الأمر الأكثر أهمية هو أنني لم كنت لأتواجد هنا لولا عامل آخر. إنني قلق جداً، وأنا متأكد من أن العديد منكم يشعرون بالقلق كذلك من التهديدات التي تواجهها هذه الأمة وهذا العالم في الوقت الحالي؛ تهديدات، كما أعتقد، كنا نسمع أصلاً، هي الأكبر من بين التي واجهناها في حياتي كراشد. وهي تهديدات متصلة جداً ببعضها البعض: الإرهاب؛ والدول الفاشلة؛ والحروب الأهلية الخارجة على نطاق السيطرة؛ والانتشار النووي.
وقد أتيت إلى هنا وأنا مقتنع بعمق بأنه لا يمكن حل هذه التهديدات -ولن يكون بالإمكان حلها مستقبلاً- إذا لم يكن هناك تعاون موسع؛ تعاون محترم، بين روسيا والولايات المتحدة، والذي يجلب معه العديد من البلدان الأخرى التي تتطلع إلى هاتين الدولتين من أجل القيادة.
وسأقول كلمة على جبهة التجارة والأعمال، إذا سمحتم لي. فقد أمضيت نحو ربع قرن، بدءا من العام 1990، وأنا أعمل بطريقة أو أخرى في روسيا، بما في ذلك كرئيس تنفيذي لشركة "بروكتر أند غامبل"، وسبعة أعوام كعضو في مجلس إدارة شركة وولت ديزني عندما شقت طريقها إلى داخل روسيا. وكانت أول رحلة لي كجزء من شركة "بروكتر أند غامبل" في شهر شباط (فبراير) من العام 1990، بعد وقت قصير من سقوط جدار برلين. وكنا في زيارة لخمس عواصم في شرقي ووسط أوروبا -في غضون أسبوع. وقد تلقينا الكثير من النصائح حول الوجهات التي يجب أن نقصدها. قيل لنا، اذهبوا بسرعة إلى ما كانت تشيكوسلوفاكيا في ذلك الحين، كما يجب أن نذهب بسرعة إلى هنغاريا والدخول إلى ألمانيا الشرقية عندما تتوحد مع ألمانيا الغربية، ويجب أن ندخل ببطء إلى بولندا، وإنما يجب أن لا نكلف أنفسنا عناء إلى موسكو.
حسناً، ذهبنا إلى موسكو. وقررنا في تلك الزيارة، على الرغم من بعض الاجتماعات المجنونة، أننا نرغب في خلق نشاط تجاري ما هناك. وقد فعلنا ذلك عن طريق الشراكة، وهي المرة الوحيدة التي قمنا بها بتلك الخطوة كشركة مع جامعة سانت بطرسبيرغ، التي أصبحت بعد ذلك حليفاً وثيقاً لنا.
بفضل موظفينا الروس وبعض الموظفين غير الروس، استطعنا بناء نشاط تجاري كبير. وأصبح ذلك النشاط هو الخامس من حيث الحجم في إجمالي عالم شركة "بروكتر أند غامبل". وقد تغيرت تلك المعايير تغيرت عندما هبط سعر الروبل الروسي من 35 إلى 80 روبلا (في مقابل الدولار). لكنه بقي مع ذلك نشاطاً تجارياً ناجحاً جداً وكان يضم ما بين 3000 و4000 موظف. ولم نواجه أي صعوبات ونحن نقاتل الفساد في هذا النشاط التجاري. وبينما يعرض كل بلد تحدياته الخاصة، كان القيام بنشاط تجاري في روسيا بالنسبة لنا قابلاً للإدارة بشكل سلس جداً.
إننا نواجه أزمة مالية كبيرة، كما نعرف جميعاً: إن أزمة العام 1998 تتكرر الآن. وهي تبدو ببعض الطرق أقسى على الشعب الروسي هذه المرة، لأن العديدين اعتادوا على العيش بمعدل دخل متوسط ولم يتوقع أحد قدوم هذه الأزمة.
أعتقد بأن رد فعل الحكومة الروسية كان متساوقاً بشكل مطلق مع تعزيز أهمية الاستثمار الدولي. وبينما هبط الاستثمار الأجنبي المباشر بواقع الثلثين في العام الماضي، في حين أن الأسواق التي نعمل فيها تراجعت ما بين 10 و15 في المائة، وأصبح معدل البطالة يتكون من رقمين، وهو أمر قاسٍ جداً بالنسبة للروس وسيبقى كذلك، فإن شركات مثل شركتنا -وهي تمثل القسم الأكبر من الشركات- ما تزال موجودة في روسيا للسبب نفسه الذي دفعنا إلى الذهاب أولا، بسبب الناس، وبسبب التعليم الذي يتمتع به الناس وبسب أهمية روسيا، وبسبب كل مجال يمكن أن يجعل أي بلد مهماً.
إننا نعتقد بأن التواجد هناك كان مفيداً. ويقال لنا دائماً إنه كان كذلك. لقد سمح لنا بالتأكيد، مثلما سمح لي، وقد حظينا ببركة معرفة الشعب الروسي، بمعرفة أن رغبات الرجال والنساء الروس هي نفس رغبات الرجال والنساء الأميركيين. إنهم يريدون السلام ويريدون السلامة لعائلاتهم ويريدون أسلوب حياة اقتصادي يسمح لهم بالنمو. وربما يكون أكبر خطر الآن بالنسبة لروسيا، كما أعتقد، هو نزوح رأس المال الفكري الإنساني، كما سبق وحدث في أماكن مثل البرتغال. لكنني لست متشائماً كثيراً حول ذلك، على ضوء الاعتقاد في روسيا بأن ذلك سينطوي على مخاطرة. لكننا سنمضي قدماً. وهناك بعض الشركات التي تستثمر أكثر، وليست هناك ولا واحدة من الشركات الكبيرة تدرس المغادرة، ولن تغادر. وأعتقد بأن ضبط أسواق رأس المال الذي يتيح المجال أمام العملة للصعود كما فعلت، قد أظهر تنظيماً كبيراً غير ظاهر في العديد من البلدان الأخرى التي سبق وأن تواجدت فيها، والتي مرت بتحديات اقتصادية.
أما على الجبهة الجيوسياسية، فإنني أحيل الأمر إلى الناس الموجودين هنا. وأقول ببساطة شيئين اثنين. واحد، من الواضح تماما أننا نواجه تحديات متجانسة اليوم، من الإرهاب في الدول الفاشلة. وكما تعرفون "هامبي بامبي سقط عن الجدار". وتشكل إعادة تجميع سورية مرة أخرى وتجميع شتات أوكرانيا ثانية، وما سنفعله في ليبيا، تحديات هائلة. وكل من يعتقد بأن ذلك سيتم من دون روسيا والولايات المتحدة، وبأن روسيا تقوم بجلب إيران وسورية إلى جانبها هو من دون عقل.
عندما أستمع إلى شيء مثل الذي سمعته في مناظرات الحزب الجمهوري، والتي تقول بأن علينا مهاجمة كل من الأسد و"داعش" في نفس الوقت، فإنن أهز رأسي وآمل أن يتعلم ذلك الشخص شيئاً أو أن لا يصبح رئيساً للولايات المتحدة. إن ذلك بلا معنى فحسب. ينبغي أن نكون قادرين على القيام بذلك معاً.. وسوف أدلي ببعض التعليقات القليلة الأخرى فقط على ما شاهدته.
لقد شاهدنا كلنا شيئاً مثل هذا في حياتنا؛ خطر النبوءات المرضية للذات التي تُبنى، كما قال السفير جاك ماتلوك، على روايات زائفة. ثمة خطر حقيقي في هذا النوع من النبوءات إذا لم تصحح. وقد أصبحت لدينا الكثير من النبوءات السيئة التي تتفشى في الوقت الراهن، إلى لا نستطيع معها السماح لها بأن تكون قابلة للتحقق. وإذا كنا في مكان الناس الآخرين -فإننا سنواجه أوقاتاً صعبة في محاولة ذلك كبشر، وحتى مع عائلاتنا الخاصة في بعض الأحيان. إننا نقوم بوظيفة سيئة حقيقة بوضع أنفسنا في مكان دول أخرى عندما يتعلق الأمر بروسيا والولايات المتحدة.
كما أن بوتين منخرط في عمل نفس الشيء. وقد حدث الكثير مما يمكن أن يغضبه فعلاً، تماما مثلما غضب غورباتشيف عندما صنعنا مبادرة الدفاع الاستراتيجية. وقال في إحدى النقاط: "هل تعتقدون بأننا حمقى؟"، لكن لك يمكن أن يتحول، كما تعرفون، إلى رهاب شك وجنون عظمة.
من جهة أخرى، ثمة أولئك الذين يرون أن روسيا وبوتين يعيدان تأسيس النفوذ السوفياتي من خلال الذهاب إلى البلطيق والاستيلاء على أوكرانيا. ويقول قائل: أتعرف؟ سيكون ذلك ضرباً من الجنون ولن يفعلها. وسيكون محقاً، إن ذلك سيكون جنوناً، وهو يعرف أنه سيكون جنوناً، وهو لن يفعلها. ويفشل الناس الذين يعتقدون بأن سيفعلها بعمل الشيء الذي سيفعله أي رجل أعمال يترتب عليه تقييم منافس، وهي أن قصده الاستراتيجي الحقيقي قائم على مصالحه الخاصة.
حسب رأيي، فإن القصد الاستراتيجي لبوتين، هو أن تتوافرالفيدرالية الروسية على بلد منتعش اقتصادياً، وأن تضطلع بالدور الذي يجب أن تلعبه في العالم، وأن تكو لها علاقات جيدة مع البلدان المجاورة، مثل أوكرانيا، تماماً مثلما تلك التي نصر نحن على وجودها مع المكسيك وكندا. هذا كل ما أود قوله. شكراً لكم.
 
*عضو في المجلس التأسيسي للجنة الأميركية للاتفاق بين الشرق والغرب، وهي منظمة غير حزبية لمواطنين أميركيين من عدة مهن -رجال أعمال وأكاديميون وخدمات حكومية وعلوم وقانون وآخرون- والذين يظهرون قلقاً عميقا من احتمال تفجر حرب باردة جديدة أكثر خطورة بين الولايات المتحدة/ وأوروبا وروسيا. وتقول القاعدة الأساسية للمجموعة إنه من غير الممكن التوصل إلى أمن أميركي وأوروبي أو دولي من دون أنواع ضرورية من التعاون المستقر مع روسيا. وبيبر أيضا هو رئيس سابق ورئيس تنفيذي لشركة "بركتر أند غامبل".
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان: Beyond a New Cold War
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
======================
مارتن إنديك – (مجلة الأتلانتيك) 13/3/ 2016 :نهاية النظام الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تنسلُّ مقالة جيفري غولدبيرغ الرائعة إلى داخل أفكار الرئيس أوباما حول السياسة الخارجية، وتستكشف منابعها. وبهذا المعنى، يكون عمل غولدبيرغ قد ساعد الرئيس على تعريف وتفسير "عقيدة أوباما" أكثر من كل الجهود السابقة التي بذلها البيت الأبيض نفسه، والمختزلة في تلك العبارات المحفوظة التي لا تُنسى "لا تفعل أشياء غبية"، و"القيادة من الخلف"، والتي لا يمكن أن تنصف عقيدة معقدة وبعيدة المدى على حد سواء من حيث تداعياتها على السياسة الأميركية الخارجية.
بروايته الخاصة، كان أهم افتراق لأوباما عن "كتاب قواعد لعبة واشنطن" المعروف قد جاء يوم 30 آب (أغسطس) 2013، عندما قرر عدم تفعيل وفرض "الخط الأحمر" الذي كان قد وضعه ضد استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية في سورية. وبالنسبة لأوباما، كانت تلك لحظة فارقة، بل وكانت لحظة فخورة أيضاً، كما قال لغولدبيرغ. وكان معظم أوثق مستشاريه للسياسة الخارجية -بمن فيهم مستشاره للأمن القومي، ووزير خارجيته، ونائب الرئيس- قد حذروه من أنه يضع بذلك مصداقية الولايات المتحدة نفسها على المحك.
لكن الرئيس كان عالقاً بين حتميتين متعارضتين.
كانت الحتمية الأولى هي تصميمه على ردع استخدام أسلحة الدمار الشامل، والذي ينبع من إيمانه بأهمية إقامة نظام عالمي قائم على الأسس والقواعد. وكانت إحدى أولويات أوباما هي حماية المواطنين العاديين على سطح الكوكب من تهديد الإرهاب، والأوبئة، وتغيرات المناخ، ومن انتشار أسلحة الدمار الشامل. ويأخذ تحقيق هذا الهدف بالنسبة له أسبقية على فكرة العودة إلى المنافسة الجيو-سياسية مع القوى الرجعية مثل روسيا والصين وإيران. وقد نتج اتفاق باريس للتغير المناخي، والقضاء على تهديد الإيبولا، والاتفاق النووي الإيراني، والحرب ضد "داعش"، كلها عن قيام أوباما بتحويل التركيز عن التهديدات الإقليمية إلى التهديدات العالمية. وبإظهار اللباقة الدبلوماسية، وتحشيد المجتمع الدولي خلف فرض عقوبات فعالة، واستخدام القوة عند الضرورة، نجح في حماية المصالح الأميركية وترويج نظام دولي يخدم المجتمع العالمي.
كانت الحتمية الثانية، والأكثر إثارة للجدل، بالنسبة للرئيس هي مقاومة الانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط، وهي منطقة يعتقد بضرورة خفض مستوى المصالح الأميركية فيها. وحسب رأيه، فإن وفرة النفط الحالية وتحقيق الاستقلال الأميركي في مجال الطاقة يجعلان من حماية احتياطات النفط في الشرق الأوسط والحفاظ على التدفق الحر لنفط الخليج بأسعار معقولة، مصالح أميركية مهمة، وإنما التي لم تعد حيوية وحاسمة. وقد كلفت الحملات العسكرية المطوَّلة في العراق وأفغانستان الولايات المتحدة قدراً هائلاً من الدم والمال، مع القليل مما يمكن عرضه والتباهي به في المقابل. وأثبتت ليبيا كونها "عرضاً بالغ الرداءة" فيما يعود في جزء منه إلى التعنت القبلي، الذي تستطيع القوة الأميركية أن تفعل القليل جداً للتغلب عليه. وانتهت الحرب الباردة، على نحو قلل بقدر يعتد به من الحاجة الاستراتيجية إلى مواجهة التدخل الروسي لدعم نظام الأسد، الذي كان دائماً، على أي حال، عميلاً روسياً. وفي مقابلاته مع غولدبيرغ، يقول أوباما إن عملية فلاديمير بوتين في سورية جاءت "بكلفة هائلة على رفاه بلده الخاص". وباختصار، يعتقد أوباما أن روسيا ربما تكون قد حصدت بعض المكاسب على المدى القصير، لكنها ستدفع الكلفة بالألم على المدى الطويل.
أما حلفاء أميركا الشرق أوسطيين، وعلى الرغم من شكواهم المستمرة، فإنهم ينبغي أن يكونوا قادرين على الصمود في وجه الفوضى المتصاعدة بالدعم الذي ما يزال أوباما مستعداً لتقديمه، وإنما من دون العمل العسكري الأقوى الذي يطالبون به. وإذا ما تزعزع استقرار مصر والعربية السعودية، فإن ذلك سيكون بسبب سياساتهما الخاصة من القمع أو نزعتهما التدخلية العنيدة، وليس بسبب فشل أوباما في فرض خطوط حمراء أو إرسال قوات أميركية إلى المنطقة. بل إنه يقول لغولدبيرغ في واقع الأمر إن على السعودية "تقاسم الحي" مع إيران.
وثمة حتمية ثالثة تعزز وتبرر وجهة نظر أوباما المستهجنة إزاء التورط الأميركي في الشرق الأوسط: "إعادة التمحور" بعيداً عن الشرق الأوسط وفي اتجاه آسيا. وينبع هذا التوجه من إدراكه حقيقة أن صعود الصين والهند، باعتبارهما القوتين الأكثر تماسكاً في القرن الحادي والعشرين، يتطلب من الولايات المتحدة تحويل موضع تركيزها. وبشكل عام، مدعومة باتفاقية الشراكة عبر الهادي للتجارة (على افتراض أنها ستمر من الكونغرس)، ونشر القوات وتقوية التحالفات لمواجهة الجسارة الصينية الجديدة في بحار الصين الجنوبية والشرقية، يرجح أن تبرهن إعادة موازنة أوباما لأولويات السياسة الخارجية الأميركية كونها التغير الأكثر أهمية في الاستراتيجية الأميركية منذ انفتاح ريتشارد نيكسون على الصين.
لكن الاختبار الحقيقي لعقيدة أوباما هو كيف تؤدي في اللحظات حيث تصبح غاياتها متضاربة. وكان قرار أوباما عدم فرض خطه الأحمر وضرب أهداف للنظام السوري خياراً واضحاً لصالح تجنب التورط في الحرب الأهلية السورية على حساب ردع استخدام أسلحة الدمار الشامل. لكنه جاء بكلفة، وليس فقط على المصداقية الأميركية: لقد مات نحو 1.500 مدني سوري نتيجة لهجوم شنته قوات بشار الأسد بغاز السارين في آب (أغسطس) 2013، لكنهم يشكلون جزءا صغيرا جداً فقط من 470.000 سوري الذين قتلوا منذ بدء الحرب العالمية. وتترافق هذه الحصيلة المذهلة من الموت بمعاناة 9 ملايين سوري مشرد و5 ملايين لاجئ، والذين يطرق نحو مليونين منهم أبواب أوروبا ويهددون بتمزيق الاتحاد الأوروبي إرباً.
وكانت لإصرار الرئيس على تجنب الانخراط العسكري الأميركي في الشرق الأوسط تداعيات أخرى أيضاً. فقط تطلب ذلك من أوباما التخلي عن دور أميركا باعتبارها القوة المهيمنة المسؤولة عن الحفاظ على النظام في منطقة مضطربة بعمق -وهو دور لعبته الولايات المتحدة لأكثر من خمسة عقود. وبدأ تفكك النظام الشرق أوسطي الذي تهيمن عليه أميركا مع الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك -أحد أعمدته- في شباط (فبراير) 2011. وعلى الرغم من أن عقيدة أوباما عند تلك النقطة كانت ما تزال في مراحلها التكوينية، فإن حقيقة أن أوباما دعم الإطاحة بمبارك وضعت كل حلفاء أميركا الإقليميين شكلت إشعاراً للجميع بأن ثمة شيئاً هائلاً كان قيد الحدوث.
كان قرار أوباما في نهاية ذلك العام إنهاء وجود القوات الأميركية في العراق متساوقاً مع التزامه بإنهاء التورط الأميركي في حروب الشرق الأوسط. ولكن نتيجته كانت ترك بغداد في يد حكومة شيعية خاضعة للنفوذ الإيراني، وترك المناطق العراقية السنية مشكوفة أمام عودة تنظيم القاعدة الذي سرعان ما تحول إلى "داعش".
ربما فسر البعض في المنطقة جهود أوباما لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية كمؤشر على أنه ما يزال راغباً في لعب دور الحامي للنظام المنطقة. لكن تلك قراءة خاطئة لنواياه. لقد كان مصراً على عرقلة كل مسارات إيران في اتجاه حيازة سلاح نووي، وليس لأن الفشل في القيام بذلك كان سيضيف المزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وإنما لأن ذلك الفشل كان سيقوض بشكل حاسم نظام عدم الانتشار، وهو أمر يشكل دعامة حاسمة لأجندته العالمية.
صنع تفضيل أوباما تحقيق هدف عالمي على حساب واحد إقليمي فرصة لبوتين. ووسط قصة "الخط الأحمر"، أقنع الزعيم الروسي الأسد بتسليم معظم أسلحته الكيميائية، منقذاً أوباما بذلك من معضلته، بينما ينقذ الأسد من عواقب القوة الأميركية. وقد كرر بوتين هذه المسرحية من خلال تقديم الدعم الروسي للمفاوضات النووية، بقيادة الولايات المتحدة، مع إيران.
أدرك الرئيس الروسي أن عقيدة أوباما زودته بفرصة لمتابعة تحقيق طموحاته الجيوسياسية الخاصة في الشرق الأوسط عن طريق التعاون مع أجندة أوباما العالمية. وعلى نحو ليس مستغرباً، يقول أوباما لغولدبيرغ إنه يجد بوتين "مهذباً للغاية... ومهتماً دائماً بالظهور بمظهر الندِّ لنا وأنه يعمل معنا، لأنه ليس غبياً تماماً". وقد حسب بوتين، بشكل صحيح، أن إدارة أوباما سوف تذعن للتدخل الروسي العسكري في سورية لمنع الإطاحة بحليف روسيا القديم هناك، طالما ساعدت روسيا أوباما في تحقيق أجندته العالمية لمكافحة الإرهاب، والمناهِضة لـ"داعش".
بالنسبة للعديد من النقاد في واشنطن والشرق الأوسط، تشكل عقيدة أوباما سيلاً من الأخطاء الاستراتيجية. ويشير هؤلاء النقاد إلى أن روسيا وإيران اندفعتا لملء الفراغ الذي خلفه تراجع أميركا عن القيادة في المنطقة. وينظر أنصار التدخل لدواعٍ إنسانية إلى هذه العقيدة على أنها خيانة للقيم الأخلاقية الأميركية. وبالنسبة لحلفاء أميركا في الشرق الأوسط، فإنها حفزت عملية إعادة حساب كبيرة. ولا عجب بعد ذلك أنهم أصبحوا يسيرون سراعاً نحو الكرملين.
أما بالنسبة للرئيس نفسه، فإن هذا كله حاصل منطقي، بل وحتى مرحب به: إذا كان بوتين يريد الاضطلاع بمهمة استعادة النظام في منطقة فوضوية، فامنحوه ذلك -ويثق أوباما بأن بوتين سوف يفشل أيضاً. وبالنسبة لوقف إطلاق النار السوري الهش الذي أصبح ممكناً بالتعاون الأميركي الروسي، فإنه سيمكن الرئيس، إذا صمد، من تقليل واحد من أكثر التداعيات الجانبية إقلاقاً في عقيدة أوباما: معاناة الشعب السوري.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The End of the U.S.-Dominated Order in the Middle East
ala.zeineh@alghad.jo
======================
غراني :بوريس سوكولوف: انسحاب روسي اضطراري
الحياة
انتهت مغامرة بوتين السورية إلى خاتمة مفاجئة. لكن، يجب أن نتذكر أفغانستان، حين أعلن الاتحاد السوفياتي بعد عام ونصف العام على الغزو انسحابه الجزئي. واليوم، أُعلن انسحاب «الجزء الرئيسي» من القوات الروسية من سورية. وليس مستبعداً أن يكون الإعلان خطوة دعائية فحسب على هامش بداية محادثات جنيف. ولم يفصح رسمياً عن العدد الحقيقي للقوات الروسية في سورية، على رغم أنه يقدر بالآلاف. وطبعاً، ستلتقط كاميرات صور مغادرة الطيارين الروس البواسل وقوات المارينز سورية. لكن، خلال شهر واحد أو اثنين، إذا بلغت محادثات جنيف طريقاً مسدوداً، فستستأنف عمليات القصف. وإلى اليوم، لا حائل دون وقف القصف بذريعة حماية القواعد الروسية وقمع المخالفين للهدنة.
وعلى رغم ما تقدم، ثمة أكـثر من سبب يرجح أن التدخل الروسي في سورية يتجه فعلاً إلى الانخفاض، وكان من المفترض أن يســتمر 6 أشهر فحسب تقضي القوات الروسية فيها على قوات المعارضة المعتــدلة (وليس على «داعش») وتســمح للأســـد بإملاء شروط تسوية النزاع، وتجبر الغرب على التزام مقاربة ندية مع روسيا في المسألة السورية. ووجهت روسيا، والحكومة السورية معظم ضرباتهما إلى مواقع المعارضة المعتدلة. فتنظيم «داعش» لم يمنَ بأي خسارة في ميدان المعارك السورية في 2015. وحين إعلان الهدنة كان واضحاً أنّ روسيا لم تبلغ أهدافها. ولحقت بالمعارضة المعتدلة الخـسائر، لكنها ليســت كارثيّة. أمّا تقليص ترسانتها من الأســلحة والذخيرة، فقابلته إمدادات عسكرية من تركيا وغيرها من الدول. واستخدم الطيران الروسي أسلـحة قديمة ورخيصة والصواريخ غير الموجهة. وأنزلت هذه الأسلحة معاناة كبيرة بالمدنيين. وتمكـــنت قوات الأسد من الســيطرة على عدد من البلدات، لكنها فشلت في حلب، وهذه كانت من المفترض أن تكون منعطف النصر الحاسم للنظام.
وخسائر روسيا في حملتها العسكرية في سورية ضئيلة. لكن بوتين وجنرالاته أدركوا حين لم تبلغ أهداف التدخل في الأشهر الستة الأولى، أن من المستبعد أن تتحقق في الأشهر الستة المقبلة. وينتظر انتخاب رئيس أميركي جديد قبل نهاية العام. وليست السياسة الأميركية الجديدة واضحة، فقد يجرؤ الرئيس المقبل على التدخل في سورية. وعلى رغم أنّ الغرب يقر بأن روسيا لاعب بارز في سورية، إلا أنه لا يرغب في تسوية النزاع والقبول بالشروط الروسية. وإعلان الانسحاب قد يكون فرصة لحفظ ماء الوجه الروسي. وفي إمكان الدعاية الروسية أن تروّج بأنها حققت النصر وساعدت الأسد على الحفاظ على سلطته. لكن هذا ضعيف الصلة بالواقع. ففي بداية التدخل العسكري الروسي، لم يكن حكمه مهدداً في شكل صريح.
أمّا الآن، وإثر انسحاب أجزاء من القوات الروسية، فإن موقف الرئيس السوري يعود إلى ما كان عليه قبل التدخل. والمناطق التي وسع النظام السيطرة عليها بمساعدة روسيا، قد تؤول مجدداً إلى سيطرة المعارضة. ويواجه الأســد مشكلة في التجنيد بســـبب قلّة أعداد العلويين. لذلك، يبدو أن موقف الديكــتاتور اليوم أسوأ مما كان عليه قبل 30 أيلول (سبتمبر) 2015، بعد أن اتضح أنّه لا يمكن إنقاذ النظام حتّى بمســاعدة القصف الروسي. ويرجح أن يضــطر الأسد قبل نهاية 2016 للاستقالة والبحث عن فيلا في مكان ما في روبليفكا (حي مسكوبي راقٍ) أو شبه جزيرة القرم.
* محلل سياسي، عن موقع «غراني» الروسي، 15/3/2016، إعداد علي شرف الدين
======================
شبيغل اونلاين :ماثيو فون روهر :اتفاق استسلام أوروبي أمام تركيا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٦ مارس/ آذار ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
لأوروبا صديق جديد اسمه رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي الذي يسعى الى تحويل بلاده الى نظام اوتوقراطي والاحتذاء بنموذج نظام فلاديمير بوتين. ورجحت كفة أردوغان في القمة الأخيرة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا في بروكسيل. ويبدو أن الأوروبيين ينظرون الى أردوغان على انه حل سحري لأزمة اللاجئين. لذا، ينزلون على كل ما يريده: بلايين اليورو لدعم اللاجئين، وتسريع المفاوضات على عضوية بلاده وإعفاء الأتراك من تأشيرة زيارة اوروبا. والى هذه التنازلات، أخفق الاتحاد الأوروبي في انتقاد السياسات غير الديموقراطية للرئيس التركي. وقبل أيام من القمة، وجه أردوغان ضربة الى حرية التعبير وحرية الصحافة. وهذه الضربة هي استعراض قوة موجه الى أوروبا. فأردوغان يعلمها بأنه يفعل ما يشاء وأنه في معزل عن المساءلة. وأخضع «زمان» لإدارة عامة، واحتلت شرطة مكافحة الإرهاب مكاتب التحرير في الصحيفة المعارضة. ولقيت، قبل ايام، وكالة «جيهان» للأنباء، المصير نفسه. وفي الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، خضع 2000 شخص للتحقيق بتهمة «إهانة الرئيس» في تركيا. واليوم، تسعى الحكومة الى تعليق الحصانة البرلمانية لنواب حزب «الشعوب الديموقراطي» الموالي للاكراد.
ولم تجرؤ أنغيلا مركل، المستشارة الالمانية، ولا فريديريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ولا دونالد تاسك، رئيس المجلس الأوروبي، على انتقاد الرئيس التركي. وتغامر أوروبا بخسارة صدقيتها. فهل في وسعها بعد اليوم انتقاد تقييد حرية الصحافة في دول مثل هنغاريا أو في الديموقراطية البوتينية المُوجَهة أو المُقيدة؟
وغالباً ما يُتذرع بالسياسة الواقعية لتسويغ مثل هذا الاتفاق البغيض. ويترتب عليه تقويض المعارضة التركية التي تقاوم طموحات أردوغان الى الهيمنة والقوة المطلقة. فالاتحاد الأوروبي عبّد الطريق أمامه لتغيير دستور بلاده وتقويض مؤسساتها الديموقراطية. وأشعل الرئيس أردوغان فتيل النزاع مع «حزب العمال الكردستاني» المحظور. واليوم يفرض الجيش التركي حظر التجول في عدد من مدن جنوب شرقي تركيا.
وأوروبا تستسلم أمام مستبد متقلب الأهواء والنزعات. ولا أحد يعرف إذا كانت عجلة اتفاق اللاجئين المقترح ستدور على أمثل وجه: فهل ترحيل اللاجئين الى تركيا سيحول دون عبورهم بحر إيجه؟ وهل في وسع أوروبا القيام بعمليات ترحيل جماعي تنتهك معاهدة جنيف للاجئين؟ وإثر إغلاق طريق الهجرة من تركيا، ألن يسلك اللاجئون طريق ليبيا ويعبرون المتوسط ليبلغوا أوروبا؟ والاتفاق مع تركيا يخفف وطأة ازمة اللاجئين موقتاً عن كاهل قادة الاتحاد الاوروبي ومنهم أنغيلا مركل. ولا يليق بأوروبا ان تتحول الى متسول يستجدي المساعدة. وما آلت اليه القوة الأوروبية مرده الى الانقسام في صفوف الاتحاد الأوروبي. فالأوروبيون اضطروا الى الاعتماد على تركيا إثر عجزهم عن الاتفاق على حلول لأزمة اللاجئين، ومنها توزيعهم في أوروبا.
ولم يعد في وسع الاتحاد الاوروبي الضغط على تركيا، وهو لم يكن يوماً جاداً في قبول عضوية تركيا فيه. واليوم، أردوغان لا يسعى الى هذه العضوية. ولكنه يحتاج فحسب الى استئناف المفاوضات على انضمام بلاده الى أوروبا من أجل تعزيز حظوته في الداخل التركي. وسبيل الاتحاد الاوروبي اليتيم الى الضغط على اردوغان هو «ورقة» إعفاء الأتراك من تأشيرة دخول أوروبا. وفي وسعه أن يرهنها بقيود حازمة منها احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير. فإذا كان الاتحاد يشرع أبوابه أمام الأتراك، عليه انتقاد أردوغان وحمله على تنازلات في القمة المقبلة هذا الأسبوع.
 
 
* عن موقع «شبيغل أونلاين» الألماني، 11/3/2016، إعداد م. ن
======================
اسبري الفرنسية : جنسية (تابعية) اللاجئين بين حق الأرض وحق الدم
تحل مسألة التوسع السكاني في الاتحاد الأوروبي محل مسألة التوسع الإقليمي، غداة انفجار أزمة اللاجئين. ويرسم دمج الوافدين الجدد إلى أوروبا الملامح السياسية والقانونية القادمة لقضية التابعية الوطنية في بلدان القارة. فالحصول على التابعية الوطنية هو أقوى عوامل دمج آلاف اللاجئين والمقيمين تباعاً بالبلدان الأوروبية. والإقرار بصفة اللاجئ، في بلد اللجوء، قرينة على فك اللاجئ رابطته السابقة بوطنه الأول، ودليل على عجز وطنه عن حمايته، ومسؤوليته ربما عن اضطهاده.
وعلى خلاف الزعم بأن الحق في الجنسية أو التابعية الوطنية ينبغي أن يكون وقفاً على الذين تخلقوا بأخلاق البلد المضيف، يصح القول أن التجنس عامل دمج في الجماعة الوطنية، وعلامة رمزية وسياسية على الانتساب إلى الجماعة الوطنية في رعاية الدولة. فهو (التجنس) ضمان مراتب المساواة بين المواطنين وشرط لا غنى عنه لإلغاء التمييز القانوني بين المواطنين وبين الأجانب، والمساواة، بدورها، تثبت الحق في العمل، وترفع الحواجز التي تقيد مزاولة بعض المهن المحظورة والعمل في الإدارة العامة. ويترتب على المساواة، من ناحية أخرى، تأمين الإقامة على الأراضي الوطنية، وجعل حق الإقامة مطلقاً من كل قيد. وتعطي الجنسية الوطنية في البلد الأوروبي صاحبها وضع المواطن الأوروبي. ويضمن هذا الوضع حقوق انتقال وإقامة، وحقوقاً سياسية أوروبية مكملة للحقوق السياسية الوطنية.
ومثالا التجنيس التقليديان والمعروفان هما التجنيس عملاً بحق الدم والتجنيس بحق الأرض. والأول يوجب التابعية الوطنية من طريق النسب والقرابة أو البنوة. ويوجبها الثاني من طريق الولادة في البلد وعلى أراضيه، بمعزل عن هوية الوالدين. وحق الدم يستبعد تلقائياً اللاجئين، فهم لم يولدوا لوالد (أب أو أم) أوروبي. أما حق الأرض فقد يكون مدخلاً أو ذريعة إلى حصول الجيل الثاني على التبعية الوطنية. وإذا كانت التقاليد والأعراف التاريخية، الحاكمة في حق الأرض وحق الدم بأوروبا، شديدة التباين والاختلاف، فالديناميات المعاصرة تتضافر على إيلاء حق الأرض الأولوية والصدارة.
وفي تاريخ أوروبا الحديث اضطلع الحق في الإرث بالدور الأول في تعريف التابعية الوطنية. فالرعايا «الطبيعيون» هم المولودون على أراضي المملكة أو الدولة، وهم من يحق لهم وراثة والديهم. ويورث الأجانب الملك الحاكم ما يملكون، أي أن الفيصل في التابعية أو الجنسية هو قانون الإرث، والحق في الأرض بواسطة الولادة. وعلى هذا، استبعد برلمان باريس (وهو السلطة القضائية قبل انفصالها) في 1576 حق الأولاد الفرنسيين المولودين بالمهاجر في الإرث ما لم يقيموا إقامة دائمة بفرنسا. وهذا إقرار بصدارة حق الأرض، وقبول مشروط بحق الدم. وكرست دساتير الثورة الفرنسية المتعاقبة في 1791 و1793 و1795 و1797 حق الأرض وحده مسوغاً للتجنيس. وينقسم رأي المؤرخين في المسألة: فبعضهم يرى أن حق الأرض يعرف الجماعة الوطنية كلها، بينما يرى بعضهم الآخر أن هذا الحق يقتصر على من يتمتعون بالحقوق السياسية وحدهم (الذين يسددون مقداراً من الضريبة، وبلغوا فوق الـ25 سنة، ويقيمون بمنزل معلوم...).
ورجع دستور 1804 (النابليوني) عن حق الأرض إلى حق الدم وحده تقريباً. وغذت الحروب الشعور الوطني، وناطت الوحدة الوطنية بالدم. وشاع حق الدم في أوروبا كلها، وأقرته ألمانيا، وبروسيا يومها في صدارتها، (هذا الحق) في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ولكن الخدمة العسكرية الإلزامية استثنت شبان المحافظات الحدودية، المولودين بأرض لم تكن فرنسية حين ولادتهم، وميزتهم من أقران لا يختلفون عنهم بشيء. فأقر المشرع في شباط (فبراير) 1851 قانون الجنسية المزدوجة الذي يقر للولد المجنس بالحق في النزول عن جنسيته الوطنية عند بلوغه سن الرشد. وألغى قانون حزيران (يونيو) 1899 القانونَ السابق تحت وطأة هجرة متعاظمة، وحرم الشاب البالغ من حق النزول عن تابعيته، وجعلها ملزمة، شأن التجنيد.
فالداعي إلى تمييز حق أرض (فرنسي) من حق دم (ألماني) أو السبب في هذا التمييز ليس القانون الأصلي، وهو تغير على مر الزمن، بل أن ثقافة «العقائد الوطنية» أو الرؤى القومية ولدت من الصراع السياسي والعسكري بين الأمتين، وليست الإجراءات القانونية التي تنظم التابعية الوطنية إلا جزءاً يسيراً من أركان الخلاف السياسية والفلسفية.
وأوروبا اليوم أرض هجرة. ومن المنطقي أن يغلب حق الأرض على تشريعها من غير مبرر التجنيد. فالمبرر الراجح هو ضمان اندماج المهاجرين المقيمين على أراضي البلدان الأوروبية المضيفة، من جهة، والتصدي للمسائل السكانية الناجمة عن الولادات (وانكماشها)، من جهة أخرى. فسنت ألمانيا، في العام 2000، ولأول مرة في تاريخها، تشريعاً يجيز للمولودين على أرض ألمانية ويقيم أهلهم بها إقامة قانونية، الحصول على التابعية الألمانية منذ ولادتهم. فدمج أولاد العمال الأجانب، وهم على الأغلب من أصل تركي ومقيمون بألمانيا، أملى على السلطات اتخاذ إجراءات قانونية تيسر الحصول على الجنسية. واقتفت النمسا أثر ألمانيا في هذا المضمار. فنص تشريع صدر في 2005 على حق الأولاد المولودين بالنمسا والمقيمين من غير انقطاع منذ 6 أعوام، في الجنسية النمسوية. وتبنت اليونان، في 2010، الجنسية المزدوجة، وفي 2015 حق الأرض غير المقيد. وأصبح في مستطاع الأولاد المولودين باليونان لوالدين أجنبيين ومقيمين إقامة قانونية الحصول على الجنسية اليونانية حال دخولهم المدرسة الابتدائية وإعرابهم عن رغبتهم فيها. واليونان كانت شديدة التعلق بحق الدم منذ القرن التاسع عشر، وأقدمت على تبني حق الأرض للمرة الأولى. وتكاد بلدان أوروبا كلها تجمع على هذا الحق. وهي تلحق بالمملكة المتحدة التي أخذت به منذ زمن بعيد.
لكن الفروق بين تشريعات البلدان الغربية قائمة وحقيقية. فليس ثمة بلد أوروبي واحد يمنح جنسيته بناء على مجرد الولادة بأرضه، على شاكلة الولايات المتحدة. فكلها تضيف شروطاً أخرى إلى شرط الولادة أبرزها مدة الإقامة السابقة وقانونية جواز إقامة الأهل. ولكن الوجهة العامة والعميقة تقضي منذ اليوم بالتخلي عن حق الدم، ويرى سياسيون ومشرعون كثر أن هذا الحق لا يستوعب الوقائع الجديدة والمتعاظمة، ولا يستوفي مقتضياتها واحتياجاتها. ولا شك في مؤاتاة حق الأرض مصلحة أولاد اللاجئين المولودين في بلاد اللجوء والهجرة وأهاليهم المقيمين.

والحق أن مسألة تابعية الأجانب الوطنية الجديدة تبتها غالباً إجراءات تجنيس سيادية مصدرها السلطات بمعزل من حق الأرض أو حق الدم وقيودها الحرفية. وتميل الإجراءات السيادية إلى تيسير تجنيس اللاجئين. وفي الأعوام القليلة الماضية، تقدم المنحى الأمني وقيوده على المنحى الليبرالي السابق. ويدرس الاتحاد الأوروبي احتمال سن تشريع مستقل للمواطنة الأوروبية، يحرر اللاجئين من مقتضيات تشريع الدول الطارئة والظرفية. ووضع اللاجئ وتجنيسه وجهان متلازمان لمسألة واحدة. وبناء على هذا التلازم نصت معاهدة جنيف التي ترعى أحوال اللجوء (في 1951) في مادتها الرابعة والثلاثين على التزام الدول المتعاهدة تيسير استيعاب اللاجئين وتجنيسهم، وذلك أولاً بواسطة تسريع إجراءات التجنيس وتقليص الرسوم والأكلاف المترتبة عنه.
وما توجبه معاهدة جنيف هو تيسير إجراءات التجنيس فحسب، وليس وجوب التجنيس. وبناء عليه، عمدت الدول الأوروبية إلى تقليص مهلة الانتظار التي على اللاجئ أن يتقيد بها قبل تقديم طلب التجنيس. ففرنسا تجيز للاجئين طلب التجنيس من غير مهلة وحال الإقرار بوضع اللجوء، بينما يلزم الأجانب من غير اللاجئين بانتظاره 5 سنوات قبل أن يحق لهم التقدم بطلب التجنيس. وقلصت بلجيكا المهلة من 3 سنوات إلى اثنتين، واليونان من 10 إلى 3 سنوات، والنمسا من 6 إلى 3 سنوات، إلخ. والشروط الأخرى، مثل وجوب اتقان اللغة الوطنية وتوافر دخل مستقل وخاص، عسيرة وعصية على التلبية والتحقيق في حال هاربين من بلادهم ولم يعدوا العدة قبل قصد بلد لم تسبق لهم علاقة به. ويلاحظ مثلاً أن فرنسا، في 2014، جنست 55010 أجانب (من 4.2 مليون أجنبي يقيمون على أراضيها)، بلغ اللاجئون منهم 4230 (من 175 ألف لاجئ).
والانعطاف الذي يقضي بتقليص عدد اللاجئين المجنسين، على خلاف المبادئ أو الأصول الليبرالية، يؤدي فعلاً إلى خسارة المفعول الإيجابي الناجم عن استقبال اللاجئين، ويُعوَّل عليه في سبيل دمجهم في المجتمع المضيف. فهل من طريق أوروبي إلى مواطنة اللاجئين؟ الطريق، اليوم، إلى المواطنة في الاتحاد الأوروبي يمر إلزاماً بالمواطنة في دولة وطنية وعضو في الاتحاد. والقوانين الاتحادية التي تتولى تنظيم الانتقال من بلد عضو إلى بلد آخر، والإقامة والعمل في بلد من البلدان، تشترط على المنتقل والمقيم توافر موارد خاصة يسد بها حاجاته وحاجات أسرته. والقياس على أحوال بعض الأقليات القادمة من رومانيا (مثل الغجر) إلى بلدان الاتحاد يظهر أن الفرق بين هذه الأقليات وبين الأجانب ضئيل.
وتخالف هذه الأحوال حقوق التابعية الوطنية في المثال الديموقراطي المعاصر، وركناها هما: الحق غير المقيد في الإقامة (وهذا الحق يبطل النفي وإسقاط الجنسية)، والحق السياسي في الاقتراع والوظيفة الإدارية العامة. فالمواطنة الأوروبية، في هذه الحال، ناقصة. فهي لا تقر بحقوق إقامة إقليمية ثابتة وحصينة. ورفع القيود على حرية الإقامة شرط لا غنى عنه في سبيل تحصين الحق في الإقامة، وإقرار مواطنة اتحادية (فيديرالية) ناجزة، تقوي تماسك الأمة السياسية الناشئة عن (تعاقد) المواطنين الأوروبيين. وما لم يرس الاتحاد هذا الأساس فمن المستحيل تصور مثال تجنيس أوروبي واتحادي لا يشترط الحصول أولاً على تابعية وطنية.
واللاجئون هم في مقدم من يعود عليهم التجنيس الاتحادي بالنفع. وهم ربما ذريعة قوية إلى إقرار مثل هذا التجنيس القائم على حق الأرض. ويخولهم هذا الحق الإقامة في البلد الأوروبي الذي يختارونه من غير التمتع بتابعية وطنية سابقة. وقد يبدو الإجراء هذا، بينما تعصف بمبادئ شينغن القيود والاستثناءات، عسيراً وعصياً. وسبق أن اضطرت الولايات المتحدة إلى سن التعديل الدستوري الرابع عشر في 1868، غداة الحرب الأهلية ورداً على نكوص ولايات الجنوب عن تجنيس المواطنين السود. وربما أدى نكوص بعض الدول عن تحمل مسؤولياتها نحو اللاجئين إلى الإجراء الأميركي.
* باحث في مركز البحوث في الحقوق بمدينة ليل، عن «اسبري» الفرنسية، 2/2016، إعداد م. ن.
======================
خبير أمني إسرائيلي عن القرار الروسي: "رائحة صفقة"
القدس المحتلة- عربي21# الثلاثاء، 15 مارس 2016 03:05 م 16.2k
قال الخبير الأمني الإسرائيلي أليكس فيشمان، الثلاثاء، إن انسحاب القوات الروسية من سوريا كان "مفاجأة استراتيجية"، ملمحا لوجود "رائحة صفقة" بين الروس وبين طرف آخر في الأزمة السورية، لأن "الروس لا يخرجون بدون شيء"، بحسب تعبيره.
وأضاف فيشمان، في مقال له مع الصحيفة الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت"، أن هناك "إمكانية معقولة أن يكون الروس توصلوا ببساطة إلى نقطة إشباع فقرروا الانسحاب وهم في الذروة"، مشيرا إلى أنهم "يتواجدون في سوريا منذ سبعة أشهر تقريبا، أي بأربعة أشهر أكثر مما خططوا. ويبدو أن ثمة وقف نار ومسيرة سياسية"، معتبرا أن هذا هو الوقت للخروج من الوحل، ناهيك عن أنهم ليسوا راضين حقا عن القدرة القتالية التي يبديها الإيرانيون وحزب الله، بحسب تعبيره.
وعلل وزير الدفاع الروسي، سيرغي شوغوي، الخروج بحقيقة أن "كل الأهداف تحققت: صفينا ألفي إرهابي من أصل روسي، فيهم 17 من القيادات الميدانية. دمرنا معظم طرق التموين للإرهابيين. المهمة انتهت". وكأن هدف التدخل الروسي في سوريا كان منع عودة الإرهابيين الشيشان الذين يتصدرون داعش في سوريا إلى روسيا.
وقال فيشمان إن هذه التفسيرات ليست مقنعة حقا، فجيش النظام السوري يوشك على السيطرة على مدينة تدمر من تنظيم الدولة، "وبدون المساعدة الجوية الروسية، لا أمل له"، متسائلا: "هل ترك الروس جيش النظام السوري لمصيره وهو على حافة مثل هذا الإنجاز الدعائي الهائل؟". وأشار إلى أن الأكراد يتقدمون كذلك بمساعدة روسية.
صفقة ومناورة
واعتبر فيشمان أن الروس إذا كانوا سيخرجون حقا، فإن هناك صفقة في الموضوع، "ربما مع السعوديين، ربما مع الأمريكيين، فالروس لا يفعلون أي شيء ليس فيه مقابل"، مشيرا إلى وجود "مناورة في العلاقات العامة"، وداعيا للانتظار لنرى أي قوات تخرج، وإلى أين.
وأشار فيشمان إلى بقاء الجيش الروسي في مطار حميميم، وفي ميناء طرطوس، وإلى بقاء القوات الجوية التي تحمي هذه المنشآت من الجو، من البحر ومن البر، مضيفا أن الروس قد يخففون حجم القوات، لكنهم سيبقون على بنية تحتية يمكنها أن تستوعب من جديد، وبسرعة، قوات جوية وبرية.
ونفى المحلل الأمني الإسرائيلي وجود ضغط داخلي في روسيا لإخراج القوات من سوريا، كما أنه وصف الخسائر بأنها "معقولة"، مستدركا بأن الاقتصاد الروسي يعيش أزمة شديدة، ومن أجل الحفاظ على استقرار سلطوي فإن الحكم يأكل الاحتياطات بوتيرة مقلقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن التغيير سيحصل إذا حصل ارتفاع في أسعار المواد الخام، ولا سيما أسعار النفط، وإذا ما رفع الأمريكيون العقوبات الاقتصادية عن روسيا.
وكي تحصل كل هذه الأمور "الطيبة" فإن روسيا تحتاج إلى عقد صفقات، بحسب فيشمان، الذي أشار إلى تصريح وزير الاقتصاد الروسي الاثنين، بأن أسعار النفط ستستقر عند 40- 50 دولارا للبرميل الواحد في غضون بضعة أشهر.
ومن أجل الوصول إلى مثل هذا السعر، فإنه يتعين على الروس أن يقدموا تنازلا صغيرا للسعودية: رأس الأسد، بحسب فيشمان. أما رفع العقوبات فيمكن عقد صفقة فيه مع الولايات المتحدة، أحد أثمانها هو تخفيض مستوى التدخل الروسي في سوريا.
أما من جانب إسرائيل، فإن "الأمر ليس مبشرا"، إذ إن التواجد الروسي في سوريا عامل تلطيف للوضع، وسط "حوار" نشأ بين الجيشين الإسرائيلي والروسي، وفتح خيارات سياسية، أما الآن: فالروس يغادرون والإيرانيون يعودون، بحسب تعبيره.
======================
فايننشال تايمز: كيف طبق بوتين المثال الأوكراني بسوريا؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الثلاثاء، 15 مارس 2016 06:29 م 05
فايننشال تايمز: كيف طبق بوتين المثال الأوكراني بسوريا؟
فايننشال تايمز: بوتين قدم للولايات المتحدة درسا في الحروب الحديثة - أ ف ب
كشفت الحملة الروسية في سوريا عن الطريقة التي طبق فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدرس الأوكراني هناك، فقد اتسمت حملته بقصر مدتها والتصميم على تحقيق الهدف.
ويرى جيمس بليتز في تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن الرئيس الروسي أظهر أنه فهم الدروس المهمة في الحرب الحديثة، التي تقوم على تجنب التورط في حروب طويلة وشاقة.
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة ارتكبت هذا الخطأ في العراق، حيث أرسلت قوات عسكرية حاشدة في حرب كلفتها ثمنا باهظا من الدم والمال.
وتلفت الصحيفة إلى أن بوتين تعلم في أوكرانيا، واليوم في سوريا، الضرب بقوة، وقام بحملة عسكرية قصيرة وحادة، حققت معظم أهدافه المباشرة، دون إغلاق الباب حول خيارات أخرى للتحرك في المستقبل.
ويقول الكاتب إن أوكرانيا كانت المكان الذي قدم فيه قواعد اللعبة الجديدة، ففي عام 2013، أعلن بوتين عن ضم القرم، وأمن قاعدة "سيفاستوبول" البحرية لموسكو، ثم تم نشر القوات الروسية فيما بعد؛ دعما للمتمردين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الذين قاموا بتأمين منطقة منفصلة في تحد صارخ لحكومة كييف.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن روسيا ضغطت بقوة على القوات التابعة لكييف، حتى وافقت الأخيرة على منح الانفصاليين منطقة حكم ذاتي، وبعدها قام الزعيم الروسي بتخفيف حدة القتال تاركا نزاعا مجمدا في شرق البلاد.
وتبين الصحيفة أن الشيء ذاته حدث في سوريا، فقد حقق بوتين هدفه المباشر، وهو تقوية موقع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وضرب بوحشية معارضيه.
ويستدرك بليتز بأن الرئيس الروسي يقوم بتخفيف النزاع في الوقت المناسب، مشيرا إلى أنه من خلال الانسحاب من سوريا، فإن بوتين يتجنب التورط في نزاع طويل مع مقاتلي تنظيم الدولة، وفي الوقت ذاته فإنه فتح نافذة لموسكو للتصرف كونها لاعبا ووسيطا دبلوماسيا حول مستقبل سوريا.
ويذهب التقرير إلى أن هذا التحليل يبدو لطيفا مع بوتين، خاصة أن هناك من يتساءل عما حققه التدخل الروسي في سوريا وأوكرانيا، ففي الأخيرة فرضت عليه عقوبات غربية أضرت باقتصاده، وفشل في إقامة منطقة حكم منفصلة عن أي دولة في "نوفوروسيا"، التي كانت سترتبط بشكل وثيق مع روسيا.
وترى الصحيفة أن حملة بوتين في سوريا تظل غير مكتملة وقاصرة، فلا يزال نظام الأسد غير آمن، ولا تزال المعارضة الكردية وتنظيم الدولة قويين، ولم يحقق بوتين ما وعد به، وهو هزيمة تنظيم الدولة.
ويجد الكاتب أنه مهما كان الواقع، فإن بوتين قدم للولايات المتحدة درسا في الحروب الحديثة، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما يرى دائما أن أي مشاركة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط ستؤدي إلى انزلاقها في حرب طويلة وتدخل عسكري لا نهاية له، وتكرار أخطاء أفغانستان والعراق.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن "بوتين كشف عن أن منطق أوباما في الحرب متردد، صحيح أن طريقة بوتين في الحرب وحشية، لكنها أظهرت أن الكثير يمكن تحقيقه من خلال تدخل قوي وحاسم يفاجئ العالم".
======================
دي فيلت الألمانية: ماذا يخفي الانسحاب الروسي المفاجئ؟
عربي21 - نرجس ملكي# الثلاثاء، 15 مارس 2016 11:05 م 45.3k
تناولت صحيفة دي فيلت الألمانية إعلان روسيا المفاجئ عن سحب جزء كبير من قواتها من سوريا، واعتبرت أن الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار ليست تعزيز فرص السلام، بل هي نجاح روسيا في إنقاذ نظام بشار الأسد واستعادة دورها في الشرق الإقليمي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن تدخلها في سوريا ترتب عليه مشكلات عديدة ونفقات ثقيلة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأ العالم بإعلانه عن سحب قسم من قواته من سوريا، وقد يظن البعض أنه يهدف من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز السلام، ولكن وراء هذا القرار تختفي "حسابات باردة" لا علاقة لها بالمصالح السورية
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإعلان لا يعني الانسحاب الكلي للقوات الروسية، حيث إنها ستبقي على عدد هام من الجنود والعتاد، مع إمكانية زيادة عددهم في أي وقت، خاصة في القاعدة البحرية في طرطوس، ومطار حميميم في اللاذقية، كما ستبقي روسيا على بعض السفن الحربية وأنظمة الدفاع الجوي؛ من أجل حماية قواعدها من أي هجمات جوية أو بحرية.
وقالت الصحيفة إن روسيا كانت -بعد انخراطها في الحرب السورية قبل نحو ستة أشهر- قد أعلنت أن هدفها هو محاربة تنظيم الدولة، وإذا كان هذا هو الهدف الحقيقي من تدخلها فإن قرار الانسحاب ليس منطقيا، ذلك أن هذا التنظيم رغم تكبده ضربات موجعة في الأشهر الأخيرة، فإنه لا يزال صامدا على أغلب مناطق سيطرته، وبما أن هذا التنظيم لا يزال محافظا على أغلب قدراته، فإن قرار بوتين يعني أن تدخله منذ البداية لم يكن أبدا بهدف محاربة الإرهاب.
وفي المقابل، اعتبرت الصحيفة أن "الأهداف الحقيقية" من التدخل الروسي قد تحققت في معظمها، حيث إن موسكو نجحت في إنقاذ نظام بشار الأسد من الانهيار، وقد استعادت قواته زمام المبادرة بعد أن كانت تعاني من الضعف والتقهقر، بفضل الدعم الجوي الذي قدمته الطائرات الروسية والدور الذي لعبته القوات الإيرانية، وهو ما سمح لبشار الأسد باستعادة السيطرة على مناطق هامة في محافظات اللاذقية وحلب وإدلب، ومحاصرة مدينة حلب خلال الفترة الماضية.
كما نجح الأسد في ترجمة هذا التقدم العسكري إلى مكاسب سياسية دعمت موقفه التفاوضي أمام الولايات المتحدة، التي غيرت موقفها بناء على هذه التطورات الميدانية، وقررت التخلي عن مطلب رحيله كشرط أساسي قبل بدء المحادثات.
كما أن بوتين حقق من خلال تدخله هدفا آخر لم يعلن عنه منذ البداية، وهو استعادة النفوذ الجغرافي والسياسي لروسيا في الشرق الأوسط، حيث إن تدخله في سوريا جعله شريكا لا يمكن الاستغناء عنه لإيجاد حل للحرب الدائرة منذ خمس سنوات، كما أمّن هذا التدخل دورا محوريا لروسيا على طاولة المفاوضات، ولا أدل على ذلك من أن فلاديمير بوتين أعلن في نهاية شهر شباط/ فبراير المنقضي بكل فخر أنه اتفق مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على وقف لإطلاق النار.
واعتبرت الصحيفة أن روسيا نجحت بهذا التدخل في فرض نفسها كقوة عالمية من جديد، تتخذ قرارات السلم والحرب بكل ندية مع الولايات المتحدة، وهو ما أطلق موجة من المشاعر القومية في الداخل الروسي، وأمن الدعم الشعبي اللازم لبوتين.
كما أشارت الصحيفة إلى أن هنالك أسبابا أخرى قد تكون دفعت بروسيا لسحب قواتها من سوريا مجبرة وليس باختيارها، حيث إن عملياتها العسكرية في سوريا التي انطلقت منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، كبدتها تكاليف مالية وسياسية كبيرة، وعرضتها لانتقادات دولية كبيرة، بسبب قيامها بقصف المدنيين، كما أن تعرض إحدى مقاتلاتها للإسقاط من قبل سلاح الجو التركي أدى إلى نشوب أزمة حادة بين البلدين، بالإضافة إلى تدهور علاقاتها مع دول المنطقة، وخاصة السعودية. كما تضاف إلى كل هذه المشكلات الكلفة الباهظة لتواجد قواتها في سوريا، حيث إنها تكلف حوالي 2,5 مليون دولار يوميا.
وختاما، خلصت الصحيفة إلى أن كل هذه الحقائق تشير إلى أن قرار موسكو المفاجئ جاء مدفوعا برغبة في تأمين المكاسب الظرفية التي حققتها إلى حد الآن، قبل أن تتفاقم الخسائر وتصبح الكلفة أكثر من أن تحتمل بالنسبة لروسيا، وقبل أن تتحول سوريا إلى أفغانستان جديدة للروس.

======================
نوفال أبسرفتور: بوتين أظهر تأثيره بسوريا رغم إعلان انسحابه
عربي21 - يحيى بوناب# الأربعاء، 16 مارس 2016 01:44 ص 00
نشرت صحيفة نوفال أوبسرفاتور الفرنسية تقريرا حول القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب الجزئي من سوريا، تناولت فيه النتائج المنتظرة لهذا القرار، وتأثيره على الأوضاع الميدانية ومفاوضات السلام في جنيف.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر أنه أنجز ما كان يصبو إليه في سوريا، ولذلك فاجأ المجتمع الدولي وكل البلدان المنخرطة في الصراع السوري، بإعلانه مساء يوم الاثنين عن سحب جزء من قواته المتمركزة في سوريا، التي تقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد منذ نحو ستة أشهر. وقد تأكد هذا الإعلان فعليا بعد بدء عمليات إعادة العتاد العسكري والجنود الروس إلى بلادهم يوم الثلاثاء.
وقالت الصحيفة إن القوات الروسية المتمركزة في طرطوس واللاذقية لم تكن طبعا تنوي البقاء في سوريا إلى الأبد، وكان بوتين قد أكد في عدة مناسبات على أن العمليات التي يقوم بها في سوريا تكتيكية ومحدودة زمنيا، ولكن رغم كل هذه الإشارات، فإن إعلانه شكّل مفاجئة بالنسبة لأغلب المراقبين، رغم أنه لقي ترحيبا واسعا من قبل الأطراف المنخرطة في الصراع السوري، فيما اعتبره مجلس الأمن الدولي "خطوة إيجابية".
وفي المقابل، اعتبرت الصحيفة أن هذا القرار يطرح عدة تساؤلات، أولها حول السبب الحقيقي لهذا الانسحاب، وفي هذا السياق يأتي تصريح السفير الروسي في الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الذي أعلن أن القرار الروسي كان بهدف دفع المحادثات السورية للتوصل لحل سياسي للصراع، بعد أن قامت هذه القوات بدعم بشار الأسد حتى يستعيد توازنه.
ولكن الصحيفة اعتبرت أن قرار بوتين يخفي وراءه خوفه من أن يتورط أكثر في المستنقع السوري، في ظل تقارير تفيد بتزايد وقوع قتلى في الجيش الروسي، كما أنه أراد أيضا أن يظهر أنه يقوم بدور إيجابي، في حال أسفرت محادثات جنيف عن نتائج إيجابية
كما طرحت الصحيفة تساؤلا حول مدى جدية قرار الانسحاب، حيث إن الغرب والمعارضة السورية رحبا بهذا الإعلان، ولكن بشكل حذر؛ لأنه أولا لا يمثل انسحابا كليا من الأراضي السورية، ذلك أن موسكو ستحافظ على قواعد للطائرات، وستواصل مراقبة الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ من 27 شباط/ فبراير الماضي.
كما أن موسكو لم تحدد أنواع الطائرات التي ستقوم بمهام المراقبة، ولم توضح ما إذا كانت الطائرات المقاتلة أيضا ستبقى متمركزة في قواعدها الجوية في سوريا، والانسحاب الروسي لن يعني طبعا إغلاق القواعد العسكرية التي كانت تتمركز بها قواتها على الأراضي السورية.
وتساءلت الصحيفة أيضا عن تأثير هذا القرار على الأوضاع الميدانية، خاصة أنه منذ أيلول/ سبتمبر الماضي استهدفت أكثر من 50 طائرة مقاتلة روسية آلاف المواقع على الأراضي السورية، والهدف المعلن كان محاربة الإرهاب، إلا أن روسيا كانت تهدف في الواقع إلى حماية نظام بشار الأسد عبر استراتيجية المحافظة على "المناطق المفيدة"، بمعنى الاكتفاء بالدفاع عن الخط الرابط بين الجنوب والشمال من دمشق إلى حلب، الذي يتضمن حمص وحماة وإدلب والمناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وقد اتهمت الدول الغربية روسيا بأنها تسعى لاستهداف مواقع المعارضة المعتدلة وليس مواقع تنظيم الدولة، وهو ما أكدته التقارير الميدانية.
وأضافت الصحيفة أن هذا الدور الروسي مكّن بشار الأسد من استعادة قوته وتحقيق بعض التقدم، بعد أن كان في الصيف الماضي يتهاوى، ولذلك تعتبر موسكو أن مهمتها قد تحققت. ولكن في حال توقف العمليات الروسية بشكل حقيقي، فإن المعارضة قد تكون قادرة على استعادة أسبقيتها وتوجيه ضربات للنظام السوري من جديد.
وأثارت الصحيفة تساؤلا آخر حول تأثير الإعلان الروسي على محادثات جنيف، حيث إن إعلان بوتين الانسحاب الجزئي لقواته من سوريا يأتي بالتزامن مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات حول مستقبل البلاد، وهو ما فسره بعض المراقبين بأنه إشارة تهدئة ورغبة روسية في إحراز تقدم على المستوى الدبلوماسي.
ورأت الصحيفة في هذا السياق أنه منذ اليوم الأول لجولة المفاوضات الجديدة بين ممثلي النظام السوري وممثلي فصائل المعارضة، تبين مجددا أن مصير بشار الأسد لا يزال يمثل نقطة الخلاف الأبرز التي تهدد بإجهاض مسار السلام، ولكن في كل الأحوال فإن بوتين أظهر أنه لا يزال قادرا على التأثير بعدة أشكال على الملف السوري.
======================
سلايت الفرنسية: الغرب ارتكب الخطأ تلو الآخر في سوريا
عربي21 - أمل عويشاوي# الأربعاء، 16 مارس 2016 02:07 ص 10
نشرت صحيفة "سلايت" الفرنسية تقريرا حول "الأخطاء" التي ارتكبها الغرب في حق سوريا، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بمزيد الإصلاحات في البلاد، ورأت أن الدور الغربي السلبي نتجت عنه مأساة، وصفها مراقبون بأنها الأسوأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
واعتبرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن جميع القرارات والخيارات التي اتخذها قادة الغرب خلال الأزمة السورية كانت خاطئة، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة وروسيا. فقد استخفّ الغربيون منذ البداية بنظام الأسد، وأكدوا أنه لن يصمد طويلا في وجه الاحتجاجات التي انطلقت شرارتها من مدينة درعا السورية، تماما مثلما حدث مع الأنظمة السابقة في كل من تونس ومصر وليبيا.
ولم تتوان العواصم الغربية حينها عن التصريح بضرورة "رحيل الأسد" والقول بأن "أيامه أصبحت معدودة"، دون أن تعير اهتماما لواقع فرضته تركيبة المجتمع السوري، فسوريا تحكمها تقسيمات طائفية وتواجهها عقبات كبيرة تتمثّل أساسا في صعوبة توحيد المعارضة، وتشبّث النظام السوري بالسلطة واستفادته من دعم حلفائه الروس والإيرانيين.
وأضافت الصحيفة أنه من بين الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الغرب والتي أدت إلى فشله في التعامل مع الملفّ السوري الشائك؛ هي تشبيهه ما حدث في ليبيا بما يحدث في سوريا، خاصة أن الأسد جابه الاحتجاجات الشعبية بالقمع الوحشي، على الرغم من تقديمه "تنازلات"، منها رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المئات من المعتقلين السياسين، وهو ما دفع الغرب للتدخل من أجل تجنب تكرار السيناريو الليبي.
وتحدّثت الصحيفة عن أسباب رفض الولايات المتحدة للتدخل العسكري في سوريا، خاصة بعدما انتقد الرئيس الأمريكي "تفاخر" الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بالتدخل العسكري في ليبيا إبان ثورة شباط/ فبراير، حيث اعتبر ساركوزي أنه تم جرّ الولايات المتحدة إلى هذا التدخل عبر حلفائها الأوروبيين. لكن اعتبرت أمريكا أن القتال في سوريا ليس من أولوياتها، وهي ليست مستعدة لخوض حرب جديدة على غرار العراق وأفغانستان.
كما وُجّهت انتقادات إلى كلّ من روسيا والصين، على خلفية رفضهما، في مجلس الأمن، مشروع القرار رقم 1973، فرغم أن هذا القرار كان يهدف لحماية المدنيين من خلال إنشاء منطقة حظر جوي في ليبيا، ولم يتضمن أي دعوة لتغيير النظام، فإن موقف كلا الدولتين ساهم في إضفاء شرعية على قرار الأمم المتحدة المتعلّق بالتدخل الغربي في ليبيا.
وأفادت الصحيفة بأنه في ظلّ فشل التدخل المباشر في سوريا، بقي الغرب مترددا حول تسليح معارضي الأسد، لينتهي المطاف بفرض الاتحاد الأوروبي لحظر تصدير السلاح إلى سوريا، وذلك خوفا من وصول هذه الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة، مثل جبهة النصرة التي تعدّ إحدى المجموعات التي تقاتل نظام بشار الأسد.
وفي ربيع سنة 2013، دعمت أمريكا رفع الحظر على السلاح، وبدأت بتمويل المعارضة، إلا أن هذه المماطلة ساهمت في إضعاف الجيش السوري الحر الذي تصدر مقاتلوه المعتدلون صفوف المعارضة عند اندلاع الثورة في سوريا.
وبيّنت الصحيفة أن رفض الجانب الأمريكي لفرض عقوبات على الأسد، على خلفية شنّه لهجوم كيميائي في سنة 2013 ضدّ شعبه، ما أودى بحياة حوالي 1400 مدني، بالإضافة إلى رفض مقترح إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لحماية المدنيين، أو منطقة حظر جوي لمنع طائرات الأسد من قصف المدنيين، كانت كلها قرارات خاطئة. وعلى الرغم من إعلان فرنسا استعدادها "لمعاقبة" الأسد والتدخل لتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية السورية، إلا أنها لم تحظ بدعم حلفائها.
وبالتالي، فإن قرار الرئيس الأمريكي القاضي برفض شنّ الهجمات على الأهداف العسكرية للنظام في دمشق، ساهم في فتح المجال لروسيا حتى تسيطر على الوضع في سوريا، وأدى لظهور عناصر تنظيم الدولة الذين استغلوا هذا الأمر.
واعتبرت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت السبب وراء ظهور تنظيم الدولة في أعقاب غزو العراق سنة 2003، كما أن الحرب في سوريا وإضعاف السلطة في العراق، ساهما إلى حدّ كبير في توسع تنظيم الدولة.
وأدى ظهور تنظيم الدولة  إلى وضع الغرب أمام معضلة حقيقية تتمثل بين خياري القضاء على تنظيم الدولة، أو المطالبة بتنحي الأسد عن السلطة، أو القيام بالأمرين في آن واحد، وهو ما استفادت منه كل من روسيا وإيران، حيث دعمتا نظام الأسد واعتبرتا أن الأولوية حاليا هي القضاء على تنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة إن روسيا، التي انخرطت عسكريا لدعم الأسد، وبحجّة القضاء على تنظيم الدولة، زادت من تواجدها العسكري في المنطقة، ووجّهت ضرباتها للمعارضة السورية بمساعدة كلّ من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وفي الختام، رأت الصحيفة أنه بعد عرقلة مشروع قرارات الأمم المتحدة حول سوريا لمدة خمس سنوات، وفشل محادثات جنيف الأولى والثانية، استطاعت روسيا في النهاية إضعاف المعارضة وتغيير المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد.
======================
 ديلي تلغراف :لاجئ سوري عالق بمطار أتاتورك منذ عام
فادي منصور لاجئ سوري عالق في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول في تركيا منذ عام ولا يستطيع مغادرته بعد فراره من سوريا، وقد أجبر على العيش فيما يعرف بـ"غرفة الركاب المشكوك فيهم" ويواجه باستمرار تهديدا بترحيله إلى سوريا، كما تقول منظمة العفو الدولية.
وقالت المنظمة إن منصور احتجز بطريقة تعسفية ويعيش في ظروف غير إنسانية في المطار منذ 15 مارس/آذار 2015 وحثت أنقرة على إطلاق سراحه.
وأشارت صحيفة ديلي تلغراف أن منصور أبلغ بعض أقاربه أنه يفكر في المطالبة بإعادته لسوريا لأنه كما يقول "على الأقل سأموت هناك مرة واحدة وينتهي الأمر، بدلا من الموت كل يوم أقضيه هنا في هذا المكان".
وقد حث محاميه السلطات على إطلاق سراحه من مكان احتجازه لأنه يفتقر إلى الضوء الطبيعي، والغرفة التي هو فيها مضاءة طوال الوقت بإضاءة صناعية.
وذكرت المنظمة أنه خلال سنة احتجازه تعرض منصور لمضايقات من محتجز آخر، وطلب العودة إلى لبنان، وبعد وصوله إليها رفضت السلطات اللبنانية السماح له بالدخول فعاد إلى تركيا، وهناك أعادت السلطات التركية احتجازه.
وأشارت إلى أن منصور فر من سوريا في أغسطس/آب 2012 لتفادي الخدمة العسكرية، وانتقل إلى لبنان. وهناك اختطفته عصابة واحتجزته طلبا لفدية، وبعدها غادر إلى تركيا عام 2014. وبعد بقائه فيها شهرا، غادر إلى ماليزيا التي لم تسمح بدخوله بسبب استخدامه أوراقا ثبوتية مزيفة، كما تقول السلطات هناك.
 
======================
صحف إسرائيلية: حزب الله يواجه تراجعا كبيرا بشعبيته
نشرت صحف إسرائيلية اليوم تحليلات تشير إلى أن حزب الله اللبناني يواجه تراجعا كبيرا في شعبيته بالعالم العربي، معتبرة أن الحزب سيواجه تحديات كبيرة في الفترة المقبلة.
وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في مقال تحليلي بصحيفة معاريف، إن القرار العربي الخليجي ضد حزب الله قد يؤدي في النهاية لمنع الحزب من المشاركة في الانتخابات البرلمانية في لبنان.
وفسرت ذلك بأن الحزب لن يكون بمقدوره أن يمثل ذراع إيران العسكرية وحزبا سياسيا لبنانيا في الوقت نفسه، وقد بدا واضحا أن إيران وحزب الله ليسا الحل لمواجهة مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية، وإنما هما جزء من المشكلة.
من جهته قال رئيس قسم الشرق الأوسط في أكاديمية الجليل الغربي رونين يتسحاق في مقال تحليلي بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن حزب الله يمر بحالة من الشرخ مع العالم العربي في ظل تورطه في الصراع الدائر في سوريا، فضلا عن كونه يتمتع بدعم إيراني قد يحدّ من حرية الدولة السنية، ويزيد من تأثير الشيعة في الشرق الأوسط.
تورط الحزب
وأضاف "حزب الله لم يعد يحارب فقط في سوريا، بل بات متورطا في حرب اليمن بجانب الحوثيين الشيعة، الذين يحاربون التحالف العربي السني، وحسب أوساط أجهزة الأمن الغربية فإن الحزب يقيم شبكات مسلحة في أنحاء أوروبا وأميركا، لاسيما أميركا اللاتينية، من خلال خلايا نائمة، لكنها قادرة على العمل من خلال تلقي التعليمات من الحزب في يوم العمل المطلوب".
وقد بات واضحا أن إعلان حزب الله منظمة إرهابية جاء عقب الأعمال التي يقوم بها ضد الدول السنية وتورطه في سوريا ووقوفه بجانب نظام الأسد، وهو النظام التي تسعى الدول الخليجية للإطاحة به، وظهرت خطوة الدول العربية ضد الحزب شرعية ومقبولة في ظل التدخلات التي يقوم بها في أنحاء مختلفة من العالم.
وأشار يتسحاق إلى أن خطوة الدول الخليجية في تصنيف حزب الله منظمة إرهابية تأتي للضغط على الاتحاد الأوروبي للقيام بالخطوة ذاتها، لأنه يصنف الذراع العسكرية للحزب إرهابيا فقط دون الجناح السياسي، في حين تعتبر الولايات المتحدة الحزب بشقيه السياسي والعسكري منظمة إرهابية.
 
تقارب وضغوط
ولفت كاتب المقال إلى أن أن تقارب الدول السنية من بعضها بعضا في الآونة الأخيرة لعب دورا في استصدار مثل هذه القرارات ضد حزب الله، مما سوف يسفر في النهاية عن زيادة الشرخ والفرز بين الدول العربية وإيران، التي تعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله، وهو استكمال للخطوة التي قامت بها السعودية ضد ايران قبل ثلاثة أشهر حين قطعت علاقتها الدبلوماسية معها.
كما توقع الكاتب أن تقوم الدول الخليجية بخطوات دبلوماسية ضد لبنان، مع دول سنية أخرى، من أجل ممارسة مزيد من الضغوط على الحزب، ومن المتوقع أن تسفر القرارات الأخيرة الخليجية والعربية ضد الحزب عن المس ببنيته التحتية في العالم العربي، خاصة عمليات تجنيد الأموال وحرية العمل للحزب.
وختم بالقول "رغم الخطوات العربية الأخيرة ضد الحزب، فلا يبدو أنه سيتوقف عن القتال بجانب نظام بشار الأسد أو التعاون مع إيران".
وبعد مرور ثلاثة عقود على تأسيس الحزب، والتأييد الشعبي الكبير الذي حظي به جراء مقاتلته إسرائيل، يبدو أن الحزب يواجه تحديات كبيرة في الفترة القادمة لا تقتصر على النواحي العسكرية العملياتية فحسب، وإنما تشمل الجانب الشعبي والجماهيري، بما في ذلك التأييد العربي الذي بدأ يفقده منذ أن بدأ تورطه في سوريا، وهو ما سوف ينعكس على مستقبل الحزب في المنطقة خلال السنوات القادمة.
 
======================
تايمز: يتنحى الدكتاتور ليعود السلام لسوريا
كتبت تايمز أن الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس اليوم، لا تزال تشعل المنطقة وتدفع مئات الآلاف للفرار من بيوتهم، وقد جلبت العار إلى العالم العربي وكشفت عجز الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي، ومنحت روسيا مدخلا إستراتيجيا استغله الرئيس فلاديمير بوتين الذي سعى بالأمس لإحداث تحول دراماتيكي من داع للحرب إلى صانع سلام عندما أعلن عن انسحاب جزئي لقواته من سوريا.
وترى افتتاحية الصحيفة أن محادثات السلام الحالية تواجه مهمة شبه مستحيلة ألا وهي انتخاب حكومة جديدة خلال 18 شهرا لإيجاد مخرج من الورطة التي دفعت الأسد إلى سياسته الواقعية المتضائلة.
وأضافت أن هناك سؤالين مهمين بحاجة لإجابة: كيف يمكن إسقاط مثل هذا الدكتاتور الذي اقترف كل هذه الفظاعات في محاولته للتشبث بالسلطة؟ وكيف يمكن الحفاظ على لُحمة سوريا دولة قومية بعد استسلامه؟
وأشارت الصحيفة إلى أن تشكيل حكومة تكبح السلطة التنفيذية وتحترم التعددية السياسية يتضاءل بشكل كبير وقد تكون النتيجة النهائية لعملية السلام هي الاعتراف بأن سوريا لا يمكن أن تحيا سليمة، وأضافت أنه إذا كان الأسد عاجزا عن تسليم السلطة لحكومة شرعية فالمستقبل البديل الوحيد قد يكون في تقسيم البلد بين محمية روسية يحكمها العلويون في اللاذقية ومنطقة سنية وأخرى كردية.
لكنها أردفت بأن تقسيم سوريا يمكن أن يجعلها أكثر خطورة وأن تقطيع أوصالها بهذه الطريقة سيكون سابقة مرعبة للدول الأخرى الهشة في الشرق الأوسط.
وفي السياق شككت صحيفة ديلي تلغراف في نجاح جولة محادثات السلام الثالثة في جنيف، ورأت أنه رغم موافقة طرفي الصراع على حضور المفاوضات أخيرا فإنهما لن يقدما تنازلات أو حتى الالتقاء وجها لوجه.
وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى المحادثات كان مليئا بالمطبات، وأن الجولة الحالية كان من المفترض أن تبدأ في يناير/كانون الثاني الماضي، ومع ذلك بمجرد وصول طرفي الصراع شن النظام السوري مدعوما بغطاء جوي روسي هجوما كبيرا على مواقع الثوار حول مدينة حلب.
 
======================
الصحف الروسية تعتبر الانسحاب من سوريا انتصارا
أوردت الصحف الروسية الثلاثاء أن إعلان انسحاب القسم الأكبر من القوات الروسية من سوريا يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمثابة انتصار سياسي، لكونها أعطت أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.
وكتبت صحيفة كومرسانت أن "موسكو كان يمكن أن تغرق في مستنقع هذه الحرب (...) إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن سحب قواته العسكرية، وباتت لديه حجج قوية ليقول إن حملته في سوريا انتصار له".
وتابعت الصحيفة أن موسكو لم تكن تهدف إلى تحرير كل الأراضي السورية، وهو "ما يمكن أن يستغرق سنوات دون أي ضمانات بتحقيق نتيجة إيجابية".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا -بفضل الحملة العسكرية في سوريا- نجحت في الخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليها بسبب النزاع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن قرار سحب القوات لم يكن من الممكن أن يتخذ دون اتفاق مع الولايات المتحدة.
وأوردت صحيفة فيدوموستي الليبرالية أن روسيا بدأت حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا أساسا "بهدف التقارب مع الغرب"، و"بهدف إطلاق محادثات" السلام أيضا.
وأشارت صحف عدة إلى أن إعلان موسكو المفاجئ للانسحاب في الوقت الذي بدأت فيه جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، من شأنه أن يشجع عملية السلام.
وكتبت صحيفة إيزفستيا القريبة من الكرملين أن "سحب القوات الروسية يضع حدا للتوتر الذي تثيره الغارات الجوية" الروسية، وأضافت أن "الانسحاب يظهر أيضا أن الجيش السوري بات قادرا الآن على مواجهة قوات تنظيم الدولة الإسلامية بنفسه".
وعلق المحلل الروسي غيورغي بوفت لإذاعة بزنيس أف أم، أن "موسكو منذ البداية لم تكن تسعى إلى إنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد بأي ثمن، بل هدفها الرئيسي كان الخروج من العزلة الدولية وهذا ما تمكنت من تحقيقه".
وتابع بوفت أن روسيا "حققت أقصى ما يمكن التوصل إليه دون القيام بعملية برية" فيما يتعلق بمكافحة تنظيم الدولة، متفادية أن تتحول سوريا إلى "أفغانستان جديدة".
وأضافت الصحف الروسية أن الكرملين أراد تفادي تكرار تجربة الاتحاد السوفياتي سابقا في أفغانستان، حين خاض الجيش الأحمر حربا استمرت عشر سنوات ضد المجاهدين بين 1979 و1989.
======================