الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17-4-2024

سوريا في الصحافة العالمية 17-4-2024

18.04.2024
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 17-4-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
الصحافة البريطانية :
الصحافة الروسية :
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي" تُناقش ثلاث خيارات محتملة أمام "إسرائيل" للرد على الهجوم الإيراني
تحدثت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، عن ثلاث خيارات محتملة أمام إسرائيل، للرد على الهجوم الإيراني الأخير، في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، وتأكيد القيادة الإسرائيلية أنها لن تترك الحدث دون رد.
وأوضحت المجلة أن من بين الخيارات استهداف البرنامج النووي الإيراني، معتبرة أن هجوم إيران غير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية، قد يزيد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، من أجل القيام برد أقوى.
ووفق المجلة، يحث الخبراء "إسرائيل" على عدم التسرع في اتخاذ القرار، حتى في الوقت الذي تدعو فيه أصوات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية إلى رد سريع، ويقول جوناثان لورد، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد "CNAS"، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن، إن من المرجح أن ترد إسرائيل، "لكن ليس هناك حاجة إلى التسرع".
وأثارت المجلة مجموعة من التساؤلات في تقريرها حول الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، حيث تشير إلى 3 طرق للرد، منها ما قد يكون شديد الخطورة ويؤدي إلى تصعيد إقليمي، ومنها ما قد تحاول إسرائيل من خلال تبني نهج قد يقلل من مخاطر حرب إقليمية.
وأكدت "فورين بوليسي" أن تسارع البرنامج النووي الإيراني منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قبل 6 أعوام، وتنامي إمكانية طهران في إنتاج سلاح نووي في غضون بضعة أشهر، قد يجعل المنشآت النووية هدفا لعملية عسكرية إسرائيلية، لكنها عادت لتقول إن "هذا قد يكون هدفا على أعلى مستوى من التصعيد".
ويعتبر المسؤول الدفاعي الأميركي السابق مايكل مولروي، أنه "إذا ردت إسرائيل على إيران، فقد يكون ذلك من خلال ضرب منشآت الأسلحة النووية الإيرانية المشتبه بها أو استهداف قاعدتها الصناعية الدفاعية"، وقال: "إذا نجحوا في تنفيذ أي منهما أو كليهما بنجاح، فسيؤكد ذلك لإيران على أنها قد ارتكبت خطأ استراتيجيا في شن هجوما على إسرائيل".
في السياق، شدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، على أن بلاده سوف ترد على الهجمات الإيرانية، وذلك وفقا لما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، في نسخته الإنكليزية، لكن، وفق المجلة فإنه من الصعب استهداف محطة "نظنز" التي تعتبر إحدى أكبر المنشآت النووية الإيرانية، حتى من خلال أكبر قنبلة خارقة للتحصينات، بسبب وجودها في منطقة جبلية بسلسلة جبال زاغروس وعلى عمق كبير في الأرض.
ويؤكد هذا لورد، والذي يقول: "الشيء الوحيد الأسوأ من موقع برنامج إيران النووي المحتمل هو أن تقوم إسرائيل بمحاولة تدميره وتفشل في ذلك"، ومن المرجح أن يؤدي هجوم مباشر على البرنامج النووي الإيراني إلى نهاية "التحالف المؤقت" مع الدول العربية التي ساعدت في صد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل هذا الأسبوع، وفق "فورين بوليسي".
وقد يؤدي أيضا إلى جر وكلاء إيران، مثل حزب الله اللبناني، إلى مواجهة مباشرة أعنف مع إسرائيل، حسب ما يقول خبراء، ومع إشارة الولايات المتحدة بالفعل إلى أنها لن تدعم هجوما مباشرا على إيران، يتعين على الإسرائيليين حسب الخبراء، الحذر من المبالغة في إثارة غضب الإدارة الأميركية خاصة خلال عام الانتخابات.
أما الخيار الثاني، فهو استهداف القادة الإيرانيين أو مواقع داخل إيران أو خارجها، ووفق "فورين بوليسي"، يمكن لإسرائيل أن تضرب أهدافا على الأراضي الإيرانية لا ترتبط بشكل مباشر بالبرنامج النووي، من خلال استهداف قائد عسكري ذي قيمة عالية مثل قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، والذي كان العقل المدبر للهجوم الذي استهدفها قبل أيام.
ويقول لورد: "يمكنها أن تلاحق الرجل الذي نظم هذا العرض الضخم من الألعاب النارية. كما أنه دائما كان في أذهان إسرائيل كهدف"، ويمكن لإسرائيل أيضا ملاحقة المواقع العسكرية أو مستودعات الأسلحة داخل البلاد، أو حتى مقرات الحرس الثوري الإيراني، حيث يقول مايكل مولروي: "من المرجح أن يختاروا الرد مباشرة في إيران، رغم إن من المحتمل أن تحاول الولايات المتحدة ثنيها عن هذا الإجراء لاحتواء ومنع توسع الصراع".
وبحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية ، فقد وجهت إسرائيل رسائل من وراء الكواليس إلى الدول العربية في المنطقة، مفادها أنها لن ترد على الهجوم الإيراني بما يعرضها أو يعرض أنظمتها للخطر.
وقد تتجه إسرائيل للرد بحملة اغتيالات متصاعدة ضد قادة الحرس الثوري الإيراني الموجودين خارج إيران، في دول مثل العراق وسوريا، على غرار استهداف قنصلية طهران في دمشق، وفق المجلة.
لكن، تُظهر هجمات إيران هذا الأسبوع، إلى خطر تصعيد ملحوظ في المنطقة، لهذا وفق "فورين بوليسي"، فإن استهداف شخصية عالية القيمة قد يدفع إسرائيل إلى الانتظار لبعض الوقت وربما لأسابيع أو أشهر.
وأضحت أنه على الرغم  إن نتانياهو قد لا يحظى بدعم الإدارة الأميركية لمثل هذه العمليات، فإنها قد تكون كافية لإرسال رسائل ردع إلى إيران دون زيادة التوتر مع واشنطن، ومع ذلك، لا يزال هناك خطر حدوث فشل عملياتي في استهداف شخصية عسكرية رفيعة المستوى، أو منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث العديد من القادة العسكريين الإيرانيين مختبئين، حسب المجلة.
أما الخيار الثالث، فهو ضرب وكلاء إيران أو شن هجوم إلكتروني، حيث رجحت المجلة أن يختار القادة الإسرائيليين ردا أقل حدة يتضمن استهداف وكلاء إيران في الشرق الأوسط أو شن هجمات سيبرانية واسعة.
ووفق المجلة، فإن إيران تعرضت للإهانة خلال هجومها الأخير على إسرائيل، بعد أن نجح القليل جدا من الطائرات المسيرة أو الصواريخ في ضرب الأراضي الإسرائيلية، مما ألحق أضرارا بالمصداقية الدولية لطهران.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قوله لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الثلاثاء، إن رد إيران سيكون "قاسيا" على أي تحرك يستهدف مصالحها، ويقول ماكنزي: "إذا كان على إسرائيل فعل شيء ما، فكل ما تفعله يجب أن يكون مصمما لتعزيز تفوقها التكنولوجي على إيران".
وحسب المجلة، قد تختار إسرائيل أيضا شن حملة عسكرية أكثر كثافة ضد حزب الله اللبناني، وهي الجماعة الأقرب والأهم بالنسبة لإيران في المنطقة، ومع ذلك، فإن هذا يحمل مخاطر على إسرائيل، بالنظر إلى ترسانة الصواريخ التي يمتلكها وتفوق ترسانة حماس، والتي تتجاوز نحو 100 ألف صاروخ، وفق مانقل موقع "الحرة".
====================
 "إن بي سي نيوز" : سوريا أحد خيارات الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني
نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين أميركيين أن الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني سيكون "محدود النطاق"، وقد يذهب باتجاه استهداف قوات إيران ووكلائها في سوريا.
وأوضحت الشبكة الأميركية أن هذا التقييم يستند إلى "محادثات بين مسؤولين أميركيين وإسرائيليين جرت الأسبوع الماضي، قبل أن تشنّ إيران هجومها على إسرائيل".
وقال المسؤولون الأميركيون إنه "بينما كانت إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل، أطلع المسؤولون الإسرائيليون نظرائهم الأميركيين على خيارات الرد المحتملة". وشددوا على أنه "لم يتم إطلاعهم على قرار إسرائيل النهائي" بشأن كيفية الرد. وأضافوا أنه "ليس من الواضح متى سيحدث الرد الإسرائيلي، لكنه قد يحدث في أي وقت".
وتراوحت السيناريوهات التي تم الاطلاع عليها بشأن الرد الإيراني المحتمل على استهداف قنصليتها في دمشق (قبل وقوعه)، بين "هجوم متواضع من قبل إيران، إلى هجوم واسع النطاق يؤدي إلى سقوط ضحايا إسرائيليين وتدمير منشآت إسرائيلية"، وفق ما قال المسؤولون للشبكة الأميركية.
وليل السبت/الأحد، تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، من اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران في اتجاه إسرائيل.
ولأن الهجوم الإيراني لم يسفر عن مقتل إسرائيليين أو دمار واسع النطاق، كما قال المسؤولون الأميركيون، فإن إسرائيل يمكن أن ترد بأحد خياراتها "الأقل عدوانية"، مثل توجيه ضربات ضد "أهداف خارج إيران".
ونقلت "إن بي سي نيوز" عن 3 مسؤولين أميركيين قولهم إن الخيارات يمكن أن تشمل "عمليات داخل سوريا"، معربين عن اعتقادهم بأن الرد "لا يُتوقع أن يستهدف مسؤولين إيرانيين كبار، بل بدلاً من ذلك سيتم استهداف بنية تحتية أو مرافق تخزين تحتوي على أجزاء صواريخ متقدمة، أو أسلحة يتم إرسالها من إيران إلى حزب الله".
وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة "لا تنوي المشاركة في الرد العسكري"، متوقعين أن تقوم إسرائيل بمشاركة المعلومات حول العملية مع واشنطن مقدما، وتحديداً إذا كان من الممكن أن يكون لها "تداعيات سلبية على الأميركيين في المنطقة".
من جهتها، تعتزم الولايات المتحدة دعم إسرائيل بحزمة عقوبات جديدة على إيران. وكشف تقرير لموقع "أكسيوس" الثلاثاء، أن وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تعتزم إعلان عقوبات جديدة ضد طهران، وستضغط في هذا الإطار على نظرائها من دول العالم الذين يزورون واشنطن خلال الفترة الحالية، لحضور اجتماعات الربيع السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، المستمرة حتى 20 نيسان/أبريل.
واعتبر التقرير أن القرار يعد بمثابة "رسالة خفية" موجهة لإسرائيل، مفادها أن هناك أكثر من طريقة للإضرار بالنظام الإيراني، في ظل سعي إسرائيل للرد على الهجوم الذي تعرضت له من طهران.
وقالت يلين الثلاثاء، إن "أفعال إيران تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، وقد تتسبب في تداعيات اقتصادية" وأضاف أن "أميركا ستستخدم العقوبات وتعمل مع الحلفاء لمواصلة عرقلة أنشطة إيران الخبيثة والمزعزعة للاستقرار"، مشيرة إلى أن وزارتها "استهدفت أكثر من 500 فرد وكيان على صلة بالإرهاب الذي تمارسه إيران ووكلاؤها منذ 2021".
====================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: جبهة بايداري تجر إيران إلى الحرب
The Economist - ترجمة: ربى خدام الجامع
على الرغم من حالة العداء التي امتدت لخمسة وأربعين عاماً تجاه "الشيطان الأصغر"، لم تطلق إيران النار على إسرائيل من أراضيها بتاتاً، بل إن الطريق إلى القدس مر عبر كربلاء، تلك المدينة العراقية التي يقدسها الشيعة، وذلك بحسب ما ذكره مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله روح الله الخميني، ولذلك دخل في حرب مع العراق. ولقد استعان آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران منذ عام 1989 بوكلاء إيران وعلى رأسهم حزب الله الشيعي في لبنان وغيره من الجماعات المقاتلة الفلسطينية، أي حماس والجهاد الإسلامي، لضرب أهداف إسرائيلية وتجنب أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وعندما هاجمت إسرائيل البرنامج النووي لإيران وعلمائه في العاصمة الإيرانية طهران خلال السنوات الماضية، دعا مستشارو خامنئي إلى "الصبر الاستراتيجي".
انتهت مرحلة الصبر الاستراتيجي
بيد أن كل ذلك قد تغير، إذ إن الحمم الإيرانية التي ضمت أكثر من ثلاثمئة مسيرة وصاروخ من نوع كروز وأخرى باليستية والتي أطلقت على إسرائيل في الثالث عشر من نيسان الجاري تنذر بتحول منهجي بحسب رأي أحمد داستمالتشين، السفير السابق لإيران إلى لبنان، فلقد أدهشت القوة النارية معظم الإيرانيين، كونها تجاوزت ما ضرب في الرد الإيراني على اغتيال الولايات المتحدة لأهم ضابط لدى إيران، ألا وهو قاسم سليماني، خلال عام 2020. ولذلك أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بأن النظام بات يعمل اليوم وفقاً لما وصفه بالمعادلة الجديدة، وعن ذلك كتب مستشار للرئيس الإيراني عبر منصة إكس في 14 نيسان، الآتي: "انتهت مرحلة الصبر الاستراتيجي".
يفسر الضغط الأجنبي هذا التغير في السياسة بصورة جزئية، فقد زادت إسرائيل من هجماتها على الأهداف الإيرانية في عموم الشرق الأوسط منذ بداية الحرب على غزة في شهر تشرين الثاني الماضي، وقتلت 18 ضابطاً من الحرس الثوري ونحو 250 مقاتلاً تابعين لحزب الله في كل من سوريا ولبنان. كما أن الغارة الجوية التي استهدفت مقراً دبلوماسياً إيرانياً في دمشق في الأول من نيسان الجاري، والتي أكدت إيران من خلالها بأن هذه الضربة تمثل اعتداء على سيادة أراضيها بموجب القانون الدولي، أثبتت بأن إسرائيل لم ترتدع على يد وكلاء إيران الذين بقيت تعتمد عليهم طوال تلك الفترة.
جبهة بايداري المتعصبة
إلا أن القوات المحلية بقيت تحدد عملية صناعة القرار، إذ طوال ردح طويل من تسلمه لمهامه، اعتمد خامنئي على شخصيات براغماتية محافظة وفظة مثله تماماً، ومعظمهم كانوا قادة وضباطاً في الحرس الثوري الذي يعتبر أقوى جناح مقاتل يتبع لهذا النظام، وهؤلاء مستعدون للتعامل مع الغرب إن كان في ذلك ما يعزز النظام برأيهم. ولكن منذ فترة قريبة، ظهرت فئة من المتشددين الإيديولوجيين تمثل في إيران ما يمثله اليمين المتشدد المتدين في إسرائيل، إذ تضم جبهة بايداري أو جبهة استقرار الثورة الإسلامية، متعصبين شيعة يعارضون أي نوع من التسوية مع أي طرف سواء داخل إيران أو خارجها، ولهذا سخروا من كل من انتقدوهم ووصفوهم بالملاحدة وأعداء الثورة ولديهم رغبة بتحويل جميع الحدائق العامة في طهران إلى مساجد، كما أنهم يعتبرون أي نوع من الصلح مع الغرب عملاً ملعوناً لدرجة دفعت بعضهم إلى حرق نص الاتفاق الذي وقعته إيران مع ست قوى دولية في عام 2015 والذي ينص على الحد من برنامج إيران النووي، وذلك أمام أعين النواب في البرلمان الإيراني، إلى جانب تشبيههم للصبر الاستراتيجي أمام الغارات الإسرائيلية بعملية استرضاء لإسرائيل.
أما معارضوهم فيتحدثون عن اختطافهم للدولة، فقد منحهم الرئيس إبراهيم رئيسي الذي كان رجل دين متشدد ثم انتخب رئيساً للبلاد في عام 2021، مناصب بارزة في حكومته، ولعل حميه يعتبر أكثر رجل دين تشدداً في إيران كلها، وذلك لأن خطبه تطلق عنان الحماس لجبهة بايداري، وهكذا أحكم هؤلاء قبضتهم على السلطة خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي بعد مقاطعة معظم الشعب الإيراني للانتخابات، فقد هزم مرشحو جبهة باداري محمد باقر قاليباف وهو المحافظ البراغماتي السابق لمدينة طهران، وضابط في الحرس الثوري وتربطه قرابة بخامنئي، كما صاروا يسعون اليوم لطرد هذا الرجل من رئاسة البرلمان، ثم سنوا قوانين عفة جديدة، إذ بخلاف النصيحة التي أسداها الحرس القديم لدى الحرس الثوري الإيراني، أصبح هؤلاء يسعون لإعادة فرض الحجاب بشكل إجباري بعد تعليق العمل بهذا القانون بحكم الأمر الواقع إثر اندلاع احتجاجات بشأنه وتوسعها خلال عام 2022، وفي اليوم نفسه الذي ضربت فيه إيران إسرائيل، أعاد هؤلاء شرطة الأخلاق إلى الشوارع بعد اختفائها لمدة سنة كاملة.
يدرك الواقعيون لدى القوات المسلحة الإيرانية بأن عتاد جيشهم لا يقارن بما لدى إسرائيل من عتاد، فقد كانت القوة الجوية الإيرانية تمثل قوة إقليمية كبيرة أيام الشاه، لكنها لم تتطور منذ ذلك الحين، كما أن الطائرات الحربية الأميركية التي تملكها إيران من نوع إف4 تعود لستينيات القرن الماضي، ولهذا لن تضاهي طائرات إسرائيل من نوع إف 35 والتي تعتبر أكثر الطائرات الحربية تطوراً في العالم بأسره. ثم إن دبابات إيران تعود لأيام الحرب العالمية الثانية، لكن جبهة باداري تصبغ المعركة البرية التي تخوضها إيران بصبغة إلهية، إذ يقول هؤلاء المتعصبين: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"، مستشهدين بآية من القرآن وذلك عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل.
ولهذا بعد الضربة الإيرانية، احتفل أتباع هذه الجبهة في الشوارع وأخذوا يوزعون الحلويات على الناس، وألصقوا على اللوحات الإعلانية بطهران لافتات كتبت بالعبرية تدعو الإسرائيليين لتخزين المؤن تحسباً لأي ضربة إيرانية أخرى.
الخطر الكامن في الداخل الإيراني
اندس رجال الدين التابعين لجبهة باداري ضمن صفوف الحرس الثوري، ولهذا أضحى الجيل الجديد من قادة الحرس الثوري يمضي وقته وهو يحضر معسكرات صيفية يديرها رجال دين من هذه الجبهة، كما نشر عدد كبير من رجال الدين هؤلاء ضمن قطعات الحرس الثوري، وعن ذلك يقول سعيد غولكار وهو خبير بالحرس الثوري لدى جامعة تينيسي الأميركية: "لقد أصبح الجيل الجديد أشد أدلجة ووقاحة وأقل خبرة وبراغماتية" إذ بخلاف الأجيال السابقة، ليست لدى هؤلاء أي ذكرى عن الحرب الإيرانية العراقية التي قامت في ثمانينيات القرن الماضي، ولهذا يستعينون بالنصوص الدينية لابتداع استراتيجية، وعنهم يقول هذا الخبير نقلاً عن أحد الإيرانيين: "إن من لا يعرف الحرب منهم أشد حماسة للقتال".
مايزال خامنئي يمارس سلطاته، بيد أن القيادات العليا لديه صرحت بأنها أبلغت إسرائيل وحلفاءها بالضربة قبل ثلاثة أيام من وقوعها، وحددوا لهم متى ستنتهي، إلا أن بعض الإيرانيين يشككون في قوى الخميني الذي بلغ الرابعة والثمانين من العمر وقدرته على الصمود في وجه حملة باداري، فخلال حكم إبراهيم رئيسي، طهر اليمين المتدين المؤسسات المدنية من المصلحين وغيرهم
من المعارضين، كما استغلوا الهجمات الإسرائيلية المستمرة لتهميش من تبقى من البراغماتيين داخل النظام الإيراني وليتخلصوا من دعواتهم لضبط النفس، ولهذا صار بعضهم يدعي بأنه يرحب بأي ضربة إسرائيلية تستهدف الأراضي الإيرانية، إذ يعتقد هؤلاء بأن ضربة كهذه ستوحد الشعب الإيراني وستحوله إلى تكتل قومي يفخر بنفسه ويعتز بها.
ولكن على الرغم من كل قوة جبهة باداري، قد يزيد صعودها من هشاشة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ إن الفجوة بين حكام إيران ورعاياها ما فتئت تتوسع، أما رئيسها فلا يتمتع بشعبية بين ناسه تماماً كما هي حال بنيامين نتنياهو في إسرائيل، إذ إن معظم الشعب الإيراني ينحي باللائمة على الإيديولوجيين والمنظرين عديمي الخبرة في نظامه وذلك فيما يتعلق بعجز الاقتصاد الإيراني، فقد هبط التومان الإيراني لمستوى قياسي جديد أمام الدولار عقب الضربة على إسرائيل، ولهذا يخشى الشعب الإيراني من أن يجره تعصب تلك الفئة إلى الحرب، وهذا الكره تجاههم جعل كثيرين يعتبرون أعداء النظام أصدقاء لهم، إذ بعد الضربة انتشرت نكات بين أوساط الشعب الإيراني تسخر من انعدام كفاءة الجبهة، جاء في أحدها بأن كثيراً من الإسرائيليين ماتوا.. من الضحك، كما ظهرت كتابات جدارية في الشوارع تدعو إسرائيل للانتقام، جاء في أحدها: "يا إسرائيل اضربيهم والشعب الإيراني وراءك". وكما ذكر أحد المراقبين للشأن الإيراني فإن رد فعل الشعب الإيراني تجاه ضرب إسرائيل قد يمثل تهديداً للنظام أشد من الضربة بحد ذاتها.
====================
ميدل ايست اي :كيف كشفت هجمات إيران وهن “إسرائيل”؟
ديفيد هيرست
ترجمة وتحرير: نون بوست
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرف بالضبط ما يفعله عندما أمر بالهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أسبوعين، مما أسفر عن مقتل القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية العميد محمد رضا زاهدي مع قادة آخرين في الحرس الثوري الإسلامي.
لقد ذهب هذا الهجوم إلى ما هو أبعد من التكتيكات القائمة للحد من تدفق الأسلحة إلى حزب الله، الحركة اللبنانية، أو إبعاد الجماعات المدعومة من إيران عن حدودها الشمالية.
لقد كانت هذه محاولة للقضاء على القيادة الإيرانية في سوريا.
بعد ستة أشهر، تسير الحرب في غزة بشكل سيئ، وتواجه القوات البرية الإسرائيلية مقاومة فلسطينية عنيدة لا تظهر أي علامة على الاستسلام أو الفرار، وسط حجم الدمار التوراتي والمعاناة الحقيقية لشعبها.
بل إن الحالة المزاجية السائدة بين مقاتلي حماس أصبحت أكثر صلابة، فهم يشعرون أنهم نجوا من الأسوأ وليس لديهم ما يخسرونه، ولم ينقلب سكان غزة ضدهم، كما يزعمون أن احتلال رفح لن يشكل أي فرق بالنسبة لهم، إنهم يحتقرون إسرائيل ويرون قوة حماس في الكتائب، وبعد هذا الهجوم، لديهم إمدادات غير محدودة من المجندين والأسلحة.
رسائل متعددة
ومع توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، تتصاعد المعارضة لقيادة نتنياهو، وهناك ضغوط حقيقية للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يبدأ في إعادة الرهائن أحياء.
وقد أصبحت الخلافات مع داعمه الرئيسي، الرئيس الأمريكي جو بايدن، علنية الآن، وهو يفقد الرأي العام العالمي بسرعة، لقد أصبحت إسرائيل دولة منبوذة تحت قيادة نتنياهو.
ومرة أخرى كان لزامًا على إسرائيل أن تلعب دور الضحية، من أجل الحفاظ على أسطورة أنها تناضل من أجل وجودها، فهل من وقت أفضل لنتنياهو، المقامر، لكي يرمي النرد ويهاجم القنصلية الإيرانية، وهو يعلم تمام العلم ما يعنيه ذلك؟
والولايات المتحدة أيضًا كانت تعرف ما يفعله نتنياهو، وهو محاولة جر أمريكا إلى هجوم على إيران للمرة الثالثة على الأقل خلال 14 عامًا، ولهذا السبب، أبلغت الولايات المتحدة الإيرانيين مباشرة أنه لا علاقة لهم بالضربة ولم تعلم بها إلا عندما كانت الطائرات في الجو.
وانتظرت إيران الوقت المناسب، وشهدت ما حدث في مجلس الأمن، عندما تم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد البيان الذي صاغته روسيا والذي يدين الهجوم على القنصلية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، ثم قالت إنها لن تضرب إسرائيل إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، وهذا أيضًا تم تجاهله، ثم طلبت كل الدول الغربية من إيران ألا تضرب إسرائيل، وكان لدى بايدن نصيحة واحدة لإيران: “لا تفعلوا”.
وعندما حدث ذلك، تم تصميم الضربة بعناية لإيصال عدد من الرسائل إلى الولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة العربية.
أرادت طهران إنشاء سابقة تتمثل في قدرتها على ضرب إسرائيل مباشرة دون إثارة حرب واسعة النطاق، وأرادت أن تقول لإسرائيل إنها تستطيع ضربها، لقد أرادت أن تقول للولايات المتحدة أن إيران قوة في الخليج جاءت لتبقى وتسيطر على مضيق هرمز، لقد أرادت أن تقول لكل نظام عربي يتملق لإسرائيل أن نفس الشيء يمكن أن يحدث لهم.
لم تصل سوى حفنة من الصواريخ إلى هدفها، لكن كل رسالة أرسلوها وصلت، وهكذا كان الهجوم بمثابة نجاح إستراتيجي وانتكاسة لسمعة إسرائيل باعتبارها الفتى الرئيسي المتنمر في المنطقة.
بدأ تسليم هذه الرسائل المتعددة مع استيلاء الحرس الثوري الإيراني على سفينة الحاويات التي ترفع العلم البرتغالي “إم إس سي آريس”، والتي تدار من قبل شركة رئيسها هو الملياردير الإسرائيلي المولد إيال عوفر، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا).
ثم أطلقت أسرابًا من الطائرات المسيرة الرخيصة على إسرائيل وأخبرت الجميع أن لديهم ثماني ساعات للاستعداد، وقالت العميد ريم أمينوح لموقع “واي نت” الإخباري إن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي كلف إسرائيل أكثر من مليار دولار.
ومن المرجح أن يكون هذا هو الجزء الأصغر من الفاتورة.
ومن المعروف أن أربع دول على الأقل ساعدت إسرائيل في إسقاط الطائرات المسيرة، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والأردن، ومن المرجح أن تكون المملكة العربية السعودية هي الدولة الخامسة لأنها كانت على مسار الرحلة من جنوب العراق إلى إسرائيل، والسادسة من الممكن أن تكون مصر.
لقد كان هذا جهد دفاع جوي كبير، وكما أشار بعض الأوكرانيين بمرارة يوم الأحد، فإن نفس الدول اختارت عدم توفيره لهم، ومن المؤكد أيضًا أنه لا يمكن القيام به بانتظام.
وفي المقابل، استخدمت إيران 170 طائرة مسيرة رخيصة الثمن، في حين أسقطت إسرائيل 25 صاروخًا من أصل 30 صاروخًا، كانوا عبارة عن طُعم، وكانت الأسلحة عبارة عن صواريخ باليستية، وقد اخترق عدد صغير منها الدفاعات الإسرائيلية وضرب قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن تلك الصواريخ تسببت في أضرار هيكلية طفيفة، لن نعرف أبدًا، لكن الرسالة وصلت إلى إسرائيل مفادها أن إيران لديها القدرة على ضربها وضرب أهدافها من مسافة بعيدة، دون الحاجة إلى الاستعانة بحزب الله أو أنصار الله في اليمن أو حلفائها في العراق.
وكانت الأسلحة المستخدمة عينة مجانية من قوتها النارية الحقيقية، وبعد الضربة، حذرت إيران الولايات المتحدة من أنه إذا ردت إسرائيل بالمثل، فإن قواعدها عبر المياه في الخليج وفي جميع أنحاء العراق ستصبح أهدافا، كما حدث بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في العراق في 2020.
والرسالة الموجهة إلى الولايات المتحدة قوية بنفس القدر: إيران مستعدة لمهاجمة إسرائيل بالصواريخ الباليستية وتحدي الغرب، بما في ذلك توجيه تحذير مباشر لبايدن، ويمكنهم أن يفعلوا الشيء نفسه ضد أي حليف للولايات المتحدة في منطقة الخليج، إيران لا تريد الحرب، لكنها قادرة على الرد.
لذا، إذا كانت لا تريد الحرب، فإن الرسالة الموجهة إلى الولايات المتحدة هي أن عليها كبح جماح طفلتها المراهقة العنيدة، إسرائيل، الطفلة التي دللها والديها لفترة طويلة، وتعتقد أنها تستطيع أن تفعل بالمنطقة ما تريد.
أخطاء السياسة الخارجية
نتنياهو الآن في مأزق، وبوسعه أن يختار إرضاء اليمين المتطرف وشن هجوم مضاد ساحق على إيران، ولكنه لن يحصل على مساعدة أمريكا للقيام بذلك، وإذا لم يتحقق ذلك، فإنه قد يجد المجال الجوي بين تل أبيب وطهران أكثر صعوبة في التنقل بعض الشيء.
وإذا هاجم نتنياهو إيران، فإن علاقته المهتزة مع الولايات المتحدة سوف تتحول من سيئ إلى أسوأ، كما أنه سيشن هجومًا كبيرًا بمعارضة حقيقية من المؤسسة الدفاعية والأمنية، الأمر الذي منعه من القيام بشيء مماثل في 2010.
إذا لم يفعل شيئًا، فإنه يبدو أضعف مما هو عليه بالفعل ويتنازل عن الأرض لصالح بيني غانتس، زعيم المعارضة وزميله في مجلس الوزراء الحربي الذي تحدث يوم الأحد عن هجوم دبلوماسي ضد طهران، وهي بالضبط نفس الصيغة التي استخدمتها الدول العربية في كل مرة تلقت فيها هزيمة عسكرية ساحقة من إسرائيل.
وعلى نحو مماثل، تجد الولايات المتحدة أن أحد الركائز الرئيسية للسياسة الخارجية ينهار بين يديها للمرة الخامسة خلال ثلاثة عقود من الزمن.
أردنيون يرددون شعارات خلال تظاهرة قرب سفارة إسرائيل في عمان في 28 مارس/آذار 2024
قرار الإطاحة بطالبان في أفغانستان، وغزو العراق، والإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا، ومحاولة الإطاحة ببشار الأسد، ويعلو فوق كل هذه الكوارث في السياسة الخارجية الآن الكارثة الخامسة، قرار دعم الغزو الإسرائيلي لغزة.
وبطبيعة الحال فالولايات المتحدة بطيئة في إدراك حجم سوء التقدير الذي ارتكبته عندما دعمت إسرائيل إلى أقصى حد بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس، لكن الأمر استغرق بعض الوقت أيضاً لإدراك حجم الخطأ الفادح الذي ارتكبته في غزو العراق.
شهد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمام الكونجرس بأن الولايات المتحدة ليس لديها أي دليل على أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وهو ما يذكرنا بشكل مخيف بخطاب كولن باول في الأمم المتحدة الذي قال فيه إن لديه أدلة على أسلحة الدمار الشامل التي كان يمتلكها صدام حسين، كان خطاب باول في سنة 2003 بمثابة لحظة حاسمة في خسارة الولايات المتحدة لمصداقيتها الدولية، التي تتدنى بشكل أسرع كل سنة منذ ذلك الحين.
وقد أعرب باول في وقت لاحق عن أسفه لما قاله، ومن المقرر أن يفعل أوستن الشيء نفسه بعد فوات الأوان.
حفرة الجحيم
لقد قادت إسرائيل الآن مؤيديها إلى حفرة من الجحيم؛ حيث لا يوجد سلام أو حتى احتمال لتحقيقه، ولا توجد هزيمة لحماس، ولا يوجد احتمال لتشكيل حكومة ما بعد الحرب، ويتلاشى الردع أمام كل الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة، مع احتمال نشوب حرب إقليمية منخفضة المستوى على جميع حدود إسرائيل في وقت واحد.
وربما كان أكثر الأشياء التي فعلتها مصادر أمنية إسرائيلية غباءً يوم الأحد هو التبجح علنًا بشأن التعاون الذي حصلت عليه من سلاح الجو الأردني الذي ساعدها على إسقاط الطائرات المسيرة وصواريخ كروز.
وتفاخرت مصادر إسرائيلية بأنه تم اعتراض صواريخ متجهة إلى القدس على الجانب الأردني من غور الأردن، وأخرى بالقرب من الحدود السورية.
وكانت الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها هي أنه على الرغم من المظاهر، فإن لإسرائيل حلفاء في المنطقة مستعدون للدفاع عنها.
لكن هذه لعبة حمقاء إذا أرادت إسرائيل الحفاظ على النظام الملكي الأردني الضعيف للغاية، ومحاربة تيار الرأي العام الراغب في اقتحام الحدود.
ربما كان الأردن ذو وجهين في الماضي، فقد قام الملك حسين بتمرير معلومات استخباراتية إلى صديقه الذي يدخن السيجار، رئيس الوزراء السابق الراحل إسحاق رابين.
لكن هذه هي المرة الأولى التي أتذكر فيها أن الجيش الأردني، الذي لا يزال يحمل اسمه الأصلي “الجيش العربي” منذ وقت التحرير من الإمبراطورية العثمانية، انضم بالفعل إلى القتال لحماية حدود إسرائيل.
وهذا خطأ كبير.
وبينما كان سكان الأردن، سواء من الفلسطينيين أو سكان الضفة الشرقية، يهتفون لتلك الصواريخ وهي ذاهبة لأهدافها، قام الجيش الأردني بإسقاطها نيابة عن إسرائيل.
ولا تقيم إسرائيل علاقات إلا مع القادة العرب الذين يتحدون إرادة شعوبهم ويفرضون عليها حكمهم الفاسد، وقد يقدم الإجراء الذي اتخذه الأردن يوم السبت مساعدة لإسرائيل على المدى القصير، لكنه على المدى الطويل يسبب مشاكل على أطول حدود إسرائيل.
ربما تحتفل إسرائيل بحقيقة أن لديها حلفاء حقيقيين، لكنها بذلك تقوض شرعية أصدقائها بشكل قاتل.
لقد أوضحت إيران وجهة نظرها، وأصبحت إسرائيل أضعف نتيجة لذلك.
وهذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لهجوم مباشر من قبل إيران التي أعطتها، مثل حماس، الانطباع بأنها غير مهتمة بالحرب، وهذه هي المرة الأولى أيضًا التي يطلب فيها بايدن من إسرائيل عدم الرد. بعد مثل هذا الهجوم، تبدو الصورة سيئة: فإسرائيل تحتاج إلى آخرين للدفاع عنها، وليست حرة في اختيار كيفية الرد.
ويترك هذا الهجوم الولايات المتحدة، التي تحميها، تبحث عن خيارات سياسية.
كل شيء، في هذه اللحظة، يبدو سيئًا.
المصدر: ميدل إيست آي
====================
الصحافة الروسية :
إيزفستيا : توازنٌ هش في لبنان
عن أسباب تأزم الوضع في لبنان والاعتداءات على اللاجئين السوريين، كتب الباحث في معهد الدراسات الشرقية بموسكو دميتري بولياكوف، في "إزفيستيا":
تجري عمليات خطيرة في لبنان اليوم، فالسكان المحليون بدأوا يهاجمون اللاجئين السوريين الذين يعيشون هناك.
وقد اندلعت الهجمات الحالية على السوريين بعد مقتل الماروني باسكال سليمان. وهذا الرجل هو منسق حزب القوات اللبنانية المسيحي اليميني في مدينة جبيل الشمالية. وبحسب الجيش اللبناني، فإن مواطنين سوريين حاولوا سرقة باسكال واختطفوه ثم قتلوه ونقلوا جثته إلى الأراضي السورية.
ومن المهم أن وكالات إنفاذ القانون السورية انضمت على الفور إلى التحقيق في الحادث. قامت دمشق بهذه الخطوة السريعة لمنع التوتر في العلاقات مع بيروت.
أحدثت القضية على الفور صدى سياسيًا كبيرًا وأثارت من جديد موضوع اللاجئين السوريين. المسيحيون اليمينيون، وخاصة القوات اللبنانية، هم أكثر من رفع صوتهم، محملين السلطات مسؤولية الوضع الحالي، الناجم بحسبهم عن تدفق اللاجئين غير المضبوط من سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، تعرض خصومهم الرئيسيون في حزب الله، للهجوم. فوفقا للقوات اللبنانية، حزب الله هو المسؤول عن أن حدود البلاد مع سوريا أصبحت ممرا يمكن لموجات ضخمة من اللاجئين عبوره، بل وتستطيع ذلك مختلف العناصر الإجرامية.
لقد أصبح السوريون رهائن للوضع. فبعد أن فروا من الحرب إلى البلد الجار، لم يجدوا مأوى آمنا لهم.
إن الوضع الحالي يهدد بالتصعيد إلى صراع داخلي خطير، يتجاوز المستوى الوطني، إلى الديني.
وفي الوقت نفسه، يتعرض الوضع إلى مزيد من الهزات من قبل العديد من اللاعبين السياسيين الذين يحاولون بشكل انتهازي كسب نقاط لأنفسهم بتصعيد المشكلة الحالية. التوازن الهش، الذي نشأ في البلاد بعد الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاماً، مهدد بالانهيار.
====================