الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 17/2/2016

18.02.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. افتتاحية - (الواشنطن بوست) 12/2/2016 :بعد صفقة ميونخ السيئة، من غير المرجح أن يتحسن الوضع السوري
  2. يني شفق التركية : عبدالقادر سلفي :ما وراء القصف التركي
  3. نيويوركر الامريكية :ديفيد رومنيك :جون كيري المتفائل يلف العالم ويجبه معضلات السياسة الخارجية الأميركية في القرن الـ21
  4. سي ان ان :آرون ديفيد ميلر :تحديات صعبة لوقف النار في سورية
  5. جوليان هانس :سيرغي لافروف نجم الديبلوماسية الروسية وسيدها
  6. غازيتا :فلاديسلاف إينوزيمتسيف :سورية ومصير المستنقع الأوكراني... مستقبل روسي قاتم
  7. واشنطن بوست: لماذا يتحوّل كرد سوريّا نحو روسيّا
  8. "واشنطن بوست": تقدم الجيش السوري في حلب سيعزز مكانة روسيا
  9. واشنطن بوست: كفى تخاذلا أمريكياً في سوريا
  10. "الموند": روسيا سيدة اللعبة
  11. "الغارديان": الروس يغيرون قواعد اللعبة
  12. "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى": خديعة جنيف
  13. «تايمز البريطانية»: روسيا استخدمت لاجئي سوريا كسلاح لتقسيم الحلف الأطلسي
  14. التايمز:كيف يمكن لسوريا أن تسحب قوى العالم إلى صراع أوسع
  15. التايمز: عملية برية تركية واسعة بسوريا تبدو بعيدة الاحتمال حالياً
  16. الإندبندنت: لاجئون سوريون يعودون لبلدهم مع بدء سلام هش
  17. جارديان: تصاعد نذر المواجهة بين أنقرة وموسكو
  18. «جارديان»: روسيا والنظام السوري يستخدمان اللاجئين كسلاح حرب
  19. باحث: إسرائيل قد تواجه متاعب إذا انتصر الأسد
  20. نيويورك تايمز: اقتتال معارضة سوريا يشيع الفوضى
 
افتتاحية - (الواشنطن بوست) 12/2/2016 :بعد صفقة ميونخ السيئة، من غير المرجح أن يتحسن الوضع السوري
الغد الاردنية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
في غضون ساعات فقط من التصويت لصالح قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر)، الذي أقرّ وضع نهاية لقصف المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية في سورية، أرسلت روسيا طائراتها لقصف مدينة يسيطر عليها الثور المدعومون من الولايات المتحدة. وفي حين استمر السوريون في المدن المحاصرة بالتضور جوعاً، انضمت موسكو إلى إيران في دعم هجوم واسع النطاق، والذي سمح لنظام بشار الأسد باستعادة السيطرة على مناطق مهمة حول مدينة حلب، بينما قطع خطوط الإمداد عن 400.000 مدني إضافيين.
وكانت استجابة إدارة أوباما لهذه الاستراتيجية الشرسة والإجرامية هي التماس شروط موسكو لإقرار هدنة. وفي وقت مبكر من صباح الجمعة في ميونخ، وافقت الإدارة بضعف على صفقة سيئة، والتي تسمح لقوات روسيا-إيران-الأسد بتقوية وتوسيع مكاسبهم، وباحتلال موقع قيادي في أي مفاوضات حول مستقبل سورية. وبعد ساعات فقط، كانت الطائرات الروسية تعاود غارات القصف مرة أخرى.
السمة البارزة للاتفاق الذي أبرمه وزير الخارجية جون ف. كيري هي وقف جزئي للأعمال العدوانية -بعد أسبوع من تاريخ الاتفاق. وسوف يسمح ذلك للطائرات الروسية بمواصلة حملتها الجوية التي شملت، حسب ما وثقت مجموعات حقوق الإنسان، إسقاط ذخائر عنقودية على المناطق المدنية. وسوف يسمح للمقاتلين الشيعية من لبنان والأماكن الأخرى، والذين تقودهم إيران، بقطع آخر طريق للإمدادات إلى نصف حلب الذي تسيطر عليه قوات الثوار المدعومة أميركياً. وسوف يضع ذلك موسكو وحلفاءها أقرب إلى هدفهم الأساسي -وهو القضاء على أي قوى في سورية سوى قوات نظام الأسد و"الدولة الإسلامية". وإذا لم ينجحوا في ذلك في غضون أسبوع، فإن روسيا منحت نفسها الإذن بمواصلة قصف الجماعات "الإرهابية"، التي تعرِّفها على أنها تشمل الثوار في حلب.
بالنسبة للغرب، كانت المكافأة عن القبول بكل هذا هي الوعد بفتح مدخل لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المدنية الخاضعة لاستراتيجية الحصار القائمة على مبدأ "الاستسلام أو الموت جوعاً"، مثل بلدة مضايا؛ حيث يحاول نحو 20.000 من المدنيين البقاء على قيد الحياة بأكل الأعشاب والحشرات، وحيث يموت الأطفال بسبب الجوع. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إنهم يأملون برفع الحصار وبتسليم المساعدات بحلول مطلع الأسبوع المقبل؛ لكن هذه ليست المرة الأولى أو الثانية التي قُطعت فيها مثل هذه الوعود. وكما عبر عن ذلك السيد كيري، فإن "ما لدينا هنا هو كلمات على الورق. وما نريد رؤيته في الأيام القليلة المقبلة هو الأعمال على الأرض".
لا يوحي سجل فلاديمير بوتين بأن مثل هذه الأعمال ستذهب كثيراً أبعد من الرمزية. وفي سورية، سعى الحاكم الروسي إلى مواصلة التكتيكات نفسها التي تبناها في أوكرانيا: اكتساب ميزة عسكرية حاسمة، ثم تقديم شروط غير متوازنة لوقف إطلاق النار. وبعد كسب تنازلات سياسية كبيرة في أوكرانيا، لم يحترم السيد بوتين أبداً وقف إطلاق النار أو الإجراءات الأمنية اللاحقة التي كان مبعوثوه قد وافقوا عليها؛ وما يزال القتال هناك مستمراً حتى هذا اليوم. وفي سورية، لديه سبب أقل للوفاء بكلماته؛ حيث ليست هناك عقوبات غربية، ولا أي إجراءات ملموسة أخرى تعاقبه على تدخله هناك.
يواصل السيد كيري افتراض أن الإقناع اللفظي وحده سوف يقنع السيد بوتين مؤخراً بالتخلي عن نظام الأسد والموافقة على تسوية سياسية تطيح بزمرة الأسد وتمكِّن الأغلبية السنية في سورية. وفي العالم الحقيقي، فإن أفضل سيناريو بعد خمس سنوات من تقاعس الولايات المتحدة عن العمل هو تحقيق سلام جزئي يترك سورية مقسمة إلى مناطق يسيطر عليها النظام و"الدولة الإسلامية"، مع القليل من الجيوب للمعارضة والأكراد محشورة بينهما. وحتى ذلك سيتطلب من إدارة أوباما أن تزيد بقوة من دعمها لمجموعات الثوار، وأن تواجه روسيا بأكثر من مجرد الخطابة. ولم يكن هناك أي إلماح على مثل هذا العزم لدى الولايات المتحدة في ميونخ.
======================
يني شفق التركية : عبدالقادر سلفي :ما وراء القصف التركي
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
حذرت تركيا وحدات الحماية الكردية من أن تتخطى غرب نهر الفرات. وحينها كانت روسيا تسعى الى توجيه تلك الوحدات الى شرق خط جرابلس - أعزاز. وكانت موسكو تجس نبض تركيا. وقبل يومين، عندما قصفت المدفعية التركية مواقع وحدات الحماية الكردية قرب أعزاز، أدركت موسكو ومن يواليها من الاكراد ان الرد التركي على استفزازاتهم لا يستخف به. فأنقرة تدرك أن ما هو على المحك إذا لم تدعم الديبلوماسية (بالقوة)، هو صدقيتها. فالجمع بين الديبلوماسية والقوة لا مناص منه في الشرق الأوسط، وحين التعامل مع دولة مثل روسيا. فموسكو ترجح كفة جيشها على كفة ديبلوماسيتها، وتتحدث بواسطة الفعل العسكري لا الحوار الديبلوماسي. لذا، على تركيا أن تثبت قوتها عملياً.
وتعودت روسيا أن ترسل الجيوش أولاً لاحتلال الأراضي، وإرساء أمر واقع ثم الجلوس الى طاولة المفاوضات. منذ وقت يدور الكلام على اقتراب العمليات العسكرية من أعزاز. وحضر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اجتماعاً أمنياً عسكرياً لتقييم الموقف. ولا يخفى أنه منذ اسقاط المقاتلة الروسية لم تعد تركيا تملك حرية الحركة في سورية كما كانت في السابق. وتستفز روسيا تركيا في أكثر من موقع وكأنها تلوّح لها من بعيد قائلة: «اقترّبي...تعالي». وما افتتاح ممثلية كردية لحزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي في موسكو الا خطوة ترسخ هذا الاستفزاز والتعاون بين الطرفين. وتنسق وحدات الحماية الكردية وتتعاون مع النظام السوري في الحسكة. وتهبط الطائرات الروسية في المطار الذي وسعته القوات الأميركية في الحسكة، كما توسع روسيا مدرج مطار قرقاميش. أفلا ترى واشنطن كل هذا؟
إثر اجتياح العراق في 2003، انتقل مسلحو حزب «العمال الكردستاني» من سورية إلى جبال قنديل في شمال العراق، وشيدوا معسكرات هناك. واليوم، يتوجه المسلحون الاكراد الى منطقة سنجار (شنكال)، في المثلث الواصل بين حدود تركيا والعراق وسورية، لإعداد ملاذ جديد هناك. وتعترف أميركا أن «الكردستاني» إرهابي. لكن قواته حين تعبر الى سورية ويتحول اسمها الى و»حدات الحماية الكردية»، تختلف نظرة أميركا إليها فتتعاون معها. وقصف المدفعية (التركية) على اعزاز يحمل رسائل كثيرة، وبعضها موجه الى واشنطن. فالرئيس أردوغان ورئيس الوزراء، داود أوغلو، أبلغا، من غير لبس، نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، في زيارته تركيا أنه إذا استخدمت قوات الحماية الكردية سلاحاً أميركياً ضد تركيا فإن الرد سيكون قاسياً. ولو أن أنقرة لم تنفذ تهديدها هذا، لنظرت اليها واشنطن على انها عملاق من ورق. ما تطلبه تركيا يتوزع على ثلاث نقاط: على قوات «الحماية الكردية» ألا تحاول مجدداً انتهاك المحظور تركياً (تجاوز غرب نهر الفرات)؛ وأن تنسحب من اعزاز فوراً؛ وأن تنسحب من مطار منغ مباشرة. ورصدت طائرات درون التركية الاستطلاعية سيارات عليها مدافع دوشكا كردية في مطار منغ قبل يومين. ودمرت تلك المركبات في القصف الأخير.
واليوم تقترب قوات الحماية الكردية من تل رفعت، وفيها غالبية من العرب السنّة وأقلية تركمانية، للسيطرة على جبل مارع وخنق المعارضة المعتدلة. ويؤخر القصف التركي المكثف حول تل رفعت وقوعها في أيديهم. والملفت انه في وقت كانت تركيا تقصف قوات الحماية في اعزاز، قصفها الجيش السوري في منطقة هاتاي بقذائف الهاون على الحدود. وهذا دليل بائن على التنسيق والتعاون بين الاكراد والنظام السوري.
وتركيا بين شِقي رحى لعبة امم كبرى. وشكلت 22 دولة تحالف ضد «داعش» وأخذت في قصفه، فماذا حدث؟ قالت لنا أميركا يجب أن تنطلق طائراتنا من مكان أقرب، شرّعوا قاعدة انجرلك امامنا. نزلت انقرة على الطلب الاميركي منذ 6 اشهر. واليوم نرى أن المعارضة (السورية) تفنى في وقت تتمدد قوات الأسد والاكراد و«داعش». وكما قال الرئيس السابق، عبدالله غل، «انهم يحاولون جر أفغانستان الى شرق المتوسط»، ويريدون أن يحولوا سورية الى أفغانستان جديدة، وتركيا الى باكستان جديدة، لكننا لن نقع في هذا الفخ. فتركيا «هي بلد قوي وكبير»، كما قال الرئيس التركي الراحل سليمان ديميريل.
* نائب رئيس التحرير، عن «يني شفق» التركية، 15/2/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
نيويوركر الامريكية :ديفيد رومنيك :جون كيري المتفائل يلف العالم ويجبه معضلات السياسة الخارجية الأميركية في القرن الـ21
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
قال هنري كيسنجر في لقاء غداء جمعه بجون كيري: «الفرق بينك وبيني هو أنني لا أقيم وزناً للعلاقات الشخصية (مع الخصم) وأرجح كفة المصالح». فرد كيري: «أعتقد أن المصالح وازنة، طبعاً، ولكن العلاقات الشخصية مؤثرة وتساهم في (إحراز المصالح)». يتحدر جون كيري، وهو وزير خارجية الولايات المتحدة الثامن والستين، من آل وينثروب الذين ساهموا في تأسيس مستوطنة ماساشوستس باي ومن آل فوربس، وهي عائلة جنت أموالها من العمل في سكك الحديد وتصدير الشاي والفضة والأفيون إلى الصين. ووالده كان ديبلوماسياً، وتابع كيري (الابن) تعليمه في جامعتي سان بول ويال. وفي حرب فيتنام كان ضابطاً في سلاح البحرية، وحاز 3 «قلوب قرمزية» ووساماً برونزياً ونجمة فضية. وواعد الأخت غير الشقيقة لجاكلين كينيدي، ورافق جون كينيدي في رحلات بحرية، وتزوج مرتين بسيدتين ثريتين.
وفي 2004، حين خسر كيري السباق الرئاسي أمام جورج دبليو بوش لم يطعن في النتائج، على رغم شكه في أنها زورت في بعض الولايات، ومنها أوهايو. وغضب على فريق مستشاريه الذين نصحوه بالعدول عن الرد على بوش في السباق الرئاسي، وهذا سعى في تقويض سجله العسكري. و «بعد 2004، كلما كان (كيري) يغفو كان يرى آلات الاقتراع في أوهايو»، أسرَّ إليّ مايك بارنيكل، صديق كيري المقرب، ومعلق سابق في «بوستون غلوب». وفي مطلع 2013، إثر 28 عاماً في مجلس الشيوخ، خلف كيري هيلاري كلينتون في منصب وزير الخارجية. وهو اليوم في الثانية والسبعين، ويشغل آخر منصب حكومي عال في مسيرته المهنية. وهو خلف بصمته السياسية في عالم السياسة الخارجية. فإرثه التاريخي هو إبرام الاتفاق النووي الإيراني الذي يحول دون صناعة إيران سلاح نووي ودون إطلاق سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، والانفتاح الأميركي على كوبا. ويجمع محبوه ومنتقدوه على وصفه بعبارات واحدة: متفائل لا ييأس، وعنيد، وشجاع لا يتراجع أمام المخاطر، ويؤمن بأنه لو نجح في «جمع المعنيين (بالنزاع) في «غرفة واحدة» سيبرم صفقة.
ويمضي كيري بصفته وزير الخارجية الأميركية شطراً راجحاً من حياته على متن طائرة حكومية، «بوينغ 757» المتردية الحال. وطول كيري ستة أقدام، وهو يمشي والألم باد عليه: فهو خضع لعملية تغيير وركيه، وكسر عظمة فخذه الأيمن العام الماضي. وهو يسافر في مقطورة في مقدمة الطائرة فيها أريكة تتحول الى سرير فيسعه التمدد والاطلاع على موجزات الأخبار والاتصال بالزعماء الأجانب والبيت الأبيض. وهو لا ينام كثيراً، ويعزف في بعض الأحيان على غيتار أوتاره من النيلون، أغاني البيتلز وأغاني إسبانية حزينة. ومن أولويات كيري اليوم، التوصل إلى وقف إطلاق نار في سورية وإبرام اتفاق سياسي هناك، ورفع وتيرة مكافحة الائتلاف الدولي داعش، ومكافحة التغير المناخي.
كيري «المبدد» وأوباما المتردد
ويعود الفضل الى مثابرة كيري وبعض العقوبات الاقتصادية في نجاح أميركا في إبرام الاتفاق النووي. ولكن المثابرة هذه هي كذلك وراء تبديد 9 أشهر طويلة على مفاوضات مع الإسرائيليين والفلسطينيين انهارت في 2014، على رغم أن الجميع، ومنهم أوباما، لم ير أن ثمة فائدة ترتجى منها (المفاوضات). وينظر الرئيس الأميركي بعين الإعجاب إلى حيوية كيري والتزامه. ولكن رؤى الرجلين تتباين. فأوباما يرى أن الشرق الأوسط هي منطقة اضطرابات تاريخية: مسرح مواجهة بين السنّة والشيعة وحرب أهلية في سورية وتهافت حدود رسمتها فرنسا وبريطانيا قبل قرن، وخطر اضطراب لبنان والأردن... وإثر إخفاق التدخل العسكري الأميركي الواحد تلو الآخر، عقد أوباما العزم على تقييد تدخل بلاده (العسكرية في الخارج). وعلى خلاف أوباما، لا يرى كيري أن الغلبة هي لاتجاهات تاريخية، يقول فيليب غوردون، وهو مسؤول سابق في مجلس الأمن القومي ومستشار أوباما الأساسي في شؤون الشرق الأوسط من 2013 إلى ربيع 2015.
ويرى كيري أن إسرائيل تتجه إلى التحول دولة واحدة تشتمل على الأراضي المحتلة. ومثل هذه الدولة يتعذر إدارة شؤونه. ويشغله احتمال انهيار السلطة الفلسطينية وانفراط عقد سلك أمنها البالغ عديده 30 ألف عنصر، وغلبة الفوضى والعنف على إسرائيل. والبديل عن حل الدولتين هو «الوقوف موقف المتفرج وترك الأمور تتدهور، فيتزايد عدد المجموعات المشابهة لـ «حزب الله» ويتفاقم خطر الصواريخ على إسرائيل... فيعيش الإسرائيليون في قلعة كبيرة، ولكن هذه ليست بحياة...»، يقول كيري. وحين سألته إن كانت إسرائيل ستذوي وتنتهي، أجاب بالنفي. وقال إن «السؤال هو هل ستكون ديموقراطية أو دولة يهودية أو دولة واحدة بنظامين لا تمنح الفلسطينيين حق الاقتراع؟ ولا أحد يملك الجواب أو الحل. ولكن لا شك في أن مواصلة البناء في الضفة الغربية من طريق تدمير بيوت الآخرين ليست حلاً».
 
معضلة السياسة الخارجية الأميركية
و «في العراق تدخلت الولايات المتحدة واحتلته، فكانت النتيجة كارثة باهظة الثمن. وفي ليبيا، تدخلت أميركا ولكنها لم تحتل، فساءت الأمور ووقعت الكارثة. وفي سورية، أميركا لم تدخل ولم تحتل، وكانت الكارثة في الانتظار»، يقول غوردون ملخصاً حال السياسة الخارجية الأميركية ومعضلاتها في القرن الواحد والعشرين. وفي 2002، وصف باراك أوباما في تظاهرة ضد الحرب في شيكاغو قرار اجتياح العراق بـ «الأبله (أو الساذج)... فهو يترتب عليه احتلال طويل الأمد وكلفته ضخمة ونتائجه غير معروفة». وهذا الخطاب نأى به عن كيري وكلينتون، وكلاهما أيد في مجلس الشيوخ اجتياح العراق في 2003. ورسم موقف أوباما في شيكاغو وجه رئاسته الأيديولوجية. ويخالف كيري الرئيس في مقاربة الأزمة السورية. و «يتصدر أولويات أوباما تجنب الوقوع في شرك الحرب هناك في وقت لا يعرف مآل التدخل»، يقول مسؤول في وزارة الخارجية. ولكن كيري يرى أن الأزمة السورية تهدد استقرار الأردن ولبنان وغيرهما من دول المنطقة، وأنها سمحت برسوخ نفوذ داعش في الرقة والرمادي. ويروي مساعدو أوباما أن النقاش في الإدارة الأميركية يدور مع أوباما على مسألة مترتبات التدخل في سورية ونتائج عدم التدخل. و «على رغم أن الرئيس الأميركي تناول المسألة السورية أكثر من أي مسألة أخرى، لم يفلح أحد في جواب سؤال ماذا بعد التدخل؟»، يقول بن رودس نائب مستشار الأمن القومي. وتغير القصد من عبارة «على الأسد الرحيل» بين 2011 و2015. فوزير الخارجية الأميركية يتجنب وصف إراقة الأسد الدماء بنعتها الفعلي ويسميها «أخطاء»، فهو قد يضطر إلى التفاوض معه عبر إيران أو روسيا... وفي كل لقاء مع الروس، «يذكرني لافروف بما حصل في ليبيا أو مصر أو العراق و «الثورات الملونة» في أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من الدول الذي يحسب الكرملين أن أميركا أشعلت الثورة فيها»، يقول كيري.
وحين دار كلامنا في دعوة عشاء في منزله، على تفاؤله ومآل وقف إطلاق النار في سورية ونهاية الأسد، سألته: «ماذا بعده (الأسد) وليس من توماس جيفرسون (من الآباء المؤسسين) هناك ينتظر بلوغ السلطة؟». لا أعرف، ربما يكون في الانتظار (نظير) ألكسندر هاميلتون، لا أحد يعرف»، أجاب ضاحكاً، وقال:» القول إن طبيب العيون القادم من لندن هو الوحيد القادر على إدارة شؤون سورية، مهين للسوريين».
* كاتب، صحافي، عن «نيويوركر» الأميركية، 21-28/12/2015، إعداد منال نحاس.
======================
سي ان ان :آرون ديفيد ميلر :تحديات صعبة لوقف النار في سورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
أعلنت الولايات المتحدة وروسيا، الاتفاق على تسليم مساعدات إنسانية الى المدن السورية المحاصرة ووقف إطلاق نار، ووقف العمليات العدائية، ولو موقتاً. وهذه غايات طموحة ضعيفة الحظوظ وهي أقرب الى المحال. . فما الذي تغير في حسابات موسكو وواشنطن وغيرهما من العواصم، لتتكلل هذه المساعي بالنجاح على خلاف المحاولات التي كان الفشل من نصيبها منذ 2012؟ فهل أصاب التعب الأطراف المتفاوضة؟ أم أن سورية على وشك التفكك وروسيا تبحث عن استراتيجية خروج منها؟ وهل تغيرت الاستراتيجية الإيرانية؟ ربما في الإمكان تسليم بعض المساعدات الإنسانية التي تمسّ الحاجة إليها، وإبرام هدنات محلية بين النظام والمعارضة المنقسمة والمشرذمة، وتعاون أميركي – روسي عسكري ضد «داعش». لكن يرجح أن أوان نجاح اتفاق ميونيخ لم يحن بَعد. ففي هذه الظروف، ليس في الإمكان إرساء وقف نار في سورية كلها. ويؤدي مثل هذا الإجراء الى مرحلة انتقالية سياسية ويطوي الحرب الأهلية السورية. ووراء التعذر هذا 5 أسباب:
1) فوقف النار يُبرم لينتهك. وأنا شاركت في أكثر من عملية سياسية لإرساء وقف نار في لبنان وبين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولا شك في أنها عملية عسيرة تحول دونها في السياق السوري تحديات ضخمة. فثمة مئات– وربما آلاف- الميليشيات من غير سلطة مركزية. وبعضها يعارض نظام بشار الأسد، وبعضها الآخر يوالي الرئيس السوري نفسه. وتنتشر في سورية مجموعات شيعية عراقية موالية للنظام ووحدات من «حزب الله» وقوات إيرانية وقوات سورية نظامية وغير نظامية ووحدات القوات الخاصة والاستخبارات، التي هي وراء كثير من عمليات القتل. ووقف النار لا يشمل «جبهة النصرة»، وهي ترابط في عدد كبير من مناطق الثوار. وهذه المرابطة هي ذريعة انتهاك روسي وسوري للاتفاق.
2) ووراء اتفاق الروس والأميركيين على التراجع عن التصعيد، ترجيح موسكو وطهران كفة النظام السوري في ميدان المعارك. وإثر إحراز موسكو النجاح في دعم الأسد، في وسعها الاستراحة لأسباب تكتيكية وديبلوماسية. لذا، من العسير على المجموعات المعارضة الكبيرة قبول وقف أعمال عدائية يرسخ مكاسب النظام الأخيرة ويحرمها مما تسوغ به التضحيات الكبيرة مقابل مكاسب هزيلة لا تذكر.
3) ترغب روسيا في إثبات أن وقف النار والإغاثة الإنسانية هما صنو القبول بأن نظام الأسد هو جزء من الحل وليس جزءاً من المشكلة، على رغم أنها لم تحسم بَعد مصير الأسد في الأمد الطويل. ولا شك في أن إيران ليست مستعدة بعد للتضحية به. لكن المعارضة ترفض بقاء الأسد، وإرساء الاستقرار اليوم في سورية يسبغ مشروعية على نظامه. والغالب على الظن أن عزم موسكو قرّ على دعم الأسد وكيان علوي يشمل دمشق والمناطق الساحلية على الدوام.
4) يملك الروس والإيرانيون و «حزب الله»– وطبعاً نظام الأسد- مصالح حيوية يسعون الى حمايتها من طريق القوة وبذل التضحيات، على خلاف واشنطن. فالعاصمة الأميركية لا تريد التدخل في سورية، وحلفاؤها غير قادرين على دحر الأسد ولا توجيه ضربة قاصمة الى «داعش»... شاغل تركيا هو وقف تقدم الأكراد السوريين أكثر مما هو إطاحة الأسد، في وقت ترجح دول عربية كفة إطاحة الأسد على إطاحة «داعش»، وتخشى الخطر الإيراني. أما الولايات المتحدة فتسعى الى إرساء الاتفاق النووي مع إيران، ولا ترغب في نزاع معها في سورية. والتباس الغايات والأهداف ومشاريع الحلفاء المتباينة يرجح كفة روسيا على كفة أميركا.
5) لذلك، من العسير بلوغ أبرز أهداف أميركا في سورية، أي إضعاف «داعش» وإطاحته. وقد يساهم اتفاق ميونيخ في إغاثة السوريين ويخفف وتيرة الحرب، لكنه لن ينتشل إدارة أوباما من مشكلات سورية مقسمة، في وقت لا يسعها تغيير أحوالها ولا النجاة من شراكها.
 
 
* نائب مدير مركز وودرو ويلسون إنترناشيونال، مفاوض في الشرق الأوسط في إدارات جمهورية وديموقراطية، عن «سي أن أن» الاميركي، 12/2/2016، إعداد منال نحاس
======================
جوليان هانس :سيرغي لافروف نجم الديبلوماسية الروسية وسيدها
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
شيّده ستالين ليدوم إلى الأبد، لكن عملية تجديده طويلة وعسيرة، فمنذ أعوام يخفّ العمال من غير كلل في أدوار مبنى وزارة الخارجية الروسية بساحة سمولنسك في موسكو، المؤتلف من 27 دوراً، و28 مصعداً، و2000 مكتب. وواجهة من واجهات المبنى أنجز ترميمها وتجديدها، وهي تلمع مثل نصل خارج الغمد، والواجهة الثانية تغلفها سواتر قبيل تجديدها. وشيدت ناطحات سحاب موسكو (على الطراز الستاليني وعددها سبعة أبراج) لتثبت أن الاتحاد السوفياتي لم تخُرْ قواه بعد الحرب الثانية. ومكتب سيرغي لافروف في الدور السابع، والسجاد يغطي الأرض، واللوحات الجدران. ومنذ بدء أعمال الترميم تُبرز الزينة الأناقة المحافظة في فندق والدوف أستوريا حيث درج لافروف على استقبال زملائه الديبلوماسيين في سنوات عمله في نيويورك. وفي موسم الأعياد، تزين شجرة ميلاد مكتب أمانة وزارة الخارجية الروسية، وأسفلها تتراكم الهدايا التي أرسلت إلى الوزير من أصقاع المعمورة كلها. وعددها (الهدايا) كبير، وهي دليل على أن أصدقاء روسيا كثر في العالم. وتقرير وزارة الخارجية الروسية عن أداء لافروف في العام المنصرم، إيجابي: وزير الخارجية الأميركية زار روسيا مرتين. وفي اجتماع مجلس الأمن، التقى لافروف أكثر من خمسين مسؤولاً، وأكثر من أربعين منهم لم يبادر هو إلى طلب لقائهم. ومنذ إمساك سلاح الجو الروسي بمقاليد الأجواء في شمال سورية، غلب على عمل وزارة الخارجية الروسية اتصالات بين الروس والأميركيين. وتنظيم داعش وُسم بالعدو المشترك، والمسألة الأوكرانية لم تعد تتصدر الأولويات. واليوم، سيرغي لافروف كثير الأشغال، على خلاف حاله في مطلع 2015: في مؤتمر السياسات الأمنية في ميونيخ، الذي يعقد سنوياً في شباط (فبراير)، عدَّد لافروف مآخذ موسكو على الغرب: أخطاء الولايات المتحدة في كوسوفو والعراق وليبيا وتوسيع الناتو، و «الربيع العربي» الذي أعدت له واشنطن العدة، وفق لافروف، أودى بالشرق الأوسط إلى الفوضى، كما زعم أن اليمين المتطرف في كييف يقصف أبناء جلدته، واتهم الغرب بتقسيم أوروبا. وحين بلغ هذا الخطاب السامعين، رفعوا أعينهم إلى السماء وهز واحدهم رأسه وتحرك ببرم على كرسيه، وحين بدأ وزير الخارجية الروسية يشرح أن ضم القرم إلى روسيا يطابق شرعة الأمم المتحدة، متذرعاً بأن توحيد ألمانيا جرى في معزل من أي استفتاء، رد عليه بعض الحاضرين رداً يجمع الغضب إلى المهانة، وبعض آخر أخذ يضحك ويهزأ، فأجابهم لافروف: «قد تجدون ما أسوقه مضحكاً، وأنا نفسي رأيت أن بعض الأمور مسل، ولكني أمسكت عن الضحك». حين تسخر نخبة الديبلوماسية الدولية من وزير الخارجية الروسية، فلا شك في أن العلاقات ببلاده بالغة السوء. هذا كان قبل عام.
حين ابصر النور سيرغي فيكتوروفيتش لافروف النور في موسكو في 1950، كانت ناطحة السحاب التي تضوي مقره اليوم، قد ارتفعت للتو. وفي وقت لاحق، نسب إلى نفسه الفضل في بروز رمز العاصمة الروسية، أي برج التلفزيون «أوستانكينو»، فهو تطوع في فتوته للمساهمة في حفر أساساته، وساهم دوره هذا في قبوله في المعهد العام للعلاقات الدولية. وإثر التحاقه بالمعهد، بدأ مهنة كلاسيكية في الديبلوماسية السوفياتية: طلب منه المعهد تعلم السنهالية (السيرلانكية) كلغة أجنبية ثالثة، إلى الإنكليزية والفرنسية. فشغل منصبه الديبلوماسي الأول في سفارة سيريلانكا. وحين رقي إلى منصب ممثل الاتحاد السوفياتي الدائم في الأمم المتحدة، في 1981، كان عهد بريجنيف يشارف على النهاية، والجيش الروسي ينزلق أكثر فأكثر في دوامة الحرب بأفغانستان. وفي تلك المرحلة، قاطعت الولايات المتحدة ودول غربية الألعاب الأولمبية في موسكو. وفي نيويورك، اكتسب سيرغي لافروف أصول الديبلوماسية وأمسك بمقاليدها، وتعرّف إلى «طريقة العيش الأميركية». واستساغ الكحول والسجائر، وزجّى وقت الفراغ في التزلج على جبل فيرمون والتجذيف طوال ساعات. وفي 1988، استدعي إلى روسيا حين كان التغير دأبها قبيل التفكك (أفول الاتحاد السوفياتي).
وحين عيّنه بوريس يلتسين سفير بلاده في الأمم المتحدة في 1994، كان جل قوة روسيا العظمى قد تبدد، عدا حق النقض في الأمم المتحدة. وانبرى لسد الفراغ الناجم عن خسارة القوة الكبيرة، وكان الأمثل لهذا الدور: فشخصيته حيوية وصوته جهوري مرتفع النبرة، وطوله فاره (متر و88). ووفاء للإرث السوفياتي، كان الصمت سيد موقفه في مجلس الأمن، وحين يقطعه يقتصر كلامه على كلمة «لا». وهو رفض منع التدخين في مباني الأمم المتحدة، وأبلغ كوفي أنان أنه سيدخن على ما يشاء، وأنه لا يملك مباني الأمم المتحدة ولا يسعه حظر أي شيء.
اليوم، لافروف في الخامسة والستين من العمر، أمضى منها 43 عاماً في خدمة الديبلوماسية الروسية. جون كيري هو رابع وزير خارجية أميركي يتعامل معه، والعمل مع مبتدئين مزعج، ولكن أمام لافروف كل الديبلوماسيين مبتدئون. وحين يُناقش في أمر ما، يخشى مكلِّمه أن يلفظ عليه بنات مزاجه السيئ المرتسم على وجهه. وحين حاول وزير الخارجية البريطانية ديفيد ميليبند، تليين موقف روسيا في الحرب على جورجيا في 2008، صرخ به لافروف: «من أنتَ... لتعظني».
 
الهجوم الكيماوي على الغوطة
وفي أيلول (سبتمبر) 2013، أظهر لافروف على الملأ مواهبه في التفاوض، ففي هذا اليوم، أعد باراك أوباما لإجراء مقابلات مع ست محطات تلفزيونية ليبلغ الأميركيين أن سلاح الجو الأميركي سيشن ضربات على نظام الديكتاتور بشار الأسد. فقبل 3 أسابيع، شن هذا النظام هجوماً كيماوياً خلف 1400 قتيل في (ضواحي) دمشق. وفي اليوم نفسه، استقبل لافروف وزير الخارجية السوري. وتوقيت موسكو يسبق (توقيت) واشنطن بثماني ساعات. وفي الأثناء، سعى كيري في مقابلة أجريت معه في لندن، إلى تسويغ العملية العسكرية المقبلة. ورداً على سؤال ما إذا كان من مناص لتنجو دمشق من الضربة، قال ساخراً: على سورية تسليم كل أسلحتها الكيماوية فوراً، فسارع لافروف إلى دعوة وسائل الإعلام إلى الاجتماع، وقال في تصريح دام دقيقة وأربعين ثانية إنه متمسك باقتراح كيري إذا كان تسليم الأسلحة الكيماوية يحول دون عملية عسكرية... وتصريح كيري المجازف رجح كفة لافروف. وكان الفائزون ثلاثة رؤساء: الأسد نجا (من ضربة عسكرية)، وأوباما لم يعد مضطراً إلى شن حرب جديدة غير شعبية، وبوتين تجنب خسارة ماء الوجه وإطاحة حليف آخر له (بعد القذافي) في الشرق الأوسط.
ولافروف في السلك الديبلوماسي الروسي جندي مطيع، يقول صحافي يتابع مسيرته منذ أعوام، فهو ينزل على الأوامر العليا. وفي 2009، دعا ديمتري مدفيدف إلى «بداية جديدة» في العلاقات مع الولايات المتحدة، فضغط الوزير الوفي الزر الرمزي لعملية «ريست» (إعادة إطلاق العلاقات الروسية– الأميركية) مع نظيرته الأميركية. وبعد عامين، اتهم بوتين واشنطن بتوجيه دفة «الربيع العربي» والتظاهرات المناوئة للكرملين، فأخرج لافروف لائحة أخطاء أميركا في كوسوفو والعراق وليبيا، وأخذ يذيعها كلما سنحت الفرصة. ولم يخالف لافروف الكرملين أمام الملأ أبداً، ما خلا مطلع 2012، وحينها حظرت الولايات المتحدة على مجموعة موظفين روس دخول أراضيها إثر الاشتباه بتبييض الأموال ونقل الأموال إلى الخارج. وسيرغي ماغنيتسكي، المحامي الذي أماط اللثام عن عملية التزوير والتهريب، قضى في السجن وعلى جثمانه ظهرت آثار تعذيب. لذا، أدرجت واشنطن هؤلاء المسؤولين على لائحة عقوبات ومنعتهم من دخول الولايات المتحدة، فرد الدوما بحظر تبني الأميركيين يتامى روساً. وإثر حظر التبني، عاد لافروف إلى طاعة الكرملين. و «لم أعرف يوماً له مبادئ أخلاقية أثيرة على قلبه... فبوصلته هي (أوامر) الدولة»، على قول جون نيغروبونتي، سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة. ومنذ 2014، عدلت روسيا سياستها الخارجية، فمنذ الأزمة الأوكرانية، تلتزم رأياً لسان حاله: «إذا كان الجميع ينتهك القوانين، لا مانع يحول دون أن تنتهكها روسيا... وفي يوم من الأيام، تطالب (موسكو) كييف بوقف قصف الثوار، وفي اليوم التالي، تدعم الأسد الذي يفعل الشيء نفسه في سورية»، يقول فلاديمير فرولوف، ديبلوماسي روسي سابق. ويصعب التنبؤ بالسياسة الروسية، التي تغلّب كفة النجاعة على كفة المبادئ. وتغير دور لافروف على وقع تغير سياسة الكرملين. فلا شيء مما تعلنه وزارة الخارجية الروسية قابل للفحص والإثبات، فهي قد تعلن من غير بينة هجوم قوميين أوكرانيين على سلطات القرم، أو إعدامات جماعية ينفذها الجيش الأوكراني.
ومنذ 2014، لم تعد السياسة الخارجية الروسية تستند إلى وقائع... بل إلى واقع مواز وبديل ابتكرته هي، يقول فلاديمير فرولوف. واتفاق مينسك خير دليل. فموسكو ألزمت العالم بتصديق تاريخ فبركته عن سكان ناطقين بالروسية حياتهم في خطر في الدونباس، وحملته (العالم) على الإقرار بأن حماية حقوق هؤلاء تقتضي إرساء فيديرالية في أوكرانيا. و «التدخل في سورية يسوّق على أنه صنو الائتلاف ضد هتلر، وأنه ائتلاف ضد داعش. لكن الغاية الفعلية من التدخل هي إنقاذ الأسد». ويتمسك الكرملين بالنسخة المتخيلة عن الحوادث، ففي أيار (مايو) 2014، لم تر الأمم المتحدة أن ثمة نازيين في الحكم في كييف ولا أن المخاطر تهدد الناطقين بالروسية، فانتقدت وزارة الخارجية تقرير لجنة حقوق الإنسان الأممية، وأخذت عليها ازدواج المعايير وانفصالها عن الواقع... ووصفت الطبقة الأوكرانية الحاكمة بطغمة كييف (العسكرية). وديبلوماسية الكرملين اليوم هي على خلاف الديبلوماسية السوفياتية، يلاحظ المؤرخ كارل شلوغل، فمسؤولو السياسة الخارجية السوفياتية كانت لهم رؤية خاصة إلى العالم، و «لم يقولوا الحقيقة على الدوام، طبعاً، لكنهم لم يسمحوا لنفسهم يوماً بالانزلاق إلى نبرة الديماغوجية (الغوغائية)»، فالديبلوماسية هي التزام قواعد تمد جسور الحوار وتتجاوز الانقسامات. ويرى شلوغل أن لافروف صار معلماً في فنون انتهاك هذه القواعد.
ولكن هل يصدق الأخير فعلاً أن الولايات المتحدة هي وراء الثورات كلها، من الشرق الأوسط إلى ساحة ميدان في كييف؟ لا وزن لرأيه الشخصي، فهو مؤمن بتوجيهات الكرملين. ومدير إدارة الكرملين يتحدر، شأن بوتين، من عالم الجاسوسية.
======================
غازيتا :فلاديسلاف إينوزيمتسيف :سورية ومصير المستنقع الأوكراني... مستقبل روسي قاتم
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ فبراير/ شباط ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
الحياة
عندما قررت موسكو في 30 أيلول (سبتمبر) إرسال قواتها إلى سورية، عقدت الآمال الكثيرة على العملية. وعلى رغم غموض ما رمى إليه بوتين حين أمر بضرب معارضي الأسد، برزت ثلاثة أهداف: 1) التدخل في سورية جسر موسكو إلى صدارة السياسة الدولية. و2) حمل الدور الروسي في الحرب ضد الإسلاميين الغرب على التفاوض مع موسكو على مجموعة واسعة من القضايا، منها أوكرانيا والعقوبات. 3) في سورية، أراد الكرملين إثبات أن زمن «الثورات الملونة الأميركية التمويل» قد انتهى.
في البداية، بدا أن كل شيء يسير على ما يرام. وصارت روسيا محط أنظار العالم، وموسكو وسوتشي مزاراً لعدد من قادة الشرق الأوسط وغيرهم. ولكن الروس بدأوا يطعنون في قرار التدخل هذا، إثر إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء. ثم وقع الهجوم الإرهابي الرهيب في باريس، وحينها حتّى منتقدو التدخل في سورية رجحوا احتمال استئناف التعاون البنّاء بين روسيا والغرب وتشكيل ائتلاف جديد لمكافحة الإرهاب. ولم يستبعد المراقبون أن يساهم التعاون هذا في رفع العقوبات عن روسيا، وإبرام تسوية ترضي موسكو في أوكرانيا. ولكن التوقعات هذه خابت، إذ لم تمر 10 أيّام على الاعتداءات الإرهابية في باريس قبل أن تؤدي الثقة الزائدة بالنفس للطيارين الروس والمحاولات المتكررة لاختصار طريق العودة إلى قاعدة حميميم إلى إسقاط تركيا مقاتلتهم.
ويبدو مذّاك أن تركيا صارت العدو الرئيسي لروسيا، فتغيرت قواعد اللعبة بأكملها في الشرق الأوسط. وأدركت واشنطن ولندن وبروكسيل أن المنطقة برز فيها لاعب رئيسي لا يرغب في الدور الروسي في مجاله الجوي أو في السياسة العالمية. وبرز «مثلث» موسكو- طهران- دمشق في مواجهة مثلث «أنقرة - واشنطن – الرياض».
وعلى رغم أن موسكو سعت الى بدء التعاون مع باريس، بقيت هذه الرغبات في طور التمنيات. واقتصر التعاون تدريجاً بين الفرنسيين والروس على «تبادل المعلومات. وأعلنت فرنسا أنها تؤيد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ونددت بالضربات الروسية التي تستهدف المدنيين. فتوقفت عملية التقارب المحتمل بين روسيا والغرب. وتزامن بروز موقف غربي موحد من العملية الروسية في سورية، مع شن هجوم كلامي حاد على روسيا وبوتين شخصياً، واتهم بمعرفته المسبقة بتدبير عملية اغتيال (عميل الكي جي بي السابق ألكسندر) ليتفينينكو في لندن، ودار كلام حاد على فساد الرئيس الروسي. وفي الوقت نفسه، توترت علاقات روسيا مع الدول الأوروبية على وقع تعاظم الحملات الروسية الرامية الى تشويه سمعة السياسة الأوروبية ودعم القوى القومية والمعادية للاتحاد الأوروبي وسياسات قادته. وأخيراً، انتقلت الولايات المتحدة من مرحلة الكلام على ضرورة محاربة «داعش» إلى محاربتها فعلياً. ولا شك في أن هذا الانتقال إنجاز كبير للكرملين، فهو أظهر أن الإسلاميين ليسوا فحسب من يسعهم ملء «الفراغ» في الشرق الأوسط. وفي الأشهر الأخيرة، بلغتنا أنباء عن نشر قوات أميركية خاصة في شمال العراق لمحاربة الإرهابيين، وتصريحات عدد من الدول العربية عن استعدادها للمشاركة في عملية برية مع الولايات المتّحدة. أمّا الرئيس التركي، فأشار الى أنّه جاهز لأي تطور في الساحة السورية.
ويبدو أن روسيا لا تملك أي خطة للتعامل مع التدويل الهائل للأزمة السورية. وموسكو وطهران لا تريدان طبعاً مثل هذا التدخل الدولي في سورية. وهكذا، عوض «تذليل التعقيد» (المشكلات)، الذي برز إثر ضم شبه جزيرة القرم والتدخل الروسي فــــي النزاع في شرق أوكرانيا، صارت سورية على قـــاب قوسين من التحول الى أوكرانيا جديدة، أي موضع خلاف مع الغرب. فموسكو تسعى الى استعـــراض قوة روسيا وإمكانياتها أمام العالم، وشنــت حملة دعائية ضخمة للترويج لمكانتها. ولكن تدخـــلها في سورية تحول الى مشكلة رهيبة قد يؤدي حلّها الى فقدان ماء الوجه الروسي.
وفي سورية، الوضع العكسري أكثر تعقيداً من نظيره في اوكرانيا، ولا تدور فيها حرب مواقع ثابتة. وعلى خلاف الحال في اوكرانيا، خطر الصدام المباشر بين الجيش الروسي وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، في سورية، كبير. وعلى وقع الأزمة الاقتصادية، تقلصت قدرة روسيا على المناورة عما كانت عليه قبل عامين. لذا، احتمالات النجاج ضئيلة.
ويحمل فشل روسيا في سورية، ويبدو اليوم أن لا مفر منه، عواقب سلبية على الروس. وحاولت موسكو عبر محاولتها العودة إلى الساحة العالمية، تبديد أي شكوك بأنها لاعب إقليمي وازن. ويظهر الفشل في سورية، وعدم القدرة على بسط نفوذ نظام الأسد على أجزاء من البلاد، أنّ روسيا غير جديرة أن تكون حليفاً. لذا، حري بروسيا عدم انتطار انضمام أعضاء التحالف المناهض للإرهاب إليها، وأن تبادر الى معرفة شروط المخرج المشرف من الحملة السورية، والأرجح أن يكون مماثلاً لانسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان. ويرجح أن يلقى الأسد مصير نجيب الله الأفغاني، إثر انسحاب القوات السوفياتية. وبعد محاولتين فاشلتين (في اوكرانيا وسورية)، لدى روسيا بالتأكيد الكثير لتفعله في فضاء الاتحاد السوفياتي السابق. وجل ما نأمل أن تتوسل الوسائل الديبلوماسية وليس العسكرية.
خبير سياسي واقتصادي، عن موقع «غازيتا» الروسي، 10/02/2016، إعداد علي شرف الدين
======================
واشنطن بوست: لماذا يتحوّل كرد سوريّا نحو روسيّا
نشرت بواسطة:Ronahi  فبراير 16, 2016  في من الصحافة اضف تعليق
 
في مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكيّة والذي نقل خبر افتتاح أول ممثّليّة خارجيّة للكرد السوريين في موسكو، الأمر الذي قد يسبّب عدم ارتياح وارتباك لدى القوى الغربية. ورغم فشل الإدارة في حضور مؤتمر جنيف، إلا أنّ المبعوث الأمريكيّ لمحاربة داعش كان في كوباني لإجراء محادثات طارئة معهم.
ثمّ يطرح المقال السؤال: لماذا يغيّر حلفاء أمريكا (الكُرد) اهتمامهم السياسيّ صوب روسيّا حليفة الأسد ومنافسة أمريكا في الشرق الأوسط؟ هناك ثلاث ديناميكيات تفسّر هذا الأمر: الأول أنّ الكرد السوريون لا يخدعون الغرب لأنه بالأصل ليس هناك علاقة ثابتة بينهما، وهذا مردّه إلى التاريخ المرير الذي عانى منه الكرد والذي اتّسم بتخلي حلفائهم عنهم في أحلك الظروف. وعلى الرغم من اختلاف الجذور السياسيّة لحزب الاتّحاد الديمقراطي مع سياسات أمريكا، إلا أنهم أثبتوا أنّهم أحد أنجح قوى التحالف في الحرب ضدّ داعش.
ثانياً، دعم قوى التحالف غير ثابت: يتوقّع الحزب تحالفاً مثمراً أكثر من دعم موسكو وذلك لضعف فرص الحفاظ على علاقات متينة مع الغرب. وفي هذا السياق، تحاول تركيّا جاهدة لإضعاف علاقات الحزب مع أمريكا بالإضافة لإضعاف أيّ تحالف إستراتيجيّ بين روسيّا وأمريكا لمحاربة داعش. وبما أنّ تركيا تسعى لإبعاد الطرفين من التحالف مع أمريكا، فإنّ كلّ من روسيّا وحزب الاتّحاد الديمقراطيّ قد وجدا بينهما شراكة نافعة. إضافة لذلك، فإنّ أمريكا ذات سمعة سيّئة عندما يتعلّق الأمر بخصوص حركات النضال (تخلّيهم عن دعم كرد العراق، مثالاً). ثالثاً: الإستراتيجيّة الكرديّة تختلف باختلاف وضعهم، وفي هذا الصدد يرى الكاتب أنّ توجّههم نحو روسيّا هي مناورة وذلك لحجم التأثير الروسيّ على النظام السوريّ وبما أنّه ليس لحزب الاتّحاد الديمقراطيّ منافسون أقوياء على الأرض، فإنّه يركّز على الحصول على أفضل صفقة للحكم المحليّ.
ويختتم المقال بالقول: «قد يكون لتوسيع حزب الاتّحاد الديمقراطيّ لعلاقاته مع موسكو رغبة في عودة أمريكا للتعاون غير المشروط معه».
======================
"واشنطن بوست": تقدم الجيش السوري في حلب سيعزز مكانة روسيا
منذ ساعتين دوت مصر فى اخبار عربية 11 زيارة 0
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الصراع في حلب السورية قد يتحول إلى صراع عسكري أوسع، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأوضحت رئيس مكتب الصحيفة في بيروت، ليز سلاي، أن المشاركين حاليا في الأزمة السورية، هي الطائرات الروسية التي تشن غارات من الجو، وقوات لبنانية وقوات عراقية تحارب على الأرض تحت إشراف مستشارين عسكريين من إيران، ومجموعات مختلفة من المعارضين السوريين المدعومين من قبل الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر، والأكراد المرتبطين مع كل من موسكو وواشنطن، وكذلك مسلحي "داعش".
وقالت الصحيفة إن حلب أصبحت مركزا لهذا الصراع، وتقدم الجيش السوري في حلب ونجاحه سيعزز مكانة روسيا كقوة رائدة في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن ذلك تقدم القوات العسكرية العراقية واللبنانية سيوسع منطقة سيطرة إيران.
وأشارت "سلاي" إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية استفادت من الغارات الجوية الأمريكية في شرق سوريا بتوسيع منطقة سيطرتهم.
 
 
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الصراع في حلب السورية قد يتحول إلى صراع عسكري أوسع، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأوضحت رئيس مكتب الصحيفة في بيروت، ليز سلاي، أن المشاركين حاليا في الأزمة السورية، هي الطائرات الروسية التي تشن غارات من الجو، وقوات لبنانية وقوات عراقية تحارب على الأرض تحت إشراف مستشارين عسكريين من إيران، ومجموعات مختلفة من المعارضين السوريين المدعومين من قبل الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر، والأكراد المرتبطين مع كل من موسكو وواشنطن، وكذلك مسلحي "داعش".
وقالت الصحيفة إن حلب أصبحت مركزا لهذا الصراع، وتقدم الجيش السوري في حلب ونجاحه سيعزز مكانة روسيا كقوة رائدة في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن ذلك تقدم القوات العسكرية العراقية واللبنانية سيوسع منطقة سيطرة إيران.
وأشارت "سلاي" إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية استفادت من الغارات الجوية الأمريكية في شرق سوريا بتوسيع منطقة سيطرتهم.
======================
واشنطن بوست: كفى تخاذلا أمريكياً في سوريا
الثلاثاء 16 فبراير 2016 / 21:58
24 - إعداد: ميسون جحا
فيما تقصف الطائرات الروسية مدينة حلب، وفيما يخشى مئات الآلاف من المدنيين التعرض لحصار وقطع الطرق المحيطة بأكبر مدينة سورية، ترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بأنه حان الوقت للإعلان عن إفلاس السياسة الأمريكية والغربية في سوريا.
وتقول الصحيفة إن الإفلاس الأخلاقي تم، في الواقع، طوال خمس سنوات من البيانات الفارغة بشأن وجوب رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وعن تسليح خجول ومتقلب لقوات المعارضة، وللسماح بتجاوز الخط الأحمر الخاص باستخدام الأسلحة الكيماوية، والفشل في مشاركة أوروبا في تحمل عبء اللاجئين، فيما تعاني القارة من نتائج التراخي الغربي. وفي الوقت ذاته، قتل أكثر من ربع مليون سوري، ونزح أكثر من 7 ملايين، فيما لجأ قرابة 5 ملايين إلى دول الجوار. وهناك مليونا طفل لاجئ.
سياسة مخزية
وتشير واشنطن بوست إلى أن هذا المسار المنحدر يقود فعلياً لواقع يصعب تصديقه. إذ فيما يطبق النظام السوري، وداعميه العديمي الرحمة، الخناق على حلب، تقف حكومة الولايات المتحدة، وبحجة محاربة داعش، في موقف المتفرج، بينما تسعى روسيا والأسد وإيران لتدمير خصومهم مهما كلف الثمن.
وبرأي الصحيفة، آن الأوان لأن يسارع من يهتمون بمكانة الولايات المتحدة للقول بأن هذه سياسة مخزية. فإن سمحت الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو لشركائهم الجدد غير المشرفين بتطويق وتجويع سكان حلب، فإنهم سيكونون متواطئين في جرائم حرب. كما يعد القصف العشوائي للمدنيين خرقاً لاتفاقيات جنيف، وكذلك استخدام الحصار لتجويع المدنيين.
وتقول واشنطن بوست "لسنا بحاجة لانتظار برهان على حقيقة نوايا الأسد وبوتين، وهما يطبقان الخناق على حلب. ومنذ بعض الوقت، تواصل إلقاء براميل متفجرة على طوابير الخبز والمشافي في المدينة، وفي مناطق أخرى من سوريا، واستخدمت سياسة التجويع والترهيب في أكثر من مكان".
كفى
وتشير الصحيفة إلى أن الوضع في حلب يمثل حالياً حالة طوارئ، ويتطلب إجراءات عاجلة. وتتساءل "هل بتنا عاجزين عن القيام بإجراء طارئ؟ إنها أيضاً فرصة، وربما تكون الأخيرة لإنقاذ سوريا. وحلب تمثل اليوم ساراييفو جديدة، سيربرينتشا جديدة، ومصيرها يجب أن يكون بالنسبة للصراع السوري كما كان مصير ساراييفو وسيربرينتشا بالنسبة للحرب البوسنية، أي أنها فرصة لكي تتحرك الولايات المتحدة والغرب وكي يقولوا بصوت واحد" كفى".
فقد جرى بعد مجزرتي سيربرينيتشا وساراييغو، والحملة الجوية التي شنها الغرب رداً على المجازر، بأن تحركت الولايات المتحدة، وقادت اتفاقيات دايتون التي أنهت الحرب في البوسنة.
مسار واقعي
وترى واشنطن بوست بأن هناك مساراً يفضي لإنهاء الرعب في حلب، وهو مسار واقعي بالفعل كفيل بتطبيق المثل الإنسانية العليا، ووسيلة كي تسترجع أمريكا "مكانتها الأخلاقية فضلاً عن مكانتها الاستراتيجية".
وتلفت الصحيفة إلى أنه، ومن خلال العمل تحت مظلة الناتو، تستطيع الولايات المتحدة استخدام قوتها البحرية والجوية المتوفرة في المنطقة من أجل فرض منطقة حظر طيران بدءاً من حلب وحتى الحدود التركية، والتأكيد على أنها ستمنع مواصلة قصف المدنيين واللاجئين من أي طرف كان، بما فيهم الروس. وفي تلك الحالة، بوسع الولايات المتحدة استخدام منطقة حظر طيران لإبقاء الحدود مفتوحة مع تركيا، ولاستخدام مواردها لإعادة تموين المدينة، وتزويد المدنيين النازحين في المنطقة بدعم إنساني.
======================
"الموند": روسيا سيدة اللعبة
النهار
كتبت سيلفي كوفمان: "انهى جون ماكين مؤتمر ميونيخ بعبارة قال فيها: الشهية تأتي مع الأكل، متحدثاً عن موقف روسيا في سوريا. واضاف: لقد سبق لنا أن شاهدنا هذا الفيلم في أوكرانيا، ملخصاً الشعور الذي غلب على المشاركين في المؤتمر بعجز دول الغرب عن مواجهة المدحلة الروسية. هذا المؤتمر الذي بدأ ببارقة أمل في التوصل الى وقف نار موقت في سوريا انتهى بتدهور الاوضاع هناك. لفد تحولت سوريا الى مسرح لجميع النزاعات الإقليمية وللمواجهة الجديدة بين الشرق والغرب. والفيلم الذي تحدث عنه ماكين هو اعادة لما حصل في أوكرانيا عندما حاصرت القوات الانفصالية المدعومة من الروس مدينة ديبالتسيف الاستراتيجية قبل سنة تقريباً... وصف ماكين هذه الاستراتيجية الروسية بأنها وضع للديبلوماسية في خدمة العدوان العسكري. وفي كل مرة ينجح الروس لأن الغرب يسمح لهم بذلك... لكن عندما يجد الغرب نفسه امام الحقائق المنتهية ويفاجأ بان القوات الروسية لم تحارب الدولة الإسلامية وانما انقذت نظام الأسد، لا يبقى له سوى الندم".
 
======================
"الغارديان": الروس يغيرون قواعد اللعبة
النهار
"تحولت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية الى حدث هامشي مع دخول الحرب الأهلية السورية مرحلة جديدة. فالتدخل الروسي غيّر قواعد اللعبة وأنقذ نظام بشار الأسد من انهيار وشيك، وذلك من خلال مهاجمة قوات المعارضة السورية المدعومة من الغرب وتقديم دبابات تي-90 للجيش السوري الذي يحكم حصاره على حلب. بالنسبة الى الغرب، الوقت بدأ ينفد، وروسيا هي من يضع الاجندة... وهي تعتقد انها في حاجة الى بضعة أسابيع اضافية لطرد المعارضين للأسد ولن يطبق وقف النار قبل تحقيق هذا الهدف. يعلم السعوديون الذين انهكتهم حرب اليمن انهم لا يستطيعون أن يشكلوا ثقلاً مضاداَ ضد محور روسيا - إيران - الأسد".
======================
"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى": خديعة جنيف
النهار
كتب حسن منيمنة: "يبدو واضحاً ان محادثات "جنيف 3" التي قدّمت على انها تهدف الى ايجاد حل سياسي للأزمة السورية قامت على خديعة. فبينما كانت البعثات الديبلوماسية مشنغلة بتذليل الخلافات، كانت موسكو تحضر لشن هجوم بري مدعوم من القوات الخاصة على مواقع المعارضة في حلب وريفها. ومنذ افتتاح مؤتمر جنيف نجحت روسيا في تسجيل وقائع على الأرض".
======================
«تايمز البريطانية»: روسيا استخدمت لاجئي سوريا كسلاح لتقسيم الحلف الأطلسي
نبض النهضة
  
أوردت اليوم الثلاثاء صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية،جزءًا من خطاب السيناتور الأمريكي “جون ماكين” حول الأمن القومي على هامش قمة “ميونيخ”، والتي أكد فيها أن جزء من خطة روسيا الاستراتيجية كانت إثارة حدة مسألة اللاجئين وإستخدامها كسلاح لتقسيم حلف الأطلسي وتفكيك المشروع الأوروبي.
وقالت الصحيفة أن روسيا تعمدت التدخل بالأراضى السورية كسلاح استراتيجي موّجه لأوروبا ضد “الناتو”.
وأشارت الصحيفة لتفاعل عدد من السياسيين الأوروبين وعضو بالمخابرات الأوروبية حول تصريحات “ماكين”، والتي تعكس غضب قيادات أوروبا سواء “العسكريين أو الدبلوماسيين والسياسيين” من سياسية روسيا بالمنطقة.
وقال أحد السياسيين إن روسيا تستخدم قضية اللاجئين كسلاح، حيث تتعمد ضرب المدنيين والمستشفيات بسوريا لإجبارهم على النزوح لتركيا ودول أوروبا وتهديد الحدود الأوروبية لتقسيمها.
======================
التايمز:كيف يمكن لسوريا أن تسحب قوى العالم إلى صراع أوسع
الحياة ايكونوميست
نطالع في صحيفة التايمز مقالاً لروجر بويز بعنوان "كيف يمكن لسوريا أن تسحب قوى العالم إلى صراع أوسع؟".
وقال كاتب المقال إن "الحرب العالمية الثالثة" قد تبدأ بدون سابق إنذار، مع دخول دولة تلو الأخرى لحماية حلفائها.
وأشار كاتب المقال إلى أن شمال سوريا "دخل في هذه المرحلة"، مضيفاً أن معركة حلب سوف تحدد مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح أنه لهذا السبب فإن ممر أعزاز له أهمية عالية، لأن هذا الممر يمثل شريان حياة لنقل المعدات والمؤن من تركيا إلى شرق حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا.
وأورد الكاتب 4 بؤر توتر تدفع باتجاه الحرب، وأولها: "مضايقة تركيا السعيدة"، فأنقرة على علم بأن سياستها في الشرق الأوسط بدأت تتلاشى، لذا فهي تأمل أن يصبح ممر أعزاز قاعدة للأتراك الذين يساندون عناصر المعارضة في حلب، وذلك عندما يضعف تنظيم "الدولة الإسلامية" جراء الضربات الجوية الغربية.
وأشار بويز إلى أنه في حال سقوط ممر أعزاز في أيدي الأكراد، فإنهم سيصبحون في موقف قوي وباستطاعتهم إنشاء دولة معادية على الحدود التركية، ومن أجل منع حدوث ذلك، فإن الأتراك قد يرسلون جنوداً للقتال على أرض المعركة والمجازفة بحدوث صدام بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا.
ويتساءل كاتب المقال إن كان جنود الناتو سيرسلون إلى أرض المعركة لمساندة تركيا؟ ويجيب بأن ذلك مستبعد، إلا في حال قامت الطائرات الروسية باختراق الأجواء التركية، وفي هذا الوضع، فإن تركيا باستطاعتها المطالبة بدفاع جماعي، وهنا نكون على حافة نشوب حرب كبرى.
ثانياً: سعي روسيا إلى عزل تركيا، إذ قامت موسكو بتزويد خمسة آلاف مقاتل كردي بالأسلحة كما أنها تساندهم بتوجيه ضربات جوية ضد الشاحنات التي تنقل المؤن والمعدات للمعارضة من تركيا إلى سوريا.
ويرى كاتب المقال أنه في حال إغلاق ممر أعزاز فإن روسيا ستساعد قوات الأسد على إغلاق نقاط العبور على الحدود التركية، يتبع ذلك عملية تطهير عرقي من قبل روسيا.
ثالثاً: مقامرة بوتين التي تتمثل بجر تركيا إلى عملية عسكرية ضد أكراد سوريا، الأمر الذي سيدفعهم إلى الانضمام إلى الحليف الروسي الذي يدعم الأسد.
رابعاً: السعودية في مواجهه إيران، إذ يقول الكاتب إن الورقة القوية التي تمتلكها السعودية هي قاعدة إنجرليك في تركيا.
======================
التايمز: عملية برية تركية واسعة بسوريا تبدو بعيدة الاحتمال حالياً
الأربعاء، 17 فبراير، 2016
الكلام اونلاين
لفتت صحيفة “التايمز” البريطاني في تقرير نشرته بعنوان “تركيا تبحث عن حلفاء من أجل الحرب البرية في سوريا”،  الى ان مسؤولاً تركياً تحدث للصحفيين، مشيراً الى ان “بلاده لن تشن حربا برية لوحدها، لكنها تمارس ضغوطا على حلفائها من أجل تنفيذ عملية مشتركة. بدون عملية برية من المستحيل وقف القتال في تركيا”.
واشارت الى ان “عملية برية واسعة النطاق تبدو بعيدة الاحتمال في الوقت الحاضر، حيث استبعدت الولايات المتحدة ذلك، كما رفضت القيام بأي عمليات ضد النظام السوري وحلفائه، وحذرت روسيا من شن هجوم بري، لأنها ستورط الأطراف المشاركة في حرب حقيقي”.
الا أنها ذكرت ان “الوضع شهد تصعيدا منذ اتفاق القوى العظمى على التوصل إلى وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي”.
ولفتت الى ان روسيا تصر على أن لا يشمل وقف إطلاق النار ما تسميه “المنظمات الإرهابية” التي تستهدفها، بالرغم من تزايد الادلة أن غاراتها لا تستهدف تنظيم “داعش” بل التنظيمات المعتدلة وأهدافا مدنية، وهو ما يزعج تركيا، حسب الصحيفة.
ورأت ان “هناك شيئاً آخر في سلوك روسيا في سوريا يزعج تركيا، وهو دعمها للميليشيات الكردية التي تقول تركيا إنها على علاقة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة”منظمة إرهابية”.
======================
الإندبندنت: لاجئون سوريون يعودون لبلدهم مع بدء سلام هش
السومرية نيوز/ بغداد
أفادت صحيفة الإندبندنت في عددها الصادر، الأربعاء، بأن اللاجئين السوريين بدءوا بالعودة مع بدء تحقق سلام هش في سورية، لافتة الى أن بعض عناصر الجيش الحر سمح لهم بالعودة إلى الجيش، فيما أوضحت أن الغرب ينظر الى النزاع السوري على أنه "جيوسياسي".
وأوردت صحيفة الإندبندنت تقريرا للكاتب روبرت فيسك بعنوان "طريق العودة إلى دمشق: اللاجئون يبدأون بالعودة مع بدء تحقق سلام هش"، وتابعته السومرية.
الاندبندنت: الكُرد أصبحوا أقوياء والطريق بين حلب وتركيا قُطع باتفاق صامت معهم
روسيا تحذر من "حرب عالمية" إذا فشلت الدول في التفاوض بشأن سوريا
ويصف فيسك بعض المشاهد التي تنبئ بحدوث تغيير ما، وإن كان طفيفا، على الأوضاع في سوريا: قافلة من الشاحنات المتجهة إلى الأردن بعد أن حرر الجيش السوري الطريق إلى درعا، نقاط تفتيش أقل في العاصمة دمشق، ركاب يسافرون إلى حلب عبر الطريق السريع، وعلى شاشة التلفزيون صور لأفراد ميليشيات تابعة للحكومة يدخلون مدنا وأحياء لم يروها منذ فترة.
ويقول فيسك، إن "هناك لجنة مصالحة أيضا من كبار السن تحاول التحدث إلى الجيش الحكومي والجيش السوري الحر لرأب الصدع بينهما"، موضحا أن "بعض عناصر الجيش الحر سمح لهم بالعودة إلى الجيش".
يختم فيسك مقاله بالقول، "ستمر سنوات طويلة قبل أن تكتب فصول التاريخ لهذه الحرب ويكشف النقاب عن أسرارها، في الغرب ينظرون الى النزاع على أنه جيوسياسي"، لكن بعد معارك حلب يمكن الكتابة أن الناس بدأوا بالعودة، حتى لو بشكل مؤقت.
======================
جارديان: تصاعد نذر المواجهة بين أنقرة وموسكو
القاهرة- بوابة الوفد- مـي مختار
علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية على الاتهامات الموجهة إلى روسيا بسبب قصفها لمناطق مدنية بسوريا، لكن روسيا ترفض بشدة هذه الاتهامات.
 حيث تم اتهام روسيا بارتكاب جرائم حرب خصوصًا بعد قتل عشرات الأشخاص في الغارات التي شُنت على المنشآت الطبية والمدارس في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وقال المتحدث الرسمي باسم "فلاديمير بوتين": "هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة ولا نقبلها بأي شكل من الأشكال"، كما نفي "الكرملين" هذه الاتهامات أيضًا.
ورأت الصحيفة أن إدانة "تركيا" لـ"موسكو" لقصفها للمرافق الطبية والمدارس في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في سوريا يوم الاثنين الماضي ، تحمل تصعيدا جديدا.
فقد قالت تركيا إن "موسكو" تتصرف مثل " المنظمات الإرهابية ".
في حين أن فرنسا وتركيا ودبلوماسيين غربيين رفضوا الضربات الروسية على موقعين من المواقع التي تقوم روسيا بقصفها ، واتهمت وزارة الخارجية التركية روسيا بارتكاب "جريمة حرب واضحة" وحذرتها من العواقب الوخيمه إذا لم تنته عن شن مثل هذه الهجمات.
======================
«جارديان»: روسيا والنظام السوري يستخدمان اللاجئين كسلاح حرب
تواصل
قالت صحيفة "جارديان" البريطانية في تقرير لها: إن مسؤولين أتراكاً يتحدثون عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاءه في سوريا يستخدمون زيادة تدفق اللاجئين كسلاح حرب بشكل متعمد ضد تركيا وأوروبا.
وأشارت "الصحيفة" إلى أن أكثر من 50 ألف سوري شردوا جراء القتال الأخير حول حلب، وتشعر تركيا بالقلق إزاء المكاسب التي يحققها الأكراد المنتمون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذين تعتبرهم إرهابيين ومرتزقة يقاتلون مع روسيا.
وذكرت "الصحيفة" أن تقدم الأكراد بما في ذلك سيطرتهم على مطار "منغ" من يد الثوار كان مدعوماً بالضربات الجوية الروسية.
ونقلت عن مسؤولين أمنيين أتراك أن روسيا تستخدم التكتيكات التي استخدمتها في حرب الشيشان الأولى في تسعينيات القرن الماضي، حيث حاولت موسكو بالقوة إخلاء المناطق السكنية ممن فيها من خلال حملة استنزاف ضد السكان المحليين، وبعدما تحقق لها ذلك أرسلت الأسلحة الثقيلة لاجتثاث القوى المعارضة؛ مما تسبب في تدمير هائل للمنازل والبنية التحتية.
واعتبرت "الصحيفة" أن التكتيكات التي تستخدمها روسيا ليست جديدة إذا قورنت باستخدام بشار الأسد للبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيميائية، والقصف الجوي، والمدفعية الثقيلة ضد المناطق المدنية، إلا أن الأمر المختلف هو تعمد خلق حالة طوارئ متعلقة بتدفق اللاجئين للتأثير على اللاعبين الخارجيين الذين عليهم أن يتعاملوا مع تداعيات الأزمة.
======================
باحث: إسرائيل قد تواجه متاعب إذا انتصر الأسد
حذّر باحث أميركي متخصص في شؤون الشرق الأوسط من أن الرئيس السوري بشار الأسد إذا خرج ظافراً في الصراع الدائر حالياً في بلاده فإن الأمر قد ينتهي بأن تجد إيران موطئ قدم لها في مرتفعات الجولان، ومن ثم تصبح "تهديداً وجودياً لإسرائيل".
ودعا مايكل دوران -وهو عضو سابق في مجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش وباحث مرموق في شؤون الشرق الأوسط- إلى سياسة أميركية جديدة تعمل على تسهيل التعاون بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل السعودية وتركيا وإسرائيل، لمواجهة إيران.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عنه القول "وحدها الولايات المتحدة القادرة على دفعهم للتعاون بانسجام". كما نسبت إلى صحيفة جيروزاليم بوست أنه إذا لم يحدث ذلك فإن إسرائيل ستجد نفسها أمام إيران بقواتها وصواريخها على حدودها مع سوريا، وعندئذ "لن يكون أمام إسرائيل الكثير لتفعله إزاء ذلك".
وذكرت واشنطن تايمز أنها سبق أن أفادت بأن روسيا تتيح لحزب الله اللبناني الوصول بحرية إلى مستودعات الأسلحة في سوريا مقابل تقديم الأخيرة لها معلومات استخبارية عن الأهداف على الأرض. وفي مرحلة من المراحل، وما أن يحكم الأسد قبضته في سوريا، فإن ما تصفه الصحيفة بجيش إيران بالوكالة (أي حزب الله) سيعود ليستهدف القضاء على "الدولة اليهودية".
وقال مايكل دوران، الذي كان يتحدث أمام مؤتمر لرؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى الذي عُقد في القدس المحتلة، إن الوضع السوري قد "يسوء سريعاً".
 
======================
نيويورك تايمز: اقتتال معارضة سوريا يشيع الفوضى
 
أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن احتمال اتساع نطاق الحرب خيَّم على ساحات القتال التي تتسم بفوضى تتفاقم يوما بعد يوم في شمال سوريا، بينما تسارعت وتيرة الاشتباكات بين حلفاء أميركا بعضهم ضد بعض، وازدادت التوترات بين قوتين كبيرتين هما روسيا وتركيا.
واغتنمت قوات كردية فرصة الغارات الجوية العنيفة التي تشنها روسيا لتتقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمال محافظة حلب، مما أثار حفيظة الفصائل الأخرى المدعومة من تركيا التي توعدت "بردٍّ قاسٍ" إذا تقدم الأكراد أكثر.
ولم يحدث أن بلغ التوتر هذا الحد بين الطرفين لدرجة دفعت المعارضين السوريين لاتهام الأكراد بالانتهازية بعد أن شنوا عليهم هجمات بالتعاون مع روسيا والحكومة السورية اللتين تسعيان للسيطرة على المناطق المحاذية للحدود مع تركيا.
وقالت الصحيفة أن تلك الاشتباكات تذكي أوار توترات متصاعدة تنذر بالخطر، لا سيما بين تركيا وروسيا، اللتين حرضتا فصيلين معارضين مدعومين من الولايات المتحدة أحدهما ضد الآخر، مع إن الأكراد والعديد من مجموعات المعارضة في حلب يتلقون دعماً أميركياً.
وكالعادة، فإن من تتقطع بهم السبل في الحروب هم مدنيون، وليس أدل على ذلك من تعرض أربعة مستشفيات للقصف في يوم واحد، حيث اتهم المعارضون السوريون -المدعومون من تركيا- روسيا باستهدافها لطردهم من تلك المنطقة، واثنان من تلك المستشفيات -أحدهما مستشفى للأطفال والآخر للتوليد- تحظيان بدعم من منظمة اليونيسيف.
وتقول منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إن 697 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قضوا خلال 336 هجوماً على مواقع طبية، مشيرة إلى أن الأغلبية العظمى من تلك الهجمات شنتها قوات الحكومة السورية وحلفاؤها.
وأثار تقدم الأكراد مخاوف الأتراك بحجة أن هؤلاء يريدون توحيد جيبين كرديين في شمال سوريا تفصل بينهما حالياً رقعة صغيرة من الأرض تتحكم فيها المعارضة السورية وأخرى أكبر مساحة تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتوجس تركيا على وجه الخصوص من أن يثير إنشاء دولة كردية على أرض الواقع في خضم الفوضى التي تضرب شمال سوريا والعراق، الانفصاليين الأكراد في الجنوب، مما حدا برئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى إعلان أن بلاده لن تسمح بتوحيد الجيبين الكرديين.
======================