الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/5/2016

سوريا في الصحافة العالمية 18/5/2016

19.05.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. صحيفة: معركة حلب ستقرر مصير سوريا
  2. هيرست: إيران تأمر حزب الله باستهداف السعودية لا إسرائيل
  3. واشنطن بوست: هل البلدان الإسلامية أكثر عنفا؟
  4. نيوزويك: لاجئون سوريون يبيعون أعضاءهم لتأمين العيش
  5. صحيفة فاينانشال :«سوريون يحولون الأزمة إلى فرصة»،
  6. تلغراف البريطانية : الكورد قد يضمون الرقة بعد تحريرها إلى منطقتهم الفدرالية شمال سوريا
  7. ديلي ميل” تنظيم داعش يدمر قبور المسيحيين بسوريا
  8. تلغراف: الأسد استخدم أسلحة محرمة ضد داعش
  9. فوربرس :عقِب اعترافات إيرانية.. تعرف على العلاقات السرية بين طهران وواشنطن وتل أبيب
  10. جوان كول :لماذا تدعم واشنطن الجهاديين الأصوليين في سوريا؟
  11. فايننشال تايمز :كيف يساعد اللاجئون السوريون في نمو اقتصاد تركيا؟
  12. إيران رفيو :أزمة الشرق الأوسط تنظر الرئيس الأمريكي الجديد
  13. واشنطن بوست :الشرق الأوسط.. قرن على «سايكس بيكو»
  14. حرييات» :انعطاف تركي و«أطلسي» في سورية؟
  15. ذي ميديل إيست إنستيتيوت :مرحلة ما بعد «داعش»
 
صحيفة: معركة حلب ستقرر مصير سوريا
قال أكاديمي إسرائيلي إن محاولات إيران وروسيا القضاء على المعارضة السورية أمر بعيد المنال، في حين رأى مستشرق يهودي أن من سينتصر في حلب ستخضع له سوريا كاملة.
وكتب أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب آيال زيسر في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها روسيا وإيران وحزب الله للتفوق على المعارضة السورية، فإن قوة الأخيرة تثبت أنها بعيدة عن الخضوع أو الانهيار.
وأوضح أن اغتيال القائد العسكري لحزب الله مصطفى بدر الدين يأتي في توقيت غير مريح للحزب وإيران "لأنه امتداد لسلسلة التراجعات المتلاحقة خلال الأسابيع الأخيرة في ساحات القتال داخل سوريا، وبه ينضم القتيل إلى قائمة طويلة من قتلى الحزب والحرس الثوري الإيراني فيها".
وقال إن روسيا ترى في القتال داخل سوريا جزءا من لعبة إقليمية دولية كبرى في مواجهة واشنطن ودول الغرب.
من جانب آخر، وصف المستشرق الإسرائيلي يارون فريدمان مدينة حلب بأنها "تيرمومتر" الأوضاع السائدة في سوريا، وأضاف أن من ينتصر فيها سيكون بإمكانه تحقيق التفوق الكامل في سوريا كلها.
واستدرك قائلا في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الخاسر في تلك الحرب حقا هم المدنيون السوريون، في وقت باتت حلب مقسمة بين الأطراف المتحاربة، وتحديدا بين تنظيم الدولة الإسلامية والمعارضة المعتدلة والنظام السوري المدعوم من حزب الله وإيران.
وأشار الكاتب الذي يعمل محاضرا في تاريخ الإسلام بمعهد التخنيون بمدينة حيفا، إلى أن حلب التي كانت مركزا اقتصاديا وثقافيا لسوريا، باتت اليوم المكان الأكثر خطورة في العالم.
يأتي ذلك في وقت يحاول سكانها لملمة جراحاتهم ومحاولة العودة إلى حياتهم الطبيعية قدر الإمكان، لكن المسلحين يستغلون الوقت لجمع أكبر قدر ممكن من الذخيرة والوسائل القتالية للجولة القادمة من المواجهة، على حد تعبير فريدمان.
وقال إن الوضع في حلب يقدم مزيدا من الشواهد على تراجع الدور الأميركي في الأزمة السورية، في مقابل زيادة فعالية روسيا التي توفر مساعدات مكثفة للنظام السوري بمعاونة حزب الله وإيران.
وانتقد الكاتب الدعم "المحدود الذي تقدمه الدول الداعمة للمعارضة السورية، مما يعني أن الثوار سيكون أمامهم صيف قاس، وتنتظر حلب ومواطنيها شهور طويلة من الجوع والموت، وفرصهم في تحقيق الانتصار تبدو متضائلة".
وختم بالقول إن الجيش السوري النظامي يبدو ضعيفا ويتقدم ببطء شديد، وإذا حقق الأسد انتصارا في حلب فلن يكون خاصا به، بل هو انتصار لروسيا وإيران "اللتين لا تعنيهما كثيرا الدولة السورية، وفي هذه الحالة فلن يكون للنظام ما يسيطر عليه في حلب، لأنها ستتحول إلى مدينة من الخراب والدمار".
 
======================
هيرست: إيران تأمر حزب الله باستهداف السعودية لا إسرائيل
لندن - عربي21 - باسل درويش# الثلاثاء، 17 مايو 2016 08:27 م 02.2k
ذكر موقع "ميدل إيست آي" في لندن في تقرير حصري أعده ديفيد هيرست، أن مسؤول الجناح العسكري لحزب الله تم تعيينه مباشرة من قيادة الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن الجناح العسكري للمنظمة اللبنانية تلقى تعليمات من إيران لوقف عملياتها ضد إسرائيل، واستهداف السعودية عوضا عن ذلك.
ويشير التقرير إلى أن التعليمات الجديدة جاءت بعد مقتل القيادي العسكري مصطفى بدر الدين في دمشق يوم الجمعة، الذي حمل الحزب مسؤولية مقتله لـ"القوى التكفيرية"، التي تحظى بدعم من الرياض.
ويكشف الكاتب عن أنه بحسب مصادر واسعة الاطلاع في لبنان، فقد جاء الأمر من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، الذي جاء إلى بيروت لتقديم التعازي للحزب ولعائلة بدر الدين، حيث سمّى سليماني خليفة بدر ونائبيه، وهو تطور غير مسبوق في العلاقة بين الحزب وإيران، خاصة أن التعيينات السابقة كانت شأنا داخليا وبتشاور مع إيران.
وينقل الموقع عن المصادر قولها إن خليفة بدر الدين هو فؤاد شكر ولقبه "الحاج محسن". وعمره 55 عاما من قرية نبي شيث في سهل البقاع، لافتا إلى أنه واحد من المجموعة الرئيسية التي أنشأت حزب الله، إلى جانب عماد مغنية ومصطفى بدر الدين ومصطفى شحادة.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه مع أن القادة السابقين للحزب جاؤوا من الجناح الأمني والاستخباراتي، فإن شكر وصل إلى منصبه الحالي من خلال سجله العسكري، بصفته مسؤولا للعمليات ضد إسرائيل، بما في ذلك اختطاف الجنود الإسرائيليين، مشيرا إلى أن شكر تخرج في جامعة الإمام حسين بطهران، ويعد من العسكريين الذين تلقوا تدريبات عسكرية جيدة.
ويلفت هيرست إلى أن سليماني لم يسم قائد الجناح العسكري للحزب فقط، لكنه سمى نائبيه أيضا، وهما إبراهيم عقيل المعروف بالحاج تحسين، ولقبه الآن هو الحاج عبد القادر، أما النائب الثاني فهو طلال حمية.
وجاء تعيين شكر خلافا لما أوردته الصحيفة السعودية "الشرق الأوسط"، بأن ابن شقيقة بدر الدين، مصطفى مغنية سيتولى المنصب خلفا له، ويعتقد موقع "ميدل إيست آي" أن هذه التقارير غير صحيحة.
ويرى الكاتب أن دور إيران في تعيين خلف لبدر الدين يظهر الأهمية التي كانت تعولها طهران على القيادي القتيل، الذي لا تزال الظروف التي تحيط بمقتله غامضة، ومحلا للكثير من التكهنات.
ويبين التقرير أنه في البداية قيل إن مقتل بدر الدين قرب مطار دمشق الدولي كان نتيجة عملية إسرائيلية سرية، إلا أن بيان حزب الله ناقض هذه الرواية، حيث جاء في بيانه أن التحقيق الذي قام به الحزب، أظهر حدوث انفجار استهدف قاعدة من قواعد الحزب قرب مطار دمشق الدولي، وقاد "إلى استشهاد القائد العسكري مصطفى بدر الدين، وكان نتيجة قصف مدفعي من التكفيريين في المنطقة القريبة"، مستدركا بأن أقرب موقع للمعارضة يبعد 20 كيلومترا عن المكان الذي تحدث عنه البيان.
ويذكر الموقع أن شعارات حزب الله أثناء تشييع جثمان بدر الدين، لم تترك أي مجال للشك بأن المتهم في اغتيال بدر الدين هو السعودية، لافتا إلى أن العلاقات السعودية الإيرانية تعيش توترا منذ قطع الرياض علاقتها مع طهران، على خلفية مهاجمة سفارتها في طهران، بعد إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بداية العام الجاري.
وينوه هيرست إلى أن "آخر مظاهر التوتر في علاقات البلدين تمثلت في الفشل في الاتفاق على ترتيبات الحجاج الإيرانيين، وسفرهم إلى السعودية هذا العام، حيث إنه بعد محادثات استمرت أربعة أيام، فشل الطرفان في التوصل إلى اتفاق على ترتيبات معينة، وتبعها هجمات متبادلة، فمن المؤكد عدم حضور الحجاج الإيرانيين موسم الحج هذا العام".
ويورد التقرير نقلا عن إيران قولها إن مواطنيها لن يشاركوا في الحج، وحملت السعودية المسؤولية، لافتا إلى أنه قتل في العام الماضي 769 حاجا بعد تدافع عند المشاعر في منى، وكان منهم عدد كبير من الحجاج الإيرانيين.
ويفيد الموقع بأنه بحسب المصادر التي تحدثت لموقع "ميدل إيست آي"، فإن الأوامر التي تلقاها حزب الله من إيران كي يبدأ حملة ضد السعودية قبل موسم الحج في شهر أيلول/ سبتمبر، ستكون مهمة شكر فيها هي تنسيق العمل العسكري بين المليشيات الشيعية العراقية "عصائب الحق"، والبحرينية "سرايا المختار".
وبحسب الكاتب، فإن كوادر حزب الله استخدمت في الماضي في دول الخليج، حيث تم اعتقال بدر الدين باعتباره عنصرا في حزب الدعوة إلى جانب 17 آخرين، بعد انفجار شاحنات معبأة بالمتفجرات أمام السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت عام 1983، وفي عام 1985 شارك بدر الدين في محاولة اغتيال فاشلة لأمير الكويت.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن السعودي أحمد إبراهيم المغيسلي هو الشخص الذي خطط للهجوم على ثكنات الجيش الأمريكي في مدينة الخبر عام 1996، واعتقل العام الماضي، بعد ملاحقة استمرت 20 عاما، لافتا إلى أن فصيل حزب الله السعودي أو حزب الله الحجاز كان مقربا من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني
======================
واشنطن بوست: هل البلدان الإسلامية أكثر عنفا؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الثلاثاء، 17 مايو 2016 09:17 م 050
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لأستاذ العلوم السياسية نيلز غليديتش وطالبة الدكتوراه إيدا راديلفسون، قالا فيه إن الحروب الأهلية الحديثة تجري في البلدان المسلمة، وإن معظم الضحايا هم من المسلمين، مشيرين إلى أن هذا ليس "صدام حضارات"، إنما هو حرب داخلية في العالم الإسلامي.
ويقول الكاتبان إن "الحروب بين الدول أصبحت نادرة، وتتركز الحروب الأهلية بشكل كبير في وسط أفريقيا والقوقاز، وفي معظم البلدان في منطقة الصراع توجد أكثرية مسلمة، كما أن هناك صراعات مسلحة صغيرة تدور في حوالي 30 بلدا مختلفا موزعة على الكرة الأرضية".
ويشير التقرير إلى أنه بحسب "هيومان سيكيوريتي ربورت" والكتب التي كتبها جوشوا غولدستاين وستيفن بنكر، فإن الحروب بين البلدان وداخل البلدان قد تراجعت، إلا أن العنف تزايد حديثا، وتحديدا في سوريا، مستدركا بأن العنف في سوريا لم يصل إلى مستوى ما شهدته كوريا وفيتنام.
وتذكر الصحيفة أن بقية الحروب الأهلية، التي يعرفها العلماء بالصراعات المسلحة التي يذهب ضحيتها أكثر من ألف شخص في العام، تعد أقل عددا، لكنها أكثر تركيزا جغرافيا، مشيرة إلى أن عام 2012 شهد ست حروب أهلية في العالم، وكلها كانت في العالم الإسلامي: أفغانستان وباكستان والسودان والصومال وسوريا واليمن، ومن مجموعات الثوار التسع في هذه الحروب كانت هناك سبع مجموعات تحمل فكرا إسلاميا.
ويلفت الكاتبان إلى أن "عام 2012، وإن كان عاما غير عادي، فإن معظم الحروب الأهلية التي جرت في العقد الأخير حصلت في بلدان فيها أكثرية من المسلمين، وهذا أمر مستجد، فلم يكن هذا حاضرا خلال الحرب الباردة، حيث لم تكن البلدان المسلمة أكثر عرضة للحرب الأهلية من غيرها من البلدان".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه منذ سقوط جدار برلين عام 1989، تراجعت الحروب الأهلية في معظم أنحاء العالم، وبشكل أقل في العالم الإسلامي، خاصة أن كثيرا من الحروب الأهلية التي انتهت بعد انتهاء الحرب الباردة كان يغذيها الصراع بين القوتين العظميين.
وتستدرك الصحيفة بأنه "مع أن الحروب الأهلية بين المسلمين تزايدت في السنوات القليلة الماضية، إلا أن التراجع في أشكال أخرى من الصراع هو السبب الرئيسي في كون الخارطة الدولية للصراع تتأثر بشكل متزايد بالعصيان الذي يقوم به الإسلاميون وبالحروب الأهلية في العالم الإسلامي". 
ويلاحظ الكاتبان أن "الهجمات ضد غير المسلمين تحظى باهتمام إعلامي غربي أكبر، إلا أن معظم حالات العصيان هي ضد حكومات في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وفي الواقع فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، فإن 90% من ضحايا الحروب الأهلية كانوا من البلدان الإسلامية، خاصة في سوريا، وكذلك في أفغانستان والعراق".
ويستدرك الكاتبان قائلين: "لو انتهت الحرب الأهلية في سوريا غدا، فإنك ستجد معظم ضحايا الحرب الأهلية من البلدان الإسلامية، حتى وإن كان المسلمون يشكلون أقل من ربع سكان العالم بقليل".
ويضيف الباحثان أن "الصورة تقريبا بالكآبة ذاتها إذا نظرنا إلى أشكال أخرى من العنف، فمنذ انتهاء الحرب الباردة نالت البلدان الإسلامية نصيبا أكبر بين الدول من الحروب والإبادة والقتل السياسي لمدنيين غير معروفين، بالإضافة إلى الصراعات بين الفصائل المختلفة، التي لا علاقة لها بالحكومة والإرهاب الحكومي وعقوبة الإعدام، كما أن البلدان ذات الأكثرية البوذية والهندية واليهودية تحظى بنصيب أكبر من أنواع مختلفة من هذا العنف، لكن هذه ديانات تشكل أكثرية في دول أقل، وصراعاتها في العادة أقل، ولذلك يكون نصيبها من العنف على المستوى العالمي أقل".
وينوه التقرير إلى أنه لكون الإسلام والمسيحية دينين تبشيريين، فإن الكثير يشعرون بأن هذا قد يؤدي إلى صراع بينهما، مستدركا بأن ما نراه هو سلسلة من الصراعات القوية داخل المنطقة الإسلامية، مع أن لها صدى في البلدان الأخرى.
ويعلق الكاتبان بالقول: "لنكن واضحين هنا: لا يعيش مسلمو العالم كلهم في بلدان تقوم فيها حرب أهلية، وفي الواقع فإن معظمهم لا يعيش كذلك، ومن بين العشر دول الأكثر سكانا مسلمين، هناك ثلاث فقط شهدت حربا أهلية عام 2014، هي باكستان ونيجيريا والعراق، (وهذه المعطيات هي آخر بيانات موجودة لعام كامل يجمعها برنامج أبسالا للصراعات)".
وتبين الصحيفة أن "الدول السبع الأخرى، بما في ذلك أندونيسيا والهند وبنغلاديش ومصر، وهي أربع من خمس دول فيها أعلى عدد سكان، لم تشهد حربا أهلية خلال عقد أو أكثر، وقد لا يخيم السلام تماما في هذه الدول، بالتأكيد شهدت بلدان، مثل الهند ومصر، نصيبها من الفوضى، التي تحولت إلى عنف أحيانا، لكن لم يكن العنف بالمستوى الحاد لكي يعرف بأنه حرب أهلية، التي تعرف بأنها صراع مسلح يذهب ضحيته أكثر من ألف في ساحات القتال في العام".
ويتساءل الكاتبان عن سبب تخلف العالم الإسلامي عن بقية العالم، خاصة أن عدد الصراعات ودمويتها في العالم قد تراجعت؟
ويجد التقرير أن "الأجوبة عن هذا السؤال كثيرة، وهذه بعضها:
أولا، تعاني معظم هذه البلدان من حدود مصطنعة، تعود إلى فترة الاستعمار، والمشكلات المتعلقة بالحدود عادة ما تأخذ فترات طويلة للحل. أما السبب المحتمل الآخر، فهو الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط؛ كونه همزة الوصل بين الشرق والغرب، وكونه غنيا بالنفط، وهو ما يدعو الدول العظمى إلى التدخل للأفضل أو للأسوأ، وعلى مدى الخمس عشرة سنة الماضية تم استبدال ديكتاتوريات مستقرة نسبيا بشبه ديمقراطيات، حيث تستمر نيران الحرب الأهلية في الاشتعال، وكان الربيع العربي، الذي بدأ بثورات شعبية غير عنيفة، ولم ينجح في إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، ما أدى إلى الفوضى والمأساة الإنسانية التي نراها اليوم".
وبحسب الصحيفة، فإن بعض الناقدين للإسلام يقولون إنه دين طبيعته أكثر عنفا من الديانات الأخرى، مستدركة بأن الأديان كلها فيها عناصر عنف وعناصر سلام، وتشير إلى أن الذي يختلف بحسب الوقت هو كيف وعلى أي جانب من الرسالة يركز الأشخاص المهمون سياسيا ودينيا.
ويفيد الكاتبان بأن العديد من المراقبين يلاحظون أن البلدان الإسلامية لا تحرز الكثير من الدرجات في مجال التطور السياسي، وتحديدا وضع المرأة، بالإضافة إلى أن الدول المسلمة، باستثناء الثروة النفطية، لا تحقق نتائج جيدة في مجال الاقتصاد والتطور الاجتماعي أيضا، حيث أظهرت عدة دراسات أنه بعد تصحيح هذه العوامل، فإن الدول الإسلامية ليست أكثر عنفا من أي بلد آخر.
ويتساءل الباحثان: "لكن هل نستطيع الأخذ بعين الاعتبار عاملا قد يكون جزءا من التفسير؟ إن كان الدين يؤثر على التطور، فلن نستطيع السيطرة على مستوى التطور في أي تحليل لآثار الدين، وتصبح أحجية البحث كيف تقيم الأثر الصافي للدين على التطور والعنف؟".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالقول: "مهما كانت الأسباب، فإنه من المفيد الأخذ بعين الاعتبار أنه في الوقت الذي يوجد فيه خوف غير مبرر من الإرهاب الإسلامي في أوروبا، فإن غالبية الإرهابيين وجدوا معظم ضحاياهم في أوطانهم، لهذا فإن العنف الذي يؤرق دولا إسلامية كثيرة يستحق اهتماما سياسيا".
======================
نيوزويك: لاجئون سوريون يبيعون أعضاءهم لتأمين العيش
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 17 مايو 2016 11:42 ص 023
نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا للكاتبين أحمد حاج حمدو وتامر عثمان، حول الاتجار غير القانوني بالأعضاء البشرية، الذي أصبح منتشرا في سوريا والدول المجاورة، بحسب ما يقوله مسؤولو الصحة والضحايا، حيث تستغل شبكات عابرة للحدود حاجة الآلاف من السوريين المعدمين
ويشير التقرير إلى أن هذه الشبكات تقوم بشراء الأعضاء القابلة للزراعة، مثل الكلى والقرنيات، من السوريين وشحنها للدول المجاورة، حيث تختفي في ظلام عالم تجارة الأعضاء الدولية، لافتا إلى أن هناك تهما بأنه تمت سرقة الأعضاء من السجناء.
وتنقل المجلة عن ياسر "اسم مستعار"، الذي كان واحدا ممن باعوا إحدى الكليتين، قوله إنه "أسوأ قرار في حياتي"، مشيرة إلى أن هذا الشاب البالغ من العمر 29 عاما قد فر من القتال في حمص، غرب سوريا على بعد حوالي 100 ميل إلى الشمال من العاصمة دمشق، بعد بدء الحرب، وذهب إلى القاهرة، لكنه كغيره من اللاجئين السوريين لم يجد عملا، ووجد نفسه دون مال.
ويقول الكاتبان إن ياسر سمع عبر معارف له أن هناك أشخاصا مستعدين لشراء إحدى كليتيه، ويقول: "كنت جديدا في مصر، ولم يكن معي نقود، ولم أستطع أن أجد عملا، ولم يبق أمامي سوى بيع كليتي الشمال"، حيث دعاه سمسار إلى بيته، ورتب له موعدا لإجراء الفحوص الطبية للعملية، ويقول: "بعتها مقابل 3000 دولار لشخص لا أعرف عنه شيئا، فقد التقينا لمدة لا تزيد على 15 دقيقة قبل أن توصلنا إلى اتفاق".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ياسر انتقل بعد العملية إلى اسطنبول، حيث يشارك في شقة مكتظة مجموعة من الرجال السوريين المهاجرين، ويعمل في كراج، مشيرا إلى أن العملية تركت جرحا جسديا ونفسيا في حياة ياسر، الذي لم يشعر بالارتياح في حديثه عن تفاصيل إضافية حول العملية، حيث يقول ياسر، الذي يعاني من ألم في كليته الأخرى، وأخبره الطبيب أنه قد يموت إن لم يكون شديد الحذر: "لن أسامح نفسي أبدا لما فعلت".
وتذكر المجلة أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن مدى انتشار هذه الظاهرة، مستدركة بأن رئيس قسم الطب الشرعي في جامعة دمشق ورئيس السلطة العامة للطب الشرعي، التي تم تشكيلها حديثا، حسين نوفل، قام بجمع أدلة على تجارة الأعضاء، ويقدر بأن 18000 سوري تعرضوا لعمليات إزالة أعضاء للبيع على مدى سنوات الحرب الأربع
ويورد الكاتبان نقلا عن نوفل قوله إن هذه التجارة تنشط في المناطق الحدودية، وفي مخيمات لجوء السوريين في تركيا ولبنان، ويضيف أن أسعار الأعضاء تختلف من مكان إلى آخر في المنطقة، حيث إنه في تركيا يمكن أن تباع الكلية مقابل 10 آلاف دولار، بينما في العراق فقد يصل سعرها إلى ألف دولار فقط، وأما في لبنان وسوريا فإن سعرها بحدود ثلاثة آلاف دولار
وينوه التقرير إلى أن صحيفة "السفير" اللبنانية، التي يقال إنها مقربة من نظام بشار الاسد، نقلت العام الماضي عن نوفل قوله إن عصابات تعمل مع أطباء سوريين يبيعون القرنيات بـ7500 دولار للقرنية الواحدة لزبائن أجانب، ويقومون بتزوير بلد المنشأ.
وتفيد المجلة بأنه في سوريا، التي تمزقها الحرب، لا توجد قوانين واضحة لبيع الأعضاء، وحتى إن وجدت، فإنه من الصعب فرض أي منها، أو مقاضاة المخالفين.
ويشير الكاتبان إلى أن الإعلانات التي تطلب "التبرع" بالأعضاء تنتشر في أنحاء دمشق كلها، خاصة بالقرب من المستشفيات والصيدليات، لافتين أن صيغة هذه الإعلانات تأتي على النحو الآتي: "مريض بحاجة ماسة إلى كلية، فصيلة الدم: والاربعاء 18-5-2016، سيتم عمل فحص تحليل أنسجة، من يرغب بالتبرع، الرجاء الاتصال بالرقم التالي..".
وبحسب التقرير، فإن السلطات لا تستطيع فعل الكثير إزاء هذه الإعلانات؛ لأنه يسمح بالتبرع بالأعضاء سواء للأقرباء أو للغرباء، بحسب القانون السوري، مشيرا إلى أنه يمكن للمتبرعين بالأعضاء، الذين استجابوا لتلك الإعلانات، الذهاب إلى المحكمة المحلية للتثبيت بأنهم يتبرعون بأعضائهم ولا يبيعونها.
وتستدرك المجلة بأنه مع ذلك، فقد تم رفعت 20 قضية على الأقل لها علاقة بالاتجار بالأعضاء بين آذار/ مارس 2011 وأيلول/ سبتمبر 2015، مشيرة إلى أنه لم تشهد المحكمة مثل هذه الحالات قبل نشوب الحرب، بحسب المدعي العام لريف دمشق أحمد السيد.
ويكشف الكاتبان عن أن هذه الشكاوى، التي تسمي متهمين وأطباء ومستشفيات، قام برفعها في الغالب أقارب لأشخاص توفوا نتيجة تبرعهم بأعضائهم، مشيرين إلى أنها قضايا تصعب فيها مقاضاة المتورطين؛ لصعوبة ملاحقتهم في ظروف الصراع الجاري.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن السيد يقدر بأن هناك على الأقل 20 ألف حالة بيع غير قانوني لأعضاء في سوريا منذ بداية الحرب، خاصة في المناطق الحدودية، حيث لا توجد محاكم ولا شرطة لفرض القانون.
 
======================
صحيفة فاينانشال :«سوريون يحولون الأزمة إلى فرصة»،
نشرت صحيفة فاينانشال تايمز مقالا لميهول سريفاستافا بعنوان «سوريون يحولون الأزمة إلى فرصة»،  جاء فيه: أنه عندما أضطر ريمو فؤاد، وهو صانع للحلوى والمعجنات والمخبوزات من حلب في الخمسين من العمر، للفرار من حلب منذ ثلاثة أعوام، لم يكن معه سوى وصفات المخبوزات التي كانت تنتجها أسرته.
حاول في بادئ الأمر أن يفتح متجرا للحلوى في مصر ثم في لبنان، ولكن المحاولتين فشلتنا. ويقول فؤاد إنه “في مصر لم يكن الزبائن معهم نقود لشراء ما ينتجه، وفي لبنان يعاملوننا نحن السوريون بصورة سيئة بصورة عامة”.
ومنذ عامين، استأجر فؤاد متجرا صغيرا للحلوى في منطقة العسكري في اسطنبول، والآن لديه مصنع مكون من أربعة طوابق ويعمل به 40 عاملا ولديه متجران ويستعد لافتتاح الثالث.
ويقول سريفاستافا قصة فؤاد ليست فريدة من نوعها، حيث اغتنمت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين سهولة افتتاح أعمال ومتاجر في تركيا، مما أفادهم وأفاد الاقتصاد التركي ايضا.
ويضيف أنه منذ عام 2011 أقيمت أربعة آلاف شركة ومتجر ومصنع لمهاجرين من سوريا أو لسوريين بمشاركة أتراك، وأن معدل إقامة هذه الشركات آخذ في التسارع.
ويقول سريفاستافا إنه وفقا مؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية، وهي مؤسسة بحثية تعنى بالاقتصاد والأعمال، فإن نحو 1600 شركة ومتجر أقيمت في عام 2015، وأن 590 أقيمت في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام الحالي.
ويضيف أنه وفقا لتقرير لستاندرد آند بورز صدر الأسبوع الحالي فإن القادمين الجدد إلى تركيا، والذين يمثلون نحو 4 بالمئة من تعداد السكان، دعموا نمو اقتصاد البلاد.
ويستدرك سريفاستافا قائلا إنه توجد أسئلة كبيرة عما إذا كان بإمكان الاقتصاد التركي، الذي نما بنسبة 5.7 بالمئة في الربع الأخير من 2015، أن يتعامل مع التغير السكاني الكبير.
ويقول إن الكثير من المهاجرين السوريين لا يتحدثون التركية، ونسبة البطالة في البلاد تصل إلى 11 بالمئة، ويشكو بعض العاملين الأتراك من المنافسة التي يتعرضون لها من القادمين الجدد.
======================
تلغراف البريطانية : الكورد قد يضمون الرقة بعد تحريرها إلى منطقتهم الفدرالية شمال سوريا
نقلت صحيفة "تلغراف"  البريطانية عن مسؤولين كورد سوريين أن مدينة الرقة السورية التي تعتبر أكبر معاقل تنظيم “داعش”، قد تصبح جزءاً من إدارة جديدة يقودها الكورد بمجرد تحريرها على أيدي القوات التي تدعمها واشنطن.
وأوردت الصحيفة البريطانية في تقريرها الذي طالعته (باسنيوز) ، على موقعها الالكتروني ، أن هذه المزاعم قد تغضب تركيا وجزءاً كبيراً من المعارضة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "تحرك قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة نحو قاعدة تنظيم داعش الواقعة شمال شرق سوريا تدفع إلى التساؤل بشأن من سيأخذ مكان التنظيم ليحكم مدينة الرقة في المستقبل".
ووفقاً للصحيفة، قال مسؤولون كورد رفضوا الإفصاح عن أسمائهم أن "الرقة وبمجرد تحريرها قد تنضم لمنطقة فيدرالية مستقبلية في شمال سوريا، أو قد تحظى بإدارة محلية مستقلة مشابهة للمقاطعات المحلية ذات الحكم الذاتي في المناطق الكوردية بسوريا."
ولفتت الصحيفة إلى أن "الكورد في سوريا يحاولون إقامة دولة مستقلة خاصة بهم قد تغطي بالكاد مساحة نحو 250 ميلاً على طول الحدود مع تركيا."
وأوضحت أن قوات سوريا الديمقراطية هي تحالف شكلته الولايات المتحدة من وحدات حماية الشعب الكوردية مع نسب أصغر من العرب والمسيحيين والتركمان، مشيرة إلى أن طلال سلو المتحدث باسم هذه القوات أكد أنهم "يجهزون لمعركة صعبة للغاية من أجل استعادة الرقة".
وأضافت الصحيفة نقلاً عن سلو أن “القوات على بعد 15 ميلاً من الرقة وتخطط لهجوم عبر 3 محاور لتطويق المدينة من الشمال الشرقي والشمال الغربي”، مشيراً إلى أن “هناك تجهيزات بالفعل لتشكيل مجلس عسكري من أجل إدارة الرقة بمجرد تحريرها من داعش”.
======================
ديلي ميل” تنظيم داعش يدمر قبور المسيحيين بسوريا
منذ: 13 ساعات, 27 دقائق, 16 ثانية
الصباح العربى
نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية لقطات مروعة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال التنظيم إن هذا الفيديو الذي نشرته وكالة أنباء أعماق الخاصة بـ"داعش"، تم تصويره في المنطقة السورية، وعلقت الوكالة على هذا الخبر: "مقاتلو داعش يعتدون على مقبرة مسيحية غرب مدينة دير الزور، ما أسفر عن مقتل 10 جنود من النظام السوري بعد محاصرتهم".
======================
تلغراف: الأسد استخدم أسلحة محرمة ضد داعش
الحرة
17-05-2016
استخدمت القوات النظامية السورية قنابل تحمل مواد كيميائية فتاكة لوقف زحف تنظيم الدولة الإسلامية داعش نحو العاصمة ومحيطها، وذلك للمرة الأولى منذ هجوم كيميائي اتهمت الحكومة بشنه في مناطق خاضعة للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق في آب/أغسطس 2013.
وأفادت صحيفة تلغراف البريطانية الثلاثاء نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تذكر اسمه، بأن القوات السورية استخدمت غاز السارين قبل نحو ثلاثة أسابيع في محاولة على ما يبدو لمنع داعش من السيطرة على قاعدتين جويتين شمال شرق دمشق.
وتعتقد إسرائيل أن عددا كبيرا من عناصر داعش لقوا مصرعهم في الهجوم، على الرغم من أن التأثير الفعلي غير مؤكد. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد القتلى جراء الهجوم أكبر بكثير من عدد الضحايا المحتمل في حال استخدام غاز الكلور، ما دفع المحللين الإسرائيليين إلى الاعتقاد بأن حكومة بشار الأسد استخدمت غاز السارين.
ويشير استخدام السارين، حسب مصدر تلغراف، إلى أن الأسد احتفظ بقدرته على ضرب أعدائه بهذا الغاز الفتاك على الرغم من اتفاق سابق لنزع وإتلاف الترسانة الكيميائية السورية.
وكانت سورية قد انضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية في تشرين الأول/أكتوبر 2013 في إطار اتفاق روسي-أميركي أتاح للمجتمع الدولي مراقبة وإتلاف ترسانة سورية، بعدما اتهمت دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم في 21 آب/أغسطس 2013 أوقع نحو 1400 قتيل في مناطق خاضعة للمعارضة السورية في ريف دمشق.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد الاتفاق إتلاف 100 في المئة من الأسلحة الكيميائية السورية. لكن المسؤول الإسرائيلي أعرب عن اعتقاده بأن الأسد احتفظ بنسبة كبيرة من ترسانته الكيميائية، وعلى نسبة من غاز السارين تحديدا.
تجدر الإشارة إلى أن السارين غاز لا لون له ولا رائحة، ويعد من غازات الأعصاب الشديدة السمية ويشبه في بعض تركيباته مبيدات الحشرات، حسبما يشير المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويؤدي التعرض له إلى غشاوة في البصر وصعوبة في التنفس واختلاج العضلات والتعرق والتقيؤ والإسهال والغيبوبة وتوقف الرئة، وبالتالي الموت. وتظهر هذه الأعراض بعد ثواني معدودة من التعرض للسارين عندما يكون في صورة بخار، وخلال فترة تتراوح ما بين دقائق معدودة إلى 18 ساعة بعد التعرض له في صورته السائلة.
======================
فوربرس :عقِب اعترافات إيرانية.. تعرف على العلاقات السرية بين طهران وواشنطن وتل أبيب
نشر في : الثلاثاء 17 مايو 2016 - 02:06 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 17 مايو 2016 - 03:26 م
فوربرس- القرير
في أثناء تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الحكم في الولايات المتحدة، وُقّع في عهده الاتفاق “النووي الإيراني” بين إيران ومجموعة 5الاربعاء 18-5-20161 في يوليو من العام الماضي والذي بموجبه تم رفع العقوبات المفروضة على إيران، وبعدها بأشهر قليلة أطلقت إيران يدها في سوريا بحجة محاربة “تنظيم الدولة”، حيث نشر الحرس الثوري الإيراني خمسة عشر ألف جنديّ في سوريا.
ذلك الاتفاق لم يكن هو التغيير الوحيد في سياسات أمريكا تجاه إيران، حيث صرح أوباما في الفترة الأخيرة في مقابلة مع مجلة “ذي أتلانتيك” في منتصف مارس بأن “المنافسة بين السعودية وإيران والتي أسهمت في الحرب بالوكالة وفي الفوضى في سوريا والعراق واليمن، تدفعنا إلى أن نطلب من حلفائنا ومن الإيرانيين أن يجدوا سبيلًا فعالًا لإقامة علاقات حسن جوار”.
وعلى الرغم مما تبدو عليه عدائية تصريحات المرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية، لإيران فإن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قلل من أهمية تلك التصريحات، مؤكدًا أن الادعاءات المطروحة خلال فترة الحملات الانتخابية الأمريكية ينبغى عدم أخذها على محمل الجد، وأضاف: “أن الاتفاق النووي يفرض التزاما قانونيا على الإدارة الأمريكية، ولا صلة له بمن يكون في البيت الأبيض لأنه إلزام قانوني”.
يُشار إلى أن إيران دائمًا ما تصف الولايات المتحدة الأمريكية بـ”الشيطان الأكبر”، ويهتف أئمتها بموتها فوق منابرهم، واحتجزت دبلوماسييها أكثر من عام، وباتت واشنطن الآن بعيدة عن اللهجة التي كانت تستخدمها في سنوات 2000 عندما صنف الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش إيران ضمن دول “محور الشر”.
التعاون السري الأمريكي-الإيراني
أعلن قائد عسكري إيراني أمس الأحد، أن التواصل العسكري بين بلاده وواشنطن مستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي، فضلا عن الاتصالات السياسية، كما أعلن قائد سلاح الجو للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زادة، وجود “خط تواصل” بين طهران وواشنطن في المجال العسكري، منذ حرب الخليج الأولى.
جاء ذلك خلال تصريحات صحفية أدلى بها زادة في مدينة قم شمالي إيران، ونقلتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية (شبه رسمية)، وأضاف زادة “كما هو الحال في المجال السياسي، فهناك خط تواصل عسكري بين القوات المسلحة الإيرانية ووزارة الدفاع الأمريكية، منذ الحرب العراقية الإيرانية (امتدت من سبتمبر 1980 حتى أغسطس 1988)”.
وأشار زادة إلى “استمرار التواصل السياسي بين الجانبين لإحراز تقدم في قضايا عدة منها الاتفاق النووي ورفع العقوبات، وتجميد الولايات المتحدة 2 مليار دولار من الأصول الإيرانية”، لافتًا إلى “وجود تواصل مماثل على الصعيد العسكري بين الجانبين”.
لكن العميد حاجي زادة وجه في ذات الوقت تهديدا قويا للولايات المتحدة، حيث قال “إن العدو لا يجرؤ على التعرض لقطعاتنا البحرية”، مشددا على أن جميع المياه الدولية آمنة للسفن التي تحمل العلم الإيراني، مضيفًا “في أي نقطة من العالم، حتى الأمريكان لا يجرؤون على التعرض لقطعاتنا البحرية، وهذا أمر معروف، وكان مستمرا منذ سنوات مديدة”.
وكشف مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، أن كبار المسؤولين الأمريكيين أجروا -قبيل الغزو الذي أطاح بحكم صدام حسين- محادثات سرية مع إيران تناولت مستقبل العراق، ونجحوا في انتزاع تعهد من الجيش الإيراني بعدم إطلاق النار على الطائرات الحربية الأمريكية التي قد تضل مسارها وتدخل المجال الجوي الإيراني.
واستمرت تلك المحادثات -التي لم يُكشف النقاب عنها من قبل، وعُقدت في جنيف مع محمد جواد ظريف مندوب إيران لدى الأمم المتحدة آنذاك، وزير خارجيتها حاليا- حتى بعد استيلاء القوات الأمريكية على بغداد في أبريل 2003.
وقال السفير الأمريكي الأسبق لدى العراق زلماي خليل زادة، في كتاب بعنوان “المبعوث” ستنشره له الشهر الجاري دار سانت مارتنز برس: “كنا نريد التزاما من إيران بأنها لن تطلق نيران مدافعها صوب الطائرات الأمريكية التي تحلق من غير قصد فوق الأراضي الإيرانية”.
وأضاف “ظريف وافق على ذلك، وكنا نأمل من إيران أن تحث الشيعة العراقيين على المشاركة بطريقة بنّاءة في إقامة حكومة جديدة في العراق”، مشيرا إلى أن بعض زعماء الشيعة العراقيين البارزين ممن كانوا يناصبون صدام العداء، ظلوا يحظون بدعم إيران التي تُعد القوة الشيعية الكبرى في المنطقة.
التعاون السري الإسرائيلي-الإيراني
في 18 يوليو 1981 انكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفييتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة “أروريو بلنتس” وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح وقطع الغيار، وكانت الطائرة قد ضلت طريقها ودخلت الأجواء السوفييتية، كما أن صحيفة “التايمز” اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم، وكان سمسار العملية آن ذاك التاجر البريطاني إستويب ألن.
واستلمت إيران ثلاث شحنات الأولى استلمتها في 10 يوليو 1981 والثانية في 12 يوليو 1981 والثالثة في 17 يوليو 1981، وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت، وفي 28 أغسطس 1981 أعلن ناطق رسمي باسم الحكومة القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز “كنادير سي إل 44” رقم رحلتها “224 آي آر” قد هبطت في 11 يوليو 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل أبيب وقادته في اليوم ذاته إلى طهران حاملة 50 صندوقا، وزنها 6750 كيلوغراما وفي 12 يلوي حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمة من طهران وقادته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن “كرديرو”.
وفي مقابلة مع جريدة “الهيرلد تريديون” الأمريكية في 24 أغسطس 1981 اعترف الرئيس الإيراني السابق أبوالحسن بني صدر، أنه أحيط علمًا بوجود هذه العلاقة بين إيران وإسرائيل وأنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك والذي كان متورطا في التنسيق والتعاون الإيراني الإسرائيلي، وفي 3 يونيو 1982 اعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح، وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق.
وأفادت مجلة “ميدل إيست” البريطانية في عددها نوفمبر 1982 أن مباحثات تجرى بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين بجنوب لبنان، وذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها أغسطس 1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدت صفقة مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار.
======================
جوان كول :لماذا تدعم واشنطن الجهاديين الأصوليين في سوريا؟
نشر في : الأربعاء 18 مايو 2016 - 12:29 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 مايو 2016 - 12:29 ص
في خضم مفاوضات السلام بين الحكومة السورية لبشار الأسد، والمعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة به وبحزبه، حزب البعث العربي الإشتراكي، ترأس الوفد المعارض للحكومة المدعو محمد علوش، وهو قيادي في الفصيل المعارض الذي تدعمه السعودية المسمى بـ”جيش الإسلام”.
أبدت روسيا والحكومة السورية اعتراضهما على تمثيل فصيل علوش في محادثات جنيف، لأنها تنظر إلى الفصيل باعتباره أحد الفصائل الجهادية السلفية، أو نسخة مخففة من تنظيم القاعدة، وتعتبر أعضاءه إرهابيين أكثر من كونهم ثورًا، ولكن الولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة المملكة العربية السعودية، أصرّوا على بقاء علوش، ليس كعضو ضمن الوفد المعارض فقط، بل كرئيس له أيضًا.
انخرط جيش الإسلام خلال الشهر الماضي بمعارك شرسة، ولكن سلاحه لم يكن موجهًا ضد قوات الحكومة السورية التابعة للأسد، بل بدلًا من ذلك، حاربت قوات علوش ضمن الضاحية الشرقية لدمشق، المعروفة باسم الغوطة الشرقية، جماعة مسلحة معارضة أخرى، كانت من حلفاء جيش الإسلام السابقين ولكنها تحالفت اليوم مع ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، جبهة النصرة، وأسفرت هذه المعارك حتى الآن عن مقتل نحو 300 شخصًا، والجدير بالذكر بأن أحدًا من طرفي حرب الغوطة المصغرة لا يسعى أو يؤمن بإحلال الديمقراطية أو إتاحة الحقوق المتساوية أمام جميع المواطنين، وهنا يتبادر السؤال إلى أذهاننا، لماذا تصطف إدارة أوباما مع المملكة العربية السعودية في شرعنة جيش الإسلام؟
ما تبقى من الجيش السوري الحر، الذي كان ناشطًا في السابق ضمن المنطقة، هو بضع مجموعات مسلحة من الأصوليين، بعض عناصر الإخوان المسلمين الأكثر اعتدالًا، وبعض المجموعات الأخرى التي تحمل مخططات لنظام سلفي متزمت لا مجال ضمنه للعلمانيين وللأقليات الدينية أو للديمقراطية .
ينتمي نحو 35% إلى 40% من السوريين إلى الأقليات العرقية أو الدينية، وأغلبية السكان السنية المتبقين يمكن تقسيمهم ما بين مجموعة علمانية صغيرة وأخرى متدينة، ومن هذا المنطلق، فإن تنفيذ حلم الرياض بتطبيق الإسلام السعودي الوهابي في دمشق لا يمكن تحقيقه بالتأكيد ضمن سوريا.
طرفا حرب الغوطة المصغرة، جيش الإسلام وفيلق الرحمن، لا يسعيان أو يؤمنان بإحلال الديمقراطية أو إتاحة الحقوق المتساوية أمام جميع المواطنين، فلماذا تصطف إدارة أوباما مع المملكة العربية السعودية في شرعنة جيش الإسلام؟
في الوقت عينه، تم استبعاد الأكراد اليساريين الذين ينشطون في مناطق الشمال الشرقي السوري، ويعتبرون من أكثر القوات القتالية قوة وكفاءة بمواجهة تنظيم داعش، من مفاوضات جنيف، وذلك امتثالًا لإصرار تركيا على استبعادهم.
تمتع جيش الإسلام التابع لعلوش مسبقًا بتحالف مع جماعة أحرار الشام، وهي جماعة جهادية سلفية قوية ناشطة في شمال البلاد، وبالمقابل، تتمتع جماعة أحرار الشام بتحالف مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة السوري.
انفصل العديد من عناصر الجيش السوري الحر السابقين لينضموا إما لتنظيم القاعدة أو لتنظيم داعش، ومع ذلك كانت الولايات المتحدة مصرّة على الاستمرار في دعم ما تبقى من عناصر الجيش السوري الحر، على الرغم من أن العديد من فصائله تخلت عن مطلب الديمقراطية، تعهدت بالانتقام من الشيعة وغيرهم من الأقليات في سوريا، أو أصرّت على تخطيطها لفرض رؤية أصولية للشريعة الإسلامية على المكوّن الشعبي برمته، وبالمقابل تقول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بأنها “دققت” أكثر من 30 فصيلًا من هذه الجماعات المسلحة لتتأكد من عدم تمتعها بأي علاقات مع تنظيم القاعدة، لتعمل بعد ذلك إلى تمرير الأسلحة إلى أولئك المقاتلين، من خلال المملكة العربية السعودية، بما في ذلك صواريخ التاو المضادة للدبابات.
تكمن المشكلة هنا بأن هذه المجموعات التي تم “فحصها” أو “تدقيقها” تظهر في كل مرة ضمن ساحة المعركة كحليف على الأرض لتنظيم القاعدة في سوريا؛ فمثلًا إحدى المجموعات التي دققتها وكالة المخابرات الأمريكية، واستعملت مسبقًا ضمن حروبها صواريخ التاو الأمريكية، هي فيلق الرحمن، الذي يتمتع بمركز قوي في شرقي الغوطة، وفي العام الماضي، كان يتشارك غرفة عمليات مع جيش الإسلام، ولكن في الشهر الماضي، انقلب فيلق الرحمن، وأعلن انضمامه لتنظيم القاعدة، وبدأ بمهاجمة جيش الإسلام التابع لعلوش.
إذن الموقف الآن كالتالي: الفصيل التابع لرئيس الوفد المعارض المفاوض في جنيف محاصر اليوم من قِبل أحد الفصائل الذي كان يتبع له، والمدعوم من الولايات المتحدة، ومن المرجح بأن هذا الفصيل الأخير استخدام الأسلحة المقدمة من وكالة المخابرات المركزية ضد جيش علوش، وذلك رغم تحالف فيلق الرحمن بالمعركة مع تنظيم القاعدة.
ضمن الغوطة الشرقية، يحارب فيلق الرحمن، حليف جبهة النصرة، وغرفة عمليات جيش الفسطاط، التي يقودها تنظيم القاعدة، ضد جيش الإسلام، حيث ازدادت وتيرة المعارك ما بين الفصيلين الأصوليين ليلة السبت، ولكن المعركة كانت بالأساس مستعرة على مدار العشرين يومًا السابقة، حيث أسفرت عن مقتل 300 شخصًا معظمهم من عناصر جيش الإسلام والقاعدة، والعشرات منهم تابعين لفيلق الرحمن، كما وردت أنباء عن أن دعاة جبهة النصرة يحرّضون اليوم على قتل أفراد جيش الإسلام.
تم ابتدار المعركة ما بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام في أواخر أبريل المنصرم، عندما هاجم الأخير مواقع جيش الإسلام في المناطق الوسطى من الغوطة، واقتاد 400 عنصرًا منهم إلى الأسر، ونزع سلاحهم، حيث زعم أحد الصحفيين المستقلين في سوريا بأن الهجوم حينها على مواقع جيش الإسلام كانت منسقًا ما بين فيلق الرحمن وجبهة النصرة.
جيش الإسلام لا يجب أن يمثّل وفد المعارضة كمفاوض رئيسي في جنيف، كما يجب إدخال الأكراد اليساريين في نطاق المفاوضات إذا كنا نرغب حقًا بأن يبقى الشمال الشرقي جزءًا من سوريا في المستقبل
عمدت جبهة النصرة، جنبًا إلى جنب مع حليفها الآخر، فصيل أحرار الشام، إلى مهاجمة جزء آخر في سوريا يوم الخميس المنصرم، حيث وقع الهجوم على قرية الزارة الشيعية العلوية في جنوب حماة، وتم اتهام عناصر المعارضة هناك بارتكاب مذبحة بـ19 مدنيًا على الأقل والتمثيل بجثث قتلى العلويين الذين يدعم معظمهم حكومة الأسد.
زعم سكان قرية الزارة بأن عناصر المعارضة قاموا بغزو وذبح ضحاياهم ضمن منازلهم، وأن من بين القتلى أطفال ونساء ومسنين، ولكن بالمقابل، نفى أحرار سوريا استهداف المدنيين في الزارة، وادعوا بأن جميع من تم قتلهم كانوا يحملون السلاح ويقاتلون عناصرهم.
الجدير بالذكر هنا بأن العلويين يشكلون حوالي 10% إلى 14% من سكان سوريا، كما أن جيش الإسلام التابع لمحمد علوش، كبير المفاوضين في جنيف، متحالف مع أحرار الشام، فضلًا عن أن عائلة علوش مشهورة بنقدها اللاذع ضد المكون الشيعي في سوريا، وهو ما يطرح التساؤلات حقًا حول توجهات أمريكا في دعم فصيل جيش الإسلام.
أخيرًا، لا يمكننا أن ننكر بأن نظام الأسد مذنب بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وبأن العديد من المجموعات التي حملت السلاح ضده أطلقت النار بدافع رغبتها بتأسيس مجتمع أكثر عدلًا، ولكن العديد من الأصدقاء المفترضين للولايات المتحدة في صفوف المعارضة السورية يمتلكون أيديولوجيات بغيضة، حلفاء مجرمين، أو هم أنفسهم متهمين بارتكاب جرائم حرب؛ لذا ينبغي على واشنطن وقف تسليح هذه المجموعات إذا كان ترغب بالوصول في أي وقت لتحقيق السلام في سوريا، فضلًا عن حاجتها للضغط على السعودية لوقف محاولة دفع سوريا إلى أقصى اليمين؛ فالأسلحة المرسلة عبر السعودية نيابة عن واشنطن غالبًا ما تشق طريقها لتقع في أيدي تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش.
جيش الإسلام لا يجب أن يمثّل وفد المعارضة كمفاوض رئيسي في جنيف، كما يجب إدخال الأكراد اليساريين في نطاق المفاوضات إذا كنا نرغب حقًا بأن يبقى الشمال الشرقي جزءًا من سوريا في المستقبل.
======================
فايننشال تايمز :كيف يساعد اللاجئون السوريون في نمو اقتصاد تركيا؟
نشر في : الأربعاء 18 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 مايو 2016 - 12:06 ص
Mohammad-Ayman2
فايننشال تايمز – إيوان24
عندما قرر ريمو فؤاد، صانع الحلوى البالغ من العمر 50 عامًا، الفرار من حلب قبل ثلاث سنوات، رحل ولم يكن معه سوى مجموعة من وصفات إعداد الطعام التي ورثها عن عائلته. في البداية حاول فتح متجر للحلويات في مصر، ثمّ في لبنان، وأنفق المال الذي ادخره في حساب مصرفي لبناني. ولكن المحاولتين فشلتا. وقال فؤاد: “في مصر، كان الزبائن لا يملكون المال. وفي لبنان، كانت معاملتهم لنا كسوريين سيئة للغاية.”
قبل عامين، استأجر فؤاد متجرًا صغيرًا في حي “آكسراي” في اسطنبول. والآن لديه مصنع حلوى مكون من أربعة طوابق ويعمل به 40 عاملًا ولديه متجران ويستعد لافتتاح الثالث.
وقال فؤاد: “أدفع الضرائب، وأدفع أجور العمّال أيضًا، واتبع القانون.  سأبقى هنا حتى يتم إصلاح سوريا. وربما بعد ذلك.” 
قصة فؤاد ليست فريدة من نوعها، حيث اغتنمت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين سهولة افتتاح أعمال ومتاجر في تركيا، مما أفادهم وأفاد الاقتصاد التركي أيضًا.
منذ عام 2011 تمّ إنشاء 4 آلاف شركة ومتجر ومصنع لمهاجرين من سوريا أو لسوريين بمشاركة أتراك، كما أنَّ معدل إنشاء هذه الشركات آخذ في التسارع.
وفقًا لمؤسسة أبحاث السياسات الاقتصادية، وهي مؤسسة بحثية تعنى بالاقتصاد والأعمال في أنقرة، فإنَّ نحو 1600 شركة ومتجر أنُشِئت في عام 2015، مع إنشاء 590 شركة في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام الحالي. ويقارن جوفين ساك، رئيس المؤسسة، تدفق 2.7 مليون لاجي سوري على مدى نصف العقد الماضي بهجرة العمّال الريفيين إلى المدن؛ وهي المرحلة الكلاسيكية للتنمية التي غالبًا ما ترتبط بزيادة دخل الدول.
وقال ساك: “هناك الآن أدلة كافية تثبت أنّهم يفعلون شيئًا إيجابيًا ويساهمون في نمو الاقتصاد التركي. إنهم ليسوا مجرد مجموعة من الناس في الشوارع، هناك الكثير من الناس جاءوا ومعهم بعض الأموال، وأوجدوا سُبل لاستثمارها.”وخلص تقرير هذا الأسبوع من ستاندرد آند بورز إلى أنَّ القادمين الجدد إلى تركيا، الذين يشكّلون الآن ما يقرب من 4 بالمئة من تعداد السكّان، دعموا نمو اقتصاد البلاد. إنه أمر مشجع ومحل ترحيب خاص، في ظل بطء نمو الشركات وحركة المستهلكين الذين كانوا يدعمون الاقتصاد التركي في السابق.
فرانك جيل، كاتب التقرير، يصوّر الهجرة بأنها “صدمة إيجابية” تزيد من جاذبية تركيا للمستثمرين كدولة تضم سكّان شباب ناشطين اقتصاديًا.
وفي إشارة إلى مدى أهمية تدفق السوريين لاقتصاد البلاد، تقوم شركة كهرباء ” BOĞAZİÇİ، واحدة من شركات الكهرباء الرئيسية في اسطنبول، بتدريب الناطقين باللغة العربية في مراكز الاتصال للتعامل مع العملاء الجدد.
في الربع الأول من هذا العام، قدّم السوريون 126 طلبًا للالتحاق بوظائف الاتصالات بالشركة. وقال أوكتاي هاناي، مدير العمليات بالشركة: “بالنسبة لي، فهذا يدل على أنهم يندمجون في مجتمعنا. لقد جاءوا إلى هنا وينون البقاء هنا.”
هناك تساؤلات كبيرة عما إذا كان بإمكان الاقتصاد التركي، الذي نما بنسبة 5.7 بالمئة في الربع الأخير من عام 2015، أن يتعامل مع التغيّر السكاني الكبير. العديد من المهاجرين السوريين لا يتحدثون التركية، ونسبة البطالة في البلاد تصل إلى 11 بالمئة، ويشكو بعض العاملين الأتراك من المنافسة التي يتعرضون لها من القادمين الجدد، ولا سيما في الاقتصاد غير الرسمي الكبير للبلاد.معظم المهاجرين السوريين يعيشون خارج المخيمات، وبعضهم يعيش في فقر مدقع مع المتسولين في شوارع كل مدينة تركية تقريبًا. ولكن العديد منهم من الطبقة المتوسطة، لديهم بعض المدخرات أو القدرة على الاقتراض.
هرب محمد نزار البيطار، الذي كان يدير مصانع السيراميك في سوريا، إلى تركيا في عام 2013 بعد أن حذّره صديق أنه كان على وشك أن يتم القبض عليه بتهمة القيام بأنشطة معادية للحكومة. لقد أنفق نحو 30 ألف دولار من مدخراته لتهريب عائلته خارج سوريا، ومن ثمّ استغل آخر 1000 دولار معه لفتح خدمة توصيل الطعام العربي من داخل قبو. والآن، أصبح يمتلك شركة لها سبعة مواقع، تضم 330 موظفًا، كما استثمر 2 مليون دولار في معدات المطاعم وشراء العقارات التجارية.وقال البيطار: “هنا في تركيا، كان من السهل بدء مشاريع تجارية صغيرة؛ ففي غضون ثلاثة أيام، حصلت على جميع الأوراق المطلوبة.”
ويرى العديد من الاقتصاديين أنَّ تركيا ستحتاج إلى الاستفادة من هذه الديناميكية في ريادة الأعمال، وإلّا سيكون تأثير السوريين على الاقتصاد التركي قصير المدى.
مع قلة تصاريح العمل المتاحة، والفرصة الضئيلة للحصول على الجنسية التركية، يمكن للاجئين الأكثر ثراءً الذهاب إلى أي مكان آخر. وفي النهاية يقول البيطار: “في حال ساءت الأمور، وأصبحت الحكومة أكثر صرامة في تعاملها مع اللاجئين، ربما حينها اضطر إلى الرحيل. لقد بدأت حياتي من جديد مرتين، وأستطيع أن أفعل ذلك مرة أخرى.”
======================
إيران رفيو :أزمة الشرق الأوسط تنظر الرئيس الأمريكي الجديد
نشر في : الأربعاء 18 مايو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 18 مايو 2016 - 12:05 ص
middle-east-protests-chennai-india
إيران رفيو – إيوان24
تتجه الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا التطورات في سوريا والعراق، باتجاه حل سياسي وليس عسكري”.
تسعى المملكة العربية السعودية وتركيا، وهما البلدان الرئيسيتان المشاركتان في التطورات العسكرية والأمنية في سوريا، للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وعدم إشراكه هو وفريقه في الرئاسة والجيش والأمن في أي دور في الحل الساسي المحتمل في سوريا. وقد دعم الأمريكيون ايضا نفس وجهة النظر في خلال الأشهر الماضية، على الرغم من استخدامهم للهجة أقل حدة. حيث التقى جون كيري وزير الخارجية الأمريكي مؤخرا مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، وبعد ذلك خرج ليتحدث عن انتقال سياسي في سوريا على فترة زمنية أطول، وبالطبع بدون الأسد. وبالإضافة إلى الأمريكيين، تتحدث الحكومة الفرنسية عن ضرورة تنحي الأسد عن السلطة كجزء من حل سياسي للأزمة السورية. وتهدف جميع هذه التصريحات إلى توفير مظلة سياسية للمواقف السياسية التي تتبناها المملكة العربية السعودية وتركيا من أجل السماح لهم بالحديث بشكل أكثر حزما عن حاجة الأسد إلى التخلي عن السلطة.
وقد أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في أحدث تصريحاته أن بشار الأسد يجب أن يتنحى بلا شك لأن الدولة يجب عليها أن تختار بين الحل السياسي والحل العسكري. وادعى أنه إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات برية إلى سوريا، فسوف ترسل المملكة العربية السعودية قواتها الخاصة أيضا لهذا البلد العربي. وأكد الجبير على أن المملكة العربية السعودية لن تتخذ خطوة أحادية الجانب بمفردها في هذا الصدد. وعلى الجانب الآخر من هذه التطورات، تقول تركيا التي بدأت على ما يبدو تدخلها المباشر في سوريا تدريجيا تحت ذريعة محاربة داعش، انها مستعدة لاتخاذ أي قرار ضروري للتدخل العسكري المباشر في سوريا بجانب الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين الآخرين.
وتشير كل هذه الملابسات إلى أنه حتى إذا كانت هناك إرادة سياسية لحل الأزمة السورية، فإنها غير ممكنة؛ لأنه من المستحيل من الناحية العملية أن يتم استبعاد بشار الأسد من الهيكل السياسي في سوريا من خلال أي مفاوضات في ظل الظروف الحالية. وتدل عملية المفاوضات التي عقدت بين جماعات المعارضة والحكومة السورية في جنيف على هذا الجمود السياسي. فهل من الممكن لوفد الحكومة السورية أن يذهب إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات، ثم يطلب مندوبو المعارضة منه كخطوة أولى أن يوافق على إقالة الرئيس؟ من الواضح تماما أن هذه المفاوضات سوف تساعد فقط على تأجيج لهيب الحرب في سوريا.
ومع ذلك، لا تتجه الأوضاع في البلاد نحو الحل العسكري، لأن الأمريكيين لا يبدو أن لديهم أي قرار لدعم مثل هذا الحل. ومنذ أن دخلت روسيا الحرب في سوريا، زاد ذلك كثيرا من تكلفة قرار واشنطن المحتمل بالتدخل البري في هذا البلد العربي.
وفي الوقت نفسه، تفضل الولايات المتحدة ،بعد سحب قواتها من العراق في العام 2011، أن يضطلع حلفاؤها مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان المشاركة حاليا في التحالف الدولي المناهض لداعش بأي تكلفة للتدخل العسكري المباشر. ومن الواضح أن المملكة العربية السعودية وتركيا سوف يتبعان قرار الولايات المتحدة الاستراتيجي بعدم خوض حرب برية في سوريا بمعزل عن الولايات المتحدة. وفي نفس الوقت، لم يؤكد أي خبير عسكري أن التدخل المباشر من قبل هذه الدول من شأنه أن يؤدي إلى الإطاحة بالحكومة السورية، لأنه إذا كان بإمكانية العمل العسكري أن يطيح ببشار الأسد، لكان حدث هذا قبل تدخل روسيا العسكري في سوريا.
ولكونهم مدركين للتطورات الإقليمية والتغيير الوشيك للرئيس الأمريكي، بذل الروس الكثير من الجهد لإقناع الأمريكيين في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما أن الحل السياسي من شأنه أن يحل أزمة سوريا. وهذا صحيح لأن الروس يعرفون أنه مع الانتخاب المحتمل لرئيس أمريكي جمهوري، المتمثل حاليا في دونالد ترامب، قد يصبح الوضع أكثر صعوبة من ذي قبل، وسوف تتصاعد التوترات العسكرية ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضا في أوروبا الشرقية.
ومع ذلك، لا يبدو أن حكومة الولايات المتحدة على استعداد تام للتدخل في الأزمة السورية، لإن استراتيجية واشنطن لا تسعى باتجاه حل مبكر لهذه الأزمة. وبالطبع، يوجد عامل هو من الأهمية بمكان بالنسبة لأي سياسة أمريكية في الشرق الأوسط يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة لواشنطن وهو الحفاظ على أمن إسرائيل في المنطقة. ونُقل عن جيمس كلابر، الذي يرأس وكالة الأمن القومي، قوله إنه يتفق مع أوباما على أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة الى الشرق الأوسط اقتصاديا كما كانت في الماضي، ولكنها تسعى إلى حل الأزمات الموجودة في الشرق الأوسط التي إذا لم يتم حلها فإنها قد تضر بمصالح الولايات المتحدة في أماكن أخرى. وفي الوقت نفسه، أشار ديفيد اغناتيوس، صحفي أمريكي، إلى أن مدينة الموصل في شمال العراق لن يتم تحريرها من إرهابيي داعش خلال ما تبقى من فترة حكم أوباما، مشيرا إلى أنه سوف تكون هناك حربا طويلة للقضاء على الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي قد تستغرق عشرات السنين.
وتشير التطورات الأخيرة في سوريا، بما في ذلك الصراعات الأخيرة في بلدة خان طومان وأيضا في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق، بوضوح إلى الحقيقة القائلة بأن إدارة أوباما ليست مستعدة لتغيير المعادلة العسكرية في سوريا قبل مجيء الرئيس الأمريكي الجديد إلى منصبه. وفي أحدث تصريحاته أيضا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ،دون الإشارة إلى الولايات المتحدة تحديدا، انه يعرف الدول الغربية التي قدمت مساعدة عسكرية لداعش. وأشار أردوغان أيضا إلى أنه سبق أن أخبر تلك البلدان بتجنب إرسال المزيد من الأسلحة على متن طائراتها إلى داعش، ولكنهم استمروا في نقل الأسلحة للفصائل المسلحة بحجة أنهم يمنعون وقوع المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في أيدي الجيش السوري. ومع ذلك، آلت معظم تلك الأسلحة إلى أيدي مقاتلي داعش.
وفي ضوء اعلان اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا، استمر إرسال الأسلحة إلى داخل البلاد عن طريق الحدود التركية أمام أعين الأمريكيين. وعلى الرغم من ادعاء المملكة العربية السعودية أنها سوف ترسل أسلحة أكثر فعالية وأكثر حساسية إلى سوريا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، إلا أن المعلومات المتوفرة تبين أن الأسلحة المضادة للدبابات والعربات المدرعة أصبحت متاحة بالفعل للجماعات الإرهابية في سوريا، وأنها استفادت من هذه المعدات الجديدة وتمكنت من احتلال بعض المناطق جنوب مدينة حلب.
وعلى الجانب الآخر، منعت حكومة الولايات المتحدة، جنبا إلى جنب مع فرنسا، تنفيذ الخطة التي وضعتها روسيا من أجل أن يتم اعتمادها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتي تنص على تصنيف أحرار الشام وجيش الاسلام كجماعات ارهابية. وفي الوقت الحاضر، يتمركز جيش الإسلام في شرق الغوطة بالقرب من العاصمة دمشق، في حين تتمركز أحرار الشام، وهي إحدى الفصائل التابعة لجبهة النصرة، حول وجنوب مدينة حلب حيث تقاتل الجيش السوري وحلفائه. ولتبرير هذا الإجراء، قالت الحكومة الفرنسية إن هاتين الجماعتين طرفا في محادثات السلام في جنيف. ومع ذلك، تدرك الدول الغربية جيدا أن جيش الإسلام وأحرار الشام هم الفصائل الرئيسية وراء الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار والتوسع في العمليات الإرهابية في جميع أنحاء سوريا.
ومن خلال اتخاذ هذا الإجراء، استهدف الأمريكيون في الواقع كلا من استمرار المفاوضات السياسية حول سوريا والحفاظ على التوازن السياسي في البلاد. ولا يسعى الأمريكيون إلى وضع تسوية سياسية للأزمة في سوريا في ظل الظروف الراهنة، كما أنهم لا يريدون أن يروا ميل المعادلة العسكرية في البلاد لصالح جانب واحد. لذلك، كلما شعروا بأن الجماعات المسلحة تكابد الهزيمة، يدخل الأمريكيون في اللعبة لتغيير التوازن العسكري لصالحهم، وهذا هو بالضبط ما أعلنه أردوغان مؤخرا. وعن طريق القيام بذلك، ترضي الحكومة الأمريكية حلفائها في المنطقة، بما فيهم المملكة العربية السعودية وتركيا، مع تشجيعهم على مواصلة جهودهم لاستمرار الأزمة العسكرية في سوريا. وفي نفس الوقت، تعتبر المملكة العربية السعودية هي أكثر الأطراف رضا لإنها منذ عامين وحتى الوقت الحاضر، بالتزامن مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط العالمية، كانت تأمل أنه بعد إزالة الديمقراطيين من السلطة وانتخاب الجمهوريين في الولايات المتحدة، فسوف يتم تمهيد الطريق للتدخل العسكري المباشر في سوريا من قبل واشنطن. ولذلك يفترض السعوديون أن هذا من شأنه أن يساعد ليس فقط في حالة الأزمة السورية، ولكن أيضا في حالات إقليمية أخرى في الشرق الأوسط من خلال الوسائل العسكرية.
======================
واشنطن بوست :الشرق الأوسط.. قرن على «سايكس بيكو»
جاكسون ديل
الاتحاد
يوم الاثنين الماضي، حلت الذكرى المئة لشيء يسمى اتفاقية سايكس- بيكو، وبهذه المناسبة عقدت مؤتمرات وصدرت مقالات. كان مارك سايكس وفرانسوا جورج بيكو دبلوماسيين من بريطانيا وفرنسا، على التوالي، واتفقا على مخطط سري لتقسيم الإمبراطورية العثمانية المنهارة. وكانت النتيجة، بعد بضع سنوات من المخططات الإمبريالية، إنشاء العراق وسوريا والأردن ولبنان – أي قلب ما بات اليوم الفوضى الدموية التي تعصف بالشرق الأوسط الحديث. الذكرى أتاحت مناسبة للنقاش حول ما يمكن أو ينبغي فعله إزاء تلك الفوضى، عندما يتم هزم «داعش» عسكرياً. فهل ينبغي أن يحافظ العراق وسوريا على حدودهما الحالية ونظاميهما السياسيين المركزيين، ما يعني جمع السُّنة والشيعة والأكراد ومجموعات إثنية أصغر كانت في حرب بعضها مع بعض لفترات متقطعة على مدى قرون تحت خيمة واحدة؟ ثم ماذا عن لبنان، الذي أنتجت ترتيباتُ تقاسم السلطة الدقيقة والمعقدة فيه ما يبدو جموداً سياسياً مستعصياً؟
على نحو غير مفاجئ، هناك اختلاف حول هذين السؤالين. فمن جهة، هناك فريق يرى أنه لا بد من الحفاظ على العراق وسوريا كدولتين- أمتين، وذلك على اعتبار أن البلدين كانا كيانين مختلفين، ومتنافسين في أحيان كثيرة، حتى قبل وقت طويل على سايكس- بيكو، وأن شعبيهما طوّراً على مدى القرن الماضي ولاء للوطن يسمو فوق ولائهما للطائفة، وأن محاولة إعادة رسم الحدود سيتسبب في مشاكل أكثر من تلك التي سيحلها. وفي هذا الصدد، كتب الباحث بمعهد «المشروع الأميركي» مايكل روبن يقول: «ليست ثمة طريقة لتقسيم الحدود وخلق دول منسجمة، فمجرد المحاولة يعني القيام بتطهير عرقي وطائفي».
هذا بينما يرى فريق ثان أنه من الجنون الاعتقاد بإمكانية توحيد أي من البلدين من جديد، ذلك أن زعماء كردستان العراق يبدون عاقدين العزم على الدفع في اتجاه الاستقلال، وإنْ كانوا مختلفين حول ما إن كان ينبغي القيام بذلك ببطء أو بسرعة. وفي هذا الصدد، كتب «مسرور بارزاني» رئيس مجلس الأمن لكردستان في مقال رأي في «واشنطن بوست» مؤخراً: «إن العراق يمثل خطأ مفاهيمياً لأنه أرغم شعوباً لا قواسم مشتركة بينها على تقاسم مستقبل غير أكيد». ومن جانبه، جعل تنظيم «داعش» من محو الحدود بين سوريا والعراق – التي تقسّم منطقتين يشكّل السنة الأغلبية فيهما - أحد أركانه الإيديولوجية المركزية.
بعض الزعماء والمفكرين العرب يقولون إن على الغرب ألا يتدخل في هذا النقاش – على اعتبار أن سايكس وبيكو وأحفادهما المستعمِرين، بمن فيهم جورج دبليو. بوش، تسببوا في ما يكفي من الأضرار وزيادة، كما يقولون. هذا بينما يرى آخرون أنه لا يمكن إرساء الاستقرار في المنطقة إلا بواسطة تدخل خارجي – ليس غزواً غربياً آخر، ولكن ربما وصاية أممية، على غرار تلك التي تولت إدارة أجزاء يوغسلافيا السابقة بعد الحرب. وفي هذا السياق، يقول الناشط الحقوقي المصري باهي الدين حسن: «إن الحلول التقليدية لهذه المنطقة لن يكتب لها النجاح لأن بعض الدول ليست مؤهلة الآن لأن تتولى شعوبها إدارة شؤون البلاد».
ومن جانبها، تبنت إدارة أوباما مبدأ «البقاء بعيداً» عن المنطقة. فسياستها الآن تقوم على «تحديد مصالحنا على نحو ضيق جداً والتركيز بشدة على تحقيق تلك الأهداف»، كما قال مبعوث أوباما إلى المنطقة بريت ماكجورك لروبن رايت من «نيويورك تايمز» مؤخراً. في العراق، كان ذلك يعني الاستثمار بقوة في بقاء واستمرار الحكومة المركزية ورئيس وزرائها الضعيف حيدر العبادي، على أمل أن يوفّر هذا الأخير غطاءً سياسياً كافياً لعملية إعادة البناء الأميركية لما يكفي من الجيش العراقي لاستعادة الموصل بمساعدة من الأكراد.
وفي سوريا، يواصل وزير الخارجية جون كيري بدون كلل أو ملل سعيه وراء سراب حكومة «انتقالية» توحّد بطريقة ما نظام الأسد الدموي مع ضحاياه. فالدبلوماسية هي ورقة التوت التي تستعملها إدارة أوباما لتبرير رفضها دعم عمل حاسم لتنحية بشار الأسد، مع سعيها في الوقت نفسه لتشكيل قوة عربية-كردية لتحرير الرقة، التي يتخذها «داعش» عاصمة له.
بيد أن عيب هذه المقاربة القائمة على تدخل الحد الأدنى هو أنها تحول دون التوصل لتوافق حقيقي حول مستقبل البلدين. فمع أن الحملة العسكرية التي تشرف عليها الولايات المتحدة تستطيع، في غضون العام المقبل أو نحوه، القضاء فعلياً على «داعش» عبر استعادة الموصل والرقة، إلا أنه لا يوجد أي مخطط واقعي لحدود الهياكل السياسية التي ستحل محله. وهذا بدوره يجعل بعض المساهمين الممكنين في الهجوم، مثل الأكراد، يشعرون بالتردد إزاء المشاركة، وهكذا، فإن رفض أوباما الانخراط سياسياً يجعل حتى أهدافه الضيقة أصلاً غير قابلة للتحقيق.
خارج الإدارة، قلة من الناس فقط يعتقدون أن باستطاعة العراق وسوريا البقاء والاستقرار بشكليهما الحاليين، وعلى أقل تقدير، سيتعين على البلدين أن يصبحا دولتين فيدراليتين بشكل واسع، مثل البوسنة بعد حروب يوغسلافيا، ولكن من سيتولى اجتراح تلك الحلول، وكيف سيتم تنفيذها على أراض الواقع؟ حول هذا الموضوع، اختار الرئيس الأميركي الحالي المماطلة والتلكؤ، ما يعني أن على خلفاء سايكس وبيكو المقبلين الانتظار سنة أخرى.
جاكسون ديل
محلل سياسي أميركي
ينشر برتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
حرييات» :انعطاف تركي و«أطلسي» في سورية؟
مراد يتكن
الحياة
صواريخ «داعش» تتساقط يومياً على مدينة كيلس الحدودية وتزهق الأرواح. لذا، اضطرت تركيا إلى البحث في كل الاحتمالات «ووضعها على طاولة المناقشة»، كما قال الرئيس أردوغان. ويشير هذا التصريح إلى عمل عسكري يتجاوز ما درجت عليه تركيا من قصف لمواقع «داعش» في شمال سورية. وقال أردوغان إن كل العمليات لوقف القصف مستمرة، وهذا يعني أن ثمة عملاً عسكرياً تعد له العدة. وفي الثالث من أيار (مايو) الجاري، زار الرئيس التركي مقر قيادة القوات الخاصة في أنقرة بصحبة قائد الأركان الجنرال خلوصي أكار، بصفته القائد العام للقوات المسلحة. وفي الثامن من الجاري، نشرت صحيفة «يني شفق» المقربة من الحكومة خبراً عن شن تلك القوات الخاصة عملية استكشافية قصيرة وخاطفة في شمال سورية ترمي إلى الإعداد لعمليات عسكرية. وأكدت الصحيفة أن أنقرة أبلغت كل من واشنطن وموسكو بالعملية هذه. وفي اليوم التالي، انطلقت طائرات التحالف الأميركي من قاعدة انجيرلك بأمر من القيادة المركزية الأميركية في المنطقة، وبدعم من المدافع التركية قامت بقصف مواقع «داعش» هناك وأعلن الجيش التركي عن قتل 103 من عناصر التنظيم. ونقلت وسائل الإعلام الأميركية خبر العملية، ونسبته إلى مسؤول أميركي أكد حصوله. ولكن الجيش التركي أبلغ الإعلام التركي معلومات تنفي الخبر من دون تصريح رسمي. ويمكن فهم هذه الخطوة، لكنها مؤشر راجح إلى أن ثمة شيئاً يطبخ في قيادة الأركان التركية. وإثر هذه الأنباء والأخبار، أعلن حلف ال»ناتو» في بروكسيل دعم تركيا في مواجهة هجمات «داعش» على كيلس.
ولا شك في أن إسقاط تركيا المقاتلة الروسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي هو منعطف بارز في سياسة تركيا تجاه سورية. ومنذ ذلك اليوم، صارت سياسة تركيا في سورية وثيقة الارتباط بالـ «ناتو» وغير مستقلة عنه. ولا أشجب هذا الارتباط، لكنني أسلط الضوء على أن الموقف من روسيا هو وراء هذا التحول. واليوم، تسمح تركيا لقوات التحالف وأميركا باستخدام قاعدة انجيرلك الجوية. وعليه، يشير الكلام عن «عمليات نوعية أقوى» إلى احتمال تنظيم عمليات برية خاصة في الأراضي السورية. وليست، طبعاً، القوات الخاصة الأجنبية التي تدخل الأراضي السورية حالياً قوات أميركية أو روسية أو تركية، فالقوات الخاصة الإيرانية تقاتل مع الجيش السوري وتدعمه منذ وقت طويل، وتفيد معلومات بأن قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، نقل، أخيراً، مقر عملياته من بغداد إلى دمشق. والأخبار تتوالى عن مقتل قيادات عسكرية إيرانية رفيعة المستوى. وثمة أنباء عن تململ الشارع الإيراني من الخسائر الإيرانية ويدور الكلام على أن (معركة) خان طومان صارت في مثابة كربلاء ثانية. وما يلفت الانتباه هو اعتبار أردوغان في حديثه عن قصف داعش كيلس «أن هذا الامر ليس من فعل حفنة من الدواعش الإرهابيين» بل هو «عملية انتقام وثأر تاريخيين».
والتحضيرات لعمليات عسكرية نوعية ضد «داعش» مستمرة. ولن تقتصر العمليات هذه على سورية فحسب، بل تشمل العراق كذلك. فالإعداد على قدم وساق لتصفية «داعش» في شمال سورية وفي الموصل والانبار العراقية. وعلى رغم أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أعلن أن الطريق لا يزال طويلاً قبل الإجهاز على «داعش» وأشار إلى أن معركة الرقة والموصل قد تتأخر. ولكن المعارك في محيطهما تحتدم وتركيا تستعد للعب دور أكبر فيهما، وحجم هذا الدور يحدده تطور العلاقات بين أنقرة وموسكو.
* كاتب، عن «حرييات» التركية، 11/5/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
ذي ميديل إيست إنستيتيوت :مرحلة ما بعد «داعش»
روبرت فورد
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٨ مايو/ أيار ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
رفع عدد القوات الأميركية المقاتلة في العراق وسورية (إرسال 250 جندياً من القوات الخاصة إلى سورية لمساعدة المقاتلين في حربهم على «داعش»، وتوجه مروحيات أباتشي إلى العراق ومزيد من القوات الخاصة) هو مؤشر إلى عزم الولايات المتحدة إلحاق الهزيمة العسكرية بـ «داعش». وفيما يُرفع عدد القوات في قتال «داعش»، ويُدرب الحلفاء في سورية والعراق، لا يدور الكلام على مسألة بارزة: من سيحكم ويدير شؤون الرقة ودير الزور - وهما مدينتان سوريتان بارزتان، أو الموصل في العراق؟ الموصل ثاني أكبر المدن العراقية ونسيجها الإتني مركب ومعقد، وكانت إدراة شؤونها مشكلة شائكة واجهها الأميركيون في حرب العراق. ورفضت مجموعات محلية مسلحة كثيرة - من العراقيين الشيعة إلى الكرد والميليشيات السنّية - والجماعات التي ولدت منها المجموعات هذه، حكمَ الآخرين لها. واليوم، هذا الرفض تعاظم إثر جرائم حرب كثيرة. ولكن، هل ثمة خطة لحكم المناطق المحررة أم سننتظر عودة «داعش» بحلة جديدة أكثر اعتدالاً، على نحو ما فعلت المجموعات المتحدرة من «القاعدة» في سورية؟
صدقية الحوكمة في المناطق المحررة وثيقة الصلة بالنزول على تحديات «اليوم التالي» (على التحرير) من قبيل تأمين الكهرباء والمياه، وفتح المستشفيات والمدارس، وإعادة الإعمار، وتوفير فرص العمل المحلية. وهذه التحديات تقتضي موارد مالية ومهارات إدارية وتقنية تعمل وسيف تمرد «داعش» مسلط عليها.
وليس إعداد الحكم المحلي ليمسك بالأرض المحررة من هذا التنظيم يسيراً، فهو لا يقتصر على تسليم دفة المناطق هذه إلى السنّة العرب. فالجماعات السنّية العربية متذررة ومنقسمة الصفوف في الشرق (الأوسط). ولاحظ أناند غوبال في «ذي أتلانتيك» أن (حكم) السنّة العرب الذين رجح الأميركيون كفتهم بين 2007 - 2009 في عملية «سورج» (رفع عدد القوات الأميركية في العراق) في قتال «القاعدة» في العراق، ولَّد استياءً حمل مدناً مثل هيت والموصل على الترحيب بـ «داعش» في 2014. وإلى حد ما، يعود نجاح التنظيم في احتلال غرب العراق قبل نحو عامين، إلى ترجيح الأميركيين كفة لاعبين محليين على كفة إعلاء شأن المحاسبة وإرساء آلية لاختيار القادة في العراق بين 2008 و2011. وعلى رغم أنه انتهج سياسات طائفية قاسية مناوئة للسنّة، رجح نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، ومستشاريه، كفة رئيس الوزراء العراقي (السابق)، نوري المالكي، في ولاية ثانية، إثر نتيجة الانتخابات العراقية المثيرة للجدل في 2009. والعبرة من حوادث العراق مفادها: علينا عدم اختيار القادة، وحري بنا دعم إجراءات يجمع عليها المواطنون لدى انتخاب قادتهم.
ويحسب الأميركيون أن الحكومة العراقية ستتولى تحديات الحكم في المناطق المحررة. لكن الحوادث الأخيرة، ومنها المشادات بين النواب العراقيين المتحدرين من جماعات مختلفة، ليست واعدة.
ومن المستبعد أن تدور عجلة الحكومة، ناهيك بعجلة المصالحة الوطنية. فالنواب يتقاذفون زجاجات المياه ويتلاكمون في البرلمان. ويتوقع أن تتفاقم الأمور على وقع اضطرار السياسيين العراقيين إلى تقليص الإنفاق والتزام إجراءات التقشف التي ألزمهم بها صندوق النقد الدولي لإنعاش الاقتصاد في زمن تدني أسعار النفط. ولكن، ما هي سبل تمويل بغداد الحكومات المحلية وإعادة الإعمار؟ وفي تكريت التي ترى الإدارة الأميركية أنها نموذج ناجح، حذر رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، من أن المشكلات تتراكم في غياب المحاسبة وتعزيز القوى المحلية. وفي زيارته الأخيرة، دعا الرئيس باراك أوباما دولاً عربية إلى مساعدة العراق مالياً. والتهذيب حال دون تذكيره أن فوضى «داعش» نجمت عن إغفال فريق أوباما التحذيرات من نتائج سياسات المالكي في 2009 – 2012.
وتدرك الرياض أن الإدارة الأميركية لا ترغب في معالجة علة مشكلة «داعش» في سورية. وتأمل الإدارة الأميركية في حمل روسيا زبونها على إبرام تسوية سياسية.
وحريّ بالولايات المتحدة تشجيع السوريين والعراقيين على اختيار من يحكم المناطق المحررة حكماً مستداماً في الأمد المتوسط، ويجب أن يحسم الأميركيون أمرهم وتقرير من سيساعد الحكومات المحلية، أهو البنتاغون أم وزارة الخارجية والتفكير في ما يسعنا تقديمه من موارد لمساعدة العراقيين في تحريك عجلة الأمن والحكم؟
* باحث، سفير اميركا السابق لدى سورية، عن «ذي ميديل إيست إنستيتيوت» الاميركي، 26/4/2016، إعداد منال نحاس
======================