الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/6/2015

سوريا في الصحافة العالمية 18/6/2015

20.06.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. ستراتفور :جورج فريدمان :جردة حساب للشرق الأوسط الراهن
2. يديعوت 17/6/2015  اوفير هعفري: الدروز واقتراب ساعة الحسم
3. معاريف 17/6/2015 :ايلي أفيدار:  المفتاح التركي ..داعش لا يُظهر أي علامات على الضعف وقد عاد لتسجيل الانجازات
4. واشنطن بوست :ريتشارد كوهين :سياسة «التقطير» لن تفلح مع «داعش»
5. معهد واشنطن: كيف هزم "داعش" بحلول 2011 ثم انتعش من جديد؟
6. الغارديان: الاقتصاد العالمي يغرّم بدفع 14.3 تريليون دولار كلفة حروب العام الماضي
7. وول ستريت: التحالف الكردي السوري يتطلع لتحرير الرقة من داعش
8. مصري :نيويورك تايمز: مشكلة اللاجئين في أوروبا تتفاقم والسياسين لا يعثرون على حل
9. نيويورك تايمز: لا أحد يصغي لصوت اللاجئين عبر العالم
10. ستراتفور: توقعات مثيرة عن شكل العالم بعد عقد من الآن
11. جواد صالحي أصفهاني – لوب لوغ :رفع العقوبات.. كيف يساعد ويضر الاقتصاد الإيراني؟
12. الاندبندنت: أكثر من 700 إرهابي بريطاني بصفوف داعش
13. التايمز: مقاتلو داعش يدخلون تركيا مع السوريين متنكرين
 
ستراتفور :جورج فريدمان :جردة حساب للشرق الأوسط الراهن
جورج فريدمان – (ستراتفور)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
9/6/2015
أصبح مصطلح "الشرق الأوسط" مطاطاً بطريقة هائلة في هذه الآونة. ويتأصل الاسم في أعمال وزارة الخارجية البريطانية في القرن التاسع عشر؛ حيث قام البريطانيون بتقسيم المنطقة إلى الشرق الأدنى، وهو المنطقة الأقرب إلى المملكة المتحدة ومعظم شمال أفريقيا؛ والشرق الأقصى، الذي شكل شرق الهند البريطانية. والشرق الأوسط، الذي يقع بين الهند البريطانية والشرق الأدنى. وكان ذلك نموذجاً مفيداً لتنظيم وزارة الخارجية البريطانية، بقدر ما كان مهماً بالنسبة للمنطقة كذلك، بما أن البريطانيين -وإلى حد أقل الفرنسيين- لم يكتفوا بتعريف أسماء المنطقة فقط، وإنما قاموا بتعريف الدول التي ظهرت في الشرقين الأدنى والأقصى أيضاً.
اليوم، يشير مصطلح الشرق الأوسط، بالقدر الذي يعني فيه أي شيء الآن، إلى الدول التي تقطنها أغلبية مسلمة إلى الغرب من أفغانستان وعلى طول شاطئ شمال أفريقيا. وباستثناء تركيا وإيران، فإن المنطقة ذات أغلبية عربية، وغالبية سكانها من المسلمين. وفي داخل هذه المنطقة، أنشأ البريطانيون كيانات سياسية تم تشكيلها على غرار الدول القومية الأوروبية. وقد حوَّل البريطانيون شبه الجزيرة العربية، التي كانت تسكنها قبائل شكلت تحالفات معقدة، إلى المملكة العربية السعودية، وهي دولة تقوم على واحدة من هذه القبائل، آل سعود. كما أنشأت بريطانيا العراق وحولت مصر إلى ملكية موحدة. وبطريقة مستقلة تماماً عن بريطانيا، شكلت تركيا وإيران نفسيهما في شكل دول علمانية قومية.
صنع هذا التعريف اثنين من خطوط الصدع في الشرق الأوسط. وكان الأول قائماً بين العلمانية الأوروبية والإسلام. وعملت الحرب الباردة، عندما ورط السوفيات أنفسهم بعمق في المنطقة، على تسريع تشكل هذا الصدع. وكان أحد الأجزاء في المنطقة علمانياً واشتراكياً، والذي بُني حول الجيش. أما الجزء الآخر، الذي تركز بشكل خاص في شبه الجزيرة العربية، فكان إسلامياً، تقليدياً وملكياً. وكان هذا الجزء الأخير موالياً للغرب بشكل عام، بينما كان الجزء الأول -وخاصة الأجزاء العربية- موالياً للاتحاد السوفياتي. وكان الأمر أكثر تعقيداً من هذا، بطبيعة الحال، لكن هذا التمييز يزودنا بإطار معقول للبحث.
كان خط الصدع الثاني هو القائم بين الدول التي تم خلقها وبين الواقع الكامن في المنطقة. وفي حين كانت الدول في أوروبا تتفق عموماً مع تعريف الدول في القرن العشرين، فإن الدول التي أنشأها الأوروبيون في منطقة الشرق الأوسط لم تكن كذلك. كان هناك شيء في مستوى أدنى وفي مستوى أعلى. في المستوى الأدنى هناك القبائل، والعشائر، والجماعات العرقية التي لم تكن تشكل الدول المخترعة فقط، وإنما قسمتها الحدود أيضاً. وكان المستوى الأعلى هو الولاءات الدينية الواسعة للإسلام وللحركات الرئيسية في الإسلام، الشيعية والسنية، والتي زعمت للولاء قيمة عبر-وطنية. أضف إلى ذلك حركة القومية العربية التي بدأها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي جادل بأن الدول العربية يجب أن تتوحد في أمة عربية واحدة.
لذلك، يجب أن يبدأ أي فهم للشرق الأوسط مع خلق الجغرافيا السياسية الجديدة بعد الحرب العالمية الأولى، والتي تم فرضها من الأعلى على حقائق سياسية واجتماعية متفارقة تماماً، وشكلت محاولة لتحديد سلطة الجماعات الإقليمية والعرقية الأوسع. وكان الحل الذي تبعته العديد من الدول هو تبني العلمانية أو النزعة التقليدية، واستخدامهما كأدوات لإدارة كل من التجمعات دون الوطنية، ومزاعم التدين الأوسع إطاراً. وكانت إحدى النقاط التي عملت كعنصر توحيد هي إسرائيل التي عارضها الجميع. ولكن، حتى هناك كان ذلك وهماً أكثر من كونه واقعاً. فالدول العلمانية الاشتراكية، مثل مصر وسورية، عارضت إسرائيل بقوة. في حين أن الدول الملكية التقليدية، التي كانت مهددة من الدول العلمانية الاشتراكية، رأت في إسرائيل حليفاً.
الهزات الارتدادية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي
بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وما ترتب عنه من انهيار الدعم الذي كانت تتمتع به الدول العلمانية الاشتراكية، صعدت قوة الملَكيات التقليدية. ولم يكن ذلك مسألة مال فقط، ولو أن هذه الدول كانت تمتلك المال فعلاً. لقد كان مسألة قيم أيضاً. فقد فقدت الحركات الاشتراكية العلمانية دعمها ومصداقيتها معاً. وفقدت الحركات، مثل فتح، القائمة على العلمانية الاشتراكية -والدعم السوفياتي- قوتها نسبياً بالقياس إلى الجماعات الناشئة التي اعتنقت الإيديولوجية الوحيدة الباقية: الإسلام. وكانت هناك تيارات متقاطعة هائلة في هذه العملية، لكن واحداً من الأشياء التي يمكن تذكرها هو أن العديد من الدول الاشتراكية العلمانية التي كانت قد بدأت بوعد كبير استمرت في البقاء، ولو من دون قوة الوعد بحلول عالم جديد. وبقي الحكام مثل حسني مبارك في مصر، وبشار الأسد في سورية، وصدام حسين في العراق في أماكنهم. ومع أن تلك الحركة كانت قد حملت وعداً ذات مرة، حتى لو كان قادتها فاسدين، فإن الحركة أصبحت كلها فاسدة ببساطة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
منح انهيار الاتحاد السوفياتي نشاطاً وطاقة للإسلام، سواء لأن المجاهدين هزموا السوفيات في أفغانستان، أو لأن البديل عن الإسلام أصبح في حالة يرثى لها. وبالإضافة إلى ذلك، حدث الغزو العراقي للكويت بالتوازي مع الأيام الأخيرة للاتحاد السوفياتي. وكان كلا البلدين من بقايا ترتيبات الدبلوماسية البريطانية. وقد تدخلت الولايات المتحدة، التي ورثت الحكم البريطاني في المنطقة، من أجل حماية اختراع بريطاني آخر –العربية السعودية- ولتحرير الكويت من العراق. ومن وجهة نظر غربية، كان ذلك ضرورياً لجلب الاستقرار إلى المنطقة. وإذا ظهرت قوة هيمنة إقليمية وتُركت لتصعد من دون منازع ولم يوقفها أحد، فإن التداعيات يمكن أن تتراكم. وبدَت "عاصفة الصحراء" بسيطة ومنطقية، والتي جعمت التحالف المضاد للسوفيات مع الدول العربية.
فتحَت خبرة هزيمة السوفيات في أفغانستان وفقدان الأنظمة العلمانية شرعيتها الباب أمام عمليتين. في الأولى، أصبحت التجمعات دون الوطنية في المنطقة تنظر إلى الأنظمة القائمة على أنها قوية، وإنما غير مشروعة. وفي الثانية، جلبت الأحداث في أفغانستان فكرة خلق انبعاث إسلامي جامع، أو وحدة إسلامية، مرة أخرى إلى المقدمة. وفي العالم السني، الذي كسب الحرب في أفغانستان، جعلت دينامية إيران –التي اغتصبت موضع المتحدث السياسي-العسكري باسم الإسلام الراديكالي- دافع العمل واضحاً.
كانت هناك ثلاث مشكلات. أولاً، احتاج الراديكاليون إلى وضع الوحدة الإسلامية في سياق تاريخي. وكان ذلك السياق هو الخلافة العابرة للحدود الوطنية، والتي تشكل كياناً سياسياً مفرداً يمكن أن يمحو الدول القائمة، وأن يوائم الواقع السياسي مع الإسلام. كما عاد المتطرفون إلى استحضار الحروب الصليبية من أجل السياق التاريخي، وأصبحت الولايات المتحدة -التي يُنظر إليها على أنها القوة المسيحية الأكبر بعد حملتها في الكويت- هي الهدف. ثانياً، احتاج دعاة الوحدة الإسلامية إلى بيان أن الولايات المتحدة هشة، وأنها عدوة للإسلام أيضاً. ثالثاً، كان عليهم استخدام الجماعات دون الوطنية في بلدان عدة لبناء تحالفات من أجل الإطاحة بما يُنظر إليها على أنها أنظمة إسلامية فاسدة، في كلا العالمين العلماني والتقليدي.
كانت النتيجة هي تنظيم "القاعدة" وحملته التي شنها لإجبار الولايات المتحدة على تنفيذ غزو في العالم الإسلامي. وقد أرادت القاعدة أن تفعل ذلك عن طريق تنفيذ أعمال تبين هشاشة أميركا من جهة، والتي تجبر الولايات المتحدة على القيام بعمل من جهة أخرى. وإذا لم تتصرف الولايات المتحدة، فإن ذلك سيحسن صورة الضعف الأميركي؛ وإذا تصرفت فعلاً، فإن ذلك سيبين أنها صليبية ومعادية للإسلام. وسوف يشعل العمل الأميركي بدوره الثورات ضد الدول المسلمة الفاسقة والمنافقة، وسوف يزيح الحدود التي فرضها الأوروبيون ويمهد الطريق أمام الانتفاضات في عموم المنطقة. وكان المفتاح هو بيان ضعف الأنظمة وتواطؤها مع الأميركيين.
أدى هذا إلى هجمات 11/9. وفي المدى القصير، بدا أن العملية فشلت. وكان رد فعل الولايات المتحدة على الهجمات هائلاً، لكن أي انتفاضات لم تحدث في المنطقة، ولم تتم الإطاحة بأي نظام، وتعاونت العديد من الأنظمة المسلمة مع الأميركيين. وخلال ذلك الوقت، استطاع الأميركيون شن حرب عدوانية ضد تنظيم القاعدة وحلفائه من حركة طالبان. وفي تلك المرحلة الأولى، نجحت الولايات المتحدة. أما في المرحلة الثانية، فإن الولايات المتحدة، ورغبتها في إعادة تشكيل العراق وأفغانستان -وبلدان أخرى- داخلياً، جعلتها عالقة في الصراعات دون الوطنية. وقد تورط الأميركيون في خلق حلول تكتيكية أكثر العمل على مواجهة المشكلة الاستراتيجية المتمثلة في أن شن الحرب كان يتسبب في انهيار المؤسسات الوطنية في المنطقة.
بتدمير تنظيم القاعدة، خلق الأميركيون مشكلة أكبر في ثلاثة أجزاء: أولاً، أطلقوا المجموعات دون الوطنية من عقالها. ثانياً، خلقوا حيث قاتلوا فراغاً لم يقوموا بملئه. وأخيراً، من خلال إضعاف الحكومات وتمكين الجماعات دون الوطنية، صنعوا حجة قوية للخلافة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تحكم العالم المسلم بفعالية، والأساس الوحيد لمقاومة الولايات المتحدة وحلفائها. وبعبارات أخرى، وحيث كان تنظيم القاعدة قد فشل في إشعال انتفاضة ضد الحكومات الفاسدة، تدبرت الولايات المتحدة أمر تدمير أو حل مجموعة من نفس تلك الحكومات، فاتحة الباب أمام الإسلام العابر للحدود الوطنية.
تم فهم الربيع العربي خطأ على أنه انتفاضة ليبرالية ديمقراطية مثل انتفاضة 1989 في أوروبا الشرقية. وأكثر من كل شيء آخر، كانت تلك انتفاضة قامت بها حركة الوحدة الإسلامية، والتي فشلت إلى حد كبير في إسقاط الأنظمة وورطت نظاماً واحداً، سورية، في حرب أهلية مطولة. ويضم ذلك الصراع في سورية مكوناً دون وطني –هو فصائل عدة منقسمة ضد بعضها بعضا، والتي تمنح تنظيم "الدولة الإسلامية" المشتق من تنظيم القاعدة، متسعاً للمناورة. كما قدم الربيع العربي أيضاً دفعة ثانية لمثال الخلافة. ولم يقتصر الأمر على أن عموم الإسلاميين يناضلون ضد الصليبيين الأميركيين، وإنما يقاتلون الزنادقة الشيعة -في خدمة الخلافة السنية- كذلك. وبذلك، حقق تنظيم "الدولة الإسلامية" الناتج الذي أراده تنظيم القاعدة في العام 2001، بعد 15 سنة تقريباً، بوجود حركات قادرة على القتال المستمر في بلدان مستمرة أخرى، بالإضافة إلى سورية والعراق.
الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة وتداعياتها
حول ذلك الوقت، أُجبرت الولايات المتحدة على تغيير استراتيجيتها. وقد تمكن الأميركيون من إصابة تنظيم القاعدة بالعطب وتدمير الجيش العراقي. لكن قدرة الولايات المتحدة على احتلال العراق أو أفغانستان وتحييدهما وجلب الهدوء إليهما كانت محدودة. وكانت الفصائلية نفسها التي جعلت من الممكن تحقيق الهدفين الأولين، هي التي جعلت تهدئة هذين البلدين مستحيلة. وأفضى العمل مع أحد الفرقاء إلى تنفير آخر في عملية موازنة مستمرة، والتي تركت قوات الولايات المتحدة مشكوفة أمام فصيل راغب في شن الحرب بسبب دعم الولايات المتحدة للفصيل الآخر. وفي سورية، حيث كانت الحكومة العلمانية تواجه طائفة من القوى العلمانية والدينية، وإنما غير المتطرفة، إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" الناشئ. ولم يتمكن الأميركيون من قولبة القوى المنقسمة إلى فصائل من غير مجموعة "الدولة الإسلامية" في قوة فعالة استراتيجياً. وبالإضافة إلى ذلك، لم تستطع الولايات المتحدة أن تصنع السلام مع حكومة الأسد بسبب سياساتها القمعية، ولم تستطع أن تواجه "الدولة الإسلامية" بالقوات المتوفرة.
بطريقة ما، تم إفراغ مركز الشرق الأوسط وتحويله إلى دوامة من القوى المتنافسة. وبين الحدودين اللبنانية والإيرانية، كشفت المنطقة النقاب عن أمرين: أولاً، بيّنت أن القوى ما دون الوطنية كانت هي الواقع الحقيقي للمنطقة. وثانياً، ومن خلال طمس الحدود السورية-العراقية، خلقت هذه القوى، وخاصة مجموعة "الدولة الإسلامية" عنصراً نووياً للخلافة -قوة عابرة للحدود القومية، أو بكلمات أكثر دقة: واحدة تسامت فوق الحدود.
أصبحت الاستراتيجية الأميركية تنويعات تصبح أكثر تعقيداً بلا انتهاء على سياسة الرئيس رونالد ريغان في الثمانينيات: اسمحوا للقوى المتحاربة بأن تتحارب. وقد حول تنظيم "الدولة الإسلامية" القتال إلى حرب على الهرطقة الشيعية وعلى الدول القومية الراسخة. وأصبحت المنطقة محاطة بأربع قوى رئيسية: إيران، العربية السعودية، إسرائيل وتركيا. وقاربت كل منها الوضع بشكل مختلف. ومع أن لدى كل واحدة من هذه الدول فصائلها الداخلية، فقد تمكنت كل منها من العمل رغم ذلك. وبعبارات أخرى، فإن ثلاثاً منها قوى غير عربية، وربما تكون القوة العربية الوحيدة من بينها، العربية السعودية، هي الأكثر قلقاً إزاء التهديدات الداخلية.
بالنسبة لإيران، يتمثل الخطر القادم من "الدولة الإسلامية" في أن المجموعة ربما تعيد خلق حكومة فعالة في بغداد، والتي يمكن أن تهدد إيران مرة أخرى. وبذلك، أدامت طهران دعمها للشيعة العراقيين ولحكومة الأسد، بينما تحاول الحد من قوة الأسد في الوقت نفسه.
وبالنسبة للعربية السعودية، التي تحالفت مع القوى السنية المتطرفة في الماضي، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل تهديداً وجودياً. وتنطوي دعوات التنظيم إلى قيام حركة إسلامية عابرة للحدود الوطنية على إمكانية أن تجد صدى لدى السعوديين الذين يعتنقون التقليد الوهابي. ويخشى السعوديون، إلى جانب بعض أعضاء مجلس التعاون الخليجي الآخرين والأردن، من نزعة "الدولة الإسلامية" العابرة للحدود، لكنهم يخشون أيضاً القوة الشيعية في العراق وسورية. وتحتاج الرياض إلى احتواء "الدولة الإسلامية" من دون التخلي عن الأرضية للشيعة.
بالنسبة للإسرائيليين، كان الوضع بمثابة امتياز وكان مرعباً في آن واحد. كان يشكل امتيازاً لأنه حرض أعداء إسرائيل ضد بعضهم بعضا. وكانت حكومة الأسد في السابق قد دعمت حزب الله ضد إسرائيل. ويشكل تنظيم "الدولة الإسلامية" تهديداً لإسرائيل على المدى الطويل. وطالما ظلت هذه القوى تتقاتل، فإن أمن إسرائيل سوف يتعزز. لكن المشكلة هي أن طرفاً ما سوف يكسب في سورية في نهاية المطاف، وربما تكون تلك القوة الجديدة أكبر خطراً على إسرائيل من أي شيء سبقها، خاصة في حال انتشار إيديولوجية "الدولة الإسلامية" إلى فلسطين. وفي نهاية المطاف، يبقى الأسد أقل خطورة من "الدولة الإسلامية"، وهو ما يبيِّن مدى سوء الخيارات الإسرائيلية على المدى الطويل.
إنهم الأتراك -أو الحكومة التركية على الأقل، والتي عانت انتكاسة في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً- هم الذين يصعب فهمهم أكثر ما يكون في هذه المعادلة. إنهم عدائيون جداً تجاه حكومة الأسد -بقدر كبير حتى أنهم ينظرون إلى مجموعة "الدولة الإسلامية" على أنها أقل تهديداً. وهناك طريقتان لتفسير وجهة نظرهم: الأولى هي أنهم يتوقعون أن تُهزم جماعة "الدولة الإسلامية" على يد الولايات المتحدة في نهاية المطاف، وأن يعمل التدخل في سورية على ترسيخ النظام السياسي التركي. والثانية هي أنهم ربما يكونون أقل نفوراً من الآخرين في المنطقة من انتصار "الدولة الإسلامية". وفي حين نفت الحكومة التركية بشدة تلك الاتهامات، فإن الإشاعات عن تقديمها الدعم إلى بعض فصائل "الدولة الإسلامية" على الأقل ما تزال مستمرة، والشكوك لدى العواصم الغربية قائمة بهذا الخصوص، وكانت قصة الشحنات المزعومة من الأسلحة التي أرسلتها منظمة الاستخبارات التركية إلى أطراف غير معروفة في سورية موضوعاً مهيمناً في الانتخابات التركية. وكل هذا غير مفهوم، إلا إذا كان الأتراك ينظرون إلى "الدولة الإسلامية" كحركة يمكن أن يسيطروا عليها في النهاية، والتي تمهد الطريق لتوسيع النفوذ التركي في المنطقة -أو إلا إذا كان الأتراك يعتقدون أن مواجهة مباشرة مع المجموعة يمكن أن تفضي إلى ضربة ارتدادية من "الدولة الإسلامية" في داخل تركيا نفسها.
دور "الدولة الإسلامية" في المنطقة
يشكل تنظيم "الدولة الإسلامية" استمراراً منطقياً لتنظيم القاعدة، الذي كان قد أثار إحساساً بالقوة الإسلامية، والذي أعاد تشكيل صورة الولايات المتحدة على أنها تشكل تهديداً للإسلام. وقد خلق تنظيم "الدولة الإسلامية" جيشاً وإطار عمل سياسياً من أجل استغلال الوضع الذي كان تنظيم القاعدة قد خلقه. وكانت عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" مثيرة حقاً للانتباه، والتي تراوحت بين الاستيلاء على الموصل وبين احتلال الرمادي وتدمر. وتثير مرونة مقاتلي "الدولة الإسلامية" في ميادين القتال والقدرة على توفير أعداد كبيرة من القوات لتشارك في الاشتباك السؤال عن المصدر الذي يتلقون منه الموارد والتدريب.
مع ذلك، ما يزال القسم الأكبر من مقاتلي "الدولة الإسلامية" محاصرين في داخل بؤرتهم الخاصة، محاطين بثلاث قوى معادية، وأحجية. إن هذه الدول المعادية تتعاون، لكنها تتنافس أيضاً. الإسرائيليون والسعوديون يتحدثون، وهذا ليس جديداً، لكن هناك حسّ بالإلحاح لدى الطرفين، والذين لم يكن موجوداً في الماضي. كما أن البرنامج النووي الإيراني هو أقل أهمية بالنسبة للأميركيين من التعاون مع إيران ضد "الدولة الإسلامية". وقد كونت السعودية ودول الخليج الأخرى قدرات جوية يتم استخدامها في اليمن، والتي يمكن أن تستخدم في أماكن أخرى إذا لزم الأمر.
من المرجح أن تصمد تلك البؤرة، طالما ظل السعوديون قادرين على إدامة استقرارهم السياسي الداخلي. لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" انتشر مسبقاً إلى خارج تلك البؤرة -حيث يعمل في ليبيا، على سبيل المثال. ويفترض الكثيرون أن هذه القوى في الخارج هي "دولة إسلامية" بالاسم فقط- أو فروع صاحبة امتياز العمل بماركة التنظيم، إذا شئت. لكن "الدولة الإسلامية" لا يتصرف مثل تنظيم القاعدة. إنه يريد بوضوح أن يخلق خلافة، ويجب عدم التخلي عن تلك الرغبة. وعلى أقل تقدير، فإنه يعمل بنوع السلطة والسيطرة المركزية، على المستوى الاستراتيجي، والذي يجعله أكثر فعالية بكثير من القوى الأخرى التي شاهدناها من غير الدول.
يبدو أن العلمانية في العالم الإسلامي قد أصبحت في وضع تراجع نهائي. وأصبحت مستويات الصراع في داخل ذلك العالم هما: في القمة، السنة في مقابل الشيعة؛ وفي القاعدة، بين فصائل معقدة ومتداخلة. وقد قبل العالم الغربي بالهيمنة على المنطقة من العثمانيين ومارسها على مدى قرن تقريباً. والآن، تفتقر القوة الغربية الرائدة إلى القوة اللازمة لتحييد العالم الإسلامي وتهدئته. ويبقى أمر تحييد وتهدئة مليار إنسان فوق قدرة أي طرف. وقد أخذ "الدولة الإسلامية" إيديولوجية تنظيم القاعدة، وهو يحاول إضفاء الطابع المؤسسي عليها. وتمتلك الدول المحيطة خيارات ورغبة محدودة في التعاون. وتفتقر القوة الدولية إلى الموارد لإلحاق الهزيمة بجماعة "الدولة الإسلامية" والسيطرة على التمرد الذي ربما يعقب ذلك. وتشعر دول أخرى، مثل روسيا، بالقلق من انتشار "الدولة الإسلامية" فيما بين مسلميها أنفسهم.
من المثير للاهتمام ملاحظة أن سقوط الاتحاد السوفياتي هو الذي حرك جملة الأحداث التي نشهدها الآن. كما أن من المثير للاهتمام أيضاً ملاحظة أن الهزيمة الظاهرية لتنظيم القاعدة فتحت الباب أمام خليفته المنطقي، "الدولة الإسلامية". والسؤال الذي يطرح نفسه إذن، هو ما إذا كانت القوى الإقليمية الأربع الكبرى تستطيع، وتريد أن تسيطر على "الدولة الإسلامية". وفي قلب ذلك السؤال يكمن الغموض حول ما يدور في عقل تركيا، خاصة في وقت تبدو فيه سلطة الرئيس رجب طيب إردوغان في طريقها إلى الانخفاض.
ala.zeineh@alghad.jo
*نشر هذا الموضوع تحت عنوان:
A Net Assessment of the Middle East
======================
يديعوت 17/6/2015  اوفير هعفري: الدروز واقتراب ساعة الحسم
صحف عبرية
JUNE 17, 2015
القدس العربي
تقرب تطورات الاسابيع الاخيرة في الحرب الاهلية السورية الحسم في مصير الدروز ـ الحسم الذي له آثار هامة على اسرائيل ايضا. فضعف جيش الاسد ترك تجمعات الدروز في جنوب سوريا محوطة بجهات معادية: من الشمال قوات حزب الله الشيعية، من الجنوب ثوار جهاديين سُنة، ومن الصحراء الشرقية تقترب الإعلام السود لداعش. والجبهة الوحيدة التي لا يحدق منها خطر هي الغربية ـ حدود اسرائيل. وعندما ستتعاظم الهجمات على الدروز ستكون اسرائيل مطالبة بان تحسم ـ ان تتخذ عملا أو أن تنظر وهي واقفة جانبا إلى حمام دماء كذاك الذي عانى منه اليزيديين على ايدي داعش.
الدروز هم طائفة دينية ـ اجتماعية عتيقة، في تقاليدهم يعود أصلهم إلى شخصية يترو الميكري، حمي موسى. وهم يتمسكون باله واحد، ومثل اليهود لا يسعون إلى الاعتداء او الاضطهاد لمن ليس مثلهم. ومنذ القرن الثاني عشر وصف بنيامين متودلا الدروز بانهم «سكان الجبال، يؤمنون باله واحد وبتناسخ الارواح»، ممن «يحبون اليهود». وبالمقابل، في نظر الإسلام السني والشيعي، فالدروز هم كفار يجب تحويلهم أو أبادتهم. لقد اضطهد الدروز في احيان متواترة وسكنوا اساسا في المناطق الجبلية التي تسمح لهم بالتحصن والدفاع عن النفس ـ في شمال اسرائيل، في جنوب لبنان وبالاساس في منطقة جنوب سوريا المسماة «جبل الدروز». وفي فترات عديدة اقام الدروز حكما ذاتيا، وفي العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي كانت «دولة درزية» برعاية الانتداب الفرنسي، ضمت لاحقا إلى سوريا. وفي سوريا كان الدروز جزءا من تحالف الاقليات الذي بواسطته سيطرت عائلة الاسد على الدولة.
ولكن في السنة الخامسة من الحرب الاهلية الوحشية، ورغم المساعدة من إيران ومن حزب الله، يوجد حكم الاسد في حالة تفكك، ويفقد السيطرة في جنوب سوريا. وحتى الان اعلن الدروز الولاء لنظام الاسد ولكنهم امتنعوا عن المشاركة النشطة في الحرب. كما أن حكم الثوار لا يبشر بالخير، في ضوء السابقة في عدد من القرى الدرزية في شمال سوريا، والتي منذ احتلها الجهاديون توجد تحت ضغوط تغيير الدين القسري والتصفيات. ولا ينتظر الدروز ما سيأتي مكتوفي الايدي، بل ينظمون أنفسهم ويتسلحون بالدفاع عن النفس، وابناء الطائفة في لبنان وفي اسرائيل يعلنون، وعن حق، بانه اذا ما تعرض اخوانهم لخطر وجودي، فسيتجندون للقتال إلى جانبهم.
في كل البلدان التي يتواجدون فيها يبرز الدروز بتراصهم الاجتماعي القومي إلى جانب الولاء الصريح للدولة، ولكن الموت العملي للدولة السورية يضعهم امام حسم صعب. فهل يتمسكون بالولاء لنظام الاسد المتفكك غير القادر على الدفاع عنهم؟ هل يرتبطون بالثوار الجهاديين الذين سيقيمون في سوريا نظاما إسلاميا يصف الدروز بالكفار؟ هل يسيرون في طريق الاكراد الذين اقاموا في شمال سوريا «كانتونات» مستقلة عمليا، في الطريق إلى امكانية الدولة المنفصلة؟ كل بديل ينطوي على مخاطر هائلة، وساعة الحسم تقترب.
كل بديل سيؤثر عميقا على اسرائيل ايضا، وقريبا لن يكون مفر من اتخاذ موقف من الدوامة المشتعلة على حدودنا. فهل المنطقة امام الجولان ستكون تحت سيطرة قوات حزب الله ـ إيران؟ الجهاديين من داعش؟ ام قطاع درزي مستقل؟ المصلحة الاسرائيلية واضحة، ولكن حتى الان اكتفوا عندنا بالاستعدادات لاقامة مستشفى ميداني ومعسكر خيام لحالة وصول عشرات الاف الفارين من سوريا. يجدر بنا أن نستوضح مع أنفسنا ومع حلفائنا في الغرب ماذا يمكن وماذا مرغوب فيه عمله قبيل ساعة الحسم المقتربة.
صحف عبرية
======================
معاريف 17/6/2015 :ايلي أفيدار:  المفتاح التركي ..داعش لا يُظهر أي علامات على الضعف وقد عاد لتسجيل الانجازات
القدس العربي
JUNE 17, 2015
 
الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، التي بدأت في العام الماضي بنوع من الزخم، تراوح مكانها. في الغرب تُسمع اصوات أولية تشكك بفرص نجاحها، إلى جانب من يتحدثون عن تعميق الالتزام الأمريكي في العراق. هناك ايضا أحاديث أولية حول «احتواء» التهديد الجهادي. كيف وصلنا إلى هذا الوضع السيء؟.
لم تحظ حملة احتلالات داعش باهتمام كبير في الغرب إلى أن تم قطع رؤوس الصحافيين الأمريكيين وحملة تطهير الأقليات العرقية في العراق، سوريا وليبيا. الصدمة التي أصابت الرأي العام في الغرب حركت أخيرا البيت الابيض لكي يعمل.
في ايلول 2014 أوضح الرئيس اوباما استراتيجيته في الحرب الجديدة: قصف جوي، اضافة إلى المساعدة الكبيرة بالمستشارين والسلاح للقوى التي تقاتل ضد التنظيم. كان الهدف الاول وقف تمدد الجهاديين، وبعد ذلك كان يفترض القيام بالهجوم وتحرير المناطق التي احتُلت. منذ التصريح الاول لاوباما سجلت نجاحات متواضعة، مثل انقاذ المنطقة السورية كوباني، وتحرير مدينة تكريت في شمال بغداد وانقاذ اللاجئين اليزيديين في جبل سنجار. لكن الاتجاه العام لم يتغير.
ليس فقط أن داعش لم يضعف، بل وسجل في الآونة الاخيرة عدة انجازات منها الانتصار على القوات العراقية المدعومة من سلاح الجو الأمريكي في الرمادي. وفي أعقاب ذلك قال الجنرال المتقاعد، ديفيد برونو، إن الاستراتيجية الأمريكية هي احتواء تنظيم الدولة الإسلامية وليس الانتصار عليه.
أما الاصوات الاخرى فقد طلبت زيادة الضغط من الجو. خلال زيارة له في اسرائيل، كشف قائد الاركان الأمريكي دمبسي، أن بلاده تدرس امكانية زيادة القوات في المنطقة.
لكن مفتاح الحل أمام داعش ليس في كمية الطلعات الجوية والقصف، بل في الدول التي تمر الاموال والمتطوعين عبرها لصالح هذا التنظيم الدموي. اقتصاد داعش يعتمد على بيع النفط وصواريخ «ذهب» التي يتم تهريبها عن طريق تركيا، مقابل الاموال والدعم اللوجستي. ايضا قوافل المتطوعين من القفقاس، افغانستان والجاليات الإسلامية في الغرب، جميعها تصل عن طريق تركيا.
تُسمع في الولايات المتحدة في الاشهر الاخيرة انتقادات حول حدود تركيا المفتوحة مع تنظيم الدولة الإسلامية. وزير الخارجية التركي قال ردا على ادعاء أن دولته غير قادرة على السيطرة على الحدود الطويلة مع سوريا والعراق، «تماما مثلما أن الولايات المتحدة غير قادرة على اغلاق حدودها مع المكسيك».
هذا الادعاء يبدو فارغا من المضمون استنادا إلى الجهود الناجحة التي يبذلها الاتراك لوقف متطوعين أتراك عن الانضمام إلى الحرب ضد داعش. يبدو أن التخوف التركي من زيادة قوة الاقلية الكردية أهم بكثير من الطاقة الكامنة لمحاربة داعش.
في خطاب الحرب الذي ألقاه اوباما قال إن الولايات المتحدة لا يمكنها محاربة تنظيم الدولة الإسلامية بدلا من العراقيين. وهو على حق، لكنه يخفي، عن قصد، شيئا مهما: الصراع ضد الدول التي تشكل جبهة داخلية استراتيجية للمجموعات الإرهابية والجهادية في الشرق الاوسط، ولا تدفع الثمن عن ذلك.
تماما مثلما أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للعمل بجدية وتصميم ضد بنك الإرهاب القطري، وهي تمتنع دائما عن الضغط على حلفائها في أنقرة. إن الضعف النسبي لاردوغان بعد الضربة التي تلقاها في الانتخابات، يوفر الفرصة لتغيير الحسابات الاستراتيجية لتركيا. واذا قمنا بمحاكاة الماضي فانه لا يجب الاعتماد على الأمريكيين في ذلك.
 
 
 
ايلي أفيدار
======================
واشنطن بوست :ريتشارد كوهين :سياسة «التقطير» لن تفلح مع «داعش»
 إذا أمعنت النظر في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في العراق وسوريا لفترة كافية، ستجد أن المشهد برمته يشبه إلى حد كبير فيتنام. وبإمكان الولايات المتحدة إما أن تتعلم من هذه التجربة أو تسارع بالخروج الآن.
أما الرئيس أوباما، فكعادته، يبدو وكأنه يرغب في فعل الأمرين معًا. الملاحظ أن اسم فيتنام يظهر باستمرار من حين لآخر. على سبيل المثال، ذكر الجنرال أنتوني زيني، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، فيتنام منذ أيام قلائل خلال حديث له عبر برنامج «نيوز أور» على قناة «بي بي إس»، خلال مناقشته ما الذي ينبغي عمله حيال «داعش». وقال: «أعتقد أن الأمر أشبه بتكرار الوضع مع فيتنام قبل إرسالنا قوات برية إلى هناك، فنحن نبعث بالمزيد والمزيد من المستشارين والدعم بأسلوب التقطير». والكلمة المفتاحية هنا هي «التقطير»، ذلك أنها تحولت لعقيدة لدى الولايات المتحدة.
من المقرر أن «يقطر» البيت الأبيض الآن 450 مستشارًا عسكريًا إضافيًا إلى داخل العراق. وما زال الغموض يكتنف الهدف من وراء هذا الإجراء، ذلك أن هذا العدد ضئيل للغاية بدرجة لا تؤهله لأن يبث في الجيش العراقي الرغبة اللازمة للاستمرار في القتال والامتناع عن الفرار أمام العدو. كما أنه ضئيل للغاية على نحو لا يمكنه من إقناع العراقيين بأنهم ينتمون إلى جيش وطني، وليس مجموعة تمثل طائفة دينية أو قبيلة.
وحسبما يكشف الوضع الراهن، فإن الأميركيين لن يخوضوا المعارك مع العراقيين، مكتفين بتوجيههم حيال كيفية خوض المعارك. كما أنهم لن يكونوا في الموقع المناسب واللحظة المناسبة التي تمكنهم من استدعاء ضربات جوية، والتي حتى الآن تفوت أهدافها أكثر من إصابتها، حسبما يرى الكثيرون. ولا يعني ذلك أن هذه الضربات الجوية لا تلحق أضرارًا بالطرف المستهدف، وإنما المشكلة أنها لا تسبب أضرارًا كافية. ومنذ بدء الضربات الجوية، وسع «داعش» مساحة المنطقة التي يسيطر عليها، وضم إليها الرمادي، ما يكشف أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ.
ويبدو حتميًا أن الخطة الحالية ستنتهي بدخول الأميركيين للمعركة إلى جانب العراقيين، مع العمل على توجيه ضربات جوية أكثر دقة. ويفترض أن ذلك سيخلق اختلافًا على الأرض.
وينبغي أن يثير تشبيه الوضع الراهن بفيتنام القلق، خصوصا وأن هناك أيضا أسفرت خطوات صغيرة عن أخرى كبيرة، ثم اندلعت حرب برية طويلة خسرتها الولايات المتحدة. وهناك أيضا وقفنا إلى صف نظام فاسد أهدر ولاء شعبه له.
ومع ذلك، تبقى هناك اختلافات بين الحالتين، حيث حظي الشيوعيون في جنوب فيتنام، والذين عرفوا باسم «فيت كونغ»، بدعم فيتنام الشمالية التي أمدتهم بالرجال والعتاد. أما «داعش» فيفتقر إلى مثل هذا الحليف، ويضطر للاعتماد على المجندين المتوافدين عليه من مسافات بعيدة. وليس بإمكان فرق من المسلحين التدفق عبر الحدود لنجدته، مثلما حدث في حالة فيتنام.
ويبقى التساؤل هنا - مثلما كان الحال في فيتنام - ما إذا كانت هذه الحرب تستحق التضحية بأرواح الأميركيين فيها. كانت الإجابة في فيتنام، لا. لقد كانت تلك في جوهرها حربًا أهلية أسيء فهمها باعتبارها أشبه بأول حجر دومينو، حال تركه يسقط سيجر معه دولاً أخرى وصولاً إلى سان فرانسيسكو. الحقيقة أن هو تشي منه، لم تكن في ذهنه هذه الخطة قط.
أيضًا، تمثل الحرب ضد «داعش» حربًا أهلية - وحتى إن لم تكن حربًا أهلية بالمعنى الدقيق، فإنها تبقى حربًا داخلية. إلا أنه حال بقاء «داعش»، فإن الكيان الناتج عن ذلك من المحتمل للغاية أن ينقل الحرب إلى داخل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. إن قاطعي رؤوس الأبرياء ومستعبدي النساء لن يتوصلوا لتفاهم مع الغرب.
إن الجماعة ستستورد وتدرب ثم تصدر الإرهابيين. إنهم مجموعة من المتشددين المتطرفين الذين تمثل وحشيتهم المفرطة عنصر الجذب الرئيس لمن يسعون لإيجاد هدف لحياة بلا هدف. لذا فإن السؤال ليس إذا كان هذا القتال يستحق أن نخوضه، وإنما إذا كان يمكن تجنبه.
بيد أن النتيجة الحتمية لا يتعذر علينا الفرار منها، هي أن أوباما توصل من جديد لحل سياسي لمشكلة عسكرية. ومثلما فعل مع قرار زيادة أعداد القوات في أفغانستان عندما فرض موعدًا للانسحاب، فإنه يقوم الآن بعمل مشابه. بدأ أوباما بتحديد هدف القضاء على «داعش»، لكن هذا يبقى مجرد خطابات - مثل الخط الأحمر المزعوم في سوريا. أما ما يرغبه أوباما فعليًا فهو الوفاء بوعده بإنهاء الحرب في العراق، حيث ينصب جزء من اهتمامه على صورة الإرث الذي سيخلفه وراءه كرئيس.
بطبيعة الحال، يتعين علينا المضي بحذر. وإذا كان درس فيتنام لم يعلمنا بعد حمق التورط في حرب برية أمام عدو متحمس، فإن نزف الدماء الحالي في العراق يعلمنا ذلك بلا شك. إلا أنه من الممكن إلحاق الضعف بـ«داعش» جوًا ومقاتلتها برًا عبر القوات العراقية بدعم من الأميركيين. وسيحدث هذا الأمر عاجلاً أم آجلاً، فلماذا لا نفعله الآن؟.
 
* خدمة: واشنطن بوست
======================
معهد واشنطن: كيف هزم "داعش" بحلول 2011 ثم انتعش من جديد؟
عربي21 - عبيدة عامر
الخميس، 18 يونيو 2015 02:16 ص
طرحت ورقة بحثية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أسباب انتصار تنظيم الدولة في سوريا والعراق بعد تعرضه لهزيمة في 2011، ساعية لإيجاد "استراتيجية قابلة للتطبيق" لمواجهة التنظيم.
وقال الباحث مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد"، إن "المكاسب الأخيرة التي حققها تنظيم الدولة في العراق وسوريا تظهر حدوث انتكاسات كبرى في الحملة المستمرة ضد الجماعة منذ ما يقرب من عام"، مشيرا إلى أن هذه التطورات "تقوض ادعاءات الإدارة الأمريكية بتحقيق تقدم في الحرب، وتسلّط الضوء على عيوب جوهرية في الاستراتيجية التي تتبعها، والتي تحتاج إلى تعديل لكي تتمكن الولايات المتحدة ودول التحالف -الذي يضم أكثر من ستين دولة- من النجاح في حملتها".
وحول أسباب عودة التنظيم بعد هزائمه في 2011 -إذ كان حينها تنظيم القاعدة في العراق- أشار آيزنشتات إلى أن ذلك يرجع إلى "تبني أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلام "الحقيقي" الذي لا تشوبه شائبة من متطلبات المنافسة السياسية، أو قلق لا مبرر له من رأي الكافرين"، مضيفا أن مؤيدي التنظيم "لا ينزعجون من الانتقادات التي يوجهها إليهم رجال الدين المسلمين الرسميين، إذ يعتبرونهم خداماً لنظام دولة غير شرعي. لهذا السبب، يصعب تجريد داعش من شرعيته بناءً على أسس دينية"، على حد تعبيره.
وتابع الباحث بأن التنظيم نجح باتخاذه شكل شبكة إرهابية سرية، ويمكن أن ينجح من جديد بالاعتماد على المهارات التي طورها أثناء عيشه في الظل، بالإضافة للاحتياط الذي يمتلكه من الموارد والأموال والقوى البشرية، وتبني سمات شبكة غير مركزية، وبيعة التنظيمات الجهادية في العالم له.
وتابع الباحث بأن البيئة الإقليمي مواتية كذلك لاستمرار التنظيم، إذ إنه "منذ الانتفاضات الشعبية في عام 2011، تتسم المنطقة على نحو متزايد بدول ضعيفة وفاشلة تفتقر إلى القدرة على استئصال الشبكات الإرهابية أو هزيمة الجماعات المتمردة، وبروز مناطق لا تخضع للسيطرة، والتي تُعد بمثابة ملاذات آمنة لمثل هذه المنظمات (مثل شرقي سوريا). وقد ساعدت سياسات المجموع الصفري التي تسود في المنطقة على خلق هذا الوضع الراهن وستضمن بقاء جماعات مثل تنظيم «داعش»، التي تتغذى على شكاوى وتطلعات السكان السنة في المنطقة"، على حد قوله.
أما حول نقاط ضعف التنظيم، فقد قالت ورقة المعهد إن منها: "قوات مفرطة الانتشار، والميل إلى إبعاد قاعدته الشعبية، والانقسامات الداخلية بين العراقيين، العرب، وغير العرب، وتدفقات مالية لا يمكن الاعتماد عليها؛ وموقعه غير الساحلي".
وأوضح الباحث أنه "في حين من المحتمل أن تتمكن الولايات المتحدة وشركاءها من إضعاف تنظيم «داعش»، فإنهم لن يكونوا قادرين على تدميره، على الأقل في الوقت القريب. أما على المدى الطويل، فدون التصدي لتلك العوامل التي تساهم في عامل الجذب الذي تتمتع به جماعات مثل تنظيمي «الدولة الإسلامية» و «القاعدة»، فإن أفضل ما يمكن أن تأمله الولايات المتحدة هو القضاء على التشكيلات العسكرية العلنية لهذه الجماعات، وتفكيك الجهاز الإداري لتنظيمها، ودفعها للعمل بصورة خفية - على الأقل في العراق".
استراتيجية التحالف
واعتبر الباحث أن سياسة الولايات المتحدة وشركائها ساهمت بتعزيز "الجماعات السلفية الجهادية مثل تنظيم الدولة وإضعاف حملة الولايات المتحدة"، إذ إن مضاعفة الاعتماد على النهج الحالي في العراق وسوريا -كما وعد نائب وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن قبل أسبوعين في باريس- دون تغيير السياسات التي تؤدي إلى أهداف متضاربة للجهود العسكرية للتحالف لن تؤدي سوى إلى تفاقم هذا الخطأ".
وأشار الباحث إلى أن واشنطن تحتاج إلى الاعتراف بأن سياساتها ساهمت في نهوض جماعات، مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة، مضيفا أن هذه السياسة تجاه سوريا كانت وما زالت رهن سياستها تجاه إيران، مشيرا إلى أن الاختلاف بين توجهات أمريكا وحلفائها في برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة "يشكل صيغة لكارثة ليست بالبعيدة جدا"، على حد قوله.
واعتبر الباحث أن هذه الاستراتيجية لن تنجح في العراق ما لم تنجح في سوريا، إذ إن تنظيم الدولة يسعى لزعزعة استقرار العراق من شرق سوريا، ولذلك تحتاج إلى استبدال استراتيجية "العراق أولا" باستراتيجية تخوض معركة على جبهتين في آن واحد.
تعديلات جوهرية
وحول تعديل الاستراتيجية الذي يقترحه الباحث، دعت الورقة إلى تعديلات مرتبطة بسوريا والعراق.
ففي العراق "سيعني ذلك إرسال: المزيد من طائرات الاستطلاع بدون طيار (معظمها يَدعم الآن العمليات العسكرية في أفغانستان)، والمزيد من القوات الخاصة ومن أجهزة السيطرة على الهجمات المشتركة - مع قواعد الاشتباك التي تمكنها من مرافقة الوحدات العراقية في القتال، والمزيد من القوة الجوية، والمزيد من العناصر المكرسة لجهد تدريب "قوات الأمن العراقية" وقوات "البيشمركة" الكردية وتجهيزها.
وأضاف الباحث بأن ذلك "سيستلزم ذلك ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة العراقية للسماح بتسليح رجال القبائل العربية السنية كميليشيات وتدريبها، من أجل كسب أهل السنة لصفها وإنشاء قوة (على أمل أن) يمكنها محاكاة إنجازات ميليشيات شرق أوسطية أخرى ناجحة. والأهم من ذلك، سيستوجب الأمر تجنب الوقوع في  المزيد من النكسات، كما حدث في الرمادي.
إن التصور بأن الزخم قد تحول ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل مفتاح النجاح في العراق (وسوريا). فتحقيق «داعش» لانتصارات جديدة، حتى ولو كانت زائلة، سيكون قاتلاً للجهود الرامية إلى إعادة بناء مصداقية الولايات المتحدة وإقناع العرب السنة الذين يقفون على الحياد إلى الانضمام إلى التحالف ضد تنظيم الدولة"، على حد قوله.
أما في سوريا "فينبغي على الولايات المتحدة أيضاً أن تعزز من جهودها لتدريب جماعات المعارضة "المعتدلة" وتجهيزها، بينما تتخلى عن إصرارها المسبق بأن تقوم هذه الجماعات بمحاربة «داعش» فقط"، موضحا أنه " قد تم تدمير هذه الجماعات في العام إلى العامين الماضيين ويرجع ذلك جزئياً إلى افتراقها للدعم الأمريكي".كما دعت ورقة المعهد إلى التعامل مع "تهديد البراميل المتفجرة الذي يطرحه نظام الأسد، يتعين على الولايات المتحدة العمل على تشكيل قدرات مدفعية حقيقية مضادة للطائرات في صفوف جماعات المعارضة التي تدعمها"، مستدركا بأنه "يجب عدم تقديم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة بأعداد كبيرة، نظراً للمخاوف من انتشار الأسلحة. ورغم أنها ليست تقنية متطورة، إلا أن المدفعية المضادة للطائرات فتّاكة للغاية. وحتى عندما لا تنجح في إسقاط الطائرات، فإنها تجبر طياري قوات العدو على إطلاق ذخيرتهم غير الموجهة من ارتفاعات عالية، وبالتالي تفقد دقتها. وهذا أمر مفيد في المعارك البرية".
واختتم الباحث بالدعوة إلى الحد من جاذبية تنظيم الدولة، وذلك بإظهار أنه مجرد حركة أيديولوجية فاشلة، لم تجلب سوى الخراب لمن تبناها، معتبرا أن باستطاعة الولايات المتحدة هزيمة الجهود الإعلامية التي يبذلها تنظيم الدولة الإسلامية عن طريق إثبات أن التيار يتحول ضده، وأن أيامه باتت معدودة".
======================
الغارديان: الاقتصاد العالمي يغرّم بدفع 14.3 تريليون دولار كلفة حروب العام الماضي
القسم : مقالات مترجمة
المصدر: عربي برس – ترجمة: ريم علي
الرئيس الأسد يتلقى برقيات التهنئة بحلول شهر رمضان من عدد من الوزراء ومفتي الجمهورية1234
 ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن التحول الثابت لمجرى الأحداث في دول العالم من السلام إلى الصراع والحروب، قد كلّف الاقتصاد العالمي العام الماضي 14.3 تريليون دولار، حيث رفعت الدول النفقات العسكرية و طرد المزيد من الأشخاص من وظائفهم، وذلك وفقاً لما نشره مؤشر السلام العالمي.
وأظهر المؤشر، كيف أن القتال في سوريا والعراق وأفغانستان، قد عاث فساداً في الاقتصاد وساعد في خفض مستوى السلام العام الماضي إلى أدنى مستوياته منذ 2008، وأن تقديم خدمات اللاجئين والنازحين داخلياً، كان من بين أكبر تكاليف أعمال العنف العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن العالم أنفق العام الماضي 13.4% من أجمالي الناتج المحلي على تكاليف مرتبطة بأعمال العنف، وهو ما يعادل مجموع الناتج لكلا من البرازيل وكندا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والمملكة المتحدة، ووفقاً للمؤشر، فإن أكثر من ترليون دولار أنفقت على الأمور العسكرية.
وظلت سوريا البقعة الأقل سلماً في العالم، في حين انزلقت ليبيا التي شهدت تعميق للصراع الطائفي منذ سقوط «القذافي» في 2011، أكثر من أي بلد آخر خلال العام الماضي، تليها أوكرانيا والنيجر وجيبوتي وجنوب السودان. حيث تم قياس معدل السلام في كل من البلدان بحجم النفقات العسكرية و المعدل الجريمة و النزاع و مستوى الأمن الداخلي، وكلما كانت النسبة أعلى، كانت البلد أكثر عنفاً.
======================
وول ستريت: التحالف الكردي السوري يتطلع لتحرير الرقة من داعش
نشر في : الخميس 18 يونيو 2015 - 12:32 ص   |   آخر تحديث : الخميس 18 يونيو 2015 - 03:37 ص
وول ستريت جورنال – التقرير
عزز هجوم سريع وناجح، نفذه مقاتلون أكراد وثوار متحالفون معهم في بلدة في شمال سوريا، الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لخنق طرق إمداد تنظيم الدولة الإسلامية. وبعد أن حصلوا على دفعة معنوية نتيجة استيلائهم على بلدة تل أبيض على الحدود التركية هذا الأسبوع، قال المقاتلون الأكراد والثوار السوريون المتحالفون معهم إن هدفهم التالي سيكون الرقة، وهي المدينة التي تعد المعقل الرئيس للدولة الإسلامية، والتي تبعد حوالي 50 ميلًا إلى الجنوب من تل أبيض.
ويوم الاثنين، قال هؤلاء المقاتلون إنهم قد بدأوا بالفعل التقدم جنوبًا نحو الرقة، وإنهم وصلوا إلى بلدة عين عيسى، التي تبعد حوالي 30 ميلًا فقط عن معقل داعش. وقال شيرفان درويش، وهو المتحدث باسم الجماعات الثائرة المتحالفة مع الميليشيات الكردية السورية المعروفة باسم YPG: “الآن، وبعد أن أكملنا للتو تطهير تل أبيض والقرى المحيطة بها، سوف نتحرك لتحرير الرقة في المستقبل القريب. هذه هي مهمتنا“.
وقام الكيان السياسي التابع لـ YPG، وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، بإدارة الجيوب الثلاثة ذات الأغلبية الكردية على طول الحدود التركية في شمال سوريا منذ انسحاب قوات النظام من المنطقة في عام 2012. وقال المقاتلون الأكراد السوريون إن أحدث تقدم لهم في ساحة المعركة جاء وسط تصاعد الضربات الجوية الأمريكية على المنطقة المحيطة بالرقة.
وقد نفذت الولايات المتحدة 23 من الغارات الجوية بالقرب من الرقة على مدى الأسبوعين الماضيين، وفقًا لبيانات القيادة المركزية للجيش الأمريكي. ويشكل هذا الرقم أكثر من ضعف عدد الغارات الأمريكية في نفس المنطقة خلال شهر مايو.
ويعد الاستيلاء على تل أبيض خطوة هامة بالنسبة لقوات التحالف لمكافحة الدولة الإسلامية من الجو في شمال سوريا، ولحلفائها على الأرض؛ لأنه جزء من الجهود لقطع خطوط إمداد الجماعة ليس فقط في مدينة الرقة، بل وفي العراق المجاور أيضًا.
وأعاد هذا التقدم الكردي إلى الأذهان معركة مماثلة حدثت قبل ستة أشهر في مدينة كوباني السورية، حين ساعدت الغارات الجوية الأمريكية قوات الـ YPG وتحالفًا من الثوار السوريين في اغتنام المدينة؛ إلا أن الفرق هو أن تلك المعركة كانت أطول بكثير، وأكثر دموية، واستمرت نحو أربعة أشهر.
وقال درويش يوم الثلاثاء إن المقاتلين قاموا بإزالة الألغام من منطقة تل أبيض. وبدوره، قال عبد الرحمن صالح، وهو المتحدث باسم إحدى المجموعات الثائرة السورية غير الكردية في التحالف، وتدعى ثوار الرقة، إن الدولة الإسلامية، والمعروفة أيضًا باسم داعش، تراجعت من تل أبيض يوم الاثنين بعد قتال قليل جدًا. وأضاف صالح أن قوات تحالف YPG والثوار حاصرت البلدة اعتبارًا من يوم الأحد، في حين منعت الغارات الجوية داعش من إرسال أي قوافل إمداد من الرقة.
وقطع الهجوم خط إمدادات هام بالنسبة للدولة الإسلامية عبر الحدود التركية التي يسهل اختراقها. وقال صالح إن معظم مقاتلي الدولة الإسلامية انسحبوا جنوبًا إلى الرقة أو سلموا أنفسهم للقوات التركية التي تقوم بحراسة الحدود. وبدورهم، قال مسؤولون أتراك إنه تم اعتقال اثنين على الأقل من أعضاء الدولة الإسلامية بعد تسليم أنفسهم.
وتأتي هزيمة الدولة الإسلامية هذه بعد تحقيق التنظيم للعديد من المكاسب مؤخرًا، وهو ما جعل الجهود المبذولة لاحتواء الجماعة المتطرفة تبدو فاشلة. وفي الشهر الماضي، سيطرت الدولة الإسلامية على كل من تدمر، وهي مدينة سورية مركزية، والرمادي، وهي عاصمة أكبر المحافظات العراقية.
وقد فر آلاف الأشخاص في الأيام الأخيرة بسبب توقعهم لقيام هجوم عنيف. وقال مسؤولون أتراك ومن الأمم المتحدة إن أكثر من 23 ألفًا من السوريين فروا إلى تركيا منذ مطلع يونيو، ومعظمهم كانوا من الفارين من هجوم تل أبيض.
المصدر
======================
مصري :نيويورك تايمز: مشكلة اللاجئين في أوروبا تتفاقم والسياسين لا يعثرون على حل
 كتبت- هدى الشيمي:
دُفنت إمرأة بالغة من العمر 34 عامًا، في مقبرة ببرلين يوم الثلاثاء، والتي تبعد الاف الأميال عن موطنها في سوريا، ومئات الأميال عن شواطئ إيطاليا التي ابتعدت عنها، أثناء وجودها على قيد الحياة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
تقول الصحيفة إن حاملي النعوش حملوا كف أبيض مغطى بوشاح أحمر، وزهور، ووضعوه أمام كراسي فراغة لصق عليها ورق كٌتب عليها اسماء بعض السياسين الألمان.
وأوضحت في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن تلك المرأة هلكت على ساحل البحر وهي في طريقها إلى الساحل الإيطالي في مطلع شهر مارس الماضي، وأخفت الشرطة اسمها لحماية زوجها وابنائها الثلاثة الموجودين في ألمانيا حاليا، ويسعون للجوء.
كانت تلك المرأة ما بين الآلاف الذين يصارعون ويحاربون للوصول إلى السواحل الجنوبية أوالشرقية في أوروبا، فأشارت الصحيفة إلى أن قارب ممتلىء بالمهاجرين، يقال أنهم أفغان، وصلواإلى جزيرة يونانية، يوم الأربعاء، عابرين بحر ايجه، من تركيا.
يذكر، أن البحرية الإيطالية تمكنت من انقاذ مهاجرين من البحر المتوسط، وقد طالب الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء، قبول المهاجرين في 27 من مايو الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن عائلة تلك اللاجئة السورية وافقت على دفنها في ألمانيا، في مظاهرة سياسية أطلق عليه اسم "الموتى قادمون"، والتي نظمتها مركز تجميل سياسي، وهي جماعة للفن مقرها برلين، وتركز على الاحتجاج، ولاسترداد الحقوق، والتعامل مع الأزمات الانسانية المتفاقمة.
حوالي 54 ألف مهاجر، وصلوا إلي ايطاليا هذا العام، مغادرين أراضيهم، بعد انتشار الفوضى والحرب، وحوالي 3200 منهم توفى في البحر خلال عملية الهجرة، وبعضهم ينتظر تصريح باللجوء.
لفتت الصحيفة لفشل الساسة والقيادات الأوروبية للوصول إلى اتفاقية أو تسوية أو خطة لإنهاء المسألة، إلا أن وزير الداخلية في الاتحاد الأوروبي في اجتماعا بلوكسمبرج يوم الثلاثاء، ناقش أخر تطورات مشكلة اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي، قائلا "هناك أكثر من 40 ألف مهاجر في قارة أوروبا".
 
======================
نيويورك تايمز: لا أحد يصغي لصوت اللاجئين عبر العالم
من الصحف العالمية 0 2015/06/17
تصور الأزمة العالمية لأناس أجبروا على التشرد جراء صراعات أو اضطهاد بوسائل شتى، عبر ذكر أعداد لا حصر لها، وملايين هجروا بيوتهم، وعبر صور لأشخاص يائسين احتشدوا فوق أسطح قوارب متداعية، أو داخل خيم لا تعد ولا تحصى وسط صحراء قاحلة، أو حقول طينية.
86 % من اللاجئين يعيشون في دول نامية تستطيع بالكاد دعمهم وفي أمريكا تم قبول أقل من 1000 لاجئ سوري من بين أربعة ملايين هربوا من سوريا منذ 2011 وتشير الإحصائيات لوجود قرابة 50 مليون مهجر سواء داخل أوطانهم، أو أنهم هربوا إلى أراض أجنبية، وبعضهم كالفلسطينين، عاش منهم أجيال كلاجئين، وآخرون كالأوكرانيين والسوريين هربوا من حروب أهلية ألمت ببلدانهم، فيما خرج مسلمو الروهينغا من مينامار خوفاً من اضطهاد ممنهج.
الماء أكثر أماناً
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها الأخيرة، بأنه “ما إن يبتعد هؤلاء عن أوطانهم، حتى يتحولوا إلى (مشكلة) بالنسبة لدوائر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ووكالة الغوث الدولية أو للدول التي لجأوا إليها، بوصفهم مرفوضين وعبء مكروه. ولكن في عدد من المؤتمرات والمناقشات الديبلوماسية بشأن اللاجئين نادراً ما يسمع صوت هؤلاء اللاجئين. وإن تحقق ذلك، يخرج صوت يائس كما عبرت عنه الشاعرة البريطانيةـ الصومالية وارسان شير: “عليكم أن تدركوا بأنه ما من أحد يضع أولاده في قارب، ما لم ير أن الماء أكثر أماناً لهم من اليابسة”.
وفي اليوم العالمي للاجئين، في 20 يونيو (حزيران)، يتوقع من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن تصدر تقريراً آخر، ومن المؤكد أنها سوف تشير فيه إلى الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين وأن غالبيتم 86٪ يعيشون في دول نامية تستطيع بالكاد دعمهم. وللأسف، لا يتم التطرق للمشكلة إلا عندما تخرج مأساتهم إلى العلن، كما يتم تصوير الأفارقة الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، أو السوريين الذين يسعون لعبور البحر خارج تركيا، التي اكتظت بهم، نحو اليونان أو بلغاريا، وعندها ينتاب الخوف الدول الغنية، وتبدأ بالبحث عن حلول.
عواقب
ويبدو أن المباحثات الجارية في أوروبا بشأن توزيع اللاجئين عبر القارة، أو عن وجوب ملاحقة المهربين، تظهر على الأقل، الاعتراف بالمشكلة وعواقبها على جميع الدول المعنية. ولكن تدفق اللاجئين يغذي أيضاً دعوات الأحزاب المتطرفة التي تحذر عادة من الأجانب وتحض على طردهم، مما يدفع الساسة للامتناع عن فتح أبواب بلادهم على مصراعيها. وعلى سبيل المثال، في أستراليا، أغلق رئيس الوزراء، توني أبوت، الأبواب أمام ركاب القوارب، طارداً إياهم نحو كمبوديا أو بابوا نيو جينواـ بحجة أن السماح للاجئين بالدخول إلى أستراليا، سوف يشجع آخرين على خوض مخاطر الرحلة مع المهربين.
وفي الولايات المتحدة، البلد الذي يتفاخر بتقليده في قبول أعداد كبيرة من “الطامحين لتنفس هواء الحرية”، تم قبول أقل من 1000 لاجئ سوري، من بين أربعة ملايين هربوا من سوريا منذ 2011. وباءت جهود وزارة الخارجية الأمريكية برفع هذا العدد بالفشل، جراء رفض المشرعين على أساس أن ذلك سيؤدي لتسلل جهاديين إلى الأراضي الأمريكية. وقد عبر عن ذلك الموقف، النائب مايكيل مايكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي.
تمويل
وتدعو نيويورك تايمز في افتتاحيتها الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة، لوجوب توفير مكان أرحب لاستقبال لاجئين، ووجوب توزيعهم على الدول بشكل عادل، فضلاً عن تقديم الدعم المالي اللازم للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وغيرها من الوكالات التي تتعامل مع هذه الأزمة.
وبرأي الصحفية، لن تكون تلك الجهود كافية لوحدها لحل المشكلة. ولن ينفع أيضاً بناء أسيجة أعلى، بحيث لطالما بقى هنا صراع واضطهاد، سوف يواصل الناس المخاطرة بفقدان كل شيء من أجل الوصول إلى شواطئ أكثر أماناً. وكما قالت الشاعرة البريطانيةـ الصومالية شاير: “لا أحد يهجر وطنه، ما لم يتحول ذلك الوطن إلى فك مفترس”.
وتختم نيويورك تايمز رأيها بأنه “لا يفترض بأن يدفع مزيد من حالات الغرق في خليج البنغال أو في المتوسط لكي تتحرك الحكومات. ومن الممكن للدول الأغنى أن تتوقع استمرار موجات المهاجرين،وأن تتخذ السبل الكفيلة بإنهاء الاضطرابات في دولهم، أو إن كان ذلك ضرورياً، لأن تساعدهم على الاستقرار في أراضيهم الجديدة، كما فعل عدد من آبائنا وأجدادنا”.
 
24- إعداد: ميسون جحا
======================
ستراتفور: توقعات مثيرة عن شكل العالم بعد عقد من الآن
نشر في : الخميس 18 يونيو 2015 - 04:05 ص   |   آخر تحديث : الخميس 18 يونيو 2015 - 11:44 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
نشرت مؤسسة الاستخبارات الخاصة للتنبؤ الاستراتيجي، ستراتفور، توقعاتها عن التطورات السياسية والاقتصادية العالمية في السنوات العشر القادمة.
في نواحٍ كثيرة، تعتقد مؤسسة ستراتفور أنّ العالم بعد 10 سنوات من الآن سيكون مكانًا أكثر خطورة، مع تلاشي قوة الولايات المتحدة ومعاناة دول أخرى بارزة من الفوضى والتراجع.
روسيا سوف تنهار-
لن تكون هناك انتفاضة ضد موسكو، ولكن قدرة موسكو المدمرة لدعم ومراقبة الاتحاد الروسي سوف تترك فراغًا بداخله بقايا الاتحاد الروسي.
العقوبات، وانخفاض أسعار النفط، وانخفاض قيمة الروبل، وارتفاع النفقات العسكرية، وزيادة الانشقاق الداخلي؛ كل هذا سيضعف قبضة الحكومة المركزية على أكبر دولة في العالم. روسيا لن تنقسم رسميًا إلى بلدان متعددة، ولكن سُلطة موسكو قد تتراجع لدرجة أن روسيا ستصبح سلسلة من المناطق التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، والتي قد لا تنسجم مع بعضها البعض.
ويذكر التقرير أنه من المتوقع أن “تضعف سلطة موسكو بشكل كبير؛ مما يؤدي إلى انقسام رسمي وغير رسمي لروسيا. كما أنّه من غير المرجح أن يظل الاتحاد الروسي في شكله الحالي“.
 
الولايات المتحدة سوف تستخدم جيشها لتأمين الأسلحة النووية في البلاد
تنتشر منشآت الأسلحة النووية الروسية عبر منطقة جغرافية واسعة. وإذا حدث التفكك السياسي الذي يتوقعه موقع ستراتفور؛ فهذا يعني أنّ الأسلحة ومخزون اليورانيوم، ونظم التسليم، يمكن أن يتم الكشف عنها فيما سيصبح فجأة فراغ القوة الأكثر خطورة في العالم.
ظهور مخزون الأسلحة النووية الروسية سيكون أكبر أزمة في العقد المقبل، وسيتعين على الولايات المتحدة معرفة ما يجب القيام به حيال ذلك، حتى لو كان ذلك يعني إرسال قوات برية لتأمين الأسلحة، والمواد، وأنظمة التسليم.
واشنطن هي القوة الوحيدة القادرة على معالجة هذه المسألة، لكنها لن تكون قادرة على السيطرة على أعداد كبيرة من المواقع العسكرية وضمان عدم إطلاق أيّة صواريخ في هذه العملية، وسوف تضطر الولايات المتحدة إما إلى إيجاد حل عسكري يصعب تصوره الآن، وقبول تهديد إطلاق الصواريخ المارقة، أو محاولة إنشاء حكومة مستقرة اقتصاديًا في المناطق المعنية لتحييد الصواريخ بمرور الوقت“.
ألمانيا ستعاني من بعض المشكلات
يعتمد اقتصاد ألمانيا على الصادرات التي استفادت بشكل كبير من تحرير التجارة على مستوى القارة من خلال الاتحاد الأوروبي واليورو، ولكن هذا يعني أن البلاد لديها الكثير لتخسره من أزمة اليورو المتفاقمة والموجة الناتجة من الشكوك في اليورو.
الاستهلاك المحلي في البلاد لا يمكن أن يعوض عن هذا الانخفاض في الاقتصاد الألماني القائم على الصادرات أو التراجع المتوقع في عدد السكّان. والنتيجة هي حالة ركود على غرار اليابان.
ويتوقع التقرير بأنّ ألمانيا ستعاني من انتكاسات اقتصادية حادة في العقد المقبل.
بولندا ستكون أحد زعماء أوروبا
انظر إلى ألمانيا الشرقية، ستجد أنّ الأمور لن تكون سيئة للغاية. في مركز النمو الاقتصادي والنفوذ السياسي المتزايد ستكون هناك بولندا.
عدد سكان بولندا لم ينخفض بقدر الانخفاض في غيرها من الاقتصادات الأوروبية الكبرى. وحقيقة أنها أكبر دولة أوروبية على حدود روسيا الغربية وأكثرها ازدهارًا سوف يضعها في موقع القيادة الإقليمية من أجل مكانة سياسية واقتصادية أكبر.
وهذا يساعد في وجود شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
أوروبا سوف تُقسّم إلى أربع مناطق
لم يمض وقت طويل حتى بدت الوحدة الأوروبية وكأنها قوة تاريخية لا يمكن وقفها، مع إزالة الحواجز السياسية والاقتصادية بين الدول واختفاء النزعات الإقليمية والقومية من الحياة السياسية في القارة.
وخلال عشر سنوات، بدا كل ذلك وكأنه حدث منذ زمن بعيد. يتحدث التقرير عن تقسيم أوروبا إلى أربع مناطق ستصبح متباعدة عن بعضها البعض بصورة متزايدة: أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية والدول الإسكندنافية، والجزر البريطانية. ستتواجد هذه المناطق إلى جانب بعضها البعض، لكنها لن تكون مرتبطة على نحو وثيق كما كانت من قبل.
قد يبقى الاتحاد الأوروبي بشكل أو بآخر، ولكنّ العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في أوروبا سيجري التحكم فيها من خلال العلاقات الثنائية أو العلاقات المتعددة الأطراف التي ستكون صغيرة من حيث النطاق وغير ملزمة في الوقت نفسه. وقد تحافظ بعض الدول على عضويتها في اتحاد أوروبي مُعدّل بشكل تام، ولكن هذا لن يوحد أوروبا.
تركيا والولايات المتحدة ستضطران إلى التحالف ولكن لسبب غير متوقع
العديد من الدول العربية في حالة سقوط حر الآن، ولا يرى تقرير موقع ستراتفور أنّ الفوضى ستنتهي قريبًا. المستفيد الأكبر من كلٍ ستكون تركيا، وهي دولة مستقرة نسبيًا تمتد من البحر الأسود على طول الطريق وصولًا إلى سوريا والعراق.
تركيا ستكون مترددة بشأن التدخل في الصراعات على حدودها، ولكنها ستضطر إلى التدخل بعد ذلك. وفي ظل تزايد قوة وحزم أنقرة، مقارنة بجيرانها؛ فإنّ البلاد ستصبح شريكًا لا غنى عنه للولايات المتحدة.
ولكن تركيا تريد شيئًا في المقابل: خط دفاع ضد دولة قوية وعدوانية التفكير على الجانب الآخر من البحر الأسود، تمتلك قواعد عسكرية في أرمينيا المجاورة. تريد تركيا المساعدة من الولايات المتحدة في إبقاء موسكو بعيدة عن حدودها الخلفية.
تركيا بحاجة إلى تدخل الولايات المتحدة لأسباب سياسية وعسكرية، وسوف تلتزم الولايات المتحدة بذلك، ولكن سيكون هناك ثمن في المقابل: المشاركة في احتواء روسيا. ولا تتوقع الولايات المتحدة من تركيا أن تخوض الحروب ولا تنوي القيام بذلك. ومع ذلك، تريد الولايات المتحدة درجة من التعاون في إدارة البحر الأسود.
الصين ستواجه مشكلة كبيرة
ربما تكون الصين عانت كثيرًا في العقد الأخير بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي الذي أدى إلى استياء شديد تجاه الحزب الشيوعي الحاكم. ولكن الحزب لن يتحرر، وهو ما يعني أن خيارها الوحيد القابل للتطبيق من أجل السيطرة على الفوضى والبقاء في السلطة هو زيادة القمع الداخلي.

كما تواجه بكين مشكلة أكبر: نمو الصين لم يتم توزيعه بشكل متساوٍ من الناحية الجغرافية. المدن الساحلية مزدهرة، ولكن المدن الداخلية للصين لا تمتلك القدرة على الوصول إلى الأسواق الدولية وهي مدن فقيرة نسبيًا. وهذه المشكلة تزداد سوءًا مع استمرار الصين في الاتجاه نحو التحضر.
وهناك توقع بأن المدن الداخلية -بخلاف أجزاء من نهر اليانغتسي الأكثر تحضرًا- سوف تنمو بشكل أسرع من المدن الساحلية. والفجوة المتزايدة بين المدن الساحلية والداخلية في الصين قد تكون نذيرًا لانشقاقات أكثر عمقًا.
كما يشير التقرير إلى أن الانقسامات الإقليمية كانت المحرك الأساسي للفوضى السياسية طوال تاريخ الصين. وهناك نتيجة غير متوقعة لكنها ممكنة عن تضارب المصالح السياسية للمدن الساحلية ضد سياسة بكين بنقل الثروة إلى المدن الداخلية لاحتواء الاضطرابات السياسية هناك.
اليابان ستصبح قوة بحرية صاعدة في آسيا
اليابان لديها تقليد بحري يعود تاريخه إلى قرون عديدة، ونظرًا لأنها جزيرة؛ فهي تعتمد إلى حد ما على الواردات. على الجانب الآخر، تبني الصين قوة بحرية متطورة، وقد تصبح أكثر عدوانية في السيطرة على طرق الملاحة في بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي؛ الذين تعتمد عليهم اليابان بشكل كبير.
لن يكون هناك خيار أمام اليابان سوى فرض سيطرتها على المنطقة لمواجهة الصين وحماية طرق إمداداتها. ومع انحسار قوة الولايات المتحدة؛ ستضطر إلى القيام بذلك بنفسها.
في الوقت الراهن، تعتمد اليابان على الولايات المتحدة لضمان وصول الطاقة. لكن، نظرًا لأننا نتوقع اشتراكًا حذرًا من الولايات المتحدة في المشاريع الخارجية، وأنّ الولايات المتحدة لا تعتمد على الواردات؛ فإنّ الاعتماد على الولايات المتحدة بات موضع شك. ولذلك؛ فإنّ اليابان ستزيد من قوتها البحرية في السنوات المقبلة”.
لن تكون هناك حرب في جزر بحر الصين الجنوبي.. ولكن، هناك صيد
القوى الإقليمية ستقرر أن النزاعات في جزيرة بحر الصين الجنوبي لا تستحق تصعيدًا عسكريًا كبيرًا ، ولكنها ستكون أعراضا ديناميكية خطيرة للقوة.
القتال في الجزر الصغيرة التي تنتج طاقة رخيصة وغير مربحة لن يكون القضية الرئيسة في المنطقة، ولكن سوف تظهر لعبة قديمة بين ثلاثة أطراف: روسيا، تلك القوة المتراجعة، ستفقد بشكل متزايد قدرتها على حماية مصالحها البحرية، وسوف تهتم كلا من الصين واليابان بالحصول على تلك المصالح ومنع بعضهما البعض من الحصول عليها.
ديناميكيات القوة العظمى الخطيرة ستعود مرة أخرة إلى شرق آسيا، حتى لو كان ذلك لن يؤدي إلى نزاع مسلح في بحار الصين، في جنوب وشرق الصين.
الاقتصاد الصيني سوف يتباطأ، وسينخفض معدل نمو طاقته الإنتاجية، وهذه أخبار سارة لمجموعة من البلدان، وإلى جانب ذلك ستنتقل وظائف التصنيع للمبتدئين -التي تسيطر عليها الصين- إلى 16 دولة ناشئة يبلغ عدد سكانها 1.15 مليار نسمة.
وعلى الرغم من أنّ النمو في الصين سيتوقف، مما يؤدي إلى عواقب سياسية واقتصادية لا يمكن التنبؤ بها؛ لكنّ المكسيك، ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وبيرو وإثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا وبنغلاديش وميانمار وسريلانكا ولاوس وفيتنام وكمبوديا والفلبين، وإندونيسيا؛ ستشهد تطورًا كبيرًا في الوضع الاقتصادي خلال العقد المقبل مع وصول المزيد من وظائف التصنيع.
القوة الأمريكية سوف تتراجع
في ظل تحول العالم إلى مكان فوضوي غير متوقع على مدى السنوات العشر المقبلة، سيكون رد فعل الولايات المتحدة متزنًا بشأن الكيفية التي ستختار بها تحدياتها بدلًا من اتخاذ دور قيادي فعّال في حل مشاكل العالم.
النمو الاقتصادي والإنتاج المتزايد من الطاقة المحلية، وتراجع الصادرات، والشعور بالسلامة في الزاوية الأكثر استقرارًا في العالم، يمنح الولايات المتحدة رفاهية أن تكون قادرة على تحصين نفسها ضد الأزمات العالمية.
وعلى الرغم من أن هذا الدور المتحفظ للولايات المتحدة في الشؤون العالمية سوف يجعل العالم مكانًا أقل قابلية للتنبؤ، لكن الحقيقة هي أن الدول الأخرى ستضطر إلى التعامل مع هذا الوضع الجديد.
كما ستواصل الولايات المتحدة مسيرتها لتكون قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية كبيرة في العالم، ولكن ستكون أقل انخراطًا مما كانت في الماضي، وسوف يكون هناك عالم غير منظم، مع تغيير الدول العظمى في العديد من المناطق، وسيكون الثابت الوحيد القوة القديمة للولايات المتحدة والتي سيتم الاستفادة منها بشكل أقل في العقد المقبل.
======================
جواد صالحي أصفهاني – لوب لوغ :رفع العقوبات.. كيف يساعد ويضر الاقتصاد الإيراني؟
نشر في : الخميس 18 يونيو 2015 - 03:30 ص   |   آخر تحديث : الخميس 18 يونيو 2015 - 03:54 ص
جواد صالحي أصفهاني – لوب لوغ (التقرير)
سوف تؤدي إزالة أو تخفيف العقوبات الدولية إلى استفادة الاقتصاد الإيراني، تمامًا كما أدت هذه العقوبات إلى إلحاق الأذى بهذا الاقتصاد عندما تم فرضها. ولكن، ليس لكل العقوبات نفس التأثير، وسوف يكون لإزالة بعضها تأثير أسرع من إزالة بعضها الآخر.
وقد رهن الرئيس روحاني حظوظه السياسية على إنعاش الاقتصاد. وبالتالي، فإن كيفية استفادة الاقتصاد الإيراني من عقد الصفقة النووية، ومدى سرعة الحصول على هذه الفائدة؛ ستكون عوامل مهمة بشكل حاسم بالنسبة للسياسة الإيرانية، وخاصة بالنسبة للانتخابات البرلمانية المقبلة في مارس 2016.
وسوف يؤثر تخفيف العقوبات على الاقتصاد الإيراني بأربع طرق رئيسة. وسيأتي التأثير الأكثر إلحاحًا من الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، والتي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار، أي ما يعادل حوالي ربع الناتج المحلي الإجمالي لإيران، وما يزيد بنسبة الثلث عن حجم ميزانية الحكومة لهذا العام. وسوف يؤدي رفع العقوبات ضد صادرات النفط الإيرانية، وهي في الوقت الحالي نحو 1.4 مليون برميل يوميًا، إلى زيادة عائدات النفط، ولكن ليس قبل مرور بضعة أشهر على الأقل. وسيفتح رفع العقوبات الطريق أيضًا أمام الشركات الأجنبية للاستثمار في النفط، والغاز، والسيارات، والفنادق، وغيرها من القطاعات الإيرانية.
وأما النوع الرابع من الإغاثة الاقتصادية، فسوف يتمثل في استعادة إيران لقدرتها على القيام بالتجارة مع بقية العالم، واستخدام النظام المصرفي العالمي، وخاصة نظام المدفوعات بين البنوك المعروف باسم SWIFT.
وسوف يتم تخفيف العقوبات تدريجيًا، ومن الممكن أن يكون خاضعًا لحالة من عدم اليقين. وقد تتم إعادة فرض بعض العقوبات إذا ما نشأ خلاف جديد بعد توقيع الصفقة.
وسيكون لهذين النوعين الأخيرين من الإغاثة من العقوبات، وهما إزالة القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي والتجارة والتعاملات المصرفية، الأثر الأكبر على الاقتصاد الإيراني، ولكنهما لن يؤتيا ثمارهما قبل مرور عدة سنوات. ولا أحد يعرف كم من الاستثمارات الأجنبية سوف تحدث في الواقع. وقد يستمر المستثمرون الأجانب بالحذر، حتى بعد التوقيع على الاتفاق النووي؛ بالنظر إلى المعارضة القوية لهذا الاتفاق داخل إيران. وحتى يكون رفع العقوبات التجارية والمصرفية بدوره قادرًا على تنشيط الإنتاج الإيراني؛ ستكون هناك حاجة لتحسين مناخ الأعمال في البلاد أولًا، وإزالة العديد من العوائق التي يسميها المنتجون المحليون “العقوبات الداخلية”.
وبالتالي، ومع هبوط رأس المال السياسي لروحاني بسرعة، واقتراب الانتخابات البرلمانية الحاسمة؛ ينبغي على الرئيس الإيراني أن يركز اهتمامه في الحصول على النقد السريع الناتج عن إلغاء تجميد الأصول الإيرانية في الخارج، وربما، عن بعض صادرات النفط الكبيرة.
فضائل الإيرادات الجديدة
سوف تحقق العائدات الجديدة القادمة من هذه المصادر المعجزات بالنسبة لموقف الحكومة المالي، ويمكنها إلى حد لا بأس به إطلاق العنان لتسريع التعافي الاقتصادي الهزيل جدًا حاليًا. ويستطيع هذا المال أن يضاعف بسهولة عائدات العملة الأجنبية للحكومة، من 30 مليار دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار هذا العام، وهو ما سيكون أكثر من كافٍ لإغلاق الفجوة الكبيرة في الميزانية، والناجمة عن سعر النفط الأقل من المتوقع، وعن انخفاض تحصيل الضرائب.
وما هو أهم من ذلك، هو أن هذه الأموال سوف تساعد الحكومة في الوفاء بوعدها بإحياء النمو الاقتصادي، من خلال تمكينها من استئناف بعض من عدة مئات من مشاريع التنمية غير المكتملة، وغير النشطة.
وحتى الآن، كان الإنجاز الاقتصادي الرئيس لحكومة روحاني هو خفض معدل التضخم من 35% في عام 2013 إلى 15% هذا العام. ولكن الأخبار القادمة من جانب الإنتاج ليست جيدة. وعلى الرغم من توقف التدهور الاقتصادي؛ ينمو الاقتصاد حاليًا بمعدل تافه، هو 1 إلى 2٪ سنويًا. وأيضًا، قد يكون الوضع أسوأ حتى فيما يتعلق بالعمل، وقد أخرت الحكومة نشر التقرير الفصلي لمسح القوى العاملة لفصل شتاء 2015، الذي كان ينبغي أن يتم إصداره قبل أشهر.
وبعد ما يقرب من عامين على الابتهاج الذي أعقب فوز روحاني في الانتخابات التاريخية في يونيو 2013، عاد المزاج العام في إيران ليخفت بالتأكيد، على الرغم من أن الآمال لا تزال مرتفعة في أن الصفقة النووية قد تحدث فرقًا. ومن الممكن أن يأتي التغيير السريع فقط من خلال زيادة الإنفاق على التنمية، وهو الأمر الذي قد يصبح ممكنًا من خلال الحصول على النقد الناتج عن رفع العقوبات عن الحسابات المجمدة.
ويعد الإنفاق على التنمية الأداة الرئيسة في تمكين الإنتاج؛ حيث إن استثمارات القطاع الخاص اعتادت تاريخيًا على أن تأتي في أعقاب زيادة الإنفاق الاستثماري الحكومي. ومن المحتمل أن تأتي ميزانية التنمية لهذا العام تحت نسبة 15% من إجمالي الإنفاق العام، وهذا أقل بكثير من نسب الـ 25 إلى 30% التي ولدت معدلات نمو اقتصادي سنوي بنسبة 6% في الماضي.
وهنا سيأتي دور الأموال المفرج عنها بعد الاتفاق النووي؛ حيث ستؤدي هذه الأموال إلى مضاعفة الإنفاق الحكومي على التنمية أو حتى جعلها ثلاثة أضعاف حجمها الحالي.
تجنب المرض الهولندي
ولكن، هناك عيوب لإنفاق هذا المال بسرعة. ويدرك فريق روحاني الاقتصادي جيدًا المشاكل التي قد يخلقها التدفق الكبير للعملات الأجنبية بالنسبة للمنتجين المحليين في إيران. والمشكلة هنا هي المرض الهولندي المعروف، وهو اختزال لتناقص النشاط الصناعي كنتيجة لصادرات الموارد الطبيعية. وسوف يؤدي تدفق النقد الأجنبي القادم من الأصول المجمدة في الخارج إلى رفع معظم الأسعار المحلية، في حين ستبقى أسعار الواردات نفس ما هي عليه. وبالتالي، سوف تفقد الصناعة المحلية قدرتها التنافسية، وسيتم فقدان الوظائف.
وبعد أن انتقد فشل حكومة أحمدي نجاد في تحويل 800 مليار دولار من أموال النفط إلى فرص عمل، بات فريق روحاني الاقتصادي يدرك هذا الفخ، ويريد إدارة التدفقات النقدية على نحو أفضل. ولكن الاعتراف بالمشكلة شيء؛ وأن تفعل شيئًا حيالها شيء آخر تمامًا.
وهناك حاجة لتطور في السياسة والانضباط لإدارة تدفق الدولارات الجديدة بحيث لا تقوض الإنتاج والعمالة. وقد يكون التطور موجودًا، ولكن الانضباط قد لا يكون كذلك. وستجرى الانتخابات البرلمانية الحاسمة في مارس، بعد ستة أشهر فقط من توفر هذه الأموال، وسيكون صبر جمهور الناخبين بدأ ينفذ لرؤية الدولار الأمريكي أرخص، وأسعار السلع المستوردة أقل.
وبالتالي، سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت حكومة روحاني سوف تتمكن من مقاومة إغراءات الشعوبية، التي انتقدت سابقتها بشأنها، والتي كانت مسؤولة عن السجل السيئ لنمو العمالة على مدى العقد الماضي.
======================
الاندبندنت: أكثر من 700 إرهابي بريطاني بصفوف داعش
 18 حزيران 2015    سوار ديب
تعتبر بريطانيا من أكثر الدول الأوروبية تصديرا للإرهابيين إلى سورية وأقرت الشرطة الأمريكية مؤخراً بتسلل نحو 700 إرهابي للنضمام لصفوف "داعش" الإرهابي.
وذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن شاب بريطاني أقر بتهم منسوبة اليه بالارهاب ومحاولة الانضمام الى تنظيم "داعش" الارهابي في سورية.
وذكرت الصحيفة ان "سيد تشودري" البالغ من العمر 19 عاما متهم بالتخطيط لشن هجمات ارهابية داخل بريطانيا ومحاولته التوجه الى سورية بهدف الانضمام الى تنظيم "داعش" الارهابي.
وكان "تشودري" يعيش في منطقة "كارديف" عندما ألقي القبض عليه فى الرابع من كانون الاول الماضي حيث اصبح في دائرة الاهتمام من قبل ضباط مكافحة الارهاب عندما حمل خلال مشاركته في احد الاحتجاجات لافتة تروج لتنظيم "داعش"الارهابي.
كما قام تشودري قبل اعتقاله بنشر مواضيع ذات محتوى متطرف بما في ذلك شريط فيديو يصور جرائم اطلاق نار وصورة للارهابي البريطاني الملقب بـ"الجهادى جون" فضلا عن قيامه بعمليات بحث عن مواضيع ارهابية على شبكة الانترنت.
وتعتبر بريطانيا من اكثر الدول الاوروبية تصديرا للارهابيين الاجانب الى سورية واقرت الشرطة البريطانية مؤخرا بأن أكثر من700 بريطاني تسللوا الى سورية للانخراط في صفوف التنظيمات الارهابية فى الوقت الذي تؤكد فيه التقارير الاعلامية والاستخباراتية أن أعداد البريطانيين الذين انضموا الى هذه التنظيمات يفوق هذا الرقم بكثير.
======================
التايمز: مقاتلو داعش يدخلون تركيا مع السوريين متنكرين
يونيو 18, 2015 , 10:37
لندن (زمان عربي)- كشفت صحيفة” التايمز” البريطانية عن أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي “داعش” الذين هزموا في مدينة تل أبيض السورية الواقعة بمواجهة بلدة أكتشه قلعة في مدينة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا يحلقون ذقونهم كنوع من التنكر ويعبرون الحدود إلى داخل الأراضي التركية مع السوريين الفارين من القتال.
وبحسب ما نقلت “بي بي سي” التركية؛ ذكرت التايمز في خبرها الذي حمل توقيع الصحفيّة هانا لوسيندا أنه “عندما كانت مدينة تل أبيض الواقعة على الحدود السورية تحت سيطرة تنظيم داعش، باع محل ملابس ناحية تركيا عددا كبيرا من البراقع للمتوجهين إلى المنطقة التي أعلن فيها المتشددون الخلافة. إلا أنه عقب هزيمة الأصوليين حاول أعضاء داعش التسلل إلى تركيا ومحو آثارهم عن طريق إخفاء هويتهم”.
وتابعت الصحيفة: “قبل ساعات من استيلاء القوات الكردية على مدينة تل أبيض هرب معظم مقاتلي داعش إلى الجنوب؛ نحو الرقة، المدينة التي يتمتعون فيها بنفوذ كبير في سوريا. وقام بعضهم بتسليم أنفسهم للمسؤولين الأتراك قبل أن تقوم وحدات حماية الشعوب الكردية برفع رايتها، فيما قام البعض الآخر بدخول تركيا مع اللاجئين السوريين الآخرين بعدما قاموا بحلقذقونهم”.
 
======================