الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 20-10-2015

سوريا في الصحافة العالمية 20-10-2015

21.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
 
عناوين الملف
  1. مجلة سلايت: ثلاثة مفاتيح لفهم المتاهة السورية
  2. الغارديان: ثراء شركات إسكان سويدية بسبب اللاجئين
  3. لوموند: الحياة في سوريا بعيون مقاتلين فرنسيين
  4. ثاناسيس كامبانيس – (فورين بوليسي) 15/10/2015 :دمشق تموت ببطء
  5. لو فيجارو: روسيا تدخلت في سوريا لزعزعة المنطقة
  6. الاندبندنت البريطانية :فيسك: ويل لأي دولة تنسى ان الجيش السوري اقوى الجيوش
  7. «لوموند»: الرياض ستكثف دعمها للمعارضة السورية في مواجهة التدخل الروسي
  8. واشنطن بوست: إيران ومليشياتها تُعد لاستعادة مدينة حلب السورية
  9. ديلي تلغراف: تكلفة اللاجئ السوري في بريطانيا تقدر بـ 24 الف جنيه استرليني سنوياً
  10. نيويورك تايمز: خطة بوتين لتقسيم سوريا
  11. فاينانشيال تايمز  :كاتب بريطاني : أوروبا اختارت التوقيت الأسوأ لإعادة اكتشاف تركيا
 
مجلة سلايت: ثلاثة مفاتيح لفهم المتاهة السورية
باريس - عربي21# الإثنين، 19 أكتوبر 2015 07:15 م 030
نشرت مجلة سلايت الناطقة بالفرنسية، مقالا حول الصراع الدائر في سوريا، جاء فيه أن درجة تعقيد هذا الصراع والأبعاد التي أخذها تنبئ بحقبة جديدة في تاريخ العلاقات الدولية، وأن فهم ما يحدث في المنطقة لا يتم إلا عبر تنزيله في إطاره الديني والإقليمي والدولي.
وقال الكاتب، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب في سوريا أصبحت رمزا لغموض وتعقيد المشهد الدولي، حيث إن هذه الحرب الأهلية تحولت إلى صراع إقليمي وتحد عالمي، وهي تمثل انعكاسا حقيقيا لما يعتبره الخبراء الدوليون تغيرا كبيرا في المشهد الدولي، وتشابكا غير مسبوق، وهو ما عبر عنه مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، زبيغنيو بريجينسكي، بقوله إن "التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم اليوم ليس التسلط والطغيان بل هو الفوضى".
واعتبر الكاتب أن النظام العالمي ثنائي القطبية الذي ميز فترة الحرب الباردة؛ لم يعد قائما اليوم، كما أن النظام الذي ظهر إثر انهيار المعسكر الشيوعي أيضا في حالة تفكك واضمحلال، ولذلك فإنه لم تعد هناك مقاييس تقليدية وموحدة لتقييم الأحداث في المشهد الدولي، وهو ما عليه الحال في الأزمة السورية، حيث إن ظهور تنظيم الدولة والتدخل المباشر وغير المباشر من القوى الدولية والإقليمية؛ جعل الصراع عصيا على الفهم.
وأشار المقال إلى أنه رغم كل هذا التعقيد في الصراع السوري، فإنه يمكن محاولة فهمه من خلال ثلاثة مفاتيح أساسية؛ وهي كونه صراعا دينيا بين القطبين السني والشيعي، كما أنه صراع إقليمي لبسط النفوذ في المنطقة، وهو أيضا لعبة ليّ ذراع بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى.
وذكر المقال أن التفسير الديني للصراع يبقى هو الأبرز والأقرب للأذهان، فعلى غرار الصراعات التي حدثت في أواخر القرن العشرين، تبدو الدوافع الدينية واضحة، وهو ما يذكرنا بالصراع بين الكاثوليك والبروتستانت في إيرلندا الشمالية، وفي الحرب الأهلية في يوغسلافيا بين المسيحيين والمسلمين.
وفي سوريا، يسعى شيعة إيران والعراق، وتنظيم حزب الله الشيعي اللبناني، بالإضافة إلى العلويين في سوريا، إلى بسط نفوذهم على أكبر منطقة ممكنة ومواجهة خصمهم السني.
وأضاف الكاتب أن التصنيف السني الشيعي لوحده غير كاف، حيث إن السنة بدورهم منقسمون، إذ اعتبر الكاتب أن دولا مثل المملكة العربية السعودية ساهمت في إنشاء تنظيم الدولة، وهي تواصل تمويل مجموعات أخرى مثل جبهة النصرة، وبعض المجموعات السلفية مثل أحرار الشام والجبهة الإسلامية، ولكن هذه المجموعات أصبحت الآن تحارب ضد تنظيم الدولة. كما أن الأكراد الذين ينتمون أيضا إلى الطائفة السنية يحاربون في الصفوف الأولى ضد هذا التنظيم.
وأشار إلى أن البعد الديني للصراع يتجلى أيضا من خلال قيام بطريرك الكنيسة الروسية بدعم التدخل الروسي إلى جانب إيران وبشار الأسد، واعتبار أن بلاده تخوض حربا مقدسة.
ورأى الكاتب أن وراء هذا الصراع الشيعي السني تختبئ أيضا حسابات إقليمية أخرى بين ثلاث قوى في الشرق الأوسط، وهي إيران وتركيا والسعودية، حيث تسعى إيران بعد سنوات من العزلة إلى استثمار الاتفاق النووي الذي وقعته مع الدول الكبرى، للخروج من عزلتها، والاعتماد على المليشيات الشيعية لتحقيق مكاسب إقليمية والظهور كلاعب رئيسي في المنطقة.
يذكر أن السعودية بدورها لطالما كانت تناصب العداء لإيران، ليس فقط بسبب الخلافات المذهبية بينهما، بل أيضا بسبب التنافس على الهيمنة على المنطقة، إذ لطالما كان السعوديون حلفاء للولايات المتحدة والغرب في المنطقة، حتى عندما تزايدت الخلافات بين الجانبين مع اندلاع الربيع العربي، بحسب الكاتب.
ورغم المشكلات الداخلية التي شهدتها السعودية بسبب انتقال السلطة والصراعات الداخلية التي تعاني منها، سعت المملكة إلى فرض هيمنتها من خلال التدخل العسكري المباشر في الجار اليمني، ومن خلال دعم مجموعات مسلحة في سوريا، منها ما يوصف بالتشدد مثل تنظيم الدولة، كما يقول الكاتب.
وأشار المقال في سياق الحديث عن الصراع الإقليمي، إلى الدور الذي تسعى تركيا للعبه في المنطقة، بعد أن نجح الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته، الذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، أحمد داوود أوغلو، في وضع نظرية دبلوماسية "ما بعد العهد العثماني"، التي تكون فيها تركيا مركز ثقل في المنطقة كما كان الحال في السابق.
ونجحت تركيا من خلال هذه السياسة في تحقيق سياسة "صفر صراعات مع جيرانها"، ورغم أن الخلافات بلغت أوجها بينها وبين بعض دول المنطقة، لا تزال تركيا تحافظ على هذه السياسة التي حققت لها مكاسب اقتصادية ودبلوماسية كبيرة.
وأضاف الكاتب أن تركيا التي كانت في مرحلة أولى قريبة من بشار الأسد وحاولت القيام بدور الوساطة في سنة 2011 لمنع تفاقم الأزمة السورية، قررت فيما بعد الوقوف إلى جانب الثورة السورية ضد هذا النظام الذي رفض الإنصات لشعبه.
وقال إن المفتاح الثالث لفهم هذا الصراع المعقد هو اعتباره امتدادا للحرب الباردة بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب بالتدخل في مرحلة أولى، ثم أقدمت موسكو من جهتها على التدخل لنجدة بشار الأسد ومساندة الجهود الإيرانية، وهو ما يعيد إلى الأذهان الصراع الكلاسيكي بين الشرق والغرب إبان فترة الحرب الباردة.
ولاحظ الكاتب أنه على غرار تلك الفترة، فإن المعسكريين يتفاديان المواجهة المباشرة، ويفضلان القيام بتحركات تكتيكية وممارسة الحروب بالوكالة، كما هو الحال في أوكرانيا، التي رفض الغرب فيها الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا، وفضل إمداد الحكومة الأكرانية بالأسلحة والمستشارين.
وفي الختام، اعتبر الكاتب أن الوقت ما زال مبكرا لإصدار التوقعات بشأن مصير هذا الصراع، ولكنه حذر من أن روسيا التي أرسلت عددا كبيرا من مستشاريها وجنودها إلى سوريا، تواجه خطر الغرق في المستنقع السوري، على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي في أفغانستان. ولكن في الوقت الحاضر على الأقل، نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في فرض نفسه محاورا أساسيا في هذا الصراع، بعد أن ظل خلال الفترة الماضية مقصيا من المشهد الدولي، على خلفية قيامه بضم شبه جزيرة القرم ودخوله في الصراع الأوكراني.
======================
الغارديان: ثراء شركات إسكان سويدية بسبب اللاجئين
لندن - عربي21 - باسل درويش# الإثنين، 19 أكتوبر 2015 12:41 م 0160
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن السويد تعيش وسط أزمة بين الحكومة وملاك البيوت الخاصة، الذين تتهمهم بالتربح من كارثة اللاجئين، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ظروف صعبة لتوفير الأسرة لآلاف اللاجئين، الذين يتدفقون أسبوعيا على البلاد.
ويشير التقرير إلى أن الحكومة بدأت باستخدام الخيام المدفأة، لإسكان تسعة آلاف لاجئ يصل أسبوعيا؛ بسبب نقص البيوت المتوفرة. مبينا أنه في الوقت ذاته وجهت الحكومة اتهامات للشركات الخاصة بوضع أسعار مبالغ فيها، لمساعدة الحكومة على استيعاب 80 ألف لاجئ، وصلوا إلى السويد هذا العام.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول مجلس إسكان اللاجئين في السويد تولي فيورغارد، قوله: "نحن نعيش من اليد إلى الفم". وأضاف أن خدمات مجلسه تعتمد بشكل كامل على الشركات الخاصة. وعلق قائلا: "لا يفعلون هذا خدمة لنا، وهو قطاع خاص، وهذه فرصة لتحقيق الربح وبسرعة ممكنة، وهي فرصة مضمونة؛ لأن الحكومة تدفع الفواتير".
ويذكر التقرير أن المجلس قرر تخفيض سقف المعايير التي يعمل من خلالها، حيث يحاول تأمين 30 ألف سرير في نهاية العام.
وتلفت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء ستيفان لوفين اتهم مديري الشركات بالجشع، وتساءل إن كانوا يشعرون بشعور جيد "عندما تنظرون إلى وجوهكم في المرآة"، وهم يعرفون أنهم يحققون أرباحا طائلة من أزمة اللاجئين.
ويبين التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن وزير الهجرة مورغان يوهانسون شجب شركات الإسكان الخاصة، التي "تملأ جيوبها" بالمال، فيما يحاول بقية السويديين تجميع ما لديهم من مال لمساعدة اللاجئين.
وبحسب الصحيفة، فإن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 86 ألفا تقدموا بطلبات لجوء هذا العام، وهو رقم تجاوز 84 ألفا خلال فترة حرب البلقان عام 1992.
ويفيد التقرير بأن عددا كبيرا من الأطفال وصلوا إلى السويد بمفردهم، ما يقتضي وضعهم مع عائلات لتوفير الرعاية لهم. وهو ما جذب استثمارا في مجال مربح أضعاف ما تجنيه الشركات من توفير السكن.
وتورد الصحيفة أن شركة "إليرز"، التي تملكها عائلة ويلينبرغ المؤثرة، اتهمت بالتربح، ورفضت التعليق على تقارير صحافية قالت إنها تتقاضى 84 ألف كرونا سويدية (أي ما يعادل ستة آلاف جنيه إسترليني) في الشهر، من أجل توفير عائلة تعتني بطفل لاجئ.
ويشير التقرير إلى أن شركة "فاردغا"، التي تعرضت للنقد؛ بسبب مستوى الخدمة الفقير الذي تقدمه للعجزة، علقت بأن العناية بالطفل تحتاج إلى نفقات عالية وفترة طويلة. وهو ما يعني 200 يورو في اليوم، بحسب مدير الشركة فردريك غرين، الذي قال إنه "بعد ثلاثة أعوام من العمل في هذا المجال، لا نكاد نغلق الحسابات".
وتوضح الصحيفة أنه بالنسبة لشركة "جوركايو"، المتخصصة بتوفير السكن للبالغين، فقد ضاعفت من خدماتها بنسبة ثلاثة أضعاف، في الفترة ما بين 2013 إلى 2014. وفقد مدير الشركة بيت كارلسون أعصابه عندما سألته صحافية عن أرباح الشركة، ووصفها بالحماقة.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن كارلسون قد أنشأ حزبا معاديا للاجئين، وأعلن عن حملة في الأسبوع الماضي تطلب من اللاجئين عدم الحضور إلى السويد؛ لأن البلد مزدحم بالسكان.
======================
لوموند: الحياة في سوريا بعيون مقاتلين فرنسيين
باريس - عربي21# الإثنين، 19 أكتوبر 2015 09:54 م 030
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا، حول ما رواه مقاتلون فرنسيون كانوا في صفوف تنظيم الدولة، وتحدثت عن مخاوف المخابرات الفرنسية من نوايا هؤلاء العائدين.
وقال التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إن التنظيم خسر 9 آلاف مقاتل منذ بداية ضربات التحالف الدولي، ما أجبره على اعتماد خطط جديدة لتجنب الغارات الجوية، وعلى الاقتصار على عمليات نوعية، من أجل وقف نزيف الخسائر البشرية.
وذكر التقرير أنه بمجرد وصول المتطوعين إلى الحدود السورية التركية، يكون مهربون تابعون لتنظيم الدولة في استقبالهم، لتهريبهم إلى مناطق سيطرة التنظيم، مضيفا أن هذه التجارة رائجة في سوريا، وأنها تؤمن للمجموعات المقاتلة ما تحتاجه من مقاتلين.
وجاء في التقرير أن عددا من المهربين يطلبون من الوافدين اختيار التنظيم الذي ينوون التوجه إليه، سواء جبهة النصرة أو تنظيم الدولة، في حين يقوم مهربون آخرون بنقل المقاتلين دون استشارتهم، حيث حدث أن وجد بعض المقاتلين الفرنسيين أنفسهم في صفوف فصائل تقاتل ضد تنظيم الدولة الذي جاؤوا للالتحاق به.
ووصفت الصحيفة ظروف التدريب في معسكرات تنظيم الدولة، قائلة إن "اليوم المثالي للتدريب في تلك المعسكرات يشمل الاستيقاظ عند الساعة الخامسة والنصف لأداء صلاة الصبح، والقيام بتمارين رياضية، مثل الجري وتمارين الضغط وتمارين الحواجز، بالإضافة إلى تدريبات عسكرية مثل القنص باستعمال الكلاشنكوف، وإطلاق القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية، والتدريبات النفسية، مثل مقاومة البرد والجوع، إلى جانب دروس في العلوم الشرعية ومناوبات الحراسة الليلية".
وذكرت الصحيفة أن المقاتلين يوزعون ضمن كتائب حسب لغتهم، وهو ما أدى بالناطقين باللغة الفرنسية، أي الفرنسيين والبلجيكيين، إلى الانغلاق على أنفسهم في مجموعات ضيقة، وجعلهم يحملون ثقافتهم الفرانكفونية معهم إلى سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النظام لا يطبق على كل الفرنسيين، إذ يتقلد العديد منهم مسؤوليات مهمة مثل قادة كتائب وأعضاء في الشرطة الشرعية أو الإمامة، بينما ينخرط آخرون في القتال وفي التمريض وفي مهام بسيطة، كالطبخ وحفر القبور.
وذكرت الصحيفة أن التنظيم يوفر لمقاتليه المأوى والدخل الشهري حسب مهمة كل شخص، ومنحة بـ100 دولار لكل فرد من أفراد العائلة.
وجاء في التقرير أن المقاتلين الفرنسيين لا يتحدثون عن مهامهم القتالية إلا نادرا، ويقتصرون غالبا على الحديث عن الدوريات الروتينية التي يخرجون فيها، متغاضين عن مشاركة بعضهم في عمليات مداهمة لقرى شيعية وكردية، وفي ارتكاب جرائم إبادة جماعية في هذه القرى، بالإضافة إلى تنفيذ زملائهم عمليات انتحارية.
وأكدت الصحيفة أن عددا من الفرنسيين شاركوا في اضطهاد السوريين، خاصة في الرقة واعزاز (قبل طرد التنظيم منها)، إذ نفذ التنظيم عمليات ذبح في الساحات العامة باسم "تطبيق الشريعة". وشارك بعض الفرنسيين بأنفسهم في عمليات قطع الرؤوس، بينما كان آخرون شهودا على الإعدامات، والرجم بالحجارة، وقطع الأطراف، وعمليات الجلد، وبعض هذه العمليات موثقة في الساحة العامة في اعزاز (ريف حلب الشمالي)، التي تشهد مرتين أو ثلاثة كل أسبوع قطع أطراف المتهمين بلعب القمار.
وذكر التقرير أن التنظيم يقوم بجلد باعة القنب والتبغ، أما تجار الهيروين، والمثليين، والمتمردون، والسحرة والزناة، فيتم إعدامهم على الملأ، وتبقى جثثهم معروضة لعدة أيام وتكتب عليها التهم التي أعدموا بسببها.
وقالت الصحيفة إن بعض المقاتلين الفرنسيين تمكنوا من العودة إلى فرنسا في بداية الأزمة السورية، بعد موافقة التنظيم على ذلك، حيث صدم أغلبهم بحقيقة الوضع، خاصة بعد نشوب الحرب بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة، حيث اعتبرت هذه المواجهات العامل الأساسي في تنامي موجات عودة المقالتين إلى الدول التي أتوا منها، إلى جانب عوامل أخرى مثل الامتعاض من عدم تركيز التنظيم على محاربة نظام بشار الأسد، أو لأسباب خاصة مثل العلاج، أو التواجد إلى جانب نسائهم لاقتراب موعد الولادة.
وقال التقرير إن المخابرات الفرنسية قلقة جدا حيال عودة المقاتلين من سوريا بإذن وموافقة تنظيم الدولة، وأنها تنظر إلى سوريا على أنها أصبحت مصنعا ضخما للإرهاب، موجها لضرب فرنسا وأوروبا على المدى القريب.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن التحدي الذي يواجه عملية محاكمة العائدين، يكمن في صعوبة التمييز بين الذين تراجعوا عن الانخراط في منظومة تنظيم الدولة بعد أن صدموا ببشاعة الوضع في سوريا، وبين الذين أرسلهم التنظيم في مهام قتالية داخل أوروبا.
======================
ثاناسيس كامبانيس – (فورين بوليسي) 15/10/2015 :دمشق تموت ببطء
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد
تجوُّف الطبقة الوسطى في سورية يترك خلفه فراغاً خطيراً -ويجبر روسيا وإيران على التدخل لتعزيز صفوف الأسد الناضبة.
*   *   *
دمشق، سورية- حتى اندلاع الحرب الأهلية السورية في العام 2011، تمتعت إيمان بحياة مريحة في المَزة؛ مركز الطبقة الدمشقية الوسطى، والحي الذي يتمتع بالشعبية لدى موظفي الحكومة السورية. وقد كرست السيدة البالغة من العمر 39 عاماً نفسها لابنيها، ولم تحلم في أي يوم بأن عائلتها يمكن أن تخرج من تلك الدعة التي كانت، بعد كل شيء، وعداً صريحاً من دولة الرئيس بشار الأسد البعثية.
اليوم، أسلمت مطحنة الحرب التي لا تتوقف حياة إيمان إلى حالة مستمرة من القلق. إنها تحاول أن تبقي ابنيها مختفيين، خشية أن تقوم الحكومة الجائعة لجنود الخدمة الإلزامية بأخذهما للقتال، أو احتمال أن يقعا ببساطة في أيدي الميليشيات المعروفة باعتقالها التعسفي للمدنيين الأبرياء واحتجازهم للحصول على فدية -أو أنها يمكن أن تنساهم في الاحتجاز. وقد ترك زوجها، اختصاصي علم النفس، مهنته لأنه يكسب دخلاً أفضل من قيادة سيارة أجرة -لكن الحرب بعد ذلك جعلت الطرق قاتلة للغاية، ولذلك يقول الآن إنه لم يغادر المنزل منذ شهور. وفي الأثناء، تعمل إيمان في تنظيف المنازل مقابل 3 دولارات في اليوم -وهو مبلغ لا يكفي لشراء الطعام- ولذلك تستجدي أرباب عملها من أجل دفع فواتير الخدمات.
بينما تجلس في مقهى شعبي مليء بمؤيدي الحكومة وأعضاء من جهاز الأمن، تحدثت إيمان بصراحة عن مخاوفها وبحثها اليائس عن طريقة للخروج إلى أوروبا.
"أنا أعيش في خوف على أبنائي كل يوم، وأخشى أن يقوموا بتجنيدهم أو أن يختفوا. ليس هناك حل لهذه الأزمة ". قالت إيمان، ووضعت لسانها على أسنانها الأمامية وأطلقت صافرة طويلة منخفضة. وأضافت: "ستكون (الأزمة) طويلة، طويلة، طويلة".
يتقاسم محنة إيمان الآلاف من السوريين الذين يعيشون في دمشق اليوم. وتشير قصصهم كلها إلى مأزق مركزي يواجه الأسد: إلى متى تستطيع حكومته المحاصرة الإبقاء على أنصارها منخرطين في المعركة، بينما تعاني سورية مع الخسائر البشرية الهائلة والحرمان الاقتصادي الكثيف؟
البعض من أنصار الحكومة أصبحوا يغيرون الولاءات وينضمون إلى جانب المعارضة في هذه الأيام، ولكن الكثيرين يشعرون أنهم أصبحوا مستنفدين تماماً بسبب الحصيلة الهائلة التي تفرضها الحرب. وقد دفع الصراع نصف سكان البلاد إلى الخروج من ديارهم الأصلية. وأصبحت البنية التحتية تئن وتتصدع. بل إن بعض مؤيدي الأسد يقولون إن المناطق السورية التي تسيطر عليها الحكومة السورية أصبحت تتجوف وتفرغ من قاطنيها، وتعمل بطاقة مستنفدة.
في الأحاديث الخاصة، يناقش الناس النقطة التي سوف يستسلمون عندها. ويقول أحدهم إنهم كانوا ليهربوا من المدينة لو أن الطريق من دمشق إلى الساحل لم تُقطع بشكل دائم. ويقول آخر إن نقطة الانهيار ستأتي إذا دخلت مجموعة "الدولة الإسلامية" وسط دمشق. وبالنسبة لحكومة الأسد، فإن كل هذا القلق هو الذي يحفز الحملة الروسية المدعومة من إيران، والتي بدأت الشهر الماضي من أجل إنقاذ قلب سورية الحضري -وهو حزام ضيق من المدن التي تمتد من دمشق إلى الساحل- حتى بينما تنزلق المناطق النائية وتفلت من قبضة الحكومة.
أما الجواب على ما إذا كانت قوات الأسد تستطيع أن تحتفظ بالأرض الرئيسية أم لا، فيقع على عاتق السوريين مثل السيدة إيمان، من الذين اختاروا البقاء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، والذين يعتبرون أنفسهم غير متعاطفين مع الثوار ولا مؤيدين للحكومة. وإيمان سيدة سنية ترتدي الحجاب، وهناك البعض من أقاربها في السجن -وهو ما يكفي لجعل إيمان نفسها تشكو هذه الأيام من تصاعد الطائفية.
تقول إيمان: "جيراني يعملون مع الحكومة، وبما أننا نسير باستقامة، فإنهم يتركوننا لحالنا. إلا إذا كتب أحدهم تقريراً عنا".
لكن وجعها لا يتعلق بدولتها أو قادتها. ولم تكن لديها نية للمغادرة حتى انهارت العملة السورية، ومعها انهيار أحوال زوجها المعيشية.
إنها تحلم بالرعاية الطبية المجانية في ألمانيا، والتي تأمل أنها ستعالج مشاكل عيني ابنها الأكبر، والربو الذي يعاني منه ابنها الأصغر. لكنها تشعر بالرعب من احتمال أن يبتلع الجيش السوري ابنيها قبل أن تتمكن من جمع مبلغ 6000 دولار التي تعتقد أنها كلفة تهريب عائلتها إلى أوروبا. ومع مشاكلهما الصحية، فإنها على قناعة بأن ابنيها لن يبقيا على قيد الحياة طويلاً إذا أخذوهما إلى الجيش.
الحياة في زمن الحرب
على مدار فترة الزيارة التي قمت بها مؤخراً إلى هناك لمدة 10 أيام، قال سكان دمشق إنهم أقل شعوراً بالحصار الآن مما كانوا عليه قبل عام، ولكن الحرب تظل حقيقة لا مفر منها في الحياة اليومية. في كل ليلة، ما تزال عشرات من قذائف الهاون تهبط في وسط المدينة، مرسلة المدنيين الجرحى -والقتلى في بعض الأحيان- إلى مستشفى دمشق العام. ومن مقاهي المدينة التي ما تزال مكتظة، يستطيع الرواد سماع دوي مدافع الحكومة، والانفجارات المتعاقبة لقنابل البراميل التي تسقطها الحكومة على ضاحية داريا التي يسيطر عليها الثوار.
نقاط التفتيش التابعة للجيش والميليشيات تملأ أنحاء دمشق. وفي بعض المناطق وسط المدينة، يتم إيقاف السيارات وتفتيشها عند كل مقطعَين سكنيين. ومع ذلك، يتمكن الثوار من تهريب السيارات المفخخة إلى وسط المدينة. ووفقاً للسكان، تحدث الانفجارات هناك كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكنها نادراً ما تُذكر في وسائل الإعلام الرسمية.
خلال فصل الصيف الأخير، فرغت أماكن العمل في جميع أنحاء دمشق من مستخدمها، بينما خاطر السوريون الذين استطاعوا توفير بضعة آلاف من الدولارات بقطع الرحلة إلى أوروبا عبر تركيا، وبالقارب إلى اليونان، والاستفادة من سياسة الحكومة السورية المتساهلة حديثاً، حيث يجري إصدار جوازات السفر بسرعة وبلا سؤال. ويقدر العاملون في المكاتب الحكومية، ومنظمات الإغاثة الدولية، والمؤسسات السورية الخاصة، أن ما بين 20 و50 في المائة من زملاء العمل قد غادروا البلاد هذا الصيف.
يقول أحد السوريين من الطبقة الوسطى، والذي اختار حتى الآن البقاء في دمشق، متحدثاً عن الهجرة: "الحكومة لا تهتم إذا غادر الناس. إنها لا تستطيع منعهم. وتبدو الحرب وكأنها ستستمر إلى الأبد. ولا يرى الناس مستقبلاً لأولادهم هنا. الناس الوحيدون الذين يتبقون هم الذين يتدبرون أمورهم بشكل جيد حقاً هنا، أو أولئك الذين ليسوا قادرين على الخروج".
على مدى العام الماضي، عانى الجيش السوري نقصاً كبيراً في القوى العاملة، وهو ما اعترف به الأسد هذا الصيف في تقييم معلن صريح ونادر لنقاط ضعفه. وفي الوقت نفسه، تراجعت قيمة العملة السورية إلى سدس قيمتها قبل الحرب، مما تسبب في أزمة اقتصادية للجميع، ما عدا أكثر المواطنين ثراءً. وقد أحرز الثوار مكاسب إقليمية بثبات طوال العام 2015، حتى هدد التدخل العسكري الروسي مؤخراً بتحويل الزخم لصالح الحكومة.
مع ذلك، وعلى الرغم من كل علامات الخطر، تحاول حكومة الأسد بث شعور بالثقة. ومع أنها فقدت أراضي رئيسية في شمال وشرق البلاد، فإنها ما تزال تسيطر على معظم المراكز الحضرية المهمة ما بين دمشق والساحل، حيث يعيش ما بين نصف و80 في المائة من السكان. ويواصل أعضاء من جميع الطوائف السورية العرقية والطائفية، بما في ذلك الكثيرون من الأغلبية العربية السنية، دعم الحكومة.
تعرض الحكومة مثالاً على مدى استعدادها في مستشفى دمشق العام، الذي تتعامل غرفة الطوارئ فيه مع الضحايا المدنيين في العاصمة. وعلى الرغم من حالات النقص في البلاد والصعوبات الناجمة عن العقوبات الغربية، يقول مدير المستشفى الدكتور خالد منصور، إن المستشفى ما يزال يناضل للإبقاء على ما يكفي لستة أشهر من الإمدادات في متناول اليد.
وأضاف منصور: "نحن مستعدون لمواصلة خدمة السكان حتى في حالة التعرض لحصار". وقال إنه كان من الصعب الإبقاء على الآلات المتطورة، مثل الماسحات الضوئية، عاملة، والحفاظ على احتياطيات من وقود الديزل والماء. وقد زادت كلفة الأدوية المستوردة بعد انهيار العملة، وتقع العديد من مصانع الأدوية في المناطق التي تخضع الآن لسيطرة المتمردين.
كما أن من الصعب منع الأطباء من الهجرة. ووفقاً لمنصور، اختطف المتمردون بعض أصحاب المهن الطبية وأجبروهم على الخدمة معهم. كما يجد أطباء سورية المدربين تدريباً جيداً أمر الهجرة سهلاً نسبياً. وقد غادر حوالي 200 من أصل 650 من الأطباء المتبقين في البلاد خلال فصل الصيف، كما قال منصور، في حين أن المستشفى لديه "قدرات احتياطية أكثر من كافية"، كما قال.
لكن مشكلة هجرة الأدمغة تبدو واضحة، مع ذلك، في غرف الفحص. ويقول أحد المرضى بحزن: "كان لدينا أفضل الأطباء في سورية"، لكن النوعية انخفضت الآن؛ فخلال مراجعة طبية مؤخراً، لجأ اثنان من الأطباء الشباب إلى استشارة "غوغل" على الهاتف الذكي ليقررا الدواء الذي يصفانه، كما قال.
المدينة المزدهرة على الساحل
إذا كات دمشق تبث الشعور بأنها مدينة تحت الحصار، فإن الساحل السوري يشبه اقتصاد حرب مزدهر. وقد فر ملايين السوريين من القتال في وقت مبكر من الحرب وانتقلوا إلى المدن الساحلية الأكثر أمنا في طرطوس واللاذقية. وتعد المدن الساحلية معاقل للأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد. ولكن فيها عدداً لا بأس به من السكان السنة والمجموعات الأخرى. وقد تصاعدت التوترات بينما فر النازحون، ومعظمهم من السنة، قادمين إلى الساحل من الأجزاء التي مزقتها الحرب في البلاد.
في هذه المناطق، تسبب النازحون في رفع الإيجارات وأثقلوا البنية التحتية، ولكنهم جلبوا معهم المال أيضاً، والكثير منهم أعادوا تأسيس أعمالهم القديمة هنا. وأنشأت وزارة الشؤون الاجتماعية العشرات من الوظائف الجديدة لتشغيل النازحين. وعلى مستوى الشارع، أنشأ محمد الهيب، وهو صاحب محل لبيع الحلويات أصله من مدينة حلب، نحو 30 وظيفة إضافية للنازحين، ومعظمها وظائف مختلقة لمساعدة الأسر المحتاجة. وعلى الرغم من هذه الأعمال الخيرية، فإنه ما يزال يجني الأرباح.
أصبحت الحرب جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية هنا، والتي تؤثر بشكل مباشر على كل أسرة تقريباً من كل نوع ومن أي خلفية. وفي جميع أنحاء الساحل، تزين صور ضحايا هذه الحرب كل مقطع سكني. وهناك جدران للشهداء في كل حي، بعضها يعرض صور وأسماء مئات القتلى -في جزء من محاولة لبناء ثقافة استشهاد لا تختلف عن تلك التي تديم الموالين لآيات الله في إيران وحزب الله في لبنان، وكلاهما يوفران الدعم الرئيسي للحكومة السورية.
وهنا، تتعقب الحكومة بدأب المتهربين من الخدمة الإلزامية، بينما تبذل في الوقت نفسه جهداً خاصاً لتلميع الوسم الثقافي للأسر التي تقدم تضحيات للدفاع عن دولة الأسد.
تقديس الشهداء-
في التلال المطلة على طرطوس، افتتح المحافظ في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) معرضاً فنياً بعنوان "طرطوس: أم الشهداء". ومن أجل ذلك المعرض، كلف المحافظ 30 من النحاتين ببناء أعمال من الرخام لتحية وتمجيد القتلى الذين سقطوا في سورية. وشملت الأعمال معظمها تمثيلات حَرفية للأمهات، إلى جانب أعمال تحمل الزخارف المحلية بتشجيع من المحافظ، مثل القوارب الفينيقية وطائر فينيق ينهض من الرماد.
في الاحتفال، تجمع المئات من جرحى الحرب وأقارب الجنود الذين لقوا حتفهم في الصراع في قرية النقيب على قمة التل، لحضور إزاحة الستار عن التماثيل. وبكى الآباء والأمهات بينما يتلو مسؤول محلي أسماء الذين سقطوا -ما يقرب من 180 قتيلاً من القرية وضواحيها فقط، وهي منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي 80.000 نسمة، وفقاً لرئيس البلدية.
"هذا هو قدرنا" قال أحمد بلال، رجل الدين العلوي الذي كان يتجول في رداء أبيض لامع ويتحدث مع أفراد الأسر المتجمعة. وقال إن كوكبة طويلة من المقاتلين قاومت الغزاة الأجانب في وقت سبق إنشاء سورية الحديثة، وهي تعطي الإلهام لجنود اليوم. وأضاف بلال: "حتى لو فقدنا ثلث شبابنا، فإن لدينا البقية على قيد الحياة. لقد ماتوا حتى يعيش الآخرون".
سعدة شقوف، إحدى الأمهات الثكالى، شحذت إحساسها بالهوية السورية بعد أن مات ابنها وهو يقاتل ضد قوات الثوار في آذار (مارس) في معركة بلدة جسر الشغور الشمالية. وقد أثار انتصار المعارضة هناك، الذي حققه ائتلاف يضم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وكذلك مجموعات مرتبطة بالجيش السوري الحر المدعوم من الولايات المتحدة، أثار شعوراً بالذعر في الدوائر الحكومية. فمن جسر الشغور، امتلك المتمردون بوابة إلى الساحل، والتي تسمح بتهديد معاقل أنصار الحكومة، مثل اللاذقية، بشكل مباشر.
كان عمر ابن السيدة شقوف، نبيل، 23 عاماً عندما مات ومعه وحدته بأكملها. وكان قد خضع لـ"تمديد الخدمة الإلزامي"، وهو الإجراء المتخذ لتمديد خدمة الجندي إلى ما بعد وقت خدمته المقرر، وكان في السنة الرابعة من الخدمة العسكرية عندما قتل. ووفقاً لأمه، تم حرق نبيل ورفاقه حتى الموت في براميل. وقالت إنها لا تعرف ما إذا كانوا قد اختبأوا هناك -أو أن المتمردين هم الذين وضعوهم في البراميل وأشعلوا النار فيهم، كشكل مروع من الإعدام.
وقالت شقوف إن القوات الحكومية تقاتل من أجل نموذج التعايش والتسامح الذي أصبح يتلاشى من العالم العربي. وقد فقدت حماسها الآن لقضية القومية العربية التي كانت ذات يوم مركزية جداً في الهوية السياسية السورية.
وتقول شقوف "كنا نقول: أمة عربية واحدة، وأيدنا بقية العرب ضد إسرائيل. أين هم هؤلاء العرب الآن؟ إنهم يهاجموننا؛ إنهم يهاجمون العرب الآخرين. لم نعد نؤمن بالوطن العربي بعد الآن".
عندئذٍ، قاطعها مسؤول من وزارة الإعلام كان يراقب المقابلة، وقال "لا يمكنك أن تقولي ذلك!"، لكن شقوف رفضت التراجع. وقالت بإصرار: "نحن سوريون فقط. وسورية تستطيع أن تحمي نفسها وحدها. إننا لا نحتاج أحداً لمساعدتنا".
يمكن أن تصبح الأوقات أكثر صعوبة بكثير مما هي عليه الآن في طرطوس، وسوف يُطلب من العائلات، مثل عائلة شقوف، أن تستمر في دعمها القتال. ولكن، ومع الضغط الذي يفرضه تضاؤل الموارد، فإن عزم الموالين للحكومة السورية سوف يزداد فحسب، كما تقول شقوف. وتعهدت بأن بناتها اللواتي على قيد الحياة وابنها البالغ من العمر 15 عاماً سوف ينضمون إلى الجيش إذا دعتهم الحكومة إلى ذلك.
وأضافت شقوف: "لقد قاتلنا الأتراك العثمانيين لمدة 400 سنة. ليس هناك شيء يمكن أن يجعلنا نسقط. لقد قاتلنا خمس سنوات من أجل وجودنا، ولن نخسر في نهاية المطاف".
ala.zeineh@alghad.jo
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:  The Slow Death of Damascus
======================
لو فيجارو: روسيا تدخلت في سوريا لزعزعة المنطقة
منذ 10 ساعات الدستور فى اخبار عالمية 4 زيارة 0
قالت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، إن دخول روسيا للمشهد العسكري فى سوريا، لزعزعه الوضع وتحريك الماء الراكد في دول الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من تحقيق روسيا لأهدافها هناك، إلا أن هذا يعقد الوضع بشكل خطير عن طريق كسر التوازن بين القوى الغربية في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن النقطة الإيجابية من التدخل الروسي هى إدخال قوى جديدة فى هذا المأزق خلال السنوات العشرين الأخيرة.
أما النقطة السلبية فهي أن الرئيس الروسي فيلادمير بوتين، يريد تصدر الخطوط الأمامية فى المشهد، ما سيجعل العامل الروسي بتأزيم الوضع فى سوريا نظرًا للاحتكاك مع دول أخرى فى مصالحها هناك، وذلك وفقًا لمسؤول عسكري روسي.
======================
الاندبندنت البريطانية :فيسك: ويل لأي دولة تنسى ان الجيش السوري اقوى الجيوش
توقع الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك، أن يصبح الجيش السوري أقوى جيوش المنطقة في حال خروجه متماسكًا من الحرب، لافتاً الى أن التدخل الروسي ربما يعزز حصول هذا السيناريو، في وقت تعززت قناعة لدى حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط بأن ادارة اوباما تنسحب من المنطقة لصالح ايران وروسيا.
صحيفة الاندبندنت البريطانية، نشرت مقالة للصحفي البريطاني روبرت فيسك الذي قال إن العملية التي تقوم بها روسيا هي طويلة الامد وتشكل البداية، مشدداً على ان “الجيش السوري في حال تماسكه والحفاظ على قوته البشرية سيخرج من هذه الحرب وهو اقوى جيوش المنطقة وويل لأي دولة مجاورة تنسى ذلك”.
======================
«لوموند»: الرياض ستكثف دعمها للمعارضة السورية في مواجهة التدخل الروسي
19-10-2015 الساعة 15:17
نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريرا حول موقف المملكة العربية السعودية من التدخل الروسي في سوريا، خاصة وأن أغلب الهجمات الروسية تستهدف الفصائل التي تدعمها الرياض.
وقالت الصحيفة، إن وزير خارجية السعودي، «عادل الجبير»، عرض في أواخر سبتمبر/أيلول في اجتماع الأمم المتحدة؛ الخيار العسكري للإطاحة بـ«بشار الأسد»، لكن بعد يوم واحد فقط من تصريحاته أطلق الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» طائراته المقاتلة «سوخوي» لإنقاذ هذا الديكتاتور السوري، وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أغلب الضربات الروسية استهدفت الجيش السوري الحر، الجناح الأكثر اعتدالا في المعارضة، وجبهة النصرة، التي تمثل فرع تنظيم القاعدة بسوريا، وتنظيم أحرار الشام، أحد أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة، وتمثل هذه الفصائل مجتمعة العمود الفقري لجيش الفتح.وقالت الصحيفة إن الرياض زادت من تصميمها على الإطاحة بـ«الأسد»، خاصة بعد أن بدت على هذا النظام علامات الضعف والتراجع أمام مقاتلي المعارضة، وهي تهدف من خلال ذلك إلى كسر المحور الشيعي (طهران - دمشق - حزب الله)، وذلك بهدف مواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة.
وقالت الصحيفة إن التدخل الروسي قلب الموازين ووضع السعودية في مأزق، ونقلت عن «جان مارك ركلي»، المتختصص في شؤون دول الخليج، أن «السعودية أمامها خياران، إما زيادة دعمها لفصائل المعارضة، أو تركهم ينضمون لتنظيم الدولة وجبهة النصرة».
ونقلت الصحيفة عن «جمال خاشقجي»، الصحفي المقرب من العائلة الحاكمة بالمملكة، قوله: «بعد أن أرسلت إيران قواتها لسوريا، دخلنا في حرب حقيقية، ينبغي أن نزيد من دعمنا للمعارضة، لكن الوقوف ضد روسيا ليس بالأمر السهل، فذلك يتطلب موافقة الولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل من قبل مع أفغانستان، لكن المشكلة الآن تكمن في البيت الأبيض، حيث أن القرار لم يتخذ بعد».
واعتبرت الصحيفة أن قيادات السعودية لم تتفق على موقف واحد، بين من يدعو إلى مواصلة دعم المعارضة المسلحة، على غرار «عادل الجبير»، والأمير «محمد بن نايف» وزير الداخلية، في حين يدعو آخرون إلى التفاهم والحوار مع روسيا. ويدعم هذا التوجه «محمد بن سلمان»، نجل الملك ووزير الدفاع.
ونقلت الصحيفة عن «تيودور كاراسيك»، وهو محلل أمني يتخذ من دبي مقرا له، أن «الرئيس فلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان قد انسجما مع بعضهما في أول لقاء لهما في سان بطرسبرغ في حزيران/ يونيو الماضي».
واعتبرت الصحيفة أن السعودية وجدت نفسها في وضع إستراتيجي صعب، بعد أن فشلت مع حلفائها في إنهاء الحرب في اليمن بنصر حاسم يكفي لإجبار خصومها على الخضوع، مع انخفاض سعر النفط الذي أثقل كاهل ميزانية المملكة، وهما أمران جعلا القيادة السعودية تستنجد بمبلغ 70 مليار دولار من صندوق الاستثمارات في الخارج لتغطية العجز في الميزانية.
وذكرت «لوموند» أن القضية السورية شهدت انسحاب عددا من حلفاء الرياض في المنطقة، فبعد انسحاب مصر التي أشادت بالضربات الجوية، فضل الأردن والإمارات التراجع أيضا عن دعمهما للسعودية. إذ إن كل طرف له حساباته المعقدة، فالقاهرة تشيد بالضربات الروسية لرغبتها في القيام بضربات مماثلة بليبيا، بحسب الصحيفة.
أما موقف الإمارات المعادي للإخوان المسلمين والمجموعات المسلحة المتشددة فلم يتغير، وبالنسبة الأردن فإنه يرفع شعار الحياد، نظرا لحدوده الممتدة مع سوريا، وخوفا من انتقال الصراع لأراضيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الخليج العربي أصبحت في مرمى الحركات الإرهابية، وخير دليل على ذلك الهجمات الأخيرة على السعودية والكويت.
ونقلت عن رجل أعمال فرنسي قريب من القيادات الخليجية قوله: «إن الكثير من العرب أصبحوا يراهنون على القوة الروسية لمواجهة الإرهاب، خاصة بعد فشل الولايات المتحدة في هذه المهمة».
وذكرت الصحيفة أن بعض العرب يعتقدون أن التدخل الروسي سيقلص من النفوذ الإيراني في المنطقة. ولكن بحسب «بيتر هارلينغ»، العضو في مجموعة الأزمات الدولية، «فإن روسيا أظهرت دعمها المباشر لبشار الأسد ولإيران في المنطقة، ما جعل صورة روسيا الوسيط في الأزمة تتلاشى أمام عيون كل من السعودية وقطر وتركيا».
وقالت الصحيفة إن شيوخا ودعاة إسلاميين سعوديين رفعوا راية الجهاد ضد روسيا في سوريا، وهو شبيه لما حصل إبان التدخل السوفييتي في أفغانستان في العام 1979.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي، رفض الإفصاح عن هويته، قوله على إحدى القنوات الإخبارية: «إن الدعم العسكري للمعارضة سيتضاعف»، ما ينذر بتواصل الحرب في سوريا.
المصدر | لوموند/ ترجمة عربي 21
======================
واشنطن بوست: إيران ومليشياتها تُعد لاستعادة مدينة حلب السورية
 لندن - ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن المليشيات الشيعية العراقية واللبنانية المدعومة من إيران تحضر حالياً لهجوم واسع لاستعادة مدينة حلب السورية ذات الغالبية السنية، وذلك نقلاً عن قادة تلك المليشيات.
ويجري التنسق حالياً بقيادة قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني باستخدام القوى الشيعية من العراق ولبنان وإيران لدعم قوات الأسد المحاصرة في مدينة حلب، ومن ثم استعادة المدينة بشكل كامل، ومن بين هذه المليشيات مليشيا النجباء وسيد الشهداء العراقيتين إضافة إلى مليشيا حزب الله اللبنانية، فضلاً عن القوات الإيرانية التابعة لفيلق القدس الإيراني.
وأشارت إلى أن "ظهور سليماني كان يتكرر في المشهد العراقي في ساحات المعارك، حيث كان يتولى مهمة تقديم المشورة للقوات العراقية التي تقاتل مسلحي تنظيم "الدولة"، لكن ركود الحرب هناك على ما يبدو أدى إلى تحوله كقائد للمليشيات العراقية وأعضاء فيلق القدس في سوريا للإشارة إلى تغيير في الأولويات الإيرانية".
وترى الصحيفة أن أهمية معركة حلب تأتي من أهمية المدينة ذاتها والتي تتميز بمساحتها الواسعة إضافة إلى أهميتها كمركز اقتصادي له ثقله قبل اندلاع الحرب في سوريا.
ونقلت عن فيليب سميث، الباحث في الجماعات الشيعية في جامعة ميريلاند، قوله: "إن دور إيران آخذ في الازدياد بشكل واضح بمشاركتها في الخطوط الأمامية للصراع السوري، وبالنسبة لمعركة حلب فإنها ليست واحدة من أكبر عمليات تدخل القوات المفتوحة من قبل إيران ووكلائها خلال الحرب فقط، بل هي واحدة من أكبر دخول للمليشيات الشيعية العراقية بشكل أساسي في سوريا منذ سنوات".
وأوردت الصحيفة نقلاً عن بشار السعيدي، المتحدث باسم مليشيا النجباء العراقية، قوله: "لا يوجد فرق بين ما إذا كنا في العراق أو سوريا، ونحن نعتبر أنفسنا في الخط الأمامي ذاته لأننا نقاتل العدو نفسه".
وأضاف السعيدي: "كلنا أتباع خامنئي وسوف نذهب للقتال والدفاع عن المقدسات والشيعة في كل مكان، وحركة النجباء قامت بإرسال تعزيزات إلى سوريا لعدة أشهر، والطريق لتحرير الموصل يمر من خلال حلب"، في إشارة إلى مدينة الموصل العراقية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" منذ أكثر من سنة.
ولفتت الصحيفة إلى وجود مئات من الجنود الإيرانيين التابعين لفيلق القدس الإيراني بالقرب من مدينة حلب استعداداً للهجوم على المدينة بقيادة قاسم سليماني وبمساعدة القوات الروسية.
======================
ديلي تلغراف: تكلفة اللاجئ السوري في بريطانيا تقدر بـ 24 الف جنيه استرليني سنوياً
البي بي سي
بينت وثائق مسربة من وزارة الداخلية البريطانية أن تكلفة استطافة لاجيء سوري في بريطانيا ستتراوح بين 10.720 جنية استرليني للأطفال و 23.425 جنيه استرليني للبالغين".
"وثائق مسربة من وزارة الداخلية البريطانية تكشف أن ثمن استضافة كل لاجيء سوري في بريطانيا سيكلف دافعي الضرائب 24 ألف جنيه استرليني سنوياً"، وقراءة في الأوضاع في القدس الشرقية المحتلة وموجة الغضب التي تنتاب الفلسطينيين، إضافة إلى التوقيت الأوروبي الخاطيء في اختيار تركيا وإشراكها في مشاريع مستقبلية، من أهم مواضيع الصحف البريطانية.
ونشرت صحيفة الديلي تلغراف تقريراً لستيفين سوينفورد بعنوان " تكلفة اللاجيء السوري في بريطانيا تقدر بـ 24 الف جنية استرليني سنوياً".
وقال التقرير إن "الارقام الرسمية تشير إلى أن كل لاجيء سوري يصل إلى بريطانيا سيكلف دافعي الضرائب في المملكة المتحدة 24 ألف جنيه استرليني سنوياً"، مضيفاً أن فاتورة استضافة اللاجئين سترتفع تدريجياً لمئات الملايين من الجينهات الاسترلينية".
وبينت وثائق مسربة من وزارة الداخلية البريطانية أن تكلفة استضافة اللاجيء السوري في بريطانيا ستتراوح بين 10720 جنية استرليني للأطفال و 23425 جنيه استرليني للبالغين".
وأشار التقرير إلى أن "كل بلدية في بريطانيا ستنفق 8 الآلاف جنية استرليني على كل لاجيء سوري فيها، كما أن الحكومة مجبرة على دفع مبلغ 12.700 كمساعدات لهم، و2200 من أجل الرعاية الطبية".
ونقل الكاتب عن رئيس اتحاد منظمة الاغاثة الطبية للسوريين الدكتور زيدون الزعبي أن " السوريين مذعورين حتى الموت، وهم ينتقلون من مكان لآخر على الدوام"، مضيفاً " ينامون على الطرقات وعلى الأرصفة وفي الحقول ، إلا أنهم ليس أمامهم أي مكان آخر للجوء اليه".
======================
نيويورك تايمز: خطة بوتين لتقسيم سوريا
الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 / 00:12
24 - إعداد- مروى هاشم
رأت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها المنشورة على موقعها الإلكتروني اليوم، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل حالة "الشلل" التي تتسم بها السياسة الأمريكية في سوريا؛ إذ يسعى من خلال تصعيد النشاط العسكري الروسي في سوريا إلى إعادة ترتيب المشهد الإستراتيجي في الشرق الأوسط.
وتقول الافتتاحية: "يبدو أن عدد قليل هم الذين لديهم القدرة على إدراك النطاق الكامل لما يحاول بوتين تحقيقه، ويرجع ذلك إلى أنه من الناحية النظرية، ينبغي أن يفوق ذلك قدرات روسيا إلى حد كبير، بيد أن بوتين – على أقل تقدير - يستشعر الفرصة بحذر لاستعادة روسيا للدور الذي فقدته في الشرق الأوسط خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي".
هجوم مشترك
وترى نيويورك تايمز أن التدخل الروسي يستبق للتوصل إلى حل للصراع السوري من خلال التقسيم الفعلي.
وقد أوردت تقارير وكالة أنباء رويترز منذ عدة أشهر أن إيران اقترحت شن هجوماً مشتركاً (جاري تنفيذه الأن) يستهدف إنقاذ الرئيس بشار الأسد من الانهيار الذي كان وشيكاً.
وظهرت صورة للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وهو يتأمل خريطة سوريا مع المسؤولين الروس في الكرملين.
وتضيف الصحيفة: "تهدف القوة العسكرية الروسية في تأمين الجزء الغربي من الدولة السورية الذي لا يزال تحت سيطرة بشار الأسد، وعلى وجه التحديد القواعد الجوية والبحرية قرب اللاذقية وطرطوس. وبعيداً عن الغارات في بؤر التوتر في الشمال مثل حلب، سوف تركز القوات الإيرانية وميليشيات حزب الله في معظمها على النصف السفلي من هذا الشريط الذي يمتد من الحدود اللبنانية من خلال القلمون ويصل إلى دمشق، ومنه إلى المدن الساحلية وقلب الأراضي الساحلية للعلويين، وهم الطائفة الشيعية الموالية لبشار الأسد".
سوريا الصغرى
وتعتقد نيويورك تايمز أنه على الرغم من الحديث عن دحر تنظيم داعش الإرهابي فإن الهدف الحقيقي لروسيا يتمثل في إبعاد الجماعات المعارضة لبشار الأسد وتأمين ذلك الجزء الذي يسيطر عليه "سوريا الصغرى".
وبالنظر إلى حلفاء الأسد وما هم مستعدون للقيام به لإنقاذ "سوريا الصغرى" – بالمقارنة مع التدخل المحدود لمن يمكن اعتبارهم خصوم بوتين الدوليين – فإن هذا الهدف على الأرجح قابل للتحقيق.
وتوضح الصحيفة أن مثل هذا التقسيم لسوريا من شأنه أن يترك أجزاء أخرى من البلاد في أيدي الثوار القوميين والإسلاميين، إضافة إلى منطقة كردية في الشمال، وربما بعض الجيوب الصغيرة، أما الجانب الأسوأ فيتمثل في خلافة داعش المزعومة في الشمال والشرق. وعلى الرغم من الدعاية التي يقوم بها الكرملين، فإن تنظيم داعش الإرهابي من بين أكبر الرابحين من التدخل الروسي.
وتفسر نيويورك تايمز أنه في نهاية الأسبوع الماضي على سبيل المثال، استفاد تنظيم داعش من الضربات الجوية الروسية؛ حيث إن 90% منها استهدفت جماعات المعارضة الثورية، واستولى التنظيم على العديد من القرى قرب مدينة حلب، كما قتل الداعشيون بعضاً من كبار قادة إيران في سوريا بما فيهم الجنرال حسين همداني. إن تقدم داعش وانتصاراته تحقق هدف بشار الأسد في إرسال رسالة لكل من السوريين والعالم مفادها "أنه يجب الخيار ما بينه هو أو الجهاديين".
النموذج اللبناني
وبحسب الصحيفة، فإن الرسالة غير المعلنة - ولكنها واضحة المعالم تماماً – هي أن موسكو تحاول بطريقة ما (طريقة واحدة على الأرجح) إنهاء الصراع على غرار النموذج اللبناني من خلال عزل سوريا إلى مناطق تسيطر عليها الميليشيات المتناحرة.
وتقول الصحيفة: "وبالنسبة إلى قلق واشنطن الدائم حيال أي وضع معقد في الشرق الأوسط، ورغبتها في معرفة (كيف سينتهي؟)، فإن استجابة روسيا ستكون كالتالي: سيتم "حل" الصراع السوري بشروط روسيا، حتى إذا ثبت للكرملين أن الأسد يمكن الاستغناء عنه على المدى الطويل".
الاستسلام المخزي
وتلفت نيويورك تايمز أنه طالما ترغب إدارة أوباما في رؤية نهاية هذا الصراع من دون القيام بأي شيء بنفسها، فإن هذا يعني أن مجموعة من كبار المسؤولين الأمريكيين على استعداد لتأييد الخطة الروسية، لاسيما أن سياسة الولايات المتحدة في سوريا قد تحولت من كونها "مأساة" إلى "مهزلة".
وقد تجسد أحدث دليل على هذا الفشل الذريع في إلغاء برنامج التدريب العسكري للمعارضة المعتدلة من أجل محاربة تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن تكلف أكثر من 500 مليون دولار لتدريب حفنة من المقاتلين على الأرض.
وتتساءل الصحيفة: "طالما تتوافر لدى موسكو سياسة وهو ما تفتقر إليه واشنطن، فلماذا لا ندعم ذلك؟"
وتقول نيويورك تايمز: "لا يمكن تجاوز حقيقة أنه من العبث أن نأمل أن نهج بوتين من المحتمل أن يخدم المصالح الأمريكية، والواقع أن إفساح المجال للسياسة الأمريكية من شأنه أن يترتب عليه التخلي عن مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، ولا يمكن مواجهة الميليشيات المتشددة بفاعلية في العراق وحدها.
وستكون المحصلة النهائية لهذا الاستسلام المخزي تهديد السوريين في المستقبل القريب من كل من بشار الأسد (أو خليفته الذي سوف تعيينه روسيا) وكذلك تنظيم داعش الإرهابي".
وتضيف الصحيفة: "ليس من المستغرب أن يعلن الجنرال جون آلن، المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش، استقالته مؤخراً؛ حيث إن كونه مسؤولاً عن مهزلة يُعد أمراً سيئاً بما يكفي، ولا يقبل أي شخص أن يكون مجرد واجهة لعملية احتيال".
تحالف جديد
والأسوأ من ذلك، من وجهة نظر نيويورك تايمز، أنه في سياق الإطار الإقليمي الواسع، يعني إذعان الولايات المتحدة لهذه المبادرة الروسية تسوية مع إعادة تشكيل كبرى للنظام الإستراتيجي للشرق الأوسط. ومن الواضح أن موسكو تحاول إنجاز خلق تحالف قوي مع إيران والعراق وحزب الله و"سوريا الصغرى" وآخرون. ولضمان تأمين هذا الاتفاق الجديد، روسيا على استعداد للمخاطرة ليس فقط بالمواجهة مع الغرب، ولكن أيضاً بالعلاقات التي تحسنت مؤخراً مع قوى إقليمية أخرى مثل تركيا والسعودية.
وتؤكد الصحيفة على أنه لا يوجد سبب وجيه يلزم واشنطن للموافقة على أيا من ذلك؛ لاسيما أن روسيا من الناحية العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية في مرتبة أقل بشكل واضح من الولايات المتحدة، بيد أن الأمر لم يعد يتوقف على "القدرات"، وإنما يتوقف على "الإرادة".
 من الناحية النظرية، روسيا ليست في وضع يسمح لها بالتدخل وإقحام نفسها في الشرق الأوسط والعالم، ولكن بعد تدخلها في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم وكارثة الأسلحة الكيميائية، فإن الحكم على بوتين كان صحيحاً في أنه لن يوقفه أحد.
دهاء بوتين
وتستخلص الصحيفة: "يمتلك بوتين ما يكفي من الدهاء لإدراك أنه بالفعل يتحمل ما يفوق طاقته، ويواجه العديد من المآزق المحتملة، وعلاوة على ذلك لديه اختلافات أساسية مع حلفاؤه مثل إيران، ومن ثم فإنه على استعداد في أي لحظة لأن يحصد مكاسبه ويقوم بإبرام صفقة مع الأمريكيين، بعد أن يكون حقق موقعاً متميزاً بالفعل".
والسؤال المتبقي، كما تطرح نيويورك تايمز في نهاية افتتاحيتها، هو: "إلى أي مدى سيتم السماح لبوتين بتحقيق هدفه؟" في الوقت الراهن يبدو أن الإجابة المذهلة على هذا التساؤل هي: "لا أحد يعترض طريقه".
======================
 فاينانشيال تايمز  :كاتب بريطاني : أوروبا اختارت التوقيت الأسوأ لإعادة اكتشاف تركيا
اخبار العالممنذ ساعة واحدة0 تعليقات 0 زيارة
اخبار العالم اخبار الشرق
اخبار العالم على موقع اخبار الشرق رأى الكاتب البريطاني ديفيد غاردنر أنه لا عجب أن يبدو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان متهللا في صورته مع المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أثناء لقائهما الأحد الماضي في اسطنبول.
واستهل مقالا نشرته الـ " فاينانشيال تايمز " بالتأكيد على أن الفزع في أوروبا من ارتفاع أمواج اللاجئين السوريين على طول حدودها ، هو في حقيقة الأمر فزع كاف ، غير أن الاتحاد الأوروبي قد اختار اللحظة الأسوأ لإعادة اكتشاف فائدة تركيا بالنسبة له.
ونوه غاردنر الى أن كافة أعضاء الاتحاد الأوروبي تقريبا باستثناء عدد قليل تصدرته كل من فرنسا وألمانيا ، قد تخلوا تماما عن تركيا منذ سبعة أعوام عندما كان هذا البلد في طريقه على صعيد الديمقراطية الحقيقية ، وكانت مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد تعمل كدافع محفز للسير على طريق الإصلاح .. الآن ، وبنفوذ ميركل هاهو الاتحاد الأوروبي يعاود احتضان تركيا التي باتت في خطر الانزلاق إلى ما آلت إليه سوريا ، بعد أن أمست في قبضة يتزايد إحكامها لرجل واحد هو الرئيس اردوغان.
ولفت غاردنر إلى أنه بعد لقائها كلا من ادروغان ورئيس وزرائه داود أوغلو ، باركت ميركل "سلة المحفزات" أو العرض المغري الذي تقدم به الاتحاد إلى تركيا مؤخرا مقابل أن تبذل الأخيرة جهودا لإيقاف تدفق اللاجئين من خلالها إلى أوروبا .. ومن تلك المحفزات إعادة فتح ملف مفاوضات الانضمام التركي إلى الاتحاد من جديد بعد التجمد ، وتسريع وتيرة حصول الأتراك على تأشيرات دخول مجانية إلى دوله الأعضاء ، ومنح أنقرة 3 مليارات يورو في مساعدة لتركيا - المستضيفة بالفعل نحو 2 مليون لاجئ سوري - لاستبقاء موجات الخروج المستقبلية للاجئين السوريين في محيط حدودها وعدم السماح لهم بالعبور إلى الدول الأعضاء بالاتحاد.
وأشار غاردنر في هذا الصدد إلى أن تقرير اللجنة الأوروبية السنوي لهذا العام - والمتوقع أن يحتوي نقدا لاذعا للحملة الأمنية التي تشنها أنقرة ضد حرية التعبير والتجمع - قد تم إرجاؤه.
وقال الكاتب إنه لا عجب إذن من أن الرئيس اردوغان - الذي نادرا ما يظهر مبتسما في تلك الأيام - قد بدا متهللا في صورته مع ميركل أثناء لقائها .. ورأى الكاتب أن هذا التهلل ربما كان مبعثه اعتقاد اردوغان أن هذه التحركات من جانب الاتحاد في تلك اللحظة قد تصب في صالح الانتخابات العامة المزمعة مطلع نوفمبر ، والتي كان اردوغان قد دعا إليها بعد أن خذل المصوتون حزب العدالة والتنمية فلم يحقق الأغلبية في يونيو الماضى .. ولكن ربما كان ذلك متعذرا هذه المرة أيضا ؛ إذ تشير معظم استطلاعات الرأي إلى تمسك المصوتين بآرائهم التي عبروا عنها في انتخابات يونيو ، وأن عدد الأتراك المعولين على سراب الانضمام للاتحاد الأوروبي ليس كثيرا على أية حال.
وأضاف غاردنر قائلا "لو كانت تركيا بلدا عاديا ، لكان بالإمكان وصْف الأزمة السياسية فيها بأنها عادية تماما ؛ لكن في ظل خنوع المؤسسات التركية لإرادة اردوغان الذي يسعى لتحويل البلد من نظام برلماني ديمقراطي إلى رئاسي تنفيذي ، وفي ظل اشتعال نيران الانقسامات الطائفية والعرقية على حدودها في العراق وسوريا ، فإن الأزمة السياسية في تركيا ليست عادية على الإطلاق .. هذا فضلا عن عودة اشتعال الصراع الداخلي بين الحكومة في أنقرة و حزب العمال الكردستاني جنوبي شرق البلاد."
واختتم غاردنر قائلا إن الاتحاد الأوروبي في حاجة إلى النظر جيدا في شئونه وكذلك في شأن تركيا ، حيث يخضع المواطنون الذين يكتبون تغريدات انتقادية لرئيسهم على موقع التواصل الاجتماعي تويتر للمحاكمة كما لو كانوا مجندين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي.