الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21-10-2015

سوريا في الصحافة العالمية 21-10-2015

22.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز: بوتين يريد إنشاء "سوريا الصغيرة" للأسد
  2. نيويورك تايمز عن زيارة الأسد لموسكو: «المواجهة الأولى» بين الرئيسين
  3. «الإندبندنت» ترصد معاناة الفتيات ضحايا الاعتداء الجنسي بسوريا
  4. نيويورك تايمز: ماذا بعد التدخل الروسي في سوريا؟
  5. سارة بروكمير، وفيليب روتمان* :إنجاح مبدأ مسؤولية الحماية
  6. الايكونوميست :بوتين.. بطل الشيعة: روسيا تضع أول موطئ قدم لها في العراق
  7. كريستيان سينس مونيتور :بدعم روسيا وإيران، سورية تسعى لاستعادة الأرض. ولكن، ماذا بعد ذلك؟
  8. مللييت التركية :وقف النار في تركيا وجيش كردي جديد في سورية
  9. إيجيا تايمز :تحفُّظ الدول السوفياتيّة السابقة على الدور العسكري الروسي
  10. «لوبوان» الفرنسية :هيلين كارير دانكوس : انهيار الاتحاد السوفياتي وسعي روسيا إلى مكانه
 
نيويورك تايمز: بوتين يريد إنشاء "سوريا الصغيرة" للأسد
يا ميديا
كتب حسين إبيش الباحث بمعهد دول الخليج العربي بواشنطن عن خطة فلاديمير بوتين لتقسيم سوريا.
وقال في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" إن "تصعيد روسيا في سوريا والذي استفاد من الشلل الأمريكي وسياسة واشنطن تجاه الحرب هناك يهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
وقال إن قلة من الناس على ما يبدو تفهم بشكل كامل ما يحاول الرئيس الروسي بوتين فعله، مع أن ما يقوم به خارج قدرات موسكو.
ولكن بوتين يشعر وبدهاء أن هناك فرصة يجب انتهازها من أجل إعادة دور روسيا في الشرق الأوسط الذي فقدته في سبعينيات القرن الماضي.
ويقول إبيش إن التدخل الروسي يسعى لتحقيق تقسيم فعلي للأرض السورية، وأشار إلى المقترح الإيراني في آب /أغسطس من أجل القيام بعمل عسكري لإنقاذ نظام بشار الأسد؛ حيث ظهر قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني، وهو يتفحص خرائط وخططا عسكرية في الكرملين.
ويعتقد الكاتب أن القوة العسكرية الروسية تهدف إلى تأمين الجزء الغربي من سوريا، وهو ما تبقى من الدولة السورية والذي لا يزال تحت سيطرة النظام، وتقع فيه القواعد العسكرية الروسية في طرطوس واللاذقية.
وبعيدا عن الحملة العسكرية في منطقة شمال سوريا ومناطق مثل حلب، يرغب الإيرانيون وحلفاؤهم من حزب الله تأمين الجزء الجنوبي من شمال سوريا، والذي يمتد إلى الحدود اللبنانية، ويمر بجبال القلمون حتى دمشق، ومن هناك إلى المدن الساحلية ومعاقل العلويين الذين ينتمي إليهم الأسد.
ويضيف الكاتب إلى أنه بعيدا عن مواجهة تنظيم الدولة فهدف روسيا من الدفع داخل سوريا هو تأمين "دويلة"، وبناء عليه، فما يريده الأسد وحلفاءه هو إنقاذ ما يمكن أن يطلق عليها "سوريا الصغيرة" فهذا هدف يمكن تحقيقه.
وسيترك هذا التقسيم الأجزاء الأخرى من البلد في يد الوطنيين والمقاتلين الإسلاميين والمناطق الكردية في الشمال، وما يطلق عليها الخلافة في شمال وشرق سوريا.
وسجل الكاتب أنه رغم ما تدعيه دعاية الكرملين فتنظيم الدولة يعتبر الفائز الأكبر من التدخل الروسي.
وتابع قائلا: ففي نهاية الأسبوع استفاد التنظيم من الغارات الجوية الروسية التي استهدف 90% منها المعارضة السورية، وسيطر على قرى عدة قريبا من مدينة حلب. وقال التنظيم إن أحد أبرز جنرالات الجيش الإيراني الجنرال حسين حمداني يخدم تقدم أهداف التنظيم والنظام السوري.
ويقول إن رسالة موسكو الواضحة هي محاولة تقديم حل من خلال تطبيق النموذج اللبناني لعزل المناطق السورية وتقسيمها بين الفصائل المسلحة المتنازعة.
ويرى الكاتب أن الرسالة التي تريد موسكو إيصالها لواشنطن، التي لا تعرف كيفية إنهاء الحرب مفادها، أن "الحرب السورية لن تنتهي إلا بموجب الشروط الروسية حتى لو لم يعد الأسد مهما للكرملين".
ويقول إن رغبة الإدارة الأمريكية للتعامل مع نهاية النزاع بدون تحرك أمريكي أدى بعدد من القادة الأمريكيين البارزين كما ورد في تعليق نشره موقع بلومبيرغ إلى الاستعداد لدعم الروس. فلقد انتقلت السياسة الأمريكية في سوريا من التراجيديا إلى المهزلة. وكان آخر مظاهر الفشل هو إلغاء برنامج تدريب المعارضة السورية الذي رصد له مبلغ 500 مليون دولار.
ويتساءل الكاتب إذا كان لدى موسكو سياسة فلماذا لا تدعمها؟
ويرى أن التخلي عن الساحة لروسيا لن يخدم مصالح الولايات المتحدة، ويعني بالضرورة التخلي عن قتال تنظيم الدولة في سوريا، وهو ما يعني عدم نجاعة مواجهة التنظيم في العراق فقط. ويعني هذا أيضا بقاء خطر الأسد أو شخص آخر يهدد السوريين بالإضافة لتنظيم الدولة.
ولهذا السبب أعلن الجنرال جون ألن مبعوث أوباما لتحالف الدول ضد تنظيم الدولة، الذي اكتشف أنه يشرف على مهزلة، ولا أحد يرغب في أن يكون بمقدمة عملية تزييف.
وأخطر من هذا فقبول واشنطن بالإرادة الروسية يعني تعايشا مع إعادة تشكيل الشرق الأوسط. وتحاول روسيا إنجاز تحالف قوي يضم العراق وإيران وحزب الله وسوريا الصغيرة. ومن أجل تحقيق هذا، لا تخاطر روسيا بإمكانية مواجهة مع الغرب بل قامت بتحسين علاقاتها مع القوى الإقليمية مثل تركيا والسعودية.
ولا يوجد أي سبب لعدم دعم أمريكا لهذا، صحيح أن روسيا ليست بقوة أمريكا عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا، ولكن المسألة لا تتعلق بالقوة ولكن الإرادة، فعلى الورق لا تستطيع روسيا الدخول في الشرق الأوسط وتؤكد قوتها فيها. ولكن بعد التدخل في أوكرانيا وضم القرم ومهزلة الأسلحة الكيماوية السورية، فإن بوتين يعرف أن لا أحد سيوقفه.
ويعرف بوتين أنه امتد على أكثر مما يستطيع، ويواجه إمكانية الوقوع في مستنقع سوريا، ولديه الكثير من الخلافات مع إيران، وهو مستعد -والحالة هذه- وفي أي وقت حمل إنجازاته والتحالف مع أمريكا ولكن من موقع متميز.
======================
نيويورك تايمز عن زيارة الأسد لموسكو: «المواجهة الأولى» بين الرئيسين
عرب وعالم سارة حسين 2015-10-21 10:59:26 طباعة
علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكة على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئة أمس الثلاثاء إلى روسيا، لمناقشة حملتهما العسكرية المشتركة ومستقبل الانتقال السياسي في سوريا، بقولها: إنها "المواجهة الأولى" بين الرئيسين منذ بدء الغارات الروسية في سوريا منذ 3 أسابيع.
وقالت "الصحيفة": إنه "بالرغم من تصوير الحملة الروسية الجوية كجهد لدحر الميليشيات الإسلامية، إلا أن الأهداف الأساسية للحملة كانت قوات المعارضة التي تهدد الأسد بشكل مباشر".
ونقلت عن محللين أنهم يعتقدون أن روسيا تأمل في تعزيز قوة الأسد على أجزاء أساسية في وسط سوريا، ثم الدفع نحو معركة ضد مراكز داعش في غربها.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن روسيا وسوريا يميلان إلى تصنيف الجماعات المعارضة وتشمل كلا من داعش والمتمردين المدعومين من الغرب كـ"إرهابيين إسلاميين".
وذكرت الصحيفة ملخص نشره الكرملين عن تفاصيل لقاء بوتين والأسد، جاء فيه إن الرئيس الروسي قال لنظيره السوري: إن "القضايا العسكرية والسياسية متداخلة"، مضيفًا أن روسيا مستعدة للمساهمة في الحرب ضد الإرهاب من أجل استقرار سياسي للصراع المستمر منذ ما يزيد عن 4 سنوات.
وجاء في الملخص أيضًا أن الرئيسين ناقشا القضايا المتعلقة بالمعركة ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة واستمرار العملية الروسية لدعم الجيش السوري، ولفت البيان إلى أن الأسد أفاد نظيره الروسي باختصار عن الوضع الفعلي والخطط المستقبلية في سوريا.
======================
«الإندبندنت» ترصد معاناة الفتيات ضحايا الاعتداء الجنسي بسوريا
زينب غريان
الفيتو
رصدت صحيفة الإندبندنت البريطانية معاناة فتيات سوريا اللواتي تعرضن للاعتداء الجنسي داخل بلادهم، ثم اضطررن للهجرة واللجوء إلى إحدى الدول الأوربية هربا من الحرب، وهو ما يمثل خطرا على حياتهن وخصوصا بسبب حملة في سن صغيرة.
وسلطت الصحيفة الضوء على اختفاء الطفلة السورية "فاطمة القاسم"، 14 عاما، من مركز لجوء السوريين في هولندا، والذي يوفر العناية للفتيات السوريات الحوامل دون السن نتيجة الاعتداء الجنسي على الأطفال في سوريا.
وأوضحت الإندبندنت أن الفتاة السورية ذات الـ 14 عاما، حامل في الشهر التاسع وتحتاج لرعاية طبية وهو ما يثير القلق.
وقالت إن هولندا تواجه أزمة في توفير اللجوء للفتيات اللواتي تزوجن في سوريا في سن صغيرة، جراء تزايد حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال في سوريا، موضحة أن نحو 20 فتاة تتراوح أعمارهن بين 13 و15 عاما، تم منحهم حق اللجوء بمركز "اللجوء الهولندي لرعايتهن صحيا.
 
وأعرب المركز عن مخاوفه المتزايدة من ارتفاع عدد زيجات الأطفال في المجتمعات التي يوجد بها لاجئين كسوريا والأردن والعراق ولبنان، مؤكدا أن تلك الزيجات لا يمكن تسميتها "زواج" ولكنها اعتداء صريح على الفتيات الصغار.
======================
نيويورك تايمز: ماذا بعد التدخل الروسي في سوريا؟
– POSTED ON 2015/10/21
POSTED IN: مقالات وتحليلات
منال حميد: الخليج أونلاين
قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية إن واشنطن بدأت بتحريك جبهات خامدة في العراق وسوريا ضد تنظيم الدولة، مؤكدة أن هذا التحريك جاء في أعقاب التدخل الروسي في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الحكومة العراقية وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تكافح لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة بعد جمود امتد لعدة أشهر على جبهات متعددة مع الجهاديين.
في الرمادي، إلى الغرب من بغداد، حيث يسيطر تنظيم الدولة على المدينة منذ مايو/ أيار الماضي، بدأت القوات العراقية وبدعم من القوة الجوية الأمريكية معركة لاستعادة المدينة، حيث تسعى القوات المهاجمة إلى قطع طرق الإمدادات والتعزيزات التي تصل إلى التنظيم، في حين بدأت القوات العراقية بمساندة من مليشيات شيعية مدعومة من إيران بعمليات لاستعادة مصفاة بيجي ومدينتها، حيث تقول البيانات العسكرية والصحفية العراقية إنه تمت السيطرة على المصفاة.
وبموازاة ذلك، قامت القوات الأمريكية بإلقاء ذخائر تصل إلى نحو 50 طناً إلى مقاتلين من المعارضة السورية، وذلك في إطار دعمها للمعارضة السورية المعتدلة في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية، حيث من المقرر أن ينضم هؤلاء المقاتلون إلى صفوف القوات الكردية للزحف على مدينة الرقة حيث معقل تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت جنرال شون ماكفارلاند قوله إن القوات الأمريكية تعمل ما بوسعها، وهي تقاتل في أكثر من اتجاه، مبيناً أن الحملة على تنظيم الدولة ليس لها جدول زمني.
وترى الصحيفة الأمريكية أن واشنطن بدأت بتفعيل الجبهات ضد تنظيم الدولة حتى في المنطقة التي تشهد وجوداً للروس والإيرانيين في سوريا، بالإضافة إلى العراق الذي تعتبر فيه المليشيات الشيعية المدعومة من إيران هي القوة الرئيسية في البلاد، على الرغم من مساعي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لبناء سلطته.
وتقدر الصحيفة الأمريكية عدد مقاتلي تنظيم الدولة في مدينة الرمادي بنحو 600 مقاتل، تمكنوا من تحصين أنفسهم داخل المدينة ويقاتلون بشراسة رغم كثافة النيران وعدد القوات المهاجمة.
وحتى لو نجحت القوات العراقية في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق التي يسيطر عليها، إلا أنها ستواجه تحديات أخرى خاصة فيما يتعلق بتأمين البلدات والقرى التي سيتم تحريرها، حيث تسعى واشنطن إلى إسناد دور أكبر للعشائر السنية في مهمة التأمين.
وما زال تقدم القوات العراقية المدعومة من قبل المليشيات الشيعية وبغطاء جوي أمريكي، بطيئاً في الرمادي، حيث شنت القوات الأمريكية نحو 70 غارة جوية في الأسبوعين الماضيين وفقاً للبنتاغون، في حين تشير الأرقام الحكومية العراقية إلى أن هناك نحو 5 آلاف مقاتل من الجيش العراقي وأكثر من 10 آلاف مقاتل من عناصر المليشيات الشيعية يشاركون بالهجوم على الرمادي.
======================
سارة بروكمير، وفيليب روتمان* :إنجاح مبدأ مسؤولية الحماية
الغد الاردنية
برلين- اتفق قادة العالم قبل عشرة أعوام على أن المجتمع الدولي يتحمل "مسؤولية حماية" الشعوب من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والتطهير العرقي. وبعد عقد من الزمان، ما يزال السجل العالمي في الالتزام بمسؤولية الحماية سيئاً؛ حيث ما يزال مئات الآلاف من الناس في العراق وسورية وماينمار والسودان وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وبورندي ونيجيريا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، يشعرون بالتهديد من الفظائع الجماعية. وإذا أردنا إنجاح مبدأ مسؤولية الحماية بالنسبة إليهم، فإنه يتوجب علينا أن نثبت خطأ الخرافات، وأن نركز جهودنا على التحديات العملية للحماية.
العديد من المراقبين غير متفائلين بمستقبل مسؤولية الحماية؛ حيث يتوقع هؤلاء اتساع الجمود والفجوة بين الغربيين الذين يدعون إلى التدخل وأنصار السيادة من غير الغربيين. ويرى الكثيرون أن السبب الوحيد لليأس هو الصعود العالمي لقوى مثل الصين والهند، التي تشترك النخب فيها في عدائها للنظام الذي يقوده الغرب الذي انطلقت منه مسؤولية الحماية. ويرى مايكل ايانتيف من جامعة هارفارد أن مقاومة تلك الدول للتدخل سوف تصبح أكثر تأثيراً باطراد.
ولكن، هل السيادة فعلاً هي ما تدافع عنه القوى الصاعدة؟ وهل الحماية الفعلية للشعوب تتعلق دائماً بالتدخل؟
لقد استكملنا مؤخراً، كجزء من فريق من الأكاديميين والباحثين من مراكز الأبحاث في بيجين وبيرلين وبودابست ودلهي وفرانكفورت وأكسفورد وريو دي جانيرو وساو باولو، مشروعاً بحثياً مدته ثلاث سنوات، والذي يقيم الجدل الذي كان قائماً في العقد الماضي عن الوقاية والتدخل والسيادة والمسؤولية والانتقائية والنفاق. ووجدنا أن النظرة السائدة بأن الصراع هو بين الغرب الذي يروج للتدخل والبقية الذين يدافعون عن السيادة هي نظرة مضللة، على أساس النقطتين المهمتين التاليتين.
أولاً، أن الغرب بالكاد مهتم بالتدخل دبلوماسياً أو عسكرياً لحماية الشعوب من الفظائع الجماعية. وقد صوت البرلمان البريطاني على عدم التدخل في سورية، والدول الغربية هي من أقل الدول المساهمة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، فيما لم تقم الدول التي تلقي المواعظ فيما يتعلق بالدبلوماسية والوقاية مثل ألمانيا بتحويل أقوالها إلى أفعال بعد.
من الخطأ كذلك تصوير البقية على أنهم يفتقدون للمشاعر ويدافعون عن مبدأ السيادة في مواجهة المعاناة الإنسانية. إن هذا التصوير يسيء إلى الآلاف من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة من جنوب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، والذين ساعدوا في حماية المواطنين. ولننظر إلى القوات الجنوب أفريقية والتنزانية التي تستخدم القوة العسكرية تحت إمرة قائد برازيلي لقتال المجموعات المسلحة في الكونغو، وإلى العديد من رجال الدولة الأفارقة الذين لعبوا دوراً محورياً في جهود الوساطة في طول القارة وعرضها. كما تلعب الصين التي عادة ما تكون مترددة عندما يتعلق الأمر بالتدخل السياسي والعسكري دوراً متزايد الأهمية في مفاوضات السلام في جنوب السودان.
ثانيا، إن الدعم الدولي للحماية من الفظائع الجماعية لم يمت على الإطلاق. صحيح أن إساءة استخدام حلف الناتو لتفويض مجلس الأمن الدولي المتعلق بتغيير النظام في ليبيا قد سممت الأجواء. وصحيح أن استيلاء روسيا الخطابي الساخر على لغة الحماية بالنسبة لجورجيا وأوكرانيا صب الزيت على النار الجيوسياسية التي أعاقت بشكل مأساوي أي عمل ذي معنى لحماية الناس في سورية.
لكن مجلس الأمن وافق على التدخل في ليبيا وأجاز تدخل قوة فرنسية وقوة من الاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية في جمهورية أفريقيا الوسطى. وهذا يعكس تحولاً مهماً مقارنة بالتسعينيات، عندما لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً بينما كانت هناك إبادة جماعية جارية في رواندا وسربرنيتسا. واليوم، عندما يحصل تداخل مع المصالح الاستراتيجية الأخرى ولا تقف الاعتبارات الجيوسياسية الأشمل في الطريق، فإننا نجد أن الدول أصبحت أكثر استعداداً بكثير للتصرف، وخاصة ضد اللاعبين من غير الدول مثل تنظيم الدولة الاسلامية أو بوكو حرام أو الثوار الكونغوليين.
للأسف، وحتى في تلك الحالات، فإن العالم لا يمتلك ما يكفي من قصص النجاح التي تضاهي جهوده. ومن أجل حماية الشعوب بطريقة أكثر فعالية من الجرائم المتعلقة بالفظائع الجماعية، يتوجب على الحكومات والمنظمات الدولية ومجموعات المجتمع المدني التركيز على التحديات العملية والتعلم من الأخطاء السابقة.
من الضرورات الملحة أولاً، الحاجة إلى إجراء نقاشات بناءة فيما يتعلق بكيفية إدارة مجلس الأمن لممارسة القوة العسكرية. فبعد تغيير النظام في ليبيا، لم يعد من المرجح أن تعطي القوى العالمية مجددا تفويضاً مطلقاً بالتدخل العسكري الإنساني من قبل أطراف أخرى. وتعطينا مقترحات الإصلاح من الحكومة البرازيلية وريوان زونجزي، وهو مفكر صيني، أفكاراً جيدة من للبدء بتلك النقاشات.
ثانياً، يحتاج صناع السياسات والأكاديميون والنشطاء حول العالم لمعالجة مسألة كيفية الحماية بشكل فعال. ولدى جميع أدواتنا -العقوبات وحفظ السلام التابع للأمم المتحدة والعمليات العسكرية- سجلات متفاوتة. وترتبط حماية الناس من جرائم الفظائع الجماعية دائماً بتقييم المخاطر وتحديد أهون الشرور في وضع معين. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يمكننا جميعاً تبني نظرة أكثر نقدية للاستراتيجيات المفضلة لدينا والجوانب التي يصعب علينا معرفتها.
إحدى تلك الوسائل هي أن يتوقف كل طرف عن وعظ الطرف الآخر، وأن ينخرط بدلاً من ذلك في مناقشات بناءة ومنفتحة. وربما تستطيع البرازيل أو جنوب أفريقيا تعلم بعض الدروس من قيام الإدارة الأميركية مؤخراً بإنشاء هياكل للإنذار المبكر لتحديد أي تهديد بارتكاب فظائع قبل حدوثها، وفي الوقت نفسه يجب أن تنقل الهند والعديد من الدول الأخرى خبراتها التي تمتد لعقود في مجال حفظ السلام التابع للأمم المتحدة إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
لا يتطلب أي من هذه الاقتراحات حدوث اختراقات غير واقعية ضمن مواجهات جيوسياسية مشحونة للغاية. إنها تتطلب بدلاً من ذلك التواضع والانفتاح على الرأي الآخر من قبل صناع السياسات في كل مكان. وبالنظر إلى وجود الآلاف من الأرواح التي تعتمد على تطبيق مسؤولية الحماية، فإن من الأهمية بمكان أن يتعلم قادتنا كيف يمكن إنجاحها.
 
*بروكمير: باحثة في معهد السياسة الدولية العامة في برلين والمؤلف المنسق لمشروع "حماية فعالة ومسؤولية من جرائم العدوان: في اتجاه عمل دولي". وروتمان: مدير مشارك لمعهد السياسة الدولية العامة في برلين، ومؤلف مشارك في نفس البرنامج.
*خاص بـ الغد، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكت".
======================
الايكونوميست :بوتين.. بطل الشيعة: روسيا تضع أول موطئ قدم لها في العراق
تقرير خاص - (الإيكونوميست) 17/10/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
على نقاط التفتيش المنتشرة في كل أنحاء البلد، تعرب قوات الأمن العراقية العديدة والمتنوعة عن بهجتها بوصول روسيا إلى المنطقة، كإجابة عن إخفاقها في قلب وجهة المد بعد 16 شهراً من محاربة جهاديي مجموعة "داعش" في شمال غرب العراق. ويقول رجل شرطة عائد من شهر من الخدمة على الجبهة: "الولايات المتحدة وتحالفها لم يفعلوا أي شيء. أخيراً، أصبح لدينا ائتلاف حقيقي نافذ ليتعامل مع مجموعة الدولة الإسلامية".
في أواخر الشهر الماضي، وقع العراق اتفاقاً لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع روسيا، وهو ما أثار استياء الأميركيين. وبعد بضعة أيام من ذلك، أنشأ جنرالات روسيا غرفة عمليات مشتركة مع خصمي أميركا الإقليميين، إيران وسورية، في داخل المنطقة الخضراء في بغداد، التي تضم السفارة الأميركية. ثم أطلقت روسيا صواريخ من بحر قزوين، والتي عبرت المجال الجوي العراقي في طريقها إلى سورية. وناشد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، روسيا توسيع حملتها الجوية من سورية لتشمل أهدافاً لمجموعة "داعش" في العراق. كما تستعرض قواته بافتخار دباباتها الروسية أيضاً. بل إن بعض المسؤولين العراقيين يتحدثون عن منح الروس قاعدة جوية في العراق. ويقول مسؤول أمني رفيع: "إننا نريد تحالفاً عسكرياً كاملاً".
كان رد فعل أميركا هو الذعر من فكرة أن روسيا ربما تستعيد هالتها ونفوذها في على العراق، على النحو الذي كانت عليه في ذورة حقبة الحرب الباردة، بعد أن أنفقت أميركا مئات المليارات من الدولارات وآلاف الأرواح هناك. وحتى الآن، كان السيد العبادي، رئيس الوزراء الذي سهلت أميركا أمر صعوده إلى السلطة في العام الماضي، يعرض علامات الطاعة. وعلى صعيد آخر، تضاءلت الطلعات الجوية العسكرية الإيرانية المتجهة إلى سورية من 20 طلعة يومياً إلى حفنة صغيرة، كما يقول دبلوماسي غربي في بغداد. ولكن تهديد العبادي بمد يده للروس، إلى جانب فشله في القيام بأي شيء مهم لتنفيذ حملة كان قد وعد بشنها لمكافحة الفساد، دفعت بعض القوى الغربية إلى البدء في البحث عن قيادة بديلة.
ملء الفراغ
يقول رجال السيد العبادي إن المتسول لا يمكنه أن يشترط. وينفق العراق ربع ميزانيته على محاربة "داعش"، على الرغم من ازدياد عجز الحكومة السيئ سوءا بسبب انخفاض أسعار النفط. وفي وقت سابق من هذا العام، فشل إصدار سندات تم تسويقها في الخارج في اجتذاب المضاربين، على الرغم من أنها عرضت فائدة بنسبة 11 %. وفي حين تصر أميركا على أنها ما تزال في طريقها إلى "إضعاف وتدمير" مجموعة الدولة الإسلامية (حسب تعبير باراك أوباما)، فإن العراقيين يشتبهون بأنها ركزت أنظارها على مجرد احتواء "الخلافة" فقط وليس هزيمتها نهائياً، وهو ما من شأنه أن يتسبب في تقسيم بلدهم بشكل دائم.
من هذا الإحساس بموقف الضعف، يحاول السيد العبادي أن يُقابل تحالف أميركا بتحالف روسي مفترض. وكانت المساعدات الأميركية للعراق قد انخفضت بأكثر من 80 % منذ زيادة عديد القوات التي كانت أميركا قد أرسلتها لمحاربة أسلاف "داعش"، تنظيم القاعدة في العراق، في العام 2007؛ وتعني محدودية موارد الحكومة العراقية أنها أصبحت تسلم الأسلحة لقواتها في وقت متأخر وبالقطارة. وكان السيد العبادي قد عبر عن استيائه من هذا الواقع، حين قال: "كنا نتوقع من التحالف الدولي، من الأميركيين، أن يجلبوا قوة جوية ضخمة لحماية قواتنا. لكننا لم نتلق مثل ذلك".
لكن المقامرة العراقية في الموضوع الروسي ربما تؤتي ثمارها. ويبدو أن خطر بروز دور روسي معزز في العراق قد حفز أميركا على العمل. ففي الأيام الأخيرة، كثفت قوات التحالف هجماتها على بيجي والرمادي، وهي تقوم بتوفير الغطاء الجوي بينما تجهز القوات العراقية نفسها لشن حملة جديدة ضد خطوط "داعش". ولم يسبق أبداً أن واجه "داعش" مثل هذه الهجمات المتعددة، كما يقول مسؤول أميركي.
لكن هناك بعض المخاطر المحتملة أيضاً. فمشكلات الطائفية في المنطقة تهدد بأن تتوسع وتزداد سوءا بقدوم الروس. ويقوم رسامو الكاريكاتير في العراق الآن بتصوير بوتين باعتباره بطلاً عشائرياً، والذي يعطي القوى الشيعية في المنطقة (التي تقودها إيران حالياً) وصولاً عالمياً. وفي الوقت نفسه، ما تزال القوى السنية تتطلع إلى أميركا على مضض، على الرغم من اتفاق أوباما النووي مع إيران. وبعد أشهر من الانتظار، حصل بعض الثوار في سورية أخيراً على دفعة من السلاح الأميركي التي أُسقطت من الجو (فيما يبدو أنه لمحاربة "داعش"، وليس النظام السوري). وفي العراق، تقوم أميركا من جديد بتدريب وتسليح الآلاف من رجال القبائل السنية، في محاولة لإضافة جناح سني إلى المعركة التي يهيمن عليها الإيرانيون ضد "داعش". وفي الشارع والبرلمان، استنكر بعض السنة عودة روسيا إلى الساحة العراقية، بقدر ما أعلى الشيعة من شأن هذه العودة وقابلوها بالتهليل. وقد لخص أحد رسامي الكاريكاتير رد فعل "داعش" على الوصول الروسي بعبارة "أعيدوا إلينا قنابل أميركا، وجنبونا قنابل روسيا"!
مع ذلك، ليس كل السنة والشيعة مفروزين فرزاً حاداً على هذا النحو. الميليشيات الموالية لمقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي القوي، تصر على أنها ستقاتل الروس بالشراسة نفسها التي حاربت بها الأميركيين. ويشك أهل السُنة الآملون بالعودة إلى الموصل، ثاني أكبر مدن العراق الواقعة الآن في أيدي "داعش"، بأن أن يكون أوباما على قدر المهمة. ويقول مشعان الجبوري، السياسي السني والزعيم القبلي الذي كان محافظاً للموصل لفترة وجيزة: "حتى نستعيد الموصل، فإننا سوف نحتاج الروس".
ala.zeineh@alghad.jo
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Russia and Iraq: Putin, champion of the Shias
======================
كريستيان سينس مونيتور :بدعم روسيا وإيران، سورية تسعى لاستعادة الأرض. ولكن، ماذا بعد ذلك؟
نيكولاس بلانفورد - (كريستيان سينس مونيتور) 15/10/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
تقوم قوات حزب الله وقوات إيرانية بمساعدة الجيش السوري على الاندفاع شمالاً في اتجاه تركيا. ويرتبط مدى الحملة على نحو وثيق بطموحات الرئيس الروسي بوتين.
 *   *   *
بيروت، لبنان - في أعقاب أشهر من التراجعات الميدانية، شرع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الانقضاض على المعارضة المسلحة مدعوماً بمستوى غير مسبوق من الدعم من كل من روسيا وإيران.
تحت غطاء من الضربات الجوية التي نفذتها مقاتلات وطائرات عمودية روسية، ومدعوماً من قوات حزب الله وقوات شبه عسكرية شيعية من العراق وأفغانستان، يحاول الجيش السوري النظامي استعادة أراضٍ كان قد فقدها في محافظة حماة الشمالية. ويعد الهجوم المضاد الذي كان قد بدأ في الأسبوع الماضي، جزءاً من حملة عسكرية أوسع لطرد مجموعات الثوار من كل مناطق سورية الشمالية الغربية حتى الحدود مع تركيا، من أجل تأمين مناطق النظام الرئيسية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ويقول قائد وحدة مخضرمة من مقاتلي حركة حزب الله اللبنانية، والذي كان قد خدم نوبات متعددة في سورية: "لن يكون هناك قتال دفاعي. نحن الآن في مرحلة الهجوم المضاد". ويضيف: "سوف نمنى بالعديد من الإصابات، نعم، ولكن اللعبة ستنتهي قريباً. وسنصل إلى الحدود مع تركيا".

أما الذي سيلي ذلك -إذا نجح أساساً- فهو أمر أقل وضوحاً.
هل يعمد المحور الجديد المكون من روسيا وإيران وسورية والعراق وحزب الله إلى التقدم في اتجاه الشرق لاستعادة كل البلد من قوات الثوار والجهاديين المتطرفين التابعين لمجموعة الدولة الإسلامية؟ أم هل ستكتفي موسكو بتقوية نظام الأسد قبل محاولة محتملة للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع الذي طال لأربع سنوات ونصف السنة، وفق شروط تناسب مصالح روسيا الاستراتيجية؟
يقول نيكولاي كوجانوف، زميل "تشاثام هاوس" والزميل غير المقيم في مركز كارنيغي في موسكو: "إذا حاول (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) استعادة كل البلد، فإنه ربما يحصل عندئذٍ على أفغانستان أخرى؛ حيث يستطيع السيطرة على المدن الرئيسية، لكنه لن يستطيع السيطرة على البلدات والقرى الأصغر والتي ستكون في حالة حرب أهلية مستمرة".
وكانت روسيا التي بدأت بنشر الطائرات والجنود في سورية في آب (أغسطس) الماضي دعماً للأسد، قد شنت مئات الضربات الجوية في الأسبوعين الماضيين ضد أهداف في عموم شمالي سورية.
وتقول موسكو إنها تهاجم "الإرهابيين"، وبشكل رئيسي مجموعة "الدولة الإسلامية" التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية والعراقية.
ومع ذلك، فإن جل الضربات الجوية الروسية وجهت للثوار المعادين للأسد في شمالي محافظة حماة ومحافظة إدلب المجاورة، في محاولة واضحة لدعم القوات البرية الموالية للحكومة، وفق ما يقوله ناشطون ومحللون. وهناك أشرطة فيديو عدة بُثت على شبكة الإنترنت خلال الأسبوع الماضي، والتي تظهر طائرات عمودية قتالية من طراز (أم. أي - 24) "هند" وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق القرى في شمالي حماة، مطلقة الصواريخ أو مسقطة القنابل وناشرة اللهب المضاد للصواريخ.
يعمل الجيش السوري وحلفاؤه على طول ثلاث جبهات: محافظة حماة، التي تتركز في بلدة كفار زيتا التي يسيطر عليها الثوار؛ وسهل الغاب، وهو منطقة زراعية سهلية تقع إلى الغرب؛ والجزء الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية؛ حيث تحاول القوات الموالية طرد مجموعات الثوار من الجبال التي تطل على المنطقة الساحلية، الأرض الرئيسية لنظام الأسد.
يقال إن حزب الله يحشد الآلاف.
في الأثناء، يبدو أن ثمة جبهة رابعة قد فُتحت يوم الخميس، عندما شرعت الطائرات الحربية الروسية في شن ضربات جوية ثقيلة ضد الجيب الريفي الذي يسيطر عليه الثوار، والذي يمتد على الطريق الرئيسي السريع بين مدينتي حمص وحماة الواقعتين تحت سيطرة النظام. وذكر أن اشتباكات عنيفة قد وقعت بالقرب من بلدة تلبيسة، التي تقع على بعد ستة أميال إلى الشمال من حمص، عندما حاولت القوات السورية ومقاتلو حزب الله كسر خطوط الثوار.
إذا ساد النظام في هجومه المضاد متعدد الجبهات، فإنه سيؤمن بذلك روابط الاتصال بين حمص وحماة، ويطرد الثوار باتجاه الشمال من حماة وإلى الشرق من اللاذقية إلى داخل محافظة إدلب.
ومن المتوقع فتح جبهة خامسة أكثر طموحا خلال وقت قريب؛ حيث سيسعى الجيش السوري فيها إلى استعادة أراضٍ في حلب. وتقع حلب، التي تعد ثاني كبريات المدن السورية، على بعد 30 ميلاً إلى الجنوب من الحدود التركية، وهي مقسمة بين النظام والمعارضة. ووفق تقارير ومصادر دبلوماسية ومن حزب الله، فإن الجيش السوري سيتلقى الدعم من مقاتلي حزب الله ومئات القوات الإيرانية التي طارت مؤخراً إلى قاعدة حميمين الجوية إلى الجنوب من اللاذقية، والتي أصبحت منطقة انطلاق رئيسية للتدخل العسكري لروسيا.
إلى ذلك، تقول مصادر مقربة من حزب الله إنه تم تحشيد ما يقرب من ثلاثة آلاف مقاتل من جنوب لبنان، لانتشار محتمل لهم في شمالي سورية، بالإضافة إلى العدد الموجود في سورية فعلياً، والمقدر بحوالي 5000 من كوادر الحزب.
مقاومة قوية للثوار
مع ذلك، وبالرغم من مدى حجم هجوم قوات النظام المعاكس، فإن التقدم الأولي ما يزال بطيئاً في مواجهة مقاومة عنيدة للثوار.
ويوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، أعلن جيش الفتح، الائتلاف المكون من الثوار والذي يضم الإسلاميين المتشددين من مجموعتي "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" التابعة للقاعدة في سورية، عن شن "معركة تحرير حماة". ودعا بيان أصدره الفصيل "كل المقاتلين الشرفاء في حماة الى إشعال الجبهات التي تقع ضمن مناطقهم من أجل جعل الفيالق الإسلامية تلتقي في حماة، وتحريرها، إنشاء الله".
وقالت التقارير إن دفاع الثوار تلقى العون بشحنة قدمتها العربية السعودية، والتي تضم حوالي 500 صاروخ "تاو" أميركي الصنع والمضاد للدبابات، والتي تم نشرها لتحدث أثراً مميتاً ضد قوات النظام. ويعطي الشريط المفتوح نسبياً في شمالي حماة، وخاصة في سهل الغاب، ميزة طبوغرافية للثوار بوجود خط رؤية لصواريخ "تاو" التي يصل مداها إلى 2.6 ميل.
في اليوم الأول من الهجوم المضاد في شمالي حماة في الأسبوع الماضي، أدعت وحدات تابعة للجيش السوري الحر بأنها دمرت خمس عشرة دبابة وعربة مدرعة على الأقل، فيما أطلق عليه اسم "مجزرة الدبابات". وكان إحدى ضحايا صواريخ "تاو" هو حسن حسين الحاج، القائد العسكري المخضرم رفيع المستوى في حزب الله، الذي مات في الأسبوع الماضي في محافظة إدلب. كما قتل قائد رفيع أخر من حزب الله بعد يومين.
وقتل أربعة ضباط رفيعو المستوى على الأقل من جهاز الحرس الثوري الإيراني في الأسبوع الماضي، بمن فيهم البريغادير جنرال حسين همداني الذي كان قد قتل بالقرب من حلب.
قد يكون التقدم بطيئاً بالنسبة لقوات الأسد، لكن الهجوم الراهن متعدد الشعب هو التحرك الأول "في لعبة الشطرنج الجديدة في الشرق الأوسط" التي تلعبها موسكو وطهران، كما يقول دبلوماسي غربي له اتصالات واسعة في سورية.
ويقول هذا الدبلوماسي: "ستكون هناك تحركات مضادة، وأعتقد أن الروس والإيرانيين سينالون بعض المفاجآت المزعجة والمقاومة الصلبة أمامهم". ويضيف: "لكن التعاون بين حلفاء الأسد ما يزال قوياً كما كان حاله دائماً وعملياً جداً، حيث التغير الفعلي الوحيد هو أنها أصبحت للروس حالياً كلمة أكبر بكثير".
abdrahaman.alhuseini@alghad.jo
*نشرت هذه القراءة تحت عنوان:Buoyed by Russia and Iran,. Syria seeks to reclaim ground. But then what?
======================
مللييت التركية :وقف النار في تركيا وجيش كردي جديد في سورية
نهاد علي أوزجان
رفع حزب «العمال الكردستاني» وتيرة هجماته في الشهرين الماضيين. ولكنه أعلن، قبل يومين، وقف إطلاق النار من طرف واحد. ورأى بعضهم أن خطوته هذه هي «رسالة سلام وحسن نية قبل الانتخابات المبكرة في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) ودليل على إيمانه بالديموقراطية وضرورة إجراء الانتخابات في أجواء هادئة ونزيهة! وهؤلاء ربطوا بين هذه الخطوة والانتخابات، في وقت لا يقيم «الكردستاني» وزناً للانتخابات ولا لنتائجها. وهو يرمي إلى ضرب عصفورين بحجر.
ويقتضي فهم هذه الخطوة (إعلان وقف النار) وما يريده الكردستاني أن نحلل تكتيكاته وخطواته الأخيرة. فهو سعى طوال الصيف إلى شغل الجيش بعمليات متفرقة ومتشعبة، فتجنب الدخول في مواجهات كبيرة ومباشرة. واختار اللجوء إلى عمليات قتل ثم الفرار أو التفجير عن بعد، في مساحة شاسعة من البلاد. ورمى إلى فرض مشروع الحرب على السياسة والسياسيين وشغل الرأي العام بها والتأثير فيه. وخطا «الكردستاني» خطوات محسوبة، ولم يزج بعناصره، أي بـ «إرهابييه» المدربين أو المتمرسين، في تلك العمليات، بل اعتمد على عدد قليل من الناشطين في المدن. واستند إلى الشباب في الشارع والعناصر الجديدة أو الفتية، واختبر حرب الشوارع وسعى إلى جس نبض قدرات الجيش والدولة على مواجهة حرب أهلية كتلك التي تجري في سورية حيث شتت صفوف قوى الجيش والأمن والشرطة في عدد من محافظات الجنوب، واستطاع إجراء تجارب قتالية جديدة ومناورات ميدانية.
ويحسب بعض الأتراك أن قرار «الكردستاني» وقف إطلاق النار هو حماية للانتخابات وأنه يشرع الطريق أمام الديموقراطية في تركيا. ولكن في الواقع، جاء قراره هذا إثر اكتمال أركان خطة عمله الجديدة في سورية وترتيب الخطط مع حلفائه الغربيين، بعد أن شغل تركيا وجيشها عن سورية وما يحدث فيها خلال الصيف ورسخ نفوذه في شمال سورية، وأعد لمرحلة جديدة هناك قد يمتد فيها نفوذه جنوباً إلى الرقة إذ يقاتل «داعش». وفيما كان «الكردستاني» يشغل تركيا عن سورية، دخل الجيش الروسي على الخط وغيّر وجه الخريطة العسكرية في ميادين القتال، كما دخلت الولايات المتحدة إلى قاعدة انجرليك وزادت دعمها للقوات الكردية في شمال سورية. فهي ترسل لها أسلحة جديدة وتدرب كوادرها على استخدام تلك الأسلحة. وكل هذا يحصل وتركيا منشغلة بمناوشات الكردستاني في الداخل. واليوم، أعلن رسمياً تشكيل جيش كردي جديد قوامه 50 ألف جندي مدربون ومسلحون بعتاد اميركي من أجل خوض مرحلة جديدة من الحرب في شمال سورية. وفي مرحلة «تصعيد» هجماته في المدن التركية، تابع الكردستاني عملية نقل كوادره من شمال العراق إلى شمال سورية عبر تركيا سراً، وأنهى هؤلاء تدريباتهم. وبرز جيش كردي جديد ترفض أميركا وروسيا اعتبار أنه امتداد لحزب «العمال الكردستاني» الإرهابي في تركيا. ولا يستطيع «الكردستاني» القتال على جبهتين. لذا، اضطر إلى أن ينهي «تدريباته» داخل تركيا ليركز على جبهة القتال الجديدة في شمال سورية. وعليه، أعلن وقف النار. وستكتمل فصول القصة حين تتناهى إلينا أخبار وصول توابيت وجثامين مقاتلين أكراد من «الكردستاني» في سورية لتدفن في تركيا، وأخبار مد هذا الجيش الكردي الجديد في شمال سورية بمضادات الدروع والدبابات وربما المقاتلات الجوية.
 
 
* كاتب، عن «مللييت» التركية، 16/10/2015،
إعداد يوسف الشريف
======================
إيجيا تايمز :تحفُّظ الدول السوفياتيّة السابقة على الدور العسكري الروسي
سيرجي بلاغوف
قوبلت مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى التصعيد العسكري في سورية من طريق إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين، بصمت شبه مطبق من دول الاتحاد السوفياتي السابق.
وأعرب الناتو عن قلقه من التصعيد الروسي في الأزمة السورية. لكن أكثر من 70 في المئة من الروس يؤيدون عمليات بلادهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سورية. وبدأت روسيا غاراتها الجوية في سورية دعماً للأسد في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي. وحذّر بوتين من أن نجاح الإرهابيين في سورية يهدّد روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق.
وإثر إطلاق الصواريخ، لم يسارع أقرب حلفاء روسيا، أي بيلاروسيا وكازاخستان وعدد من الدول المتحالفة مع روسيا أمنياً، الى إعلان تأييد العمليات الروسية في سورية ضد «الدولة الإسلامية». وغرد الرئيس القيرغيزستاني خارج السرب، وأيّد الغارات الروسية.
ويبدو أن رئيس بيلاروسيا (روسيا البيضاء) ألكسندر لوكاشنكو، ردّ رداً غير مباشر على التدخل الروسي في سورية، فهو أعلن التردّد في التزام اتفاقات مبرمة مع روسيا لإنشاء قاعدة جوية روسية في بوبرويسك. وعلى رغم أن الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف، أبدى قلقه خلال لقائه مع الرئيس الروسي بوتين في السادس من الجاري، من تعاظم خطر «الدولة الإسلامية» القادم من أفغانستان، نأى عن تأييد الغارات الروسية على سورية. ونفى المسؤولون الروس أنباء عن زيادة في القوات الروسية في طاجيكستان.
وأشار مسؤولون عسكريون روس، إلى احتمال فتح جبهة ثانية ضد «الدولة الإسلامية» في أفغانستان. وفي مؤتمر دولي نظّمته وزارة الدفاع الروسية في موسكو عن أفغانستان، قال الجنرال الروسي فاليري غوراسيموف، أن قيادة الأركان الروسية تحذّر من تدهور الوضع في أفغانستان، وأن حوالى ثلاثة آلاف عنصر من «الدولة الإسلامية» ينتشرون في أفغانستان، وأنهم مصدر خطر على الدول المجاورة في وسط آسيا. وكان رؤساء دول الاتحاد السوفياتي السابقة أبدوا قلقهم الشهر الماضي، من اختراق عناصر «الدولة الإسلامية» الحدود الأفغانية إلى دول وسط آسيا، وإمكان وصولهم الى الأراضي الروسية.
وحمل احتمال ارتفاع خطر «الدولة الإسلامية» في أفغانستان النائب الأول للرئيس الأفغاني، الجنرال عبدالرشيد دوستم، على زيارة موسكو، وطلب مساعدة الأخيرة في محاربة الإرهابيين. والتقى دوستم الرئيس الشيشاني الذي عيّنته موسكو، رمضان قايدروف، الذي دافع عن الغارات الروسية على سورية.
بحر قزوين
والتزمت الدولتان المطلّتان على بحر قزوين، أذربيجان وتركمانستان، الصمت إثر القصف الصاروخي الروسي من قزوين على سورية. وبدا أن أذربيجان، وهي من أقرب حلفاء تركيا في المنطقة، لا تنظر بعين الراحة الى القصف الصاروخي الروسي من بحر قزوين.
وكانت باكو، عاصمة أذربيجان، طلبت من موسكو في السنوات الأخيرة، جعل بحر قزوين منطقة منزوعة السلاح، على رغم أنها (باكو) تملك قاعدة بحرية عسكرية وتنشر ربع قطع الأسطول السوفياتي السابق في بحر قزوين.
وقد يخلف القصف الصاروخي الروسي على مواقع سورية من بحر قزوين، أثره في الجهود الرامية الى تقاسم الدول المشاطئة السيادة على هذا البحر.
واقترحت روسيا خطة حديثة لتقسيم بحر قزوين: حق الدول المشاطئة في استخدام المياه القزوينية للأغراض العسكرية والمدنية. وعلى خلاف هذا الاقتراح، تدعو إيران الى تقسيم نهائي لبحر قزوين يقيّد حركة البحرية الروسية في مياهه.
ويبدو أن تردد الدول السوفياتية السابقة في تأييد الغارات الروسية على سورية، هو إشارة قوية الى المصاعب التي تواجهها موسكو نتيجة مواصلتها التصعيد العسكري في المنطقة.
* صحافي مقيم في موسكو، عن «إيجيا تايمز» الآسيوية، 8/10/2015، إعداد جمال اسماعيل
======================
«لوبوان» الفرنسية :هيلين كارير دانكوس : انهيار الاتحاد السوفياتي وسعي روسيا إلى مكانه
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
بدأ تاريخ القرن العشرين مع الثورة الروسية، لكن كثراً لا يعرفون ما انتهت إليه هذه الثورة وما ختامها. وثمة أفلام كثيرة تناولت نهاية هتلر والنازية ولكن نهاية «هومو سوفياتيكوس» (الإنسان السوفياتي) والنظام الشمولي غامضة، ولم يسلط الضوء بعد على العوامل التي أدت إليها. وعلى رغم أن الرئيس الأميركي رونالد ريغان رغب في «تركيع» الاتحاد السوفياتي، لم يساهم في انهياره، ولم يكن له أي دور في تداعيه. ورأينا جدار برلين يسقط ولكننا لم نتساءل عن أسباب سقوطه. فهذه التغيرات لم تقع بسبب وقوف الاتحاد السوفياتي وميخائيل غورباتشوف (أمين عام الاتحاد...) موقف المتفرج وترك الأمور على غاربها. وحري بالقارئ تذكر أن المجر أسقطت حدودها السوفاتية، وقطعت الأسلاك الشائكة على حدودها مع النمسا. ولم يبلغ غورباتشوف منصبه وهو عازم على «قلب النظام رأساً على عقب»، ولكنه كان يرغب في تحسين النظام، وليس الرجل الذي دمر النظام السوفياتي على ما هو ذائع في روسيا، فحال الاتحاد حملته على ترك اشتراكية إنسوية أو إنسانية الوجه إلى جبه التحديات والمشكلات من غير مواربة. فهو أدرك أن النظام كله مستنفد وأن حاله لا تخفى على أبنائه. وفي كارثة تشيرنوبيل، لمس الروس بأم العين كذب النظام. وتساءل المؤرخ اندريه أمالريك في 1970 إذا كانت الحياة ستكتب للاتحاد السوفياتي بعد 1984... ويقتضي تقصي صدوع الاتحاد السوفياتي العودة إلى عهد خروتشوف، فهو تجرأ وتناول مسألة ترحيل الجماعات الإتنية، وأعلن أن العقيدة الأممية سحقت الشعوب. وتقريره الذائع الصيت في 1956 هو وراء بدء عملية التداعي وانفراط عقد الاتحاد. فالروس استمعوا إلى تقرير خروتشوف وهو يذاع، وسالت دموع الشيوعيين. وخلف أثره في جيل الستينات. وعست نيران التشظي في كل أوروبا الشرقية إثر التقرير هذا. فهو اشعل فتيل انفجار الاتحاد.
والحق يقال ارتخت لحمة الاتحاد السوفياتي في 1917 لحظة الثورة. ولكن الرفيق لينين حال دون انفراط عقده، ورص صفوفه متوسلاً إرادته الصلبة وخطاب ديماغوجي يعلي شأن الصداقة بين الشعوب. وعلى سبيل المثل، لطالما اضطهدت السلطة السوفياتية أوكرانيا ودللتها في آن معاً. ومكانة أوكرانيا راجحة في خريطة النزاعات المجمدة. وهي كانت شاغل بوريس يلتسين الهوسي، وكان يرفض الانفصال عنها والقطيعة. واضطر إلى منحها الاستقلال. وحين زار باريس في 1988 لتوقيع كتابه، سألته عن الإمبراطورية، فقال إنها تتفكك، وتجب تصفيتها وإن الاولوية هي لوحدة الشعوب السلافية الثلاثة مهما كلف الأمر. فأوكرانيا هي موئل روسيا، وبيلاروسيا هي روسيا البيضاء.
والروس يقبلون اليوم استقلال أوكرانيا، على رغم أنهم يرون أن بلديهما من طينة واحدة. واستعادة بوتين القرم ساهمت في رفع شعبيته. وضم القرم إلى أوكرانيا هو فكرة «خروتشوفية» سخيفة. فالقرم هي بلاد التتار، وأوجه الشبه بينهم وبين الأوكرانيين ضعيفة. ولكنه ضمها إلى أوكرانيا لاسترضاء أهلها: فهو كان جزار أوكرانيا في الثلاثينات. وشكا الأوكرانيون وقتاً طويلاً من عملية «الروسنة» (فرض الطابع الروسي واللغة الروسية عليهم). ولكن الأوكرانيين الناطقين بالروسية يشكون، اليوم، عملية «أوكرنة». وتاريخ أوكرانيا ولد من عمليات قمع كبيرة. فالأوكرانيون ضاقوا ذرعاً، في 1654، بهيمنة المملكة البولندية – الليتوانية على المنطقة، وطلب زعماء القوزاق حماية روسيا ثلاث مرات. فضمت إليها في عهد القيصر ألكسيس، وهو الثاني في سلالة آل رومانوف. وكان الأوكرانيون يرون أن الإمبراطورية النمساوية- المجرية التي كانت تهيمن على غرب أوكرانيا بالغة الليبرالية ولا تتناغم مع عاداتهم ولا ثقافتهم. وفي 1945، ضم ستالين الشطر الغربي من أوكرانيا في حوادث مخيفة. فلم يسع الأوكرانيين قبول هذا الضم. وأطياف هذه المأساة تلاحق من هم في السلطة في كييف إلى اليوم. وهذا وراء المشاعر المعادية للروس والغضب القومي. والجراح لم تندمل بعد. والطلاق بين روسيا وأوكرانيا وقع في ظروف بالغة التعقيد. وحين قبل غورباتشوف فكرة توحيد شطري ألمانيا، أبلغ المستشار الألماني هلموت كول وجايمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي، وكل محاوريه الغربيين، رفضه توسع الناتو إلى شرق أوروبا. ولسوء حظ روسيا، لم يطلب ضمانات خطية، ورضي بتعهدات شفهية.
ولا شك في أن حرب أفغانستان وجهت ضربة قاضية إلى الاتحاد السوفياتي. فهي من وجه ساهمت في بروز المجتمع المدني الروسي ورص صفوفه وتنظيمه مع نشوء حركة أمهات الجنود التي نددت بعنف الجيش السوفياتي، ومن وجه آخر أخرجت الحرب هذه الاتحاد السوفياتي في صورة دولة إمبريالية عدوانية. وحسِب بريجنيف حين شن حرب أفغانستان أن هذا البلد قد يرتقي إلى كوبا ثانية في الاتحاد السوفياتي، ولكنه صار في مثابة فيتنام... ونظر الغرب إلى بوريس يلتسن (الرئيس الروسي) على أنه مخرب، وأساء التقدير. وبدا أن غورباتشوف أوروبي المظهر. وكانت زوجته تقصد دور الأزياء الباريسية وتسدد حسابها بواسطة بطاقة مصرفية، على خلاف زوجة يلتسين التي لم تملك مثل هذه البطاقة شأن غيرها من الروس. فهي أرادت أن تبقى أحوالها مثل سائر الروس. وكانت تعلم زوجها بأن الناس يقفون في صفوف طويلة وينتهي بهم الأمر إلى الحصول على أغذية فاسدة، وتدعوه إلى الوقوف عند المشكلة ومعالجتها. ولم يرحب الغرب بروسيا يلتسين. ووقعوا في سوء فهم. وانتظر الروس أن تعتني بهم أوروبا وتمد لهم يد العون على ما فعلت مع البولنديين ودول شرق أوروبا. ولكن أوروبا خذلتهم ولم تكترث لأمرهم.
والفرنسيون لا يرون أن الروس أوروبيون. والروس أنفسهم لا يُجمِعون على هذه الهوية، فهم من جهة يميلون إلى فكرة الانتماء الأوروبي، ومن جهة ثانية يتمسكون بفرادتهم. ولكن النخبة الروسية أوروبية من غير شك. ويرغب الروس في ألا ينظر الأوروبيون اليهم نظرة استعلاء، فهم عاشوا في ظل إمبراطورية قوية. وبين ليلة وضحاها، تجاهل الأوروبيون بلدهم أو نظروا إليه نظرة ازدراء. وشب الروس في بلد مترامي الأطراف من القوقاز إلى القطب الشمالي. ثم صاروا فجأة أغراباً في أوكرانيا وجورجيا ودول البلطيق.
 
أوكرانيا وسورية
واليوم ثمة انقسام جغرافي- سياسي في فرنسا بين من يتبنى الرؤية «الأميركية» إلى مستقبل أوروبا ومن يلتزم رؤية تشرع أبواب أوروبا على العالم الآسيوي والقارة الأوروبية كلها. وشخصية بوتين شائكة. وهو يرغب في أن تبلغ روسيا مبلغ قوة أميركا. وهذا أمر عسير. ويحسب بعضهم أن عملية ضم القرم هي من بنات تخطيط طويل الأمد. ولكنني أرى أنها وليدة لحظة أدرك فيها بوتين في شباط (فبراير) 2014 أن في الإمكان استعادة أوكرانيا. فاقتنص الفرصة السانحة. والروس يرون أن القرم روسي وليس أوكرانياً. ولكن كثراً منهم يدركون أن القانون الدولي لا ينتهك على ما انتهكه بوتين. ويدرك الروس كذلك أن الإمبراطورية انتهت ولن تبصر النور، وأن أوكرانيا مستقلة. وبين عام 2000 و2008، سعى بوتين إلى انتشال بلاده من فوضى ما بعد المرحلة السوفياتية واستعادة مكانتها في المجتمع الدولي. وأفلح في ذلك إلى حد بعيد. ثم تنازل عن السلطة طوال 4 سنوات. ولم يعجبه الأمر. وحسِب ميدفيديف أن في امكانه الترشح إلى ولاية ثانية، ولكن بوتين أعلمه بتعذر ذلك. وأخذ عليه «ضعفه» في الحرب على ليبيا.
وسورية هي الركن الأخير من سياسة خروتشوف الطموحة في الشرق الأوسط. وأركان هذه السياسة ثلاثة: مصر وسورية والعراق... واليوم لم يبق غير سورية. ولكن يجب عدم الخلط بين الاهتمام بسورية وبين بشار الأسد. وتتمسك روسيا اليوم بالأسد لأنها ترى أنه وازن في بقاء الدولة السورية. ولكن قد لا يكون إنقاذه أولوية بوتينية في المستقبل. ونفوذ روسيا في سورية يتصدر الأولويات. ولا يستهان اليوم بنمو الإسلام الراديكالي في روسيا نفسها. ففي مناطق شمال القوقاز، المناطق المسلمة في الفولغا، وفي سيبيريا والأورال، ثمة مؤيدون للدولة الإسلامية. وتأييد «الدولة الإسلامية» هو خطر متعاظم في روسيا، والرغبة في كسر شوكة «الدولة الإسلامية» عامل راجح في التدخل الروسي في سورية، فهذا الدور لا يختزل بالرغبة في «إنقاذ بشار» فحسب.
 
 
* مؤرخة مختصة في شؤون روسيا، عن «لوبوان» الفرنسية، 1/10/2015، إعداد منال نحاس.
======================