الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23-11-2015

سوريا في الصحافة العالمية 23-11-2015

24.11.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الاخبار
  1. نيويورك تايمز: استراتيجية هيلاري كلينتون في سوريا
  2. واشنطن بوست: داعش يمتلك طواقم فنية وإعلامية محترفة تصنع له أفلامه ودعاياته
  3. الغارديان: التنافس مع إيران والخلافات بشأن سوريا تصب في صالح داعش
  4. دايلي تلغراف:داعش ليس مشكلة تبعد آلاف الأميال بل تهديد مباشر لبريطانيا
  5. معهد واشنطن :بوتين يزور إيران
  6. "التليجراف": بريطانيا تستعد لقصف "داعش" في سوريا قبل أعياد الميلاد
  7. إندبندنت: بوتين قتل 97 طفلا سوريا
  8. واشنطن بوست: ازدهار السوق السوداء للجوازات السورية المزورة
  9. العربية نيوز :ذي أتلانتيك: من الصعب تضييق الخناق على داعش "اقتصاديا"
  10. المانيفستو: المليشيات والسياسة الدولية تضيع العراق وسوريا
  11. واشنطن بوست: مصور بتنظيم الدولة يتحدث عن آلته الدعائية
  12. الغارديان :لا أمل للسلام بسوريا سوى بإزالة الأسد
  13. واشنطن تايمز :ولاية واشنطن.. لن تغلق الأبواب
  14. مايكل فايس -(ديلي بيست) 15/11/2015 :اعترافات جاسوس من "داعش" الجزء الثاني: كيف يختار التنظيم مفجريه الانتحاريين؟
  15. معاريف :أوباما يدير الظهر إذا خرجت قوات برية أمريكية إلى المعركة فهي بالتأكيد ستنتصر على «داعش»
  16. هأرتس :بعد باريس
 
نيويورك تايمز: استراتيجية هيلاري كلينتون في سوريا
نيويورك تايمز: ترجمة مركز الشرق العربي
في خطاب ألقته يوم الخميس, سلطت هيلاي رودهام كلينتون الضوء على استراتيجية قتال الدولة الإسلامية وأظهرت فيها اختلافات واضحة مع استراتيجية الرئيس أوباما. بعض أفكارها معقولة؛ وهناك أفكار أخرى مألوفة ومعادة تم رفضها سابقا, ولا زالت تمثل مشكلة. ولكن خطابها قدم للناخبين صورة حول نظرتها للتعامل مع الإرهاب بعد هجمات باريس. المرشحون الجمهوريون قدموا أفكارا هدامة فقط مثل إغلاق المساجد ومنع اللاجئين من الدخول وإرسال الآلاف من القوات الأمريكية إلى أرض المعركة.
سجلت السيدة هيلاري بأنها أكثر جرأة من أوباما فيما يتعلق بدور أمريكا في العالم, وقد جاء ذلك في تصريحاتها لمجلس العلاقات الخارجية. وكان أداؤها أكثر وضوحا من أدائها في النقاشات الديمقراطية يوم السبت.على خلاف الرئيس أوباما, دعمت السيدة هيلاري إنشاء منطقة حظر جوي شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية. وهذا الموقف فيه تناقض واضح مع خصومها المتقدمين للانتخابات الرئاسية. السيناتور بيرني ساندرس ومارتن أومالي كلامهما يقولان إن منطقة حظر الطيران سوف تفشل وسوف تعمق من التدخل الأمريكي. تقول هيلاري إنه إضافة إلى توفير منطقة آمنة للسوريين الهاربين من قصف بشار الأسد وقطع خطوط إمداد الدولة الإسلامية, فإنها سوف توفر رافعة للولايات المتحدة في التفاوض مع روسيا ودول أخرى للوصول إلى تسوية سياسية للحرب الأهلية السورية.
منذ بداية الحرب عام 2011, رفضت إدارة أوباما مقترحات لإنشاء منطقة حظر طيران لأنها سوف تتطلب التزاما عسكريا كبيرا يتمثل في ضرب دفاعات الأسد الجوية وتسيير دوريات أمريكية جوية ووضع قوات على الأرض لحماية المنطقة واللاجئين.
في الماضي, قال المسئولون الأمريكان أنه ليس هناك أي أساس قانوني لمثل هذا التحرك. قالت هيلاري إن منطقة الحظر الجوي يجب أن يتم فرضها من قبل تحالف من عدد من الدول. وعبرت عن تفاؤلها بأن روسيا, الذي عقد تدخلها من المجال الجوي في سوريا, سوف تتعاون. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت روسيا يمكن أن تقوم بذلك فعلا, وهناك الكثير من علامات الاستفهام الأخرى التي يجب أن نجد لها جوابا.
رفضت هيلاري فكرة إرسال أعداد كبيرة من الجنود الأمريكان إلى الشرق الأوسط, كما طالب الجمهوريون. السيناتور ليندساي غراهام سوف يرسل 10000 جندي أمريكي إلى الشرق الأوسط. أما جيب بوش فقد دعا في خطاب يوم الخميس إلى أن ترسل الولايات المتحدة من خلال تحالف تقوده قوات برية إلى المنطقة لمواجهة الدولة الإسلامية “بقوة كبيرة”.
 
هيلاري, وفي جميع الأحوال, تفتح الباب لدور أكبر وأكثر تسارعا في المنطقة. حيث قالت بأن 50 جنديا من القوات الخاصة الأمريكية الذين وافق الرئيس أوباما على إرسالهم إلى سوريا ربما لا يكون عددا كافيا. كما قالت إن 3500 جندي أمريكي في العراق يعملون كمدربين ومستشارين سوف يعطون مرونة أكبر للعمل على خطوط الجبهة مع الجيش العراقي.
ربما كان خلافها الأكبر مع سياسات أوباما هو الإعلان بأن القتال في سوريا لم يعد من أجل إسقاط الأسد في المقام الأول بل يجب التركيز على الدولة الإسلامية – داعش. حيث قالت “لدينا أولويات. علينا أن نجعل الناس يواجهون العدو المشترك المتمثل في داعش”. ولكن من غير الواضح كيف سوف يؤثر ذلك على دعوتها لتشكيل تحالف أكثر قوة ضد الدولة الإسلامية, لأن تركيز السعودية وتركيا منصب منذ فترة طويلة على إسقاط الأسد .
من المشجع أن نسمع هيلاري وهي تطالب بصراحة تركيا وهي حليف الناتو بأن تغلق حدودها سلهة الاختراف, والتي تمثل القناة الرئيس لمرور مقاتلي داعش إضافة إلى مبيعات السلاح والنفط, ووقف قصف الأكراد السوريين الذين يقاتلون داعش. كما وعدت بممارسة الضغط على حكومة العراق لتسليح السنة والأكراد, الذين يعتبرون عاملا رئيسا في القتال ضد داعش, وإلا فإن واشنطن هي من سوف يقوم بذلك.
لقد بينت تماما رغبتها في هزيمة المتطرفين, وعلى الدول السنية, وخاصة السعودية أن توقف مواطنيها عن دعم المتطرفين وأن تعالج الظروف التي يستغلها المتطرفون, وخاصة الفقر والقمع والفساد.
في اللحظة التي تكون فيها مسائل الأمن القومي ملحة, فإن كلينتون تقدم للناخبين وللمرشحين الآخرين في الحزبين الكثير الكثير من الأمور ليفكروا وينتاقشوا فيها.
======================
واشنطن بوست: داعش يمتلك طواقم فنية وإعلامية محترفة تصنع له أفلامه ودعاياته
الأحد 22 تشرين الثاني 2015   آخر تحديث 19:31
النشرة
سلطت صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية الضوء على وسائل وأساليب الدعاية لدى تنظيم "داعش" التي أرعبت العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم يمتلك طواقم فنية وإعلامية محترفة تصنع له أفلامه ودعاياته، وأن مسؤولي الإعلام في تلك الطواقم يحملون لقب أمير أسوة بالقادة العسكريين، حيث يشتركون حتى في القرارات الاستراتيجية التي يتخذها التنظيم.
مجلة دابق الشهرية التي يصدرها التنظيم، يجري تحريرها وإعدادها في منزل مؤلف من طابقين في حلب، كما تنقل الصحيفة عن أبو عبد الله المغربي الذي يقول إنه كان يذهب إلى هناك في زيارات عمل.
وبين أن المكان كان يضم قرابة 100 محرر وصحفي ومصور بالإضافة إلى بعض الفنيين الذين يعملون معهم.
واكدت الصحيفة أن تنظيم داعش استغل الفوضى الإعلامية العالمية في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي للقيام بمهام دعائية محترفة له ولعملياته.
======================
الغارديان: التنافس مع إيران والخلافات بشأن سوريا تصب في صالح داعش
الإثنين 23 تشرين الثاني 2015   آخر تحديث 07:56
النشرة
أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية الى أن "التنافس مع إيران والخلافات بشأن سوريا والرأي العام الداخلي تحول دون لعب دول عربية دورا أكبر في القتال ضد تنظيم "داعش"، لافتةً الى إن "قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة وميليشيات شيعية عراقية و"حزب الله" اللبناني يقاتلون جميعا التنظيم، الذي يعرف أيضا باسم "داعش".
ورات "الغارديان" انه "ثمة صعوبة في العثور على قوات برية عربية سنية تحارب التنظيم"، مشيرةً الى "القيادة المركزية الأميركية لا تزال تذكر السعودية والإمارات والأردن والبحرين ضمن الدول المشاركة في شن غارات جوية على تنظيم "داعش"، وهو ما يعتبر أمرا مهما لواشنطن إذ يدلل ذلك على أن ثمة شركاء عرب في حرب إقليمية شرسة لها تبعات عالمية".
واعتبرت الصحيفة إن "التردد العربي في التعامل مع التنظيم لا يتعلق بالأساس بالقدرة العسكرية، فالسعوديين والإماراتيين لديهم قوات جوية قوية على الرغم من أن كلا البلدين مشغول بقصف اليمن".
ونقلت عن  الكاتب عن الأكاديمي العماني عبد الله صالح قوله إن "الدول الخليجية تسعى من أجل سياسات متناقضة"، مشيرأً إلى أن "ثمة "تعهد رسمي بقتال "داعش"، لكنهم في نفس الوقت منهمكين في صراع ضد ما يعتبره السيطرة الفارسية/الشيعية على المنطقة".
======================
دايلي تلغراف:داعش ليس مشكلة تبعد آلاف الأميال بل تهديد مباشر لبريطانيا
النشرة
الإثنين 23 تشرين الثاني 2015   آخر تحديث 08:04
نقلت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن "وجود القتلة في شوارع باريس يذكرنا بجلاء أن تنظيم "داعش" ليست مشكلة تبعد آلاف الأميال، بل هي تهديد مباشر لأمننا"، مؤكداً "سوف نتعامل مع الأيديولوجية السامة للتطرف الإسلامي".
ولفت كاميرون إلى أن "استراتيجيته تشمل تعزيز التعاون الدولي بشأن مكافحة الإرهاب لـ"رصد وإحباط المؤامرات أينما ظهرت في العالم".
======================
معهد واشنطن :بوتين يزور إيران
بريندا شيفر
20 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة إلى إيران تستغرق ثلاثة أيام، هي الأولى التي يقوم بها منذ عام 2007. وستشمل الزيارة مكونات ثنائية ومتعددة الأطراف. فعلى الجبهة المتعددة الأطراف، سيشارك بوتين في قمة "منتدى الدول المصدرة للغاز" ويعقد عدة اجتماعات مع رؤساء الدول المجتمعين هناك، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية منفصلة مع القادة الإيرانيين. وقد تهئ هذه الاجتماعات والقضايا الروسية الإيرانية المختلفة التي تتمحور حولها فرصاً ومخاطر جديدة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
احتكاك ثنائي الطرف
تجري زيارة بوتين في خضمّ جوّ من العلاقات المعقدة على نحو متزايد بين إيران وروسيا. فالاتفاق النووي مع دول «مجموعة الخمسة زائد واحد» قد أنهى عزلة إيران السياسية، الأمر الذي فتح لطهران فرص للتعاون الدبلوماسي والاقتصادي مع أوروبا، وإلى حد ما مع الولايات المتحدة أيضاً. وتشكّل هذه الخيارات الجديدة تحدياً للتحالف السياسي بين روسيا وطهران.
وفي الوقت نفسه، تتوسع الخيارات السياسية والاقتصادية الخاصة بروسيا أيضاً. وقد تتمكّن موسكو من الاستفادة من ثلاثة عوامل مترابطة - أي دورها في سوريا، ومساهمتها المحتملة في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية»، وقدرتها على إبطاء تدفق اللاجئين إلى أوروبا - لتقيم علاقة جديدة مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وربما ستستطيع أيضاً إزالة القيود التي فرضتها هذه البلدان بعد أزمة أوكرانيا. ونتيجةً لذلك، قد تتطوّر في المستقبل قضايا خلافية أخرى بين طهران وموسكو.
أولاً، في حين أن بوتين وإيران ما زالا يظهران جبهة موحّدة حليفة لنظام الأسد، إلا أن الانتشار الروسي في سوريا قد تسبب بتوترات على الرغم من ذلك. فطهران غير راضية من استيلاء موسكو على دورها المهيمن في دمشق والدور المحتمل الذي كان يمكن لإيران أن تلعبه مع الغرب للتوصل إلى تسوية سلمية. وعلاوةً على ذلك، من المؤكد أنّ إطلاق موسكو لصواريخ كروز على سوريا من بحر قزوين مؤخراً قد أقلق القادة الإيرانيين.
وقد اختلف البلدان أيضاً حول الوضع المتعلق بمبيعات الأسلحة الثنائية. فخلال المفاوضات النووية، جمّدت موسكو تنفيذ عدد من صفقات الأسلحة الموقعة مع إيران. والآن بعد الانتهاء من الاتفاق النووي، تريد طهران أن تفي روسيا بهذه العقود على الفور. وفي الواقع، قد ترغب موسكو في إرسال أسلحة متطورة لتُظهر لطهران فائدة المحافظة على صلات مع روسيا بدلاً من التقرّب من القوى المنافسة. وتحرص إيران بشكل خاص على الحصول على منظومة الدفاع الجوي المتطورة "أس-300". وكانت موسكو قد هددت [الغرب] أكثر من مرة على مدى العقد الماضي بنقل هذا النظام، ولكنها امتنعت عن تسليمه فعلياً بعد الحصول على تنازلات من إسرائيل، وفي بعض الأحيان من الولايات المتحدة أيضاً. وسيشكّل تسليمه الآن مشكلةً لروسيا، فبالإضافة إلى أنه سيخلق توترات إضافية مع واشنطن وإسرائيل، فإنّ تزويد النظام سيتسبب ببعض الصعوبات التقنية وفقاً لبعض التقارير.
وتشكّل عودة إيران للمشاركة الكاملة في تجارة الطاقة العالمية نقطة نزاع أخرى لأنها تهدد مصالح روسيا. فالنيّة التي تحملها طهران وهي زيادة صادرات النفط ستزيد من الضغط الهبوطي على أسعار النفط، مما سيضاعف التحديات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها موسكو. وفيما يتعلق بالغاز الطبيعي، تشعر موسكو بالقلق من أنّ احتياطيات إيران الهائلة قد تهدد هيمنتها كمورّد طويل الأمد في العديد من الأسواق.
وفي الوقت نفسه، تقوم روسيا بتوسيع علاقاتها مع عدد من البلدان المتنافسة مع إيران في الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية، مما يثير استياء طهران. كما ينعم بوتين بتعاون أمني ​​ممتاز مع إسرائيل - وفي الواقع، كان رئيس الوزراء نتنياهو أول زعيم أجنبي يزور موسكو بعد ظهور خبر الانتشار الروسي في سوريا إلى العلن.
قمة "منتدى الدول المصدرة للغاز": التمحور حول الدبلوماسية أكثر من الطاقة
بالإضافة إلى الاجتماعات الوزارية المنتظمة، عقد "منتدى الدول المصدرة للغاز" ["المنتدى"] قمتين سابقتين للغاز شارك فيهما رؤساء دول ومسؤولون آخرون من الدول الأعضاء، التي تشمل الجزائر ومصر وإيران وليبيا وقطر وروسيا والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا، من بين دول أخرى. وعُقدت القمة لعام 2013 في موسكو، وشارك فيها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد. ونظراً لحضور العديد من قادة الدول الرئيسية في الشرق الأوسط ومنطقة بحر قزوين -  بمن فيهم رئيسَيْ أذربيجان وتركمانستان اللذيْن سيحضران كضيفين للمرة الأولى في تاريخ "المنتدى"، فإن القمة التي ستعقد يوم الأثنين ستمنح بوتين منصةً مناسبة للدبلوماسية العامة، الأمر الذي يمكن أن يزيد من نفوذه في المنطقة في هذا الظرف الحاسم.
تأسس "منتدى الدول المصدرة للغاز" في الأصل لتنسيق السياسات بين الدول المصدرة للغاز، وكانت إيران وفنزويلا القوة الدافعة وراء إنشائه رسمياً في عام 2007. وفي ذلك الوقت، روّج المرشد الأعلى علي خامنئي لفكرة أنّه ينبغي على طهران وموسكو إنشاء "منظمة للتعاون في مجال الغاز شبيهة بـ «منظمة الدول المصدرة للنفط» («أوبك»)." ولكنّ "منتدى الدول المصدرة للغاز" فشل في تنفيذ تنسيق أيّ اتحاد احتكاري في أسواق الغاز لعدد من الأسباب.
أولاً، إن الطبيعة الثنائية لتجارة الغاز ضمن عقود محددة على المدى الطويل لا تتيح التنسيق بين المنتجين. ثانياً، إن البلديْن المؤسسيْن لـ "منتدى الدول المصدرة للغاز" ليسا في الواقع مصدّران للغاز - حيث تركّز فنزويلا بالطبع على قطاع النفط، في حين أنّ إيران هي مستوردة صافية للغاز، حيث تستورد هذه المادة من أذربيجان وتركمانستان أكثر بقليل مما تصدّره منها إلى تركيا وأرمينيا. وعلاوةً على ذلك، ليس للمنتجين الرئيسيين مثل الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا أي صلة بـ "المنتدى"، في حين أن معظم الدول الأعضاء تحاول باستمرار توسيع صادراتها الفردية من الغاز وجذب الاستثمارات بغض النظر عن سياسة "المنتدى" الأوسع. وخلاصة القول هي أنه في عصر لم يعد فيه لـ «أوبك» تأثير كبير على سوق النفط العالمي، أصبح من الصعب تصوّر أنّ "منظمة للغاز شبيهة بـ «أوبك»" ستتمكّن من التأثير على أسواق الغاز الطبيعي.
المحصلة
يزور بوتين إيران في الوقت الذي سيؤثّر فيه عدد من السياسات المتبدلة والتطورات الإقليمية على العلاقة بين الجانبين. وفي السابق، عندما كانت إيران تخضع لعقوبات صارمة تتعلق بأسلحتها النووية، تضامن البلدان على الصعد المختلفة، وكان يعود ذلك جزئياً إلى تجمّد عدة ميادين من التنافس الاستراتيجي بينهما. ومع ذلك، يتمتع الطرفان حالياً بخيارات جديدة للتعاون الاقتصادي والسياسي مع شركاء آخرين. كما تتمتع روسيا بحافز قوي يدفعها للاستفادة من احتياجات أوروبا وواشنطن للتعاون في المجال الاستخباراتي والأمني، سواء لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات الإرهابية الأخرى في الشرق الأوسط أو لتحقيق الاستقرار في سوريا من أجل وقف تدفق اللاجئين. وفي الواقع، يبدو أنّ الدول الأوروبية تميل إلى إزالة العقوبات المتعلقة بأوكرانيا المفروضة على روسيا أو تقليصها من أجل تسهيل هذا التعاون.
وإذا مدّت موسكو بالفعل يد العون إلى أوروبا بشأن القضايا المتعلقة بسوريا، فقد تجد نفسها وسط خلافات إضافية مع طهران. وبدلاً من ذلك - أو ربما في الوقت نفسه - قد تقرر روسيا أخيراً تسليم أسلحة متطورة إلى إيران لتذكير قادتها أنّ الشراكة معها تحمل فوائد غير قابلة للتحقيق حالياً مع أوروبا أو الولايات المتحدة.
ولجني فوائد هذه التطورات وتجنب مخاطرها، تحتاج واشنطن إلى اعتماد مقاربة شمولية مع روسيا. فالسياسات الأمريكية بشأن سوريا وإيران وأوكرانيا مترابطة ولا يمكن تجزئتها: وتؤثر تصرفات الولايات المتحدة في ساحة واحدة على التحركات الروسية في ساحة أخرى. وتحتاج الولايات المتحدة وأوروبا إلى استراتيجية من شأنها أن تتيح لهما التعاون مع روسيا في سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط دون تخليهما عن الأهداف الرئيسية في أوكرانيا والمناطق السوفيتية السابقة. وعلاوةً على ذلك، يجب على واشنطن الاستفادة من تعاونها الأمني المتجدد بشكل واضح مع موسكو لمنع تسليم أسلحة متطورة إلى إيران.
 بريندا شيفر هي أستاذة مساعدة في "مركز جامعة جورج تاون للدراسات الأوروبية  - الآسيوية والروسية وشرق أوروبا" ("سيريس") وزميلة غير مقيمة في "مركز الطاقة العالمي" في "المجلس الأطلسي".
======================
"التليجراف": بريطانيا تستعد لقصف "داعش" في سوريا قبل أعياد الميلاد
الأحد، 22 نوفمبر 2015 12:17 ص
المحيط
يستعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، لإعلان “استراتيجيته الشاملة” لهزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا خلال أيام ، مع سعيه للبدء في توجيه ضربات جوية للتنظيم في سوريا عبر مقاتلات التورنادو قبل أعياد الميلاد، طبقا لصحيفة “التليجراف”.
ويتوجه كاميرون الى باريس يوم غد الاثنين للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لاجراء محادثات حول الجهود المشتركة لمكافحة التطرف والقضاء على تنظيم “داعش”.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الخزانة جورج أوزبورن سيكشف في وقت لاحق اليوم عن خطط لشراء 138 مقاتلة جديدة بتكلفة 12 مليار استرليني لتعزيز استراتيجية الحكومة في حربها ضد الإرهاب.
ومن جانبها ، ذكرت صحيفة “ذي صنداي تايمز” اليوم الأحد أن كاميرون سيشن هجوما نهائيا لكسب التأييد لضربات جوية ضد داعش في سوريا هذا الأسبوع مع احتمال أن تبدأ الغارات الأولى للطائرات البريطانية خلال الأسبوعين القادمين.
وأوضحت الصحيفة أن تفاصيل خطة كاميرون للإسراع لكسب تأييد أعضاء البرلمان نحو دعم عمل عسكري في سوريا ظهر مع حالة الطوارئ في بروكسل بعد تحذيرات من عمليات قتل في شوارع بروكسل على غرار ما تم في باريس.
وتقول مصادر رفيعة في داوننج ستريت مقر “رئاسة الوزراء” إن كاميرون سيكشف النقاب عن خطة من سبع نقاط في ورقة تنشر نهاية هذا الأسبوع، بما في ذلك خطة لمستقبل سوريا.
ويقول رئيس الوزراء ردا على لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان ، التي تعارض قصف سوريا ، إن بريطانيا تمتلك أكثر الأسلحة “دقة” لقتل الإرهابيين ، محذرا من أن على بريطانيا أن تبدو “حليفا جيدا” لفرنسا وللولايات المتحدة اذا رغبت في أن يتم النظر لها بجدية في المنطقة.

======================
إندبندنت: بوتين قتل 97 طفلا سوريا
مصر العربية 
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الضربات الجوية الروسية في سوريا، التي أمر بها فلاديمير بوتين، قتلت حتى الآن 97 طفلا.
وأفادت الصحيفة أن عدد القتلى بين المدنيين في سوريا بسبب موسكو، بلغ 407، بينهم 97 طفلا، وفقا لإحصائيات نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان بوتين قد صعد من ضربات بلاده الجوية في الأسابيع الأخيرة، مستهدفا الثوار المناهضين للحكومة، وكذلك المقاتلين الإسلاميين المنتمين لداعش وجبهة النصرة، بحسب الصحيفة.
 لكن الأرقام التي نشرها المرصد الحقوقي، الذي يقع مقره في لندن، تلقي الضوء على الخسائر المدنية الملحوظة ، وتثير الشكوك بشأن فاعلية الضربات.
وبدأت روسيا حملتها الجوية بالدولة العربية في 30 سبتمبر الماضي.
وزادت شدة الحملة في أعقاب سقوط طائرة ركاب روسية بشبه جزيرة سيناء، ويعتقد أن تنظيم داعش هو مدبر التفجير  الذي أودى بحياة 224 شخصا كانوا على متنها.
وفي ذات السياق، نقل موقع "ديبكا" الإسرائيلي عمن وصفهم بـ مصادر استخبارية غربية قولهم: “ إن بعض المعلومات التي ينقلها الروس حول غاراتهم الجوية في سوريا والمواقع المستهدفة صحيحة، لكن هناك توجه لإخفاء الهدف الحقيقي للغارات الجوية الروسية وهو محو مدينة الرقة".
 وأوضحت المصادر أن الروس ينتهجون في مدينة الرقة عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سياسة "سجادة النار" أو الأرض المحروقة عبر تدمير منهجي بغارات من الجو وإطلاق صواريخ Kalibr من البحر المتوسط وبحر قزوين على المدينة الواقعة على بعد 160 كم شرق حلب.|
الروس بحسب مصادر "ديبكا" يمحون أحياء المدينة التي يسكنها ما يزيد عن 200 ألف نسمة، واحدا تلو الآخر، بهدف تدميرها بشكل كلي.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما: “تحتاج روسيا إلى إجراء تعديل إستراتيجي وتتخلى عن دعمها لبشار الأسد.
واعتبرت الإندبندنت  أن الفوضى التي خلفتها خمسة سنوات من الصراع ساعدت داعش على ترسيخ تواجد في مناطق ممتدة بسوريا والعراق.
وفي أعقاب هجمات نفذها داعش في باريس، خلفت 130 قتيلا، دارت توقعات، والكلام للصحيفة، حول تعاون دولي أكثر نطاقا في سوريا لمهاجمة التنظيم.
ومن المتوقع أن يلتقي أوباما مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الثلاثاء لمناقسة سبل تعزيز التحالف الدولي ضد داعش.
======================
واشنطن بوست: ازدهار السوق السوداء للجوازات السورية المزورة
الأحد, 22 نوفمبر 2015 أرسل إلى صديق طباعة PDF
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن هناك سوقا سوداء يزدهر لجوازات السفر السورية المزورة، وتحدثت الصحيفة عن الجدل الذى أثير مؤخرا بعد الإعلان عن العثور على جواز سفر سورى قرب جثة الإرهابى الذى فجر نفسه خارج استاد دو فرانس فى هجمات باريس الإرهابية التى وقعت فى الثالث عشر من نوفمبر الجارى، وسرعان ما تبين أنه جواز مزور. وأشارت الصحيفة إلى أن الجوازات المزورة ليست بالشىء الجديد فى الطريق من تركيا عبر أوروبا، بل إن مسئولين ألمان هذا العام قدروا أن حوالى ثلث طالبى اللجوء قالوا كذبا إنهم سوريون. وأوضحت الصحيفة، أن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يسعون للحصول على وثائق سورية مزورة، أغلبهم ممن يسمون "المهاجرون الاقتصاديون" الذين يقومون بمخاطر تهدد أرواحهم للوصول إلى أوروبا، بحثا عن حياة أفضل لكنهم لا يحصلون على نفس الترحيب الذى يتلقاه الهاربون من الصراع فى سوريا والعراق وإريتريا. وكانت الصحيفة قد نشرت تقريرًا فى سبتمبر الماضى قالت فيه إنه بين الأعداد الهائلة من طالبى اللجوء السوريين مهاجرين آخرين، منهم إيرانيون وباكستانيون ومصريون وصوماليون وكوسوفيون، بعضهم يدعى أنهم سوريون، وقال كثير من طالبى اللجوء للصحفيين وعمال الإغاثة إنهم سوريون حتى لو لم يكونوا كذلك افتراضا منهم أن بائع الأحذية السورى الذى فر من قصف حلب سيحظى بالترحيب، فى حين أن مبرمج كمبيوتر من كوسوفو لن يحصل على الحق نفسه. وقال فابريك ليجيرى، رئيس وكالة الحدود الأوروبية، إن مثل هؤلاء يرون أن الجوازات السورية تذكرة للوصول للاتحاد الأوروبى، وأضاف فى تصريحات لوسائل إعلام فرنسية أن هناك البعض فى تركيا الآن يشترون جوازات سفر سورية مزورة لأنهم يعرفون أن السوريين يحصلون على حق اللجوء فى كل الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى. وأشار إلى أن من يستخدمون جوازات السفر السورية المزورة يتحدثون فى الغالب العربية وجاءوا من شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط، إلا أنهم يندرجون تحت وصف المهاجرين الاقتصاديين، أى لأسباب اقتصادية. كما أن السوريين أنفسهم يسعون للحصول على وثائق سورية مزورة أو وثائق رسمية تخص أشخاص آخرين، وقالت المتحدثة باسم وكالة الحدود الأوروبية فى سبتمبر الماضى، إن أغلب الجوازات السورية المزورة يستخدمها سوريون، وأن المهاجرين الذين لديهم أوراق قانونية يمثلون استثناءً. وأشارت إلى أنهم يأتون من بلد يمزقه الحرب، واضطر أغلبهم على الأرجح إلى ترك منازلهم سريعا، وربما لم يكن لدى البعض منهم جوازات سفر، وبالتأكيد فإن الحصول على جواز سورى فى الوقت الراهن صعب للغاية.
======================
العربية نيوز :ذي أتلانتيك: من الصعب تضييق الخناق على داعش "اقتصاديا"
ذكرت مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية اليوم أنه منذ شهر تقريبا صعدت الولايات المتحدة هجماتها ضد مصادر تمويل تنظيم "داعش" الإرهابي موسعة من حملتها العسكرية ضد حقول النفط الخاضعة لسيطرته.
وقالت المجلة إن صناعة النفط التي وصفها وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر بـ " الركيزة الأساسية للبنية التحتية المالية" لداعش ظلت صامدة على نحو محبط إمام القصف الأمريكي حيث اعترف المتحدث باسم البنتاجون أنه في كثير من الحالات يتم إصلاح الاضرار الناجمة عن القصف في غضون أيام.
وقالت المجلة إنه حتى إذا وجهت الغارات لتدمير المنشآت النفطية التابعة لداعش وليس مجرد الحاق الضرر بها فستكون الولايات المتحدة بذلك هدمت ركيزة اقتصادية ضرورية واحدة تاركة مصادر أخرى لتمويل هذا الكيان الإرهابي يصعب القضاء عليها.
وأضافت المجلة تقول إن النفط يعتبر مغريا لداعش حيث يجلب لها نحو نصف مليار دولار سنويا وفقا لمسؤولين في وزارة الخزانة الامريكية لكن محللين وجدوا أن سرقة البنوك والابتزاز و الضرائب تمثل النسبة الأكبر من العوائد التي يحصل عليها التنظيم.
وقالت المجلة إن العوائد الإجمالية لداعش من الصعوبة بمكان تحديدها على نحو مؤكد ، فوفقا لإحصاءات لوزارة الخزانة الأمريكية في مايو 2015 ولد التنظيم أرباحا بلغت 2ر1 مليار دولار في عام 2014 لكن ذلك كان مبنيا على عوائد نفطية تراجعت الان.. وقد أعلن التنظيم الارهابي في وقت سابق من هذا العام عن ميزانية قدرها ملياري دولار على الرغم من أن هذا الرقم يبدو مبالغا فيه.
وقال دانييل جلاسر وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشؤون تمويل الإرهاب في مايو "هم ينتزعون الأموال ويتغصبونها مثلما تفعل أي عصابة مافيا .. هم يعملون في أراض محددة وإن أرادت شركات أو أفراد مواصلة العمل في سلام يجب عليهم دفع ضريبة محددة "... ووفقا لنيويورك تايمز بلغت حصيلة هذه الأموال المجمعة بالابتزاز في عام 2014 نحو 600 مليون دولار.
وقالت المجلة إنه يمكن القول إن اقل الموارد لهذا التنظيم الإهابي هي الراضي الخصبة الخاضعة لسيطرته فقبل تشغيل محرك جرار واحد حصل التنظيم على نحو 200 مليون دولار من القمح من الصوامع العراقية وحدها. وإلى جانب المحاصيل المحصودة بالفعل فإن مساحة الاراضي الزراعية التي يسيطر عليها التنظيم في أراضي دجلة والفرات أنتجت تاريخيا نحو نصف محاصيل القمح السنوية في سوريا ونحو ثلث إنتاج العراق وفقا لمسؤولين في مجال الزراعة في الأمم المتحدة وخبير اقتصادي سوري. وهذه الحقول كفيلة بجلب 200 مليون دولار سنويا إن تم بيع هذه الحبوب وإن كان ذلك في السوق السوداء.
والسؤال الذي وجهته المجلة هنا .. كيف تقوم بغارة على حقول زراعية. ؟
وقالت المجلة إن المشكلة تكمن في أنه من الصعوبة أن تزعزع النظام المالي لكيان ما ليس مرتبطا أساسا بالعالم الخارجي وقد أدركت الولايات المتحدة هذا من خلال تعاملها مع القضية الكورية الشمالية فليس هناك اصول لداعش في البنوك الاجنبية يمكن تجميدها وليس هناك تجارة خارجية أيضا يمكن منعها.
ويرى أيمن جواد التميمي من منتدى الشرق الأوسط إن هناك إجماع الآن على أن داعش لا تعتمد على ممولين أجانب بأي شكل من الأشكال ولهذا فليس واضحا ما الذي يمكن أن يفعله إجراء ضد الممولين الخليجيين الذين يعملون خلف الكواليس. وتقول فاليري مارسيل الباحثة في مجال الطاقة " بمجرد أن يوسعوا الأراضي تحت إمرتهم فستزداد قدرتهم على فرض الضرائب والنهب وعوائد النفط كذلك ستزداد " .
وفي الختام قالت المجلة إن المحصلة هي مشكلة يصعب على الولايات المتحدة وحلفائها التنبؤ بما سيحدث فيها .. فهم ربما يكونون في حاجة إلى تضييق الخناق على مصادر تمويل داعش ليتمكنوا من طرد هذا التنظيم من أراضيه ولكنهم في حاجة إلى طرده من أراضيه ليحققوا هذا الهدف.

======================
المانيفستو: المليشيات والسياسة الدولية تضيع العراق وسوريا
عربي21 - يحيى بوناب# الإثنين، 23 نوفمبر 2015 01:54 ص 00
نشرت صحيفة المانيفستو الإيطالية تقريرا حول انهيار الوضع في سوريا والعراق، وقالت إن هذين البلدين يغرقان في العنف والانقسامات، بينما يقف العالم منشغلا بالحسابات السياسية، وتستغل المليشيات الشيعية التابعة لإيران الفوضى لتوسيع نفوذها خارج سلطة الدولة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأوضاع في سوريا والعراق وصلت لحد غير مسبوق من السوء، حيث إن الرقة تحترق تحت القصف المكثف، وتنظيم الدولة لا يبدي أي بوادر تراجع، والدبلوماسية الدولية عاجز على الاجتماع على حل حقيقي، والمليشيات الشيعية تسود المشهد وتطمح لبسط سيطرتها على العاصمة بغداد.
وأضافت أن مدينة الرقة لا تعرف الهدوء في هذه الفترة، فالطائرات الروسية والفرنسية تواصل قصفها المكثف، وسط حصار تام منذ أشهر بسبب انقطاع خدمة الإنترنت والرقابة الشديدة على النشطاء والمدنيين. ورغم إنكار موسكو، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يؤكد أن حوالي 400 مدني سقطوا جراء القصف الروسي.
وذكرت الصحيفة أنه في وقت فشلت فيه الغارات الروسية والفرنسية والأمريكية في تحقيق أية نتائج تذكر، لأنها تستهدف عدوا غامضا لا يمكن رؤيته وسط المدنيين، وتعوّد مقاتلوه على الاختباء في الملاجئ والأنفاق، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن مضاعفة عدد الغارات مع وصول حاملة الطائرات شارل ديغول إلى قبالة سواحل سوريا، رغم أن الولايات المتحدة تشن 3 آلاف غارة شهريا دون نتيجة تذكر.
وقالت الصحيفة إنه في وقت تغرق فيه سوريا والعراق في أتون الحرب، يواصل المجتمع الدولي التحاور بشأن مصير بشار الأسد، في إطار لعبة مميتة لا يتم فيها أخذ رأي الطرف الأكثر تضررا، وهو الشعب السوري.
فالسعودية تواصل خطواتها الأحادية، حيث دعت المعارضة إلى التوحد في كانون الأول/ ديسمبر المقبل تحت مظلة الرياض، وروسيا تتحدث عن تحالف مع فرنسا ثم تتهمها بالوقوف ضدها فيما يخص النظام السوري، والولايات المتحدة تصر على التمسك بمخرجات اجتماع فيينا، وتعد بتحقيق نجاحات في الأسابيع القادمة.
وانتقدت الصحيفة هذه المواقف الدولية التي لا يشعر أصحابها بأي ذنب حول دورهم فيما يعانيه الشعبان السوري والعراقي، اللذان أصبحا منقسمين أكثر من أي وقت مضى حسب انتماءاتهم الطائفية، ما يجعل مستقبل الشرق الأوسط أكثر قتامة من الحاضر. فالعراق أصبح بلدا لا صوت يعلو فيه على صوت السلاح، حيث شهد الشهر الماضي ارتفاعا قياسيا في عدد الاشتباكات بين البيشمركة الأكراد والمليشيات الشيعية، وهو ما اعتبره المحللون مؤشرا على حرب أخرى تلوح في الأفق حول السلطة والثروات.
وأشارت الصحيفة في السياق ذاته إلى أن مليشيات عصائب أهل الحق الشيعية أصبحت تعيث فسادا في العراق، وتتجاوز سلطتها سلطة الحكومة المركزية في بغداد؛ التي تبدو عاجزة عن احتواء الفوضى والعنف الطائفي الذي تمارسه. وقد طلب قادة هذه المليشيات من الحكومة يوم الخميس الماضي تمكينهم من دفعة جديدة من الأسلحة، ما يجعلها في موقف محرج؛ لأن هذه المليشيات قادرة على استعمال القوة في حال لم تتم الاستجابة لطلبها وإدخال تعديلات استثنائية على ميزانية سنة 2016.
وأضافت أن هذا السيناريو ليس مجرد تهديد أو تكهنات، فقد كان أكرم الجعبي، زعيم مليشيا حركة النجباء الشيعية المقربة من إيران والناشطة أيضا في سوريا، قد صرح بإمكانية تنفيذ انقلاب على الحكومة العراقية في حال أمر المرشد آية الله الخامنئي بالقيام بذلك.
وحذرت الصحيفة من أن العراق وسوريا مهددان بانفجار طائفي وشيك، خاصة مع التقدم الذي أحرزه الأكراد في سنجار. ونقلت عن الصحفي العراقي صالح النصراوي قوله: "إن الاشتباكات التي وقعت في طوز خرماتو، وأوقعت حوالي 20 قتيلا، كان سببها وقوع هذه المنطقة التركمانية الشيعية تحت سيطرة الأكراد إثر تقدمهم على تنظيم الدولة، وهو أمر رفضه الشيعة الذين تعهدوا بطرد الأكراد من طوز خرماتو ومن سنجار كلها، وهو موقف يعكس بوضوح منطق القوة والطائفية الذي تتبناه هذه المليشيات".
وأضاف النصراوي: "المليشيات الشيعية لم تعد تستمع للحكومة، فهي تملك الرجال والمال والسلاح، وتخطط فعليا لتعويض الجيش العراقي النظامي، وهي لا تخطط فقط لمحاربة الأكراد، بل لا تستبعد أيضا محاربة حكومة حيدر العبادي".
======================
واشنطن بوست: مصور بتنظيم الدولة يتحدث عن آلته الدعائية
عربي21 - يحيى بوناب# الأحد، 22 نوفمبر 2015 04:05 م 07
تحدث المصور المغربي عن تصويره عملية إعدام عناصر النظام السوري في الرقة في 2014 - أرشيفيةنشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا حول الاستراتيجية الإعلامية لتنظيم الدولة، وقالت إن التنظيم يصوغ خطابه الإعلامي بطريقة دقيقة ومتطورة جدا، ويولي أهمية كبيرة للصورة التي تصل إلى العالم حوله، ويهدف من خلال ذلك إلى إخافة الأعداء واجتذاب المتعاطفين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أبا هاجر المغربي، المصور الذي عمل سنة كاملة لصالح تنظيم الدولة، تحدث عن آلة الدعاية التي تنقل الرعب إلى كافة أنحاء العالم، حيث كانت تصله في كل مرة ورقة تكليف بمهمة، توضح له المكان والزمان، دون إعطائه أية تفاصيل أخرى، وكانت المهمة أحيانا تصوير الصلاة في المسجد، أو تبادل لإطلاق النار، ولكنها في أحيان أخرى تكون تصوير حمام دم.
وقال أبو هاجر إن إحدى المهام التي كلف بها كانت الذهاب لمكان يبعد ساعتين عن مدينة الرقة، وهناك اكتشف أنه كان واحدا من عشرة مصورين تمت دعوتهم، لتصوير اللحظات الأخيرة لحياة 160 جنديا سوريا تم أسرهم في سنة 2014.
وذكرت الصحيفة أن مثل هذه التسجيلات تنتشر كالنار في الهشيم على شبكة الإنترنت، ويتناقلها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي وتبثها القنوات الإخبارية، وهذا بالضبط ما يريد تنظيم الدولة تحقيقه لخدمة أهدافه الدعائية.
وأضافت الصحيفة أن أبا هاجر، الذي يقبع الآن في أحد سجون المغرب، يمثل واحدا من عشرات المنشقين عن صفوف التنظيم من عدة دول، وقدّموا معلومات مفصلة حول أقوى آلة دعائية صنعها تنظيم مسلح في التاريخ.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما كشفه هؤلاء أثار صدمة لدى الأجهزة المخابراتية، حيث أن طواقم التصوير تجوب المدن كل يوم من أجل تزييف الحقائق وتوثيق جرائم التنظيم، كما أن مشاهد المعارك وعمليات الإعدام تكون غالبا مفبركة، إذ يتم التدرب عليها عدة مرات، كما أن الذين يتحدثون أمام الكاميرا عادة ما يقرأون كلامهم من لافتات موجودة وراء الكاميرا.
كما ذكرت الصحيفة أن قادة الجهاز الإعلامي للتنظيم يحظون بمكانة متميزة، وتتم معاملتهم مثل أمراء المجموعات المقاتلة، كما أنهم يتدخلون بشكل مباشر في اتخاذ القرارات الاستراتيجية، ويقودون جيشا يتكون من مئات المصورين والمنتجين والتقنيين، الذين يشكلون مع بعضهم طبقة تتمتع بأجور جيدة وامتيازات يحسدهم عليها مقاتلو التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن أبي هاجر أن عناصر الجيش الإعلامي للتنظيم يعدون أكثر أهمية من العسكريين، ويحظون بسيارات أكثر فخامة؛ لأنهم يمتلكون القدرة على تشجيع من هم في الداخل على القتال، وتشجيع من هم في الخارج على الانضمام للتنظيم.
واعتبرت الصحيفة أن قوة هذه الآلة الدعائية تجاوزت حدود مناطق سيطرة التنظيم، حيث أن هجمات باريس الأخيرة تم تنفيذها من قبل متعاطفين ينتمون إلى الشعب الافتراضي لتنظيم الدولة، وقد نجحوا في تنسيق مخططاتهم عبر الإنترنت.
وأشارت في هذا السياق إلى أن عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر لهجمات باريس الذي قتل في مداهمة للشرطة الفرنسية، ظهر عدة مرات في أشرطة الفيديو التي ينشرها التنظيم، وهو ما يعني أن التسجيلات والبيانات التي ينشرها التنظيم باستمرار لا تهدف فقط إلى نشر الرعب في صفوف المواطنين، بل تمكن أيضا من استقطاب متابعين من كافة أنحاء العالم.
 
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وحلفاؤها لم يجدوا حتى الآن طريقة فعالة لمواجهة دعاية التنظيم، وحتى البرنامج الذي صممته وزارة الخارجية الأمريكية للحد من فاعلية رسائله، لم يكن أكثر من مجرد إعادة لأفكار تمت تجربتها في السابق ولم تنجح، فأنصار التنظيم تعودوا على الالتفاف على حملات الحجب والغلق على مواقع فيسبوك وتويتر.
وأضافت أن واشنطن التي وقفت عاجزة عن مجاراة تنظيم الدولة على شبكة الإنترنت، لجأت إلى القوة لاستهداف مهندسي هذه الدعاية، حيث أدت الغارات الأخيرة إلى مقتل عدد من أطر الجهاز الإعلامي للتنظيم، من بينهم جنيد حسين، الخبير البريطاني في الكمبيوتر. وقد وصف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، هذا الجهاز بأنه هدف عسكري، في إشارة إلى مدى قوته ودوره الحيوي في نجاح التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن أبي هاجر قوله إن التنظيم يعتمد برنامجا واضحا لتقييم وتدريب الوافدين الجدد، وقد تم إرساله عند وصوله إلى فريق الإعلام، حيث قضى شهرين من التدريب العسكري، ثم تدرب لمدة شهر على العمل الإعلامي، تعلم خلاله كيف يقوم بالتصوير، وكيف يقوم بالتركيب ووضع المؤثرات، وكيف يحصل على الصوت والصورة المناسبين، ثم أعطيت له كاميرا من نوع كانون، وهاتف جوال سامسونغ، وبطاقة اعتماد في قسم الإعلام في الرقة.
ولاحظت الصحيفة أن الاستراتيجية الإعلامية للتنظيم تنطوي على مفارقة عجيبة، فهو يفرض رقابة دقيقة على تصوير ونشر أشرطة الفيديو، ثم يطلقها بشكل فوضوي على الإنترنت ويتركها في عالم افتراضي تسوده الفوضى والصدفة. كما أنه ينشر أشياء متناقضة، حيث يسعى أحيانا لإظهار الناس تحت حكمه يعيشون حياة وردية، وفي أحيان أخرى يتباهى بقسوته وسفكه للدماء.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الرسائل المتناقضة موجهة إلى مجتمعات منقسمة، فمشاهد الرعب تهدف لإخافة الخصوم، ومشاهد الحياة المثالية تهدف لاجتذاب المسلمين الذين يعانون من الفقر والتهميش والظلم في بلدانهم.
======================
الغارديان :لا أمل للسلام بسوريا سوى بإزالة الأسد
الجزيرة
نشرت صحيفة ذي غارديان رسالة مفتوحة اشترك فيها من ترأسوا الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، وهم معاذ الخطيب وأحمد الجربا وهادي البحرة وخالد خوجة، وقالوا فيها إن أمل سوريا الوحيد في السلام يتمثل في خلع الرئيس بشار الأسد.
وقال رؤساء المعارضة السورية في رسالتهم إن الإرهاب قد عاد إلى شوارع باريس، وإن الجهود الدولية الرامية إلى دحر الإرهاب قد فشلت، وإن تنظيم الدولة الإسلامية صار هيابا ولا يخشى شن الهجمات الإرهابية في الغرب، حيث يدفع المدنيون الأبرياء الثمن.
وأضافوا أننا كرؤساء لائتلاف المعارضة السورية شاهدنا العنف الذي يدمر بلادنا ويصيب المنطقة برمتها ويهدد السلام والأمن في أوروبا، ولا بد لنا من مواجهة الحقائق المتمثلة في فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية.
وأعرب رؤساء المعارضة السورية عن حاجة بلادهم إلى حلول شاملة تؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على المجموعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة، وتوقف الحرب المستعرة في البلاد منذ نحو خمس سنوات.
 
هدفان
وأضافوا أن ثمة جولة جديدة على الطريق من المحادثات التي تجري في فيينا بشأن الأزمة السورية، وعلينا استغلال هذه الفرصة لنعمل معا على إنهاء الحرب بشكل دائم في سوريا، ولنبدأ بمعالجة أمر تنظيم الدولة بشكل جدي وفاعل.
وأضافوا أنه علينا العمل معا لإنهاء الحرب بسوريا وبدء عملية انتقالية، ولكن هذا لا يتم في حال بقاء الأسد بالسلطة أو بقاء الموالين له في الجيش وفي الأجهزة والأمنية. وقالوا إنه لتحقيق هاتين المهمتين فلا بد لقادة العالم أن يدركوا أن هذين الهدفين لا يتحققان إلا معا.
وأوضحوا أنه من أجل تحقيق حل سياسي في سوريا، فإنه لا بد من إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، وأنه من أجل هزيمة تنظيم الدولة، فلا بد من الإعلان عن بدء المرحلة الانتقالية في البلاد.
وأوضحوا أن المعارضة السورية سبق أن أعلنت في محادثات جنيف الثانية العام الماضي موافقتها على العمل على تشكيل حكومة انتقالية ومقاتلة الإرهابيين في آن واحد، ولكن الأسد لم يكن مهتما، وأنه عمل على تثبيط تلك المحادثات.
زيادة القتل
وأشاروا إلى أنه بالرغم من تظاهر الأسد بالعمل على القضاء على الإرهاب، فإنه عمل جاهدا على زيادة القتل في سوريا، وذلك من أجل أن تصبح البلاد ملاذا آمنا لتنظيم الدولة.
وأكد رؤساء المعارضة السورية برسالتهم أن الأسد لم يكن يوما يشكل بنظر السوريين بديلا عن تنظيم الدولة، وأنه لن يكون بديلا لهذا التنظيم أبدا، كما أنه ليس بمقدور الأسد جلب السلام إلى سوريا، ولا الأسد بقادر على التغلب على الإرهابيين.
وأوضحوا أنه ليس بإمكان الأسد القضاء على تنظيم الدولة، وذلك لأنه ليست لديه القدرة على استعادة الأرض، ولا القدرة على إعادة الاستقرار إلى سوريا. وأضافوا أن القوة الوحيدة المعتدلة التي تمكنت من استعادة أراض من سيطرة تنظيم الدولة هي الجيش السوري الحر، وذلك كما جرى في 2013، ولكن حلفاءنا في الغرب لم يدعمونا بالشكل الكافي.
وأشاروا إلى أن الطريقة الوحيدة للقضاء على تنظيم الدولة تتمثل في ضرورة تشكيل قوة برية قادرة على مقاتلته ونبش عشه في الرقة، وتكون قادرة أيضا على إعادة الاستقرار إلى البلاد التي تمزقها الحرب.
 
إزاحة الأسد
وأكد رؤساء المعارضة السورية برسالتهم أن القضاء على تنظيم الدولة لن يتم سوى بإزاحة الأسد عن السلطة، وأكدوا ضرورة إنهاء حكم آل الأسد، ومن ثم إصلاح حقيقي للأجهزة الأمنية الفاسدة، فنحن لا نريد أن يتكرر في سوريا السيناريو الذي جرى في اليمن.
وأضافوا أن المعارضة السورية ستعمل بعد تحقق الشروط الوارد ذكرها على التنسيق والعمل مع منظمات الحكومة السورية، وذلك من أجل إعادة الخدمات الأساسية، وكذلك ستعمل المعارضة على التعاون مع القوات من الجيش السوري التي لا ترتبط مباشرة بالأسد، ولم تلطخ أيديها بالدماء.
وأشاروا إلى أن المعارضة ستعمل أيضا على تشكيل قوة من هذه الوحدات ومن الجيش السوري الحر، بحيث تكون مهمتها مواجهة تنظيم الدولة وتدميره بالكامل. وأوضحوا أن الخطة لا يمكن تطبيقها سوى بتوقف موسكو عن دعمها نظام الأسد وتوقفها عن قصف معاقل القوة السورية المعتدلة متمثلة في الجيش السوري الحر، وفي حال تحقق هذه المطالب، فإن المعارضة ستكون جاهزة للتنسيق وللتعاون مع روسيا.
توقف القصف
وأضافوا أنه يجب أن يتوقف الطيران عن قصف المدنيين، وذلك لأن القصف الجوي يعد السبب الأول والرئيسي لعدم توفر الأمان في سوريا، وقالوا إن السوريين سيقودون عملية السلام ببلادهم، لأنهم أصحاب القرار وهم لا يريدون بقاء الأسد في السلطة.
واختتموا رسالتهم بالقول إن تطبيق خطة المعارضة السورية من شأنه إعادة الأمن والأمان إلى الشعب السوري وإلى المجتمع الدولي برمته
======================
واشنطن تايمز :ولاية واشنطن.. لن تغلق الأبواب
تاريخ النشر: الإثنين 23 نوفمبر 2015
خلال الأسبوع الماضي طالب عدد متزايد من الحكام وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب والمرشحين الرئاسيين بأن تغلق الولايات المتحدة الحدود بقوة أمام اللاجئين الذين يفرون من أهوال لا توصف تقترفها جماعة «داعش».
وفي يوم الخميس، أقر مجلس النواب مشروع قانون يتضمن تطبيق إجراءات تدقيق مستحيلة على اللاجئين الجدد القادمين من سوريا. إن الشخصية الأميركية يجرى اختبارها. هل نستأصل إذن تقاليدنا التي تتمثل في كوننا منارة أمل لأولئك الذين يُطردون من أوطانهم؟ كنت دائماً أعتقد أن الولايات المتحدة هي ملجأ للفارين من الاضطهاد والتجويع والفظائع وملاذ آمن لهم جميعاً. وفوق هذا لابد أيضاً من توضيح بعض الأمور:
أولًا، نحن بحاجة إلى وضع الأرقام في سياقها الحقيقي، في حالة اللاجئين السوريين، وافقت الولايات المتحدة على قبول نحو 5% ممن فروا من «داعش». وسيسمح لهم بدخول البلاد بعد أن تجري الحكومة الفيدرالية عملية فرز قوية وصارمة. وأعداد القادمين إلى أي ولاية سيكون صغيراً عموماً: من أول أكتوبر 2014 إلى 30 سبتمبر 2015، استقر 25 لاجئا سوريا فقط في ولاية واشنطن.
ومع ذلك، فإن العديد من زملائي الحكام سارعوا بإعلان أن ولاياتهم لن تقبل لاجئين سوريين - حتى وإن كان هؤلاء الحكام يفتقرون إلى السلطة لإغلاق حدود الولاية أمام اللاجئين. وهم يتحدثون قبل معرفة ما تنطوي عليه عملية المراجعة، وفي بعض الحالات، كان يتخلل تعليقاتهم خطاب مضلل بدا وكأنه يُحمّل جميع السوريين مسؤولية جرائم «داعش».
ويقضي مشروع قانون مجلس النواب، الذي قال أوباما إنه سيعترض عليه، بوقف إعادة توطين اللاجئين الفارين من سوريا. ودافع هذا الخطأ مدفوع بالخوف، وليس بصناعة سياسة سليمة. وقد طالبتُ باتباع نهج مختلف. وقلت لسكان ولاية واشنطن إنني لن أنضم إلى أولئك الذين يريدون تشويه سمعة أشخاص بسبب دولتهم التي يفرون منها أو دينهم الذين يعتنقونه. وسأتمسك بسمعتنا كبلد يستبطن الرحمة والمساواة ويتجنب التشويه والتهويل وإشاعة الخوف.
ومثلما هو الحال في كثير من الولايات الأخرى، كانت أبوابنا، لزمن مديد، مفتوحة للأشخاص الفارين من العنف والقمع. وفي عام 1975، رحب الحاكم الجمهوري «دانيل إيفانز» باللاجئين الفيتناميين في ولايتنا، حتى وإن أدارت ولايات أخرى ظهرها لهم، على غرار ما نسمعه اليوم بشأن السوريين. وقد أصبحت دعوة «إيفانز» لقبول 500 من هؤلاء اللاجئين هي الأساس لبرنامج ناجح لإعادة التوطين مستمر حتى يومنا هذا، ويساعد أولئك الذين فروا من الحرب والاضطهاد على إعادة بناء حياتهم. واليوم، يعيش نحو 70 ألف أميركي فيتنامي في واشنطن، وقد أحدثوا إضافة إلى نوعية الحياة لدينا بوسائل لا تعد ولا تحصى. واليوم، نحن نرحب بلاجئين من أفغانستان والعراق والصومال. وفي عام 2014، وصل 2800 لاجئ من دول كثيرة إلى واشنطن، ولم يطالب أحد بإعادتهم من حيث أتوا.
وهناك قصص مماثلة من الممكن سردها بشأن ولايات أخرى، بعضها كانت، حتى وقت قريب، تمثل رمزاً للانفتاح بالنسبة للاجئين السوريين. ولهذا السبب، من المؤسف رؤية أشخاص يديرون ظهورهم بسهولة لمعاناة إخوتهم في الإنسانية، والأدعى للأسف أن يكون هؤلاء قد تم اختيارهم أصلاً للقيادة.
إن بيتي يقع في جزيرة «بينبريدج»، وهي جزيرة صغيرة عبر «بوجيه ساوند» في سياتل. وقد كانت تلك المنطقة هي أول مكان في البلاد تعرض فيه الأميركيون اليابانيون إلى معاملة قاسية خلال فترة الحرب العالمية الثانية. ولم يكن ذلك متسقاً مع مبادئنا كدولة، واليوم نحن ننظر إلى تلك الفترة بخجل وندم.. إننا أمة بُنيت على التمسك بحرية العقيدة وحرية التعبير وإنسانيتنا وعلاقتنا بجميع شعوب العالم، ومن السهل أن نفقد اتجاه طريقنا في لحظات عندما نكون خائفين للغاية. إن الخوف قوي، وقد صدمتنا الهجمات الإرهابية في فرنسا ولدينا خوف مشروع على سلامتنا وأمننا، والحكام على حق في مطالبتهم للحكومة الفيدرالية بإجراء مراجعة شاملة لطلبات اللاجئين، ومع ذلك، فقد تحدثت مع مسؤولين حكوميين عن هذا وهم يشعرون بالثقة بشأن عمق وقوة الإجراءات المتبعة في التعامل مع جميع اللاجئين السياسيين، دون استثناء.
__ _ __ _ _ __
جاي إنسلي
------------
حاكم ولاية واشنطن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
======================
مايكل فايس -(ديلي بيست) 15/11/2015 :اعترافات جاسوس من "داعش" الجزء الثاني: كيف يختار التنظيم مفجريه الانتحاريين؟
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
إنهم يأتون من روسيا، وفرنسا -وحتى من نيوجيرسي- لينهوا حياتهم من أجل "الدولة الإسلامية". لكن منشقاً عن "داعش" يكشف أن جواسيس صدام القدامى هم الذين يمسكون بكل فتائل التفجير.
مع كل الانتباه الذي يتجه إلى تنظيم "داعش" الآن، ثمة القليل نسبياً مما هو معروف عن أعماله الداخلية. لكن رجلاً يزعم أنه كان عضواً في أجهزة أمن ما تدعى "الدولة الإسلامية"، تقدم ليعرض هذه الرؤية الداخلية. وترتكز هذه السلسلة على أيام من المقابلات التي أجريتها مع جاسوس "داعش".
*   *   *
الجواسيس يحبون الدولة الإسلامية
إسطنبول - "المفجر الانتحاري هو مسألة خيار"، قال الرجل الذي سندعوه أبو خالد، وهو يطفئ سيجارة المارلبورو ذي العلبة الحمراء ويشعل واحدة أخرى. "عندما تنضم إلى داعش، يسألون خلال الدروس الدينية: "مَن يريد أن يكون شهيداً؟" ويرفع الناس أيديهم، ويذهبون إلى مجموعة منفصلة".
عدد المجندين آخذ في الانخفاض، كما أخبرني ضابط استخبارات "داعش" والمدرب السابق هنا، على شواطئ البوسفور التركية. ولكن لم يكن ثمة عوَز، في دروس التلقين تلك على الأقل، للشباب الباحثين عن رحلة سريعة إلى الفردوس. "إنهم يستمرون في التطوع"، كما قال أبو خالد.
في العالم العريض خارج "الدولة الإسلامية"، التقطنا إلماعات من حين لآخر لأولئك الشباب المشتعلين حماساً. كان هناك، على سبيل المثال، جيك بيلاردي، الساخط الأسترالي الذي كان عمره 18 عاماً فقط، والذي اختبر انتقالاً سلساً من التشومسكية إلى التكفيرية -إذا حكمنا من المداخلة الإلكترونية التي تركها عندما كان ما يزال في ملبورن- قبل أن يفجر نفسه عند نقطة تفتيش في العراق.
أبو عبد الله الأسترالي، كما كان اسمه عندما ذهب إلى مصرعه في الرمادي، كان مقتنعاً بأنه يقوم بعمل نبيل من التضحية بالنفس، متحولاً إلى كاميكاز من أجل الخلافة. بالنسبة إليه، بدأ الجهاد في الوطن. وكتب عن ذلك: "نقطة التحول في تطوري الإيديولوجي"، ترافقت مع "بداية  كراهيتي ومعارضتي الكاملتين لمجمل النظام الذي قامت عليه أستراليا وبقية العالم. وكانت أيضاً تلك اللحظة حين أدركت أن الثورة العالمية العنيفة ضرورية للقضاء على هذا النظام للحكم، وأنني سوف أُقتل على الأرجح في هذا النضال". وكان محقاً بخصوص الجزء الأخير، ولو أنه لم يكن كذلك تماماً بخصوص كيفية تقرير زملائه الثوريين قيمته الاستعمالية.
لأسباب براغماتية، تسامح "داعش" أولاً مع التجانس في صفوف كتائبه، على نحو يشبه كثيراً ما فعله الجمهوريون بألويتهم الدولية خلال الحرب الأهلية الإسبانية. وكانت إحدى أفضل كتائب التنظيم تدريباً قد سميت على اسم أنور العوالقي، رجل القاعدة أميركي المولد الذي قُتل في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار في اليمن في العام 2011. ويقول أبو خالد: "كل شيء متصل بالإنجليزية في هذه الكتيبة. ولدينا واحدة أخرى فيها الكثيرون من الأميركيين، تُدعى كتيبة أبو محمد الأميركي. وهي مسماة على اسم شخص من نيوجيرسي قتل في كوباني. وتضم هذه الكتيبة الكثير من الأجانب أيضاً".
مع ذلك، تم في الآونة الأخيرة حل الكتائب المميزة عرقياً أو لغوياً، وأعيدت هيكلتها وتحويلها إلى كتائب مختلطة، بسبب العواقب غير المقصودة من ترك الكثير من الناس القادمين من مكان واحد، أو الذين يتحدثون لغة واحدة، متجمعين معاً. وكانت "البتار"، إحدى أقوى الكتائب في جيش "داعش" قد تشكلت من 750 ليبياً. لكن "داعش" وجد أن رجالها كانوا أكثر ولاءً لأميرهم من ولائهم للمنظمة نفسها. وهكذا، جرى تفكيك الكتيبة.
بعد وقت قصير من انضمامه إلى "داعش"، كان أبو خالد ينوي تأسيس كتيبة فرانكفونية من نحو 70 إلى 80 مقاتلاً من الذين لا يتحدثون العربية. وكتب الرجال عريضة ووقعوها، وأخذها أبو خالد إلى مقر "داعش" في الرقة. وتم رفض الطلب. لماذا؟ "قالوا لي: واجهنا مشكلة من قبل مع الليبيين. ونحن لا نريد الفرنسيين في كتيبة واحدة".
المتحدثون بالروسية أيضاً يُعتبرون مثيري شغب ومارقين في "الدولة". ويشار غالباً إلى المقاتلين كافة من القوقاز أو جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق بكلمة جامعة واحدة "الشيشان". وبينما يعد أبو عمر الشيشاني، المقاتل شيشاني العرق من جورجيا، من أكثر القادة الميدانيين في "داعش" شهرة (ومبالغة في زعم المآثر)، فإن "الشيشان" يديرون جماعاتهم الخاصة بالقليل جداً من الإشراف أو القيادة والسيطرة من الرقة. وقد تسبب ذلك في نشوء شعور متصاعد بالاحتراس في أوساط الجهاديين العرب أو الإقليميين. وقال أبو خالد: "كنت في الرقة ذات مرة، وكان هناك خمسة أو ستة شيشانيين. كانوا غاضبين من شيء ما. ولذلك جاؤوا لمقابلة أمير الرقة. كان الأمير خائفاً جداً، وأمر مقاتلي "داعش" بنشر القناصة على أسطح البنايات. ظن أن الشيشان سوف يهاجمون. وبقي القناصة هناك لساعتين".
أفضت النهاية التي بشر بها "داعش" للحدود المصطنعة التي فرضتها القوى الإمبريالية الغربية إلى تداعيات غير مقصودة من الإمبريالية الجهادية. فبعد كل شيء، تتكون قيادة "داعش" في سورية من العراقيين بشكل رئيسي، وإذا كان هناك هدف سياسي -كنقيض للغاية الدينية- يكمن وراء نشاطه التنظيم، فإنه استعاد السلطة السنية في بغداد، ويمكن اعتبار فرع التنظيم في بلاد ما بين الرافدين أكثر "وطنية" من حيث التوجه من فرعه في بلاد الشام؛ حيث يبدو أن المهاجرين المنتشين بـ"نهاية سايكس-بيكو" لا يدركون تعرضهم للاستغلال على يد جلاوزة صدام حسين السابقين.
***
في منظمة أقرب إلى "المخابرات" في الإقليم -أو أجهزة استخبارات الطغاة العرب التقليدية التي يفترض أن "داعش" يريد استئصالها، تتكون أجهزة أمن "داعش" (الأَمنيّات) من أربعة أجهزة أو فروع منفصلة، والتي لكل منها له دوره الخاص.
هناك جهاز "الأمن الداخلي"، وهو بمثابة وزارة داخلية "داعش". وهو مسؤول عن الحفاظ على الأمن في كل مدينة.
وهناك "الأمن العسكري"، أو استخبارات "داعش" العسكرية، ويقوم رجال الاستطلاع والمحللون في هذا الفرع بدراسة مواقع العدو وقدراته القتالية.
ويشكل جهاز "الأمن الخارجي" استخبارات "داعش" الخارجية، ويقوم بإرسال ناشطيه خلف "خطوط العدو" للقيام بأعمال التجسس أو تخطيط وارتكاب العمليات الإرهابية. لكن "خطوط العدو" لا تشير فقط إلى بلدان الغرب ومدنه؛ إن أي منطقة في سورية يسيطر عليها الجيش السوري الحر أو نظام الأسد، بحيث لا تكون بذلك داخل حدود الخلافة من الناحية الفنية، تتطلب إرسال عناصر خارجية من أجل اختراقها.
وهذا شأن حاسم بالنسبة للكيفية التي "تتوسع" بها المنظمة في سورية والعراق –عن طريق إيفاد متسللين لتجنيد العملاء والمخبرين، أو جمع المعلومات عن المجموعات المنافسة، سواء كانت من الميليشيات أو الدول العدوة. وقد أكد أبو خالد مراراً وتكراراً أن قدرات التجسس أكثر من الاقتدار الدفاعي هي التي تجعل "داعش" بالغ القدرة في الاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها.
ويتفق معه آخرون في ذلك. فقبل بضعة أشهر، نشر كريستوف رويتر من مجلة "ديرشبيغل" تحقيقاً مستنداً إلى وثائق داخلية تم الاستيلاء عليها من "داعش"، والتي تشرح التقسيم الدقيق لما يدعى "الأمنيات" -أجهزة أمن التنظيم. (نشرت "الغد" ترجمة تحقيق رويتر في ذلك الحين).
كتب رويتر: "كان يفترض أن يعمل العملاء مثل أجهزة استشعار الأمواج زلزالية، والذين يتم إرسالهم لتعقب أصغر الشقوق، واكتشاف خطوط الصدع القديمة في داخل طبقات المجتمع العميقة -باختصار، أي معلومات يمكن استخدامها لتقسيم وإخضاع السكان المحليين". من هي عائلات النخبة؟ كيف تكسب أموالها؟ هل بين أبنائها واحد مثليّ الجنس بالسر؟ ما الذي يمكن استخدامه لابتزازها بهدف الخضوع أو الامتثال؟
كانت المؤسسة كلها مقسمة إلى إقطاعيات شبه المستقلة، الموكلة إلى كل منها معمة تعقبما تفعله الأخريات. هناك "دائرة للاستخبارات العامة، ترفع تقاريرها إلى "أمير الأمن" في المنطقة المعنية، المسؤول عن نواب أمير للمقاطعات الفردية. ويقوم رئيس لخلايا التجسس و"مدير لجهاز الاستخبارات والمعلومات" في كل مقاطعة برفع تقاريره إلى واحد من نواب الأمير هؤلاء. وترفع خلايا التجسس على المستوى المحلي تقاريرها إلى نائب أمير المقاطعة. والهدف هو جعل الجميع يراقبون الجميع".
يجلب هذا إلى الذهن بشكل طبيعي طريقة عمل جهاز "كيه. جي. بي" (المخابرات السوفياتية) أو "ستاسي" (استخبارات ألمانيا الشرقية) -وهي بالكاد مصادفة بالنظر إلى أن الكثيرين من كبار مسؤولي "داعش" هم أعضاء سابقون في مخابرات صدام حسين، وبذلك تلاميذ سابقون لأجهزة حلف وارسو الأمنية. وفي الحقيقة، كان الرجل الذي وضع هيكلية فرع "داعش" في العراق، حاجي بكر المتوفى الآن، قد خدم ذات مرة عقيداً في استخبارات الدفاع الجوي في عهد صدام.
أخبرني أبو خالد أن وزارة الرعب التي بناها حاجي بكر ظلت تزدهر فقط منذ ذلك الحين. وقال:
"قبل أسبوع من انشقاقي، كنت أجلس مع رئيس فرع الأمن الخارجي، أبو عبد الرحمن التونسي. إنهم يعرفون نقطة ضعف الجيش السوري الحر. قال لي التونسي: سوف ندرب رجالاً نعرفهم، مُجنِّدين، سوريين... خذهم، درِّبهم، وأعِدهم إلى المكان الذي أتوا منه. سوف نعطيهم 200.000 إلى 300.000 دولار. ولأن معهم نقودا، سوف يضعهم الجيش السوري الحر في مناصب عليا".
"هكذا استولى داعش على سورية"، قال أبو خالد "إن له غراسا في القرى والمناطق التي يديرها الجيش السوري الحر، ورجاله موجودون في الجيش السوري الحر".
بعبارات أخرى: ليس كل حلفاء أميركا المفترضين في سورية هم ما يبدون عليه. بعضهم، وفقاً لأبو خالد، تعرضوا للاستغلال من أناس يعملون سراً مع "داعش" في حقيقة الأمر.
جعلوا أبو خالد عضواً في جهاز "أمن الدولة"، الفرع الرابع من مخابرات "داعش". وهو بمثابة "الشين بيت" الإسرائيلي أو مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي "ف. بي. آي"، والمسؤول عن إدارة عمليات مكافحة التجسس (استئصال الجواسيس الأجانب الذين يعملون للجيش السوري الحر، ونظام الأسد، أو الأجهزة الغربية أو الإقليمية)؛ واعتراض الاتصالات الداخلية (مثل المكالمات الهاتفية أو وصلات الإنترنت غير المرخصة)؛ والمحافظة على برنامج اعتقال المنظمة سيئ السمعة. وكان البريطاني المولد محمد إموازي، الذي لقبه الإعلام باسم "الجهادي جون" بعد عملياته المسجلة لقطع رؤوس الرهائن الغربيين والذي يرجح أن تكون قد قتلته غارة لطائرة أميركية من دون طيار مؤخراً، كان عضواً في "أمن الدولة" أيضاً.
شرح أبو خالد: "عندما يكون أي شخص من أي واحد من هذه الفروع الأربعة في العمل، فإنه يضع على وجهه قناعاً. لكن ولع داعش بجلب الانتباه الإعلامي يكسب أحياناً. لقد تم تأكيد هوية إموازي فقط، كما قال أبو خالد، لأن مخبراً لإحدى الحكومات في الإقليم حصل على صور غير منقحة للبريطاني وهو يركض في أنحاء الرقة من دون قناع، وتم تسليمها إلى لندن".
 بينما يتكون العملاء في كل فرع أمنيمن السوريين نمطيّاً، فإن رؤساءهم ليسوا كذلك. لسبب ما، لا يستطيع أبو خالد تفسيره، يغلب أن يكون هؤلاء الرؤساء الأمنيون فلسطينيين من غزة.
مثلما تفعل البيروقراطيات في أي دولة، تتيح الإقليمية في "داعش" صعود الفصائلية والاحتراب الداخلي. "لدينا الجيش والأمنيون"، قال أبو خالد "وهم لا يحبون بعضهم بعضا. عندما كنت أقوم بتدريب الأَمنيين، كان أصدقائي من الجيش يقولون لي، وإذن، أنت تعمل الآن مع الكفار". وابتسم.
كان دور أبو خالد الرئيسي هو تدريب قوات الأمن المحلي للعمل في الخطوط الأمامية في بلدة الباب. وحدث ذلك في معسكر يبعد نحو خمسة كيلومترات إلى الشمال من البلدة؛ حيث كان بروتوكول العمل اليومي كثيفاً. كان الإنهاض يتم في الخامسة والنصف صباحاً. ويتجمع الجهاديون جميعاً للقيام بتمرين مدته ساعة واحدة. وكان أبو خالد يصل إلى الموقع في السابعة صباحاً ويعطي دروساً حتى الظهر. كان يدرِّس تكتيكات المعركة والوعي العملياتي: كيف يتم تأمين محيط ما أو شن غارة؟
ثم يُسمح للمقاتلين بعدئذٍ بالاستراحة لمدة ساعتين قبل استئناف التدريب مرة أخرى. وفي الخامسة والنصف مساءً، يُطلق المقاتلون، وإنما ليس إلى ثكنات في معسكر. "كان الرجال يعودون إلى الأماكن التي ينامون فيها لأن بقاءهم في المعسكر لم يكن آمناً"، كما قال.
***
كانوا يقيمون في مقر إقامة أبو محمد العدناني، الرجل المولود في حلب، وثاني أكثر الرجال سلطة في جيش الإرهاب هذا. وكان العدناني ذات مرة أحد ثقات أبو مصعب الزرقاوي، المؤسس الأردني لتنظيم القاعدة في العراق، سلف "داعش" الأصلي.
والعدناني، العضو الرفيع في مجلس شورى "داعش" -هيئة التنظيم الرئيسية لصنع القرار- مسؤول عن تعيين الوالي لكل واحدة من الولايات الأربع.
كما يُسمي العدناني أيضاً رؤساء الفروع الأربعة للأجهزة الأمنية، وكذلك رئيس هيئة الأركان في إدارة "داعش" العسكرية. وهو شخص زئبقي جداً. "إنني لا أظن حتى أنه يتشاور مع الخليفة بشأن استبدال الناس أو طردهم"، قال أبو خالد. (بدا ذلك مبالغاً فيه: إن مجلس الشورى الذي يرأسه أبو بكر البغدادي، يقوم على الأرجح بتفويض -أو يصادق على الأقل على اختيار الولاة أو عدم اختيارهم). "في كل زيارة، يضع (العدناني) أناساً في السجن، ويطرد آخرين. قبل أن آتي إلى بلدة الباب، عين العدناني هناك والياً من العراق، ورئيساً جديداً للأمن من العراق. الآن ليس لدينا في سورية أي سوريين كولاة. هناك أجانب من السعودية، وتونس والعراق -وإنما ليس سوريين. يجب أن تفتح تونس حقاً سفارتها في الرقة، وليس في دمشق. ذلك هو المكان حيث يوجد مواطنوها".
يقسم العدناني وقته بين الرقة والباب؛ حيث يزعم أبو خالد أنه يعرف كل أماكن إقامته هناك، بما فيها ذلك المقر الذي يستخدمه الجنود الذين دربهم أبو خالد. والعدناني شخص غامض إلى حد كبير، دائماً يتنقل في "سيارة قديمة" مع مرافقة أمنية لا تميل إلى الإعلان عن وجودها.

يقوم قادة "داعش"، كما يقول أبو خالد، بجولات منتظمة في مناطق خلافتهم، حيث يأتون متخفّين فعلياً، ويتفقدون ما إذا كانت "الدولة" تعمل كما ينبغي. وإذا لم تكن الأمور كذلك، فإن الرؤوس ستتدحرج -بالمعنى الحرفي والمجازي.
يقول أبو خالد إنه تقاسم ذات مرة موقعاً أمامياً مع البغدادي نفسه. "ذات مرة، كنا حول مطار كويرس"، الذي قال إنه مخفر أمامي معزول -حتى وقت قريب- لقوات النظام في منطقة "داعش" بالقرب من حلب. "وجاء البغدادي إلى هناك. لم نكن نعلم في ذلك الوقت، -عرفنا فقط بعد أن غادر. بعض الناس رأوه لكنهم لم يعرفوا أنه هو. عندما يتنقل قادة الدولة الإسلامية، فإنهم لا يأتون مع حراسة شخصية رفيعة. إنك حتى لا تعرف أنهم موجودون هناك".
ربما تكون القصة المذكورة صحيحة، أو ربما تكون جزءا من عقيدة عبادة للشخصية يتم تعهدها بعناية، والتي لا يمكن من دونها أن يعيش أي شكل من المُطلقات أو الاستبداد، أو الإدامة الذاتية.
تذكر الحكايات عن هذه الزيارات السرية بتلك التي تروى عن هارون الرشيد؛ الخليفة العباسي الخامس لبغداد عندما كانت في أوجها في القرن الثامن. ومع أن الرشيد كان حقيقياً، فإن صورته لدى الأجيال التالية كانت مستنيرة أكثر بأدواره المتكررة وصورته الأسطورية في حكايات ألف ليلة وليلة.
في بعض الأحيان، بدا أبو خالد أشبه بشهرزاد غير عارفة بشيء، والذي يقوم بتهريب إشاعات وثرثرات منقولة من لسان إلى آخر وأكاذيب عن الخلافة، أكثر من كون ما يصفه أشياء شاهدها بنفسه. ومع ذلك، حتى هذه القصص توفر بعض الضوء، بما أنها تبين العناية التي يسوق بها "داعش" أسطورته الخاصة داخلياً.
ثمة حكاية أخرى عن البغدادي، على سبيل المثال، والتي تبدو بشكل شبه مؤكد فبركة وضعها تقنيون سياسيون أذكياء من أجل نشرها بطريقة متعمدة فيكرمة الجهاديين.
يقال إن البغدادي سافر ذات مرة إلى منبج؛ المدينة الرئيسية الثانية التي يسيطر عليها "داعش" في حلب، حيث تعرض لحادث سيارة. وغضب الرجل الذي ضرب البغدادي سيارته وشرع في الصراخ على الخليفة، الذي لم يكن يعرف هويته، هناك مباشرة في الشارع وأمام المارة.
"سوف آخذك إلى المحكمة!" صرخ الرجل بالبغدادي. وأجابه البغدادي: "هيا، لنذهب". وذهب الرجلان إلى محكمة الشريعة في منبج. وأمام رجل دين قاضٍ تعرف إلى هوية المدعى عليه حتى مع أن المدعي لم يفعل، اعترف البغدادي بأن الاصطدام كان في الحقيقة غلطته. وأمر القاضي الخليفة بدفع غرامة.
"إنهم يقدمون أنفسهم للمحاسبة، مثل أي أحد آخر"، قال لي أبو خالد. "هذا النوع من الأشياء، صدِّقني، هم جيدون جداً فيه".
يعزو أبو خالد الفضل لهذا المفهوم عن "المساواة أمام القانون" باعتباره من الأعمدة الرئيسية التي يقوم عليها برنامج "داعش" الشعبوي. ويقول إنه اختبر ذلك مباشرة وبنفسه.
قال إن جماعة أمن الدولة صادروا ذات مرة جهاز حاسوبه الشخصي، حتى يدققوا في وجود أي علامة على عدم الولاء أو الخيانة. وضاع الجهاز. ذهب ضحية للبيروقراطية الجهادية. "وهكذا، كان علي أن آخذهم إلى المحكمة. أقسم بالله العظيم، القاضي، التقط الهاتف: حسناً، لديكم 24 ساعة. أريد حاسوبه. أو سيكون عليكم تعويضه عن الحاسوب. وإلا سأضعكم في الساحة وأجلدكم أمام الجميع". يمكنك أن تكون لا أحد، وأن تسعى مع ذلك إلى العدالة. هذا أحد الأسباب التي تجعل الناس الذين يكرهون داعش يحترمونهم مع ذلك".
ولكن "داعش"، بطبيعة الحال، لا يقوم بفرض إرادته من خلال الاحترام فقط، كما لاحظ أبو خالد. عندما يفشل هذا النداء، يتحول "داعش" إلى أسلوب مكمِّل للسيطرة على سكانه: الخوف. ثم أخبرني أبو خالد عن القفص.
======================
معاريف :أوباما يدير الظهر إذا خرجت قوات برية أمريكية إلى المعركة فهي بالتأكيد ستنتصر على «داعش»
شموئيل روزنر
NOVEMBER 22, 2015
 
حتى لأصحاب الذاكرة القصيرة، فان اسم ريتشارد كلارك كفيل بان يذكرهم بشيء ما. فكلارك كان «القيصر» المسؤول عن الحرب ضد الإرهاب في ادارة بيل كلينتون، وبعد ذلك، لفترة قصيرة، في ادارة جورج بوش. فقد كان كلارك هناك عندما ضربت الطائرات البرجين التوأمين والبنتاغون، وكان هناك بعد ذلك لنحو سنتين اخريين إلى ان استقال من الخدمة في ادارة بوش. وكان اكتسب شهرته الاساس بين الجمهور عندما أدلى بشهادته امام لجنة التحقيق في احداث 11 ايلول، ومع نشر الكتاب الذي ألفه. وكان هذا كتابا انتقاديا جدا: كنا مقتنعين بان هجوم القاعدة متوقع قريبا، كتب يقول، ولكننا لم نتمكن من نيل الاهتمام من جانب القادة المسؤولين ـ الرئيس بوش وكبار رجالات ادارته.
هذا الاسبوع حث كلارك الرئيس الحالي براك أوباما. في حالته، صعب الشك بان هذا انتقاد سياسي ـ من النوع الذي اطلق في واشنطن هذا الاسبوع بكميات مبالغ فيها. فقد ادعى كلارك الذي يتولى الان منصب رئيس معهد بحث بان أوباما يبدو هادئا في تناوله لامكانية إرهاب داعشي على الاراضي الأمريكية. صحيح أن أمريكا ابعد عن الشرق الاوسط من أوروبا، وبالتالي اقل عرضة للإرهاب. صحيح انها محمية اكثر من أوروبا، لانها اعتادت على وسائل الامن ضد الإرهاب منذ احداث ايلول اياه. صحيح ان فيها سكان مسلمون مغتربون أقل وجيوب راديكالية أقل مستعدة لاتخاذ العنف السياسي الاجرامي. كله صحيح ـ ومع ذلك: عندما اصطدم كلارك برئيس هادىء، بات اقل هدوء. مسألة تجربة.
ولكن في حالة الرئيس أوباما، الهدوء هو نمط حياة. رد فعله على العمليات الاجرامية في فرنسا كان مضبوطا. فالكثيرون، حتى في اوساط مؤيديه الخالصين، يعتقدون بانه كان مضبوطا اكثر مما ينبغي، بالنبرة وبالفعل. فهو لم يعد بالكثير، ولم يغير الكثير. عمليا ـ بزعمه ـ لم يغير شيئا. لدى الولايات المتحدة خطة عمل، وهي تعتزم التمسك بها. صحيح ان بعض عناصرها تأكدت كغير ناجعة بل وفشلت عمليا: واشنطن تعهدت بتدريب مجموعات من الثور «المعتدلين» أي، ليس إرهابيي داعش أو القاعدة ـ كي يتمكنوا من اداء دور ايجابي في حسم الحرب في سوريا وفي استقرار الدولة. قلة تدربوا، معظمهم قتلوا، والباقون فروا. ولكن توجد ايضا عناصر اخرى تفعل ما تراه مناسبا. فالحصار على داعش يتوثق ببطء، وثمة من يعتقدون بان العمليات هي دليل على ذلك: ففي غياب الانجازات على الارض لهذا التنظيم، فانه يضطر إلى انتاج انجازات صورية في اماكن اخرى.
لقد تعهدت واشنطن بقصف اهداف داعش، وفعلت ذلك. وفي عدة مناطق ادى القصف إلى انسحاب التنظيم من مناطق كان يسيطر فها. وبالطبع توجد اماكن يواصل السيطرة فيها، بما فيها مدن كبرى ليس لأمريكا قدرة وصول اليها بسبب رغبتها في الامتناع عن المس الواسع بالمدنيين الذين يسكنون فيها. ومع ذلك، ستكون الان اعداد اكثر قليلا من عمليات القصف، على الاقل كرد فوري على العمليات. ولكن أوباما وقادة ادارته لا يريدون الصعود إلى طابع اعلى من هذا، وفضلا عن ارسال مجموعة صغيرة نسبيا من القوات الخاصة للمساعدة في تدريب وحدات محلية معنية بقتال داعش.
لقد حققت المساعدات للاكراد نتائج. اغلاق افضل للحدود الشمالية في سوريا ـ مشروع يساعد الأمريكيون فيه الاتراك، سيجعل من الصعب، كما يأملون، ارسال المؤن وتسلل المقاتلين إلى داعش. ويصر أوباما على أعمال بطيئة، منهاجية، مضبوطة. وهو يتحدث عن معركة تستغرق سنوات. وبالطبع، ثمة من يعتقدون بانه كان يمكن عمل ذلك بسرعة اكبر، وبحدة اكبر. واخذ مخاطرة اكبر. وكلاك هو واحد منهم: فهو يعتقد بان الولايات المتحدة يمكنها وينبغي لها ان تبعث بقوات برية للقتال في معارك هامة، ولا سيما من أجل اقتلاع داعش من المدن.
 
مشكلة أم حل
 
يركز أوباما في النقاش في الحل السياسي المرغوب فيه لسوريا. هذا في نظره المفتاح الحقيقي لكل تقدم. وزير خارجيته جون كيري اتهم بشار الاسد، الذي لا يزال يسيطر في قسم من سوريا ويتمتع الان بتأييد الجيش السوري، بعقد تحالف مع داعش. فهم يبيعون النفط، وهو يشتري النفط. توجد بينهما منفعة متبادلة، كما اتهم وزير الخارجية الأمريكي ـ وليس للمرة الاولى. كيري يدعي منذ اشهر عديدة بان بين نظام الاسد وبين العصابات المسلحة لداعش لا توجد حرب حقيقية. وهو يخشى، مثلما يخشى كثيرون آخرون ايضا، بان الاسد سيكون الكاسب الاكبر من العمليات في باريس. فهي ستصرف الانتباه عنه إلى غيره، وستعرضه بصفته الحل للمشكلة، وليس كمشكة تتطلب حلا.
ادارة أوباما، في هذه المرحلة على الاقل، ترفض ان تغرى لمثل هذا الحل. صحيح أن الرئيس اعترف، وان لم يكن وجه اصبع اتهام صريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بانه يوجد «خلاف» بين الولايات المتحدة وبين لاعبين آخرين في ساحة الشرق الاوسط حول كيفية حل الازمة السياسية في سوريا. ولكن خطته في هذه المرحلة هي محاولة انتاج حل يتضمن ايضا رحيل الاسد ـ الخطوة التي يلتزم بها ـ وكذا حرب منسقة اكثر، تضم ايضا الروس، والان، بالطبع، الفرنسيين ودول اوروبية اخرى ايضا، ضد داعش.
لقد أعرب أوباما عن الصدمة، وهي حقيقة بلا شك، من العمليات في باريس ونتائجها. ولكن احد نتائجها بالذات يخدمه جيدا: فهو رئيس منذ سبع سنوات يصر من حفظ أمريكا عن غريزتها في أن تكون الشرطي الحصري لمشاكل العالم. سنوات طويلة من الحرب في العراق وفي افغانستان أتعبت الجمهور الأمريكي ورفعت أوباما إلى الحكم. والرئيس يتذكر ما وعد به ويعتزم الايفاء به: فهو لن يورط أمريكا في حرب اخرى لا يؤمن بها، سيمتنع عن كل تدخل أمريكي يستوجب تواجد عسكري دائم، مستنزف ونازف للدماء على ارض الشرق الاوسط، وهو سيجتهد، بأفضل ما يستطيع، كي لا يمارس القوة الأمريكية دون أن يكون شركاء حقيقيون في الحرب. وبتعبير آخر: أمريكا أوباما لن تحمل حروب العالم على ظهرها.
هذه سياسة لها بالطبع نواقصها: فهي تسحق صورة القوة الأمريكية وتدفع الخصوم والحلفاء للتساؤل في قدرتهم على تحدي القوة العظمى ـ او الاعتماد عليها عند الحاجة. فقد ادى هذا بروسيا بوتين إلى الاستنتاج بان بوسعها ان تعمل بحرية اكبر مقارنة بالماضي. اما الاسد فقد أتاح هذا بقاءه في الحكم. فقد وافق أوباما على المشاركة في اسقاط نظام معمر القذافي في ليبيا ـ الخطوة التي ليس واضحا أي خير بالضبط نشأ عنها ـ ولكنه قرر بان الولايات المتحدة «ستقود من الخلف» هذه المعركة. أي: ستسمح للاخرين بالقيام باساس العمل. وفي سوريا ايضا رفض، المرة تلو الاخرى، تعميق التدخل الأمريكي.
اذا خرجت قوات برية أمريكية إلى المعركة، فهي بالتأكيد ستنتصر على داعش، كما يقول رجال الرئيس. ولكن ماذا سيحصل بعد ذلك؟ من سحافظ على المنطقة؟ من اللحظة التي تنتصر فيها الولايات المتحدة يكون عليها ضغط لضمان المنطقة التي احتلتها، وعندها سيكون عليها ضغط للبقاء، لحماية السكان، وعندها ستبدأ العمليات ضدها فضطر إلى ارسال المزيد من القوات للحماية. المنحدر السلس يوجد كل الوقت في الافق، وهو لا يريد أن يقترب منه. هو لن يقترب منه.
 
ملء الفراغ
 
على أي حال، تسمح العمليات بتصور سيناريو أكثر واقعية، تقرر فيه دول اخرى ان تأخذ على عاتقها اكثر مما اعتادت عليه في اطار النظام العالمي الذي أمريكا فيه هي التي تأخذ على عاتقها معظم المهام. ولا بد ان للفرنسيين مصلحة الان في المشاركة في معالجة مشكلة داعش. وفي عواصم اوروبية اخرى ايضا، شاهدت في منتصف الاسبوع بدهشة، كيف تغلق استادات كرة القدم لديها، مقدسات الجمهور، الواحد تلو الاخر، سيجرى تقدير من جديد لمدى الاستثمار اللازم والوسائل التي تبدي أوروبا الاستعداد للمساهمة بها كي تهزم داعش. وها هو بالتالي ضبط النفس لدى أوباما كان مجديا بالطبع بهذا المعنى: دول اخرى سضطر لملء الفراغ الذي لا تكون أمريكا مستعدة لملئه.
وبالطبع، تبقى على حالها مسألة إلى اين سيقود الجميع كل هذه النية الطيبة. في هذه اللحظة أسهل على الاوروبيين وعلى الأمريكيين معا شد براغي منظومة الدفاع الدولية ضد الإرهاب. القبض على المشبوهين، اجتياح منازل المشبوهين، نقل القوات إلى الساحة، توثيق الرقابة على الحدود، زيادة ميزانية الاستخبارات ويقظتها. كل هذا بسيط. المعركة لهزيمة داعش ـ هذا هو الهدف الذي قرره الأمريكيون ايضا ـ اكثر تعقيدا. من الذي سيهزم، كيف سيهزم، اين سيهزم؟ واشنطن مستعدة لان تتبرع بالوسائل، قوات مساعدة، تدخل نشط لا يعرض للخطر قوات أمريكية اكثر مما ينبغي. في هذه الاثناء، ليس أكثر من ذلك.
كل هذا كفيل بان يتغير بالطبع إذا ما ضرب داعش ايضا أمريكا نفسها، فيحول حذر الرئيس إلى متعذر أكثر في ضوء رد الفعل الجماهيري الغاضب. هكذا بحيث أنه إذا انتظر أوباما إلى أن يفهم باقي العالم بان هذه المرة أمريكا لن تقود ولن تأخذ على عاتقها مهمة الحسم ـ يحتمل جدا أن يكون باقي العالم ينتظر الان إلى أن تفهم أمريكا بانها إذا لم تعمل بتصميم اكبر فانها هي ايضا ستقع ضحية الإرهاب الفظيع لداعش.
من هو الكاسب عندما ينتظر الجميع؟ على هذا السؤال لا حاجة لاعطاء جواب.
 
معاريف 22 /11/2015
 
شموئيل روزنر
======================
هأرتس :بعد باريس
صحف عبرية
القدس العربي
في 12 تشرين ثاني، قبل الاحداث الدموية في باريس بيوم واحد، ظهر الرئيس الأمريكي براك أوباما في مقابلة تلفزيونية قبل سفره إلى مؤتمر جي 20 في تركيا. المذيع جورج ستيفانوبولوس سأله إذا كانت داعش تزداد قوة، فأجاب أوباما: «لا. لا اعتقد ان داعش تزداد قوة. كان هدفنا منذ البداية هو احتواء داعش. وبالفعل نجحنا في احتوائها».
ليست هذه هي المرة الاولى التي توجد فيها فجوة بين الكلام (اللافت بدون شك) لأوباما وبين الواقع. في الاسابيع الاخيرة سجلت داعش انجازات مهمة: عملية تفجيرية مع عشرات القتلى في أنقرة وفي بيروت، اسقاط طائرات مسافرين روسية في سيناء، وفي اليوم التالي للتصريح الغريب لأوباما ـ مجموعة العمليات في باريس. الولايات المتحدة تقصف أهداف لداعش منذ عام من الجو بشكل متتابع ولكن بمستوى منخفض، وسلاح الجو الروسي يقوم بذلك ايضا منذ شهر، لكن هذا لا يضعف التنظيم على ما يبدو، وفي نهاية المطاف معروف انه لا يمكن حسم الحروب فقط عن طريق القصف الجوي.
تحول داعش في العام الاخير من تنظيم إرهابي مشتت إلى مسيطر على مناطق جغرافية واسعة في سوريا والعراق. ولا يحتاج إلى العمل في السر. السيطرة الجغرافية تمكنه من التخطيط بشكل حر في الشرق الاوسط وخارجه. وحتى ان لم يكن مريحا الاعتراف بذلك، فلا يمكن التغاضي عن حقيقة ان تيار اللاجئين إلى أوروبا وحرية الحركة داخل الاتحاد الاوروبي يسهلون عليه في تنفيذ خططه.
شيئا فشيئا بدأ العالم كله يفهم، انه لا مناص من محاربة التنظيم. ومن دون زعزعة المرتكز الجغرافي لداعش لا يمكن التغلب عليه. العالم كله وليس فقط الغرب لا يستطيع تقبل طرف له سيطرة جغرافية ويتغاضى كليا من المعايير الدولية وغير خاضع بأي شكل للقيود التي تسري اليوم على الدول السيادية. هذا لا يمنع الحاجة إلى خطوات ملحة في أوروبا ذاتها، لكن جذور المشكلة هو قدرة داعش في السيطرة على مناطق جغرافية بدون مسؤولية وبدون قيود. لا تكفي البنية الاستخباراتية المتطورة التي لدى الاتحاد الاوروبي. هذه مهمة لكنها لا تكفي. من جهة ثانية يمكن تفهم الارتداع ـ الامني والاخلاقي ـ للعملية البرية: لا احد يريدها الان. ومع ذلك يبدو انه بعد باريس سيتضح أكثر فأكثر انه لا مناص منها. ويمكن القول ان اقتراحات كهذه ستطرح قريبا في مجلس الامن.
على ضوء التدخل الجوي الروسي والمساعدة اللوجستية لسوريا، فانه من الممكن ان تتم هكذا خطوات مع تأييد روسي ان كانت ضمن قيود معينة. روسيا ايضا مهددة هنا.
بقي السؤال: لمن توجد قدرة ميدانية ولوجستية للقيام بهكذا خطوات، توجد ثلاث خيارات، لكنها معقدة وسائكة.
الخيار الاول، هو بالطبع الولايات المتحدة ـ القوة الاكبر في العالم وقائدة حلف الناتو. وقد برز باقوال الرئيس الفرنسي تلميح لذلك الذي قال ان عمليات 13 تشرين ثاني هي «شكل من أشكال الحرب» وفي ذلك توجيه واضح لمبدأ الامن الجماعي، الموجود في البند 5 لميثاق الناتو، والذي يقول ان الهجوم على دولة مثل الهجوم على جميع الدول الاعضاء في الحلف، هكذا تصرفت الولايات المتحدة باعقاب احداث 11 ايلول 2001.
لكن خطوة كهذه ستكون كارثية ليس فقط بسبب فشل أمريكا (التي اخذت غطاء جزئيا من الناتو) في افغانستان والعراق. كل تدخل عسكري غربي سيفسر في العالم العربي وعن حق كمحاولة اخرى للسيطرة الامبريالية، ولا يمكن التغاضي عن حقيقة ان داعش نشأت بسبب التدخل الأمريكي الفاشل في العراق. اضافة إلى ان التدخل الغربي لن يحظى بدعم روسي بالذات لان الغرب يعتقد ان من الضروري اسقاط رئيس سوريا، بشار الاسد، اما موسكو فتريد الابقاء على نظامه على الاقل ان لم يكن بالامكان ابقاءه شخصيا، نأمل انه رغم الردود العاطفية التي يمكن تفهمها بعد العمليات في باريس، ان لا تنجر الدول الغربية لهذه الطريق وان لا تجد الدعم السياسي، رغم التصريحات الانفعالية والعاطفية في الاونة الاخيرة.
الخيار الثاني، الذي يبدو معقولا هو ان تتم الحرب البرية من قبل اطراف إسلامية تعتبر داعش تهديدا لها ـ على راسها السعودية ودول الخليج. المشكلة هي انه لا توجد جيوش قادرة على تنفيذ هكذا مهمات، رغم ان لديها سلاح جوي ماهر نسبيا. اضافة لذلك، احدى الاستخلاصات من السنوات الاخيرة هي ان الجيوش العربية تنهار تحت الضغط وتتفكك، هذا ما حصل للجيش العراقي خلال حقبة صدام حسين، وايضا الجيش العراقي الجديد، الذي دربته الولايات المتحدة وتم تمويله بالاموال الأمريكية. وهذا حصل ايضا للجيش السوري التابع للاسد.
يتضح في ظل الدكتاتوريات العربية ليس بالامكان الاعتماد على الجيوش التي تعتمد على التجنيد الشعبي. من يريد الموت من اجل شخص قمعي ومتسلط؟ هذه الجيوش تنهار ببساطة عندما يقرر الجنود العودة إلى بيوتهم، بالمقابل فان المحاربين الذين لديهم دافعية دينية عميقة (بالامكان توجيه ذلك بسهولة باتجاه القتل البشع) تنجح أكثر ـ انظروا إلى حماس وحزب الله من جهة، وداعش من جهة اخرى. وهذا ينطبق ايضا على الوحدات العسكرية الكردية ـ تحارب من اجل الدفاع عن البيت.
ليس صدفة ان الحكومات في بغداد تعتمد على ميليشيات شيعية لان الجيش العراقي انهار، ونظام الاسد يعتمد على ميليشيات حزب الله وحرس الثورة في إيران. هل يمكن اقامة فرق عربية وان كانت صغيرة، ذات دافعية لمحاربة داعش؟ لست مقتنعا بذلك، والمحاولات الأمريكية لاقامة هكذا فرق كانت مثيرة للشفقة، رغم انها كلفت ملايين الدولارات، باستطاعة السعودية ودول الخليج تمويل حرب برية، ولكن لا يوجد لديهم جيش ليقوم بتنفيذ هذا الامر.
الخيار الثالث، هو تركيا، حيث لديها الشرعية كدولة سنية لمحاربة التطرف السني لداعش. لكن تاريخ رجب طيب اردوغان بموضوع داعش ليست لها مصداقية. لذلك من الصعب حصول تركيا على ثقة الدول العربية السنية وروسيا تشتبه بها بسبب الخلافات حول مستقبل نظام البعث. بالاضافة لذلك ان رؤية الجيش التركي يعبر حدود سوريا والعراق واحتلاله لمناطق عربية قد يثير المخاوف في العالم العربي من الامبريطالية العثمانية الجديدة.
هناك خيار آخر، وهو إيران، لكن من الصعب ان تؤيد اية دولة سنية خطوة ستعزز المطامح لزيادة سيطرة طهران الشيعية، وأوروبا والولايات المتحدة ستتعاملان معها باشتباه. ان وجود عدة فرق والوية إيرانية شيء، والدخول كجيش إيراني في حرب برية إلى سوريا شيء مختلف كليا.
ان طرح هذه المصاعب قد يدفع المراقبين والسياسيين إلى الاستنتاج انه لا داعي للتفكير بالعمل العسكري من اجل القضاء على السيطرة الجغرافية لداعش. في عالم مثالي يمكن الحديث عن عملية مشتركة أمريكية روسية، لكن هذا لن يحصل على ما يبدو. ومع ذلك، ممنوع العيش باوهام. فمن الصعب وضع حد لداعش بدون عمل عسكري بري، ومن الصعب ان يقبل العالم وجود كيان جغرافي يعمل مثلما كان يعمل القراصنة في بداية العصر الجديد.
مر وقت طويل حتى تم القضاء على القراصنة وعلى العكس مما كان متعارف عليه فيها كقانون دولي، ولكن لم تكن هناك طريقة اخرى للقضاء على الذين استولوا على السفن التجارية وباعوا الاسرى كعبيد. داعش تنتمي لهذه الفئة حتى وان لم تتوفر الان طريقة معقولة للقضاء عليها فمن الواجب عمل ذلك. لم يكن الامر سهل، والحقيقة المرة هي ان القوة الشنيعة يجب وضع حد لها بالقوة الشنيعة.
 
شلومو أفينري
هآرتس 22/11/2015
=====================