الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23-8-2015

سوريا في الصحافة العالمية 23-8-2015

24.08.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. واشنطن بوست : توماس فريدمان  :أسخن بقاع العالم
2. لوموند : سوريا، بين الشر واليأس
3. وورلد تربيون الامريكية :تحمل "أوباما" مسؤولية ظهور داعش وتدمير سوريا
4. ترك برس  :الإيراني إذ يفاوض السوري على إجلائه عن أرضه.. ويل للعرب من تقسيم قد اقترب
5. فاينانشال تايم: هولندا وسلوفاكيا أستجابا لدعوة ألمانيا باستيعاب اللاجئين السوريين لكنهما اشترطتا استقبال طلبات الأسر المسيحية فقط
6. الغارديان :انتقاد لعدم توجيه ضربة عسكرية للأسد
7. ديلي ميل: الجهادي جون يهدد بالعودة لبريطانيا وقطع مزيد من الرؤوس
8. معهد واشنطن :نهج روسيا الذي يخدم مصالحها تجاه محادثات السلام السورية
 
واشنطن بوست : توماس فريدمان  :أسخن بقاع العالم
 الشرق الاوسط
الاحد 23/8/2015
ذلك هو رهاني حول مستقبل العلاقات السنية، الشيعية، العربية، التركية، الكردية: إذا لم يعملوا على إنهاء صراعاتهم المستمرة منذ فترة طويلة، فسوف تعمل الطبيعة على الوقوف ضدهم جميعًا إذا لم يعالجوا مشكلاتهم. ودعوني أُشِر إلى بعض التقارير الإخبارية، التي قد مرت مرور الكرام، أثناء الجدل الدائر حول الاتفاق النووي مع إيران.
في 31 يوليو (تموز)، قالت صحيفة «يو إس إيه توداي» إن مؤشر درجات الحرارة في مدينة بندر ماهشهر، وهي مدينة إيرانية تقع على مقربة من الخليج، قد وصل إلى 136 درجة فهرنهايت أو حوالي 52 درجة مئوية (مع استمرار الموجة الحارة القاسية التي تضرب منطقة الشرق الأوسط مما يجعلها من أسخن المناطق على سطح الأرض). كانت تلك واحدة من أعلى درجات الحرارة المسجَّلة في التاريخ، وهي من أعلى درجات الحرارة المسجلة حول العالم كذلك، حسبما أفاد بانتوني ساغلياني خبير الأرصاد الجوية لدى مؤسسة «آكيو ويذر».
وتابع ساغلياني: «في حين أن درجة الحرارة قد بلغت 115 درجة فقط، كانت نقطة الندى قد بلغت حدا لا يسهل فهمه، حيث وصلت إلى 90 درجة. ومزيج الحرارة والرطوبة المرتفعة، الذي يقاس بنقطة الندى، هو ما يجعل مؤشر الحرارة - أو ما يجعل درجة الحرارة - على النحو الذي نشعر به في الخارج».
ثم شاهدنا أمرًا لم نشاهد مثله من قبل: أعلنت الحكومة العراقية عن فشلها في توفير الهواء المكيف. قبل أسبوعين، ألغى حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي جميع مناصب نائب الرئيس الثلاثة بالحكومة وألغى أيضًا مكتب نائب رئيس الوزراء، وأقر إصلاحات شاملة لمكافحة الفساد عقب أسابيع من الاحتجاجات العامة في الشوارع بشأن حقيقة مفادها أن الحكومة لا يمكنها توفير الكهرباء لتشغيل مكيفات الهواء إلا لسويعات قليلة في اليوم، عبر أسابيع من درجات الحرارة القاسية التي بلغت 120 درجة.
وكما أوضحت آن بيرنادر الصحافية بمجلة «تايم» في الأول من أغسطس (آب)، أن مشكلة الحرارة في العراق «طغت حتى على أنباء تنظيم داعش الإرهابي»، حيث أعلن رئيس الوزراء هناك عن عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد لأربعة أيام، لمنع الناس من التعرض المباشر لأشعة الشمس. كما أنه أمر بإنهاء واحدة من أكثر المنافع المرغوب فيها من جانب المسؤولين الحكوميين، ألا وهي توفير الكهرباء على مدار الساعة لمكيفات الهواء الخاصة بهم.
«خرج الآلاف من المواطنين - من العمال والفنانين والمفكرين - في احتجاجات طافت شوارع وسط بغداد مساء يوم الجمعة الماضي، حيث كانوا يهتفون ويرفعون اللافتات محتجين على نقص الكهرباء، وموجهين اللوم في ذلك إلى الفساد. وبعض الرجال تخلصوا من بعض ملابسهم واستلقوا على أرصفة الشوارع للنوم، مما يعد رسالة قوية للغاية وسط مجتمع متواضع. وكانت تلك الاحتجاجات استثنائية من واقع أنها لم تنشأ إثر دعوات من قبل أي تيار سياسي عراقي بارز».
في 19 فبراير (شباط) 2014، أعلنت شبكة «أسوشييتد برس» الإخبارية من داخل إيران تقول: «أول قرار يتخذه مجلس الوزراء الإيراني تحت قيادة الرئيس حسن روحاني لم يكن بشأن كيفية تسوية النزاع النووي مع القوى الدولية، بل كان يدور حول كيفية الحفاظ على أكبر بحيرة في البلاد من الزوال. بحيرة أرومية، واحدة من أكبر البحيرات المالحة في العالم، تقلصت مساحتها إلى أكثر من 80 في المائة إلى (نحو 400 ميل مربع) خلال السنوات العشر الماضية فقط، ويرجع ذلك بالأساس إلى التغيرات المناخية، وتوسيع نطاق الري للمزارع المحيطة بها، وبناء السدود على الأنهار التي تغذي جسم البحيرة، على نحو ما أفاد به الخبراء».
يقول مظفر شيراغي (58 عاما): «لقد ذهبت البحيرة وذهبت معها وظيفتي. كما ذهب أولادي والسائحون أيضا»، حيث كان يقف على منصة ترابية كانت في يوم من الأيام من المقاهي المزدحمة بالزوار.
وأضافت «أسوشييتد برس»: «وقفت دراسة أجريت في عام 2011 من قبل الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي على أدلة قوية تشير إلى أن هبوط نسبة تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء في المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط بين عامي 1971 و2010 يرجع إلى التغيرات المناخية، حيث تعاني تلك المنطقة من أشد فصول الشتاء جفافا منذ عام 1902، خلال العشرين عاما الماضية».
وتقول الوكالة الإخبارية أخيرًا: «يتعرض العقد الاجتماعي بين الحكومات وشعوبها إلى الإجهاد والإنهاك الشديدين إثر تلك الأحداث العنيفة، ويتوقع لتلك المشكلات أن تزداد سوءا بمرور الوقت، باعتبار التوقعات المناخية في الكثير من تلك الأماكن. والحكومات التي تستجيب لمطالب الجماهير في مواجهة تلك الضغوط هي التي، على الأرجح، تعمل على تعزيز العقد الاجتماعي المهم، بينما تتسبب الحكومات التي تتجاهل تلك المظالم على تقويض العقد الاجتماعي في الداخل. وبالنسبة للجزء الأكثر أهمية، فإننا نلاحظ استجابات غير متوائمة مع الواقع كثيرًا.
بكل تأكيد، فلنلقِ نظرة على سوريا: سبقت الثورة هناك حالة من أسوأ أربع سنوات من الجفاف في التاريخ الحديث للبلاد، مما دفع بنحو مليون من المزارعين والرعاة خارج أراضيهم، إلى الهجرة للمدن، حيث عجزت حكومة بشار الأسد تماما عن مساعدتهم، مما ساعد على تأجيج أحداث الثورة.
وفي حين أن معظم دول منطقة الشرق الأوسط تشهد اضطرابات، فإن الطبيعة غير ساكنة أو ساكتة؛ فالطبيعة لا تعنيها السياسة في شيء - بل جل اهتمامها في الفيزياء والأحياء والكيمياء. وإذا ما اتخذت تلك الأشياء المسار الخاطئ، فسوف تضرب بتلك الدول عرض الحائط.
والنسق الوحيد الذي سوف ينقذهم هو «حماية البيئة» - ألا فلتدركوا أنه ليس هناك ماء شيعي وآخر سني، بل هناك فقط «المشاعات»؛ المياه التي يتشارك فيها الجميع، على اختلاف النظم البيئية بينهم، وما لم يعملوا ويتعاونوا معًا في إدارتها والمحافظة عليها (وكلنا نتعامل ونعاني من التغيرات المناخية)، فإن الدمار البيئي واسع النطاق في انتظارنا جميعا.
* خدمة {نيويورك تايمز}
 
======================
لوموند : سوريا، بين الشر واليأس
نشرت صحيفة لوموند مقالاً بعنوان: «سوريا، بين الشر واليأس» استعرضت في بدايته بعض مشاهد المحنة التي تعرض لها أهالي بلدة «دوما» القريبة من دمشق الذين أمطرهم طيران نظام الأسد بأفظع وأبشع هجوم جوي شامل يقع منذ اندلاع الأزمة السورية، ملقياً على النساء والأطفال والمدنيين العزل وابلاً من البراميل المتفجرة، ما نجم عنه مصرع المئات، وجرح 250 كلهم مدنيون! ولانعدام وسائل ومستلزمات الإنقاذ مات كثير من الجرحى تحت الأنقاض، كما لم تستطع المرافق الطبية المدمرة مد يد المساعدة للمصابين والمكلومين، في هذه البلدة التي يستهدفها نظام الأسد منذ بداية الأزمة بأشد أنواع الفتك والقمع والحصار والقصف عدوانية ودموية. وهذا ما زاد، تقول الصحيفة، من حجم الخراب والدمار، والإحباط بين سكان المنطقة بعد تخلي المجتمع الدولي عنهم، وتركهم فريسة لقسوة وعنف قوات النظام، أو تغرير وتغول بعض جماعات التطرف والعنف الأخرى المعارضة له.
والمفارقة، تقول لوموند، أن هذه المحنة التي تعرض لها أهالي «دوما» وقعت في ذات الوقت الذي كان وزير خارجية النظام وليد المعلم يستقبل ستيفان أوبريان، الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الذي يزور دمشق للمرة الأولى، حيث انهال طيران الأسد بالقذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة على السوق الرئيسي في وسط «دوما»، ولم يكن هدف هذا الهجوم الشنيع استهداف مسلحي فصائل المعارضة، وإنما كان، بالمختصر المفيد، بغرض إرهاب السكان المدنيين العزل، ودفعهم نحو حافة اليأس وانعدام الأمل والتهجير، وأكثر من ذلك حين ذهبت العائلات لدفن قتلاها في مقبرة البلدة عاود النظام قصف المشيّعين في المقبرة أيضاً. والحقيقة أن البراميل المتفجرة، تقول الصحيفة، ليست سلاحاً تقليدياً وإنما هي بكل المعايير سلاح تدمير شامل، ابتلي به المدنيون في أهوال الأزمة السورية، حيث حصد الآلاف، ودمر المدن والبلدات والأحياء على من فيها، في إبادات جماعية تقترف مع سبق الإصرار والترصد والتعمد.
وفي الأخير تحدثت الصحيفة عن الأجواء الكئيبة التي تأدت إليها كافة مساعي تسوية هذه الأزمة الدموية، وآخر ذلك دعم مجلس الأمن لخطة المبعوث الخاص إلى سوريا «ستيفن يمستورا»، ولكن كل تلك المساعي ستظل تصطدم بذات العراقيل التي منعت المجتمع الدولي منذ البداية من حماية المدنيين السوريين العزل، حيث لم تتخذ الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أية تدابير جادة لتحقيق هذا الهدف، حتى عندما تجاوز نظام الأسد «الخط الأحمر» الذي رسمه الرئيس أوباما حيث استخدم السلاح الكيماوي ضد المدنيين. وكذلك يبدو المنتظر أيضاً ضئيلاً من مبادرات أخرى يجري الحديث عنها في روسيا أو الغرب، أو بعض الدول الإقليمية، فيما يستمر نزيف الدم السوري، ولا ضوء مؤكدا يظهر حتى الآن في نهاية نفق الأزمة المظلم، وعنفها الطليق المحتدم، الذي بلغ الآن عدد ضحاياه أرقاماً قياسية غير مسبوقة.
======================
وورلد تربيون الامريكية :تحمل "أوباما" مسؤولية ظهور داعش وتدمير سوريا
كتب : بوابة القاهرة الأحد، 23 أغسطس 2015 09:54 ص
قالت صحيفة “وورلد تربيون” الأمريكية إن البيت الأبيض في يوم 18 أغسطس 2011، أصدر بيانا خطيا من الرئيس “باراك أوباما” تجاه الأزمة السورية، داعيا فيه الرئيس السوري “بشارالأسد” للتنحي، مضيفة أنه بعد أربع سنوات، لا يزال الوضع كما هو عليه، فالرئيس السوري في السلطة، وأدت سياسة “أوباما” الضعيفة لصعود ما يسمى بتنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسوريا، ومقتل أكثر من 220 ألف شخص بسوريا.
وترى الصحيفة الأمريكية أن استراتيجية “أوباما” الخاطئة في الأزمة السورية قادت إلى كارثة إنسانية، وفقا للمحللين، حيث قال ”ريان كروكر”، الذي عمل سفيرا لواشنطن لدى العراق وأفغانستان وسوريا:”
بيان أوباما موقف خاطئ، مبني على سوء فهم للتاريخ الأساسي والديناميكية داخل سوريا”.
وتوضح الصحيفة أن مسؤولون في إدارة “أوباما” رأوا أن دعوة الرئيس الأمريكي “الأسد” للتنحي ما هي إلا جزء من تأثير موجة الربيع العربي التي أطاحت برؤساء تونس ومصر وليبيا، لكن الخبراء يرون أن
تلك الاستراتيجية لم تكن معيبة فحسب بل لم يكن لـ”أوباما” خطة بديلة إذا بقي “الأسد” في السلطة.
======================
ترك برس  :الإيراني إذ يفاوض السوري على إجلائه عن أرضه.. ويل للعرب من تقسيم قد اقترب
نشر في : الأحد 23 أغسطس 2015 - 03:10 ص   |   آخر تحديث : الأحد 23 أغسطس 2015 - 03:10 ص
ترك برس – التقرير
نشرت مصادر إعلامية ما قالت إنه نص مسودة الاتفاق بين حركة “أحرار الشام” ووفد إيراني تنصّ على الإفراج عن 40 ألف معتقل في سجون النظام السوري، على أن يتم خروجهم بشكل موازٍ لخروج الراغبين من المدنيين والعسكريين من الفوعة، إضافة إلى وقف إطلاق النار في عدد من مناطق الجنوب منها الزبداني ومضايا، وفي الشمال الفوعة وكفريا، وإخراج كل جرحى الجنوب إلى إدلب، وكل جرحى الشمال إلى حماة. كما تنصّ مسودة الاتفاق على إخراج فوري لكل الجرحى والمرضى السوريين من الزبداني ومضايا، ووقف إطلاق النار لمدة شهر قابلة للتمديد لحين انتهاء البنود الخاصة بإخراج الراغبين من المقاتلين والمدنيين، إضافة إلى المعتقلين. وتنصّ كذلك على إدخال المواد الطبية الضرورية للحالات الطبية العاجلة في الطرفين، وتقديم قوائم كاملة للمدنيين الراغبين في تسوية أوضاعهم أو المغادرة، مع تحديد وجهة المغادرة.
مصدر مطلع في حركة “أحرار الشام” كشف أن المفاوضات انهارت بسبب إصرار المفاوض الإيراني على خروج العسكريين والمدنيين ليس من مدينة الزبداني وحسب، بل من المدن والبلدات المجاورة لها مثل مضايا وسرغايا وبقين، إلى مناطق الشمال السوري، مقابل استيطان سكان بلدتي كفريا والفوعة في مناطقهم.
وأوضح المصدر ذاته أن وفد حركة “أحرار الشام” في المفاوضات طلب إفراج النظام عن 40 ألف معتقل في سجون النظام، وأن الوفد الإيراني وافق على ذلك مقابل الشروط الآنفة، لكن وفد الحركة رفض الصفقة بهذا الشكل وعرض خروجًا آمنًا للمدنيين والعسكريين في المناطق المذكورة، أي الزبداني وجوارها، إضافة إلى كفريا والفوعة، ورفع الحصار عن هذه المناطق بالتزامن، وأكد المصدر أن المفاوضات جرت عبر وسيط من الأمم المتحدة، وأن الإيرانيين وحدهم من كان يفاوض في ظل غياب أي ممثل عن النظام السوري.
يبدو أن حركة “أحرار الشام” تعمدت تسريب نص الاتفاق مع الطرف الإيراني؛ ربما بعد أن شعرت بأنها تورطت بخطوة أكبر من حجمها، وأن مثل هذه الخطوة التي تمس مستقبل سوريا بشكل مباشر تحتاج مشاركة وطنية أوسع، ثم بهدف الإيقاع بين نظام الأسد وجمهوره الذي طالما طالبه ببذل جهود للإفراج عن مئات المعتقلين لدى قوات المعارضة من جنود ومقاتلين من أنصار النظام، من دون أن يلقى استجابة من النظام، بينما تتكفل إيران ببساطة بالإفراج عن 40 ألف معتقل دفعة واحدة مقابل حل مشكلة سكان قريتي الفوعة وكفريا، خصوصًا أنه سبق أن جرت عمليات تبادل أسرى مع قوات المعارضة طرفها مقاتلون أو مدنيون يخصون إيران.
واضح أن النظام السوري ومعه حزب الله يعطيان أولوية لمعركة الزبداني، عبر تشديد الحصار عليها، والاستمرار في قصفها جوًا بالبراميل المتفجرة، وبرًا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة واعتبارها أرضًا محروقة؛ بسبب حاجة النظام السوري ومعه حزب الله إلى تحقيق انتصار إعلامي، خصوصًا في هذه المنطقة التي تُعتبر إحدى أهم النقاط الحساسة في المشروع الإيراني.
الإصرار الإيراني على تفريغ منطقة الزبداني وجوارها من سكانها واستبدالها بسكان من بلدتي الفوعة وكفريا يؤكد أن إيران تسير وفق مخطط يهدف إلى تقسيم سوريا، ويسعى لتأمين مناطق تسميها إيران “سوريا المفيدة”، التي تضم الساحل وحمص ودمشق، وضمان حاضنة شعبية شيعية مؤيدة لسياستها في تلك المناطق؛ حيث لا تعتبر إيران العلويين السوريين حلفاء مضموني الولاء.
فشل المفاوضات بين مندوبين إيرانيين ومندوبين من حزب الله اللبناني للتوصل إلى تسوية في بلدة الزبداني وقريتي كفريا والفوعة كشف مرة أخرى زيف ادعاء نظام الأسد بأنه الوحيد الذي يتمتع بالشرعية ويحمي قلعة العروبة؛ فكيف لمثل هذا النظام أن يقبل بأن تفاوض الاستخبارات الإيرانية بالنيابة عنه تنظيمًا إرهابيا لا يعترف به أساسًا في شأنٍ من المفترض أن يعتبر مسألة سورية داخلية لا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيها؟
هناك إجماع بأنَّ القرارات الفعلية، السياسية والعسكرية، المتعلقة بالقضية السورية لم تعد في القصر الجمهوري في دمشق؛ إنما في حوزة الولي الفقيه وهيئة أركان الحرس الثوري في طهران. وهذه أمُّ المشاكل، فكل الوسطاء، وسطاء الشر والخير، كان عليهم أن يبحثوا عن الموقف والقرار الصحيح والخبر اليقين في إيران وفي موسكو وليس في دمشق؛ وما زيارتهم لبشار الأسد إلا من  قبيل رفع العتب، وفي أفضل الأحوال من أجل العلم والخبر؛ حيث وصل الأمر بالإيرانيين إلى المجاهرة في العمل على تغيير النسيج الديموغرافي السوري على أسس مذهبية وطائفية.

كل هذا يحدث في وضح النهار، وتحت مرأى ومسمع الجميع، وعلى رأسهم الأشقاء العرب! لكن اللافت للانتباه هذا السكوت المريب؛ إذ لم نسمع أو نر احتجاجًا أو اعتراضًا على التدخل الإيراني السافر من أي جهة رسمية عربية، جامعة عربية كانت أو دولة! رغم إدراك الجميع رسميًا وشعبيًا وعلى وجه اليقين أن التقسيم لو بدأ -لا سمح الله- فلن يقف عند المحطة السورية فقط؛ إذ لا حصانة لأحد من العرب بعد أن يؤكل أخوهم الثور (السوري) الأبيض.
======================
فاينانشال تايم: هولندا وسلوفاكيا أستجابا لدعوة ألمانيا باستيعاب اللاجئين السوريين لكنهما اشترطتا استقبال طلبات الأسر المسيحية فقط
اليوم السابع
نشرت الصحيفة تقريرا بشأن معايير وضعتها دول فى شرق أوروبا لقبول طلبات اللجوء السورية التى ركزت على أن تكون الطلبات المقبولة هى تلك المقدمة من السوريين المسيحيين فقط، وروت الصحيفة قصة عدنان سعد الذى ترك منزله فى دمشق مع زوجته وطفله الرضيع كآلاف غيرهم فروا من ويلات الحرب لكن سعد لم يضطر مثلهم إلى خوض ويلات السفر عبر البر والبحر للوصول إلى بر الأمان فى أوروبا، حيث إنه منح هو وأسرته تذاكر طيران إلى وارسو اضافة إلى المنزل والرعاية الطبية ودروس لتعلم اللغة. وقالت الصحيفة إن الحظ الجيد ليس هو السبب الوحيد وراء اختلاف ظروف اسرة سعد عن آلاف الأسر الأخرى لكنه كونها مسيحية، مشيرة إلى أن بولندا وسلوفاكيا اعلنتا الاستجابة لدعوة ألمانيا فى استيعاب جزء من أزمة تدفق اللاجئين إلى أوروبا لكنهما حددتا أنهما ستستقبلان طلبات الأسر المسيحية فقط. وأضافت أن الاختيار يعتمد على معايير تضعها الكنائس التى تتولى اختيار الأسر التى ستمنح حق اللجوء ويشترط أن تقدم الأسرة شهادات التعميد وخطاب توصية من كاهن الكنيسة اضافة إلى شهادة صحية، وتقول الصحيفة إنه فى الوقت الذى انتقد رئيس المفوضية الأوروبية بشكل مبطن اعتماد دول لهذا المعيار للاختيار، دافع مسئولون بتلك الدول عن ذلك المعيار بأن المأساة قاسية لكنها "أشد وطأة على الأقليات".
======================
الغارديان :انتقاد لعدم توجيه ضربة عسكرية للأسد
يتصاعد لهب ودخان المعارك في الحرب التي تعصف في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات وتتزايد أعداد القتلى واللاجئين الذين فروا بالملايين إلى مناطق داخل سوريا أو إلى الدول المجاورة وبلدان العالم الأخرى.
ولعل أبرز الكوارث الإنسانية في سوريا هي ما يتسبب بها استخدام الأسلحة الكيميائية والغازات السامة والبراميل المتفجرة التي تستهدف بها قوات الرئيس السوري بشار الأسد المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
 
في هذا الإطار نشرت صحيفة ذي ديلي تلغراف مقالا للكاتب ديفد بلير انتقد فيه موقف المملكة المتحدة التي نأت بنفسها عن الصراع الدائر في سوريا، وانتقد عدم توجيه الغرب ضربة عسكرية للنظام السوري، وخاصة في أعقاب التقارير التي تحدثت عن استخدامه الأسلحة الكيميائية قبل نحو عامين ضد مناطق المعارضة.
ويقول الكاتب إن عدم توجيه ضربة عسكرية ضد الأسد كان خطأ كبيرا أدى إلى حدوث أزمات إنسانية كارثية في سوريا، وشكّل تهديدا كبيرا للأمن القومي البريطاني نفسه. ويشير إلى أنه في الوقت الذي ترفض فيه المملكة المتحدة التدخل في سوريا كانت دول أخرى في العالم متورطة في الصراع المستعر في البلاد.
 
وأوضح أن إيران وحزب الله اللبناني يقدمان الكثير من الدعم للنظام السوري، وأن دولا عربية وإسلامية أخرى تدعم المعارضة المناوئة للرئيس الأسد، وقال إن التخوف الغربي من التدخل العسكري في سوريا أدى لوقوع العديد من الكوارث الإنسانية.
 
واختتم بالقول إن عدم التدخل الغربي ترك المجال أمام الأسد لشن حرب شاملة على المعارضة، مما أدى إلى تطورات خطيرة في سوريا من بينها صعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي وجد الحاضنة الشعبية الملائمة.
المصدر : الجزيرة,غارديان
======================
ديلي ميل: الجهادي جون يهدد بالعودة لبريطانيا وقطع مزيد من الرؤوس
إعدام الصحفي جيمس فولي على يد داعشحصلت صحيفة «ديلي ميل البريطانية على مقطع فيديو اليوم الأحد، يصور محمد اموازي الشهير باسم الجهادي جون المنتمي لتنظيم داعش في سوريا غير ملثم لأول مرة.
وهدد الجهادي في الفيديو بالعودة إلى بريطانيا وإرتكاب المزيد من فظائع قطع الرؤوس في لندن.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إن الفيديو الذي حصلت على مقاطع منه، يبدو أنه صُور منذ شهرين تقريباً بواسطة هاتف محمول في مدينة دير الزور السورية الخاضعة للتنظيم.
ولفتت إلى أن الفيديو وقع في يد الجيش السوري الحر الذي أرسله إلى أحد زملائهم ويدعى أبو رشيد في العاصمة البلغارية، صوفيا، ومنها إلى الأجهزة الأوروبية المتخصصة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن منتمٍ آخر إلى الجيش الحر في اسطنبول شاهد التسجيل كاملاً، قوله إن اموازي هدّد في الفيديو بالعودة إلى لندن قريباً مع البغدادي شخصياً لقتل من اسماهم بـالكفار، ومن ثم أظهرت الكاميرا رجلين ملثمين يبدوان كحارسين شخصيين.
وأشارت الصحيفة إلى غياب الجهادي البريطاني عن مقاطع الفيديو الدعائية التي يبثها داعش لما يقرب من ستة أشهر، بعد الواقعة المروعة لذبح المصور الصحفي الياباني كينجي جوتو، لافتة إلى إنتشار التساؤلات حول مكان اموازي عقب اختفائه المفاجئ عن الأضواء في أواخر يناير الماضي.
======================
معهد واشنطن :نهج روسيا الذي يخدم مصالحها تجاه محادثات السلام السورية
img
 
وفقاً لتقارير صحفية إقليمية وروسية، زوّدت روسيا مؤخّراً النظام السوري بستّ مقاتلات اعتراضية من طراز “ميغ-31 كجزءٍ من صفقة أسلحة تم التوقيع عليها أصلاً في عام 2007. وقد وصلت الطائرات في وقتٍ تجدّد فيه النشاط الدبلوماسي بشأن النزاع السوري، بما في ذلك البحث في عقد مؤتمر “جنيف 3 للسلام. وفي حين لا يزال الغرب متردّداً حول ذلك، استضافت موسكو سلسلة من الاجتماعات بشأن هذا الموضوع، ويُرجّح أنّها ستستخدم “جنيف 3 كمنتدى آخر لتلبية مصالحها الخاصة بدلاً من العمل من أجل الوصول إلى انفراجة حقيقية.
المحادثات الروسية الأخيرة
بعد أن أخفقت محادثات السلام الدولية في جنيف في إيجاد حلّ في عامي 2012 و 2014، استضافت موسكو في وقتٍ سابق من هذا العام، جولتين من المحادثات أطلقت عليها اسم مناقشات “اللقاء التشاوري السوري -السوري”. وقد جرت المحادثات [على وجه التحديد] في 26-29 كانون الثاني/يناير و 6-9 نيسان/أبريل. وعلى الرغم من أنّ بعض أعضاء المعارضة والمجتمع المدني السورييَن حضروا هذه المناقشات إلى جانب ممثلين عن نظام الأسد، إلا أن “الائتلاف الوطني السوري” – جماعة المعارِضة الأساسية التي يدعمها الغرب – غاب عن اللقاء. وقد رفض “الائتلاف” المشاركة في المحادثات لأنّ رحيل الرئيس بشار الأسد لم يكن شرطاً مسبقاً، كما أن هذه  الجماعة لا تثق بأعضاء المعارضة “الرمزيين” التي أشركتهم موسكو.
ووفقاً للكرملين، استندت المحادثات على مبادئ بيان جنيف الصادر في حزيران/يونيو 2012، الذي حدّد خارطة طريق وضعتها الأمم المتحدة لإنهاء أعمال العنف وتأسيس “هيئة الحكم الانتقالي”. وتجدر الإشارة إلى أنّ البيان غير دقيق حول أيّ من جماعات المعارضة يمكن إدراجها في “هيئة الحكم الانتقالي”، وهو غموضٌ تضمّنه البيان وجاء عن قصد بناءً على إصرار روسي. وقد أتاح هذا الأمر لموسكو التعامل مع الجماعات والأفراد المفضّلين لديها، أي الذين لا يطالبون برحيل الأسد ويعزّزون موقف روسيا من أنّ الأسد شريكٌ ضروري في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية».
إشادة في موسكو، لكن دون إحراز تقدم حقيقي
بعد اختتام محادثات كانون الثاني/يناير، تبنّى المجتمعون اقتراحاً تضمّن 11 نقطة يُدعى “مبادئ موسكو” أو “منصّة موسكو”. وعلى الرغم من أنّ الوثيقة أعادت التأكيد على مبادئ “بيان جنيف”، إلّا أنّها شدّدت كذلك على موقف موسكو الداعي إلى عدم التدخّل في الشأن السوري، مؤكّدةً على “عدم قبول أيّ وجود عسكري أجنبي على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية“.
بيد، تعذّر على المشاركين الاتفاق على تعريفات الاقتراح لكلمتَي “الإرهاب” و”التدخل الخارجي”، كما أن بعض أعضاء المعارضة لم يوافقوا على الوثيقة على الإطلاق. وقد تردّد أنّ أحد الحاضرين اعتبر أنها “قتلت” الأمل في إيجاد حلّ سياسي حقيقي، ونتيجة لذلك، لم تؤدي المحادثات إلى أي خطوات محددة لإيجاد حل للأزمة.
وبالمثل، فشلت محادثات نيسان/أبريل في تحقيق أيّ تقدّمٍ حقيقي. ووفقاً لـ “وكالة الأنباء السورية – سانا” التي تديرها الدولة، اتفق المشاركون على خطة مكونة من ستّ نقاط أكّدت مرةً أخرى على التزامهم بـ “بيان جنيف” ودعت أيضاً إلى انتقال سياسي ديمقراطي، ووقفٍ فوري للعمليات العسكرية، وإيجاد حلول لـ “جميع الكوارث الإنسانية” والالتزام بمكافحة الإرهاب، إلّا أنّ المحادثات لم تتجاوز هذا الاتفاق العام.
وعلى الرغم من استمرار المأزق، أشادت موسكو علناً بجولتي المحادثات، ففي 9 نيسان/أبريل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ الجولة الثانية شكّلت “دليلاً على التقدم في العملية التي تقودها موسكو”. كذلك، ذكرت بعض التقارير أن رئيس الوفد الحكومي السوري، بشار الجعفري، أشاد بالمحادثات لأنّها ساعدت المجتمعين على التوافق “على بعض النقاط”. وفي أيار/مايو، ذهب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، أليكسي بورودافكين، إلى أبعد من ذلك حيث أفادت التقارير قوله بأنّ الجولتين كانتا ناجحتين، “ليس فقط من ناحية النقاش الذي جرى بين الحكومة السورية والمعارضة”، بل أيضاً لأنّ الجولتين “أطلقتا عملية محادثات واجتماعات سياسية حول تسوية سورية” (في إشارة إلى المناقشات الدولية التي جرت ذلك الشهر لتقييم إمكانية عقد مؤتمر “جنيف 3). وذكرت بعض التقارير أنّ مشاركاً واحداً على الأقلّ من المعارضة، هو قدري جميل، أثنى على اجتماعات موسكو، لكنّ ولاءه موضع شكّ نظراً لسمعته كـ “رجل بوتين في سوريا“.
تجديد النشاط الدبلوماسي، لكن هناك القليل من الاتفاق
في أوائل تموز/يوليو، أعربت موسكو عن استعدادها لاستضافة جولة ثالثة من “المناقشات السورية -السورية”، وفي الشهر نفسه، اقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اعتماد أربع مجموعات عمل تقودها الأمم المتحدة من أجل البدء بمناقشة تنفيذ خارطة طريق “جنيف“.
وفي 3 آب/أغسطس، التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع وزير الخارجية الروسي لافروف ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير في قطر لمناقشة المسألة السورية، و “جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب”- وفقاً لوزارة الخارجية الروسية. وبعد ذلك بيومين، التقى لافروف وكيري في ماليزيا في مؤتمر “رابطة دول جنوب شرق آسيا”، وبحثا “مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك“.
وخلال المؤتمر، أخبر لافروف الصحفيين أنّه وكيري يعتبران تنظيم «الدولة الإسلامية» “تهديداً مشتركاً”، لكنّه أشار أيضاً بأنه “ليس لدينا نهجٍ مشترك في الوقت الراهن حول كيفية [محاربة «داعش»] بشكلٍ محدَّد نظراً إلى المواجهة القائمة بين مختلف الأطراف الفاعلة على الأرض، بما فيها الوحدات المسلّحة من المعارضة السورية”. وفي 9 آب/أغسطس، انتقد بشدة إصرار واشنطن على ضرورة رحيل الأسد. وبعد ذلك التقى لافروف مع الجبير في موسكو في 11 آب/أغسطس، في إطار المتابعة لاجتماع قطر، ولكن فشلا ثانية في التوصل إلى اتفاق بسبب استمرار دعم موسكو للأسد.
وفي غضون ذلك، غيّر “الائتلاف الوطني السوري” موقفه ووافق على حضور دعوة للاجتماع في روسيا في 13 آب/أغسطس، وربما كان ذلك بسبب التعب والإحباط. ووفقاً لتقارير صحفية روسية، اعتبر رئيس “الائتلاف الوطني السوري” خالد خوجة أنّ موسكو غير “متشبّثة” بالأسد، لكن يهمّها بالأحرى “الحفاظ على سوريا كدولة [و]منع الفوضى”. غير أنّ ذلك لا يختلف في النهاية عن موقف روسيا التقليدي، إذ يقول الكرملين دائماً إنّه يعارض “التدخل الخارجي” في سوريا، الأمر الذي يعني ضمناً معارضة موسكو لعزل الأسد. بالإضافة إلى ذلك، وبعد لقائه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو في 17 آب/أغسطس، قال لافروف نفسه أن موقف روسيا بشأن سوريا والأسد “لم يتغير”، وأن الطلبات برحيل الأسد هي شرط مسبق “غير مقبول” لمحادثات السلام.
إشارات أمريكية مختلطة تخلق فرص لموسكو
يواصل المسؤولون الأمريكيون التردّد بين الإصرار على رحيل الأسد من جهة – مما يعني ضمنياً القبول به كجزء من عملية السلام – والتركيز على محاربة تنظيم «داعش» من جهة أخرى. وخلال الاجتماع في قطر، ذكر كيري أنّ الأسد “لا دور له في مستقبل سوريا”، متّهماً إياه بتعزيز تنامي تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفقاً للموجز الصحفي الذي ألقاه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر في وقتٍ سابق من هذا الشهر. ومع ذلك، ففي جلسة إحاطة في 4 آب/أغسطس، بدا أنّ تونر أكّد صلاحية تلك التصريحات بقوله: “لقد أصررنا كثيراً على حقيقة أنّ [العملية السياسية] لا يمكن أن تشمل الأسد، فقدْ فقدَ كلّ شرعيته. نحن بحاجة إلى تصوّر حل سياسي إلى الوضع [في سوريا]. وأعتقد أنّنا أجرينا مناقشات إيجابية مع الروس، من بين أطراف أخرى“.
وفي غضون ذلك، تواصل موسكو التأكيد بأنه لا غنى عن الأسد في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، على الرغم من التقارير الأخيرة التي أشارت إلى أنّ الكرملين يبدي مزيداً من المرونة بشأن هذه النقطة. وفي حزيران/يونيو، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة لتشكيل “جبهة لمحاربة الإرهاب” تكون متّحدة ضدّ تنظيم «داعش» وتنطوي على التعاون مع الأسد. وعندما شنّت القوات الأمريكية غارات جوية انفرادية في سوريا من قاعدة جوية تركية دون الحصول على إذن من دمشق، انتقد لافروف الخطوة واصفاً إياها بـ “تدخل أجنبي” ينبغي وضع حدّ له.
توصيات سياسية
ما دامت واشنطن غير راغبة في الانخراط بشكلٍ أكبر في دعم الكفاح ضدّ نظام الأسد، فسيستمرّ الكرملين بالدفع بجدول أعمال يخدم مصالحه الخاصة، أي تصوير موسكو بمظهر الوسيط البنّاء الذي يتّمتع بمصداقية وشريكاً دولياً، وتحويل الانتباه عن العدوان الذي تشنّه روسيا ضدّ أوكرانيا، والسماح لبوتين بتجنب عملية جنيف والحفاظ على الأسد في السلطة.
وبالمثل، تهدف دعوة بوتين إلى قيام تحالف دولي ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، على الأقل جزئياً، إلى تعزيز حرب روسيا نفسها ضدّ المسلّحين في شمال القوقاز، الذين انضمّ بعضهم إلى تنظيم «داعش» في سوريا والعراق. وبإمكان مثل هذا الجهد أن يُضفي الشرعية أيضاً على سياسات موسكو الاستبدادية في تلك المنطقة، والتي ساعدت على تنامي التطرّف هناك في المقام الأول.
أمّا فيما يتعلّق بـ “جنيف 3، فلم تقترب موسكو من إيجاد حلّ في كانون الثاني/يناير أو نيسان/أبريل، كما كان عليه الحال مع محادثات “جنيف 1 و”جنيف 2 التي جرت في السنوات الماضية، ولذا من المستبعد أن يكون التغيير في الشكل وحده كفيلاً بإنجاح المؤتمر المقبل. وبدلاً من ذلك، سوف يستخدم الكرملين على الأرجح مؤتمر “جنيف 3 لتحقيق مصالحه الخاصة المتمثّلة في إظهار النفوذ الروسي وإعادة توجيه النقاش نحو محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالطريقة التي يتصوّرها بوتين، عوضاً عن العمل حقاً على إنهاء أعمال العنف في سوريا.
وبناءً على ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تؤكد لروسيا بأنها لا يمكن أن تكون شريكاً دولياً بنّاءً بإخلاص إلّا إذا نظرت أبعد من مصالحها وتمسّكت بروح “بيان جنيف”، الذي اعتبر الأسد جزءاً من المشكلة في سوريا، وليس جزءاً من الحل. لذا ينبغي على واشنطن ألّا تسمح لموسكو بإعادة توجيه الحديث بعيداً عن هذا الهدف.
وفي الوقت نفسه، يجب على واشنطن أن تعترف بأنّ الجهود الدبلوماسية المشتركة مع روسيا لها حدودها عندما يتعلّق الأمر بسوريا. وكما أظهر تسليم المقاتلات من طراز “ميغ-31 في الآونة الأخيرة، من غير المرجح أن تعكس موسكو موقفها من الأسد. إنّ الاكتفاء بجمع الأطراف إلى طاولة الحوار لا يشكّل بديلاً عن التقدّم الحقيقي، وهناك فرصة ضئيلة بأن يحقّق مؤتمر سلام واسع آخر انفراجة في سوريا. وبدلاً من ذلك، تكشف عوامل أخرى آمالاً أكبر في التأثير على سياسة موسكو، فالاقتصاد الروسي على سبيل المثال يستمر في الانخفاض، وهو الأمر بالنسبة إلى قدرة الكرملين على مساعدة الأسد. وفي هذا السياق، ينبغي ألّا تمنح الولايات المتحدة بوتين بطاقة دخول مجانية إلى أوكرانيا مقابل تعاونه في الملف السوري.
مركز الشرق العربي