الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 23/1/2018

24.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الفرنسية والروسية :  
الصحافة العبرية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
"نيويورك تايمز": في الصراع التركي الكردي واشنطن تتفرج
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الهجوم التركي الذي تجاوز اعتراضات الولايات المتحدة ويحظى بموافقة واضحة من روسيا يفتح الباب على مرحلة جديدة من العلاقات المحفوفة بالمخاطر بين حليفين في الناتو بما يضعهما في مواجهة مباشرة في الميدان. وهو يثبت حجم النفوذ الذي خسرته الولايات المتحدة في سوريا حيث كان تركيزها الوحيد على هزيمة المقاتلين الإسلاميين.
ونقلت الصحيفة عن العميل السابق في مجال مكافحة الإرهاب في "اف بي آي" علي صوفان أن الولايات المتحدة حاولت أن تسير على خيط رفيع جداً في سوريا لكن مع تدهور الوضع الميداني في سوريا بات من شبه المستحيل الحفاظ على هذا الخيط. ورأى صوفان أنه "من المرجح أن تتراجع واشنطن على نحو دراماتيكي عن دعمها للكرد ما سيعدّ خيانة أميركية جديدة للجماعات القليلة التي دعمت وساعدت باستمرار الولايات المتحدة في سوريا والعراق، أو أن ذلك سيؤدي إلى صراع غير مباشر أو حتى مباشر مع تركيا".    
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأميركية حاولت تفادي أي من هذين السيناريوهين من خلال التصريحات المختارة بعناية من قبل وزيري الخارجية ريكس تيلرسون والدفاع جايمس ماتيس والمتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز.
ورأت "نيويورك تايمز" أن الولايات المتحدة كما كان حالها دائماً في سوريا بدت في موقع المتفرج. ومع تراجعها سدّت روسيا الفراغ مما جعلها تكسب نفوذاً وتعيد بناء علاقاتها مع تركيا، مضيفة أنه يسود الانطباع في أنقرة أن الحكومة التركية حصلت على ضوء أخضر روسي لشن هجومها بالرغم من نفي المسؤولين الروس لذلك. ووفق بعض المراقبين تحتاج الولايات المتحدة أن يقدموا حججاً أكثر إقناعاً للحكومة التركية بشأن أسباب تحالفها مع الكرد السوريين. وفي هذا الإطار نقلت عن السفير الأميركي السابق لدى العراق وتركيا جايمس جيفري "قلنا للأتراك إن مسألة الكرد مؤقتة وتكتيكية ومهمة لهزيمة داعش" مضيفاً "الآن نحن بحاجة لهم لاحتواء إيران".
وأضاف إن الإدارة كانت ترسل رسائل متعارضة للأتراك مما أغضب اردوغان وجعل من المستحيل أن يغض الطرف عن العلاقات بين الكرد السوريين وحزب العمال الكردستاني
وفق أندرو تابلر المتخصص في الشأن السوري في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى فإن "الهدف الأساسي من كل هذا هو فصل الروس عن السوريين من خلال القول سنبقى هنا لفرض حلّ سياسي في سوريا" متسائلاً عما إذا كان الأتراك سيتقدمون باتجاه مناطق أخرى بمجرد سيطرتهم على المنطقة، بما يجعل تركيا في صراع مع القوة الكردية الرئيسية وربما حتى مع القوات الأميركية.
========================
نيويورك تايمز: حرب ترامب الآن هي سوريا
دونالد ترامبعلى ضوء إعلان الولايات المتحدة عن خطة لإنشاء قوة عسكرية جديدة لها في سوريا، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) بافتتاحيتها مقالاً يتناول مضمون هذا الإعلان بعد هزيمة "داعش" وتأثيره على السياسية الأميركية.
الإعلان المفاجئ
وأشارت الصحيفة إلى أن دونالد ترامب حذر من الحروب الخارجية، عندما كان مرشحاً للانتخابات الأمريكية لا سيما في سوريا، إلا أنه وبعد عام على رئاسته يضيف ترامب سوريا إلى قائمة الصراعات المفتوحة، والتي تضم كلاً من أفغانستان والعراق.
وتساءلت (نيويورك تايمز) عن سبب عدم إعلان ترامب خطته عن طريق الكونغرس لطلب السلطة اللازمة والتمويل للتواجد العسكري في سوريا. حيث تم إعلان خطته الجديدة عن طريق خطاب لوزير الخارجية (ركس تيلرسون) في معهد هوفر بجامعة ستانفورد والذي أوضح فيه أن "الولايات المتحدة ستبقي تواجد عسكري لها في سوريا يركز على عدم عودة داعش وظهورها مرة أخرى" وأضاف "أن مهمة الجيش الأمريكي في سوريا ستبقى حسب الظروف" بعبارة أخرى ما قصده وزير الخارجية أن هذه القوات لا يوجد موعد محدد لرحيلها أو معايير معينة يتم قياس بها مدى نجاح مهمتها.
ما هو سقف هذه القوات؟
ارتفع عدد القوات الأمريكية المتواجدة إلى حوالي ألفي مقاتل بعد أن كان هذا العدد يصل إلى 500 مقاتل في العام الماضي يتألف من خليط من القوات تضم وحدات هندسية ووحدات مهام خاصة تقاتل وتدرب ميليشيات محلية في حربها ضد تنظيم داعش.  وتساءلت الصحيفة ما الضامن أن الرقم لن يكون أعلى والمهمة لن تصبح أكثر عمقاً. سوريا مشكلة معقدة. وهذه الخطة تبدو ضعيفة، وتعتمد بشدة على العمل العسكري، وتغذيها التمنيات
وأوردت (نيويورك تايمز) أن الهدف من مبادرة الجيش الأمريكي في سوريا كان لمواجهة "داعش" والذي اجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق في 2014. هذه المبادرة التي بدأت فيها إدارة أوباما واستمرت فيها إدارة ترامب حررت أكثر من 98% من المناطق التي كانت سابقا تحت سيطرة "داعش" كما خلصت أكثر من 7.5 مليون شخص من قبضة التنظيم الوحشية.
تكرار سياسة إدارة أوباما
وعبرت الإدارة الحالية للبيت الأبيض، عن رغبتها بتجنب أخطاء ارتكبتها إدارة أوباما، والتي أدت أوامره بسحب القوات من العراق إلى ظهور المتطرفين. بالإضافة إلى خذلان الحلفاء الأوروبيين في إعادة الاستقرار إلى ليبيا بعد ضربات "الناتو" والتي أدت إلى إسقاط القذافي. وتضيف الصحيفة أن الأهداف في سوريا متغيرة وغير قابلة للتحقيق، الأمر الذي يترك القوات الأمريكية هناك إلى الأبد. مع ذلك أكد (تيلرسون) عزم الإدارة الحالية على تحويل هزيمة تنظيمي (داعش) و(القاعدة) إلى "هزيمة دائمة" والتأكيد على أن سوريا "لن تتحول مجدداً" إلى ملاذ آمن للإرهابيين. كما أنه يريد حل النزاع في سوريا من خلال عملية سياسية تنتج سوريا مستقرة مع رحيل بشار الأسد.
وبحسب الصحيفة فأن الحل الذي حاول تطبيقه أوباما في سوريا لإنهاء الصراع بين النظام والثوار، لن يكون سهلاً الآن مع وجود دعم كبير للنظام من قبل الروس والإيرانيين. الأمر الذي يجعل من الصعب أن تختلف سياسة ترامب في نتائجها عن سياسة أوباما.
الاصطدام مع تركيا
تقارير عديدة، تفيد أن الأميركيين، سيستخدمون 2000 جندي لتدريب حلفائهم في الحملة المناهضة لتنظيم "داعش" والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا الذين يشكلون غالبية قوات الحدود التي يبلغ عدد أفرادها 30 ألف فرد والتي ستكلف بحماية الجيب الكردي، كل هذا يثير احتمالا قاتما بأن تتصارع القوات الأمريكية مع تركيا، حليفة "الناتو".
"كيف لا تتحول هذه إلى حربا لا نهاية لها؟" سأل السيناتور (توم أودال) مسؤول وزارة الخارجية (ساترفيلد)، الذي أجاب ببعض العبارات السياسية العامة.  إلا أنه وبحسب (النيويورك تايمز) فالشعب الأمريكي يستحق إجابة حقيقية على هذا السؤال.
========================
واشنطن تايمز: “داعش” أبعد ما يكون عن الهزيمة في سوريا والعراق
قالت صحيفة “واشنطن تايمزالأمريكيةإنتنظيمالدولةمازالأبعدمايكونعنالهزيمةفيكلمنالعراقوسوريا، بعد أن أرسل رسائل إلى مقاتليه بتفعيل أساليب الاغتيالات والقنابل والكمائن التي تنفذها الجماعة المسلحة.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إنه رغم إعلان الحكومة العراقية الاستعادة الكاملة لجميع الأراضي في الشهر الماضي، “فإن بقايا الجهاديين قابلة للتكيف وإعادة الانتشار، ليبدأ تحركه من جديد”.
من جانبه، قال الجنرال المتقاعد جيمس دوبيك، الذي كان قائداً للقوات الأمريكية في العراق، قوله: “إن نهاية الخلافة بشكلها القائم مادياً لا يعني نهاية الحرب أو إنهاء أهدافها الاستراتيجية”.
وأوضح بحسب الصحيفة، أن “تنظيم الدولة لا يخفي نيته في العودة إلى جذوره الإرهابية مع التفجيرات والهجمات التي قتلت مدنيين أبرياء بالرمادي والناصرية وبغداد، في الأسابيع الماضية”.
وأشار الجنرال المتقاعد إلى أن تنظيم الدولة قادر على التكيف من جديد، كما أنه سيتمكن من استخدام شبكاته في محاولة لإعادة التشكيل وإعادة بناء القيادة والتجنيد، إضافة إلى إعادة التدريب والإمداد وتجديد المعدات، تماماً كما فعلوا في الفترة من عام 2010 إلى عام 2014.
وتشير الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة يعمل على تغيير التكتيكات الخاصة به لفترة مؤقتة، وأنه سيختار حالياً تكتيك حرب العصابات والغارات الخاطفة والاغتيالات التي يتم تحديدها مسبقاً.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الداخلية العراقية قولهم، إنه “في ضوء الهزائم التي عاناها تنظيم داعش في سوريا والعراق خلال العام الماضي، حدث تغيير في عقيدته العسكرية بساحة المعركة؛ اذ إنه في الأسابيع الأخيرة، كان التنظيم يستخدم تكتيكات مميزة لحرب العصابات والتخلي مؤقتاً عن عقيدة الاستيلاء على مناطق واسعة والاحتفاظ بها”.
ووفقاً لما رصدته الصحيفة من إصدارات لتنظيم الدولة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو ما ينشره التنظيم في مجلة “النبأ” التي تعتبر المجلة الناطقة باسمه؛ فإن قادة التنظيم يسعون إلى الاعتماد على المتضررين من الحرب التي قادتها الولايات المتحدة بمشاركة طائرات التحالف العربي التي لعبت دوراً حاسماً في تدمير مناطق سيطرتهم.
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مجلة “النبأ”، أن استراتيجية الاغتيالات موجودة بالفعل في مدينتي كركوك والموصل (شمالي العراق)، فضلاً عن محافظة ديالى، وتتوقع أن التنظيم سيركز أكثر على الغارات المنظمة، بالإضافة إلى السيارات المفخخة ونيران القناصة كمرحلة مؤقتة. (الخليج اونلاين)
========================
بلومبرج: بـ "غصن الزيتون" .. جهود بوتين لشرعنة حكم الأسد تنهار
"الهجوم التركي في سوريا صداع آخر في انتصار بوتين" .. تحت هذا العنوان نشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية تقريرا حول تأثير العمليات العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا، على مخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسوية الأوضاع في الدولة التي مزقتها الحرب.
وكانت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي أعلنت أمس انطلاق عملية عسكرية باسم «غصن الزيتون» في عفرين شمال سوريا، ودخلت عناصر من فصائل الجيش السوري الحر الموالية لتركيا إلى عفرين.
وقالت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم:" لقد مر شهر فقط على الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا لإعلان النصر في الحرب الأهلية التي ساعد في تغيير مسارها"، معتبرة أن الفوز "بالسلام ... أو حتى الحفاظ عليه يبدو تحدي كبير" بالنسبة لبوتين.
وأضاف التقرير:" هجوم تركيا المتصاعد على الميلشيات الكردية في جنوب الحدود التركية مثل أي شيء يحدث في سوريا الآن، يعد مشكلة لبوتين. الجيش الروسي ساعد بشار الأسد في إعادة السيطرة على جزء كبير من بلاده. المرحلة الثانية من الخطة كانت تحويل السياق من العسكري إلى الدبلوماسية وشرعنة حكم الأسد. هذه الجهود انهارت".
وأشارت الوكالة إلى أن جماعات المعارضة المدعومة من الغرب لن تنضم لمحادثات السلام التي تستضيفها روسيا، مضيفة "لذلك فإن مؤتمر بوتين بشأن سوريا الذي سيعقد في منتجع سوشي بالبحر الأسود الأسبوع المقبل، بينما تأخذ الفصائل الرئيسية خطوة نحو تسوية مستقبلها، قد يتحول لمجلس يتحدث فيه حلفاء الأسد فيما بينهم".
وداخل سوريا تواجه القوات الروسية مخاطر طوال الوقت ولكن هذا الشهر ظهر خطير جديد، عندما هاجم سرب من طائرات الـ "درونز" قواعد بحرية وجوية روسية، إلا أن الهجوم تم إحباطه ولا زال منفذوها لغزا. وأشارت روسيا بأصابع الاتهام نحو الولايات المتحدة التي نفت تورطها في الهجوم.
ورأت الوكالة أن الأمر الأكثر إلحاحا هو أن التدخل التركي يهدد بفتح جبهة جديدة في صراع تحاول روسيا أن تنهيه، معتبرة أن هذا الأمر بالنسبة لبوتين بمثابة انقلاب دبلوماسي من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وقع العام الماضي على خطة الرئيس الروسي لتحقيق الاستقرار في سوريا.
واضاف التقرير:" في الوقت الذي ينظر فيه بوتين لأكراد سوريا الذين يسيطرون على مساحات واسعة قرب الحدود التركية على أنهم حليف محتمل وجزء أساسي من أية تسوية، يراهم أردوغان تهديدا إرهابيا تعهد بأن يدمره".
وفي تعليقها على هذه التطورات قالت إيرينا زفياجيلسكايا الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في معهد الدراسات الشرقية الممول من موسكو:" الأتراك يجعلون الأمور أكثر صعوبة .. إنها بالفعل صعبة جدا الآن فنحن نحاول الدفع بعملية السلام في الوقت الذي يعد فيه الأسد غير مساعد، وجماعات المعارضة ترفض المشاركة. عندما يكون هناك أيضا تصعيد عسكري سوف نجد أنفسنا في موقف غاية في الخطورة".
وقالت رئاسة أركان الجيش التركي في بيان ، إن العملية العسكرية في عفرين انطلقت تحت اسم «عملية غصن الزيتون». وأضاف البيان أن العملية تهدف إلى «إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا، وفي المنطقة، والقضاء على (إرهابيي) كل من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وداعش في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين».
وتابع البيان أن العملية «تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية».
وشددت رئاسة الأركان على أن العملية «تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين». وقصفت قاذفات تركية نقاط مراقبة وكثيراً من الأهداف العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في مناطق تابعة لناحية جنديرس، وهي جلمة والحميدية وحاجلار وفريرية وتل سلور.
وذكر بيان لرئاسة هيئة الأركان التركية أنه تم تدمير 108 أهداف بين 113 هدفاً خططت لتدميرها، كما تم قصف مطار منغ العسكري، وتم نقل كثير من المصابين إلى النقاط الطبية التابعة للقوات التركية، وقالت مصادر طبية إن جميعهم من عناصر الميليشيات الكردية.
وشهدت قاعدة إنجرليك الجوية في أضنة، جنوب تركيا، حركة للطائرات الحربية بعد بدء عملية «غصن الزيتون» وشوهد هبوط 3 مقاتلات في القاعدة بعد بدء قصف مقاتلات سلاح الجو التركي لمواقع التنظيم الإرهابي وانتقلت المقاتلات إلى حظيرة الطائرات في القاعدة.
واستدعت الخارجية التركية سفراء كل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وأبلغتهم بانطلاق العملية، فيما جرت اتصالات بين وزيري الخارجية التركي والأميركي ورئيس الأركان التركي ونظيريه الروسي والأميركي حول العملية.
========================
ذا ناشيونال إنترست :كن حذِراً فيما تتمناه: "ربيع فارسي" سوف يكون كارثة
جودت بهجت * – (ذا ناشيونال إنترست) 18/1/2018
بعد أسبوع من الاحتجاجات العنيفة التي شهدها عدد من المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة في إيران، أعلن الجنرال محمد الجعفري، القائد الأعلى لحرس الثورة الإسلامية في إيران، أن "الفتنة" قد هُزمت. وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نفهم بدقة جذور هذا العنف، وكيف سيؤثر على سياسات طهران المحلية والخارجية.
مع ذلك، فإن الإثارة التي عبر عنها بعض المسؤولين ووسائل الإعلام والمراكز الفكرية في الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول الخليج العربية، تثير سؤالين مهمين ومتعالقين: هل أن تغيير النظام في إيران هو شيء مرغوب فيه؟ وما هو النهج "الصحيح" للتعامل مع إيران؟
يقترح الفحص الدقيق للسياسة الإيرانية أن أمام الحكومة هناك طريق طويل ما يزال عليها أن تقطعه من أجل الوفاء بالتطلعات الاجتماعية- الاقتصادية والسياسية للعدد الكبير من سكانها من الشباب والشيوخ. ويتضمن ذلك معالجة البطالة، والمساواة بين الجنسين، والشفاية، والفساد والتلوث، من بين أمور أخرى. والطريقة "الصحيحة" للتعامل مع هذه التحديات هي إجراء إصلاح تدريجي للنظام، وليس تغييراً للنظام. ففي نهاية المطاف، لم تكن التجارب مع تغيير النظام في الشرق الأوسط الأوسع مشجعة على الإطلاق. وتشكل كل من مصر، والعراق، وليبيا وسورية أمثلة حية على هذا الاتجاه. وتنطوي عملية تغيير النظام، بالتعريف، على زعزعة الاستقرار. وسوف يكون من شأن إيران غير مستقرة أن يهدد المصالح العالمية الرئيسية:
إذا وضعنا الخطابة البليغة جانباً، فإن الجمهورية الإسلامية، وخاصة قوة القدس وقائدها الجنرال قاسم سليماني، كانت تلعب دوراً رئيسياً في الحرب العالمية ضد الإرهاب. وتنظر الجماعات السنية المتطرفة، بما فيها تنظيما القاعدة و"داعش"، إلى الشيعة على أنهم واحد من أعدائهم الرئيسيين. وفي حزيران (يونيو) 2017، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجومين إرهابيين كبيرين في طهران، واحد شُن على مبنى البرلمان، والآخر على ضريح آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية. وقد قُتل اثنا عشر شخصاً وجُرح سته وأربعون آخرون في هذين الهجومين. وسوف يرحب "داعش" بتغيير للنظام في طهران.
لن يكون لإجراء تغيير في النظام في طهران تأثير يُذكر على طموحات الأمة إلى امتلاك برنامج نووي. فقد تطور البرنامج النووي خلال السنوات الأخيرة إلى مشروع وطني يمثل مصدر فخر كبير بالتقدم العلمي والتقني للأمة. وسوف يصر أي نظام في طهران على الاحتفاظ بهذا التقدم والبناء عليه.
كان تورط إيران في الصراعات الإقليمية، في كل من سورية والعراق ولبنان، مدفوعاً بمخاوف متعلقة بالأمن القومي وليس بالتوجه الأيديولوجي. وتتدخل القوى الإقليمية فعلاً في شؤون جيرانها من أجل حماية مصالحها القومية المتصورة. وتشكل تدخلات مصر في ليبيا، والسعودية في اليمن، وتركيا في سورية، وإسرائيل في سورية ولبنان، أمثلة توضيحية جيدة لهذة الفكرة. ولن تكون إيران، في ظل أي نظام، مختلفة عن هذه القوى الإقليمية الأخرى.
من المؤكد أن تثير إيران غير مستقرة تحديات مهمة لما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني يقيمون في إيران. وسوف يوجه ذلك ضربة قوية إلى الجهود الدولية لكبح تهريب المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا وبقية العالم. وأخيراً، تضم إيران أكبر احتياطيات للنفط والغاز الطبيعي المؤكدة في العالم. ومن المؤكد أن عدم الاستقرار في إيران سيضيف بحدة إلى الشكوك وعدم اليقين في أسواق الطاقة العالمية، والاقتصاد العالمي الأوسع إطاراً.
باختصار، سوف يكون التشجيع على تغيير النظام وعدم الاستقرار في قوة إقليمية كبرى وذات موقع استراتيجي ونفوذ في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وقد انتهت الاحتجاجات التي كانت قد بدأت في أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر)، وتمكنت السلطات الإيرانية من استعادة النظام. وقد اعترف كبار المسؤولين الإيرانيين، بمن فيهم آية الله خامنئي والرئيس حسن روحاني، بضرورة الحاجة إلى معالجة الجذور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذه الموجة من الاحتجاجات.
مثل أي بلد آخر، فإن سياسات إيران المحلية والخارجية سوف تستمر في أن تعكس تصورات ومصالح الفصائل المختلفة في داخل المؤسسة السياسية. وسواء أحببنا ذلك أم لا، فإن الجمهورية الإسلامية موجودة هنا لتبقى. وبعد نحو أربعة عقود من الثورة الإسلامية في العام 1979، يحقق الاقتصاد الإيراني نمواً بمعدل أعلى من معظم الدول المجاورة، ولدى البلد حكومة عاملة وقابلة للتنبؤ أكثر من معظم الجيران أيضاً. وسوف تكون الدعوة إلى إجراء تغيير في النظام هي الاستراتيجية الخطأ. وهناك نهج أفضل يتمثل في عمل الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين والآسيويين على مساعدة الحكومة الإيرانية في تحقيق التطلعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعب الإيراني. ومن المرجح أن يؤدي الالتزام بالاتفاق النووي، ودعم الاستثمار الأجنبي، وتفعيل المشاركة الثقافية، وتشجيع الحوار الاستراتيجي، إلى خدمة جميع الأطراف المعنية. وسوف يكون وجود جمهورية إسلامية مستقرة شيئاً جيداً للشعب الإيراني، والقوى الإقليمية والمجتمع الدولي.
 
*أستاذ في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني.
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
Be Careful What You Wish For: A 'Persian Spring' Would Be a Disaster
ala.zeineh@alghad.jo
========================
الصحافة البريطانية :
تايمز: الجميع خاسرون في الحرب السورية الجديدة
ناقشت الصحافة البريطانية الصادرة اليوم الأزمة السورية والتطورات الجديدة في معركة عفرين، فقد ذكر تقرير لصحيفة إندبندنت أن دخول القوات التركية منطقة عفرين بشمال سوريا قد يعني أن الأزمة السورية المستمرة منذ سبع سنوات بدأت تدخل مرحلة جديدة، أما صحيفة تايمز فذهبت إلى أن "الحرب الأهلية" في سوريا أصبحت أكثر فوضوية وانتهى الأمر بكل الأطراف في سوريا إلى الاقتتال.
وتقول إندبندنت إن تركيا تخطط لإقامة منطقة آمنة تخضع لسيطرتها بعمق 19 ميلا. ووفقا للجيش التركي فإن مقاتلاته ومدفعيته ضربت حتى الآن 153 هدفا هناك.
ويرى كاتب التقرير باتريك كوكبرن أن الهجوم التركي يجعل ما وصفه بـ"لعبة الشطرنج السياسية والعسكرية" المعقدة في سوريا أكثر تعقيدا من ذي قبل، وأنه سيضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع حليفتها بحلف شمال الأطلسي (ناتو) تركيا، بما أن شريك أميركا في سوريا هو وحدات حماية الشعب التي دعمتها ضربات جوية أميركية أدت إلى الاستيلاء على مدينة الرقة من تنظيم الدولة في أكتوبر/تشرين الأول.
وقال إن مستقبل هذه الجيب شبه المستقل المعروف لدى الأكراد باسم "روج آفا" -منطقة الإدارة الذاتية في شمال سوريا- أصبح الآن معلقا في الميزان.
وألمح كوكبرن إلى أن الأكراد في سوريا ليس لديهم خيار كبير، لأنهم محاطون بأعداء ولم تعد هناك حاجة إليهم ضد تنظيم الدولة بعد دحره، كما أنهم شاهدوا ما حدث لأكراد العراق، الذين استغلوا أيضا الحرب مع التنظيم لبناء دولة مستقلة وفقدوا كل مكاسبهم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد محاولة الضغط الطائشة بإجراء استفتاء على الاستقلال.
ومع أن وحدات حماية الشعب أقوى شكيمة من البشمركة العراقية، فإن عفرين منفصلة عن بقية روج آفا ويصعب الدفاع عنها، وفقدانها لا يعني هزيمة نهائية لأكراد سوريا ولكنه قد يكون الشكل الذي ستؤول إليه الأمور مستقبلا.
حرب فوضوية
في السياق أشار تحليل بصحيفة التايمز إلى أن الحرب الأهلية الفوضوية في سوريا أصبحت أكثر فوضوية وأنه مثلما كان الحال في لبنان قبل ربع قرن انتهى الأمر بكل الأطراف في سوريا إلى الاقتتال.
وقالت الصحيفة إن القتال بين تركيا ومدينة عفرين يضع حليفا قديما لأميركا بالناتو في مواجهة حليف جديد لها في مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، وفي المقابل حليف روسيا القديم مليشيا وحدات الشعب الكردية في مواجهة صديق موسكو الجديد تركيا. كما أنه يضع مجموعتين من المقاتلين السابقين في الجيش السوري الحر بعضهم ضد بعض، حيث يقاتل البعض نيابة عن تركيا وآخرون في تحالف مع وحدات حماية الشعب.
وألمحت الصحيفة إلى أن نظام الأسد وراعيته إيران قد يسخران من هذا التفكك في السياسة الأميركية، لكنها نبهت إلى عدم إظهار هذه السخرية بشكل كبير، لأن هدف تركيا المعلن واضح بما فيه الكفاية، وهو تدمير الجيب الموجود على حدودها المتمثل في وحدات حماية الشعب الكردية، الفصيل السوري التابع لعدو أنقرة الأكبر مليشيا حزب العمال الكردستاني.
وبتدخلها الآن تعبر تركيا عن حقها في عدم تجاهل مصالحها مع وصول الحرب السورية إلى هذه الخاتمة. وإذا أصبح لتركيا موطئ قدم على طول الحدود الشمالية فستبدأ سوريا تبدو محاطة إلى حد ما، مما يجعل الحرب أقل إهانة لأميركا وحلفائها مما بدت عليه فيما مضى.
المصدر : إندبندنت
========================
التايمز: ماذا يريد أردوغان في عفرين؟
تقول حانا لوسيندا سميث في مقال تحليلي أعدته لصحيفة "التايمز"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبحث عن الجائزة الكبرى.
وتقول الكاتبة: "كان هناك وقت في بداية الثورة ضد بشار الأسد في سوريا وصفت فيه تركيا بأنها نموذج للشرق الأوسط، حيث كان نموذج أردوغان عن الإسلام الديمقراطي ماركة احتفى بها الغرب، ونظر إليه على أنه مدافع عن المستضعفين، وبدا وكأن تركيا ستكون الفائزة من ثورات الربيع العربي".
وتستدرك سميث في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "السيناريو اليوم مختلف، فرفض تركيا التخلي عن المعارضة السورية حتى بعد أن اخترقتها العناصر الإسلامية، وبدأ الغرب يبحث عن حلفاء آخرين، جعلها معزولة، وأصبح أردوغان شخصية غير مرغوبة".
وتزعم الكاتبة أن "خطاب أردوغان وتصعيده قبل الحملة العسكرية ضد الأكراد أثرا على صورته الدولية، لكنه في الوقت الحالي ليس معنيا بالصورة الدولية بقدر ما يريده من منع قيام دولة كردية على حدود تركيا الجنوبية، بشكل يمنحه تفويضا شعبيا في البلاد".
وتشير سميث إلى أن "حالة الحنق ضد قوات الحماية الشعبية الكردية التي تسيطر على عفرين واسعة في تركيا، التي عانت خلال ثلاثة عقود من الهجمات الإرهابية التي قامت بها الجماعة الأم لقوات الحماية وهي حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)".
وتلفت الكاتبة إلى أن "الأتراك لا يستطيعون استساغة حتى فكرة إرسال الولايات المتحدة السلاح لجماعة قامت منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار عام 2015 بتفجير المدنيين في إسطنبول وأنقرة، وقتلت المئات من الجنود ورجال الشرطة، وتؤكد أنقرة أنه في حال سمح للأكراد بإقامة كيان لهم فإن الأسلحة الأمريكية ستوجه ضد تركيا، وهو زعم منطقي".
وترى سميث أن "عفرين هي في حد ذاتها ليست هدفا ثمينا لأردوغان، بل إنه يرغب في دق إسفين بين الولايات المتحدة وقوات حماية الشعب، وقالت واشنطن إنها لن تدعم قوات حماية الشعب الكردية في عفرين، زاعمة أنها جزء من قوة متعددة العرقيات".
وتجد الكاتبة أن "التعجل الذي أبداه المقاتلون الأكراد في مناطقهم -روجافا- ودعمهم للمقاتلين في عفرين يضعان أمريكا في وضع حرج، فكيف ستواصل الزعم أن الأكراد الذين تدعمهم يقاتلون تنظيم الدولة في الوقت الذي أسرعوا فيه لقتال عدوهم القديم، تركيا؟".
وتنوه سميث إلى أن تركيا تخشى أن تمد الولايات المتحدة دعمها إلى ما هو أبعد من محاربة تنظيم الدولة، للدخول في مواجهة حول مستقبل سوريا، وهو أمر ترى فيه أنقرة خطوة بعيدة.
وتختم الكاتبة مقالها بالقول إن "أردوغان يعلم أنه لن يخرج منتصرا في سوريا، لكنه مصر على منع الأكراد من الظهور على أنهم رابح كبير في الحرب".
========================
الصحافة الفرنسية والروسية :
لوموند ديبلوماتيك :اليوتوبيات المتنافسة في سورية
نيكولاس دوت-بويلار - (لوموند ديبلوماتيك) 17/1/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
قاتل عدة مئات من المتطوعين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى جانب الجيش السوري منذ أيار (مايو) من العام 2013، كجزء من حركة "الحرس القومي العربي". ولم يكشف النقاب عن الأعداد بالضبط، لكن ناطقاً بلسان المقاتلين في حلب قال في شباط (فبراير) 2017 إن 150 "شهيداً" من الحرس القومي العربي قتلوا خلال أربعة أعوام. وبعد شهر من ذلك، أعلنت قوات الحرس القومي العربي أن أحد قادتها، العراقي إياد الجبوري، قتل بينما كان يقاتل "داعش" في تدمر. وكان الحرس القومي العربي قد شارك في القتال في حمص والقنيطرة (في مرتفعات الجولان المحتلة)، لكن أعلى مشاركة له كانت في منطقة الغوطة الشرقية، إلى الشرق من دمشق، حيث ساند ودعم الفرقة المدرعة الرابعة التابعة للجيش السوري في اشتباكاتها مع جماعات المعارضة.
مع كل اختلافاتهم، فإن أعضاء الحرس القومي العربي وعشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون مع "داعش" في سورية والعراق وغيرها من المجموعات الجهادية الأخرى، هم من الشباب المتأثرين بشدة بالأيديولوجية، والذين يريدون إزالة الحدود القومية التي نجمت عن التقسيمات الإقليمية في عشرينيات القرن الماضي. ويسعى كل جانب إلى تحقيق يوتوبيا منافسة: فبدلاً عن إقامة مجتمع إسلامي جديد، يروج الحرس القومي العربي (وفق شعاره الرسمي) لصالح "المقاومة، الوحدة العربية والاشتراكية".
ومع ذلك، فإن طرقهم في التسييس تبقى مختلفة، وليست الأزمة السورية هي المناسبة الأولى لانخراط القوميين العرب: فقد كانوا قد سيسوا في السابق في تنظيمات ادعت أنها وريثة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر (1918-70). وثمة روابط واضحة بين تنظيم الحرس القومي العربي وتنظيم الشباب القومي العربي الذي كان قد تشكل في أوائل التسعينيات. وللشباب القومي العربي فروع في العالم العربي، وإنما ليس لديه مقر رسمي، ويقوم الحزب بتنظيم مخيمات سنوية للشباب، والتي كان أحدثها في المغرب في آب (أغسطس) الماضي.
يستند تنظيم الشباب القومي العربي إلى تقليد فكري له ارتباطات مباشرة بأعوام الخمسينيات والستينيات، ويستلهم الخبرات الاشتراكية والتنموية بوجود رقابة قوية من الدولة التي تقدم أساساً للتنمية الاقتصادية والصناعية. ويشكل المصري عصمت سيف الدولة (1924-96) الذي ضمت كتاباته الأفكار الناصرية والاشتراكية والإسلامية، مرجعاً رئيسياً للتنظيم. ويتعلم الشباب القومي العربي عن نظريات قسطنطين زريق (1909-2000) الذي كان قد درَّس في الجامعة الأميركية في بيروت، وألهم في الخمسينيات الحركة القومية العربية التي تسببت في نشوء التنظيمات اللبنانية والفلسطينية في أقصى اليسار بعد العام 1967: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب العمل الاشتراكي العربي، ومنظمة العمل الشيوعي في لبنان.
ترتبط شبكتا الحرس القومي العربي والشباب القومي العربي بأحزاب سياسية قانونية في بلدانها. وفي لبنان، تدعمهم حركة المرابطون (حركة ناصرية مستقلة). وكانت للحركة روابط مع حركة فتح بزعامة ياسر عرفات. ولا يوجد لها أي تمثيل في البرلمان، لكنها تشارك في مظاهرات تستهدف وقف النزاعات المجتمعية ووضع حد للنظام العقائدي اللبناني (حيث يتم تقاسم المناصب الحكومية الرئيسية بين ممثلي مختلف الطوائف).
وكان الأمين العام لحركة "المرابطون"، الجنرال مصطفى حمدان، رئيس الحرس الجمهوري إبان رئاسة إميل لحود من العام 1998 وحتى 2005. واتهم بالمشاركة في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في شباط (فبراير) من العام 2005، وسجنته السلطات اللبنانية حتى قضت المحكمة الخاصة بلبنان بالإفراج عنه في العام 2009. ويعتبر حمدان زائراً منتظما لدمشق حالياً، ويظهر كواحد من المتحدثين الرسميين بلسان الحرس القومي العربي في التجمعات العامة.
وفي الأردن تتقاطع شبكات الحرس القومي العربي مع لائحة القومي العربي، وهي حركة أسسها عضو حركة فتح السابق إبراهيم علوش. وفي تونس، تنتمي فروع الشباب القومي العربي في الغالب إلى مجموعات ناصرية صغيرة تشكل جزءاً من ائتلاف يساري ضخم، الجبهة الشعبية، التي لها 15 عضواً في البرلمان (جمعية ممثلي الشعب).
ومع أن الحرس القومي العربي كان قد تأسس في العام 2013، فإنه يعتقد على نطاق واسع بأن أيديولوجيته الاشتراكية قديمة. ويخفي حنينه إلى الاشتراكية الناصرية التضاد طويل الأمد بين حزب البعث السوري وجمال عبد الناصر، خاصة خلال فترة الجمهورية العربية المتحدة قصيرة العمر (1958-1961). لكن قومية الحرس القومي العربي تظل انتقائية. ففي نيسان (أبريل) من العام 2017، قام القائد العسكري للحرس، ذو الفقار العاملي، بزيارة لمسقط رأس الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد (والد الرئيس الحالي بشار)، للإعلان عن الولاء لمؤسس حزب البعث السوري. ويشيد الحرس القومي العربي بالمجموعات التي تكون نظرتها غريبة عن أيديولوجيته الأصلية؛ كان على القومية العربية أن تتأقلم مع طابع العصر الأخلاقي والعقلي والثقافي.
ويظل حزب الله اللبناني نموذجاً، وينظر إليه على أنه مثال للمقاومة الإقليمية ضد إسرائيل والولايات المتحدة أكثر من النظر إليه على أنه تنظيم لبناني شيعي. ويوجد للحزب القومي الاشتراكي السوري، الذي يدعو إلى إقامة سورية الكبرى من القدس إلى بغداد، راهناً عدة آلاف من السوريين واللبنانيين الذين يقاتلون مع النظام السوري. ومثل حزب الله، يعتبر حليفاً طبيعياً للحرس القومي العربي. ويشارك مقاتلوه أحياناً في نفس المعارك.
ما تزال النقطة المرجعية الغريبة للحرس القومي العربي هي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين (1937-2006)، الذي لا يذكره الحرس في دعايته أبداً. ولا هذا غريباً، نظراً لأن الحرس القومي العربي يدعم حزب البعث السوري الذي دخل في حرب باردة طويلة مع نظيره العراقي، والذي انضم العديد من أعضائه إلى "داعش" للقتال ضد إيران والشيعة.
يشن الحرس القومي العربي حملات سياسية ضد الصهيونية والوهابية السعودية، بالإضافة إلى انخراطه في القتال. وهو يحتفل بذكرى يوم الأرض كل عام مع الأحزاب الفلسطينية المرتبطة بالنظام السوري؛ وتذكر نشراته الصحفية مصير جورج إبراهيم عبد الله، العضو السابق في الفصائل اللبنانية الثورية المسلحة، والمسجون في فرنسا منذ العام 1984؛ كما أن أعضاء من الحرس القومي العربي زاروا المدارس الابتدائية والثانوية السورية في حلب بعد أن استعادت القوات الحكومية السورية السيطرة على شرقي المدينة في كانون الأول (ديسمبر) 2016.
على الرغم من النظر إلى القومية العربية في كثير من الأحيان على أنها حركة علمانية، فإن الحرس القومي العربي يبرز بعده الإسلامي؛ وتعرض أشرطة فيديو ينشرها على وسائل التواصل الاجتماعية مقاتليه وهم يتلون سورة الفاتحة، أول سورة في القرآن. وهو يقوم بمبادرات شعبية في دمشق تتصل بإحياء ذكرى مناسبات التقويم الهجري؛ المولد النبوي الشريف ووجبات الإفطار في رمضان. وعلى ضوء أنهم مناهضون لتنظيم "داعش"، لا يستطيع المنافحون الجدد عن القومية العربية التعويل على الوعي السياسي، مهما كانوا مطلعين على النظرية الناصرية والبعثية. وقد يحاول الحرس القومي العربي التنافس مع المجموعات الإسلامية في أماكنها.
أثارت استعادة النظام السوري لأراضٍ في العام 2017 موضوع عودة مقاتلي الحرس القومي العربي إلى أوطانهم، مثلهم مثل المقاتلين الجهاديين. وفي شباط (فبراير)2017، دعا وزير العدل التونسي السابق نور الدين البحيري، عضو البرلمان من حزب النهضة الإسلامي، إلى إجراء تحقيق قضائي مع المواطنين التونسيين الذين قاتلوا مع بشار الأسد في سورية. ولقي الدعم من عماد الديمي، عضو مجلس الأمن والدفاع في المجلس، وحليف الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي.
ويبدو أن هذا هو وقت الحساب: فمنذ العام 2011، واجه حزب النهضة وشريكه السابق في الحكومة، المؤتمر من أجل الجمهورية، اتهامات من الجناح اليساري في الجبهة الشعبية بالسعي إلى العفو عن الجهاديين التونسيين الذين يسعون إلى العودة من سورية، أو حتى بتشجيعهم على الذهاب هناك. والآن، تصر الأحزاب الإسلامية على أنه يجب أن تكون هناك مراقبة تفرض -ليس فقط على الجهاديين العائدين، وإنما أيضاً على مقاتلي الحرس القومي العربي، وتدعي بأن له روابط مع بعض قطاعات الجبهة الشعبية.
يقسم الموضوع السوري المعارضين السابقين للرئيس المعزول زين العابدين بن علي. ومنذ العام 2011، دعم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية والنهضة الانتفاضة السورية، بينما وقف آخرون، مثل الجناح اليساري في الجبهة الشعبية، مع النظام وحلفائه. وكذلك فعلت قطاعات من الاتحاد العام التونسي للشغل، الذين زار بعض أعضائه الرئيس الأسد في دمشق في تموز (يوليو) الماضي للتأكيد له على دعمهم له. ومن المرجح أن يواجه الأردن ومصر ولبنان نقاشاً مماثلاً.
 
*عالم سياسي متمركز في بيروت.
========================
صحيفة روسية تسرد الأسباب الحقيقية التي دفعت موسكو لإفساح الطريق أمام الجيش التركي في عفرين السورية
قال ممثلون لوحدات حماية الشعب الكردية إن القوات التركية لم تكن لتهاجم عفرين دون موافقة المجتمع الدولي، ولا سيما روسيا التي نشرت قواتها في المنطقة.
وأضاف ممثلو الأكراد، وفق تقرير صحيفةSvabodnayapressaالروسية، أن موسكو نقلت قواتها من عفرين إلى منطقة أخرى بسوريا، وأعربت في الوقت نفسه عن قلقها إزاء تصاعد وتيرة النزاع.
لكن ممثل أكراد سوريا في موسكو، رودي عثمان، دعا روسيا إلى التدخل ووقف العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في سوريا.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إن أسباباً أمنية تقف وراء نقل الفريق العامل التابع لمركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة والشرطة العسكرية في منطقة عفرين.
ووفق صحيفةSvabodnayapressa، تعتقد وزارة الدفاع أن النهج الذي تتبعه الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة وتزويدها الجماعات الموالية لها بالأسلحة- أدى إلى تفجُّر الوضع الحالي.
لماذا اتخذت روسيا الحياد لصالح تركيا؟
يرى ميخائيل ألكسندروف، الخبير البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية، أن روسيا قد اتخذت خطوات حازمة من خلال عدم التدخل في الصراع القائم بين تركيا والأكراد.
ويُعزى ذلك إلى ممارسات الجانب الكردي في الآونة الأخيرة، حيث لم يعد الأكراد يبالون بمصالح روسيا وسوريا، في حين تحولوا إلى دمى تحركها الولايات المتحدة الأميركية.
وأردف ألكسندروف أن الأكراد لم يتوانوا عن تنفيذ أوامر الأوصياء الأجانب، كما يتحركون في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة؛ سعياً منهم لمهاجمة القوات الموالية للحكومة السورية.
وتضم العديد من المخيمات على الأراضي الكردية مدربين أميركيين يقومون بإعداد مقاتلين جدد لضرب الجيش السوري، وفق الباحث ألكسندروف، الذي قال إن الأكراد يرفضون استكمال المفاوضات المتعلقة بالتسوية في سوريا، وسحب القوات الموالية لهم من العديد من المناطق، وضمن ذلك الرقة.
في هذا الصدد، يعتقد ألكسندروف أن وقوف الأكراد في صف الولايات المتحدة الأميركية له تبعات كبيرة، ليس فقط بالنسبة لمصالح الأسد؛ بل مصالح روسيا في الشرق الأوسط أيضاً؛ ومن ثم فليس هناك أي دافع حتى تقوم روسيا بالدفاع عنهم وحمايتهم.
Svabodnayapressa: وفقاً لمنظور منطقي لتطور الأمور، هل كان ينبغي للجيش السوري أو الشرطة مواجهة الأكراد السوريين بدلاً من تركيا؟
ميخائيل ألكسندروف: في الواقع، لا يملك بشار الأسد قوة كافية تخول له العمل على جميع الجبهات في الوقت ذاته. ففي الوقت الراهن، بادر الأسد، وبدعم من القوات الجوية الروسية، بتنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة بإدلب. في الأثناء، لم تعارض السلطات التركية هذه العملية، كما لم تعرب عن سخطها إزاء هذه المسألة. ومن جهتها، تبنَّت روسيا الموقف ذاته حيال العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في عفرين.
من غير المرجح أن تُحدث سيطرة الأكراد الموالين للولايات المتحدة الأميركية، أو تركيا على منطقة عفرين فرقاً كبيراً على مستوى المخطط الاستراتيجي لروسيا. ففي الواقع، يتمثل هدفنا الأساسي في مساعدة الأسد على استعادة السيطرة على أكبر قدر من الأراضي السورية، وتطهير الجيوب التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية الموالية للولايات المتحدة، ومن ثم التفاوض على تسوية سلمية للمعضلة السورية.
Svabodnaya press: في ظل دعم روسيا، هل يستطيع الأسد استعادة السيطرة على الأراضي السورية بالكامل؟
أعتقد أنه يمكن لذلك أن يحدث مع مرور الوقت، علماً أن جيش الأسد محدود العدد، في حين تشارك روسيا في العمليات العسكرية من خلال تنفيذ غارات جوية وعمليات تفجير أحياناً. عموماً، لا يستطيع الجيش السوري القيام بعدة عمليات في آن واحد، حتى في ظل مساعدة القوات الإيرانية، المتواضعة نوعاً ما.
Svabodnaya pre: في ظل التصريحات النارية وغير المتوقعة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على غرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، هل يمكن للأميركيين إعلان استقلال كردستان السورية؟
أعتقد أن الجانب الأميركي يتبع منهجه المعتاد، الذي ينطوي على تقديم الوعود، وإشعال الفتنة بين الأطراف المتحاربة، ثم الإخلاف بتعهداته كما هو الحال في أثناء الحرب التي عرفتها أوسيتيا الجنوبية سنة 2008. فقد لمح الأميركيون إلى دعم ساكاشفيلي؛ لإثارة غضب موسكو ومتابعة ردود فعلها والخطوات التي ستتخذها حيال هذه المسألة. وفي الوقت الراهن، لم يبادر ترامب بالاعتراف باستقلال كردستان العراق على الرغم من الاستفتاء الذي عرفته المنطقة.
في حين تدرك الولايات المتحدة الأميركية الفوائد التي قد تتأتى على خلفية استقلال كردستان، تعي جيداً أن الإفراط في دعم الأكراد قد يُدخلها حرباً عسكرية فعلية؛ وذلك ما دفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن تنفيذ العديد من التحركات وخوض حرب بالوكالة. وفي الأثناء، سيؤدي أي دعم من قِبل واشنطن للأكراد إلى التأثير سلباً على العلاقات الأميركية-التركية، كما سيزيد من حدة الأزمة بين البلدين. ومن ثم، سيهدد ذلك مكانة الولايات المتحدة، في حين سيسهم في فقدانها نفوذها بالمنطقة.
تعزيز العلاقات التركية-الروسية
يعتقد أناتولي المريد، المدون والخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن روسيا لا تملك استراتيجية عمل بسوريا وفي الشرق الأوسط بشكل عام، حيث تتخذ الخطوات اللازمة انطلاقاً من الوضع الراهن للمنطقة. وعلى الأرجح، فإن تحركات روسيا وفقاً لمبدأ البراغماتية الجيوسياسية، قد جعلها لا تمانع العمليات العسكرية التي شنتها القوات التركية ضد الأكراد.
وسيعزز ذلك العلاقات التركية-الروسية في العديد من المجالات، ولا سيما على مستوى مشروع السيل التركي. والجدير بالذكر أن الأتراك لا يزالون يرفضون خطة "غازبروم" التي تقضي ببناء 4 خطوط أنابيب للغاز ضمن هذا المشروع (خط واحد لتركيا، و3 من أجل عبور إمدادات الغاز إلى أوروبا)، حيث ترغب تركيا في إنشاء خطين فقط؛ أحدهما لتأمين استهلاكها الداخلي، والثاني من أجل عبور إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وماذا عن إيران؟
من جهتها، وخدمةً لمصالحها، لا تعارض إيران العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في منطقة عفرين ضد الميليشيات الكردية. في السياق ذاته، يرى المريد أنه في الوقت الراهن، من الصعب الحديث عن السيادة السورية؛ نظراً إلى تعدد مصالح الدول الخارجية في هذا البلد، على غرار تركيا المتمركزة في المناطق الحدودية المأهولة بالأكراد؛ للدفاع عن مصالحها الخاصة، وضمن ذلك منع الأكراد الأتراك من تشكيل قاعدة على الحدود السورية.
أما بالنسبة للولايات المتحدة، وحسب أناتولي المريد، فتحظى بجملة من المصالح الخاصة في المنطقة، حيث تعمل على ضمان عدم تحقيق أطراف النزاع أهدافهم المنشودة في الشرق الأوسط، مع العلم أن واشنطن لم تقدم أي دعم لأكراد عفرين.
========================
الصحافة العبرية والتركية :
موقع ميدا :باحث إسرائيلي: تركيا لم تعد حذرة بسوريا.. وهذا ما تريده
قال يانيف أبراهام، الكاتب الإسرائيلي بموقع ميدا، إن التقدير الإسرائيلي يشير إلى أن تركيا قد تقع في المستنقع السوري، في ظل اقتراب جولة جديدة من المفاوضات حول مستقبل سوريا، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان يحاول التوصل لصيغة توافقية في سياسته الخارجية، مقابل المحافظة على قوته الداخلية.
وأشار إلى أن أردوغان افتتح العام الجديد 2018 في ظل تدخل عسكري تركي في سوريا قد يجبي منه أثمانا باهظة؛ سياسية واقتصادية واجتماعية.
وفي ظل اقتراب الحرب السورية من عامها السابع، فإن تركيا تحاول التدخل في الأزمة السورية بطريقة غير حذرة، كما جرت عادتها في السنوات الست الماضية.
وأشار أبراهام، الباحث في مركز سياسات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى أن ما قد يفسر الدخول التركي في الملف السوري بقوة رغبتها بأن تكون لاعبا مركزيا في الإقليم، خاصة مع رفضها المطلق لنشوء أي كيان مستقل للأكراد في شمال سوريا، وهم بنظرها يشكلون خطرا جديا على أمنها القومي، رغم أن ذلك قد يؤثر سلبا على علاقاتها مع الولايات المتحدة، التي ترى في الأكراد قوة حيوية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضح أن التقدير الإسرائيلي في تقييم التدخل العسكري التركي في سوريا ينطلق من فرضية أن أنقرة تسعى لتقوية موقعها الاستراتيجي، قياسا بباقي الأطراف المنخرطة في الملف السوري، وتركيا اليوم قد تكون مضطرة للتنسيق مع روسيا وإيران في ضوء دعمهما المطلق للأسد.
وتعتقد إسرائيل أن روسيا باتت طرفا مؤثرا بصورة واضحة على تركيا، بسبب دعم فلاديمير بوتين لأردوغان عقب فشل محاولة الانقلاب ضده.
وختم بالقول: أردوغان ينتهج منذ فترة زمنية سياسة ذات بعد قومي واضح، مع العلم أن بقاء الأسد في السلطة من شأنه إرباك سياسة تركيا، رغم تطلعها لأن تكون طرفا مؤثرا في مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الحرب، من خلال مساهمتها في مسيرة إعادة إعمارها.
========================
صباح :تركيا تمد "غصن زيتون" إلى عفرين
بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
ما أن انطلقت عملية عفرين حتى أعمل الإعلام الغربي آليات الدعاية المغرضة والافتراء والتلفيق، التي يستخدمها منذ أحداث منتزه غيزي، بهدف تحريف حق تركيا في حماية حدودها والقضاء على التهديدات التي تستهدف وجودها، وتصويره على أنه "اعتداء على الأكراد".
وسائل الإعلام الغربية لا تفتأ تكرر ما يجتره حزب العمال الكردستاني من أن "تركيا منزعجة من مكاسب الأكراد"، أفلا تعلم هذه الوسائل أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، ذراعي حزب العمال في سوريا، لا يمثلان أبدًا أكراد سوريا؟
أليس لديها علم بالأكراد السوريين المضطهدين لأنهم لا يتبنون إيديولوجية حزب العمال الكردستاني؟
بلى، تعرف حق المعرفة. الغرب يعلم أكثر من الجميع أن الخطوات التي تقدم عليها تركيا في عفرين ومنبج وجرابلس أو مناطق أخرى لحماية أمنها القومي، ليست بأي حال ضد أكراد سوريا.
الغرب لا يهمه الأكراد، وإنما تركيا. عدم قدرته على إيقاف تقدم تركيا يثير سخطه. والإعلام الغربي يعتبر عمليات الدفاع المشروعة ضد "الجيش الإرهابي" تطبيقًا لـ "أجندة عثمانية جديدة".
الهدف الرئيسي لمن يقولون إن "الحرب على الأكراد تلوح في الأفق، واقتتال جديد سيقع في المنطقة"، هو إفساد ذات بين تركيا مع روسيا وإيران، وجرها إلى حرب عرقية وطائفية طويلة الأمد.
غير أن تركيا دولة كبيرة تملك من الخبرة ما يحول دون وقوعها في هذه الشراك. كونوا على ثقة أن الإعلام الغربي، الذي يسمي الإرهابيين "مقاتلين أكراد"، يأسف لعدم وقوع بلادنا في هذه المكائد القذرة. وأكثر ما يخشونه هو قدرة تركيا على تقويض مكيدة حزب العمال الكردستاني وذراعيه حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، بعد قضائها على تنظيمي داعش وغولن.
غاية الغرب الهائم بـ "عشق الأكراد"، ليست حماية حزب الاتحاد الديمقراطي، ولا إقامة "دولة كردية" في سوريا. فالغرب نفسه هو من منع إقامة كيان سياسي لهم، عندما وضع حدود الشرق الأوسط في القرن الماضي.
ولو أن الغرب كان يفكر بمصلحة الأكراد لما عرقل مسيرة السلام الداخلي في تركيا، ولما حاول الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي مد يده لمصالحة الأكراد.
من لم يستطيعوا السيطرة على تركيا عبر إرهاب حزب العمال الكردستاني وأزمة المقاتلة مع روسيا والمحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو، يحاولون الآن تشويه حقيقة كفاحنا التاريخي ضد التحالف الإمبريالي، وتصويره على أنه "حرب على الأكراد".
لكن الجميع يدرك أن تركيا لا تحارب الأكراد وإنما العملاء المتطوعون من أجل خدمة العقلية الصليبية. وكما أن مكافحة تنظيم غولن لا يمكن اعتبارها "حرب على المسلمين"، فإن مكافحة إرهاب حزب العمال لا يمكن تسويقها على أنها "حرب على الأكراد".
شعبنا يدرك تمام الإدارك هذه الحقيقة.
هذا الإدراك و"غصن الزيتون" التي تمده تركيا إلى عفرين هو ما يثير جنون الغرب..
========================