الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 23/3/2016

24.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معاريف :محلل إسرائيلي: هذا هو السبب العميق لمغادرة الروس سوريا
  2. فايننشال تايمز:ضريرة سورية وشاب مقطوع الساق يهددان أمن المجر.. كيف؟
  3. فورين أفيرز: هذه خسائر حزب الله بسبب الحرب والعقوبات
  4. خبراء: روسيا حافظت على التنسيق مع إسرائيل في سوريا
  5. واشنطن بوست: ترامب خطر على أميركا
  6. غارديان :مصرف بريطاني يغلق حساب ملياردير سوري لعب دورا مهما في صفقة "اليمامة" للأسلحة
  7. معهد واشنطن: هل ينذر انسحاب روسيا من سوريا بأزمة جديدة؟
  8. جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحاً ضافياً لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء الرابع)
  9. واشنطن بوست :جاكسون ديل :سلبية أوباما في سوريا.. تداعيات عالمية
  10. نيويورك تايمز :تقسيم سورية ليس حلاً
  11. راديكال التركية :مراد يتكن :اتفاق لا يشرع الاتحاد الأوروبي أمام أنقرة
  12. معهد واشنطن :/هل يُنذر الانسحاب الروسي الوهمي بأزمة جديدة؟
  13. واشنطن بوست : فخر أوباما بقراراته حول سوريا ” عجرفة ” .. و هو السبب بالتدهور المريع للأوضاع فيها و في الشرق الأوسط كله
  14. نيويورك تايمز”: العلاقات الأمريكية السعودية في أسوأ مراحلها
 
معاريف :محلل إسرائيلي: هذا هو السبب العميق لمغادرة الروس سوريا
القدس المحتلة- عربي21# الثلاثاء، 22 مارس 2016 02:40 م 25.7k
قال المحلل السياسي الإسرائيلي عاموس جلبوع، إن السبب العميق لمغادرة الروس من سوريا هو إدراكهم لما احتاجت إسرائيل إلى سنوات لفهمه، وهو "أن القصة بلا غاية.. أضيفوا إلى هذا كل ما تبقى من أسباب".
وأشار جلبوع بمقاله في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن أسبابا كثيرة ربما دفعت موسكو لترك سوريا، ومنها الصراع مع تركيا والناتو ومواجهة العالم السني وذكريات أفغانستان الأليمة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط.. لكن إعلان بوتين عن تحقيق كل أهداف التدخل في سوريا ربما يكون المشكلة، لأن هذه الأهداف بالأصل لم تفصل، بل إن الانسحاب كان لسبب جوهري وهو بحسب كل المؤشرات في الميدان يعود إلى أن القوة الروسية لم تحقق أهدافها وتركت المهام غير منتهية، وهي تغادر سوريا بالذات في توقيت ليس جيدا من ناحية نظام الأسد.
ولفت إلى أن كل الأحاديث عن مسيرة التسوية السياسية في جنيف "أقوال عابثة للسخرية" في أفضل أحوالها، وليس في الميدان أي مكان لذرة تفاؤل.. على الأقل ليس في السنوات القريبة القادمة.
وأوضح أنه "صحيح أنه لا شك في أن التدخل الجوي الروسي المكثف أنقذ على ما يبدو نظام الأسد لفترة زمنية وأكسبه عددا من الإنجازات الإقليمية، ولكنه لم يحقق بأي شكل الحسم أو يغير بشكل واضح الوضع".
وأضاف أن "قسم مدينة حلب الواقع في يد الثوار لم يحتل على الإطلاق، بل ولم يطوق. والقوة العسكرية للأسد ومرتزقته لم تنجح في الوصول إلى حدود تركيا؛ كل منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، التي تهدد اللاذقية، العاصمة العلوية".
 وقال إن الثوار بقيت سيطرتهم على أغلب مناطقهم ولم يتنازلوا عن هدفهم في إسقاط النظام العلوي لبشار، وصحيح أن الثوار "المعتدلين" تضرروا، ولكنهم لا يزالون في الميدان وبالذات "المنظمات المتطرفة، مثل جبهة النصرة وداعش"، فإنها بالكاد تضررت من القصف الروسي.
وقال جلبوع: "صحيح أن قوة روسية غادرت سوريا، لكن الصواريخ المضادة للطائرات الحديثة وعدد من طائرات القصف وبعض العناصر الأخرى ستبقى، بالإضافة للسيطرة الروسية في قواعد البحر والجو الخاصة بها في الشاطئ السوري، لكن قوة الدمار الجوي الروسية تغادر.. هذه هي القوة التي دمرت في الأشهر الخمسة تقريبا حتى الأساس مدنا وبلدات وعشرات القرى في سوريا".
=====================
فايننشال تايمز:ضريرة سورية وشاب مقطوع الساق يهددان أمن المجر.. كيف؟
عربي21- عبيدة عامر# الثلاثاء، 22 مارس 2016 02:11 م 016
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، إن السلطات المجرية اعتبرت امرأة كبيرة ضريرة سورية، وشابا مقطوع السابق "تهديدا أمنيا"، مضيفة أنهما قيد الاعتقال بموجب قانون أقر في أيلول/ سبتمبر الماضي، يعتبر محاولة تجاوز حدود البلاد "عملا جنائيا".
وأوضحت الصحيفة أن المتهمين السوريين، هما فطوم حسون (63 عاما)، وهي ضريرة جزئيا، وتعمل ربة منزل، وغازي حمد (29 عاما) الذي كان طالب أحياء في دمشق، وفقد إحدى ساقيه ويجلس على كرسي متحرك.
وتبدأ محاكمة حسون وحمد الجمعة، مع ثمانية آخرين، بتهمة محاولة تجاوز الحدود المجرية، في مشهد مصغر لما يجري في أوروبا التي تراجع سياساتها حول اللاجئين، بعد الضغط الكبير الذي تواجهه منهم، بحسب الصحيفة.
وكانت المجر، تحت قيادة رئيس وزرائها فيكتور أوربان الذي حذر من المغتصبين والإرهابيين بين اللاجئين، في جبهة الجهود لإغلاق الحدود الأوروبية، حتى قبل توقيع أوروبا صفقة لإعادة المهاجرين غير الشرعيين عبر بحر إيجة، وقد شددت إجراءاتها وقوانينها كرادع للاجئين.
وقالت حسون لـ"فاينشال تايمز" إنها بالكاد تستطيع السير ولديها مشكلة في التنفس، متسائلة: "كيف لي وأنا أرى بعين واحدة فقط أن أهاجم أي أحد؟"، مشيرة إلى أن حالتها تفاقمت في الستة الأشهر الأخيرة التي وضعت فيها تحت إقامة جبرية في منشأة اعتقال، وتشعر بأنها "تموت" فيها.
وفي الأشهر السبعة الأخيرة، أجرت محاكم المجر ما يقارب الـ2189 محاكمة لجرائم الحدود، وكانت الأحكام سريعة وسارية، إذ أدين من بينهم 2162 أو 99 بالمئة، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن المحاكم المجرية تطرد المهاجرين أو تمنعهم من الدخول حال إدانتهم، ما يمنعهم من دخول دول "الشنغن" لسنوات حال إدانتهم.
وفرضت دول أوروبية أخرى عقوبات جنائية لعبور الحدود، لكن القليل اقترب بالكاد من المحاكمات المجرية، بحسب مارتا باردافي، مساعدة "لجنة هلسنكي المجرية"، التي أشارت إلى أن "العقوبات العامة والمباشرة لنسبة 99 بالمئة من المدانين حالة فريدة في المجر"، كما أنها أوضحت أن معظم البلدان تراعي حاجة اللاجئين للحماية عندما يتعلق الأمر بانتهاكات الحدود.
ورغم العقوبات القاسية، فقد رصدت الشرطة حالات متزايدة للمهاجرين الذين يعبرون الحدود، إذ إنه كان هناك 700 حالة الأسبوع الماضي وحده.
وأوضحت "فايننشال تايمز" أن الحادثة التي اتهم بها حسون وحمد وقعت في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي، على الحدود مع صربيا، حيث جرح عدد من الجنود بعدما حوصر مئات المهاجرين في الحدود المغلقة، وبدأوا بإلقاء الحجارة وقوارير المياه سعيا للعبور نحو المجر، فتمت مواجهتهم بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، في حادثة وصفتها الحكومة المجرية بأنها "إرهابية".
وقال الناطق باسم الحكومة زولتان كوفاشس، إن "عبور حدود محمية تقنيا فعل إجرامي"، موضحا أن "الجريمة ليست عبور الحدود، بل الرغبة بانتهاك سيطرة مؤسسات الحدود، بالإضافة لاستخدام القوة ضد الشرطة".
وقال توماس فزيكاس، المحامي الذي يمثل حسون وحمد في "لجنة هلسنكي المجرية"، إنهما كانا ضمن الجموع، ومن أول من تم اعتقالهم بسبب عجزهم البدني، مؤكدا أنهما لم يعبرا الحدود، بحسب مقطع مصور للحادثة.
وقال حمد الذي فقد ساقه بتفجير في سوريا: "نحن ضحايا مشاكل الآخرين".. بعدما توقفت رحلته التي قطعها عبر القارات وعبر بحر إيجة على كرسي متحرك، حيث يحتجز مع آخرين، يمثلون قسما من الـ1600 طالب لجوء في المجر، في مراكز استقبال مفتوحة أو "محروسة"، يصفها بأنها "مكان للمجرمين، لا لأشخاص يهربون من الحرب".
=====================
 فورين أفيرز: هذه خسائر حزب الله بسبب الحرب والعقوبات
لندن- عربي21- بلال ياسين# الثلاثاء، 22 مارس 2016 01:38 م 05
كتب المسؤول السابق في شؤون الإرهاب في الخزانة ونائب مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات جوناثان شانزر، تقريرا نشره موقع دورية "فورين أفيرز"، قال فيه إن حزب الله سيكون الخاسر الأكبر من رفع العقوبات عن إيران، بموجب الاتفاق النووي الذي وقع في تموز/ يوليو العام الماضي.
ويقول الكاتب إن "قرار إعادة 100 مليار دولار من الأموال المجمدة إلى إيران، قد تكون أسوأ شيء حدث، منذ سنوات، للجماعة اللبنانية الإرهابية حزب الله، وإن تحدث الأخير في العلن عن دعمه للاتفاق".
ويشير التقرير إلى أن إيران تقدم سنويا للحزب ما بين 100 إلى 200 مليون دولار، لافتا إلى أنه مع رفع العقوبات قد يصل جزء من الأموال المفرج عنها إلى سهل البقاع، الذي يسيطر عليه الحزب، ويمكن أن تتحول الأموال إلى أسلحة جديدة وبرامج تدريب وإلى مواد أخرى.
وتستدرك المجلة بأن الدعم المالي يأتي وقت قررت فيه الدول الخليجية المنافسة لإيران عقاب الحزب؛ لتغذيته الحروب الطائفية في المنطقة، مشيرة إلى أن دور حزب الله على الجبهة الأمامية في الجهود لدعم الديكتاتور في سوريا لم تمر دون أن يلاحظها أحد، بالإضافة إلى التقارير لدعم الحزب للمتمردين الحوثيين في اليمن، وهي الجماعة الوكيلة الأخرى لإيران، التي تريد الإطاحة بالحكومة السنية هناك.
ويلفت شانزر إلى القرار الذي اتخذه مجلس التعاون الخليجي بداية هذا الشهر بتصنيف حزب الله جماعة إرهابية، حيث اتخذت خطوات لتجميد أصوله المالية، مشيرا إلى أن هذه الخطوات جاءت بعد قرارات مماثلة اتخذتها السعودية والبحرين، كما احتلت الرياض عناوين الأخبار عندما قررت إلغاء الدعم الذي تعهد به الملك عبدالله للجيش اللبناني والمؤسسة اللبنانية بمبلغ ثلاثة مليارات، حيث قالت إن الجيش أفسده تدخل حزب الله.
وينوه التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الجامعة العربية قررت الأسبوع الماضي تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، لافتا إلى أنه تطور مدهش، خاصة أن الحزب اشتهر في العالم العربي بكونه الحزب الذي وقف ضد إسرائيل، وأجبرها على الانسحاب من لبنان عام 2000، وواجهها في حرب تموز/ يوليو 2006.
وتجد المجلة أن الدول العربية مستعدة لرمي حزب الله، فقد أبدى كل من العراق ولبنان تحفظات على قرار تصنيف حزب الله جماعة إرهابية، مستدركة بأن الجامعة العربية كانت واضحة بأن معظم الدول العربية تدعم قرار مجلس التعاون الخليجي، وتجميد أموال الحزب، ومنعه من قطاع الأعمال.
ويبين الكاتب أن حزب الله يتلقى المعاملة ذاتها من الغرب، حيث قامت الدول الغربية، مثل أستراليا وكندا وفرنسا وهولندا ونيوزلندا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بتصنيفه بطريقة أو بأخرى بأنه منظمة إرهابية.
ويفيد التقرير بأن الكونغرس الأمريكي قام بتمرير قرار يدعم جهود الخزانة الأمريكية لملاحقة أموال الحزب ونشاطاته المالية الخارجية، ولديه القدرة على فرض عقوبات ضد المؤسسات المالية التي تجري تعاملات تجارية مع حزب الله.
وتوضح المجلة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لا توجد بينه وبين واشنطن أرضية مشتركة هذه الأيام، واع لخدمة سياسات بلده، ففي بداية هذا الشهر قرر الزعيم الروسي القوي وقف تسليم شحنة من الصواريخ الروسية "أس-300" أرض جو، التي قد تكون مغيرة لقواعد اللعبة، وتحمي المنشآت النووية الإيرانية، وقررت روسيا وقفها عندما قدمت إسرائيل معلومات أمنية إلى موسكو، قالت فيها إن طهران قامت بتزويد حزب الله صواريخ "أس إي-22".
ويرى شانزر أن إسرائيل لديها مصلحة في وقف وصول شحنات أسلحة لحزب الله، الذي خاضت معه عبر السنين جولات من المواجهات، مستدركا بأن خشية إسرائيل الحالية نابعة من حصول الحزب على أسلحة جديدة بسبب رفع العقوبات عن إيران، بشكل يجعله جاهزا أكثر من السابق، حيث قدرت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية  ترسانة الصواريخ التي يملكها الحزب بحوالي 100 ألف إلى 150 ألف صاروخ.
وتكشف المجلة عن أن هناك تقارير تشير إلى أن إسرائيل تقوم بالعمل على خطط للقضاء على حزب الله بطريقة حاسمة في النزاع المقبل، لافتة إلى أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا هذا الأمر، وقالوا إنه بسبب الدعم الذي قد يتلقاه حزب الله نتيجة للاتفاق النووي الإيراني، ولهذا أصبح القضاء على حزب الله تحديا عسكريا عاجلا ومباشرا لإسرائيل.
ويورد التقرير أن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأن حزب الله ليس منظمة إرهابية فقط، لكنه قوة عسكرية بالمعاني كلها، وهو جيش مكون من حوالي 40 ألف مقاتل، ولديه نظام دفاعي وقنوات اتصالات وطائرات دون طيار، مستدركا بأنه رغم أن هذه القدرات لا يتم الحديث عنها بشكل صريح، إلا أن احتمال هجمة وقائية مفاجئة إسرائيلية ضد الحزب غير مستبعد.
ويذكر الكاتب أنه مع هبوب ريح الحرب تجاه إسرائيل، فإن حزب الله يقاتل اليوم معركة إيران في سوريا واليمن، مشيرا إلى أن الحرب تركت آثارها على الحزب، حيث تقول التقارير القادمة من سوريا إن الحزب نشر ما بين ستة آلاف إلى ثمانية آلاف مقاتل في الحرب، وخسر حتى الآن حوالي 1300 مقاتل.
وتختم "فورين أفيرز" تقريرها بالقول: "معزول ومدم، رد الحزب بالهجوم على السعوديين والإسرائيليين، الذين وصفهم بأنهم (المحور الصهيووهابي)، ولا توجد مؤامرة في هذا، لقد اكتسب حزب الله هؤلاء الأعداء وهم ملتزمون بمنع تقوية حزب الله؛ بسبب رفع العقوبات عن إيران، وهم ليسوا وحدهم على ما يبدو".
=====================
خبراء: روسيا حافظت على التنسيق مع إسرائيل في سوريا
أكد خبراء إسرائيليون أن روسيا حافظت على التنسيق الكامل مع إسرائيل خلال وجودها في سوريا، معتبرين أن قرار موسكو بالانسحاب من هناك ربما جعل تل أبيب بمعزل عن الاعتماد عليها في حفظ أمنها.
وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري الإسرائيلي عمير ربابورت في صحيفة "مكور ريشون" إن انسحاب القوات الروسية من سوريا جاء بغرض إظهار موسكو على أنها الدولة العظمى في الشرق الأوسط.
واعتبر ذلك دليلا جديد على أن روسيا قد تتوقف عن دعم طرف واحد في المنطقة والدخول إليها كقوة عظمى، في حين أن الولايات المتحدة لم تعلن ردها على هذه الخطوة ربما بانتظار الرئيس الجديد.
وأضاف "بينما شكل قرار روسيا بالتدخل العسكري في سوريا مفاجأة للغرب جاء قرار انسحابها ليشكل مفاجأة جديدة، وهو بالذات ما أراده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
ورأى ربابورت أن دخول القوات الروسية إلى سوريا منع سقوط الأسد الذي يحظى بحماية إيران وحزب الله، لكن بوتين خرج مبكرا قبل إتمام الحسم العسكري لصالح الرئيس السوري، في وقت واصل فيه سلاح الجو الروسي طلعاته الجوية بالتنسيق الكامل غير المسبوق مع نظيره الإسرائيلي، حسب ما قال المتحدث ذاته.
حالة ذهول
ونقل ربابورت عن المسؤول السابق لوحدة التنصت المركزية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال حنان غيفان أن القرار الروسي بالانسحاب من سوريا ترك كل الأطراف المنخرطة في القتال داخل سوريا في حالة ذهول بالنظر للآثار المترتبة لهذا الانسحاب على دول المنطقة.
وأضاف "استغلت روسيا حالة الفراغ التي تركتها الولايات المتحدة في المنطقة ونجحت في جمع كل الأطراف المتقاتلة في سوريا على طاولة المفاوضات، بينما ظهر الأميركيون كطرف ثانوي في العملية كلها بعد أن فقدوا العديد من نقاط القوة لهم في الشرق الأوسط، مما تسبب بمخاوف جدية لدى زعماء المنطقة".
ولفت إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب التطورات الحاصلة مع الأقلية الكردية في المنطقة التي باتت تحظى باهتمام دوائر صنع القرار في العالم بصورة لم يحظ بها شعب من قبل، وفق تعبيره.
وأوضح أنه عندما "كان التحالف بين إسرائيل وتركيا في أبهى عصوره في السابق ساعدت الأولى الأخيرة في حربها ضد المليشيات الكردية مع أن إسرائيل تحتفظ بعلاقات تاريخية وثيقة مع الزعماء الأكراد في شمال العراق ومناطق أخرى"، مشيرا إلى أن إسرائيل تراقب إمكانية أن يعلن الأكراد اليوم عن دولة لهم في المنطقة.
حلم وردي
من جهتها، قالت الباحثة الإسرائيلية في دراسات الشرق الأوسط أورلي غولدكلينغ إن القرار الروسي بالانسحاب من سوريا منح تنظيم الدولة الإسلامية حلما ورديا في اليوم التالي، بحيث وجد السوريون أنفسهم عالقين بين الرئيس بشار الأسد والتنظيم.
وكتبت غولدكلينغ في موقع "إن آر جي" أنه ليس واضحا كيف سيؤثر قرار الرئيس الروسي بسحب قواته من سوريا على إسرائيل، لكن المؤكد -حسب غولدكلينغ- أن تل أبيب ليس لديها ما يمكن الاعتماد عليه في حفظ أمنها على الأقل في المرحلة الحالية.
وأضافت "خمس سنوات مرت على اختراق الربيع العربي لحدود سوريا دون أن تقدم الولايات المتحدة دافعا قويا لحسم المعركة فيها حتى لو كانت في مواجهة تنظيمات مسلحة، في حين أن روسيا أظهرت نفسها كما لو كانت مجنونا بدون ضوابط وغير ملتزم بقواعد اللعبة".
بيد أن غولدكلينغ اعتبرت قرار الانسحاب الروسي "المفاجئ" من سوريا وإبقاء بعض قواتها هناك بمثابة رسائل أخيرة يبعثها الكرملين لنظام الأسد.
وقالت الباحثة غولدكلينغ إن الحرب بسوريا أثبتت عدم صحة التوقعات الإسرائيلية بشأن سقوط نظام الأسد واعتبار ذلك مسألة وقت وهو ما لم يتم فعلا، مشيرة إلى أن 40% من مساحة سوريا ما زالت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة.
وعبرت عن اعتقادها بأن اللاجئين السوريين باتوا يرون أن الخدمات التي تقدمها المنظمات المسلحة أكثر جاذبية من تلك الخدمات الأوروبية، وهو ما جعل تنظيم الدولة في نظرهم ليس الجنون بل الحل لمشاكلهم، وفق ما تذكر.
=====================
واشنطن بوست: ترامب خطر على أميركا
قالت واشنطن بوست عقب إجراء إدارة تحريرها مقابلة مع المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب إنه متطرف، وليست لديها أي شكوك في أن انتخابه رئيسا للولايات المتحدة سيجر مخاطر على أميركا.
وأعربت الصحيفة عن أسفها من أنه وبعد ساعة كاملة من الحديث مع ترامب لم تجد أنه مناسب لرئاسة أميركا لأنه في المقام الأول يتمتع بـ"نزوع متأصل" لتجاهل الحقائق والبراهين.
وضربت مثالا على ذلك بإجابته عندما سألته: هل كان هناك تفاوت في إعمال القوانين على أساس عنصري؟ فأجاب "قرأت أن هناك تفرقة وقرأت أنه لا توجد هناك تفرقة، أعني أنني قرأت عن وجود الاثنين، وليس لدي رأي بشأن ذلك".
حظر دخول المسلمين
وعن كيفية تنفيذه حظرا على دخول المسلمين أميركا، قال "حسنا، ستكون هناك استثناءات، كثير من الاستثناءات، علينا أن نبدأ هذه العملية".
وعن التفاوت بسبب العنصر والفقر في المدن، قال إن الحل في خلق فرص العمل، والكيفية هي إنشاء "مناطق اقتصادية" و"حوافز" و"رفع الروح المعنوية لسكان أواسط المدن" وإعطاؤهم الأمل.
ولدى سؤال الصحيفة له عن الكيفية التي يمكن أن يوقف بها التوسع الصيني في بحر جنوب الصين، قال "علينا ألا نكون عرضة لتنبؤ الآخرين بما ننوي عمله، الآن نحن مكشوفون تماما، وقابليتنا لأن يتنبأ الآخرون بما نعتزم عمله أمر سيئ".
فقدان الحلفاء
وعلقت الصحيفة على ذلك بقولها إن التكتم على السياسات يجعل من المستحيل إقامة النقاش الذي تعتمد عليه الديمقراطية، مضيفة أنه في الوقت الذي يكون فيه الغموض مفيدا أحيانا في الدبلوماسية فإن غياب الوضوح يمكن أن يكون خطرا، فهو يدفع الخصوم ليكونوا عدوانيين ويدفع الحلفاء إلى البحث عن أصدقاء جدد.
وفقدان الأصدقاء -تقول الصحيفة- يبدو أنه لا يقلق ترامب الذي وصف تحالفات أميركا الرئيسية "التي ساعدت على حفظ السلام خلال نصف القرن الماضي" بأنها أصبحت بالية، فالناتو بالنسبة له مكلف ماليا، كما تساءل عن السبب في أن اليابان وكوريا الجنوبية لا تدفعان تكلفة القواعد الأميركية لديهما كاملة 100%، علما بأنهما تدفعان نسبة كبيرة من التكلفة.
وقال إن الولايات المتحدة لا تكسب شيئا بتواجدها العسكري في مناطق أجنبية لحفظ السلام، وقال إن ذلك كان له معنى عندما كانت الولايات المتحدة دولة قوية وغنية جدا، وأردف "لكننا اليوم دولة فقيرة".
الغاية والوسائل
وعن ارتفاع درجة حرارة الأرض، قال "لست من المؤمنين المتحمسين للرأي القائل إن التغير المناخي سببه النشاطات البشرية". وعلقت الصحيفة بأن ترامب في إجابته هذه لا يختلف عن كثير من السياسيين الجمهوريين هذه الأيام، "لكن لا أحد يضاهيه في وجود فجوة كبيرة بين أهدافه الواسعة وغياب الاقتراحات العملية لتحقيقها".
وعن كيفية تعديل قوانين التشهير والقذف التي أعلن عن أنها ستكون أحد أهدافه قال "دعوني أطلب محاميّ ليوضحوا لكم ذلك".
ودعت واشنطن بوست قراءها للاطلاع على النص الكامل للمقابلة التي نشرتها على الإنترنت وأجاب ترامب خلالها على أسئلة عن العنف في مهرجاناته الخطابية، وتعزيز الديمقراطية في الخارج، والسباب وتهديد المنتقدين وغير ذلك، مشيرة إلى أن ضيفها يعتقد أن الصحيفة متحيزة ضده.
=====================
غارديان :مصرف بريطاني يغلق حساب ملياردير سوري لعب دورا مهما في صفقة "اليمامة" للأسلحة
تاريخ النشر:22.03.2016 | 10:59 GMT | مال وأعمال
هدد الملياردير من أصل سوري وفيق سعيد برفع دعوى قضائية ضد مصرف "باركليز" البريطاني لإغلاقه جميع حساباته بحجة "مكافحة تبييض الأموال".
ونقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن المتحدث باسم رجل الأعمال قوله: "إن التسريبات التي تداولتها وسائل الإعلام اليومية تؤكد أن الإجراءات الخاصة التي اتخذها مصرف "باركليز" بحق السيد وفيق سعيد وجمعياته الخيرية غير مبررة".
وقال المتحدث باسم سعيد:" سيتخذ السيد سعيد كل الإجراءات الممكنة لضمان حماية الجمعيات الخيرية التي يملكها، وهو يأسف للإجراءات المتخذة من قبل المصرف، هذا السلوك غير عقلاني وغير مسؤول".
وأضاف: "على الرغم من الاجتماعات رفيعة المستوى والعديد من الطلبات، الرسمية وغير الرسمية، لم يتلق السيد سعيد أي سبب أو مبرر قانوني لقرار المصرف"، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أفضل المحامين في البلاد نصحوا رجل الأعمال السوري برفع دعوى قضائية ضد "باركليز".
وأدرج المصرف رجل الأعمال السوري البالغ من العمر 76 عاما على القائمة السوداء لعملائه، نتيجة لتغيير واسع النطاق في سياسة المصرف تجاه العملاء الذين يملكون حسابات مصرفية في دول أخرى من العالم.
ورفض متحدث باسم "باركليز" التعليق على الموضوع قائلا: "لا نعلق عادة على هذه المسائل بسبب السرية المصرفية التي يتمتع بها عملاؤنا، كما نتعامل مع كل قضية بشكل فردي ومستقل".
وبحسب الصحيفة فإن وفيق سعيد كان له دور أساسي في إتمام صفقة "اليمامة"، وهي صفقة سلاح بين المملكة العربية السعودية وبريطانيا تمت في عام 1985، حيث بدأ مكتب مكافحة جرائم الاحتيال في المملكة المتحدة عام 2004 تحقيقًا دقيقًا حول الصفقة بعد مزاعم بأن شركة بريطانية دفعت رشى للفوز بالعقود المربحة التي ضمتها الصفقة.
وتجدر الإشارة إلى أن رجل الأعمال وفيق رضا سعيد ملياردير سوري له العديد من المشاريع والمؤسسات الخيرية التي تساعد الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة في كل من فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، كما تبرع لإنشاء كلية سعيد لإدارة الأعمال في جامعة "أكسفورد" بمبلغ 23 مليون جنيه إسترليني، كما حصل عام 2005 على الدكتوراه الفخرية من جامعة دمشق تقديرا له على مشاريعه الخيرية في الشرق الأوسط.
المصدر:"ذا غارديان"
=====================
معهد واشنطن: هل ينذر انسحاب روسيا من سوريا بأزمة جديدة؟
قال معهد واشنطن للدراسات إن إعلان الانسحاب العسكري الروسي من سوريا في 14 آذار/ مارس الجاري لم يكن سوى واجهة، "إذ لم يتغير شيء يذكر. فالمنشأة البحرية الروسية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية الروسية تعملان كالمعتاد".
وأشار المعهد إلى قول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من الممكن تعزيز وجود قواته في غضون ساعات".
ونقل المعهد عن الباحثة غاريت كامبل قولها إنه "من خلال الحفاظ على قدرة منع الدخول ضد الغرب وتركيا، يضمن بوتين عدم بروز محاولة لعكس ميزان القوى على أرض المعركة، أو تخفيف الكارثة الإنسانية المستمرة من جراء وجود روسيا وحلفائها".
وتساءل: "كيف ينظر الشعب الروسي إلى هذا الموضوع؟ بين ألحان جوقة الكرملين الدعائية، نسمع أصواتا أخرى غير مخدوعة، كتلك الآتية من "صدى موسكفي" - المحطة الإذاعية الليبرالية، على سبيل المثال".
وأوضح المعهد في الورقة التي كتبتها آنا بورشفسكايا أنه "قد أخبر بوتين الشعب الروسي بأن هدف [الوجود الروسي في سوريا] هو هزيمة تنظيم الدولة، حيث إن سوريا هي مهد الحضارة الروسية".
وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي أندريه بيونتكوفسكي أن هذا التصريح كان عبارة عن "هدف رسمي معلن، ولكن الجميع يدركون أن الهدف الحقيقي هو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في التعامل مع المعارضة... والآن هم مسؤولو الكرملين يذرون الرماد في عيون مشاهدي التلفزيون، ويوردون قائمة بالإنجازات الإنسانية التي يحققونها".
وقال المعهد: "على مدى الأشهر الستة الماضية، هيمنت سوريا على نشرات الأخبار الروسية. حتى إنها في الواقع حلت محل أوكرانيا".
وأضاف: "فكما كتب أنطون أورخ ساخرا من السلطات الروسية، (قبل عام تغير كل شيء. واتضح أن سوريا هي أرضنا المقدسة، وأن مصير بلدنا، وربما مصير العالم أجمع، يتقرر في سوريا على وجه التحديد)، على الرغم من أنه أشار قبل التدخل إلى أن الغالبية العظمى من الروس لن تكون قادرة على العثور في سوريا على الخارطة".
وتابع: "ويسلط أورخ الضوء على أن المغامرة السورية ساعدت الكرملين على إلهاء الرأي العام عن المشاكل الداخلية، إذ يقول: (تلقينا أخبارا عن سوريا أكثر من تلك التي تلقيناها عن بلدنا. أي شخص في روسيا سيكون مهتما بروسيا على الإطلاق إذا كانت هناك سوريا!) وفي الواقع كانت الدعاية الروسية بمثابة مخدر للجمهور، وهو ما وصفه نائب مجلس الدوما الروسي السابق والمعارض لبوتين جينادي جودكوف بأنه (تحويل السكان إلى مواطنين غير واعين)، الذي اتضح أنه وسيلة (رخيصة وفعّالة للغاية).
وأضاف: "بالنسبة إلى بيونتكوفسكي، يشكل إعلان بوتين مؤشرا على الانهيار القادم الذي سيلحق بنظام بوتين. فالإعلان العام عن تغيير المسار الحالي يضر بصورته (بعد أن غرست دعاية [الكرملين] المستمرة في أذهاننا مدى فعالية مقاومتنا للموجة البغيضة ومحاربتنا للإرهابيين على الحدود البعيدة عن العالم الروسي). وفي وقت سابق من هذا الشهر، أي قبل إعلان بوتين عن الانسحاب الجزئي، توقع جودكوف بالمثل تدهور روسيا البطيء في أحسن الأحوال، إن لم تحصل ثورة بكل معنى الكلمة، أو في أسوأ الأحوال، ثورة أو حرب أهلية. ومن شأن سيناريو مماثل أن يضر بروسيا ويؤدي إلى تداعيات خطرة على الأمن الدولي.
وختم الورقة بالقول: "إن نظام بوتين أقل استقرارا مما قد يبدو للعيان، كما أن مستقبل روسيا لا يزال غير مؤكد. وفي الوقت نفسه، يطرح انسحاب بوتين الوهمي مسألة أكثر إلحاحا. فإذا لم تعد سوريا تتصدر الأخبار، ما هي القضية التي سيستخدمها الكرملين لإلهاء الرأي العام؟ هل سيشرع بوتين بمغامرة أخرى؟".
وكما كتب فلاديسلاف ناغانوف، العضو في "المجلس المركزي لحزب التقدم" الذي يترأسه أليكسي نافالني: "سننظر الآن إلى جميع الدعاة المهنيين وشبه الوطنيين، الذين أكدوا في الأمس بحماسة شديدة أن روسيا ستواصل محاربة الإرهاب الدولي في سوريا حتى النهاية... لا بأس بذلك، فهي لن تكون المرة الأولى التي يفعلون فيها ذلك".
==================
جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحاً ضافياً لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء الرابع
)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بحلول ربيع العام 2014، بعد استيلاء "داعش" على مدينة الموصل العراقية الشمالية، أصبح الرئيس يعتقد أن استخبارات الولايات المتحدة فشلت في تقدير شدة التهديد ومكامن القصور في الجيش العراقي، وتغيرت نظرته. وبعد أن قطع "داعش" رؤوس ثلاثة مدنيين أميركيين في سورية، أصبح واضحاً لأوباما أن هزيمة المجموعة هي مسألة أكثر إلحاحاً بالنسبة للولايات المتحدة من الإطاحة ببشار الأسد.
يتذكر المستشارون أن أوباما استشهد بلقطة من فيلم الرجل الوطواط (باتمان) للعام 2008 "فارس الظلام"، لتساعده في شرح -ليس فقط كيف يفهم دور "داعش"، وإنما كيف يفهم النظام البيئي الحيوي الأشمل الذي نما التنظيم فيه. وقال الرئيس: "هناك مشهد في البداية حيث يجتمع رؤساء العصابات في غوثام. هؤلاء رجال قسموا المدينة. كانوا بلطجية، لكن ساد لديهم نوع من النظام. كان لكل واحد قطاعه. ثم يأتي الجوكر ويملأ كامل المدينة بالحرائق. داعش هو الجوكر. إنه يمتلك القدرة على إشعال النار في كامل المنطقة. لذلك علينا أن نحاربه".
ذات يوم أربعاء ماطر في أواسط تشرين الثاني (نوفمبر)، ظهر الرئيس أوباما في قاعة في مؤتمر قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في مانيلا، مع جاك ما Jack Ma، مؤسس شركة علي بابا الصينية للتجارة الإلكترونية، ومخترعة فلبينية عمرها 31 عاماً، اسمها آيسة ميجينو Aisa Mijeno. وكانت القاعة مزدحمة بالمديرين التنفيذيين وقادة الأعمال الأميركيين ومسؤولي الحكومات من أنحاء المنطقة كافة. وهناك قدم أوباما الذي قوبل بترحيب حار ملاحظات غير رسمية من خلف منصة، وكانت بشكل رئيسي عن تهديد التغير المناخي.
لم يأتِ أوباما على ذكر الموضوع الذي يشغل بال الكثيرين في بقية العالم –هجمات "داعش" في باريس قبل خمسة أيام من ذلك، والتي قتلت 130 شخصاً. كان أوباما قد وصل إلى مانيلا في اليوم السابق قادماً من قمة لمجموعة العشرين انعقدت في أنطاليا، تركيا. وكانت هجمات باريس موضوعاً رئيسياً للحديث في أنطاليا؛ حيث عقد أوباما مؤتمراً صحفياً مثيراً للجدل بشكل خاص حول ذلك الموضوع.
كان السلك الصحفي المتنقل للبيت الأبيض الصحفي صارماً لا يلين: "ألم يحن الوقت لتغيير استراتيجيتك؟" سأل أحد الصحفيين. وفي أعقاب ذلك جاء السؤال: "هل لي أن أطلب منك مخاطبة منتقديك الذين يقولون إن ترددك في دخول حرب شرق أوسطية أخرى، وتفضيلك الدبلوماسية على استخدام الجيش، يجعلان الولايات المتحدة أضعف ويقوي شوكة أعدائنا؟" ثم جاء السؤال التالي المطروح بلا توقف، من مراسل محطة (سي إن إن): "اعذرني على لغتي -لماذا لا تستطيع أن نذهب ونقضي على هؤلاء الأوغاد؟"، وهو ما أعقبه السؤال: "هل تعتقد أنك تفهم حقاً هذا العدو جيداً بما يكفي لتهزمه وتحمي الوطن؟".
بينما التف حبل الأسئلة، كان أوباما يزداد توتراً وغضباً. وفي الرد، وصف استراتيجيته تجاه "داعش" بالتفصيل، لكن المرة الأولى التي عرض فيها عاطفة غير الازدراء كانت عندما تحدث عن جدل ناشئ حول سياسة الولايات المتحدة تجاه اللاجئين. وقد بدأ حكام الولايات الجمهوريون والمرشحون الرئاسيون يطالبون فجأة بأن تمنع الولايات المتحدة اللاجئين السوريين من القدوم إلى أميركا. واقترح تيد كروز قبول السوريين المسيحيين فقط. وكان كريس كريستي قد قال إنه يجب منع كل اللاجئين، بمن فيهم "اليتامى تحت سن 5 سنوات"، من دخول أميركا حتى يتم تطبيق إجراءات تحقق مناسبة.
بدا أن هذا الخطاب يثير استياء أوباما بشكل كبير. وقال أوباما للصحفيين المجتمعين: "عندما أسمع هؤلاء الناس يقولون إنه –حسناً- ربما يجب علينا أن نقبل فقط بالمسيحيين، وإنما ليس المسلمين؛ عنما أسمع القادة السياسيين يقترحون أن يكون هناك اختبار ديني يتم إخضاع الشخص الهارب من بلد مزقته الحرب له. هذا ليس أميركياً. هذا ليس نحن. إننا لا نجري اختبارات دينية لعواطفنا".
غادرت الطائرة الرئاسية "سلاح الجو 1" أنطاليا وحطت بعد 10 سنوات لاحقاً في مانيلا. وكان عندئذٍ حين أدرك مستشارو الرئيس، بكلمات أحد المسؤولين، أن "الجميع هناك في الوطن قد فقدوا عقولهم". قامت سوزان رايس، في محاولة لفهم القلق المتصاعد، بتفتيش محطات جهاز التلفاز في الفندق عبثاً عن محطة "سي إن إن"، لتجد فقط محطتي "بي بي سي" و"فوكس نيوز". وتنقلت بين المحطتين، باحثة عن المعنى، كما قالت لرفاق الرحلة.
سوف يقول الرئيس لاحقاً إنه فشل في أن يقدر بشكل كامل مدى الخوف الذي كان العديد من الأميركيين يختبرونه من احتمال التعرض لهجوم على غرار هجوم بارس في الولايات المتحدة. كانت مسافة هائلة، وجدول زمني محموم، ودوار إنهاك السفر الذي يلف رحلة رئاسية طويلة على اتساع رقعة الكوكب، كلها تعمل ضده. لكنه لم يكن يعتقد أبداً أن الإرهاب يشكل تهديداً لأميركا يتناسب مع الخوف الذي يولده. وحتى خلال تلك الفترة في العام 2014، عندما كان "داعش" يعدم أسراه الأميركيين في سورية، ظلت عواطفه تحت السيطرة. في تلك الفترة، كانت فاليري جاريت، أقرب مستشاري أوباما، قد أخبرته أن الناس يشعرون بالقلق الشديد من أن تنقل المجموعة الإرهابية سريعاً حملتها لقطع الرؤوس إلى الولايات المتحدة نفسها. وطمأنها بالقول: "إنهم لن يأتوا إلى هنا ليقطعوا رؤوسنا". وكثيراً ما يذكَِّر أوباما موظفيه بأن الإرهاب يزهق أرواحاً أقل بكثير في أميركا مما تفعل المسدسات، وحوادث السيارات، وحوادث السقوط في أحواض الاستحمام. وقبل بضع سنوات، كان قد عبَّر لي عن إعجابه بـ"صمود" الإسرائيليين في وجه الإرهاب المستمر، ومن الواضح أنه يحب أن يرى الصمود وهو يحل محل الفزع في المجتمع الأميركي. ومع ذلك، يخوض مستشاروه نضالاً من المواقع الخلفية لمنع أوباما من وضع الإرهاب فيما يعتبره مكانه "الصحيح"، خشية أن يبدو بذلك فاقد الحساسية تجاه مخاوف الشعب الأميركي.
يفيض الإحباط بين مستشاري أوباما ليصل إلى وزارة الدفاع ووزارة الخارجية. ويبدو جون كيري، على سبيل المثال، أكثر قلقاً إزاء "داعش" من الرئيس. وعندما سألت وزير الخارجية مؤخراً سؤالاً عاماً -هل ما يزال الشرق الأوسط مهماً للولايات المتحدة؟- أجاب بالحديث حصرياً عن "داعش". قال: "هذا تهديد للجميع في العالم"، إنها مجموعة "ملتزمة صراحة بتدمير الناس في الغرب وفي الشرق الأوسط. تخيل ما قد يحدث إذا لم نقف ونحاربهم، إذا لم نقد تحالفاً -كما نفعل الآن، بالمناسبة. لو أننا لم نفعل ذلك، فإنك يمكن أن ترى حلفاء وأصدقاء لنا يسقطون. يمكن أن تصبح لديك هجرة جماعية هائلة إلى أوروبا والتي تدمر أوروبا، وتسبب الدمار الصافي لأوروبا، وتنهي المشروع الأوروبي، ويركض الجميع للبحث عن مخبأ. سيكون لديك عقد الثلاثينيات وقد عاد مرة أخرى، حيث تتفشى القومية والفاشية وأشياء أخرى. طبعاً لنا مصلحة في هذا، لنا مصلحة كبيرة جداً في هذا".
عندما قلت لكيري إن خطاب الرئيس لا يطابق هذا الخطاب، قال "الرئيس أوباما يرى كل هذا، لكنه لا يريد إشاعة الإثارة لتتحول إلى هذا النوع من (الخوف) -إنه يعتقد أننا على الطريق الصحيح. لقد صعَّد جهوده. لكنه يحاول أن يصنع هستيريا... أعتقد أن الرئيس مولع دائماً بمحاولة إبقاء الأمور في وضع التوازن الصحيح. وأنا أحترم ذلك".
يقوم أوباما بتعديل نغمة أطروحته حول الإرهاب للعديد من الأسباب: إنه بطبيعته، سبوكي Spockian (1). إنه يعتقد أن كلمة ليست في محلها؛ أو نظرة خائفة؛ أو زعم مغرق في القطعية بلا تمعن، يمكن أن تدفع البلد إلى حالة من الذعر. ونوع الذعر الذي يخشاه أكثر ما يكون هو ذلك النوع الذي يعبر عن نفسه في شكل رهاب مناهض للإسلام أو في شكل تحدي الانفتاح الأميركي أو النظام الدستوري.
كما يزداد الرئيس إحباطاً أيضاً من حقيقة أن موضوع الإرهاب يستمر في الهيمنة على بنود أجندته الأوسع، خاصة تلك المتعلقة بإعادة موازنة أولويات أميركا العالمية. على مدى سنوات، كانت "إعادة التمحور إلى آسيا" أولوية عليا لديه. وهو يعتقد أن مستقبل أميركا الاقتصادي يكمن في آسيا، ويتطلب التحدي الذي يشكله صعود الصين مصدر قلق ثابت. ومنذ أيامه الأولى في المنصب، كان أوباما مركزاً على إعادة بناء الروابط الرثة في بعض الأحيان بين الولايات المتحدة وشركائها في المعاهدة الآسيوية، وهو عاكف على الدوام على البحث عن فرص لجلب دول آسيوية أخرى إلى المدار الأميركي. وكان انفتاحه الدرامي على بورما من مثل هذه الفرص؛ كما وفرت فيتنام وكوكبة كاملة من البلدان الجنوب شرق آسيوية الخائفة من الهيمنة الصينية فرصاً أخرى.
في مانيلا، في مؤتمر "أبيك"، كان أوباما مصمماً على إبقاء الحوار مركزاً على هذه الأجندة، وليس على ما كان يعتبره التحدي القابل للاحتواء الذي يشكله "داعش". وكان وزير دفاع أوباما، آشتون كارتر، قد أخبرني قبل وقت قصير بأن أوباما أبقى تركيزه منصباً على آسيا، حتى بينما تستمر سورية وصراعات الشرق الأوسط الأخرى في الاشتعال. ويعتقد أوباما، كما قال كارتر، إن آسيا "هي جزء من العالم، والذي ينطوي على أعظم التداعيات على المستقبل الأميركي، وأن أي رئيس لا يمكن أن يدير عينيه عن ذلك". وأضاف: "إنه يسأل باستمرار، حتى في خضم كل شيء آخر يجري، أين نحن في مسألة إعادة توازن آسيا والباسيفيكي؟ أين نحن فيما يتعلق بمواردنا؟ كان ثابتاً للغاية إزاء هذا، حتى في أوقات التوترات الشرق أوسطية".
بعد أن أنهى أوباما مداخلته عن التغير المناخي في مانيلا، انضم إلى جاك ما وميجينو، اللذين جلسا في مقعدين في الجوار، حيث كان أوباما يستعد لمقابلتهما على طريقة مضيف برنامج حواري نهاري -وهو أسلوب بدا أنه يجلب نهاية لحظية لدوار رهاب الأشياء عند أشخاص غير معتادين على مثل هذا السلوك من قادتهم. بدأ أوباما بسؤال "جاك ما" عن التغير المناخي. وعلى نحو غير مستغرب، اتفق "ما" مع أوباما على أن التغير المناخي هو قضية بالغة الأهمية. ثم تحول أوباما إلى ميجينو. ولا يمكن أن تكون عاملة مختبر في الأعماق الخفية لـ"الجناح الغربي" لتتجسد في شخص مصمم ليروق لحماس أوباما المغرم بالكتب أكثر من ميجينو، المهندسة الشابة التي اخترعت مع شقيقها مصباحاً يستمد الطاقة بطريقة ما من المياه المالحة.
سأل أوباما: "حتى نكون واضحين، هكذا ببعض الماء المالح يستطيع الجهاز الذي ابتكرتِه -هل أنا على حق؟- أن يوفر نحو ثماني ساعات من الإضاءة"؟
أجابت ميجينو: "ثماني ساعات من الإضاءة".
أوباما: "وثمن المصباح 20 دولاراً؟".
ميجينو: "حول 20 دولاراً".
قال أوباما: "أعتقد أن آيسا هي خير مثال على ما نراه في العديد من البلدان -رواد شباب يخرجون بتقنيات تحقق قفزات واسعة، في زمن حين لم يتم تركيب الهواتف الأرضية القديمة أبداً في مناطق واسعة من آسيا وأفريقيا"، لأن تلك المناطق قفزت مباشرة إلى استخدام الهواتف المحمولة. وشجع أوباما جاك ما على تمويل عملها. وقال ضاحكاً: "لقد فازت، بالمناسبة، بالعديد من الجوائز وحازت الكثير من الانتباه، ولذلك، لا يشبه هذا واحداً من أولئك القوادين حيث تطلب الشيء، لكنك لا تستطيع أن تجعل الأمور تعمل".
في اليوم التالي، على متن الطائرة الرئاسية في الطريق إلى كوالا لامبور، قلت لأوباما إنه بدا سعيداً حقاً بوجوده في ذلك المكان مع ما وميجينو، ثم تحولتُ في الحديث بعيداً عن آسيا، وسألته إذا كان ثمة شيء في الشرق الأوسط يجعله سعيداً.
قال أوباما: "في هذه اللحظة، لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يكون شعوره جيداً إزاء الوضع في الشرق الأوسط. لديك بلدان تفشل في توفير الازدهار والفرصة لشعوبها. لديك إيديولوجية أو إيديولوجيات متطرفة عنيفة يجري شحنها بمحركات وسائل الإعلام الاجتماعية. لديك بلدان لديها القليل جداً من التقاليد المدنية المتحضرة. وهكذا، عندما تشرع الأنظمة الاستبدادية بالتمزق، تكون المبادئ التنظيمية الوحيدة التي تعمل طائفية".
وتابع: "قارن ذلك بجنوب شرق آسيا التي ما تزال تواجه مشاكل هائلة -فقر ضخم، فساد- لكنها مليئة بأناس مكافحين طموحين ومليئين بالطاقة، يحفرون كل يوم بأظافرهم من أجل بناء أعمال تجارية ويتعلمون لكي يعثروا على وظائف ويؤسسوا بنية تحتية. التناقض صارخ جداً".
في آسيا، وكذلك في أميركا اللاتينية وأفريقيا، كما يقول أوباما، فإنه يرى شباباً يتوقون إلى تحسين الذات، والحداثة والتعليم والثروة المادية.
ويقول: "إنهم لا يفكرون بكيف يقتلون الأميركيين. إن ما يفكرون به هو: كيف أحصل على تعليم أفضل؟ كيف يمكن أن أصنع شيئاً ذا قيمة؟".
ثم أدلى بملاحظة أدركت أنها كانت تجسيداً كاملاً لفهمه الأكثر قتامة وعاطفية للشرق الأوسط اليوم -ليس نوع الفهم الذي يمكن أن يختار بيتا أبيض ميالا إلى ثيمات الأمل والتغيير الإعلان عنه. قال: "إننا إذا لم نتحدث إليهم لأن الشيء الوحيد الذي نفعله هو تخمين كيف ندمر ونحاصر أو نسيطر على الأجزاء الخبيثة والعنيفة والعدمية من الإنسانية، فإننا عندئذٍ سنفوِّت القارب".
يجادل منتقدو أوباما بأنه غير فعال في تطويق العدميين العنيفين من أتباع الإسلام المتطرف لأنه لا يفهم طبيعة التهديد الذي يشكلونه. إنه يقاوم رؤية الإسلام الراديكالي من خلال فرضية "صراع الحضارات" التي روجها العالم السياسي الراحل صامويل هنتنغتون. لكنه يفعل ذلك -كما يقول هو ومستشاروه- لأنه لا يريد تضخيم صفوف العدو. وقال جون برنان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: "الهدف هو عدم فرض قالب هنتنغتون على هذا الصراع".
كان فرنسوا هولاند وديفيد كاميرون قد تحدثا كلاهما عن تهديد الإسلام المتطرف بمصطلحات أكثر هتنغتونية، وقد سمعت كلا الرجلين وهما يتمنيان لو أن أوباما يستخدم لغة أكثر مباشرة في وصف التهديد. وعندما ذكرت ذلك لأوباما، قال "لقد استخدم هولاند وكاميرون عبارات مثل "الإسلام الراديكالي"، والتي لم نستخدمها على أساس منتظم باعتبار أنها طريقتنا لاستهداف الإرهاب. لكنني لم أرغب في خوض حوار عندما قالوا، "يا رجل، كيف يحدث أنك لا تستخدم هذا التعبير بالطريقة التي تسمع جمهورييك وهم يستخدمونه؟"". ويقول أوباما إنه طالب القادة المسلمين بأن يفعلوا المزيد للقضاء على تهديد الأصولية العنيفة. وقال لي: "ما أعنيه واضح تماماً، وهو أن هناك تفسيرا عنيفا، متطرفا، متشددا، وعدميا للإسلام لدى فصيل -فصيل صغير جداً- في داخل المجتمع الإسلامي، والذي هو عدوكم، والذي يجب أن يُهزم".
ثم عرض انتقاداً بدا أكثر انسجاماً مع خطاب كاميرون وهولاند. قال أوباما: "هناك أيضاً حاجة لأن يتحدى الإسلام ككل ذلك التفسير المتطرف للإسلام؛ إلى أن يعزله؛ إلى أن ينخرط المسلمون في نقاشات حيوية داخل مجتمعاتهم عن كيف يمكن أن يعمل الإسلام كجزء من مجتمع سلمي وعصري". وأضاف: "ما كنت لأقنع المسلمين المسالمين والمتسامحين بالمشاركة في هذا النقاش لو لست واعياً لمكامن قلقهم من أنه يجري وسمهم بفرشاة عريضة".
في لقاءات خاصة مع قادة العالم الآخرين، قال أوباما إنه لن يكون هناك حل شامل للإرهاب الإسلامي حتى يصالح الإسلام نفسه مع الحداثة وينخرط في مراجعة بعض من أنواع الإصلاحات التي غيرت المسيحية.
ومع أنه قال، على نحو مثير للجدل، إن صراعات الشرق الأوسط "تعود وراء إلى آلاف السنين"، فإنه يعتقد أيضاً بأن الحمى الإسلامية المتكثفة في السنوات الأخيرة لقيت التشجيع من دول تعد صديقة للولايات المتحدة. وفي اجتماع خلال قمة منتدى "أبيك" مع مالكولم تيرنبول، رئيس الوزراء الأسترالي الجديد، وصف أوباما كيف أنه شاهد إندونيسيا وهي تنتقل بالتدريج من إسلام مسترخٍ هادئ وتوفيقي إلى تفسير أكثر أصولية وأقل تسامحاً؛ وقد اعتنقت أعداد كبيرة من النساء الإندونيسيات، كما لاحظ، ارتداء الحجاب الآن.
لماذا حدث ذلك؟ سأل تيرنبول.
أجاب أوباما، لأن السعوديين وعرب الخليج الآخرين صبوا الأموال، وأعداداً كبيرة من الأئمة والمعلمين في ذلك البلد. في التسعينيات، مول السعوديون بكثافة المدارس الوهابية والمعاهد الدينية التي تعلم النسخة الأصولية من الإسلام التي تفضلها العائلة المالكة السعودية، كما قال أوباما لتيرنبول. واليوم، أصبح الإسلام في إندونيسيا أكثر عربية بكثير في توجهاته مما كان حاله عندما كان يعيش هناك، كما قال.
"أليس السعوديون أصدقاءكم"؟ سأل تيرنبول.
ابتسم أوباما، وقال: "ذلك شأن معقد".
كان صبر أوباما مع السعوديين دائماً محدوداً. في أول تعليق ملحوظ له في السياسة الخارجية، الخطاب الذي ألقاه في العام 2002 في التجمع المناهض للحرب في شيكاغو، قال: "تريد قتالاً، أيها الرئيس بوش؟ دعنا نقاتل لنتأكد من أن مَن يُدعون حلفاء في الشرق الأوسط -السعوديين والمصريين- سيتوقفون عن قمع شعوبهم، وقمع المعارضة، والتغاضي عن الفساد واللامساواة". وفي البيت الأبيض هذه الأيام، يسمع المرء أحياناً مسؤولي مجلس أمن أوباما القومي وهم يذكِّرون الزوار بحدة بأن الغالبية العظمى من خاطفي 11/9 لم يكونوا إيرانيين، وإنما سعوديون -ويتحدث أوباما نفسه بغضب ضد كراهية النساء التي ترعاها الدولة في العربية السعودية، ويقول في الأحاديث الخاصة "أن بلدا لن يستطيع أن يعمل في العالم الحديث عندما يقوم باضطهاد نصف سكانه". وفي لقاءاته مع قادة أجانب، قال أوباما: "يمكنكم قياس مدى نجاح مجتمع برؤية الطريقة التي يعامل بها نساءه".
يعنون سخط أوباما وإحباطه من السعوديين تحليله لسياسات القوة في الشرق الأوسط. وعند إحدى النقاط، نقلت إليه ملاحظة بأنه أقل احتمالا من الرؤساء السابقين للاصطفاف بشكل بديهي مع العربية السعودية في نزاعها مع عدوها اللدود، إيران. ولم يعترض.
قال الرئيس: "كانت إيران، منذ العام 1979، عدواً للولايات المتحدة، وانخرطت في الإرهاب الذي ترعاه الدولة، وهي تشكل تهديداً حقيقياً وخطيراً لإسرائيل والعديد من حلفائنا، وتشارك في كل أنواع السلوك الهدام المدمر. ولم تكن وجهة نظري أبداً أن علينا أن نلقي بحلفائنا التقليديين" -السعوديين- "من على متن القارب لصالح إيران".
لكنه مضى إلى القول إن السعوديين يحتاجون إلى "تقاسم" الشرق الأوسط مع أعدائهم الإيرانيين. وأضاف: "المنافسة بين السعوديين والإيرانيين -التي ساعدت في تغذية الحروب بالوكالة والفوضى في سورية والعراق واليمن- تتطلب منا أن نقول لأصدقائنا، وكذلك للإيرانيين، إنهم يحتاجون إلى العثور على طريقة فعالة لتقاسم الحي وتأسيس نوع ما من السلام البارد. إن نهجاً يقول لأصدقائنا "أنتم على حق، إن إيران هي مصدر كل المشاكل، ونحن سوف ندعمكم للتعامل مع إيران" سوف يعني بشكل أساسي أنه بينما تستمر هذه الصراعات الطائفية بالاستعار، فإنها لن تكون لدى شركائنا في الخليج -أصدقائنا التقليديين- القدرة على إخماد بعض النيران من تلقاء أنفسهم، أو أن يفوزوا من تلقاء أنفسهم، وسيعني أن علينا الشروع بالقدوم إلى هناك واستخدام قوتنا العسكرية لتصفية الحسابات. لن يكون ذلك في مصلحة الولايات المتحدة ولا الشرق الأوسط".
إحدى أكثر القوى تدميراً في الشرق الأوسط، كما يعتقد أوباما، هي القبَلية -وهي قوة لا يستطيع أي رئيس تحييدها. القبلية التي تجسدت في عودة المواطنين اليائسين في الدول الفاشلة إلى الطائفة، أو المذهب، أو العشيرة، والقرية، هي مصدر الكثير من مشكلات الشرق الأوسط، وهي مصدر آخر للحتمية القدرية. ويحتفظ أوباما بفهم عميق لمدى التأثير الذي يخلفه عناد القبَلية -ويتحدث جزء من مذكراته "أحلام من والدي"، بالطريقة التي ساعدت بها القبلية في كينيا ما بعد الكولونيالية في تدمير حياة والده- ويقطع شوطاً في شرح حساسيته البالغة إزاء تجنب المشاحنات والتشابكات في الصراعات القبلية.
قال لي الرئيس: "إنني متشكك في حامضي النووي نفسه –حرفياً- إزاء القبلية. إنني أتفهم الدوافع القبلية، وأعترف بشدة بسلطة الوحدة القبلية. كنت أستكشف الانقسامات القبلية طوال حياتي. ووجدت في النهاية، إنها مصدر الكثير من الأعمال التدميرية".
بينما كنت أطير إلى كوالا لامبور مع الرئيس، تذكرت إحالة عابرة كان قد قالها لي ذات مرة عن الأطروحة الهوبزية (نسبة إلى هوبز) حول الحكومة القوية كترياق مضاد للطبيعة الإنسانية غير المتسامحة. عندما ينظر أوباما إلى مساحات من الشرق الأوسط، فإن مقولة هوبز عن "حرب الجميع ضد الجميع" هي ما يراه. وقال لي ذات مرة: "لدي إدراك لحقيقة أننا نعمل مثل مخالب الليفياثان (2) ونقوم بترويض بعض هذه الدوافع". لذلك حاولت أن أعيد فتح الحوار بسؤال مُسهب -لسوء الحظ- عن "الفكرة الهوبزية القائلة بأن الناس ينظمون أنفسهم في مجموعات من أجل درء مصدر خوفهم الأعلى، وهو الموت"، من بين أمور أخرى.
بِن رودس، وجوشوا إيرنست، المتحدثان باسم البيت الأبيض، الجالسان على أريكة طويلة بجوار مكتب أوباما على متن الطائرة الرئاسية، استطاعا بالكاد إخفاء تندرهما بطريقتي في الاستطراد. توقفت هنيهة وقلت: "أراهن أنني لو طرحت هذا السؤال في مؤتمر صحفي، لكان زميلاي سيلقيان بي خارج القاعة".
قال أوباما: "كنتُ حقاً سأشارك. لكن كل الآخرين سينظرون باستغراب فقط".
قال روس مقاطعاً: "ألا نستطيع فقط أن نذهب ونقضي على هؤلاء الأوغاد؟"، ذلك السؤال نفسه الذي كان قد طرحه على الرئيس مراسل (سي إن إن) في المؤتمر الصحفي في تركيا، تحول ليكون موضوعاً لحديث ساخر خلال الرحلة.
استدرت إلى الرئيس: "حسناً، نعم، وأيضاً، لماذا لا نستطيع أن نذهب ونقضي فقط على هؤلاء الأوغاد؟".
وهو، أخذ السؤال الأول.
"انظر، أنا لست مع الرأي القائل إن البشر شريرون بشكل متأصل"، قال. "أعتقد أن هناك خيراً أكثر من الشر في الإنسانية. وإذا نظرت إلى مسار التاريخ، فإنني متفائل".
"أعتقد عموماً أن الإنسانية أصبحت أقل عنفاً، وأكثر تسامحاً، وأكثر صحة وتغذية، وأكثر تعاطفاً، وأكثر قدرة على إدارة الاختلافات. لكنها ما تزال متفاوتة إلى حد كبير. الأمر الذي كان واضحاً على مدى القرنين العشرين والحادي والعشرين هو أن التقدم الذي نحرزه في النظام الاجتماعي وترويض أكثر دوافعنا بدائية وتهدئة مخاوفنا يمكن عكس وجهته بسرعة كبيرة. سوف يبدأ النظام الاجتماعي بالانهيار إذا أصبح الناس يعيشون تحت ضغط كبير. وعندئذٍ، يكون الموقف الافتراضي الذي تتم العودة إليه هو القبيلة -نحن/ هم، والعدوانية تجاه غير المألوف أو غير المعروف".
وواصل الرئيس: "في الوقت الراهن، ترى في كل أنحاء الكوكب أماكن تعاني من ضغوط هائلة بسبب العولمة، بسبب تصادم الثقافات التي جلبها الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، بسبب الندرة -التي سيتم إرجاع البعض منها إلى التغير المناخي على مدى العقود القليلة المقبلة- بسبب النمو السكاني. وفي تلك الأماكن، والشرق الأوسط هو مكان العرض رقم واحد، يكون الموقف الافتراضي بالنسبة للكثير من الناس هو تنظيم أنفسهم بإحكام في داخل القبيلة، والدفاع أو الضرب ضد أولئك الذين يختلفون عنهم.
"إن مجموعة مثل "داعش" هي التقطير المصفى لكل أسوأ أنواع الدوافع على أساس هذه الخطوط. فكرة أننا مجموعة صغيرة نعرف أنفسنا في المقام الأول بمدى قدرتنا على قتل الآخرين الذين ليسوا مثلنا، ومحاولة فرض عقيدة متزمتة جامدة لا تنتج أي شيء -ويشمل هذا كم يستطيع هذا النوع من العقلية ترسيخ جذوره وكسب أتباع في القرن الحادي والعشرين".
سألت: "وإذن، تقديرك لمدى قوة القبَلية هو الذي يجعلك تريد البقاء بعيداً؟ بعبارات أخرى، عندما يقول الناس: "لماذا لا تذهب فقط للقضاء على الأوغاد؟"، فإنك تتراجع وتأخذ خطوة إلى الوراء؟".
قال الرئيس: "يجب أن نقرر أفضل الأدوات لدحر تلك الأنواع من التوجهات. هناك أوقات حين يترتب علينا، للأسف، أن نحجم عن القفز إلى المعمعة بأرجلنا -إما لأنه ليس هناك تهديد مباشر لنا؛ أو فقط لأننا لا نمتلك الأدوات في جعبتنا ليكون لنا تأثير كبير".
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Obama Doctrine
هوامش
(1) ذو صلة بشخص، أو بسمات شخصية "سبوك" في قصة وسلسلة أفلام "ستار تريك" الخيالية، وخاصة كونه منفصلاً عاطفياً.
(2) تنين أو حيوان أسطوري ورد ذكره في التوراة، وهو عنوان رواية شهيرة للفيلسوف الإنجليزي هوبز.
======================
واشنطن بوست :جاكسون ديل :سلبية أوباما في سوريا.. تداعيات عالمية
تاريخ النشر: الأربعاء 23 مارس 2016
عندما اختار أوباما تجنب عمل عسكري في سوريا عام 2013 وتوصلَ بعد ذلك لاتفاق يتم بموجبه التخلص من معظم أسلحة النظام الكيماوية، بدا لي حينها أنه قد يكون حقق نصراً تكتيكياً، وخاصة أن الضربات الجوية المقترحة، التي وعد وزير الخارجية جون كيري بأنها ستكون «جد صغيرة»، لم يكن يبدو أنها ستحقق الكثير، في حين أن التخلص من الأسلحة الكيماوية من شأنه أن يزيح تهديداً كبيراً عن المنطقة. ولكني غيرتُ رأيي بعد أن استمعت إلى عشرات وزراء الخارجية ومسؤولين آخرين من دول حليفة أثناء زياراتهم لواشنطن خلال الأشهر والسنوات التي تلت ذلك، حيث أخبرني يابانيون وكوريون جنوبيون وسنغافوريون، وحتى هنود، بأنهم واثقون من أن فشل أوباما في استخدام القوة ضد نظام بشار الأسد هو المسؤول المباشر عن تصرفات الصين العدائية في النزاعات الترابية في بحري شرق الصين وجنوب الصين.
ولئن كان البولنديون والليتوانيون والفرنسيون قد فصلوا بين التراجع الأميركي وغزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، فإن العرب السنة والأتراك والإسرائيليين يعتقدون اعتقاداً راسخاً بأن قرار أوباما سرّع وقوع الكارثة التي باتت تمثلها سوريا، ومعظم بقية الشرق الأوسط، اليوم. والواقع أنهم محقون: ذلك أن مئات الآلاف قُتلوا، والاتحاد الأوروبي يواجه اليوم خطر التفكك جراء تدفق اللاجئين، و«داعش» والأسد مازالا موجودين. فمن ذا الذي قد يعترض على تسمية هذا الوضع بالنتيجة السيئة؟
أوباما، على ما يبدو. ولعل أكثر ما يبعث على الذهول في سلسلة حوارات الرئيس مع صحافي «ذي أتلانتيك» جيفري جولدبرج، حتى الآن، هو رأيه في قراره المتعلق بسوريا حيث قال: «إنني فخور بهذه اللحظة». كلمات تنطق بعجرفة دفاعية، ولكنها تشير أيضاً إلى أن أوباما مازال إلى اليوم لا يدرك عواقب ما سيعتبره المؤرخون بدون شك واحداً من أفدح أخطائه - أو ربما في حالة إنكار.
ومثلما يقول جولدبرج، فإن الرئيس بات يعتبر أغسطس 2013 الآن «تحررا» من مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية التي لا يخفي استياءه منها، إلى جانب «كتاب قواعد واشنطن» الذي يطالب بعمل عسكري للحفاظ على «المصداقية والهيبة» الأميركيتين. وإذا كانت هذه هي الطريقة التي ينظر بها أوباما إلى الأمور، فإنها نظرة قاصرة. ولئن كان الرأي السائد بين مراكز الأبحاث والدراسات والمسؤولين السابقين وخبراء واشنطن هو أن أوباما ارتكب خطأ فادحاً، فإن ذلك هو رأي مؤسسات السياسة الخارجية في معظم بقية العالم أيضاً.
والواقع أن أوباما يبدو جد مسكون بانسحابه من سوريا لدرجة أنه اخترع ما يمكن أن نسميه عقيدة سلبية حوله. عقيدة ترى، مثلما يقول جولدبرج، أن الشرق الأوسط «لم يعد مهماً جداً بالنسبة للمصالح الأميركية»؛ وأنه حتى إذا كان كذلك، فليس ثمة ما تستطيع الولايات المتحدة فعله «لتجعل منه مكانا أفضل»؛ وأن أي محاولة للقيام بذلك لن تؤدي إلا إلى حرب و«استنزاف المصداقية والقوة الأميركيتين في نهاية المطاف».
ولكن أول ملاحظة ينبغي إبداؤها هنا هو أن إذا كان هذا هو ما يؤمن به أوباما بالفعل، فإنه خان نفسه عندما أرسل 4 آلاف جندي وعداداً من الطائرات إلى العراق وسوريا لمحاربة «داعش». فذاك دليل على أنه مازالت ثمة مصالح مهمة لأميركا في المنطقة وأن العمل العسكري الأميركي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. كما يشير إلى أن السؤال الحقيقي لا يتعلق بما إن كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تتدخل في الشرق الأوسط، أو حتى بما إذا كان يجب عليها أن تقوم بذلك عسكرياً، وإنما بحجم ذلك التدخل وتحت أي أهداف.
في هذه النقطة يمكن القول إن أوباما وقع ضحية إيديولوجيته الشخصية. فمثلما تشير تامارا ويتس من «مؤسسة بروكينجز» في مقال رائع في «ذي أتلانتيك»، فإن محاولة الرئيس كبح التدخل الأميركي في الشرق الأوسط كان له تأثير عكسي يتمثل في جر البلاد إلى مستنقع أعمق. ذلك أن أوباما، تقول ويتس، لم يرفض القيام بعمل ضد الأسد فحسب، ولكنه تخلى أيضا عن الجهود الأميركية لإنشاء نظام سياسي جديد في العراق ومصر وليبيا.
والنتيجة هي أن أوباما بات مجبَراً الآن على محاربة نسخ وأشكال كثيرة من «داعش» عبر المنطقة بدون أي احتمال لرؤية دول تملك مقومات القوة والاستمرار تحل محلها. ثم إن حلفاءه قليلون وهو لا يملك استراتيجية للانسحاب. و«التحرر» من الشرق الأوسط الذي يحتفي به اليوم تسبب في مستنقع سيرثه الرئيس المقبل.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
======================
نيويورك تايمز :تقسيم سورية ليس حلاً
جوناثن ستيفنسون
الحياة
مرّ على انزلاق سورية إلى حرب شعواء 5 سنوات. وأياً كان مآل المفاوضات على الانتقال السياسي، من العسير تصور أن البلد سيعود إلى حدود ما قبل الحرب في دولة موحدة. فالمفاوضون بدأوا يبحثون في خيار التقسيم. ولمح وزير الخارجية جون كيري الشهر الماضي أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، إلى أن التقسيم قد يكون هو الخطة «ب»، إذا أخفقت المفاوضات السياسية وأجهض وقف النار. واقترح الروس حلاً فيديرالياً، وأشار ديبلوماسي في الأمم المتحدة إلى رواج فكرة «مركز (قرار) رخو وصلاحيات واسعة للمناطق» في أوساط القوى الغربية البارزة. لكن هذا الحل ليس الأمثل. فهو يقضي بالإذعان لوحشية بشار الأسد وتجاهل اعتراضات المعارضة، ويترتب عليه مزيد من عمليات النزوح الداخلية بحسب التوزع المذهبي، وربما النزول عن أراض لـ»داعش». وقد لا يطوي التقسيم أو الفيديرالية الرخوة الأطر، الحرب الأهلية والكارثة الإنسانية. فهو يترك دويلة الأسد على حالها في وجه «داعش»- وهذا سيواصل الحشد لمواجهتها- وتبرز دويلة يديرها السنّة قد يسعى العلويون إلى تقويضها.
والتقسيم الناجم عن حرب سيء السمعة: ففي كوريا وألمانيا ترتب على التقسيم فصل شرائح واسعة من السكان بالقوة. وفي الهند، أدى التقسيم إلى قطيعة سكانية ضخمة وعداوة مزمنة. وتقسيم فيتنام في 1954 كان هشاً ولم تكتب له الحياة. وفي حالات استثنائية، قد ينجم عن التقسيم استقرار طويل الأمد في مجتمعات صغيرة ومعزولة. ففي قبرص التي قسمت قبل 40 عاماً، تسير دوريات قوات الأمم المتحدة على جهتي الخط الأخضر الفاصل بين قبرص اليونانية وقبرص التركية في انتظار توحيد شطري الجزيرة. وأرسى التقسيم الاستقرار في شمال إرلندا. وساهم اتفاق تقاسم السلطة في بلفاست في تذليل التوترات. وتقسيم البوسنة في اتفاقات دايتون أنهى حرباً رهيبة بين الصرب والبوسنيين المسلمين، والكروات. لكن نجاح نماذج التقسيم هذه يعود الفضل فيه إلى الدور الأوروبي في نزع فتيل الاضطراب ورعاية السلام. فهذه الاتفاقات رعاها إطار يسمو على الدول، الاتحاد الأوروبي. وهذا الإطار قوض مكانة السيادة الوطنية الاسمية، وكان ضامن غياب استفزاز خارجي. ويُفتَقَر إلى مثل هذا الإطار في سورية. فالحرب الأهلية السورية تدور في جوار إقليمي شائك. وجامعة الدول العربية غير قادرة على أداء دور مماثل لدور الاتحاد الأوروبي. وثمة دول إقليمية بارزة تتواجه هناك في حرب بالوكالة. والنزاع في سورية أكثر دموية مما كان عليه النزاع في قبرص أو إرلندا.
لن تدور عجلة التقسيم في سورية وتكتب له الحياة ما لم تتدخل دول للاتفاق على هدنة تجمد النزاع وتعزل «داعش»، وتوسل القوة بتفويض أممي لحفظها (الهدنة)، وتيسير التقسيم، وثني اللاعبين الإقليميين عن التدخل الجيو- استراتيجي. وهذا يقتضي نشر قوة سلام متعددة الجنسية، تشمل قوات أميركية و»أطلسية» وقوات من جامعة الدول العربية وأخرى روسية. ومثل هذه القوات قد ترعى عملية نقل سكان لا يشعرون بالأمان حيث هم. وإرساء مثل هذا التدبير غير يسير، إذ يفترض تعاون القوى المتباينة واتفاقها على التزامات كل منها وعلى سبل التمويل، وجبه الخسائر المفترضة. وأغلب الظن أن الولايات المتحدة وغيرها من دول «الأطلسي» وروسيا وتركيا، لن تنشر قوات لحفظ التقسيم في سورية إذا ترتب عليه تعاون مع «داعش»- ويتعذر «احتواء» دويلة داعشية من غير التعامل معها- وغيرها من القوى «الجهادية».
والتحدي الشائك والبارز في هذا الاحتمال هو عسر المفاوضات بين النظام والمعارضة المعتدلة على السيطرة على المدن (إلى من تعود السيطرة على أي مدينة؟)، ويرجح أن يصر النظام على الاحتفاظ بدمشق. ويترتب على احتفاظه بهذه المدينة نقل عدد كبير من السنّة (من العاصمة إلى خارجها). وتركيا لن تقبل بكيان يهيمن عليه الأكراد، وستسعى إلى إطاحته وإلا انفرط عقد الإجماع «الأطلسي» على التقسيم. وهذه معضلة عسيرة. فالأكراد قاتلوا بضراوة. وتقسيم سورية، إذا كان دائماً، يخالف اتفاق لوزان 1923، لذا، يجب إسباغ المشروعية عليه عبر اتفاق جديد. وينفخ تقسيم سورية في النزعات الانفصالية في الشرق الأوسط ويؤجج الاضطراب. ويقول دعاة التقسيم أو فيديرالية رخوة أو مرنة أنه الخيار اليتيم المتاح، وأن إرساء وحدة سورية تحت راية تشارك السلطة يقتضي ديبلوماسية سحر أو ساحرة. لكن الديبلوماسية لم تكن يوماً من العلوم البحتة، شأن اقتراح التقسيم. وهذا، كذلك، أقرب إلى السحر منه إلى العلم. احتمال سورية موحدة يعصى على الخيال، لكنه غير محال، ويجب السعي إليه.
 
 
* باحث، محلل في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 17/3/2016، إعداد منال نحاس
======================
راديكال التركية :مراد يتكن :اتفاق لا يشرع الاتحاد الأوروبي أمام أنقرة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٣ مارس/ آذار ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، من بروكسيل تفاصيل الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين السوريين. وخطا هذا الاتفاق أولى خطواته خلال زيارة المستشارة الألمانية، أنغيلا مركل، أنقرة في 18 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والتقائها بالرئيس، رجب طيب أردوغان، وداود أوغلو. ويومذاك عرضت على تركيا وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا مقابل 3 بلايين يورو. وبعد تعديله، ينص الاتفاق على إعادة كل لاجئ يبلغ اليونان اعتباراً من 20 آذار (مارس) إلى تركيا بدءاً من 4 نيسان (أبريل)، والمتوقع أن يكون العدد 72 ألف لاجئ، ومقابل كل واحد يرحل من اليونان إلى تركيا، يستقبل الاتحاد الأوروبي لاجئاً «قانونياً» في تركيا. هذا الاتفاق يتعلق بـ72 ألف لاجئ، فماذا لو زاد عددهم؟ وأعداد اللاجئين الأخرى ستبقى في تركيا من دون مقابل.
ومن المهم الإشارة إلى أن الاتفاق هذا يأتي مباشرة بعد اتفاق الهدنة في سورية الذي رعته أميركا وروسيا، أي أنه الخطوة الثانية من خطوات الحل الجدي الرامية إلى إنهاء الصراع في سورية والتمهيد لمرحلة ما بعد الحرب. وهذا الاتفاق مهم، فهو جسر تركيا إلى المشاركة في صنع الحل في سورية بعد كل الاتهامات التي وجهت إليها في هذا الملف. ويبدو أن مركل حققت ما أرادت، فهي عادت إلى الاتحاد الأوروبي لتقول لهم: «خلصتكم من مشكلة اللاجئين بضربة واحدة». وهي ربما تراهن على تحسين وضع حزبها الانتخابي في مراحل الانتخابات المحلية المقبلة، إثر الضربة التي واجهتها في انتخابات الولايات الثلاث الأخيرة. ولكن، هل حصلت تركيا على ما تبتغي من هذا الاتفاق؟ وهي طالبت في تشرين الأول الماضي بعدد من المسائل: استئناف حضور قمم الاتحاد الأوروبي طالما أنها تشارك في حل أكبر مشكلة يواجهها الاتحاد - ومشاركتها هي في مثابة تأكيد أنها جزء من العائلة الأوروبية - وإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة شنغن، والأهم من هذا كله الالتفاف على الفيتو القبرصي، أي فتح فصول جديدة في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد، 6 فصول دفعة واحدة! فعلامَ حصلت تركيا من هذه المطالب؟ لا يزال الأتراك ينتظرون دعوة تركيا إلى جميع القمم الأوروبية وليس إلى تلك التي ناقشت وضع اللاجئين فحسب وحضرها داود أوغلو. ورهن الاتحاد الأوروبي رفع تأشيرة شنغن عن الأتراك بتنفيذ أنقرة 72 شرطاً قبل حزيران (يونيو) المقبل. وفي السابق، نفذت أنقرة 35 شرطاً من هذه الشروط، أما النزول على بقيتها فيحتاج إلى قرارات من البرلمان تقضي بتغيير جوازات السفر والتأمين وغيرها.
لكن أحوال تركيا اليوم تحول دون تنفيذ هذه البنود. فأردوغان يطالب بأن تتصدر أولويات البرلمان رفع الحصانة عن النواب الأكراد، وتغيير قانون الإرهاب وغيرها. وعليه، يتعذر أن ينصرف البرلمان إلى سن القوانين «الأوروبية» قبل حزيران المقبل. وعليه، يبدو أن حلم التجول من دون تأشيرة في أوروبا سيتأخر ربما إلى صيف آخر. أما الوعد الأهم فهو فتح 6 فصول مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي. لكن سيف الفيتو القبرصي لم يرفع، ولم يبدأ البحث سوى في بند واحد. والمستهجن أن الاتحاد الأوروبي الذي ينتقد انتهاك تركيا حقوق الإنسان وتقييدها حرية التعبير واستقلال القضاء، هو الذي رفض فتح الفصول الخمسة التي اقترحها داود أوغلو، والتي تفرض رقابة أوروبية على هذه المسائل للتأكد من التزام تركيا معايير الاتحاد الأوروبي. وعليه، ليس رفض قبرص فتح هذه الفصول إلا دليلاً جديداً على ازدواجية معايير قبرص والاتحاد الأوروبي الذي يطالب تركيا بالإصلاح، ويرفض بعد ذلك دعمها أو الرقابة عليها، وهو خير دليل على أن شاغل الاتحاد الأوروبي هو التخلص من اللاجئين فحسب وليس عقد اتفاق سياسي شامل مع تركيا.
أهدر الاتحاد الأوروبي فرصة سنحت له ولنا: فرصة احتضان تركيا من جديد في أوروبا بعد أن غاصت في مستنقع الثورات العربية في السنوات الخمس الأخيرة، ودفعت ثمن هذا الغرق، فضعفت ديموقراطيتها وحرية التعبير فيها. وكان يمكن اتفاق اللاجئين لو أدى إلى استئناف التفاوض مع أوروبا على العضوية أن يساهم في تصحيح مسار تركيا نحو أوروبا. لكن، لا يبدو أن أوروبا معنية بذلك. وقد يكون الاتفاق خطوة على الطريق الصحيح، لكنه يبقى أقل من المتوقع والمطلوب.
 
 
* كاتب، عن «راديكال» التركية، 20/3/2016، إعداد يوسف الشريف
======================
معهد واشنطن :/هل يُنذر الانسحاب الروسي الوهمي بأزمة جديدة؟
آنا بورشفسكايا
متاح أيضاً في English
"فوربس"
19 آذار/مارس 2016
في 14 آذار/ مارس، وفي الوقت الذي بدأت فيه محادثات السلام بشأن سوريا في جنيف، أخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب على حين غرّة عندما أعلن أن موسكو حققت أهدافها في سوريا "بشكل عام"، وأمر بانسحاب جزئي للقوات الروسية وطلب من وزارة الخارجية الروسية "تكثيف" مشاركة روسيا في محادثات السلام. بيد، لم يكن هذا الإعلان سوى واجهة. إذ لم يتغير شيء يذكر. فالمنشأة البحرية الروسية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية الروسية تعملان كالمعتاد. وقال بوتين إنه من الممكن تعزيز وجود قواته في غضون ساعات. وفي هذا الصدد، أشارت غاريت كامبل من معهد بروكينغز إلى أنه "من خلال الحفاظ على قدرة منع الدخول ضد الغرب وتركيا، يضمن [بوتين] عدم بروز محاولة لعكس ميزان القوى على أرض المعركة أو تخفيف الكارثة الإنسانية المستمرة من جراء وجود روسيا وحلفائها".
ولكن كيف ينظر الشعب الروسي إلى هذا الموضوع؟ بين ألحان جوقة الكرملين الدعائية، نسمع أصواتاً أخرى غير مخدوعة، كتلك الآتية من "صدى موسكفي" - المحطة الإذاعية الليبرالية، على سبيل المثال.
لقد أخبر بوتين الشعب الروسي بأن هدف [الوجود الروسي في سوريا] هو هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») في سوريا، حيث أن سوريا هي مهد الحضارة الروسية. وفي هذا السياق كتب المحلل السياسي أندريه بيونتكوفسكي بأن هذا التصريح كان عبارة عن "هدف رسمي معلن، ولكن الجميع يدركون أن الهدف الحقيقي هو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في التعامل مع المعارضة ... والآن هم [مسؤولو الكرملين] يذرون الرماد في عيون مشاهدي التلفزيون، ويوردون قائمة بالإنجازات الإنسانية التي يحققونها".
على مدى الأشهر الستة الماضية، هيمنت سوريا على نشرات الأخبار الروسية. حتى إنها في الواقع حلت محل أوكرانيا. فكما كتب أنطون أورخ ساخراً من السلطات الروسية، "قبل عام تغير كل شيء. واتضح أن سوريا هي أرضنا المقدسة، وأن مصير بلدنا، وربما مصير العالم أجمع، يتقرر في سوريا على وجه التحديد"، على الرغم من أنه أشار قبل التدخل إلى أن الغالبية العظمى من الروس لن تكون قادرة على العثور على سوريا على الخارطة.
ويسلط أورخ الضوء على أن المغامرة السورية ساعدت الكرملين على إلهاء الرأي العام عن المشاكل الداخلية، إذ يقول: "تلقينا أخباراً عن سوريا أكثر من تلك التي تلقيناها عن بلدنا. أي شخص في روسيا سيكون مهتماً بروسيا على الإطلاق إذا كانت هناك سوريا!" وفي الواقع كانت الدعاية الروسية بمثابة مخدر للجمهور، وهو ما وصفه نائب "مجلس الدوما الروسي" السابق والمعارض لبوتين جينادي جودكوف بأنه "تحويل السكان إلى مواطنين غير واعين"، والذي اتضح أنه وسيلة "رخيصة وفعّالة للغاية".
وبالنسبة إلى بيونتكوفسكي، يشكل إعلان بوتين مؤشراً على الانهيار القادم الذي سيلحق بنظام بوتين. فالإعلان العام عن تغيير المسار الحالي يضر بصورته "بعد أن غرست دعاية [الكرملين] المستمرة في أذهاننا مدى فعالية مقاومتنا للموجة البغيضة ومحاربتنا للإرهابيين على الحدود البعيدة عن العالم الروسي". وفي وقت سابق من هذا الشهر، أي قبل إعلان بوتين عن الانسحاب الجزئي، توقع جودكوف بالمثل تدهور روسيا البطيء "في أحسن الأحوال"، إن لم تحصل ثورة بكل معنى الكلمة، أو في أسوأ الأحوال، ثورة أو حرب أهلية. ومن شأن سيناريو مماثل أن يضر بروسيا ويؤدي إلى تداعيات خطرة على الأمن الدولي.
إن نظام بوتين أقل استقراراً مما قد يبدو للعيان، كما أن مستقبل روسيا لا يزال غير مؤكد. وفي الوقت نفسه، يطرح انسحاب بوتين الوهمي مسألة أكثر إلحاحاً. فإذا لم تعد سوريا تتصدر الأخبار، ما هي القضية التي سيستخدمها الكرملين لإلهاء الرأي العام؟ هل سيشرع بوتين بمغامرة أخرى؟ وكما كتب فلاديسلاف ناغانوف، العضو في "المجلس المركزي لـ «حزب التقدم»" الذي يترأسه أليكسي نافالني: "سننظر الآن إلى جميع الدعاة المهنيين وشبه الوطنيين، الذين أكدوا في الأمس بحماسة شديدة أن روسيا ستواصل محاربة الإرهاب الدولي في سوريا حتى النهاية ... لا بأس بذلك، فهي لن تكون المرة الأولى التي يفعلون ذلك".
آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن.
======================
واشنطن بوست : فخر أوباما بقراراته حول سوريا ” عجرفة ” .. و هو السبب بالتدهور المريع للأوضاع فيها و في الشرق الأوسط كله
قال محرر افتتاحيات صحيفة واشنطن بوست بالإنابة جاكسون ديل إن تكلفة سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا باهظة جدا وواضحة للجميع إلا هو، مشيرا إلى أن هذه التكلفة تشمل التدهور المريع للأوضاع في الشرق الأوسط، وتنمر الصين وروسيا.
وذكر ديل أنه وعندما اختار أوباما عام 2013 ألا ينفذ وعيده ويهاجم سوريا بشأن استخدام السلاح الكيميائي ويعقد صفقة للتخلص من مخزون هذه الأسلحة، كان يعتقد -أي الكاتب- أن الرئيس تعثر في انتصار تكتيكي، لكنه بدّل اعتقاده ذلك بعد أن استمع لعشرات وزراء الخارجية وغيرهم من كبار المسؤولين حول العالم من حلفاء الولايات المتحدة حول فداحة ذلك التراجع.
وأوضح أنه سمع من يابانيين وكوريين وسنغافوريين ومن مسؤولين هنود بأنهم على قناعة تامة بأن تراجع أوباما عن تنفيذ تهديده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس/آب 2013 كان سببا مباشرا في تنمر الصين وبروز نزعتها العدوانية بشأن النزاعات الحدودية في بحر جنوب الصين.
وأضاف، بحسب الترجمة التي أوردتها قناة الجزيرة، أن البولنديين والليتوانيين والفرنسيين قالوا نفس الشيء عن روسيا فيما يتصل بغزو أوكرانيا، وقال العرب السنة والأتراك أيضا إن قرار أوباما سرّع تفاقم الكارثة في سوريا والشرق الأوسط ككل، بالإضافة لتسببه في أزمة اللاجئين بأوروبا وفي تعزيز وضع الأسد وتنظيم الدولة.
وأعرب ديل عن دهشته لقول أوباما مؤخرا لمجلة أتلانتيك الأميركية إنه فخور بقراره ذلك حول سوريا، ووصف الكاتب عبارة الرئيس تلك بأنها “مجرد عجرفة للدفاع عن النفس” وتشير أيضا إلى “جهل أصيل” مصاب به أوباما أو “حالة نكران لنتائج قرار من المؤكد أن يعتبره المؤرخون لاحقا واحدا من أخطائه المصيرية الحاسمة”.
وقال أيضا إن الدول الحليفة لأميركا مقتنعة بأن الأخيرة دمرت قدرتها الولايات المتحدة على الردع وشجعت النزعات العدوانية لدى الخصوم، وإن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يفكرون في تعديل سياساتهم وفقا لذلك.
وأضاف بأنه ليس مهما أن يحاجج أوباما بأن بكين وموسكو لم تتنمرا بسبب سياسته تجاه سوريا، بل المهم هو أن كل قادة الدول الحليفة لأميركا وكذلك المفكرين بمراكز البحث الأميركية مقتنعون بذلك، وأنه هو وحده يخالف الجميع.
واختتم ديل مقاله بأن نتيجة ذلك القرار أن أوباما حاليا ملزم بمحاربة تنظيم الدولة وهجماته المتزايدة بمنطقة الشرق الأوسط دون أي أمل في وجود دولة قابلة للاستمرار قادرة على أن تحل محل تنظيم الدولة، وأن الرئيس الأميركي القادم سيرث مستنقعا عميقا تغوص فيه البلاد دون حلفاء ودون إستراتيجية للخروج.
======================
نيويورك تايمز”: العلاقات الأمريكية السعودية في أسوأ مراحلها
22/03/2016 ترجمات العلاقات السعودية الأمريكية ربما تمر بمرحلة من أسوأ مراحلها على الإطلاق في الوقت الراهن، وهو ما يظهر بوضوح في تعليقات المسؤولين السعوديين على انتقادات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لسياسات المملكة لأول مرة بشكل علني منذ بداية العلاقات بين البلدين في الثلاثينات من القرن الماضي، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”. وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن الرئيس باراك أوباما وصف الحكومة السعودية بـ” حكومة قمعية”، بالإضافة إلى حكومات أخرى سنية، زاعمًا أنها “تستخدم تفسيرات إسلامية ضيقة تساهم بصورة كبيرة في انتشار التطرف في تلك المجتمعات”، موضحة أنها المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة أن يقدم رئيس أمريكي على انتقاد حكومة صديقة بشكل علني. وكان أوباما، في حوار له مؤخرا مع صحيفة “ذي أتلانتك”، انتقد السياسات السعودية، قائلًا “إنهم يسعون للاستفادة المجانية من أمريكا، فدائما يطلبون منا القتال في معاركهم، ويستغلون القوة الأمريكية في تحقيق مصالح طائفية، ما أسهم في زيادة نطاق الصراع الطائفي بمنطقة الشرق الأوسط”، بحسب زعمه. وأوضحت “نيويورك تايمز” أن أكثر ما أثار السعوديين في حوار الرئيس الأمريكي هو مطالبته لهم بالبحث عن طريقة لتقاسم النفوذ مع إيران في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي تحقيق نوع من السلام البارد معها، الأمر الذي دفع رئيس جهاز ا