الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24-11-2015

سوريا في الصحافة العالمية 24-11-2015

25.11.2015
Admin




إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. مايكل فايس* - (ديلي بيست) 17/11/2015 :اعترافات جاسوس من "داعش" الجزء الثالث: داخل كتائب التعذيب في "الدولة الإسلامية"
  2. يديعوت أحرونوت :الحرب ضد "داعش".. بشار يكسب الوقت
  3. معهد واشنطن :نشر حاملة طائرات أمريكية يوفر فرصة استراتيجية في البحر الأبيض المتوسط
  4. جارديان: انقسامات عميقة بين العرب تحول دون هزيمة "داعش"
  5. «نيويورك تايمز»: هجمات باريس وبيروت تمّ توجيهها من سوريا
  6. واشنطن بوست”: ساسة أمريكا يضيقون الخناق على اللاجئين السوريين  0
  7. واشنطن بوست: الضربات الجوية الفرنسية على الرقة قطعت الكهرباء عن (200) ألف سوري
  8. الجارديان: الولايات المتحدة تصدر تحذيرات سفر عالمية لمواطنيها فى ظل تزايد التهديدات الإرهابية
  9. ديلي ميل : المملكة المتحدة تبدأ حربها على داعش بسوريا الأسبوع المقبل
  10. سوريا من الصحافة الألمانية: المشروع الإيراني الذي دفع بشار الأسد للاستنجاد بروسيا
 
مايكل فايس* - (ديلي بيست) 17/11/2015 :اعترافات جاسوس من "داعش" الجزء الثالث: داخل كتائب التعذيب في "الدولة الإسلامية"
 ترجمة: علاء الدين أبو زينة
التحدث إلى الفتيات. الكذب في المحكمة. شرب كأس من البيرة. ألف شيء سيجلب عليك العذاب في مناطق "الدولة الإسلامية". إلا إذا كنت مشتبهاً بأنك جاسوس للسي آي إيه. عندئذٍ ستفقد رأسك.
مع كل الانتباه الذي يتجه إلى تنظيم "داعش" الآن، ثمة القليل نسبياً مما هو معروف عن أعماله الداخلية. لكن رجلاً يزعم أنه كان عضواً في أجهزة أمن ما تدعى "الدولة الإسلامية"، تقدم ليعرض هذه الرؤية الداخلية. وترتكز هذه السلسلة على أيام من المقابلات التي أجريتها مع جاسوس "داعش".
*   *   *
وزارات الخوف
إسطنبول، تركيا – "لديهم قفص في تلك الساحة"، قال أبو خالد، واصفاً المكان الذي تُنفذ فيه عدالة "داعش" في بلدة الباب، البلدة السورية التي عمل فيها –حتى وقت قريب- مع مؤسسة أمن الدولة فيما يدعى "الدولة الإسلامية". وهذا هو نفس المكان حيث تُنفذ عمليات قطع الرؤوس من حين لآخر. لكن القفص موجود هناك دائماً، وهناك دائماً تقريباً أحد ما داخله.
"إنهم يضعون الناس فيه لثلاثة أيام. ويقولون للناس لماذا هم هناك"، قال لي الرجل الذي سندعوه "أبو خالد" في واحد من لقاءاتنا التي جرت على مدى ثلاثة أيام في إسطنبول التركية في الشهر الماضي. "ذات مرة، ذهب رجل إلى المحكمة كشاهد وكذب. وضعوه في القفص لثلاثة أيام. وكان شخص آخر يتسكع مع فتيات؛ لم يكنّ من أقاربه ولا زوجات. أمضى في القفص ثلاثة أيام. على تدخين السجائر، تُمضي شيئاً مثل يوم واحد، يومين، ثلاثة أيام. الأمر يعتمد".
كان أبو خالد يصف مكاناً كنت قد زرته من قبل. كان ذلك في بلدة الباب خلال شهر رمضان في العام 2012، في الأيام المبكرة نسبياً من الثورة ضد نظام الأسد، عندما كانت البلدة ما تزال تحت سيطرة قوات الثوار المحليين. هناك رأيت كيف يصبح هذا الميدان نفسه نابضاً بالحياة في الليل عندما يحول الناشطون، والثوار والمدنيون المحليون أنفسهم إلى فرق للتنظيف –كناسي الشارع السوري الحر- حيث يلتقطون المخلفات والأنقاض التي يخلفها قصف النظام، أو يشغِّلون المستشفى الميداني في قبو الجامع المحلي، لأن المستشفى الحقيقي في الباب استُهدف وتضرر بشدة من الجيش السوري.
بل كان هناك حتى مقهى ليلي في تلك الأيام، حيث تستطيع مشاهدة محطات الأخبار العالمية، وتشرب شيئاً، وتدخن الشيشة، وتتحدث بلا انتهاء عن كل شيء وأي شيء دون خوف من احتمال أن تتنصت مخابرات الأسد عليك. كل ذلك ذهب الآن، كما أكد أبو خالد لي. المقهى أُغلق. ولم يعد أحد يخرج في الليل لأن "داعش" فرض حظراً إجبارياً على التجول. ويترتب على المحليين أن يقلقوا من أي شيء يقولونه، ولمَن يقولونه.
كما هو بشار الأسد وصدام حسين، كذلك هو حال أبو بكر البغدادي. "داعش" مصاب تماماً بالرهاب من الاختراق، وتقوم حملة اعتقالاته الجامحة للقبض على الطابور الخامس والعملاء الأجانب على التحرك الاستباقي أكثر مما تقوم على الكشف. يجب إدامة الخوف لإبعاد الناس كثيراً جداً عن التفكير في شيء مثل المقاومة. وفي هذه الحمى، يقوم "داعش" على نحو حتمي بالتهام شيء من ذاته. قال أبو خالد: "ذات مرة، قطعوا رأس رجل كويتي قالوا إنه يعمل مع جهاز (إم. آي-6). وكتبوا على جثته أنه كان جاسوساً بريطانياً –كان رئيس الأَمنيّات في الباب".
سحب أبو خالد، جامد التقاطيع، نفساً طويلاً من سيجارته المارلبورو وأخذ رشفة من الشاي في المقهى الإسطنبولي حيث كنا نتحدث.
يقول المنشق عن "داعش" أن الرهاب الذي يغمر التنظيم قائم على أسس سليمة. إن "داعش"، كما يعتقد، محاط حتماً بالجواسيس والمخبرين من جميع الاتجاهات. ويقول أن روسياً في الرقة وُجد أنه يعمل مع أجهزة فلاديمير بوتين. "كان لديهم شريط فيديو. اعترف بذلك. لا أعرف إذا كان ذلك تحت الضغط، لكنه اعترف". وهناك رجل آخر، فلسطيني، اتهموه بالعمل مع الموساد. وكلاهما أُعدم.
سرد أبو خالد جرائم الخيانة العليا في "الدولة": "العمل مع الجيش السوري الحر" (الذي يزعم أنه يتكون من مجموعة من جماعات الثوار المعتدلين)، وهذا عقوبته الإعدام. العمل مع المخابرات، السي آي إيه، أو مع الأجانب –العقوبة هي الإعدام".
لم يكن هناك مثال واحد بارز بشكل خاص على ذلك في ذهنه. "ذات مرة، أعدموا شخصاً، كان يلقي cardsSIM حول الأماكن التي يحتفظ فيها "داعش" بأجهزته الحكومية". cardsSIM؟ استمر أبو خالد بتسميتها كذلك. ثم سرعان ما تبين أنه كان يشير إلى أجهزة التعقب –ربما تعمل على أساس أجهزة تحديد الموقع الجغرافي GPS، وربما تكون رقائق لتحديد الهوية باستخدام موجات الراديو، والتي ترسل إشارات يمكن أن تلتقطها طائرات التحالف المقاتلة وطائراته من دون طيار. "كانت هذه من أجل أن تتمكن طائرات التحالف من تحديد الأهداف"، قال أبو خالد. "اعتقلوا الشخص. قطعوا رأسه وتركوا رأسه وجسده ليتعفنا في الساحة ثلاثة أيام. كان رأسه موضوعاً على عصا".
***
يستخدم "داعش"، مثله مثل الممالك والدكتاتوريات الدينية الأخرى، شرطة الأخلاق للمحافظة على أعراف الشريعة. وهم يُسمون: الحسبة.
لا يعجبك الخبز في مطعمك المحلي؟ اتصل بالحسبة. تعتقد أن المكان غير صحي ويعج بالهوام؟ اتصل بالحسبة. "إنهم شديدون. إذا وجدوا أن مطعمك غير نظيف، فإنهم سيغلقونه 15 يوماً حتى تمتثل".
ما تستهلكه في الخلافة هو شيء منظم إلى حد كبير بطبيعة الحال. الكحول حرام، وإذا وجدوا أنك تشرب، فإن من المرجح أن تتلقى 80 جلدة في الساحة الرئيسية في الباب، كعقاب.
الحسبة، "يتجولون بالسيارة في كافة الأنحاء ويتفقدون ما يفعله الجميع"، قال أبو خالد. "في الباب، هناك نحو 15 إلى 20 منهم. ليسوا كثراً، لكنك تراهم في كل مكان. لديهم حافلة صغيرة بمكبر صوت، وهم يصرخون: ‘وقت الصلاة! اذهبوا إلى المسجد! أسرعوا! أغلقوا محلاتكم. أنتِ يا امرأة، غطي وجهَك!’".
"النساء يعشن مع الخوف في الباب"، قال أبو خالد. "إنك ترى امرأة تسير في الشارع، وفي بعض الأحيان لا تستطيع أن ترى  الطريق في الليل بسبب النقاب. من الصعب جداً أن ترى عبر النقاب في النهار، وأقل كثيراً في الظلام. ثم تسمع صوتاً يصرخ: غطي رأسك! اذهبي إلى البيت!".

لكن "داعش" لا يستطيع الاعتماد تماماً على الخوف ليتمكن من الحكم، وعليه أن يجلب متطوعين جدداً كل الوقت، ولذلك يشكل التلقين العقائدي جزءا رئيسياً من برنامجه. إنه يقبل المتطوعين من الجيش السوري الحر المكروه جداً، ومن الميليشيات الإسلامية المختلفة، أو جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سورية الذي انفصل عنه "داعش" في العام 2014. لكنه يجعل الحاجز أمام الدخول عالياً جداً ويحدد للقادمين خياراتهم أو مهماتهم. على الشخص الذي ينضم بعد أن يكون قد خدم في جماعة منافسة أن يذهب إلى معسكر لإعادة التأهيل يشبه معسكرات ماو تسي تونغ لمدة ثلاثة أشهر، وأن "يتوب". وهناك قيود تظل مدى الحياة على ما يمكنك أن تفعله منذ ذلك الحين وصاعداً، وأين يمكنك أن تذهب.
"لا يمكنك أن تبقى في مدينتك الأصلية أو أن تعود إلى إليها. دعنا نقل إنني من بلدة الباب وكنت مع الجيش السوري الحر. والآن أريد أن أنضم إلى داعش. حسناً، علي أن أذهب إلى المعسكر لثلاثة أشهر، ثم سيرسلوني بعد الثلاثة أشهر إلى مكان ما لسنة واحدة، وليس لدي الحق في العودة إلى الباب".
ولأن الخلافة تريد أن تخلق أجيالاً مستقبلية من الجلادين الراغبين، فإنها تتعامل بعناية مع مسألة تثقيف الشباب أيضاً.
تمت دعوة المدرسين السابقين في سورية للعودة إلى تدريس الطلبة في المدن التي يسيطر عليها "داعش"، لكن عليهم أولاً أخذ دروس لثلاثة أشهر والتوبة، لأنهم كانوا قد عملوا مع النظام. والتعليم المنزلي حرام لأنه يجعل السيطرة على المنهاج غير ممكنة. وكان أبو خالد يعرف أستاذاً للإنجليزية أُلقي القبض عليه لتدريسه الطلبة في منزله.
كما أن هناك أيضاً امتيازات وإعفاءات واضحة لأولئك الذين يتمتعون ببعض السلطة في "الدولة"، مخابرات "الدولة الإسلامية".
كان أبو خالد، مثل أعضاء "داعش" الآخرين، يتلقى أجراً قدره 100 دولار في الشهر، من أوراق النقد الأميركية الخضراء وليس الليرة السورية، مع أن الأخيرة هي العملة في عالم بلدة الباب. وتوجد محلات لتصريف العملات في المدينة، حيث يستطيع موظفو داعش أخذ رواتبهم لتحويلها، ولو أنهم نادراً ما يحتاجون إلى ذلك، نظراً لكثرة الأشياء المجانية التي تأتي مع العمل عند "داعش".
"استأجرت منزلاً، وكان داعش يدفع أجرته"، قال لي أبو خالد. "أجرته 50 دولاراً في الشهر. كانوا يدفعون للمنزل، والكهرباء. وبالإضافة إلى ذلك، كنت متزوجاً، ولذلك حصلت على 50 دولاراً إضافية في الشهر لزوجتي. وإذا كان لديك أولاد، فإنك تحصل على 35 دولاراً لكل واحد منهم. وإذا كان لديك والدان، فإنك تأخذ 50 دولاراً عن كل منهما. هذه دولة رفاه".
"هذا هو السبب في أن الكثير من الناس ينضمون"، قال أبو خالد، "عرفت عامل بناء يعمل في الإنشاءات. كان يحصل على 1.000 ليرة في اليوم. وهذا لا شيء. الآن انضم إلى "داعش"، وهو يحصل على 35.000 ليرة -100 دولار لنفسه، و50 دولاراً لزوجته، و35 لكل من أولاده. وهو يكسب من 600 إلى 700 دولار في الشهر. وبعد ذلك ترك عمل البناء. وهو مقاتل فقط الآن، لكنه انضم من أجل الدخل".
يحب "داعش" بناء دولة مرتبة ويحافظ على احترام لديوان الخدمات، الذي شبهه أبو خالد بـ"قاعة المدينة". هنا، أيضاً، تبدو البيروقراطية مثيرة للإعجاب. ويتضمن ديوان الخدمات دائرة للصرف الصحي، ودائرة للحدائق العامة، وأخرى لترخيص السيارات، ووحدة للطاقة الكهربائية. كما أنه يدير أيضاً دائرة للزراعة من أجل فلاحة الأرض الزراعية التي إما اشتراها "داعش" أو -كما هو الحال أغلب الحالات- صادرها من أعداء الدولة.
أي شخص مطلوب لـ"داعش" يفر من مناطقه، تتم مصادرة كل ممتلكاته وأصوله. "الأرض، المحلات، كل شيء. البناية التي كنت أسكن فيها في الباب كانت تعود لشخص اتهموه بالعمل مع النظام"، قال لي أبو خالد. "وهكذا صادروا البناية كلها. جاؤوا بمذكرة إخلاء لكل شخص يسكن هناك. لديك 24 ساعة لتغادر البناية، قالت المذكرة".
كل الأعمال التجارية يجب أن تدفع الضرائب –هناك عملية جمع كل شهر، تنسقه "الجباية"، وهي بمثابة "جهاز العوائد الداخلية" لـ"داعش"، والتي سيكون من الغباء محاولة تجنبها أو خداعها. وتقوم "الحسبة" أيضاً بدوريات مثل جماعة مكافحة الغوغاء للتدقيق على كل الأعمال المحلية والتأكد من أن التجار يتقاضون الأسعار المناسبة عن السلع والخدمات، والاحتفاظ بدفاتر محاسبية دقيقة. "عليك أن تدفع نسبة، مثل 2.5 في المائة عن مبيعاتك الإجمالية لداعش". هل تأخذ الحسبة زبدة الربح؟ "نعم"، قال أبو خالد.
يتقاضى "داعش" رسوماً بأي معدلات يختارها عن الكهرباء النادرة. "وعليك أن تدفع لقاء المياه. عليك أن تدفع للمدينة. للتنظيف، وجمع القمامة. وكذلك، عليك أن تدفع ضريبة عندما تجلب أي شيء من خارج مناطق الدولة الإسلامية. الخضار أو الفواكه –أي شيء من تركيا أو مناطق الجيش السوري الحر، عليك أن تدفع عنه ضريبة". كما يفرض "داعش" غرامات أيضاً على كل أشكال المخالفات المدنية، خاصة تدخين السجائر أو التهريب.
هذا الموضوع الأخير ساخن بالنسبة لأبو خالد، المدخن المتسلسل الشره بطريقة ميؤوس منها، لكنه يعترف بأن هذه الغرامات تشكل مصدر دخل هائل للخلافة. السجائر ممنوعة لأنها تضر بالجسم، مثل الكحول. ومع ذلك، ولأن كل سوري تقريباً يريد أن يدخن، يدرك "داعش" أنه يستطيع أن يجني أرباحاً غير متوقعة من غرامات الممنوعات التي لا مفر منها. "جاء سعودي لرؤية جاري"، قال أبو خالد. "طرق على باب جاري ثم على بابي. كان لديّ معطر هواء لإخفاء رائجة السجائر. سأل، أين جارك؟ قلت، لا أعرف. وعندئذٍ قال: ’ديك شيء طيب الرائحة في منزلك. يا رجل، أعرف أن لديك سجائر –أرجوك، هل أستطيع أن أدخل وأدخن سيجارة؟".
يلتقي الغموض في النص الديني بالبراغماتية الاقتصادية في جميع مكونات إدارة "داعش". في التعامل مع الآثار، على سبيل المثال، تعود الكثير منها في سورية والعراق إلى أيام الأنبياء التوراتيين، ويعلن "داعش" أن أي فن صُنع قبل الإسلام، والذي كان "يُعبد" ذات مرة، يفترض أن يُفرد للتدمير، في حين أن كل شيء آخر –مثل العملات البابلية أو الرومانية- صالحة للبيع في السوق السوداء الدولية التي لا تفتقر إلى المشترين المتحمسين. لا شك أن ذلك يساعد منطق داعش الأركيولوجي الذي يقول إن التحف الأصغر تميل إلى أن تكون وثنية، وفي الممارسة، تكون المعالم أو التماثيل الضخمة التي لا يمكن نقلها بهدوء إلى الخارج، إلى تركيا أو كردستان العراقية، هي التي يتم استهدافها بالتدمير.
يجب تقديم الكثير من التنازلات والطرق المختصرة من أجل إبقاء "الدولة" تعيش في ترف. وعرض أبو خالد مثالين مهمين على مقايضات "داعش" مع أعدائه المعلنين، وابتزازه.
يشكل النفط، بطبيعة الحال، مصدراً كبيراً للعوائد. ويسيطر "داعش" على كل حقول النفط الشرقية في سورية، جاعلاً منها مزود طاقة رئيسي للبلد وطريقة لابتزاز المال بالوقود. ومعبر باب السلامة، الذي أصبح الآن طريق "داعش" الوحيد للدخول إلى شمال سورية، مسؤول عن تغذية الخلافة بأكملها، من حلب وحتى الفلوجة. "وهكذا، لك أن تتخيل كم شاحنة تعبره كل يوم"، قال أبو خالد.
مع ذلك، يسيطر على معبر باب السلامة في الجانب السوري ثوار من غير "داعش"، وبطبيعة الحال، تسيطر الحكومة في أنقرة على جانب المعبر التركي. لماذا لا يستطيع أيهما ببساطة أن يغلق المعبر ويحرم "داعش" من سيل عوائده؟
"لأنه ليس هناك خيار. داعش لديه الديزل، النفط. وفي المرة الأخيرة، قبل فترة قصيرة من شهر رمضان، أغلق الثوار معبر داعش". وردَّ "داعش" بإغلاق الصنبور. "سعر البترول في سورية ارتفع. توقفت المخابز عن العمل لأنه لم يكن هناك ديزل. والسيارات، المشافي وكل شيء توقف".

هناك تأثير جانبي لتهريب "داعش" على الطاقة. ويقول أبو خالد أن كل شيء في سورية يعمل الآن على مولدات الكهرباء. "لدي مولد ضخم. أستطيع أن أضيء به منطقة صغيرة، والناس يدفعون لي ثمن الطاقة". ولأنه يستطيع أن يشتري وقود الديزل بأسعار مخفضة بفضل عضويته في "داعش" –سدس الكلفة على المدنيين- أصبح أبو خالد بارون طاقة صغير بسبب سلطته وما لديه.
يقوم "داعش" أيضاً، كما هو معروف، بإعادة بيع نفط الأسد له. "في حلب، تتوفر الكهرباء للناس ربما لثلاث أو أربع ساعات في اليوم. وتقع محطة الكهرباء في عصفرة، المنطقة التي يسيطر عليها "داعش"، بالقرب من مطار كويرس. وهكذا، يدفع النظام ثمن الوقود لتشغيل محطة التوليد. كما يدفع أيضاً رواتب العاملين لأنهم متخصصون ولا يمكن استبدالهم. ويأخذ "داعش" 52 % من الكهرباء ويأخذ النظام 48 %. هذه هي الصفقة التي لديهم مع الأسد".
مع كل وسائله لإثراء نفسه، لم ينس "داعش" شأن المواطن الصغير. أنشأ شبكة أمان اجتماعي لمحكوميه في دولة رفاهه، وذلك مكون محوري في قانون الرعاية المتاحة الذي وضعه البغدادي نفسه.
لأعضاء "داعش" الحق في الرعاية الصحية المجانية والعلاجات، ويستطيع أي شخص يعيش في الخلافة أن يتقدم للحصول على الرعاية الصحية المجانية، شريطة إثبات الحاجة إلى ذلك. "يمكنك أن تذهب إلى الطبيب أو المستشفى دون أن تدفع النقود"، قال أبو خالد. "وإذا لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب أو المستشفى في أراضي الدولة الإسلامية، وإذا كان عليك أن تذهب إلى الخارج، فإنهم يدفعون لك. مهما يكن المبلغ. إذا كان لديك سرطان وتحتاج إلى علاج كمياوي في تركيا، فإنهم سيدفعون لك عن كل شيء، بما في ذلك فندقك. حتى لو كلف ذلك عشرات آلاف الدولارات".
الأطباء في بلدة الباب يشتكون بالكاد من أي خسارة لأن الطب هناك واحدة من أكثر المهن دخلاً في "الدولة". ويُدفع للأطباء بين 4.000 و5.000 دولار في الشهر حتى لا يفروا إلى تركيا.
لهذه الأسباب، كما قال أبو خالد، تشكل سورية "جهاد خمس نجوم" مقارنة بالعراق على الأقل. "هناك لا يوجد شيء. ولكن، تعال إلى الباب، هناك المقاهي، وهناك أشياء جميلة. يمكنك أن تعيش حياة محترمة".
وإذن، لماذا يريد هو –أو أي أحد آخر إذا كان ذلك مهما- أن يغادر "الدولة"؟ أجب أبو خالد: "بسبب ما رأيته في المزرعة".
***
"أعرف شخصاً ما، لديه مزرعة. وكل يوم، كل نهاية أسبوع عندما يذهب إلى المزرعة، كان يجد جثثاً مدفونة تحت الأرض. كان هؤلاء أناساً قُتلوا ودفن داعش جثثهم في مزرعته". وكلما حرث المزارع الأرض أكثر، وكما لو أنه في "فيردون" (1) حلبية، زاد عدد الجثث التي يستخرجها. "كان المزارع يحفر، فتظهر له يد أو قدم".
ذهب أبو خالد، بناء على طلب المزارع، ليقابل أمير الباب ويشكو له من مشكلة التخلص من الجثث البشرية هناك. وقال الأمير لأبو خالد أنه سيحقق ويرد عليه في أقرب وقت. "بعد بضعة أيام، رأيت الأمير في الشارع. سألت، ماذا حدث؟ فقال، ليس نحن. لا نعرف مَن الذي يدفن هذه الجثث". هل صدَّق أبو خالد الأمير. كلا بالطبع. "لكنك لا تستطيع أن تدعو الأمير كاذباً".
بعد بضعة أيام، قال المزارع لأبو خالد أن لديه شيئاً يريد أن يريه له. قال أنه في حين كان "داعش" في السابق يحفر قبوراً ضحلة لفرائسه على الأقل، فقد أصبح الآن يلقي بالجثث فوق التراب. "في كل أنحاء المزرعة، بين أشجار الزيتون –كانت الجثث متناثرة في كل مكان".
وهكذا، عاد أبو خالد لرؤية الأمير وأخبره بأن عليه أن يأتي ويرى بنفسه. ووافق الأمير. طلب من أبو خالد أن يرافقه في سيارته –سيارته "البي أم دبليو إكس-5، على وجه الدقة- وقادها بهما إلى الضريح الزراعي.
الأمير لديه بي. أم. دبلو إكس-5؟ سألته.
"نعم"، قال أبو خالد. "قلت له، يا رجل، لديك سيارة جميلة". فأجابني: الحمد لله. الدولة الإسلامية غنية جداً".
عثر أبو خالد على الجثث فوراً. لكن الأمير ظل مصراً: قال إن "داعش" ليس مسؤولاً عن هذه الوفيات. ومع ذلك، أصبح لدى أبو خالد الآن دليل على أن ادعاء الأمير باطل. نفس الرجل الذي تم القبض عليه وقطع رأسه بسبب رمي "SIM cards" حول المواقع الاستراتيجية في الباب، من أجل ما يفترض أنه لأجل راصدي التحالف، كان واحدة من هذه الجثث. "عرفت أنه هو"، قال أبو خالد، "لأنه كان يرتدي بدلة أديداس رياضية باللونين الأبيض والأسود. أخبرت الأمير، قلت، هيا يا رجل. هذا لكم".
بعد أربع وعشرين ساعة لاحقاً، اتصل الأمير بأبو خالد وقال له، "سوف نشتري المزرعة. اسأل المزارع كم يريد ثمناً لها".
 
*محرر رفيع في "الديلي بيست" والمؤلف المشارك لأفضل كتب نيويورك تايمز مبيعاً "الدولة الإسلامية: من داخل جيش الرعب". وهو يحرر أيضاً "ذا إنتربرتر"، المجلة الألكترونية للترجمة والتحليلات المخصصة لشؤون روسيا وأوكرانيا.
*نشر هذا الجزء تحت عنوان: Inside ISIS’s Torture Brigades
(1)  فيردون مدينة في شمال شرق فرنسا شهدت أعنف الهجمات الألمانية في الحرب العالمية الأولى.
الجزء القادم والأخير: الهرب من الدولة الإسلامية.
======================
يديعوت أحرونوت :الحرب ضد "داعش".. بشار يكسب الوقت
سمدار بيري
كل من يهدد، كالرئيس الفرنسي، بخوض "حرب إبادة" و"صراع شديد" و"ضربهم بوحشية"، حين يكون المقصود حملة ثأر ضد "داعش"، ملزم بأن يأخذ بالحسبان أيضا بشار الأسد. فجذور "الدولة الإسلامية" وإن كانت في العراق، إلا أن القلب ينبض في شمال سورية.
مدهش أن نكتشف كيف حصل أنه في غضون أربعة أيام اجتاز بشار بنجاح، مؤقت على الأقل، لقاءي قمة عنيا بمصيره. الأول، في فيينا، تحددت خلافات الرأي بين روسيا وإيران من جهة وباقي العالم الذي يطالب بإسقاطه. وفي الثاني، في أنطاليا، خصمه الكبير أردوغان، وإن كان فيه هو النجم، عندما استضاف الرئيس أوباما، ولكن الحدث انتهى بإطلاق تصريحات فارغة. إضافة إلى ذلك، فقد ادعى وزير الخارجية الإسباني قبل ثلاثة أيام أن "داعش" هو عدو مشترك سواء للأسرة الدولية أم للحكم السوري، وأنه في الفترة الحالية بشار هو بمثابة "أهون الشرور".
وبينما تلعق باريس جراح الإرهاب، للأسد ما يكفي من الوقاحة لأن يعرض على فرنسا التعاون الاستخباري، شريطة أن يدعوه. فهل هو قادر حقا على أن يعرض حلا لخطر "داعش" ويساهم في الكفاح ضد الإرهاب، أم أن النظام السوري هو عنصر مركزي في مشكلة "داعش"؟ مشوق أن ننتبه إلى أن الجيش السوري لا يقاتل حقا ضد "داعش". فالطاقة الوحشية تخرج ضد منظمات المعارضة التي تعارض استمرار حكم بشار.
بقدر ما يبدو هذا غريبا، فإن بشار معني بالذات أن يبقى "داعش" وان يواصل تنفيذ عمليات الإرهاب. فلا سبيل أفضل لصرف الانتباه عن فظائع النظام السوري الذي فجأة وظاهرا بدا شاحبا وغير مهدد.
 يمكن الافتراض أنه في أحد جوارير اجهزة الاستخبارات الغربية بما في ذلك في موسكو، توجد خطة "اليوم التالي لبشار". فهناك التصاق متزايد بجدول زمني يتراوح بين ستة أشهر وسنة ونصف حين سيجبرونه عن النزول. لا مكان للعواطف. لن يرحم أحد بشارا. لن يمجد أحد مشروع حياته. في اللحظة التي لا يعود فيها ذا صلة، ستنتهي مهامه بالخير، إذا وافق على تلقي ملجأ سياسيا، أو بالشر – بأسلوب الشرق الأوسط – حين سيتلقى رصاصة في الرأس.
وهو نفسه مدعو منذ الآن لأن يقرأ سيناريوهات النهاية: إيران تصر على أن يدير الأسد جولة الانتخابات التالية للرئاسة، ولكن ايران تعرف ايضا كيف تتراجع. روسيا توصي أن يكون بشار احد المتنافسين في الانتخابات امام خصومه. اما الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا والسعودية فتريد أن تدير صراعا في جبهتين: ضد "داعش" وضد بشار، إلى ان يطير.
ولكن في هذه الاثناء لا بديل له ولم ينشأ خلف او قائم بالاعمال. عندما يسقط الدكتاتور، مثلما حصل مع صدام حسين ومعمر القذافي، فإن الدولة تدخل في حالة فوضى عنف. و"داعش"، كما يجدر بنا أن نتذكر، هو فقط واحد من عشرات أجسام الإرهاب العاملة داخل سورية. جبهة النصرة وحشية بقدر لا يقل. والجيش السوري، لا ننسى، ما يزال يحتفظ بإصبع على مخزونات السلاح غير التقليدية.
إسرائيل لا تعتمد على وزن المعارضة المنقسمة ضد بشار. وحسب المعلومات، فقد نجح المخابرات السورية في أن تدرس في داخلهم وكلاء يبلغون دمشق بآخر التطورات. وحتى فكرة اقامة مجموعة قيادية تدير سورية، غير واعدة.
لنفترض للحظة أن الهجوم المصمم على معاقل "داعش" في سورية نجح في قتل عصفورين بضربة واحدة، الخليفة البغدادي يسقط مع بشار. فماذا بعد؟ من سيدخل إلى "قصر الشعب" في دمشق؟ من يضمن أن يقبل أبناء الطائفة العلوية الحكم الجديد؟ كيف سيردون في طهران؟ من يضمن ألا يبدأ حمام دماء اسوأ من حملات التصفية لـ"الدولة الإسلامية"؟ ماذا سيكون مصير قواعد الجيش الروسي؟ كلما تعقد الحل، بشار كفيل بأن يكسب.
======================
معهد واشنطن :نشر حاملة طائرات أمريكية يوفر فرصة استراتيجية في البحر الأبيض المتوسط
الرائد البحري راين تيويل
بعد ثلاثة أيام من هجمات باريس، غادرت حاملة الطائرات الأمريكية الضاربة "يو. إس. إس. هاري ترومان" Harry S Truman)) ميناء نورفولك في ولاية فرجينيا متوجهة إلى مياه الشرق الأوسط لإغلاق ما يسمى بالهوة في [غياب] حاملة طائرات. وعلى الرغم من التوقيت الجدير بالملاحظة، كان هذا الانتشار مقرراً سابقاً وليس رداً على الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شنها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» في مصر ولبنان ومالي وفرنسا. وعند وصول السفينة إلى المنطقة، سوف يزيد جناحها الجوي بصورة كبيرة من قدرة التحالف على ضرب أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا - ويضم هذا الجناح نحو خمسين طائرة هجوم. وإذا ما أبحرت حاملة الطائرات وفقاً للنمط المتبع في السنوات القليلة الماضية، فستتوجه مباشرة إلى الخليج العربي، إلا أنه بإمكانها الإستفادة استراتيجياً بصورة أفضل من الوضع الحالي من خلال شنها ضربات من شرق البحر الأبيض المتوسط ​​قبل استمرارها في مسارها إلى الخليج.
إن الآثار العملياتية لقصف أهداف تنظيم «داعش» من أي جسم مائي متشابهة جداً. بيد، تقوم حالياً حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" بشن عمليات هجومية من البحر الأبيض المتوسط. وإذا ما أخّرت "ترومان" من وصولها إلى الخليج العربي لفترة قصيرة، وانضمت إلى حاملة الطائرات "ديغول"، وأطلقت طائراتها كجزء من الضربات التي تقودها فرنسا، فإن ذلك سيبعث رسالة واضحة حول التضامن مع حليف وثيق ويشير أيضاً إلى التزام الولايات المتحدة بمساعدة حلفاء آخرين في "منظمة حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") في المنطقة. ووفقاً لذلك، يجب على الحكومتين أن تفكرا في الإعلان عن هذه النية في أقرب وقت ممكن، ومن المفضَّل أن يكون ذلك أخلال زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى واشنطن هذا الأسبوع، وبالتأكيد قبل زيارته اللاحقة إلى موسكو. ومن شأن مرور حاملة الطائرات "ترومان" في إحدى موانئ إسرائيل أو قبرص أن يزيد من تعزيز هذه الرسالة.
إن اتخاذ شرقي البحر الأبيض المتوسط ​​مسرحاً للعمليات يرسل في الوقت نفسه إشارة مختلفة جداً لروسيا ولنظام الأسد الذي تدعمه. فمنذ أن خرجت حاملة الطائرات الأمريكية الأخيرة مؤقتاً من المنطقة، عمل الروس على استعراض عضلاتهم العسكرية. وخلال الشهرين الماضيين، قامت ثمانية وعشرين طائرة هجوم روسية تتمركز في اللاذقية بقصف أهداف سورية من الجو - وخاصة عناصر المعارضة بدلاً من [مقاتلي] تنظيم «الدولة الإسلامية» - في حين ساعدت الشحنات الأخيرة من العربات المدرعة والأسلحة والطائرات العمودية والمستشارين على تقوية قوات النظام. وبالإضافة إلى ذلك، قامت السفن الحربية والقاذفات الاستراتيجية بشن هجمات في سوريا من على بعد آلاف الأميال. وفي 20 تشرين الثاني/نوفمبر، طلبت موسكو من لبنان غلق مجالها الجوي، بما في ذلك مطار بيروت الدولي، لمدة إثنتين وسبعين ساعة لكي تستطيع القوات الروسية إجراء تمارين عسكرية. وكان هذا التصعيد التدريجي للقوة العسكرية بمثابة رسالة استراتيجية واضحة تشير إلى رغبة فلاديمير بوتين في التأثير على الشؤون الإقليمية.
إن قيام حاملة الطائرات "ترومان" بشن ضربات لعدة أيام من شرق البحر الأبيض المتوسط ​​سيكون رداً مناسباً. وقد تعمل مجموعة حاملة الطائرات الضاربة (التي تشمل أربع من سفن السطح الأخرى) في نفس المياه التي يعمل فيها أسطول روسي مكوّن من أربع سفن حربية كانت قد أطلقت صواريخ كروز على أهداف سورية الأسبوع الماضي. ان الطرق المؤدية إلى أهداف تنظيم «داعش» من البحر الأبيض المتوسط قد ​​تمر عبر المجال الجوي التركي إلى الشمال مباشرة من المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا، وبالتالي ضمن مدى أنظمة الدفاع الجوي والطائرات المقاتلة الروسية المتطورة جداً، لذلك فإن موجهي حاملة الطائرات "ترومان" وطياري البحرية لا بد أن يكونوا حذرين جداً بينما يعملون على تخفيف خطر الاحتكاك مع أقرانهم الروس، وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في أواخر أيلول/سبتمبر. ومع ذلك، ينبغي أن لا يكون هناك أي تنسيق مع الروس بما يتخطى تخفيف خطر الاحتكاك، وبالتأكيد عدم القيام بعمليات مشتركة. كما يجب أن لا تكون الرسالة إلى بوتين تصعيدية أو استقطابية، بل مؤشراً فقط على أن القوات الأمريكية تعمل في الأماكن والأوقات التي تراها مناسبة لها، سعياً لتحقيق مصالح الولايات المتحدة.
وفي حين سيدرك بوتين بسهولة هذا الاستخدام للقوة العسكرية، إلا أن البعض الآخر قد لا يفهم ذلك. على سبيل المثال، قد يستنتج أهل السنة في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة أن القوات الأمريكية تعمل الآن مع روسيا والأسد في حملتهما الواضحة المعادية للسنة. وللتقليل من هذه المخاطر، يجب أن يكون بقاء حاملة الطائرات "ترومان" في البحر المتوسط ​​لفترة وجيزة، ويليه على الفور انتقالها المباشر إلى الخليج العربي. إن العودة السريعة إلى الخليج مهمة أيضاً لإعادة طمأنة الشركاء التقليديين هناك حول التزام واشنطن تجاه المنطقة، ولتذكير إيران بأن هناك قوات كبيرة تتمركز مرة أخرى على مقربة منها لمواجهة أي تهديدات لحرية الملاحة أو للمصالح الأمريكية الأوسع. ولزيادة أهمية هذه النقطة، يجب على واشنطن أن ترد على أي رد فعل سلبي من قبل الروس حول الوجود الأمريكي على مقربة من قواتهم من خلال الإعلان بوضوح عن هدف تمركز حاملة الطائرات هناك أي: إعادة تأكيد الدور القيادي الذي تلعبه الولايات المتحدة كجزء من الرغبة القائمة منذ فترة طويلة في إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
إن ضرب عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من البحر الأبيض المتوسط ​​بينما يجري القيام بعمليات [عسكرية] على مقربة من القوات الروسية سيساعد واشنطن على استعادة المبادرة الاستراتيجية - ويبعث برسالة إلى بوتين بلغة يفهمها. وفي ظل أزمة تضم عدد قليل من الخيارات المرضية، يوفر وصول حاملة الطائرات "ترومان" فرصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
الرائد البحري راين تيويل (البحرية الأمريكية) هو زميل زائر للشؤون العسكرية في معهد واشنطن. الآراء المُعرب عنها هنا هي آراء الكاتب ولا تعكس السياسة الرسمية أو موقف البحرية الأمريكية، أو وزارة الدفاع، أو حكومة الولايات المتحدة.
======================
جارديان: انقسامات عميقة بين العرب تحول دون هزيمة "داعش"
كتب : بوابة القاهرة الإثنين، 23 نوفمبر 2015 04:10 م
بوابة القاهرة :اعتبر الكاتب والمحلل البريطاني، إيان بلاك، أن هناك انقسامات وصفها بـ"العميقة" بين بعض الدول العربية تمنع حدوث تقدم في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وقال بلاك، في تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن دولا عربية تمزقها خلافات بشأن سوريا وتنافسات مع إيران بشكل يحول دون لعبها دورا أكبر في القتال ضد "داعش".
وأضاف: رغم وجود قوات كردية مدعومة من قبل أمريكا، فضلا عن ميليشيات شيعية عراقية وحزب الله اللبناني، ويقاتلون جميعا هذا التنظيم، لكن هناك صعوبة في إيجاد قوات برية عربية سنية تحارب "داعش".
وبحسب المقال، فإن التردد العربي في التعامل مع التنظيم لا يتعلق بالأساس بالقدرة العسكرية.
ونقل الكاتب عن الأكاديمي العماني عبد الله صالح قوله: إن "الدول الخليجية تسعى من أجل سياسات متناقضة."
وأشار "صالح" إلى أن ثمة "تعهد رسمي بقتال داعش، لكنهم في نفس الوقت منهمكين في صراع ضد ما يعتبره السيطرة الفارسية الشيعية على المنطقة."
======================
«نيويورك تايمز»: هجمات باريس وبيروت تمّ توجيهها من سوريا
الإثنين 23 تشرين الثاني , 2015 15:59
بيروت برس
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا احتل العنوان الرئيسي، كشفت فيه، نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين اميركيين واوروبيين، ان الهجمات الأخيرة في باريس وبيروت، وكذلك اسقاط الطائرة المدنية الروسية في مصر، «انما هي أولى نتائج حملة ارهابية تمّ التخطيط لها من قبل خلية تابعة لقيادة "داعش"، تشرف على ضرب الاهداف الخارجية».
وكشف التقرير أن هذه الخلية تقدم الإرشاد الاستراتيجي والتدريب والتمويل للعمليات «الهادفة الى اسقاط اكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين»، لكنها تترك مسألة اختيار توقيت ومكان ووسيلة تنفيذ الهجمات عموماً الى النشطاء على الارض، وذلك حسبما افاد المسؤولون.
وحذّر التقرير من ان القيام بهجمات بعيداً عن مقرّ "داعش" في العراق وسوريا، يشكّل تحولاً من النموذج السابق لدى الجماعة الذي اعتمد على حض المناصرين على حمل السلاح اينما وُجدوا، دون تلقي مساعدة حقيقية من الجماعة. كما قال ان هذا التحول يقلب الموقف لدى الولايات المتحدة وحلفائها، الذي يعتبر ان "داعش" يشكل تهديدًا اقليميًا فقط، حيث هناك تقدير جديد ان الجماعة تشكل مجموعة مخاطر جديدة تماماً.
كما نقل التقرير عن المسؤولين الاستخباراتيين الاميركيين والاوروبيين، ان هذه التقديرات مبنية على الاتصالات التي تم اعتراضها، واساليب البروباغندا التي تعتمدها الجماعة، اضافة الى معلومات استخباراتية أخرى. وافاد التقرير استناداً الى مسؤولين غربيين اثنينأ يعملان في مجال مكافحة الارهابأ عن اتصالات تمت عبر شبكة الانترنت بين قادة "داعش" في سوريا والمدعو عبد الحميد عبود، المشتبه بأنه مهندس هجمات باريس.
وقال التقرير أيضاً ان ادلة مشابهة تم تحليلها بعد تفجيرات بيروت تفيد بأن التوجيهات جاءت من سوريا وانها نفذت من قبل ناشطين على الارض. كما نقل عن المسؤولين ان اسقاط الطائرة المدنية الروسية في سيناء قامت به على الارجح الجماعة التابعة لـ"داعش" في هذه المنطقة بشكل مستقل.
وفق المسؤولين الاميركيين والاوروبيين، فإن الرجل الذي يشرف على الهجمات خارج سوريا والعراق هو المدعو ابو محمد العدناني، وهو مواطن سوري يبلغ من العمر 38 عاماً ويعد من اكثر المقربين لزعيم "داعش" ابو بكر البغدادي.
كما نقل التقرير عن مصادر اميركية مطلعة، ان روسيا تحتل المرتبة الاولى بين الدول التي تلقت اكبر عدد من التهديدات من "داعش" في اشرطة الفيديو التي بثتها الجماعة، حيث تلقت ما يزيد عن 25 تهديداً في عام واحد، تتبعها فرنسا التي تلقت حوالي 20 تهديداً في نفس المهلة الزمنية.
كذلك قال التقرير، ان المسؤولين الاستخباراتيين الفرنسيين يعتقدون ان عبود، الذي قتل في تبادل لاطلاق النار مع الشرطة الفرنسية في باريس الاسبوع الماضي، كان يعمل تحت امرة السيد عدناني في سوريا، حيث كان يقوم بتجنيد "الجهاديين" الناطقين باللغة الفرنسية. وكشف التقرير ايضاً عن ناشطين في محاظفة حلب السورية ان السيد عبود كان امضى وقتاً في منطقة أعزاز قرب الحدود التركية في اوائل عام 2014.
ولفت الى تصريح وزير الداخلية الفرنسي خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي، بأن السيد عبود كان له دور في اربعة مخططات ارهابية تمكنت السلطات الفرنسية من تعطليها خلال العام الجاري، الى جانب ضلوعه في هجمات باريس الاخيرة.
ونقل التقرير عن مسؤول اوروبي رفيع آخر، يعمل في مجال مكافحة الارهاب، ان اوروبا تفاجأت «بقدرة وتصميم "داعش" على تنفيذ مثل هذه الهجمات المذهلة والمنسقة خارج الاراضي التي تسيطر عليها»، بدلاً من ان تعزّز سيطرتها على دولة الخلافة.
غير ان التقرير لفت الى أن ذلك (عدم توقع أوروبا ان تشنّ "داعش" مثل هذه العمليات) ليس في محله، حيث أشار الى ان ابو مصعب الزرقاوي، وهو زعيم تنظيم "القاعدة" في العراق، والذي يعدّ النسخة الاولية من "داعش"، كان دائماً مهتمًا بشنّ هجمات في الخارج. وتحدّث في هذا الاطار عن تفجيرات الفنادق بالعاصمة الاردنية عمان عام 2005 التي ادت الى  مقتل ستين شخصاً.
======================
واشنطن بوست”: ساسة أمريكا يضيقون الخناق على اللاجئين السوريين  0
سلطات صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على ما يقوم به بعض الساسة الأمريكان من تضيق الخناق على على اللاجئين السوريين، بالإضافة إلى قاعدة تمثال الحرية المكتوب عليها “تعالوا إليّ أيها الجياع العرايا المحطّمين لتشعروا بالحرية… ذلك فخر أمريكا”، وهو ما يعد إهانة كبيرة لهؤلاء اللاجئيين.
وتحت عنوان “الجذور الشرق أوسطية لتمثال الحرية”، قالت الصحيفة في تقرير لها إن “البعض سيندهش أن جذور تمثال الحرية هي في الأصل جذور شرق أوسطية وبالتحديد مصرية”، موضحة أنه في الأصل كان “لفلاحة مصرية”.
وأضافت :”في عام 1869 قام ، فريدريك بارتولدي، الفرنسي مصمم التمثال ، بتصميم نموذج مصغر للتمثال وعرضه على الخديوي إسماعيل والاقتراح عليه بأن يوضع هذا التمثال على مدخل قناة السويس كعلامة على الصداقة بين البلدين وحرية الملاحة وكتابه “مصر منارة آسيا” على قاعدته”.
وأشارت إلى أن الخديوي إسماعيل  رفض هذا الاقتراح لأن الإمكانيات المادية لمصر في ذلك الوقت كانت ضعيفة بعد تكاليف حفر القناة والافتتاح، وتابعت :” خلافا للرأي السائد بأن فرنسا أهدت الولايات المتحدة هذا التمثال بعد رفض الخديوي إسماعيل، فإن التمثال لم يكن “هدية” بل تمت إقامته بعد تبرعات لا تعد ولا تحصى”.
======================
واشنطن بوست: الضربات الجوية الفرنسية على الرقة قطعت الكهرباء عن (200) ألف سوري
2015-11-16
ترجمة: سامر إسماعيل
اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بالهجمات الجوية الانتقامية التي شنها الطيران الحربي الفرنسي أمس الأحد على أهداف بمدينة الرقة السورية، بعد تنسيق مع مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية.
وأشارت إلى أن بيان وزارة الدفاع الفرنسية تحدث عن أن عشر طائرات حربية أسقطت 20 قنبلة على منشآت يستخدمها "داعش" الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات الجمعة الماضية الإرهابية بباريس، وشملت الأهداف مركز قيادة ومنشأة تدريبية ومخزن أسلحة.
وتواصلت الصحيفة مع نشطاء في الرقة، تحدثوا عن إسقاط ما لا يقل عن 30 قنبلة على المدينة واستهدفت ملعب كرة قدم ومتحف ومنشآت طبية بجانب مواقع أخرى، وتسبب القصف في انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 200 ألف نسمة.
وذكر البيان الفرنسي أن العملية أطلقت من قواعد جوية في الإمارات والأردن وجرى التنسيق بشأنها مع القوات الأمريكية، وأضاف مسؤولون أمريكيون خلال مشاركتهم في قمة العشرين بتركيا أن العملية الفرنسية جرت مناقشتها بين الجيشين الفرنسي والأمريكي فضلا عن اتصالات هاتفية السبت والأحد الماضيين بين وزيري دفاع البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تغير إستراتيجيتها ضد "داعش" ردا على هجمات باريس، على الرغم من وجود أدلة بأن التنظيم يوسع من قدرته على ضرب أهداف غربية.
وتحدثت عن أن الهجمات شجعت الرئيس الفرنسي على الإعلان بأن بلاده ستقود حربا لا هوادة فيها ضد "داعش" في خطوة من شأنها أن تزيد من الضغط على إدارة أوباما لاتخاذ خطوات أقوى لضمان أن التنظيم لن يستطيع مهاجمة الولايات المتحدة بشكل مباشر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بحلف شمال الأطلسي في بروكسل أن فرنسا رفضت حتى الآن تفعيل البند الخامس من اتفاقية الحلف والتي من شأنها أن تلزم كل الأعضاء بالانضمام للقتال ضد التنظيم، وأشارت الصحيفة إلى أن المرة الوحيدة التي فعل فيها البند الخماس كان بطلب من الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م على يد تنظيم القاعدة.
المصدر : ترجمة- شؤون خليجية
======================
ديلي ميل : المملكة المتحدة تبدأ حربها على داعش بسوريا الأسبوع المقبل
ذكرت صحيفة ديلى ميل البريطانية، إن بريطانيا ستبدأ قصفها لتنظيم داعش فى سوريا خلال أيام، بعد تحذيرات وجهها ديفيد كاميرون الليلة بشان خطورة التنظيم، وعقب تمهيده الطريق لتصويت حول هذه القضية الأسبوع المقبل.
وأثبت رئيس الوزراء البريطانى أنه سوف يعرض التصويت على قصف داعش فى سوريا يوم الخميس المقبل أمام مجلس العموم البريطاني، قبل أن يعطى النواب حتى نهاية الأسبوع كمهلة للتفكير فى الخطة.
ومن المقرر أن يتم التصويت على القرار الأسبوع المقبل وذلك بعد ان حذر كاميرون قائلا:" كل يوم نقضيه هو يوم لا نستطيع فيه ان نسيطر على خطر داعش".
جاء ذلك بعد أن أطلقت بريطانيا 17 صاروخا على داعش فى العراق خلال الأيام العشرة الماضية، وذلك منذ هجمات باريس الإرهابية التى نفذها التنظيم.
وقالت ديلى ميل إنه قبل عامين قام 30 عضوا من حزب المحافظين الذى ينتمى إليه كاميرون مع حزب العمال والحزب الوطنى الاسكتلندى بمعارضة الضربات الجوية البريطانية فى سوريا ضد نظام الأسد، ولكن بعد التهديدات الإرهابية المتصاعدة واتجاه الضربات لاستهداف داعش وليس الحكومة السورية فإنه من المرجح ان يلقى هذا التصويت الدعم من مجلس العموم البريطانى .
======================
الجارديان: الولايات المتحدة تصدر تحذيرات سفر عالمية لمواطنيها فى ظل تزايد التهديدات الإرهابية
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، إن وزارة الخارجية الأمريكية حذرت الأمريكيين بالبقاء فى حالة تأهب لمخاطر السفر المحتملة، وخصوصا خلال الأعياد بعد تزايد التهديدات الإرهابية فى جميع انحاء العالم.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن تحذير السفر الذى أصدرته الخارجية الأمريكية سارى المفعول حتى 24 فبراير، لافتة إلى ان المعلومات الحالية تشير إلى ان تنظيم داعش، والقاعدة وبوكو حرام وغيرهم من التنظيمات الإرهابية الأخرى مستمرون فى التخطيط لهجمات فى مناطق متعددة.
وقالت السلطات الأمريكية إن احتمال وقوع هجمات إرهابية أمر مستمرن فيما يشارك عناصر من داعش فى سوريا والعراق، وغيرهم من الأشخاص الذين لا ينتمون لجماعات إرهابية فى العنف من تلقاء أنفسهم.
واستهدف المتشددون الفعاليات الرياضية والمسارح والأسواق والطائرات. وفى العام الماضى شهد العالم عده هجمات إرهابية فى فرنسا ونيجريا والدنمارك ولبنان وتركيا ومالى .
وقالت الخارجية الأمريكية ":" يجب على جميع مواطنى الولايات المتحدة اليقظة والحذر عند تواجدهم فى الأماكن العامة او استخدام وسائل النقل".
وأضافت الخارجية أنه على المواطنين البقاء فى حالة يقظة بالمحيط المباشر لهم وتجنب الحشود الكبيرة او الأماكن المزدحمة، وتوخى الحذر بشكل خاص خلال موسم العطلات والمهرجانات.
وقالت الخارجية إنها ستواصل تبادل المعلومات مع حلفاؤها حول تهديدات الإرهاب الدولى .
======================
الجارديان: الولايات المتحدة تصدر تحذيرات سفر عالمية لمواطنيها فى ظل تزايد التهديدات الإرهابية
كريستوف رويتر- ديرشبيغل: ترجمة راما البدرة- الغربال
لم يعد النظام الإيراني يدعم بشار الأسد من خلال إرسال قواته العسكرية فقط بل أصبح يبني دولته داخل الدولة السورية نفسها حيث يقوم الإيرانيون اليوم بشراء الأراضي السورية وبفتح المدارس الدينية وبأداء المهام القتالية بالإضافة لإزاحة كل من هم مقربون من النظام السوري.
إن خوف بشار الأسد من أعدائه كان السبب الرئيسي لطلبه النجدة من موسكو، لكن خوفه من أصدقائه لعب دوراً في ذلك كما يقول مسؤول روسي عمل لفترة طويلة في السفارة الروسية بدمشق، وقد عنى المسؤول الروسي بكلمة الأصدقاء إيران التي كانت فيما مضى الحامي الأساسي للنظام السوري.
يكمل المسؤول الروسي: ” إن الأسد ومن يحيط به يخافون من الإيرانيين، وتعتريهم حالة من الغصب إزاء الغطرسة الإيرانية التي جعلتهم يعاملون سوريا وكأنها مستعمرة لهم!”، النظام السوري كان يعرف ذلك منذ البداية ولكن الأهم من غطرسة الإيرانيين وغضب السوريين هو عدم ثقة رجال النظام السوري في أهداف طهران التي لم يعد للأسد فيها أي دور أو رأي، ولذلك أصبح النظام السوري يريد أن يتواجد الروس في بلاده.
 ما يصفه الدبلوماسي الروسي، الذي يريد أن يبقى اسمه مجهولاً, يبدو لأول وهلة مثيراً للغضب، إن دعم الجماعات الشيعية القادمة من إيران وأفغانستان وباكستان والعراق ولبنان والتي تنظم جميعاً من قبل الحرس الثوري الإيراني لنظام الأسد سيساهم في إطالة مدة هيمنة الأسد، لكن هناك العديد من التفاصيل التي يجب إيضاحها حول النزاع على السلطة الذي يجري خلف الكواليس وهو ما يجعل الأمور بالخفاء تختلف كلياً عن الصورة الظاهرة لعلاقة الأسد بإيران.
 الحرس الثوري الإيراني قام بالتخطيط لعدد من العمليات لصالح النظام السوري ونفذها وكانت هذه الهجمات ناجحة مؤقتاً في حلب شمال سوريا ودرعا جنوبها عام 2013 وقتها كانت هذه الهجمات في كل تفاصيلها من عمل الحرس الثوري، من ينتمي للحرس الثوري الإيراني هم أولئك الذين يرغبون في مواصلة الثورة الإسلامية وانتصار الشيعة على السنة، وهم يشكلون دولة داخل دولة في إيران بالإضافة لحصتهم الاقتصادية الخاصة بهم، حتى أن زعيم الثورة الإسلامية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني ليس لديهم ما يملونه عليهم، في الواقع لا تقتصر أهداف الحرس الثوري الإيراني إلى مجرد إعادة الوضع لما كان عليه في سوريا قبل عام 2011.
في أوائل عام 2013 أعلن مهدي طالب أحد مخططي الالتزام الإيراني-السوري :” سوريا هي المحافظة رقم 35 لإيران والمحافظة الإستراتيجية بالنسبة لنا” لسنوات عدة كان التحالف مريحا بين بيت الأسد وإيران من الناحية السياسية وخاصة ضد الحكم الطويل لصدام حسين في العراق. ولكن اليوم أصبحت سلطة الأسد مرهونة بالدعم الإيراني وهو ما يستغله الإيرانيون عسكريا ومدنيا، حيث تسعى إيران لخلق موطئ قدم لها في سوريا،
على المستوى العسكري يسعى الإيرانيون إلى تعزيز نفوذ حزب الله الشيعي اللبناني في جميع أنحاء سوريا وتحقيقا لهذه الغاية تم إنشاء قوات الدفاع الوطني التي تم تدريب عشرات الآلاف من عناصرها في إيران لتشكيل القوات السورية التابعة لإيران لتتواجد على الأرض السورية مع الجيش النظامي، وقوات الدفاع الوطني تنقسم إلى ميليشيات مافيا محلية تفقد الحكومة السورية السيطرة عليها كلياً بشكل سريع، أما على الصعيد المدني فهناك تحول بعيد المدى يجري الآن فالمدارس الحسينية الشيعية تفتح بشكل مستمر في العاصمة دمشق ومدن أخرى كاللاذقية وجبلة من أجل تحويل السنة وحتى طائفة الأسد العلوية إلى الطائفة الشيعية “الحقة”، فمع تواجد الخطب والمنح الدراسية يمكن دفع السنة والعلويين باتجاه التحول إلى الشيعة الجعفرية أي الطائفة الحاكمة في إيران.
منذ حوالي العام تقرر بموجب مرسوم حكومي إدخال تدريس المذهب الشيعي الجعفري في مدارس الدولة السورية الدينية، كل ذلك يحدث وسط انزعاج العلويين الذين يعبرون علنا عن ذلك فقد اشتكى بعضهم على صفحة أخبار جبلة على فيسبوك قائلين: “إنهم يعودون بنا آلاف السنين، نحن لا نرتدي الحجاب أبدا ولسنا شيعة”. وحدث في خطبة جمعة في مسجد شيعي في اللاذقية أن قال الخطيب: “نحن لسنا بحاجة لكم, بل بحاجة أطفالكم وأحفادكم”.
 بالإضافة إلى ذلك يقوم الإيرانيون بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء سوريين بشراء أراض ومباني في دمشق كان من ضمنها الحي اليهودي السابق بشكل كامل, ويحاولون بالمقابل جلب الشيعة من بلدان مختلفة وتوطينهم فيها.
 طالب إبراهيم, علوي شيوعي من مصياف فر إلى هولندا منذ عدة سنوات يلخص الأمر بقوله: “الأسد يريد الإيرانيين فقط كمقاتلين على الأرض ولكنهم لا يتوقفوا عن إقحام أنفسهم بشكل إيديولوجي في الشؤون الداخلية السورية على عكس الروس، بالتالي لجأ الأسد الآن إلى الدعم العسكري من الروس الذي يطمئن لهم من الناحية الدينية والذين دخلوا تحت ذريعة محاربة “الدولة الإسلامية ” وقاموا بإنزال قواتهم في قاعدتهم العسكرية في شمال سوريا اللاذقية”.
وفي يوم الأربعاء نهاية شهر أيلول الماضي قام الروس بأولى الضربات الجوية ولكن على المناطق التي يسيطر عليها الثوار وليس على مناطق إرهابيي “الدولة الإسلامية”، انه لأمر مشكوك به ما إذا كان ذلك التدخل الروسي سيساعد حقاً على الحد من النفوذ الإيراني.
وبما يتعلق بالمشروع الإيراني في سوريا فيكفي الإطلاع على غرض المفاوضات التي جرت حول مدينة الزبداني ليوضح ماهية هذا المشروع، فمنذ ثلاث سنوات والزبداني غرب دمشق محاصرة من قبل النظام وحزب الله لأهميتها الإستراتيجية عند حزب الله،  يسيطر الثوار على الزبداني وهي تعد آخر العقبات في خطة حزب الله للسيطرة على كامل المنطقة الحدودية السورية حول لبنان، في أوائل شهر تموز الماضي بدأ حزب الله هجوما واسعاً على الزبداني , وفي المقابل حاصر الثوار في إدلب قريتي الفوعة وكفريا اللتين يعيش فيهما أكثر من عشرة آلاف من الشيعة، فكانت خطوة طهران التفاوض مباشرة مع الثوار بمن فيهم جبهة النصرة ولم تكن القيادة في دمشق شريكا في المفاوضات على الإطلاق.
 ونتج عن المفاوضات اتفاق الهدنة الذي لم يسبق أن حدث بين الثوار ونظام الأسد ولكنه يحمل بين طياته خطرا كبيرا على نظام الأسد إذ انه يعني أحدى أمرين: إما أن الإيرانيين لم يعد عندهم أي إيمان بانتصار الأسد أو أن تقسيم البلاد قد بدأ بما في ذلك التطهير الطائفي، إن خطة الهدنة تنص على أن ينزح جميع السنة في الزبداني إلى إدلب وفي المقابل يتم توطين أهالي الفوعة وكفريا جنوباً. ووقف إطلاق النار سيشمل سلسلة من الأماكن المحيطة بالفوعة وكفريا والزبداني بما في ذلك نطاقها الجوي الذي أصبح محرما على الطائرات ومروحيات سلاح الجو السوري أي أن هذه المناطق أصبحت كمنطقة حظر جوي وهذا ما يشكل تدخلاً في استقلالية النظام وبناء على ذلك يؤخر تنفيذ اتفاق الهدنة والذي يتضمن أيضا الإفراج عن 500 معتقل لدى النظام.
 ظاهريا لا يبدو لنا ما هي الآثار السلبية التي يؤدي إليها هذا التدخل الإيراني على نخبة النظام السوري من آل الأسد، لكن من الأكيد انه تم بظل الظروف المتقلبة اختفاء أكثر شخصيات النظام قوة على مر عقود بالإضافة إلى أولئك الذين عارضوا التدخل الإيراني، ففي كانون الأول الماضي ظهر رستم غزالة, رئيس الأمن السياسي جنوب دمشق أمام الكاميرات في فيديو على الانترنت مترافقا بموسيقا وهو يعبر عن ولائه للأسد، وفي وقت لاحق, تعرض للضرب حتى الموت على يد شبيحة أجهزة المخابرات السورية ومن بينهم إيرانيان. وكان سبب ذلك أن غزالي وقف في وجه الميليشيات الشيعية ورفض كل أشكال التعاون وعلى ما يبدو أن الإيرانيين حاولوا استخدام ممتلكاته كمقر لهم ولكن قبل أن يأتوا فضل رب المنزل أن يدعه يحترق كما شاهد الجميع صور حرق المبنى على الأنترنت.
 في تموز الماضي وصل الأمر إلى الجنرال ذو الهمة شاليش , قائد الحرس الرئاسي من عقود والمقرب جدا من العائلة الحاكمة, حيث أعلنت وسائل الإعلام الحكومية إقالته المفاجئة بحجة انه كان متورطا بقضايا فساد. الأمر الذي كان غريبا جدا , فشاليش لم يكن فقط مجرد شخص فاسد, بل كان مثالا للفساد حيث كان تاجرا للعقارات والسلاح والمخدرات لسنوات عديدة وبمثابة عراب التهريب لصدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي عليه فقد بلغت تجارة الأسلحة والأجهزة الإلكترونية التي يديرها شاليش مئات ملايين الدولارات حيث كان يصدر هذه البضائع عبر سوريا إلى بغداد ومن ثم تم اكتشاف الأمر من قبل الأميركيين في أوائل عام 2003، وكاد ذلك أن يودي بالنظام السوري إلى السقوط بيد الأمريكيين.
في ذلك الوقت لم تزعج أعمال شاليش اللاشرعية أحدا، لذلك فان سقوطه مؤخراً لم يكن بسبب تجاراته الفاسده, بل على الارجح بسبب دوره كرئيس للحرس الرئاسي، هذه الأمثلة من الجنرالات تظهر مدى تعرض الأسد للضغوط من قبل الإيرانيين, لدرجة أنه لم يعد قادرا على حماية المقربين منه, الأمر الذي يشكل خطرا كبيراً عليه.
يقول دبلوماسي أوروبي كانت له صلات سابقة في دمشق: “منذ رحيل شاليش, تمكن الإيرانيون من الوصول بشكل فعلي ومباشر إلى بشار الأسد، الأسد الآن يخضع لحراسة من قبل الإيرانيين، وهم قادرون على إسقاطها عندما يشاؤون، ومع إرسال موسكو قواتها إلى سوريا أصبح الأسد أكثر راحة قليلا, فهو يستطيع الآن أن يلعب على الحبلين الإيراني والروسي وبنفس الوقت يتمكن من مواصلة حملته العسكرية على سوريا، الأسد وفق المعطيات الحالية لن يفوز لكنه لن يفقد شيء مؤقتاً”.
======================