الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 24/2/2016

25.02.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز :التهدئة في سوريا.. شكوك أكثر من التفاؤل
  2. يديعوت :محلل أمني إسرائيلي يحذر: لم يعد لدينا حدود مع سوريا
  3. معهد واشنطن: ما الذي تكشفه إحصاءات قتلى حزب الله بسوريا؟
  4. "بروجيكت سنديكيت" :الإسلام مقابل الإسلام
  5. آنا بورشفسكايا -(فورين بوليسي) 19/2/2016 :الأمان أولا في سورية
  6. سكوت باترسون – (كريستيان سينس مونيتور) 15/2/2016 :الجنرال سليماني: ماركة جديدة للبطل الإيراني في زمن القومية
  7. معهد واشنطن :التدخل لمساعدة السوريين الفارين: مَنْ وماذا وأين ولماذا وكيف؟
  8. معهد واشنطن :المبررات القانونية لإقامة منطقة آمنة في سوريا
  9. الجارديان: يجب على وسائل الإعلام العالمية تجاهل دعاية "داعش"
  10. "النيويورك تايمز": هل يمكن الاعتماد على بوتين؟
  11. "وول ستريت جورنال": الدول التي تسعى للسلام في سوريا هي من تشعل الحرب
  12. واشنطن بوست: حرب عالمية «مصغرة» على وشك الاندلاع في ريف حلب
  13. المونتنيور :هل تسحق تركيا الحكم الذاتي للأكراد في سوريا؟
  14. "نيويورك تايمز": روسيا حققت أهدافها في سوريا بأبخس الأثمان
  15. نصيحة "واشنطن بوست" لردع بوتين بسوريا
  16. نيويورك تايمز تكشف الأهداف الـ5 لروسيا في سوريا و حربها الباردة في أوروبا
 
نيويورك تايمز :التهدئة في سوريا.. شكوك أكثر من التفاؤل
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الاتفاق الروسي الأميركي للتهدئة الجزئية في سوريا يثير شكوكا أكثر مما يبث تفاؤلا، وإن كلمات التحذير والتحوّط التي تضمنها تبرز العقبات التي تقف أمام الجهد الدبلوماسي الأخير لإنهاء الحرب الأهلية التي أكملت عامها الخامس.
وأوردت الصحيفة بنود الاتفاق التي يجب أن يبدأ العمل بها السبت المقبل واستثناء تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة منها، وتساءلت ما إذا كان هذا الاتفاق سيستمر أكثر من سابقيه.
وقالت إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ظل دائما أكثر تفاؤلا من البيت الأبيض بشأن فرص الحل الدبلوماسي بسوريا، لكن تصريحا أدلى به أمس كان متحفظا إذ لم يذكر خلاله تاريخ بدء التنفيذ، وقال إنه بينما يمثل الاتفاق "لحظة وعد"، يعتمد الوفاء بهذا الوعد على الخطوات الفعلية التي ستتخذها الأطراف المعنية.
ترحيب دون إشادة
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لتأكيد تفاصيل الاتفاق، وإلى أن بوتين أعرب عن اطمئنانه بأن الاتفاق سيحدث تغييرا جذريا في الوضع السوري ووصفه بأنه فرصة حقيقية لوقف نزيف الدم والعنف، وقالت إن البيت الأبيض كان أقل تفاؤلا ونشر بيانا من فقرتين لخص فيهما حديث أوباما مع بوتين ورحب بالاتفاق لكنه لم يشد به.
وذكرت الصحيفة أن أوباما أبلغ بوتين بأن الأولويات هي "تخفيف معاناة السوريين، وتسريع التسوية السياسية، والتركيز على معركة التحالف ضد تنظيم الدولة".
ونقلت نيويورك تايمز عن محللين تشاؤمهم وقولهم إنه خلال الخمسة أيام قبل دخول الهدنة حيز التنفيذ من الممكن أن تقوم قوات النظام السوري وحلفاؤها بهجمات قاسية ضد حلب، وتوقع بعضهم أن توسع روسيا حملتها العسكرية إلى إدلب جنوب غرب حلب حيث توجد قوات لجبهة النصرة.
النوايا الطيبة
ونسبت إلى كبير الباحثين بالمجلس الأطلنطي فريدريك س. هوف قوله إن الأمر كله يعتمد على النوايا الطيبة لروسيا وإيران ونظام الأسد، "لكن جميعهم لم يُظهر أي نية طيبة خلال الخمس سنوات الماضية". واتهم الروس بتأخير تنفيذ الاتفاق خمسة أيام عمدا بهدف استخدام جبهة النصرة مبررا للحصول على أكثر مما حصلوا عليه حتى اليوم.
ونقلت عن محللين أيضا قولهم إنه بالنسبة لإدارة أوباما فإن هذه التهدئة الجزئية ربما تُستخدم وسيلة لغض الطرف عن العنف بسوريا مؤقتا بعد تخفيفه وإدخال بعض المعونات للمدن والبلدات المنكوبة مثل حلب، من أجل التركيز على التخطيط على ليبيا وشن هجمات عسكرية فيها.
ونقلت الصحيفة أيضا عن منسق جهود المعارضة رياض حجاب موافقته على الاتفاق، وقوله إنه لا يتوقع أن يلتزم النظام وروسيا وإيران به "لأن بقاء الأسد في السلطة يعتمد على استمرار قمعه للمعارضة والقتل والتهجير القسري للمدنيين من مناطقهم".
وأضافت الصحيفة أن الجهود الدبلوماسية أسفرت عن تقدم طفيف تمثل في توصيل مواد إغاثة لعدد من البلدات لأول مرة خلال شهور، بينما ظل آلاف السوريين عالقين في مناطق مصنفة بأنها محاصرة أو صعب الوصول إليها ولا يحصلون على إمدادات طعام وأدوية بشكل منتظم.
 
======================
يديعوت :محلل أمني إسرائيلي يحذر: لم يعد لدينا حدود مع سوريا
القدس المحتلة- عربي21# الثلاثاء، 23 فبراير 2016 02:01 م 04
قال المحلل الأمني الإسرائيلي، أليكس فيشمان، إن تنظيم الدولة يزرع خلايا نائمة في الجولان على الحدود مع إسرائيل، وإن هذا من شأنه أن يهدد الجبهة الشمالية.
وبحسب أجهزة الاستخبارات الغربية، فإن التنظيم يعمل بهذه الطريقة المميزة، إذ إنه يزرع النشطاء في القرى ويدربهم ويمولهم؛ وفي الموعد المحدد، تستيقظ هذه الخلايا وتنخرط في الجهد للسيطرة على مناطق سوريا. ولم يستبعد فيشمان أن التنظيم يقوم بالشيء ذاته في الجولان.
وأكد فيشمان أنه "لم يعد لإسرائيل في هضبة الجولان حدود مع الدولة التي تسمى سوريا"، نقلا عن مصدر أمني كبير.
وتابع في صحيفة "يديعوت": "خلف خط الحدود المحدد تجري مواجهات مسلحة بين منظمات مختلفة تسيطر على المناطق في هضبة الجولان التي طرد منها الجيش السوري. وفي الأشهر الأخيرة تعزز هناك تنظيم أحرار الشام الذي يعتبر أحد التنظيمات الكبرى للثوار في سوريا، وهو ينتمي إلى تحالف الجبهة الإسلامية التي تخوض مواجهات مع داعش".
======================
معهد واشنطن: ما الذي تكشفه إحصاءات قتلى حزب الله بسوريا؟
عربي21- عبيدة عامر# الثلاثاء، 23 فبراير 2016 10:42 ص 0182
قال "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، إن تحليل أخبار جنازات قتلى حزب الله في سوريا يقدم معلومات كبيرة عن خسائر الحزب الكبيرة، ودورها الانتقالي في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك سيرجع بآثاره على لبنان.
وفي مقال للخبير بشؤون الجماعات الشيعية في الشرق الأوسط علي آلفونة، وترجمته "عربي21"؛ أشار المعهد إلى أن "مشاركة الحزب في سوريا منذ نهاية 2012 كانت تحت ذريعة المقاومة، سعيا لتأمين نظام بشار الأسد وخطوط الإمداد إلى طهران"، موضحا أن هذا التناقض بين النظرية والتطبيق أدى لتصريحات متضاربة من قيادة الحزب، أثرت على تواجد ومشاركة الحزب في البلاد.
وأشار آلفونة إلى أن الحزب استنكر في السنوات الأولى للأزمة السورية كل هذه الادعاءات، بحجة أنها "دعاية مغرضة من العدو"، إلا أنه اعترف لاحقا، وعزز مشاركته مع استمرار الحرب.
وأوضح آلفونة أن إعلانات جنازات قتلى الحزب في سوريا، وتحديدا الموجودة على موقعي "جنوب لبنان"، وموقع "يا صور"، تقدم نظرة مفيدة للطبيعة الفعلية لمشاركة الحزب، وعند مقارنة هذه البيانات بخسائر الحرس الثوري الإيراني في سوريا، فإنه يتضح التحول في طبيعة نظرة حزب الله للحرب في سوريا.
ما الذي تقوله البيانات؟
وفي تحليل إحصائي لبيانات المصدرين السابقين، فقد أشار "معهد واشنطن" إلى أن 865 عنصرا من الحزب قتلوا خلال الفترة من 30 أيلول/ سبتمبر 2012، وحتى 16 شباط/ فبراير 2016، في إحصاء أدنى وسط إخفاء قيادة الحزب لمزيد من القتلى.
وأوضح أن هذه الفترة رافقها تقارير كثيرة حول موت الكثير من الشباب اللبنانيين بحوادث السيارات أو جلطات القلب المفاجئة، فيما قد يكون محاولة لإخفاء الأعداد الحقيقية للحزب.
وأبرزت مصادر الوفيات 49 عنصرا قتلوا باستخدام وصف "القائد الشهيد"، في إشارة إلى عملهم ضباطا أو قادة ميدانيين، لتفريقهم عن جنود الصف.
ووصف آلفونة هذه المصادر بأنها "سرية جدا" في ما يتعلق بكيفية مقتل هؤلاء العناصر في سوريا، فمن بين الـ865 المعروفين، كان الأمر معروفا لما يقارب الـ32 فقط، وفي بعض الحالات كانت البيانات تأخذ من مواقع باللغة الفارسية، بدل اللبنانية.
وتظهر البيانات بعض التصاعد في القتل، كما يأتي: خلال أيار/ مايو 2013 (قتل 88 عنصرا)، وفي تموز/ يوليو 2014 (قتل 36)، وفي شباط/ فبراير 2015 (قتل 34).. وبمعدلات مرتفعة نسبيا تصل إلى 36 عنصرا شهريا، منذ أيار/ مايو 2015 وحتى كانون الثاني/ يناير 2016.
ويظهر ذلك التصاعد في القتل أماكن الوفاة، حتى إن لم تكن معلنة، إذ إن هذه المدد ترافقت مع معارك كبيرة في سوريا:
- في أيار/ مايو 2013، شن حزب الله والجيش السوري هجوما مشتركا كبيرا على مدينة القصير الاستراتيجية، بين دمشق والساحل، قرب الحدود اللبنانية.
- بالرغم من عدم وجود سجل لعمليات حزب الله في تموز/ يوليو 2014، فإن أعداد القتلى المتزايدة في هذا الشهر تتصادف مع سيطرة تنظيم الدولة على "حقل الشاعر" للغاز في محافظة حمص في 17 تموز/ يوليو، والسيطرة على "الفرقة 17" للجيش السوري قرب الرقة في 25 تموز/ يوليو.
- قتلى شباط/ فبراير 2015 يعكسون هجوم الجيش الحر وجبهة النصرة على مواقع حزب الله غربي القلمون، قرب الحدود اللبنانية.
- ارتفاع الضحايا في النصف الأخير من 2015، يتضمن ضحايا معركة الزبداني في نهاية تموز/ يوليو الماضي، كما أنه يحدد بداية الحملة الروسية في أيلول/ سبتمبر 2015.
خسائر حزب الله مقابل خسائر الحرس الثوري
ويعكس الفرق بين قتلى حزب الله والحرس الثوري الإيراني، بحسب آلفونة، تغيرا في سياسة إيران التكتيكية في سوريا، موضحا أن إيران فضلت في بداية الأزمة مشاركة مباشرة للحزب في سوريا، بدل نشر قوات كبيرة من الحرس الثوري الإيراني، في نماذج مشابهة أخرى، ما أدى لارتفاع قتلى حزب الله مقابل قتلى الحرس الثوري.
ولاحقا، هدد ارتفاع قتلى حزب الله في سوريا، بإخلال التوازن العسكري في لبنان، واستعداء الأطراف الأخرى ونقل المعركة إلى لبنان.
وكنتيجة لذلك، فقد بدأ الحرس الثوري الإيراني بنشر المزيد من قواته في سوريا، وهذا ما يعكس نقصا حادا بقتلى حزب الله، والارتفاع النسبي لقتلى الحرس الثوري بعد أيلول/ سبتمبر 2015، ترافقت مع الحملة الجوية العسكرية، التي تشير جميعا إلى الحدود التي يستطيع حزب الله فعلها في سوريا لتحقيق أهداف طهران.
من أين ينحدر المقاتلون؟
وبالرغم من سرية حزب الله، في عدة جوانب، بشأن قتلاه في سوريا، فإن إعلانات الجنازات تقدم معلومات مفصلة عن المدينة التي ينحدر منها القتيل، وقرية المنشأ لمعظم القتلى، ما يوفر معلومات مهمة عن قاعدة تجنيد الحزب في لبنان، ونشر القوات في سوريا..
ومن بين الـ865 عنصرا الذين قتلوا، ينحدر 682 من النبطية والبقاع ومحافظات الجنوب، بينما لم يتم تحديد المنشأ لـ136 مقاتلا، في حين أن عشرة آخرين ينحدرون من قرى على الجانب السوري للحدود، بينما كان الباقي من جنوب لبنان وبيروت ومحافظات الشمال.
وبينما يفتقد لبنان إحصاء رسميا، فإنه من الصعب تحليل هذه البيانات بالنسبة للشعب اللبناني ككل، أو للمكون الشيعي في كل محافظة، إلا أن معظم القتلى ينحدرون من محافظات ومناطق ذات جاليات شيعية.
وأوضح تحليل معهد واشنطن أن بعض المناطق أظهرت ارتفاعا نسبيا في القتلى، مثل: بعلبك (158) والهرمل (43) في البقاع، وبنت جبيل (79)، ومرجيون (52)، والنبطية (122) في محافظة النبطية، وصيدا (37)، وصور (137) في محافظة الجنوب، في حين أن بيروت هي منطقة ومحافظة لأنها لم تقسم، بحسب ما أشار آلفونة.
وبمزيد من تحليل البيانات، فإنه يظهر أن بعض المناطق تتكون من خليط من سكان المدينة والقرى:
- في بعلبك: 44 من الـ158 كانوا ينحدرون من المدينة؛ 13 من قرية بريتال، 9 من الخريبة، 8 من يونين، 6 من البزالية، والباقون الـ78 من 36 قرية أصغر.
- في منطقة الهرمل: الغالبية من الـ43 قتيلا كانوا من المدينة؛ 23 من مدينة الهرمل، 14 من النبي شعيث، والباقون من القصر وزيتا.
وفي المناطق الأخرى، ينحدر معظم القتلى من الريف، حيث يكون القتلى منتشرين أكثر في قرى وبلدات أصغر من ذلك:
- في منطقة بنت جبيل (79 قتيلا): عيتا الشعب (12)،وبيت ليف (11) كانوا معظم القتلى، في حين لقي سبعة مقاتلين من المدينة مصرعهم، بينما ينحدر 49 من القتلى من 19 قرية مختلفة.
- في منطقة مرجعيون (52 قتيلا): مجدل سالم (10)، وميس الجبل (10) قتلى، بينما ينحدر الـ32 من 7 قرى أخرى.
- في منطقة النبطية (122): خسرت مدينة النبطية 14 قتيلا، بينما انحدر الـ108 من 42 قرية مختلفة.
- في منطقة سيدون (37): ثلاثة فقط ينحدرون من المدينة، بينما الباقون ينحدرون من 16 قرية.
- في صور (137) كذلك: انحدر 5 من مدينة صور، بينما كان الباقون من 42 من قرى وبلدات مختلفة، من بينهم (12) من الشهابية و(10) من مجدل زون.
وأوضح آلفونة أن هذه الإحصاءات تشير إلى البنية العسكرية لحزب الله، إذ إن توزيع بلاد المنشأ للمقتولين خلال أي مدة زمنية (بما في ذلك المدد القصوى)، يشير إلى تكوين متنوع للقوة، بما يناقض البنية العسكرية للحرس الثوري الإيراني، التي تتكون من عناصر من مناطق بعينها.
======================
"بروجيكت سنديكيت" :الإسلام مقابل الإسلام
شهيد جواد بوركي*
الغد
لاهور- هيمن الاضطراب على عدد كبير من دول العالم الإسلامي؛ حيث خلفت الحرب الوحشية في سورية نحو 250.000 قتيل، إضافة إلى تشريد نصف سكان البلاد البالغ عددهم 21 مليون نسمة، وإرسال مليون من طالبي اللجوء إلى أوروبا. وفي اليمن، ثارت قبائل الحوثيين بالثورة ضد الحكومة، وهي تواجه الآن الضربات الجوية التي تقودها السعودية. وتعكس صراعات مثل هذه عوامل عدة من أبرزها الصراعات بين الطوائف الإسلامية، السنة والشيعة، وبين الأصوليين والإصلاحيين.
يتمتع نظام الحكم العلوي للرئيس السوري بشار الأسد بدعم القوى الشيعية، وخاصة إيران، التي يعتمد نفوذها الإقليمي على بقاء نظام الحكم الشيعي في السلطة. وهذا بالضبط ما يجعل القوى السنية -وأبرزها المملكة العربية السعودية- ملتزمة بإسقاط هذا النظام. وعلى عكس ذلك، فالحكومة اليمنية تقودها السنة، ولذلك تحظى بدعم المملكة العربية السعودية، مما أدى إلى قيام المملكة بقصف الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران. وليس من الغريب أن تزداد التوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، وهو الاتجاه الذي بلغ ذروته حين تم قطع العلاقات الدبلوماسية على خلفية إعدام المملكة العربية السعودية رجل الدين الشيعي الشعبي نمر النمر.
تتغذى الفوضى من هذه الصراعات -ومن عدم الاستقرار في بلدان أخرى في المنطقة، مثل أفغانستان والعراق- التي سمحت بصعود بعض القوى المتطرفة، بدءا من الدولة الإسلامية (داعش). وقد اكتسبت تلك المجموعات قوة كبيرة؛ حيث طلب عدد من الجنرالات الأميركيين من الرئيس باراك أوباما أن يأذن لجنود إضافيين بالانضمام إلى القتال ضد "داعش". وبالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة قد تؤجل سحب قواتها من أفغانستان؛ حيث قامت الحرب الوحشية ضد الحكومة بتمكين حركة طالبان من الحصول على أراض، وأتاحت الفرصة لأن يصبح "داعش" ناشطاً هناك. كما تمكن "داعش" من اختراق باكستان أيضاً.
بذلك، يكون العنصر الديني هو السبب الرئيسي في صعوبة نزع فتيل الصراعات المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط اليوم. ويعود الانقسام بين السنة والشيعة إلى العام 632، عندما توفي النبي محمد من دون أن يحدد كيف ينبغي للمجتمع الإسلامي سريع النمو اختيار خليفته. وقد اعتقد الذين أصبحوا شيعة أن الخلافة يجب أن تبقى في آل بيت النبي ودعمت اختيار علي بن أبي طالب؛ ابن عم النبي وزوج ابنته. وقام السنة في المقابل بدعم اختيار أكبرهم سناً من أعضاء المجتمع: أبو بكر، الذي كان يشغل منصب المستشار المقرب للنبي محمد.
اليوم، نجد أن أغلببية الـ1.6 مليار مسلم في العالم من السنة. وهم منتشرون على نطاق شاسع وموزعون على رقعة واسعة تمتد من المغرب إلى إندونيسيا. وبعد عقود من الهجرة إلى أوروبا وأميركا الشمالية، هناك أيضاً مجتمعات سنية قوية في العديد من الدول الغربية.
ويبلغ عدد الشيعة 225 مليون نسمة، وهم أكثر كثافة من ناحية التوزيع الجغرافي. ويوجد في إيران نحو 83 مليون شيعي، وهو أكبر بلد ذو أغلبية شيعية في العالم، يليه باكستان بنحو 30 مليون والهند بنحو 25 مليون نسمة. ويمثل ما يُدعى "الهلال الشيعي" -بما في ذلك إيران وجيرانها المباشرون: أفغانستان، أذربيجان، العراق، باكستان وتركيا- نحو 70 % من مجموع الطائفة الشيعية.
وانتشر التشيع عبر جنوب آسيا نتيجة التوغلات العسكرية المتكررة للحكام الفرس في أفغانستان والهند. ويتركز سكان المنطقة الشيعية اليوم في المناطق الحضرية، ويضمون إلى حد كبير أحفاد الجنود وغيرهم من موظفي الدولة الذين ظلوا في الأراضي المحتلة.
على الجهة الأخرى، تم نشر الإسلام السني أولاً عبر جنوب آسيا على يد المبشرين الصوفيين، وجاء معظمهم من آسيا الوسطى داعين إلى ترويج إسلام متسامح وشامل يختلف عن إسلام شبه الجزيرة العربية. ولكن النفوذ المتزايد للمملكة العربية السعودية بعد العام 1970، عندما عزز ارتفاع أسعار النفط ثروة البلاد بشكل كبير، ساعد على تحفيز انتشار المذهب الوهابي الصارم والسائد في المملكة.
وبعد جذب الملايين من العمال المسلمين من جنوب آسيا، قامت المملكة العربية السعودية بتمويل إنشاء المدارس الدينية الوهابية على طول الحدود بين أفغانستان وباكستان. وتعد حركة طالبان (طالبان تعني باللغة العربية "الطلاب") في كل من أفغانستان وباكستان من أهم منتجات تلك المعاهد الدينية، وكذلك الميليشيات مثل جماعة "عسكر طيبة" وجماعة "عسكر اي جانغوي"، التي شنت هجمات على المواقع الدينية في الهند.
يعكس الاضطراب الحالي صداماً بين وجهات النظر السياسية والدينية على حد سواء. ويفضل السنة المحافظون، مثل أولئك المنتمين إلى الأصولية الوهابية، الحكم الاستبدادي الديني، في حين يفضل السنة الصوفية الأكثر اعتدالاً تطبيق الأنظمة السياسية الليبرالية والشاملة. وينطبق الشيء نفسه على الشيعة. حيث تتمسك إيران منذ فترة طويل بالحكم الثيوقراطي، لكنها تبدو الآن في عملية بحث عن الإصلاح. وسوف تعتمد إمكانية بناء الجسور لتفادي الانقسام الطائفي في الأساس على قدرة الإصلاحيين على كسب نفوذ كاف في كلا المعسكرين. وإذا لم يتيسر ذلك، فسوف يستمر الصراع في التصاعد، وسيزيد من تسارع انهيار النظام الإقليمي الذي نشهده الآن.
 
*وزير مالية سابق لباكستان ونائب سابق لرئيس البنك الدولي. وهو الآن رئيس معهد السياسة العامة في لاهور.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
آنا بورشفسكايا -(فورين بوليسي) 19/2/2016 :الأمان أولا في سورية
الغد
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
توشك الحرب الأهلية السورية التي تعد أصلاً من بين أسوأ الكوارث الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، أن تذهب إلى مزيد من السوء. ووفق السفير الألماني لدى الولايات المتحدة، بيتر فيتيغ، فإن المأساة الهائلة التي أفضت إلى مقتل أكثر من 400.000 شخص وتشريد 12 مليون إنسان لم تزعزع استقرار الشرق الأوسط وحسب، بل إنها أصبحت تشكل أيضاً تهديداً وجودياً لأوروبا.
في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2015، بدا وكأن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، يقترب أكثر من موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة. لكن أولئك الذين يعتقدون بأن بإمكان الأسد أن يضفي الاستقرار على سورية متخفياً في رداء "دكتاتور علماني" أو التعويل عليه لإنهاء الأزمة إنما يخدعون أنفسهم. فقد زادت الفظائع التي ارتكبها من شدة الانتفاضة في بدايتها بدلاً من تهدئتها. كما أن وجوده يشكل أكبر أداة تجنيد يستخدمها متطرفو "الدولة الإسلامية". ومن المؤكد أنه حقيقة تجويعه المستمر لنحو 40.000 شخص في مضايا، والدلائل على أنه يواصل ارتكاب فظائع في حلب على ما يبدو، يجب أن تضعه في مكان بعيد خارج حدود الخطاب المؤدب.
في الأثناء، يستمر الساسة الأميركيون والأوروبيون في مناقشة ردة فعلهم على تدفق فيضان اللجوء السوري. لكنهم يجب أن يركزوا على وقف نزيف التدفق من مصدره. ويجب أن يبدأ أي بحث جاد في إنهاء الحرب السورية بالتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية بطريقة تخفف الدافع للهرب. وإلى أن يشعر السوريون بالسلامة والأمان، وحتى يستطيعوا الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية، فإنها ستكون لديهم القليل من الأسباب للبقاء صامدين، ناهيك عن قدرتهم على تأمل إمكانية قدوم حكومة انتقالية. ويمكن أن يتم البحث في مثل هذا الانتقال فقط في ظل وجود ضمانات للسلام والأمن.
ومن الضروري أن تشمل مثل هذه الضمانات تأسيس مناطق آمنة في شمال سورية، وربما في جنوبها أيضاً. وعلى نحو حاسم، يجب أن يتم تصميم هذه المناطق لحماية المدنيين -ليس من الأسد وحسب، وإنما أيضاً من "الدولة الإسلامية" وروسيا. وفي الحقيقة، قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل يوم الثامن من شباط (فبراير) إنها "ليست خائفة وحسب، بل مرتعبة" من الضربات الجوية الروسية التي تستهدف المدنيين، والتي تسببت في فرار عشرات الآلاف من البلد. وكما قال السفيران جيمس جيفري ونيكولاس بيرنز مؤخراً، فإن المناطق الآمنة يجب أن تقام بالقوة العسكرية من خلال تشكيل مناطق حظر للطيران، وهو الأمر الذي يتطلب قيادة أميركية حازمة لتقوية ائتلاف الحلفاء الأوروبيين والشرق أوسطيين للمساعدة في الحفاظ على هذه المناطق.
لكنه الأسد هو الذي يشكل التهديد الرئيسي للمدنيين في سورية. وقبل أيلول (سبتمبر)، عندما بدأت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في سورية، كان الطيران الوحيد الذي يحلق فوق سورية هو طيرانه. وبدلاً من قصف عاصمة "الدولة الإسلامية" في الرقة، استخدم الأسد سلاح الطيران بشكل حصري لاستهداف المدنيين بقنابل البراميل. وكان ذلك جزءا من استراتيجية متعمدة لإرهاب المواطنين، بالإضافة إلى دفع اللاجئين إلى خارج البلد. والأسد هو المسؤول عن غالبية الخسائر المدنية، بالإضافة إلى مسؤوليته عن تدفق اللاجئين إلى خارج البلد. وقد وجد مسح أجري مؤخراً على لاجئين سوريين في ألمانيا أن 70 في المائة منهم تقريباً قد هربوا من ضربات الأسد.
كما يصف تقرير نشره مؤخراً مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مستنداً إلى أكثر من 600 مقابلة، وبتفصيل موحش تعذيب نظام الأسد للمعتقلين وقتلهم منذ نيسان (أبريل) من العام 2011، بعد شهر واحد فقط من اندلاع أول الاحتجاجات المعادية للأسد، والتي كانت سلمية في ذلك الوقت. ووفق التقرير، فقد استهدف النظام الجميع، بمن فيهم النساء والأطفال -بعضهم صغير بعمر سبعة أعوام- وقطع أشواطاً كبيرة لإخفاء هذه الممارسات السيئة، في بعض الأحيان عبر إجبار عائلات الضحايا على توقيع بيانات تفيد بأن "الإرهابيين" هم الذين قد قتلوهم. وتؤكد هذه المعلومات ما يواصل العديد من المحللين قوله منذ أعوام عدة: أن الأسد ليس شريكاً في محاربة الإرهاب، ولا هو شخص يرغب في المساهمة في حل سلمي في سورية إذا لم يتنحّ. وتقوم وحشيته فقط بتقوية مواقف القوى المتطرفة في سورية وتسهم في مفاقمة الكارثة الإنسانية.
كان ينبغي إقامة المناطق الآمنة في العام 2013 عندما تجاوز الأسد "الخط الأحمر" الذي حدده الرئيس أوباما واستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه في آذار (مارس) من ذلك العام، إذا لم يكن قبل ذلك. (ونعم، كان الأسد يتوافر على نظام دفاع جوي قوي نسبياً في حينه -لكن القوات الغربية كانت تستطيع تحييد ذلك النظام من دون شك لو أنها أعطيت الفرصة). ومنذ ذلك الحين، ساءت الأزمة بشكل كبير، وعلى نحو خفض الخيارات الأميركية. وجعل التدخل الروسي في سورية منذ أيلول (سبتمبر) من العام 2015 بشكل خاص تأسيس مناطق آمنة أكثر صعوبة، من خلال زيادة احتمالات وقوع اشتباكات مع القوات الجوية الروسية، وعبر تأسيس روسيا منطقة حظر طيران خاصة بها كأمر واقع لحماية القاعدة الجوية الروسية في سورية.
لكن إقامة مناطق آمنة ما يزال أمراً ممكناً. وقد تم تأسيس سابقة في العام 1991 مع عملية توفير الراحة؛ حيث تعاونت الدول الأعضاء في حلف الناتو، بما فيها تركيا، لحماية الأكراد المشردين ومنع المزيد من تدفق اللاجئين إلى داخل تركيا. ومهما يكن من الصعب إقامة مناطق آمنة سياسياً وعسكرياً، فإن الكارثة الإنسانية سوف تتفاقم من دونها فقط. وسوف ينطوي السماح باستمرار هذه الكارثة غالباً على المزيد من الفوضى في الشرق الأوسط واستمرار زعزعة استقرار أوروبا.
وهذا بالتحديد ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فمنذ أيلول (سبتمبر) من العام 2015، أنقذت الضربات الجوية الروسية الأسد من التعرض للهزيمة العسكرية. وعلى الرغم من ادعاءات موسكو بالعكس، قوت تلك الضربات مجموعة "الدولة الإسلامية" في العملية. وقد قتل على الأقل ألف مدني، بمن فيهم أكثر من 200 طفل، نتيجة للضربات الجوية الروسية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مركزاً له. وتجدر الإشارة إلى أن الضربات الجوية الروسية تستهدف أيضاً مستشفيات ومرافق بنية تحتية أساسية.
لماذا قد يفعل الروس شيئاً مثل هذا؟ الجواب بسيط: يريد بوتين أن يستمر الناس في الهرب بحيث تستمر تدفقات اللجوء الضخمة إلى أوروبا، والمساهمة بالتالي في صعود القوى اليمينية التي ما يزال يدعمها لأعوام. وفي هذا السياق، لن تحمي المناطق الآمنة المدنيين من الأسد فقط، وإنما ستحميهم من الكرملين أيضاً.
يتمثل هدف بوتين الأوسع في سورية في تزويد الغرب بخيار من صنعه هو: إما "الدولة الإسلامية" أو الأسد. وبوتين شخص شرير وزعيم للجريمة المنظمة. ولذلك يريد خلق خيار لا يستطيع الغرب رفضه.
قد يقول منتقدون إن المناطق الآمنة ستتطلب التزاماً عسكرياً أكبر في سورية، والمخاطرة بمواجهة صدام عسكري مع روسيا -إذا قرر بوتين، على سبيل المثال، اختبار منطقة حظر الطيران من خلال انتهاكها كما فعل لأعوام مع المجال الجوي لحلفاء الناتو في البلقان، والأحدث في تركيا. ويُحتمل كثيراً أن يكون هؤلاء المنتقدون محقين.
لكن الضعف والتقاعس نادراً ما يمنعان وقوع عدوان، بل إنهما يشجعانه. وعند هذه النقطة، يشكل تزايد احتمال وقوع مواجهة عسكرية خياراً أفضل من البديل. والمخاطرة بحدوث مواجهة هي واحدة ينبغي أن يكون الغرب راغباً في أخذها. فمع كل أسلحة بوتين المدمرة، فإنه ليس شخصاً غير عاقل. وهو يتخذ إجراءات تدريجية لاختبار الغرب ورؤية ما هو الذي يستطيع أن يفعله ويفلت به. وسوف يواصل ذلك إلى أن يواجه مقاومة. ولعل السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أنه سينخرط في عمليات صغيرة النطاق ومنخفضة الخطورة، بالإضافة إلى حملة تضليل إعلامي لتقويض فكرة المناطق الآمنة ونثر بذور الارتباك والشك. ويستطيع الغرب التعامل مع ذلك، ويجب عليه أن يكون مستعداً لفعل ذلك.
ولكن، وحتى لو نفذ الغرب بنجاح إقامة مناطق آمنة، فإن الأزمة السورية ستستمر. وستكون حماية المدنيين هي الخطوة الأولى فحسب في عملية البحث عن حل وسط حالة معقدة جداً، والتي أصبحت أسوأ مع مرور السنوات وسط الغياب الغربي، ما سمح لروسيا وإيران بالتدخل وتقويض الثقة لدى حلفاء الغرب الإقليميين. لكن هذا هو المكان الذي يجب أن تنطلق منه عملية البحث عن حل.
 
======================
سكوت باترسون – (كريستيان سينس مونيتور) 15/2/2016 :الجنرال سليماني: ماركة جديدة للبطل الإيراني في زمن القومية
الغد
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
مع أنه ليس شخصية دينية شيعية ولا شهيداً، رُفع قاسم سليماني، القائد الحي لفيلق القدس النخبوي في إيران إلى مكانة البطل القومي.
طهران، إيران - على مدى سنوات، عمل قائد فيلق القدس الإيراني لقوات النخبة من الظلال؛ حيث أدار المعارك التي يخوضها البلد من أفغانستان ولبنان.
لكن قاسم سليماني أصبح اليوم جنرال إيران المشهور، ورجلاً رفعته آلة دعاية وسائل الإعلام الاجتماعية إلى مرتبة بطل قومي؛ حيث إن هناك الآن ما لا يقل عن 10 حسابات "إنستغرام" تقوم بنشر صوره وصور السلفي الخاصة به في خطوط القتال الأمامية في سورية والعراق.
حولت "الجمهورية الإسلامية" منذ زمن طويل عبادة البطل إلى شكل من أشكال الفن، بإجلالها المتفاني للشخصيات الدينية الشيعية وشهداء الحرب. لكن عبادة الشخصية المتنامية التي ترسم هالة الجنرال سليماني تختلف: ذلك أن الجنرال رمادي الشعر الذي يخدم في قوات الحرس الثوري الإيراني حيٌّ جداً، ويتزامن صعوده إلى النجومية مع صعود اتجاه قومي متعاظم في إيران.
يقول محلل محافظ من مدينة قُم الإيرانية، والذي طلب عدم ذكر اسمه: "الدعاية في إيران تتغير. تحتاج كل أمة إلى بطل حي".
ويضيف المحلل وهو يستعرض سلسلة من الأسماء: "لم يعد الأبطال القتلى مفيدين الآن. الناس في إيران يحبون القادة العظام، القادة العسكريين في التاريخ. وأعتقد أن قاسم سليماني هو الشخص المناسب لسياستنا الدعائية الجديدة -الشخص المناسب في الوقت المناسب".
ظهر وجه سليماني في المشهد العام بعد أن اجتاحت قوات "الدولة الإسلامية" المعلنة ذاتياً طريقها من سورية إلى العراق في حزيران (يونيو) 2014. وفي ذلك الحين، انتشرت صور الجنرال وهو يختلط مع المقاتلين في خطوط الجبهة مثلما ينتشر الفيروس.
ويذكر الإيرانيون أسبابا عدة لصعود سليماني، من "إنقاذ" بغداد من جهاديي "الدولة الإسلامية" وإعادة تنشيط الميليشيات الشيعية في العراق، إلى حفظ حكم الرئيس السوري حافظ الأسد خلال نحو ست سنوات من الحرب.
ولا يهم أن بعض المحللين يشيرون إلى أن الإخفاقات السابقة في منع الاضطرابات الداخلية في العراق وسورية -حيث كان هذان البلدان طوال سنوات جزءا من مسؤولية سليماني- هي التي تسببت في تورط إيران العميق اليوم.
من جانبه، يحيل سليماني "انهيار النفوذ الأميركي في المنطقة" إلى "التأثير الروحي" لإيران في تعزيز المقاومة ضد الولايات المتحدة، وإسرائيل وحلفائهما.
ويقول مراقب من المحاربين القدامى في العاصمة الإيرانية، طهران، والذي طلب عدم ذكر اسمه: "إنه أمر غير عادي تماماً. من غيره يستطيع أن يقترب إلى هذا الحد؟ لا أعرف كم ذلك مقصود؛ إنك ترى الناس من كل مشارب الحياة يحترمونه. ويبين ذلك أنه يمكن أن يكون لدينا بطل شعبي جداً، والذي ليس من رجال الدين". ويضيف المراقب: "ليست هناك أي وصمة على صورته".
في الحقيقة، أصبح سليماني مصدراً للفخر ورمزاً للإيرانيين من كل المشارب بسبب النفوذ الذي أصبح لبلدهم في الخارج. وفي تظاهرة مؤيدة للنظام، تعهدت حتى نساء شابات غربيات النمط ويضعن المكياج بأن يكن "جنديات" لسليماني. وفي بطولة لكمال الأجسام أقيمت على شرفه مؤخراً، عرض الرجال عراة الصدور عضلاتهم بجوار صورة عملاقة له.
وبين المؤمنين الحقيقيين بالثورة الإسلامية، يتغنى رواة القصص الدينية بمآثر سليماني ويبثونها على الإنترنت. وتغرق كتابات سليماني الشخصية عن الحرب بين إيران والعراق في اللغة الدينية أيضاً.
في فيلم فيديو مصور في الخطوط الأمامية، والذي بُث على شاشة محطة تلفزة تابعة للدولة الشهر الماضي، يخاطب سليماني المقاتلين متحدثاً عن المتطوعين الإيرانيين الذين قتلوا: "إن الله يحب الذي يجعل الجهاد طريقه".
وعندما ظهرت تقارير خاطئة مؤخراً عن موت سليماني (فقدت إيران العشرات من قادة الحرس الثوري الإيراني الرفيعين في سورية والعراق، ومئات "المستشارين")، ضحك وقال: "هذه (الشهادة) هي شيء تسلقت الجبال وقطعت السهول حتى أجده".
البعض يقولون إن عبادة الفرد في إيران ذهبت شوطاً بعيداً جداً؛ فقبل بضعة أشهر، أمر الحرس الثوري الإيراني وسائل الإعلام بعدم نشر صور السلفي الخاصة بسليماني، والقادمة من خطوط الجبهة. وعندما أراد مخرج صغير صناعة فيلم مستوحى من بطله، قال الجنرال إنه يعارض ذلك وكان مُحرجاً.
ومع ذلك، يبدو أن سليماني رضخ مؤخراً لرغبة إبراهيم حاتمي كيا، صانع أفلام الحرب الشهير. والآن، أصبح فيلم "الحارس الشخصي" قيد العرض الأول في مهرجان في طهران. وقال المخرج لأحد المواقع الإلكترونية: "لقد صنعت هذا الفيلم بدافع الحب للحاج قاسم سليماني"، مضيفاً أنه بمثابة "الأرض تحت قدمي سليماني".
======================
معهد واشنطن :التدخل لمساعدة السوريين الفارين: مَنْ وماذا وأين ولماذا وكيف؟
العقيد نورا ماركوس
متاح أيضاً في English
16 شباط/فبراير 2016
على الرغم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخراً عن "وقف الأعمال العدائية" في سوريا، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به للتكلم عن "التقدم المحرز على الصعيد الإنساني" بما يتجاوز نية "تسريع إيصال المساعدات الإنسانية وتوسيع نطاقها". وفي حين أن إنشاء الممرات الإنسانية أو الملاذات الآمنة أو المناطق الآمنة أو المناطق العازلة أو مناطق الحظر الجوي يمكنه أن يحقق انفراجة في الأزمة الانسانية في سوريا، إلا أن بإمكانه أيضاً أن يطرح مضاعفات كثيرة ويخلق العديد من الآثار من الدرجة الثانية والثالثة في المنطقة. وفي الواقع، أن سياسة الولايات المتحدة لا تدعم حالياً هذه الخطوات، إلاّ أنّ الاعتبارات والمخاوف الإنسانية بشأن تأثير اللاجئين في الدول الحليفة للولايات المتحدة - أو رفض سوريا وروسيا وإيران الالتزام بوقف إطلاق النار - قد تجبر واشنطن على إعادة النظر في موقفها وتقييمها لأجوبتها على أسئلة تتعلق بـ مَنْ وماذا وأين ولماذا وكيف يمكن أن يحصل هذا النوع من التدخلات في سوريا. فيما يلي تفاصيل هذه السيناريوهات.
مَنْ
عند طرح هذا السؤال، لا بد للمرء أن يدرك المتاهة التي يُدخله فيها عدد الإجابات المحتملة. فبدرجة لا يستهان بها يتعين على الجهات الفاعلة المحتملة أن تنظر في تأثير الملاذات الآمنة أو المناطق الآمنة في شؤونها السياسية الداخلية. فالسؤال التالي الذي يطرح نفسه من باب المنطق هو من سيتولى إدارة الملاذات/المناطق الآمنة على أرض الواقع لضمان تحلي الأشخاص المشردين داخلياً واللاجئين بالأمان والسلام وتلبية احتياجاتهم بالشكل الملائم. وهنا تنظر الجهات الفاعلة الإقليمية إلى الوضع على النحو التالي تقريباً:
·         لطالما دعمت تركيا بعض هذه الملاذات أو المناطق، كما حصل في عام 2012 عندما مثلت أمام مجلس الأمن الدولي ولاقت توصيتها الرفض. فتركيا قلقة جداً بشأن إمكانية وصول عدد أكبر من اللاجئين إلى أراضيها، فضلاً عن تعقيد الحياة السياسية العرقية والدينية في المنطقة إذا انتقل اللاجئون العرب إلى مناطق سورية ذات أغلبية تركمانية أو كردية أو إلى مناطق من تركيا ذات أعداد كبيرة من السكان العرب أو الأكراد.
·         لقد شرعت إسرائيل في بذل جهود لتقديم المساعدات الانسانية، إلا أنه سيتعين عليها أن تقيّم بعناية تأثير وقيود اضطلاعها بدور أكبر في هذا الشأن.
·         الأردن، مثلها مثل تركيا، قلقة بشأن الأعداد الكبيرة من اللاجئين الإضافيين فضلاً عن التأثيرات الداخلية للاجئين في توازنها الديموغرافي. وقد ركزت الأردن على المناشدة للحصول على مساعدات مالية من المجتمع الدولي، حيث حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أنّ "السدّ سينفجر إن عاجلاً أو آجلا". ووفقاً لـ "مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، يقيم في المملكة الأردنية الهاشمية ما يقرب من 750 ألف سوري مسجل، وهو ثاني أعلى معدل للاجئين للفرد الواحد في العالم، بعد لبنان.
·         لم يكن الأكراد في «حكومة إقليم كردستان» العراق أو المنطقة الكردية الناشئة في سوريا بحكم الأمر الواقع متحمسين بشأن قبول أعداد كبيرة من اللاجئين العرب. ومع ذلك، تأوي «حكومة إقليم كردستان» أكثر من 1.5 مليون شخص غير كردي مشرد داخلياً من أجزاء أخرى من العراق، الأمر الذي يشكل عبءاً ثقيلاً - إلاّ أنه من الصعب تخيّل انتهاء الأمر بأعداد كبيرة من العرب في مناطق يديرها الأكراد في سوريا في ظل استمرار الصراع.
ماذا
وتبرز بعد ذلك مسألة وجود اختلافات حقيقية بين الخيارات المتاحة، فهناك الملاذات/المناطق الآمنة؛ أو المناطق العازلة؛ أو الممرات الإنسانية أو مناطق الحظر الجوي. وحتى بعد أن يتم تحديد هذه الاختلافات، يتعين تقييم مزيج المهام الواجب تحقيقها - سواء وقف الهجمات أو تقديم المساعدات الإنسانية أو دعم الشؤون اللوجستية للمناطق الآمنة أو توفير المأوى للقوات المعارضة وتدريبها. وعلى سبيل التعريف:
·         "الملاذ الآمن"، المعروف أيضاً بالمنطقة الآمنة، يكون عادةً مكاناً محدداً يقع على مقربة من منطقة تمزقها الصراعات، حيث يتم توصيل المساعدات الإنسانية وحيث يمكن للاجئين الفارين أن يقيموا لفترة طويلة. يتطلب إنشاء مثل هذه الملاذات الآمنة توفير الأمن على الأرض لضمان سلامة العمليات.
·         "المنطقة العازلة" تشير في العادة إلى منطقة منزوعة السلاح وافق الخصوم على الانسحاب منها لتحل محلها قوة مراقبة محايدة مثل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لرفع التقارير. وخير مثال على ذلك هي المناطق بين قبرص التركية واليونانية وبين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
·         "الممر الإنساني" يشمل مناطق يمكن فيها لموظفين معينين - عادة تحت راية الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية المقبولة - تمرير مساعدات إنسانية في مناطق النزاع.
·         "منطقة الحظر الجوي" تنطوي على بذل مجهود عسكري يهدف إلى إبقاء منطقة معينة خالية من الطائرات المعادية - الدوارة والثابتة الجناحين على حد سواء - وذلك أحياناً لحماية مجموعة سكانية معينة أو لتعزيز العمليات البرية.
أين
يجدر بالذكر أنّ الشقين السياسي والجغرافي للملاذات/المناطق الآمنة المحتمل إقامتها في شمال وجنوب سوريا يستحقان دراسة مفصلة. وقد أشارت مقترحات إلى مواقع على أراضٍ سورية وأراض أجنبية ومناطق حدودية بين نقاط التفتيش الحدودية السورية والأجنبية. وهنا، تركز مجموعة من الأفكار على الحدود التركية مع شمال غرب سوريا، حيث يتركز الحديث حول المنطقة الواقعة شمال حلب بدلاً من المنطقة الواقعة على طول المحافظة التركية هاتاي، غرب حلب. وتتعلق مجموعة أخرى من الأفكار بالمنطقة التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») شمال شرق حلب على طول الحدود التركية، غرب نهر الفرات مباشرةً. بيد، هناك احتمال آخر يشمل المنطقة الكردية المنشأة بحكم الأمر الواقع في شمال شرق سوريا، على الحدود مع تركيا شمالاً ومع «حكومة إقليم كردستان» شرقاً. ويقترح خيار أخير منطقةً في جنوب سوريا على الحدود مع الأردن. إلاّ أنّ الحديث لم يتطرق كثيراً في هذه الأثناء إلى الحدود السورية مع إسرائيل أو لبنان.
لماذا - أو لماذا لا
نظراً إلى أنّ تدفقات اللاجئين إلى أوروبا تشكل مصدر قلق كبير للسياسات في الغرب، فمن الضروري البحث في موضوع تأثير الملاذات الآمنة/المناطق الآمنة أو المناطق العازلة أو الممرات الإنسانية في تدفق اللاجئين إلى أوروبا. ويتمثل الهدف الأكثر طموحاً المرجو تحقيقه من هذه المبادرات في إقناع اللاجئين "بالعودة من" أوروبا إلى هذه المناطق. ومن المهم أيضاً تقييم جدوى هذا التوجه.
يمكن تعلّم الكثير هنا من تاريخ الملاذات/المناطق الآمنة التي أقيمت في صراعات أخرى، كتلك التي أُنشئت في دولة يوغوسلافيا السابقة أو في العراق خلال عهد صدام حسين. وفي هذا الإطار، من المفيد دراسة فعالية المساعدات المقدمة من خلال الممرات الإنسانية إلى السكان المقيمين بدلاً من الفارين منهم؛ وغالباً ما تستفيد الفئة الأولى من الدعم ذي الصلة أكثر بكثير من السكان الفارين.كما يجب البحث في ردود فعل كل من النظام السوري وروسيا وإيران إزاء الملاذت/المناطق الآمنة. ففي عام 2012، عارض حلفاء النظام بشدة مثل هذه المبادرات، بإشارتهم إلى أنّ المناطق الآمنة تشكل تهديداً لسيادة سوريا وسلامة أراضيها. لذلك سيكون من المجدي للغاية التخطيط للرد على ردود الفعل السلبية المماثلة مستقبلاً وتقييم الاقتراحات المتعلقة بكيفية التخفيف من وطأتها.
وتولّد الملاذات أوالمناطق الآمنة أو المناطق العازلة أو الممرات الإنسانية أيضاً مجموعةً متنوعة من المشاكل القانونية. ويشكل احتمال إصدار قرار جديد من قبل مجلس الأمن الدولي يجيز مثل هذه المبادرة موضع تساؤل. إذ يطرح ذلك سؤالاً حول ما يمكن القيام به بموجب قرارات مجلس الأمن القائمة، مثل تلك التي تتناول مسؤولية حماية السكان المعرضين للخطر، في حين أنّ الدول المجاورة مثل تركيا والأردن تُعدّ في وضع جيد يخوّلها الإدعاء بالدفاع عن النفس كسبب لمساهمتها في إنشاء مناطق آمنة أو آليات ذات صلة.
ويمكن للملاذات/المناطق الآمنة أنّ تؤثر إلى حد كبير في مبادرات أخرى ساعية لمعالجة الحرب السورية، سواء كانت محادثات السلام في جنيف أو اتفاقات محتملة لوقف إطلاق النار على الصعيد المحلي أو الوطني. وفي هذا السياق، يتعين تقييم قوة هذه المبادرات فضلاً عن الآثار الضارة أو المفيدة المحتملة للملاذات/المناطق الآمنة عليها.
كيف
من شأن الملاذات/المناطق الآمنة أن تفرض الكثير من المتطلبات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية. ويمكن أن تشمل هذه الدور الإنساني المحتمل للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة في غياب قرار جديد من مجلس الأمن. ومن ثم، لا بد من تناول طبيعة الالتزامات العسكرية والأمنية اللازمة، سواء خارج المنطقة لحمايتها أو في داخلها، فضلاً عن الطرف الذي من شأنه أن يوفر هذه الموارد. وسيتحلى دور الدول المجاورة ودول المنطقة والسكان المحليين السوريين الذين يتلقون الدعم بأهمية خاصة - سواء كانوا قد تلقوا التدريب أو التجهيز أو الأسلحة أو التمويل - من جهات خارجية إما علناً أو سراً.
وقبل الشروع في أي مبادرة، على المخططين أن يبنوا سياسات للتوصل إلى الردود المحتملة أو ردعها سواء من نظام الأسد أو حلفائه أو تنظيم «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة» أو غيرهما من الجماعات. كما أنّه من الضروري إعداد استراتيجيات للانسحاب.
إلى ذلك، فبينما من الضروري تحليل خيارات المناطق الآمنة التي تمت مناقشتها أعلاه، لا يكفي ذلك لتبرير اتخاذ الإجراءات اللازمة. إذ على المخططين أن يقيّموا أيضاً الحالة العامة والخيارات البديلة، مثل الوضع النهائي المرجح للاجئين السوريين في حال عدم التدخل.
أما بالنسبة إلى الحالة الأمنية العامة في المنطقة، فقد تدهورت بشكل كبير بسبب عدد من العوامل هي: تدفق اللاجئين المزعزع للاستقرار إلى الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا في "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو")؛ وظهور تحالف دبلوماسي عسكري بين روسيا وإيران وسوريا والجماعات الشيعية بهدف محتمل على الأقل يتمثل في الحلول محل نظام الأمن الإقليمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة ومع قدرة كبيرة على تحقيق هذه الغاية؛ وصمود تنظيم «الدولة الإسلامية»، حتى لو تم احتواؤه في العراق وسوريا، وذلك بجزء منه عن طريق الانتشار في أماكن أخرى وتهديد دول في جميع أنحاء العالم بشنّ الهجمات الارهابية. وتترافق هذه التطورات مع خيبة أمل جادة بواشنطن من قبل حلفائها الرئيسيين، من بينها تركيا وإسرائيل ودول الخليج. إذ أن عدم استعداد الإدارة الأمريكية لاتخاذ إجراءات فعالة ومحفوفة بالمخاطر في أي ظرف من الظروف تقريباً يعتبر أمراً يساهم في تمكين التحالف الذي تقوده روسيا وإيران.
وعلى المستوى النفسي، ونظراً لتصورات الأصدقاء والأعداء بأن الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراءات عسكرية حاسمة، فإنّ أي تحرك عسكري أمريكي أساساً، إذا لم يتم بشكل متهور، من شأنه أن يساعد في طمأنة الشركاء الإقليميين وإلحاق بعض الخوف بتحالف روسيا-إيران. أما إذا تحرك الجيش الأمريكي بشكل متهور أو غير مدروس، فسيؤدي إلى تراجع مكانة الولايات المتحدة في المنطقة وإضعاف الولايات المتحدة وحلفائها على حد سواء.
 نورا ماركوس، هي عقيد في الجيش الأمريكي، وزميلة عسكرية زائرة في معهد واشنطن.
======================
معهد واشنطن :المبررات القانونية لإقامة منطقة آمنة في سوريا
جيمس جيفري
متاح أيضاً في English
19 شباط/فبراير 2016
ينبغي على أي مناقشة بشأن فرض منطقة حظر جوي أو منطقة آمنة أو منطقة عازلة مماثلة داخل سوريا، أن تقوم بتحليل المبررات القانونية الممكنة لمثل هذا الإجراء. ويعني ذلك التطرق لمختلف القوانين المعمول بها والصلاحيات التنفيذية داخل الحكومة الأمريكية، وآليات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمسألة الأوسع نطاقاً المتعلقة بالدعم الدبلوماسي الدولي.
الاعتبارات القانونية المحلية
كان "التفويض باستخدام القوة العسكرية" الذي صدر بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 2001 المحرك القانوني الأساسي الذي مكّن الولايات المتحدة من شنّ عمليات ضدّ تنظيم «القاعدة» [في ذلك الحين]، وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») مؤخراً. وقد طمأن وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر المشرعين خلال شهادته أمام "لجنة الخدمات المسلحة" في مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 9 كانون الأول/ ديسمبر 2015 إلى أنّ هذا "التفويض" أساس قانوني كافٍ لجميع العمليات ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، بما في ذلك في سوريا. وبالتالي، قد يبدو أنّ مسألة إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي بهدف عرقلة خطوط الاتصال الخاصة بـ تنظيم «داعش» تقع ضمن السلطة القانونية المحلية القائمة لإدارة أوباما والتي تتيح لها شنّ عمليات ضد التنظيم.
وتستطيع الإدارة الأمريكية القول إنّ أنشطتها تدعم قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يدعو بشكل خاص إلى المساعدة الإنسانية داخل سوريا، وذلك لتبرير الأهداف الأدنى الهامة للمنطقة، ألا وهي حماية المدنيين ووقف تدفق اللاجئين السوريين المزعزع للاستقرار إلى تركيا وأوروبا. فللولايات المتحدة سوابق كثيرة فيما يتعلق باستخدام أفراد عسكريين لمساعدة المحتاجين في الكوارث الطبيعية أو الحروب (على سبيل المثال، الإنزالات الجوية في البوسنة و"عملية توفير الراحة" في شمال العراق).
ولكن الهدف الضمني القاضي باستخدام منطقة آمنة لممارسة الضغط على نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس يشكّل مشكلة أكبر. وقد يكون فشل تحالف الأسد في تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 واتفاق ميونيخ من 12 شباط/ فبراير أحد المبررات السياسية لهذا الهدف - وكانت روسيا قد وقّعت على الاتفاق الأخير، كما أنّ كلاً من موسكو وطهران طرف في القرار رقم 2254. بالإضافة إلى ذلك، وثّقت العديد من التقارير الإعلامية عملية سرية بإدارة "وكالة الاستخبارات المركزية" لدعم المعارضة المسلحة ضدّ نظام الأسد. وبموجب سياسات العمل السري للولايات المتحدة، ينبغي أن توافق لجان الكونغرس المعنية على مثل هذه الأنشطة. ولا يرقى ذلك إلى مصاف موافقة قانونية من الكونغرس، بل يشكل دليلاً داعماً (وإن كان غير مباشر نظراً لتصنيف لجنة "الاستنتاجات" بشأن هذه المسائل) لفكرة أنّ الأجهزة المختصة في الكونغرس قد وافقت عموماً على جهود الإدارة الأمريكية لمساعدة المعارضة.
وينبغي أن تكون السلطة الدستورية للرئيس الأمريكي كقائد أعلى للقوات المسلحة والمادة 51 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة (الذي أنشأ الحق الأصيل في الدفاع عن النفس) أسباب كافية لتبرير الإجراءات الدفاعية لحماية المنطقة الآمنة والعناصر المتمركزة فيها. ولكن من المؤكد أنّ هناك حدود لذلك، فمن غير المرجح أن يشكّل "التفويض باستخدام القوة العسكرية" الصادر في عام 2001 وسيلةً تسمح بشن هجوم وقائي على أنظمة الطائرات والدفاع الجوي الروسية أو السورية بناءً على مبررات حماية منطقة تهدف إلى التخفيف من قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأخيراً، سيكون من الحكمة بمكان أن تتّخذ الإدارة الأمريكية خطوات متسقة مع "قانون سلطات الحرب" - أي إخطار الكونغرس ودفعه لأن يأذن بعملية ضمن المدة المحددة بما بين ستين وتسعين يوماً. ومن شأن هذه المقاربة أن تشير أيضاً إلى جدية الولايات المتحدة أمام حلفائها وأعدائها على حد سواء.
الاعتبارات القانونية الدولية
كجزء من تقرير "معهد دراسات الحرب" لشهر تشرين الثاني/نوفمبر بعنوان "خيارات الولايات المتحدة فيما يتعلق بمنطقة حظر الطيران في سوريا" نشر "المعهد" التحليل الأخير، وربما الأفضل، للجوانب القانونية الدولية لفرض منطقة حظر جوي. ولو افترضنا بصورة معقولة أنه لن يكون ثمة أي تفويض من قبل مجلس الأمن الدولي لإقامة منطقة مماثلة، تتضح ثلاثة مبررات قانونية محتملة:
·         قرارات مجلس الأمن بشأن تنظيم «الدولة الإسلامية»: هنا يستشهد "معهد دراسات الحرب" بقرار مجلس الأمن رقم 2170، والذي يخوّل الدول بالتحرك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، والذي على أساسه قامت الولايات المتحدة وغيرها من دول التحالف بشنّ عمليات عسكرية في سوريا دون الحصول على إذن من دمشق. ومع ذلك، يمكن إيجاد حجة قانونية أفضل في قرار مجلس الأمن رقم 2249 - الذي تمّ اعتماده بعد سلسلة من الحوادث الإرهابية المرتبطة بـ تنظيم «داعش» والتي بلغت أوجها مع هجمات باريس - الذي حثّ الدول الأعضاء على "اتخاذ جميع التدابير اللازمة، وفقاً للقانون الدولي، ولا سيما ميثاق الأمم المتحدة، والقوانين الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، واللاجئين، والشؤون الإنسانية، في الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، في سوريا (مع التشديد عليها) والعراق، وكذلك مضاعفة جهودها وتنسيقها لمنع وقمع أي أعمال إرهابية يقوم بها تنظيم «داعش» على وجه التحديد." وقد حثّ القرار نفسه الدول الأعضاء أيضاً "على تكثيف جهودها لوقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى العراق وسوريا"؛ وبالطبع سيكون ذلك أحد الأهداف المحددة لإقامة منطقة حظر جوي.
·          قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا. هنا يستشهد "معهد دراسات الحرب" بقرار مجلس الأمن رقم 2118، ولكنّ القرار الأخير رقم 2254 هو أكثر انطباقاً لأنه يضغط لوقف إطلاق النار ويدعو إلى تقديم المساعدة الإنسانية للسكان السوريين (المادة 12). وقد شكّلت قرارات مماثلة بشأن العراق في عهد صدام حسين غطاءً ضمنياً لإقامة مناطق حظر جوي فوق البلاد - ولم تنشئ القرارات نفسها المناطق موضع البحث، ولكنّ شكواها العامة إزاء وجوه القلق في المجال الإنساني والتهديدات للسلام النابعة من العراق ما بعد عام 1991 عملت على تبرير العمليات التي شنتها الولايات المتحدة وأطراف أخرى دون مواجهة اعتراضات قانونية كبيرة.
·         "مسؤولية الحماية". هذا المبدأ ليس قائماً في القانون الدولي، ولكن تمّ استخدامه لتبرير القيام بعمليات دون قرارات صادرة عن مجلس الأمن، ولا سيما في كوسوفو في عام 1999. ومرة ​​أخرى، يخوّل قرار مجلس الأمن رقم 2249 اتخاذ "جميع التدابير الضرورية" ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بين أمور أخرى، وفقاً «للقانون الدولي لحقوق الإنسان، واللاجئين، والشؤون الإنسانية» - وهذا اعتراف صريح بمبرّر "مسؤولية الحماية."
وقد يكون ثمة مبرران قانونيان آخران ذويْ أهمية وغير مذكوريْن في تقرير "معهد دراسات الحرب". أولاً، في حال تجاهل نظام الأسد وشركاؤه وقف الأعمال العدائية الذي دعا إليه اتفاق ميونيخ - الذي تمّ التفاوض عليه تحت مظلة قرار مجلس الأمن رقم 2254 وغيره من القرارات، وهذا أمر مرجّح جداً - فإن مثل هذا "الانتهاك" قد يبرّر حجة "القوة القاهرة". فعلى سبيل المثال، تستطيع واشنطن أن تؤكد أنّ الأطراف غير راغبة في الالتزام باتباع أي تفاهمات واتفاقات دولية بشأن قضية الحرب والسلم، وبالتالي السماح للدول الأخرى باتخاذ إجراءات تصبّ في مصلحتها. وعلى وجه الخصوص، تَستخدم المادة 13 من القرار رقم 2254 أقوى عبارات ممكنة "للمطالبة" بوضع حدّ للهجمات على المدنيين.
ثانياً، يمكن بناء حجة قوية على واقع أنّ "حلف شمال الأطلسي" يواجه حالة طوارئ على جبهتين: الأولى هي أنّ تركيا، إحدى الدول الأعضاء، قد تتورط في أعمال عدوانية مباشرة وواسعة النطاق مع روسيا وغيرها من الأعضاء في تحالف الأسد، والثانية أنّ أزمة اللاجئين السوريين قد يكون لها أثر سلبي على جناح الحلف الأوروبي بأكمله. وسيضفي هذان التهديدان على ما يبدو الشرعية على التحرك الأمريكي والدولي المحدود لإنشاء منطقة لحماية المدنيين، وطرد تنظيم «الدولة الإسلامية»، والعمل بمثابة منطقة عازلة بين تركيا وجبهة الأسد.
الاعتبارات السياسية والدبلوماسية
في الوقت الذي يكون فيه التبرير القانوني المحلي لإقامة منطقة حظر جوي واضح المعالم، ليس هناك شكّ في أنّ الوضع أقل وضوحاً بموجب القانون الدولي. ومع ذلك، ثمة مبررات قانونية كافية في قراريْ مجلس الأمن رقم 2170 و2249 ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، والقراريْن رقم 2249 و2254 بشأن دعم الجهود الإنسانية لمساعدة اللاجئين، أقلها توفير دوافع لـ "منطقة رمادية" مقنعة تتيح اتخاذ إجراءات. وفي ظل هذه الظروف، تصبح المكانة التي تحتلها التحركات الأمريكية ضمن المجتمع الدولي بالغة الأهمية. وتمتلك واشنطن حالياً ورقة رابحة مهمة، لأنّ سوريا وروسيا هما على الأرجح الطرفان اللذان سيطعنان في إقامة منطقة كهذه على أسس قانونية، وكلاهما على قائمة أكبر المخالفين للقانون الدولي، مباشرة بعد كوريا الشمالية.
ولكن مع ذلك، ينبغي أن يلتزم أي إجراء أمريكي بمبادئ معينة لكسب تأييد دولي واسع. أولاً، يتعين على الولايات المتحدة ضمان دعم إجراءاتها الفعلية لأقوى الحجج القانونية - وعلى وجه التحديد تلك التي تبرّر طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» وتوفير ملاذ للاجئين والمشردين داخلياً. كما ينبغي عليها فرض وقف لإطلاق النار داخل المنطقة ومنع جماعات المعارضة، حتى "الودية" منها، من شنّ هجمات انطلاقاً من المنطقة. وبالمثل، ينبغي على العناصر الأمريكية القيام بتدريب قوات المعارضة وتجهيزها في مناطق أخرى.
ثانياً، يجب أن تلتزم واشنطن بمبدأ التناسب في قانون الحرب، إذ سيتمّ اعتبار اتخاذ أي إجراء يتخطى الدفاع المباشر عن النفس ضدّ الأسد وحلفائه كعمل غير متّسق مع الهدف المعلن لإقامة المنطقة موضع البحث.
وفي هذا الصدد، وحتى إذا تم إنشاء منطقة آمنة، يتعين على الولايات المتحدة مواصلة عملية التفاوض ضمن "المجموعة الدولية لدعم سوريا"، متمسّكة بنصّ وروح اتفاقيات جنيف، وفيينا، وميونيخ. وفي الوقت نفسه، ينبغي عليها تجنيد أكبر عدد ممكن من أعضاء التحالف المناهض لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» للمشاركة الرمزية - على الأقل - في عمليات المنطقة مع قوات من الجيش الأمريكي وشريكه الأساسي، تركيا. كما يتوجب عليها الدفع نحو إصدار إعلانات دعم رسمية من هيئات دولية مثل منظمة "حلف شمال الأطلسي" وجامعة الدول العربية - نظراً للمخاطر في سوريا، ولبنان، والعراق.
وأخيراً، يجب على واشنطن أن تحثّ روسيا على المشاركة في هذه المبادرة، فالأهداف الصريحة من إقامة المنطقة ستكون متّسقة مع مواثيق الأمم المتحدة وغيرها من الاتفاقيات التي وافقت عليها موسكو بشكل رسمي. ومع أنه من غير المرجح أن يوافق الكرملين على تلبية هذه الدعوة، فإن القيام بعرض مماثل سيضعف أي مزاعم روسية بشأن طبيعة المنطقة "العدوانية."
 جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن.
======================
الجارديان: يجب على وسائل الإعلام العالمية تجاهل دعاية "داعش"
 صدى البلد  منذ 11 ساعة  0 تعليق  2  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن وسائل الإعلام يجب عليها ان تتجاهل المواد الدعائية التي يبثها تنظيم داعش، وفق ما توصل إليه بحث حول تلاعب التنظيم بوسائل الإعلام الأجنبية.
وأضافت الجارديان أن البحث الذى سينشر الأسبوع القادم والذى قام به مركز أبحاث لوى الاسترالى، يقول إن داعش استغل صعوبة الحصول على تقارير إخبارية مستقلة من سوريا والعراق، كما أنه أظهر فهما عميقا لوسائل الإعلام الغربية مما جعله يساهم بشكل ضخم في تشكيل طريقة التغطية التي يحظى بها فى الصحافة الغربية.
وقالت الباحثة لورين وليامز، وهي صحفية مستقلة وعملت ككبير للمحررين سابقا في صحيفة ديلي ستار اللبنانية:" إنهم (تقصد داعش) على دراية بدورة الأخبار وما يستحق النشر، وهم يقومون بصياغة أخبارهم بشكل يتسق مع قواعد الأخبار التي تستحق النشر".
وأضافت :" تنظيم داعش كان قادرا على ممارسة سيطرة ضخمة على الطريقة التي يوصف بها وكذلك الطريقة التي ينظر بها إليه".
وأشارت وليامز إلى ان وسائل الإعلام باتت مؤخرا قادرة على التعرف بشكل أفضل على الصورة التي يبثها داعش عن نفسه، ويرغب فى نشرها بواسطة وسائل الإعلام الغربية وبدأوا في اتخاذ خطوات للحد من ذلك.
وقالت الجارديان إن بعض منتجو التلفزيون الفرنسيون بدأ مؤخرا على سبيل المثال في وضع علامة على تسجيلات الفيديو التي يبثها تنظيم داعش على أنها مواد دعائية.
وأضافت أنه من الناحية النظرية يجب على وسائل الإعلام أن تتجاهل فيديوهات داعش، وتغريداته وحتى مطبوعاته، لكن الحقيقة أن سوق وسائل الإعلام هو سوق تجارى شهيته مفتوحة بشدة للإقبال على نشر القصص حول تنظيم داعش.
وأشارت إلى أنه ينبغي ان يقرن تغطية فيديوهات وتسجيلات التنظيم مع خبراء يفندون أو يفضحون السياقات والقرائن والادعاءات التي يروج لها التنظيم في تلك المواد، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدا من التعاون بين الجهات الأمنية والحكومية.
======================
"النيويورك تايمز": هل يمكن الاعتماد على بوتين؟
النهار
جاء في افتتاحية الصحيفة: "من الصعب تخيل صراع يحتاج الى وقف للنار مثل العنف الوحشي الذي ينهش سوريا مخلفاً أكثر من نصف مليون قتيل وملايين اللاجئين. وعلى رغم ذلك فان الهدنة التي تم التوصل اليها بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون مجرد وقف موقت للقتل. من أهم الاسباب لذلك الشبكة المعقدة للمصالح المتصارعة والأجندات المختلفة. بالاضافة الى الشخصية الأساسية في هذه العملية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدخل في الصراع السوري الى جانب بشار الأسد في شهر أيلول واستطاع ان يغير بصورة جذرية مسار الحرب. والواقع أن الروس لم يغيروا حظوظ بشار الأسد فحسب بل باتت لهم اليد الطولى في انهاء الصراع ووقف تدفق اللاجئين على أورويا. فهل يمكن الاعتماد على السيد بوتين الذي، كما ظهر في أوكرانيا، يعتبر وقف النار خطوة تكتيكية أو ستاراً من الدخان؟"
======================
"وول ستريت جورنال": الدول التي تسعى للسلام في سوريا هي من تشعل الحرب
الوطن الالكترونية
أكد تقرير للأمم المتحدة، نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الدول التي تدفع بجهود السلام في سوريا هي نفسها التي تشعل الحرب هناك.
وفي هذا الصدد، قال باولو بينهيرو رئيس اللجنة المستقلة لشؤون سوريا التابعة للأمم المتحدة في حديث مع الصحيفة الأمريكية إن هذا التناقض هو الذي زاد من الصراع والمخاطر السياسية كما ساهم في معاناة المدنيين.
وأضاف بينهيرو "إن اللجنة الدولية أبلغت الدول ذاتها بذلك وأنه من الأفضل الالتزام التام بالعملية السياسية بدلا من إشعال الصراع"، وأشار إلى أن المجال الجوي فوق سوريا أصبح مكتظا وله عواقب إنسانية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن التقرير الأممي الذي سرد تفاصيل ما يجري في سوريا في 31 صفحة يعد الحادي عشر الذي تصدره اللجنة منذ تشكيلها عام 2011 للتحقيق وتوثيق الحرب في سوريا.
وأضافت أن "التقرير قدم قائمة بالتوصيات لتحقيق سلام دائم في سوريا، وهي التوصيات التي وصفتها الصحيفة بأنها لم تجد حتى الآن آذانا مصغية. وقال بينهيرو للصحيفة "إن الحكومة السورية رفضت تماما توصيات اللجنة مثل تلك الداعية إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، ووضع حد لاستهداف المناطق المدنية، كما تجاهلت المعارضة السورية الدعوات للالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية" على حد قول رئيس اللجنة الدولية.
وقد حمَل التقرير القوى الدولية والإقليمية، من بينها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإيران، مسؤولية استمرار الأزمة من خلال تقديم المساعدات العسكرية والفشل في استخدام نفوذهم لدفع الأطراف المتناحرة إلى التوصل لتسوية سلمية، ومن بين التوصيات ، الواردة فى التقرير ، التي تجاهلها المجتمع الدولي : وقف إمداد الفصائل المتحاربة في سوريا بالأسلحة.
ويرى بينهيرو أن العقبات الثلاث الرئيسية التي تعرقل السلام في سوريا هي التأثير على مختلف جبهات الصراع والدعم الذي تحصل عليه مختلف الفصائل من دول خارجية وتزايد تدويل الصراع الدائر في سوريا، وقال إن مجلس الأمن الدولي يمكن أن يلعب دورا حيويا كالجهة الدولية الوحيدة التي لديها السلطة لتنفيذ قرارات ملزمة وإعادة توجيه تركيز أعضاء مجلس الأمن على العملية السياسية بدلا من الانخراط في الأمور العسكرية في سوريا.
وأكد تقرير الأمم المتحدة وقوع انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب على جانبي الصراع. ونقلت الصحفة عن رئيس اللجنة الأممية قوله "إن أكثر ما يثير الانزعاج هو تكرار الهجوم على مدارس ومستشفيات تستهدف الأطفال والمرضى والمدنيين العزل، وهذه جرائم حرب وقلنا للجانبين: أوقفوا الهجوم على المدنيين".
======================
واشنطن بوست: حرب عالمية «مصغرة» على وشك الاندلاع في ريف حلب
ساسة بوست
مترجم عنA mini world war rages in the fields of Aleppoللكاتب Liz Sly
 مروة عبدالله
منذ 18 ساعة، 23 فبراير,2016
عبر حقول أشجار الزيتون والقمح بشمال سوريا في حلب، تفاقم خطر المعارك الصغيرة ذات الأبعاد الدولية فتكاد تنفجر لحرب أوسع”.
هكذا وصفت الواشنطن بوست الوضع في سوريا في مقال نشرته الأسبوع الماضي. فكثرة الطوائف المتناحرة في سوريا والتي تدعمها قوى دولية متنافسة لها مآرب من وراء تدخلها، بالتأكيد تصعد من حدة الصراع، وربما تندلع حرب عالمية. فمع وضع كهذا، هل يفي مجرد اتفاق هدنة بالغرض؟ وهل ستحترمه جميع الأطراف؟ أم أنه شبه مستحيل، نظرًا لموقف تركيا حيث حدودها مع سوريا، وأحلام الأكراد في الاستقلال، وطموحات موسكو أن تكون قوة مهيمنة في المنطقة؟
واقع معقد وأطراف دولية متنافسة
تصف الواشنطن بوست الوضع في سوريا بأنه طائرات حربية روسية تقصف من السماء، بينما المليشيات العراقية واللبنانية بمساعدة مستشارين إيرانيين تتقدم على الأرض. وفي نفس الوقت تقاتلهم مجموعات متمردين تدعمهم الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والسعودية وقطر لمنعهم من التقدم. بينما تحاول القوات الكردية المتحالفة مع واشنطن وموسكو تحقيق أكبر استفادة من تلك الفوضى لتوسيع نطاق المناطق الكردية. وبينما الجميع يركز على تلك المجموعات المتقاتلة، تمكنت الدولة الإسلامية من السيطرة على قريتين صغيرتين.
هدنة للتهدئة أججت الصراع!
وتضيف أنه على الرغم من اقتراب هدنة تفاوضت بشأنها القوى العالمية، ومن المقرر تنفيذها آخر الأسبوع، يبدو أن الصراع يتصاعد وليس العكس. فعلى سبيل المثال أطلقت تركيا نيران المدفعية عبر حدودها باتجاه المواقع الكردية، وتمكنت الطعون المقدمة من إدارة أوباما من دفع الأكراد والأتراك إلى التراجع.
فحسب وصفها تقول الواشنطن بوست إن الحرب السورية تحولت منذ فترة طويلة إلى حرب بالوكالة، فتقريبًا منذ اليوم الأول لإعلان الثورة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، دعمت قوى دولية متنافسة الفصائل السورية المتقاتلة. لكن ربما لم يسبق أن كانت المخاطر والتعقيدات واضحة جدًّا لدرجة الإنذار بحدوث حرب عالمية مصغرة مثلما هو الحال الآن في المعركة الجارية للسيطرة على حلب.
وحذر ديميتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي من المخاطر، في مؤتمرٍ أمني عقد في ميونيخ السبت الماضي قائلًا إن العالم اليوم بالفعل قد دنا من “حرب باردة جديدة”.
وأوردت الواشنطن بوست على لسان السيد سلمان شيخ، مستشار سياسي شارك في جهود الوساطة في الحرب السورية، أن “هناك دوامة من انعدام الأمن لم تخضع للإدارة. فما نشهده الآن صراعًا كلاسيكيًّا، وميزان القوى  فيه معقد للغاية، من الممكن أن يتفاقم لوضع خطير حقًّا”.
استمرار القصف
وتقول الواشنطن بوست إنه حتى الآن يتركز القتال في المناطق النائية في ريف حلب، فما نراه هو مناظر  طبيعية لأراضي زراعية تتخللها نقاط تمثل قرى وبلدات صغيرة يسحقها القصف السوري باستمرار ولا هوادة. وقال السكان في تلك القري إن القصف ازداد كثافة منذ الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار؛ فربما تسعى روسيا لتعظيم مكاسبها قبل تنفيذه.
وتضيف: “من المؤكد أن هزيمة المتمردين ستمكن الحكومة من تطويعهم وسحقهم في معقلهم في الجزء الشرقي من مدينة حلب. وربما تمكنها من توجيه ضربة حاسمة للتمرد المستمر منذ خمسة أعوام ضد حكم الأسد”.
أبعاد الصراع الدولية
لكن هناك على المحك ما هو أكثر من مجرد نتائج حرب سوريا. فالهجوم على حلب يؤكد على مكانة موسكو كقوة إقليمية مهيمنة في قلب الشرق الأوسط. تقدم الميليشيات العراقية واللبنانية الشيعية يمد نفوذ إيران إلى ما هو أبعد من منطقة النفوذ الشيعي التقليدي في المناطق السنية في شمال سوريا. وعلى الرغم من أن الجيش السوري يدعي تحقيق انتصارات، إلا أن المتمردين والخبراء العسكريين وتسجيلات فيديو للمقاتلين أنفسهم تظهر جميعها أن تقريبًا كل التقدمات على الأرض نفذتها حركة حزب الله اللبنانية واللواء العراقي بدر وحركة النجباء وغيرها من المليشيات العراقية الشيعية التي تدعمها إيران.
سياسة بشار في محاولة السيطرة
تذكر الواشنطن بوست أنه في الوقت ذاته، يتم إخلاء ريف حلب، حيث يتدفق عشرات الآلاف من الناس هربًا من الضربات الجوية إلى الشمال حيث الحدود التركية، التي أغلقتها الحكومة التركية مؤخرًا، علمًا بأن تركيا وحدها تستضيف 2.5 مليون لاجئ سوري.
يروي اللاجئون قصص قرى أبيدت بأكملها. يقول محمد النجار أحد سكان بلدة ماراي في قلب المنطقة الريفية المتنازع عليها، إن فقط 5% تقريبًا من المدينة بأكملها ظلت هناك. يذكر أن عائلته فقدت 15 منزلًا  منذ بدء الهجوم على حلب قبل أسبوعين. تمكنت الواشنطن بوست من التحدث معه عبر الهاتف من المنطقة الحدودية التركية، بعد تمكنه من الفرار من بلدته الأسبوع الماضي.
يقول أميل حكيم من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن:
إجبار الناس على الخروج من منازلهم لطالما كان جزءًا من إستراتيجية الحكومة السورية.
وأضاف: “إنهم يخلون المناطق من السكان الذين يستحيل أن يغيروا ولاءهم فيكون للنظام. فتلك تعتبر طريقة أسهل وأرخص لاحتلال منطقة، عن محاولة كسب عقول وقلوب المعارضين. فهم ببساطة سيدفعون الناس للمغادرة فلا يكون هناك أي تمرد”.  
وتقول الواشنطن بوست إن بالنسبة لتركيا، أكثر ما يثير القلق هو امتلاء الفراغ على طول حدودها مع سوريا بالأكراد، الذين زادت طموحاتهم وأحلامهم بالاستقلال منذ أن بدأت الثورة السورية.
سوريا وصراع تركيا والأكراد
وبالفعل استفادت وحدات حماية الشعب من الضربات الجوية الأمريكية في شرق سوريا لتوسعة المنطقة الكردية هناك. والآن، يستغل الأكراد القصف الروسي حول حلب ليتوسعوا شرق عفرين، وهي منطقة تواجد كردي أخرى. ويبدو أن هدف الأكراد المعلن هو ربط منطقتين كرديتين فتمتد لتغطي أكثر من نصف الحدود التركية مع سوريا.
وتذكر الواشنطن عواقب ذلك قائلة إن هذا التوسع الكردي أدى للاحتكاك بين واشنطن وأنقرة، لأن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب عضوًا منتدبًا في المنظمة الكردية التركية المعروفة بحزب العمال الكردستاني، المصنف على أنه منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وتركيا. لكن الولايات المتحدة لا تعتبر وحدات حماية الشعب كمجموعة إرهابية، بل عملت معها بشكل وثيق في الحرب على الدولة الإسلامية.
الآن، المقاتلون التابعون  لتحالف الأكراد والعرب والذي تقوده وحدة حماية الشعب يضيقون الخناق على البلدة الحدودية عزاز، والتي تتحكم في أكبر بوابة تركية إلى سوريا.
كما تذكر الواشنطن بوست أن المدفعية التركية أطلقت السبت الماضي صواريخ على قريتين وقاعدة عسكرية سيطر عليها الأكراد مؤخرًا، وقد جاء الرد التركي في بيان يوضح أن ذلك جاء ردًّا على صواريخ أطلقتها وحدة حماية الشعب.
تحدث هاتفيًّا بايدن نائب الرئيس مع رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو يوم السبت لحث تركيا على وقف قصفها. وأكد على “ضرورة التخفيف من تصاعد الصراع في المنطقة”، وذلك وفقًا لما جاء ببيان للبيت الأبيض الأحد الماضي. وبشكل منفصل، دعا بيان لوزارة الخارجية الأكراد ألا “يستغلوا الموقف المرتبك المعقد عن طريق محاولة استيلائهم على مناطق جديدة”.
وفي غضون ساعات من الطعون المقدمة، استولى الأكراد على قرية أخرى في شمال حلب تدعى عين داقنا، واستأنفت تركيا قصفها.
يقول فيصل العيتاني من الواشنطن بوست  في المجلس الأطلسي لا يوجد مزاج عام في تركيا يؤيد الحرب، لكن خطر التصعيد غير المتعمد حقيقي. وبالفعل التوتر بين روسيا وتركيا عضو حلف شمال الأطلسي بلغ عنان السماء عقب إسقاط تركيا لطائرة روسية في نوفمبر الماضي، أي حسابات أو تحركات خاطئة يمكنها بسرعة أن توقد الرد الروسي.
يضيف أيضًا أن “تركيا تتعرض لضغوط هائلة. فهي لديها حالة مشابهة لذلك وناشئة  على حدودها”، ويكون مصير المجموعات التي تدافع عنها التدمير.
كما تحدثت المملكة العربية السعودية عن إرسال قوات إلى سوريا، مما يدعم بعض التكهنات بأن السعودية ربما تستعد لدعم التوغل التركي. ففي بيان له الأحد الماضي، يقول عبد الله الجبير وزير الخارجية السعودي إن الرياض لن ترسل قوات خاصة إلا إذا قررت الولايات المتحدة أن القوات ستقاتل ضد الدولة الإسلامية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في الرياض: “ولذا فإن التوقيت لا يعنينا” طالما أنها ستقاتل تنظيم الدولة الإسلامية.
======================
المونتنيور :هل تسحق تركيا الحكم الذاتي للأكراد في سوريا؟
مترجم عن?Is Turkey crushing Kurdish self-rule in Syriaللكاتب Irfan Aktan
 عبدالرحمن النجار
منذ 21 ساعة، 23 فبراير,2016
بعد فشل عملية السلام بين تركيا والأكراد وتطور الأمر إلى حد الصراع الدموي الذي امتد ليشمل سوريا، يمكن تلخيص موقف عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني عبر ما صرح به للمشرعين من حزب الشعب الديمقراطي خلال لقائهم عام 2014 في محبسه في جزيرة إمرال، حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة. صرح أوجلان في تلك اللقاءات التي امتدت بين عامي 2013 و2015 قائلًا: “لدي عائلة من 10 ملايين شخص، وقد ثرنا. والآن نريد تحقيق السلام. فكيف يمكننا تحقيق ذلك؟ أود التخلي عن الحرب، فهل توافقون؟”.
 
تشير تلك التصريحات إلى أن محادثات السلام قد وصلت إلى طريق مسدود، بسبب حزب الاتحاد الديمقراطي وإنجازاته في شمال سوريا. حيث يبدو أن الإقليم الذي أنشأه الحزب هناك قد دفع بتركيا إلى رفض عرض وقف الحرب.
 
كان رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، قد هاجم وحدات حماية الشعب، الذراع المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، في 16 فبراير على خلفية تقدم الوحدات نحو عزاز، متوعدًا إياها صراحة بالقول: “إذا ما اقتربوا من عزاز ثانية، سنرد بكل قوة. وإذا حاولوا استخدام قاعدة منغ الجوية ضد المعارضة أو المدنيين، سنحيلها إلى رماد”.
 
لكن وحدات حماية الشعب لم تواصل التقدم فحسب في الشمال السوري، لكنها سيطرت على قاعدة منغ الجوية التي هددت أوغلو بتدميرها. بعدها بساعات، اتهم أوغلو وحدات حماية الشعب بالمسئولية عن الهجوم الدامي الذي وقع في أنقرة قبلها بيوم متوعدًا بالرد. ونقلت رويترز أنباءً عن عبور 2000 متمرد سوري مسلح إلى داخل سوريا عبر تركيا، متجهين صوب عزاز لمواجهة وحدات حماية الشعب.
 
تمثل تلك الأحداث عودة التوتر الذي ساد بين سوريا وتركيا لمدة 17 عامًا ولكن مع فارق وحيد، وهو أن تركيا تبدو اليوم تتجه نحو الهزيمة.
 
بدأت الأحداث التي قادت لاعتقال أوجلان في سبتمبر من عام 1998، عندما هدد قائد القوات البرية التركي بالقول: “يبدو أن جيرانًا مثل سوريا يسيئون فهم حسن نوايانا. لقد فعلت تركيا كل شيء لحسن الجوار. وإذا لم نحصل على الرد المتوقع، يحق لنا اتخاذ كافة التدابير. لقد بدأ صبرنا ينفد”.
 
أرادت تركيا من سوريا طرد أوجلان. وقد هدد الرئيس التركي آنذاك سليمان ديميرل بشن عمل عسكري. أفلحت الضغوط وغادر أوجلان سوريا في أكتوبر من نفس العام. فطاف بين روسيا واليونان وإيطاليا، ثم استقر به المقام في كينيا، حيث أفضت عملية معقدة إلى اعتقاله في فبراير من عام 1999.
 
حينها بدأت العلاقة بين سوريا وتركيا تتعافى، وقد بلغ الأمر ذروته عندما اتفق وزيرا خارجية البلدين على إنشاء مجلس تعاون إستراتيجي مشترك على مستوى عالٍ لمواجهة الإرهاب.
 
فكيف انحدرت الاتفاقية الكاملة التي أبرمت عام 2009 إلى الأزمة القائمة عام 2016؟ لفهم هذا التحول الكبير في الأحداث، يجب النظر في رؤية أوجلان للحكم الذاتي الديمقراطي.
 
حشدت تركيا كل إمكاناتها السياسية والدبلوماسية وربما العسكرية قبل 17 عامًا لإجبار سوريا على طرد أوجلان، وتمكن في نهاية المطاف من اعتقاله. إلا أن التهديد الذي توجهه سوريا نحو تركيا الآن يقف على أرضية مبهمة. فما الذي تريده تركيا؟ منع تقدم وحدات حماية الشعب، وهي جزء من التحالف الدولي، غربًا؟ أو تدميرها تمامًا بوصفها منظمة إرهابية في نظر تركيا؟ أم تدمير الإقليم المستقل في شمال سوريا؟ وما المبرر الذي تمتلكه تركيا للقيام بذلك؟
 
يبدو أن تركيا تعتزم استغلال تفجير أنقرة لتبرير حاجاتها. فعلى الرغم من نفي وحدات حماية الشعب مسئوليتها عن الهجوم، إلا أنه يبدو أن تركيا تستعد للحرب.
 
في صيف عام 2012، أعلنت الحركة الكردية الحكم الذاتي الديمقراطي في عدة بلدات بعد إلغاء أنقرة عملية السلام وشنها عمليات عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني. ويعتبر نموذج الحكم الكردي المستقل في الشمال السوري نسخة معدلة من نظيره في تركيا.
 
انتشر إطار الحكم الذاتي الديمقراطي الذي وضع أساسه أوجلان ليس فقط في سوريا، ولكن أيضًا في إيران من قبل حزب الحياة الحرة الكردستاني، وفي العراق من قبل حزب الحل الديمقراطي الكردستاني. في سبتمبر من عام 2011، وقبل ظهور وحدات حماية الشعب، صرح صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي أن الحزب يريد حكمًا ذاتيًّا من دمشق دون الانفصال عن الدولة الأم.
 
تنص خارطة الطريق التي رسمها أوجلان على أن كافة الجماعات الدينية والعرقية في الشرق الأوسط يحق لها الحصول على حكم مستقل ضمن حدود الدولة التي ينتمون إليها. ولطالما أبدى إعجابه بنموذج الاتحاد الأوروبي.
 
منذ أبريل 2015، مُنعت الزيارات عن أوجلان. كما جرى عزله في 2012 عندما وُضعت أساسات الحكم المستقل في شمال سوريا. والهدف من هذا المنع كان منعه عن إصدار تعليمات لحركته، لكن الأمر لم يفلح.
 
السبب الرئيسي للعمليات العسكرية التركية الجارية منذ يوليو هو غضب حزب العدالة والتنمية، ومن الممكن أن تستند الحرب التي تلوح في الأفق على كلمات أوجلان. صرح أوجلان في فبراير 2013 قائلًا: “يسعى حزب العدالة والتنمية للهيمنة ولا يمكننا السماح له بذلك. لن أصبح أداةً للمساعدة في ذلك. هذا شرطي الوحيد لاستكمال عملية السلام”.
 
باختصار، ثمة صراع مرير قائم بين رؤية أردوغان المركزية ومناقضتها اللامركزية الخاصة بأوجلان، وتعتبر المناطق الكردية في كل من تركيا وسوريا ساحةً لتلك الحرب.
======================
"نيويورك تايمز": روسيا حققت أهدافها في سوريا بأبخس الأثمان
روسيا اليوم
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الاتفاق الروسي-الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا بأنه نجاح حققه الكرملين مقابل ثمن منخفض نسبيا.
وأوضحت الصحيفة أن العملية العسكرية الروسية في سوريا حققت هدفها الرئيس، فيما يخص تعزيز مواقع حكومة الرئيس بشار الأسد، على الرغم من أنّ مخرجا "لائقا" من الأزمة لا يلوح في الأفق حتى الآن.
ولفتت الصحيفة إلى تشديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في كلمته المتلفزة، مساء الاثنين، 22 فبراير/شباط، على أن الدور الروسي في سوريا سيساعد في تجنيب البلاد الانهيار الكارثي، على غرار ما حصل في العراق وليبيا واليمن، بالإضافة إلى كونه مثالا على "العمل المسؤول".
واعتبرت الصحيفة أن موسكو لدى إطلاقها العملية العسكرية في سوريا، في سبتمبر/أيلول الماضي، كانت تسعى لتحقيق 5 أهداف، وهي:" وضع حد للمحاولات الخارجية لتغيير النظام، وإظهار نفسها كشريك موثوق بقدر أكبر بالمقارنة مع الولايات المتحدة، لكي تفشل بذلك خطط واشنطن لعزل موسكو ، والدعاية للأسلحة الروسية الجديدة، وتقديم مسرحية خارجية جديدة للجمهور الروسي الذي تعب من الحرب في أوكرانيا المجاورة".
وشددت "نيويورك تايمز" على أن موسكو حققت الأهداف المذكورة بقدر كبير، معيدة إلى الأذهان تأكيد بوتين على مواصلة العمليات القتالية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن القوات الموالية للأسد تكاد تطبق الحصار على مدينة حلب. وتوقعت بأن يواصل الجيش السوري الحكومي هجماته قبل دخول الهدنة حيز التطبيق يوم السبت المقبل، ولم تستبعد استمرار تلك الهجمات بعد الشروع في تطبيق الهدنة.
وأشارت "نيويورك تايمز" في هذا الخصوص إلى "نقطة ضعف" في الاتفاق الروسي-الأمريكي يسمح بمواصلة الهجمات ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة". ورأت أن هذا البند يصب في مصلحة روسيا، علما بأن العديد من فصائل المعارضة تحارب إلى جانب مقاتلي "جبهة النصرة".
واستطردت الصحيفة، قائلة:" في الوقت الذي يشترط الاتفاق على حلفاء أمريكا أن يتوقفوا عن القتال ضد حكومة السيد الأسد، يمكن لروسيا والحكومة السورية أن تواصلا ضرب فصائل المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، دون أدنى خشية من أي رد فعل أمريكي لإيقاف ذلك".
ونقلت الصحيفة عن محليين أن روسيا تريد أن تمدد تواجدها في سوريا، لكي تشرف على الانتقال السياسي حتى تشكيل حكومة جديدة، ولكي تبقى دمشق عاصمة ودية بالنسبة لموسكو، بالإضافة إلى إظهار إمكانية تحقيق الانتقال السياسي عبر التفاوض وليس عبر تغيير النظام.
المصدر: نيويورك تايمز
======================
نصيحة "واشنطن بوست" لردع بوتين بسوريا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن اتفاق "وقف الأعمال العدائية" في سوريا, الذي تم توقيعه في ميونيخ مؤخرا, كان من المقرر ان يدخل حيز التنفيذ في 19 فبراير، لكن ذلك لم يحدث، بسبب استمرار روسيا في اعتداءاتها على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
وأضافت الصحيفة في مقال لها في 20 فبراير أنه إذا خرقت روسيا هذا الاتفاق من خلال الاستمرار في قصفها المدنيين السوريين، فإن على أمريكا وحلفائها أن يركزوا السخط الدولي على موسكو، وأن يحاسبوها حال فشل الاتفاق.
وتابعت "الصراع السوري وصل إلى مرحلة حرجة وحساسة، ويمكن لسوء التقدير من جانب روسيا أو تركيا أن يكون كارثيا, في ظل احتمالات نشوب حرب برية".
واستطردت " لم يفت الأوان بعد بالنسبة للولايات المتحدة كي تفعل الشيء الصحيح، وهو الذي يتمثل في بناء الإطارين السياسي والعسكري لسوريا الجديدة".
وأضافت أن أمريكا بحاجة لنفوذ عسكري في سوريا يتناسب مع النفوذ الروسي في  قادم الأيام.
وتواصلت السبت الموافق 20 فبراير الغارات الروسية على حلب ومناطق أخرى في سوريا، بينما واصل #الجيش التركي قصف مواقع للقوات الكردية قرب مدينة إعزاز شمال حلب.
وقال ناشطون سوريون إن طائرات روسية شنت صباح السبت غارات على محيط بلدة الطامورة شمال حلب، وتقع البلدة بالقرب من مدينة عندان التي تشهد منذ مدة معارك بين فصائل سورية معارضة وقوات بشار الأسد تساندها مليشيات أجنبية.
كما نقلت "#الجزيرة" عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن الطيران الروسي استهدف في 19 فبراير أحياء تخضع للمعارضة السورية بحلب، بينها حي بني زيد شمالي حلب، وحي بستان الباشا، بالإضافة لمنطقة الليرمون.
وكان رجل وأبناؤه الثلاثة قتلوا وأصيب عدد آخر في غارة روسية استهدفت  الجمعة 19 فبراير قرية الشيخ عيسى شمال حلب.
وكثف الطيران الروسي مؤخرا غاراته، مما سمح لقوات الأسد بالتوغل في عمق ريف حلب الشمالي لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
واستغلت قوات سوريا الديمقراطية -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- الوضع للسيطرة على بلدات وقرى كانت تخضع للمعارضة، من بينها بلدة تل رفعت جنوب إعزاز المتاخمة للحدود السورية التركية.
وقصف #الجيش التركي في 19 فبراير مجددا مواقع للوحدات الكردية لمنعها من الاقتراب من مدينة إعزاز التي قالت السلطات التركية إنها لن تسمح بسقوطها بأيدي الأكراد. وقالت وكالة "الأناضول" إن القصف استهدف مجددا مواقع للمقاتلين الأكراد في مطار منغ العسكري، ونقاطا في بلدة عينم دقنة قرب تل رفعت، في حين قال المرصد السوري إن القصف التركي أسفر عن أضرار مادية فقط.
ودخل قبل يومين مئات من مقاتلي المعارضة السورية ريف حلب الشمالي قادمين من إدلب عبر الأراضي التركية -وفق تقارير صحفية تركية- سعيا لصد هجمات قوات النظام والأكراد.
======================
نيويورك تايمز تكشف الأهداف الـ5 لروسيا في سوريا و حربها الباردة في أوروبا
 الفجر  منذ 13 ساعة  0 تعليق  0  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
حققت روسيا هدفها الرئيسي بالتدخل العسكري في سوريا، وهو الاعتماد على حليف بالبلد العربي، إلا أن هناك تساؤلات تفرض نفسها حول الهدف النهائي لحسم الدور الروسي في سوريا، وارتباطه بزعزعة استقرار أوكرانيا وتقسيم أوروبا.
وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم أن موسكو حققت 5 أهداف رئيسية من التدخل العسكري في سوريا. .
وهي "منع سقوط النظام السوري ممثلاً في بشار الأسد، إجهاض خطط واشنطن لعزل موسكو بفرض العقوبات الغربية عليها بعد ضمها جزيرة القرم من اوكرانيا، إثبات أن روسيا حليف صلد عن أمريكا، استعراض الأسلحة الروسية الجديدة، وعرض مشهد جديد للسياسة الخارجية أمام الرأي العام الروسي وصرف النظر عن الحرب مع البلد المجاور "أوكرانيا".
وفضلاً عن ذلك، فإن الحرب في سوريا غير مكلفة لروسيا، حيث أنها لم تتعرض لخسائر مادية أو بشرية بارزة حتى الأن منذ تدخلها 30 سبتمبر الماضي، وقامت بإرسال 50 طائرة مقاتلة،  وتدشين قاعدة روسية في المدينة الساحلية "اللاذقية"، و 4 آلاف مقاتل لحمايتها.
من جهة أخرى، تلفت الصحيفة أن الهدف أيضاً من حرب روسيا على جبهتين في سوريا هو إلهاء الرأي العالمي عن طموحاتها العسكرية لزعزعة استقرار أوكرانيا، وإسقاط حكومتها، على غرار قيامها بتنظيم مظاهرات عرقية في القرم 2004، وجورججيا 2003، كما تسعى لتقسيم  الاتحاد الأوروبي للنجاح في إسقاط العقوبات الغربية عنها.
======================