الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 24/3/2016

26.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :حرب الجميع ضد تركيا
  2. معهد واشنطن :تكاليف فقدان المصداقية الأمريكية
  3. "الإندبندنت": لاجئون سوريون ينقذون سياسيًا ألمانيًا ينتمي للنازيين الجدد من الموت
  4. التايمز: انسحاب اميركا من المناطق المضطربة هو الذي شجع “الجهاد
  5. الفاينانشال تايمز: هجوم على القيم الأوروبية
  6. جيفري غولدبيرغ - (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحاً ضافياً لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء الخامس)
  7. واشنطن بوست :بروكسل وخطر «داعش»
  8. وول ستريت جورنال: حرب الجميع ضد تركيا.. ما هو رد أردوغان؟
  9. نيوزويك: ماذا وراء انسحاب بوتين المفاجئ من سوريا؟
  10. الصحافة الفرنسية: الهجمات تهدف لخلق حروب بأوروبا
  11. الصحف البريطانية :هجمات بروكسل في الصحافة البريطانية
  12. صحف بلجيكا.. دعوة للوحدة وعدم الاستسلام
  13. دروس وراء تجنب روسيا المستنقع السوري
 
معهد واشنطن :حرب الجميع ضد تركيا
سونر چاغاپتاي
متاح أيضاً في English
"وول ستريت جورنال"
21 آذار/مارس 2016
في السنوات الثلاث الماضية شهدت تركيا خمسة من أسوأ الهجمات الإرهابية الست في تاريخها، أسفرت عن مقتل 250 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 800 شخص، وكانت جميعها تداعيات للحرب في سوريا. وبالتالي، لم يعد السؤال الآن حول إمكانية حصول هجوم آخر بل حول توقيت هذا الهجوم. وفي الواقع، شن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») يوم السبت هجوماً على اسطنبول أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين.
ويُنظر إلى سياسة أنقرة تجاه سوريا بشكل سيء لدرجة تدفع جميع الأطراف الرئيسية في الصراع إلى كرهها، بدءً من نظام الأسد مروراً بروسيا ووصولاً إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، و «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «حزب العمال الكردستاني» التابع لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» في تركيا. وبالتالي، فإن محاربة أربعة أعداء في الوقت ذاته قد يجر تركيا إلى الخراب.
إن نظام الأسد، الذي حاولت أنقرة عبثاً الإطاحة به منذ عام 2011، متصل بالفعل بتفجير الريحانية الذي وقع في أيار/ مايو 2013 وقُتل فيه 52 شخصاً. فقد تم تنفيذ ذلك الهجوم من قبل أتراك متصلون بالوحدات الاستخباراتية للأسد.
وفي الوقت نفسه، وفيما انزعجت روسيا من سياسة تركيا تجاه الأسد وشعرت بالغضب من إسقاط تركيا لإحدى طائراتها العسكرية في تشرين الثاني/ نوفمبر، قامت بتقديم الدعم الكامل لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» من أجل هزيمة الثوار المناهضين للأسد في سوريا والمدعومين من أنقرة. في المقابل، قصفت تركيا مواقع «حزب الاتحاد الديمقراطي». بيد، يواصل الحزب فرض سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي شمال سوريا، بما فيها روج آفا، الأمر الذي يغضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
منذ انهيار محادثات السلام مع حكومة أنقرة الصيف الماضي، شن «حزب العمال الكردستاني» عدداً من الهجمات في الداخل التركي، بما في ذلك تفجير 17 شباط/ فبراير في أنقرة أسفر عن مقتل 30 شخصاً. وفي هذا السياق، أعلن تنظيم «صقور حرية كردستان»، فرع تابع لـ «حزب العمال الكردستاني»، مسؤوليته عن ذلك التفجير. ومن جهتها، ردت الحكومة من خلال السعي وراء معاقل «حزب العمال الكردستاني» في مدن واقعة جنوب شرق تركيا، وإغلاق أحياء بأكملها لمدة أسابيع على أمل سحق قاعدة «حزب العمال الكردستاني».
إن حرب أنقرة مع «حزب العمال الكردستاني» هي معركة انتقامية لن تؤدي سوى إلى التصعيد. ففي كل مرة تستهدف الحكومة «حزب العمال الكردستاني»، يضرب الحزب هدفاً غرب تركيا، كما فعل في التفجير الأخير في أنقرة.
ومع ذلك، لا يشكل «حزب العمال الكردستاني» أكبر المخاوف التركية. إذ على أنقرة أن تواجه أيضاً تنظيم «الدولة الإسلامية». فبعد أن وافقت تركيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 على التعاون مع الولايات المتحدة ضد هذه الجماعة، شن تنظيم «داعش» ثلاث هجمات كبيرة على تركيا. وقبل تفجير نهاية الأسبوع المنصرم، شُن هجوم في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في أنقرة أسفر عن مقتل 102 شخص. وفي 12 كانون الثاني/ يناير شُن هجوم آخر على اسطنبول أسفر عن مقتل 13 سائحاً ألمانياً.
وحيث شُنت خمس هجمات إرهابية خلال الأشهر الخمسة الماضية، تشير الدلائل إلى أن مكافحة الكثير من الأعداء في وقت واحد هو الذي أدى إلى هذه الموجة من الإرهاب التي تجتاح تركيا، ويشمل هؤلاء: «حزب العمال الكردستاني» حالياً، ومن ثم تنظيم «الدولة الإسلامية»، والأسد بعد ذلك، وهلم جرا. وفي الوقت نفسه، تترقب روسيا في الخلفية بدعمها «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بل وربما «حزب العمال الكردستاني».
وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع عدم الاستقرار، نجت تركيا من حرب أهلية وشيكة في سبعينات القرن الماضي ومن تمرد كامل لـ «حزب العمال الكردستاني» المدعوم من سوريا وإيران في التسعينيات. إلا أن الأمور مختلفة هذه المرة. فالبلاد ليست مستعدة لمواجهة موجة مستمرة من الهجمات الإرهابية. فهي بالفعل منقسمة بشكل عميق حول حكومة «حزب العدالة والتنمية» برئاسة أردوغان.
وهذا التباعد يفوق حتى التهديد الإرهابي، فيما يلوم كل طرف الطرف الآخر في أعقاب كل تفجير. فتركيا تتمزق إرباً، فيما تكره الكتل المؤيدة والمناهضة لـ «حزب العدالة والتنمية» بعضها البعض حتى أكثر من خوفها من الإرهاب. فكل هجوم جديد يؤدي إلى حدوث شق أعمق في المجتمع التركي.
ويمكن لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» الاستفادة من هذا التباعد وتعميق الانقسام في تركيا لصرف أنقرة عن القتال في سوريا. كما قد تستغل روسيا الانقسامات في تركيا من أجل تقويض أردوغان. فبعد إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أردوغان شخصياً. وبالتالي تودّد للأتراك المعادين لأردوغان، والذين سينظر بعضهم على الأقل إلى بوتين كمنقذهم من أردوغان.
ونظراً إلى الأجندة الاستبدادية التي يتبعها أردوغان والقائمة على مراجعة دستور بلاده لكي يصبح رئيساً تنفيذياً، فستنهار تركيا - المنقسمة إلى حد كبير - في ظل التباعد الشديد الذي تغذيه الهجمات الإرهابية وبسبب تعرضها للاستغلال من قبل بوتين و تنظيم «داعش». يُذكر أن الزعيم التركي نفسه يصب الزيت على نيران الانقسام، ويشوه صورة الجماعات التي لن تصوّت له ويضيّق الخناق عليها بعنف. وتشمل هذه اليساريين والعلمانيين والاشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين والعلويين والأكراد واليهود والأرمن والمعتدلين. فهذه استراتيجية تسمح لأردوغان ببناء ائتلاف يميني فائز على حساب الوحدة الوطنية.
إن ما تحتاج إليه تركيا هو سياسي مُوحّد لمساعدة البلاد على البقاء في وجه موجات الإرهاب وعلى تجنب تردي الأوضاع إلى فوضى لا تُحمد عقباها. يمكن لأردوغان أن يكون ذلك الرجل، وذلك فقط إذا تمكن من مقاومة إغراء تتويج نفسه رئيساً تنفيذياً. وعلى خلاف ذلك، قد يدخل التاريخ باعتباره القائد الذي حطم تركيا فيما كان يحاول أن يصبح ملكاً.
سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن.
======================
معهد واشنطن :تكاليف فقدان المصداقية الأمريكية
ديفيد شينكر
متاح أيضاً في English
"أميريكان إنترست"
21 آذار/مارس 2016
في كانون الثاني/يناير، بث التلفزيون الحكومي الإيراني لقطات لعشرة بحارة أمريكيين كان قد أُلقي القبض عليهم [أثناء مهمة تدريبية في الخليج]، وتضمّن البث اعترافاً منظماً، واعتذاراً، بل حتى تعبيراً عن الامتنان لطهران تقديراً لـ "ضيافتها". وفي اليوم التالي أُطلق سراح البحارة، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال إنه "غاضب ومحبط" من نشر تسجيلات الفيديو، والتي كانت، بالمناسبة، انتهاكاً لـ "اتفاقيات جنيف". وكونها غير منزعجة [مما قامت به]، نشرت طهران بعد أسابيع، لقطات جديدة من فترة الاعتقال، تُظهر على ما يبدو بحار أمريكي يبكي في الأسر. وحتى في وقت أقرب من ذلك تفاخر النظام بأنه "استخلص" مئات الصفحات من المعلومات من الأجهزة التي صودرت من البحارة.
لقد أصبح [هذا] النمط شيئاً مألوفاً للغاية في الوقت الحاضر. فعلى الرغم من الاتفاق النووي ورفع العقوبات وقيام حقبة جديدة من الانفراج الدبلوماسي المفترض، لا يزال موقف طهران تجاه واشنطن استفزازياً وقائماً على المواجهة. وحيث لا تريد إدارة أوباما تعريض الاتفاق للخطر، فقد ردت على السلوك الإيراني المتهوّر بعدم المبالاة إن لم يكن بالخنوع، بإظهارها الضعف، وبالتالي فسحها المجال للمزيد من السلوك الذي يطرح إشكالية من قبل حكومة دينية.
إن الإدارة الأمريكية تنفق مليارات الدولارات على "مبادرات الطمأنينة" في جميع أنحاء العالم - من خلال بيع الأسلحة، ونشر القوات، وتمركز مسبق للمعدات. ولكن زيادة النفقات لم تؤثر على تعزيز الثقة تجاه واشنطن، على الأقل في الشرق الأوسط. وهذه مشكلة تتعلق، إلى حد كبير، بتصور الأمور. فواشنطن لم تولي الاهتمام الكافي للكيفية التي يتم فيها تقبّل أفعالها في المنطقة في ظل التحديات الإيرانية. لكن طهران وحلفاؤها يقظين لذلك. لنقارن، على سبيل المثال، بين تعامل إدارة أوباما مع حادث البحارة الأمريكيين الذين احتجزوا في إيران وبين الكيفية التي تعامل فيها مؤخراً وكيل إيران، التنظيم الإرهابي الشيعي اللبناني «حزب الله»، مع معضلة الفيديو الخاص بسجنائه.
في أوائل شباط/فبراير، ألقت «جبهة النصرة» - ذراع تنظيم «القاعدة» - القبض على اثنين من رجال ميليشيا «حزب الله» كانا يقاتلان لصالح نظام الأسد في سوريا. وفي وقت لاحق أُجرى أحد الصحفيين اللبنانيين مقابلة معهما في المعتقل. وكان من المقرر أن تقوم الشبكة اللبنانية الرائدة، "MTV"، ببث المقابلة مع عنصري «حزب الله» التي دامت ساعة من الزمن، ولكن الميليشيا اللبنانية تدخلت لمنعها، بتهديدها القناة والمراسل. ونتيجة لذلك، وفي نهاية المطاف، لم يتم بث سوى مقطعين قصيرين وغير ضارين نسبياً.
ليس من الصعب إدراك سبب تصرف «حزب الله» على هذا النحو للحيلولة دون عرض البث. ولكن منذ ذلك الحين تم عرض المقابلة مع الأسيرين رقيقي الصوت ومظهريهما المثيرين للتعاطف (بشكل فظيع)، على موقع يوتيوب، الأمر الذي شكل إحراجاً تاماً للميليشيا. فقد قال السجينان، اللذين أُلقي القبض عليهما بالقرب من حلب عندما سلكا منعطفاً خاطئاً ووجدا نفسهما في أراضي العدو، أنهما لم يتلقّا سوى حداً أدنى من التدريب القتالي قبل إرسالهما إلى ساحة المعركة. والأسوأ من ذلك، فقد ذكرا، "على عكس ما فهمنا عن واقع الأمور" - أي، ما قيل لهما من قبل «حزب الله» على أعلى المستويات - أنهما لم يجدا وفرة من المقاتلين الأجانب السنة في مدينة حلب. وبدلاً من ذلك، أشارا إلى أن الهجمات العسكرية التي يقوم بها نظام الأسد مدججة بعناصر لبنانية وعراقية من «حزب الله»، و"عدداً كبيراً من الإيرانيين"، و "الفاطميين الأفغان [الشيعة]."
ولا تنسجم قصة هذين العنصرين التعيسين من «حزب الله» مع رواية الميليشيا المتروّية بعناية حول الكفاءة في ساحة المعركة، ولا مع الأساس المنطقي لنشر قواتها في سوريا. فقد كان «حزب الله» قلقاً إلى حد كبير من الأضرار المحتملة التي قد يسببها الفيديو لصورته بحيث قرر منع بثه.
وعلى خلاف إيران وعميله اللبناني، تبدو واشنطن أقل قلقاً بكثير إزاء مكانتها في المنطقة. ويقيناً، يعدّ الإفراج عن الجنود الأمريكيين والأسرى المدنيين الذين احتجزهتم ايران أولوية بالنسبة للإدارة الأمريكية، ولكن عندما لا تعمل هذه الإدارة على ردع [الأعمال الإيرانية] في ظل استمرار الاستفزازات، فسوف يكون لذلك تأثير هدام على مصداقية الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، عندما يقول الرئيس اوباما حالياً، أن الولايات المتحدة "تبقى صامدة في معارضة سلوك إيران المزعزع للاستقرار"، فإنه حقاً أمراً يصعب تصديقه في القصر وفي الشارع [أي من قبل الملوك وعامة الشعب]على حد سواء.
وفي الواقع، ففي جميع أنحاء الشرق الأوسط، يتزايد قلق حلفاء واشنطن السنة التقليديين من مصداقية الضمانات الأمنية [التي قدمتها] الولايات المتحدة حيال ايران، ولسبب وجيه - وذلك، ليس فقط لأن الرئيس أوباما يُعرب علناً ​​عن تردد يقارب الاستهانة من المملكة العربية السعودية. فطبقاً لهذه الحجة، إذا لم تقم الحكومة الأمريكية بالرد عندما أطلقت إيران صاروخاً على بعد ميل واحد من حاملة طائرات أمريكية كانت تعبر مضيق هرمز في كانون الثاني/ يناير، فما الذي ستفعله واشنطن عندما تستهدف إيران المملكة العربية السعودية؟
وعلى الرغم من بيانات الإدارة الأمريكية، يدرك حلفاء واشنطن التقليديين أن إيران تواصل أنشطتها التخريبية مع أدنى حد من العواقب أو بلا عواقب قط. وقد شملت هذه الأنشطة اختبار صواريخ باليستية جديدة، وتهريب متفجرات خارقة للدروع  إلى الشيعة في البحرين وفقاً لبعض التقارير؛ وكان رد الحكومة الأمريكية "موزوناً" إذا استخدمنا مصطلح وزارة الخارجية الأمريكية والذي يفهمه الجميع بأنه يعني حقاً الميل بشكل مقارب نحو الصفر [أي عدم الرد].
لذلك تستمر الاستفزازات. فبعد يومين فقط من عملية تبادل الأسرى بين واشنطن وطهران في 18 كانون الثاني/يناير، والتي نجحت في الإفراج عن الصحافي في صحيفة "واشنطن بوست" جيسون رضايان، الذي كان قد اعتقل من قبل السلطة الدينية لمدة عام ونصف، خطفت الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق ثلاثة أمريكيين في بغداد. لقد كان باستطاعة أي شخص توقّع هذه النتيجة المترتبة عن خفض موازين الخطر المعنوي، وبالفعل توقّع ذلك عدد من الأشخاص.
وإلى جانب انتهاك "اتفاقيات جنيف" من خلال بث فيديو لجنود كان قد أُلقي القبض عليهم، فوفقاً للقانون الدولي تم القبض على أولئك البحارة بشكل غير قانوني في المقام الأول. مع ذلك، وبعد الإفراج عنهم، شكر الوزير كيري إيران على تعاونها. إن القول المأثور هو أن الدبلوماسي شخص يفكر مرتين حول قول أي شئ. ومن المفترض أن يكون ذلك شيئاً مفهوماً، بيد، كان من الممكن أن تكون هناك وسيلة أفضل بكثير للتعامل مع هذه المسألة المعينة، من التفكير القليل جداً للوزير كيري حول الكثير الذي قاله.
لا عجب إذن، أن تستمر إيران في أنشطتها التخريبية وفي ما وصفها مسؤولون عسكريون أمريكيون كإجراءات "استفزازية غير آمنة ولا داعي لها" تجاه القوات الأمريكية من على المسرح. وإذا كانت إدارة أوباما ملتزمة حقاً باحتواء إيران في أعقاب الاتفاق النووي، فإنها بحاجة إلى أن تصبح أكثر وعياً نحو الكيفية التي يُنظر إليها في المنطقة. فالدبلوماسية لها أهميتها، وهو الأمر بالنسبة لنظام الردع ذي المصداقية. إن ثمن استمرار التملّق الأمريكي هو تشجيع إيران وجعلها أكثر جرأة.
 ديفيد شينكر هو زميل "أوفزين" ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.
======================
"الإندبندنت": لاجئون سوريون ينقذون سياسيًا ألمانيًا ينتمي للنازيين الجدد من الموت
  الأربعاء 23 مارس 2016 | 11:38 ص   
كتب: وكالات
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن لاجئين سوريين أنقذوا حياة سياسيا ألمانيا ينتمي للنازيين الجدد بعد تعرضه لحادث مروري خطير.
وانحرفت سيارة ستيفان جاجش الذي ينتمي للحزب الوطني الديمقراطي الألماني (إن بى دى) عن الطريق واصطدمت بشجرة في بلدة ألمانية تقع بالقرب من فرانكفورت.
وقام عدد من اللاجئين السوريين تصادف مرورهم بالقرب من مكان الحادث فى أحد الأوتوبيسات بالتوقف فور وقوعه واتجه اثنان منهم لمساعدة السياسي الألماني على الفور. وقد تمكنوا من سحبه بعد إصابته العنيفة، من سيارته وقدموا له المساعدات الطبية الأولية.
وقال جان كريستوف فيدلر، مسؤول الحزب في المنطقة لصحيفة ألمانية إن اللاجئين قاموا على الأرجح بعمل جيد جدا وإنساني.
وقالت الصحيفة الألمانية إن جاجش عانى من كسر في القدمين وجرح فى الوجه نتيجة للحادث.
وهاجم الحزب الوطني الديمقراطي الألماني القوانين التي وضعتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشأن اللجوء متهما إياها بالسماح بدخول العديد من المجرمين واللاجئين إلى ألمانيا.
وجاجش كان المرشح الرئيسي للحزب في الانتخابات المحلية في إحدى بلدات ولاية هيس الألمانية.
ونشر جاجش مؤخرا على فيس بوك بوستات هاجم فيها استقبال اللاجئين داعيا إلى وقف تدفقهم على المانيا ومشبها عملية إدماجهم في المجتمع بالإبادة الجماعية.
======================
التايمز: انسحاب اميركا من المناطق المضطربة هو الذي شجع “الجهاد
اشارت صحيفة “التايمز” البريطانية في عددها اليوم الاربعاء، الى إن “عودة الجهاديين الذين تدربوا على صنع القنابل في معسكرات من الحرب السورية إلى أوروبا ينظر إليه من قبل الولايات المتحدة على أنه فشل أوروبا في منع عودتهم من شمال إفريقيا والشرق الأوسط”.
اضافت: “لكن الولايات المتحدة ليست محصنة من هجمات كهذه ولا هي خالية من المسؤولية، فانسحابها من هذه المناطق المضطربة هو الذي شجع الجهاد، وكذلك شجعه اعتقاد الرئيس الاميركي باراك أوباما أن بإمكان الولايات المتحدة الاكتفاء بالتعامل مع القضايا الكبرى للحرب والسلام”.
======================
الفاينانشال تايمز: هجوم على القيم الأوروبية
 
2016/03/24م الساعة 02:56 (الأمناء نت/ BBC)
استحوذت هجمات بروكسل على اهتمام الصحافة البريطانية، وخصصت لها الصحف الصادرة صباح الأربعاء الصفحة الأولى ومساحات في الصفحات الداخلية، وتراوحت المواد المنشورة ما بين التقارير والتحليلات والافتتاحيات، وعكست خوف بريطانيا من أن تتحول بدورها إلى هدف لهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية".
صحيفة الفاينانشال تايمز جعلت عنوان افتتاحيتها "هجوم على بروكسل، وعلى القيم الأوروبية".
تقول الصحيفة "الهجمات في بروكسل هي بمثابة تذكير، إن كان هناك حاجة إلى تذكير بعد هجمات الجهاديين الأخيرة على باريس، كم هو سهل على الخلايا الإرهابية الهجوم على عصب المدن الأوروبية وشلها".
وتتابع الصحيفة "ما ظهر على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" يشير إلى أن الهجمات الأخيرة هي من صنعه".
وجاءت هذه الهجمات بعد أيام من اعتقال صلاح عبدالسلام في إحدى ضواحي بروكسل، والذي كان مطلوبا بسبب الاشتباه بمشاركته في هجمات باريس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشارت الافتتاحية إلى أن بروكسل ليست عاصمة بلجيكا فحسب بل هي عاصمة الاتحاد الأوروبي، الذي وضع أمام تحد ليثبت أنه قادر ولديه المرونة على الصمود في وجه الدولة الإسلامية.
الحرب الطويلة ضد الإرهاب
وفي صحيفة الديلي تلغراف حملت الافتتاحية العنوان أعلاه.
تستهل الصحيفة افتتاحيتها بالقول "ليس من السهل تحديد وقت بدء هجمات "الإرهاب الإسلامي" على أهداف غربية، قد تكون البداية الهجوم على مترو باريس عام 1995، أو الهجوم على سفارات واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998. لكن الأكيد أن الحرب طويلة، وتستمر فترة أطول من الحربين العالميتين معا.
وتتابع الصحيفة "الهجمات في بروكسل تذكرنا أن لا نهاية قريبة تلوح في الأفق".
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن هجمات بروكسل تلفت الانتباه إلى أن أجزاء العالم متصلة ببعضها البعض، حيث يتنقل الأشخاص والأفكار بنفس السهولة ، سواء كان هناك اتحاد أو لم يكن، وبالتالي ليس هناك مبرر لاستخدام هذه الهجمات لدعم فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي أو العكس.
"الفراغ الذي تركه أوباما"
وفي صفحة الرأي في صحيفة التايمز كتب روجر بويز مقالا بعنوان " الإرهابيون ملأوا الفراغ الذي تركه أوباما".
يقول الكاتب "إن عودة الجهاديين الذين تدربوا على صنع القنابل في معسكرات من الحرب السورية إلى أوروبا ينظر إليه من قبل الولايات المتحدة على أنه فشل أوروبا في منع عودتهم من شمال إفريقيا والشرق الأوسط".
ويتابع قائلا "لكن الولايات المتحدة ليست محصنة من هجمات كهذه ولا هي خالية من المسؤولية، فانسحابها من هذه المناطق المضطربة هو الذي شجع الجهاد، وكذلك شجعه اعتقاد أوباما أن بإمكان الولايات المتحدة الاكتفاء بالتعامل مع القضايا الكبرى للحرب والسلام".
"هجوم على أوروبا بأسرها"
وتقول صحيفة الإندبندنت في افتتاحيتها "بإمكانك أن تعرفهم من اختيارهم لأهدافهم، الأهداف في بروكسل تذكر بالهجمات في باريس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث كان القتل عشوائيا، لكن اختيار الأهداف لم يكن مصادفة".
وتتابع الصحيفة "في باريس كان المستهدف هو نمط الحياة الغربي، خاصة التسامح، واستمتاع الشباب العلماني المدني المتعدد الثقافات بالحياة، أما في بروكسل فكان المستهدف طابعها الدولي والاتحاد الأوروبي".
"إرسال الرسائل من خلال القتل هي اختصاص تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقد خططت الهجمات قبل اعتقال صلاح عبد السلام بفترة طويلة".
وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع أصوات في بريطانيا وأماكن أخرى في أوروبا للربط بين الهجمات والهجرة وسياسة الحدود المفتوحة في أوروبا والتسامح مع الأقليات المسلمة، بينما تحدث البعض عن القصور الأمني، وخصوصا في بلجيكا.
احتمال هجمات مشابهة في بريطانيا
أما في صحيفة الغارديان فقد كتب إيوين ماكأسيل تحليلا يناقش فيه احتمالات تعرض بريطانيا لهجمات مماثلة.
يقول الكاتب إن "الأجهزة الأمنية في بريطانيا تتوقع أن تتعرض البلاد لهجمات مشابهة للتي وقعت في بروكسل، والمسألة مسألة وقت".
وتقول الأجهزة إنها "كشفت وأبطلت سبع هجمات، لكنها لن تتمتع بالحظ في كل مرة".
وتنسب الصحيفة إلى الخبير الأمني رافائيلو بانتوتشي القول إن "هناك اختلافات جوهرية بين بريطانيا وبقية دول أوروبا".
ويعدد الخبير بعض أوجه الخلافات، ومنها صعوبة الحصول على السلاح والذخيرة في بريطانيا، وتحول حصل في الإرهاب الإسلامي، حيث انتقل من الاعتماد على الآسيويين إلى الاعتماد على العرب، وهم أكثر تركيزا في بقية أنحاء أوروبا، كذلك فإن الموانئ البريطانية تشكل عائقا.
======================
جيفري غولدبيرغ - (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحاً ضافياً لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء الخامس)
جيفري غولدبيرغ - (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
سألت أوباما عما إذا كان ليرسل قوات مشاة البحرية الأميركية إلى رواندا في العام 1994 لوقف الإبادة الجماعية هناك بينما تحدث، لو أنه كان رئيساً في ذلك الوقت. قال: "بالنظر إلى السرعة التي حدث بها القتل، والوقت الذي تتطلبه إدارة محرك آلة الحكومة الأميركية بالكرنك، أفهم السبب في أننا لم نتصرف بالسرعة الكافية. الآن، يجب أن نتعلم من ذلك. أعتقد في الحقيقة أن رواندا هي حالة اختبار مثيرة للاهتمام لأن من الممكن -ليس بشكل مضمون، وإنما ممكن- أن ذلك كان وضعاً حيث الاستخدام السريع للقوة ربما كان سيكفي". ثم ربط الرئيس ذلك بسورية: "على العكس من ذلك، ربما يكون من الأسهل إقامة الحجة بأن قوة صغيرة نسبياً يجري إقحامها بسرعة بدعم دولي، ربما ستفضي إلى تفادي الإبادة الجماعية (بشكل أكثر نجاحاً في رواندا) من سورية في الوقت الحالي؛ حيث تتلقى الجماعات التي تمتلك تسليحاً كثيفاً ومقاتلين أقوياء الدعم من مجموعة كاملة من الفاعلين الخارجيين الذين لديهم الكثير من الموارد، مما يتطلب التزاماً بعدد أكبر بكثير من القوات".
يقول مسؤولو إدارة أوباما إن لديه نهجاً شاملاً لمحاربة الإرهاب: قوة جوية من الطائرات من دون طيار؛ غارات تنفذها القوات الخاصة؛ وجيش سري مكون من 10.000 ثائر يقاتل في سورية، ويتلقى الدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وإذن، لما يتعثر أوباما عندما يشرح للشعب الأميركي أنه هو أيضاً يهتم بشأن الإرهاب؟ قلتُ له إن المؤتمر الصحفي في تركيا "كان لحظة مناسبة لكَ كسياسي لتقول للناس: "نعم، أنا أكره هؤلاء الأوغاد أيضاً، وبالمناسبة، أنا أقوم بالقضاء على الأوغاد"". كان الشيء الأسهل عمله بالنسبة له هو طمأنة الأميركيين -بالمعاني العاطفية- بأنه سيقتل الناس الذين يريدون قتلهم. هل يخشى من رد فعل غير محسوب في اتجاه القيام بغزو آخر في الشرق الأوسط؟ أم أنه مصاب بانفصال عاطفي فقط، على نحو يتعذر تغييره؟
أجاب: "لكل رئيس نقاط قوته ونقاط ضعفه. لا شك أن هناك أوقاتاً حيث لم أكن منتبهاً بما يكفي لمسائل المشاعر والأحاسيس والسياسة عند توصيل ما نقوم به حقاً وكيف نقوم به".
ولكن، حتى تنجح أميركا في قيادة العالم، واصل الرئيس، "أعتقد أن علينا تجنب أن نكون تبسيطيين. أعتقد أن علينا بناء مقاومة والتأكد من أن تكون نقاشاتنا السياسية متأسسة على الواقع. ليس الأمر أنني لا أقدر قيمة المسرح في التواصل السياسي؛ الأمر يتعلق بأن العادات التي صنعناها نحن -الإعلام والساسة- كيفية حديثنا عن هذه القضايا، تكون منفصلة جداً في كثير من الأحيان عما نحتاج إلى أن نكون بصدد فعله، حتى أن إرضاء مهرجان محطات الكيبل الصاخب، سوف يقود -في نظري- إلى جعلنا نتخذ قرارات تزداد سوءاً بمرور الوقت".
بينما شرعت الطائرة الرئاسية "سلاح الجو 1" في الهبوط في اتجاه كوالالمبور، ذكر الرئيس الجهد الناجح الذي قادته الولايات المتحدة لوقف وباء الإيبولا في أفريقيا الغربية، كمثال إيجابي على الإدارة ثابتة الأقدام وغير الهستيرية لأزمة مرعبة.
قال الرئيس: "خلال بضعة أشهر، في حين كان الجميع متأكدين أن الإيبولا سيدمر الكرة الأرضية، وحيث كانت هناك تغطية إخبارية على مدار 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع للإيبولا، لو أنني قمت بتغذية الذعر أو انحرفت بأي طريقة عن نهج، "إليكم الحقائق؛ إليكم ما يجب عمله؛ إليكم كيف نعالج الموضوع؛ احتمال إصابتكم بالإيبولا صغير جداً، وإليكم ما يجب علينا عمله محلياً وفي الخارج على حد سواء للقضاء على هذا الوباء""، عندئذٍ، "ربما كان الناس سيقولون، "ها هو أوباما يأخذ هذا الأمر بالجدية اللازمة"". لكن تغذية مشاعر الذعر عن طريق المبالغة في ردة الفعل كان يمكن أن توقف السفر من وإلى ثلاثة بلدان أفريقية فقيرة أصلاً حتى الشلل، بطرق ربما كانت ستدمر اقتصاداتها -وهو ما كان يعني على الأرجح، من بين أشياء أخرى، عودة الإيبولا. وأضاف الرئيس: "كان ذلك سيعني أيضاً أننا ربما نكون قد أهدرنا قدراً كبيراً من موارد نظم الصحة العامة لدينا، والتي كان يجب تخصيصها للقاحات الإنفلونزا والأشياء الأخرى التي تقتل الناس فعلياً" بأعداد كبيرة في أميركا.
حطت الطائرة. ولم يبدُ أن الرئيس، الجالس باسترخاء في كرسي مكتبه وسترته منزوعة وربطة عنقه منحرفة، أنه يلاحظ ذلك. استطعت أن أرى في الخارج، على مدرج المطار، ما بدا عدداً كبيراً من أفراد القوات المسلحة الماليزية الذين تجمعوا لتحيته. وعندما استمر الرئيس في الكلام، خشيت أن يشرع الجنود والشخصيات المنتظرة بالملل. قلت: "أعتقد أننا في ماليزيا. يبدو أنها خارج هذه الطائرة".
قال إن هذا صحيح، لكنه لم يبدُ في عجلة من أمره، ولذلك واصلت الضغط بالسؤال عن رد فعله المعلن على الإرهاب: لو أنه أبدى مزيداً من العاطفة، هل كان ذلك سيهدئ روع الناس بدلاً من توتيرهم؟
قال: "لدي أصدقاء لهم أبناء في باريس الآن. وأنا وأنت ومجموعة كاملة من الناس الذين يكتبون عما حدث في باريس كانوا قد تمشوا في الشوارع نفسها التي أطلق فيها الرصاص على الناس. والشعور بالخوف حق. من المهم لنا أن لا نشعر أبداً بالرضا عن الذات. هناك فرق بين المرونة؛ بين المقاومة وبين الرضا عن الذات". ومضى إلى وصف فارق آخر بين اتخاذ قرارات مدروسة بعناية وبين اتخاذ قرارات متسرعة وعاطفية. قال: "ما يعنيه ذلك، في حقيقة الأمر، هو أن تهتم كثيراً بأنك تريد أن تفهم الأمور بالشكل الصحيح ولا تنغمس في ردود فعل متهورة، أو في بعض الأحيان مصطنعة، تصلح للقطات المقابلات التلفزيونية، لكنها لا تأتي بنتائج. إن المخاطر الراهنة هي أكبر كثيراً من ممارسة هذه الألعاب".
بقوله ذلك، وقف أوباما وقال: "حسناً، يجب أن نذهب". وسار خارجاً من مكتبه وهابطاً سلم الطائرة، إلى السجادة الحمراء وحرس الشرف ومجموعة المسؤولين الماليزيين المنتظرين لتحيته، ثم إلى سيارته الليموزين المدرعة التي كانت قد نقلت بالطائرة إلى كوالالمبور قبله. (في وقت مبكر من فترته الرئاسية الأولى، عندما لم يكن معتاداً بعد على العملية العسكرية الهائلة التي يتطلبها نقل الرئيس من مكان لآخر، قال بأسى لمعاونيه، "لدي أكبر حصة من انبعاثات الكربون في العالم").
كانت محطة الرئيس الأولى في ماليزيا هي حَدث آخر مصمم لإلقاء الضوء على تحوله إلى آسيا. كان ذلك اجتماعاً في قاعة المدينة؛ حيث يشارك طلبة ورواد أعمال في "مبادرة القادة الشباب لجنوب شرق آسيا" التي أطلقتها الإدارة الأميركية. دخل أوباما قاعة المحاضرات في جامعة تيلور على وقع تصفيق هائل. أدلى ببعض الملاحظات الافتتاحية، ثم سحر مستمعيه في جلسة أسئلة وإجابات مطوَّلة.
لكن انتباه أولئك منا الذين يشاهدون من القسم الصحفي انصرف إلى الأخبار القادمة عبر هواتفنا عن هجوم جهادي جديد، هذه المرة في مالي. ولم تكن لدى أوباما المنشغل بإدهاش رواد الأعمال الآسيويين المعجبين أي فكرة عن الهجوم. فقط عندما دخل سيارته الرئاسية مع سوزان رايس تلقى الأخبار.
في وقت لاحق من ذلك المساء، زرت الرئيس في جناحه في فندق "ريتز كارلتون" وسط كوالالمبور. كانت الشوارع حول الفندق مغلقة. وأحاطت العربات المدرعة بالمبنى؛ وكانت قاعة اللوبي في الفندق تغص بفرق القوات الخاصة. ركبت المصعد إلى طابق مكتظ بعملاء جهاز الأمن السري الذين أشاروا لي إلى الدرج؛ كان المصعد إلى طابق الرئيس معطلاً لأسباب أمنية. صعدت طابقين آخرين إلى ردهة مليئة بالمزيد من عملاء الأمن. لحظة انتظار، ثم فتح أوباما الباب. كان جناحه المكون من طابقين غريباً: ستائر غريبة الطراز وأرائك مكتظة أكثر من اللزوم. كان المكان هائلاً ووحيداً وخانقاً معاً.
قلت: "إنه أشبه بقلعة هيرست".
"حسناً، إنه بعيد كل البعد عن فندق هامبتون في دي موين"، قال أوباما.
عندما جلسنا، أشرت للرئيس إلى تحد مهم لسياسته الخاصة بإعادة التمحور نحو آسيا. في وقت سابق من ذلك اليوم، عندما كان يحاول إلهام مجموعة من رائدات الأعمال الموهوبات التواقات اللواتي يرتدين الحجاب ومجموعة من المبتكرين البورميين، تشتت الانتباه بسبب آخر هجوم إرهابي إسلامي.
باعتباره كاتباً في قلبه، اقترح الرئيس: "ربما تكون هذه طريقة سهلة جداً لبدء القصة"، مشيراً إلى كتابة هذه المقالة.
قلت: "ربما، لكنها نوع من الخدعة الرخيصة".
قال أوباما: "إنها رخيصة، لكنها تعمل. نحن نتحدث إلى هؤلاء الأولاد، ثم هناك هذا الهجوم".
نوعية ذلك اليوم الشبيهة بشاشة عرض مقسومة إلى قسمين أثارت حواراً حول اجتماعين أخيرين كان قد عقدهما، واحد أثار جدلاً دولياً رئيسياً وصنع عناوين الأخبار، وواحد لم يفعل. اقترحت أن الاجتماع الذي جذب الكثير من الانتباه، سوف يُحكم عليه بأنه أقل تساوقاً من الناحية المنطقية. كان ذلك هو القمة الخليجية التي انعقدت في أيار (مايو) 2015 في كامب ديفيد، والتي هدفت إلى تهدئة خواطر حشد من الشيوخ والأمراء الزائرين الذين كانوا خائفين من الاتفاق الإيراني الوشيك. وحدث الاجتماع الثاني بعد شهرين من ذلك في المكتب البيضاوي، بين أوباما والأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، نغوين فو ترونغ. وقد أقيم ذلك الاجتماع فقط لأن جون كيري كان قد دفع البيت الأبيض إلى خرق البروتوكول، بما أن الأمين العام لم يكن رئيس دولة. لكن أهداف تلك اللباقة الملفقة كانت كما يلي: أراد أوباما الضغط على الفيتناميين في موضوع اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ -وسرعان ما استخلص مفاوضوه وعداً من الفيتناميين بأن يضفوا الشرعية على عمل النقابات العمالية المستقلة- وأراد أوباما تعميق التعاون بين البلدين حول القضايا الاستراتيجية. وكان مسؤولو الإدارة قد ألمحوا لي مراراً بأن فيتنام ربما تستضيف في وقت قريب وجوداً عسكرياً أميركياً دائماً، لمراقبة طموحات البلد الذي تخشاه فيتنام أكثر ما يكون، الصين. وسوف تعد عودة البحرية الأميركية إلى خليج كام رانه من التطورات التي كان يُنظر إليها على أنها الأكثر استحالة في التاريخ الأميركي الحديث. وقال لي أوباما: "لقد دفعنا الحزب الشيوعي الفيتنامي إلى الاعتراف بحقوق العمال بطريقة ما كنا لنفعلها أبداً بالاستئساد عليهم أو تخويفهم". ووصف هذا الانتصار الصغير في حملته بأنه استبدال التلويح بالعصا بالإقناع الدبلوماسي.
قلت إن 200 أو نحو ذلك من الجنوب آسيويين الشباب في القاعة في وقت سابق من ذلك اليوم -بمن فيهم مواطنون من دول يحكمها الشيوعيون- بدوا كأنهم يحبون أميركا. وقال أوباما: "إنهم يفعلون. في فيتنام في الوقت الراهن، تسجل أميركا في الاستطلاعات نسبة قبول تبلغ 80 في المائة".
وتعني شعبية أميركا المتنامية عبر جنوب شرق آسيا "أننا نستطيع فعل أشياء كبيرة حقاً، أشياء مهمة -والتي لها، بالمناسبة، تداعيات في كل المجالات الأخرى"، قال الرئيس "لأنه عندما ينضم الماليزيون إلى الحملة المناهضة لداعش، فإن ذلك يساعدنا في زيادة الموارد والمصداقية في قتالنا ضد الإرهاب. عندما تكون لدينا علاقات قوية مع الإندونيسيين، فإن ذلك يساعدنا عندما نذهب إلى باريس ونحاول التفاوض على معاهدة حول تغير المناخ؛ حيث قد تجد روسيا أو واحدة من تلك البلدان الشبيهة إغواء في تشويه الصفقة بطريقة تجعلها غير مفيدة".
ثم استشهد أوباما بعد ذلك بتصاعد نفوذ أميركا في أميركا اللاتينية -تصاعد جاء في جزء منه، كما قال، نتيجة إزالته عقبة معيقة كانت تمتد عبر كامل المنطقة عندما أعاد تأسيس العلاقات مع كوبا- كدليل على أن نهجة المتركز حول دبلوماسية مثابرة غير تهديدية في العلاقات الخارجية يعمل. لقد ضعفت حركة "ألبا"، وهي مجموعة من حكومات أميركا اللاتينية التي تلتقي حول فكرة معاداة أميركا، بشكل كبير خلال فترة رئاسته. وقال الرئيس: "عندما جئت إلى المنصب، في القمة الأولى للأميركتين التي حضرتها. كان هوغو شافيز"، (الدكتاتور الفنزويلي الراحل المناهض لأميركا)، "ما يزال الشخصية التي تهيمن على النقاش. واتخذنا قراراً استراتيجياً جداً في وقت مبكر، كان: بدلاً من نسفه باعتباره هذا العدو العملاق بطول 10 أقدام، سوف نضع المشكلة في حجمها الحقيقي ونقول "إننا لا نحب ما يجري في فنزويلا، لكنه لا يشكل تهديداً للولايات المتحدة"".
قال أوباما إنه من أجل تحقيق إعادة التوازن هذه، كان على الولايات المتحدة استيعاب المساجلات والشتائم على طريقة كاسترو عتيقة الطراز، وتفويتها. وتذكر أوباما: "عندما رأيت شافيز، صافحته وأعطاني نقداً ماركسياً لعلاقات الولايات المتحدة بأميركا اللاتينية. واضطررت إلى الجلوس هناك والاستماع إلى أورتيغا" -دانييل أورتيغا، رئيس نيكاراغوا اليساري المتطرف- "وهو يدلي بتخريفات لمدة ساعة ضد الولايات المتحدة. لكن وجودنا هناك، وعدم أخذنا كل هذا على محمل الجد -لأنه في الحقيقة لم يكن يشكل تهديداً لنا"- ساعد في تحييد نزعة العداء لأميركا في المنطقة.
قد تبدو عدم رغبة الرئيس في مواجهة اللسعات القادمة من خصوم أميركا غير مرضية عاطفياً، قلتُ، وأخبرته بأنني أرغب في كثير من الأحيان، أن أراه وهو يشير لفلاديمير بوتين بالإصبع الوسطى.
لكن الرئيس وصف العلاقة مع بوتين بطريقة لا تروق تماماً للتصورات الشائعة. كان لدي انطباع بأن أوباما يرى بوتين لئيماً، بهيمياً، وقصيراً. لكن بوتين، كما قال لي أوباما، لم يكن لئيماً بشكل خاص.
قال: "الحقيقة، في واقع الأمر، هي أن بوتين كان في كل اجتماعاتنا الأربعة مهذباً للغاية، وصريحاً جداً. تشبه اجتماعاتنا اجتماعات العمل. إنه لا يبقيني أبداً منتظراً ساعتين كما يفعل مع حفنة من أولئك الناس الآخرين". قال أوباما إن بوتين يعتقد أن علاقته مع الولايات المتحدة هي أكثر أهمية مما تميل أميركا إلى الاعتقاد. وأضاف: "إنه مهتم دائماً بأن يُنظر إليه كندّ لنا وبأنه يعمل معنا، لأنه ليس أحمق كليَّة. إنه يفهم أن موقف روسيا الكلي في العالم قد تضاءل إلى حد كبير. وحقيقة أنه يغزو القرم أو يحاول دعم الأسد لا تجعله لاعباً مهماً فجأة. إنك لا تراه يساعد في أي واحد من تلك الاجتماعات في صياغة الأجندة. وفي هذا الصدد، ليس هناك أي اجتماع لمجموعة العشرين وضعت فيه روسيا الأجندة لأي واحدة من القضايا ذات الأهمية".
كان منتقدو أوباما قد استشهدوا بغزو روسيا للقرم في أوائل العام 2014 وقرارها استخدام القوة لدعم حكم عميلها بشار الأسد، كدليل على أن عالم ما بعد الخط الأحمر لم يعد يخاف من أميركا.
لذلك، عندما تحدثت مع الرئيس في المكتب البيضاوي في أواخر كانون الثاني (يناير)، أثرت مرة أخرى مسألة قدرة الردع، قلت: "ثمة حجة تقام على أن فلاديمير بوتين راقبك في سورية وفكر على النحو الآتي: "إنه منطقي جداً، إنه عقلاني كثيراً، إنه يميل كثيراً إلى التخندُق. سوف أدفعه أبعد قليلاً وأضغط عليه أيضاً في أوكرانيا"".
لم يحب أوباما كثيراً عبارتي الاستفهامية. قال: "انظر، هذه النظرية مجردة بسهولة من حقيقة أنني أحتار دائماً أمام الكيفية التي يقيم بها الناس أطروحاتهم. لا أعتقد أن أحداً فكر بأن جورج دبليو بوش كان مفرطاً في العقلانية أو مفرطاً في الحذر لدى استخدامه القوة العسكرية. كما أذكُر -لأنه لا يبدو أن أحداً في هذه البلدة يفعل- ذهب بوتين إلى جورجيا تحت أنظار بوش، وصفعنا بذلك وسط وجود 100.000 جندي لنا منتشرين في العراق". وكان أوباما يشير إلى غزو بوتين في العام 2008 لجورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، الذي قام به للعديد من الأسباب نفسها التي جعلته يغزو أوكرانيا لاحقاً أيضاً -الإبقاء على جمهورية سوفياتية سابقة في مدار النفوذ الروسي.
قال أوباما: "لقد تصرف بوتين في أوكرانيا رداً على دولة عميلة كانت على وشك القفز من قبضته. أراد بطريقة ما التمسك بسيطرته هناك. وفعل الشيء نفسه في سورية، بكلفة هائلة على رفاه بلده نفسه. الفكرة القائلة إن روسيا أصبحت -بطريقة ما- في وضع أفضل الآن، بعد تدخلات سورية وأوكرانيا، مما كانت عليه قبل غزو أوكرانيا أو قبل أن يضطر بوتين إلى نشر قوات عسكرية في سورية، تعني إساءة فهم أساسية لطبيعة النفوذ في العلاقات الخارجية أو في العالم بشكل عام. النفوذ الحقيقي يعني أنك تستطيع الحصول على ما تريد من دون الاضطرار إلى ممارسة العنف. كانت روسيا أقوى بكثير عندما كانت أوكرانيا تبدو كبلد مستقل، لكنها كانت في الحقيقة دولة يحكمها اللصوص، والتي كان يستطيع بوتين أن يحرك فيها الخيوط".
ونظرية أوباما هنا بسيطة: إن أوكرانيا هي مصلحة روسية جوهرية، لكنها ليست مصلحة أميركية. ولذلك، ستكون روسيا دائماً قادرة على الاحتفاظ بهيمنة متصاعدة هناك.
قال أوباما: "الحقيقة هي أن أوكرانيا، التي ليست دولة عضواً في الناتو، ستظل دائماً مكشوفة أمام الهيمنة العسكرية الروسية بغض النظر عما نفعله".
سألت أوباما عما إذا كان موقفه حول أوكرانيا واقعياً أم قدَرياً.
قال: "إنه واقعي. لكن هذا مثال على أين يجب أن نكون واضحين جداً في تحديد ما هي مصالحنا الجوهرية، وتحديد ما نريد أن نذهب إلى الحرب من أجله. في نهاية اليوم، سوف يظل هناك دائماً بعض الغموض". ثم عرض أوباما انتقاداً كان قد سمعه موجهاً ضده، بغرض نقضه. قال: "أعتقد أن أفضل قضية يمكنك إقامتها على جانب أولئك المنتقدين لسياستي الخارجية هي أن الرئيس لا يستغل مسألة الغموض بما يكفي. أنه ربما لا يتصرف بطرق قد تدفع بعض الناس إلى التفكير على نحو: "واو، هذا الرجل ربما يكون مجنوناً بعض الشيء"".
قلت: "طريقة "نيكسون المجنون": قم بإرباكِ أعدائك وتخويفهم بجعلهم يعتقدون أنك قادر على القيام بأعمال غير عقلانية".
قال أوباما: "ولكن، دعنا نتفحص نظرية نيكسون. لقد ألقينا من الذخائر على كمبوديا ولاوس أكثر من أوروبا في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، في نهاية المطاف، انسحب نيكسون، وذهب كيسنغر إلى باريس، وكان كل ما تركناه خلفنا هو الفوضى، والمذبحة، وحكومات استبدادية ظهرت أخيراً بمرور الوقت من ذلك الجحيم. وعندما أذهب لزيارة هذه البلدان، سوف أحاول تخمين كيف نستطيع، اليوم، أن نساعدهم في إزالة القنابل التي ما تزال تنسف أرجل الأطفال الصغار. بأي طريقة يمكن أن تعزز تلك الاستراتيجية مصالحنا؟".
ولكن، ماذا لو أن بوتين يهدد بالتحرك ضد مولدوفا مثلاً -وهي دولة ضعيفة أخرى في حقبة ما بعد السوفيات؟ ألن تساعِد فكرة تخوُّف بوتين من أن ذلك قد يغضب أوباما ويستفزه؟
قال أوباما: "لا يوجد أي دليل في السياسة الخارجية الأميركية الحديثة على أن هذه هي الطريقة التي يستجيب بها الناس. إن الناس يستجيبون وفق ما تمليه عليهم ضروراتهم -وإذا كان شيء ما مهماً حقاً لأحد ما وليس مهماً بالنسبة لنا نحن إلى ذلك الحد، فإنه يعرف ذلك، ونحن نعرفه أيضاً. هناك طرق للردع، لكنها تتطلب منك أن تكون واضحاً جداً مسبقاً إزاء ما يستحق الذهاب إلى الحرب من أجله وما لا يستحق. الآن، إذا كان هناك أحد في هذه البلدة يمكن أن يزعم بأننا سندرس الذهاب إلى الحرب مع روسيا بسبب القرم وشرق أوكرانيا، فإن عليه أن يرفع صوته ويكون واضحاً جداً بهذا الخصوص. الفكرة القائلة إن الحديث بصرامة أو الانخراط في نوع من العمل العسكري الذي يكون على تماس بتلك المنطقة المخصوصة سوف يؤثران بشكل ما على صنع القرار في روسيا أو الصين -هذه الفكرة تناقض كل الأدلة التي شاهدناها على مدى السنوات الخمسين الماضية".
*نشر هذا المقال تحت عنوان: The Obama Doctrine
======================
واشنطن بوست :بروكسل وخطر «داعش»
تاريخ النشر: الخميس 24 مارس 2016
توضح الهجمات الإرهابية الرهيبة التي وقعت في بروكسل أن الرئيس أوباما فشل في حماية الغرب من التهديد المتزايد لتنظيم «داعش»، والذي انتشر في عهده بجميع أنحاء الشرق الأوسط، علاوة على القيام بضربات في المدن الغربية بانتظام مقزز. وفي هذا الصدد تقول صحيفة واشنطن بوست: «لقد أكد تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجمات في بيان بثه على موقع إلكتروني يُعتقد أنه قريب من الجماعة المتطرفة. وجاء في الرسالة أن بلجيكا كانت مستهدفة لاشتراكها في التحالف الدولي الذي يقاتل «داعش».
وإذا تأكد ارتباط داعش، فإن هذا سيمثل ضربة قاتلة أخرى في أقل من أسبوع من التفجير الانتحاري الذي وقع في اسطنبول وأودى بحياة خمسة أشخاص، اثنان منهم يحملان جنسية أميركية – إسرائيلية مزدوجة. ومع ذلك فإن الرئيس، كما جاء في مقابلته مؤخراً مع «جيفري جولدبيرج» من مجلة «ذا أتلانتيك»، يُصر على أن بإمكاننا مغادرة الشرق الأوسط. لقد فشل أوباما في تعلم دروس ليس فقط 11سبتمبر، بل أيضاً باريس وسان بيرناردو واسطنبول والآن بلجيكا.
ومن ناحية أخرى، ذكر السيناتور «الجمهوري» تيد كروز، في اليوم الذي أعقب حديثه أمام المؤتمر السياسي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «إيباك»، لعدد من الصحفيين أن«هذه الهجمات ستستمر حتى تتم هزيمة داعش». وانتقد الرئيس في رفضه الاعتراف بطبيعة التهديد الذي نواجهه، ودعا مرة أخرى إلى اتخاذ إجراءات مثل وقف دخول اللاجئين السوريين وإعادة فحص برنامج الإعفاء من التأشيرة. وفي حين أن خططه لهزيمة «داعش» تتضمن تكثيف القصف وتسليح الأكراد، إلا أنه الآن يضع ضمن وصفاته السياسية ضرورة تضمين قوات برية. وأكد أيضاً على أن أوباما يجب أن يعود من كوبا أو أن يذهب إلى بروكسل بدلا من الاستمرار في «التذلل» لكاسترو.
وانتهز «كروز» الفرصة لسحق دونالد ترامب. وقال (من اللافت للنظر أنه بعد يوم من دعوة دونالد ترامب لإضعاف «الناتو»، والانسحاب من الحلف، نرى بروكسل، وهي المقر الرئيسي لـ«الناتو» تتعرض لهجوم إرهابي متطرف. وأضاف أن «دونالد ترامب مخطئ في أن أميركا يجب أن تنسحب من العالم وتتخلى عن حلفائنا. إن دونالد ترامب مخطئ في أن أميركا يجب أن تنسحب من أوروبا ومن"الناتو"، وتمنح بوتين نصراً كبيراً يمنحه بدوره لداعش).
وأكد «كروز» على أن نظرة «ترامب» المستقبلية تشبه نظرة السياسيين اليساريين بدءاً من جيمي كارتر وحتى وزير الخارجية جون كيري، والذين أعطاهم «ترامب» المال. وبسؤاله عما إذا كان «ترامب» يعتزم إعادة صياغة السياسة الخارجية لـ«الجمهوريين»، قال «كروز»: «لا أعتقد أن لديه ما يكفي من المعرفة لإعادة صياغة سياسة خارجية للمحافظين». وواصل «كروز» انتقاده لترامب قائلاً إنه في حين أن «ترامب» يبدو غاضباً وقاسياً، إلا أنه في الجوهر «ضعيف» و«يؤمن بالانعزالية».
وفي حين أن المأساة في بروكسل هي تذكير أكبر للدولة بمخاطر الإرهاب وفشل السياسة الخارجية لأوباما وكيري وكيلنتون، إلا أنها أيضاً تمثل فرصة لـ«كروز»، وربما أفضل فرصة على الإطلاق، للإشارة إلى أن ترامب سيكون أسوأ من أوباما.
جنيفر روبين*
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
وول ستريت جورنال: حرب الجميع ضد تركيا.. ما هو رد أردوغان؟
لندن - عربي21# الخميس، 24 مارس 2016 01:52 ص 00
تنبأت صحيفة "وول ستريت" جورنال بقرب انهيار تركيا؛ بسبب ما أسمته الأجندة الاستبدادية التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والقائمة على مراجعة دستور بلاده؛ لكي يصبح رئيسا تنفيذيا.
وقالت الصحيفة إنه إذا حدث السيناريو الذي يخطط له أردوغان بأن يصبح رئيسا تنفيذيا للبلاد، فستنهار تركيا -المنقسمة إلى حد كبير- في ظل التباعد الشديد الذي تغذيه الهجمات الإرهابية، وبسبب تعرضها للاستغلال من قبل بوتين وتنظيم «داعش».
وبحسب تقرير مترجم نقله "معهد واشنطن"، اتهمت الصحيفة الزعيم التركي بأنه يصب الزيت على نيران الانقسام، ويشوه صورة الجماعات التي لن تصوّت له، ويضيّق الخناق عليها بعنف. وتشمل هذه اليساريين والعلمانيين والاشتراكيين الديموقراطيين والليبراليين والعلويين والأكراد واليهود والأرمن والمعتدلين. فهذه استراتيجية تسمح لأردوغان ببناء ائتلاف يميني فائز على حساب الوحدة الوطنية.
وشددت الصحيفة على أن "ما تحتاج إليه تركيا هو سياسي مُوحّد؛ لمساعدة البلاد على البقاء في وجه موجات الإرهاب، وعلى تجنب تردي الأوضاع إلى فوضى لا تُحمد عقباها. يمكن لأردوغان أن يكون ذلك الرجل، وذلك فقط إذا تمكن من مقاومة إغراء تتويج نفسه رئيسا تنفيذيا. وعلى خلاف ذلك، قد يدخل التاريخ باعتباره القائد الذي حطم تركيا، فيما كان يحاول أن يصبح ملكا".
وقالت إن تركيا شهدت في السنوات الثلاث الماضية خمسة من أسوأ الهجمات الإرهابية الست في تاريخها، أسفرت عن مقتل 250 شخصا على الأقل، وجرح أكثر من 800 شخص، وكانت جميعها تداعيات للحرب في سوريا. وبالتالي، لم يعد السؤال الآن حول إمكانية حصول هجوم آخر، بل حول توقيت هذا الهجوم. وفي الواقع، شن تنظيم الدولة يوم السبت هجوما على إسطنبول أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 36 آخرين.
ونوهت إلى أن الغرب ينظر إلى سياسة أنقرة تجاه سوريا بشكل سيئ لدرجة تدفع جميع الأطراف الرئيسية في الصراع إلى كرهها، بدءا من نظام الأسد، مرورا بروسيا، ووصولا إلى تنظيم الدولة، و«حزب الاتحاد الديمقراطي» و«حزب العمال الكردستاني» التابع لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» في تركيا. وبالتالي، فإن محاربة أربعة أعداء في الوقت ذاته قد يجر تركيا إلى الخراب.
وقالت الصحيفة إن نظام الأسد، الذي حاولت أنقرة عبثا الإطاحة به منذ عام 2011، متصل بالفعل بتفجير الريحانية الذي وقع في أيار/ مايو 2013 وقُتل فيه 52 شخصا. فقد تم تنفيذ ذلك الهجوم من قبل أتراك متصلين بالوحدات الاستخباراتية للأسد.
واستدركت بالقول: "في الوقت نفسه، وفيما انزعجت روسيا من سياسة تركيا تجاه الأسد، وشعرت بالغضب من إسقاط تركيا لإحدى طائراتها العسكرية في تشرين الثاني/ نوفمبر، قامت بتقديم الدعم الكامل لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»؛ من أجل هزيمة الثوار المناهضين للأسد في سوريا، والمدعومين من أنقرة.
في المقابل، قصفت تركيا مواقع «حزب الاتحاد الديمقراطي». بينما يواصل الحزب فرض سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي شمال سوريا، بما فيها روج آفا، الأمر الذي يغضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
ونوهت إلى أنه منذ انهيار محادثات السلام مع حكومة أنقرة الصيف الماضي، شن «حزب العمال الكردستاني» عددا من الهجمات في الداخل التركي، بما في ذلك تفجير 17 شباط/ فبراير في أنقرة أسفر عن مقتل 30 شخصا. وفي هذا السياق، أعلن تنظيم «صقور حرية كردستان»، فرع تابع لـ«حزب العمال الكردستاني»، مسؤوليته عن ذلك التفجير.
ومن جهتها، ردت الحكومة من خلال السعي وراء معاقل «حزب العمال الكردستاني» في مدن واقعة جنوب شرق تركيا، وإغلاق أحياء بأكملها لمدة أسابيع، على أمل سحق قاعدة «حزب العمال الكردستاني».
وأكدت الصحيفة أن حرب أنقرة مع «حزب العمال الكردستاني» هي معركة انتقامية لن تؤدي سوى إلى التصعيد. ففي كل مرة تستهدف الحكومة «حزب العمال الكردستاني» يضرب الحزب هدفا غرب تركيا، كما فعل في التفجير الأخير في أنقرة.
ووفقا لـ"وول ستريت جورنال "، فإن «حزب العمال الكردستاني» لا يشكل أكبر المخاوف التركية. إذ على أنقرة أن تواجه أيضا تنظيم «الدولة الإسلامية». فبعد أن وافقت تركيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 على التعاون مع الولايات المتحدة ضد هذه الجماعة، شن تنظيم «داعش» ثلاث هجمات كبيرة على تركيا.
وقبل تفجير نهاية الأسبوع المنصرم، شُن هجوم في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في أنقرة أسفر عن مقتل 102 شخص. وفي 12 كانون الثاني/ يناير، شُن هجوم آخر على إسطنبول، أسفر عن مقتل 13 سائحا ألمانيا.
وأضافت الصحيفة قائلة: "إن خمس هجمات إرهابية شُنّت خلال الأشهر الخمسة الماضية، تشير الدلائل إلى أن مكافحة الكثير من الأعداء في وقت واحد هو الذي أدى إلى هذه الموجة من الإرهاب التي تجتاح تركيا، ويشمل هؤلاء: «حزب العمال الكردستاني» حاليا، ومن ثم تنظيم «الدولة الإسلامية»، والأسد بعد ذلك، وهلم جرا. وفي الوقت نفسه، تترقب روسيا في الخلفية بدعمها «حزب الاتحاد الديمقراطي»، بل وربما «حزب العمال الكردستاني».
واستدركت بأنه عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع عدم الاستقرار، نجت تركيا من حرب أهلية وشيكة في سبعينات القرن الماضي، ومن تمرد كامل لـ«حزب العمال الكردستاني» المدعوم من سوريا وإيران في التسعينيات. إلا أن الأمور مختلفة هذه المرة. فالبلاد ليست مستعدة لمواجهة موجة مستمرة من الهجمات الإرهابية. فهي بالفعل منقسمة بشكل عميق حول حكومة «حزب العدالة والتنمية» برئاسة أردوغان.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التباعد يفوق حتى التهديد الإرهابي، فيما يلوم كل طرف الطرف الآخر في أعقاب كل تفجير. فتركيا تتمزق إربا، فيما تكره الكتل المؤيدة والمناهضة لـ«حزب العدالة والتنمية» بعضها البعض حتى أكثر من خوفها من الإرهاب. فكل هجوم جديد يؤدي إلى حدوث شق أعمق في المجتمع التركي.
وقالت إنه يمكن لتنظيم الدولة الاستفادة من هذا التباعد وتعميق الانقسام في تركيا؛ لصرف أنقرة عن القتال في سوريا. كما قد تستغل روسيا الانقسامات في تركيا من أجل تقويض أردوغان. فبعد إسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/ نوفمبر، انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أردوغان شخصيا. وبالتالي تودّد للأتراك المعادين لأردوغان، والذين سينظر بعضهم على الأقل إلى بوتين كمنقذ من أردوغان.
======================
نيوزويك: ماذا وراء انسحاب بوتين المفاجئ من سوريا؟
لندن- عربي21- باسل درويش# الأربعاء، 23 مارس 2016 01:13 م 04.3k
نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا للباحث في معهد كينان المتخصص بالدراسات الروسية ماكسيم ترودوليبوف، حول قرار فلاديمير بوتين المفاجئ بالانسحاب من سوريا.
ويشير الكاتب في بداية تقريره إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده بوتين مع وزير خارجيته ووزير دفاعه، للإعلان عن نية الانسحاب، ويقول إن "الثلاثة كانوا يبدون مرتبكين طيلة العشر دقائق".
وتذكر المجلة أن وزير الدفاع سيرغي شويغو عدد الطلعات التي قام بها سلاح الجو الروسي، ومساحة الأرض التي تمت السيطرة عليها بالكيلومترات المربعة. أما وزير الخارجية سيرغي لافروف، فأشار إلى التفاؤل الحذر تجاه مجرى الأمور على الصعيد الدبلوماسي.
ويلفت التقرير إلى أن "أيا من الرجلين لم يبد حاسما، ناهيك عن كونه منتصرا، أما فلاديمير بوتين وبعد الاستماع لهما وبعد أن فرغ صبره، فقد أعلن أنه تم تحقيق الأهداف في سوريا، ثم أعلن عن انسحاب (الجزء الرئيس) من القوات الروسية ابتداء من اليوم التالي". 
ويشير ترودوليبوف إلى أن الإعلام الروسي الرسمي كان يوم الثلاثاء 15 آذار/ مارس مشغولا في بث التقارير عن الانسحاب، حيث تم بث لقطات تظهر هبوط الطائرات العائدة في مدينة فورونز، على بعد حوالي 350 ميلا جنوبي موسكو، وأخبرت وزارة الدفاع صحيفة "فيدوموستي" بأن نصف الستين طائرة التي أرسلت إلى سوريا ستعود.
وتجد المجلة أن الانسحاب الجزئي، حيث ستغادر بعض القوات وتبقى أخرى مناوبة، هو في الغالب أداة تفاوض، ستؤدي دورا مهما في المحادثات السورية-السورية، وفي العلاقات الروسية-الأمريكية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي سيتوجه إلى موسكو لمناقشة سوريا، ويمكن تغيير حجم القوة الروسية في سوريا بسهولة، بالاعتماد على كيف ستسير المحادثات الروسية الأمريكية.
ويقول الكاتب: "لم يتوقع أحد أعرفه انسحابا (إن كان هذا حقا هو انسحاب) بهذه السرعة، وأصبح هناك تحليلان متداولان، فالمعلقون المحليون الذين فوجئوا بالتحرك أشادوا مباشرة بالإعلان، ووصفوه بأنه أهم انتصار للسياسة الخارجية في تاريخ روسيا، أما المراقبون الآخرون، خاصة من لديهم علم وتجربة بتدخلات روسيا في مناطق أخرى، فاستنتجوا أن الانسحاب ليس حقيقيا، حيث تلاعبت موسكو قبل ذلك بإعلانات الهدنة والانسحابات، وفي أوكرانيا فعل الكرملين ذلك عدة مرات".
ويتساءل ترودوليبوف: "فهل غادرت روسيا فعلا؟ أشار بوتين حتى خلال الإعلان نفسه إلى أن المنشآت البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية ستبقى كما هي، وقال كبير مسؤولي الكرملين سيرغي إيفانوف في 15 آذار/ مارس، إن روسيا ستأخذ الاحتياطات كلها لحماية الأشخاص والمعدات التي تبقى في سوريا".
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن نائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف، قوله: "لقد حققنا بعض النتائج الإيجابية، ولدينا الآن فرصة إنهاء سنوات من العنف، لكن من المبكر الحديث عن انتصار على الإرهاب، وسيبقى الطيران الروسي يوجه ضربات لأهداف تابعة للإرهابيين".
وتورد المجلة أن الخبراء والمطلعين في موسكو يفسرون الوضع بطريقة غير درامية، كانسحاب جزئي "قابل للعكس"، حيث إن المعدات التي يتم سحبها يمكن إعادتها ثانية.
وينوه الكاتب إلى أن "المؤسسة في موسكو تقول إنه تم تحقيق بعض الأهداف، وهذه الأهداف تختلف عن تلك التي تسعى لها موسكو في أوكرانيا؛ ولذلك من الممكن ألا يكون هذا تكرارا لما فعلته روسيا في أوكرانيا، وبذلك يصبح استخدام المراقبين لما فعلته روسيا في أوكرانيا وإسقاطه على سوريا غير دقيق".
ويفيد التقرير بأن موسكو حققت مهمة في سوريا، مستدركا بأنها لم تكن بالطبع ما أعلنت عنه، فالأهداف الحقيقية "ليست الرسمية المتمثلة في محاربة تنظيم الدولة" كانت سياسية وعسكرية.
وترى المجلة أن "بقاء الأسد في الحكم لم يكن هدف روسيا الأساسي، لكن منع سقوط النظام كان هدفا، وكان الهدف إثبات أمر، وهو أن روسيا تعتقد بأنه يجب بقاء الزعماء الحاليين مهما كان حجم جرائمهم، حتى يتم تغييرهم بالتصويت أو استبدالهم محليا".
ويبين ترودوليبوف أن "روسيا أثبتت أن الجيش الروسي عاد، وكان هذا أمرا مهما بالنسبة للجيش الروسي بعد سنوات من التخلف، حيث يحرص الكرملين على أن يكون الجيش الروسي واجهة التحديث، يضاف إلى ذلك ما قاله بوتين نفسه في مقابلة تلفزيونية في كانون الثاني/ ديسمبر، أن التجربة السورية قدمت خدمة كونها فرصة ممتازة لإثبات فعالية الأسلحة الروسية الحديثة".
وبحسب التقرير، فإن بداية مفاوضات السلام كانت فرصة مناسبة للخروج وبيع التحرك على أنه مخطط تخطيط جيد، مشيرا إلى أنه على المستوى المحلي بدأ هناك شعور بالإرهاق، وأصبحت سوريا عبئا أكثر منها محفزا للجماهير، وكان مهما بالنسبة للكرملين أن يثبت أن روسيا لن تجر إلى مستنقع، كما توقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وتستدرك المجلة بأن "روسيا لا تستطيع المغادرة تماما وبشكل دائم، صحيح أن الأسد أصبح متعجرفا بسبب الدعم الذي حصل عليه من قوة رئيسة، ولذلك فإنه من المنطقي أن يترك مكشوفا للضغط عليه ليتصرف بمسؤولية خلال مفاوضات السلام، لكن على الكرملين البقاء موجودا لمنع محاولات التخلص منه".
ويذهب الكاتب إلى أن "القوى السياسية الروسية على اختلاف ألوانها تنفست الصعداء لدى سماع إعلان الانسحاب، وإن كان جزئيا، ويعتقد الكثيرون في موسكو أن وقف إطلاق النار الذي حققه بوتين هش، ويمكن أن ينهار في أي لحظة، كما أن سوريا أصبحت كحبة البطاطا الحارة، ومن الحكمة إلقاؤها لمن يريد أن يلتقطها، حيث يتوقع الكثيرون تفكك سوريا، ولم يرد بوتين أن يموت المريض بين يديه، ولذلك اختار الخروج عندما أصبحت هناك فرصة مناسبة للخروج".
ويعلق التقرير بأن "الغالب، أن روسيا تريد الخروج من سوريا، وربما حتى من أوكرانيا، لكنها تريد أن تعامل كونها منتصرة، ويجب اعتبار حملتي أوكرانيا وسوريا انتصارين للكرملين للشعور بإنجاز المهمة".
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أن "المشكلة هي أن على روسيا الاستمرار في الاستثمار في الصراعات الدولية للحفاظ على هذا النوع من النجاح، وهناك قول مشهور في روسيا أصله من لغة المافيات: (الدخول يكلفك روبلا واحدا، لكن الخروج يكلفك اثنين)، ويعني إذا انضممت إلى عصابة أو شاركت في نشاط من نوع ما، عادة ما يكون غير قانوني، ففي الغالب لن يكون خروجك من المشهد بناء على شروطك".
======================
الصحافة الفرنسية: الهجمات تهدف لخلق حروب بأوروبا
اعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الأربعاء أن هجمات بروكسل -عاصمة المؤسسات الأوروبية- استهدفت "قلب" أوروبا التي عليها أن ترد الفعل في إطار "استفاقة" وحدوية، مع التشبث بالقيم التي تصنع قوتها.
وتحت عنوان "الإرهاب يستهدف بروكسل"، اعتبرت صحيفة لوموند أن "بلجيكا دخلت يوم 22 مارس/آذار سيناريو الكابوس"، في حين كتبت لوفيغارو "أوروبا تُستهدف في القلب".
وفي افتتاحية لوموند، أكد مدير الصحيفة جيروم فينوغليو أن الهجمات التي تستهدف أوروبا منذ سنوات تؤكد أن الحرب ضد "النزعة الجهادية" ستكون طويلة.
وورد في الافتتاحية أن المجتمعات القوية بديمقراطيتها تحبط تطلع منفذي هذه العمليات الذين يهدفون إلى دفع القوى الأوروبية للقيام بأعمال قمعية تجاه المسلمين الأوروبيين واستحداث حروب مصغرة في القارة.
صور الضحايا
وتصدرت صور الجرحى والناجين من الاعتداءات التي استهدفت مطار ومحطة مترو في قلب الحي الأوروبي ببروكسل، الصفحات الأولى للصحف الفرنسية، كما هي الحال في مجمل دول أوروبا.
وربطت يومية "لالزاس" (شرق) المحلية بين هجمات بروكسل وهجمات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وكتبت "بروكسل وباريس تصبحان شقيقتي دم".
وفي بادرة تضامن، نشرت ليبراسيون افتتاحية صحيفة "ليبر بلجيك" البلجيكية التي عنونتها بـ"التصدي".
وكتبت لوفيغارو "في مواجهة عدو يفرض نفسه عليها، على أوروبا أن تكون قوة ضرب وحماية"، في حين كتبت ليبراسيون "هل ستستسلم أوروبا وتتنكر لما يبقيها موحدة؟ هذه لحظة الاستفاقة".
وشددت صحيفة "لاكروا" على أهمية أن ترد أوروبا الفعل لكن مع البقاء "وفيّة لتقاليدها الإنسانية"، وأضافت هذه الصحيفة الكاثوليكية أن أوروبا "التي وقعت ضحية العنف الأعمى ستعنف ذاتها إذا انقادت إلى نزعة الانتقام وكبش الفداء".
وحذرت صحيفة لومانيتيه الشيوعية من أن "التهديد سيستمر طويلا"، وأن "تقليصه والقضاء عليه لن يتم بردود فعل ظرفية أو في سياق غريزة الانتقام".
======================
الصحف البريطانية :هجمات بروكسل في الصحافة البريطانية
اهتمت العناوين الرئيسية لكبريات الصحف البريطانية اليوم بهجمات بروكسل الدامية أمس، وأبرزت ردود الفعل المتباينة بشأنها وتداعيات ذلك على الأمن العالمي وعلى المسلمين في أنحاء العالم.
فقد استهل مقال صحيفة إندبندنت بأنه "إذا أصبح الإسلام في مواجهة الغرب بعد هجمات بروكسل فسنعادي 1.6 مليار مسلما، والكتب المقدسة المسيحية واليهودية قد أثبتت أنها بالخطورة نفسها في أيدي المتطرفين".
وانتقد الكاتب أندرو ماكليود -المسؤول الأممي السابق في العالم الإسلامي- قتل الأبرياء، وأردف بأن أصواتا ناشزة ستستغل الفرصة لإدانة "المسلمين" متجاهلة أصوات المسلمين المعتدلين الذين أدانوا الهجمات بحق وفورا.
واعتبر هذا العمل الشنيع تحديا كبيرا للحكومات الغربية التي تريد دحر منفذي مثل هذه الهجمات، وأشار إلى أن الكثيرين في الغرب قد لا يدركون أن المسلمين يبجلون المسيح ويضعونه في المرتبة الثانية بعد رسولهم، والمعتدلون منهم -كما في المسيحية واليهودية- يدينون مثل هذه الأعمال الشنيعة.
ومضى الكاتب قائلا إنه إذا كان الأمر كذلك وقبلنا أن هذه الهجمات لا تمثل الديانتين المسيحية واليهودية، فلماذا نجد هذه الصعوبة الكبيرة في قبول أن معظم المسلمين يرفضون أيضا هذه المنكرات، وأشار في ذلك إلى امتلاء صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هذا الصباح بأناس يصرحون بضرورة خوض حرب بين الغرب والإسلام.
وألمح الكاتب إلى إمكانية عدم نفي وجود دور مهم للدين في مثل هذه الهجمات التي وقعت أمس، حيث يقوم المتطرفون باجتزاء واختيار آيات دينية خارج سياقها لتحريض أتباعهم، وقال إن هذا الأمر ليس جديدا وهو موجود في نصوص كتب الديانات الثلاث.
وأضاف أن كسب الحرب ضد التطرف يحتاج منا إلى فهم أفضل للعدو ومعرفة دوافعه وإِضعاف قدرته على ارتكاب الهجمات وسلبه المجندين المؤيدين لقضيته.
وختمت الصحيفة بأن عدد المسلمين الذين يموتون بأيدي المتطرفين أضعاف عدد المسيحيين، وأن الهجمات الإرهابية التي تُرتكب في العالم الإسلامي أكثر من التي تنفذ في الغرب، وبالتالي فإن شيطنة الإسلام ككل تدفع المعتدلين فيه إلى الارتماء في أحضان المتطرفين، وإذا أخفقنا في الانضمام إلى معركة المعتدلين ضد المسلحين فإننا بذلك نخاطر بهزيمة كارثية.
ومن صحيفة ديلي تلغراف، أشار الكاتب فيليب جونستون إلى أن هجمات بروكسل ستثير المزيد من التساؤلات بشأن كيفية الرد على التطرف بعد أن انضمت إلى قائمة المدن المستهدفة مثل مدريد ولندن وباريس.
وربط الكاتب بين هذه الهجمات وأزمة الهجرة الكبيرة التي اجتاحت أوروبا العام الماضي، وما صاحب ذلك من ضعف الرقابة الأمنية للحدود الخارجية والداخلية لدول الاتحاد الأوروبي، واعتبر شبكات النقل مشكلة واضحة لأنها أهداف سهلة للتفجيرات الانتحارية ولصعوبة تفتيش كل من يستخدمها.
ورأى أن المتطلبات الأساسية للتعامل مع هذا الخطر تتمثل في المعلومات الاستخبارية الجيدة والرقابة الشرطية الدؤوب واليقظة العامة، إضافة إلى كمٍّ كبير من الحظ.
أما مجلة إيكونومست، فقد علقت بأن الهجمات تكشف أن تنظيم الدولة لا يزال يزداد طموحا وكفاءة، وأنه يتعين على أوروبا مواجهة احتمال حدوث هذه الهجمات بصورة منتظمة.
من جانبها، اعتبرت افتتاحية فايننشال تايمز هجمات بروكسل اعتداء على القيم الأوروبية، وأنها تذكر بعد هجوم باريس بمدى سهولة الأمر على الخلايا الإرهابية لمهاجمة أهداف مركزية في المدن الأوروبية وشل حركتها. وقالت الصحيفة إن بروكسل ليست مجرد عاصمة بلجيكا ولكنها عاصمة الاتحاد الأوروبي الذي يتم تحديه لإظهار مرونته في مواجهة ما سيكون صراعا قبيحا.
وفي السياق أشارت افتتاحية غارديان إلى أن هجمات بروكسل عمل إجرامي شنيع، وأكدت على أهمية محافظة بلجيكا وشركائها الأوروبيين على بعض الموضوعية وهدوء الأعصاب، لأن الحقوق والقيم التي تقرها أوروبا ستُختبر بالطريقة التي تواجه بها مجتمعاتها هذه الجماعات التي تريد أن تزرع الموت والفرقة بينهم.
وقالت الصحيفة إن الحديث عن الهجمات بأنها "حرب" من المحتمل أن تجتاح كل أوروبا -كما قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بعد ساعات من هجمات الأمس- ينصب فخاخا خطيرة ولا يقدم حلولا مقنعة. وأضافت أن أول رد فعل على هذه الأحداث البشعة يجب أن يكون تضامنا وتعاطفا كليا مع الضحايا وأسرهم.
كما أشارت افتتاحية إندبندنت إلى أن الهجمات اعتبرت مشروع أوروبا وأسلوب حياتها هدفا لها، وأن أفضل رد عليها هو الوحدة وتعلم الدرس الصحيح من هذه المأساة. ورأت الصحيفة أن الحل يجب أن يأتي من رفض واضح لهذا الانحراف "الجهادي" من قبل المجتمعات الإسلامية في الغرب، وبالمتابعة الجيدة لتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون الشرطي والقضائي عبر الحدود الأوروبية.
======================
صحف بلجيكا.. دعوة للوحدة وعدم الاستسلام
اختلفت الصحف البلجيكية الصادرة صباح اليوم في اختيار عبارات الإدانة لـهجمات بروكسل، واتفقت على المطالبة بعدم الاستسلام في وجه "الإرهاب"، وقالت إن قيم التسامح والحرية أقوى من "البربرية والتعصب".
وتنوعت الأوصاف التي أطلقتها الصحف الصادرة اليوم على هجمات بروكسل التي أوقعت أمس 34 قتيلا على الأقل، وتصدرت واجهات الصحف كلمات على غرار "حقيرة" و"مزدراة" و"بربرية" و"عمياء".
وحضت الصحف على عدم الاستسلام في وجه "الإرهاب"، ودعت لنبذ خطاب الكراهية والحقد، وقالت إن قيم التسامح والحرية أقوى من "البربرية والتعصب".
الكاتب فرانسيس فان دو ستين كتب بصحيفة "لاليبر بلجيك" أن البلاد كانت تشعر باقتراب التهديدات والخطر منذ هجمات باريس، وقال إن هجمات أمس جاءت بعدما تعود المواطنون على الإجراءات الأمنية على أمل أن يتخلى "الإرهابيون" عن مخططاتهم أو يعتقلوا، وبعدما تعززت ثقة المواطنين في أجهزة الأمن عقب اعتقال صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي بتنفيذ هجمات باريس.
وأكد الكاتب أن الحرب على "الإرهاب" لن تنتهي، ودعا لتقييم الإجراءات الأمنية المعتمدة التي لم تمنع تفجيرات أمس، وقال إن بلجيكا لن تستطيع مواجهة هذا الخطر لوحدها لأن الأمر يتطلب موقفا أوروبيا وعالميا موحدا.
بدوره، قال جون مارك غيراي عبر افتتاحية "درنيار أور" إن بلجيكا يجب أن تبقى متحدة في مواجهة الإرهاب، لأن الوحدة تصنع القوة.
واعتبرت إيزابيل ألبير في صحيفة "داتيجد" أن الإجراءات الأمنية الحالية غير كافية، وقالت إن استعراض القوة غير كاف ما لم يتم استخدامها، وقالت إن الشباب المتعاطفين مع صلاح عبد السلام ومن وراءه "أبطال سوريا" يعتبرون مشكلة للبلاد. ودعت لتوحد الجميع -بمن فيهم المسلمون- في مواجهة المخاطر.
ورأى بارت ستورتفاغن في يومية "ستندارد" أن بلجيكا في حالة حرب أمام عدو لا يعترف بأية قوانين، بينما قال كريستوف بيرتي بصحيفة "لوجور" إن هجمات بروكسل ليست النهاية ولكنها "بداية عهد جديد للبلاد بحياة تشهد حذرا أكبر وصرامة أكبر وربما كراهية أكبر".
وتحت عنوان "بروكسل مروعة"، طالب رئيس تحرير صحيفة "ليكو" جوان كونديجت بتعزيز الأمن في الأماكن العامة والاستثمار بشكل أكبر في الاستخبارات وتمكين العدالة من الآليات الملائمة لملاحقة المجرمين وتفكيك خلايا تمويل "الإرهابيين".
وقال إن الهجمات "تعبير عن أيديولوجية تستغل الثغرات في الديمقراطية الغربية، أيديولوجية لها حلفاء بنفس الأهداف من اليمين المتطرف واليسار الإسلامي الذي لا يرى التطرف الديني سوى نتيجة للتهميش الاجتماعي".
وأكد أن التفوق على المخاطر المحدقة لن يتم إلا عبر أفكار "أكثر قوة، حاملة للأمل، إنسانية، ومتجذرة في بعدها الأوروبي".
 
======================
دروس وراء تجنب روسيا المستنقع السوري
لا تزال الدوافع وراء الانسحاب الروسي من سوريا تثير شكوكا وجدلا في الأوساط الدولية، خاصة ما يتعلق بتجنب موسكو الانزلاق في المستنقع السوري في ظل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، والدروس المستفادة من الخطوة الروسية.
في هذا الإطار، نشرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية مقالا للكاتب بليك فرانكو قال فيه إن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء بشأن الأزمة في سوريا، وإن هذه الأخطاء هي التي مكنت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من توجيه ضربة محرجة لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأضاف الكاتب أنه يمكن الاستفادة من الأخطاء الأميركية في سوريا، وذلك من أجل تمكين الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات أفضل قبل دخولها في صراعات مستقبلية.
وأشار إلى أن روسيا تمكنت من دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد عندما شعرت بأنه كان على وشك الانهيار، وأنها تدخلت لتوقف تقدم المعارضة وأنها بدأت هجوما مضادا، ومن ثم غادرت تاركة وراءها القوات الموالية لها في حالة مستقرة وقادرة على الهجوم.
اختبار أسلحة
وأضاف فرانكو أن موسكو ركزت على تمحيص حلفائها من أعدائها، حيث تألف حلفاؤها في سوريا من أولئك الذين لديهم مصلحة في بقاء نظام الأسد بالسلطة، والذين كانوا مزيجا من الجيش السوري والمتطوعين الإيرانيين وحزب الله اللبناني.
وأشار إلى أن موسكو حظيت بمرونة أثناء تدخلها في سوريا، وذلك بسبب الانسجام الكبير بين حلفائها، وأن هذا الانسجام كان سببا في عدم حاجة بوتين لنشر قوات على الأرض.
وأضاف فرانكو أن هذا الانسجام مكن بوتين أيضا من التركيز على الأهداف الفرعية، مثل اختبار أنظمة عسكرية جديدة والترويج لأنظمة الأسلحة الروسية.
وبالنسبة للولايات المتحدة، قال الكاتب إن عدم وضوح الأهداف الأميركية في سوريا هو ما شكل المشكلة الرئيسية بالنسبة لواشنطن.
وأشار إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا اتسم بالضعف، لأن أهدافه كانت غامضة ومتغيرة، لكن هدف التحالف الروسي كان واضحا وثابتا وتمثل في مواجهة معارضي النظام السوري.
ودعا الكاتب الولايات المتحدة إلى التعاون مع حلفاء يكونون مستعدين وقادرين على تحقيق الأهداف التي تتبناها قبل التورط في أي صراع آخر.
======================