الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/9/2016

سوريا في الصحافة العالمية 24/9/2016

25.09.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية : الصحافة الاسبانية : الصحافة العبرية : الصحافة التركية :  
الصحافة البريطانية :
الغارديان :تدمير سوريا سيكون ميراث أوباما
http://altagreer.com/تدمير-سوريا-سيكون-ميراث-أوباما/
نشر في : السبت 24 سبتمبر 2016 - 12:59 ص   |   آخر تحديث : السبت 24 سبتمبر 2016 - 12:59 ص
الغارديان – التقرير
ربما لم يتضح رسميًا أن وقف إطلاق النار في سوريا أصبح ملفًا ميتًا، ويتضاءل الأمل في استئنافه بسرعة، فبعد تدمير قافلة المساعدات بالقرب من حلب، عاد القتال مرة أخرى بكثافة وقامت الولايات المتحدة وروسيا بتبادل الاتهامات في الأمم المتحدة، ولكن في الواقع قد انهارت الدبلوماسية الأمريكية قبل هذه الأحداث الأخيرة.
وفي الأسبوع الماضي، أدلت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، ببيان غير عادي والذي قام بتسليط الضوء على التناقضات في قلب إدارة أوباما، وذلك بعد ساعات من شن الضربات الجوية للتحالف الغربي الذي استهدف عن طريق الخطأ قوات الحكومة السورية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخص.
وانتقاد السلطة في روسيا هي “حيلة ساخرة فريدة ومنافقة”، وقد عقد اجتماع مجلس الأمن للأمم المتحدة لحالات الطوارئ بسبب قصف القوات السورية، وقد انتقدت باور كيف كان وضع روسيا، على مدى السنوات الخمس الماضية، والتي كانت تدعم نظام الأسد باستمرار وتقوم بحمايته من أي عواقب لسياساته الإجرامية، وناقشت باستفاضة وصف استراتيجية بشار الأسد من “الموت بقطع ألف ورقة، وحصار التجويع، والغارات المنتظمة المرعبة والتي يمكن التنبؤ بها، وروتينية استخدام الأسلحة الكيميائية، وغرف التعذيب التي تحتوي علي عشرات الآلاف من الناس”، وتساءلت: لماذا لا ينطلق اجتماع مجلس الأمن عاجلاً بشأن ما فعلته روسيا من هذه الأهوال؟
ويوجد منذ فترة طويلة طريقين في سوريا؛ الأول هو خط الواقعية الجيوسياسية، الذي اختار باراك أوباما المتابعة فيه لأنه يتناسب مع عدم رغبته في التورط في حرب أخرى؛ خاصةً أن المصالح الأمنية الغربية للولايات المتحدة ليست على المحك في حرب مستعصية الحل، وبعيدة الأهلية ولا يمكن بسهولة أن نجد لها حلاً، والآخر هو خط أخلاقي وهو أن السلطة متغلغلة داخل الإدارة، ويشير إلى مبدأ “حماية المسؤولية”، والذي ينص على سيادة دولة التي لا يمكن تجاوزها عندما يقوم نظام بذبح مواطنيه.
وقد نشرت السلطة كتابًا في عام 2002 بعنوان “مشكلة من الجحيم”، والذي يصف كيف قد فشلت حكومات الولايات المتحدة تاريخيًا في منع الإبادة الجماعية والفظائع الجماعية، وقد ذكر الكتاب أنه قد لفت انتباه أوباما لذلك عندما كان عضوًا في مجلس الشيوخ، وكانت الخلافات بين السلطة وأوباما واضحة في بيانها اللاذع للأمم المتحدة، وعلى النقيض من ذلك، تحدث أوباما قليلاً عن سوريا في خطابه للأمم المتحدة هذا الأسبوع
وقال أوباما في خطاب جائزة نوبل عام 2009، إن “التقاعس في مواجهة المذابح الجماعية يمكن أن يؤدي إلى تدخل أكثر تكلفة فيما بعد”، مثلما تحولت سوريا إلى جحيم على الأرض، وقد أدلى الرئيس مرارًا بأن أي تدخل إما سيكون عقيمًا أو خطرًا.
وفي تناغم مع نفور الرأي العام الأمريكي من أي تدخل عسكري بعد سنوات بوش الكارثية، وسياساته التي تراوحت من محاولات للتفاوض للرحيل البدني للأسد من سوريا (الخطة التي أطلق عليها اسم السيناريو اليمني في عام 2012) لخلق “محور” في تركيا؛ حيث سيصبح المتمردون مسلحين ومدربين (ولكن بدون الأسلحة المضادة للدبابات أو الأسلحة المضادة للطائرات)، ومنذ انطلاق التدخل العسكري الروسي في عام 2015؛ أصبح هناك دبلوماسية أكثر كثافة مع موسكو.
وقد كانت النتائج ضئيلة، وعلي ما يبدو أنها أصبحت في عداد المفقودين بالنسبة للولايات المتحدة، وقد أكدت تعليقات الذين في السلطة كرهًا، غير أنه تشير الكثير من الدلائل إلى واقع مجرد، وهو أن الأسد وفلاديمير بوتين المؤيد له، ليسا فقط غير مبالين بالجرائم ضد الإنسانية ولكن يعتقدا أنها تخدم أغراضهما الخاصة.
وقد حذر الأسد في عام 2011 من نشر الفوضى في سوريا وخارجها إذا لم تتراجع الدعوات التي تطالبه بالتنحي، وقد شيّد بوتين السرد السياسي الداخلي له حول فكرة أنه مهما كان قد قام الغرب بانتقاده، فإن روسيا قد استعادت قوتها، ولم ينزعج بوتين كثيرًا من جرائم نظام الأسد؛ فقد ارتكب جيشه مذابح مماثلة لها في الشيشان.
ولم تستهدف بيانات القوة في الرأي العام الغربي الحكام المستبدين الذين قاموا مرارًا وتكرارًا بإثبات قدرتهم على الحكم، أو التعامل مع مستويات لا توصف من العنف ضد المدنيين.
ولان فترة رئاسته قد أوشكت على الانتهاء، فالحقيقة هي أن أوباما لا يملك إلا القليل لإظهاره للعالم حول سوريا، مع ما يقدر بنحو نصف مليون حالة وفاة في الشرق الأوسط بالنيران وقد أصيب الحلفاء الأوروبيين بزعزعة الاستقرار بسبب تأثير تدفقات اللاجئين، وأعلن أنه سوف يمرر الأزمة المتفاقمة لخليفته.
وتعتبر روسيا دائمًا حجر عثرة، ليس لقيام بوتين منذ فترة طويلة بدعوة أوباما إلى بذل المزيد من الجهد – مثل تسليح المتمردين بشكل حاسم وإعلاء إنشاء منطقة “خط أحمر” له أو إقامة منطقة حظر جوي (والذي جعلت  منه القوات الروسية الآن مستحيلاً) – ولكن لأن هناك قائمة طويلة من الفرص التي تمت إضاعتها والتي كانت لتجبر الأسد على الجلوس على طاولة المفاوضات.
وفي وقت سابق من هذا العام، نقلت مجلة الأطلسي قول أوباما عن بوتين: “إن الفكرة القائلة بأن روسيا أصبحت بطريقة أو بأخرى في موقف أقوى مما كانت عليه قبل أن تضطر إلى نشر قوات عسكرية في سوريا، هو سوء فهم جذري لطبيعة السلطة في الشؤون الخارجية؛ فهي لا تبدو أقوى، إلا إذا وجدت الولايات المتحدة نفسها تسعى جاهدة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار دون أي ضغط، وأن محاولة إلقاء اللوم والعار على روسيا بشأن تفجير قافلة للأمم المتحدة من غير المرجح أن يحقق الكثير.
وكانت المشكلة الرئيسية في اتفاق وقف إطلاق النار هو خطة إنشاء الولايات المتحدة وروسيا “مركز التنفيذ المشترك” لتنسيق الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وكان القصد من هذا وضع حافز، كما سعى بوتين منذ فترة طويلة لأن يكون مقبولاً كشريك تحالف مع الولايات المتحدة، ولكن إذا لم يتحقق ذلك، فإن مثل هذا التحالف يمكن أن يجعل الولايات المتحدة متواطئة في الضربات الجوية الروسية، والتي تم تصميمها لتعزيز موقف الأسد، وتقوم موافقة الولايات المتحدة على التدخل الروسي على فكرة أن هناك اثنين فقط من الجهات الفاعلة في سوريا؛ هما الأسد والجهاديين.
ولكن بتنحية السلطة جانبًا؛ فان قيام الحكومة السورية بدفع بنفسها للقتال ضد الإرهابيين، سمح لداعش بأن تنمو وتنمو وتنمو، وكان الأسد – بتكتيكاته واستراتيجيته – هدية للإرهابيين في سوريا وما ورائهم، وإذا قامت الولايات المتحدة بالاصطفاف مع روسيا فإنها تخاطر بتقديم هدية أخرى للإرهابيين، وبالطبع، يدرك صناع السياسة الأمريكية هذا جيدًا، والذي جعلهم يقومون بوضع شروط مسبقة؛ مثل التجميد الجزئي للحرب الأهلية، ووجود ممر آمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب، معقل المعارضة المسلحة في الماضي، ولماذا يسعى بوتين لإرضاء الولايات المتحدة عندما أصبح لاعبًا مع القوة العالمية الوحيدة؟
لقد كان أوباما على عجلة من أمره في تحقيق اختراق في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، لأنه سيترك منصبه ولم يفعل بوتين بالتأكيد، ولا هو حتى مقيدًا بالرأي العام المحلي لفعل الشيء الصحيح، أو حتى محاولة فعله.
إن إدارة أوباما معلقة بالمشاركة في بقايا خطة وقف إطلاق النار – لعدم وجود بديل – على الرغم من قيام منتقديها بالشماتة، ومع انتشار الإرهاب المتصل بداعش في أجزاء كثيرة من العالم، ونمو التوجهات المعادية لليبرالية في أوروبا على خلفية أزمة اللاجئين؛ أصبحت سوريا تشكل تهديدًا أمنيًا جيدًا خارج منطقة الشرق الأوسط.
ويقوم الأسد بالاستفادة من ميزان القوى والذي ساعدت روسيا في خلقه، وهذا بدوره سيغذي داعش التي ستطالب بأن تكون البطلة للمسلمين السنة، وهذا يعني المزيد من المشاكل التي تنتظر الغرب، والمزيد من المعاناة للسوريين.
وفي الوقت نفسه، يتم الاحتفال ببوتين من الشعبويين في جميع أنحاء العالم؛ لأنه قام بهزيمة الولايات المتحدة عن طريق سحب نفسه إلى صفوف الزعماء التي تتوسل من قبل للتعاون معهم، وقد تكون روسيا في حالة ركود واقتصادها بحجم اقتصاد أستراليا، ولكن قد تم منحها الحرية في سوريا، وكل ما قد يتصوره المرء من القوة الأمريكية وحدودها، فيمكن للمرء أن يختار قياس أهمية سوريا لتحديد ضيق مصالح الأمن القومي الأمريكي، فسوف يذكر التاريخ أن كل هذا حدث تحت مراقبة أوباما.
وقال المستشار السابق لبيل كلينتون ذات مرة كيف فشلت الولايات المتحدة في منع المذابح في البوسنة، وقال إنه بحلول عام 1995، “أصبحت تلك القضية سرطانًا في سياستنا الخارجية، وفي قيادة إدارته”، ولهذا السبب أمر كلينتون في النهاية بضربات موجهة ضد القوات الصربية، مما أجبر سلوبودان ميلوسيفيتش للجلوس علي طاولة المفاوضات، كما قالت باور الصحفية التي غطت تلك الأزمة في كتابها.
ومما لا شك فيه أن الحرب في سوريا هي حرب معقدة، متعددة الأوجه، وعلى نطاق مختلف من البوسنة، ولكن الدرس الذي لا يزال ينبغي استخلاصه هو أن الدبلوماسية الحربية لا يمكن أن تنجح إلا إذا تم بناء نفوذ حاسم لا نتمناه فقط، وإذا كان  الحديث مع روسيا هو البوابة الوحيدة لعملية السلام في سوريا، فيجب أن يؤثر أكثر من الإقناع البسيط في ذلك.
========================
فاينانشال تايمز: معارضة من البنتاغون بشأن التعاون مع روسيا حول سوريا
http://www.elnashra.com/news/show/1032840/فاينانشال-تايمز-معارضة-البنتاغون-بشأن-التعاون-روسي
السبت 24 أيلول 2016   آخر تحديث 07:50
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية انه بينما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع يسوده التوتر بشأن إحياء الهدنة التي أخفقت في سوريا تلقى اتصالا من أحد مستشاريه أن الرئيس السوري بشار الأسد يستعد لشن هجمات جوية على حلب.
وفي مقال نشرته بعنوان "هجوم سوري يترك كيري في مأزق"، لفتت الى ان "كيري، الذي يسعى سعيا دؤوبا لمحاولة حماية المدنيين في سوريا قبل أن يغادر منصبه بعد أربعة أشهر، يشعر أن يديه مغلولتان نتيجة لعدم رغبة البيت الأبيض في التدخل بصورة أكبر في الأزمة السورية، ولعزوف وزارة الدفاع الأميركية عن التعامل مع موسكو والحكومة الروسية التي لا ترغب بدورها في الضغط على الأسد".
واشارت الى ان "كيري يواجه معارضة من البنتاغون بشأن مقترح تعاون الجيشين الروسي والأميركي في قتال الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا".
وذكرت ان الاتفاق الذي أعلن منذ أسبوعين بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف يدعو إلى "تبادل الدولتين المعلومات الاستخباراتية" بين واشنطن وموسكو بشأن الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا، والعمل على إيجاد خطة موحدة لاستهدافها.
=========================
الجارديان :وقف إطلاق النار والهجوم على قافلة المساعدات: منحدر جديد في سورية
http://www.alghad.com/articles/1144142-وقف-إطلاق-النار-والهجوم-على-قافلة-المساعدات-منحدر-جديد-في-سورية
افتتاحية - (الغارديان) 20/9/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بعد مشاهدة الكثير جداً من الفظائع، أصبح من الصعب أن يصاب المرء بالصدمة كما ينبغي من ويلات الحرب في سورية. قد يشعر بالروع، نعم. ولكن الشعور بالمفاجأة من الأحداث الجديدة أصبح صعب المنال. أسبوعاً بعد أسبوع، وشهراً بعد شهر، ما تزال الجرائم في تصاعد. فقد هوجم المدنيون بالأسلحة الكيماوية، وتعلموا الخوف من هدير مروحيات القوات الحكومية التي تحمل قنابل البراميل، ومن "مدافع جهنم" التي يستخدمها المتمردون. وتم استهداف المرافق الطبية مرات ومرات. وأجبرتنا رؤية مشهد جسد علان الكردي المتهدل ووجه عمران دقنيش المغبر الغارق في الذهول أن ندرك مرة أخرى أخرى أنه ليس هناك من هو محمي من هذه الحرب. وليست سورية أول موضع تواجه فيه العائلات المحاصرة احتمال الموت جوعاً، ولكن أمد معاناة هؤلاء المحاصرين أطيل كثيراً. وقد قتلت خمس سنوات من الحرب الأهلية نصف مليون مواطن وشردت العديد من الملايين الآخرين.
وحتى مع ذلك كله، كانت الغارة الجوية التي شُنت يوم الاثنين على قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، والتي كانت تقوم بإيصال المساعدات الغذائية إلى المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون بالقرب من حلب، هبوطاً آخر بالحرب إلى مستويات جديدة من الانحدار. ولم يكن إيصال المساعدة مجرد مبادرة إنسانية، وإنما كان شيئاً اتفقت عليه جميع الأطراف. وكانت القافلة مميزة بعلامات واضحة، ولديها التصاريح اللازمة، وأخطرت جميع الذين هم في حاجة إلى المعرفة عن طريقها. وبذلك، إذا كان ذلك هجوماً متعمداً -ومن الصعب أن نعتقد خلاف ذلك– فإنه كان جريمة حرب.
قضت القوات الحكومية أشهراً وهي تعرقل إيصال المساعدات إلى المدنيين المحاصرين وتقوم بتجريد التي تتمكن من العبور من الإمدادات الطبية الأساسية. ويبدو أنه لا يمكن التسامح مع احتمال منح بعض الراحة والغوث للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون في نهاية المطاف، مهما بُذل من الوعود. وربما شعر النظام السوري الآن بأنه يتمتع بدرجة ما من الغطاء بسبب وفاة 62 جندياً حكومياً في هجوم جوي أميركي في نهاية الأسبوع الماضي -"عن قصد وبتخطيط مسبق"، كما ادعت الحكومة السورية. ولكن، وقبل كل شيء، يبدو أن النظام السوري يتمتع الآن بشعور بإمكانية الإفلات المطلق من العقاب، حيث ليس لديه شيء أو أحد ليخاف منه. وليس لدى بشار الأسد ولا لدى قواته أي سبب للاعتقاد بأنهم سيخضعون للمحاسبة عن أفعالهم.
وهم لا يتحملون وحدهم كل اللوم. وكما حذر بان كي مون في آخر كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كأمين عام للمنظمة، فإن أيدي الرعاة الأقوياء على كلا الجانبين ملطخة بالدماء. وكان محقاً، أيضاً، في إشاراته إلى البلدان التي تمارس سلطة حق النقض و"تتخذ العالم رهينة في العديد من القضايا المهمة". وقد تأكد دور روسيا في سورية بالإعلان المدهش لوزارة دفاعه أنه ليس هناك أي دليل على وقوع هجوم، وأن القافلة اشتعلت وحدها، ببساطة -حتى لو لم يكن ذلك هو الخط الذي يمكن أن يتبناه وزير خارجيتها في المحادثات مع الولايات المتحدة، والذي لم يعتنقه فعلاً.
بدا أن الهجوم يدق ناقوس الموت لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بألم وبعد عناء، والذي استُقبِل مبدئياً بغير حماس وبتردد فقط كخطوة محتملة للمضي قدماً. لكن اللاعبين الرئيسيين أصروا على أن الاتفاق لم يمت، وإنما أصبح في خطر. أما بعد هجوم يوم الاثنين، فقد أصبح من الصعب التعامل مع أي وقف لإطلاق النار في سورية كشيء حقيقي. ولا يمكن لأحد أن يشعر بالتحمس إزاء المحاولات التي تُبذل لإحيائه. ولن يكون أي أحد حريصاً على اختبار مؤشراته من خلال محاولة تقديم مساعدات أخرى. ولكن، وكما حذر بوريس جونسون يوم الثلاثاء، فإن المفاوضات بين وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرجي لافروف، هي اللعبة الوحيدة في المدينة. والآن، يستطيع باراك أوباما، الذي تحدث بجرأة ذات مرة عن خطوط حمراء على استخدام الأسلحة الكيميائية، أن يعيد فقط تكرار الدعوات إلى توظيف "الدبلوماسية الصعبة". وبما أن الرئيس أصبح الآن في طريقه إلى الخروج، فقد أصبح للولايات المتحدة تأثير أقل على موسكو في هذه الآونة. ولعل أفضل أمل لها هو أن روسيا ربما تكون أكثر قلقاً بشأن التفاوض مع إدارة أميركية تديريها هيلاري كلينتون.
في غضون ذلك، يستطيع الغرب على الأقل أن يفعل شيئاً لأولئك الناس الذين فروا من الصراع، سواء من خلال دعم البلدان التي قبلت بالغالبية العظمى من اللاجئين، أو من خلال الترحيب بالأفراد في أوروبا. وما يزال سجل بريطانيا في هذا المجال بالذات ضعيفاً للغاية؛ فقد قبلت حتى الآن أقل من 3.000 فقط من أصل 20.000 من اللاجئين السوريين الذين وُعدوا بإعادة توطينهم على مدى السنوات الأربع المقبلة. وفي هذه الأيام، قاومت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، الدعوات إلى تحسين هذا العرض الهزيل.
بالقدر نفسه من الأهمية، ثمة مسألة الالتزام بمحاسبة الحكومة السورية على أفعالها في يوم من الأيام. ويجب أن لا تعتقد هذه الحكومة بأن الترخيص الذي تتمتع به الآن سوف يظل متاحاً بشكل دائم. ويجب أن لا يتمتع أي طرف بالقدرة على شن هجمات مثل هجوم يوم الاثنين بارتياح وكأنه شيء عادي. وقد بدأت لجنة العدالة والمساءلة الدولية بالفعل في جمع المواد عن تصرفات نظام الأسد بهدف التهيئة للملاحقات القضائية المحتملة. وهو جهد يستحق الدعم -ليس لأن السوريين يستحقون العدالة فحسب، وإنما من أجل حماية المدنيين في الصراعات المستقبلية. وإذا لم يكن بالوسع منع ارتكاب جرائم الحرب، فإن مرتكبيها يجب أن ينالوا العقاب على الأقل.
=======================
الغارديان: هل تشارك بريطانيا بحرب غير قانونية في سوريا؟
http://arabi21.com/story/948439/الغارديان-هل-تشارك-بريطانيا-بحرب-غير-قانونية-في-سوريا#tag_49219
لندن- عربي21- باسل درويش# الخميس، 22 سبتمبر 2016 12:25 م 0206
تساءل مراسل الشؤون الأمنية في صحيفة "الغارديان"، ومؤلف كتاب "جون الجهادي: صناعة إرهابي" روبرت فيركك، عما إذا كانت بريطانيا تخوض حربا غير قانونية في الشرق الأوسط.
ويقول الكاتب إن مقتل 62 جنديا من جنود النظام السوري في دير الزور يثير أسئلة حول نشاطات بريطانيا داخل سوريا، مشيرا إلى أن الاعتراف المضر بأن بريطانيا اشتركت بـ"القتل الخطأ" للجنود السوريين، كشف الحقيقة، وهي أن بريطانيا انجرت إلى حرب دموية لا منتصر فيها، وربما أعطت رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفاءه أرضية لتقديم اتهامات لبريطانيا بارتكاب جرائم حرب.
ويضيف فيركك، أنه "بناء على دروس تحقيق تشيلكوت حول الحرب في العراق، فإنه من الواضح أننا نقوم بتكرار أخطاء الحرب الكارثية هناك، عن غير قصد، مع أن البرلمان عندما صوت في العام الماضي فإنه صادق على عمل عسكري محدد في سوريا، وقيد النواب الغارات الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة فقط".
ويتابع الكاتب قائلا إن "دم معركة نهاية الأسبوع سبق القصف المروع لقافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من قوة لم تحدد بعد، (أمريكا وبريطانيا تعتقدان أن روسيا تقف وراء القصف، والأخيرة تنكر)، وقد منح مقتل الجنود السوريين الأسد الفرصة لقلب الطاولة على دول التحالف، واتهام بريطانيا والولايات المتحدة باستهداف قواته بشكل مقصود، وهو اتهام يضع بريطانيا مرة أخرى عرضة لخطر خوضها حربا غير شرعية في الشرق الأوسط".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى مزاعم الأسد، الذي يقول إن الهجوم على قواته لم يكن عن طريق الخطأ، حيث ستقوم روسيا، حليفة سوريا، بمراجعة الحادث في مجلس الأمن، لافتا إلى أن المندوب الدائم لروسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشيركين وصف توقيت الحادث بأنه "مثير للشك"، قائلا إنه لا يبدو أنه ناتج عن خطأ غير مقصود، وزعم الأسد أن قواته كانت تقاتل تنظيم الدولة، وأنها هي المقصودة بالعملية.
وتذكر الصحيفة أن وزارة الدفاع البريطانية نفت استهداف قوات الأسد بطريقة مقصودة، وقالت إنها ستقوم بتحقيق شامل في الحادث، وتقول: "لو قامت عائلات الجنود بتقديم دعاوى في المحكمة الجنائية، فإن هذا سيكون محرجا لبريطانيا، فالولايات المتحدة لن تتأثر بالدعاوى؛ لأنها لم توقع على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، ولهذا ستجتهد بريطانيا، شريكة واشنطن في التحالف، لرفض الاتهامات".
ويلفت فيركك إلى أن "لاهاي هي المكان الذي يأمل الكثيرون بأن ينتهي إليه الأسد (الذي لم يوقع هو الآخر على معاهدة المحكمة الجنائية الدولية)، كي يواجه اتهامات بجرائم الحرب، وفي هذا الأسبوع كثف وزير الخارجية بوريس جونسون ومحامية حقوق الإنسان أمل كلوني من جهودهما؛ لجمع أدلة ضد كل من اتهموا بارتكاب جرائم في سوريا، بمن فيهم قوات الأسد".
ويقول الكاتب إن "الكثير من بين الـ223 نائبا الذين صوتوا ضد المشاركة في عمل عسكري العام الماضي، يعرفون أن الصراع في سوريا لا يشبه أي نزاع آخر، وأنه يهدد القوات البريطانية بأن تصبح محاصرة في المشاركة في حرب أهلية خطيرة وغير واضحة".
وينوه التقرير إلى أن من صوتوا لصالح العمل العسكري اعتقدوا أنهم فعلوا ما يكفي لتقييد العمل العسكري بشروط حددت تنظيم الدولة عدوا، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون قال للبرلمان في نقاش قبل التصويت على التحرك العسكري، إنه راغب بإنهاء الغموض الذي يمنع الطائرات البريطانية من ملاحقة إرهابيي تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، وأضاف أن "الأهداف ستكون (قادة مجموعة الموت ذاتها)، ومعسكرات التدريب، ومراكز الاتصالات، ومن يقومون بالتآمر ضدنا".
وتكشف الصحيفة عن أن الأرقام تظهر أن المقاتلات البريطانية لم تحلق فوق سوريا في غارات سوى 79 مرة، لافتة إلى أن طائرات "تورنيدو" و"تايفون" قامت بدعم طائرة الاستطلاع "ريثيون سينتل آر1"، لتسقط 100 قنبلة ضخمة من نوع "بيفوي"، و23 صاروخا من صنع بريطاني، بالإضافة إلى أن أعدادا من القوات البريطانية الخاصة المرابطة في كل من الأردن والعراق شاركت بعمليات قتل عشرات من مقاتلي تنظيم الدولة.
ويستدرك فيركك بأن نشر أسطول سلاح الجو البريطاني، المكون من عشر مقاتلات دون طيار "ريبر"، ربما ورط بريطانيا في حرب غير قانونية، منوها إلى أنها الطائرات ذاتها التي شاركت في العملية الخطأ، التي قتلت 62 جنديا سوريا، وهددت الهدنة الهشة.
ويفيد التقرير بأن استخدام مقاتلة "ريبر"، التي يتم إطلاقها عبر جهاز تحكم في بلدة وادينغتون في مقاطعة لينكونشاير، ضد مقاتلي تنظيم الدولة، ممن يحملون الجنسية البريطانية، أدى إلى فتح تحقيق، وأكدت الحكومة أن مقاتلات "ريبر" شاركت في عمليات اغتيال جهاديين بريطانيين في تنظيم الدولة في سوريا، الذين قالت إنهم يمثلون خطرا مباشرا على بريطانيا، مشيرا إلى أن الطائرات شاركت في إحدى هذه الهجمات قبل تصويت البرلمان على المشاركة المحدودة في كانون الأول/ ديسمبر 2015، وقتلت رياض خان (21 عاما) من مدينة كارديف، الذي ظهر في شريط فيديو للتجنيد بثه تنظيم الدولة، وقتل نتيجة لعملية بريطانية أمريكية مشتركة في آب/ أغسطس، مع روحول أمين (26 عاما) من مدينة أبردين، الذي كان مسافرا معه في السيارة ذاتها.
وبحسب الصحيفة، فإنه في عملية مشتركة أخرى في تشرين الثاني/ نوفمبر، قتل جنيد حسين (21 عاما)، الذي ظهر في أشرطة دعائية لقتل السجناء لدى التنظيم، وقتل في الشهر ذاته محمد إموازي الملقب بـ"الجهادي جون".
ويذكر الكاتب أن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان قامت بالتحقيق في العمليات، وقالت إن استخدام الطائرات دون طيار لتنفيذ عمليات قتل مستهدف تركت الطيارين البريطانيين عرضة لاتهامات بالقتل، ولاحظت اللجنة غموضا في القرارات التي قدمتها الحكومة لشن هجمات قاتلة في محاور الحرب.
ويورد التقرير أن الحكومة رفضت حتى الآن نشر النصيحة القانونية، التي تدعم موقفها من القتل، وأنها تقوم بالدفاع عن نفسها، لافتا إلى أنها حتى لو نشرت ردا كاملا على تقرير لجنة حقوق الإنسان، فإنه من المستبعد أن يوافق الوزراء على فكرة أن الحكومة قامت بخرق القانون الدولي.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول إنه "مع مرور كل شهر، فإن بريطانيا تجد نفسها متورطة أكثر في المستنقع السوري، وكلما زدنا من عدد الجنود والمعدات في العمليات، التي يقودها الجيش الأمريكي، فإن مخاطر ارتكاب أفعال غير قانونية تزيد".
========================
التايمز:ماذا بقي من وعود السلام بسوريا بعد إرسال بوتين لبحريته؟
http://arabi21.com/story/948495/ماذا-بقي-من-وعود-السلام-بسوريا-بعد-إرسال-بوتين-لبحريته#tag_49219
عربي21- عبيدة عامر# الخميس، 22 سبتمبر 2016 03:59 م 0492
ناقشت صحيفة "التايمز" البريطانية، الخميس، تبعات إرسال روسيا لقواتها البحرية إلى الساحل السوري، الأربعاء، معتبرة أن هذا "ينهي وعود السلام".
ويأتي هذا الدعم العسكري في وقت دعت فيه الولايات المتحدة لإيقاف كل التحركات الجوية، في مسعى أخير لمحاولة إنقاذ الهدنة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قال في مجلس الأمن، الأربعاء، إن مستقبل سوريا "يتعلق بقشة" بعد الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية على حلب الاثنين الماضي، قائلا في خطاب غاضب، إن "الهجوم، الذي تتهم به روسيا، رفع شكوكا حول الثقة بموسكو ودمشق بسعيها لتحقيق الهدنة".
ودعا كيري لإيقاف الطيران شمال سوريا للسماح بعودة المساعدات الإنسانية، متجاهلا تصريحات موسكو المتغيرة حول الهجوم على القافلة الإنسانية التي قتل فيها 20 شخصا، حيث يتوقع أن تعود القوافل اليوم، بحسب ما نقلت "التايمز" عن الأمم المتحدة.
هجوم روسي على قافلة المساعدات
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم رصدوا هجوما لطائرتي "سوخوي 24" فوق موقع القصف في أورم الكبرى، مؤكدين أنهما كانتا بقيادة طيارين روسيين، بحسب ما رجح مسؤول أمريكي تحدث دون الكشف عن اسمه.
ومن موقعه، سرد كيري عدة تفسيرات روسية لما جرى، كان آخرها أن الشاحنات انفجرت من تلقاء نفسها، متسائلا بسخرية: "هل يصدق أحد هنا ذلك؟".
بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثوار المدعومين أمريكيا بانتهاك الهدنة، فيما أعلن كيري أنه يشعر بأن لافروف في "كون مواز".
حاملة طائرات روسية
وفي سياق منفصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي شويغو، عن إرسال حاملة الطائرات "آدميرال كوزنيتسوف" إلى الساحل الشرقي لـ"تعزيز القدرات العسكرية" التي تملكها موسكو.
وعلى الأرض، أشارت "التايمز" إلى أن الهدنة انهارت، حيث تواصل القتال المستمر حول حلب، بأكثر من 100 غارة خلال الليل، منها ما استهدف المنشآت الإنسانية والحيوية هناك.
وأدى الخلاف العلني بين كيري ولافروف إلى تعثر جهود السلام، فيما أعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن "الغرب يفقد خياراته"، مؤكدا أن "عملية كيري-لافروف هي العرض المتاح الوحيد الآن، وعلينا استئنافه".
========================
التايمز :كاترين فيليب :حلب تحترق
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/09/160922_press_uk_friday
أظهرت أشرطة فيديو الحرائق تلتهم شارعا بأكمله في منطقة بستان القصر
وتنشر صحيفة التايمز تقريرا لمراسلتها للشؤون الدبلوماسية، كاترين فيليب، عن عودة القصف الجوي للمواقع التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة في الأجزاء الشرقية من مدينة حلب.
وتقول المراسلة إن المقاتلات الحربية الروسية والسورية أمطرت بالقنابل والبراميل المتفجرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب في أعنف قصف تتعرض له المدينة منذ شهور، وجاء بعد رفض الكرملين للمحاولات الأمريكية لإنقاذ وقف إطلاق النار الذي انهار في البلاد.
وتضيف المراسلة أن القصف الجوي الكثيف بدأ بعد أن اصطدم الروس والأمريكيون علنا في الأمم المتحدة بشأن من المسؤول عن فشل إتفاق وقف العدائيات الأخير.
وتشير المراسلة إلى أن أشرطة فيديو صورها سكان في المدينة أظهرت الحرائق تلتهم شارعا بأكمله في منطقة بستان القصر، مع تواصل سقوط القنابل الحارقة من الجو فضلا عن أصوات قصف مدفعي ايضا في الخلفية.
وينقل التقرير عن أحد الناشطين قوله إن الضربات لم تتوقف، مضيفا أن "السماء ظلت مشتعلة طوال الليل والروس يقصفوننا لإجبارنا على الاستسلام".
كما ينقل التقرير عن أطباء إفادتهم بمقتل عشرات الأشخاص وجرح المئات، الذين ازدحمت بهم المستشفيات، وقد تضرر أحد هذه المستشفيات جراء الحريق.
========================
فاينانشال تايمز : هجوم سوري يترك كيري في مأزق
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/09/160923_press_saturday
صحيفة فاينانشال تايمز نطالع مقالا لجيف داير من نيويورك بعنوان "هجوم سوري يترك كيري في مأزق".
ويقول داير إنه بينما كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اجتماع يسوده التوتر بشأن إحياء الهدنة التي أخفقت في سوريا تلقى اتصالا من أحد مستشاريه أن الرئيس السوري بشار الأسد يستعد لشن هجمات جوية على حلب.
وتقول الصحيفة إن كيري، الذي يسعى سعيا دؤوبا لمحاولة حماية المدنيين في سوريا قبل أن يغادر منصبه بعد أربعة أشهر، يشعر كيري أن يديه مغلولتان نتيجة لعدم رغبة البيت الأبيض في التدخل بصورة أكبر في الأزمة السورية، ولعزوف وزارة الدفاع الأمريكية عن التعامل مع موسكو والحكومة الروسية التي لا ترغب بدورها في الضغط على الأسد.
ويقول داير إن كيري يواجه معارضة من البنتاغون بشأن مقترح تعاون الجيشين الروسي والأمريكي في قتال الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا.
ويدعو الاتفاق الذي أعلن منذ أسبوعين بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف إلى "تبادل الدولتين المعلومات الاستخباراتية" بين واشنطن وموسكو بشأن الجماعات المسلحة المتطرفة في سوريا، والعمل على إيجاد خطة موحدة لاستهدافها.
وتضيف الصحيفة إن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية قال الخميس "لا أعتقد أنها ستكون فكرة جيدة تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الروس".
ويختتم داير المقال قائلا إن جميع الجهات تضافرت لوضع كيري في ورطة لا يحسد عليها.
========================
الصحافة الامريكية :
بروجيكت سنديكت :إنقاذ اللاجئين من أجل إنقاذ أوروبا
http://www.alghad.com/articles/1145742-إنقاذ-اللاجئين-من-أجل-إنقاذ-أوروبا
نيويورك ــ كانت أزمة اللاجئين في أوروبا تدفع الاتحاد الأوروبي نحو التفكك بالفعل عندما ساعدت في الثالث والعشرين من حزيران (يونيو) في دفع البريطانيين إلى التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكانت أزمة اللاجئين ونكبة الخروج البريطاني التي تولدت عنها سبباً في تعزيز الحركات القومية المعادية للأجانب، والتي ستسعى إلى الفوز بسلسلة من الانتخابات المقبلة ــ بما في ذلك الانتخابات الوطنية في فرنسا، وهولندا، وألمانيا في العام 2017، والاستفتاء في المجر على سياسة الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضية اللاجئين في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر)، وإعادة انتخابات الرئاسة النمساوية في الرابع من كانون الأول (ديسمبر).
وبدلاً من توحيد الصفوف لمقاومة هذا التهديد، أصبحت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، غير راغبة على نحو متزايد في التعاون مع بعضها بعضاً. وهي تعتنق سياسات الهجرة القائمة على إفقار الجار وخدمة المصالح الذاتية -مثل بناء سياج حدودي- والتي تزيد من تفتت الاتحاد، وتلحق الضرر الشديد بالدول الأعضاء، وتهدم المعايير العالمية لحقوق الإنسان.
الواقع أن الاستجابة الحالية المجزأة لأزمة اللاجئين، والتي تُوِّجَت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا العام بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والذي يقضي بوقف تدفق اللاجئين من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، تعاني من أربعة عيوب جوهرية. أولاً، أنها ليست أوروبية حقاً؛ فقد جرى التفاوض على الاتفاق مع تركيا وفرضه على أوروبا بواسطة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وثانياً، تعاني الاستجابة من نقص حاد في التمويل. وثالثاً، حولت هذه الاستجابة اليونان بحكم الأمر الواقع إلى حظيرة احتجاز تفتقر إلى المرافق الكافية.
أما العيب الرابع والأكثر أهمية، فهو أن هذه الاستجابة ليست طوعية. إذ يحاول الاتحاد الأوروبي فرض نظام الحصص الذي يعارضه عدد كبير من الدول الأعضاء بشدة، والذي يرغم اللاجئين على الإقامة في دول لا يجدون فيها ترحيباً ولا يرغبون في الذهاب إليها، ويعيد إلى تركيا آخرين يصلون إلى أوروبا عن طريق وسائل غير نظامية.
وهو أمر مؤسف لأن من غير الممكن أن يظل الاتحاد الأوروبي باقياً من دون سياسة شاملة للجوء والهجرة. والأزمة الحالية ليست حدثاً لا يتكرر، وإنما هي تبشر بفترة من ارتفاع ضغوط الهجرة في المستقبل المنظور، نظراً لمجموعة متنوعة من الأسباب، والتي تتضمن أوجه القصور الديموغرافية في أوروبا والانفجار السكاني في أفريقيا؛ والصراعات السياسية والعسكرية التي تبدو أبدية في المنطقة عموماً؛ فضلاً عن تغير المناخ.
كان الاتفاق مع تركيا مريباً منذ البداية. والفرضية الأساسية للاتفاق -إمكانية إعادة طالبي اللجوء قانونياً إلى تركيا- هي معيبة جوهرياً. فتركيا ليست "دولة ثالثة آمنة" لأغلب طالبي اللجوء من السوريين، وخاصة منذ الانقلاب الفاشل في تموز (يوليو).
ولكن، كيف قد يبدو النهج الشامل للتعامل مع هذه القضية؟ أياً كانت هيئته النهائية، فلا بد أن يكون مبنياً على سبع ركائز.
أولاً، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقبل عدداً كبيراً من اللاجئين من دول المواجهة مباشرة وبطريقة آمنة ومنظمة. وسوف يحظى هذا بقدر من القبول بين عامة الناس أكبر بكثير من الفوضى الحالية. فإذا التزم الاتحاد الأوروبي بقبول ولو 300 ألف لاجئ فقط سنوياً، فسوف ينظر أغلب طالبي اللجوء غير الزائفين إلى فرصهم في الوصول إلى مقاصدهم باعتبارها كافية إلى الحد الذي يردعهم عن السعي للوصول إلى أوروبا بطريقة غير قانونية –وهو شيء من شأنه أن يحرمهم من فرصة الدخول بشكل قانوني.
ثانياً، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستعيد السيطرة على حدوده. فليس هناك ما هو أكثر تنفيراً وإخافة لجماهير الناس من مشاهد الفوضى.
ثالثاً، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعمل على إيجاد الموارد المالية الكافية لتمويل سياسة شاملة للهجرة. وتشير بعض التقديرات إلى وجود الحاجة لنحو 30 مليار يورو على الأقل سنوياً لعدة سنوات، ومن الواضح أن فوائد "التمويل الضخم" (إنفاق مبالغ كبيرة من المال مقدماً، بدلاً من إنفاق نفس المبالغ على مدار عدة سنوات) هائلة.
رابعاً، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يعكف على بناء آليات مشتركة لحماية الحدود، والبت في طلبات اللجوء، وإعادة توطين اللاجئين. ومن الواضح أن عملية اللجوء الأوروبية الموحدة من شأنها أن تزيل الحوافز لشراء اللجوء وإعادة بناء الثقة بين الدول الأعضاء.
خامساً، يتطلب الأمر الاستعانة بآلية مضاهاة طوعية لإعادة توطين اللاجئين. فمن غير الممكن أن يجبر الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء على قبول لاجئين لا تريدهم، أو يرغم اللاجئين على الذهاب إلى حيث هم غير مرغوبين. ومن الممكن أن يساعد مخطط كذلك المعمول به في كندا في استنباط ومضاهاة تفضيلات المهاجرين والمجتمعات المضيفة.
سادساً، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يقدم قدراً أكبر كثيراً من الدعم للدول التي تستضيف اللاجئين، كما يتعين عليه أن يكون أكثر سخاء في التعامل مع أفريقيا. وبدلا من استخدام أموال التنمية لخدمة احتياجاته الخاصة، ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يعرض صفقة كبرى حقيقية تركز على احتياجات الدول المتلقية. وهذا يعني خلق الوظائف في الدول الأصلية للاجئين، وهو ما من شأنه أن يقلل من الضغوط التي تدفعهم إلى الهجرة إلى أوروبا.
تتلخص الركيزة الأخيرة في تأسيس بيئة مرحبة بالمهاجرين لأسباب اقتصادية في نهاية المطاف. ونظراً للشيخوخة السكانية في أوروبا، فإن الفوائد التي تجلبها الهجرة تفوق كثيرا تكاليف إدماج المهاجرين. وتدعم كل الأدلة استنتاجا مفاده أن المهاجرين قادرون على المساهمة بشكل كبير في عمليات الإبداع والتنمية إذا أتيحت لهم الفرصة للقيام بذلك.
إن السعي إلى تحقيق هذه المبادئ السبعة، المذكورة بتفصيل أكبر في سياق آخر، يشكل ضرورة أساسية من أجل تهدئة مخاوف جماهير الناس، والحد من التدفقات الفوضوية من طالبي اللجوء، وضمان الإدماج الكامل للقادمين الجدد، وإنشاء علاقات المنفعة المتبادلة مع الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا، والوفاء بالتزامات أوروبا الإنسانية على المستوى الدولي.
إن أزمة اللاجئين ليست الأزمة الوحيدة التي يتعين على أوروبا أن تواجهها، ولكنها الأكثر إلحاحاً. وإذا تحقق تقدم كبير في ما يتصل بقضية اللاجئين، فمن شأن ذلك أن يجعل التعامل مع قضايا أخرى -من أزمة الديون اليونانية المستمرة إلى تداعيات الخروج البريطاني إلى التحدي الذي تفرضه روسيا- أكثر سهولة. ولا بد من وضع كل الأجزاء معاً والتوفيق بينها، وبالرغم من ذلك، فإن فرص النجاح تظل ضئيلة. ولكن ما دامت هناك استراتيجية ربما يكتب لها النجاح، فينبغي لكل من يريد للاتحاد الأوروبي أن يظل باقياً أن يحتشد تحت رايتها.
 
*رئيس مجلس إدارة صندوق سوروس لإدارة التمويل، ورئيس "مؤسسات المجتمع المفتوح". رائد لصناعة صناديق التحوط، وهو مؤلف العديد من الكتب، بما في ذلك "كيمياء المالية"، و"النموذج الجديد للأسواق المالية: أزمة الائتمان للعام 2008 وماذا تعني"، و"مأساة الاتحاد الأوروبي".
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكت".
========================
نيويورك تايمز: كيف سيواجه الرئيس الأمريكي المقبل الإرهاب؟
http://arabi21.com/story/948478/نيويورك-تايمز-كيف-سيواجه-الرئيس-الأمريكي-المقبل-الإرهاب#tag_49219
لندن- عربي21- بلال ياسين# الخميس، 22 سبتمبر 2016 03:08 م 0156
ترى صحيفة "نيويورك تايمز" أن التحدي الإرهابي في الخارج، وتداعياته على الولايات المتحدة، يعد مشكلة معقدة وكبيرة ستواجه الرئيس الأمريكي المقبل.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها، التي ترجمتها "عربي21"، إن "النزاعين في كل من سوريا والعراق ظلا مصدر إحباط للولايات المتحدة دبلوماسيا، واستنزفا الموارد العسكرية، ووفرا أرضا خصبة لتفريخ المتطرفين لتنظيم الدولة، الذين نشروا الدم والدمار في المنطقة والغرب".
وتضيف الافتتاحية أن "الطبيعة المتعددة للمشكلة كانت واضحة هذا الأسبوع؛ وقف إطلاق النار في الحرب الأهلية السورية يبدو على حافة الانهيار، وفي الوقت الذي تحضر فيه الولايات المتحدة للسيطرة على مدينة الموصل، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وقعت الهجمات الإرهابية على نيويورك ونيوجرسي ومينوسيتا، وعليه، فإن الرئيس المقبل، الذي سيخلف الرئيس أوباما، سيواجه هذه التهديات، وسيفهم الروابط التي تربط فيما بينها".
وتشير الصحيفة إلى أن "أوباما اكتشف أنه لا يوجد حل سهل لأي من هذه المشكلات، ولا لمصادرها، أو تداعياتها، وهو ما يشير إلى غياب النقاش في الحملات الرئاسية حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع هذه القضايا".
وتبين الافتتاحية أن "المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ردت بطريقة هادئة على الهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة، وقدمت علاجا لمشكلات الشرق الأوسط، تبدو منطقية، باستثناء فرض مناطق الحظر الجوي، التي تثير التساؤل، ورفضها الرئيس أوباما؛ لأتها تحمل مخاطر المواجهة مع روسيا".
وتلفت الصحيفة إلى أن "المرشح الجمهوري دونالد ترامب لم يقدم أي شيء تقريبا، باستثناء نشر الفزع والأفكار التي تصب النار على الزيت، بما في ذلك اقتراح (الفحص المتشدد)، الذي قد يمنع المسلمين من الهجرة لأمريكا، وبعيدا عن نزعته الانتقامية، فإن هذا النهج لن يساعد إلا المتطرفين، ويغذي المشاعر المعادية للولايات المتحدة بين المسلمين المعتدلين في كل مكان، وفي الوقت ذاته يزعم ترامب أن لديه خطة لهزيمة المتطرفين، لكنه يرفض الكشف عنها، وربما لأنه لا يملك أي فكرة حول ما يجب عمله".
وتنوه الصحيفة إلى موعد الانتخابات، الذي يقترب، فلم يبق لها سوى سبعة أسابيع، وتقدم صورة عن الوضع في المناطق التي تشهد نزاعات في الخارج والداخل، وتقول إن أوباما يبدو يحقق تقدما في العراق، حيث خسر تنظيم الدولة هناك نصف أراضيه، وتقوم القوات الأمريكية، إلى جانب القوات العراقية والكردية، بوضع الخطط لاستعادة الموصل قبل مغادرة الرئيس أوباما البيت الأبيض، حيث تعد الموصل واحدة من كبرى المدن العراقية، وظلت معقل التنظيم منذ عام 2014.
وتتوقع الافتتاحية معركة شرسة في الموصل، خاصة أن آلافا من مقاتلي التنظيم يتمترسون فيها منذ عامين، مع أن عددا من قادة التنظيم قتلوا في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أنه حتى لو استطاع الأمريكيون دفع الأكراد والعراقيين للعمل معا، فإن عليهم رسم خطط تمنع المليشيات الشيعية المدعومة من إيران من دخول المدينة؛ منعا للتوتر بينها وبين السنة، الذين يعيشون هناك.
وترى الصحيفة أن تحرير الموصل لن ينهي هذه التعقيدات، متسائلة: "كيف تقوم قوات التحالف بقيادة أمريكا بمنع تنظيم الدولة ومقاتليه من الهرب، وإعادة تنظيم أنفسهم من جديد؟ وماذا يمنع سقوط المدينة في حال استمرت الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة في بغداد متشرذمة وغير قادرة على بناء بلد يتمتع فيه السنة والشيعة والأكراد بحقوق متساوية؟ وهل ستتوفر الأعمال والمساكن لأهل الموصل الذين عانوا سنوات من الحرمان؟ وهل سيتمكن الرئيس المقبل من منع تحول حقول النفط، التي يسيطر عليها الأكراد، إلى نقطة توتر جديدة؟".
وتفيد الافتتاحية بأن "ساحة المعركة في سوريا مختلطة أكثر، فإن هناك حروبا متداخلة بين رئيس النظام السوري بشار الأسد والمعارضة له، وبين المعارضة المدعومة من أمريكا وتنظيم الدولة، وبين تركيا والأكراد، وفي الوقت ذاته تقوم روسيا وإيران بدعم النظام السوري بالقوة العسكرية، أما الولايات المتحدة والدول العربية السنية، مثل السعودية، فتقوم بمساعدة المعارضة، التي تعمل إما بالتعاون أو الشراكة مع جبهة النصرة، التي سمت نفسها بجبهة فتح الشام، ما يصعب التفريق بين الصالح والطالح".
وتورد الصحيفة أن الولايات المتحدة تقوم بقصف مواقع تنظيم الدولة، ونشرت قوات خاصة، ومستشارين عسكريين، إلا أن أوباما رفض التورط العسكري الواسع في حرب أهلية طائفية، وذكرت الصحيفة يوم الأربعاء أنه يفكر بتسليح أكراد سوريا، لافتة إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى تسريع عملية استعادة مدينة الموصل، لكنه قد يزيد من التوتر مع تركيا.
وبحسب الافتتاحية، فإن إدارة أوباما، رعت في الأسابيع الماضية اتفاقا لوقف إطلاق النار، الذي يهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية، وفتح الباب أمام المفاوضات السياسية، التي تؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، بشكل يسمح للمقاتلين بالتركيز على قتال تنظيم الدولة وجبهة النصرة، مستدركة بأن نجاح الاتفاق يعتمد على الروس ونظام الأسد أيضا، وهو ما بدا واضحا في هجوم يوم الاثنين على قافلة المساعدات الإنسانية، وقد حملت واشنطن موسكو مسؤولية القصف.
وتقول الصحيفة إنه "حتى لو استمر وقف إطلاق النار، وبدأت مفاوضات الانتقال السياسي، فيجب أن تبحث واشنطن وحلفاؤها عن طرق للتعامل مع الملايين الذين شردتهم الحرب، والقوى الأجنبية من تركيا إلى إيران وروسيا وحزب الله، وفيما إن كانت ستقدم الأسد لمحكمة الجنائيات الدولية، بالإضافة إلى قادة تنظيم الدولة وبعض فصائل المعارضة، بتهم ارتكاب جرائم حرب".
وتجد الافتتاحية أن "الرئيس المقبل يجب أن يواجه المتطرفين الذين يريدون دخول أمريكا لتنفيذ عمليات إرهابية فيها، أو من يعيشون في داخل أمريكا وليسوا مرتبطين بجماعات إرهابية في الشرق الأوسط، لكنهم يستلهمون أفكارهم منها، كما في حالة أحمد خان رحمي، المتهم بعمليات في مانهاتن ونيوجرسي، الذي تقول السلطات إنه استلهم أفكاره من (الأخ ابن لادن)، وغيره من النماذج الذين استلهم منهم للقيام بتنفيذ عمليات".
وتذكر الصحيفة أن مؤسسات فرض القانون استطاعت منذ 11/ 9 إحباط معظم العمليات الإرهابية، مستدركة بأن هجمات بوسطن، وأورلاندو، وسان برناندينو، جعلت الكثير من الأمريكيين يعتقدون أن الإرهاب أصبح قريبا منهم.
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول: "لا كلينتون ولا ترامب لديهما فكرة حول كيفية مواجهة أفراد يتصرفون بناء على شرورهم الشخصية، وربما لا أحد لديه أدنى فكرة عن ذلك، وما هو واضح هو أن المعركة ضد المتطرفين يجب شنها على جبهات متعددة، أيديولوجية، وثقافية، وعسكرية، ودبلوماسية، وحتى يكون الرئيس المقبل ناجحا فعليه معالجتها كلها".
========================
فورين بوليسي: إستراتيجية أوباما بسوريا وصفة جنون
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/9/22/فورين-بوليسي-إستراتيجية-أوباما-بسوريا-وصفة-جنون
انتقدت مجلة فورين بوليسي الأميركية الإستراتيجية التي يتبعها الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا، وقالت إنها بمثابة وصفة للجنون، وإن إدارة أوباما تتواصل مع روسيا رغم أن النتائج تأتي على غير التوقعات.
وأشارت في تحليل كتبه تشارلز ليستر إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في سوريا، وقالت إنه هش ويتهاوى، ويبدو أنه فشل.
وقالت يبدو أن طائرة روسية قصفت الاثنين الماضي قافلة تحمل مواد إغاثة في ريف حلب الغربي؛ مما أدى إلى مقتل نحو نصف طواقمها.
وأضافت أن قصف القافلة جاء بعد دقائق على إعلان نظام الرئيس السوري بشار الأسد أن اتفاق وقف إطلاق النار قد انهار وانتهى.
قذائف روسية
وأشارت إلى أنه تم العثور على بقايا قذائف من النوع الذي تطلقه الطائرات الروسية وسط حطام القافلة.
وأضافت أن هذه الحادثة لا تشكل مفاجأة حتى لو كانت آثارها مدمرة، خاصة إذا علمنا أن كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأسد لم يكونا أبدا شريكين يحظيان بثقة من أجل السلام في سوريا.
وأشارت إلى أن إدارة أوباما ما تزال تبذل جهودا للتعاون مع روسيا بشأن سوريا، وأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن في نيويورك أثناء اجتماع ونظيره الروسي سيرغي لافروف أن اتفاق التهدئة في سوريا لم يمت بعد، وأن الوزراء سيجتمعون مرة أخرى الجمعة القادم من أجل اتخاذ خطوات محددة.
واستدركت بالقول يبدو أن إدارة أوباما تتصرف في سوريا كأنها تنظر إلى القتال المتصاعد في البلاد على أنه مجرد نسج من الخيال.
كما تحدثت بإسهاب عن الفصائل المتصارعة في سوريا، وقالت إن الصراع سيبقى مستمرا في البلاد ما بقي الأسد في السلطة، وأن تنظيم الدولة الإسلامية باق ما بقي الأسد.
========================
فانيتي فير :مع أوباما.. مقابلة الخروج في نهاية المطاف
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/9/23/مع-أوباما-مقابلة-الخروج-في-نهاية-المطاف
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أكثر القرارات التي ترهقه وتثقل عليه تلك المتعلقة بنشر القوات المسلحة الأميركية في أماكن أخرى بالعالم وإرسال الجنود الأميركيين ليحاربوا في بلدان أخرى، وإن أكثر القضايا التي ظلت تشغله باستمرار هي موت مئات الآلاف من السوريين ونزوح الملايين منهم من ديارهم، وإنه يلجأ في أحلك أوقات الأمة الأميركية إلى مخزونه من التفاؤل للحصول على القوة النفسية التي تعينه على تجاوز الأوقات الصعبة.
ورفض أوباما -في حوار طويل مع المؤرخة الأميركية الشهيرة دوريس كيرنس غودوين المتخصصة في كتابة تاريخ الرؤساء الأميركيين- مرة جديدة الانتقادات الكثيرة الموجهة إليه فيما يتعلق بمواقفه من الأزمة في سوريا، معتبرا أنه لم تكن هناك حلول مجدية وأن الوضع في سوريا يبقى هاجسا يلاحقه باستمرار.
وقال الرئيس -في المقابلة التي نشرتها مجلة "فانيتي فير" الخميس بعنوان "مقابلة الخروج في نهاية المطاف"- إن الفوضى في سوريا تبقى ماثلة في ذهنه، مبديا "تشككا" حيال الطرح القائل إن تزويد المعارضة المعتدلة بالمزيد من الأسلحة كان سيساعد على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أو بأنه لو سددت ضربات جوية ضد النظام عند إثبات استخدامه أسلحة كيميائية لأحدثت تأثيرا "حاسما".
معجب بلينكولن
وكشف أوباما عن أن أكثر الشخصيات التي تثير إعجابه هو الرئيس الأميركي الأسبق أبراهام لينكولن، واصفا إياه بأنه الأكثر فهما لأعمق ما في الروح الأميركية.
وتحدث أوباما طويلا عن إعجابه بلينكولن، قائلا إنه صعد من لا شيء وعلم نفسه بنفسه وعمل بيديه وبعد ذلك بعقله وأصبح من أعظم الكتاب بالإنجليزية وأنه الأوضح في رؤيته للإنسانية وللتناقضات الأساسية بالتجربة الأميركية، ومع ذلك ظل متفائلا ومرحا حتى وسط الحروب المدمرة وأثناء الأوضاع التي تتطلب منه اتخاذ قرارات صعبة ومرعبة، كما ظل يتمتع بتعاطف كبير مع من يعانون أوضاعا إنسانية مؤلمة.
وقال الرئيس الأميركي إن بإمكانه التحدث لساعات وساعات عن لينكولن الذي يمثل بالنسبة إليه عددا من الرجال العظام مثل غاندي ومارتن لوثر كينغ مجموعين في شخص واحد.
مصدر الطموح
وعن السبب في نشوء الطموح لدى البعض لقيادة الناس والدول، قال إن ذلك ينشأ من التجارب المختلفة للحياة، فربما يرغب الشخص في إثبات أنه أهل لإعجاب أبيه به، أو لحب أبيه الغائب، أو لإثبات أنه متفوق على أطفال الجيران الأكثر ثراء والذين يمازحونه باستمرار، أو أنه أهل لتوقعات عالية من كثيرين حوله.
وأضاف أوباما أنه يعتقد أن طموحه للزعامة ربما نبع من غياب أبيه الذي دفعه لمحاولة إثبات أهليته لذلك "الغائب" أو ربما لأنه ملوّن عاش في وسط لا يوجد به كثير من الأطفال السود، وقال إن الاحتمالات لا نهاية لها، لكن ما يجمع بينها كلها أنها أشعلت فيه شرارة الرغبة العارمة لإنجاز شيء مهم.
ووصف طبعه بالمرح والتفاؤل، موضحا أنه عاش أوقاتا مأساوية وأوقاتا سعيدة، لكنه في نهاية المطاف يعتقد أن الحياة جذابة، وأن الخير في الناس أكثر من الشر وأن احتمالات التقدم حقيقية.
وقال الرئيس الأميركي أيضا إن كل ما يُقال عنه يوميا سواء كان إشادة أو إساءة أمور سرعان ما تزول وغير مؤثرة، وأنه يهتم ببناء ما يبقى ويرسخ.
ظاهرة ترامب
ووصف أوباما المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأنه ظاهرة تعبّر عن مخاوف معينة، وعن مشاعر غضب استمرت كالخيط الذي ينتظم تاريخ أميركا، مضيفا أنه يعتقد أن طبع ترامب لا يتناسب مع منصب رئيس أميركا.
وقال الرئيس الأميركي إن مغادرة البيت الأبيض ومغادرة المنصب لن تكون سهلة بالنسبة له، وإنه سيفتقد رمزي النداء للطائرة الرئاسية وللمروحية اللتين تقلان الرئيس باستمرار "إير فورس وان" و"مارين وان".
========================
وول ستريت جورنال :أميركا تكشف عن وثائق سرية لاتفاق الهدنة بسوريا
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/9/23/أميركا-تكشف-عن-وثائق-سرية-لاتفاق-الهدنة-بسوريا
كشفت الولايات المتحدة عن بعض الوثائق المتعلقة باتفاقها مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وذلك أثناء اجتماع انعقد البارحة للمجموعة الدولية لدعم سوريا في نيويورك لمحاولة استعادة الاتفاق المتداعي.
وتضم الوثائق السرية مطلبا رئيسيا بين روسيا وأميركا يتمثل في: تبادل المعلومات الاستخبارية بين الجانبين وتطوير أهداف قابلة لعمل عسكري ضد "المتشددين" الذين هم جزء من جبهة فتح الشام التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة.
ويحدد الاتفاق بأن تضم المعلومات الاستخبارية ما يلي:
- قوائم بأسماء قادة جبهة النصرة.
- إحداثيات مواقع معسكرات تدريب جبهة النصرة.
- مواقع تخزين الأسلحة والذخائر والمعدات المتعلقة بالنصرة.
- مراكز القيادة والسيطرة للنصرة.
- مواقع تركّز أو تجمّع أفراد الجبهة.
- الأسلحة والمعدات العسكرية التابعة لها.
- خطوط الطرق.
- أهداف أخرى تتعلق بالنصرة.
مقاتلون من جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) بإحدى المناطق بحلب شمالي سوريا في طريقهم للجبهة منتصف العام الماضي (أسوشيتد برس)وثائق أخرى
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن وزارة الخارجية الأميركية كشفت الخميس عن بعض هذه الوثائق التي تضم هذه المعلومات، وذلك أثناء لقاء لقوى العالم في محاولة لإنقاذ الاتفاق وسط تجدد العنف في سوريا، التي تعصف بها الحرب منذ سنوات.
وكشفت أميركا عن أربع وثائق بما فيها المتعلقة بأحدث اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا الذي تم التوصل إليه في جنيف بين موسكو وواشنطن في وقت مبكر من الشهر الجاري.
وكشفت الخارجية الأميركية عن ثلاث وثائق متعلقة باتفاقات جرت مع روسيا في وقت مبكر من العام الجاري، وذلك بشأن العمليات في سوريا.
واستدركت الصحيفة بالقول "لكن وثائق أخرى مصنفة بقيت سرية قيد الكتمان، ولم تعلن أميركا عنها شيئا".
وأوضحت الخارجية الأميركية أن الاتفاق كان يهدف إلى خلق الظروف التي تؤدي لاستئناف سريع للعملية الدبلوماسية في إطار السعي لتحقيق انتقال سياسي في سوريا.
وكانت فرنسا وغيرها من القوى تذمرت جراء بقاء الاتفاق سرّيا بين روسيا والولايات المتحدة، لكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري قال أثناء الاجتماع إن أعضاء من المجموعة الدولية لدعم سوريا تلقوا نسخا من الاتفاق في وقت مبكر من الأسبوع الجاري.
وأشارت الصحيفة إلى معارضة بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين للاتفاق، وأن قيادات عسكرية أميركية رفيعة أعربت البارحة عن القلق إزاء تبادل معلومات استخبارية مع روسيا، وذلك أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي.
 ونسبت الصحيفة إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد القول البارحة إنه لا يرى أنه من المستحسن قيام بلاده بتبادل معلومات استخبارية مع روسيا، وإنه لا يتصور أن يقوم الجيش الأميركي بمثل هذا الفعل.
وأضاف دانفورد في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ برئاسة جون ماكين بالقول إننا لا نعتزم الترتيب لتبادل معلومات استخبارية مع روسيا.
========================
ولي نصر – (نيويورك تايمز) 16/9/2016 :محور روسي - إيراني
http://www.alghad.com/articles/1145762-محور-روسي-إيراني
ولي نصر – (نيويورك تايمز) 16/9/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
لا شك أن وقف إطلاق النار الجزئي الأخير في الحرب الأهلية السورية يشكل أخباراً مرحباً بها. لكنه لا يجب أن يحجب تطوراً جديداً خطيراً أيضاً: ظهور محور عسكري روسي-أميركي من الحرب السورية، والذي قد يقوض الآمال بتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، وباحتواء طموحات روسيا العالمية في المستقبل.
ظهر مدى التعاون بين روسيا وإيران الشهر الماضي، عندما استخدمت روسيا قاعدة جوية إيرانية لقصف أهداف في سورية. وقد قلل مسؤولون أميركيون من شأن ذلك الحدث باعتباره تكتيكياً وغير مفاجئ، وقال بعض المسؤولين الإيرانيين أن ذلك الوصول الروسي كان لمجرد شن "عملية مكافحة إرهاب لمرة واحدة". لكن متحدثاً باسم وزارة الخارجية الايرانية أضاف عبارة "في الوقت الراهن" إلى إعلانه عن أن ذلك الوصول قد "انتهى"، تاركاً بوضوح مجالاً لتكرار الحدث.
في واقع الأمر، تتشكل الروابط الروسية-الإيرانية للتعاون العسكري بشكل سريع، استناداً إلى التقاء في المصالح بين الروس المتنافسين مع الغرب على النفوذ الاستراتيجي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبين المتشددين الإيرانيين الذين يسعون إلى الهيمنة على السياسة المحلية والإقليمية.
في العقود الأخيرة، كان لدى أميركا وحلفائها فقط ترخيص مطلق باستخدام قاعدة في أحد بلدان الشرق الأوسط لمهاجمة أهداف في بلد آخر. وقد رسمت روسيا الآن وضعاً مناظراً مع هذه القدرة، وألمح بعض القادة الإيرانيين إلى أن مناورات بحرية إيرانية-روسية مشتركة واستخداماً روسياً للقواعد البحرية الإيرانية في الخليج العربي ربما تتلو.
تبدو الولايات المتحدة وروسيا بعيدتان كل البعد عن خوض حرب باردة جديدة. ومع ذلك، لدى أميركا كل مصلحة في تثبيط توجهات روسيا وإيران إلى الاصطفاف معاً في التنافس مع الغرب. وإذا اتخذ مثل هذا التحالف شكل جبهة مشتركة مدعومة عسكرياً، فإنه سيضمن ظهور إيران أكثر تطوراً تمارس السلطة في الشرق الأوسط، حتى بينما حاولت روسيا التي أصبحت أكثر حزماً وجرأة استعادة نفوذها في المنطقة بطرقها الخاصة.
تتقاسم روسيا وإيران موقف الاستياء من قدرة أميركا على عرقلة طموحاتهما التوسعية. ولذلك تسعيان إلى دعم بعضهما البعض. وقد تعاونتا على إدارة آسيا الوسطى والقوقاز منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991. وفي هذا الصيف، زار رئيساهما معاً باكو، عاصمة أذربيجان، في إشارة إلى وحدة نفوذهما في منطقة القوقاز.
خلال الحرب الأهلية السورية، تقاسمت الدولتان الاستخبارات ونسقتا التخطيط، وقامت روسيا بتزويد إيران بصواريخ أرض جو متطورة. وقبل وقت قصير من تدخل روسيا في سورية قبل عام تقريباً، كان الجنرال قاسم سليماني، الذي يقود فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في موسكو. وعلى مدى العامين الماضيين، أخبرني مسؤولون أميركيون وعرب بأن الحرس الثوري جمع مقاتلين شيعة مختلفين، من أعضاء حزب الله اللبناني إلى المتطوعين من العراق وإيران أفغانستان، لتشكيل قوة قوامها عشرات الآلاف في سورية. وهم يكسبون خبرة عسكرية ميدانية تحت قيادة قوات الحرس الثوري، ويمكن توقع أن يخرجوا من الحرب الأهلية السورية كرصيد إقليمي متاح لأي محور روسي-إيراني جديد.
لمواجهة هذه القوات، زادت الولايات المتحدة باطراد من مبيعات الأسلحة الأميركية لمنافسي إيران الإقليميين بقيادة السعودية. لكن ذلك جاء بنتائج عكسية من خلال إعطاء المتشددين في إيران سببا آخر لتعزيز العلاقات العسكرية مع روسيا.
يشكل تصعيد التنافس على التفوق العسكري مجالاً واحداً فقط للسياسات الاستراتيجية. شيء آخر هو ملاحظة أن روسيا وإيران تركزان، بالإضافة إلى الفوز في سورية، على بذل محاولة يائسة للإبقاء على الرئيس السوري المكروه كثيراً في السلطة. وطالما لا تتكشف الحرب السورية عن انتصار وشيك لأي طرف، فإن أياً من إيران وروسيا لا تصبح أقرب إلى تحقيق الانفراج الاقتصادي والاندماج العالمي اللذين يسعى إليهما المواطنون في كل منهما.
تقدم هذه المعضلة فرصة للسياسة الأميركية. ففي إيران، ليس الحرس الثوري والمتشددون الآخرون هم الأصوات الوحيدة. وقد علَّق الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، مصيرهما السياسي على جني الازدهار من وجود علاقة جديدة لبلدهما مع الغرب، ويمكن أن تؤدي زيادة التعاون العسكري الروسي- الإيراني إلى المزيد من تعقيد هذا المسعى فحسب. وبالإضافة إلى ذلك، تشعر الأصوات الإيرانية المعتدلة بالقلق من التحالف الوثيق مع روسيا. ويعرف هؤلاء المعتدلون أن عدوان روسيا الامبريالي كان قد جرّد إيران من الأراضي في القرن التاسع عشر، وهدد بأن يفعل ذلك مرة أخرى في القرن العشرين. ويمكن أن يدق هذا الفهم إسفيناً بين المتشددين والمعتدلين.
لحسن الحظ، ما نزال في وقت مبكر من اللعبة. ولذلك، يجب على الولايات المتحدة أولاً أن تتحرك بشكل أكثر فعالية لإنهاء الحرب في سورية. ويمكن أن يكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار مفيداً لهذا الغرض، وإنما فقط إذا أصر الدبلوماسيون الأميركيون على استخدام فترة التوقف لفتح مناقشات جادة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية. كما أن عليهم ممارسة الضغط على إيران وجيرانها العرب من أجل الحد من خصوماتهم الإقليمية، بما أن هذه التوترات تدفع بإيران إلى الزاوية الروسية فحسب. وبقدر ما تبدو هذه الأهداف بعيدة الآن، فإنها قد تصبح أقرب منالاً إذا أمكن إقناع بوتين بأن وجود حرب لا تنتهي وتصاعد التوتر مع الغرب سوف يمنعان روسيا من فعل ما تحتاج إلى فعله حقاً: إعادة بناء اقتصاد متعدد الأبعاد.
بالمثل، ومن أجل تقويض منطق التحالف مع موسكو، يتعين على الساسة الايرانيين المعتدلين أن يعرضوا للإيرانيين نتائج اقتصادية إيجابية للاتفاق النووي الذي تم توقيعه العام الماضي. ولذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تقدم مكاسب اقتصادية ملموسة في مقابل التزام إيراني حازم بعدم جعل الأراضي أو الموانئ البحرية والجوية الإيرانية متاحة أمام روسيا للقيام بعمليات عسكرية من هناك.
مع عودة الدبلوماسية إلى العمل مرة أخرى في الحرب الأهلية السورية، يتعين على أميركا استخدام الوعد الاقتصادي للاتفاق النووي من أجل تعزيز موقف أولئك الذين يرون مستقبل إيران مع الغرب، وليس مع الكرملين.
*عميد كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة. وهو مؤلف كتاب "الانبعاث الشيعي: كيف ستقوم الصراعات داخل الإسلام بتشكيل المستقبل".
*نشر هذا المقال تحت عنوان: A Russian-Iranian Axis
========================
جنيفر كافاريلا، نيكولاس هيراس، جينيفيف كازاجراند: ما ينبغي على أمريكا فعله لمنع انتصار القاعدة في سوريا
http://worldinarabic.com/politics/item/1712-us-qaeda-syria-victory.html
سبتمبر 20, 2016 كتبه  معهد دراسات الحرب        حجم الخط  تصغير حجم الخط  زيادة حجم الخط طباعة البريد الإلكتروني
نشر معهد دراسات الحرب تحليلا أعده الثلاثي: جنيفر كافاريلا ونيكولاس هيراس و جينيفيف كازاجراند؛ خلُصَ إلى أن تنظيم القاعدة يكسب المزيد من القوة في سوريا، مستفيدًا من الفراغ الذي خلَّفته الولايات المتحدة.
وحول التدخل التركي في سوريا، يرى التحليل أن أنقرة توظف هذا التوغُّل في الشمال ضد تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة؛ لحجز مقعد لنفسها كوسيط قوي، وتقوية أقوى حلفائها في صفوف المعارضة، أحرار الشام، من أجل لعب دور رئيسي.
وحذر التحليل من أن الولايات المتحدة تخاطر بخسارة الحرب في سوريا، إذا واصلت السماح لأحرار الشام ووجبهة فتح الشام أن يصبحوا في نظر السوريين الطرف المنتصر في حلب.
ونصح التحليل واشنطن بالتركيز على منع مزيد من تطوير هياكل الحكم القائمة على الشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من أجل مواجهة استراتيجية القاعدة التخريبية.
وحذر من أن التحالف مع روسيا سيؤدي فقط إلى تسريع انتصار تنظيم القاعدة، قائلا: في الواقت الراهن، يتعين على صناع القرار الأمريكي مقاومة إغراء الانجراف إلى تحالف مع روسيا والأسد لتحقيق هذا الهدف. لأن أي شراكة من هذا القبيل ستضمن تحوُّل التيار الرئيس من جماعات المعارضة المتبقية بعيدًا عن الولايات المتحدة، والانضمام إلى العناصر المتشددة في المعارضة السورية، وهو ما يؤدي بشكل فعال إلى إلغاء أي شراكة سنية ضد تنظيمي الدولة والقاعدة في ساحة القتال.
========================
واشنطن بوست : هل تفجر سوريا جولة جديدة في الحرب؟!
http://alqabas.com/269497/
اشارت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها بعنوان ‘وهم في دمشق: بشار الاسد يعتقد ان سوريا انتصرت في الحرب اللبنانية’، الى تعدد الاطراف التي اعلنت انتصارها عقب الحرب اللبنانية مضيفة انه في حين انهكت ضربات الحرب قوى كل من اسرائيل وحزب الله، اللذين قاما بالقتال الفعلي، سارعت ايران، على لسان الرئيس الايراني احمدي نجاد في خطابه امام الامم المتحدة الاسبوع الفائت، بالتأكيد على انتصارها في هذه الحرب!! وكذلك، على ما يبدو، فعل الرئيس السوري بشار الاسد، الراعي الآخر لحزب الله.
تهديد استراتيجي
ولفتت الصحيفة الاميركية الى ‘التهديد الاستراتيجي’ الجديد الذي باتت تشعر به بلدان المنطقة من ايران، والى اعلان مصر انها قد تقترح قريبا ‘برنامجها النووي’، لكن يرجح ايضا في المستقبل القريب ان تفجر سوريا جولة جديدة من الصراع المسلح في المنطقة. وهذا التهديد ينبع من الرفض السوري الصريح لقرار مجلس الامن الذي انهى الحرب (1701)، والذي نص ضمن بنوده على انتشار قوة لحفظ السلام تابعة لمجلس الامن بمحاذاة الحدود الاسرائيلية اللبنانية، وحظر على اي دولة مساعدة حزب الله في اعادة تسليح نفسه.
لكن الرئيس السوري رفض ذلك ووصفه الاسبوع الفائت بأنه ‘مؤامرة غربية لتقسيم العالم العربي’، مهددا بأن اي انتشار لقوات اجنبية بمحاذاة الحدود اللبنانية السورية سوف تعتبره دمشق عملا عدائيا. وبذلك نجح الاسد في ردع لبنان والحكومات الغربية من ان تتخذ خطوات جادة لوقف تهريب الاسلحة والمتفجرات من سوريا الى لبنان.
لم يرتدع
ورأت ‘واشنطن بوست’ ان الاسد يعرف انه اذا ما اقدم على تزويد حزب الله بأسلحة جديدة، فقد يعرض نفسه بذلك لهجوم اسرائيلي. ورغم اشارته إلى هذه الاحتمالات في مقابلة معه نشرت الاسبوع الفائت، فإنه لم يرتدع على ما يبدو، واعلن في خطاب له الشهر الفائت عن ‘انتصار’ حزب الله في الحرب وبشر ‘بشرق اوسط جديد’، سوف ‘يدحر فيه العدو الاسرائيلي حتما بقوة السلاح’، واصفا القوى الكبرى الغربية، في لقاء له مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، بأنها ‘مفلسة وعديمة الحيلة.
ضمانات مزيفة
ومضت الصحيفة في انتقاداتها لسوريا مشيرة الى انه انه تبين زيف الضمانات السورية بالتعاون مع الامم المتحدة والتي اعطتها سوريا لشخصيات مرموقة امثال وزير الخارجية الاميركي السابق كولين باول والرئيس المصري حسني مبارك، في الوقت الذي تقوم فيه الامم المتحدة والحكومات الغربية بنشر قواتها في لبنان استنادا الى هذه الوعود الزائفة، بدلا من ان تتخذ اجراءات حازمة لمنع تفجر ازمة جديدة تتعرض فيها حياة جنودها للخطر.
وتختم صحيفة واشنطن بوست افتتاحيتها بانتقاد الرئيس السوري بشار الاسد، مؤكدة ان ثمة الكثير الذي نتوقعه من ‘دكتاتور غر وفاسد يتوهم انه يجلس على سدة شرق اوسط جديد.
========================
معهد واشنطن :تنظيم «الدولة الإسلامية» يخلق "الإنسان الجهادي المثالي"
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-islamic-states-homo-jihadus
يعقوب أوليدورت
18 أيلول/سبتمبر 2016
اختلف الهجوم الذي شنّه تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») في آب/أغسطس واستهدف حفل زفاف في غازي عنتاب،  جنوبي تركيا، عن غيره من الهجمات التي نفّذها في وقت سابق، إذ أن المرتكب هذه المرة هو طفل - الأمر الذي أثار اهتماماً جديداً ليس بإستراتيجية التنظيم فحسب بل بما يعلّمه للأطفال والمجنّدين. فمثل هذه التعاليم هي جزءً لا يتجزأ من أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» الطويلة الأمد. وقد قمتُ في هذا الشأن بمراجعة منهجية لمنشورات التنظيم الرسمية الصادرة باللغة العربية (157 عنواناً)، بما فيها 100 كتاب دراسي للأطفال، ووجدتُ أن لـ تنظيم «داعش» هدف جديد ألا وهو: خلق "الإنسان الجهادي المثالي".
والجدير بالملاحظة على وجه الخصوص في هذه الكتب الدراسية، كما ذكرتُ في تقريري، ليس فقط السُبل التي يستخدمها تنظيم «الدولة الإسلامية» لتلقين الأطفال عقيدته بل أيضاً المدى الذي يذهب إليه لتعليمهم ما يمكن أن نسمّيه بالمهارات والمعرفة الأساسية الحياتية التي يجب أن يتمتّع بها الأطفال. وتشمل هذه مواضيع كالكتابة والقراءة والفهم وقواعد الرياضيات الأساسية، وحتى علم الفيزياء والأحياء. وبعبارة أخرى، إنها مواضيع قد نتوقّع إدراجها في المناهج الدراسية للمدارس الخاصة بنا.
وبالطبع هناك اختلافات - بصرية وجوهرية على السواء. فمؤلّفو الكتب المدرسية لم يفوّتوا قطّ فرصةً لترك بصمةٍ ما تكون بمثابة علامة للجماعة، سواء كانت راية تنظيم «الدولة الإسلامية» في نهاية فصل من مادة الرياضيات، إو صورة لبندقية، أو الملف الشخصى لأحد مقاتليه. وإذا أخذنا كتاب "العلوم" للصفوف الابتدائية المخصّص لمنح الأطفال ما يشبه بالمخطّط التوجيهي بشأن المنزل والمجتمع مع تعليمهم مفردات أساسية، نرى في إحدى صفحاته عدداً من أفراد "المنزل «الداعشي» المثالي"، مع صورةٌ لأم تغطّي جسدها بالكامل ولأب يحمل سلاحاً.
كما هناك أساليب أكثر تطوّراً يسعى من خلالها التنظيم إلى جعل هدفه المتمثّل بخلق "الإنسان الجهادي المثالي" يتغلغل في هذه المواضيع - وأعتقد أن هذه المقاربة ستكون أكثر استدامةً نظراً لمدى حنكتها ودهائها. وبعبارةٍ أخرى، إنها الطريقة التي يعتمدها التنظيم لنقل المهارات والمعرفة الأساسية مع تمسّكه بهدف واضح وصريح يقوم على المحاربة باسمه وبناء قدراته - وهي عملية أطلقتُ عليها اسم «الدعوشة» [أو البرنامج المحفّز لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»] في التقرير - باعتبارها السّمة التي تميّزه عن الجماعات الجهادية الأخرى وربما تجعله مقنعاً بشكل فريد للمجنّدين المحتملين. وتشمل الأمثلة على ذلك تعليم برمجة الحاسوب من أجل جعل الأطفال بارعين في التكنولوجيا ليساهموا في قدرات التنظيم على شبكة الإنترنت وتعليمهم اللياقة البدنية لكي يتمتّعوا بصحة جيدة ويكونوا صالحين للقتال على حد سواء. ويُعتبر هذا الهدف الأخير هو المبرّر لفصول إضافية حول جمع الأسلحة واستخدامها،  فضلاً عن معرفة نوع الذخيرة الذي يمكن استخدامه لمختلف أنواع الأسلحة. و بالتالي يمكن القول إن تشجيع التنظيم مؤخراً على تحويل لوازم الحياة اليومية "إلى أسلحة" لممارسة أعمال إرهابية باسمه (كما حدث في الهجوم الذي وقع في نيس) هو انعكاس لهذا الهدف الأشمل المتمثّل بخلق "الإنسان الجهادي المثالي" - من خلال تحويل أي جانب من معنى كون الشخص "مواطناً" في تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى معنى يشمل السلاح.
وعلى الرغم من أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشتهر بمنشوراته وحملاته الدعائية التي تمجد العنف والنهج الأصولي للإسلام السنّي المعروف باسم التيار السلفي، إلا أنه يولي أيضاً اهتماماً مماثلاً لنشر حملة دعائية تختصّ بأمور أكثر دنيوية وابتذالاً، مثل كيفية تشذيب اللحية وقواعد اللغة العربية - وهي مواضيع لا تمتّ بصلة واضحة إلى أي شكل من أشكال العنف. وفي كتبه الدراسية التي قمتُ بتحليلها، وجدتُ أن تنظيم «داعش» يعلّم الأطفال مواضيع مثل الجغرافيا والفيزياء.
ما الذي يمكننا فهمه من هذه المؤسسة التعليمية الغريبة؟ فعلى سبيل المثال، إن نشر مطبوعات غير عنيفة ليس بأمر جديد في أوساط الجهاديين. وبالفعل، أعاد زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري مؤخراً نشر طبعته لأطروحة من القرون الوسطى عن قواعد اللغة العربية. وغالباً ما يبدي عدد كبير من رجال الدين المتطرفين على موقع "تويتر" آراءهم حول المواضيع "الأسهل" مثل التقوى والممارسات الدينية.
بالإضافة إلى ذلك، يَعتبر بعض المجنّدين لدى تنظيم «الدولة الإسلامية» أن هذا البرنامج التربوي القائم على مبدأ كيف تكون مسلماً هو أحد أسباب انجذابهم إلى التنظيم. وفي هذا السياق، قال أبو إبراهيم، الذي انشقّ عن التنظيم، في معرض حديثه عن السبب الذي دفعه إلى الانخراط في صفوفه إنه "في حين أن رؤية أحدهم يلقى حتفه ليست أمراً يرغب شخص بمشاهدته على الأرجح، فإن ما يتطلّع إليه الكثير من المسلمين هو تطبيق الشريعة الفعلية". وبالمثل، كشفت طلبات تمّ تسريبها مؤخراً لتنظيم «داعش» أن الكثيرين من مجنّديه افتقروا إلى المعرفة الأساسية بالدين الإسلامي، حيث ملأوا بطاقات تسوّقهم على موقع "أمازون" بعناوين كُتب على غرار "كورآن فور داميز". ("القرآن الكريم للمبتدئين" وهو كتاب مبسّط للتعريف بالقرآن وتاريخه ولغته من أجل مساعدة البسطاء من الناس الذين لا يمتلكون معرفة كافية بالقرآن).
لكن بخلاف جماعات جهادية أخرى، فإن توجيه تنظيم «الدولة الإسلامية» رسائل غير عنيفة يرتبط بشكل عميق ومباشر بنجاح عملية التجنيد. ومن بين الدعوات الأساسية التي يتمّ إطلاقها أن أراضي التنظيم هي المكان الوحيد على وجه الكرة الأرضية الذي تتمّ فيه ممارسة الإسلام "النقي" والأصلي وتطبيقه. ويمكننا إلقاء نظرة على الحملة الدعائية لـ تنظيم «داعش» حول المسائل الدنيوية والمبتذلة. لنأخذ على سبيل المثال موقف التنظيم من اهتمام الرجال بمظهرهم؛ فالجماعة لا تَعتبر هذا الأمر مسألة نظافة فحسب، بل أنه ينضوي أيضاً ضمن إطار الطاعة المدنية التي يعاقِب تنظيم «الدولة الإسلامية» على مخالفتها.
وبعبارةٍ أخرى، يهدف تنظيم «داعش» إلى استحداث وطن إسلامي مثالي يعيش فيه "المسلمون المثاليون" أو "الإنسان الجهادي المثالي". واستطراداً لذلك، تتابع رواية التنظيم بالقول إن من يعجز عن الاستجابة لدعوته - إما عبر السفر إلى العراق وسوريا أو المحاربة باسمه - فهو ليس مسلماً حقيقياً.
وعبر إطلاق تسمية "الخلافة" على نفسه - وهي مصطلح كلاسيكي في الإسلام يقتصر على القيادة الدينية والسياسية للإسلام في جميع أنحاء العالم - يعيد تنظيم «الدولة الإسلامية» تحديد أطر الدين الإسلامي لتبرير هدف لعبته السياسية. وتحقيقاً لهذه الغاية، أعاد التنظيم تحديد فريضة "الهجرة" الدينية الإسلامية بحيث لا تتطلب فقط الهروب من أرضٍ تشهد اضطهاداً وقمعاً بل التوجّه إلى منطقة تخضع لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية». وبخلاف تنظيم «القاعدة»، الذي يتمثّل هدفه الوحيد في استهداف الغرب وحلفائه، يزوّد تنظيم «داعش» جمهوره بعنوان يمكنهم فيه العيش كـ "مواطنين جهاديين" حقيقيين. وحتى في ظل انحسار احتمال العيش في مثل هذه الدولة وسط نجاح الحملة المناهضة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» التي تُطلقها الولايات المتحدة، فقد تستمر أسباب كون المرء "مسلماً" وفقاً لتعريف تنظيم «داعش» وتبقى قائمة. (على سبيل المثال، كتبتُ مؤخراً حول الكيفية التي يمكن بموجبها أن يؤثّر مفهوم "إعادة تحديد أطر الدين الإسلامي" على طبيعة الهجمات الإرهابية).    
ونظراً لهذا المفهوم الجديد لمهمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما الذي يمكن أن تقوم به الحكومة الأمريكية وقوات التحالف ضدّ «داعش»؟ وفي حين أن الحرب في العراق وسوريا ضروريةٌ ولا غنى عنها من أجل تقليص القدرات العسكرية للجماعة، إلا أنها لن تساهم إلى حدّ كبير في سحق قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على أن يكون مصدر إلهام. وإلى جانب إقدامه على تحويل إستراتيجيته نحو تنفيذ هجمات عدوانية، سيواصل التنظيم نشر وتوزيع المواد التي تركّز بشكل متزايد على "مفاهيم الإسلام البسيطة" بدلاً من المواضيع الجهادية المباشرة والشديدة اللهجة - لا سيما وأن الجماعة تسعى إلى دعم معنويات عناصرها. وطالما أنه بإمكان التنظيم أن يزعم أنه الممثّل الحقيقي الوحيد للدين الإسلامي في العالم، سيبقى «داعش» يشكّل "مصدر إلهام"، سواء امتلك أرضاً خاصة به أم لا.
وستبقى مسألة تحديد شركاء معتدلين والعمل معهم أساسية وضرورية لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». ولا بدّ من أن يتجاوز عملهم "التصدّي" لرسائل «داعش»، ومن الضروري تشجيع هؤلاء الشركاء على تحديد البدائل وتنظيمها. فإنشاء مؤسسات ومنتديات ومناهج دائمة يتمكن فيها المسلمون من المطالبة باستعادة ما أخذه منهم تنظيم «الدولة الإسلامية» سيشكّل خطوة أساسية في دحر الجماعة. وفي النهاية، تتوقّف محاربة التطرّف على السيطرة على الأماكن التي يتمّ فيها تعليم الإسلام التقليدي.
وإلى جانب الشق الإيديولوجي، ثمة بُعدٌ آخر لم نتطرق إليه بالكامل بعد - وهو إعداد بدائل وأرضية مناسبة في العراق وسوريا "في وقت" نُزيل فيه رواسب الإرهاب ونحاول استئصاله باستمرار. فمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» على جبهتيْ الأراضي والرسائل ليست كافية وحدها، بل علينا أيضاً ابتكار وسائل لإدخال التعليم إلى هذه المناطق وصيانة البنية التحتية الثقافية. وإذا ما تمّ تجاهل هذه المسائل، سيكون لهاتين الجبهتيْن لمشروع «داعش» المزيد من الآثار الطويلة الأمد التي ستكون أكثر تعقيداً في المستقبل إلى حدّ كبير.
 يعقوب أوليدورت، هو زميل "سوريف" في معهد واشنطن.
========================
معهد واشنطن :روسيا واتفاق وقف إطلاق النار في سوريا
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/russia-and-the-syria-ceasefire-deal
آنا بورشفسكايا, بول شوارتز, و السفير روبرت إس. فورد
متاح أيضاً في English
21 أيلول/سبتمبر 2016
"في 19 أيلول/سبتمبر، خاطب بول شوارتز، روبرت فورد وآنا بورشفسكايا، منتدى سياسي في معهد واشنطن. وشوارتز هو زميل أقدم في "برنامج روسيا وأوراسيا" في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية". وفورد هو زميل أقدم في "معهد الشرق الأوسط"، وشغل منصب سفير الولايات المتحدة في سوريا بين عامي 2011 و 2014. وبورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن، حيث تركز على سياسة روسيا تجاه الشرق الأوسط. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
آنا بورشفسكايا
كان الهدف المعلن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إطلاق عملية التدخل في سوريا العام الماضي هو مكافحة الإرهاب. بيد بناءً على الأسلحة التي استخدمتها روسيا والأهداف التي اختارتها، كان من الواضح أن مكافحة الإرهاب لم تكن هدفه الوحيد. ففي الواقع، تشير بعض التقارير إلى أن الحملة قد عززت قوة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») في بعض الأحيان. وفي الوقت نفسه، أعربت جماعات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء تعمّد ضرب القوات الروسية لأهداف مدنية، في حين أن كبار قادة "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو")، مثل الجنرال فيليب بريدلوف، اتهموا موسكو والرئيس السوري بشار الأسد بـ "تسليح" تدفق هجرة اللاجئين بغية "إحباط العزيمة الأوروبية".
ومن وجهة نظر بوتين، ليس هناك شك بأن فوائد التدخل تتخطى تكاليفه. إذ إن ثمن الحملة، الذي يقدر بـ 480 مليون دولار ليس سوى نقطة في بحر ميزانية الدفاع الروسية السنوية التي تبلغ حوالي 55 مليار دولار. بالإضافة إلى ذلك، أكد بوتين على فوائد التدريب على القتال في سوريا، بقوله إن الخبرة على أرض المعركة هي الأفضل. وبالمثل، شكّلت الحرب حقل تجارب مفيد للأسلحة الروسية الجديدة. وعلى الرغم من إعلان بوتين في آذار/ مارس عن "انسحاب جزئي" من سوريا، تشير بعض التقارير إلى أن بلاده قد جلبت في الواقع المزيد من الأسلحة إلى داخل البلاد أكثر من تلك التي أخذتها معها عند الانسحاب الجزئي.
ومن الناحية الجغرافية، عززت موسكو بشكل كبير تحالفها مع إيران خلال العام الماضي، وهو تطور لم يسبق له مثيل بين هذين المنافسين التقليديين. فغالباً ما تتحدث الحكومتان عن أهداف مشتركة، على الرغم من أن روسيا، خلافاً لطهران، ليست مهتمة بمساعدة الأسد على استعادة السيطرة على كل شبر من سوريا.
هذا وقد اختبر هذا التعاون مع إيران علاقة روسيا الواقعية مع إسرائيل. وعلى الرغم من أن بوتين يرغب في الحفاظ على تلك العلاقة، إلا أنه سيذهب إلى حد استرضاء إسرائيل فقط. على سبيل المثال، بدأت روسيا في الآونة الأخيرة بتسليم أجزاء من نظام الدفاع الجوي "إس-300" القوي إلى إيران بعد تأجيل عملية البيع لسنوات. وبالتالي فإن تصرفات روسيا في سوريا تثير تساؤلات إلى متى سيستمر بوتين في المحافظة على هذا التوازن.
وفي ما يخص إرساء السلام، لم تضغط روسيا على الأسد لوقف إطلاق النار أو إجراء مفاوضات سياسية. بل على العكس من ذلك، يتمتع الأسد بحرية استغلال الثغرات في اتفاقيات وقف إطلاق النار التي ساعدت روسيا في التوسط فيها، وذلك باستخدام فترات وقف القتال لإعادة تجميع قواته ومحاصرة حلب.
أما على الصعيد الداخلي، فقد استخدم بوتين التدخل الروسي لإحكام قبضته الخاصة على السلطة، وتشتيت الانتباه عن تصرفاته في شبه جزيرة القرم، وإخراج بلاده من العزلة الدولية من خلال محاربة عدو دولي مشترك، وهو تنظيم «الدولة الإسلامية». إن هدفه الكامن في إقناع الغرب برفع العقوبات المتعلقة بأوكرانيا لم يتحقق بعد، الأمر الذي يعطيه كل الأسباب لمواصلة الضغط على أوروبا عبر زيادة تدفق اللاجئين من سوريا. ويعتقد الرئيس الروسي أيضاً أن طريقة العمل الأساسية التي يعتمدها الغرب في جميع أنحاء العالم هي تغيير النظام، بما في ذلك العمل ضد حكومته، لذلك يرى أن دعم الأسد يشكّل وسيلة للدفاع عن نفسه. ويرى أنه من خلال محاولة تجديد مكانة روسيا كقوة عظمى، يمكن إجبار الولايات المتحدة على احترام مصالح موسكو.
باختصار، يُعتبر سجل بوتين في سوريا مثيراً للقلق. فقد اختبر الغرب مراراً ولم يتلق أي ردة فعل سلبية على ذلك، مما أدى إلى تعزيز تصوره حول ضعف الغرب. كما أنه لم يكن شريكاً جديراً بالثقة في عملية إنهاء الحرب، مما يطرح السؤال التالي: إلى متى يجب على واشنطن مواصلة الأخذ بكلامه؟ ومع ذلك، سيكون من الصعب تغيير نهج روسيا تجاه الصراع إلى أن تغيّر الولايات المتحدة موقفها الخاص.
بول شوارتز
تمكنت روسيا وواشنطن من التغلب على انعدام الثقة العميق بينهما والتوقيع على اتفاقية جديدة لـ "وقف الأعمال العدائية" في الآونة الأخيرة، والتي يبدو أنها أخبار جيدة بالنسبة لسوريا. بيد أن التقارير حول الانتهاكات وعدم تسليم المساعدات الإنسانية قد شابت الاتفاق منذ البداية. ومن ناحية القوات المتمردة المعتدلة فإنها لا تنفصل عن «جبهة فتح الشام» [التي غيّرت إسمها من «جبهة النصرة» بعد فك ارتباطها بـ تنظيم «القاعدة»]، كما أن الضربة الأمريكية ضد قوات الجيش السوري في دير الزور تثير المزيد من التعقيدات. إلى جانب ذلك، تم تخفيف حدة العنف بشكل ملحوظ، وخاصة في حلب، وهو أمر مشجع، ولكن السؤال يبقى إذا كان بالإمكان الحفاظ على هذه الاتفاقية. هناك أسباب للتشكك.
من المهم أن ننظر إلى الوراء لنرى ما حققته روسيا خلال العام الماضي. من الواضح أن التدخل الروسي أحبط انهيار نظام الأسد: ففي الخريف الماضي كانت قواته ترتد على أعقابها، وكانت المعارضة قد حققت تقدماً خاطفاً في محافظة إدلب وكانت تضغط على معقل قوات الأسد الساحلي في اللاذقية، وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد استولى على تدمر شرقاً. بيد أن الضربات الجوية الروسية وعمليات الدعم الأرضي التي قامت بها سرعان ما عكست مجرى الأحداث. ومنذ ذلك الحين تم تطهير جزء كبير من شمال اللاذقية، واستقرت الأوضاع في حماة وحمص وضواحي دمشق، وتمت استعادة السيطرة على تدمر. كما أن معقل المتمردين الأكثر أهمية المتبقي في الغرب، أي حلب، يخضع لضغط مستمر.
وهكذا، حققت الحملة ثلاثة أهداف أساسية للرئيسين السوري والروسي وهي: تأمين قلب النظام العلوي، والحفاظ على خطوط الاتصال بين دمشق وحلب، ووضع حد أدنى من العمق الاستراتيجي للمنطقة التي يسيطر عليها النظام. هذا ولا يزال الجيش السوري يواجه صعوبة في المحافظة على الأراضي، لكن تم تمهيد الطريق من أجل بقاء دويلة الأسد في الجزء الغربي من البلاد بغض النظر عما يحدث على الأرض.
لقد حققت روسيا هذه الأهداف جزئياً من خلال جعل المتمردين ينقلبون ضد بعضهم البعض، ولكن بشكل أساسي باستخدام قوتها العسكرية بشكل فعال، أي من خلال نشر قوة صغيرة من الطائرات والمحافظة على وتيرة عالية من العمليات. إن الدعم الجوي القوي للقوات البرية السورية والإيرانية قد جعل من الصعب على وحدات المتمردين العمل في العراء بشكل جماعي، في حين ازداد فتك ما يسمى بالذخائر "غير الموجهة" وذلك بسبب التكنولوجيا الجوية الروسية المتقدمة والطيارين المدربين تدريباً جيداً. كما حصلت الطائرات الروسية على حماية أفضل من الهجمات البرية لأنها قادرة على توجيه الضربات من ارتفاعات أعلى وفي أوقات الليل أيضاً.
وعلى الرغم من أن الدعم البري الروسي لم يكن مرئياً بنفس قدر الدعم الجوي إلا أنه كان قوياً أيضاً. فقد قدمت موسكو مساعدات عسكرية تقنية، ومعدات جديدة (من بينها دروعاً وأسلحة أكثر تطوراً، ودبابات من طراز "تي-90" ومدفعية)، فضلاً عن الخبرات للاستفادة بشكل أفضل من المعدات الموجودة. وقد ساعد المستشارون الروس في تخطيط العمليات وقيادتها، كما تم نشر بعض قوات العمليات الخاصة في مهمات استخباراتية وغيرها من الأهداف.
ونظراً للإنجازات الروسية في سوريا، فقد تغيّرت مواقف الولايات المتحدة بشأن القضايا الرئيسية، مثل التعاون مع موسكو، وربما دور الأسد في المرحلة الانتقالية في المستقبل. أما بالنسبة إلى اتفاقية "وقف الأعمال العدائية" الحالية، فإن شروطها لا توحي بالتفاؤل. فالاتفاقية تسمح باستمرار العمليات ضد «جبهة فتح الشام»، التي هي شديدة التشابك مع ألوية أخرى من المتمردين، الأمر الذي يعطي روسيا والأسد مبرراً محتملاً لضرب القوات الأكثر اعتدالاً. ويمكن لمثل هذه الهجمات أن تؤدي بدورها إلى انهيار اتفاق وقف إطلاق النار.
روبرت فورد
على الرغم من توفر فرصة كافية لدى الروس للابتعاد عن المفاوضات الطويلة والشاقة في جنيف، إلا أنهم تمسكوا بها إلى حين توقيع اتفاق "وقف الأعمال العدائية"، مما أشار إلى بعض المستويات من الالتزام من جانبهم. ويُعتبر هذا الأمر غير مفاجئ إذا ما رأى المرء أن الاتفاقية قد تؤمن لهم الفوز في الحالتين. فإذا ما نجحت الاتفاقية، سيتم عزل «جبهة فتح الشام» وستستعيد روسيا قدراً من الشرعية الدولية. أما إذا فشلت، فمن المرجح أن تبتعد المعارضة بصورة أكثر عن الولايات المتحدة.
وعلى أي حال، يبدو أن روسيا غير قادرة حالياً على ضمان امتثال الأسد لجميع شروط اتفاق "وقف الأعمال العدائية". على سبيل المثال، قبل فترة وجيزة من عقد هذا المنتدى، أعلنت قيادة الجيش السوري من جانب واحد أن فترة "وقف الأعمال العدائية" قد انتهت، ولم تعط أي إشارة إلى أنها قد نسقت هذه الخطوة مع موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، لا تتفق الأهداف الروسية مع هدف الأسد في استعادة السيطرة على كامل الأراضي في سوريا، ويبدو أن هذا الشرخ قد تسبب باضطرابات بين مسؤولي النظام والسفير الروسي لدى الأمم المتحدة. وتشير الأدلة أيضاً إلى أن النظام لا يفرض سيطرته الكاملة على الجماعات التي يعتمد عليها لدرء المعارضة، بما في ذلك مختلف الميليشيات الموالية للأسد ذات الأجندات المختلفة. لذلك عندما تعتمد روسيا على دمشق للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية، على دمشق الضغط بدورها على الحلفاء الذين يحتمل ألا يكونوا موضع ثقة على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، على موسكو اللجوء إلى رأس المال السياسي الكبير في كل مرة تضغط فيها على الأسد لاحترام اتفاقية "وقف الأعمال العدائية"، وقد لا تكون على استعداد للقيام بذلك إلى أجل غير مسمى. ومع ذلك، لا تزال أهداف روسيا الشاملة تركز على إبقاء الأسد في سدة الحكم: فقد لا يرغب به الكرملين، لكنه لا يرى بديلاً له ولا يريد سقوط دمشق على غرار بغداد في عام 2003.
وأخيراً، إن أي نقاشات حول "وقف الأعمال العدائية" ينبغي أن تشمل إمعان النظر في العلاقات بين روسيا وإيران وتركيا، بما أن هذه الدول هي التي ستقرر ميزان القوى في شمال سوريا. على سبيل المثال، تنشغل أنقرة وموسكو والأكراد السوريون، حالياً في اكتشاف من سيشكل تحالفاً دائماً. وسيكون لخيارات هذه الأطراف تأثيرات فورية على الأرض، ولكن النتيجة غير واضحة في الوقت الحالي، مما يؤكد على أهمية النظر في عوامل أخرى إلى جانب الديناميكية الأمريكية - الروسية.
========================
وول ستريت جورنال :ضجيج الدبلوماسية وطبول الحرب العالمية الثالثة بالوكالة
http://elmarada.org/79797/ضجيج-الدبلوماسية-وطبول-الحرب-العالمي.html
الكاتب: شهاب المكاحلة - روسيا اليوم
أنديرس فوغ راسموسنوول ستريت جورنال
أثارت التصريحات الأميركية في مجلس الأمن وخارجه، وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي كواليسها، الانتقادات لأسلوب الإدارة الأميركية في التعامل مع بقية دول العالم.
لا بدّ لنا من معرفة كيفية تفكير المسؤولين الأميركيين لندرك ألَّا فرق بين حزب ديمقراطي وجمهوري إلا في السياسة الداخلية. وهذا ما أكده قبل أيام الأمين العام السابق للناتو أنديرس فوغ راسموسن، حين قال إن “للولايات المتحدة دوراً في غاية الأهمية في مسألة الحفاظ على النظام العالمي”.وأضاف راسموسن في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إن العالم يحتاج إلى زعامة الولايات المتحدة، وإلى رئيس أميركي يقود وراءه دول العالم الحر، ويقف بوجه الزعماء الأوتوقراطيين.
بيد أن عقلية “الكاوبوي” على ما يبدو هي التي أصر الأميركيون ويصرون على فرضها في اجتماعات “المجموعة الدولية لدعم سوريا” على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71.
ففي نيويورك، خرج وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد عقد “المجموعة الدولية لدعم سوريا”، التي تضم 23 دولة ومنظمة دولية، اجتماعاً جديداً برئاسة الولايات المتحدة وروسيا، ليكرر جملة مطاطية مفادها أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكري. وذلك بعد فشل الاجتماع الأول الذي عقد في فندق بنيويورك يوم الثلاثاء 20 أيلول 2016 وسط خلافات حادة بين موسكو وواشنطن حول سوريا وقضية اللاجئين ووقف إطلاق النار.
كما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن ملف سوريا هيمن خلال الأيام القليلة الماضية على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبخاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب الذي بات ينخر المجتمع الدولي. وكان لب الخلاف هو “تبادل المعلومات بين الجانبين الروسي والأميركي.
وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن “الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات”، فإن الخلاف الذي ظهر بين الجانبين الروسي والأمريكي كان واضحاً للعيان بعد أن كال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لروسيا التهم باستهداف قافلة المساعدات الأممية وخرق وقف إطلاق النار، من دون تقديم أي شيء يثبت ذلك، في الوقت الذي اعترفت فيه واشنطن بشن غارات على الجيش السوري واتهمتها روسيا بقصف قافلة المساعدات، بحسب ما نشرته صحيفة “شيكاغو تريبيون.
وعلى الرغم من تأكيد الخارجية الروسية على موقعها الإلكتروني ألَّا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية على أساس حوار شامل من دون أية محاولات لفرض شروط مسبقة، تتعنت واشنطن في مواقفها متهمة روسيا بعرقلة الحل. هذا فيما تشدد موسكو على أن الأولوية في تسوية الأزمة في سوريا هي فصل المعارضة عن الإرهابيين، شرطاً أساسياً لتطبيق الاتفاق الروسي الأميركي”؛ داعية إلى عدم حماية الإرهابيين في سوريا من العقاب تحت مسمى “المعارضة المعتدلة.”
من جانبها، قالت مصادر إعلامية أميركية إن هذا الضجيج الدبلوماسي لم يتمخض عنه أي شيء ملموس، وأن الوضع قد عاد إلى المربع الأول قبل الهدنة. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن ما حدث في سوريا مؤخراً كان في مصلحة روسيا، لأن الهدنة والغارة على موقع للقوات السورية في دير الزور وأخيراً استهداف قافلة للمساعدات الانسانية في حلب منحت جميعها روسيا ما تريده في سوريا؛ ما يعني فوزاً كاسحا لها على حساب الولايات المتحدة وحلفها.
سبب الخلاف الرئيس بين موسكو وواشنطن
يعود السبب الرئيس إلى ما أكدته وزارة الدفاع الأميركية، على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، في كلمة ألقاها الخميس 22 أيلول 2016 أمام أعضاء الكونغرس الأميركي: “لا أرى تبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا فكرة جيدة”. فقد أكدت وزارة الدفاع الأميركية معارضتها تبادل المعلومات الاستخبارية حول الأوضاع في سوريا مع الجانب الروسي. كما أكد دانفورد أن “دور العسكريين الأميركيين لا يشمل تبادل المعلومات الاستخبارية مع روسيا.
وليس أدل على ذلك مما قاله رئيس وفد التفاوض للمعارضة السورية أسعد الزعبي، في مقابلة تلفزيونية: “إن جلسة مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية أبرزت الخلاف بين الموقفين الروسي والأميركي، وكذلك أبرزت ثلاثة أمور لم تكن في الحسبان، أولها: عجز المجتمع الدولي، وضعفه حيال القضية السورية، وعدم اتخاذ قرار بحق من عطَّل دخول المساعدات الإنسانية إلى حلب.
ويبدو أن الأمر سيزداد تعقيداً في الأيام المقبلة ما لم تلتزم واشنطن بتعهداتها. وهذا ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، عندما قال إن مقترح وزير الخارجية الأميركي حول حظر الطيران فوق بعض المناطق في سوريا “غير قابل للتطبيق”، لأن هذا قد يشكل غطاء آخر للمسلحين للتوسع أكثر، وخاصة أن واشنطن ستطرح ذلك الأمر على مجلس الأمن الدولي.
========================
الصحافة الاسبانية :
الموندو: قاصر سوري بإسبانيا يروي رحلته بسجون تنظيم الدولة
http://arabi21.com/story/948722/الموندو-قاصر-سوري-بإسبانيا-يروي-رحلته-بسجون-تنظيم-الدولة#tag_49219
عربي21 - وطفة هادفي# الجمعة، 23 سبتمبر 2016 05:36 م 10
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن لقاء أجرته مع أول قاصر لاجئ في إسبانيا، والذي تحدث عن التعذيب الذي عاشه على مدار أربعة أشهر قضاها في سجون الأطفال التابعة لتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه عند سؤال الشاب السوري عبد السلام حاج طاهر؛ عن الأصوات التي يتذكرها، قال إنه لا يستحضر في ذهنه سوى صراخ الأطفال الآخرين الذين يتعرضون للتعذيب بسبب عدم حفظ القرآن، وفق قوله.
وعند سؤاله عن صورة لا زالت راسخة في ذهنه، يتحدث عن يد صديقه عمر التي قطعها مقاتلو تنظيم الدولة إلى نصفين، أو عن حادثة قطع رأس أستاذ اللغة الإنجليزية عند جسر منبج. وعند النبش في ذكريات عبد السلام، فسيحدثك عن لحظات مروعة عاشها داخل السجن، لا يمكن وصفها ولا يمكن استيعابها في غالب الأحيان.
ونقلت الصحيفة عن اللاجئ السوري قوله إن "عناصر تنظيم الدولة كانوا يقومون بإيقاظهم في ساعة مبكرة من الصباح ويجبرونهم على الاستحمام بالماء البارد. وقد تكررت هذه الحالة يوميا، خلال الفترة التي قضاها داخل سجن تنظيم الدولة برفقة 300 طفل آخرين".
وأضافت الصحيفة إن عبد السلام الحاج طاهر، الشاب السوري المولود في عين العرب، وهي قرية الطفل أيلان الذي غرق في بحر إيجة، هو من أوائل اللاجئين القصّر الذي وصلوا إلى إسبانيا.
وقد تحدث عبد السلام عن تجربته للصحيفة، وقال إنه سيجعلها متاحة للعموم بعد الحديث عنها أمام القضاة المسؤولين عن البت في قضايا اللجوء، وهذه الجلسة ستحدد مصيره، وهو على مشارف سن الثامنة عشرة.
وحول عملية احتجازه على يد التنظيم، قال عبد السلام: "لقد كنا 300 تلميذ من عين العرب، في طريقنا للعودة من حلب في حافلات، بعد أن أنجزنا اختبارات في المدرسة الإعدادية. كنت فرحا لأن الامتحان كان في المتناول. إلا أنه عند وصولنا إلى جسر منبج، قام عناصر من تنظيم الدولة بإيقافنا".
وينقل الشاب كلمات عناصر تنظيم الدولة في تلك اللحظة، مثل "يمكننا قتلك الآن، كما يمكننا رميك من هذا الجسر... نستطيع فعل كل ما نريد، فأنت كردي ولست مسلما".
ويضيف الشاب السوري: "كنا خائفين منهم لأننا كنا صغارا في ذلك الوقت، وكنت أبلغ من العمر 15 سنة حينها. كما كنا دائما نسمع أن تنظيم الدولة يقطع الرؤوس ويقوم بأبشع الجرائم".
وفي الحديث عن الفترة التي قضاها في السجن، قال عبد السلام إن "عناصر تنظيم الدولة حولوا أحد المدارس إلى سجن. وكانوا يقومون بإيقاظهم يوميا في الصباح الباكر للصلاة بعد تعريضهم لحمام بارد. وفيما بعد، يتم جمع الأطفال ويحدثونهم بأنه في حال التوجه للقتال معهم والقضاء على أحد الكفار، فسيصبح للمقاتل 72 امرأة في الجنة".
ويضيف الشاب: "عند منصف النهار، كانوا يقدمون لنا طبقا واحدا بين كل أربعة أطفال. كان الطعام رديئا وقليلا جدا، وكنا نتقاسمه بعدل فيما بيننا لكي لا يبقى أحدنا دون طعام. وفي فترة ما بعد الظهر كنا نقرأ القرآن لمدة ساعتين. كما كان بيننا صغار لا يجيدون القراءة، ولذلك فهم يتعرضون إلى الضرب المبرح خلال هذه الحصة".
وحول أساليب التعذيب، قال عبد السلام إن "عناصر تنظيم الدولة دائما يتنقلون بالسلاح والمتفجرات. وفي هذا السجن، الذي يتكون من طابقين، خُصص الطابق العلوي فيه للأطفال، كما تخصص غرفة لتعذيب الصغار. وكثيرا ما يعذب الأطفال باستعمال الصدمات الكهربائية، ويعلقون آخرون من أرجلهم وينهالون عليهم ضربا، وكأنهم يتدربون على رياضة الملاكمة".
ويضيف: "أتذكر جيدا صراخ أصدقائي وهم يتعذبون، لن أنسى هذه الأصوات أبدا. وكلما سمعتها أتصور أن دوري في التعذيب قد حان".
كما نقلت الصحيفة عن عبد السلام قوله: "كل ما يثير غضبي هو أن عناصر تنظيم الدولة يعتقدون أنهم أفضل المسلمين، وهم عكس ذلك تماما. ولهذا السبب قررت ذات يوم الهروب، وأعلمت أصدقائي كي ينضم إلى من يرغب في الهروب. فأنا لدي أحلام أرغب في تحقيقها، ولست على استعداد للعيش هناك".
ويواصل: "وضعت خطة الهروب ثم سعيت لكسب ثقة إرهابي كان مسؤولا عن الغرفة التي أنام فيها، ومن ثم حصلت على المفتاح. وفعلا تمكنت، برفقة 12 آخرين، من الهروب في تلك الليلة. وعندما اتصلت بأمي، أغمي عليها من الفرح، لأنها كانت تعتقد أني قد توفيت".
وذكر أنه في رحلته عبر تركيا، مرورا بجزيرة كوس اليونانية، فأثينا، ومقدونيا، وصربيا، والمجر، والنمسا، وألمانيا، وصولا إلى إسبانيا... قد مشي وركض كثيرا، وفي أحيان أخرى كان يركب الزوارق في الظلام، ويتنقل بالقطار أو بالحافلة... كان يتحرك دون النظر إلى الوراء، وكأن الشيطان يلاحقه، على حد وصفه.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :لم يسبق أن كان وضعنا هكذا
http://www.alghad.com/articles/1144832-لم-يسبق-أن-كان-وضعنا-هكذا
آري شبيط
22/9/2016
عندما ينظر الجيش الاسرائيلي الى العالم المحيط به يرى واقعا استراتيجيا لم يسبق له مثيل منذ اقامة الدولة. التهديد الايراني النووي مجمد، التهديد العسكري السوري غير موجود، حزب الله غارق في وحل الحرب السورية وفي الوحل السياسي اللبناني، حماس معزولة، لا يوجد خطر من أن يكون تحالف اقليمي قوي يهاجم حدودنا، لا توجد أي مقارنة بين قوتنا وبين القوى المعادية لنا.
 مثلما لم يفهموا بعد هنا، فان جزء كبير من العالم العربي هو صديق لنا. عالم جديد من العلاقات التي تحت الارض تسود بين الكثير من الدولة. ويمكن القول بحذر وبضبط للنفس إنه لم يسبق وضعنا مريحا وآمنا الى هذه الدرجة. تفوق جوي واستخباري وتكنولوجي يحول اسرائيل الى جرف من الاستقرار داخل شرق اوسط متفكك.
 إن جزءً كبيرا من قصة النجاح للسنوات الاخيرة لا ينبع من العمل الاسرائيلي. باراك اوباما هو الذي منح اسرائيل الوقت أمام التهديد الوجودي الايراني لاسرائيل (يمكن الجدل حول الثمن)، الهزة العربية هي التي فككت الجيش السوري وأضعفت اغلبية التهديدات الاخرى على اسرائيل. الحرب في سوريا هي التي أدخلت حزب الله الى الضائقة التنظيمية والسياسية. معارضة العرب المعتدلين للاخوان المسلمين هي التي فرضت الحصار السياسي على حماس. الخشية من الأعداء المشتركين (ايران وداعش) وخيبة الأمل من الحليف المشترك (الولايات المتحدة) هي التي حولت الكثير من الأعداء الى اصدقاء.
 إن عدم الاستقرار الاقليمي بالتحديد هو الذي خلق نوع من الاستقرار، الامر الذي يخدم مصالح دولة اسرائيل بشكل جيد.
 في المقابل، جزء آخر من قصة النجاح ينبع من العمل الاسرائيلي. اغلبية المعارك غير المتناظرة التي قام بها الجيش في العقد الاخير (2006، 2008، 2012، 2014) لم تكن زاهرة، لكن النتيجة المتراكمة لها كانت عبارة عن ايجاد ردع حقيقي. عملية الجرف الصامد مثلا أوجدت الهدوء في الحدود مع غزة لم نشهد له مثيل خلال 48 سنة. والجيش الاسرائيلي يعمل ايضا بين الحروب. هذه المعركة الصامتة لها نتائج بعيدة المدى. فمن جهة هي تعيق تسلح حزب الله وحماس. ومن جهة اخرى تزيد من التعاون الاقليمي. الهدوء الذي عشناه في رأس السنة العبرية السابقة لم يكن صدفة. فقد نبع من الاعمال المكثفة والمتواصلة للجيش الاسرائيلي.
 في السنة القادمة ستحلق فوق الهدوء ثلاث علامات سؤال: ما الذي سيحدث في ايران بعد الانتخابات الرئاسية في أيار 2017، ماذا عن يهودا والسامرة مع التراجع التدريجي لعباس، وماذا سيحدث في قطاع غزة في ظل غياب الأمل. ما زالت ايران هي الظل الاكبر. واذا قرر الجنرال الكاريزماتي، قاسم سليماني، الترشح للرئاسة وتغلب على حسن روحاني، فان نافذة الزمن التي انشأها الاتفاق النووي لاوباما ستضيق جدا. الفلسطينيون هم الخطر الفوري والأقرب. قد يحدث عدم صمت في الضفة، وقطاع غزة هو قنبلة موقوتة فعليا. اذا لم يحدث شيء في المستقبل القريب فيحتمل أن يحدث انهيار شامل يؤدي الى كارثة انسانية حتى العام 2020.
 لدى الجيش الاسرائيلي سبب للتفاخر بالسنوات الهادئة والجيدة التي منحها للشعب الاسرائيلي. ولكن قد تكون هناك سنوات تحدٍ. سباق التسلح الاقليمي المجنون وغياب الهدوء الاقليمي اللذان عملا حتى الآن في صالح اسرائيل قد يعملان ضدها مستقبلا. حيث أنه بين سنة عبرية واحدة واخرى يجب طرح نفس الاسئلة لحساب النفس، التي يحظر على الجيش الاسرائيلي أن يسألها: هل فعلنا ما يكفي من اجل استغلال الفترة الذهبية الاستراتيجية الحالية؟ هل نبذل كل ما في وسعنا لضمان استمرار الهدوء الحالي؟.
   الاجابة على هذين السؤالين هي "لا، وألف لا"
========================
هآرتس :الحرب في سورية.. ماذا الآن؟
http://www.alghad.com/articles/1144842-الحرب-في-سورية-ماذا-الآن؟
جدعون ليفي
22/9/2016
مع انهيار وقف اطلاق النار المناوب، تجددت الحرب في سورية، وحتى لو تم التوصل الى تهدئة جديدة، فلا شك أنها ستنهار مثل سابقاتها. يتبين أنه ما زالت هناك قوة للاطراف المتقاتلة في سورية. وما زال ايضا تصميم وايمان بالانتصار. والامر الذي لا يقل أهمية هو الدعم الدولي والمساعدات السخية – ماليا وعسكريا – الامر الذي يسمح لهم الاستمرار في الحرب حتى السوري الاخير.
 مع ذلك، يمكن الافتراض أنه بعد الفشل الذريع في انهاء المعارك في سوريا والبدء بمحادثات السلام، ستفهم ادارة اوباما ما فهمه العالم منذ وقت طويل وهو أنه لا يوجد ولن يكون حل سياسي للحرب السورية. الصراع سيتم حسمه في ميدان المعركة وسينتهي مع انتصار طرف واحد والقضاء على الطرف الثاني والمواطنين الذين يؤيدونه.
على مدى سنوات الحرب الستة كانت تقديرات الخبراء هي أن بشار الاسد سيسقط في نهاية المطاف. ولكن في كل مرة كان يبدو فيها أن نهاية الديكتاتور السوري قريبة، حدث تحول مفاجيء منحه الهواء للتنفس وفرصة للبقاء على كرسيه.
  صحيح أن النظام السوري مستنزف بعد ست سنوات من الحرب، وصحيح أنه بقي لديه قليل من الجنود الذين ينشرهم في أرجاء سورية. لكن المتمردين في المقابل يحظون بتأييد المواطنين في مناطق المعارك. وهم يوجهون الضربات لقوات النظام رغم عدم قدرتهم على حسم المعركة والقضاء على النظام تماما.
 لكن المتمردين مستنزفون ايضا، والسكان المؤيدون لهم ايضا. فقد فشلوا مرة تلو الاخرى في محاولة توحيد الصفوف وايجاد قيادة عسكرية وسياسية. ويضاف الى ذلك أن عملية الراديكالية الاسلامية التي مرت عليهم أبعدت عنهم الكثير من المؤيدين في سورية وخارجها. ومن المهم ايضا أن نفهم أن الحرب في سوريا هي عملياً عدد من المعارك المنفصلة في مناطق معزولة عن بعضها في أرجاء الدولة. حيث يحارب في المعركة مئات المتمردين ضد مئات من جنود بشار الاسد. لذلك، يكفي اطلاق عدة طائرات روسية وعدة عشرات أو مئات المقاتلين الايرانيين من اجل هزيمة وصد المتمردين.
 كل محاولة للتنبؤ بمستقبل سورية في الماضي، فشلت. وهذا سيستمر في المستقبل ايضا. ومع ذلك لا يمكن نفي تصميم روسيا وايران الذي لا يعرف الحدود من اجل الحفاظ على كرسي بشار الاسد. ومن غير الممكن ايضا نفي تعب المتمردين ومن يؤيدوهم، ونفي القرار الاستراتيجي الذي اتخذه اوباما منذ زمن وهو سحب يده من سوريا وعدم العمل فيها.
 إن الدولة السورية التي يسيطر عليها الاسد لم تنهر، حتى لو تقلصت الى ربع مساحة الدولة، حيث يتركز معظم السكان الذين بقوا في الدولة. مؤيدو الاسد ومن هم على استعداد للعيش تحت حكمه، ليسوا فقط من أبناء الطائفة العلوية، بل يوجد سوريون من طوائف اخرى، ومن ضمنهم سنيون يريدون الاستقرار والهدوء. في المقابل، المناطق التي يسيطر عليها المتمردون تسيطر عليها الفوضى. ولم ينجح المتمردون في ايجاد البديل السلطوي لنظام الاسد.
 يمكن أن نقول بحذر إن الحرب في سورية ستستمر وقتا طويلا في صعود وهبوط. ولكن اذا استمر التوجه الذي رأيناه في السنة الماضية، فان المتمردين سيصبحون في الهوامش ويفقدون فرصة انتصارهم في الحرب. والاكراد سيتراجعون ايضا تحت ضغط تركيا والمجتمع الدولي. وداعش سيتراجع الى عمق الصحراء السورية والعراقية. في ظل هذا الوضع، سيعيد النظام السوري لنفسه بالتدريج المناطق التي فقد سيطرته عليها.
 هذا تنبؤ متفائل بالنسبة للاسد، وهو تنبؤ لا يقين فيه. وفي جميع الحالات الحديث يدور عن عملية ستستمر سنوات الى أن يتمكن كيان سوري ما من الوقوف على رجليه. ومع ذلك، بشار الاسد الذي تم تأبينه عدة مرات في السنوات الاخيرة – يظهر كمنتصر كبير في هذه الحرب. وفي هذا الاسبوع قام بخطوة هامة اخرى في طريق الانتصار.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة حرييت :الدور التركي صار فعالا بعد توقفها عن التناغم مع الولايات المتحدة
http://www.turkpress.co/node/26301
24 سبتمبر 2016
فكرت بيلا - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
يظهر التحول الأخير في سياسة أنقرة تجاه سوريا، أنه عندما تتوقف تركيا عن الرقص على أنغام الولايات المتحدة، فإنها تصبح أكثر فاعلية، وتحصل على نتائج أفضل.
بعد أن تصالحت مع روسيا بعد أشهر من التوتر بسبب أزمة إسقاط الطائرة الروسية، تعزز موقف تركيا في مواجهة الولايات المتحدة، وصارت قادرة على أن تدخل مرة أخرى في المعادلة السورية. لو لم تقم أنقرة بهذا التحول، لما كان بمقدورها سوى أن تستمر في مراقبة ما يجري في سوريا ويداها مكبلتان.
وفي حين تعطي أنقرة، بوصفها عضوا في التحالف، أولوية للحفاظ على التنسيق مع واشنطن، فإن الولايات المتحدة لم تكترث لعجز تركيا، بل على العكس كانت الولايات المتحدة راضية بهذا الوضع. وقد ساعد التصاق تركيا بالحدود السورية على تسهيل الدعم الذي تقدمه واشنطن لإقامة ممر كردي. وكان السبب في الاعتراضات الأمريكية على مطلب تركيا بإقامة منطقة آمنة منذ البداية، تفضيل واشنطن لإقامة هذا الممر.
لكن قيام تركيا بحل أزمتها مع روسيا، وعزمها على القيام بعمل بقوتها العسكرية غير هذه المعادلة. تكشف الجهود الأمريكية الأخيرة لمعرفة المزيد عن ترميم العلاقات التركية الروسية أن هذا التغير السياسي كان فعالا: توقفت أنقرة عن الرقص على أنغام واشنطون، وبدأت تستخدم قوتها الخاصة.
تلعب تركيا الآن دورا مهما في سوريا. تحمل تركيا على عاتقها العبء الأكبر للاجئين السوريين، وترسل معظم المساعدات الإنسانية إلى سوريا على الرغم من الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي وداعش، ومعاناتها من صدمة محاولة الانقلاب العسكري في الـ15 من يوليو/ تموز. وعلى الرغم من هذا كله، فإن أصدقاء أنقرة وحلفاءها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، أظهروا عدم اكتراث لعمليتها الأخيرة في سوريا.
ويُظهر هذا الوضع لأنقرة أن الطريق الأصوب كان القيام بعمل عسكري بقواتها، دون توقع أي شيء من أحد. بتحركها المدعوم بقوتها العسكرية أضعفت تركيا السياسات الغربية المعتمدة على المنظمات الإرهابية.
من الآن فصاعدا، سيكون دور تركيا مهما في آليات القرار التي تعد من أجل سوريا. لن تكون الولايات المتحدة قادرة على اتخاذ الترتيبات على حدودنا ما تشاء، دون أن تاخذ رد فعل تركيا في الحسبان.
أوعزت الحرب الأهلية السورية وموقف العالم الغربي منها إلى تركيا بأنها استدرجت إلى عملية تفكيك سوريا. وكان رد الفعل التركي عنيفا وعلى مستوى قومي.
صار الدور التركي الجديد وقوتها العسكرية الآن مسألة واقعية. لن تقبل تركيا بأي صيغة يمكن أن تؤثر على مصالحها. تمكنت أنقرة بعملية درع الفرات من توجيه أكبر ضربة لتنظيم داعش، ولم يعد بوسع الولايات المتحدة استخدام حجة أن تركيا تدعم داعش، لكن أنقرة يمكنها أن تتخذ موقفا ضد واشنطون لدعمها حزب العمال الكردستاني، وجزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي.
هدف تركيا هو حماية حدودها، ومنع تشكيل بينة الدولة التي يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردي. ليس لدى تركيا هدف آخر، ولا تتطلع إلى الموصل أو حلب.
========================
من الصحافة التركية: إلى أي مدى ستتقدم تركيا في سوريا
http://all4syria.info/Archive/347344
POSTED ON 2016/09/24
برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
دخلت الحرب السورية مرحلة جديدة إثر عملية درع الفرات، فكانت تركيا آخر الجالسين على الطاولة السورية من الأطراف اللاعبة والمؤثرة وذلك بعد فترة طويلة مارست فيها أنقرة دور اللاعب “قبل المؤثر” سعيا لإنشاء “منطقة آمنة” من شأنها حماية حدودها الجنوبية المعرضة للتهديد.
فقد قدمت تركيا الدعم لقوات الجيش السوري الحر ليفرض سيطرته على قرى مدينة الباب لتكون النتيجة هيمنة هذه القوات على شريط إعزاز – جرابلس – الباب بطول 98 كم وباتساع يصل لـ45 كم. رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان المزمع مشاركته في اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة كان قد أشار إلى أن تركيا تملك الآن “خطتها الخاصة” بخصوص الحرب السورية إذ قال: “إنهم يقولون لنا لا تتقدموا أكثر. سوف نتقدم، وسنصل حيث يفترض بنا أن نصل. لا بد لنا من التخلص من تلك الجماعات التي تشكل عنصر تهديد لنا.
الحقيقة أن أقوال رئيس الجمهورية هذه يمكن اعتبارها جوابا على سؤال إلى أي مدى ستتقدم القوات التركية. تصريحات رئيس الوزراء تفيد بأن القوات التركية ستتقدم إلى النقطة التي يمكنها معها تحقيق الأمن لتركيا الذي يشكل أهم أولوياتها. لا بد من الإشارة إلى أن بعض المتخوفين من القرار يضربون مثالا حالة باكستان التي تخلت عنها الولايات المتحدة في منتصف الطريق. لا شك في أن المعادلة السورية تكتنفها الكثير من المخاطر التي لا بد أن تواجهها وتنظمها وتوجهها أنقرة، وهي في ظل مواجهتها للتهديدات الإرهابية الخاصة بها وفي إطار جدول أعمالها ضد تلك الجماعات تملك موقعًا مناسبًا يمكنها من إدارة الأزمة وإعادة توجيه المخاطر.
أزمة الطائرة الروسية وعدم وفاء الولايات المتحدة الأمريكية بوعدها بعدم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي بالمرور لمنطقة غرب الفرات أظهرت لأنقرة أنه لا طائل من الموقف غير الفاعل. فهم يحاولون إعادة تركيا التي تحمل عبء ثلاث ملايين لاجئ إلى طوقها وحشرها في نطاقها الضيق مستخدمين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تم “تجميد” عملياته حاليا. العملية التي نفذها داعش في مدينة غازي عينتاب دليل على وصول الإرهاب إلى العتبة ودنوه من الحدود. فتركيا بدلًا من الوقوف موقف المتفرج والاكتفاء بالدور غير الفعال في انتظار الغرق بوحل الإرهاب رجحت وفضلت اتباع سياسة تلعب بموجبها مع الولايات المتحدة وروسيا الدول القوى والأكثر تأثيرا في المنطقة. على كل حال هناك بُعدان حرجان لهذه السياسة.
قلت من قبل إن عملية درع الفرات سرعت مجريات الأحداث في سوريا، لكن لا بد من إضافة التالي إلى هذه الملاحظة: إن مكافحة تركيا لإرهاب داعش وتعاملها مع هذا الكرت أثر على علاقات اللاعبين الأكثر قوة في المنطقة ودفع بهذه العلاقات إلى التوتر. فالأزمة الحاصلة جراء قصف القوات الأمريكية لقوات نظام الأسد في دير الزور رغم وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه كل من روسيا والولايات المتحدة، وموقف بعض جماعات الجيش السوري الحر من القوات الأمريكية الخاصة نتيجة إيوائها لعناصر وحدات حماية الشعب الذين حاولوا التحامي بالعلم الأمريكي أمثلة على هذا التوتر في علاقات ومصالح الدول الكبرى.
ويمكننا توقع المزيد كذلك، فالضغط على داعش في أي مرحلة سيؤدي إلى ضغوطات على اللاعبين الكبار وسيدفع بالعلاقات التي تجمع الأطراف على اختلافها إلى التوتر، بل سيؤدي إلى ظهور أزمات جديدة. وسأعطي مثالين على ذلك: أي محاولة للتخلص من العناصر ذات الميول السلفية خارج داعش أو محاولة دمجها مع المعارضة المعتدلة ستؤدي إلى توتر في العلاقات التركية الأمريكية الروسية. أي تغيير في وضع حزب الله أو غيره من الأحزاب الشيعية سيؤدي إلى نشوب نزاعات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران وروسيا. لكن تركيا مع الأسف هي الدولة الوحيدة التي تشير إلى أن القضية السورية لن تحظى بحل دون جلوس ممثل حقيقي للعرب السنة إلى طاولة المفاوضات. وهذا ما يقودنا إلى أهم النقاط على جدول أعمال الدبلوماسية التركية ألا وهو إنشاء منطقة آمنة تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
تتقدم عملية درع الفرات العسكرية بسرعة وفعالية تفوقان التوقعات، وتتمثل الصعوبة الحقيقية في إقناع الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بأهمية إنشاء المنطقة الآمنة. فكما في قمة العشرين سيسعى أردوغان خلال اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلى اقناع القادة الدوليين بأهمية منح المنطقة التي تم تطهيرها من داعش حماية دولية لتكون منطقة آمنة. ليس من الخطأ القول إن نجاح تركيا في دحر داعش غير النظرة الأمريكية لتركيا خصوصا أن اللقاءات هذه المرة ستكون مع أردوغان الذي يملك جيشًا فعالًا ومؤثرًا في الأراضي السورية، فيبدو أن هناك احتمالية كبيرة لإقناع أوباما صاحب وجهة نظر البيروقراطية الأمنية والذي جعل من مواجهة إرهاب داعش على قائمة أولوياته.
برأيي وحسب قناعاتي لن تنجح أي من مفاوضات السلام السورية ما لم يتم إنشاء منطقة آمنة تتمتع بحماية دولية، وما لم يتم فك الحصار على حلب والوصول لتفاهمات بخصوصها. لنراقب معا متى سيدرك اللاعبون على الحلبة السورية هذه الحقيقة ومتى سيقبلون بها.
========================