الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25-10-2015

سوريا في الصحافة العالمية 25-10-2015

26.10.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :التدخل العسكري الإيراني في سوريا: الآثار طويلة الأمد
  2. واشنطن بوست :مارك شامبيون :سوريا والحل الشيشاني
  3. وول ستريت جورنال: روسيا نقلت قوات برية من أوكرانيا إلى روسيا
  4. "لوتون": خبير روسي يكشف أسرار رحلة الأسد إلى موسكو
  5. الإندبندنت’’: تحرير الاقتصاد السوري هو الحل للأزمة في سوريا وليس قصف أهداف التنظيم
  6. مقال بـ إندبندنت: شركات أوروبية تستغل اللاجئين
  7. سوريا واشنطن بوست: بوتين يتكلم وأوباما يتألم
  8. واشنطن بوست: تقدّم بوتين في سوريا يحطم أحلام أوباما في إيران
 
معهد واشنطن :التدخل العسكري الإيراني في سوريا: الآثار طويلة الأمد
مايكل آيزنشتات
متاح أيضاً في English
15 تشرين الأول/أكتوبر 2015
يؤدي استمرار الحرب الأهلية في سوريا إلى تحويل الجغرافيا السياسية الإقليمية، والتي يتجلى أحد آثارها الأكثر مأساوية على ما يبدو في توسيع موطئ قدم إيران في شرق البحر الأبيض المتوسط وبلاد الشام. وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة الآثار النهائية لهذه التطورات، إلا أن العديد من العواقب المحتملة قد أصبحت واضحة.
تدخل آخذ في التطور
عندما اندلعت احتجاجات "الربيع العربي" لأول مرة في سوريا، كانت طهران تزوّد نظام الأسد بمعدات لمكافحة الشغب وتكنولوجيا لمراقبة الإنترنت، فضلاً عن تقديمها المشورة حول كيفية التعامل مع المظاهرات، وذلك بناءً على نجاحها في سحق "الحركة الخضراء" التي شهدتها إيران في عام 2009. لكن بحلول عام 2012 أدّى رد النظام العنيف على الاحتجاجات السلمية إلى إشعال حرب أهلية دامية كان الأسد يخسرها. وبناءً على ذلك، ضغطت إيران على «حزب الله» للانضمام إلى القتال ونشرت مقاتلين من «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» لتقديم المشورة للسوريين، رغم أن بعضهم كان متورطاً في القتال تقريباً منذ البداية. كما وأشرفت طهران على نشر مقاتلين من الميليشيات الشيعية من العراق (2012) وأفغانستان (2013) وباكستان (2014) في سوريا.
وفي الوقت نفسه، أعادت إيران تنظيم "شبيحة" نظام الأسد المسلحين و"اللجان الشعبية" في إطار ميليشيا تضم  حوالي 100 إلى 150 ألف مقاتلٍ تُعرف باسم «قوات الدفاع الوطني»، على غرار قوات «الباسيج» شبه العسكرية الخاصة بالجمهورية الإسلامية. هذا ويُعتقد إن ضباط «الحرس الثوري الإسلامي»  يديرون عمليات «قوات الدفاع الوطني» التي جاءت لتنافس «الجيش العربي السوري»، إن لم تلقي ظلها عليه.
ومؤخراً نشرت إيران المئات من أفراد «الحرس الثوري الإسلامي» العاديين لزيادة عدد القوات السورية وتلك التي نشرها «حزب الله». ولكن من غير الواضح ما هو إجمالي عدد المقاتلين الإيرانيين هناك، حيث تتراوح التقديرات ما بين المئات (500 - 1000) والآلاف (1000 - 5000)، مما يزيد من عدد مقاتلي «حزب الله» الذي يتراوح ما بين 4000 و5000 وعدة آلاف من الميليشيات الشيعية الأخرى.
ومنذ اعترافها بأولى الوفيات التي وقعت خلال قتالها في شباط/ فبراير 2013، اعترفت إيران بمقتل حوالي 140 عنصراً من «الحرس الثوري الإسلامي» في سوريا، مما يشير إلى أن أعضاء هذا الحرس يشاركون بنشاط في القتال (انظر المرصد السياسي 2458، "أعداد الضحايا الشيعة تُظهر عمق تورّط إيران في المعارك في سوريا"). وربما أرسلت طهران مجموعة كبيرة من «قوة القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري» إلى سوريا، من بينها بعض من أكبر قيادات هذه «القوة». وفي الواقع، لقي العديد من جنرالات «قوة القدس» مصرعهم في القتال. وعلى العكس من ذلك، أرسلت إيران مجموعة صغيرة نسبياً من قواتها البرية العادية التابعة لـ «الحرس الثوري»، والتي تضم حوالي 100 ألف عنصر، مفضلة استخدام عملاء الميليشيات الشيعية كوقود للمدافع ([وبالفعل]، كان عدد رجال الميليشيات الأفغانية الذين قتلوا في سوريا أكبر من عدد الإيرانيين الذي قتلوا هناك)، وذلك للحد من انكشافها وتحمل الخسائر البشرية لتدخلها.
لقد وضعت طهران الأساس لفرض تأثير طويل الأمد - ليس فقط من خلال إعادة تشكيل قطاع الأمن السوري بطريقتها، بل أيضاً من خلال توفير مليارات الدولارات من النقد والنفط للنظام بينما تخترق المجتمع المدني والاقتصاد السوري. وفي هذا السياق، أفادت بعض التقارير أن الكيانات الإيرانية تقوم بشراء العقارات وتؤسس الشركات وتتقدم بعطاءات للحصول على العقود الحكومية وتعزز التجارة لخلق شبكة من التبعية. كما وحاولت السلطات الإيرانية أن تضع يدها على الهندسة الديموغرافية، (من دون جدوى) عبر التفاوض على وقف إطلاق النار المحلي وتبادل السكان حول الزبداني وقريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين. وباختصار، يبدو أن طهران تستخدم نفس قواعد اللعبة التي اتّبعتها لكسب النفوذ في العراق خلال العقد الأخير (انظر المجهر السياسي 111، "نفوذ إيران في العراق: مواجهة منهج حكومة طهران الشامل").
بيد، قد يؤدي التدخل الروسي الأخير إلى تعقيد الأمور بالنسبة إلى إيران. فإذا كانت طهران قد تدخلت بكل قواها في هذه الحرب بنشرها المزيد من القوات البرية في بداية العمليات القتالية، ربما لم يكن نظام الأسد بحاجة إلى مساعدة موسكو. وبدلاً من ذلك، لم تعد إيران الراعي الوحيد لسوريا، فهي تخوض الحرب الآن ضمن تحالف، وسيكون لروسيا حيز كبير من القرار حول كيفية خوض الصراع. ويشعر بعض السوريين بالاستياء من دور إيران وسيرحبون بعودة النفوذ الروسي على حساب طهران. لكن يبدو أن إيران وموسكو تعتمدان الموقف نفسه حتى الآن.
وباختصار، استمدّت طهران فوائد متعددة من المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها لسوريا. فمن خلال تدخلها في عام 2012، أنقذت حليفها الوحيد في المنطقة، وحافظت على جسر جوي لـ «حزب الله»، عميلها في لبنان، ورسّخت نفسها كحليف يمكن الاعتماد عليه في الأوقات الصعبة. وعندما تبيّن أن قدراتها الذاتية غير كافية، ضغطت إيران على روسيا على ما يبدو  لكي تتدخل، الأمر الذي يزيد من التأكيد على التزامها بدعم حليفتها. وعلى العكس من ذلك، تحوّلت سوريا فعلياً من حليف لإيران و«حزب الله» إلى دولة تابعة مدينة بالفضل. يبقى أن نرى ما إذا ما كانت روسيا ستنضم إليهما بشكل متساوٍ أو كشريك أقدم. وعلى كل حال، هناك عدد من الآثار المحتملة طويلة المدى في المنطقة التي تترتب عن دور إيران في الحرب.
النزاع الطائفي المحتدم
شكّل تدخل طهران القوة الدافعة وراء زيادة التباعد الطائفي الذي شهده الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، فضلاً عن التعبئة للجهاد (السنية والشيعية) التي لم يسبق لها مثيل من أجل القتال في سوريا. وقد سمحت هذه التطورات إلى قيام طهران بحشد نسبة كبيرة من الشيعة إلى جانبها - وهم الذين يشكلون 20 في المائة من السكان في المنطقة - ولكن على حساب إقناع 75 في المائة من السكان العرب السنة بأن إيران تشكل تهديداً خطراً على هويتهم ومصالحهم. وسابقاً أدت مثل هذه المخاوف إلى توحيد دول متعارضة في المواقف، مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، في إطار محور سني، وساعدت على تحفيز التدخل في اليمن بقيادة سعودية. إن نتائج هذه التطورات ستشكّل السياسة الإقليمية والديموغرافيا لعقود قادمة.
"محور المقاومة" الموسع
إن المشورة التي تقدمها إيران ووجودها على أرض المعركة في سوريا قد أدى بشكل ملحوظ إلى زيادة دوائر اتصالاتها، بما في ذلك قطاعات أوسع نطاقاً من «الجيش العربي السوري» و«قوات الدفاع الوطني». كما جنّدت طهران شبكة ميليشيات شيعية عابرة للحدود تشكّل بشكل فعال "الفيلق الأجنبي" لإيران الذي يحارب الشبكات السنية لتنظيمي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة». وستوفر هذه الشبكة قاعدة دعم خارجية للسياسات الإيرانية من لبنان إلى باكستان، كما أن الأصول التي رُفع التجميد عنها وفقاً للاتفاق النووي مع «مجموعة الخمسة زائد واحد»، قد تعزز من جهود طهران للتجنيد لهذه الشبكة والحفاظ عليها ودعمها.
تعزيز القوة العسكرية في شرق البحر المتوسط
بإمكان إيران استغلال موطئ قدمها في بلاد الشام في نهاية المطاف لإنشاء "فقاعة" تمنع الوصول على طول السواحل اللبنانية والسورية، وذلك باستخدام الفقاعة الروسية الأكثر قدرة حول طرطوس واللاذقية لحماية جهودها الخاصة. وقد يتوقف ذلك إلى حد ما، على قدرة إيران وسوريا على نقل الأسلحة المتطورة المضادة للسفن والمضادة للطائرات إلى «حزب الله»، رغم الجهود الإسرائيلية لاعتراض هذه العمليات المتعلقة بالنقل. كما وقد يعمل الطرفان على خلق مجمع أولي لاستطلاع الضربات في شرقي البحر الأبيض المتوسط لتهديد البنية التحتية الساحلية الإسرائيلية الهامة (محطات الطاقة والموانئ) والأصول البحرية (منصات الغاز الطبيعي)، وكذلك الشحن البحري للصواريخ الدفاعية لـ "حلف شمال لأطلسي" ("الناتو") ( إنظر المرصد السياسي 1722، "ردود إيرانية محتملة على "درع الدفاع الصاروخي" لحلف شمال الأطلسي").
قاعدة صواريخ خارج إيران؟
قد تسعى طهران إلى تعزيز نطاق قوتها الصاروخية وقذائفها وقوتها الضاربة عن طريق نشر بعض منها في سوريا (ولن يشكل ذلك سابقة من نوعها، إذ كانت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قد نشرت صواريخاً في الخارج خلال الحرب الباردة). وتملك إيران مخزوناً كبيراً جداً من الصواريخ بعيدة المدى، وربما آلاف الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى. وفي الوقت الحاضر، لا يمكن إلا لنصف هذه الصواريخ تقريباً (يُدّعى أن مداها يصل إلى حَدّ 2000 كلم) أن تصل إلى إسرائيل. إلا أن أياً من هذه القذائف (يُزعم أن نطاقات بعضها 500 كلم) لا تمتلك هذه القدرة. ولكن إذا نشرت إيران أعداداً كبيرة منها في سوريا، بإمكانها أن تطغى على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، الأمر الذي يمنح طهران خياراً مستقلاً إذا حالت الظروف دون استخدام «حزب الله» لصواريخه الخاصة ضد إسرائيل في أي أزمة في المستقبل. إن نشر الصواريخ الباليستية متوسطة المدى في سوريا تجعل وسط أوروبا ضمن نطاق الوصول الإيراني أيضاً. وفي الوقت نفسه، قد تجدد طهران مخزونات الصواريخ المستنفذة لنظام الأسد لإعطائه قدرة انتقامية مستقلة.
جبهات جديدة ضد إسرائيل والأردن
كان «حزب الله» و«قوة القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري الإسلامي» يحاولان حتى الآن ولبعض الوقت إقامة وجود لهما في الجزء الشمالي من هضبة الجولان السورية من أجل خلق جبهة جديدة لعمل عملائهما ضد إسرائيل. وتحقيقاً لهذه الغاية، شكلا ميليشيا من الدروز في بلدة الحاضر. وفي شباط/ فبراير، قام الضباط الإيرانيين على ما يبدو بتوجيه هجوم فاشل لاستعادة هضبة الجولان السورية من قوات الثوار باستخدام «الجيش العربي السوري» و«قوات الدفاع الوطني» و«حزب الله» وقوات الميليشيا الشيعية. ومن المؤكد أن هذه الجهود ستستمر. كما وقد تحاول إيران إقامة وجود لها على طول الحدود الأردنية لعدة أسباب من بينها: الضغط على عمّان لوقف دعمها للثوار في جنوب سوريا، وزعزعة استقرار حليف رئيسي لإسرائيل والولايات المتحدة، والعمل على تحقيق الرغبة المُعلنة للمرشد الأعلى علي خامنئي والقائمة على تسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية (وهو احتمال صعب).
إعادة التوازن للقوات الموالية للنظام؟
يبدو حتى الآن أن الدعم الروسي قد نشّط «الجيش العربي السوري»، وأن أطراف التحالف الموالي للنظام تعمل معاً بشكل متكامل. إن تجربة روسيا مع استخدام القوات التقليدية إلى جانب الميليشيات والجنود غير النظاميين في أوكرانيا قد جعلتها أكثر ميلاً للنهج المشترك الذي تفضله سوريا وإيران و«حزب الله». إلا أن الآثار طويلة الأجل للمساعدة الروسية غير واضحة بعد. والأسئلة التي تطرح  نفسها هنا هي، هل ستقسّم موسكو وطهران المهام، الأمر الذي سيخلق فعلياً مناطق نفوذ بين قوات التحالف، مع مساعدة روسيا لـ «الجيش العربي السوري» وإيران لـ «قوات الدفاع الوطني» والميليشيات الشيعية الأجنبية؟ أم هل ستصر موسكو على لعب دور بارز وتسعى إلى إعادة التوازن إلى التحالف، وربما مساعدة «الجيش العربي السوري» بالظهور مرة أخرى كأقوى قوة عسكرية في البلاد (وهو خيار قد يفضله العديد من الضباط السوريين)؟ إذا كان الأمر كذلك، ما الأثر التي ستترتب عنه على السياسة الداخلية لنظام الأسد، وعلى علاقة النظام مع إيران، وعلى مصالح طهران في سوريا؟
القدرات العسكرية المعززة
حتى ولو كان تعاون إيران مع روسيا محدوداً، فإن التفاعل مع قوة عسكرية عظمى قد يسمح لها بتعلم الدروس الرئيسية واكتساب التكتيكات والتقنيات والإجراءات المتطورة. إلى جانب ذلك، زادت إيران من ميزانيتها الدفاعية بنسبة 32.5 في المائة هذا العام، كما أن خبرتها في سوريا يمكن أن تؤثر على طريقة إنفاقها للجزء المخصص لشراء الأسلحة، والذي قد ينمو في السنوات المقبلة في إطار رفع العقوبات النووية عنها. هذا ويمكن للتعاون في سوريا أن يحفز عمليات بيع الأسلحة الروسية المتطورة إلى طهران.
الأنشطة النووية الخارجية
في الوقت الذي يُحتمل أن يكون البرنامج النووي الإيراني مقيداً من الصفقة مع «مجموعة الخمسة زائد واحد»، فإن ضباط ساخطين من «الحرس الثوري» قد يمارسون الضغوط على النظام لمواصلة العمل في مواقع البحث والتطوير النووي في مواقع خارجية، بعيداً عن أعين المتطفلين من المفتشين الدوليين. وفي حين لا يُعرف عن مشاركة إيران وسوريا في تعاون نووي في الماضي، إلا أنهما قد تفعلان ذلك في المستقبل كما فعلتا في مجال الصواريخ. بيد، إن الطابع الملح لوضع المعركة ومدى تقلبه يجعلان هذا السيناريو غير قابل للتصديق في المستقبل المنظور، وهو الأمر فيما يتعلق بالمخاوف من أن يؤدي هذا التعاون إلى جلب انتباه روسيا (التي هي طرف في الاتفاق النووي) أو إسرائيل (التي هي في وضع أفضل للعمل ضد الأنشطة النووية في سوريا المجاورة من إيران البعيدة).
ردود الفعل المحلية؟
حتى الآن، لم يولّد تورط إيران في سوريا رد فعل شعبي في الداخل، وذلك لأن عملاء طهران هم الذين تحمّلوا الخسائر البشرية إلى حد كبير، في حين أن التكاليف المالية غير مرئية بالنسبة إلى المواطنين الإيرانيين العاديين. وإذا تردى النزاع وتصاعدت الخسائر الإيرانية، قد يصبح التدخل عبارة عن قضية سياسية مثيرة للجدل. ومع ذلك، فإن قرب التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية» من المرجح أن يحد من هذه المعارضة.
 مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
======================
واشنطن بوست :مارك شامبيون :سوريا والحل الشيشاني
تاريخ النشر: الأحد 25 أكتوبر 2015
لو كانت للقادة الروس قدرة على الوصول بتدخلهم في سوريا إلى نتيجة حاسمة، لكانوا قد سارعوا إلى إظهار شيء منها خلال هذه المدة التي انقضت على شروعهم فيه، ويتحتم عليهم الآن أن يعيدوا النظر في الأهداف التي ينشدونها من هذا التدخل إن كانوا يرغبون حقاً في الوصول به إلى نهاية سريعة.
وقد قال بوتين في مؤتمر «فالداي» الذي عقد في مدينة «سوشي» الروسية الخميس الماضي، وشارك فيه محللون وخبراء عالميون: «لم يتمكن شركاؤنا من إنجاز أي عمل فعّال هناك، بخلاف قواتنا التي حققت بالفعل بعض النتائج الملموسة». وكانت الرسالة التي قصد توجيهها إلى العالم تتلخص فيما يلي: لقد عادت روسيا إلى المسرح الدولي، وأصبحت هي اللاعب العالمي الأكثر قدرة على الإنجاز مقارنة بالولايات المتحدة.
وعلى رغم هذا، عكست سياسة موسكو في سوريا التناقضات ذاتها التي أفسدت سياسة واشنطن حيال الأزمة السورية، ومن ذلك مثلاً، الزعم الروسي بأن العمليات العسكرية يمكنها أن تفضي بسرعة إلى تسهيل عقد محادثات بين الأطراف المتصارعة لإيجاد حل سياسي للأزمة، وهو احتمال لا يمكن تحقيقه طالما بقيت توجه ضرباتها لكل فصائل المعارضة المسلحة لحكم بشار الأسد الذي اقترف كل هذه الفظاعات بحق الشعب السوري، وكان الهدف الروسي الحقيقي هو إنقاذ الأسد الذي يحاول بقواته البرية الباقية، وبالاستفادة من الضربات الجوية الروسية، استعادة بعض الأراضي التي فقدها.
ويخوض الأسد حرباً ضد جميع الفصائل المسلحة المناوئة له في غرب سوريا وليس في الشرق فقط حيث يتمركز مقاتلو تنظيم «داعش»، ولهذا السبب، أدت الضربات الجوية الروسية إلى استفراد التنظيم بالسيطرة على المناطق الشرقية، فيما استهدفت تلك الضربات معارضي الأسد أيضاً تحت دعوى محاربة «داعش». وهذا بالطبع لا يعود إلى جهل المسؤولين الروس بالفرق بين هذه التنظيمات، بل لأنهم يعتقدون أن هذا الفرق لا قيمة له أصلاً ولا يعني شيئاً بالنسبة لهم، وكأن المبدأ الضمني الذي يستندون عليه هو: إذا أنت حملت السلاح ضد النظام السوري، فأنت إرهابي.

ويعد هذا الموقف تكراراً لما فعلته روسيا في الشيشان عندما واجهت هناك حركة تدعو إلى الاستقلال - الانفصال عن الاتحاد الروسي ما لبثت أن تحولت إلى ثورة متطرفة رأى فيها الروس ما وصفوه بأنه «إرهاب إسلامي». وقد وصل بوتين إلى الحكم بعد بضعة أشهر من اندلاع الحرب الشيشانية الثانية عام 1999 وسارع إلى سحق المقاومة وتنصيب زعيم موالٍ له رئيساً للشيشان.
وقال بوتين في كلمته التي ألقاها في مؤتمر «سوشي» الخميس الماضي: «على المرء ألا يلعب على الفروق اللفظية للكلمات عندما يتحدث عن الإرهابيين المعتدلين وغير المعتدلين. فما الفرق بينهما؟». وذهب إلى حد القول إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا فشل لأنه كان يحاول أن يلعب ما أسماه «اللعبة المزدوجة» عندما أعلن الحرب على بعض الفصائل الإرهابية فيما كان يتعاون مع فصائل أخرى.
ومثلت دعوة بوتين لرئيس النظام السوري لزيارة موسكو هذا الأسبوع، خطوة ذات مغزى يتمثل في إبلاغ العالم بأن بشار الأسد يتمتع بدعم شخصي خاص من بوتين، وبأن روسيا لا تتخلى عن حلفائها مثلما تفعل الولايات المتحدة. وفي هذا السياق يقول الخبير الروسي في قضايا الشرق الأوسط فيتالي تومكين: «حتى لو أرادت روسيا بالفعل عزل الأسد، فإن الإيرانيين سيعارضون هذا الخيار بقوة». وما تريده إيران له أهميته عند الروس أيضاً.
وهناك نقطة مهمة أخرى في هذا السياق، هي أن موسكو لا تريد تقسيم سوريا. ومن شأن هذا الموقف أن يقصّر مدة الحرب هناك بشكل كبير، وقد تبنى بوتين شخصياً هدف الحفاظ على وحدة سوريا خلال تصريح أدلى به عقب اجتماعه بالأسد، ووصف تقسيم سوريا بأنه لا يمثل أكثر من وصفة لتحضير صراعات دائمة لا تنتهي.
ويضاف إلى كل ذلك أن التدخل الروسي في سوريا مخطط بحيث يقتصر على الضربات الجوية فحسب. كما أنه ذو مدة محددة تقدّر بنحو أربعة أشهر تقريباً. ويتضح من هذه الخطة أن روسيا تأمل أن تصل بحملتها في سوريا إلى نهاية سريعة مثلما فعلت في صراع الشيشان بعد أن تدحر المعارضين «الإرهابيين». إلا أن الوضع في سوريا يختلف عن الوضع في الشيشان لأن الحرب في سوريا مذهبية الطابع، وتلقى فيها المعارضة الدعم من الخارج.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
وول ستريت جورنال: روسيا نقلت قوات برية من أوكرانيا إلى روسيا
لندن – عربي21# السبت، 24 أكتوبر 2015 02:10 م 010
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن روسيا نقلت قوات خاصة من أوكرانيا إلى سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، ومنها وحدة "زاسلون" المختصة بحماية المنشآت الدبلوماسية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الدفاع الروسية، أن روسيا أرسلت قوات من العمليات الخاصة، سحبتها من روسيا لترسلها إلى سوريا.
وأكد المسؤول أن "من بين القوات التي تم إرسالها إلى سوريا وحدة زاسلون المدربة على حماية المنشآت الدبلوماسية والأفراد العاملين بها"، إلى جانب عشرين ضابطا من الاستخبارات العسكرية الروسية.
وتصر روسيا على تصريحاتها بأن الخبراء العسكريين الروس يقدمون المشورة والتدريب فقط، ولا ينفذون أي عمليات برية على الأراضي السورية.
وعلق مسؤول أمريكي على الأخبار عن نقل الجنود إلى روسيا، بأن من مهام تلك القوات توفير التنسيق بين القوات السورية والطائرات الروسية التي تنفذ الضربات الجوية.
======================
"لوتون": خبير روسي يكشف أسرار رحلة الأسد إلى موسكو
برن - عربي21# السبت، 24 أكتوبر 2015 10:20 ص 1619.3k0
نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية، تقريرا حول رحلة الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئة إلى موسكو الثلاثاء الماضي، وهي أول زيارة يقوم بها الأسد إلى الخارج منذ اندلاع الثورة السورية سنة 2011.
وتساءلت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21": "كيف تجرأ بشار الأسد على مغادرة بلاد وهو لم يعد قادرا على السيطرة عليها، وأجواؤها تعج بالطائرات الأجنبية، في رحلة خطيرة جدا كانت مشابهة لعملية تهريب استخباراتية، جهزت لها المخابرات الروسية بشكل دقيق جدا، وهو ما يؤكده خبراء الطيران الروس، الذين حاولوا رسم مسار رحلة بشار الأسد؛ من خلال مراقبتهم لسماء روسيا على شاشات حواسيبهم؟".
وقالت إن أحد أبرز خبراء الطيران، وهو أليكس إيفانوف، المعروف على شبكات التواصل الاجتماعي باسم "أليكس فلاي35"، الذي نجح في إماطة اللثام عن أسرار هذا العمل اللوجستي الضخم، الذي قامت به الدولة الروسية لتأمين حضور حليفها السوري.
وأكدت أن إيفانوف، الذي يعتمد على موقع "فلايت رادار" المتخصص في مراقبة حركة الملاحة الجوية في العالم، ويعتمد أيضا على خبرته الجوية الخاصة التي يؤكد الكثيرون أنها موسوعية؛ نجح في تعقب مسار الرحلة السرية التي قام بها بشار الأسد من اللاذقية إلى موسكو.
ونقلت الصحيفة عن إيفانوف قوله إن "عملية نقل بشار الأسد كانت أشبه ما تكون بعملية إيصال بضاعة؛ أكثر من كونها عملية إيصال مسافر، حيث إن المخابرات الروسية أخذت الأسد في عهدتها في صباح يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر، في قاعدة جوية روسية بمدينة اللاذقية، وقد ركب على متن طائرة "إليوشين 62"، وهي طائرة حكومية روسية وصلت في اليوم السابق بسرية تامة إلى اللاذقية، قادمة من مطار "تشاكالوفسكي" الروسي الذي يقع في ضواحي موسكو.
وأشارت إلى أن هذه الطائرة المزودة بقاعة جلوس فاخرة، ومعدات اتصال خاصة؛ عبرت الأجواء العراقية، ثم الإيرانية، قبل أن تحلق فوق بحر قزوين، وتدخل الأراضي الروسية عبر منطقة "أشتراخان" في الجنوب، ثم حطت في مطار تشاكالوفسكي في الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت روسيا.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن إيفانوف، أنه "بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ غادر الرئيس السوري مباشرة في طائرة أخرى من نفس النوع، وعبر نفس المسار، ثم في صباح يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر، بينما كانت السلطات الروسية تعلن عن قدومه، كان هو قد عاد فعلا إلى اللاذقية، وهو ما يجعل الرحلة في سرعتها وسريتها وظروفها؛ تشبه إلى حد كبير عملية نقل بضاعة حساسة.
وأكدت الصحيفة أن هذه التفاصيل التي أدلى بها إيفانوف تعد في غاية الدقة، خاصة وأن هذا الخبير الذي يعيش في موسكو؛ يحظى بشهرة كبيرة، ومتابعة واسعة على حسابه في "تويتر"، وقد أصبح منذ شهر أيلول/ سبتمبر الماضي مصدرا موثوقا لمتابعة تحركات الطائرات الروسية، بين روسيا واللاذقية.
وأضافت أن إيفانوف الذي يعرّف نفسه دائما على أنه خبير في الموجات اللاسلكية ومحب للطيران، يعتمد على وسائل بسيطة في عمله، ولكنه رغم ذلك يقدم معلومات غاية في الدقة، يعتمد عليها العديد من النشطاء الروس لإحراج آلة الدعاية الرسمية الروسية، وفضح أكاذيبها المتعلقة بالتحركات العسكرية.
وقد أثار اختفاؤه لعدة أيام في بداية الشهر الجاري قلقا كبيرا لدى متابعيه، الذي كانوا يخشون من أن تضع المخابرات الروسية حدا لنشاطه على الشبكة العنكبوتية.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تعتمد أيضا في تحركاتها على طائرات "أنتونوف" الضخمة، التي تستعمل في النقل العسكري والعمليات السرية، وهي تخصص حاليا لنقل قادة الجيش إلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها.
وأضافت أنه في الثامن من أيلول/ سبتمبر الماضي، تعرضت هذه الطائرات إلى مشكلة كبيرة، عندما قررت بلغاريا منع الطائرات الروسية من التحليق في أجوائها، ما دفع بها إلى العودة أدراجها، باستثناء واحدة فقط قررت المواصلة وعبور الأجواء البلغارية، رغم أن ذلك كان أمرا شديد الخطورة.
وتابعت: "بعد أن تم حرمان هذه الطائرات من هذا الممر الذي يؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط، والذي يعد أقل طولا وأكثر أمنا؛ اضطرت روسيا للاعتماد على مسار جديد تم تأمينه عبر الطرق الدبلوماسية، من خلال التفاهم مع كل من أذربيجان وإيران والعراق، حتى لا تقوم هذه الدول باعتراض الطائرات الروسية المتوجهة إلى سوريا".
وفي الختام؛ حذرت صحيفة "لوتون" من أن الخطر الذي يواجه الطائرات الروسية حاليا، هو أن تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع طائرات التحالف الدولي، لافتة إلى أنه في نفس اليوم الذي أعلنت فيه واشنطن وموسكو عن إمضاء بروتوكول لتفادي حوادث الطيران في الأجواء السورية؛ فقد سافر بشار الأسد إلى موسكو، في مصادفة تثير الكثير من التساؤلات.
======================
الإندبندنت’’: تحرير الاقتصاد السوري هو الحل للأزمة في سوريا وليس قصف أهداف التنظيم
الحسين
نشرت صحيفة "الاندبندنت" تحليلاً كتبه "كريس دويل"، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، قال فيه إن العالم يرى حل النزاع السياسي في سوريا ومشكلة اللاجئين في زيادة القصف الجوي على أهداف تابعة لتنظيم "داعش"، لكنني لا أتفق مع هذه الرؤية، والحل يكمن في تحرير الاقتصاد السوري من اعتماده على الحرب، بينما القوى الخارجية تشجع وتغذي هذا الاعتماد".
وقال الكاتب أن لا حل عسكريا للنزاع في سوريا، وعلى الأطراف الخارجية أن تدرك أنه لا جدوى من انتظار أن يلقي أحد الأطراف سلاحه.
المصدر: صحيفة "الاندبندنت"
======================
مقال بـ إندبندنت: شركات أوروبية تستغل اللاجئين
اريبيا نيوز
تاريخ النشر ٢٠١٥/١٠/٢٤ اطبع الخبر
لا تزال أزمة اللاجئين الفارين من ويلات الحروب في سوريا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط تتسبب بالقلق للدول الأوروبية، وبينما تحاول دول وجهات أوروبية استضافة اللاجئين ومساعدتهم، تقوم شركات خاصة باستغلال أزمتهم لتحقيق أرباح خيالية.
هذه هي الأبعاد التي تناولت من خلالها صحف بريطانية وأميركية أزمة اللاجئين الذين يعبرون الحدود للمجهول بأوروبا بحثا عن الأمان، فيواجهون في طريقهم المصاعب والأهوال وشتى المخاطر، من بينها الموت غرقا بالبحار أو اختناقا بشاحنات المهربين الذين يستغلونهم أيما استغلال.
فقد نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا للكاتب أنتوني لووينستين، أشار فيه إلى تضامن الكثيرين مع اللاجئين الذين يعانون أشد المعاناة، واستدرك بالقول إن بعض الشركات داخل أوروبا تستغل هذه الشرائح الأكثر ضعفا من اللاجئين لتحقيق أرباح مالية.
وأوضح الكاتب أن بعض الشركات في بعض الدول الأوروبية تقوم إما باستغلال اللاجئين بشكل مباشر أو عن طريق الأعمال والمشاريع التي تطلبها الحكومات من الشركات لصالح اللاجئين، سواء تعلق الأمر بتوفير المسكن أو الغذاء أو الدواء والرعاية الطبية أو الخدمات الأخرى للاجئين.
قوارب واهية
وأشارت تلك الصحيفة، في تقرير منفصل، إلى أن آلاف اللاجئين يصلون إلى الشواطئ اليونانية عن طريق قوارب متهالكة، وانتقدت فشل الدول الأوروبية في مواجهة أزمة اللاجئين.
من جانبها، أشارت ذي ديلي تلغراف البريطانية إلى أن خمسين ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان خلال أسبوع واحد فارين من سوريا ودول أخرى بالشرق الأوسط في طريقهم إلى أوروبا.
وقالت الصحيفة في تقرير منفصل: تاجر بحار ألماني بصدد جمع مبالغ مالية لشراء سفينة إنقاذ من أجل إطلاق مؤسسة تعنى بإنقاذ اللاجئين. وأوضحت أن الكابتن كلوس فوغيل تمكن من جمع نسبة كبيرة من المبلغ المطلوب لهذا الغرض عن طريق مانحين.
وفي السياق ذاته، تساءلت ذي ديلي ميل البريطانية عن جدوى إقامة السياجات، وما إذا كان من شأنها أن توقف تدفق اللاجئين، وأشارت إلى أن عددا من قادة الدول الأوروبية بصدد عقد اجتماع في المفوضية الأوروبية من أجل مناقشة التطورات الأخيرة في أزمة اللاجئين.
من جانبها، أشارت واشنطن بوست الأميركية إلى أن السوريين الأميركيين دعوا إلى وقف القصف الروسي لبلادهم الأصلية، وأضافوا أن المزيد من القصف يعني المزيد من اللاجئين.
======================
سوريا واشنطن بوست: بوتين يتكلم وأوباما يتألم
اخر اخبار سوريا اليوم في موقع الخبر السابع
واشنطن بوست: نرجمة حمود عبيد- السوري الجديد
احزروا من زار الكرملين مؤخراً؟ بشار الأسد، ديكتاتور سوريا ومدمر نهضتها الحديثة، والذي أصبح القط المدلل لفلاديمير بوتين.
فبعد أربع سنوات قضاها في جحره بدمشق، استدعي الأسد إلى روسيا لينحني إجلالاً وإكباراً أمام بوتين وليثبت للعالم اليوم أن مشاكل الشرق الأوسط تناقش في موسكو وليس واشنطن، وكي يدشّن رسمياً عهد السيطرة الرسمية لأربع دول على سوريا بقيادة روسيا.
فهل فهمت إدارة أوباما أخيراً ما تسعى إليه روسيا؟
يقول الرئيس أوباما أن روسيا محكومٌ عليها بالفشل غرقاً في وحل المستنقع السوري. لكن روسيا لا تسعى لإعادة البلاد تحت سيطرة الأسد. بل هي تقوي بنيان دولة سورية هشة تغطي ما يقرب من 20 في المئة من البلاد التي يسيطر عليها الأسد الآن، وهي تضم المناطق العلوية والمناطق الممتدة إلى الشمال والغرب من دمشق إلى اللاذقية وتشمل طبعًا القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
ليست هذه بالدولة بل هي تقسيم للدولة. وهذا سيترك للدولة الإسلامية زمام الأمور السيطرة في شمال وشرق البلاد. فمن أين أتى أوباما بفكرة أن هذا التدخل محكوم عليه بالفشل؟
إستراتيجية بوتين الكبرى هي أيضاً واضحة بدورها. فهو لا يحاول إعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية القديمة. فهذه طويلة على رقبته. ولكنه يعيد بناء ويعيد التأكيد على قدرة روسيا على فرض نفوذها خارج حدودها. فضمُّ شبه جزيرة القرم يعيد لروسيا الأم السيطرة الكاملة على الميناء المطل على البحر الأسود ذي المياه الدافئة، والذي ما فتئت روسيا تتشوق لاقتناصه منذ عهد القيصر بطرس الأكبر. وكذلك فإن تكوين دولة علوية شاطئية يؤمن لروسيا قواعد بحرية وجوية في شرق المتوسط. وإذا أضفنا إلى هذا أن روسيا أطلقت صواريخ كروز متطورة من سفن حربية قابعة في بحر قزوين لتضرب ثواراً سوريين على بعد 900 ميل نكتشف أننا أمام أقوى استعراض للعضلات ينفذه الجيش الروسي منذ أيام الحرب الباردة.
أما السيد أوباما فكل هذا لا يهمه بطبيعة الحال. فقد قال مخاطباً الأمم المتحدة الشهر الماضي:  “في عالمنا اليوم لم يعد مقياس القوة مقدار ما تسيطر عليه من الأرض.”
وهو لا شك مؤمن بهذا من أعماق قلبه كما شهد له تخليه الكامل عن العراق تاركاً القواعد الأمريكية التي كان يمكن أن تلعب دوراً في توازن القوى في المنطقة (حيث كان يمكنها من خلال السيطرة على المجال الجوي العراقي أن تمنع التسليح الإيراني لنظام الأسد المتهاوي).
وبينما يعوّل أوباما على انتصار الحق والخير والعدالة، نجد أن بوتين يعمل. وما كاد الحبر يجف على الاتفاق النووي الإيراني، حتى طار اللواء الإيراني قاسم سليماني إلى موسكو (في انتهاك للعقوبات تجاهلته أمريكا دون مبالاة) كي يخطط للحملة العسكرية متعددة الجنسيات التي يقودها الآن في سوريا. وتتألف قوة التدخل السريع الشيعية التابعة له من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية وحزب الله اللبناني وكلهم يقاتلون تحت غطاء القوات الجوية الروسية.
وهم يقصفون الثوار من غير مقاتلي الدولة الإسلامية، ومنهم الكثيرون ممن جهزتهم ودربتهم ودعمتهم الولايات المتحدة وائتلاف الـ60 دولة الذي يدّعي وجوده أوباما.
فعلاً عندما تتلقى ما بين 60-90 ضربة جوية روسية كل يوم لاشيء يخفف ألمك كأن تعلم أن بلداً كبلجيكا يقف إلى جانبك.
إن الهدف الروسي الحالي هو استعادة حلب، التي يشكل الجزء الشرقي منها آخر معقل مديني في يد الثوار.
روسيا لا تقاتل الدولة الإسلامية. بل على العكس تماماً فهجماتها على القوات المعارضة للحكومة والمعادية للدولة الإسلامية سمحت لداعش بالتوسع والاستيلاء على القرى التي يسيطر عليها الثوار شمالي حلب رغم تقدم قوى التدخل السريع الشيعية من الجنوب.
وبعيداً عن حطام أحلام أوباما عن “فتح صفحة جديدة” مع روسيا، تخيلوا قدر الاستخفاف الذي يمثله هذا التقدم العسكري بأحلام أوباما بخصوص إيران وكيف أن الاتفاق النووي سيحث إيران على اعتماد مواقف معتدلة.
دعونا نتذكر ماذا حدث منذ التوقيع على الاتفاق النووي في تموز؟ حكمت إيران بالسجن على صحفي أمريكي، رافضة بوقاحة تقديم أي لفتة إنسانية ولو بالحد الأدنى. ثم جربت بصلف صاروخاً باليستياً قادراً على حمل السلاح النووي والذي وصفه سفيرنا في الأمم المتحدة بأنه ينتهك قرارات مجلس الأمن. والآن أصبح أحد أعتى قادة الحرس الثوري الإيراني يقود جيشاً شيعياً جامعاً ينوي القضاء على ما تبقى لنا من حلفاء في الحرب الأهلية السورية.
وما رد أوباما على كل هذا؟ لا شيء. فقد غسل يديه من المنطقة التي لا تزال مركزاً عالمياً لإنتاج للنفط وتجارته، والتي لا تزال أيضاً المنطقة الأكثر سخونة في العالم فهي تمور موراً بالجهاديين المتحفزين للانتشار في أصقاع الأرض.
وعندما تقول أن مكاناً ما قد أصبح مستنقعاً فهذا معناه أنك تقول للعالم أنك ستخرج منه ولن تعود إليه أبد الدهر. وهذا يعني أن تسرح وتمرح فيه روسيا وإيران كما يحلو لهما.
في برنامج “60 Minutes” سُئل أوباما: هل تشعر بالقلق لأنك تعطي روسيا زمام القيادة؟ فأجاب أوباما باستخفاف: إن دعمك لحليف ضعيف لا يسمى قيادة. فأنا أقود في العالم في مجال تغير المناخ.
هذا الكلام يجعل أي شخص كان، في أي صراع كان، في أي مكان كان، سبق أن وثق ولو للحظة بالولايات المتحدة، يجعله يبدأ بتجهيز حقائبه للسفر إلى ألمانيا
======================
واشنطن بوست: تقدّم بوتين في سوريا يحطم أحلام أوباما في إيران
السبت 24 أكتوبر 2015 / 17:17
24- إعداد: مروة هاشم
انتقد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي، تشارلز كروثامر، في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، صمت الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابل تحركات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في سوريا، مؤكداً أن استقبال الكرملين للرئيس السوري، بشار الأسد -الذي وصفه "بالديكتاتور والمدمر"- عقب مرور أربع سنوات قضاها في الاختباء بدمشق، يوجه رسالة إلى العالم مفادها أن قضايا الشرق الأوسط يتم حلها في موسكو وليس في واشنطن.
ويرى الكاتب أن "بشار الأسد، بزيارته إلى الكرملين، يبارك رسمياً الاستيلاء الذي يتم الآن على سوريا من قبل أربع دول بقيادة روسيا"، ويتساءل بسخرية: "هل تدرك إدارة أوباما، التي هي في حيرة من أمرها، الهدف الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه؟".
تقسيم سوريا
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس أوباما يرى أن روسيا محكوم عليها بالفشل في المستنقع السوري، ولكن روسيا، برأي الكاتب، لا تحاول استعادة البلاد من أجل بشار الأسد، إذ تحاول ترسيخ دولة سوريا "الهشة" فيما يقرب من 20% من الدولة السورية التي يسيطر عليها الأسد في الوقت الراهن، أي مناطق العلويين التي تمتد إلى الشمال والغرب من دمشق من خلال طريق اللاذقية، وتشمل القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
ويطرح الكاتب أن ما يتم حاليا هو عملية "تقسيم" لسوريا، وأن روسيا سوف تترك تنظيم داعش الإرهابي يسيطر على شمال وشرق البلاد.
ويضيف الكاتب "استراتيجية بوتين الكبرى باتت واضحة أيضاً؛، إذ أنه لا يسعى إلى إعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية القديمة، فهي مهمة كبيرة جداً وشاقة، ولكنه يحاول إعادة بناء وتأكيد قدرة روسيا على فرض نفوذها خارج حدودها. ومن خلال ضم شبه جزيرة القرم استعادت روسيا السيطرة الكاملة على المياه الدافئة المطلة على البحر الأسود، الأمر الذي كانت تطمح إليه منذ بطرس الأكبر".
ويفسر الكاتب أن حشد دولة يسيطر عليها العلويين يُعد تأميناً للقواعد البحرية والجوية الروسية في شرق البحر المتوسط، كما أن إطلاق روسيا لصورايخ كروز المتطورة من سفن حربية في بحر قزوين، لضرب الثوار السوريين المعارضين لبشار الأسد على بعد 900 ميل، يقدم العرض الأكثر إثارة للإعجاب لقدرات الجيش الروسي الفائقة منذ الحرب الباردة.
خيال أوباما
ويقول الكاتب: "بالنسبة إلى أوباما، مثل هذه الأمور لا تهم بطبيعة الحال، ففي عالم اليوم -من وجهة نظره كما أشار في الأمم المتحدة الشهر الماضي- لم يعد مقياس القوة يتم تحديده من خلال السيطرة على الأراضي. ويتجلى اعتقاده في هذا (الخيال) في تخليه الكامل عن العراق، ومصادرة القواعد الأمريكية التي كان يمكننا من خلالها السيطرة على ميزان القوة في المنطقة. فعلى سبيل المثال، من خلال السيطرة على المجال الجوي العراقي، كان بالإمكان منع إيران من إعادة تسليح وتعزيز نظام بشار الأسد الذي تم إضعافه".
ويضيف الكاتب: "في الوقت الذي يعول فيه الرئيس أوباما على إنحناء قوس الكون الأخلاقي نحو العدالة، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحرك إلى الأمام. وبمجرد أن جف حبر التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، توجه الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى موسكو (وقد تجاهلنا من دون مبالاة انتهاك العقوبات) لوضع خطة الحملة متعددة الجنسيات التي يقودها الأن في سوريا، وتتألف قوته الشيعية للتدخل السريع من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية العراقية وقوات حزب الله اللبناني، وجميعهم يقاتلون تحت غطاء القوات الجوية الروسية".
ولفت إلى أنه بدلاً من استهداف الدواعش، تقوم تلك القوات بقصف مقاتلي المعارضة السورية الذين تم تدريب الكثير منهم وتسليحهم ودعمهم من الولايات المتحدة والتحالف الذي يتفاخر أوباما أنه يضم 60 دولة. وبحسب الكاتب تستهدف روسيا في الوقت الحالي استعادة حلب، إذ يُعد الجزء الشرقي فيها المعقل الحضري الأخير لما تبقي من المعارضة السورية. ومن ثم يؤكد الكاتب على أن روسيا لا تحارب تنظيم داعش الإرهابي، بل على العكس تماماً تهاجم المناهضين لحكومة الأسد.
النووي الإيراني
وأضاف الكاتب: "بصرف النظر عن حطام أحلام أوباما في تحجيم روسيا، علينا أن نفكر كيف يسخر التقدم الذي يحرزه بوتين في سوريا من أحلام أوباما بالنسبة إلى إيران، وتحديداً إدعائه أن الاتفاق النووي سيجعل سلوك إيران معتدلاً".
ويتساءل الكاتب ساخراً "ماذا حدث منذ توقيع الاتفاق في يوليو الماضي؟"، ويجيب قائلاً: "أدانت إيران صحفياً أمريكياً، وبمنتهى الاحتقار رفضت حتى تقديم الحد الأني من أي لفتة إنسانية. وبوقاحة شديدة قامت إيران باختبار صاروخاً نووياً باليستيا وهو ما يُعد انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، وعلاوة على ذلك يسيطر الأن قائد الحرس الثوري الإيراني (المعروف بسمعته السيئة) على جيش متوحد من الشيعة يحاول تدمير ما تبقى من حلفائنا في الحرب الأهلية السورية".
وينتقد كاتب المقال الرئيس أوباما بقوة ويقول: "(لا شيء على الإطلاق) كانت استجابة أوباما للرد على كل ما يحدث، لقد غسل يديه من هذه المنطقة رغم أنها لا تزال مركز الانتاج العالمي للنفط والتجارة، وهي في الوقت نفسه المنطقة الأكثر تقلباً في العالم، وتفور بالمجاهدين الأكثر ضراوة واستعداداً للتصدير".
ويخاطب الكاتب أوباما قائلاً: "حينما تصف شيئاً بأنه (مستنقع)، فإنك بذلك تخبر العالم أنك بالفعل خارجه وستظل بعيداً عنه، ومن ثم سوف تتخذ كل من روسيا وإيران طريقهما من دون عوائق".
ويتابع: "حينما سأل برنامج (60 دقيقة) الرئيس أوباما: هل تشعر بالقلق إزاء استعادة روسيا للقيادة؟ أجاب أوباما باستخفاف قائلاً: دعم حليف ضعيف ليس قيادة، إنني أقود العالم في مجال تغيير المناخ".
ويختتم ساخراً: "عندما يستمع إلى مثل هذا الكلام أي شخص في أي صراع، يضع ثقته في الولايات المتحدة، يجب عليه أن يبدأ على الفور في تجهيز حقائبه والتوجه إلى ألمانيا".
======================